Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
مقدمة
وبالتاىل السياسات االجتماعية (باعتبارها فرعا من فروع السياسات العمومية) للتقييم محوال
ي
اليلمان صالحية هذا التقيم إىل جانب اختصاصاته التقليدية ر
التشي ع والمراقبة" ،وكذا عىل ر
تخصيصه جلسة سنوية لمناقشة السياسات العمومية وتقييمها ،كما عمل الدستور عىل
إعمال المقاربة التشاركية ن يف إعداد السياسات العمومية وتفعيلها وتنفيذها وتقييمها .لقد
شكل دستور ،2011دستور السياسات العمومية بامتياز ،باعتبار أن موضوع السياسات
تشيعية عديدة ،همتالمشع الدستوري ،وخصه بمقتضيات ر حض باهتمام ر العمومية قد ن
ي
ى
الت يمكن أن تطاله بالدراسة والتتبع والتنفيذ والتقييم .وهكذا يعكس
مختلف العمليات ي
واليامج القصدية،
الحرص عىل تطويق تدبي الشأن العام بنوع من التخطيط المتحكم فيه ر
وليس التدبي "الهاوي" أو "المز راج" تطبيقا لمبادئ الحكامة الجيدة وتفعيال للربط ن
بي ي
الت تعرضت لموضوع السياسات ى
المسؤولية والمحاسبة ،كما عكس تعدد المقتضيات ي
الت همت األجهزة الفاعلة ن يف هذا المجال.
ى
العمومية تعدد األحكام ي
وباعتبار أن ادراج مجال السياسات االجتماعية ضمن حقل العلوم االجتماعية بشكل عام
ومجال العلوم السياسية بشكل خاص؛ يضع أية محاولة لوضع تعريف محدد لها أمام
صعوبة حقيقية ،وذلك من منطلق أن حقل العلوم االجتماعية يتسم بصعوبة االتفاق العام
حول تعريف المصطلحات وتحديد المفاهيم؛ وهذا نتيجة لتعقيد الظاهرة االجتماعية
ن
والباحثي ن
الحكوميي، ن
الفاعلي ن
السياسيي أو وتعدد أبعادها .كما أن التباين الحاصل ن
بي
أكي عىل مفهوم
يضق صعوبة ر ن ن
األكاديميي ،حول ما يمكن اعتباره سياسات اجتماعية،
ي
السياسات االجتماعية .وعادة ما يتم الخلط ما ن
بي السياسة االجتماعية والسياسات
تعي عن مواقف وبرامج سياسية ،مرتبطة
االجتماعية باعتبار أن السياسة االجتماعية ر
بالمسألة االجتماعية الهادفة لتحقيق العدالة االجتماعية يتم تبنيها من قبل الحكومة أو
االجتماع أو الكيى ذات البعد
عي اتخاذ القرارات السياسية ر الدولة ،وتتم أجرأتها ن ن
وتييلها ر
ي
أفق يهم الدولة بكاملها أو يشمل منهجى ن
إصدار القواني أو صياغة نظام أو منظومة ذات بعد ي
تعي عن التوجه عمل الحكومة وتعاطيها مع اإلشكاالت القائمة .فالسياسة االجتماعية ر
والمجاىل ن
الوطت والت تهم تدبي الشأن العامالسياس العام للدولة نف شقه االجتماع ى
ي ي ي ي ي ي
الينامج
لتييل رعتي السياسات االجتماعية مجاال ن ن والياب نف أبعادها االجتماعية ،نف ن
حي ت ر ى
ي ري ي
الحكوم ومحاور السياسة االجتماعية بهدف حل اإلشكاليات االجتماعية والتنموية.ي
االجتماع
ي العموميي ن يف المجال
ن ن
الفاعلي وإذا كانت السياسات االجتماعية تحيل عىل تدخل
المتعدد المحاور التكوين ،التشغيل ،الحماية ،الصحة ،اإلدماج المرأة ،الطفولة )...فالحديث
الت لم تعد ى ن
عن بدايات السياسات االجتماعية بالمغرب يرتبط بالضورة بتلك اللحظة ي
خاللها شبكات التضامن التقليدية ذات المرجعية الدينية واالجتماعية والعائلية والمهنية...
أكي تعقيدا وصعوبة ،ومن الواضح هنا أن قادرة عىل تدبي مجال اجتماع أصبح يبدو ر
ي
الصدمة االستعمارية شكلت اإلطار الذي انطلقت معه هذه السياسات خاصة مع البدايات
الجنينية لما يمكن تسميته أنظمة عضية للحماية االجتماعية ،وجهت بدءا الستهداف
الساكنة األوربية باألساس ليتم توسيعها فيما بعد.
ن
يخ لتقاليد السياسات االجتماعية بالمغرب وبغياب القطائع
لنقر إذن بتواضع العمق التار ي
الكبية داخل هذا التاري خ ،كما هو األمر مثال بالنسبة لتاري خ السياسات االجتماعية بفرنسا
حيث االنتقال من مرحلة الدولة الحامية ( 1841-1890إىل مرحلة الدولة المؤمنة (-1945
1890إىل مرحلة الدولة الراعية ( 1945 -1973إىل مرحلة ما بعد 1973حيث أزمة الدولة
واالجتماع .فالنقاش حول تاري خ السياسات بي االقتصادي الشخ ن االجتماعية وأزمة ر
ي
االجتماعية بالمغرب ،عىل عكس ما يقع ن يف الغرب ،ال يحمل فكرة " الحقبة المرجعية" ،كما
هو الحال بالنسبة لحقبة الدولة االجتماعية ودولة الرعاية الموجودة بقوة ن يف عمق النقاش
العموم بالغرب.1
ي
وبالتاىل فجوهر اإلشكالية لهذه الموضوع مرتبطة أساسا من جهة بتعدد مفاهيم السياسات
ي
االجتماعية ،ومن جهة أخرى بمسألة تطورها بالمغرب .وعىل هذا األساس ،فإن اإلشكالية
كالتاىل:
ي العامة لموضوع هذا العرض يمكن صياغتها
ى
الت قطعتها بالنسبة للمغرب؟
وماه األشواط ي
ي ما المقصود بالسياسات االجتماعية؟
ى
والت يمكن اجمالها فيما
ويتفرع عن هذه اإلشكالية العامة مجموعة من التساؤالت الفرعية ي
يىل:
ي
ى
الت قدمت لتعريف السياسات االجتماعية؟
ماه أهم المفاهيم ي
ي
ى
الت عرفتها السياسات االجتماعية بالمغرب؟ :
ه أهم المراحل التاريخية ي
ما ي
أهمية الموضوع:
إن موضوع "السياسات االجتماعية المفهوم والتطور واألهداف واألهمية" يستمد أهميته
مي هذا العقد األخي ،فعالوة عىل أن موضوع السياسات يخ الذي ن ن
من خالل المنعطف التار ي
الت احتلت مكانة مركزية ن يف دستورى
االجتماعية يندرج ضمن محاور السياسات العمومية ي
يتعي استيعابه وفهمه بشكل جيد ن يف إطار واقعنا
ن 2011فقد أصبح يشكل مطلبا حقيقيا،
الرسم،
ي الرسم وغي
ي المعارص؛ وهذا ألنه يؤدي إىل معرفة أدوارنا ن يف المجتمع عىل الصعيد
وبالتاىل تمكيننا من
ي ويساعدنا عىل القيام بواجبنا والمطالبة بحقوقنا ،بطريقة مرضية،
ن
المعت السليم لمضمون المواطنة وبأبعاد المصلحة الوطنية والمجتمعية العامة استيعاب
1
-¹ Marie Thérese Join Lambert (1994), Les poltiques Sociales. Presses de la fondation nationale des sciences
politiques
تشارك .تنضاف إىل ذلك أهمية الت يمكنها أن تتبلور بشكلها السليم إال من خالل عمل ى
ي ي
الت أضحت تواجه المغرب تماشيا مع السياسات االجتماعية نف ظل التحديات والرهانات ى
ي ي
اتيخ الذي اختاره والمتمثل ن يف الجهوية المتقدمة. ى
الخيار االسي ر ي
تتمثل أسباب اختيار موضوع هذا العرض ن يف أسباب شخصية وأسباب موضوعية :
-بالنسبة لألسباب الشخصية ،فتكمن ن يف ميولنا إىل االضطالع عىل السياسات العمومية
بشكل عام والسياسات االجتماعية بشكل خاص .وذلك انسجاما مع طبيعة التكوين الذي
ن
متمية الجامىع ،والذي أسهم بدون شك ن يف اختيار مواضيع
ي تلقيناه ونتلقاه خالل مسارنا
وذات قيمة؛
ن
يخ؛ المنهج المقارن.
-المنهج التار ي
التصميم المعتمد :من خالل تحليلنا لهذا الموضوع وانطالقا من اإلشكالية والتساؤالت
ن
مبحثي: الفرعية ارتأينا تقسيم موضوعنا إىل