You are on page 1of 5

‫البيداغوجية الصريحة‬

‫أو‬
‫التعليم الصريح‬

L’enseignement explicite ou la pédagogie explicite (la PEx)

Samir Bounaga ‫سمير بونكة‬


‫من أحدث البيداغوجيات‪ ،‬أسسها الباحث والبيداغوجي سيفريد انجلمان (‪)Siefried Engelmann‬‬
‫سنة ‪ 1960‬وطورها بأبحاثه باراك روزنشاين (‪ )Barak Rosenshine‬انطالقا من مالحظة أداء‬
‫المدرسين ومستوى المتعلمين الذين يحصلون على نتائج جيدة‪.‬‬
‫دامت الدراسة عشر سنوات حيث تمت فيها مقارنة تسع مقاربات بيداغوجية وكانت الدراسة األكبر‬
‫واألطول من نوعها وكان التعليم المباشر أفضل مقاربة من حيث النتائج سواء من حيث اكتساب الكفايات‬
‫أو من حيث تحقيق األهداف‪ .‬واستنادا إلى نتائجها وضع روزنشاين الخطوط الكبرى للبيداغوجية‬
‫الصريحة سنة ‪.1983‬‬

‫‪ .1‬تعريف البيداغوجية الصريحة‪:‬‬


‫هي نموذج بيداغوجي يعتم طرق التعليم والتعلم النشط‪ ،‬ظهرت وانتشرت في أمريكا الشمالية‪ ،‬وعي‬
‫تعرف على أنها تعليم صريح ومباشر ومنظم يقوده ويوجهه المدرس؛‬
‫وهي تنطلق من مبدأ كون المتعلم ال يتعلم إال إذا كان المدرس يقوم بعملية التدريس‪.‬‬
‫تركز على أن التعلمات تتم عبر التعليم والتعلم‪ ،‬لكن للمدرس دور كبير في التوجيه‪.‬‬

‫‪ .2‬مبادئها‪:‬‬
‫أ‪ .‬بيداغوجيا تصرح وتقدم التعلمات‪:‬‬
‫بعد التمهيد والتذكير بالمكتسبات السابقة‪ ،‬يتم التصريح بما سيتم تعلمه في الحصة الحالية حيث ويقدم‬
‫المدرس الهدف والنموذج وكيفية الوصول إلى الهدف وهذا يجعل المتعلمين يركزون أكثر على الهدف ومحاولة‬
‫تحقيقه‪.‬‬

‫‪Samir Bounaga, inspecteur pédagogique de l’enseignement primaire‬‬


‫إذن فالمدرس يصرح باستدالله كأنه يفكر بصوت مرتفع فيسمع المتعلمون ما يفكر فيه كما يصرح‬
‫المتعلمون بما يفكرون فيه من أجل مشاركة زمالئهم ومدرسهم في االستراتيجية المتبعة وتعرف طريقة الوصول‬
‫إلى الحل‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫درس؟‬
‫ماذا سن ُ‬
‫متى؟‬
‫لماذا؟‬

‫كيف؟‬

‫مراحل درس وفق البيداغوجية الصريحة تكون بالتفويض التدريجي للمسؤولية حيث يشارك المدرس في‬
‫اإلنجاز إلعطاء نموذج للمتعلمين وتشجيعهم على المشاركة في العمل واإلنجاز ثم االنسحاب شيئا فشيئا إلى أن‬
‫يتمكن المتعلم لوحده من إنجاز المطلوب‪:‬‬
‫نموذج شيك هونتر (‪)Cheek Hunter‬‬
‫تقديم؛‬ ‫•‬
‫النمذجة حيث يقدم المدرس نموذجا أمام المتعلمين؛‬ ‫•‬
‫الممارسة الموجهة‪ :‬تكون جماعيا أو من طرف مجموعات؛‬ ‫•‬
‫التمكن من الهدف واألهم لتخزينه في الذاكرة؛‬ ‫•‬
‫الممارسة المستقلة تكون فرديا أو تعاونيا مثنى مثنى أو مجموعات صغيرة‪،‬‬ ‫•‬
‫مراجعة؛‬ ‫•‬
‫تقويم‪.‬‬ ‫•‬

‫‪Samir Bounaga, inspecteur pédagogique de l’enseignement primaire‬‬


‫ب‪ .‬تعزيز التعلم ومشاركة المتعلمين في بناء التعلمات‪:‬‬
‫في هذه البيداغوجية فالمرحلة األهم واألطول في الدرس هي مرحلة الممارسة الموجهة‪ ،‬وخاللها يقوم‬
‫المدرس بطرح األسئلة ويتفاعل مع المتعلمين لمعرفة مدى فهمهم‪ .‬من هنا يكون المتعلمون مطالبين باالنخراط‬
‫لتعليل أجوبتهم وتأكيدها‪ .‬كما يمكن للمدرس أيضا أن يقترح على المتعلمين العمل في مجموعات صغيرة للتفاعل‬
‫فيما بين أفرادها‪.‬‬

‫ت‪ .‬منظمة وتدرجية من البسيط إلى المركب لتحقيق الفهم‪:‬‬


‫كما هو الشأن لمجموعة من البيداغوجيات الحديثة‪ ،‬فالبيداغوجية الصريحة تستمد أسسها من نتائج‬
‫النظريات المعرفية وتتخذ كمبدأ من مبادئها االنتقال من البسيط إلى المركب وتبسيط كل كعرفة مركبة إلى معرفة‬
‫بسيطة تدرس عبر عدة حصص‪.‬‬

‫ث‪ .‬التذكر الجيد من األدوات والمهارات المهمة لدى المتعلم‪ ،‬لذا تركز عليها بتكرار العمليات‬
‫واألنشطة‪:‬‬
‫في هذه البيداغوجيا يتم التركيز على نوعين من الذاكرة‪:‬‬
‫• ذاكرة قصيرة األمد‪ :‬أو ذاكرة العمل‪ ،‬وهي ذاكرة استقبال المعلومات والمعارف ويكون مداها‬
‫وسعة تجزينها جد محدودين وهي ذاكرة الوعي والتفكير‪.‬‬
‫• ذاكرة طويلة األمد‪ :‬وهي ذاكرة استقبال المعلومات والمعارف ويكون مداها وسعة تجزينها‬
‫تقريبا غير محدودين حيث تمكن من تخزين كمية كبيرة من المعلومات وخالل مدة زويلة‬
‫جدا وهي ذاكرة خاصة باالحتفاظ بالمعلومات وتخزينها‪.‬‬
‫واالحتفاظ بالمعلومات يستوجب عمال دائما ومنتظما للذاكرة قصيرة المدى ويتم ذلك بإعادة‬
‫األنشطة أو توظيفها باستمرار في مكونات ومواد مختلفة في إطار التكامل بين المواد‬
‫والوحدات والكفايات العرضانية‪ .‬كما أن المتعلم في تكرار لألنشطة يقوم باكتساب نفس‬
‫المعرفة بطرق وفي سياقات مختلفة وال نعني بالتكرار تكرار النشاط المنجز لكن تكرار‬
‫الهدف منه واستعمال المعرفة والقدرة والسلوك لترسيخهم‪.‬‬
‫ولتعزيز الذاكرة طويلة المدى فهذه البيداغوجية تنصح بـــ‪:‬‬
‫‪ -‬حصص المراجعة بتردد كبير؛‬
‫‪ -‬إدماج وتوظيف المعارف المكتسبة في وضعيات مختلفة وأكثر تعقيدا‪.‬‬

‫ج‪ .‬تقدر وتثمن المجهودات المبذولة للوصول إلى النجاح وإلى نتائج جيدة‪.‬‬
‫نجاح المتعلم هو بفضل مجهوداته التي يبذلها واالستراتيجيات التي يتبعها للوصول إلى التعلم والنجاح‪.‬‬
‫حسب أبحاث كارول دويك (‪ )Carol S. Dweck‬عالم نفس معرفي‪ ،‬فيقسم الذكاء إلى قسمين‪:‬‬
‫▪ ذكاء متغير‪ :‬المتعلمون الذين ينجحون يدركون أن ذكاءهم غير ثابت وأنه بتطور‬
‫حسب المجهودات المبذولة؛‬
‫‪Samir Bounaga, inspecteur pédagogique de l’enseignement primaire‬‬
‫▪ ذكاء ثابت‪ :‬والمتعلمون الذين يحرزون نجاحات أقل فلديهم تصور جامد لذكائهم‬
‫وليست لديهم القدرة على تجاوز هذا الفشل في اإلدراك‪.‬‬

‫‪ .3‬أسسها‪:‬‬
‫تتأسس البيداغوجية الصريحة على‪:‬‬
‫‪ -‬نتائج علوم التربية‪،‬‬
‫‪ -‬نتائج العلوم المعرفية؛‬

‫‪ .4‬تعريف الكفاية‪:‬‬
‫‪ -‬القدرة على كيفية التصرف؛‬
‫‪ -‬القدرة على تحريك المكتسبات واستعمالها لحل مهمات معقدة‪.‬‬

‫‪ .5‬ما ال يجب خلطه مع البيداغوجية الصريحة‪:‬‬


‫‪ -‬ليست تلقينا؛‬
‫‪ -‬ليست بنائية وال سوسيوبنائية رغم أنها تلتقي معهما في التفاعالت لبناء المعارف إال أن‬
‫األوليتين تنطلقان من المتعلم أكثر من المدرس بينما الصريحة تنطلق من المهمة المركبة‬
‫المرغوب إنجازها من قبل المتعلمين ويقدمها لهم المدرس كوضعية ويتفاعلون فيما بينهم‬
‫بعد حلها ليتواجهوا بينهم للمناقشة والتعليل واالستدالل‪.‬‬

‫‪ .6‬استعماالتها في منظومتنا التربوية‪:‬‬


‫▪ القراءة المنهجية عند التصريح بالهدف والصوت المدروس مع التفويض التدريجي للمسؤولية؛‬
‫▪ في الرياضيات أثناء تقديم نماذج للمتعلمين قبل إنجاز التمارين؛‬
‫▪ النمذجة في النشاط العلمي؛‬

‫‪Samir Bounaga, inspecteur pédagogique de l’enseignement primaire‬‬

You might also like