You are on page 1of 51

‫المملكة المغربية‬

‫مؤسسة األعمال االجتماعية للتعليم‬


‫فرع مراكش‬

‫تنظم الدورة التكوينية السابعة عشرة ألجل الترقي‬


‫‪ :‬تحت شعار‬
‫المدرسة المواطنة تفعيل إلصالح‬
‫منظومة التربية والتكوين‬
‫خالل الفترة من ‪ 2018 / 09 / 09‬إلى غاية ‪2018 / 09 / 13 :‬‬
‫بإقامة المدرس ـ الداوديات ـ مراكش‬
‫تقديم‬ ‫‪‬‬

‫دينامية الجماعات‬ ‫‪‬‬

‫مفاهيم دينامية الجماعة‬ ‫‪‬‬

‫مرتكزات دينامية الجماعة‬ ‫‪‬‬

‫دينامية الجماعة وجماعة الفصل‬ ‫‪‬‬

‫دينامية الفصل الدراسي‬ ‫‪‬‬

‫إمكانات جماعة الفصل‬ ‫‪‬‬

‫العالقات التفاعلية لجماعة الفصل المدرسي‬ ‫‪‬‬

‫تقنيات تحليل دينامية جماعة القسم‬ ‫‪‬‬

‫خالصة‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ ‬دينامية الجماعات‪:‬‬
‫‪ ‬إطار للبحث في جماعة الفصل ودراسة‬
‫التفاعالت بيـن أفرادهـا والظواهر التي تنشأ‬
‫جراء هذه التفاعالت‬
‫‪ ‬وتتجلى أهمية دينامية الجماعات في مجال التعليم في‪:‬‬
‫‪ ‬توجيه االهتمام إلى الفصل الدراسي باعتباره جماعة‬
‫‪ ‬وإبراز أهمية الحياة الجماعية داخله و آثارها على‬
‫التعلم و على التنشئة االجتماعية‬
‫‪ ‬ومن جهة أخرى تساعد دينامية الجماعات‬
‫المربي على‪:‬‬
‫‪ ‬استثمار قوة الجماعة وطاقتها وديناميتها من‬
‫حيث هي وسائل للتكوين و التعلم الذاتيين‬
‫‪ ‬كما تساهم في التعامل مع جماعة الفصل ال‬
‫باعتبارها مجاال للمنافسة و الصراع بل مجاال‬
‫للتعاون والتواصل والتشارك والتعاضد‪...‬‬
‫‪ ‬فما المقصود بدينامية الجماعة وما أنواع‬
‫الجماعات ؟ وما هو مفهوم جماعة الفصل؟ وما‬
‫هي العالقة التي تربط دينامية الجماعات‬
‫وجماعة الفصل؟ وكيف يمكن استثماردينامية‬
‫الجماعات في المجال التربوي؟‬
‫‪ 1 ‬تعريف دينامية الجماعات ‪:‬‬
‫‪ ‬أحد فروع علم النفس االجتماعي الذي يدرس‬
‫التفاعالت االجتماعية داخل الجماعات سواء تمت‬
‫هذه التفاعالت بين الفرد و الجماعة أو بين جماعة‬
‫و أخرى‪،‬‬
‫‪ ‬كما يهتم بدراسة ما ينجم من هذه التفاعالت من‬
‫ظواهر نفسية اجتماعية مميزة لحياة الجماعات‬
‫ومرتبطة بها‪.‬‬
‫‪ ‬تشير كلمة دينامية في األصل االشتقاقي إلى معنى‬
‫القوى عند اليونان‪ ،‬وتعرف الدينامية بالحركية أو‬
‫الحراك‪.‬‬
‫‪ ‬وتعني القوى المتولدة عند تظافر جهود وقوى أفراد‬
‫الجماعات‪،‬‬
‫‪ ‬إن هذه القوى ليست قوة الفرد وحدها أو قوة الجماعة‬
‫وحدها بل هي القوة الناشئة عن التفاعالت داخل إطار‬
‫جماعي‪.‬‬
‫‪ ‬يختلف علماء النفس االجتماعي في تعريف‬
‫الجماعة وذلك باختالف األسس و المنطلقات‬
‫التي يستندون إليها في تحديد الحد األدنى لعدد‬
‫أفرادها‪.‬‬
‫‪ ‬وفيما يلي بعض التعاريف ‪:‬‬
‫جاء في تعريف بورديو للجماعة ”أنها تتحدد‬
‫بمجموع العالقات المؤقتة أو المستمرة العاطفية‬
‫و المشروعة بين أعضائها أو بمجموع العالقات‬
‫التي تسمى تفاعالت باعتبارها عالقات عميقة و‬
‫حقيقية" ‪.‬‬
‫‪ ‬ومن هذا المنظور ليست الجماعة مجرد تجمع بشري‬
‫يكونه عدد األفراد الذين قد تجمعهم رابطة أو روابط‬
‫مصاحبة مادية فقط‪،‬‬
‫‪ ‬بل هي مجموعة من األفراد الذين تربط بينهم روابط‬
‫ذات أساس وجداني‪ ،‬تقوم عليها عالقات نفسيةـ بينهم‬
‫و تشد بعضهم إلى بعض ضامنة تماسكهم و‬
‫ترابطهم ‪.‬‬
‫‪ ‬من خالل مجموعة من التعاريف يمكن أن نستخلص‬
‫تعريفا شامال للجماعة وهو‪ " :‬أن الجماعة هي وحدة‬
‫اجتماعية تتكون من شخصين فأكثر يتم بينهم تفاعل‬
‫اجتماعي وتأثير انفعالي ونشاط متبادل على أساسه‬
‫تتحدد األدوار والمكانة االجتماعية لألفراد وفق معايير‬
‫وقيم الجماعة وذلك من اجل إشباع حاجاتهم ورغباتهم‬
‫سعيا لتحقيق أهدافهم‪.‬‬
‫‪ ‬يبدوا من العسير تحديد سائر أنواع الجماعات وذلك راجع إلى‬
‫تعدد المقاييس المعتمدة وإلى تعدد التيارات التي اهتمت بهذا‬
‫التصنيف ومن بين أنواع الجماعات نذكر ‪:‬‬
‫‪ -‬الجماعات األولية‪ :‬هي جماعات يولد فيها الفرد وينشأ داخلها‬
‫ولذلك يكون لها تأثير كبير في تكوين شخصيته‬
‫‪ ‬وتمتاز هذه الجماعات بقوة الرابطة و االستمرارية كما يسودها‬
‫التعاطف و الوئام حيث يتحقق االتصال بين أعضائها وجها لوجه‬
‫و بصورة متكررة وتمتاز بالبقاء لفترة طويلة وأحيانا تستمر طول‬
‫الحياة كما هو الشأن في جماعة األسرة‬
‫‪ ‬الجماعة الثانوية‪ :‬وهي الجماعات التي يكون‬
‫تأثيرها ثانويا رغم تميزها ببعض الخصائص و‬
‫المميزات‪ ،‬وتتسم هذه الجماعات بعدم قوة‬
‫الرابطة واالرتباط بين أعضائها وعدم‬
‫االستمرارية‪.‬‬
‫‪ ‬الجماعة المنغلقة‪ :‬وهي تلك الجماعات التي‬
‫تحدد عدد أعضائها وتربطهم بميثاق العضوية‪،‬‬
‫وال تقبل أي دخيل ما لم يلتمس منها العضوية‪.‬‬
‫‪ ‬الجماعات المنفتحة‪ :‬وهي على العكس تفتح‬
‫أبوابها لكل من يرغب في االنضمام إليها بل أنها‬
‫أحيانا تجلب أعضا ًء من الخارج عن طريق‬
‫اإلقناع أو اإلغراء أو االقتراح ومنها الجماعات‬
‫السياسية التي تدعو إلى فلسفتها في الحياة وال‬
‫تفرض مواصفات محددة وخاصة للعضوية‬
‫ماعدا االشتراك في األفكار و األهداف داخل‬
‫الجماعة‪.‬‬
‫‪ ‬تخضع الجماعة لعدة شروط منها ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون لكل فرد دور يؤديه؛‬
‫‪ -‬أن تكون هناك معايير مشتركة تتحكم في سلوك األفراد داخل‬
‫الجماعة؛‬
‫‪ -‬أن تكون هناك للجماعة أهداف تسعى إلىـ بلوغها‪.‬‬
‫وـلكي تسعى الجماعة إلى تحقيق أهدافها ينبغي أن تتصف‬
‫بمجموعة من المواصفات‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون عالقة أعضائها مبنية على الود و التعاون؛‬
‫‪ -‬أن تكون لها قيادة تحافظ على سير نظامها؛‬
‫‪ -‬أن يكون لدى أعضائها إحساس وشعور بالمسؤولية وأداء‬
‫الواجب اتجاه الجماعة‪.‬‬
‫‪ ‬التماسك‪ :‬هو تلك القوى التي تربط أعضاء الجماعة‬
‫إلى بعضها البعض‪ ،‬ويتضمن كذلك شعور األفراد‬
‫بانتمائهم إلى الجماعة‪.‬‬
‫‪ ‬التماسك الخارجي‪ :‬تماسك ذو طابع مؤسساتي يرسم‬
‫المجال الذي تتحرك فيه الجماعة‬
‫‪ ‬التماسك الداخلي‪ :‬ذو بعد وجداني وفكري يتحكم في‬
‫تنظيم العالقة بين أعضاء الجماعة‬
‫‪ ‬الزعامة أو القيادة‪ :‬صفة أو خاصية يتصف بها أحد أفراد‬
‫الجماعة نظرا لتوفره على مواصفات خاصة‪،‬‬
‫‪ ‬وهي مسؤولية تخول لقائد ممارسة السلطة باسم الجماعة‬
‫‪ ‬تنظيم العالقات بين أعضاء الجماعة و التخفيف‪ M‬من التوتر‪M‬‬
‫بينهم؛‬
‫‪ ‬قيادة مبنية على القدر‪M‬ة الذاتية في التأثير على فكر‪ M‬الجماعة؛‬
‫‪ ‬تنظيم عمل الجماعة و الوصول بها إلى الهدف المشتر‪M‬ك‬
‫‪ ‬المعاييرـ‪:‬هي مجموعة من القواعد التي تنظم تصرفات‬
‫األعضاء وتضبط سلوكاتهم‪:‬‬
‫‪ -‬معايير صريحة مفروضة على الجماعة مثل القوانين‬
‫المؤسسية؛‬
‫‪ -‬معايير ضمنية مستقرة نتيجة التفاعل الداخلي بين‬
‫أعضاء الجماعة‪.‬‬
‫‪ ‬التفاعل ‪:‬هو تفاعل مشترك بين أفراد الجماعة يتم بواسطة‪:‬‬
‫‪ -‬اللغة؛‬
‫‪ -‬الرموز و اإلشارات؛‬
‫‪ -‬األدوار و المهام‪،‬‬
‫‪ -‬األعراف و المعتقدات؛‬
‫‪ -‬الحاجات والرغبات؛‬
‫‪ -‬التواصل‪.‬‬
‫‪ ‬تستند دينامية الجماعات إلى عدة مرتكزات‬
‫ابستمولوجية يمكن حصرها في أبحاث الفالسفة و‬
‫السوسيولوجيين األوروبيين الذين اهتموا بالجماعة‬
‫ورسخوا أسس دينامية الجماعات كما عند إميل‬
‫دوركايم وشارل فوريي وسارتر وكارل كولي‪ ،‬إلى‬
‫أبحاث العالم األلماني كورت لوين الذي أسس علم‬
‫دينامية الجماعات‪.‬‬
‫‪ ‬كما كانت السوسيوميثر‪M‬ية التي وضعها جاكوب لفي مورينو‬
‫سنة ‪ 1953‬من اآلليات اإلجرائية لفهم الجماعات وتفسير‬
‫تفاعالتها البنيوية الوظيفية‪،‬‬
‫‪ ‬إضافة إلى استفادة دينامية الجماعات من أبحاث الطب‬
‫النفسي ومن تحليالت فرويد النفسية التي ركزت على‬
‫الجماعات وخاصة في كتبه "موسى و التوحيد" و"علم نفس‬
‫الحشود" و" تحليل األنا "‪،‬‬
‫‪ ‬زد على ذلك استفادة دينامية الجماعات من النظر‪M‬يات‬
‫المعرفية في إطار علم النفس المعرفي منذ الستينيات من‬
‫القرن ‪...20‬‬
‫‪ 1 ‬تعريف جماعة الفصل الدراسي‪:‬‬
‫‪ ‬يمكن تعريف جماعة الفصل على أنها مجموعة من‬
‫األفراد "مدرسين و تالميذ" يتفاعلون بينهم تفاعال‬
‫مباشرا‪ ،‬ويؤدي كل منهم أدوارا بارتباط مع أوضاعهم‬
‫ومكانتهم ووفقا لمعايير الجماعة وقواعدها ويهدفون‬
‫إلى تحقيق أهداف فردية وأهداف جماعية مشتركة‬
‫‪ ‬ويعرف جيل فري جماعة الفصل بأنها مجموعة‬
‫عمل‪ ،‬وباعتبارها كذلك فهي تتميز بسعيها إلى‬
‫إنتاج ماال يستطيع فرد أن ينتجه‪،‬‬
‫‪ ‬فالفصل الدراسي متفرد من حيث غايته ألنه‬
‫منظم إلنتاج تغييرات في سلوك أفراد الجماعة‬
‫أنفسهم و االرتقاء بها ‪.‬‬
‫‪ ‬ويلخص مارسيل بوستيك بعض مميزات جماعة‬
‫الفصل كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إنها مجموعة تفاعل مباشر ألن أعضاءها يؤثر كل‬
‫منهم في األخر‪.‬‬
‫‪ -‬إنها مجموعة شكلية ألن أعضائها قد عينوا ليؤلفوا‬
‫مجموعة ولم يختر بعضهم بعضا ألن بنية هذه‬
‫الجماعة فرضتها المؤسسة ‪.‬‬
‫‪ ‬وعموما فجماعة الفصل الدراسي هي جماعة تتكون‬
‫من التالميذ‪،‬‬
‫‪ ‬وابرز خاصياتها هي أنها جماعة نظامية إجبارية ال‬
‫تخضع في تأسيسها إلى إرادة األفراد بل لمقتضيات‬
‫مؤسسية محددة وترتبط هذه الجماعة مع المدرس‬
‫بعالقات منتظمة وحضورها إجباري اجتمعت بهدف‬
‫التعلم في مجال وظيفي مجهز للتعلم هو المدرسة‪.‬‬
‫‪ ‬لكل جماعة ديناميتين‪:‬‬
‫‪ ‬األولى داخلية تنجم عن مختلف التفاعالت و العالقات‬
‫التي تربط بين أعضاء الجماعة‬
‫‪ ‬والثانية خارجية تربط الجماعة بعناصر خارجية عنها‬
‫سواء كانوا أفرادا أو جماعات وذلك بحكم أن أي‬
‫جماعة ال يمكن أن تتواجد أو تعمل في انعزال عن‬
‫العالم‪ ،‬بل هي وحدة من نسق تتبادل مع مختلف‬
‫مكوناته األخرى وجوها من التفاعل‬
‫‪ ‬وجماعة الفصل ال تخرج عن هذا الواقع فهي‬
‫تعيش‪:‬‬
‫‪ ‬دينامية داخلية تحركها مختلف العناصر‬
‫المكونة لهذه الجماعات‬
‫‪ ‬سيكولوجيات متباينة‬
‫‪ ‬أوضاع وأدوار وحاجات وحموالت ومعطيات‬
‫مادية يمنحها الفصل أو يخلقها التالميذ‪،‬‬
‫‪ ‬وهناك دينامية خارجية تفرضها عالقة جماعة‬
‫الفصل مع جماعات أخرى(عالقة اإلدارة‬
‫بالفصول الدراسية األخرى المتواجدة في‬
‫المدرسة‪ ،‬جماعة أباء التالميذ‪) ..‬‬
‫‪ ‬يمكن أن تكون المتغيرات مالحظة بشكل مباشر‬
‫أو تضبط عن طريق االختبارات و المقابالت‪،‬‬
‫ويمكن تحديد بعض هذه المتغيرات كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬األعراف‪ :‬وتشمل كل القواعد المحددة للسلوكات‬
‫المقبولة أو الجارية سواء المفروضة من قانون‬
‫المؤسسة أو من لدن األستاذ أو المتعارف عليها من‬
‫طرف أعضاء الجماعة مثل ذلك "أدبيات النقاش و‬
‫االستئذان"؛‬
‫‪ ‬األهداف‪ :‬وتتنوع هذه األهداف الموجهة لنشاط جماعة‬
‫الفصل حسب مصدرها‬
‫‪ ‬فهناك أهداف مسطرة من طرف الوزارة الوصية يتم‬
‫تحديدها مسبقا وتسعى إلى تحقيق غايات و مرامي‬
‫المجتمع ‪،‬‬
‫‪ ‬وهناك أهداف تبرز كنتيجة لحياة الجماعة وديناميتها‪.‬‬
‫‪ ‬المهام واألدوار‪ :‬بحيث يبقى لكل عضو من األعضاء‬
‫بمن فيهم المدرس دور تتوقعه المؤسسة التربوية‬
‫منه‪...‬‬
‫‪ ‬القيادة‪ :‬يجسدها المدير في المقام األول داخل‬
‫المؤسسة والمدرس داخل الفصل‪ ،‬وهي إما تكون‬
‫ديكتاتورية يقرر القائد كل شيء أو ديمقراطية يسمح‬
‫فيها بالمناقشة واتخاذ القرار الجماعي‪ ،‬أو فوضوية‬
‫بحيث يغيب القائد إجرائيا لتبقى قيادته رمزية‪.‬‬
‫‪ ‬تعتمد جماعة الفصل على رصيد تستثمره في‬
‫تحقيق أهدافها وهو مجموع اإلمكانات التي‬
‫يسهم بها كل فرد في الجماعة‪ ،‬أي مؤهالته و‬
‫استعداداته‪،‬‬
‫‪ ‬وتعتبر هذه اإلمكانات عنصرا هاما في مسار‬
‫عملية التعلم ألهميتها من جهة وألهمية إدراكها‬
‫من طرف األعضاء من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬ويمكن أن نميز في هذا اإلطار بين إمكانات‬
‫المتعلم و المدرس‪:‬‬
‫‪ ‬تتحدد إمكانات المتعلم بدرجة دافعيته للتعلم‬
‫والتصورات التي لديه حول العملية التعليمية‬
‫وحول المدرس وإدراكاته إلمكاناته وإمكانات‬
‫اآلخرين في الجماعة وعالقة كل ذلك مع أهدافه‪...‬‬
‫‪ ‬أما إمكانات المدرس فتشمل مؤهالته المعرفية‬
‫والبيداغوجية وتمثالته للفعل التعليمي و‬
‫للمتعلمين وإمكاناتهم و اتجاهاته نحو مهنته‪،‬‬
‫‪ ‬إضافة إلى إمكانات المؤسسة و التي يتحكم‬
‫بجانب كبير منها المستوى االجتماعي و‬
‫االقتصادي للمدرسة‪.‬‬
‫‪ ‬كما تتدخل األسرة في تحديد هذه اإلمكانات من خالل‬
‫ما تسهم به في تجهيز المدرسة وجماعة الفصل من‬
‫أدوات وكتب‪.‬‬
‫‪ ‬تشكل هذه اإلمكانات بنية يؤدي أي خلل في واحدة‬
‫منها إلى خلل في تحقيق األهداف وسير العملية‬
‫التعليمية‪.‬‬
‫‪ ‬تتميز جماعة الفصل كأي جماعة صغرى‬
‫بالتفاعالت بين‪-‬شخصية وذلك نظرا لتواجد‬
‫األعضاء في عالقة مباشرة مع بعضهم البعض؛‬
‫‪ ‬وهذه التفاعالت بعضها إجرائي مرتبط بالمهام‬
‫التعليمية "المناقشة‪ ،‬المساءلة‪ ،‬التعاون على‬
‫انجاز عمل مدرسي‪،"..‬‬
‫‪ ‬وبعضها وجداني "التعاطف‪ ،‬النفور‪،"...‬‬
‫‪ ‬دينامية الجماعة منهجية مهمة في عالج الكثير‬
‫من الظواهر النفسية الالشعورية‬
‫‪ ‬كما أنها تقنية تنشيطية هامة يمكن االستعانة بها‬
‫أثناء العملية التعليمية‪،‬‬
‫‪ ‬وطريقة فعالة في التنشيط التربوي وإجراء‬
‫منهجي للتحكم في التنظيم الذاتي للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬ومن المعلوم أن المدرسة تضم جماعات الفصول‬
‫كما تحتوي على جماعة التكوين أو التأطير التي‬
‫تتكون من المدرسين و المربيين الذين يقومون‬
‫بمهمة التعليم و اإلرشاد التربوي‪ ،‬وتضم أيضا‬
‫جماعة التسيير اإلداري‪،‬‬
‫‪ ‬ويعني هذا أن المدرسة خاضعة لقوانين دينامية‬
‫الجماعات لوجود عالقات إنسانية وتفاعالت‬
‫مضمرة وبارزة داخل النسق المدرسي‪.‬‬
‫‪ ‬تشتغل دينامية الجماعات باإلضافة إلى صياغة‬
‫تصورات عامة نظرية بصدد حركية الجماعات‬
‫وتفاعالتها‪،‬‬
‫‪ ‬على تقديم تقنيات للبحث ورصد الظواهر التي تعتمد‬
‫داخل الجماعات‪.‬‬
‫‪ ‬وهكذا تقدم مجموعة من الوسائل التي تسمح بمالحظة‬
‫التفاعالت داخلها وكيفيةـ تطورها‪،‬‬
‫‪ ‬وتستثمر بعض التقنيات في فهم جماعة القسم‬
‫وتحليل تفاعالتها ومختلف الميكانيزمات المتحكمة‬
‫في سيرورتها كما تسمح بإيجاد المسلكيات القادرة‬
‫على إحداث التغيرات المـالئمة في عمل ومناخ‬
‫الجماعة وذلك عن طريق التدخل السيكوسوسيولوجي‬
‫‪ ‬ومن أشهر التقنيات المستخدمة في تحليل دينامية‬
‫الجماعة‪ :‬القياسات االجتماعية أو السوسيومترية‬
‫‪ Sociométrique‬ألحد الباحثين يدعى "ليفي‬
‫مورينو" وهي دراسة خاصة بالكشف عن المستوى‬
‫المستتر في البنية التلقائية للجماعة الصغيرة‪.‬‬
‫ويعتبر القياس السوسيومتري وسيلة للكشف عن البنية الخفية للجماعة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وهو عبارة عن استمارة تتضمن عددا من األسئلة توزع على أفراد‬ ‫‪‬‬

‫الجماعة مع اشتراط اإلجابة الصادقة والتلقائية عن األسئلة حتى تكون‬


‫األجوبة معبرة عن الوضعية الداخلية التي توجد عليها الجماعة‬
‫وأنشطتها وأهدافها المعبرة عن حياتها‪،‬‬
‫وذلك بربط األسئلة باألجوبة معا بما هو معيش أو معاش من طرف‬ ‫‪‬‬

‫أعضاء الجماعة ‪،‬‬


‫بغية الوصول إلى معرفة البنية الداخلية للجماعة‬ ‫‪‬‬

‫وطبيعة العالقات التفاعلية‬ ‫‪‬‬

‫وطبيعة التواصل‬ ‫‪‬‬

‫حتى يمكن استثمار أهداف الجماعة استثمارا يتجه نحو األفضل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ويتكون هذا االختبار لدى مورينو من أربعة أسئلة‪:‬‬
‫‪ -‬من هم األشخاص الذين يرغب المستجوب في أن يكونوا معه ضمن‬
‫نشاط ما؟‬
‫‪ -‬من هم األشخاص الذين ال يرغب المستجوب في أن يكونوا معه‬
‫ضمن نشاط ما؟‬
‫‪ -‬من هم األشخاص الذين يعتقد أنهم يرغبون في أن يكون هو معهم‬
‫ضمن نشاط ما؟‬
‫‪ -‬من هم األشخاص الذين يعتقد أنهم ال يرغبون في أن يكون هو معهم‬
‫ضمن نشاط ما؟‬
‫‪ ‬يحدد السؤاالن األوالن المكانة التي يحتلها الفرد‬
‫واقعيا ضمن شبكة العالقات داخل الجماعة‪،‬‬
‫‪ ‬في حين يحدد السؤاالن الثالث والرابع مكانته‬
‫المدركة أي مكانته كما يدركها هو‪.‬‬
‫‪ ‬واالختبار السوسيومتري يستوجب ليس فقط الوقوف‬
‫على األرقام والمعطيات بل تجاوز ذلك إلى التحليل‬
‫واستخراج الخالصات واالستنتاجات‪،‬‬
‫‪ ‬أما فائدته بالنسبةـ لجماعة الفصل فتتشكل في‬
‫مجموعة من القضايا نذكر منها‪:‬‬
‫‪ - ‬االستئناس بالنتائج في تشكيل المجموعات داخل الفصل‬
‫عند اعتماد طريقة المجموعات أو اعتماد أساليبها‪ .‬عوض‬
‫تشكيل هذه المجموعات اعتباطا مما قد يخلق عراقيل في‬
‫وجه إنجاز األهداف‪.‬‬
‫‪ -‬لمعرفة المنعزلين والمنبوذين بهدف العمل على إدماجهم‬
‫ضمن الجماعة تفاديا لسوء توافقهم الدرـاسي الذي ينجم‬
‫عن مكانة سوسيومترية منخفضة‪.‬‬
‫‪ -‬لمعرفة بنية العالقات ومحاولة تغييرها بما يخلق مناخا‬
‫إيجابيا للجماعة يسمح بالدافعية للعمل واإلنتاجية‪ .‬‬
‫‪ ‬نستنتج مما سبق أن دينامية الجماعات دراسة علمـية‬
‫تهتم بالبحث في كيفيةـ ظهور الجمـاعات وبروز‬
‫بنياتها ووظائفها و اكتشاف المبادئ الضمنية التي‬
‫تتحكم في تصرفاتها التفاعلية اإلنسانية الداخلية‪،‬‬
‫‪ ‬ويعني هذا أن دينامية الجماعات طريقة في تشخيص‬
‫مختلف القوى الخفية و التفاعالت الظاهرة و‬
‫الضمـنية التي تتحكم في تسيير الجماعات البشرية‬
‫وتنظيمها تنظيما ذاتيا ومؤسساتيا‪.‬‬
‫أتمنى لكم التوفيق‬

You might also like