You are on page 1of 12

‫الـمجلد‪ / 31 :‬العدد‪ )0203( 20 :‬ص ص‪401 - 131 :‬‬ ‫دفاتر السياسة والقانون‬

‫دور جماعات الضغط في صنع السياسة العامة‪ :‬منظمات أرباب العمل في الدول المغاربية أنموذجا‬
‫'‪The role of pressure groups in public policy-making: employers‬‬
‫‪organizations in the Maghreb as a model‬‬

‫*‬
‫باحثة الدكتوراه عزة بوعيسي‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ -‬مخبر القانون والتكنولوجيات الحديثة ‪ -‬جامعة مولود معمري‬
‫تيزي وزو (الجزائر) ‪azza.bouaici@ummto.dz‬‬

‫د‪.‬محمد بلعسل‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة محمد بوضياف المسيلة‪)،‬الجزائر (‬
‫‪Mohammed.belasal@univ-msila.dz‬‬
‫تاريخ القبول‪  6960/ 90/90 :‬تاريخ النشر‪6960 / 91 /01 :‬‬ ‫تاريخ اإلرسال‪ 6969 / 90 /62 :‬‬

‫ملخص‪ :‬تبحث هذه الدراسةة في حدود تأثير جماعات الضةط في عملية نن السياسة العامة وذل بالت بي عل‬
‫منظمات أرباب العمل في الدول المطاربية‪ ،‬من خالل البحث في السبل واآلليات التي تستخدمها هذه الجماعات في‬
‫التةأثير عل دوائر نةةةةةةةن القرار‪ ،‬إل جةانةب تحةديةد بيعة ذل الدور وتبيان انعكاسةةةةةةةات ‪ ،‬والذي تبين من نتائج‬
‫دراسةت أن لمنظمات أرباب األعمال في دول المطرب العربي دور بارز ومؤثر في عملية نةن السياسات العامة‬
‫يتج لخدمة منالح تل الجماعات أكثر من استجابة لمنالح المجتم ‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬جماعات الضط ‪ ،‬نن السياسة العامة‪ ،‬منظمات أرباب العمل‪ ،‬الدول المطاربية‪.‬‬

‫‪Abstract: This study examines the limits of the influence of pressure groups in the public‬‬
‫‪policy-making process by applying to employers' organizations in the Maghreb countries, by‬‬
‫‪examining the means and mechanisms that these groups use in influencing decision-making‬‬
‫‪circles, in addition to defining the nature of that role and showing its implications, which The‬‬
‫‪results of his study revealed that business organizations in the Arab Maghreb countries have a‬‬
‫‪prominent and influential role in the public policy-making process that tends to serve the‬‬
‫‪interests of these groups rather than in response to the interests of society.‬‬
‫‪Keywords: Interest groups, public policy making, Employers' organizations , Maghreb countries‬‬

‫* عزة بوعيسي‬
‫‪513‬‬
‫عزة بوعيسي‪ /‬محمد بلعسل دور منظمات أرباب العمل في نن السياسة العامة‪ :‬منظمات أرباب العمل في‬
‫الدول المطاربية أنموذجا‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يعد حقل السياسات العامة من بين أكثر الحقول حداثة في مجال علم السياسة وقد حظي هذا األخير باهتمام‬
‫كبير من قبل العديد من الباحثين والدارسين‪ ،‬وذل بتسلي الضوء عل جمي فروع وتخننات منها عملية نن‬
‫السياسة العامة‪ ،‬هذه المرحلة الحساسة والجوهرية بالنسبة ألي نظام سياسي والتي تقتضي من ضرورة تندير‬
‫سياسات رشيدة وعقالنية تستجيب لم الب الشعب واحتياجات ‪ ،‬ومن خنائص تل السياسات والقرارات أن يتم‬
‫إعدادها ضمن بيئة شديدة التعقيد والتشاب والتداخل يشار في إعدادها مجموعة من المؤسسات الرسمية والطير‬
‫رسمية‪.‬‬
‫ومن بين المؤسسات غير الرسمية المؤثرة في عملية نن السياسة العامة يمكن تمييز جماعات الضط‬
‫بجمي أشكالها ومكوناتها بما فيها نقابات ومنظمات أرباب العمل‪ ،‬حيث تسع هذه األخيرة إل التأثير في نياغة‬
‫كافة القرارات وخانة االقتنادية منها‪ ،‬وقد برز هذا الدور بشكل كبير في اآلونة األخيرة ففي ظل التحول الذي‬
‫عرفت بعض الدول عل مستوى سياساتها باالتجاه نحو تبني النهج الليبرالي واعتماد سياسات االنفتاح االقتنادي‪،‬‬
‫أنبح من المن قي أن توجد عالقة متبادلة بين هذه الفئة وبين النظام السياسي ‪.‬‬
‫وبإسقا عالقة جماعات الضط بعملية نن السياسة العامة عل الدول المطاربية تبرز ظاهرة مفادها أن‬
‫وخالل السنوات األخيرة عرفت الحياة السياسية المطاربية عملية تجديد رئيسية تنامت فيها أعداد رجال األعمال‬
‫وتناعدت الكيانات التنظيمية المعبرة عن منالحهم االقتنادية والسياسية إل جانب وجودهم القوي ككتل نافذة‬
‫داخل دوائر السل ات التنفيذية والتشريعية‪ ،‬وهو ما يدعونا إل البحث في بيعة ودرجة تأثير هذه الفئة في عملية‬
‫نن السياسة العامة في تل الدول‪.‬‬
‫إشكالية الدراسة‪ :‬تبحث دراستنا في حدود قدرة جماعات الضط ممثلة في منظمات أرباب العمل في التأثير عل‬
‫عملية نن السياسة العامة‪ ،‬بالت بي عل الدول المطاربية‪ ،‬وذل بالتركيز عل الن اق الزماني الممتد من‬
‫تسعينيات القرن الماضي بداية سياسة االنفتاح االقتنادي الذي تبنت تل البلدان‪ ،‬م تسلي الضوء عل أهم‬
‫مستجداتها في القرن الواحد والعشرين عل اعتبار أن هذه الفترة عرفت نشا ا تنمويا بارزا‪ ،‬شكل عامال مهما في‬
‫تنامي قوة ودور منظمات أرباب العمل في نن السياسات‪ ،‬ونعالج الموضوع من خالل رح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ما حدود قدرة منظمات أرباب العمل كجماعة ضغط على التأثير في عملية صنع السياسة العامة في الدول‬
‫المغاربية؟‬
‫منهجية الدراسة‪:‬‬
‫ت لبت دراستنا االعتماد عل مجموعة من االقترابات والمناهج تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬مدخل الجماعة‪ :‬أمكن من خالل هذا المدخل الكشف عن موق جماعات الضط في عملية نن القرار‪ ،‬وتحديد‬
‫السبل واآلليات المعتمدة من قبلها في سبيل الونول إل تحقي م البها‪.‬‬
‫مدخل النظم‪ :‬تم االستعانة بهذا المدخل في تحديد مدى استجابة وتفاعل النظام السياسي م م الب منظمات أرباب‬
‫العمل من حيث استندار قرارات تخدمها منالحها من عدم ‪.‬‬
‫‪ -‬مدخل االقتصاد السياسي‪ :‬تم توظيف هذا المدخل في إظهار انعكاسات توج بلدان المطرب العربي نحو تبني‬
‫النهج الليبرالي عل بروز وتنامي عدد التنظيمات المعبرة عن م الب جماعات الضط ‪ ،‬وحدود تأثيرهم في عملية‬
‫نن القرار‪.‬‬
‫‪ -‬المنهج الوصفي التحليلي‪ :‬تم اعتماد المنهج في تونيف عالقة منظمات أرباب العمل بعملية نن السياسة‬
‫العامة كمفهوم نظري وعملي‪ ،‬وتحليل تل العالقة‪.‬‬

‫‪514‬‬
‫عزة بوعيسي‪ /‬محمد بلعسل دور منظمات أرباب العمل في نن السياسة العامة‪ :‬منظمات أرباب العمل في‬
‫الدول المطاربية أنموذجا‬

‫‪ -‬منهج دراسة حالة‪ :‬تم استخدام هذا المنهج في عملية إسقا الجانب النظري المرتب ب بيعة العالقة بين جماعات‬
‫الضط والسياسة العامة‪ ،‬عل المستوى الت بيقي المتمثل في دراسة حالة منظمات أرباب العمل في دول المطرب‬
‫العربي‪.‬‬
‫ومن أجل تشخيص وتحليل أكثر للموضوع نت رق إل المحاور التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬تحديد مفاهيم الدراسة‪:‬‬


‫تعتبر عملية تحديد المفاهيم من بين أهم ضرورات البحث العلمي خانة في مجال البحوث االجتماعية أين‬
‫يمكن بواس تها ف الطموض الذي يحي بالكثير من المن لحات‪ ،‬ويمكن كذل بواس ت للباحث أن يحنر‬
‫المعلومات التي علي جمعها‪ ،‬وينل إل مفهوم موحد يمكن نقل إل ذهن القارئ‪ ،‬كي يتمكن هذا األخير من الفهم‬
‫واالستيعاب الكامل لمعاني المن لحات‪ ،‬خانة تل المختلف بشأنها‪.‬‬
‫وإن القا من هذا المع نت رق إل تحديد مفاهيم هذه الدراسة المتمثلة في كل من‪:‬‬
‫‪.1.1‬مفهوم جماعة الضغط‪:‬‬
‫يشير مفهوم جماعات الضط إل جماعة من األشخاص ترب هم عالقات اجتماعية خانة ذات نفة دائمة‬
‫أو مؤقتة بحيث تفرض عل أعضائها نم ا معينا من السلو الجماعي‪ ،‬وتجم هؤالء األفراد يقوم عل أساس‬
‫وجود هدف مشتر أو منلحة مشتركة بينهم يدافعون عنها بالوسائل المتسنية لديهم‪ ،‬علنية كانت أم سرية‪ ،‬ويسعون‬
‫إل الضط عل هيئات السل ة في الدولة لكي تتخذ قرارات ترع منالحهم أو أهدافهم المشتركة ومثال جماعات‬
‫الضط ‪ :‬النقابات‪ ،‬النوادي السياسية‪ ،‬البيوت المالية‪ ،‬المجمعات االقتنادية (علي أحمد المشهداني‪ ،6901 ،‬نفحة‬
‫‪.)079‬‬
‫وقد اختلف الفقهاء في تسمية الجماعات الضاغ ة أو جماعات المنالح‪ ،‬فهذا االن الح هو ترجمة للكلمة‬
‫اإلنجليزية ‪ pressur groupes‬وهي تسمية غير دقيقة كما يرى البعض‪ ،‬ألن الجماعة الضاغ ة إذا كانت‬
‫تمارس ضط ا‪ ،‬فهي بدورها تخض لضطو أخرى مختلفة‪ ،‬ومن بينها ضط السل ة التي تحاول الجماعة التأثير‬
‫عليها‪ ،‬فالسل ة تؤيد الجماعة وتساعدها إذا هي عملت وف منهجها‪ ،‬أما إذا عارضت ‪ ،‬فإن السل ة تعمل عل الحد‬
‫من نشا ها وتقييده‪ ،‬ولذل يرون بأن تسميتها بجماعات المنالح ‪ groupes d’intérêts‬يكون أقرب إل‬
‫النواب نظرا ألن كل جماعة تسع لحماية منالحها والدفاع عنها (حميدشي‪ ،0000 ،‬نفحة ‪.)34‬‬
‫ومن لح جماعات الضط أمريكي وقد كتب " بنتلي ‪ " Bentley‬عن وحلل الضطو التي تمارسها‬
‫الجماعات الضاغ ة‪ ،‬ولكن استخدم من لح جماعة المنلحة (‪ )Interest Group‬الذي يراه مرادفا لجماعة‬
‫الضط وهو في ذل يعرفها بأنها‪ " :‬أية جماعة تسع عل أساس بعض االتجاهات المشتركة إل فرض م البها‬
‫عل الجماعات األخرى في المجتم لتدعيم أو ت وير أو توسي بعض األنما السلوكية التي تتف م هذه‬
‫االتجاهات"‪ ،‬وعرفها الفقي "بيردو ‪ " Purdue‬بأنها كل جماعة ذات منلحة تقوم بالتدخل لدى السل ة‪ ،‬مهما‬
‫كان نوع هذا التدخل‪ ،‬ومستواه من أجل تحقي منالحها أو حمايتها من اعتداءات السل ة‪ ،‬وهو يرى في المنلحة‬
‫والنشا أهم عننرين في تعريف هذه الجماعات‪ ،‬إذ أن من النعب ذكر شركة أو جمعية أو مؤسسة سواء كانت‬
‫مهنية أو دينية أو غيرها ال تسع لتحقي منالح أعضائها‪ ،‬أو تجنبهم قرارات تؤدي إل المساس بهذه المنالح‬
‫(حميدشي‪ ،0000 ،‬نفحة ‪.)33‬‬
‫وقد جرى تننيف جماعات الضط من قبل العديد من الباحثين فمنهم من حاول تننيفها استنادا إل المعايير‬
‫الموضوعية‪ ،‬ويذهب نعمان الخ يب في هذا المنح إذ يميزها بقا لمعيارين ‪ :‬األول ويننب عل الهدف الذي‬

‫‪515‬‬
‫عزة بوعيسي‪ /‬محمد بلعسل دور منظمات أرباب العمل في نن السياسة العامة‪ :‬منظمات أرباب العمل في‬
‫الدول المطاربية أنموذجا‬

‫تسع الجماعة لتحقيق ‪ ،‬و بقا لهذا المعيار هنا نوعين من الجماعات الضاغ ة أولهما المهنية والثانية الجماعات‬
‫الفكرية والعقائدية‪ .‬أما المعيار الثاني فيقوم عل أساس التمييز بين جماعات الضط الداخلية والخارجية‪ ،‬وفي‬
‫تقسيم لجماعات الضط يرى نادق األسود أن هنا معايير عديدة‪ ،‬منها من ناحية المركز القانوني‪ ،‬وهنا نميز‬
‫بين جماعات ضط مؤسسة وأخرى غير مؤسسة‪ ،‬ومن ناحية عالقتها بالدولة هي عل نوعين‪ ،‬الجماعات الخانة‬
‫وهي خارج اإلدارة‪ ،‬والجماعات العامة (مراد حسين الحسني‪ ،6900 ،‬نفحة ‪.)24‬‬
‫ومن حيث عننر التنظيم يدرج عالما السياسة "جابريال ألموند ‪ "G.Almond‬وباول ‪ Powell‬جماعات‬
‫الضط ضمن فئة جماعات المنالح ( المنظمة‪ ،‬المتراب ة) ‪ :‬والتي تتشكل بدورها من البناءات المتخننة لحشد‬
‫المنالح وتجميعها‪ ،‬كاالتحادات التجارية ومنظمات رجال األعمال ورجال النناعة والجماعات‪ -‬النقابات‪ -‬المهنية‬
‫والجماعات الدينية والتنظيمات العرقية‪ ،‬ومن أهم مميزاتها تعبيرها الواضح عن منالح جماعة محددة وبتميزها‬
‫بمجموعة من األعضاء العاملين لكل وقت ‪ Full time staff‬وبمنهاج منظم في تكوين وحشد المنالح والم الب‪،‬‬
‫هذا النم من جماعات المنالح تساعد قدرت عل تحري األعضاء وحشد قدراتهم وجهودهم عل رف درجة‬
‫وكفاءة وفعالية المجموعة (حسين حسن‪ ،6999 ،‬نفحة ‪.)77‬‬
‫واعتمادا عل نوع المنلحة‪ ،‬حاول بعض الفقهاء تننيف الجماعات الضاغ ة‪ ،‬إل جماعات تسع لتحقي‬
‫منالح مادية ألعضائها ومن المنالح المشتركة‪ ،‬المنلحة االقتنادية المتمثلة في الرواب المالية والتجارية‪،‬‬
‫كالشركات واتحادات العمال ومنظمات أرباب العمل (حميدشي‪ ،0000 ،‬نفحة ‪.)12‬‬
‫إذن وبنفة عامة يمكن القول بأن جماعات الضط أو المنلحة هي عبارة عن مجامي اجتماعية ذات‬
‫مستوى من التماس واألهداف المشتركة التي تحاول التأثير عل عملية نن القرار السياسي‪ ،‬من خالل التأثير‬
‫في نياغة وتنفيذ السياسة العامة التي تمثل مجموعة من القرارات الرسمية التي تتخذها السل ات العامة‪ ،‬فجمي‬
‫هذه الجماعات تسع إلحداث تطيير سياسي والحنول عل مناف ‪.‬‬
‫‪ .2.1‬مفهوم عملية صنع السياسة العامة‪:‬‬
‫تمثل السياسة العامة نتاج الت ور الحانل في ميدان العلوم االجتماعية‪ ،‬ودراسة السياسة العامة كطيرها من‬
‫الدراسات شكلت جدال كبيرا بين الباحثين حول ماهيتها والموضوعات التي تتناولها‪ ،‬لذل تعددت التعريفات حول‬
‫مفهوم السياسة العامة واإلحا ة بجوانبها المتعددة (حسن يوسف‪ ،6902 ،‬نفحة ‪ ،)692‬ومن العلماء الذين عرفوا‬
‫السياسة العامة نجد " توماس داي ‪ Thomas‬الذي عرفها‪ " :‬بأنها ما تفعل وما ال تفعل الحكومة" ‪(Gerston,‬‬
‫)‪ ،2010, p. 6‬وعرفها "هارولد السويل ‪" : Harold Lasswell‬بأنها من يحوز عل ماذا مت وكيف" (‬
‫)‪ ،Lasswel, 1958, p. 13‬وعرفها كذل علي الدين هالل الذي بأنها‪" :‬مجموعة القواعد والبرامج الحكومية‬
‫التي تشكل قرارات أو مخرجات النظام السياسي‪ ،‬بندد مجال معين‪ ،‬ويتم التعبير عن السياسة العامة في عدة‬
‫نور وأشكال منها‪ :‬القوانين‪ ،‬واللوائح والقرارات اإلدارية واألحكام القضائية" (خليفة الفهداوي‪ ،6990 ،‬نفحة‬
‫‪ ،)44‬وينظر إليها خيري عبد القوي بأنها‪" :‬خ أو برنامج أو أهداف عامة أو خ أو كل هذه معا يظهر منها‬
‫اتجاه العمل للحكومة‪ ،‬لفترة زمنية مستقبلية وبحيث يكون لها مبرراتها‪ ،‬وهذا يعني أن السياسة العامة هي تعبير‬
‫من التوجي السل وي أو القهري لموارد الدولة والمسؤول عن التوجي هي الحكومة‪( .‬هالل‪ ،0003 ،‬نفحة‬
‫‪.")606‬‬
‫وعل وج العموم يمكن القول أن التعاريف المتعددة للسياسة العامة ترتب أساسا بالمناهج العلمية التي تفسر‬
‫السياسة العامة‪ ،‬فالمنهج المؤسسي يؤكد عل أن أية برامج أو أهداف ال تنبح سياسة ما لم تتبناها مؤسسة وهي‬
‫مؤسسات الحكومة أساسا‪ ،‬وبالتالي تعرف السياسة العامة من منظور الحكومة بأنها تل القرارات والخ التي‬
‫تضعها الهيئات الحكومية من أجل معالجة القضايا العامة في المجتم ‪ ،‬وينظر أنحاب منهج الجماعة للسياسة‬

‫‪516‬‬
‫عزة بوعيسي‪ /‬محمد بلعسل دور منظمات أرباب العمل في نن السياسة العامة‪ :‬منظمات أرباب العمل في‬
‫الدول المطاربية أنموذجا‬

‫العامة عل أنها التوازن بين الجماعات االجتماعية المتعددة‪ ،‬بينما يرى أنحاب منهج النخبة عل أنها تفضيل‬
‫أنحاب النفوة لخ ة أو برامج محددة‪ ،‬ويرى أنحاب منهج النظم أن السياسة العامة هي منتج النظام السياسي‬
‫كل بكامل تفاعالت وتأثيرات (سليم البرنان‪ ،6901 ،‬نفحة ‪.)14‬‬
‫وبةالتفنةةةةةةةيل في عملية نةةةةةةةن السةةةةةةةياسةةةةةةةة العامة نجد أنها عملية مهمة حيوية ومركبة‪ ،‬وتمتاز بالتعقيد‬
‫والديناميكية ألنها تسةةةةتب ن تأثيرات ومتطيرات مختلفة باعتبار أن السةةةةياسةةةةة العامة هي محنةةةةلة أدوار وأ راف‬
‫متعددة من مؤسةسةات حكومية وأحزاب سةياسةية وجماعات منةالح وكل أ راف بيئة السةياسة العامة فهي تحتوي‬
‫عل مجموع من االتنةةةةاالت والمسةةةةاومات والضةةةةطو ات‪ ،‬يمارسةةةةها كل أ راف النظام السةةةةياسةةةةي‪ ،‬وهي بذل‬
‫تسةةتهدف تحقي درجة من التوازن بين كافة األ راف (لمام‪ ،6902 ،‬نةةفحة ‪ ،)060‬وأن حت يتسةةن لنةةانعي‬
‫السةةياسةةات ‪ policeces makers‬اختيار السةةياسةةة الرشةةيدة يجب عليهم التعرف عل كافة قيم المجتم ‪ ،‬وبدائل‬
‫السةةياسةةات المتاحة‪ ،‬و ثار كل بديل‪ ،‬وحسةةاب الفرق بين القيم المجتمعية المحققة والمضةةح بها عل مسةةتوى كل‬
‫بديل‪ ،‬ثم اختيار أكثر البدائل رشةةةةةدا وكفاءة في تحقي األهداف وتت لب هذه العملية معلومات حول السةةةةةةياسةةةةةةات‬
‫البديلة‪ ،‬والقدرة عل التنبؤ السةةةليم بنتائجها‪ ،‬والحسةةةاب الدقي للفرق بين التكلفة والعائد‪ ،‬كما تت لب نظاما لنةةةن‬
‫القرار يتحرى العقالنية في نةةةن السةةةياسةةةات‪ ،‬وبنةةةفة عامة يمكن القول أن عملية نةةةن السةةةياسةةةات العامة تمر‬
‫بخمسةةةةةة مراحل أسةةةةةاسةةةةةية كما تحددها األدبيات في مجال السةةةةةياسةةةةةات العامة‪ ،‬وتل المراحل تتمثل في‪ :‬تحديد‬
‫األولويات‪ ،‬نياغة السياسات‪ ،‬اتخاذ القرار‪ ،‬تنفيذ السياسات‪ ،‬تقييم السياسات (عبد الباقي‪ ،6903 ،‬نفحة ‪.)04‬‬
‫‪ .1.1‬مفهوم منظمات أرباب العمل‪:‬‬
‫أنشأت منظمات أرباب العمل بداية استجابة لضطو من النقابات العمالية للتفاوض‪ ،‬إال أن وبتتب تاريخ‬
‫منظمات أرباع العمل يتبين أن بعضا منها أسس للدفاع عن منالح معينة في السوق‪ ،‬وعلي تونف منظمات‬
‫أرباب العمل عل أنها مجموعات رسمية تم تشكيلها للدفاع عن أرباب العمل المنتسبين إليها وتمثيلهم وإسداء‬
‫المشورة لهم وتعزيز مكانتهم في المجتم ككل فيما يتعل بمسائل العمل‪ ،‬وتتألف منظمات أرباب العمل من‬
‫مؤسسات وهي في ذل عكس النقابات العمالية التي تتكون من أفراد )‪.(Lerhr, 2016, p. 3‬‬
‫وحسب الموسوعة العالمية فإن ال يمكن اعتبار منظمة ألرباب العمل عل أساس تجم لعدد من المسيرين‬
‫النناعيين بل يجب تعريفها عل أساس أنها "هيئة لمجموعة من المؤسسات النناعية‪ ،‬تهدف الدفاع عن منالحها‬
‫المادية والمعنوية"‪ ،‬فتواجدها يستلزم إذا نوع من االقتناد تتوفر في معن المؤسسة ونظام سياسي يعترف رسميا‬
‫بتواجد جماعات المنالح لها فعاليتها (عيوش‪ ،6901 ،‬نفحة ‪ ،)60‬وبوض تعريف عملي لمنظمات أرباب‬
‫العمل يمكن القول أن هذه المنظمات تعمل كنقابات عمالية ألنحاب العمل‪ ،‬وتمثل قدر اإلمكان المنالح الجماعية‬
‫لرأس المال‪ ،‬ويظهر ذل من خالل تمثيل أنحاب العمل في مجاالت العالقات السياسية واإليديولوجية واالجتماعية‬
‫واالقتنادية والنناعية في ظل بيئة مواتية لتعظيم الربح )‪.( Mcivor, 1996, p. 13‬‬
‫وين لح كذل إ الق ونف البا رونا في لطت األنلية ) الفرنسية( عل منظمات أرباب العمل‪ ،‬والذي‬
‫يعني من المنظور السوسيولوجي "الحامي"‪ ،‬أما بالمعن االقتنادي فيعني السيد "‪ ، "le maitre‬إال وأن وابتداء‬
‫من السنوات ‪ 0049‬وقانون البرودوم )‪ (0030‬المعمول ب في مجال عالقات العمل في فرنسا أنبح هذا المن لح‬
‫يعني رئيس المؤسسة مقاول‪ entrepreneur‬والنناعي ‪( fabricant‬عيوش‪ ،6901 ،‬نفحة ‪ ، )49‬وقد تم‬
‫االعتراف بهذا المن لح في فرنسا إثر قانون فالدا روسو لعام ‪ ، loi waldakh rousseau0003‬الذي‬
‫اعترف ألول مرة بالحرية النقابية‪ ،‬شرعية النقابات المهنية‪ ،‬ومنظمات أرباب العمل ‪(Montoussé, 2006,‬‬
‫)‪.p. 166‬‬

‫‪517‬‬
‫عزة بوعيسي‪ /‬محمد بلعسل دور منظمات أرباب العمل في نن السياسة العامة‪ :‬منظمات أرباب العمل في‬
‫الدول المطاربية أنموذجا‬

‫وفي وقت الح أنبح ي ل من لح البا رونا في فرنسا حاليا وحسب المعهد الو ني للدراسات‬
‫اإلحنائية واالقتنادية ‪) INSE‬بأنحاب المؤسسات( وهذا المن لح أت ليوحد تسميات سابقة مثل التجار‪،‬‬
‫الحرفيين‪ ،‬قائد في النناعة‪ ،‬رجال األعمال‪ ،‬مدير مؤسسة ‪...‬الخ‪ ،‬وهو يعني بذل تجم مجموعة من أرباب‬
‫العمل مهما تكن اختالفاتهم‪ ،‬ويشير من لح رب العمل إل مال ومسير المؤسسة (عيوش‪ ،6901 ،‬نفحة ‪،)49‬‬
‫وأن الشخص الذي يتحكم بزمام األمور ويلقي األوامر )‪ ،(Walther, 2008, p. 203‬كما يعني الرئيس المدير‬
‫العام لشركة كبيرة ‪ ،‬ومن تنبح البا رونا تمثل مجموعة من أرباب العمل بونفهم مجموعة اجتماعية منظمة‪،‬‬
‫لها ممثلين‪ ،‬نا قين رسميين وخ اب مهيكل‪ ،‬وهي عبارة عن تنظيم يمثل الجماعة ويسع للدفاع عن منالحها‬
‫(عيوش‪ ،6901 ،‬نفحة ‪.)49‬‬
‫وعلي ووفقا للتعاريف التي تم تناولها يمكن تننيف منظمات أرباب األعمال باعتبارها إحدى جماعات‬
‫الضط عل نانعي القرار التخاذ قرارات تتس م منالحهم‪ ،‬أو لمن ندور القرارات ذات اآلثار السلبية ‪.‬‬
‫‪ .2‬عالقة الجماعات الضاغطة بالسياسة العامة‪:‬‬
‫تسع جماعات الضط إل التأثير عل نناع القرار في السياسات العامة لالهتمام بقضاياها ومشاكلها‬
‫ودفعها التخاذ مواقف أو قرارات لها نفة السياسات العامة لخدمة أهدافها وتحقي منالحها‪ ،‬لما تتمت ب من‬
‫القوة والنفوذ المستمدين من العالقات المتنوعة والمتداخلة م راسمي السياسات العامة وهي في ذل تستخدم‬
‫العديد من اآلليات التي تعزز قوتها ونفوذها وتتخذ العديد من أشكال التدخل (فائ مرعي‪ ،6902 ،‬نفحة‬
‫‪.)36‬‬
‫‪ .1.2‬آليات تدخل الجماعات الضاغطة في صنع السياسة العامة‪:‬‬
‫تستمد الجماعات الضاغ ة أو جماعات المنالح قوتها من قوة أعضائها و اقتها المالية‪ ،‬فهنا من‬
‫الجماعات ما ينل عدد األعضاء بها ال المليونين وننف المليون أو ثالثة ماليين وننف المليون‪ ،‬والعدد وحده‬
‫عامل قوة في المنظمة التي يض ر رجال السياسة ال أن ي لبوا منها دوريا ثقة الناخبين من أعضائها‪ ،‬ومن‬
‫عوامل القوة في الجماعات الضاغ ة هو عامل التنظيم‪ ،‬فكلما كانت الجماعات منظمة كانت السل ات أكثر اهتماما‬
‫بها‪ ،‬وكلما كانت أقل تنظيما كانت السل ات أقل اهتماما بها‪ ،‬وكلما كانت قيادة الجماعة قوية وذات عالقات ونالت‬
‫واسعة سواء باألوسا البرلمانية أو الوزارات أو أجهزة تكوين الرأي العام كانت أكثر قوة‪ ،‬وإذا ضعفت هذه‬
‫االتناالت لم يكن في مقدور الجماعة أن تضط (سالم‪ ،6900 ،‬نفحة ‪.)02‬‬
‫‪ .2.2‬صور تدخل الجماعات الضاغطة في صنع السياسة‪:‬‬
‫يتخذ تدخل الجماعات الضاغ ة في عملية نن السياسة العامة عدة أشكال منها‪:‬‬
‫‪ -‬تقديم مقترحات للسياسة العامة‪ :‬كثيرا ما تعمل جماعات الضط باختالف أننافها عل تقديم مقترحات للسل ات‬
‫العامة عل رأسها الحكومة ووزاراتها حول بعض السياسات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬الضغط من أجل إيقاف العمل بسياسة معينة أو اإلبقاء عليها‪ :‬عندما تكون السياسات الموضوعة أو المعمول‬
‫بها ال تتماش م توجهات ومنالح الجماعات المنلحية المختلفة‪ ،‬فان هذه األخيرة تبذل كل ما في وسعها لإليقاف‬
‫العمل بها‪ ،‬وفي الحالة العكسية أي عندما تكون السياسات الموضوعة خادمة لمنالح الجماعات فإنها تبذل ما في‬
‫وسعها لإلبقاء عليها حت وان كان ذل يتعارض م المنلحة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تعطيل تنفيذ سياسة عامة‪ :‬في حالة عجز جماعات الضط في التدخل في نن سياسة عامة تتماش م منالحها‬
‫وأهدافها ال يكون أمامها سوى التدخل في مرحلة تنفيذ السياسة العامة بهدف تحريفها عن مقاندها وأهدافها‪.‬‬
‫‪ -‬التعديل في السياسة القائمة‪ :‬إذا كانت إحدى السياسات العامة القائمة تشكل في مضمونها وأهدافها خ را يهدد‬
‫م الب ومنالح بعض جم اعات الضط بشكل جزئي يمس بأحد منالحها فإنها تتدخل في عملية نن السياسة‬

‫‪518‬‬
‫عزة بوعيسي‪ /‬محمد بلعسل دور منظمات أرباب العمل في نن السياسة العامة‪ :‬منظمات أرباب العمل في‬
‫الدول المطاربية أنموذجا‬

‫العامة بهدف إرغام السل ات عل إجراء تعديل فيها بالشكل الذي يرف من درجة تالءم وتواف هذه السياسة م‬
‫منالحها (ضميري‪ ،6990 ،‬نفحة ‪.)041‬‬
‫‪ .1‬واقع دور منظمات أرباب العمل في صنع السياسة العامة في الدول المغاربية‪:‬‬
‫أضح الوجود القوي ألنحاب األعمال عل مستوى دوائر نن القرار في الدول العربية ظاهرة ملفتة‬
‫يمكن رندها في دول المطرب العربي من خالل البحث في العنانر التالية‪:‬‬
‫‪ .1.1‬طبيعة العالقة بين منظمات أرباب العمل وصنع السياسة العامة في الدول المغاربية‪:‬‬
‫المالحظ أن وخالل السنوات األخيرة وم إتباع معظم الدول العربية لسياسة التحرير االقتنادي وتفضيلها‬
‫للق اع الخاص كقا رة للنمو بدأت الكيانات التنظيمية لرجال األعمال تض ل بأدوار مهمة في نناعة القرار‬
‫التنفيذي وهذه الكيانات عل اختالف مسمياتها من اتحادات عامة لرجال األعمال في المطرب وتونس وموريتانيا‪،‬‬
‫وكونفدرالية رجال األعمال في الجزائر‪ ،‬نجدها ارتقت إل مناف الشراكة المؤ رة مؤسسيا م نخب الحكم‬
‫والممارسة ب نورة دورية بطية تحديد تفضيالت الدولة تجاه قضايا متنوعة ت ال إما سوق العمل كهيكل األجور‬
‫وسياسات الضمان االجتماعي والمعاشات واعانات الب الة‪ ،‬أو ترتب بالقوانين الضاب ة لشرو تحويل ملكيات‬
‫الق اع العام إل الخاص وتحرير التجارة واالستثمار والمنافسة واألعمار الضريبية والحماية ضد االحتكار‬
‫وتفريعاتها‪ ،‬وأسهم في هذا اإل ار النزوع الذي ظهر من جانب نخب الحكم نحو توزير أنحاب األعمال ووضعهم‬
‫في مواق تنفيذية ذات عالقة مباشرة بنواحي نشا الق اع الخاص ومنالح في توثي شراكة ال رفين (حمزاوي‪،‬‬
‫‪.)6990‬‬
‫‪ .2.1‬نماذج لتأثير منظمات أرباب العمل في عملية صنع القرار في بعض الدول المغاربية‪:‬‬
‫يمكن رند دور منظمات أرباب العمل ببلدان المطرب العربي بتسلي الضوء عل دورهم في عملية التأثير‬
‫عل نناع السياسة العامة الرسميون‪ ،‬وذل من خالل تواجدهم عل مستوى مؤسسات السل ة التنفيذية والتشريعية‪،‬‬
‫باإلضافة إل اشراكهم في عملية الحوار االجتماعي التي تعقد بين الحكومة والنقابات‪ ،‬ونأخذ عل ذل نماذج‬
‫لبعض دول المن قة و التي تشهد حضورا بارزا لمنظمات أرباب العمل في التأثير عل عملية نن القرارات‪ ،‬م‬
‫ذكر أهم منظمات أرباب العمل الفاعلة في تل الدول‪.‬‬
‫‪ -‬منظمات أرباب العمل وصنع القرار في الجزائر‪:‬‬
‫إن لجماعات الضط المالي دور كبير في توجي سياسة الدولة الجزائرية وفي الضط عل متخذي القرار‬
‫وعل نواب المجلس الشعبي الو ني من خالل عقد تحالفات م السل ة وجعلها تبني أجندتها السياسية مقابل تحقي‬
‫م البها الخانة فهي عالقة منالح وفوائد متبادلة (بلعسل‪ ،6901 ،‬نفحة ‪ ،)076‬ومن أهم األمثلة عل ذل‬
‫وبالعودة ال حقبة التسعينيات بالتحديد في عهد رئيس الحكومة األسب بلعيد عبد السالم نجد أن المافيا المالية‬
‫والسياسية لعبت دورا محوريا في إنهاء العمل بسياسة اقتناد الحرب التي تبناها رئيس الحكومة نذا والقائمة‬
‫عل تخفيض الواردات وتأجيل االستثمارات بحيث ينبح التسيير مركزيا م الدولة مما أدى إل احتكار ق اع‬
‫التجارة الخارجية‪ ،‬فهذا االحتكار وتهميش الق اع الخاص ال يخدم منالح هذه الجماعة بأي شكل من األشكال‬
‫ويضر بمنالحها‪ ،‬األمر الذي دفعها إل ممارسة الكثير من الضطو ات عل الحكومة إل أن أجبرتها عل‬
‫انهاء العمل بتل السياسة (ضميري‪ ،6990 ،‬نفحة ‪.)042‬‬
‫واست اعت تل الجماعات أيضا أن تدعم موقفها في ظل األزمة التي عانت منها البالد خالل العشرية‬
‫السوداء أين وجدت دعما قويا لمنالحها بما فيها تل التي تتناقض م المنلحة الو نية في ظل أسلوب االقناء‬
‫الذي اعتمدت السل ة في تعاملها م األحزاب السياسية‪ ،‬وأيضا المناخ المتوتر الذي أضعف المؤسسات العمومية‬

‫‪519‬‬
‫عزة بوعيسي‪ /‬محمد بلعسل دور منظمات أرباب العمل في نن السياسة العامة‪ :‬منظمات أرباب العمل في‬
‫الدول المطاربية أنموذجا‬

‫وفسح لها المجال لوحدها لتهيمن عل الساحة فمثال في الوقت الذي كان ‪ %19‬من الحظيرة النناعية الجزائرية‬
‫يت لب تجديدا مما يمثل عبئا عل الدولة ويشكل سببا في إعاقة النمو االقتنادي كان ذل فرنة لهذه الجماعات‬
‫لكسب أموال ائلة من وراء التضارب والنفقات التي تجنيها من وراء ذل (ضميري‪ ،6990 ،‬نفحة ‪.)047‬‬
‫وفي اتجاه خر عرفت الفترة منذ بداية القرن الواحد والعشرين وهي فترة الرئيس الساب عبد العزيز بوتفليقة‬
‫تطول منظمات أرباب العمل في التدخل عل مستوى نن السياسات ومن أهم المنظمات الفاعلة في ذل منتدى‬
‫رؤساء المؤسسات (‪ ) FCE‬ناحب أكبر تجم لرجال األعمال الذي كان ترأس علي حداد من الفترة ‪-6903‬‬
‫‪ ،6900‬ناحب "مجموعة حداد" المطتنم األكبر من البرامج التنموية الكبرى التي أ لقها بوتفليقة بعد ونول‬
‫للحكم (حليم لمام‪ ،6907 ،‬نفحة ‪ ،)699‬أين استفاد أعضاء تل المؤسسات من امتيازات عديدة لعل أهمها الطاء‬
‫الضريبة عل الثروة في ‪ 6900‬والذي نادقت علي لجنة المالية تحت ضط جماعات رجال األعمال بحجة عدم‬
‫القدرة عل إحناء كافة األثرياء‪ ،‬إل جانب استفادتهم من الحكومات المتعاقبة خالل تل الفترات من مزايا قوانين‬
‫االستثمار واالعفاء الضريبي وتخنيص العقارات ‪..‬الخ (فنينيش‪.)6900 ،‬‬
‫وقد امتد نفوذ منتدى رؤساء المؤسسات إلقالة رؤساء وزرات مثلما حدث في نائفة ‪ 6907‬حيث تم إقالة‬
‫الوزير األول األسب عبد المجيد تبون إثر إعالن الحرب عل هذه الجماعات وسياستها المعتمدة باألساس عل‬
‫االستيراد دون اإلنتاج‪ ،‬وتم ذل بسعي من رئيس المنتدى نفس عل حداد (بن محمد‪ ،)6907 ،‬والذي وم ازدياد‬
‫النفوذ االقتنادي للمنتدى الذي يترأس ‪ ،‬تم االعتراف بها كشري اجتماعي من رف النظام الحاكم وإشراك في‬
‫عملية نن القرار في مختلف الجوالت الثالثية‪ ،‬األمر الذي سمح ل بالدفاع عن منالح المنتدى (عيوش‪،6901 ،‬‬
‫نفحة ‪.)03‬‬
‫‪ -‬منظمات أرباب العمل وصنع القرار في تونس‪:‬‬
‫من أهم منظمات أرباب العمل البارزة في تونس نذكر االتحاد التونسي للنناعة والتجارة والنناعات‬
‫التقليدية (‪ ) UTICA‬الذي أنشأه قادة األعمال والتجار التونسيين‪ ،‬وهو يجم كل من يشتطل بالتجارة والنناعة ‪،‬‬
‫وقد تكتل أغلبيتهم الساحقة في نقابات‪ ،‬مهمتها الدفاع عن منالح أعضائها (البهلوان‪ ،6907 ،‬نفحة ‪ ،)01‬ويعد‬
‫االتحاد الممثل الرئيسي للق اع الخاص في البالد‪ ،‬ويضم في عضويت ‪ 019‬ألف شركة خانة‪ ،‬وهي تلعب دورا‬
‫اجتماعيا واقتناديا رئيسيا ‪ ،‬ال سيما من خالل مشاركتها في عملية المفاوضات الثالثية م الحكومة وم االتحاد‬
‫العام التونسي للشطل (المنظمة النقابية الرئيسية للعمال) ‪ ،‬ويضم االتحاد التونسي للنناعة والتجارة كونفدراليات‬
‫من ‪ 07‬اتحادا مهنيا و ‪ 63‬اتحادا إقليميا و ‪ 602‬اتحادا محليا و ‪ 479‬غرفة تجارة و نية و ‪ 0799‬غرفة تجارة‬
‫إقليمية‪ ،‬ويشمل الطرفة الو نية لسيدات األعمال ‪ ،‬التي تم إنشاؤها في عام ‪ ، 0009‬وانضمت إلي العديد من‬
‫المنظمات األخرى‪ ،‬ويمارس هذا االتحاد دورا مهما في تنميم وتنفيذ السياسات العامة بعد االستقالل (‬
‫)‪.Sanchez, 2019‬‬
‫كما تعمل تل المنظمات عل عقد تحالفات لحماية منالحهما واستندار قوانين لتسهيل أعمالهم‪ ،‬ولعل‬
‫الدليل‪ ،‬في هذا الندد‪ ،‬األرقام التي تكشف التباين الكبير بين الضرائب عل الشركات ) التي تراجعت من ‪ 00‬ال‬
‫‪ 06‬في المائة بين ‪ 6909‬و‪ (6907‬والضرائب عل األشخاص ) التي ارتفعت من ‪ 60‬ال ‪ 60‬في المائة خالل‬
‫نفس الفترة المذكورة (هرشي‪،)6900 ،‬وقد ظهر نفوذ رجال األعمال في تونس بشكل واضح بعد ثورة يناير‪6900‬‬
‫أين فتحت هذه األخيرة الباب أمام رجال األعمال الذين اندف بعضهم لالنتظام في أحزاب أو دعمها‪ ،‬ثم تولي‬
‫منانب وزارية في فترة ما قبل انتخابات المجلس التأسيسي‪ ،‬ثم المشاركة في تل االنتخابات (الحناشي‪،6902 ،‬‬
‫نفحة ‪.)007‬‬

‫‪520‬‬
‫عزة بوعيسي‪ /‬محمد بلعسل دور منظمات أرباب العمل في نن السياسة العامة‪ :‬منظمات أرباب العمل في‬
‫الدول المطاربية أنموذجا‬

‫وبالرجوع إل االنتخابات التشريعية لفترة ‪ 6903‬والتي أفرزت لنا مقولة تتمثل في بروز مقاربة اقتنادية‬
‫تحكم المشهد السياسي في تونس قائمة عل أساس أن ممولي األحزاب في االنتخابات التشريعية من رجال‬
‫األعمال البد لهم من الحنول عل مقابل ممن تم تمويل من أعضاء السل ة فكان من أول المؤشرات عل ذل‬
‫ندور قانون المنالحة االقتنادية الذي قدم رئيس الجمهورية إل البرلمان في ‪ 6901‬والمنادقة علية والذي‬
‫كان ل امتداده عل باقي السنوات‪ ،‬إل جانب أن العديد من رجال األعمال ذاتهم أنبحوا نواب في البرلمان بنسبة‬
‫تجاوزت إحدى عشر بالمائة في ذات االنتخابات مما زاد من سل تهم (شيخاوي‪.)6902 ،‬‬
‫‪ -‬منظمات أرباب العمل وصنع القرار في المغرب‪:‬‬
‫عل مدى العقود الماضةةةةةية‪ ،‬تعهد المطرب بإنةةةةةالح وتحرير اقتنةةةةةاده من خالل زيادة إشةةةةةرا منظمات‬
‫أنةةةةةحاب العمل في نةةةةةياغة وتنفيذ السةةةةةياسةةةةةات االقتنةةةةةادية العامة‪ ،‬ويعد االتحاد العام لمقاوالت المطرب من‬
‫المنظمةات الرئيسةةةةةةةيةة الفةاعلةة في البالد حيةث يتم تمثيل الق اع الخاص في المطرب من خالل وهو وحده الذي‬
‫يشةار في المفاوضات الثالثية )‪ ،( Sanchez, 2019, p. 21‬أضف إل ذل ما يحتل هذا األخير من وزن‬
‫كبير في الحياة السةةياسةةية المطربية من حيث قدرت عل تكوين عالقات م أنةةحاب القرارات سةةواء في الحكومة‬
‫أو في البرلمان‪ ،‬وقدرت عل التأثير في نةةةةةدور قرارات تخدم أو تعي منةةةةةالح (مهداوي‪ )6906 ،‬منها ما تم‬
‫تقديم من م الب موجهة للحكومة في إ ار إنةةةةةةةالحات ما بعد ثورة ‪ 69‬فبراير‪ ،6900‬وذل بخنةةةةةةةوص ما‬
‫يتعل بالضةةريبة عل القيمة المضةةافة والذي تضةةمنت الم البة بتعميم الح في الخنةةم‪ ،‬تحسةةين شةةرو السةةداد‪،‬‬
‫والحد من عدد من النسةةةةةب الضةةةةةريبية وغيرها من الم الب‪ ،‬وفي هذا النةةةةةدد عملت الحكومة جاهدة عل تلبية‬
‫الجزء األكبر من تل الم الب من بينها تعميم ح الخنةةم عل االسةةتثمارات واسةةترداد ضةةريبة القيمة المضةةافة‬
‫عل االستثمارات الجديدة ابتداء من يناير‪( 6902‬أقنبي‪ ،6900 ،‬نفحة ‪.)706‬‬
‫‪.4‬تقييم دور منظمات أرباب العمل في صنع السياسة العامة في دول المغرب العربي‪:‬‬
‫نتناول هذه النق ة بالتركيز عل الجوانب اإليجابية والسلبية التي يمكن أن تعكسها عملية تدخل منظمات‬
‫أرباب العمل في مجال نن السياسة العامة عل الشكل اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1.4‬االنعكاسات اإليجابية لتدخل منظمات أرباب العمل في صنع السياسة العامة‪:‬‬
‫يظهر دور جماعات الضط في رسم السياسة العامة إيجابا‪ ،‬من خالل مساهمة هذه الجماعات في رح‬
‫األفكار واآلراء المهمة التي تخص الشرائح المختلفة من المجتم والتي وجدت للدفاع عن منالح ‪ ،‬وهي بذل‬
‫تشكل وسي بين السل ة والموا ن‪ ،‬كما يمكن من خالل تنظيماتها منها أن تكون أداة رقابية فعالة عل أعمال‬
‫الحكومة (أحمد سليمان الحمداني‪ ،6993 ،‬نفحة ‪ ،)433‬فضال عن كون منظمات أرباب العمل تشكل في حد‬
‫ذاتها حماية لحقوق العمال وتأمينا لها وذل من خالل الدخول في عقود شراكة اقتنادية واجتماعية عرفتها مثل‬
‫تل التي عرفتها الجزائر وتونس منذ م ل األلفية تضم كل من أرباب العمل ونقابات العمال والحكومة فيما عرف‬
‫بالعقد االقتنادي واالجتماعي والذي كان ل فوائد جمة في مجال تدعيم مسارات التنمية (عيوش‪،6901 ،‬‬
‫النفحات ‪.)006-000‬‬
‫‪ .2.4‬االنعكاسات السلبية لتدخل منظمات أرباب العمل في صنع السياسة العامة‪:‬‬
‫ترتب الجوانب السلبية لدور منظمات أرباب العمل في نن السياسة العامة بانتشار مظاهر الفساد الناجم‬
‫عن تدخل هذه الجماعات خدمة لمنالحها‪ ،‬ففي أغلب األحيان تستعمل أساليب غير شرعية في ذل ‪ ،‬وبالحديث‬
‫عن الفساد السياسي نجد أن مكانة هذه الجماعات ضمن المواق القيادية في الدولة كالسل ة التشريعية يمنحها فرنة‬
‫التأثير المباشر في نن القرار مما يمكنهم من اندار قرارات تنب في منالحهم والتمت بالحنانة البرلمانية‬

‫‪521‬‬
‫عزة بوعيسي‪ /‬محمد بلعسل دور منظمات أرباب العمل في نن السياسة العامة‪ :‬منظمات أرباب العمل في‬
‫الدول المطاربية أنموذجا‬

‫التي تحميهم في حالة حدوث تجاوزات أو متابعات قضائية إل جانب عدم دف الضرائب عن النشا ات التجارية‬
‫وال العهدة البرلمانية‪ ،‬وإمكان ش ب الديون المالية المترتبة عليهم اتجاه الخزينة العمومية‪ ،‬والحنول عل‬
‫قروض بنكية خارج األ ر القانونية وربما تمرير قرارات وقوانين في نالح رجال األعمال عبر الهيئة التشريعية‬
‫(بلعسل‪ ،6901 ،‬نفحة ‪.)074‬‬
‫وبذكر بعض حاالت فساد بعض رجال األعمال المن وين ضمن تل المنظمات في بعض دول المطرب‬
‫العربي نجد هذه الظاهرة قد أدت إل تع يل وعرقلة عملية التنمية االقتنادية في الجزائر فالتهرب الضريبي‬
‫والجمركي‪ ،‬والطش النناعي والتجاري‪ ،‬واالحتكار‪ ،‬وعمليات تبييض األموال وغيرها من نور الفساد تسببت‬
‫في ضعف قدرة االقتناد الجزائري عل النمو وهدر اإلمكانيات المادية والبشرية (بوسعيود‪ ،6901 ،‬نفحة‬
‫‪ ،)071‬ومن ناحية أخري يعيش الق اع المالي في الجزائر عل وق فضائح مالية عرفتها الجزائر منذ م ل‬
‫األلفية تتعل بقضايا فساد تسبب بها رجال أعمال جزائريين (بلعسل‪ ،6901 ،‬نفحة ‪)071‬منها القضايا التي‬
‫فجرها الحرا الشعبي عام ‪ 6900‬والمتعلقة بإبرام نفقات عمومية م الدولة دون الوفاء بالتزاماتهم التعاقدية‬
‫وكذا استطالل نفوذ الموظفين العموميون للحنول عل مزايا غير مستحقة وتحويل عقارات وامتيازات عن مقندها‬
‫االمتيازي والتمويل الخفي للحمالت االنتخابية وهي التهمة التي وجهت إل رجال أعمال منهم عل حداد الرئيس‬
‫الساب لمنتدى رؤساء المؤسسات والتي حوكم عل إثرها وندرت أحكام في حق بالسجن وغرامات مالية (عبد‬
‫النمد‪.)6900 ،‬‬
‫وفي تونس يرى عدد ممن يمكن تسميتهم أتباع التواف الجنوبي الجديد (دول الجنوب) أن سياسات اللبرلة‬
‫االقتنادية في تونس لم تقد إل إرساء قاعدة اجتماعية لالنتقال الديمقرا ي‪ ،‬بل أدت إل تشديد السياسات السل وية‪،‬‬
‫وارتفاع نسب الفساد‪ ،‬وهو ما تجسد في ممارسات أسرة بن عل وزوجت ال رابلسية‪ ،‬هذه السل ة التي تحالفت‬
‫م رجال األعمال وقامت بتوزي االمتياز لسياسات تونس االقتنادية (بشارة‪ ،6906 ،‬نفحة ‪ ،)009‬حيث غالبا‬
‫ما تذكر عائلة ال رابلسي كحلقة للفساد التونسي‪ ،‬وغالبا ما يشار إليها أنها "شب مافيا" فقد استحوذت العائلة عل‬
‫معظم األعمال الخانة في البلد من خالل عالقات قرابة ونداقة م النظام‪ ،‬فهذه العائلة مكروهة في تونس بسبب‬
‫الفساد الشامل واالجراءات والمخالفات الرهيبة التي تور ت فيها (عبد الرحيم السيد‪ ،6904 ،‬نفحة ‪.)009‬‬
‫وبعرض الحالة المطربية يالحظ أن هنا فساد منتشر في مختلف دواليب الدولة‪ ،‬أين يظهر رجال األعمال‬
‫ك بقة ريعية تستخلص سلسلة من المناف الضخمة بسبب قربها من مراكز السل ة المختلفة‪ ،‬وتستنزف ثروات‬
‫البالد ومقدراتها‪ ،‬وتحوز امتيازات غير مشروعة‪ ،‬أضف إل ذل " مخزنا اقتناديا" يملي إرادت المهيمنة عل‬
‫الفاعلين االقتناديين اآلخرين‪ ،‬ويفرض عليهم الخضوع لقواعد لعب بعيدة أحيانا عن التنافسية‪( .‬أقنبي‪،6900 ،‬‬
‫نفحة ‪.)049‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫من خالل ما تم عرض يمكن اعتبار جماعات الضط من أهم الفواعل غير الرسمية المؤثرة في عملية‬
‫نن السياسة العامة وأنها تلعب مهما في الحياة السياسية من خالل قدرتها عل التأثير في عملية نن القرار عل‬
‫عديد األوج وباستخدام ليات متعددة‪ ،‬لعل من أهمها التدخل عل مستوى دوائر نن القرار السياسي‪ ،‬وأن‬
‫وبالحديث عن دور منظمات أرباب ال عمل كجماعة ضاغ ة في عملية نن السياسة العامة في الدول المطاربية‪،‬‬
‫ظهر أن هذه الجماعات حظيت بمكانة متميزة من قبل أنظمة تل الدول‪ ،‬ومنحت هامشا كبيرا للتدخل في نن‬
‫القرارات واالستجابة لتأثيراتها في الكثير من األحيان‪ ،‬وهي مكانة وظفتها تل المنظمات لخدمة منالحها أكثر‬
‫من االهتمام بنقل مشاغل المجتم ‪ ،‬مما جعلها تنحرف وتبتعد عن األدوار المنو ة بها‪ ،‬لتظهر بعد ذل كأحد‬

‫‪522‬‬
‫عزة بوعيسي‪ /‬محمد بلعسل دور منظمات أرباب العمل في نن السياسة العامة‪ :‬منظمات أرباب العمل في‬
‫الدول المطاربية أنموذجا‬

‫األضل المسببة لظاهرة الفساد المستشري في أنظمة الدول المطاربية فيما يعرف بفساد رجال األعمال والسل ة‪،‬‬
‫وهو الواق السلبي الذي ينبطي تجاوزه وذل بتبني رؤية انالحية نقترح أن تقوم عل األسس التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تبني تشريعات مالئمة تضمن ح إنشاء الجمعيات والتنظيمات المختلفة‪ ،‬وتحديد النالحيات المسموح بها‬
‫حت ال تخرج عن اإل ار القانوني المحدد لها‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز استقاللية هذه الجماعات فيما يخدم منالحها ومنالح المجتم في ن واحد‪.‬‬
‫‪ -‬الحد من سل ة ونفوذ رجال األعمال عن ري العمل عل الفنل بين المال والسل ة‪.‬‬
‫‪ -‬رب الق اع الخاص بقيم العدالة االجتماعية وتقوية دوره االجتماعي وونل بالقيم األخالقية‪ ،‬واالهتمام‬
‫برجال األعمال الناشئين بدعم المؤسسات النطيرة والمتوس ة وتأهيل المورد البشري القائم عليها‪.‬‬
‫‪ -‬تجريم الفساد وخل منظومة قانونية ورقابية جادة لمكافحة الفساد‪ ،‬والعمل عل تفعيلها وتعميم نرامتها‬
‫ومحاسبتها للجمي دون استثناء‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز قيم الشفافية والمساءلة بواس ة اللجوء إل حوكمة الشركات‪.‬‬
‫‪ -‬قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬قائمة الكتب‪:‬‬
‫أ‪ -‬باللغة العربية‪:‬‬
‫أحمد سليمان الحمداني قح ان‪ .)6993( .‬األساس في العلوم السياسة‪ .‬األردن‪ :‬دار مجدالوي للنشر والتوزي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أقنبي نجيب‪ 69 .)6900( .‬فبراير ومآالت التحول الديمقرا ي في المطرب‪ .‬ق ر‪ :‬المركز العربي لألبحاث‬ ‫‪-‬‬
‫ودراسة السياسات‪.‬‬
‫البرنان أحمد سليم‪ .)6901( .‬علم السياسة‪ .‬األردن‪ :‬دار زهران للنشر والتوزي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بشارة عزمي‪ .)6906( .‬الثورة التونسية‪ :‬بنية الثورة ونيرورتها خالل يومياتها‪ .‬ق ر‪ :‬المركز العربي لألبحاث‬ ‫‪-‬‬
‫ودراسة السياسات‪.‬‬
‫البهلوان علي‪ .)6907( .‬تونس الثائرة‪ .‬المملكة المتحدة‪ :‬مؤسسة الهنداوي سي ي سي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحناشي عبد الل يف‪ .)6902( .‬التعبئة االنتخابية في تونس ‪-‬حالة االنتخابات التونسية ‪ .-6903‬ق ر‪ :‬مركز‬ ‫‪-‬‬
‫األبحاث ودراسة السياسات‪.‬‬
‫حسن يوسف يوسف‪ .)6902( .‬أيديولوجيات الحياة السياسية في الدول النامية‪ .‬األردن‪ :‬مركز الكتاب األكاديمي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حسين حسن أحمد‪ .)6999( .‬الجماعات السياسية اإلسالمية والمجتم المدني ‪ -‬دراسة في استراتيجية بناء النفوذ‬ ‫‪-‬‬
‫السياسي واالجتماعي والتطلطل الفكري‪ .‬منر‪ :‬الدار الثقافية للنشر‪.‬‬
‫حميدشي فاروق‪ .)0000( .‬الجماعات الضاغ ة‪ .‬الجزائر‪ :‬ديوان الم بوعات الجامعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حليم لمام محمد‪ .)6907( .‬الفساد النسقي والدولة السل وية ‪ -‬حالة الجزائر منذ االستقالل‪ .-‬لبنان‪ :‬مركز الوحدة‬ ‫‪-‬‬
‫العربية‪.‬‬
‫خليفة الفهداوي فهمي‪ .) 6990( .‬السياسة العامة منظور كلي في البنية والتحليل‪ .‬منر‪ :‬دار المسيرة للنشر‬ ‫‪-‬‬
‫والتوزي وال باعة‪.‬‬
‫سالم ايهاب‪ .)6900( .‬الديمقرا ية في الميزان‪ .‬منر‪ :‬دار الجمهورية للنحافة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عبد الباقي عيس ‪ .)6903( .‬النحافة االستقنائية ونناعة القرار السياسي‪ :‬دراسة للمدخل الرقابي لوسائل‬ ‫‪-‬‬
‫اإلعالم‪ .‬األردن‪ :‬دار العلوم للنشر والتوزي ‪.‬‬
‫عبد الرحيم السيد خالد‪ .)6904( .‬مجلس التعاون الخليجي والربي العربي‪ .‬ق ر‪ :‬المركز العربي لألبحاث ودراسة‬ ‫‪-‬‬
‫السياسات‪.‬‬
‫لمام سالمة‪ ،‬بارة سمير‪ .) 6902( .‬نن السياسة العامة‪ :‬دراسة في المفاهيم والمنهجية والبيئة( حالة الجزائر)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األردن‪ :‬دار مجدالوي للنشر والتوزي ‪.‬‬
‫فائ مرعي مثن ‪ .)6902( .‬السياية العامة ‪-‬بين النظرية والت بي ‪ .-‬العراق‪ :‬م بعة جامعة تكريت‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪523‬‬
‫عزة بوعيسي‪ /‬محمد بلعسل دور منظمات أرباب العمل في نن السياسة العامة‪ :‬منظمات أرباب العمل في‬
‫الدول المطاربية أنموذجا‬

‫مراد حسين الحسني داوود‪ .)6900( .‬سل ات الرئيس األمريكي بين النص الدستوري والواق العملي‪ -‬النظام‬ ‫‪-‬‬
‫الدستوري في الواليات المتحدة األمريكية‪ .0009-0024‬األردن‪ :‬مركز الكتاب األكاديمي‪.‬‬
‫هالل علي الدين‪ .)0003( .‬معجم المن لحات السياسية‪ .‬منر‪ :‬م بعة األ لس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ياسين علي أحمد المشهداني سالم‪ .)6901( .‬نن القرار السياسي في الواليات المتحدة األمريكية‪ .‬األردن‪ :‬مركز‬ ‫‪-‬‬
‫الكتاب األكاديمي‪.‬‬
‫ب ‪ -‬باللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Gerston, L. (2010). Public Polycy Making- Process and Principles. America: M.E.Shrpe.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Lasswel, H. (1958). Politics:Who Gets,When,How. New York: Meridian Books.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Mcivor, J. (1996). Organized capital: Employers 'associations and industrial relation in‬‬
‫‪northern England. New York: Cambridge University.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Montoussé, M. G. (2006). 100 fiches pour comprendre la sociologie. France: Bréal.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Walther, O. (2008). Affaires de patrons: Villes et commerce Transfrontalier au Sahel. New‬‬
‫‪York: edition scientifiques.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الرسائل الجامعية‪:‬‬
‫بلعسل محمد‪ .)6901( .‬تأثير الذهنية البيروقرا ية التقليدية عل السياسات االقتنادية في الجزائر ‪-0000‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .6990‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ :‬جامعة الجزائر‪.‬‬
‫ضميري عزيزة‪ .)6990( .‬الفواعل السياسية ودورها في نن السياسة العامة في الجزائر (رسالة ماجستير)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ :‬جامعة باتنة‪.‬‬
‫عيوش حورية‪ .)6901( .‬منظمات أرباب العمل في الجزائر والمفاوضات الثالثية (أ روحة دكتوراه)‪ .‬كلية‬ ‫‪-‬‬
‫العلوم االجتماعية‪ :‬جامعة الجزائر‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -‬الدوريات العلمية‪:‬‬
‫بوسعيود سارة‪ ،‬شراف عقون‪ .)6901( .‬واق الفساد في الجزائر و ليات مكافحت ‪ .‬مجلة البحوث االقتنادية‬ ‫‪-‬‬
‫والمالية‪ ،‬المجلد الخامس(العدد‪ ،)90‬الجزائر‪ :‬جامعة العربي بن مهيدي أم بواقي‪ ،‬ص‪.‬ص ‪.442-494‬‬
‫‪ - 4‬المواقع االلكترونية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ -‬بن محمد أحمد‪ .)6907 ،90 ،00( .‬لماذا أقيل تبون من رئاسة الحكومة الجزائرية‪ .‬تاريخ االسترداد ‪،90 ،66‬‬
‫‪ ،6969‬من ‪https://bit.ly/2RVDHNd‬‬
‫‪ -‬حمزاوي عمرو‪ .)6990 ،94 ،09( .‬دور رجال األعمال العرب في نناعة السياسة‪ .‬تاريخ االسترداد ‪69،‬‬
‫‪ ،6969 ،90‬من موق قن رة‪https://bit.ly/3cujo2Y :‬‬
‫‪ -‬شيخاوي سرحان‪ .)6902،90،00( .‬سياسيين‪ ،‬رجال أعمال أم قوى خارجية؟ من يحكم تونس‪ .‬تاريخ االسترداد‬
‫‪ ،6969 ،90 ،63‬من ‪https://bit.ly/3hXdpVv‬‬
‫‪ -‬عبد النمد عادل‪ .)6900 ،90 ،90( .‬تهمة التمويل الخفي في االنتخابات تالح رموز النظام الساب ‪ .‬تاريخ‬
‫االسترداد ‪ ،6969 ،90 ،66‬من موق أخبار الجزائر‪https://bit.ly/33WvuhG :‬‬
‫‪ -‬فنينيش جمال‪ .)6900 ،90 ،00( .‬ال ضريبة عل الثروة‪ .‬تاريخ االسترداد ‪ ،6969 ،90 ،60‬من الخبر‬
‫االلكتروني‪https://bit.ly/2RXeNgc :‬‬
‫‪ -‬مهداوي عبد الهادي‪ .)6906،92،91( .‬مكانة الجماعات الضاغ ة في الحياة السياسية المطربية والفرنسية‪ .‬تاريخ‬
‫االسترداد )‪ (6969،90،63‬من الحوار المتمدن‪https://bit.ly/306C0kK :‬‬
‫‪ -‬هرشي عبد السالم‪ .)6900 ،93 69( .‬في تونس نراع البرجوازيات القديمة والجديدة‪ .‬تاريخ االسترداد ‪66‬‬
‫‪ ،6969 ،90‬من ‪https://bit.ly/3cBdLjK‬‬
‫ب ‪ -‬باللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪Sanchez, P. (2019, 09 2019). Cartographie des organisations d’employeurs de la région MENA.‬‬
‫‪Consulté le 08 23, 2020, sur OECD: https://bit.ly/2EtYwMI‬‬

‫‪524‬‬

You might also like