You are on page 1of 22

‫المجلة العربية لإلدارة‪ ،‬مج ‪ ،43‬ع‪ -1‬يونيو (حزيران) ‪4113‬‬

‫دور المشاركة المجتمعية في ظل الحوكمة في صنع القرار والمساءلة‬


‫*‬
‫دالالت من خبرات دولية‬

‫عالية عبد الحميد عارف‬

‫أستاذ مساعد‬
‫كلية االقتصاد والعلوم السياسية‬
‫جامعة القاهرة‬
‫جمهورية مصر العربية‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫التحاول فاي أسالو الحكام نحاو الحوكماةم مان حيا‬ ‫اأكاديمياة حاول مساتتبعا‬ ‫هناك الكثير من الجدل في الد ارساا‬
‫الدولة بالمجتمع التي تبعد عن مركزية أو محورية دور الدولة وادارة شئون المجتمع من أعلى إلاى أسالل‪ .‬هاذا‬ ‫تناول عالقا‬
‫ت اامن فيهااا المشاااركة‬ ‫اأكاديميااة كااان مصااحوبا بمناااهج جدياادة تاام تلعيلهااا فااي التجااار الدوليااة بحيا‬ ‫التحااول فااي الكتابااا‬
‫اليوميااة لصاانع الق ارار وزيااادة مسااتو القبااول‬ ‫المجتمعيااة تااوفير الشاارعية للعمليااة الديمقراطيااة وت اامن المسااا لة فااي العمليااا‬
‫تلك العمليا ‪.‬‬ ‫لمخرجا‬

‫ماان‬ ‫إن مشاااركة المجتمااع الماادني (المشاااركة المجتمعي اة) ‪ Civic Engagement‬تعاازز ماان فعاليااة تنليااذ السياسااا‬
‫للتجاااو معهااا ممااا يزيااد ماان شاارعية نمااام الحكاام الااذ يااتم الحكاام عليااال ماان خااالل‬ ‫خااالل زيااادة اسااتعداد متلقااي السياسااا‬
‫مان المسا لة العامةم فعلى مر السنين أصبح هناك نوع من عادم‬ ‫كبير في‬
‫دور ا‬‫المشاركة المجتمعية ا‬ ‫مخرجاتال‪ .‬كما تلع‬
‫لتحقيق المسا لة‪ .‬ومان ثام أصابح هنااك‬ ‫السوق كأدوا‬ ‫الرسمية للدولة أو استخدام آليا‬ ‫الر ا سوا عن استخدام اآلليا‬
‫المسااا لة التااي تعتمااد علااى المشاااركة المجتمعيااة فااي اأساااب بمقاادورها أن تلعاال ماان‬ ‫اآلن نااوع ماان االتلاااق علااى أن آليااا‬
‫المسا لة الرسمية‪.‬‬ ‫مسا لة المسئولين العموم وذلك من خالل قيامها بدور مكمل آلليا‬

‫ومان ثام تتناااول هاذر الورقااة البحثياة مااا يثيارر أساالو الحكام الرشايد "الحوكمااة" مان مهااور للااعلين جاادد فاي إدارة شاائون‬
‫المجتمع المدني إحد هذر العناصر اللاعلة التي ستسعى هذر الورقة الستي اح دورهاا فاي‬ ‫الدولة والمجتمع‪ .‬وتعد تنميما‬
‫وفي تلعيل المسا لة المجتمعية وفقا لبعض التجار الدولية‪.‬‬ ‫صنع السياسا‬

‫المشكلة البحثية‪:‬‬
‫تتمثل المشكلة البحثية في تحليل مد الدور الذ يمكن للمشاركة المجتمعية أن تلعبال فاي عملياة صانع القارار وتلعيال‬
‫العامة و وابط تلك العملية‪ .‬وذلك من خالل االستلادة وتحليل تجربة االتحاد اأوروبي وغيرر من الخب ار‬ ‫المسا لة للجها‬
‫الدولية في هذا الصدد‪.‬‬

‫*‬
‫في أكتوبر ‪ 3102‬وقُبل للنشر في ديسمبر ‪.3102‬‬ ‫تم تسلم البح‬

‫‪-312-‬‬
‫دور المشاركة المجتمعية في ظل الحوكمة‪...‬‬

‫أهداف ومنهجية الدراسة‪:‬‬

‫ماان واقااع المشااكلة البحثيااة تهاادا الد ارسااة إلااى تحديااد المقصااود بااالمجتمع الماادني وتحلياال أشااكال المشاااركة المجتمعيااة‬
‫تحليل الدور الذ تؤثر باال هاذر المشااركة فاي عملياة صانع القارار وكاذا فاي تلعيال‬ ‫ونشأتها كملهوم وممارسة‪ .‬هذا إلى جان‬
‫فااي‬ ‫الدوليااة المتعااددة‪ .‬ويرجااع السااب‬ ‫المسااا لة المجتمعيااة وذلااك فااي ماال خبارة تنماايم االتحاااد اأوروبااي وغيارر ماان الخبا ار‬
‫فاي هاذا المجاال والسايما فيماا يخاص صانع القارار‪ ..‬تلاك الاوفرة التاي‬ ‫التركيز على خبرة االتحاد اأوروبي إلى وفرة اأدبيا‬
‫يمكاان تبريرهااا بمحاولااة الوصااول إلااى صاايمة مر ااية لصاانع الق ارار والمسااا لة إل االا نااوع ماان المش ااروعية علااى مسااتو‬
‫المصالح من الدول الممثلة لالتحاد‪.‬‬ ‫الملو ية اأوروبية والسيما في مل تعدد وتناقض أصحا‬

‫وبنااا علااى مااا ساابق سااتعتمد منهجيااة الد ارسااة علااى اسااتخدام الماانهج الوصاالي التحليلااي فااي توصاايا وتحلياال التجاار‬
‫تتبااع وتقياايم النتااائج المترتبااة علااى المشاااركة المجتمعيااة فيمااا يخااص‬ ‫المااذكورة باإل ااافة إلااى ماانهج تقياايم اأثاار ماان حي ا‬
‫متمير الدراسة‪ ..‬صنع القرار والمسا لة‪.‬‬

‫أفكار رئيسة هي‪:‬‬ ‫إلى ثال‬ ‫وبنا على هذا تنقسم اأفكار الواردة في هذا البح‬

‫أوالا‪ -‬الحوكمة والمجتمع المدني والمشاركة المجتمعية‪ ..‬الماهية‪:‬‬

‫يعرا أسلوب الحكم الرشيد (الحوكمة) على أنال "العملية أو الو ع الذ يشارك فيال اللاعلون (الخاص والعام) بشكل‬
‫المجتمعياة مماا ياؤد إلاى إعاادة تقيايم أدوار اللااعلين غيار المنتماين للحكوماة فاي‬ ‫والصاراعا‬ ‫قصد في تنميم العالقا‬
‫السياسية )‪.(Kohler-Koch and Rittberger, 2006: 28‬‬ ‫صناعة الق ار ار‬

‫التي تؤثر على ممارسة السلطة والسايما التاي تخاص الشالافية والمشااركة‬ ‫ويقصد بالحوكمة الهيكل والقواعد والعمليا‬
‫الرئيسة للحوكمة‪ .‬وي اا إلى ذلك مقاييب أكثر تحديدا وهي تلك التي‬ ‫والمسا لة واللعالية والموا مة‪ -‬فتلك هي الدعاما‬
‫المجتمااع المادني‪ .‬وكااذا التاي ت اامن المشااورة والحاوار الاادائم‬ ‫وتنميماا‬ ‫ت امن مشاااركة أو ت امينا أكثاار فعالياة لمجموعااا‬
‫ومواثيق أدا الخدمة مما ي امن و اع حاد أدناى للمعاايير الخاصاة بماا ياتم االستشاارة بشاأنال ومتاى وماع‬ ‫واتاحة المعلوما‬
‫المنممة لسلوك وأدا كل اأطراا اللاعلة‪.‬‬ ‫من وكيا وي من كذلك مزيدا من المشاركة في اتخاذ اإلج ار ا‬

‫وتعبر الحوكمة وفقا لتقارير البنك الدولي عن أسلو ممارسة السلطة في إدارة الموارد االجتماعياة واالقتصاادية للدولاة‬
‫للمسا لة العاماة‪ .‬ومان ثام تتحادد أربعاة عناصار للحوكماة تتمثال فاي‪ :‬المساا لة والمشااركة والمسااهمة‬ ‫توافر آليا‬ ‫إلى جان‬
‫في التنمية والشلافية )‪.(World Bank, 1994‬‬

‫وتعريااا آخاار للحوكمااة فااي ماال تمياار دور الدولااة وعالقتهااا باللاااعلين اآلخ ارين فااي المجتمااعم وماان ثاام يحاادد عناصاار أربعااة‬
‫للحوكمة مماثلة للسابقة تتمثال فاي‪ :‬العالقاا الشابكية والتحاول مان السايطرة للتاأثير والتشاابك باين الماوارد العاماة والخاصاة وتعادد‬
‫اأدوا المستخدمة في تنليذ وادارة السياسا العامة )‪.(B. G. Peters and J. Pierre, 1998: 224- 225‬‬

‫فا ن وحاادة‬ ‫الالزمااة لألخااذ بهااا‪ .‬بالنساابة لااألدوا‬ ‫والمهااا ار‬ ‫التأكيااد علااى اأدوا‬ ‫وهناااك ماان تناااول الحوكمااة ماان حيا‬
‫التااي بموجبهااا يااتم تحقيااق المصاالحة‬ ‫الجهااة الحكوميااة أو المنشااأة الخاصااة وانمااا اأدوا‬ ‫التحلياال فااي سااياق الحوكمااة ليسا‬

‫‪-312-‬‬
‫المجلة العربية لإلدارة‪ ،‬مج ‪ ،43‬ع‪ -1‬يونيو (حزيران) ‪4113‬‬

‫اإلدارياة الالزماة لقياادة الجهااز البيروق ارطاي ال اخم‬ ‫تحاول مان التأكياد علاى المهاا ار‬ ‫فقاد حاد‬ ‫المها ار‬ ‫العامة‪ .‬أما جان‬
‫مصااالح جاادد فااي تنماايم شاابكي ماان أجاال تحقيااق هاادا عااام‬ ‫التمكينيااة التااي تساامح ب اام فاااعلين أو أصااحا‬ ‫إلااى المهااا ار‬
‫)‪.(Tom Liou Kuotsai, 2007:5‬‬

‫تعبار الحوكماة كماا ذكرناا عان إعاادة‬ ‫وتر الباحثة أن أبرز ما يميز بين الحوكمة والحكم هو عنصار المشااركةم حيا‬
‫تقياايم دور اللاااعلين ماان خااار اإلطااار الحكااومي فااي صاانع السياسااا ‪ .‬فالحوكمااة تحااول تركيزهااا ماان اللاااعلين الحكااوميين‬
‫والهيراركيا ااة فا ااي صا اانع الق ا ارار إلا ااى التلاعا اال با ااين اللا اااعلين الحكا ااوميين وغيا اار الحكا ااوميين والالهيراركيا ااة فا ااي صا اانع الق ا ارار‬
‫)‪.(Kooiman, 1993:7‬‬

‫ويحدد البعض ثماني سما للحوكمة من بينها المسا لة والمشاركة وهما متمي ار الدراسة‪ .‬ويعبر الشكل التالي عن تلك السما ‪:‬‬

‫‪Source: United Nations ESCAP (Economic and Social Commission for Asia and Pacific), What is Good‬‬
‫‪Governance? http://www.unescap.org/pdd/prs/ProjectActivities/Ongoing/gg/governance.asp‬‬

‫السلمية التاي جار‬ ‫بالثور‬


‫ا‬ ‫أما بالنسبة للمجتمع المدني ف ن الجدل اأكاديمي حول ماهية المجتمع المدني قد تأثر‬
‫ماان‬ ‫المدنيااة تلااك الثااو ار وتكون ا‬ ‫الحركااا‬ ‫انهيااار الكتلااة الش ارقية فااي ‪ .0191‬وقااد ساااند‬ ‫فااي أوربااا الش ارقية والتااي ساابق‬
‫بمعار اتها‬ ‫الماواطنين والملكارين التاي ارتبطا‬ ‫التجارية والكنائب وتنميماا‬ ‫منوعة من اللاعلين مثل االتحادا‬ ‫مجموعا‬
‫للنمم الشمولية االشتراكية )‪.(Barbara Finke, 2007‬‬

‫اس ااتخدام‬ ‫مختللااة للمقصااود بااالمجتمع الماادني والت ااي يمكاان رصاادها بتتبااع الت اااريي الخ اااص بباادايا‬ ‫وهناااك تعريلااا‬
‫الملهوم من قبل الملكرين السياسايين أمثاال ‪John Locke, Charles de Montesquieu, Georg Friedrich Hegel‬‬
‫‪ .and Alexis de Tocqueville‬فقاد وجاد أن ملهاوم المجتماع المادني اختلاا نتيجاة إدراكهام لطبيعاة العالقاة باين الدولاة‬
‫تلك العالقة تعبر عان إطاار تعااوني باين الطارفين أو عان إطاار تنافساي‪ .‬فنجاد "جاون لاوك" – علاى‬ ‫والمجتمع فيما إذا كان‬
‫العالقاة بينهماا لدياال شاكال تنافسايا‪.‬‬ ‫سبيل المثال – حدد مجالين مختللين ومستقلين لكل من الدولة والمجتمع ومن ثام أخاذ‬
‫وقااد تبنااى تلااك اللك ارة الليبرالي اون الج اادد الااذين أكاادوا علااى اسااتقاللية االقتصاااد عاان الدولااةم بمعنااى عاادم تاادخل الدولااة فااي‬
‫االقتصاد‪ .‬بينما ركز الماركسيون الجدد على وجود مجال مستقل للعمل العام )‪.(Eva G. Heidbreder, 2012‬‬

‫يادرك الطبيعاة التعاونياة باين الدولاة والمجتماع والتاي تبناهاا مونتساكيو ومان‬ ‫على النقيض من ذلك نجد التوجال الاذ‬

‫‪-312-‬‬
‫دور المشاركة المجتمعية في ظل الحوكمة‪...‬‬

‫الحديث ااة‪ .‬فأنص ااار‬ ‫بع اادر فري اادريك هيج اال‪ ..‬تل ااك الرؤي ااة الت ااي ت اام تطويره ااا وتبنيه ااا م اان قب اال نم اام الرفاه ااة وال ااديمقراطيا‬
‫تشاااركية رساامية‬ ‫يلتر ااون عالقااة تعاونيااة بااين الدولااة والمجتمااع منممااة وفق اا إلجا ار ا‬ ‫الديمقراطيااة – مثاال بااول هيرسا‬
‫)‪ .(Hirst 1994; Hirst and Veit M. Bader, 2001‬ووفقا لهذا المنمور فا ن تادخل المجتماع المادني فاي صانع القارار‬
‫السياسي يلترض ممارستال لومائا شرعية ورقابية تساهم في تلعيل الحوكمة كأسلو للحكم‪ .‬ووفقا لهذا المنمور تعاد السامة‬
‫المهمااة فااي تعريااا المجتمااع الماادني هااي أنااال تنماايم اجتماااعي مااع التأكيااد علااى ساامة "المدنيااة" بمااا يعنااى البعااد عاان التنماايم‬
‫الرسمي للدولة )‪(Jensen 2006; Eva G. Heidbreder, 2012‬‬

‫يؤكاد فاي تناولاال لملهاوم المجتماع المادني علاى تحدياد البنياة‬ ‫وبعيدا عن فكرة المنافسة أو المشاركة هناك منمور ثال‬
‫من منمومة الديمقراطية بمض النمر عن طبيعتال كمنافب أو متعاون‪.‬‬ ‫االجتماعية التحتية التي تمكن المجتمع من العمل‬
‫الممكناة‬ ‫إ اافة إلاى وجاود مجموعاة مان اإلجا ار ا‬ ‫اتصاال مان جانا‬ ‫وشابكا‬ ‫وتتمثل تلك البنية التحتية فاي وجاود قناوا‬
‫آخر )‪.(Taylor 1985; Barber 1984‬‬ ‫للتواصل في الق ايا العامة من جان‬

‫وهكااذا نجااد أن الارابط بااين تلااك المنمااو ار الثالثااة لملهااوم المجتمااع الماادني يتمثاال فااي فكارة "المشاااركة" لهااذا القطاااع‪ ..‬تلااك اللكارة‬
‫التااي تقااوم علااى فر ااية تحقااق الكلااا ة فااي إدارة االقتصاااد وغي ارر ماان الاانمم االجتماعيااة إ ااافة إلااى إسااباا الشاارعية للاانمم السياسااية‬
‫الديمقراطية وذلك من خالل مشاركة المواطن في العمليا وليب فقط االقتصار على مخرجا تلك النمم )‪.(Matonyte, 2011‬‬

‫وبشااكل عااام يمكاان القااول إن الباااحثين المهتمااين بجدليااة العالقااة بااين الدولااة والمجتمااع مهتمااون باأساااب بمااد ساايطرة "الشااعبية"‬
‫علااى المؤسسااا السياسااية وعلااى اأساواق والتااي يمكاان تلعيلهااا فقااط بوجااود فاااعلين مجتمعيااين مسااتقلين خااار إطااار السياسااا العامااة‬
‫وكذا بعيدا عن اللاعلين الرئيسين في اأسواق سوا الحكومة أو أصحا اأعمال )‪.(Eva G. Heidbreder, 2012:2‬‬

‫أمااا عاان مفهااوم المشاااركة المجتمعيااة ‪ Civic Engagement‬فقااد اسااتخدم هااذا الملهااوم باادورر ماان قباال الباااحثين‬
‫الملهاوم علاى نحاو مبساط أو براجمااتي‬ ‫عرفا‬ ‫بمعاان مختللاةم مماا ي الي علياال نوعاا مان المماوض‪ .‬والكثيار مان المحااوال‬
‫أكثر من توفير إطار متين ومتكامل للملهوم )‪.(Jensen, 2006: 39‬‬

‫ملهااوم المشاااركة المجتمعيااة ‪ -‬ماان منمااور سياسااي ‪ -‬تاام تعريلااال بشااكل ف االاض علااى أنااال "يصااا نوعيااة معينااة ماان‬
‫تتس اام بق ااد ار توجيهي ااال أع ااائها (الما اواطنين) تمك اانهم م اان تنم اايم أنلس ااهم وتبنا اي أه ااداا مش ااتركة ف ااي إط ااار‬ ‫المجتمع ااا‬
‫رسمية محددة )‪.(Wnuk-Lipinski and Bukowska, 2011‬‬ ‫تنميما‬

‫كما إن هناك محاوال متزايدة لتعريا الملهوم بشكل نممي‪ .‬تلك المحاوال ركز علاى اأصاول النمرياة والعملياة للملهاومم‬
‫بحي ا عرفتااال وفقااا إلدراك العالقااا بااين الدولااة والمجتمااع‪ .‬وبالتااالي أصاابح هناااك تعريلااا مختللااة للملهااوم والتااي باادورها أفاارز‬
‫درجاا مختللاة للديمقراطياة التاي يمارساها المجتماع المادني )‪ .(Smismans 2006; Fung 2003; Klein 2001‬ومماا سابق‬
‫يت ح أن المشاركة المجتمعية هي مشاركة المجتمع المدني بمؤسساتال شاريطة تاوافر القادرة علاى التوجياال والحشاد والتنمايم‪.‬‬
‫ويمكن استي اح ملهوم المشاركة المجتمعية بشكل أعمق من خالل تحليال دورر فاي صانع القارار وتلعيال المساا لة وهاو ماا‬
‫سيت ح من اللكرتين التاليتين‪.‬‬

‫‪-312-‬‬
‫المجلة العربية لإلدارة‪ ،‬مج ‪ ،43‬ع‪ -1‬يونيو (حزيران) ‪4113‬‬

‫ثانيا‪ -‬المشاركة المجتمعية وصنع القرار‪ -‬دالالت من تجربة االتحاد الوروبي‪:‬‬


‫ا‬
‫أ‪ -‬خلفية تاريخية‪:‬‬

‫الجدل حول أزمة الشارعية بالنسابة لالتحااد اأوروباي قاد أبارز دور المجتماع المادني فاي أسالو الحكام داخال االتحااد‪.‬‬
‫الشرعية الديمقراطياة التاي تنشاأ‬ ‫وقد أد هذا الجدل بالسياسيين واأكاديميين والبيروقراطيين إلى توجيال تركيزهم إلى مدخال‬
‫من المشاركة اللعالة في الحكم من خالل اأفراد )‪.(Fritz Scharpf, 1999: 1‬‬

‫وعلااى الاارغم ماان أن نمااام التمثياال البرلماااني كااان وللت ارة طويلااة ينماار إليااال باعتبااارر الوساايلة الوا ااحة لتعزيااز شاارعية‬
‫مان القارن الما اي نحاو مشااركة المجتماع‬ ‫داخل االتحاد اأوروبي ف ن االهتماام قاد تحاول مناذ نهاياة التساعينيا‬ ‫المدخال‬
‫المدني في أسلو الحكم داخل االتحاد وهو ما مهر في الوثائق التشاريعية أسالو الحكام فاي االتحااد اأوروباي ماع نهاياة‬
‫القرن )‪.(Barbara Finke, 2012‬‬

‫ويمكاان تتبااع االهتمااام المت ازيااد ب ادور المجتمااع الماادني فااي أساالو حكاام االتحاااد اأوروبااي وارجاعااال إلااى دور جماعااا‬
‫ماان القاارن الما ااي مثي ارة الجاادل حااول أساالو الحكاام الرشاايد لالتحاااد‪ .‬وقااد كااان‬ ‫المصااالح التااي ازدهاار منااذ الثمانينيااا‬
‫شارعية العملياة الديمقراطياة والتاي يمكان تحساينها –‬ ‫االهتمام منصبا في اأساب علاى فعالياة عملياة صانع القارار ومخرجاا‬
‫المصالح وت مين المجتمع المدني‪.‬‬ ‫وفقا لوجهة النمر تلك‪ -‬من خالل مشاركة أصحا‬

‫المطروحا اة عل ااى الس اااحة سا اوا عل ااى الص ااعيد‬ ‫وج اادير بال ااذكر أن مو ااوع المش اااركة المجتمعي ااة م اان المو ااوعا‬
‫التااي يشااهدها الواقااع منااذ تكااوين االتحاااد اأوروبااي فااي ‪ 0112‬الساايما فيمااا يخااص معاهاادة‬ ‫اأكاااديمي أو نتيجااة التطااو ار‬
‫ك ااذلك عل ااى مش اااركة‬ ‫أول ما ارة تحدي ااد اله اادا م اان إقام ااة اتح اااد سياس ااي وأك ااد‬ ‫‪ Maastricht‬الت ااي ت اامن‬ ‫ماسااتريخ‬
‫التساايب المت ازيااد لالتحاااد اأوروبااي‪ .‬وت اامن كااذلك نماااذ مختللااة لصاانع القارار‬ ‫الماواطن كقااوة داعمااة فااي مواجهااة عمليااا‬
‫صاانع الق ارار الرساامية بااين الحكومااا‬ ‫هااذا إلااى جان ا مؤسسااا‬ ‫فيهااا اأداة المجتمعيااة كدعامااة أولااى فااي تلااك النماااذ‬ ‫حاادد‬
‫المكوناة لالتحااد والتاي تمثال الدعاماة الثانياة مثال (المجلاب المشاترك للادفاع واأمان ‪)Common Foreign and Security‬‬
‫و(مجلااب العدالااة والشاائون الداخليااة ‪ .)Justice and Home Affairs‬وهكااذا ومااع بدايااة األليااة الثانيااة تاام التحااول نحااو‬
‫االتحاااد لتشاامل أنواع اا ماان‬ ‫المسااتخدمة فيمااا بااين حكومااا‬ ‫سياسااية أكثاار اتساااعا تمتااد إلااى مااا و ار اأدوا‬ ‫اسااتخدام أدوا‬
‫السياسااية علااى بااروز مااا يساامى‬ ‫فااي الممارسااا‬ ‫تلااك التطااو ار‬ ‫المشاااركة والتنساايق الطااوعي وغياار الرساامي‪ .‬وقااد انعكس ا‬
‫بأساالو الحكاام الرشاايد داخاال دول االتحاااد وباارز فااي هااذا السااياق فك ارة المشاااركة فااي عمليااة صاانع الق ارار كمحااور مثياار‬
‫تتجااوز‬ ‫لالهتمام‪ .‬وسرعان ما أصبح ملهوم المشاركة مرتبط بلكارة المجتماع المادني واأشاكال المختللاة لت امينال عبار قناوا‬
‫الممثلة )‪.(Barbara Finke, 2007‬‬ ‫الرسمية في الديمقراطيا‬

‫ب‪ -‬المجتمع المدني كفاعل منظم في صنع القرار في االتحاد الوروبي‪:‬‬

‫تتسام باالجودة‬ ‫الدور اأول الذ يلعبال المجتمع المدني داخل االتحاد اأوروبي يتمثل في مشااركتال فاي تاوفير مادخال‬
‫وتزيد من مشروعية عملية صانع القارار ومان ثام ت امن جاودة للمخرجاا ‪ .‬وتاوفر الحوكماة اساتيعابا للكارة مشااركة المجتماع‬
‫السياسية التي تمكن هذا اللاعل من المشاركة بلاعلية في العملية السياسية‪.‬‬ ‫المدني كلاعل منمم كما توفر اأدوا‬

‫‪-312-‬‬
‫دور المشاركة المجتمعية في ظل الحوكمة‪...‬‬

‫المصااالح فااي صاانع الق ارار وتااوفير المعلومااا‬ ‫وفااي سااياق اأخااذ بالحوكمااة ‪ -‬ماان خااالل إدراك دوافااع جميااع أصااحا‬
‫الشا االافية‬ ‫عما اان يشا ااملهم الق ا ارار‪ -‬قا اارر كا اال ما اان االتحا اااد اأوروبا ااي والملو ا ااية اأوروبيا ااة دما ااج ما ااا يعا اارا با ا ا "سا ااجال‬
‫المشاركة في صنع القارار‬ ‫واحدة ت م قائمة بأسما جميع اأفراد والهيئا‬ ‫‪ "Transparency Registers‬في قاعدة بيانا‬
‫العامااة ‪ White Papers‬داخاال االتحاااد فااي‬ ‫للسياسااا‬ ‫داخاال االتحاااد اأوروبااي‪ .‬علااى أن يااتم العماال علااى طاارح مقترحااا‬
‫مهمة‪.‬‬ ‫الشلافية التي ال تعبر صراحة عن برامج سياسية ولكنها تمثل وثائق عامة لمقترحا‬ ‫سجال‬

‫وأكثاار مااا يليااد فااي تلااك الوثااائق هااو التأكيااد المتنااامي علااى نماام المشااورة داخاال الملو اايةم ماان خااالل الت اامين الطااوعي‬
‫لمشاااركا المجتمااع الماادني الماانمم‪ .‬والتااي تعااد ماان الركااائز الرئيسااة للحوكمااة‪ .‬فماان شااأن تلااك المشاااركة المجتمعيااة زيااادة الكلااا ة‬
‫وا لا المشروعية أسالو الحكام داخال االتحااد وذلاك مان خاالل دعام التواصال ماع توقعاا الماواطنين داخال االتحااد والحاد مان‬
‫الماانهج اللااوقي فااي صاانع القارار‪ .‬هااذا إلااى جانا إ االا قاادر ماان الشاامولية والمسااا لة فااي صاانع القارارم اأماار الااذ ماان شااأنال فااي‬
‫النهاية أن يحسن من جودة وموا مة وفاعلية سياسا االتحاد اأوروبي حي يزيد من ثقة المؤسساا القائماة بالتنلياذ ويزياد كاذلك‬
‫من خلق اإلحساب باالنتما إلى تنميم االتحاد اأوروبي )‪.(Paul Magnette, 2001: 3-11‬‬

‫الورقة البي ا المطروحة الكثير من الباحثين والسيما الدارسين فاي مجاال حوكماة االتحااد اأوروبايم اأمار‬ ‫وتجتذ‬
‫التاي تنشاأ مان طرحهاا‪ .‬وفاي المقابال يار الابعض أن تلاك الورقاة‬ ‫الاذ مان شاأنال إثا ار الورقاة المقترحاة مان خاالل الماداوال‬
‫التشاريعية الممنوحاة للملو اية‬ ‫البي اا ينقصاها الطماوح فاي صاياغتها لخططهاا اإلصاالحية كماا أنهاا ال تنااقا السالطا‬
‫كما ال تقترح تميي ار بعيدة المد لعملياتها المؤسسية في صنع القرار )‪. (Paul Magnette. 2001: 14‬‬

‫ف ا ن هااذا المقتاارح يعااد مكون اا مهمااا فااي نمااام المشااورة داخاال االتحاااد اأوروبااي الااذ حمااي‬ ‫المخرجااا‬ ‫أمااا علااى جان ا‬
‫علاى االهتماام بشارعية الحكام لالتحااد اأوروباي وذلاك مان خاالل‬ ‫عاام ‪ 0113‬التاي أكاد‬ ‫باهتمام متزايد بعد معاهدة ماسترخ‬
‫االجتماعية المختللة‪.‬‬ ‫تلعيل المشاركة المجتمعيةم أ من خالل التواصل المستمر مع التنميما‬

‫المهتمااة‬ ‫وبنااا علااى تلااك المعاهاادة حااد تمياار فااي سياسااة الملو اايةم فبعااد أن كان ا مقتص ارة علااى ت اامين التنميمااا‬
‫االجتماعيااة فاي مجاال السياسااا‬ ‫الساوق المشااتركة أصابح تساعى ‪ -‬علااى سابيل المثاال ‪ -‬إلااى ت امين التنميماا‬ ‫بسياساا‬
‫أو العجاز أو العنصارية فا ن المسائول المخاتص بتلاك‬ ‫االجتماعية والهجرة‪ .‬فعند تناول ق ايا تتعلق بالنوع (الجانب) أو الشابا‬
‫المصااالح فااي هااذا المجااال‪ .‬كمااا يااتم النماار إلااى الحاوار المجتمعااي‬ ‫الق ااايا داخاال الملو ااية يسااعى إلااى التواصاال مااع جماعااا‬
‫عل ااى أنا ااال وسا اايلة لا اادعم التماسا ااك والوحا اادة واإلحسا اااب بالمواطنا ااة مماااا يعا ااد برهان ا اا علا ااى العمليا ااة الديمقراطيا ااة داخا اال االتحا اااد‬
‫)‪.(Smismans 2003: 476‬‬

‫ورغاام التاااريي الطوياال للملو ااية فااي االسااتعانة بخبا ار خااارجيين ماان أجاال تعااويض الاانقص فااي كلا اتهااا البشارية فا ن‬
‫ار فااي سااد هااذا الاانقص‪ .‬وقااد انعكااب هااذا التحااول فااي‬
‫التحااول نحااو تلعياال نماام المشااورة والمشاااركة المجتمعيااة قااد ساااعد كثيا ا‬
‫والسابعينيا‬ ‫االستخدام الملاهيمي للملو يةم فاستخدام مصطلح االستشارة ‪ Consultation‬الذ كان شائعا في الستينيا‬
‫ثاام إلااى المشاااركة ‪ Participation‬فااي أواخاار‬ ‫والتسااعينيا‬ ‫قااد تحااول إلااى ملهااوم الش اراكة ‪ Partnership‬فااي الثمانينيااا‬
‫واأللية الثانية‪ .‬اأمر الذ يدل على أن التحول القيمي نحو الحوكمة والتأكيد على المشااركة المجتمعياة انعكاب‬ ‫التسعينيا‬
‫علااى إعااادة صااياغة رؤيااة الملو ااية نحااو "كيااا يااتم الت اامين وماان يمكاان ت اامينهم وفااي أياة عمليااة" ‪(Quittkat and‬‬

‫‪-312-‬‬
‫المجلة العربية لإلدارة‪ ،‬مج ‪ ،43‬ع‪ -1‬يونيو (حزيران) ‪4113‬‬

‫)‪.Finke, 2008: 184‬‬

‫وهنا ال بد من التفرقة بين ثالث مراحل لنظاام المشاورة داخال االتحااد‪ :‬اأولاى هاي مرحلاة الساوق المشاتركة والتكامال‬
‫منتصا‬ ‫بين خب ار اقتصاديين في اأساب‪ .‬المرحلة الثانية التي بدأ‬ ‫المشورة فيها ممثلة في مداوال‬ ‫وكان‬ ‫االقتصاد‬
‫االتحااد اأوروباي التاي أد‬ ‫الوحدة االقتصادية وتكوين الملو ية وكان التحول نحو الشراكة في سياسا‬ ‫حي‬ ‫الثمانينيا‬
‫مختللاة مثاال‬ ‫غيار الحكومياة فااي مجااال‬ ‫إلاى تلعيال مااا يعارا باالحوار المجتمعاي الاذ امتاد ليشاامل الحاوار ماع المنممااا‬
‫حماية البيئة وحقوق اإلنسان‪ .‬ثم تطور اأمر إلى مرحلاة أكثار شاموال للحاوار ماع المجتماع المادني مناذ ‪ 3110‬بهادا تحساين‬
‫جودة عملية صنع القرار داخل االتحاد اأوروبي نتيجاة للتحاول نحاو تبناي ماا يعارا بالديمقراطياة التشااركية ‪“Participatory‬‬
‫”‪ .Democracy‬وفي هذا اإلطار تم تلعيل ما يعرا بالورقة البي ا "مقتارح السياساا " وتأسايب عملياة متابعاة المقترحاا‬
‫عليهااا ماان خااالل موقااع إلكتروناي للمشااورة ”‪ .“Your Voice in Europe‬ويتكااون هااذا الموقااع ماان ثالثااة أقسااام‪ :‬اأول‬
‫وياتم فياال‬ ‫وتأثيرتهاا المحتملاة‪ .‬القسام الثااني للمناقشاا‬
‫ا‬ ‫االتحاد اأوروباي‬ ‫ويتم فيال إبدا ال أر في جميع سياسا‬ ‫لالستشا ار‬
‫االتحااد‪ .‬القسام اأخيار ويعارا ب ا‬ ‫تناول ق ايا السااعة ويمكان مان خاالل هاذا القسام التحااور اإللكتروناي ماع إحاد قياادا‬
‫تأثير وقوة ‪(Eva‬‬
‫ا‬ ‫أخر " ويسمح بالتعرا على وسائل أخر جديدة تمكن المشارك من أن يعبر عن رأيال بشكل أكثر‬ ‫"أدوا‬
‫)‪.G. Heidbreder, 2007‬‬

‫ج‪ -‬تحديات المشاركة المجتمعية في صنع القرار‪:‬‬


‫ورغم أن اللئة المستهدفة من المشاركة في مقترح السياسا "الورقة البي ا " هي المجتمع المدني ككال فا ن الواقاع يشاير‬
‫المتخصصة والمنممة هي المشارك والممثل الرئيب لهذا المجتمع المادني‪ .‬ويرجاع هاذا فاي اأسااب إلاى ماا‬ ‫إلى أن المجموعا‬
‫لموياة أم خاصاة بالتعامال ماع المواقاع اإللكترونياة وكاذا‬ ‫تتطلبال المشاركة في صنع القرار من خبرة وماوارد ومهاا ار ساوا أكانا‬
‫التااي تتلااق ونمااام المشااورة الااذ تطرحااال الملو ااية‪ .‬وتحاااول الملو ااية ماان جانبهااا‬ ‫الااالزم للتعاماال مااع الخطاوا‬ ‫تااوافر الوقا‬
‫تتايح المشااركة لقاعادة أوساع مان‬ ‫المشاركة – والسيما الخاصاة باالموارد‪ -‬بحيا‬ ‫التخليا من القيود الملرو ة على خطوا‬
‫المجتمااع الماادني اأماار الااذ لاام يؤخااذ حتااى اآلن علااى نحااو جااد بشااكل كبياار ممااا أد إلااى التمييااز بااين بع اض فئااا‬
‫المجتمع المدني من مكان آلخر ومن تنميم آلخر )‪.(Eva G. Heidbreder, 2007‬‬

‫د‪ -‬آليات أخرى للمشاركة المجتمعية في صنع القرار‪:‬‬


‫العاماة أو االجتماعاا‬ ‫تجدر اإلشارة في هذا السياق إلاى آلياة أخار لتطبياق المشااركة المجتمعياة تتمثال فاي اللقاا ا‬
‫تحماى كال‬ ‫المتحدة اأمريكية حيا‬ ‫الحكومية في الواليا‬ ‫العامة الملتوحة كوسيلة لتحقيق نوع من الشلافية لد التنميما‬
‫الحكومية المركزية والمحلية‪.‬‬ ‫العامة تطبقال كل الجها‬ ‫والية بقانون لالجتماعا‬

‫القاارن الما ااي‬ ‫مهاار آ ار فااي سااتينيا‬ ‫باالملهوم الجديااد حيا‬ ‫وكماا ذكاار سااابقا فا ن المشاااركة المجتمعيااة ليسا‬
‫الحكوميااة وتعري ااها للنقااد والتمحاايص ماان قباال‬ ‫تاار أن الوساايلة البدهيااة للديمقراطيااة هااي كشااا كاال اأعمااال والعمليااا‬
‫االساتماع العاماة ‪Public Hearings‬‬ ‫جلساا‬ ‫العامة – التي يطلق عليها في بعض الكتاباا‬ ‫العامة‪ .‬وتعد االجتماعا‬
‫‪ -‬هاي الوسايلة المثلاى لتحقياق تلااك الشالافية )‪ .(Frances Rourke, 1960: 694‬ويتكاون أ ع اا االجتماعااا‬
‫خ ااالل االجتم اااع وفقا اا ل ا اوابط مح ااددة‬ ‫العام ااة م اان عام ااة الما اواطنين ال ااذين ب مك ااانهم الح ااور والمش اااركة والتح ااد‬

‫‪-312-‬‬
‫دور المشاركة المجتمعية في ظل الحوكمة‪...‬‬

‫)‪.(Suzanne, J. Piotrowski and Erin Borry, 2008 :138-176‬‬

‫ولكي تحقق اللاعلية من تلك االجتماعا العامة ال بد من توافر بعض الشروط مثل‪:‬‬
‫)‪(Suzanne, J. Piotrowski and Erin Borry, 2008: 143-148‬‬
‫مان مشاركة عدد كاا‬ ‫التي ستتم مناقشتها‪ .‬والهدا من ذلك هو‬ ‫والمو وعا‬ ‫‪ -0‬اإلعالم بموعد ومكان عقد الجلسا‬
‫من العامة لح ور الجلسا ‪.‬‬
‫مناقشااتال فااي الجلسااة ليكااون بمثابااة أدار لتعزيااز المسااا لة‬ ‫‪ -3‬تاادوين وقااائع الجلسااا ‪ .‬وذلااك ماان أجاال تااوفير سااجل لمااا تما‬
‫الا أر العاام‬ ‫الح اور مان شاأنال تحساين إدراك المسائولين بتوجهاا‬ ‫المجتمعية للموما العام‪ .‬كما إن تدوين مالحماا‬
‫بالصاو والصاورةم اأمار الاذ مان شاأنال‬ ‫)‪ .(Brian Adams, 2004‬بل ير البعض أهمياة تساجيل وقاائع الجلساا‬
‫)‪.(J. H. Sinder, 2003‬‬ ‫تحسين دقة ومصداقية السجال‬
‫ال يساامح لعاادد كبياار ماان العامااة ح ااورها ومناقشااتها والساايما التااي تتعلااق بعطااا ا‬ ‫– بحي ا‬ ‫‪ -2‬س ارية بعااض الجلسااا‬
‫الجهة الحكومية وما يتعلق بشئون اأفراد )‪.(James Bowen, 2001/2002: 134‬‬ ‫ومناقصا‬
‫الكترونية اأمر الذ من شأنال أن يزيد من عدد المشاركين ويحسن مان التلاعال المباشار بيانهم‬ ‫‪ -4‬تسهيل عقد اجتماعا‬
‫)‪.(J.H. Sinder, 2003‬‬

‫المش اااركة المجتمعي ااة ف ااي النم ااوذ‬ ‫ويمك اان اإلش ااارة ف ااي ه ااذا الس ااياق ك ااذلك إل ااى اس ااتخدام مجموع ااة أخ اار م اان أدوا‬
‫ال ا أر والمسااوح الميدانيااة‬ ‫لمناقشااة الق ااايا العامااة واسااتطالعا‬ ‫ماان عقااد المنتااديا‬ ‫اأمريكااي والتااي تت اراوح وفقااا لألدبيااا‬
‫التشا اااركية ‪ ParticipatoryBudgets‬باإل ا ااافة إ لا ااى عقا ااد ما ااا يعا اارا بيا ااوم التا ااداول‬ ‫الممثلا ااة للمجتما ااع والموازنا ااا‬
‫أنهاا قاد تشاجع علاى‬ ‫الرئاساية‪ .‬وان كاان النقاد الادائم الاذ يوجاال لتلاك اأدوا‬ ‫‪ Deliberation Day‬خاالل عاام االنتخاباا‬
‫التااداول أو المشاااركة ولكنهااا غياار ممثلااة‪ .‬والعكااب صااحيحم أ أن بع ااها قااد يكااون ممااثال ولكنااال ال يعباار عاان المشاااركة‬
‫)‪.(David Campbell, 2010: 306-307‬‬

‫ثالثاا‪ -‬المشاركة المجتمعية ودورها في تفعيل المساءلة‪:‬‬


‫أ‪ -‬المشاركة والمساءلة المجتمعية – الماهية‪:‬‬

‫الخاصااة بأدائااال‬ ‫يمكاان تعريااا المساااءلة العامااة علااى أنهااا العمليااة التااي تجباار المومااا العااام علااى تااوفير المعلومااا‬
‫وتبرير ما قام بال من عمل وكذا ما تحقق من نتائج )‪.(Ackerman, 2005: 6‬‬

‫وفي أر آخر يمكن تعريا المسا لة على أنها‪ :‬عالقة اجتماعية يستشعر من خاللهاا اللارد أو المنمماة االلتازام بتو ايح‬
‫وتبرير سلوكال آلخرين ‪ -‬شخص أو منممة أو كياان افت ار اي مثال أفاراد المجتماع )‪ .(Bovens, 2007‬أو يمكان تعريلهاا علاى‬
‫أنها "القدرة على فرض وصاية على من في يدر سلطة وتهاون أو فرط في أدا التزاماتال العامة" )‪.(Schedler, 1999‬‬

‫أما المساءلة المجتمعية المبنية على مشاركة المجتمع المدني فقد مهر كمدخل منمم لتلعيال المساا لة العاماة‪ .‬وقاد‬
‫عرا البنك الدولي المسا لة المجتمعية على أنها‪ :‬مدخل لتحقيق المسا لة معتمدا علاى مشااركة وت امين المجتماع المادني‬
‫المجتمع المدني أن يشارك بشكل مباشر أو غير مباشر في مساا لة الجهاة العاماة‬ ‫والتي بموجبها يحق للمواطن أو تنميما‬
‫ويلسار‬ ‫(‪ .)World Bank, 2004f: 1‬فهي إذن العملية التي بموجبها يكون لزاماا علاى الموماا العاام أن ياوفر المعلوماا‬

‫‪-332-‬‬
‫المجلة العربية لإلدارة‪ ،‬مج ‪ ،43‬ع‪ -1‬يونيو (حزيران) ‪4113‬‬

‫المجتمااع‬ ‫أدائااال ونتااائج هااذا اأدا للعامااة مااع تحماال عواقبااال‪ .‬وتتمثاال اأط اراا اللاعلااة فااي المشاااركة المدنيااة فااي تنميمااا‬
‫اجتماعية ووسائل إعالم‪.‬‬ ‫المدني من أفراد وحركا‬

‫يحتل اأولية في قائماة برامجهاا وخططهاا‪ .‬وباالرغم‬ ‫ويعد تحسين أدا الخدمة العامة هاجسا رئيسا للدول الناميةم حي‬
‫من ذلاك يبقاى اأدا المتادني للماوملين العماوم هاو السامة الرئيساة‪ .‬وباالرغم مان تعادد العوامال المساببة لهاذا اأدا المتادني‬
‫فقاط سامة أسالو الحكام الاديمقراطي‬ ‫ف ن نقاص المساا لة العاماة – فاي أر الباحثاة‪ -‬ياأتي فاي المقدماة‪ .‬فالمساا لة ليسا‬
‫وانما هي عنصر فاعل ورئيب لتحسين أدا الموما العام )‪ .(Jayal, 2008‬فالمسا لة – وفقا أحاد اآل ار – تسااعد علاى‬
‫آفا م "اللساد" و"المحسوبية" و"االبتزاز" )‪. (Ackerman, 2005‬‬ ‫محاربة ثال‬

‫جااز ا ال يتج ا أز ماان أساالو الحكاام ال اديمقراطي وماان ثاام مهاار العديااد ماان‬ ‫وبنم ارة تاريخيااة نجااد أن المسااا لة قااد عااد‬
‫فياال الاادول المتقدماة نجاحااا‬ ‫الاذ حققا‬ ‫المؤسساية الداعمااة لهاا فااي الكثيار ماان الادول‪ .‬ونجااد أي اا أنااال فاي الوقا‬ ‫اآللياا‬
‫كبيرة فاي تلعيال المساا لة فا ن الكثيار مان الادول النامياة قاد تعثار فاي تلعيلهاا واأخاذ بهاا‪ .‬وباالرغم مان أناال ال يمكان إنكاار‬
‫اأخيارةم‬ ‫الساوق والمجتماع قاد بارز وبشادة فاي السانوا‬ ‫المسا لة الرسمية فا ن المساا لة المعتمادة علاى آلياا‬ ‫أهمية آليا‬
‫اأماار الااذ يجعاال منهااا أكثاار قيمااة وفعاليااة‪ .‬وبالنساابة للمسااا لة المجتمعيااة فقااد أصاابح هناااك اتلاااق علااى أنهااا تعتمااد فااي‬
‫اأساب على مدخل المشاركة المجتمعية بأشكالها المختللة‪.‬‬

‫ب‪ -‬أسباب االهتمام بالمساءلة المجتمعية‪ -‬خلفية تاريخية‪:‬‬

‫المس ااا لة الرساامية تك ااون فعالااة وعناادها تلعاا‬ ‫بشااكل ع ااام‪ -‬يمكاان القااول أنااال عن اادما تكااون الدولااة قويااة فاا ن آليااا‬
‫المسا لة الرسمية تعاني مان المماوض‬ ‫الدول تعاني من ال عا أو أن آليا‬ ‫دور مكمال‪ .‬أما إذا كان‬
‫المشاركة المجتمعية ا‬
‫دور تعوي يا‪ .‬ولكن هذا االتجار ال يعبر عن معادلاة صاريحة ومباشارةم‬
‫ا‬ ‫والوهن ف ن المشاركة المجتمعية تبرز عندئذ لتلع‬
‫دور هاما في تشكيل واعادة تشكيل وتلعيل المسا لة‬
‫ا‬ ‫فهناك العديد من العوامل السياسية واالجتماعية واالقتصادية التي تلع‬
‫المجتمعية‪.(Abu Elias Sarker & Mostafa Kamal Hassan, 2008) .‬‬

‫السياسااية والماليااة واإلداريااة‬ ‫والتااي يطلااق عليهااا الاابعض مساامى (اآلليااة ال أرسااية) وكااذا اآلليااا‬ ‫آليااة االنتخابااا‬ ‫وتلعا‬
‫دور هاما ل مان مسا لة الموما العام‪ .‬والتساؤل الهام هنا هاو لمااذا‬
‫اأفقية)– من المنمور التاريخي‪ -‬ا‬ ‫والقانونية (اآلليا‬
‫الرساامية ماان قباال‬ ‫المسااا لة العامااة علااى الاارغم ماان وجااود اآلليااا‬ ‫وممارسااا‬ ‫تباارز اآلن المسااا لة المجتمعيااة فااي نمريااا‬
‫الارئيب لااذلك إلاى محدوديااة الوساائل التقليديااة الماذكورة أعااالر فاي تحقيااق المساا لة اللعالااة للمومااا‬ ‫الدولاة‪ .‬قااد يرجاع السااب‬
‫فاي محدودياة الوساائل التقليدياة الرسامية –‬ ‫العامم اأمر الذ أد إلى تحول االنتبار إلى المسا لة المجتمعية‪ .‬ويعاود الساب‬
‫يمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬ ‫في أر الباحثة ‪ -‬إلى مجموعة من اأسبا‬

‫جذرياة خاالل العقادين اأخيارينم فالدولاة لام تعاد اللاعال اأوحاد‬ ‫‪ -0‬مرور نمم الحكم (الحوكمة) في أنحا العالم بتمييا ار‬
‫التي مان الملتارض أن تتعااون وتنساق أفقياا فيماا بينهاا مان أجال صانع‬ ‫عن التعددية في المؤسسا‬ ‫وانما أصبح الحدي‬
‫وتنليذ السياسا ‪ .‬ومن ثم برز اللاعلون غير الحكوميين كمشارك رئيب في أسلو الحكم )‪(Chandhoke, 2003‬‬

‫‪ -3‬آلية االنتخابا التي تعقد على فت ار متباعدة تجبر المواطن أن ينتمر للترة طويلة للتعبير عان أرياال إذا كاان هنااك ساو إدارة‪.‬‬

‫‪-331-‬‬
‫دور المشاركة المجتمعية في ظل الحوكمة‪...‬‬

‫وبالتااالي ف ا ن االنتخابااا ال تعااد وساايلة فعالااة لمسااا لة المومااا العااام بشااكل آن اي‪ .‬هااذا باإل ااافة إلااى وجااود تخوفااا بشااأن‬
‫باإل ااافة إلااى شا ار‬ ‫االنتخابااا فااي العااالم النااامي حيا تستشاار ماااهرة تزوياار التصااوي والتالع ا فااي نتيجااة االنتخابااا‬
‫اأصوا واللجو إلى العنا كسمة رئيسة في العمليا االنتخابية )‪.(Zafarullah and Akhter, 2001‬‬

‫اأفقي ااة‪.‬‬ ‫الحكوميااة المتنوع ااة والكثيا ارة ف ااي حال ااة اس ااتخدام اآللي ااا‬ ‫ف ااي كثي اار م اان اأحي ااان الرقاب ااة عل ااى العملي ااا‬ ‫‪ -2‬يصااع‬
‫المراجعااة لاايب ب مكانهااا سااو‬ ‫التنليذيااةم فجهااا‬ ‫البرلمانيااة لهااا تااأثير محاادود علااى متابعااة تجاااو از المؤسسااا‬ ‫فاااأدوا‬
‫عادم‬ ‫فيهاا‪ .‬هاذا إلاى جانا‬ ‫التي – فاي كثيار مان اأحياان – ال ياتم البا‬ ‫المراجعة والتحقيق في عدد محدود من المخاللا‬
‫لتحقياق‬ ‫غير القانونية وغير اأخالقية المتمثلة في إهدار الماال العاام أو اساتمالل المنصا‬ ‫لمتابعة الممارسا‬ ‫توافر آليا‬
‫ماابر شخصااية‪ .‬وماان المالحاام أن التااداخل بااين الساالطة التنليذيااة والق ااائية إ ااافة إلااى التكللااة المرتلعااة للمقا اااة همااا‬
‫المحاكم لللصل في تجاو از المسئولين التنليذيين )‪.(Sarker, 2009‬‬ ‫أمران يحدان من لجو الكثير من الناب لقاعا‬

‫اامان المس ااا لة العام ااةم حيا ا تلت اارض وج ااو أن يخ ااع‬ ‫الس ااوق ف ااي اللتا ارة اأخيا ارة كواح اادة م اان أدوا‬ ‫‪ -4‬ب اارز آلي ااا‬
‫ا اامان أو رفا ااع درجا ااة االسا ااتجابة والمرونا ااة‬ ‫إدارة اأعما ااال ما اان أجا اال‬ ‫السا ااوق أو أدوا‬ ‫المسا اائولون التنليا ااذيون آلليا ااا‬
‫الساوق‬ ‫ف ن لها مشكالتهام فمن الصاع جادا إعماال أدوا‬ ‫لمؤسساتهم‪ .‬وبالرغم من نجاح أداة السوق في بعض الحاال‬
‫الساوقية تنمار إلاى الماواطن باعتباارر‬ ‫في بيئة اجتماعية وسياسية تتسم بالتعقيد – والسيما في الدول النامية‪ .‬فمعمم اآلليا‬
‫زبونام ومن ثم من ال يمتلك القدرة على الدفع سيتم استبعادر من نمام تقديم الخدمة )‪. (Haque, 2000‬‬

‫السااابقة إلااى بااروز المسااا لة المجتمعيااة‪ -‬والتااي تعااد أداة مكملااة أو تعوي ااية لتحقيااق المسااا لة‬ ‫اأساابا‬ ‫وهكااذا أد‬
‫المشاااركة‬ ‫العامااة للمومااا العااام‪ .‬وتحاااول النقاااط التاليااة ماان هااذر الورقااة البحثيااة تسااليط ال ااو علااى الاادور و اوابط وآليااا‬
‫ثقافيااة مختللااة ودورهااا فااي نم اام‬ ‫المجتمعيااة فااي تلعياال المسااا لة وتحلياال بعااض تج ااار المش اااركة المجتمعيااة ماان خللي ااا‬
‫المسا لة العامة‪.‬‬

‫ج‪ -‬ضوابط (شروط) المشاركة المجتمعية في تحقيق المساءلة‪:‬‬

‫ار غايااة فااي‬


‫أما ا‬ ‫البيروقراطيااة الحكوميااة يجعاال ماان الرقابااة علااى تلااك العمليااا‬ ‫إن التنااوع الهائاال أنشااطة وممارسااا‬
‫الرقابيااة الخارجيااة ب مكانهااا فقااط الرقابااة علااى عاادد محاادود ماان العمليااا ‪ .‬كمااا إن نمااام "االومبااادزمن"‬ ‫الصااعوبة‪ .‬فالجهااا‬
‫ماان وجااود جهااة حكوميااة تنااو عاان الشاااكين ماان الم اواطنين فااي‬ ‫‪ - Ombudsmen‬وهااو مااا يتبااع فااي بعااض المجتمعااا‬
‫مسا لة ومقا اة الجهة العاماة فيماا يعارا باالمحقق فاي الشاكاو اإلدارياة ‪ -‬ب مكاناال أي اا االساتجابة إلاى عادد محادود مان‬
‫الشااكاو ‪ .‬لااذا وجااد أنااال ماان ال اارور أن تسااتكمل الرقابااة ماان أعلااى أساالل بنااوع آخاار ماان الرقابااة ماان أساالل إلااى أعلااى‬
‫(‪.)McCubbins and Schwartz, 1984‬‬

‫وقد شبال البعض ما تقوم بال اأجهزة الرقابية الرسمية في استراتيجيتها من رقابة من أعلى إلى أسلل بما تقوم باال دورياة‬
‫ذاتاال –‬ ‫نمرهاا طاار ماا‪ .‬ولكنهاا – فاي الوقا‬ ‫الشرطة المنوط بها متابعة المشاتبال فايهم فتساير علاى غيار هاد حتاى يللا‬
‫فاي طريقهاا مخاللاا كثيارة لام ياتم االنتباار إليهاا‪ .‬علاى العكاب مان ذلاك فا ن مانهج الرقاباة مان‬ ‫من الممكن أن تكون قد صاادف‬
‫رقابياة خارجياة‬ ‫أسلل إلى أعلى يمكن تشبيهال بجرب اإلنذار الذ تعتمد عليال المنممة كبلياة مكملاة حاال اعتمادهاا علاى جهاا‬

‫‪-333-‬‬
‫المجلة العربية لإلدارة‪ ،‬مج ‪ ،43‬ع‪ -1‬يونيو (حزيران) ‪4113‬‬

‫النمر إلى حدو مشكلة أو طار م وهو ما يستدعى المزياد مان االهتماام ويساتلزم اللحاص والتمحايص‪ .‬وفاي هاذا‬ ‫من أجل لل‬
‫السياق نجد أن آلية عمل جارب اإلناذار تشابال إلاى حاد كبيار دور المجتماع المادني فاي مساا لة الجهاة العاماةم فهاو دور مساتمر‬
‫نمر للوجود الدائم للمجتمع فاي كال مكاان‪ .‬وان كاان التهدياد الوحياد فاي هاذا النماام هاو إمكانياة إطاالق المجتماع صالارة اإلناذار‬
‫ا‬
‫في غير مو عها أو حتى انتها أسالو تخريباي مان أجال السايطرة علاى الموماا العاام )‪.(Catalina Smulovitz, 2003‬‬
‫اآلخاار فا ن المسااا لة المجتمعيااة – فااي أر الباحثااة – قااد ت ااعا عناادما يعاااني أفاراد المجتمااع ماان حالااة ماان‬ ‫وعلااى الجانا‬
‫المنممة العامة‪.‬‬ ‫الالمباالة تجعلال سلبيا في مواجهة مشكال‬

‫ب مكانهاا أن تقاوم‬ ‫وعلى هذا يمكن القول إن المجتمع يمثل قوة كامنة في تحليز المسا لة العامة لكن هاذر القاوة ليسا‬
‫بهذا الدور من تلقا ذاتهام فال بد من توافر مجموعة من ال وابط مان شاأنها تحويال تلاك الطاقاة الكامناة إلاى حاق مكتسا ‪.‬‬
‫وتجدر المالحمة بأنال ال توجاد توليلاة جااهزة مان تلاك ال اوابطم فااأمر يتوقاا علاى البيئاة االجتماعياة والسياساية للمجتماع‪.‬‬
‫السياسااية االجتماعيااة التااي تعماال علااى‬ ‫ه اذا التوجااال ال يسااتبعد المشاااركة المؤسسااية وانمااا يركااز باأساااب علااى العمليااا‬
‫التااي تساااعد علااى إنجاااح مشاااركتها فااي المجااال‬ ‫وهنااا يعااد تماسااك الكتلااة المجتمعيااة ماان أهاام المقومااا‬ ‫المسااتو اللاارد‬
‫المسا لة‪.‬‬

‫ومن المالحم أن الكتلاة المجتمعياة ‪ Social Bond‬وترابطهاا قاد تاأثر باالكثير مان العوامال التاي بارز فاي منتصاا القارن‬
‫العشارين وأد إلاى إ ااعافها‪ .‬وتتمثال تلاك العواماال فاي زيااادة درجاة التناوع المجتمعااي وت اخم أحجاام ومجاااال عمال المؤسسااا‬
‫والتباعااد أو اللصاال المت ازيااد بااين الممثلااين السياساايين وجمااوع الم اواطنين باإل ااافة إلااى ت ازيااد حاادة الشااكوك الخاصااة بمااد شاارعية‬
‫يقة‪ .‬وقد أد هذا ال عا الاذ أصاا الكتلاة المجتمعياة إلاى فقادانها القاوة‬ ‫اإلج ار ا والممارسا اإلدارية المقيدة بخب ار تقنية‬
‫واالستم اررية الالزمة التي تمكنها من خلق سالوكيا أو مساتو أدا مر اي عناال داخال اأجهازة اإلدارياةم اأمار الاذ للا االنتباار‬
‫البح عن أدوا أو وسائل إلعادة إنتا التماسك للكتلة المجتمعية )‪.(Catlaw, 2008; Hummel, 2008‬‬

‫المشااركة المجتمعياة تزياد‬ ‫الخاصة بمشااركة الماواطن فاي اإلدارة العاماة لوجاود خاالا حاول ماا إذا كانا‬ ‫وتشير اأدبيا‬
‫متمير مستقال فيار الابعض أن تماسا‬
‫ا‬ ‫متمير تابعا وما يعد‬
‫ا‬ ‫تماسك الكتلة المجتمعية أم العكبم أ وجود خالا حول ما يعد‬
‫القارن الما اي عادة‬ ‫الكتلة المجتمعية ما هو إال نتا تحقيق المزيد من المشاركة‪ .‬ومن ثام مهار فاي ساتينيا وأوائال سابعينيا‬
‫البيئية من أمثلاة قاانون‬ ‫الخاصة بالحركا‬ ‫تسعى لتحسين وتطوير فرص المشاركة التي مهر في إطار التشريعا‬ ‫المحاوال‬
‫والميار النميلة )‪.(Newman and Demone, 1969‬‬ ‫البيئية وقوانين إدارة المابا‬ ‫السياسا‬

‫فكلما اعتااد الماواطن علاى المشااركة أ احى م امون المشااركة أكثار ن اجا م فمان خاالل المشااركة الجيادة يمكان‬
‫المت اااربة وماان ثاام يمكاان التوصاال لبااديل مقبااول ومتلااق عليااال ماان جميااع اأط اراا‬ ‫والماادركا‬ ‫إيجاااد حلااول للمعتقاادا‬
‫)‪ .(King, Feltey and Susel, 1998: 320‬أ أن التفاعال المساتمر باين الماواطن والتنلياذيين فاي اإلدارة العاماة مان‬
‫محاددة وحيااة أف ال وياتم ذلاك مان‬ ‫الممكن أن يوجد مساحة عامة يمكن أع ائها أن يعملوا سويا من أجل تحقياق غاياا‬
‫خالل الوصول للهم أف ل للصالح العام )‪.(Stivers, 1990: 86‬‬

‫تلاك الد ارساا‬ ‫أخر تام اختباار تاأثير المشااركة العاماة علاى مادركات ومعتقادات الماواطنين‪ .‬وقاد كشال‬ ‫وفي دراسا‬
‫عاان أن المشاااركة اللعالااة التااي تتساام بالكلااا ة والتااي يكااون لهااا جاادول محاادد وفاارص مواتيااة تمكاان ماان اناادما الماواطن فااي‬

‫‪-332-‬‬
‫دور المشاركة المجتمعية في ظل الحوكمة‪...‬‬

‫تاتمكن‬ ‫الماواطنين المشااركين للمنمماة الداعماة لتلاك المباادرة بحيا‬ ‫اإلدارة العامة‪ .‬تلاك المشااركة مان شاأنها تحويال مادركا‬
‫والتوصل التلاقا )‪. (Wang, 2001 and Halvorsen, 2003‬‬ ‫من تجاوز االنقساما‬

‫وعلااى النقاايض ماان ذلااك ياار الاابعض أن اال البااد ماان تماسااك الكتلااة المجتمعيااة كشاارط يساابق أيااة مشاااركة فعالااة‪ .‬فالعالقااا‬
‫ارورية مان أجال تشاكيل نوعياا اإلجا ار ا الالزماة للقياام بمشااركة فعالاة‪ .‬فالمشااركة يمكان‬ ‫اأساسية بين اللاعلين فاي المشااركة‬
‫أن تولد وتلجر تناق ا نتيجة للتنوعم ومن ثم ال يمكنهاا أن تناتج التماساك ال ارور للكتلاة المجتمعياة‪ .‬وهكاذا الباد مان وجاود ناوع‬
‫من التماسك للكتلة المجتمعية كشرط ليسبق حدو مشاركة فعالة وليب كنتيجاة الحقاة لهاا‪ .‬وتنباع وجهاة النمار تلاك مان اتلاقهاا ماع‬
‫نمرياة العقاد االجتمااعي ل ا "روساو" )‪ Rousseau, in On the Social Contract (1978‬الاذ وصاا فياال الكتلاة االجتماعياة‬
‫بكونها الناتجة عان التشاابها باين المصاالح أو المناافع المختللاةم فبادون تلاك التشاابها المشاتركة التاي تاؤد إلاى ناوع مان االتلااق‬
‫بين اأطراا المختللة ف ن مجتمعا ما ليب ب مكانال أن يتواجد ويستمر )‪.(Eric K. Austin, 2010‬‬

‫اوابط المشاااركة المجتمعيااة فااي تحقيااق المسااا لة تتمثاال فااي‪ :‬تماسااك الكتلااة المجتمعيااة ووجااود قن اوا‬ ‫وهكااذا نجااد أن‬
‫موجبااة ماان قب اال الم اواطنين تج ااار المش اااركة‪ -‬فكمااا ق ااال‬ ‫ومعتق اادا‬ ‫اارورة تا اوافر ماادركا‬ ‫للتلاعاال المسااتمر إ ااافة إل ااى‬
‫أفالطون "الثمن الذ يدفعال الطيبون لقا المباالتهم بالشئون العامة هو أن يحكمهم اأشرار‪".‬‬

‫د‪ -‬آليات المساءلة المجتمعية‪:‬‬

‫اإلعاالم وجماعاا‬ ‫الدعاياة وتحرياا‬ ‫وحماال‬ ‫العاماة واإل ارابا‬ ‫المسا لة المجتمعية لتشمل التمااه ار‬ ‫تتعدد آليا‬
‫جدياادة‬ ‫أكثاار إيجابيااة فيشااير إلااى وجااود آليااا‬ ‫المصااالح )‪ .(Abu Elias Sarker, 2009‬وهناااك أر آخاار يتبنااى آليااا‬
‫للمسا لة المجتمعية– تتمثل فيما يلي )‪:(Malena et al., 2004‬‬
‫‪ -‬المشاركة في صنع القرار العام‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة في التمويل‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة في الرقابة على اإلنلاق العام ومتابعتال‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة مستو أدا الخدمة العامة وتقييمال‪.‬‬
‫‪ -‬رفع الوعي العام بشأن الحقوق القانونية للمواطن‪.‬‬
‫‪ -‬مشاركة المواطن كجهة استشارية ورقابية في اللجان العامة ولجان االستماع‪.‬‬

‫وفيماا يخااص المسااا لة المجتمعياة فااي حالااة الملو ااية اأوروبياة نجااد أن الملو ااية حتاى اآلن تمتلاك الحااق الحصاار‬
‫على الرغم من الشكوك التي تثار حول ماد اساتقاللية الملو اية عان تنميماا‬ ‫في اأخذ بالمبادرة في صياغة التشريعا‬
‫بالماادخال‬ ‫االتحااد اأوروباي اأخار ‪ .‬كمااا تثاار الشاكوك حاول درجااة تاأثر أو ماد التازام الملو ااية فاي صاياغة السياساا‬
‫التي تحصل عليها من المجتمع المدني الذ بطبعال ال يتمتع بدور رسمي في صنع القارار‪ -‬هاذا اأمار يجعال مان الصاعوبة‬
‫القيام بتقييم منمم ودور لنماام المشاورة لاد الملو اية‪ .‬لكان هنااك اتلاقاا علاى اخاتالا تاأثير أو دور المجتماع المادني فاي‬
‫التاي يساتلزمها تقاديم المشاورة‬ ‫الماوارد والخبا ار والمعلوماا‬ ‫المطروحاة وبحسا‬ ‫نوعية السياسا‬ ‫صنع القرار وذلك بحس‬
‫المطروحاة‪ .‬أ أن وميلاة المجتماع المادني فاي صانع القارار هاي‬ ‫درجة االهتمام التي يوليهاا الا أر العاام بالسياساا‬ ‫وبحس‬

‫‪-332-‬‬
‫المجلة العربية لإلدارة‪ ،‬مج ‪ ،43‬ع‪ -1‬يونيو (حزيران) ‪4113‬‬

‫وميلة مساندة ولكنها ال تحمل في طياتها إلزام الملو ية على نحو يمكن من مسا لتها )‪.(Rasmussen, 2007‬‬

‫المجتمااع الماادني ماان تموياال ماان قباال‬ ‫نقطااة أخاار أخي ارة فااي هااذا السااياق تتعلااق بمااا تحصاال عليااال غالبيااة تنميمااا‬
‫ال تنماار إلااى هااذا‬ ‫الملو ااية للحصااول علااى وميلااة المشااورة لتساااندها فااي صاانع القارار‪ .‬فعلااى الاارغم ماان أن تلااك التنميمااا‬
‫التمويال كعااائق أو كقياد علااى اسااتقاللها ف ناال ماان الصااعوبة أن نجاد تنميماا يعمال ماان منطلااق "المعار اة" لصاانع السياسااا‬
‫المجتمع المدني قد فشال‬ ‫العامة‪ -‬اأمر الذ قد ي عا من عملية المسا لة‪ .‬وبشكل عام ير البعض أن جميع تنميما‬
‫دور الوسيط بين المواطنين داخل االتحاد وبين الملو ية )‪.(Eva G. Heidbreder, 2007‬‬ ‫في أن تلع‬

‫يمك اان اسااتخدامها كمعااايير للمس ااا لة المجتمعي ااة – أو لتقياايم أ نااوع م اان‬ ‫ممارسااا‬ ‫وبشااكل عااام يمكاان تحدي ااد س ا‬
‫المسا لة ‪ -‬وهي كما يلي )‪:(Ackerman, 2005: 20‬‬

‫‪ -1‬معيار هيكل العقاب مقابل الثواب‪:‬‬

‫مان اأمانة والعدل واأدا اللعال‪ .‬ولكن المشكلة تكمن‬ ‫تعد العقوبة من الوسائل المهمة لتحقيق المسا لة من أجل‬
‫العقوبة التي من شأنها أن تشال ياد الموماا العاام عان اتخااذ أ قارار أو القياام بأياة مباادرة‪.‬‬ ‫في المبالمة في استخدام آليا‬
‫حافز لألدا المتميز لكن تأثيرهاا محادود فاي تصاحيح السالوك السالبي‪ .‬وبالنسابة‬
‫ا‬ ‫تعد‬ ‫اآلخر نجد أن المكافب‬ ‫وعلى الجان‬
‫للمساا لة المجتمعياة نجادها أقاار إلاى أداة المعاقباة منهاا إلااى أداة المكافاأة‪ .‬ويرجاع ذلاك إلااى الاربط باين المساا لة المجتمعيااة‬
‫أو االعتاراض‪ .‬وباالرغم مان ذلاك يمكان للمساا لة المجتمعياة أن‬ ‫ومهور أعراض للتحرك االجتمااعي نحاو حالاة مان الم ا‬
‫البناك الادولي وجاد‬ ‫فاعلية إذا ما تم تناولها في إطار مان الشاراكة باين المجتماع المادني والدولاة‪ .‬فوفقاا لمالحماا‬ ‫تكون ذا‬
‫العاماة بأسالو بعياد‬ ‫للمطالباة بتحساين الخادما‬ ‫الدولية ف ن هنااك نوعاا مان الحاراك المجتمعاي يحاد‬ ‫أنال من واقع الخب ار‬
‫بأن تكون أكثر رشادة في اأدا وأكثر وفا لوعودها (‪.)World Bank, 2004a: 2‬‬ ‫مطالبين الحكوما‬ ‫عن الم‬

‫تلك النوعية من العالقة بين المجتمع والدولة أمكن تطبيقها من خالل استخدام ما يعارا ببطاقاة الماواطن لتقيايم اأدا‬
‫المعاصار اساتخدام تلاك‬ ‫‪ Citizen Report‬أو ‪ Card‬التي يتزايد استخدامها حول العالم‪ .‬وقد ساند البناك الادولي فاي الوقا‬
‫في دول كثيرة مثل أوغندا وألبانياا والللباين وبيارو ثام انتشار بعاد ذلاك فاي دول أخار علاى مساتو محلياتهاا مثال‬ ‫البطاقا‬
‫ياارون عاادم أهميتهااا فااي حالااة مااا إذا كااان‬ ‫أوكرانيااا والهنااد‪ .‬لك ان هناااك بعااض اآل ار التااي تاار عاادم جاادو تلااك اأداةم حي ا‬
‫اإلداريااة والسياسااية‬ ‫الخاطئااة ومااع ذلااك يصاار عليهااا نتيجااة وجااود تواطااؤ مااع القيااادا‬ ‫المومااا العااام علااى علاام بالممارسااا‬
‫(‪. )Jenkins and Goetz, 1999: 619‬‬

‫وأخاار للمكافااأة‪ .‬فعنااد اسااتخدام أداة بطاقااة التقياايم‬ ‫للعقااا‬ ‫وبشااكل عااام ال بااد أن يشااتمل نمااام المسااا لة علااى أدوا‬
‫صلة وثيقة بالمواطن وتتولى الكشا عن اللساد ولديها الصالحية‬ ‫للمواطن ال بد أن يصاحبها وجود جهة عامة مستقلة ذا‬
‫بتحوياال الق ااايا للماادعى العااام لمعاقبااة المومااا العااام وهااو الماانهج القريا ‪ -‬فااي أر الباحثااة‪ -‬لمااا يعاارا ب ا "اأومبااادزمن"‬
‫‪ Ombudsman‬في الكثير من الدول والسيما االسكندنافية منها‪.‬‬

‫‪ -4‬معيار اتباع القواعد مقابل تحقيق النتائج‪:‬‬

‫وتعب اار النوعي ااة اأول ااى – المس ااا لة ع اان اتب اااع القواع ااد‪ -‬ع اان بيروق ارطي ااة م اااكب وب اار الت ااي تل اازم المنمم ااة بالرس اامية‬

‫‪-332-‬‬
‫دور المشاركة المجتمعية في ظل الحوكمة‪...‬‬

‫الصاارمة‬ ‫والالئحية في تعامالتها بينما تعبر النوعياة الثانياة عان اإلدارة العاماة الحديثاة التاي تحارر المنمماة مان اإلجا ار ا‬
‫وسايلة للمساا لة المجتمعياة – فاي أر الباحثاة‪-‬‬ ‫وتؤكد على اإلبداع والمسئولية عان اأدا ‪ . )Barzelay, 1997( .‬وأنسا‬
‫هي التي تؤكد على معيار االلتزام بالقوانين مع االلتزام بتطوير اأدا ‪.‬‬

‫‪ -4‬معيار درجة المؤسسة أو الرسمية‪:‬‬

‫اادر ماا‬
‫مان المجتماع المادني‪ .‬ون ا‬ ‫تتسم غالبية الجهود لتعزيز المسا لة المجتمعياة بالتلقائياة واللردياة مان قبال مجموعاا‬
‫فاي صاورة تنمايم قاانوني أو كياان معتارا باال داخال هيكال الدولاة‪ .‬وجادير بالاذكر أن هنااك ثالثاة‬ ‫يتم إد ار تلاك المجموعاا‬
‫المشاركة المؤسساية فاي مساا لة الجهااز الحكاومي‪ .‬المساتو اأول يتمثال فاي ت امين المشااركة فاي‬ ‫من آليا‬ ‫مس تويا‬
‫وجااود مااوم لين عمااوم للتواصاال مااع الم اواطنين‬ ‫تلاازم القواعااد واإلج ا ار ا‬ ‫الحكوميااةم بحي ا‬ ‫الخطااط االسااتراتيجية للجهااا‬
‫‪ Street Level Bureaucrats‬تكون مسئوليتهم استشاارة المجتماع المادني والتاداخل معاال‪ .‬المساتو الثااني يتمثال فاي إيجااد‬
‫الحكوميااةم وذلااك ماان خااالل العماال كحلقااة‬ ‫اامان المشاااركة المجتمعيااة فااي اأنشااطة والممارسااا‬ ‫حكوميااة مهمتهااا‬ ‫كيانااا‬
‫التشاارك فاي القاانون تلازم‬ ‫ياتم فياال تحدياد آلياا‬ ‫وصل مع اللاعلين مان المجتماع المادني والجهاة الحكومياة‪ .‬والمساتو الثالا‬
‫العامة‪.‬‬ ‫بموجبال الحكومة بكياناتها المختللة ت مين فاعلين من المجتمع المدني في عملية صنع السياسا‬

‫وجاادير بالااذكر أن المسااتو اأول ماان المشاااركة هااو اأكثاار شاايوعا يليااال المسااتو الثاااني‪ .‬بينمااا تالحاام ناادرة اأخااذ‬
‫المتح ا اادة"‬ ‫اإلداري ا ااة الوالي ا ااا‬ ‫"ق ا ااانون اإلجا ا ا ار ا‬ ‫وم ا اان النم ا اااذ الن ا ااادرة الس ا ااتخدام المس ا ااتو الثالا ا ا‬ ‫بالمس ا ااتو الثالا ا ا‬
‫‪ Administrative Procedures Act‬وقاانون المشااركة الشاعبية بوليلياا ‪Bolivia’s Popular Participation Law‬‬
‫وقااانون مشاااركة الماواطن المكساايك ‪ .Mexico City’s Citizen Participation Law‬هااذا باإل ااافة إلااى القاوانين‬
‫العالم )‪.(John M. Akerman, 2005: 18-20‬‬ ‫التي اجتاح‬ ‫الخاصة بشلافية المعلوما‬

‫عان ماد "مأسساة" المشااركة فاي المساا لة فاي‬ ‫الحادي‬ ‫ومن المهم أي ا فاي هاذا الصادد التأكياد علاى أناال إلاى جانا‬
‫عان تاوافر ناوع مان "المأسساة" بالنسابة للمجتماع المادني‪ .‬فاالقوانين الجيادة وحرياة‬ ‫الحكومية ال بد أي اا مان الحادي‬ ‫الجها‬
‫مان‬ ‫ائيلة إذا لام ياتمكن المجتماع المادني مان بناا قاد ار تمكناال مان بناا قناوا‬ ‫قيماة‬ ‫تكون ذا‬ ‫الحصول على المعلوما‬
‫الحكوميااة ماان أجاال تحقيااق مسااا لة فعالااة وهااو اأماار الااذ تاام التأكيااد عليااال سااابقا فيمااا يعاارا بتماسااك‬ ‫الحاوار مااع الجهااا‬
‫الكتلة المجتمعية‪.‬‬

‫‪ -3‬معيار درجة عمق المشاركة والتضمين‪:‬‬

‫المشاااركة‬ ‫قااد يطلااق الاابعض عليهااا أي اا مساامى "درجااة التملماال"‪ .‬وهنااا نجااد أنااال ماان المالحاام علااى غالبيااة حركااا‬
‫منتشارة ولكان ينادر أن نجاد فااعلين مان المجتماع‬ ‫وورا العمال هاي ممارساا‬ ‫المجتمعية كونهاا شاديدة الساطحيةم فاللقاا ا‬
‫صاانع القارار الحكااومي خطااوة بخطااوة‪ .‬وعلااى النقاايض ماان ذلااك ياار الاابعض أن هناااك‬ ‫الماادني ماادعوين إلااى متابعااة عمليااا‬
‫الحكومياة‪ .‬فوفقاا لتلاك‬ ‫للمسا لة ‪ -‬إلى "مطبي" صنع القرار فاي الجهاا‬ ‫رورة لو ع حدود لت مين المواطنين ‪ -‬كجها‬
‫اآل ار فا ن الت اامين إلااى داخاال عمليااة صاانع القارار قااد ي ااعا القاادرة علااى المسااا لةم فكيااا – علااى ساابيل المثااال – أحااد‬
‫شارك في إعداد وجبة ما أن يكون مو وعيا في الحكم على ماد جاودة تلاك الوجباة‪ .‬أ أن الابعض يار أن "المشااركة‬

‫‪-332-‬‬
‫المجلة العربية لإلدارة‪ ،‬مج ‪ ،43‬ع‪ -1‬يونيو (حزيران) ‪4113‬‬

‫في اإل دارة ت عا من الرقابة “ ‪ .Co-management Is Irreconcilable With Control‬ويكمن التبرير لهاذا الا أر‬
‫فااي أن قااوة رقابااة المجتمااع الماادني نابعااة ماان اسااتقاللية وتلقائيااة اللاااعلين ماان المجتمااع الماادني عاان اللاااعلين الحكااوميين‬
‫التاي ماان شااأنها‬ ‫(‪ .)John M. Ackermanl, 2005:19‬وياازداد اأمار سااو ا فاي حالااة ماا إذا كااان اأفاراد أو الجماعااا‬
‫مسا لة الجهة الحكومية تحصلون على تمويل من الحكومة نلسها فهذا من شأنال أن يطيح – قطعا – بقدرتها على ممارساة‬
‫المجتمعياة‬ ‫المسا لة المجتمعية‪ .‬ولكن قد يخلا من وطأة هذا التهديد ما اذا كان هذا التمويل يحصل عليال جميع التنميما‬
‫على نحو من المساواة والشلافية‪.‬‬

‫وت اار الباحث ااة وج ااود ارتب اااط ق ااو ب ااين المعياااارين اأخيا ارين‪ ..‬درج ااة "المأسس ااة" ودرج ااة التملم اال‪ .‬فكلم ااا كاااان أفا اراد‬
‫مصااداقيتهم وقاادرتهم علااى المشاااركة فااي تحقيااق المسااا لة ساوا أكااان ذلااك نتيجااة‬ ‫المجتمااع أكثاار تنميمااا زاد‬ ‫ومجموعااا‬
‫لزيادة مقدرتهم على المشاركة أم لزيادة االعتداد بهم كجهة مؤسسية يمكن االعتماد عليها في تحقيق المسا لة‪.‬‬

‫‪ -5‬معيار درجة شمولية المشاركة‪:‬‬

‫غي اار الحكومي ااة وبع ااض المتخصص ااين‬ ‫ص ااميرة م اان المنمم ااا‬ ‫لت اامين مجموع ااا‬ ‫الح اااال‬ ‫هن اااك مي اال ف ااي أغلا ا‬
‫المعتدلاة فاي المساا لة‪ .‬والمبارر المطاروح فاي هاذا الساياق أن توسايع وتنوياع قاعادة المشااركة‬ ‫والسياسيين من ذو التوجهاا‬
‫مان عملياة المساا لة نتيجاة لمياا‬ ‫لمير المتعلمين واليساريين من السياسيين‪ ..‬اأمر الذ سيصع‬ ‫من شأنال أن يلتح البا‬
‫القيم المشتركة‪ .‬وير البعض أنال على الرغم من وجاهة هذا المنطق لكن دائرة المشاركة والحوار‬ ‫لمة موحدة للحوار وغيا‬
‫ال باد أن ياتم توسايعها ولاو بشاكل تادريجي (‪ .)Walter Eberlei, 2001: 15‬فاتسااع وتناوع دائارة المشااركة مان شاأنال أن‬
‫يحقق اللاعلية في المسا لة نتيجة لعدم إدراك الموملين العماوم لماا ينتمارهم مان المجتماع المادني فيماا يتعلاق مان معاايير أو‬
‫لتقييم أدائهم‪ .‬ف ذا كان الموملون العموم واللاعلون من المجتمع المادني مان البوتقاة نلساها فسايكونون علاى توقاع‬ ‫مالحما‬
‫ومعايير ومواعيد المسا لة‪ .‬وعلى العكب من ذلك يار الابعض أن وجاود مساتو معاين مان التوقاع يكاون‬ ‫وعلم تام بتوجها‬
‫ذاتاال فا ن الكثيار مان التوقاع يكاون غيار مرغاو فياال أناال‬ ‫ولكان فاي الوقا‬ ‫مليدا لتحقيق التناغم في التخطايط طويال الماد‬
‫يؤد إلى السطحية في المسا لة‪.‬‬

‫التاي قاد ياتم انتقاؤهاا فاي حالاة ت اييق المشااركة‬ ‫آخر لتوسيع وتنويع قاعادة المشااركة يتمثال فاي أن المجموعاا‬ ‫سب‬
‫تكااون حساانة الماان والثقااة بالحكومااة ممااا يااؤثر علااى فعاليااة المسااا لة وينتهااي بهااا أن تكااون عمليااة ساطحية وصااورية‪ .‬بينمااا‬
‫نج ااد أن وج ااود ق اادر م اان س ااو الم اان والتش ااكك أو ع اادم الثق ااة ق ااد يك ااون ملي اادا لم ااا يمثل ااال م اان ح ااافز لمراقب ااة أدا الحكوم ااة‬
‫(‪. )Catalina Smulovitz, 2003‬‬

‫– في أر الباحثة‪ -‬يمكن رصدر لتوسيع وتنويع قاعدة المشاركة يتمثل في التحاد والثا ار الاذ يمثلاال هاذا‬ ‫ثال‬ ‫سب‬
‫المسا لة المجتمعية‪.‬‬ ‫النوع من المسا لةم اأمر الذ يؤد إلى زيادة درجة القبول واإلحساب بالملكية لمباد ار‬

‫‪ -6‬معيار شمولية الجهات الحكومية بسلطاتها الثالث‪:‬‬

‫التنليذيااة للحكومااا ‪ .‬ف صااالح الجهاااز التنليااذ ماان خااالل‬ ‫عااادة مااا يااتم اأخااذ بالمسااا لة المجتمعيااة بالنساابة للجهااا‬
‫المسا لة المجتمعية هو أمار غاياة فاي اأهمياة ولكان ال يمكان ماع ذلاك إهماال مساا لة الجهااز التشاريعي والق اائي كاذلك‬

‫‪-332-‬‬
‫دور المشاركة المجتمعية في ظل الحوكمة‪...‬‬

‫ار لسارية وحساساية بعاض المعلوماا‬


‫علاى اإلطاالق نم ا‬ ‫مع مالحمة أن مسا لة اأخير ‪ -‬الجهاز الق ائي‪ -‬هي اأصاع‬
‫االنتخابي شأنال في ذلك شأن مساا لة‬ ‫التي يتعامل معها الق ا ‪ .‬الجهاز التشريعي يمكن مسا لتال من خالل أداة التصوي‬
‫الجه ااازين اآلخا ارين‪ ..‬التنلي ااذ والق ااائي‪ .‬وج اادير بال ااذكر أن الجه اااز التشا اريعي للدول ااة يع ااد أكث اار اأجها ازة جاذبي ااة وقابلي ااة‬
‫اسااتماع وتواصاال للحصااول علااى‬ ‫للمشاااركة المجتمعيااة ويرجااع ذلااك لتلاعلااال المسااتمر مااع العامااة ماان خااالل عقاادر جلسااا‬
‫)‪.(John M. Akerman, 2005: 32-33‬‬ ‫المحتجة‪ ...‬إلى آخر هذر اأدوا‬ ‫المشورة والتحاور مع الجماعا‬

‫نتائج وملخص الدراسة‪:‬‬

‫الد ارسااة إلاى تحديااد بعاض الملاااهيم الخاصاة بالمشاااركة المجتمعياة فااي مال الحوكمااة والديمقراطياة التشاااركية وكااذا‬ ‫هادف‬
‫الانمم الديمقراطياة والممثلاة‬ ‫والتحليل أوجاال القصاور التاي تعاانى منهاا آلياا‬ ‫الدراسة بالبح‬ ‫المقصود بالمجتمع المدني‪ .‬وتناول‬
‫عان آلياا جديادة فاي مال الحوكماة يكاون فيهاا للماواطن دور محاور‬ ‫إلى البحا‬ ‫في آلية االنتخابا بشكل رئيب والتي دع‬
‫وكاذا فاي مساا لة‬ ‫في الشأن العام‪ .‬وقد ركز هذر الورقة علاى دورر كلاعال رئايب فاي صانع القارار ومان ثام صاياغة السياساا‬
‫اأجهازة اإلداريااة للدولااة‪ .‬وجاادير بالااذكر أن تحقيااق تلااك المشاااركة اللعالااة ماان قباال الماواطنين ال بااد أن تكااون قااد ماار بالم ارحاال‬
‫التالية والتي يو حها ما يطلق عليال "تدر المشاركة المجتمعية‪ ".‬حي ‪:‬‬
‫تكااون المشاااركة فااي صااورها البدائيااة ممثلااة فااي مجاارد التعهااد ماان قباال الجهااة الحكوميااة ب ا عالم الم اواطن )‪(Informing‬‬
‫التي يواجهها صانع القرار والبدائل المتاحة‬ ‫بالمشكال‬
‫ث اام تت اادر المش اااركة لتأخ ااذ ص ااورة االستش ااارة )‪ (Consult‬للتأكي ااد عل ااى أهمي ااة تجمي ااع اآل ار فيم ااا يخ ااص م ااا ط اارح م اان‬
‫سياسا وبدائل‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة تتمثل في الت مين )‪ (Involve‬والتي تسعى للتلاعال المباشار ماع العاماة بشاكل مساتمر للتأكياد علاى أخاذ‬
‫العامة في االعتبار والتأكيد على التلهم الجيد لها‪.‬‬ ‫االهتماما والمشكال‬
‫المستو اأعلاى يتمثال فاي التعااون )‪ (Collaborate‬وفياال يتحقاق التنسايق ماع العاماة ممثلاين فاي تنميمااتهم المدنياة فاي‬
‫صنع القرار واقت ارح البدائل وتحديد البديل اأف ل‪.‬‬ ‫جميع عمليا‬
‫المرحلااة الخامسااة واأخيارة التااي يحااددها التاادر تعاارا بااالتمكين )‪ (Empower‬وفيهااا يكااون للماواطن الحااق اأصاايل فااي‬
‫اتخاذ القرار النهائي واإللزام بتنليذر )‪.(International Association for Public Participation‬‬
‫يتلااق مااع الخطااوة قباال اأخي ارة فااي ساابيل تمكااين الماواطن والتااي يتعاااون فيهااا الم اواطن‬ ‫وهكااذا نجااد أن مو ااوع البح ا‬
‫بتنميماتااال ومؤسساااتال المختللااة فااي صاانع القارار وينسااق مااع اأجهازة الرساامية ماان أجاال الرقابااة والمسااا لة عاان تنليااذر‪ .‬وجاادير‬
‫بالااذكر أن هناااك ماان يسااتخدم علااى نحااو التارادا ملهااومي الشاراكة ‪ Participation‬والت اامين ‪ Involvement‬باعتبارهمااا‬
‫لتمكين المواطن من المشاركة )‪.Engagement (David Campbell, 2010: 309‬‬ ‫أدوا‬

‫عادة يمكاان اساتخدامها لتقياايم‬ ‫اوابط لمشاااركة المجتماع المادني وكااذا هنااك مؤشا ار‬ ‫أن هناااك‬ ‫وكماا تباين ماان البحا‬
‫ارورة أن ياتم ت امين المجتماع المادني فاي شاكل‬ ‫مستو المشاركة‪ .‬وقد تبين لنا من خالل دراسة تجرباة االتحااد اأوروباي‬
‫مختللاة لتحقياق الشاراكة بالنسابة‬ ‫وأدوا‬ ‫تنميمي أو مؤسسي لكي تتحقاق اللاعلياة مان عملياة المشااركة‪ .‬كماا تام تنااول آلياا‬
‫– كماا ذكار‬ ‫الدولياة‪ .‬ولكان النقاد الادائم الاذ يوجاال لتلاك اأدوا‬ ‫لمتمير الدراسة (صنع القرار والمسا لة) من واقع الخب ار‬

‫‪-332-‬‬
‫المجلة العربية لإلدارة‪ ،‬مج ‪ ،43‬ع‪ -1‬يونيو (حزيران) ‪4113‬‬

‫قبال‪ -‬أنها قد تشجع على التداول أو المشاركة ولكنها غير ممثلة‪ .‬والعكب صحيحم أ أن بع ها قد يكون ممثال ولكنال ال‬
‫يعبر عن المشاركة‪ .‬ومن ثم يتمثال التحاد هناا فاي إعاادة صاياغة العالقاة باين الماواطنين مان جهاة والخبا ار وصاناع القارار‬
‫الديمقراطيااة الحديثااة فااي تلعياال المواطنااة واعتبارهااا‬ ‫فااي الجهاااز اإلدار ماان جهااة أخاار ‪ .‬ويكماان الحاال كمااا تشااير النمريااا‬
‫للخدماة وأن الماوملين العماوم هام الخبا ار‬ ‫نوعا من العمل العام‪ .‬فبدال من الانمط التقلياد للعالقاة التاي تنمار لللارد كطالا‬
‫وهاام ماان يتولااون حاال مشااكالتال نيابااة عنااالم ف ا ن المواطنااة اللعالااة تمكاان الم اواطنين ماان التلكياار أنلسااهم وبأنلسااهم بحي ا‬
‫التاي تالئمهاام وكااذا تخصاايص الماوارد الالزمااة لتلعيلهااا علااى أرض الواقاع‪ .‬وهااذا يسااتلزم اأماار‬ ‫يتمكناون ماان طاارح المباااد ار‬
‫هذا القرار بمعنى خ وعهم للمسا لة‪.‬‬ ‫تقوية وتمكين المواطنين من أخذ القرار باأصالة عن أنلسهم وتحملهم تبعا‬

‫النمار إلاى عملياة ديناميكياة للمشااركة تحتال فيهاا‬ ‫إ ن هذا التوجال ال يعنى التقليل من شأن عنصار الخبارة ولكناال يللا‬
‫المؤسساية للممارساا‬ ‫از للقاد ار‬
‫وباعتبارهاا تعزي ا‬ ‫المواطنين وآ ارؤهم اأولية باعتبارهاا ماوارد جديادة لحال المشاكال‬ ‫مساهما‬
‫التشاركية )‪ .(Boyte and Kari, 1996: 24‬و ا‬
‫أخير ال بد من التأكيد على أهمية المشاركة المجتمعية كلكرة وممارسة فاي مال ماا‬
‫تشهدر اأمة العربية من زخم في الحراك السياسي الذ كان من أبرز صورر القوة التي اكتسبها المجتمع المادني فاي مواجهاة الحكوماا‬
‫وابط المشاركة اللعالاة وماع م ارعااة‬ ‫المختللة التي تمكنال من المشاركة اللعالة في صنع سياساتال وتحديد حا رر ومستقبلة مع مراعاة‬
‫إذا تم استماللها لتحقيق مبر شخصية أو على نحو يسيئ إلى استقرار الوطن‪.‬‬ ‫ما قد ينجم عنها من مثال‬

‫‪-332-‬‬
...‫دور المشاركة المجتمعية في ظل الحوكمة‬

‫المراجاع‬

- Ackerman, John M. (2005). Social Accountability in the Public Sector: A Conceptual Discussion.
Washington, D.C.: The World Bank, Social Development Paper, No. 82.
- Adams, Brian. (2004). “Public Meetings and the Democratic Process”, Public Administration
Review, 64 (1):43-54.
- Barber, Benjamin R. (1984). Strong Democracy: Participatory Politics for a New Age. University
of California Press, Berkeley.
- Bowen, James. (2001-2002). “Behind Closed Doors: Re-examining the Tennessee Open Meetings
Act and Its Inapplicability to the Tennessee General Assembly”, Columbia Journal of Law and
Social Problems, (35):133-174
- Bovens, M. (2007). “Public Accountability”, In: E. Ferlie, J. R. Lynn and C. Pollitt, (Eds.), The
Oxford Handbook of Public Management. Oxford: University Press, pp. 182-208.
- Boyte, H. C. and Kari, N. N. (1996). Building America: The Democratic Promise of Public Work.
Philadelphia: Temple University Press.
- Campbell, David. (2010). “Democratic Norms to Deliberative Forms: Managing Tools and
Tradeoffs of Community Based Engagement”, Public Administration and Management, Vol. 15,
No. 1, 305-341.
- Eberlei, Walter. (2001). Institutionalized Participation in Processes beyond the PRSP. Institute
for Development and Peace (INEF).
- Erick. Austin. (2010). “The Possibility of Effective Collaborative Governance: The Role of Place
And Social Bond”, Public Administration and Management, Spring, Vol. 15, No. 1, 221-258
- Finke, Barbara. (2007). “Civil Society Participation in EU Governance”, In: Frane Adam (Ed.),
Social Capital and Governance: Old and New Members of the EU in Comparison, LIT-Verlag,
Berlin.
- http://www.livingreviews.org/lreg-2012-2
- Fung, Archon. (2003). “Associations and Democracy: between Theories, Hopes, and Realities”,
Annual Review of Sociology, 29 (1): 515–539
- Halvorsen, K. E. (2003). “Assessing the Effects of Public Participation”, Public Administration
Review. 63(5), 535-543.
- Haque, M. S. (2008). “Decentering the State for Local Accountability through Representation:
Social Divides as a Barrier in South Asia”, Public Administration Quarterly, spring.
- Heidbreder, Eva G. (2012-2). “Civil Society Participation in EU Governance”, Living Reviews in
European Governance, Vol. 7, (2012), No. 2. http://www.livingreviews.org/lreg-
- Hirst, Paul Q. and Veit M. Bader. (2001). Associative Democracy: The Real Third Way. Frank
Cass, London; Portland, OR.
- Hirst, Paul Q. (1994). Associative Democracy: New Forms of Economic and Social Governance.
University of Massachusetts Press, Amherst.
- Hummel, Ralf P. (2008). The Bureaucratic Experience: The Postmodern Challenge. Armonk,
NY: M. E. Sharpe.
- International Association for Public Participation (IAP2). www.iap2.org.au
- Jayal, N. G. (2008). “New Directions in Theorizing Social Accountability”, IDS Bulletin, 38, (6):
105-110.

-322-
4113 )‫ يونيو (حزيران‬-1‫ ع‬،43 ‫ مج‬،‫المجلة العربية لإلدارة‬

- Jensen, Mark N. (2006). “Concepts and Conceptions of Civil Society”, Journal of Civil Society, 2
(1): 39–56.
- Jenkins, Rob and Anne Marie Goetz. (1999b). “Constraints on Civil Society’s Capacity to Curb
Corruption: Lessons from the Indian Experience”, IDS Bulletin, Vol. 30, No. 4, PP.39-49.
- King, C. S.; K. M. Feltey and B. O. Susel. (1998). “The Question of Participation: Toward
Authentic Public Participation in Public Administration”, Public Administration Review. 58 (4),
317-326.
- Kohler-Koch, Beate, Rittberger, Berthold. ( 2006). “Review Article: The Governance Turn’ in
EU Studies”, Journal of Common Market Studies, 44 (s1): 27–49
- Kooiman, Jan (Ed.) (1993). Modern Governance: New Government-Society Interactions, Sage,
London.
- Kuotsai, Tom Liou. (2007). “Applying Good Governance Concept to Promote Local Economic
Development: Contribution and Challenge,” International Journal of Economic Development.
Vol. 9, No. 1 & 2, PP. 1-31
- Magnette, Paul . (2001). “European Governance and Civic Participation: Can the European Union
be Politicized?” In: Joerges, Christian, et al., (Eds.) Mountain or Molehill? A Critical Appraisal of
the Commission White Paper on Governance, Vol. 6/01 of Jean Monnet Working Papers, PP. 1–
14. NYU School of Law, New York.
- http://centers.law.nyu.edu/jeanmonnet/archive/papers/01/010901.html.
- Malena, C. M.; R. Forster, and J. Singh. (2004). Social Accountability: An Introduction to the
Concept and Emerging Practice. Washington, D.C.: World Bank.
- Matonyte, Irmina. (2011). “Civic Participation”, In: International Encyclopedia of Political
Science, (Eds.)
- McCubbins, Mathew and Thomas Schwartz. (1984). “Congressional Oversight Overlooked: Police
Patrols Versus Fire Alarms”, American Journal of Political Science, Vol. 28, No.1, PP.165-179.
- Newman, E. and H. W. Demone. (1969). “Policy Paper: A New Look at Public Planning for
Human Services Policy Paper: A New Look at Public Planning for Human Services”, Journal of
Health and Social Behavior, 10 (2), 142-149.
- Peters, B. G. and J. Pierre. (1998). “Governance without Government? Rethinking Public
Administration”, Journal of Public Administration Research and Theory, Vol. 8 (2), 223-243.
- Piotrowski, Suzanne J. and Erin Borry. (2008). “An Analytical Framework for Open Meetings and
Transparency”, Public Administration and Management, Vol. 15, No. 1, 138-176
- Quittkat, Christine and Barbara Finke. (2008). “The EU Commission Consultation Regime”, In:
Kohler-Koch, Beate, De Bi`evre, Dirk (Eds.) Opening EU-Governance to Civil Society: Gains
and Challenges.
- .Rasmussen, Anne. (2007). “Challenging the Commission’s Right of Initiative? Conditions for
Institutional Change and Stability”, West European Politics, 30 (2): 244–264.
- Rourke, Francis E. (1960). “Administrative Secrecy: A Congressional Dilemma”, The American
Political Science Review, 54 (3): 684-694.
- Sarker, Abu Elias and Mostafa Kamal Hassan. (2008). “Civic Engagement and Public
Accountability: An Analysis with Particular Reference to Developing Countries”, Public
Administration and Management, Vol. 15, No. 2, 381-417.
- Sarker, Abu. Elias. (2009). “The New Mode of Governance and Public Accountability in
Developing Countries: An Analysis with Particular Reference to Bangladesh”, International
Journal of Public Administration, 32 (13), 1101-1123.

-321-
...‫دور المشاركة المجتمعية في ظل الحوكمة‬

- Scharpf, Fritz W. (1999). Governing in Europe: Effective and Democratic?. Oxford University
Press, Oxford/New York.
- Schedler, A. (1999). “Conceptualizing accountability”, In: A. Schedler; L. Diamond, and M. F.
Plattner. (Eds), The Self-restraining State: Power and Accountability in New Democracies.
Boulder: Lynne Rienner, 13–28.
- Smismans, Stijn. (2003). “European Civil Society: Shaped by Discourses and Institutional
Interests”, European Law Journal, 9 (4): 473–495
- Smismans, Stijn. (2006). “Civil Society and European Governance: from Concepts to Research
Agenda” In: Civil Society and Legitimate European Governance, (Ed.) Smismans, Stijn, PP. 3–22.
- Smulovitz, Catalina. (2003). “How Can the Rule of Law Rule? Cost Imposition Through
Decentralized Mechanisms,” Forthcoming in José María Maravall and Adam Przeworski, (eds).,
Democracy and the Rule of Law. Cambridge University Press.
- Smulovitz, Catalina and N. Chondhoke. (2003). “Governance and the Pluralization of the State:
Implications for Democratic Citizenship”, Economic and Political Weekly. 38 (28): 2957-68.
- Snider, J. H. (2003). “Should the Public Meeting Enter the Information Age?”, National Civic
Review, 92 (3): 20-29.
- Stivers, C. (1990). “The Public Agency as Polis; Active Citizenship in the Administrative State”,
Administration and Society. 22(1), 86-105.
- Taylor, Charles. (1985). “Alternative Futures: Legitimacy, Identity, and Alienation in Late
Twentieth Century Canada”, In: Cairns, Alan, Williams, Cynthia (Eds.), Constitutionalism,
Citizenship, and Society in Canada, PP. 183–229, University of Toronto Press, Toronto.
- United Nations ESCAP (Economic and Social Commission for Asia and Pacific), What is Good
Governance?
- http://www.unescap.org/pdd/prs/ProjectActivities/Ongoing/gg/governance.asp
- Wang, X. (2001). “Assessing Public Participation in U.S. Cities”, Public Performance &
Management Review, 24 (4). 322-336.
- Wnuk-Lipinski, Edmund and Bukowska, Xymena. (2011). “Civil Society”, In: Badie, Bertrand,
Berg-Schlosser, Dirk, Morlino, Leonardo, (Eds.), International Encyclopedia of Political Science,
PP. 260–265, SAGE, Thousand Oaks, CA.
- World Bank. (2004a). From Shouting to Counting: A New Frontier in Social Development.
Washington: The World Bank.
- World Bank. (2004f). “Social Accountability: An Introduction to the Concept and Emerging
Practice,” Washington: The World Bank, Social Development Paper No. 76.
- World Bank. (2004). State-society Synergy for Accountability: Lessons for the World Bank.
Washington, D.C. World Bank.
- World Bank. (1994). Governance: the World Bank’s Experience. Washington, DC: World Bank.
- Zafarullah, H. and M. Y. Akhter. (2001). “Military Rule, Civilianization and Electoral Corruption:
Pakistan and Bangladesh in Perspective”, Asian Studies Review, 25 (1): 73-94.

-323-
4113 )‫ يونيو (حزيران‬-1‫ ع‬،43 ‫ مج‬،‫المجلة العربية لإلدارة‬

The Role of Civic Engagement under Governance


In Decision Making and Accountability
"Implications of International Experiences"

Dr. Alia Abdel Hamid Aaref


Associate Professor
Faculty of Economics and Political Science
Cairo University
Arab Republic of Egypt

ABSTRACT
There is a great argument in academic literature over the implications of governance
from the standpoint of the relation between governments and their societies. The new relation
involves civic engagement as a cornerstone that enhances the legitimacy of democratic
process. Civic engagement in international experiences proved to play a very important role in
activating effective decision making and accountability through enhancing the readiness of
citizens to accept public policies; thus enhancing the legitimacy of governance output.
Accordingly, the paper tries to elaborate on the meaning of governance and civic
engagement and its origins. It tries also to investigate the impact of civic engagement on
decision making and accountability from international perspective, exploring, thus the
different tools used for effective engagement in the two fields that represent the focal
defendant variables of the study- decision making and accountability.
Worth mentioning is the special concern that this paper gives to the experiment of the
European Union, and this could be justified by the redundancy of academic writings that
analyzed the role of civic engagement in enhancing the effectiveness of the European
Commission in making decisions and activating public accountability in order to increase its
legitimacy.
The paper ends up with some suggestions concerning the requirements of strong civic
bond that represents the essence of effective engagement. Also the researcher suggests the
necessity of building a dynamic participation in which citizens’ opinions are perceived as new
resources for problems solving and as an enforcement of institutional capacity of participatory
practices.

-322-
Copyright of Arab Journal of Administration is the property of Arab Administrative
Development Organization (ARADO) and its content may not be copied or emailed to
multiple sites or posted to a listserv without the copyright holder's express written permission.
However, users may print, download, or email articles for individual use.

You might also like