‫الفصل األول‪ :‬ماهية علم السياسة وعالقته بالعلوم االجتماعية األخرى‬

‫يعتبر علم السياسة من أحدث العلوم االجتماعية‪ ،‬الذي نشأ كحقل معرفي له‬
‫موضوعاته ومناهجه‪ ،‬إذ لم يكن يعترف به كعلم مستقل وقائم بذاته‪ ،‬إذ كان ينظرإليه‬
‫‪.‬على أنه من فروع علم االجتماع وأحيانا أخرى كأحد فروع القانون الدستوري‬
‫يمكن القول بأن علم السياسة هو علم وثيق الصلة ليس فقط بالعلوم‬
‫القانونية‪ ،‬بل له عالقة بمختلف فروع العلوم االجتماعية األخرى‪ ،‬فهو‬
‫يشكل نظاما ذاتيا يقع على مفترق الطرق بين التاريخ والقانون‬
‫‪.‬واالقتصهاد‪ ،‬وكذلك علم الجغرافيا البشرية والعلوم االجتماعية‬
‫وقد كان ليون ديغيت يرى" أن الظواهر السياسية هي تلك المتعلقة بأصل الدولة‬
‫وممارستها لوظائفها‪ ،‬وهي مظاهر ذات طبيعة قانونية محضة‪ ،‬وأن هذا العلم‬
‫المزعوم ال يعدو كونه جزء من القانون الدستوري‪ ،‬أي جزء من العلم المتعلق بالمادة‬
‫"القانونية في معناها العام‬
‫ونشير في هذا الصدد إلى الجدال الذي قام في فرنسا‪ ،‬في نهاية سنوات‬
‫بين إميل بوتمي‪ ،‬مؤسسة المدرسة الحرة للعلوم السياسية‪ ،‬وكلود بيفنوار‪،‬الفقيه‪1880 ،‬‬
‫المؤثر في سلطات التعليم‪ .‬فقد كان األول يدافع عن االستقالل القوي للعلوم السياسية‪،‬‬
‫التي تعد في أغلبيتها اختبارية واستقرائية‪ ،‬أما الثاني فكان يشدد على القرابة الشديدة‬
‫بين العلوم السياسية والقانون العام ‪1‬‬
‫ولم يتطور هذا العلم إال في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين‪ ،‬خاصة مع‬
‫كتابات ماكس فيبر‪ ،‬حول الدولة وبيروقراطيتها‪ ،‬والتدخل الدولتي‬
‫وعقالنيتها‪،‬والسلطة وآليات شرعيتها‪ ،‬حيث جعل آليات الهيمنة في قلب التحليل‬
‫السياسي ‪2‬‬
‫وتم االعتراف بالسياسة كعلم من العلوم االجتماعية من طرف الجامعات وذلك بإنشاء‬
‫المدرسة الحرة للعلوم السياسية في باريس ‪ ، 1872‬ومدرسة لندن لعلم السياسة‬
‫‪.‬واالقتصاد‬
‫تعريٌف العلم‬
‫العلم هو نشاط معرفي خاص ‪ٌ ،‬قتسم مجمل أصناف المعرفة العلميٌة ‪ ،‬كمعرفة منظمة‬
‫وموضوعيٌة تنسج بيٌن الظواهر عالقات كونيٌة ضروريٌة ومنتظمة تسمح بتنبؤ النتائج والتحكم‬
‫فيٌها عن طريٌق التجربة العلميٌة ‪ ،‬فالمعرفة العلميٌة اذن معرفة منظمة ثم موضوعيٌة ‪ ،‬منظمة‬
‫بمعنى أنها تننتظم فيٌها معلومات الباحث العلم وفق إطار مفاهيٌمي منسق ومنتظم ٌساعد على‬
‫االقتراب من الظاهرة ‪ ،‬وموضوعيٌة حيٌث أنها تخضع للمنهج العلم والتجربة التي ال دخل‬
‫‪.‬للباحث فيٌها‬
 ‫المبحث الثاني‪ :‬عالقة علم السياسة بالعلوم األخرى‬
‫‪،‬عالقة علم السياسة بالقانون‪:‬يتميز علم السياسة عن القانون‬
‫تكون األخير يبقى منظورا معياريا أي أن ينطلق من القواعد القانونية‬
‫الموجودة‪،‬كما يهدف إلى إنتاج بعض األثار االجتماعية وذلك في اتجاه‬
‫المحافظة أو التغيير‪ ،‬إذن ليس للقانون وجود إال كوقائع طبيعية تعبر عن‬
‫‪،‬نفسها من خالل الممارسة االجتماعية‬
‫‪.‬أما علم السياسة فيسعى إلثبات ما هوكائن‬
‫عالقة علم السياسة بالفلسفة‪:‬تعتبر الفلسفة من العلوم االجتماعية التي‬
‫تتداخل مع علم السياسة والفلسفة كما عرفها كارل ماركس‪" ،‬تسعى‬
‫لتغييرالعالم وليس فقع تفسيره"‪ ،‬أما الفلسفة السياسية هي مجموعة‬
‫األعمال التي تسعى إلى وضع مبادئ وصفات إلقامة الحكم الجيد‪.‬‬
‫وتظهر العالقة بين علم السياسة والفلسة على عدة مستويات‪( :‬تأثير‬
‫التيارات الفلسفية على الفكر السياسي؛المرتكزات الفلسفية للفكرالسياسي؛‬
‫التحديد الفلسفي للمقوالت‬
‫‪).‬السياسية‬
‫عالقة علم السياسة و السوسيولوجيا‪:‬تعتبر السوسيولوجيا أوسع من‬
‫علم السياسة‪ ،‬تهتم بجميع الظواهر االجتماعية‪ ،‬والظاهرة‬
‫السياسية هي جزء من الظاهرة االجتماعية‪ ،‬فكل ظاهرة‬
‫‪.‬سياسية هي ظاهرة اجتماعية إال أن العكس ليس صحيحا‬
‫‪ :‬تعريف السياسة‬
‫سياسي “‬‫السياسة هي نشاط بشري يهدف الى تنظيم الفراد داخل مجتمع‬
‫تسوده سلطة الدولة‪ .‬و تمارس السياسة من طرف الحكام و السلطة‬
‫التنفيذية و التشريعية و القضائية بالضافة الى الشعب من خلل التصويت‬
‫"في النتخابات و الحتجاجات و المضاهرات‬
‫‪ :‬تعريف علم السياسة‬
‫‪.‬علم السياسة هو العلم الذي يهتم بدراسة الظواهر السياسية دراسة علمية‬
 ‫‪.‬و الجدير بالذكر هنا انا علم السياسة ل يقدم معرفة علمية و انما معرفة نسبية و احتمالية فقط‬
‫‪:‬علم السياسة هو علم العالم السياسي‬
‫علم السياسة اساسا هو علم وصفي في الصل اي انه يقوم على الوصف‪.‬و يعتمد على الظواهراللغوية اي‬
‫‪ .‬تحليل اللغة التي يستعملها رجل السياسة من اجل توضيح الظواهر السياسية للناس‬
‫السياسة إدارة ‪:‬يستعمل هذا التعبير حينما ترتبط السياسة بإدارة ميدان ما أو نشاط معين (سياسة الصحة؛‬
‫سياسة النقل؛سياسة الطاقة)‪ ،‬وتطرح كلمة سياسة عند وجود مشكلة ما يطرحها الواقع‪ ،‬وفي هذه الحالة نسمي‬
‫سياسة مجموعة األهداف المحددة فيهذا الميدان واآلليات والوسائل المستخدمة لتحقيق ذلك‪ ،‬أخذا بعين‬
‫االعتبار اإكراهات والتحديات التي يطرحها هذا الميدان فهدف السياسة هو القضاء على‬
‫‪.‬هذا الخلل‬
‫السياسة استراتيجية‪ :‬ارتبطت االستراتيجية أساسا بالميدان العسكري‪ ،‬ولكن هذا لم يمنع‬
‫الدارسون والسياسيون من توظيفها في الميادين المدنية‬
‫بشكل كبير‪ ،‬ووفق هذا االستعمال تتحول السياسة من إدارة شيء ما أو مشكل‬
‫‪.‬لتصير سياسة رجل ما أو مجموعة‬
‫السياسة الَّد ِس يَس ة‪ :‬في منظور ضيق جدا‪ ،‬يكاد يالمس مفهوم السياسة معنى‬
‫قدحي‪ ،‬وذلك وفقا لتعبير سارتر(آكل؛ أشرر وال أمارس السياسة)‬
‫كما تعني سياسة "النفاق"وتصطبغ بمعنى تحقيري وفق النموذج الميكيافيلي‪،‬‬
‫فمتى كان العمل أو النشاط أو السلوك سياسيا‬
‫فإنه يكون قابال ألن يتم وفق الخير أو الشر‪.‬فكثي ار ما نسمع بان هذا من أفعال‬
‫‪.‬السياسة أو َع اِّم لُه بالسياسة للداللة على المكر والحيلة‬