Professional Documents
Culture Documents
55
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
مقدمة:
ظهرت الحاجة للعالقات بعد منتصف القرن املاض ي ،متزامنة بذلك مع الثورة الصناعية والتطورات
املذهلة في تقنيات اإلنتاج واالتصال واملواصالت .وقد جاء نمو العالقات العامة وازدياد الحاجة إليها لعدة
عوامل منها :التطورات التكنولوجية ،وارتفاع املستوى التعليمي ،وتضخم املؤسسات الحكومية وغيرها،
وتطور وسائل االتصال ،وتطور مناهج البحث ،واستخدامات الوسائل التقنية في جمع املعلومات
(حسن.)16-18: 1984،
ومن العوامل السابقة توجد في الدول النامية كما توجد في الدول املتقدمة ،إال أن الدول النامية .ومنها
الدول اإلسالمية .تأخرت في االهتمام بالعالقات العامة ،رغم أن الحاجة داعية إلى االهتمام بهذا النشاط في
الدول لعدة أسباب منها :اتفاق هذا النشاط مع تعاليم اإلسالم ،و قيامه على مبدأ احترام اإلنسان ورأيه،
إضافة إلى الدوافع التنموية وغيرها (غوشة.)16-4:1981 ،
"ومع أن العقدين املاضيين قد شهدا تطورا ملحوظا في استخدام وتوظيف العالقات العامة في عاملنا
العربي ،وزيادة في عدد الجامعات واملعاهد التي تقوم بتدريس العالقات العامة .....إال أن عدد الكتب
والدراسات التي تتناول هذا الفرع من العلم ال يزال محدودا" (العناد1414 ،هـ .)7:
فنجد أن العالقات العامة تقوم بأداء رسالتها في تحقيق التفاهم بين املؤسسة وجماهيرها الداخلية
والخارجية ،وبدور رئيس ي في توطيد وتحسين صالتها بجماهيرها مع املؤسسة ،من خالل البرامج اإلعالمية
والتأثيرية والتثقيفية والترفيهية ،إضافة إلى البرامج التي تهدف إلى تذليل العقبات واملساهمة في حل املشكالت
التي تواجه الجماهير ،وبدرجة كبيرة من التفاعل بين العاملين فيها ،فهي األداة التي تربط املؤسسة بجمهورها
الداخلي والخارجي ،فالعالقات العامة أصبحت الغنى عنه في أي مؤسسة ،لتحقيق التفاهم والتفاهم
والتخطيط .والتعاون..الخ املشترك بينها وبين الجماهير .
ومن هنا تأتي هذه الدراسة لكي تسلط الضوء على العالقات العامة في التراث العربي واإلسالمي -قراءة
في التاريخ والوظائف .-
أوال :تحديد املفاهيم
أ -العالقات العامة :يرى املتخصصون أن وضع تعريف دقيق ،ومتفق عليه للعالقات العامة ،يعد أمرا
صعبا نظرا للتطور السريع الذي يطرأ على العالقات العامة ،فضال عن أن تعريفات العالقات العامة تختلف
باختالف االختصاصات ،واالهتمامات العلمية واملمارسات الوظيفية ملن حاولوا تعريف العالقات العامة
فمنهم متخصصون وأساتذة اتصال ،أو إدارة أو اجتماع أو علوم سلوكية أو نفسية ،وغيرها من
التخصصات ،لعل ذلك يعود لحاجة املجتمع إلى نشاط العالقات العامة في عالم متغير سريع التطور ،إذ أن
العالقات العامة تهتم بدراسة سلوك األفراد والجماعات ،وتتعرف على الرغبات ،واملؤثرات ،والعوامل
56
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
املحركة لهذا السلوك،وتعتمد على االتصال الهادف السليم ذي االتجاهين بهدف تنظيم العالقات بين
الطرفين على أسس الثقة ،والتفاهم املتبادل لخلق االنسجام بين أفراد املجتمع.
لذلك اختلف املنظرون في تحديد تعريف واضح ومحدد للعالقات العامة ففريق يعرفها على أساس ما
ينبغي أن تكون عليه ،وفريق يخضعها لوجهة نظره التي تكشف عن خبرته الشخصية ،وفريق آخر يعرفها
بشكل مختصر وغامض وغير مفهوم يحتاج لشرح وتفسير ،وعرفها آخرون تعريفا فضفاضا ،وكأنها تشمل
النشاط اإلنساني برمتهـا(حسين محمود هتيمي.)11-10 :2015،
لذا تعتبر العالقات العامة من املصطلحات الحديثة ،التي استخدمت من أجل التعبير عن شتى
الخدمات التي تستهدف االتصال بالجمهور ،وتقوية الروابط بين املؤسسة واملجتمع.
وهي كغيرها من املصطلحات األخرى التي تعددت تعاريفها بتعدد وجهات نظر الباحثين واملهتمين
فهناك من اعتبرها علم ،وهناك من اعتبرها مهنة والبعض اآلخر اعتبرها فن...إلخ.
والوقوف على جميع أبعاد املفهوم نستعرض مجموعة من التعاريف :
-1التعريف اللغوي :إن املفهوم الذي يرمز به مصطلح العالقات العامة يكون أكثر داللة وأوفى غرضا
إذا عرفنا بدقة معنى املصطلح من خالل معرفة معنى الكلمتين " العالقات" و"العامة".
إن كلمة العالقات تعني الصالت والروابط وخيوط االتصال بين اإلدارة والعامة.
أما العامة يقصد بها عامة الناس ،الشعب ،الجماهير املتعاملة مع اإلدارة واملؤسسة ( عبد العزيز صالح
بن جبتور.) 204-203 :2000 ،
-2التعريف االصطالحي:
ُت َّ
عرف العالقات العامة على أنها ":التعامل الناجح مع الناس للحصول على نجاح ،أو ربح ذاتي وتتضمن
أيضا االهتمام بنشاط يؤدي إلى منفعة الجمهور وكسب ثقته وتأييده"( هناء حافظ بدوي.)31 :2001،
وما يالحظ على هذا التعريف أنه واسع ،رغم انه ركز على التعامل وكذا التفاعل اإليجابي بين الجمهور
والتنظيمات ،باستعمال وسائل اإلقناع ،إال انه أهمل ذكر هذه الوسائل وكيفية االستفادة منها.
َّ
وعرف سيدل العالقات العامة على أنها ":عملية مستمرة من خاللها تسعى اإلدارة إلى املحافظة وتعزيز
الفهم وزرع الثقة بين املساهمين واملستخدمين وبين املؤسسة والحكومة والجمهور بشكل عام ،ويتم ذلك
داخليا من خالل التحليل الذاتي والتصويت وخارجيا من خالل جميع أساليب التعبير(صالح خليل أبو أصبع،
.)277:1999
57
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
نجد هذا التعريف قد ركز على أكثر من جانب حيث أشار إلى أن العالقات العامة عملية مستمرة وذكر
الجمهور وكذا الوسائل التي تستخدم لالتصال به ،إال أنه أهمل بعض الجوانب األخرى مثل كون العالقات
العامة نشاط مؤسساتي.
عرف العالقات العامة على أنها ":علم وفن يستند إلى أسس علم االجتماع اإلنساني ويسعى إلىكما ُت َّ
تحسين العالقات بين الناس ال في حياتهم الخاصة وإنما في حياتهم الجماعية" ( غريب عبد
السميع.)46:1996،
َّأما تعريف الجمعية املهنية األوربية العالقات العامة ":وظيفة أو نشاط مؤسساتي عام أو خاص
يهدف إلى توفير وتحسين العالقات والثقة والتفاهم مع الجماعات أو ما يعرف بالجمهور ،سواء كان أو داخل
املؤسسة ،فهذا األخير هو الذي يحدد كيانها وتطورها" ( فضيل دليو. )50:2003،
وفي رأي روبينسون :Robinsonsأن العالقات العامة ما هي إال ممارسات تطبيقية للعلوم االجتماعية
والسلوك وهو لذلك يربط بين تطور هذه العلوم ،ويقول غن رغم ما للعالقات العامة من ماض بعيد فإن
تاريخها حديث جدا".
وقد َّ
خص روبينسون Robinsonsإلى تعريف العالقات العامة بأنها ":العالقات العامة كعلم اجتماعي
وسلوكي تطبيقي هي تلك الوظيفة التي تتضمن:
-1قياس وتقويم وتفسير اتجاهات الجماهير املختلفة التي لها صلة باملنظمة.
-2مساعدة اإلدارة في تحديد األهداف الرامية إلى زيادة التفاهم والوفاق بين املنظمة وجماهيرها وقبول
هذه الجماهير ملنتجات املنظمة وخططها وسياساتها ،واألفراد العاملين بها.
-3تحقيق التوازن بين أهداف ومصالح احتياجات الجماهير املختلفة التي لها صلة بها.
-4تخطيط وتنفيذ وتقويم البرامج الرامية لكسب رض ى الجماهير وتفاهمها.
العالقات العامة كوظيفة :فقد عرفتها الجمعية الدولية للعالقات العامة بأنها " :الوظيفة املستمرة
واملخططة لإلدارة والتي تسعى بها املؤسسات باختالف انواعها وأوجه نشاطها الى كسب اتفاهم والتعاطف
وتأييد الجماهير الداخلية والخارجية والحفاظ على استمرارها وذلك بدراسة الرأي العام وقياسه والتأكد من
توافقه مع سياسات املؤسسة وأوجه نشاطها ،وتحديد املزيد من التعاون الخالق واألداء الفعال للمصالحة
املشتركة بين املؤسسة وجماهيرها باستخدام اإلعالم الشامل واملخطط(حسين محمود هتيمي. )11 :2015،
58
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
ب /التـراث
ُ -1التعريف اللغــوي :التراث من و َرث ،أصله ُ
الوراث – بتخفيف الراء – أبدلت واوه تاء فقالوا تراث ،
َ ُُْ
﴿و َتأكلو َن فالتراث هو كل ما تركه السابق لالحق ،و صار إلى الحي من امليت ،من مال و غيره ،قال هللا تعالى :
ُّ َ َ ْ ً َ ًّ
الت َراث أكال ملا ﴾ (الفجر ،اية . )19
-2التعريف االصطالحي :التراث كل ما رصد إلينا مكتوبا مما تركه السابقون في مختلف العلوم في ذلك
قديم العهد ،وحديثه سواء كان مطبوعا أو مخطوطا (الصادق عبد الرحمان )10-9 :1989 ،
ّ
ويمثل التراث في مفهومه الواسع الذاكرة الحية للفرد واملجتمع التي بها يمكن معرفة هذين األخيرين و
ِّ
حضارة من الحضارات ( السيد اشرف)5 :2009 ،
و َّ
عرفه البعض على أن التراث في تجلياته اإلبداعية املختلفة – هو نتاج إنساني ،فهو ال يملك بمفرداته
صفة قداسة علمية مطلقة،أو تنزها عن النقص و الضعف و الشطط ،وجزئيات هذا التراث هي وليدة لحظة
تاريخية( جمال سلطان)10-9 :1990 ،
عرفه البعض بأنه مكسب تاريخي لحضارة استطاعت أن تبقى شامخة لفترات زمنية طويلة ،وهو و َّ
بمثابة وثائق ذات قيمة حضارية وتاريخية و فنية و اجتماعية واقتصادية ،تتجسد فيه عالقة األفكار وأرقى
مستويات اإلبداع و إحياؤه يعد همزة وصل بين املاض ي و الحاضر (ظافر غنية)5 :2008 ،
و في تعريف آخر ":التراث هو تلك اآلثار املكتوبة املوروثة التي حفظها لنا التاريخ كاملة أو مبتورة ،
(عبد املجيد دياب)12 :1993 ، فوصلت إلينا في صورة كتب أو مخطوطة أو لفات أو كراسات
و التراث نوعان :تراث مادي و غير مادي ،وينقسم النوع األول بدوره إلى تراث مادي ثقافي و تراث مادي
طبيعي ،و يطلق املفه ــوم األول على كل ما يدركه املرء بحواسه من قصور وقالع و نقوشات و مسالت و
منشآت عسكرية ،و نقوش حجرية ،والتي مرت عليها فترة زمنية معينة تعود إلى حضارات العصور غابرة في
التاريخ (عواشرية)5 : 2015،
ثانيا :تاريخ نشأة وتطور العالقات العامة
أ /في العصور البدائية :يعود ظهور العالقات العامة إلى العصور البدائية ،إذ في القديم كانت القبائل
تحتاج إلى من يعلمهم بوجود قطيع من الحيوانات للقيام بالصيد أو عدو معين كي تستعد ملقاومته ،فتوكل
املهمة إلى أشخاص يقومون بذلك ،هؤالء األشخاص يقومون بدور رجل العالقات العامة )وداد،
بلباش.)61 :2008/2007،
كانت القبائل البدائية تمارس نشاطات متنوعة أخرى باعتبارها النواة األولى للعالقات العامة منها :
استخدامها لإلعالم للمحافظة على بقائها سواء في الحصول على مصدر الغذاء أو ملواجهة األعداء(جميل
59
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
احمد خضر )37 :1993 ،كي تستعد ملقاومته (لقصير ،رزيقة لقصير .)61 :2007/2006،وألجل ذلك كانت
القبيلة تقوم بتعيين حارس على األفق ينبئها بكل املستجدات ،فقد يلوح في األفق قطيع من حيوانات الصيد
أو تظهر غيوم تنذر بعاصفة شديدة ،فتستعد القبيلة ملواجهة املوقف )وداد ،بلباش، )61 :2008/2007،
فتوكل املهمة إلى أشخاص يقومون بذلك ،هؤالء األشخاص يقومون بدور رجل العالقات العامة كما في وقتنا
الحالي(لقصير ،رزيقة ) 61 :2007/2006،
واستعملت القبائل البدائية آنذاك الكلمات لتوصيل املعلومات واألحداث ،الحركات الجسمانية
وبعض اإليحاءات امللموسة كأعمال السحر مثال ،باإلضافة إلى وسائل بدائية تتمثل في الطيور والرقص
وألوان املالبس )وداد ،بلباش. )61 :2008/2007،
كما كانت الوسائل تستخدم في القديم شبيهة إلى حد ما يتلك التي تستعمل في وقتنا الحالي في مجاالت
العالقات العامة كحفالت الزواج ،وبلوغ سن الرشد ،واحتفاالت االنتصار على القبائل املعادية(لقصير،
رزيقة.)61 :2007/2006،
كما كانت القبائل البدائية تهتم بإقامة عالقات حسنة بين أفرادها من جهة أخرى ،فكانت تدعم مبدأ
التماسك والتعاون بين أفرادها بتقوية التفاهم بينهم وإشعارهم باالرتباط الوثيق،األمر الذي كان يتم عن
طريق الحفالت واملناسبات التي ينتهزها رئيس القبلية لالجتماع بأفراد قبيلته ملناقشة األمور والشؤون حتى
يتمكن من اتخاذ القرارات،ويتولى التوجيه اإلعالمي بإعطاء توجيهات وتعليمات يسير عليها أفراد القبيلة )
وداد ،بلباش)61 :2008/2007،
أما في ما يخص عالقاتها بالقبائل األخرى فكانت تسعى إلى إجراء اتصاالت ودية معها إلقامة الصلح
الذي كان يتم باتفاق الطرفين أو عن طريق االحتكام إلى طرف ثالث يرجع إليه الخصمان للفصل بينهما،
ونشأت بذلك فكرة التحكيم ،وكان شيوخ العشائر ،ورجال الذين يتولون القيام بدور الحكم بينهم ،وعرض
وجهات نظرهم ومحاولة إقناع الطرف اآلخر وبحقوقهم )وداد ،بلباش )61 :2008/2007،ولتعبئة الرأي
العام يستعين رئيس القبيلة بأشخاص معروفين جيدا كاألطباء والسحرة ،ورجال يجيدون فنون التعبير
البدائية )وداد ،بلباش )61 :2008/2007،من إنشاد وقوع للطبول وغير ذلك (أحمد ،بدر )112 :1998،
كما أن هناك نشرات زراعية ترشد املزارع إلى كيفية استغالل أراضيهم أو التخلص من فأران الحقول
ثم إلى كيفية حصاد محصولهم وهو ما تقوم به العالقات العامة في الوقت الحالي في مجال اإلرشاد
الزراعي(لقصير ،رزيقة.)61 :2007/2006 ،
ب /الحضارات القديمة :يرجع البعض الفضل في ظهور العالقات العامة كوظيفة أو نشاط إلى
العرقيين القدامى ،حيث يعزو علماء اآلثار وجودها بالعراق إلى نشرات يرجع تاريخها إلى 1700سنة قبل
امليالد )وداد ،بلباش )62 :2008/2007،تتضمن إرشاد املزارعين إلى كيفية بذر محاصيلهم وريها ،ومعالجتها
من اآلفات ،وهناك من يعزو ظهورها إلى قدماء مصر ،حيث كان املصريون القدامى يقومون بوصف املعارك
60
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
الحربية واالنتصارات املختلفة للجمهور بقصد كسب تأييده وتعاونه (فريحة ،محمد عبد الكريم:2012 ،
.)30
وكشفت اآلثار إن االشورين هم أول من ادخل النشرات املصورة إذ كانوا يرقمون انتصاراتهم،
ويصورون باأللوان صور األسرى من امللوك وأفراد ،وهي بذلك تحل محل امللصقات والالفتات في الوقت
الحاضر )وداد ،بلباش .)31 :2008/2007،أما في عهد اإلمبراطور آشور بانيال فقد وجدت في خزانته مجالت
مفصلة بحسب تواريخها و حوادثها (لقصير ،رزيقة لقصير ).62 :2007/2006،زيادة على استعمالهم
للنقوش التي كان الغرض منها اإلعالم والترويج ملبادئ معينة )وداد ،بلباش.)62 :2008/2007،
أما قدماء املصريين فقد اهتموا بالسيطرة على أفكار الجمهور وتحريك مشاعره ،واتبعوا في ذلك شتى
األساليب ،منها :تقديس الكهنة ،وتشييد القبور على شكل أهرامات وإتباع الطقوس الدينية(فريحة ،محمد
عبد الكريم. )31 :2012 ،
وكل ذلك من اجل هيبة الحكام للتأثير على عقول الناس وأفكارهم ،وكانت الفراعنة ينشطون في
ممارسة اإلعالم خصوصا في فترات الحروب لتعبئة املعنويات إلحراز النصر(فريحة ،محمد عبد الكريم،
)31 :2012
وقد كانت الكهنة في ظل الحضانة الفرعونية هم الواسطة التي تتولى عملية االتصاالت بين الفرعون
باعتباره ملكا وبين أفراد الشعب ،كذلك استعمالهم ألوراق البردي ،إضافة إلى النقش على الجدران وأعمدة
املعابد لغرض تبيان انتصاراتهم الكبرى ،أما في وقت السلم فقد كان اإلعالم موجه إلى األغراض االجتماعية
والدينية )وداد ،بلباش)62 :2008/2007،
فإذا قد استخدم املصريون القدامى العالقات العامة في أيام الحرب والسلم ،ونجحوا في التأثير على
نفوس الناس وأفكارهم واعتقاداتهم وكسب ثقتهم وتأييدهم ،وإقناعهم باالتجاهات الجديدة خاصة عند
حدوث انقالبات سياسية أو ظهور ديانات جديدة )وداد ،بلباش )62 :2008/2007،ويظهر ذلك عندما اعتلى
امللك مينا Minaالعرش ثم توحيد الوجهين القبلي والبري ،حيث أعلنت هذه املناسبة في لوحة تذكارية تبين
ذلك ،واستخدموا في ذلك الرموز التي تشير إلى توحي الوجهتين بان وضعوا نبات البردي املجلوب مع زهر
الزنبق من الشمال تحت العرش ( محمد بهجت ،جاد هللا كشك .)32 :2003 ،
وفي ظل الحضارة الرومانية فانه بالرغم من طموحهم العسكري وسعيهم وراء االنتصارات الحربية
شغلهم عن االهتمام بتطوير الخطابة واملناقشات العامة مثل اإلغريق(فريحة ،محمد عبد الكريم:2012 ،
.)32
إال أن أساليب التأثير في الرأي العام تطورت في عصرهم فظهر خطباء مشهورين في التاريخ مثل بيسرو
،Sissroومارك انطونيو ، Marc Antonioواعترف الرومان بإرادة فنقشوا على واجهة مجلس شيوخهم عبارة
" مجلس الشيوخ والشعب الروماني"(فريحة ،محمد عبد الكريم .)32 :2012 ،فيظهر اهتمام الرومان بالرأي
61
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
العام من خالل شعارهم الذي يتجلى في " صوت الشعب من صوت هللا" ،والذي حفروه على معابدهم
وتماثيلهم ولم يتوقف عند هذا الحد بل نقشوه على واجهة برملانهم – كما قلنا سابقا) -وداد،
بلباش ،2008/2007،ص.)63
كما كانت القصائد الشعرية على رأسها قصائد الشاعر الروماني فرجيل Verjilاملوجهة إلى الفالحين
لتحثهم على العودة إلى املزارع وزيادة اإلنتاج الزراعي ملواجهة النمو السكاني"(فريحة ،محمد عبد الكريم،
.)32 :2012
أما في ضل الحضارة اليونانية اإلغريقية فقد اهتمت بالرأي العام وسعت إلى التأثير عليه ،وفتحت
املجال لجميع املواطنين لتبادل اآلراء واملناقشات الحرة في الساحات العامة ،وكانت على شكل مؤتمرات
واجتماعات ،كما تمت في ذلك الوقت االستعانة بالفلسفة السفسطائيين لتوصيل األخبار وطرح األفكار
ألنهم محترفون في فن الكتابة والخطابة ويمتلكون قدرات ومهارات قناعية تعتمد على الحجة واملنطق مما
يؤثر على الجماهير ) وداد ،بلباش.)63:2008/2007،
فلقد كان تراث املجتمعات القبلية اليونانية في القرن التاسع قـ م والقرن الثامن قـ م ال يتعدى
األساطير ،والعديد من الحكايات الشعبية التي تروي بطوالت عديدة قام بها أسالفهم في املاض ي البعيد الذي
سطروه بحروبهم واعتداءاتهم املتكررة وغاراتهم املستمرة وأعمال القرصنة البحرية على سواحل البحر
املتوسط وجزره (محمود ابراهيم السعدني )128:2008 ،
ج /العصور الوسطى :يطلق على هذه العصور بالعصور املظلمة وهي أسوء العصور التي مرت بها
البشرية ،حيث تركت املجتمعات في ظلمات الغضب والجهالة نتيجة الجهل واالنحالل االقتصادي
واالجتماعي والفوض ى (فهمي محمد العدوي. )54: 2011،حيث كانت تعيش املجتمعات الغربية تحت سيطرة
الكنيسة التي كانت تمقت الفكر وتنبذ الرأي ومن ثمة لم تكن هناك وسيلة فعالة الستمرار أنشطة العالقات
العامة التي بدأها الرومان وازدهرت في زمانهم (فريحة ،محمد عبد الكريم.)32 :2012 ،
د /العالقات العامة في التراث العربي واإلسالمي :
لقد وجدت العالقات العامة في التراث العربي فكرا وتطبيقا .فهي كفلسفة ارتبطت بوجود اإلنسان
العربي وطبيعة حياته التي ميزته بالحرية والصراحة في التعبير عما في نفسه ،ولو وصل به األمر إلى شقائه،
وهذا ما جعل الكثير من الشعراء العرب يضطهدون بل ويقتلون ملجرد أشعارهم ) وداد،
بلباش ،)63:2008/2007،وكان الشعر هو وسيلة العالقات العامة عند العرب والشاعر هو القائم بها ،فقد
كان يلعب دورا رئيسيا في نقل وجهة نظر القبيل إلى القبائل األخرى التي كانت تجتمع فيه القبائل ،فيتحدث
شعراؤها نيابة عنها ينشدون بفضائلها ويتفاخرون بأنسابها وأعمالها وفعالها محاولي استمالة القبائل األخرى
لها ) وداد ،بلباش.)63:2008/2007،
62
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
أما العالقات العامة في اإلسالم فقد ظهرت بوضوح منذ بداية الدعوة اإلسالمية ،على يد رسولنا
الكريم وجاءت في القرآن آيات تدل على مدى اهتمام اإلسالم بالتفاهم مع اآلخرين (زهير عبد اللطيف
عابد.)03:
فقد جاء اإلسالم لينشر العدل والرحمة واألخالق الفاضلة بين الناس ،كما شجع اإلسالم الفكر وقرر
حرية التعبير عن الرأي ،لذلك كانت العالقات العامة تأخذ شكال أعم وأشمل من مجرد التأثير السياس ي في
الشريعة اإلسالمية تتضمن جميع األصول األخالقية السليمة التي يستند إليها فن العالقات العامة املمارس
حاليا كوظيفة( .فريحة ،محمد عبد الكريم.)32 :2012 ،
َ ْ َ َ َ ُّ َ ْ َ َ َ ّ َ ٌ ْ َ ْ َ َ ً
ض خ ِّليفةاعل ِّفي األر ِّ
وقد جاء في القرآن ما يدل على ذلك في قوله تعالى ﴿ :وإذ قال ربك ِّللمال ِّئك ِّة ِّإ ِّني ج ِّ
َ ُ َ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ ْ ُ ّ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ ّ ُ ِّ َ ْ َ َ ُ َ ّ ُ َ َ َ َ ّ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ ُ نَ
الدماء ونحن نس ِّبح ِّبحم ِّدك ونق ِّدس لك قال ِّإ ِّني أعلم ما ال تعلمو قالوا أتجعل ِّفيها من يف ِّسد ِّفيها ويس ِّفك ِّ
( ( ﴾ ) 30البقرة :آية .)30
هذا لتأكيد أن العالقات العامة قديمة منذ أن خلق هللا اإلنسان إذ ربنا علمنا كيف يكون التفاهم بين
امللك والرعية ،كما نظم العالقة بين املسلمين نظاما يدعو إلى تبادل االحترام بينهم واالبتعاد عن احتقار
َ َ ُ ُ َ َ بعضهم لبعض كما قال هللا تعالى َ ﴿ :يا َأ ُّي َها َّالذ َ
ين َآ َم ُنوا َال َي ْس َخ ْر َق ٌ
وم ِّم ْن ق ْو ٍم َع َس ى أ ْن َيكونوا خ ْي ًرا ِّم ْن ُه ْم َوال ِّ
س اال ْس ُم ْال ُف ُسو ُق َب ْعدَ َ ْ َ ٌ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ َّ َ ْ ً ْ ُ َّ َ َ َ ْ ُ َ ْ ُ َ ُ ْ َ َ َ َ َ ُ ْ َ ْ َ
اب ِّبئ ِّ ِّنساء ِّمن ِّنس ٍاء عس ى أ ُن يكن خيرا ِّمنهن وال تل ِّمزوا أنفسكم وال تنابزوا ِّباأللق ِّ
َّ ُ َ َ ُ َ َ ْ
اإل َيم ِّان َو َم ْن ل ْم َيت ْب فأول ِّئ َك ُه ُم الظ ِّاملون ((﴾(11الحجرات :آية .)11فلقد علمنا درسا في احترام اآلخرين ِّ
والرأي والتعبير(زهير عبد اللطيف عابد.)03:
فالعالقات العامة تحتاج إلى جو من الحضارة التي تؤمن بقيمة اإلنسان من حيث هو إنسان له
كرامته ،وله حقوقه وعليه واجباته نحو املجتمع الذي يعيش فيه ،وتولى رعايتها رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم ،ثم من بعده الخلفاء الراشدين رضوان هللا عليهم أجمعين قال هللا تعالى ليعزز ذلك املوقف في قوله
َ َ َ َ َ ْ َ َّ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ْ َ ّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ ّ َ َ َ َّ ْ
ضل َن ُاه ْم َعلى ك ِّث ٍير ات وف سبحانه وتعالى ﴿ :ولقد كرمنا ب ِّني آدم وحملناهم ِّفي الب ِّر والبح ِّر ورزقناهم ِّمن الط ِّيب ِّ
ً ََ َ
ِّم َّم ْن خل ْق َنا ت ْف ِّضيال ( ( ﴾(70اإلسراء :آية .)70
َ ُ ُ وفي الحديث الشريف يقول الرسول صلى هللا عليه وسلم َ " ":يا َأ ُّي َها َّ
اس ِّإ َّن َرَّبك ْم َو ِّاح ٌدَ ،و ِّإ َّن أ َباك ْم
الن ُ
َ َ َ َ َ َ َ َ َ َواح ٌد َ ,أال ال َف ْ
ض َل ِّل َع َرِّب ّ ٍي َعلى أ ْع َج ِّم ّ ٍيَ ،وال ِّل َع َج ِّم ّ ٍي َعلى َع َرِّب ّ ٍيَ ،وال أ ْس َو َد َعلى أ ْح َم َر َ ,وال أ ْح َم َر َعلى أ ْس َو َد ِّإال ِّ
ْ َّ َ َّ ََْ
َّللا ،أال َه ْل َبلغ ُت" (أخرجه أحمد في مسنده ج / 411 / 5حديث رقم .)23536 ِّبتقوى ِّ
فاملسلمون إخوة ومتعاونون ومتساوون في املعاملة والحقوق والواجبات ،ال فضل بين احد منهم إال
بالتقوى ،وفي هذا الجو االجتماعي املليء بالقيم واألخالق واملفعم بتكريم اإلنسان واحترام الفرد املسلم
وحريته ،نشأت العالقات العامة اإلسالمية كفلسفة تحكم سلوك أفراد املجتمع اإلسالمي -حكام ومحكومين-
وكنشاط إعالمي هادف إلى ربط الدولة بالفرد والجماعة ،وباستخدام شتى الوسائل وأساليب االتصال
الشخص ي والجماعي(زهير عبد اللطيف عابد)03:
63
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
لقد جاء اإلسالم وأسهم مساهمة كبيرة في تطوير العالقات العامة بمفهومها الفكري والتطبيقي حيث
طبق اإلسالم مبدأ احترام الفرد واحترام تفكيره ،لقد كان القرآن الكريم وال يزال أكبر أثر إعالمي من حيث
فصاحة الكلمة وبالغة التعبير وقوة التأثير واتساعه ،وقد جمع بين من املاليين من الناس على اختالف
أجناسهم ولغتهم وحضاراتهم (فريحة ،محمد عبد الكريم.)33 :2012 ،
كما ساهم اإلسالم في تطوير تطبيقات العالقات العامة من خالل املبادئ واألسس واألخالق التي جاء
بها وحث الناس على االقتداء بها ،وكان الهدف من ممارسة العالقات العامة في صدر اإلسالم ما يلي :
/1اإلعالم:
وهو إعالم الناس جميعا بأن محمد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأن اإلسالم دين من عند هللا
(فريحة ،محمد عبد الكريم ،)33 :2012 ،وقد تجسد ذلك من خالل أعمال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
ثم خلفائه الكرام ولنشر الدعوة اإلسالمية ،وقد استخدم في ذلك عدة أساليب واإلبالغ عنها منها :االتصال
الشخص ي للتعبير عن ما جاء في القرآن الكريم ،وإعالم الناس ما ينتظر املؤمن من ثواب والكافر من عقاب )
وداد ،بلباش ،) 63:2008/2007،باإلضافة إلى إرسال الرسائل إلى املماليك والحكام كهرقل ملك الروم
واملقوقس عظيم األنباط والنجاش ي ملك الحبشة و سائرهم ) وداد ،بلباش.) 63:2008/2007،
/2االقناع:
استخدم الرسول صلى هللا عليه وسلم اإلعالم بمعناه الواسع من حيث فصاحة الكلمة ،وبالغة
األسلوب إلقناع الناس بصدق رسالته وجدواها كمسلك حياتي وأسلوب خلقي لعبادة هللا سبحانه وتعالى في
األرض وال ريب أن الجهود اإلقناعية التي جعلت الدعوة اإلسالمية تعم شبه الجزيرة العربية والدولة الفارسية
واإلمبراطورية الرومانية في أقل من ثالثين عاما (فريحة ،محمد عبد الكريم.)33 -34 :2012 ،
َ
ومن اآليات الدالة على ضرورة إقناع الناس بالعالقات الطيبة قال هللا تعالى ْ ﴿ :اد ُع ِّإلى َس ِّب ِّيل َرِّّب َك
َ َ ب ْالح ْك َمة َو ْاملَ ْوع َظة ْال َح َس َنة َو َجاد ْل ُه ْم ب َّالتي ه َي َأ ْح َس ُن إ َّن َ َّب َك ُه َو َأ ْع َل ُم ب َم ْن َ
ض َّل َع ْن َس ِّب ِّيل ِّه َو ُه َو أ ْعل ُم ِّ ِّ ر ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ
َ ُْْ َ
ِّباملهت ِّدين ( ( ﴾ (125النحل :آية. )125
/3املشاركة (الشورى):
الشورى هي القاعدة األساسية التي نص عليها دستور املسلمين في أكثر من موضع فقد قال هللا تعالى:
َ َ ْ
ورى َب ْي َن ُه ْم َو ِّم َّما َرزق َن ُاه ْم ُي ْن ِّف ُقون ( ( )38الشورى : الص َال َة َو َأ ْم ُر ُه ْم ُش َ
اس َت َج ُابوا ِّل َرّبه ْم َو َأ َق ُاموا َّ
ين ْ ﴿ َو َّالذ َ
ِِّّ ِّ
ْ َْ َ َ ْ ُ ُّ َ َ َ ْ َ َ َّ ْ َ َ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ َ َ ًّ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ
َّللا ِّلنت لهم ولو كنت فظا غ ِّليظ القل ِّب النفضوا ِّمن حوِّلك فاعف اآلية ، )38وقوله تعالى :ف ِّبما رحم ٍة ِّمن ِّ
ّ ُ ْ َ َ ُْ ْ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ ْ َ
األ ْمر َفإ َذا َع َز ْم َت ف َت َو َّك ْل َعلى ََّّللا إ َّن َّ َ
َ
َّللا ُي ِّح ُّب امل َت َو ِّك ِّل َين ( ( ﴾ )159آل عمران: ِِّّ عنهم واستغ ِّفر لهم وش ِّاورهم ِّفي ِّ ِّ
آية .) 159
64
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
ثم اتخذها الصدر األول وقاعدة من أصول من أصول الحكم وقواعده عليها قام ترشيح العدول من
املسلمين ملن يرونه أهال للقوة اإلمامة لتولي أمرهم (فتيحة النبراوي :.ص.)30
والثابت أن رسول صلى هللا عليه وسلم لم يستخلف أحدا ،وإنما ترك األمر شورى بين
املسلمين(فتيحة النبراوي :.ص ،)32وأن رسول صلى هللا عليه وسلم لم يقطع أمرا إال إذا استشار أصحابه
ّ
واالقتصاد.وكون مجلسا للشورى (فريحة ،محمد عبد الكريم ،)35 :2012 ،السيما في شؤون الحرب والدولة
مكون من أربعة عشر نقيبا مختارين من أهل البصرة ( أهل الرأي) ،ومن بعده اتبعه الخلفاء الراشدين نفس
الطريق – طريق الشورى – أسوة بالرسول صلى هللا عليه وسلم .
فتطبيق مبدأ الشورى في اإلسالم أدى إلى استطالع الرعية وما يهمهم من أمور حتى يكمل االنسجام
والتفاهم بين ما يقدم لهم وبين ما يطلبون به ،كما يتيح هذا املبدأ للحكام فرصة عرض آرائهم ونياتهم وفلسفة
الحكم على الرعية بهدف تغيير االتجاهات وتوعية الجماعات وإرشادهم إلى كل ما هو حسن وجميل وبأسلوب
ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ َّ َّ َ ْ
َّللا َو ِّبال َو ِّال َد ْي ِّن ِّإ ْح َس ًانا َو ِّذي ال ُق ْرَبى لطيف قال هللا تعالى ﴿ :و ِّإذ أخذنا ِّميثاق ب ِّني ِّإسرا ِّئيل ال تعبدون ِّإال
َّ َ َ َ َ ُ َّ َ َ ُ َّ َ َ َّ ْ ُ ْ َّ َ ً ْ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ ُ ْ ُ نَ َ َ ُ ُ َّ َ ْ َ َ َ َ َْ َ
اس ُح ْس ًنا َوأ ِّق ُيموا الصالة وآتوا الزكاة ثم توليتم ِّإال ق ِّليال ِّمنكم وأنتم مع ِّرضو واليتامى واملس ِّاك ِّين وقولوا ِّللن ِّ
( ( ﴾ )83البقرة :آية .)83
وكان يتم استطالع الرعية في املساجد وفي مواسم الحج ملعرفة أحوال الرعية واالستماع إلى شكواهم
والقضاء فيها بالعدل والحق ) وداد ،بلباش.) 64:2008/2007،
-4شرح أهداف وسياسات اإلعالم للجماهير املستهدفة ،فقد ضمت اآليات القرآنية بعرض العديد من
األهداف والسياسات التي يجب على املسلم أن يضعها في املقدمة أفعاله لينال رضا هللا ودخول الجنة في قوله
َ َ ْ َ ُ َ ُ َ ّ ُ ْ ُ ْ َ َّ َ َ ْ َ ُ َ َّ َ َ َ َ َ َّ تعالى َ َ ُ ْ َ َ َّ :
ات أ َّن ل ُه ْم أ ْج ًرا ك ِّب ًيرا ()9 ﴿إن هذا الق ْرآن َي ْه ِّدي ِّلل ِّتي ِّهي أقوم ويب ِّشر املؤ ِّم ِّنين ال ِّذين يعملون الص ِّالح ِّ ِّ
﴾ ( اإلسراء :آية .) 9
َُ َ ُ ُ َ َْ َ ْ َ َ
اب ق ْد َج َاءك ْم َر ُسول َنا ُي َب ِّّي ُن لك ْم ك ِّث ًيرا ِّم َّما و في سورة املائدة اآلية 16و ، 15قال هللا تعالى ﴿ :يا أهل ال ِّكت ِّ
اب ُمب ٌين (َ )15ي ْهدي به َّ ُ
َّللا َم ِّن َّات َب َع ُك ْن ُت ْم ُت ْخ ُفو َن م َن ْالك َتاب َو َي ْع ُفو َع ْن َكثير َق ْد َج َاء ُك ْم م َن ََّّللا ُن ٌ
ور َو ِّك َت ٌ
ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ٍ ِّ ِّ ِّ
َ َ َ ْ ُّ َ ُ ُّ َ َ
ض َو َان ُه ُس ُب َل َّ َ ُ ُ
ْ ر ْ
اط ُم ْست ِّق ٍيم ( ( ﴾ )16املائدة:آية ور ِّب ِّإذ ِّن ِّه و َي ْه ِّد ِّيه ْم ِّإلى ِّص َر ٍ السال ِّم ويخ ِّرج ُه ْم ِّمن الظل َم ِّ
ات ِّإلى الن ِّ ِّ
.)13-15
-5تفسير اتجاهات وآراء الجمهور ،فقائد الرأي له تأثير على تابعيه ،يثقون به وينظرون على أنه يمثل
القدوة واملثالية ،وهم أشخاص ذوي التأثير على املعلومات واآلراء واملواقف وسلوك اآلخرين في املجتمع املسلم
(زهير عبد اللطيف عابد.)03:
َ ُ ُ ْ ُ
-6نصح وإرشاد املسلمين باتخاذ التصرفات األنسب واألفضل .قال هللا تعالى ﴿ :ك ْن ُت ْم خ ْي َر أ َّم ٍة أخ ِّر َج ْت
ْ َ اَّلل َو َل ْو َآ َم َن َأ ْه ُل ْالك َتاب َل َك َ
ان َخ ْي ًرا ل ُه ْم ِّم ْن ُه ُم املُ ْؤ ِّم ُنو َن َّ َ ْ ُ ُ َ ْ َ ْ ُ َ َ ْ َ ْ َن َ ْ ُ ْ َ َ ُ ْ ُ َن َّ
وف وتنهو ع ِّن املنك ِّر وتؤ ِّمنو ِّب
ِّ ِّ ِّ اس تأمرون ِّباملعر ِِّّللن ِّ
َ َ ْ َ ُ ُ ُ ْ َ ُ نَ
اسقو (( ﴾ )110آل عمران :آية.)110 وأكثرهم الف ِّ
65
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
فاهتم املسلمون في إدارة تخصيص العمل وتقسيمه واختيار األفضل إلدارة الدولة اإلسالمية منذ
نشأتها (زهير عبد اللطيف عابد.)03:
َ
-7تهيئة املناخ السائد وتكوين صورة ذهنية ملجتمع إسالمي قال هللا تعالىَ ﴿:و ِّإ ْذ َغ َد ْو َت ِّم ْن أ ْه ِّل َك ُت َب ّ ِّو ُئ
يم ( ( ﴾ )121سورة آل عمران :آية .)121 ْاملُ ْؤمن َين َم َقاع َد ل ْلق َتال َو َّ ُ
َّللا َسم ٌيع َع ِّل ٌ
ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ
-8بناء الشخـصية اإلسالمية املعتـدلة واملتوازنة والحرص على تماسك املجتمع ووحدته ،واالهتمام
باإلنسان والتعامل معه ،حيث بين هللا تعالى أن اإلنسان مكرم في أصل خلقته ومفضل على كثير من الخلــق
ْ ْ ْ ْ َ ََ َ
،حيث قـال هللا عـز وجل في القرآن الكريمَ ﴿ :ولق ْد ك َّر ْم َنا َب ِّني آ َد َم َو َح َمل َن ُاه ْم ِّفي ال َب ّ ِّر َوال َب ْح ِّر َو َر َزق َن ُاه ْم ِّم َن
ً ََ َ َ َ َّ ّ َ َ َ َّ ْ
ضل َن ُاه ْم َعلى ك ِّث ٍير ِّم َّم ْن خل ْق َنا ت ْف ِّضيال ( ( ﴾ (70اإلسراء:آية . ) 70 ات وف
الط ِّيب ِّ
-9إقامة عالقات طيبة مع كافة أفراد املجتمع واألقليات غير املسلمة والعمل على االرتقاء بمستواهم
َ ْ َ َ ٌ َ ْ ُ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ ُ َ َّ َ ْ َ َ َ َ َ َّ
َّللا
الثقافي واالجتماعي والسياس ي قال هللا تعالى ﴿ :و ِّإن أحد ِّمن املش ِّر ِّكين استجارك فأ ِّجره حتى يسمع كالم ِّ
ُ َ ْ ْ َ َ َ َ َ َ
ث َّم أ ْب ِّلغ ُه َمأ َم َن ُه ذ ِّل َك ِّبأ َّن ُه ْم ق ْو ٌم ال َي ْعل ُمون ( (﴾ )6التوبة :آية .)06
-10تكوين رأي عام إسالمي له تأثيره الفاعل في القضايا اإلنسانية من خالل بعض النماذج ،كقصة
اب وجه الرأي العام بشكل فعال سبب انقالبا سلميا ،قال هللا عز وجل ُ ﴿ :قت َل َأ ْ
ص َح ُ الفالح املؤمن الذي ّ
ِّ
ود (َ )6و ُه ْم َع َلى َما َي ْف َع ُلو َن ب ْاملُ ْؤمن َين ُش ُه ٌ
النار َذات ْال َو ُقود ( )5إ ْذ ُه ْم َع َل ْي َها ُق ُع ٌ ُْ
األ ْخ ُدود (َّ )4
ود ( ( ﴾ )7البروج: ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ
آية .)7-4
إن العالقات العامة في اإلسالم تعتبر فلسفة اجتماعية يدين بها كل فرد من أفراد املنظمة من أعالها
إلى أدناها ،وهي في أساسها تعتمد على قواعد سلوكية متينة تستمدها من تعاليم الدين اإلسالمي ،مما جعل
العالقات العامة تتميز بما يلي:
الوضوح والصراحة:
في نقــل املعلومات والحقائق وعدم اللجوء إلى الكـذب والخداع ،عن طريق قــول الحق واالعتراف بالحق
َ َ َ ً َ َ َ ْ ُ ُ َ َ َّ ُ ْ َ َ َ ُ ْ َ ْ َ َ ُ َ َ َ
يل لك ُموتحـمل املسـؤولية ،قال هللا تعالى ﴿ :ف ِّإ ْن ل ْم ت ِّج ُدوا ِّفيها أحدا فال تدخلوها حتى يؤذن لكم و ِّإن ِّق
ْ ُ َ ْ ُ ُ َ َ ْ َ َ ُ ْ َ َّ ُ
َّللا ب َما َت ْع َم ُلو َن َع ِّل ٌ
يم (( ﴾ (28النور :آية .)28 ار ِّجعوا فار ِّجعوا هو أزكى لكم و ِّ
ب -سرعة االستجابة للرأي العام :اتسمت العالقات العامة بسرعة االستجابة ملا يهم الرأي العام أي
الحسم والتصدي السريع للمشاكل ،وانهاء األوضاع حتى تزول أسباب الغضب والقلق ،فتزيد الثقة بالحاكم
وبمواهبه القيادية) وداد ،بلباش.) 65:2008/2007،
66
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
67
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
68
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
ويعد إيفي Iveyleeأول خبير العالقات العامة ،استعمل اإلعالن لغرض اإلعالم وليس الدعاية ،فكان
أول نداء يوجه للمؤسسات التجارية هو دعوتها لالبتعاد عن السرية والكشف عنها يتعلق بأعمالها للجمهور
باستثناء األسرار التنظيمية ،كما كانت له أعمال مع الكثير من املؤسسات الكبيرة التي قدم لها النصائح
واالستشارات لتحسين العالقات مع الجمهور ،ونجح كثيرا في هاته املهمة ،وهذا ما جعل اسمه يلمع في علم
املال واألعمال )وداد ،بلباش.)67:2008/2007،
والى جانب إيفي Iveyleeظهر في العشرينات من القرن املاض ي إدوار برينيز Idward Bernaysكان من
رواد العالقات العامة الحديثة الذي سار على نهج سلفه ،فهو ابرز الشخصيات التي ساهمت بعد إيفي في
محل شعار العالقات العامة وتدعيم هذا بالنشاط بالكثير من الدراسات النفسية واالجتماعية من خالل
الكتب واملقاالت التي عالجت هذا املوضوع ،حيث نشر في عام 1923أول كتاب في العالقات العامة ( بلورة
الرأي العام ) كما قام في العام نفسه بتدريس أول مساق في العالقات بجامعة نيويورك اسمها كتب عدة
كتب أخرى حيث صدر له 1955الدعاية والعالقات العامة وكتاب الهندسة واإلقناع ،وفي 1961كتب
املشتغلين بمهنة العالقات العامة تحت عنوان " مستقبلك في العالقات العامة "(فريحة ،محمد عبد الكريم،
.)35 :2012
وبالرغم من الخدمات التي أدتها العالقات العامة إال أنها لم تحظ باالهتمام حتى األزمة االقتصادية
1929وما صاحبها من تخلف وانتشار البطالة وغيرها وانعدام الثقة ،األمر الذي أدى إلى العودة إلى النظرة
السلبية لألعمال التجارية وانعدام الثقة بها ،ومن ثمة عادة العالقات العامة لتلعب الدور في إفهام الجمهور
بالتغيرات وإقناعه باإلجراءات املتخذة ومعالجة األزمة )وداد ،بلباش. )67:2008/2007،
ومن العوامل التي ساعدت على تقدم أساليب العالقات العامة كعلم يدرس في الجامعات واملعاهد
وتمنح فيه درجات املاجستير والدكتوراه هي )وداد ،بلباش.)67:2008/2007،
-1الثورة الصناعية وظهور اإلنتاج الكبير؛
-2انتشار التعليم وتزايد الوعي الجماهيري؛
-3تعقد أعمال املؤسسات وزيادة التخصص؛
-4تطور وسائل االتصال الجماهيري؛
-5نمو العلوم االجتماعية؛
-6ازدياد قوة الفرد وأهميته؛
-7االنفجار السكاني وزيادة املنافسة.
69
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
كما أنشئت جمعيات متخصصة بالعالقات العامة ففي سنة 1948أنشأ معهد العالقات البريطانية،
وفي عام 1955جمعية العالقات العامة الدولية ،كما نظمت عدة ملتقيات دولية بهدف مناقشة أسس
ومبادئ العالقات العامة (فريحة ،محمد عبد الكريم.)35 :2012 ،
أما بالنسبة للبلدان العربية فقد تأخر انتشار العالقات العامة ،حيث لم تظهر إال أواخر خمسينيات
القرن املاض ي ،والسبب في ذلك )وداد ،بلباش.)67:2008/2007،
-خضوع الوطن العربي لالستعمار الذي لم يهتم بالجمهور وال بمصالحه ولم يفتح قنوات لالتصال
بين الجانبين؛
-ظهور ما يسمى باإلدارة الحديثة في املؤسسات العربية نتيجة لالحتكاك بالغرب املتخصصين؛
-التأخر في إنشاء معاهد للتدريس اإلداري والتنمية اإلدارية باعتبار العالقات العامة أنشطة لإلدارة؛
-التأخر في الوعي واالتصال ذي االتجاهين باملؤسسات والشركات واإلدارات الحكومية من جهة وبين
الجمهور من جهة ثانية.
وعلى من ذلك فقد بدأ نشاط العالقات العامة ينتقل إلى الدول العربية إذ كانت مصر أول من عرفت
هذا النشاط ،إذ أنشأ 1953في وزارة اإلرشاد القومي قسم للعالقات العامة )وداد ،بلباش.)67:2008/2007،
كما أصبحت تدرس في الجامعات املصرية من خالل أقسام الصحافة بجامعة القاهرة ،ألف حولها
الكثير( إبراهيم إمام :العالقات العامة واملجتمع) ثم انتقلت بعد ذلك إلى العراق وقطر وسوريا وإلى الجزائر
حيث أصبحت تهتم بدور العالقات العامة حيث أدرجت هذه املادة في جامعاتها ومعاهدها وظهرت أقسام
ووحدات للعالقات العامة في مؤسساتها وشركاتها خاصة بشؤون العمال واإلعالم والتوجيه )وداد،
بلباش.)67:2008/2007،
ثالثا :وظائف العالقات العامة :
اختلف الباحثون املتخصصون في العالقات العامة في تقسيم وظائف العالقات العامة فقد حدد كل
من كاتليب ( )Cutlipوسنتر( ،) Centerوبروم( (Broomوظائف العالقات العامة بما يلي (حسين محمود
هتيمي:)15 :2015،
-1تسهيل وتأمين تدفق اآلراء املمثلة للجمهور إلى املؤسسة.
-2اطالع املسؤولين في املؤسسة على الطرق والوسائل املثلى لتنفيذ البرامج العلمية والتنفيذية
واالتصالية .
-3تقديم املشورة وتنفيذ البرامج املعدة وذلك لتوسيع دائرة التفاعل .
70
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
أما فيليب ليزلي ) (P.Leselyفقد رأى أن وظائف العالقات العامة هي (حسين محمود هتيمي:2015 ،
:)15
-اإلعالم .
71
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
72
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
لبرامجها ،وتنفيذها ،ومتابعتها فحسب ،بل إن مبرر وجودها وهدفها األساس هو بناء صورة املؤسسة،
وحمايتها من الضرر ،ومعالجة األوضاع الخاطئة ،التي قد تعترض تحقيق أهدافها ،ولذلك يمكن أن نقول إن
مبرر وجود العالقات العامة هو بناء الصورة الذهنية للمؤسسة ،و إدارتها.
وتقوم العالقات العامة بتأدية وظائفها بشكل علمي ،ومنهي عند قيامها بعملياتها بصورة مستمرة،
وديناميكية لتحقيق األهداف املحددة.
وعند النظر في ظروف نشأة العالقات العامة في مطلع القرن العشرين تتضح أهمية الدور البنائي
والعالجي للعالقات العامة ومن هذين الدورين يمكن اشتقاق الوظائف الرئيسية للعالقات العامة واملتمثلة
في (حسين محمود هتيمي:)20-18 :2015،
-1وظيفة البناء :
تعني وظيفة بناء سمعة حسنة للمؤسسة ودعم ثقة الجمهور فيها وكفالة إيمانه واقتناعه باملؤسسة
وأهدافها وكفاءتها وبرامجها وانجازاتها واملحافظة على عالقات وصالت قوية ،عن طريق ما تقوم بها العالقات
العامة من أنشطة ،والتي من شانها أن تسمو وترتقي باملؤسسة كذلك التنبؤ باإلحداث املستقبلية والوقاية
من األضرار واملخاطر التي يحتمل أن تتعرض لها املؤسسة .
-2الوظيفة العالجية:
تهتم هذه الوظيفة بتصحيح الصورة السيئة للمؤسسة لدى جماهيرها وهي الصورة التي قد تكونت
بسبب سلوكيات غير سليمة أو معلومات خاطئة ،وهنا تحرص هذه الوظيفة على استعادة ثقة الجمهور
باملنظمة كما تشمل هذه االستجابات بناءة للقضايا املختلفة واملشكالت املهمة ،فضال عن الرد على ما يوجه
للمنظمة من انتقادات أو إشاعات مغرضة من شأنها اإلساءة إلى صورة املؤسسة .
وهنا تظهر املهمة التي ظهرت العالقات العامة من اجلها أي إعادة األوضاع إلى ما كانت عليه بل تحقيق
الفائدة القصوى من تلك األوضاع في تحقيق الوظيفة البنائية .
وبما ان جوهر وظائف العالقات العامة البناء والتصحيح لصورة املؤسسة ،فيمكن ان نعد الهدف
االسمى للعالقات العامة هو ،بناء تلك الصورة وإدامتها عن طريق تأدية العالقات لوظائفها ،والقيام
بعملياتها ،وتنفيذ انشطتها.
وفي الواقع فإن نجاح إدارة العالقات العامة في أعمالها ووظائفها يستلزم اإلملام بالواجبات األساسية
التي تلقى على كاهلها ،وفي الواقع تختلف مسؤوليات هذه اإلدارة من منظمة إلى أخرى ،وذلك حسب طبيعة
وحجم املنظمة والظروف املحيطة بها وفيما يلي عرض ألهم الوظائف التي تقوم بها العالقات العامة:
73
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
74
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
-5تبدي إدارة العالقات العامة املساعدة والنصح ملختلف الفروع القائمة في املؤسسة في كل ما يتصل
بعالقاتها مع جمهورها .
-6كما تقوم بتحضير خطة العالقات العامة التي تقررها املؤسسة واقتراحاتها .
-7وأخيرا تدرس برامج العامة وتقترحها ثم تراقب النتائج الحاصلة وتحللها .
هذا كما يضيف الكاتب ان وظائف العالقات العامة تتمثل في البحث ،التخطيط ،التنسيق ،اإلدارة،
اإلنتاج ،االتصال ،التقويم (زهير ياسين الطاهات . )67:2011
ومن خالل ما سبق ذكره حول وظائف العالقات العامة يمكن أن نوضحها في املخطط اآلتي حسب
إجراء البحوث ،التخطيط ،التقييم واملراقبة ،التنظيم:
-إدارة عملية
إجراء البحوث
-تحديد األهداف
العالقات العامة
التقييم والمراقبة التخطيط
-الصعوبات
تحديد الجماهير
-املجاالت القابلة للقياس
التنظيم
75
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
خاتمة :
ومن هنا تخلص إلى العالقات العامة لها وظائف أساسية في البحث والتخطيط والتنسيق واإلدارة
واإلنتاج ،ووظائف تقدمها اإلدارة للجمهور كالتعريف بجماهير املؤسسة ومنتجاتها ،ومساعدة الجماهير على
تكوين أفكار سلمية عن املؤسسة ،وخلق نوع من االتصال املناسب بين الجماهير واملؤسسة ،وهناك وظائف
أخرى تقدمها للمؤسسة ككل ،كحماية املؤسسة من الدعاية املضادة وغير الصحيحة والتأكيد على عمليات
تنفيذ سياسة املؤسسة ،وتحقيق أهدافها ،وإشباع حاجات الجماهير واملؤسسة ،ومنهم من يضيف إلى هاته
الوظائف كتابة التقارير وتحرير النشرات بآراء الجماهير املعنية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
املصادرو املراجع :
أ -املصادر:
-1القرآن الكريم:
.1سورة البقرة ،اآلية .30األية .83
.2سورة الحجرات ،اآلية .11
.3سورة الشورى ،اآلية .38
.4سورة آل عمران ،اآلية .110األية ، 121األية .159
.5سورة اإلسراء ،األية ،09اآلية .70
.6سورة التوبة ،اآلية .06
.7سورة البروج ،اآليات .7-4
.8سورة النور ،اآلية .28
.9سورة القلم ،اآلية .4
.10سورة األحزاب ،اآليات .24 -21
.11سورة النجم ،اآليات .5-3
.12سورة النحل ،اآلية ، 43األية .125
.13سورة الفجر ،اآلية .19
76
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
ب -املراجع:
-الكتب: .I
العناد ،عبد الرحمن محمود .)1414( :تخطيط وإدارة برامج العالقات العامة .الرياض :مطابع .1
التقنية واألوفست.
بدر ،أحمد .)1998( .االتصال بالجماهير بين اإلعالم و التطويع و التنمية .د.ط .القاهرة :دار .2
قباء.
الصادق ،عبد الرحمان الغرياني .)1989(.تحقيق نصوص التراث في القديم و الحديث .مكتبة .3
محمد الفاتح الجامعية.
السيد أشرف ،صالح محمد .)2009(.التراث الحضاري في الوطن العربي.د.م. .4
جميل أحمد ،خضر. )1998( .العالقات العامة .عمان :دار املسيرة . .5
جمال ،سلطان .)1990( .الغارة على التراث .ط .1القاهرة :مكتبة السنة. .6
هناء ،حافظ بدوي( . )2001العالقات العامة والخدمة أالجتماعية ،أسس نظرية ومجاالت .7
تطبيقية ،بدون طبعة ،اإلسكندرية :املكتب الجامعي الحديث.
زهير ،ياسين الطاهات .)2011(.سيكولوجية العالقات العامة واإلعالن.األردن دار افا العلمية .8
للنشر والتوزيع.
حسين محمود ،هتيمي .)2015(.العالقات العامة وشبكات التواصل االجتماعي.ط .1عمان :دار .9
أسامة للنشر.
.10حسين ،عادل .)1984(.العالقات العامة ،بيروت :دار النهضة العربية.
.11محمد ،منير حجاب ،سحر ،محمد وهبي . )1995 (.املداخل األساسية للعالقات العامة –
مدخل اتصالي :دار الفجر .
.12محمود ابراهيم السعدني .) 2008(.تاريخ وحضارة اليونان – دراسة تاريخية وأثرية ، ، -القاهرة:
الدار الدولية لالستثمارات.
.13سعيد ،عبد الفتاح عاشور .حضارة ونظم أوربا في العصور الوسطى ،بيروت :دار النهضة
العربية(د.ت).
.14عبد العزيز ،صالح بن حبتور .)2000(.اإلدارة العامة املقارنة .ط .1عمان :الدار العلمية الدولية
للنشر والتوزيع.
77
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
.15فهمي محمد ،العدوي .)2011( .مفاهيم جديدة في العالقات العامة .ط.1األردن -عمان :دار
أسامة للنشر .
.16فريحة ،محمد عبد الكريم .العالقات العامة البعد الفكري والتطبيقي .عنابة – الجزائر :دار
العلوم للنشر والتوزيع.
.17فتيحة النبراوي ،تاريخ النظم و الحضارة اإلسالمية .ط. 1القاهرة :دار املعارف .
.18فضيل ،دليو( .)2003اتصال املؤسسة -إشهار عالقات عامة ،عالقات مع الصحافة .ط.1
القاهرة :دار الفجر.
.19صالح خليل ،أبو أصبع .)1999( ،االتصال الجماهيري .ط .1فلسطين :دار الشروق.
.20رضوان ،بلخيري ،سارة جابري . )2013 (.مدخل لالتصال والعالقات العامة .ط . 1املحمدية-
الجزائر :جسور للنشر والتوزيع.
.21غوشة ،زكي راتب .)1981( .العالقات العامة في اإلدارة املعاصرة .عمان :مطبعة توفيق.
.22غريب ،عبد السميع .)1996( .االتصال والعالقات العامة في املجتمع املعاصر .بدون طبعة،
اإلسكندرية :مؤسسة شباب الجامعة.
.23ظافر غنية ،لكحل .)2008(.التراث بين الحفظ و اإلحياء .كتاب ندوة املحافظة على املدن
القديمة .بنغازي-24.عبد املجيد ،دياب .)1993(.تحقيق التراث العربي .ط .2القاهرة :دار
املعارف.
.24محمد بهجت ،جاد هللا كشك.)2003(.العالقات العامة والخدمة االجتماعية .د.ط.االسكندرية:
دار املعرفة الجامعية الحديثة.
األحاديث النبوية .1 :حديث أخرجه أحمد في مسنده ج / 411 / 5حديث رقم .23536
املذكرات:
.1وداد ،بلباش 2008/2007.دور العالقات العامة الداخلية في املؤسسة االقتصادية .مذكرة مكملة
لنيل شهادة املاجستير في علم االجتماع و الديمغرافيا ،إشراف د .يوسف نصر ،قسم علم االجتماع و
الديمغرافيا .كلية العلوم االجتماعية و اإلنسانية .جامعة منتوري :قسنطينة .
.2لقصير ،رزيقة لقصير .)2007 /2006(.دور العالقات العامة في تحسين صورة املؤسسة
االقتصادية ،مذكرة مكملة لنيل شهادة املاج ستير في علوم اإلعالم و االتصال ،إشراف د .حسين خريف،
كلية العلوم االجتماعية و اإلنسانية ،قسم علوم اإلعالم و االتصال ،قسنطينة :جامعة منتوري .
78
العدد الثاني عشر مجلة حق ائق للدراسات النفسية واالجتماعية
.3محمد مصلح ضاوي العتيبي :)2003 (.دور العالقات العامة في تفعيل عالقة املنظمة بجمهور
املستفيدين دراسة ميدانية مقارنة على جمهور املستفيدين من خدمات جوازات الخرج واملزاحمية،
دراسة مقدمة استكماال ملتطلبات الحصول على درجة املاجستير في قسم العلوم اإلدارية ،كلية الدراسات
العليا ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية.
مقاالت علمية: .II
.1رقية ،عواشرية ( .أوت .)2015تطبيقات علم اآلثار الوقائي في حماية التراث األثري املطمور في
الجزائر .أعمال ملتقى أمن وسالمة املنشآت السياحية .الرياض.
.2زهير عبد اللطيف عابد ،العالقات العامة في النص القرآني (دراسة وصفية تأصيلية
املو اقع االلكترونية: .III
http://dspace.up.edu.ps
http://repository.nauss.edu.sa
79