You are on page 1of 25

‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫(العالقات العامة في التراث العربي واإلسالمي)‬


‫‪ -‬قراءة في التاريخ والوظائف –‬

‫د‪ /‬عبد القادرربوح‪ ،‬أستاذ محاضرأ‬


‫د‪ /‬أحمد بلول‬
‫جامعة زيان عاشور بالجلفة ‪ /‬الجزائر‬
‫ملخص‪:‬‬
‫تشكل العالقات العامة علما من العلوم املتصلة بعلم االجتماع اإلنساني‪ ،‬الذي يبحث في طبيعة‬
‫العالقات اإلنسانية في ضوء العمليات االتصالية بين األفراد‪ ،‬كما أنها تسعى لتحقيق التفاهم والتفاهم‬
‫والتخطيط‪ .‬والتعاون املشترك بينها وبين الجماهير ‪.‬‬
‫وستحاول هذه الورقة العلمية بتسليط الضوء عن مكانة العالقات العامة في التراث التاريخي العربي‬
‫واإلسالمي؛ بل تعطي مقاربة علمية على ضوء السلوكيات والذهنيات في املجتمع من خالل أدوراها ووظائفها‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬العالقات العامة ؛ التراث العربي و اإلسالمي ؛ الوظائف ؛ املجتمع ؛ الجماهير‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪Public relations are a science related to the science of a humanistic society, which‬‬
‫‪examines the nature of human relations in the light of the communicative processes among‬‬
‫‪four individuals, and seeks to achieve understanding, understanding and planning And‬‬
‫‪cooperation between them and the masses.‬‬
‫‪This paper will attempt to shed light on the status of public relations in the historical heritage‬‬
‫‪of the Arab and Islamic world; it provides a scientific approach in light of the behaviors and‬‬
‫‪ideologies of society through its roles and functions.‬‬
‫‪Keywords: Public relations; Arab and Islamic heritage;functions;society;masses.‬‬

‫‪55‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ظهرت الحاجة للعالقات بعد منتصف القرن املاض ي‪ ،‬متزامنة بذلك مع الثورة الصناعية والتطورات‬
‫املذهلة في تقنيات اإلنتاج واالتصال واملواصالت‪ .‬وقد جاء نمو العالقات العامة وازدياد الحاجة إليها لعدة‬
‫عوامل منها ‪ :‬التطورات التكنولوجية‪ ،‬وارتفاع املستوى التعليمي‪ ،‬وتضخم املؤسسات الحكومية وغيرها‪،‬‬
‫وتطور وسائل االتصال‪ ،‬وتطور مناهج البحث‪ ،‬واستخدامات الوسائل التقنية في جمع املعلومات‬
‫(حسن‪.)16-18: 1984،‬‬
‫ومن العوامل السابقة توجد في الدول النامية كما توجد في الدول املتقدمة‪ ،‬إال أن الدول النامية‪ .‬ومنها‬
‫الدول اإلسالمية‪ .‬تأخرت في االهتمام بالعالقات العامة‪ ،‬رغم أن الحاجة داعية إلى االهتمام بهذا النشاط في‬
‫الدول لعدة أسباب منها‪ :‬اتفاق هذا النشاط مع تعاليم اإلسالم‪ ،‬و قيامه على مبدأ احترام اإلنسان ورأيه‪،‬‬
‫إضافة إلى الدوافع التنموية وغيرها (غوشة‪.)16-4:1981 ،‬‬
‫"ومع أن العقدين املاضيين قد شهدا تطورا ملحوظا في استخدام وتوظيف العالقات العامة في عاملنا‬
‫العربي‪ ،‬وزيادة في عدد الجامعات واملعاهد التي تقوم بتدريس العالقات العامة‪ .....‬إال أن عدد الكتب‬
‫والدراسات التي تتناول هذا الفرع من العلم ال يزال محدودا" (العناد‪1414 ،‬هـ ‪.)7:‬‬
‫فنجد أن العالقات العامة تقوم بأداء رسالتها في تحقيق التفاهم بين املؤسسة وجماهيرها الداخلية‬
‫والخارجية‪ ،‬وبدور رئيس ي في توطيد وتحسين صالتها بجماهيرها مع املؤسسة‪ ،‬من خالل البرامج اإلعالمية‬
‫والتأثيرية والتثقيفية والترفيهية‪ ،‬إضافة إلى البرامج التي تهدف إلى تذليل العقبات واملساهمة في حل املشكالت‬
‫التي تواجه الجماهير‪ ،‬وبدرجة كبيرة من التفاعل بين العاملين فيها‪ ،‬فهي األداة التي تربط املؤسسة بجمهورها‬
‫الداخلي والخارجي‪ ،‬فالعالقات العامة أصبحت الغنى عنه في أي مؤسسة‪ ،‬لتحقيق التفاهم والتفاهم‬
‫والتخطيط‪ .‬والتعاون‪..‬الخ املشترك بينها وبين الجماهير ‪.‬‬
‫ومن هنا تأتي هذه الدراسة لكي تسلط الضوء على العالقات العامة في التراث العربي واإلسالمي ‪ -‬قراءة‬
‫في التاريخ والوظائف ‪.-‬‬
‫أوال ‪ :‬تحديد املفاهيم‬
‫أ‪ -‬العالقات العامة‪ :‬يرى املتخصصون أن وضع تعريف دقيق‪ ،‬ومتفق عليه للعالقات العامة‪ ،‬يعد أمرا‬
‫صعبا نظرا للتطور السريع الذي يطرأ على العالقات العامة‪ ،‬فضال عن أن تعريفات العالقات العامة تختلف‬
‫باختالف االختصاصات‪ ،‬واالهتمامات العلمية واملمارسات الوظيفية ملن حاولوا تعريف العالقات العامة‬
‫فمنهم متخصصون وأساتذة اتصال‪ ،‬أو إدارة أو اجتماع أو علوم سلوكية أو نفسية‪ ،‬وغيرها من‬
‫التخصصات‪ ،‬لعل ذلك يعود لحاجة املجتمع إلى نشاط العالقات العامة في عالم متغير سريع التطور‪ ،‬إذ أن‬
‫العالقات العامة تهتم بدراسة سلوك األفراد والجماعات‪ ،‬وتتعرف على الرغبات‪ ،‬واملؤثرات‪ ،‬والعوامل‬

‫‪56‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫املحركة لهذا السلوك‪،‬وتعتمد على االتصال الهادف السليم ذي االتجاهين بهدف تنظيم العالقات بين‬
‫الطرفين على أسس الثقة‪ ،‬والتفاهم املتبادل لخلق االنسجام بين أفراد املجتمع‪.‬‬
‫لذلك اختلف املنظرون في تحديد تعريف واضح ومحدد للعالقات العامة ففريق يعرفها على أساس ما‬
‫ينبغي أن تكون عليه‪ ،‬وفريق يخضعها لوجهة نظره التي تكشف عن خبرته الشخصية‪ ،‬وفريق آخر يعرفها‬
‫بشكل مختصر وغامض وغير مفهوم يحتاج لشرح وتفسير‪ ،‬وعرفها آخرون تعريفا فضفاضا‪ ،‬وكأنها تشمل‬
‫النشاط اإلنساني برمتهـا(حسين محمود هتيمي‪.)11-10 :2015،‬‬
‫لذا تعتبر العالقات العامة من املصطلحات الحديثة‪ ،‬التي استخدمت من أجل التعبير عن شتى‬
‫الخدمات التي تستهدف االتصال بالجمهور‪ ،‬وتقوية الروابط بين املؤسسة واملجتمع‪.‬‬
‫وهي كغيرها من املصطلحات األخرى التي تعددت تعاريفها بتعدد وجهات نظر الباحثين واملهتمين‬
‫فهناك من اعتبرها علم‪ ،‬وهناك من اعتبرها مهنة والبعض اآلخر اعتبرها فن‪...‬إلخ‪.‬‬
‫والوقوف على جميع أبعاد املفهوم نستعرض مجموعة من التعاريف ‪:‬‬
‫‪ -1‬التعريف اللغوي‪ :‬إن املفهوم الذي يرمز به مصطلح العالقات العامة يكون أكثر داللة وأوفى غرضا‬
‫إذا عرفنا بدقة معنى املصطلح من خالل معرفة معنى الكلمتين " العالقات" و"العامة"‪.‬‬
‫إن كلمة العالقات تعني الصالت والروابط وخيوط االتصال بين اإلدارة والعامة‪.‬‬
‫أما العامة يقصد بها عامة الناس‪ ،‬الشعب‪ ،‬الجماهير املتعاملة مع اإلدارة واملؤسسة ( عبد العزيز صالح‬
‫بن جبتور‪.) 204-203 :2000 ،‬‬
‫‪ -2‬التعريف االصطالحي‪:‬‬
‫ُت َّ‬
‫عرف العالقات العامة على أنها ‪ ":‬التعامل الناجح مع الناس للحصول على نجاح‪ ،‬أو ربح ذاتي وتتضمن‬
‫أيضا االهتمام بنشاط يؤدي إلى منفعة الجمهور وكسب ثقته وتأييده"( هناء حافظ بدوي‪.)31 :2001،‬‬
‫وما يالحظ على هذا التعريف أنه واسع‪ ،‬رغم انه ركز على التعامل وكذا التفاعل اإليجابي بين الجمهور‬
‫والتنظيمات‪ ،‬باستعمال وسائل اإلقناع‪ ،‬إال انه أهمل ذكر هذه الوسائل وكيفية االستفادة منها‪.‬‬
‫َّ‬
‫وعرف سيدل العالقات العامة على أنها‪ ":‬عملية مستمرة من خاللها تسعى اإلدارة إلى املحافظة وتعزيز‬
‫الفهم وزرع الثقة بين املساهمين واملستخدمين وبين املؤسسة والحكومة والجمهور بشكل عام‪ ،‬ويتم ذلك‬
‫داخليا من خالل التحليل الذاتي والتصويت وخارجيا من خالل جميع أساليب التعبير(صالح خليل أبو أصبع‪،‬‬
‫‪.)277:1999‬‬

‫‪57‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫نجد هذا التعريف قد ركز على أكثر من جانب حيث أشار إلى أن العالقات العامة عملية مستمرة وذكر‬
‫الجمهور وكذا الوسائل التي تستخدم لالتصال به‪ ،‬إال أنه أهمل بعض الجوانب األخرى مثل كون العالقات‬
‫العامة نشاط مؤسساتي‪.‬‬
‫عرف العالقات العامة على أنها‪ ":‬علم وفن يستند إلى أسس علم االجتماع اإلنساني ويسعى إلى‬‫كما ُت َّ‬
‫تحسين العالقات بين الناس ال في حياتهم الخاصة وإنما في حياتهم الجماعية" ( غريب عبد‬
‫السميع‪.)46:1996،‬‬
‫َّأما تعريف الجمعية املهنية األوربية العالقات العامة‪ ":‬وظيفة أو نشاط مؤسساتي عام أو خاص‬
‫يهدف إلى توفير وتحسين العالقات والثقة والتفاهم مع الجماعات أو ما يعرف بالجمهور‪ ،‬سواء كان أو داخل‬
‫املؤسسة‪ ،‬فهذا األخير هو الذي يحدد كيانها وتطورها" ( فضيل دليو‪. )50:2003،‬‬
‫وفي رأي روبينسون ‪ :Robinsons‬أن العالقات العامة ما هي إال ممارسات تطبيقية للعلوم االجتماعية‬
‫والسلوك وهو لذلك يربط بين تطور هذه العلوم‪ ،‬ويقول غن رغم ما للعالقات العامة من ماض بعيد فإن‬
‫تاريخها حديث جدا"‪.‬‬
‫وقد َّ‬
‫خص روبينسون ‪ Robinsons‬إلى تعريف العالقات العامة بأنها‪ ":‬العالقات العامة كعلم اجتماعي‬
‫وسلوكي تطبيقي هي تلك الوظيفة التي تتضمن‪:‬‬
‫‪ -1‬قياس وتقويم وتفسير اتجاهات الجماهير املختلفة التي لها صلة باملنظمة‪.‬‬
‫‪ -2‬مساعدة اإلدارة في تحديد األهداف الرامية إلى زيادة التفاهم والوفاق بين املنظمة وجماهيرها وقبول‬
‫هذه الجماهير ملنتجات املنظمة وخططها وسياساتها‪ ،‬واألفراد العاملين بها‪.‬‬
‫‪ -3‬تحقيق التوازن بين أهداف ومصالح احتياجات الجماهير املختلفة التي لها صلة بها‪.‬‬
‫‪ -4‬تخطيط وتنفيذ وتقويم البرامج الرامية لكسب رض ى الجماهير وتفاهمها‪.‬‬
‫العالقات العامة كوظيفة ‪ :‬فقد عرفتها الجمعية الدولية للعالقات العامة بأنها‪ " :‬الوظيفة املستمرة‬
‫واملخططة لإلدارة والتي تسعى بها املؤسسات باختالف انواعها وأوجه نشاطها الى كسب اتفاهم والتعاطف‬
‫وتأييد الجماهير الداخلية والخارجية والحفاظ على استمرارها وذلك بدراسة الرأي العام وقياسه والتأكد من‬
‫توافقه مع سياسات املؤسسة وأوجه نشاطها‪ ،‬وتحديد املزيد من التعاون الخالق واألداء الفعال للمصالحة‬
‫املشتركة بين املؤسسة وجماهيرها باستخدام اإلعالم الشامل واملخطط(حسين محمود هتيمي‪. )11 :2015،‬‬

‫‪58‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫ب‪ /‬التـراث‬
‫ُ‬ ‫‪ -1‬التعريف اللغــوي‪ :‬التراث من و َرث ‪ ،‬أصله ُ‬
‫الوراث – بتخفيف الراء – أبدلت واوه تاء فقالوا تراث ‪،‬‬
‫َ ُُْ‬
‫﴿و َتأكلو َن‬ ‫فالتراث هو كل ما تركه السابق لالحق ‪،‬و صار إلى الحي من امليت ‪ ،‬من مال و غيره ‪ ،‬قال هللا تعالى ‪:‬‬
‫ُّ َ َ ْ ً َ ًّ‬
‫الت َراث أكال ملا ﴾ (الفجر ‪ ،‬اية ‪. )19‬‬
‫‪ -2‬التعريف االصطالحي ‪ :‬التراث كل ما رصد إلينا مكتوبا مما تركه السابقون في مختلف العلوم في ذلك‬
‫قديم العهد ‪ ،‬وحديثه سواء كان مطبوعا أو مخطوطا (الصادق عبد الرحمان ‪)10-9 :1989 ،‬‬
‫ّ‬
‫ويمثل التراث في مفهومه الواسع الذاكرة الحية للفرد واملجتمع التي بها يمكن معرفة هذين األخيرين و‬
‫ِّ‬
‫حضارة من الحضارات ( السيد اشرف‪)5 :2009 ،‬‬
‫و َّ‬
‫عرفه البعض على أن التراث في تجلياته اإلبداعية املختلفة – هو نتاج إنساني‪ ،‬فهو ال يملك بمفرداته‬
‫صفة قداسة علمية مطلقة‪،‬أو تنزها عن النقص و الضعف و الشطط ‪ ،‬وجزئيات هذا التراث هي وليدة لحظة‬
‫تاريخية( جمال سلطان‪)10-9 :1990 ،‬‬
‫عرفه البعض بأنه مكسب تاريخي لحضارة استطاعت أن تبقى شامخة لفترات زمنية طويلة ‪ ،‬وهو‬ ‫و َّ‬
‫بمثابة وثائق ذات قيمة حضارية وتاريخية و فنية و اجتماعية واقتصادية ‪ ،‬تتجسد فيه عالقة األفكار وأرقى‬
‫مستويات اإلبداع و إحياؤه يعد همزة وصل بين املاض ي و الحاضر (ظافر غنية‪)5 :2008 ،‬‬
‫و في تعريف آخر ‪ ":‬التراث هو تلك اآلثار املكتوبة املوروثة التي حفظها لنا التاريخ كاملة أو مبتورة ‪،‬‬
‫(عبد املجيد دياب‪)12 :1993 ،‬‬ ‫فوصلت إلينا في صورة كتب أو مخطوطة أو لفات أو كراسات‬
‫و التراث نوعان ‪ :‬تراث مادي و غير مادي ‪ ،‬وينقسم النوع األول بدوره إلى تراث مادي ثقافي و تراث مادي‬
‫طبيعي ‪ ،‬و يطلق املفه ــوم األول على كل ما يدركه املرء بحواسه من قصور وقالع و نقوشات و مسالت و‬
‫منشآت عسكرية ‪ ،‬و نقوش حجرية‪ ،‬والتي مرت عليها فترة زمنية معينة تعود إلى حضارات العصور غابرة في‬
‫التاريخ (عواشرية‪)5 : 2015،‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تاريخ نشأة وتطور العالقات العامة‬
‫أ‪ /‬في العصور البدائية ‪ :‬يعود ظهور العالقات العامة إلى العصور البدائية‪ ،‬إذ في القديم كانت القبائل‬
‫تحتاج إلى من يعلمهم بوجود قطيع من الحيوانات للقيام بالصيد أو عدو معين كي تستعد ملقاومته‪ ،‬فتوكل‬
‫املهمة إلى أشخاص يقومون بذلك‪ ،‬هؤالء األشخاص يقومون بدور رجل العالقات العامة )وداد‪،‬‬
‫بلباش‪.)61 :2008/2007،‬‬
‫كانت القبائل البدائية تمارس نشاطات متنوعة أخرى باعتبارها النواة األولى للعالقات العامة منها ‪:‬‬
‫استخدامها لإلعالم للمحافظة على بقائها سواء في الحصول على مصدر الغذاء أو ملواجهة األعداء(جميل‬

‫‪59‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫احمد خضر‪ )37 :1993 ،‬كي تستعد ملقاومته (لقصير‪ ،‬رزيقة لقصير‪ .)61 :2007/2006،‬وألجل ذلك كانت‬
‫القبيلة تقوم بتعيين حارس على األفق ينبئها بكل املستجدات‪ ،‬فقد يلوح في األفق قطيع من حيوانات الصيد‬
‫أو تظهر غيوم تنذر بعاصفة شديدة‪ ،‬فتستعد القبيلة ملواجهة املوقف )وداد‪ ،‬بلباش‪، )61 :2008/2007،‬‬
‫فتوكل املهمة إلى أشخاص يقومون بذلك‪ ،‬هؤالء األشخاص يقومون بدور رجل العالقات العامة كما في وقتنا‬
‫الحالي(لقصير‪ ،‬رزيقة ‪) 61 :2007/2006،‬‬
‫واستعملت القبائل البدائية آنذاك الكلمات لتوصيل املعلومات واألحداث‪ ،‬الحركات الجسمانية‬
‫وبعض اإليحاءات امللموسة كأعمال السحر مثال‪ ،‬باإلضافة إلى وسائل بدائية تتمثل في الطيور والرقص‬
‫وألوان املالبس )وداد‪ ،‬بلباش‪. )61 :2008/2007،‬‬
‫كما كانت الوسائل تستخدم في القديم شبيهة إلى حد ما يتلك التي تستعمل في وقتنا الحالي في مجاالت‬
‫العالقات العامة كحفالت الزواج‪ ،‬وبلوغ سن الرشد‪ ،‬واحتفاالت االنتصار على القبائل املعادية(لقصير‪،‬‬
‫رزيقة‪.)61 :2007/2006،‬‬
‫كما كانت القبائل البدائية تهتم بإقامة عالقات حسنة بين أفرادها من جهة أخرى‪ ،‬فكانت تدعم مبدأ‬
‫التماسك والتعاون بين أفرادها بتقوية التفاهم بينهم وإشعارهم باالرتباط الوثيق‪،‬األمر الذي كان يتم عن‬
‫طريق الحفالت واملناسبات التي ينتهزها رئيس القبلية لالجتماع بأفراد قبيلته ملناقشة األمور والشؤون حتى‬
‫يتمكن من اتخاذ القرارات‪،‬ويتولى التوجيه اإلعالمي بإعطاء توجيهات وتعليمات يسير عليها أفراد القبيلة )‬
‫وداد‪ ،‬بلباش‪)61 :2008/2007،‬‬
‫أما في ما يخص عالقاتها بالقبائل األخرى فكانت تسعى إلى إجراء اتصاالت ودية معها إلقامة الصلح‬
‫الذي كان يتم باتفاق الطرفين أو عن طريق االحتكام إلى طرف ثالث يرجع إليه الخصمان للفصل بينهما‪،‬‬
‫ونشأت بذلك فكرة التحكيم‪ ،‬وكان شيوخ العشائر‪ ،‬ورجال الذين يتولون القيام بدور الحكم بينهم‪ ،‬وعرض‬
‫وجهات نظرهم ومحاولة إقناع الطرف اآلخر وبحقوقهم )وداد‪ ،‬بلباش‪ )61 :2008/2007،‬ولتعبئة الرأي‬
‫العام يستعين رئيس القبيلة بأشخاص معروفين جيدا كاألطباء والسحرة‪ ،‬ورجال يجيدون فنون التعبير‬
‫البدائية )وداد‪ ،‬بلباش‪ )61 :2008/2007،‬من إنشاد وقوع للطبول وغير ذلك (أحمد ‪ ،‬بدر ‪)112 :1998،‬‬
‫كما أن هناك نشرات زراعية ترشد املزارع إلى كيفية استغالل أراضيهم أو التخلص من فأران الحقول‬
‫ثم إلى كيفية حصاد محصولهم وهو ما تقوم به العالقات العامة في الوقت الحالي في مجال اإلرشاد‬
‫الزراعي(لقصير‪ ،‬رزيقة‪.)61 :2007/2006 ،‬‬
‫ب‪ /‬الحضارات القديمة ‪ :‬يرجع البعض الفضل في ظهور العالقات العامة كوظيفة أو نشاط إلى‬
‫العرقيين القدامى‪ ،‬حيث يعزو علماء اآلثار وجودها بالعراق إلى نشرات يرجع تاريخها إلى ‪ 1700‬سنة قبل‬
‫امليالد )وداد‪ ،‬بلباش‪ )62 :2008/2007،‬تتضمن إرشاد املزارعين إلى كيفية بذر محاصيلهم وريها‪ ،‬ومعالجتها‬
‫من اآلفات‪ ،‬وهناك من يعزو ظهورها إلى قدماء مصر‪ ،‬حيث كان املصريون القدامى يقومون بوصف املعارك‬

‫‪60‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫الحربية واالنتصارات املختلفة للجمهور بقصد كسب تأييده وتعاونه (فريحة ‪،‬محمد عبد الكريم‪:2012 ،‬‬
‫‪.)30‬‬
‫وكشفت اآلثار إن االشورين هم أول من ادخل النشرات املصورة إذ كانوا يرقمون انتصاراتهم‪،‬‬
‫ويصورون باأللوان صور األسرى من امللوك وأفراد‪ ،‬وهي بذلك تحل محل امللصقات والالفتات في الوقت‬
‫الحاضر )وداد‪ ،‬بلباش‪ .)31 :2008/2007،‬أما في عهد اإلمبراطور آشور بانيال فقد وجدت في خزانته مجالت‬
‫مفصلة بحسب تواريخها و حوادثها (لقصير‪ ،‬رزيقة لقصير‪ ).62 :2007/2006،‬زيادة على استعمالهم‬
‫للنقوش التي كان الغرض منها اإلعالم والترويج ملبادئ معينة )وداد‪ ،‬بلباش‪.)62 :2008/2007،‬‬
‫أما قدماء املصريين فقد اهتموا بالسيطرة على أفكار الجمهور وتحريك مشاعره‪ ،‬واتبعوا في ذلك شتى‬
‫األساليب‪ ،‬منها ‪ :‬تقديس الكهنة‪ ،‬وتشييد القبور على شكل أهرامات وإتباع الطقوس الدينية(فريحة ‪،‬محمد‬
‫عبد الكريم‪. )31 :2012 ،‬‬
‫وكل ذلك من اجل هيبة الحكام للتأثير على عقول الناس وأفكارهم‪ ،‬وكانت الفراعنة ينشطون في‬
‫ممارسة اإلعالم خصوصا في فترات الحروب لتعبئة املعنويات إلحراز النصر(فريحة ‪،‬محمد عبد الكريم‪،‬‬
‫‪)31 :2012‬‬
‫وقد كانت الكهنة في ظل الحضانة الفرعونية هم الواسطة التي تتولى عملية االتصاالت بين الفرعون‬
‫باعتباره ملكا وبين أفراد الشعب ‪ ،‬كذلك استعمالهم ألوراق البردي‪ ،‬إضافة إلى النقش على الجدران وأعمدة‬
‫املعابد لغرض تبيان انتصاراتهم الكبرى‪ ،‬أما في وقت السلم فقد كان اإلعالم موجه إلى األغراض االجتماعية‬
‫والدينية )وداد‪ ،‬بلباش‪)62 :2008/2007،‬‬
‫فإذا قد استخدم املصريون القدامى العالقات العامة في أيام الحرب والسلم‪ ،‬ونجحوا في التأثير على‬
‫نفوس الناس وأفكارهم واعتقاداتهم وكسب ثقتهم وتأييدهم‪ ،‬وإقناعهم باالتجاهات الجديدة خاصة عند‬
‫حدوث انقالبات سياسية أو ظهور ديانات جديدة )وداد‪ ،‬بلباش‪ )62 :2008/2007،‬ويظهر ذلك عندما اعتلى‬
‫امللك مينا ‪ Mina‬العرش ثم توحيد الوجهين القبلي والبري‪ ،‬حيث أعلنت هذه املناسبة في لوحة تذكارية تبين‬
‫ذلك‪ ،‬واستخدموا في ذلك الرموز التي تشير إلى توحي الوجهتين بان وضعوا نبات البردي املجلوب مع زهر‬
‫الزنبق من الشمال تحت العرش ( محمد بهجت‪ ،‬جاد هللا كشك ‪.)32 :2003 ،‬‬
‫وفي ظل الحضارة الرومانية فانه بالرغم من طموحهم العسكري وسعيهم وراء االنتصارات الحربية‬
‫شغلهم عن االهتمام بتطوير الخطابة واملناقشات العامة مثل اإلغريق(فريحة ‪،‬محمد عبد الكريم‪:2012 ،‬‬
‫‪.)32‬‬
‫إال أن أساليب التأثير في الرأي العام تطورت في عصرهم فظهر خطباء مشهورين في التاريخ مثل بيسرو‬
‫‪ ،Sissro‬ومارك انطونيو‪ ، Marc Antonio‬واعترف الرومان بإرادة فنقشوا على واجهة مجلس شيوخهم عبارة‬
‫" مجلس الشيوخ والشعب الروماني"(فريحة ‪،‬محمد عبد الكريم‪ .)32 :2012 ،‬فيظهر اهتمام الرومان بالرأي‬

‫‪61‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫العام من خالل شعارهم الذي يتجلى في " صوت الشعب من صوت هللا" ‪ ،‬والذي حفروه على معابدهم‬
‫وتماثيلهم ولم يتوقف عند هذا الحد بل نقشوه على واجهة برملانهم – كما قلنا سابقا‪) -‬وداد‪،‬‬
‫بلباش‪ ،2008/2007،‬ص‪.)63‬‬
‫كما كانت القصائد الشعرية على رأسها قصائد الشاعر الروماني فرجيل ‪ Verjil‬املوجهة إلى الفالحين‬
‫لتحثهم على العودة إلى املزارع وزيادة اإلنتاج الزراعي ملواجهة النمو السكاني"(فريحة ‪،‬محمد عبد الكريم‪،‬‬
‫‪.)32 :2012‬‬
‫أما في ضل الحضارة اليونانية اإلغريقية فقد اهتمت بالرأي العام وسعت إلى التأثير عليه‪ ،‬وفتحت‬
‫املجال لجميع املواطنين لتبادل اآلراء واملناقشات الحرة في الساحات العامة‪ ،‬وكانت على شكل مؤتمرات‬
‫واجتماعات‪ ،‬كما تمت في ذلك الوقت االستعانة بالفلسفة السفسطائيين لتوصيل األخبار وطرح األفكار‬
‫ألنهم محترفون في فن الكتابة والخطابة ويمتلكون قدرات ومهارات قناعية تعتمد على الحجة واملنطق مما‬
‫يؤثر على الجماهير ) وداد‪ ،‬بلباش‪.)63:2008/2007،‬‬
‫فلقد كان تراث املجتمعات القبلية اليونانية في القرن التاسع قـ م والقرن الثامن قـ م ال يتعدى‬
‫األساطير‪ ،‬والعديد من الحكايات الشعبية التي تروي بطوالت عديدة قام بها أسالفهم في املاض ي البعيد الذي‬
‫سطروه بحروبهم واعتداءاتهم املتكررة وغاراتهم املستمرة وأعمال القرصنة البحرية على سواحل البحر‬
‫املتوسط وجزره (محمود ابراهيم السعدني ‪)128:2008 ،‬‬
‫ج‪ /‬العصور الوسطى ‪ :‬يطلق على هذه العصور بالعصور املظلمة وهي أسوء العصور التي مرت بها‬
‫البشرية‪ ،‬حيث تركت املجتمعات في ظلمات الغضب والجهالة نتيجة الجهل واالنحالل االقتصادي‬
‫واالجتماعي والفوض ى (فهمي محمد العدوي‪. )54: 2011،‬حيث كانت تعيش املجتمعات الغربية تحت سيطرة‬
‫الكنيسة التي كانت تمقت الفكر وتنبذ الرأي ومن ثمة لم تكن هناك وسيلة فعالة الستمرار أنشطة العالقات‬
‫العامة التي بدأها الرومان وازدهرت في زمانهم (فريحة ‪،‬محمد عبد الكريم‪.)32 :2012 ،‬‬
‫د‪ /‬العالقات العامة في التراث العربي واإلسالمي ‪:‬‬
‫لقد وجدت العالقات العامة في التراث العربي فكرا وتطبيقا‪ .‬فهي كفلسفة ارتبطت بوجود اإلنسان‬
‫العربي وطبيعة حياته التي ميزته بالحرية والصراحة في التعبير عما في نفسه‪ ،‬ولو وصل به األمر إلى شقائه‪،‬‬
‫وهذا ما جعل الكثير من الشعراء العرب يضطهدون بل ويقتلون ملجرد أشعارهم ) وداد‪،‬‬
‫بلباش‪ ،)63:2008/2007،‬وكان الشعر هو وسيلة العالقات العامة عند العرب والشاعر هو القائم بها‪ ،‬فقد‬
‫كان يلعب دورا رئيسيا في نقل وجهة نظر القبيل إلى القبائل األخرى التي كانت تجتمع فيه القبائل‪ ،‬فيتحدث‬
‫شعراؤها نيابة عنها ينشدون بفضائلها ويتفاخرون بأنسابها وأعمالها وفعالها محاولي استمالة القبائل األخرى‬
‫لها ) وداد‪ ،‬بلباش‪.)63:2008/2007،‬‬

‫‪62‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫أما العالقات العامة في اإلسالم فقد ظهرت بوضوح منذ بداية الدعوة اإلسالمية ‪ ،‬على يد رسولنا‬
‫الكريم وجاءت في القرآن آيات تدل على مدى اهتمام اإلسالم بالتفاهم مع اآلخرين (زهير عبد اللطيف‬
‫عابد‪.)03:‬‬
‫فقد جاء اإلسالم لينشر العدل والرحمة واألخالق الفاضلة بين الناس‪ ،‬كما شجع اإلسالم الفكر وقرر‬
‫حرية التعبير عن الرأي‪ ،‬لذلك كانت العالقات العامة تأخذ شكال أعم وأشمل من مجرد التأثير السياس ي في‬
‫الشريعة اإلسالمية تتضمن جميع األصول األخالقية السليمة التي يستند إليها فن العالقات العامة املمارس‬
‫حاليا كوظيفة‪( .‬فريحة ‪،‬محمد عبد الكريم‪.)32 :2012 ،‬‬
‫َ ْ َ َ َ ُّ َ ْ َ َ َ ّ َ ٌ ْ َ ْ َ َ ً‬
‫ض خ ِّليفة‬‫اعل ِّفي األر ِّ‬
‫وقد جاء في القرآن ما يدل على ذلك في قوله تعالى‪ ﴿ :‬وإذ قال ربك ِّللمال ِّئك ِّة ِّإ ِّني ج ِّ‬
‫َ ُ َ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ ُ ّ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ ّ ُ ِّ َ ْ َ َ ُ َ ّ ُ َ َ َ َ ّ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫الدماء ونحن نس ِّبح ِّبحم ِّدك ونق ِّدس لك قال ِّإ ِّني أعلم ما ال تعلمو‬ ‫قالوا أتجعل ِّفيها من يف ِّسد ِّفيها ويس ِّفك ِّ‬
‫(‪ ( ﴾ ) 30‬البقرة ‪ :‬آية ‪.)30‬‬
‫هذا لتأكيد أن العالقات العامة قديمة منذ أن خلق هللا اإلنسان إذ ربنا علمنا كيف يكون التفاهم بين‬
‫امللك والرعية‪ ،‬كما نظم العالقة بين املسلمين نظاما يدعو إلى تبادل االحترام بينهم واالبتعاد عن احتقار‬
‫َ‬ ‫َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫بعضهم لبعض كما قال هللا تعالى ‪َ ﴿ :‬يا َأ ُّي َها َّالذ َ‬
‫ين َآ َم ُنوا َال َي ْس َخ ْر َق ٌ‬
‫وم ِّم ْن ق ْو ٍم َع َس ى أ ْن َيكونوا خ ْي ًرا ِّم ْن ُه ْم َوال‬ ‫ِّ‬
‫س اال ْس ُم ْال ُف ُسو ُق َب ْعدَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ٌ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ َّ َ ْ ً ْ ُ َّ َ َ َ ْ ُ َ ْ ُ َ ُ ْ َ َ َ َ َ ُ ْ َ ْ َ‬
‫اب ِّبئ ِّ‬ ‫ِّنساء ِّمن ِّنس ٍاء عس ى أ ُن يكن خيرا ِّمنهن وال تل ِّمزوا أنفسكم وال تنابزوا ِّباأللق ِّ‬
‫َّ ُ َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ْ‬
‫اإل َيم ِّان َو َم ْن ل ْم َيت ْب فأول ِّئ َك ُه ُم الظ ِّاملون (‪(﴾(11‬الحجرات ‪ :‬آية ‪ .)11‬فلقد علمنا درسا في احترام اآلخرين‬ ‫ِّ‬
‫والرأي والتعبير(زهير عبد اللطيف عابد‪.)03:‬‬
‫فالعالقات العامة تحتاج إلى جو من الحضارة التي تؤمن بقيمة اإلنسان من حيث هو إنسان له‬
‫كرامته‪ ،‬وله حقوقه وعليه واجباته نحو املجتمع الذي يعيش فيه‪ ،‬وتولى رعايتها رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬ثم من بعده الخلفاء الراشدين رضوان هللا عليهم أجمعين قال هللا تعالى ليعزز ذلك املوقف في قوله‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ ّ َ َ َ َّ ْ‬
‫ضل َن ُاه ْم َعلى ك ِّث ٍير‬ ‫ات وف‬ ‫سبحانه وتعالى ‪ ﴿ :‬ولقد كرمنا ب ِّني آدم وحملناهم ِّفي الب ِّر والبح ِّر ورزقناهم ِّمن الط ِّيب ِّ‬
‫ً‬ ‫ََ َ‬
‫ِّم َّم ْن خل ْق َنا ت ْف ِّضيال (‪ ( ﴾(70‬اإلسراء‪ :‬آية ‪.)70‬‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫وفي الحديث الشريف يقول الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪َ " ":‬يا َأ ُّي َها َّ‬
‫اس ِّإ َّن َرَّبك ْم َو ِّاح ٌد‪َ ،‬و ِّإ َّن أ َباك ْم‬
‫الن ُ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َواح ٌد ‪َ ,‬أال ال َف ْ‬
‫ض َل ِّل َع َرِّب ّ ٍي َعلى أ ْع َج ِّم ّ ٍي‪َ ،‬وال ِّل َع َج ِّم ّ ٍي َعلى َع َرِّب ّ ٍي‪َ ،‬وال أ ْس َو َد َعلى أ ْح َم َر ‪َ ,‬وال أ ْح َم َر َعلى أ ْس َو َد ِّإال‬ ‫ِّ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ََْ‬
‫َّللا‪ ،‬أال َه ْل َبلغ ُت" (أخرجه أحمد في مسنده ج‪ / 411 / 5‬حديث رقم ‪.)23536‬‬ ‫ِّبتقوى ِّ‬
‫فاملسلمون إخوة ومتعاونون ومتساوون في املعاملة والحقوق والواجبات‪ ،‬ال فضل بين احد منهم إال‬
‫بالتقوى‪ ،‬وفي هذا الجو االجتماعي املليء بالقيم واألخالق واملفعم بتكريم اإلنسان واحترام الفرد املسلم‬
‫وحريته‪ ،‬نشأت العالقات العامة اإلسالمية كفلسفة تحكم سلوك أفراد املجتمع اإلسالمي ‪ -‬حكام ومحكومين‪-‬‬
‫وكنشاط إعالمي هادف إلى ربط الدولة بالفرد والجماعة‪ ،‬وباستخدام شتى الوسائل وأساليب االتصال‬
‫الشخص ي والجماعي(زهير عبد اللطيف عابد‪)03:‬‬

‫‪63‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫لقد جاء اإلسالم وأسهم مساهمة كبيرة في تطوير العالقات العامة بمفهومها الفكري والتطبيقي حيث‬
‫طبق اإلسالم مبدأ احترام الفرد واحترام تفكيره‪ ،‬لقد كان القرآن الكريم وال يزال أكبر أثر إعالمي من حيث‬
‫فصاحة الكلمة وبالغة التعبير وقوة التأثير واتساعه‪ ،‬وقد جمع بين من املاليين من الناس على اختالف‬
‫أجناسهم ولغتهم وحضاراتهم (فريحة ‪،‬محمد عبد الكريم‪.)33 :2012 ،‬‬
‫كما ساهم اإلسالم في تطوير تطبيقات العالقات العامة من خالل املبادئ واألسس واألخالق التي جاء‬
‫بها وحث الناس على االقتداء بها‪ ،‬وكان الهدف من ممارسة العالقات العامة في صدر اإلسالم ما يلي ‪:‬‬
‫‪/1‬اإلعالم‪:‬‬
‫وهو إعالم الناس جميعا بأن محمد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأن اإلسالم دين من عند هللا‬
‫(فريحة ‪،‬محمد عبد الكريم‪ ،)33 :2012 ،‬وقد تجسد ذلك من خالل أعمال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫ثم خلفائه الكرام ولنشر الدعوة اإلسالمية‪ ،‬وقد استخدم في ذلك عدة أساليب واإلبالغ عنها منها‪ :‬االتصال‬
‫الشخص ي للتعبير عن ما جاء في القرآن الكريم‪ ،‬وإعالم الناس ما ينتظر املؤمن من ثواب والكافر من عقاب )‬
‫وداد‪ ،‬بلباش‪ ،) 63:2008/2007،‬باإلضافة إلى إرسال الرسائل إلى املماليك والحكام كهرقل ملك الروم‬
‫واملقوقس عظيم األنباط والنجاش ي ملك الحبشة و سائرهم ) وداد‪ ،‬بلباش‪.) 63:2008/2007،‬‬

‫‪/2‬االقناع‪:‬‬
‫استخدم الرسول صلى هللا عليه وسلم اإلعالم بمعناه الواسع من حيث فصاحة الكلمة‪ ،‬وبالغة‬
‫األسلوب إلقناع الناس بصدق رسالته وجدواها كمسلك حياتي وأسلوب خلقي لعبادة هللا سبحانه وتعالى في‬
‫األرض وال ريب أن الجهود اإلقناعية التي جعلت الدعوة اإلسالمية تعم شبه الجزيرة العربية والدولة الفارسية‬
‫واإلمبراطورية الرومانية في أقل من ثالثين عاما (فريحة ‪،‬محمد عبد الكريم‪.)33 -34 :2012 ،‬‬
‫َ‬
‫ومن اآليات الدالة على ضرورة إقناع الناس بالعالقات الطيبة قال هللا تعالى ‪ْ ﴿ :‬اد ُع ِّإلى َس ِّب ِّيل َرِّّب َك‬
‫َ َ‬ ‫ب ْالح ْك َمة َو ْاملَ ْوع َظة ْال َح َس َنة َو َجاد ْل ُه ْم ب َّالتي ه َي َأ ْح َس ُن إ َّن َ َّب َك ُه َو َأ ْع َل ُم ب َم ْن َ‬
‫ض َّل َع ْن َس ِّب ِّيل ِّه َو ُه َو أ ْعل ُم‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ر‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬
‫َ‬ ‫ُْْ َ‬
‫ِّباملهت ِّدين (‪ ( ﴾ (125‬النحل‪ :‬آية‪. )125‬‬

‫‪/3‬املشاركة (الشورى)‪:‬‬
‫الشورى هي القاعدة األساسية التي نص عليها دستور املسلمين في أكثر من موضع فقد قال هللا تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫ورى َب ْي َن ُه ْم َو ِّم َّما َرزق َن ُاه ْم ُي ْن ِّف ُقون (‪ ( )38‬الشورى ‪:‬‬ ‫الص َال َة َو َأ ْم ُر ُه ْم ُش َ‬
‫اس َت َج ُابوا ِّل َرّبه ْم َو َأ َق ُاموا َّ‬
‫ين ْ‬ ‫﴿ َو َّالذ َ‬
‫ِِّّ‬ ‫ِّ‬
‫ْ َْ َ َ ْ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َّ ْ َ َ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ َ َ ًّ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ‬
‫َّللا ِّلنت لهم ولو كنت فظا غ ِّليظ القل ِّب النفضوا ِّمن حوِّلك فاعف‬ ‫اآلية‪ ، )38‬وقوله تعالى ‪ :‬ف ِّبما رحم ٍة ِّمن ِّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ ْ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ ْ َ‬
‫األ ْمر َفإ َذا َع َز ْم َت ف َت َو َّك ْل َعلى ََّّللا إ َّن َّ َ‬
‫َ‬
‫َّللا ُي ِّح ُّب امل َت َو ِّك ِّل َين (‪ ( ﴾ )159‬آل عمران‪:‬‬ ‫ِِّّ‬ ‫عنهم واستغ ِّفر لهم وش ِّاورهم ِّفي ِّ ِّ‬
‫آية ‪.) 159‬‬

‫‪64‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫ثم اتخذها الصدر األول وقاعدة من أصول من أصول الحكم وقواعده عليها قام ترشيح العدول من‬
‫املسلمين ملن يرونه أهال للقوة اإلمامة لتولي أمرهم (فتيحة النبراوي‪ :.‬ص‪.)30‬‬
‫والثابت أن رسول صلى هللا عليه وسلم لم يستخلف أحدا‪ ،‬وإنما ترك األمر شورى بين‬
‫املسلمين(فتيحة النبراوي‪ :.‬ص‪ ،)32‬وأن رسول صلى هللا عليه وسلم لم يقطع أمرا إال إذا استشار أصحابه‬
‫ّ‬
‫واالقتصاد‪.‬وكون مجلسا للشورى‬ ‫(فريحة ‪،‬محمد عبد الكريم‪ ،)35 :2012 ،‬السيما في شؤون الحرب والدولة‬
‫مكون من أربعة عشر نقيبا مختارين من أهل البصرة ( أهل الرأي)‪ ،‬ومن بعده اتبعه الخلفاء الراشدين نفس‬
‫الطريق – طريق الشورى – أسوة بالرسول صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫فتطبيق مبدأ الشورى في اإلسالم أدى إلى استطالع الرعية وما يهمهم من أمور حتى يكمل االنسجام‬
‫والتفاهم بين ما يقدم لهم وبين ما يطلبون به‪ ،‬كما يتيح هذا املبدأ للحكام فرصة عرض آرائهم ونياتهم وفلسفة‬
‫الحكم على الرعية بهدف تغيير االتجاهات وتوعية الجماعات وإرشادهم إلى كل ما هو حسن وجميل وبأسلوب‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ َّ َّ َ ْ‬
‫َّللا َو ِّبال َو ِّال َد ْي ِّن ِّإ ْح َس ًانا َو ِّذي ال ُق ْرَبى‬ ‫لطيف قال هللا تعالى ‪ ﴿ :‬و ِّإذ أخذنا ِّميثاق ب ِّني ِّإسرا ِّئيل ال تعبدون ِّإال‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َّ َ َ ُ َّ َ َ َّ ْ ُ ْ َّ َ ً ْ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َّ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َْ َ‬
‫اس ُح ْس ًنا َوأ ِّق ُيموا الصالة وآتوا الزكاة ثم توليتم ِّإال ق ِّليال ِّمنكم وأنتم مع ِّرضو‬ ‫واليتامى واملس ِّاك ِّين وقولوا ِّللن ِّ‬
‫(‪ ( ﴾ )83‬البقرة‪ :‬آية ‪.)83‬‬
‫وكان يتم استطالع الرعية في املساجد وفي مواسم الحج ملعرفة أحوال الرعية واالستماع إلى شكواهم‬
‫والقضاء فيها بالعدل والحق ) وداد‪ ،‬بلباش‪.) 64:2008/2007،‬‬
‫‪-4‬شرح أهداف وسياسات اإلعالم للجماهير املستهدفة ‪ ،‬فقد ضمت اآليات القرآنية بعرض العديد من‬
‫األهداف والسياسات التي يجب على املسلم أن يضعها في املقدمة أفعاله لينال رضا هللا ودخول الجنة في قوله‬
‫َ َ ْ َ ُ َ ُ َ ّ ُ ْ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ َ َّ َ َ َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫تعالى ‪َ َ ُ ْ َ َ َّ :‬‬
‫ات أ َّن ل ُه ْم أ ْج ًرا ك ِّب ًيرا (‪)9‬‬ ‫﴿إن هذا الق ْرآن َي ْه ِّدي ِّلل ِّتي ِّهي أقوم ويب ِّشر املؤ ِّم ِّنين ال ِّذين يعملون الص ِّالح ِّ‬ ‫ِّ‬
‫﴾ ( اإلسراء‪ :‬آية ‪.) 9‬‬
‫َُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ َ ْ َ َ‬
‫اب ق ْد َج َاءك ْم َر ُسول َنا ُي َب ِّّي ُن لك ْم ك ِّث ًيرا ِّم َّما‬ ‫و في سورة املائدة اآلية ‪16‬و ‪ ، 15‬قال هللا تعالى ‪ ﴿ :‬يا أهل ال ِّكت ِّ‬
‫اب ُمب ٌين (‪َ )15‬ي ْهدي به َّ ُ‬
‫َّللا َم ِّن َّات َب َع‬ ‫ُك ْن ُت ْم ُت ْخ ُفو َن م َن ْالك َتاب َو َي ْع ُفو َع ْن َكثير َق ْد َج َاء ُك ْم م َن ََّّللا ُن ٌ‬
‫ور َو ِّك َت ٌ‬
‫ِّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ٍ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض َو َان ُه ُس ُب َل َّ َ ُ ُ‬
‫ْ‬ ‫ر ْ‬
‫اط ُم ْست ِّق ٍيم (‪ ( ﴾ )16‬املائدة‪:‬آية‬ ‫ور ِّب ِّإذ ِّن ِّه و َي ْه ِّد ِّيه ْم ِّإلى ِّص َر ٍ‬ ‫السال ِّم ويخ ِّرج ُه ْم ِّمن الظل َم ِّ‬
‫ات ِّإلى الن ِّ‬ ‫ِّ‬
‫‪.)13-15‬‬
‫‪-5‬تفسير اتجاهات وآراء الجمهور‪ ،‬فقائد الرأي له تأثير على تابعيه‪ ،‬يثقون به وينظرون على أنه يمثل‬
‫القدوة واملثالية‪ ،‬وهم أشخاص ذوي التأثير على املعلومات واآلراء واملواقف وسلوك اآلخرين في املجتمع املسلم‬
‫(زهير عبد اللطيف عابد‪.)03:‬‬
‫َ ُ ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫‪-6‬نصح وإرشاد املسلمين باتخاذ التصرفات األنسب واألفضل‪ .‬قال هللا تعالى ‪﴿ :‬ك ْن ُت ْم خ ْي َر أ َّم ٍة أخ ِّر َج ْت‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اَّلل َو َل ْو َآ َم َن َأ ْه ُل ْالك َتاب َل َك َ‬
‫ان َخ ْي ًرا ل ُه ْم ِّم ْن ُه ُم املُ ْؤ ِّم ُنو َن‬ ‫َّ َ ْ ُ ُ َ ْ َ ْ ُ َ َ ْ َ ْ َن َ ْ ُ ْ َ َ ُ ْ ُ َن َّ‬
‫وف وتنهو ع ِّن املنك ِّر وتؤ ِّمنو ِّب‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫اس تأمرون ِّباملعر ِّ‬‫ِّللن ِّ‬
‫َ َ ْ َ ُ ُ ُ ْ َ ُ نَ‬
‫اسقو (‪( ﴾ )110‬آل عمران‪ :‬آية‪.)110‬‬ ‫وأكثرهم الف ِّ‬

‫‪65‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫فاهتم املسلمون في إدارة تخصيص العمل وتقسيمه واختيار األفضل إلدارة الدولة اإلسالمية منذ‬
‫نشأتها (زهير عبد اللطيف عابد‪.)03:‬‬
‫َ‬
‫‪-7‬تهيئة املناخ السائد وتكوين صورة ذهنية ملجتمع إسالمي قال هللا تعالى‪َ ﴿:‬و ِّإ ْذ َغ َد ْو َت ِّم ْن أ ْه ِّل َك ُت َب ّ ِّو ُئ‬
‫يم (‪ ( ﴾ )121‬سورة آل عمران‪ :‬آية ‪.)121‬‬ ‫ْاملُ ْؤمن َين َم َقاع َد ل ْلق َتال َو َّ ُ‬
‫َّللا َسم ٌيع َع ِّل ٌ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫‪-8‬بناء الشخـصية اإلسالمية املعتـدلة واملتوازنة والحرص على تماسك املجتمع ووحدته‪ ،‬واالهتمام‬
‫باإلنسان والتعامل معه‪ ،‬حيث بين هللا تعالى أن اإلنسان مكرم في أصل خلقته ومفضل على كثير من الخلــق‬
‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫‪ ،‬حيث قـال هللا عـز وجل في القرآن الكريم‪َ ﴿ :‬ولق ْد ك َّر ْم َنا َب ِّني آ َد َم َو َح َمل َن ُاه ْم ِّفي ال َب ّ ِّر َوال َب ْح ِّر َو َر َزق َن ُاه ْم ِّم َن‬
‫ً‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ ّ َ َ َ َّ ْ‬
‫ضل َن ُاه ْم َعلى ك ِّث ٍير ِّم َّم ْن خل ْق َنا ت ْف ِّضيال ( ‪ ( ﴾ (70‬اإلسراء‪:‬آية ‪. ) 70‬‬ ‫ات وف‬
‫الط ِّيب ِّ‬
‫‪-9‬إقامة عالقات طيبة مع كافة أفراد املجتمع واألقليات غير املسلمة والعمل على االرتقاء بمستواهم‬
‫َ ْ َ َ ٌ َ ْ ُ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ ُ َ َّ َ ْ َ َ َ َ َ َّ‬
‫َّللا‬
‫الثقافي واالجتماعي والسياس ي قال هللا تعالى ‪﴿ :‬و ِّإن أحد ِّمن املش ِّر ِّكين استجارك فأ ِّجره حتى يسمع كالم ِّ‬
‫ُ َ ْ ْ َ َ َ َ َ َ‬
‫ث َّم أ ْب ِّلغ ُه َمأ َم َن ُه ذ ِّل َك ِّبأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون (‪ (﴾ )6‬التوبة‪ :‬آية ‪.)06‬‬
‫‪-10‬تكوين رأي عام إسالمي له تأثيره الفاعل في القضايا اإلنسانية من خالل بعض النماذج‪ ،‬كقصة‬
‫اب‬ ‫وجه الرأي العام بشكل فعال سبب انقالبا سلميا ‪ ،‬قال هللا عز وجل ‪ُ ﴿ :‬قت َل َأ ْ‬
‫ص َح ُ‬ ‫الفالح املؤمن الذي ّ‬
‫ِّ‬
‫ود (‪َ )6‬و ُه ْم َع َلى َما َي ْف َع ُلو َن ب ْاملُ ْؤمن َين ُش ُه ٌ‬
‫النار َذات ْال َو ُقود (‪ )5‬إ ْذ ُه ْم َع َل ْي َها ُق ُع ٌ‬ ‫ُْ‬
‫األ ْخ ُدود (‪َّ )4‬‬
‫ود (‪ ( ﴾ )7‬البروج‪:‬‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫آية ‪.)7-4‬‬
‫إن العالقات العامة في اإلسالم تعتبر فلسفة اجتماعية يدين بها كل فرد من أفراد املنظمة من أعالها‬
‫إلى أدناها‪ ،‬وهي في أساسها تعتمد على قواعد سلوكية متينة تستمدها من تعاليم الدين اإلسالمي‪ ،‬مما جعل‬
‫العالقات العامة تتميز بما يلي‪:‬‬
‫الوضوح والصراحة‪:‬‬
‫في نقــل املعلومات والحقائق وعدم اللجوء إلى الكـذب والخداع‪ ،‬عن طريق قــول الحق واالعتراف بالحق‬
‫َ َ َ ً َ َ َ ْ ُ ُ َ َ َّ ُ ْ َ َ َ ُ ْ َ ْ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫يل لك ُم‬‫وتحـمل املسـؤولية ‪ ،‬قال هللا تعالى ‪ ﴿ :‬ف ِّإ ْن ل ْم ت ِّج ُدوا ِّفيها أحدا فال تدخلوها حتى يؤذن لكم و ِّإن ِّق‬
‫ْ ُ َ ْ ُ ُ َ َ ْ َ َ ُ ْ َ َّ ُ‬
‫َّللا ب َما َت ْع َم ُلو َن َع ِّل ٌ‬
‫يم (‪( ﴾ (28‬النور‪ :‬آية ‪.)28‬‬ ‫ار ِّجعوا فار ِّجعوا هو أزكى لكم و ِّ‬
‫ب‪ -‬سرعة االستجابة للرأي العام ‪ :‬اتسمت العالقات العامة بسرعة االستجابة ملا يهم الرأي العام أي‬
‫الحسم والتصدي السريع للمشاكل‪ ،‬وانهاء األوضاع حتى تزول أسباب الغضب والقلق‪ ،‬فتزيد الثقة بالحاكم‬
‫وبمواهبه القيادية) وداد‪ ،‬بلباش‪.) 65:2008/2007،‬‬

‫‪66‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫ج‪-‬االلتزام باألخالق اإلسالمية ‪:‬‬


‫واملقصود بها القوى والسجايا النفسية الراسخة التي تصدر عن السلوك اإلنساني الخــارجي من خالل‬
‫إرادة حرة ولقد تناول القرآن هذا الجانب وربطه بسلوك اإلنسان مثلما في سلوك الرسول صــلى هللا عليه‬
‫ُُ‬ ‫َ‬
‫وسلم حيث قال هللا سبحانه وتعالى ‪َ ﴿ :‬و ِّإ َّن َك ل َعلى خل ٍق َع ِّظ ٍيم (‪ ( ﴾)4‬القلم‪ :‬آية‪.) 4‬‬
‫د‪-‬الصدق واملوضوعية وتحري الدقة ‪:‬‬
‫إن الصدق من أولى الصفات التي يحتاج إليها الداعية‪ ،‬فهي تؤكد الثقة بالجماهير وتجعل اإلعالم مكال‬
‫بالنجاح‪ ،‬وله آثار حميدة وعوائد جليلة وهو دليل على رجحان العقل وحسن السيرة(زهير عبد اللطيف‬
‫اآلخ َر َو َذ َك َر َّ َ‬ ‫َّ ُ ْ َ ٌ َ َ َ ٌ َ ْ َ َ َ ْ ُ َّ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ْ َ َ َُ ْ‬
‫َّللا‬ ‫َّللا أسوة حسنة ِّملن كان يرجو َّللا واليوم ِّ‬ ‫عابد‪ )03:‬قال هللا تعالى ‪ ﴿ :‬لقد كان لكم ِّفي َرسو ِّل ِّ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ص َد َق َّ ُ‬ ‫َّللا َو َر ُس ُول ُه َو َ‬
‫اب َق ُالوا َه َذا َما َو َع َد َنا َّ ُ‬ ‫َ َ َّ َ َ ْ ُ ْ ُ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫َّللا َو َر ُسول ُه َو َما َز َاد ُه ْم ِّإال ِّإ َيم ًانا‬ ‫األ ْح َز َ‬ ‫ك ِّث ًيرا (‪ )21‬وملا رأى املؤ ِّمنون‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ ْ َ َ ٌ َ َ ُ َ َ َ ُ َّ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫َّللا َعل ْي ِّه ف ِّم ْن ُه ْم َم ْن ق َض ى ن ْح َب ُه َو ِّم ْن ُه ْم َم ْن َين َت ِّظ ُر َو َما َب َّدلوا‬ ‫َوت ْس ِّل ًيما (‪ِّ )22‬من املؤ ِّم ِّنين ِّرجال صدقوا ما عاهدوا‬
‫ورا َر ِّح ًيما‬ ‫ان َغ ُف ً‬ ‫وب َع َل ْيه ْم إ َّن َّ َ‬
‫َّللا َك َ‬ ‫الصادق َين بص ْدقه ْم َو ُي َع ّذ َب ْاملُ َنافق َين إ ْن َش َاء َأ ْو َي ُت َ‬ ‫َت ْبد ًيال (‪ )23‬ل َي ْجز َي َّ ُ‬
‫َّللا َّ‬
‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫(‪( ﴾ )24‬اآلحزاب‪:‬آية ‪.)24-21‬‬
‫أما التحري عن الدقة وهو مطلوب في رجل العالقات العامة فقد نهج القرآن نهجا واضحا مبينا أن‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم ال يتكلم عن الهوى‪ ،‬بل هو كالم من عند هللا ‪ ،‬ومن بين اآليات الدالة على ذلك‬
‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬و َما َي ْنط ُق َعن ْال َه َوى (‪ )3‬إ ْن ُه َو إ َّال َو ْح ٌي ُي َ‬
‫وحى (‪َ )4‬عل َم ُه ش ِّد ُيد ال ُق َوى (‪ ( ﴾ )5‬النجم‪ :‬آية ‪)5-3‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ ْ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َ ّ ْ ْ ُ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ُ نَ‬ ‫َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ َّ َ ً ُ‬
‫الذك ِّر ِّإن كنتم ال تعلمو (‪( ﴾ )43‬النحل‪:‬‬ ‫وحي ِّإلي ِّهم فاسألوا أهل ِّ‬ ‫‪ ،‬وقوله ‪ ﴿ :‬وما أرسلنا ِّمن قب ِّلك ِّإال ِّرجاال ن ِّ‬
‫آية ‪.)43‬‬
‫‪-11‬العالقات العامة من خالل القدوة الحسنة ‪:‬‬
‫إن سر نجاح أي دعوة ملبدأ أو فكرة أو عقيدة أو فلسفة يمكن في مدى مقدرة أصحابها على االلتزام‬
‫بما يدعو إليه التزاما مطلقا قبل أن يطالبوا اآلخرين بتطبيقه عليهم‪ ،‬ألنه يثبت بالدليل أن اإلنسان بطبعه‬
‫ميال إلى التقليد ممن يتصفون بالقدوة الحسنة ) وداد‪ ،‬بلباش‪.) 65:2008/2007،‬‬
‫ََ ْ َ َ َُ‬
‫ان لك ْم ِّفي‬ ‫فإن الرسول صلى هللا عليه وسلم كان القدوة ألصحابه كما وصفه القرآن في قوله ‪ ﴿ :‬لقد ك‬
‫َ َ َّ َ َ ْ ُ ْ ُ َ ْ َ ْ َ َ َ ُ‬ ‫َّ ُ ْ َ ٌ َ َ َ ٌ َ ْ َ َ َ ْ ُ َّ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ‬ ‫ُ‬
‫َّللا ك ِّث ًيرا (‪ )21‬وملا رأى املؤ ِّمنون األحزاب قالوا‬ ‫َّللا أسوة حسنة ِّملن كان يرجو َّللا واليوم اآل ِّخر وذكر‬ ‫َرسو ِّل ِّ‬
‫َ ُْْ َ َ ٌ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ص َد َق َّ ُ‬ ‫َّللا َو َر ُس ُول ُه َو َ‬
‫َه َذا َما َو َع َد َنا َّ ُ‬
‫ص َدقوا‬ ‫َّللا َو َر ُسول ُه َو َما َز َاد ُه ْم ِّإال ِّإ َيم ًانا َوت ْس ِّل ًيما (‪ِّ )22‬من املؤ ِّم ِّنين ِّرجال‬
‫الص ِّاد ِّق َين‬ ‫َّللا َع َل ْيه َفم ْن ُه ْم َم ْن َق َض ى َن ْح َب ُه َوم ْن ُه ْم َم ْن َي ْن َتظ ُر َو َما َب َّد ُلوا َت ْبد ًيال (‪ )23‬ل َي ْجز َي َّ ُ‬
‫َّللا َّ‬ ‫َما َع َاه ُدوا َّ َ‬
‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫ورا َر ِّح ًيما (‪( ﴾ )24‬االحزاب‪ :‬آية ‪.)24-21‬‬ ‫ان َغ ُف ً‬ ‫َّللا َك َ‬ ‫بص ْدقه ْم َو ُي َع ّذ َب ْاملُ َنافق َين إ ْن َش َاء َأ ْو َي ُت َ‬
‫وب َع َل ْيه ْم إ َّن َّ َ‬
‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ ِّ‬

‫‪67‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫هـ‪ /‬العالقات العامة في العصور الحديثة ‪:‬‬


‫يرجع أول استخدام ملصطلح العالقات العامة بمعناه الحديث إلى السنوات األخيرة من القرن التاسع‬
‫عشر في محاضرة ألقاها املحامي ‪ Dorman Itown‬في كلية الحقوق بجامعة بيل بنيويورك ‪ 1882‬بعنوان‬
‫العالقات العامة واجبات املهنة القانونية ) وداد‪ ،‬بلباش‪.) 65:2008/2007،‬‬
‫كما ظهر املصطلح ‪ 1913 ،1904‬في األحاديث التي ألقاها مدير الشركات السكك الحديدية في بالم‬
‫كور واو مايو حول السكك الحديدية ومشكالت العالقات العامة التي تصل بها(هناء حافظ ‪ ،‬البدوي‪:2001 ،‬‬
‫‪.)17‬‬
‫كما استخدم ‪ THeodor Vail‬رئيس شركة التلفون و التلغراف األهلية ‪ 1908‬هذا التعبير ألول مرة‬
‫على رأس تقرير الشركة لذلك العام‪ ،‬إن ظهورها كمهنة شائعة فكان من العشرينات من القرن املاض ي في‬
‫أمريكا بعد الحرب األهلية والهجمات التي تشكلت على املشروعات التجارية الكبرى ) وداد‪،‬‬
‫بلباش‪ ) 21:2008/2007،‬فقد أصبح االصطالح شائعا ومألوفا في العشرينات عندما ابتدع بيرنيز ‪Idward‬‬
‫ُ‬
‫‪ Bernays‬عبارة مستشار العالقات العامة رغم ما قوبل من سخرية على انه اصطالح مرادف لعبارة السكريتير‬
‫الصحي‪ ،‬وانه كان ينطوي على تفخيم سخيف( هناء حافظ ‪ ،‬البدوي‪.)17 :2001،‬‬
‫وتعتبر الواليات املتحدة األمريكية أهم بلد ساهم في تطور العالقات العامة خاصة داخل املؤسسات‬
‫الصناعية التجارية إذ كانت هناك تطورات كبيرة في امليدان الصناعي يسيطر فيها رجال األعمال على جميع‬
‫الثروات كأشجار الغابات والنفط واملعدات كما تحكموا في العمال وعاملوهم معاملة سيئة وكانوا يتالعبون‬
‫بالسندات‪ ،‬ويصدرون باملال تشريعات ملصالحهم الخاصة وكانوا يرون ان أعمالهم وأساليبهم من شأنهم‬
‫وحدهم‪ ،‬ويتمثل موقفهم في أذهان الجماهير في تلك العبارة التي قالها بيلث"سحقا للجماهير"‪ ،‬وعندما‬
‫تعرضت املؤسسات لنمط الرأي العام في الصحف واملجالت‪ ،‬اضطر رجال األعمال الستخدام صحفيين‬
‫محترفين لشرح وجهة نظرهم وإيصالها إلى الجمهور‪ ،‬غير أن اغلب الصحفيين – إذ لم نقل كلهم – عجزوا‬
‫عن تغيير املواقف (لقصير‪ ،‬رزيقة لقصير‪. )63:.2007/2006،‬‬
‫وبالرغم من الجهود التي بذلها الصحفيون ملعالجة األوضاع خالل تلك الفترة إال أنهم لم ينجحوا في‬
‫املهمة عدى قلة منهم‪ ،‬حيث يعتبر إيفي لي ‪ Iveylee‬أول من وضع ساس العالقات العامة ألغلب الشركات في‬
‫أمريكا منذ ‪ ،1903‬وقد أوضح أن مهمة العالقات العامة مهمة مزدوجة‪ ،‬فهي تبدأ بدراسة الرأي العام‬
‫واستطالع رغبات الجمهور لرسم سياسة املنظمة أو تعديلها على ضوء ذلك‪ ،‬ثم إعالم الجماهير بأمانة ودقة‬
‫عما تقوم به املؤسسة وما تتخذه من سياسات(فريحة ‪،‬محمد عبد الكريم‪.)35 :2012 ،‬‬
‫ويعتبر إيفي ‪ Iveylee‬أب العالقات العامة بعد وضع الكثير من مبادئها وطور أساليبها املتبعة إلى اآلن‪،‬‬
‫مستخدما عدة عبارات تدل على وظيفة العالقات العامة منها ‪ :‬مستشار النشر‪ ،‬مهنة النشر‪ ...،‬إلى أن توصل‬
‫سنة ‪ 1921‬الى تعبير العالقات العامة ) وداد‪ ،‬بلباش‪.)67:2008/2007،‬‬

‫‪68‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫ويعد إيفي ‪ Iveylee‬أول خبير العالقات العامة‪ ،‬استعمل اإلعالن لغرض اإلعالم وليس الدعاية‪ ،‬فكان‬
‫أول نداء يوجه للمؤسسات التجارية هو دعوتها لالبتعاد عن السرية والكشف عنها يتعلق بأعمالها للجمهور‬
‫باستثناء األسرار التنظيمية‪ ،‬كما كانت له أعمال مع الكثير من املؤسسات الكبيرة التي قدم لها النصائح‬
‫واالستشارات لتحسين العالقات مع الجمهور‪ ،‬ونجح كثيرا في هاته املهمة‪ ،‬وهذا ما جعل اسمه يلمع في علم‬
‫املال واألعمال )وداد‪ ،‬بلباش‪.)67:2008/2007،‬‬
‫والى جانب إيفي ‪ Iveylee‬ظهر في العشرينات من القرن املاض ي إدوار برينيز ‪ Idward Bernays‬كان من‬
‫رواد العالقات العامة الحديثة الذي سار على نهج سلفه‪ ،‬فهو ابرز الشخصيات التي ساهمت بعد إيفي في‬
‫محل شعار العالقات العامة وتدعيم هذا بالنشاط بالكثير من الدراسات النفسية واالجتماعية من خالل‬
‫الكتب واملقاالت التي عالجت هذا املوضوع‪ ،‬حيث نشر في عام ‪ 1923‬أول كتاب في العالقات العامة ( بلورة‬
‫الرأي العام ) كما قام في العام نفسه بتدريس أول مساق في العالقات بجامعة نيويورك اسمها كتب عدة‬
‫كتب أخرى حيث صدر له ‪ 1955‬الدعاية والعالقات العامة وكتاب الهندسة واإلقناع‪ ،‬وفي ‪ 1961‬كتب‬
‫املشتغلين بمهنة العالقات العامة تحت عنوان " مستقبلك في العالقات العامة "(فريحة ‪،‬محمد عبد الكريم‪،‬‬
‫‪.)35 :2012‬‬
‫وبالرغم من الخدمات التي أدتها العالقات العامة إال أنها لم تحظ باالهتمام حتى األزمة االقتصادية‬
‫‪ 1929‬وما صاحبها من تخلف وانتشار البطالة وغيرها وانعدام الثقة‪ ،‬األمر الذي أدى إلى العودة إلى النظرة‬
‫السلبية لألعمال التجارية وانعدام الثقة بها‪ ،‬ومن ثمة عادة العالقات العامة لتلعب الدور في إفهام الجمهور‬
‫بالتغيرات وإقناعه باإلجراءات املتخذة ومعالجة األزمة )وداد‪ ،‬بلباش‪. )67:2008/2007،‬‬
‫ومن العوامل التي ساعدت على تقدم أساليب العالقات العامة كعلم يدرس في الجامعات واملعاهد‬
‫وتمنح فيه درجات املاجستير والدكتوراه هي )وداد‪ ،‬بلباش‪.)67:2008/2007،‬‬
‫‪ -1‬الثورة الصناعية وظهور اإلنتاج الكبير؛‬
‫‪ -2‬انتشار التعليم وتزايد الوعي الجماهيري؛‬
‫‪ -3‬تعقد أعمال املؤسسات وزيادة التخصص؛‬
‫‪ -4‬تطور وسائل االتصال الجماهيري؛‬
‫‪ -5‬نمو العلوم االجتماعية؛‬
‫‪ -6‬ازدياد قوة الفرد وأهميته؛‬
‫‪ -7‬االنفجار السكاني وزيادة املنافسة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫كما أنشئت جمعيات متخصصة بالعالقات العامة ففي سنة ‪ 1948‬أنشأ معهد العالقات البريطانية‪،‬‬
‫وفي عام ‪ 1955‬جمعية العالقات العامة الدولية‪ ،‬كما نظمت عدة ملتقيات دولية بهدف مناقشة أسس‬
‫ومبادئ العالقات العامة (فريحة ‪،‬محمد عبد الكريم‪.)35 :2012 ،‬‬
‫أما بالنسبة للبلدان العربية فقد تأخر انتشار العالقات العامة‪ ،‬حيث لم تظهر إال أواخر خمسينيات‬
‫القرن املاض ي‪ ،‬والسبب في ذلك )وداد‪ ،‬بلباش‪.)67:2008/2007،‬‬
‫‪ -‬خضوع الوطن العربي لالستعمار الذي لم يهتم بالجمهور وال بمصالحه ولم يفتح قنوات لالتصال‬
‫بين الجانبين؛‬
‫‪ -‬ظهور ما يسمى باإلدارة الحديثة في املؤسسات العربية نتيجة لالحتكاك بالغرب املتخصصين؛‬
‫‪ -‬التأخر في إنشاء معاهد للتدريس اإلداري والتنمية اإلدارية باعتبار العالقات العامة أنشطة لإلدارة؛‬
‫‪ -‬التأخر في الوعي واالتصال ذي االتجاهين باملؤسسات والشركات واإلدارات الحكومية من جهة وبين‬
‫الجمهور من جهة ثانية‪.‬‬
‫وعلى من ذلك فقد بدأ نشاط العالقات العامة ينتقل إلى الدول العربية إذ كانت مصر أول من عرفت‬
‫هذا النشاط‪ ،‬إذ أنشأ ‪ 1953‬في وزارة اإلرشاد القومي قسم للعالقات العامة )وداد‪ ،‬بلباش‪.)67:2008/2007،‬‬
‫كما أصبحت تدرس في الجامعات املصرية من خالل أقسام الصحافة بجامعة القاهرة‪ ،‬ألف حولها‬
‫الكثير( إبراهيم إمام ‪ :‬العالقات العامة واملجتمع) ثم انتقلت بعد ذلك إلى العراق وقطر وسوريا وإلى الجزائر‬
‫حيث أصبحت تهتم بدور العالقات العامة حيث أدرجت هذه املادة في جامعاتها ومعاهدها وظهرت أقسام‬
‫ووحدات للعالقات العامة في مؤسساتها وشركاتها خاصة بشؤون العمال واإلعالم والتوجيه )وداد‪،‬‬
‫بلباش‪.)67:2008/2007،‬‬
‫ثالثا‪ :‬وظائف العالقات العامة ‪:‬‬
‫اختلف الباحثون املتخصصون في العالقات العامة في تقسيم وظائف العالقات العامة فقد حدد كل‬
‫من كاتليب ( ‪ )Cutlip‬وسنتر( ‪ ،) Center‬وبروم(‪ (Broom‬وظائف العالقات العامة بما يلي (حسين محمود‬
‫هتيمي‪:)15 :2015،‬‬
‫‪ -1‬تسهيل وتأمين تدفق اآلراء املمثلة للجمهور إلى املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -2‬اطالع املسؤولين في املؤسسة على الطرق والوسائل املثلى لتنفيذ البرامج العلمية والتنفيذية‬
‫واالتصالية ‪.‬‬
‫‪ -3‬تقديم املشورة وتنفيذ البرامج املعدة وذلك لتوسيع دائرة التفاعل ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫أما فيليب ليزلي )‪ (P.Lesely‬فقد رأى أن وظائف العالقات العامة هي (حسين محمود هتيمي‪:2015 ،‬‬
‫‪:)15‬‬

‫‪ -‬تقديم النصح واملشورة ‪.‬‬

‫‪ -‬اإلعالم ‪.‬‬

‫‪ -‬األبحاث والدراسات ‪.‬‬

‫‪ -‬بناء الثقة الشاملة ودعمها‪.‬‬


‫وذهب ناكلس )‪ (Neckels‬إلى أن وظائف العالقات العامة هي ‪:‬‬

‫‪ -‬فتح قنوات اتصال بين املؤسسة والجمهور ‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة وجهات نظر للجمهور ‪.‬‬

‫‪ -‬القيام بالدراسات والبحوث‪.‬‬

‫‪ -‬تقديم املساعدة إلدارة املؤسسة ‪.‬‬

‫‪ -‬إرسال املتحدثين إلى املدراس والنوادي ‪.‬‬

‫‪ -‬خلق الحوافز للعاملين ‪.‬‬


‫وقسم الدكتور علي عجوة وظائف العالقات العامة إلى (حسين محمود هتيمي‪:)16 :2015،‬‬
‫‪ -1‬الوظائف اإلعالمية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬نوعية الجمهور ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تطوير تقنيات األنشطة اإلعالمية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬رفع كفاءة استخدام وسائل اتصال ‪.‬‬
‫‪ -2‬وظائف االستعالم ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إجراء البحوث ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحليل مواقف الجمهور ‪.‬‬
‫ج‪ -‬تطوير تقنيات استيعاب متغيرات الجمهور مواقف الجمهور ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫‪ -3‬وظائف التنسيق ‪:‬‬


‫أ‪ -‬ربط خطة العالقات العامة مع خطط اإلدارات األخرى ‪.‬‬
‫ب‪ -‬برمجة أنشطة العالقات العامة مع األنشطة األخرى ‪.‬‬
‫ج‪ -‬تنسيق فعالية املتابعة واملراقبة ‪.‬‬
‫ويرى آخرون أن وظائف العالقات العامة هي ‪:‬‬

‫‪ -‬البحث العلمي ‪ -‬التخطيط ‪ -‬االتصال – التقديم‪.‬‬


‫وهناك من يضيف لها ‪:‬‬

‫‪ -‬اإلنتاج ‪ -‬التنسيق – اإلدارة‪.‬‬


‫وذهب الدكتور محمود يوسف إلى أن وظائف العالقات العامة هي نفسها عملياتها؛ التي هي ‪ :‬البحث‪،‬‬
‫والتخطيط‪ ،‬واالتصال‪ ،‬والتقويم(حسين محمود هتيمي‪.)17 :2015،‬‬
‫وبين ‪ '': D. Raymond Simon‬إن وظائف العالقات العامة هي عملياتها لكنه يشبك التخطيط‬ ‫َّ‬
‫بالتنفيذ‪ ،‬وقال ‪ :‬إن وظائف العالقات العامة تتمثل في عملياتها ووصفها بأنها تتضمن نقطة بداية وليس لها‬
‫نقطة نهاية فهي مستمرة ومتواصلة ال تكاد تنتهي مرحلة إال وتبدأ مرحلة جديدة وتتضمن عناصر هذه‬
‫العملية ‪ :‬البحث‪ ،‬التنفيذ‪ ،‬واالتصال‪ ،‬التقييم‪ .‬كما عرف التنفيذ بـأنه عملية وضع الخطط املالئمة وإسداء‬
‫النصح لإلدارة ومن ذلك ندرك َّأن‪ Simon‬يرى التخطيط احد األنشطة التنفيذية للعالقات العامة (حسين‬
‫محمود هتيمي‪.)18 :2015،‬‬
‫وذكر الدكتور علي الشمري في كتابه '' العالقات العامة رؤية سرنديبية ''‪ ":‬إن البحث‪ ،‬والتخطيط‪،‬‬
‫والتنظيم‪ ،‬والقيادة‪ ،‬والتنسيق‪ ،‬واالتصال التنظيمي‪ ،‬واملتابعة‪ ،‬والتقديم‪ ،‬والتدريب‪ ،‬هي أساليب علمية‬
‫ملمارسة نشاط العالقات العامة" (حسين محمود هتيمي‪.)18 :2015،‬‬
‫فيما رأى الدكتور زكــي محمود هاشم في كتابــه" العالقات العامة املفاهيــم واألسس العلمية" " إن‬
‫التنظيم ال يعد من أنشطة العالقات العامة "(حسين محمود هتيمي‪.)18 :2015،‬‬
‫وبعد استعراض عدد من اتجاهات املتخصصين في تحديد وظائف العالقات العامة تجدر اإلشارة إلى‬
‫إن هناك حالة من التداخل فيما بين وظائف العالقات العامة وأنشطتها‪ ،‬عملياتها‪ ،‬وأساليبها‪.‬‬
‫ومع مراعاة االتجاهات املختلفة للباحثين والكتاب في مجال العالقات العامة نتفق مع االتجاه إلي يعد‬
‫البحث‪ ،‬التخطيط‪ ،‬واالتصال‪ ،‬والتنسيق‪ ،‬والتقويم‪ ،‬عمليات تقوم بها العالقات العامة تتضمن كل عملية‬
‫سلسلة أنشطة‪ ،‬الن مبرر وجود العالقات العامة في املؤسسة ليس ملجرد انجاز البحوث‪ ،‬والتخطيط‬

‫‪72‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫لبرامجها‪ ،‬وتنفيذها‪ ،‬ومتابعتها فحسب‪ ،‬بل إن مبرر وجودها وهدفها األساس هو بناء صورة املؤسسة‪،‬‬
‫وحمايتها من الضرر‪ ،‬ومعالجة األوضاع الخاطئة‪ ،‬التي قد تعترض تحقيق أهدافها‪ ،‬ولذلك يمكن أن نقول إن‬
‫مبرر وجود العالقات العامة هو بناء الصورة الذهنية للمؤسسة‪ ،‬و إدارتها‪.‬‬
‫وتقوم العالقات العامة بتأدية وظائفها بشكل علمي‪ ،‬ومنهي عند قيامها بعملياتها بصورة مستمرة‪،‬‬
‫وديناميكية لتحقيق األهداف املحددة‪.‬‬
‫وعند النظر في ظروف نشأة العالقات العامة في مطلع القرن العشرين تتضح أهمية الدور البنائي‬
‫والعالجي للعالقات العامة ومن هذين الدورين يمكن اشتقاق الوظائف الرئيسية للعالقات العامة واملتمثلة‬
‫في (حسين محمود هتيمي‪:)20-18 :2015،‬‬
‫‪ -1‬وظيفة البناء ‪:‬‬
‫تعني وظيفة بناء سمعة حسنة للمؤسسة ودعم ثقة الجمهور فيها وكفالة إيمانه واقتناعه باملؤسسة‬
‫وأهدافها وكفاءتها وبرامجها وانجازاتها واملحافظة على عالقات وصالت قوية‪ ،‬عن طريق ما تقوم بها العالقات‬
‫العامة من أنشطة‪ ،‬والتي من شانها أن تسمو وترتقي باملؤسسة كذلك التنبؤ باإلحداث املستقبلية والوقاية‬
‫من األضرار واملخاطر التي يحتمل أن تتعرض لها املؤسسة ‪.‬‬
‫‪ -2‬الوظيفة العالجية‪:‬‬
‫تهتم هذه الوظيفة بتصحيح الصورة السيئة للمؤسسة لدى جماهيرها وهي الصورة التي قد تكونت‬
‫بسبب سلوكيات غير سليمة أو معلومات خاطئة‪ ،‬وهنا تحرص هذه الوظيفة على استعادة ثقة الجمهور‬
‫باملنظمة كما تشمل هذه االستجابات بناءة للقضايا املختلفة واملشكالت املهمة‪ ،‬فضال عن الرد على ما يوجه‬
‫للمنظمة من انتقادات أو إشاعات مغرضة من شأنها اإلساءة إلى صورة املؤسسة ‪.‬‬
‫وهنا تظهر املهمة التي ظهرت العالقات العامة من اجلها أي إعادة األوضاع إلى ما كانت عليه بل تحقيق‬
‫الفائدة القصوى من تلك األوضاع في تحقيق الوظيفة البنائية ‪.‬‬
‫وبما ان جوهر وظائف العالقات العامة البناء والتصحيح لصورة املؤسسة‪ ،‬فيمكن ان نعد الهدف‬
‫االسمى للعالقات العامة هو‪ ،‬بناء تلك الصورة وإدامتها عن طريق تأدية العالقات لوظائفها‪ ،‬والقيام‬
‫بعملياتها‪ ،‬وتنفيذ انشطتها‪.‬‬
‫وفي الواقع فإن نجاح إدارة العالقات العامة في أعمالها ووظائفها يستلزم اإلملام بالواجبات األساسية‬
‫التي تلقى على كاهلها‪ ،‬وفي الواقع تختلف مسؤوليات هذه اإلدارة من منظمة إلى أخرى‪ ،‬وذلك حسب طبيعة‬
‫وحجم املنظمة والظروف املحيطة بها وفيما يلي عرض ألهم الوظائف التي تقوم بها العالقات العامة‪:‬‬

‫‪73‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫‪ -1‬التوعية العامة ‪:‬‬


‫فالعالقات العامة تساعد على توعية املجتمع بأهمية القضايا التي تتصدى لها وأهمية الخدمات البرامج‬
‫التي تنفذها املنظمة‪ ،‬وحيوية ارتباطها بمصالح املجتمع ‪.‬‬
‫‪ -2‬كسب أعضاء جدد ‪:‬‬
‫فالعالقات العامة توسع من إطالع األفراد على فلسفة املنظمة ورسالتها وأهدافها‪ ،‬وكذلك تساعدهم‬
‫على تقييم برامجها وخدماتها االجتماعية مما يشجع من إقبال املهتمين على االنضمام لها‪.‬‬
‫‪ -3‬كسب التأييد ‪:‬‬
‫فالعالقات العامة تساعد على إيصال السياسات واآلراء التي تتبناها املنظمة عبر عدة وسائل وهو ما‬
‫يؤثر في الرأي العام وبالتالي قد يؤدي إلى تأييده ملواقف املنظمة ودعمها‪.‬‬
‫‪ -4‬تنمية املوارد املالية ‪:‬‬
‫فالعالقات العامة تساعد املنظمة على استشعار اهتمامات املجتمع وبالتالي تمكنها من االستجابة لهذه‬
‫االهتمامات من خالل تطوير برامج وخدمات تلبيها‪.‬‬
‫‪ -5‬خلق عالقات طيبة مع الجمهور ‪:‬‬
‫وذلك من خالل استمرار تواصل وتفاعل املنظمة مع الجمهور وتبادل املعلومات معهم في إطار من‬
‫املصداقية (فهمي محمد العدوي‪. )60-59: 2011،‬‬
‫حيث لخص الدكتور عادل حسن أهم صالحيات أو نشاطات إدارة العالقات العامة فيما يلي(رضوان‬
‫بلخيري‪ ،‬سارة جابري ‪: )191-190: 2013،‬‬
‫‪ -1‬تحيط إدارة العالقات العامة اإلدارة العليا علما برد فعل السياسة التي تضعها املؤسسة على نفوس‬
‫الجماهير ‪.‬‬
‫‪ -2‬تشرح للجمهور السياسة التي تتبعها املؤسسة وأثرها على مصالحهم‪ ،‬فهي توجه وترشد الجمهور‪.‬‬
‫‪ -3‬بغض النظر عن دورها داخل املؤسسة تشرف إدارة العالقات العامة على االتصاالت الخارجية وعلى‬
‫نشاط املؤسسة في كيفية إيصال صورتها إلى الجماهير ‪.‬‬
‫‪ -4‬إن إنشاء إدارة للعالقات العامة قد يؤدي إلى توفير في النفقات إذا ما قيست باألتعاب التي تتقاضاها‬
‫املكاتب املتخصصة ‪.‬‬
‫وأضاف األستاذ حسن الحلبي لوظائف العالقات العامة ما يلي‪:‬‬

‫‪74‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫‪ -5‬تبدي إدارة العالقات العامة املساعدة والنصح ملختلف الفروع القائمة في املؤسسة في كل ما يتصل‬
‫بعالقاتها مع جمهورها ‪.‬‬
‫‪ -6‬كما تقوم بتحضير خطة العالقات العامة التي تقررها املؤسسة واقتراحاتها ‪.‬‬
‫‪ -7‬وأخيرا تدرس برامج العامة وتقترحها ثم تراقب النتائج الحاصلة وتحللها ‪.‬‬
‫هذا كما يضيف الكاتب ان وظائف العالقات العامة تتمثل في البحث‪ ،‬التخطيط‪ ،‬التنسيق‪ ،‬اإلدارة‪،‬‬
‫اإلنتاج‪ ،‬االتصال‪ ،‬التقويم (زهير ياسين الطاهات ‪. )67:2011‬‬
‫ومن خالل ما سبق ذكره حول وظائف العالقات العامة يمكن أن نوضحها في املخطط اآلتي حسب‬
‫إجراء البحوث‪ ،‬التخطيط‪ ،‬التقييم واملراقبة‪ ،‬التنظيم‪:‬‬

‫‪ -‬إدارة عملية‬
‫إجراء البحوث‬
‫‪-‬تحديد األهداف‬
‫العالقات العامة‬
‫التقييم والمراقبة‬ ‫التخطيط‬
‫‪ -‬الصعوبات‬
‫تحديد الجماهير‬
‫‪ -‬املجاالت القابلة للقياس‬
‫التنظيم‬

‫‪ -‬التقييم‬ ‫‪ -‬انواع‬ ‫‪ -‬تحديد البرامج‬


‫‪ -‬التبعية‬
‫‪ -‬التنظيم‬
‫‪ -‬املهام‬
‫املصدر‪( :‬محمد مصلح ضاوي العتيبي‪)47:2013 ،‬‬

‫‪75‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫ومن هنا تخلص إلى العالقات العامة لها وظائف أساسية في البحث والتخطيط والتنسيق واإلدارة‬
‫واإلنتاج ‪ ،‬ووظائف تقدمها اإلدارة للجمهور كالتعريف بجماهير املؤسسة ومنتجاتها‪ ،‬ومساعدة الجماهير على‬
‫تكوين أفكار سلمية عن املؤسسة‪ ،‬وخلق نوع من االتصال املناسب بين الجماهير واملؤسسة‪ ،‬وهناك وظائف‬
‫أخرى تقدمها للمؤسسة ككل‪ ،‬كحماية املؤسسة من الدعاية املضادة وغير الصحيحة والتأكيد على عمليات‬
‫تنفيذ سياسة املؤسسة‪ ،‬وتحقيق أهدافها‪ ،‬وإشباع حاجات الجماهير واملؤسسة‪ ،‬ومنهم من يضيف إلى هاته‬
‫الوظائف كتابة التقارير وتحرير النشرات بآراء الجماهير املعنية‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫املصادرو املراجع ‪:‬‬
‫أ‪ -‬املصادر‪:‬‬
‫‪-1‬القرآن الكريم‪:‬‬
‫‪ .1‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪ .30‬األية ‪.83‬‬
‫‪ .2‬سورة الحجرات ‪ ،‬اآلية ‪.11‬‬
‫‪ .3‬سورة الشورى ‪ ،‬اآلية ‪.38‬‬
‫‪ .4‬سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪ .110‬األية ‪ ، 121‬األية ‪.159‬‬
‫‪ .5‬سورة اإلسراء ‪ ،‬األية ‪ ،09‬اآلية ‪.70‬‬
‫‪ .6‬سورة التوبة ‪ ،‬اآلية ‪.06‬‬
‫‪ .7‬سورة البروج ‪ ،‬اآليات ‪.7-4‬‬
‫‪ .8‬سورة النور ‪ ،‬اآلية ‪.28‬‬
‫‪ .9‬سورة القلم ‪ ،‬اآلية ‪.4‬‬
‫‪ .10‬سورة األحزاب ‪ ،‬اآليات ‪.24 -21‬‬
‫‪ .11‬سورة النجم ‪ ،‬اآليات ‪.5-3‬‬
‫‪ .12‬سورة النحل ‪ ،‬اآلية ‪ ، 43‬األية ‪.125‬‬
‫‪ .13‬سورة الفجر ‪ ،‬اآلية ‪.19‬‬

‫‪76‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫ب‪ -‬املراجع‪:‬‬
‫‪-‬الكتب‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫العناد‪ ،‬عبد الرحمن محمود‪ .)1414( :‬تخطيط وإدارة برامج العالقات العامة‪ .‬الرياض‪ :‬مطابع‬ ‫‪.1‬‬
‫التقنية واألوفست‪.‬‬
‫بدر ‪ ،‬أحمد‪ .)1998( .‬االتصال بالجماهير بين اإلعالم و التطويع و التنمية ‪.‬د‪.‬ط‪ .‬القاهرة ‪ :‬دار‬ ‫‪.2‬‬
‫قباء‪.‬‬
‫الصادق ‪ ،‬عبد الرحمان الغرياني ‪.)1989(.‬تحقيق نصوص التراث في القديم و الحديث‪ .‬مكتبة‬ ‫‪.3‬‬
‫محمد الفاتح الجامعية‪.‬‬
‫السيد أشرف ‪ ،‬صالح محمد ‪ .)2009(.‬التراث الحضاري في الوطن العربي‪.‬د‪.‬م‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫جميل أحمد‪ ،‬خضر‪. )1998( .‬العالقات العامة ‪.‬عمان‪ :‬دار املسيرة ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫جمال‪ ،‬سلطان‪ .)1990( .‬الغارة على التراث ‪.‬ط‪ .1‬القاهرة ‪ :‬مكتبة السنة‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫هناء ‪،‬حافظ بدوي( ‪. )2001‬العالقات العامة والخدمة أالجتماعية‪ ،‬أسس نظرية ومجاالت‬ ‫‪.7‬‬
‫تطبيقية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬املكتب الجامعي الحديث‪.‬‬
‫زهير ‪،‬ياسين الطاهات‪ .)2011(.‬سيكولوجية العالقات العامة واإلعالن‪.‬األردن دار افا العلمية‬ ‫‪.8‬‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫حسين محمود‪ ،‬هتيمي‪ .)2015(.‬العالقات العامة وشبكات التواصل االجتماعي‪.‬ط‪ .1‬عمان‪ :‬دار‬ ‫‪.9‬‬
‫أسامة للنشر‪.‬‬
‫‪ .10‬حسين‪ ،‬عادل‪ .)1984(.‬العالقات العامة‪ ،‬بيروت‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫‪ .11‬محمد‪ ،‬منير حجاب ‪ ،‬سحر‪ ،‬محمد وهبي‪ . )1995 (.‬املداخل األساسية للعالقات العامة –‬
‫مدخل اتصالي ‪ :‬دار الفجر ‪.‬‬
‫‪ .12‬محمود ابراهيم السعدني ‪ .) 2008(.‬تاريخ وحضارة اليونان – دراسة تاريخية وأثرية ‪ ، ، -‬القاهرة‪:‬‬
‫الدار الدولية لالستثمارات‪.‬‬
‫‪ .13‬سعيد ‪،‬عبد الفتاح عاشور‪ .‬حضارة ونظم أوربا في العصور الوسطى‪ ،‬بيروت‪ :‬دار النهضة‬
‫العربية(د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ .14‬عبد العزيز‪ ،‬صالح بن حبتور‪ .)2000(.‬اإلدارة العامة املقارنة‪ .‬ط‪ .1‬عمان‪ :‬الدار العلمية الدولية‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫‪ .15‬فهمي محمد‪ ،‬العدوي‪ .)2011( .‬مفاهيم جديدة في العالقات العامة‪ .‬ط‪.1‬األردن‪ -‬عمان‪ :‬دار‬
‫أسامة للنشر ‪.‬‬
‫‪ .16‬فريحة ‪،‬محمد عبد الكريم‪ .‬العالقات العامة البعد الفكري والتطبيقي‪ .‬عنابة – الجزائر‪ :‬دار‬
‫العلوم للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .17‬فتيحة النبراوي‪ ،‬تاريخ النظم و الحضارة اإلسالمية ‪.‬ط‪. 1‬القاهرة‪ :‬دار املعارف ‪.‬‬
‫‪ .18‬فضيل‪ ،‬دليو(‪ .)2003‬اتصال املؤسسة‪ -‬إشهار عالقات عامة‪ ،‬عالقات مع الصحافة‪ .‬ط‪.1‬‬
‫القاهرة‪ :‬دار الفجر‪.‬‬
‫‪ .19‬صالح خليل‪ ،‬أبو أصبع‪ .)1999( ،‬االتصال الجماهيري‪ .‬ط‪ .1‬فلسطين‪ :‬دار الشروق‪.‬‬
‫‪ .20‬رضوان‪ ،‬بلخيري‪ ،‬سارة جابري‪ . )2013 (.‬مدخل لالتصال والعالقات العامة‪ .‬ط‪ . 1‬املحمدية‪-‬‬
‫الجزائر‪ :‬جسور للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .21‬غوشة‪ ،‬زكي راتب‪ .)1981( .‬العالقات العامة في اإلدارة املعاصرة‪ .‬عمان‪ :‬مطبعة توفيق‪.‬‬
‫‪ .22‬غريب‪ ،‬عبد السميع‪ .)1996( .‬االتصال والعالقات العامة في املجتمع املعاصر‪ .‬بدون طبعة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ :‬مؤسسة شباب الجامعة‪.‬‬
‫‪ .23‬ظافر غنية ‪ ،‬لكحل‪ .)2008(.‬التراث بين الحفظ و اإلحياء ‪.‬كتاب ندوة املحافظة على املدن‬
‫القديمة‪ .‬بنغازي‪-24.‬عبد املجيد‪ ،‬دياب ‪ .)1993(.‬تحقيق التراث العربي ‪.‬ط‪ .2‬القاهرة ‪ :‬دار‬
‫املعارف‪.‬‬
‫‪ .24‬محمد بهجت‪ ،‬جاد هللا كشك‪.)2003(.‬العالقات العامة والخدمة االجتماعية ‪.‬د‪.‬ط‪.‬االسكندرية‪:‬‬
‫دار املعرفة الجامعية الحديثة‪.‬‬
‫األحاديث النبوية‪ .1 :‬حديث أخرجه أحمد في مسنده ج‪ / 411 / 5‬حديث رقم ‪.23536‬‬
‫املذكرات‪:‬‬
‫‪ .1‬وداد‪ ،‬بلباش‪ 2008/2007.‬دور العالقات العامة الداخلية في املؤسسة االقتصادية‪ .‬مذكرة مكملة‬
‫لنيل شهادة املاجستير في علم االجتماع و الديمغرافيا ‪ ،‬إشراف د‪ .‬يوسف نصر‪ ،‬قسم علم االجتماع و‬
‫الديمغرافيا‪ .‬كلية العلوم االجتماعية و اإلنسانية‪ .‬جامعة منتوري‪ :‬قسنطينة ‪.‬‬
‫‪ .2‬لقصير‪ ،‬رزيقة لقصير‪ .)2007 /2006(.‬دور العالقات العامة في تحسين صورة املؤسسة‬
‫االقتصادية ‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة املاج ستير في علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬إشراف د‪ .‬حسين خريف‪،‬‬
‫كلية العلوم االجتماعية و اإلنسانية ‪ ،‬قسم علوم اإلعالم و االتصال ‪ ،‬قسنطينة ‪:‬جامعة منتوري ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫العدد الثاني عشر‬ ‫مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية‬

‫‪ .3‬محمد مصلح ضاوي العتيبي‪ :)2003 (.‬دور العالقات العامة في تفعيل عالقة املنظمة بجمهور‬
‫املستفيدين دراسة ميدانية مقارنة على جمهور املستفيدين من خدمات جوازات الخرج واملزاحمية‪،‬‬
‫دراسة مقدمة استكماال ملتطلبات الحصول على درجة املاجستير في قسم العلوم اإلدارية ‪،‬كلية الدراسات‬
‫العليا‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪.‬‬
‫مقاالت علمية‪:‬‬ ‫‪.II‬‬
‫‪ .1‬رقية‪ ،‬عواشرية‪ ( .‬أوت ‪.)2015‬تطبيقات علم اآلثار الوقائي في حماية التراث األثري املطمور في‬
‫الجزائر ‪.‬أعمال ملتقى أمن وسالمة املنشآت السياحية ‪.‬الرياض‪.‬‬
‫‪ .2‬زهير عبد اللطيف عابد‪ ،‬العالقات العامة في النص القرآني (دراسة وصفية تأصيلية‬
‫املو اقع االلكترونية‪:‬‬ ‫‪.III‬‬
‫‪http://dspace.up.edu.ps‬‬
‫‪http://repository.nauss.edu.sa‬‬

‫‪79‬‬

You might also like