You are on page 1of 17

‫عنوان الورقة‪:‬‬

‫المسؤولية االجتماعية‪:‬تحليل مضمون معرفي‬

‫أميرة يوسف بابكر بدري‬


‫استاذ مشارك علم اجتماع التنمية‬
‫جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬جدة‬
‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬قسم علم االجتماع والخدمة االجتماعية‬
‫‪aobadri@gmail.com‬‬

‫‪1‬‬
‫ملخص‬

‫تعنى الورقة بطرح تحليلي لمفهوم وأبعاد المسؤولية االجتماعية من منظور اجتماعي كأحد المواضيع الحديثة‬

‫والهامة في العهد الحالي‪ ،‬ويشكل المفهوم فجوة علمية في العلوم االجتماعية؛ حيث البعض يعتبره أمًر ا خاًص ا‬

‫بالمؤسسات االقتصادية ومساهمتها اإللزامية تجاه المجتمع‪ .‬ولكن العديد من الدراسات وجدت أن المسؤولية‬

‫االجتماعية تعتبر منهًج ا أيديولوجًيا في كثير من العلوم االجتماعية واإلنسانية؛ ولكن اليزال هنالك القليل من‬

‫الكتابات العلمية التي تبرز األهمية التطبيقية للمسؤولية االجتماعية‪.‬‬

‫تقدم الورقة تحليل سسيولوجي ألبعاد الشمولية للمسؤولية االجتماعية وتقاربها بمفاهيم ذات عالقة نظرًيا‬

‫وتطبيقًيا‪.‬‬

‫المقدمة‬

‫إن مفهوم املسؤولية االجتماعية يعد من املفاهيم احلديثة يف حقل العلوم االجتماعية والرتبوية واليزال جمال جدل وحبث‬

‫‪ ،‬فمعظم النتائج البحثية والتفسريات األيدولوجية أوضحت أن املسؤولية االجتماعية لديها تعاريف وأبعاد واضحة‬

‫املعامل‪ ،‬مما جعل احلقل العلمي يتناول أمهية املوضوع وربطه بواقع احلياة‪ ،‬وإضافة حتاليل تطبيقية تثبت بأن أبعاد‬

‫املسؤولية االجتماعية تصب يف عمليات التنمية الشاملة) (‪.World Bank, 1996; Badri et al, 2010‬‬

‫ومبعىن آخر يرى البعض أن املسؤولية االجتماعية تعترب وسيلة وأداة لتحقيق غاية مهمة‪ ،‬وهي التنمية الشاملة وخاصة‬

‫تنمية املوارد البشرية (‪ .)Caroll,1999;WorldBank,2002;Jacoby,2000‬أصبح يف الوطن العريب‬

‫اهتمام كبري بتنمية مبادئ املسؤولية االجتماعية وسط الشباب من خالل صقل مشاركاهتم وأدوارهم يف األعمال‬

‫التطوعية اخلريية‪ ،‬وخالل العشرين عاًم ا املاضية معظم اجلامعات واملؤسسات التعليمية بالدول العربية قامت بإعداد‬

‫مناهج علمية ووحدات تدريبية إرشادية متخصصة تعىن بالعمل االجتماعي التطوعي‪ ،‬والعمل اإلرشادي التوعوي‬

‫االجتماعي الذي ميكن الشباب اجلامعي من أداء واجباته الوطنية عرب استعالء قيمه وانتماءه وتثبيت ثقافته اجملتمعية‪ ،‬و‬

‫نعلم أن الشباب من اجلنسني يف أي جمتمع يشكلون شرحية كبرية من السكان؛ فقد بلغت نسبتهم على مستوى العامل‬

‫‪2‬‬
‫‪( %29.6‬تقرير األمم املتحدة لأللفية الثالثة‪ )2013 ،‬وتشكل نسبتهم يف اململكة العربية السعودية ‪ % 49.9‬من‬

‫مجلة عدد السكان ( اإلحصاء السكاين لعام ‪ ،)2013‬فالشباب يعترب العمود الفقري لكل جمتمع ‪،‬وهم الفئة العمرية‬

‫اليت تتمتع بالنشاط الفكري والبدين‪ ،‬مما يتيح فرصة ترشيد ومتكني قدراهتم العقلية واملعرفية واملهاراتية وتوجيهها حنو‬

‫الطريق الصحيح‪ .‬وهذا مما دفع الدول ومؤسساهتا االجتماعية املختلفة ‪ -‬خالل العقدين املاضني خاصة‪ -‬من االستفادة‬

‫واالستثمار يف الشباب عرب برامج املسؤولية االجتماعية؛ لتحقيق الرفاه االجتماعي واالقتصادي ألفراد اجملتمع‪ ،‬و حماولة‬

‫الوصول إىل حالة التوازن والعدالة واملساواة االجتماعية اليت حنقق منها أمن وسالم اجملتمع ‪.‬‬

‫حتاول هذه األطروحة الكشف و التحليل النظري املوضوعي ملفهوم املسؤولية االجتماعية وجماالهتا وأبعادها‪ .‬ورغم‬

‫الكتابات العلمية واألحاديث النبوية الغنية مببادئ املسؤولية االجتماعية‪ ،‬ودور الشباب يف املسامهة‪ ،‬واملشاركة يف‬

‫جماالهتا‪ ،‬النزال جند فجوات علمية خاصة باملمفهوم وخصائصه يف علم االجتماع‪ ،‬وعلم اجتماع التنمية‪ ،‬ودراسات‬

‫التنمية االجتماعية‪ ،‬كما أن هنالك ضبابية يف حتديد مالمح املسؤولية االجتماعية؛ فالبعض يعتقد أن املفهوم‬

‫اجتماعي فقط ويرتبط باألعمال االجتماعية اخلريية التطوعية (زايد رمحة اهلل‪ ،2001،‬ص ‪ ،)16‬وآخرون يفسرون‬

‫املسؤولية االجتماعية بأهنا إلزام للقطاعات واملؤسسات والشركات اخلاصة فقط‪ ،‬وإشعارها باملشاركة يف األعمال‬

‫االجتماعية من خالل تنفيذ مشاريع خدمية لفائدة اجملتمع (طاهر الغايل وصاحل العامري‪،2008،‬ص ‪ ،)22‬بينما‬

‫خيصصها البعض اآلخر بأن املفهوم أمر شرعي وواجب ديين‪ ،‬يتخلله مبادئ وأخالقيات الفرد حنو نفسه وجمتمعه‬

‫(ميسون مشرف‪،2009،‬ص ‪ .)37‬ومبا أن هنالك مشولية يف املفهوم؛ ترى الباحثة أنه من الضروري أن يتم البحث‬

‫يف هذا املوضوع؛ للتحري يف توضيح أبعاده‪ ،‬وتوجهاته‪ ،‬وجماالته‪ ،‬وأمهيته‪ ،‬وعالقاته مبفاهيم أخرى ذات أبعاد مماثلة‪.‬‬

‫ماذا تعني المسؤولية االجتماعية؟‬

‫عرفت املسؤولية االجتماعية بأهنا ‪:‬الشعور الواعي واملدرك اللتزامات الفرد جتاه مجاعته وجمتمعه ‪،‬خصوًص ا عندما‬

‫تكون اجلماعة واجملتمع حباجة ماسة إىل جهود الفرد وتضحياته وعطاءاته اليت ينبغي أن تستمر وتتصاعد مبرور‬

‫الزمن (‪ .( Caroll,1999:270‬وهناك من عرف املسؤولية االجتماعية بأهنا‪ :‬جمموعة االلتزامات‬

‫والتعهدات اليت بذمة الفرد‪ ،‬واليت تدفعه إىل العمل من أجل اجلماعة‪ ،‬هذا العمل الذي يتوخى تنمية اجملتمع‬

‫وتطويره‪ ،‬أو إزالة املشكالت والتحديات واألخطار احمليطه به من كل جانب (‬

‫‪3‬‬
‫‪ .)Jacoby,2000;Mehta,2012:300‬بعض علماء االجتماع يعرفون املسؤولية االجتماعية بأهنا‪:‬‬

‫"الوعي االجتماعي الذي جيسده الفرد يف تفكريه وسلوكه وعالقاته مع اآلخرين‪ ،‬وهذا الوعي جيعله يفضل‬

‫املصلحة اجلماعية على املصلحة الذاتية‪ ،‬وعندما تطغى الروح اجلماعية على الروح الفردية يبادر الفرد بالعمل‬

‫من أجل الصاحل العام‪ ،‬والتخلي عن الذاتية واألنانية (حممد احلسن‪ ،1999،‬ص ‪ .) 52‬كما عرف املفهوم‬

‫بأنه‪ " :‬يعرب عن حمصلة استجابات الفرد حنو حماولة فهم ومناقشة املشكالت االجتماعية العامة‪ ،‬والتعاون مع‬

‫الزمالء‪ ،‬والتشاور معهم‪ ،‬واحرتام آرائهم‪ ،‬وبذل اجلهد يف سبيلهم‪ ،‬واحملافظة على مسعة اجلماعة‪ ،‬واحرتام‬

‫الواجبات االجتماعية" ( ميسون مشرف‪،2009،‬ص‪ .)6‬فاملسؤولية االجتماعية ذات طابع اجتماعي؛ فهي ال‬

‫تقع على عاتق الفرد لوحده‪ ،‬بل تساهم يف تنمية املسؤولية االجتماعية مؤسسات تربوية عديدة‪ ،‬منها‪ :‬األسرة‪،‬‬

‫واملدرسة‪ ،‬واجلامعة‪ ،‬واملسجد‪ ،‬واملؤسسة اإلعالمية وغريها؛ ألهنا تقوم بالدور التثقيفي يف إعداد وتنشئة األبناء‪،‬‬

‫وال شك أن الشعور باملسؤولية وحتمل تبعاهتا جتعل اإلنسان يقرتب أكثر من حتقيق التكيف النفسي‬

‫واالجتماعي‪ ،‬وعليه فإن املسؤولية االجتماعية هي جزء من املسؤولية بصفة عامة‪ ،‬وهي ضرورية إلصالح‬

‫اجملتمع ككل (مجيل قاسم‪ ،2008 ،‬ص ‪. UNESCO Regional office 2012 ،11‬‬

‫وحسب ما ورد يف معظم الدراسات السابقة املتوفرة جند أن مفهوم املسؤولية االجتماعية مت تناوله من منطلق أحادي‪،‬‬

‫وقدصعب حتليله وربطه مبفاهيم أخرى‪ ،‬كما افتقرت بعض الدراسات من حتليل املفهوم يف إطار نظري علمي‬

‫مشويل ‪،‬مما صعب على البعض إرجاع مفهوم املسؤولية االجتماعية بأهنا تدرج حتت العلوم االجتماعية‪ ،‬أو الرتبوية‪ ،‬ـو‬

‫االنسانية‪ -‬وحتديًد ا علم االجتماع‪ ،‬أو االقتصاد‪ ،‬أو الرتبية اإلسالمية‪ -‬أو ميكن تصنيفه بصفة ختصصية ضمن إطار‬

‫علم االجتماع والتنمية‪.‬‬

‫اإلطار النظري‪:‬‬

‫عندما نتناول حتليل املسؤولية االجتماعية من املنطلق االجتماعي ميكن ان نضع بعض املرجعية النظرية ذات عالقه‬

‫فنجد هنالك بعًض ا من النظريات اخلاصة ‪ -‬اليت تتمثل يف كل من البنائية الوظيفية‪ ،‬والتبادل االجتماعي‪ ،‬ونظرية‬

‫الدور‪ ،‬واملؤسسية اجلديدة اليت تتناول البعد االقتصادي االجتماعي‪ -‬فنجد فيهما بعض من املقاربات يف تفسري أبعاد‬

‫‪4‬‬
‫وتطبيق املسؤولية االجتماعية؛ ففي البنائية الوظيفية جند العديد من العلماء‪ ،‬أمثال ‪:‬سبنسر‪ ،‬وبارسونز‪ ،‬وفيرب من‬

‫أصحاب هذه النظرية‪ ،‬أفادوا بتحليل أمهية توازن البناء االجتماعي يف أداء وظائفه بطريقة سليمة حتفظ أمن الكيان‬

‫االجتماعي من خالل تكامل األنساق يف أداء وظائفها (حممد اجلواد‪،2000‬ص‪ ،)126‬و ميكن اعتبار هذه النظرية‬

‫من النظريات اهلامة يف جمال العمل االجتماعي؛ ذلك ملا تتمتع به من حماولة ربط أجزاء اجملتمع بعضها ببعض‪ ،‬ليظهر‬

‫اجملتمع نسًق ا واحًد ا متكامل األجزاء‪ ،‬وميكن حتديد أنساق اجملتمع ابتداء بالفرد‪ ،‬مث األسرة‪ ،‬مث اجملتمع ومؤسساته‪،‬‬

‫وهذه األنساق كلها تسعى إىل التماسك والتوازن يف ااألمور احلياتية من النواحي االجتماعية‪ ،‬واالقتصادية ‪،‬والدينية‪،‬‬

‫والصحية‪ ،‬والرتبوية‪ ،‬واألمنية ‪،‬فإذا ما عجز أحد األنساق االجتماعية عن القيام بأحد وظائف البناء االجتماعي فقد‬

‫ينشأ اخللل الوظيفي الناتج عن عجز األعضاء يف املؤسسة عن ممارسة الوظائف االجتماعية‪ ،‬فمؤسسات املسؤولية‬

‫االجتماعية ‪ -‬من خالل العمل االجتماعي‪ -‬تقوم بسد هذا العجز ‪،‬وإعادة الضبط والتوافق االجتماعي إىل طبيعته‪.‬‬

‫كما حيدث شكاًل من التوازن والتماسك االجتماعي من خالل تطبيق املبادئ األساسية للمسؤولية االجتماعية‪ ،‬وهو‬

‫االهتمام باملشاكل اجملتمعية‪ ،‬والتنبؤ مبستقبل الرقي باجملتمع‪ ،‬واملشاركة يف العمل االجتماعي بشىت الوسائل‬

‫واإلمكانات‪ ،‬واإلتقان واألمانة يف أداء العمل املناط التكليف به للفرد‪ ،‬أو املؤسسة‪ .‬ويتضح من خالل طريقة التفسري‬

‫االجتماعي هلذه النظرية موافقتها مع ما جاء يف احلديث الذي يرويه الصحايب اجلليل أبو موسى األشعري رضي اهلل‬

‫عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬إن املؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعًض ا)‪ ،‬وقال رسول اهلل صلى‬

‫اهلل عليه وسلم‪( :‬ترى املؤمنني يف ترامحهم وتوادهم كمثل اجلسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر اجلسد بالسهر‬

‫واحلمى)‪ .‬فتأيت املسؤولية االجتماعية والعمل التطوعي ليكون كالبلسم الذي حيافظ على توازن اجملتمع وأمنه واقتصاده‬

‫‪،‬ويسعى على توفري مقومات احلياة؛ من أجل حتقيق الرفاهية االجتماعية‪.‬‬

‫كذلك جند هنالك تقارب مع نظرية الدور اليت تستند ‪-‬كما جاءت يف توضيح كثري من املفسرين‪ ،‬واحملللني‬

‫االجتماعني‪ -‬على أن البناء االجتماعي يتكون من مؤسسات اجتماعية ‪،‬وكل مؤسسة لديها أدوار حمددة ومكانات‬

‫اجتماعية‪ ،‬وقد تكون متداخلة مع مؤسسات أخرى (إحسان حممد‪،2010،‬ص‪ .)37‬إن منظور الدور يفسر شكل‬

‫العالقات بني األفراد وتداخل أدوارهم على مستوى األسرة أو أي مؤسسة اجتماعية أخرى‪ ،‬فدور الفرد حتكمه قواعد‬

‫خمتلفة (منها‪ :‬القيم‪ ،‬والسلوك‪ ،‬والرغبات)‪ ،‬كما أن دوره خيتلف حسب النوع‪ ،‬والعمر‪ ،‬والوظيفة‪ ،‬والوضع داخل‬

‫‪5‬‬
‫املؤسسة‪ ،‬وبذلك ختتلف الواجبات واحلقوق املتوقعة من الفرد جتاه اآلخرين وجتاه املؤسسة‪ .‬وميكن توظيف نظرية‬

‫الدور يف جمال املسؤولية االجتماعية بصورة واضحة وفاعلة إذا ما وجدت يف املؤسسات التطوعية مظلة تنظيمية عامة‬

‫من شأهنا القيام بتنظيم تلك املؤسسات؛ لتؤدي عملها بطريقة تكفل للمجتمع حتقيق الرفاهية‪ ،‬إًذا كلما كانت‬

‫املسؤولية االجتماعية من قبل تلك املؤسسات التطوعية قائمة على معايري اجتماعية عملية كلما كان نفعها أفضل‪ ،‬أما‬

‫إذا كان العمل التطوعي قائًم ا على العشوائية يكون نفعه ضعيًف ا‪ ،‬ويف حيز حمدود (ندى احلوشاين‪-10 :2012 ،‬‬

‫‪.)13‬‬

‫أما نظرية التبادل االجتماعي تقوم على أساس فهم األجزاء اليت يتكون منها اجملتمع‪ ،‬والعمليات التبادلية اليت حتدث‬

‫بينهم ‪،‬وكذلك التعرف على سلوك األفراد‪ ،‬واختاذ االجراءات املناسبة للتعامل مع مشكالهتم‪ ،‬على أساس أن السلوك‬

‫هو املكون األساسي للمجتمع أو املنظمات اليت تعمل يف إطاره‪ ،‬وعلى هذا ميكن القول بأن نظرية التبادل االجتماعي‬

‫قائمة على ثالثة حماور (الفرد‪ ،‬اجلماعة‪ ،‬اجملتمع) ‪ ،‬كما أن للنظرية تفسريات عديدة حسب توجهات املفكرين‬

‫القائمني على هذه النظرية‪ ،‬سنتناول أكثرهم مقاربة للمسؤولية االجتماعية؛ فنجد "جون هومانس" ركز على أن‬

‫عملية التبادل بني األفراد او اجلماعات عملية هتدف لتحقيق املنفعة و الربح بني الطرفني‪ ،‬فسعى هومانس موضًح ا‬

‫العالقة بني هذه احملاور؛ حيث إن الفرد يف إطار سعيه واهتماماته إلشباع حاجاته وقضاء مصاحله يدخل يف عالقة‬

‫تبادلية مع األشخاص واجلماعات املختلفة واملؤسسات اجملتمعية اليت قد تفرض عليه القيام بأنشطة معينة يف مقابل‬

‫حصوله على ما يريد‪ ،‬ويتم ذلك األسلوب طبًق ا لظروف اجملتمع ومعايريه (عبد اهلل عبدالرمحن‪ 2003،‬ص‪-117‬‬

‫‪ .) 118‬كذلك فسرها "بيرت بالو" من منطلق فهم البناء االجتماعي وما جيري فيه من جمموعة عالقات تبادلية تقام بني‬

‫األفراد و اجلماعات واملؤسسات قد ختتلف يف أهدافها وأشكاهلا حسب رغبات وإمكانيات كل طرف‪ ،‬كما أوضح‬

‫أن عمليات التبادل تشمل مظاهر خمتلفة من توزيع القوة واالعتماد والالمساواة حتت ظل من إحداث تغري اجتماعي‬

‫داخل البناء االجتماعي ‪،‬كما أن تعددية اجملموعات قد تدفع من إنشاء حتالفات بني اجملموعات ‪ ،‬وكلما زادت قيمة‬

‫اجلوائز واملكافآت خالل عال قات التبادل كلما زادت العالقة صالبة واستمرارية بني أفرادها‪ .‬بينما يرى "جون‬

‫امريسون" أن عالقات املنفعة ميكن أن تكون على شكل عالقات شبكية بني جمموعة أفراد ومجاعات ومؤسسات‬

‫حتكمهم قوانني يف العالقة‪ ،‬كما أن العالقة جتسد مبدأ الدميقراطية واحلرية؛ حبيث كل فرد أو مؤسسة هلا فرص يف‬

‫‪6‬‬
‫الدخول يف هذه العالقة‪ ،‬ومجيع املوارد أو األرباح توزع بالتساوي بني أفراد اجملموعة (عبيد آل مظف‪،‬ص ‪.)50-48‬‬

‫ويتضح أن مداخل نظرية التبادل تعين بأن املسؤولية االجتماعية هي عملية تبادل موارد وحتقيق منافع بني أفراد اجملتمع‪،‬‬

‫عرب تفعيل وتسخري مجيع اإلمكانات املتاحة من مؤسسات اجتماعية واقتصادية رمسية وشعبية خاصة وأهلية؛ من أجل‬

‫تقدمي مساعدات وخدمات ألفراد اجملتمع ليست فقط إلشباع رغباته‪ ،‬وإمنا ملزيد من ضمان استمرارية عجلة تبادل‬

‫املنفعة واستثمار املوارد واإلمكانات؛ لتحقيق تنمية مستدامة وعدالة اجتماعية‪.‬‬

‫وأخًري ا‪ ،‬نظرية املؤسسية اجلديدة اليت يرجع جذورها إىل تفسريات املاركسية واالشرتاكية االجتماعية فسرها‬

‫االجتماعي االقتصادي "فيبلني" بأن العامل االقتصادي ومؤسساته أصبح يف انعطافات من صعود وهبوط‪ ،‬مما ترك آثاًر ا‬

‫سلبية على معظم بالد العامل ‪ ،‬خاصة الدول النامية اليت تدىن فيها النمو االقتصادي‪ ،‬مما أفرز مزيًد ا من مشاكل‬

‫اقتصادية واجتماعية (آل مظف‪ ،2014 ،‬ص ‪ .)56‬هذا مما شجع كثري من املفكرين االقتصادين واالجتماعني‬

‫املهتمني بقضايا التنمية االجتماعية من التدخل يف إجياد بدائل وحلول نظرية وتطبيقية تعاجل املشاكل‪ ،‬وتساهم يف‬

‫استدامة عجلة التنمية عامة‪ ،‬والتنمية االقتصادية واالجتماعية خاصة (‪)Badri & Badri, 2001:4-5‬‬

‫يدعو اجتاه املؤسسية اجلديدة إىل تشجيع املشاركة اجملتمعية اليت تتمثل يف شيئني متكاملني‪ ،‬أحدمها‪ :‬تدخل الدولة يف‬

‫القطاع االقتصادي‪ ،‬ودعم فئات الشعب الفقرية‪ ،‬وذوات الدخل احملدود؛ لرفع املستوى املعيشي‪ ،‬وحتقيق قدر من‬

‫الرفاهية‪ .‬أما الشق الثاين‪ :‬بأن الدولة متتلك مجيع املوارد‪ ،‬وتقوم بتوزيعها بالشكل الذي ميكن القطاع اخلاص من‬

‫اإلنتاج ‪،‬وحتقيق األرباح اليت يشارك هبا يف دعم املؤسسات االجتماعية‪ ،‬وتقدمي اخلدمات االجتماعية‪ ،‬ودعم الدولة يف‬

‫مسريهتا التنموية؛ من أجل حتقيق االستقرار ‪ ،‬والعدالة اجملتمعية واستدامتها (‪)Badri and Badri, 2001:67‬‬

‫كما جتددت األفكار مع املفكرين االجتماعني االقتصادين احلديثني الذين يفسرون واقع األزمة االقتصادية وسط‬

‫اجملتمعات‪ -‬خاصة جمتمع العامل الثالث ‪ ،‬الذي حيتاج ملزيد من بذل اجلهود يف التغري املؤسسي‪ ،‬والتكيف اهليكلي‬

‫ملنظومة االقتصادية‪ -‬فمنهم "فيبلن" وحتليالته االنثروبلوجيا للعالقات االجتماعية والتبادل االقتصادي ‪ ،‬مث حتليله‬

‫للطبقات املرتفة وأضرارها يف بسط عدم العدالة واملساواة يف اجملتمع ‪ ،‬وكذلك "جيدينز" يف حتليله آلثار االستعمار‬

‫السلبية يف امتداد واستمرارية حاالت الفقر يف العامل الثالث ‪،‬كما جاء يف نظرية التضمني للمفكر "قونفيرت" الذي ينظر‬

‫بأن املشاكل االجتماعية واالقتصادية ذات مرجعية اجتماعية‪ -‬مثل ‪:‬البطالة‪ ،‬والفقر ‪ -‬جيب فهمها وحتليلها ومعاجلتها‬

‫‪7‬‬
‫من بعد مشويل متكامل‪ .‬هذا التسلسل األيديولوجي التارخيي قد يثري اجلدل عند تفسري أمهية املسؤولية االجتماعية يف‬

‫معاجلة مثل هذه الظواهر‪ ،‬خاصة يف العهد احلايل الذي يؤكد بأن اجملتمع أصبح يتخبطه أشكال من التغريات الغري‬

‫متوازنة ‪ ،‬والكوارث البشرية؛ نتيجة لتطبيق آليات العوملة‪ .‬لذلك جند التوجه احلديث من معظم املؤسسات العاملية‬

‫واحلكومات يرون أن املسؤولية االجتماعية أصبحت فعال مؤسسًيا وسط القطاع اخلاص‪ ،‬مما يلزمه من القيام باملسامهة‬

‫اجملتمعية بطريقة مباشرة وغري مباشرة؛ للحفاظ على التوازن االجتماعي االقتصادي‪ ،‬وإحداث تغيري ورفاه تنموي‪.‬‬

‫اإلطار التحليلي ألبعاد المسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫كشفت معظم الدراسات السابقة يف كافة أشكاهلا بأن هنالك أبعاد خمتلفة تفسر كاًل من املسؤولية بشكل عام‪،‬‬

‫واملسؤولية االجتماعية بصفة خاصة‪ ،‬فيما يلي نستعرض هذه األبعاد ملفهوم املسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المسؤولية االجتماعية من المنظور اإلسالمي (الكتاب‪ ،‬والسنة)‪:‬‬

‫تعد املسؤولية أوال قضية حيوية؛ الرتباطها مبهمة حتديد األفعال واملمارسات وحالة االستعداد وما يرتتب على أفعال‬

‫اإلنسان هذه من نتائج إجيابية وسلبية داخل الكيان االجتماعي‪ ،‬واهلل سبحانه وتعاىل قد كرم اإلنسان‪ ،‬ورفع قدره على‬

‫مجيع أنواع اخللق فقال‪﴿ :‬ولقد كرمنا بين آدم ومحلناهم يف الرب والبحر وفضلناهم على كثري ممن خلقنا تفضيال﴾‬

‫۞اإلسراء‪، ۞ 70 ،‬وكان من مقتضى هذا التكرمي أن وهبه العقل الذي جعله فيه تكليف باألوامر والنواهي واحلدود‪،‬‬

‫وقد حتمل اإلنسان مهمته وتقبل مسؤوليته فقال تعاىل يف ذلك‪﴿ :‬إنا عرضنا األمانة على السماوات واألرض واجلبال‬

‫فأبني أن حيملنها وأشفقن منها ومحلها اإلنسان﴾ ۞األحزاب‪ ۞72 ،‬وكان من أوائل املسؤولية الشخصية مسؤولية‬

‫اإلنسان عن نفسه وبدنه‪ ،‬وكما أن اإلنسان مسؤول عن بدنه فهو أيًض ا مسؤول عن عقله وفكره‪.‬‬

‫وكما أكد يف كتابه (عبد اهلل علوان‪،1998 ،‬ص‪ )10-9‬أن اإلنسان يف سائر تصرفاته االختيارية سيد مسؤول‪،‬‬

‫ومسؤوليته مشتقة من سيادته‪ ،‬منذ جعله خليفة يف األرض فمكنه منها واستعمره فيها ‪،‬وأنه مسؤول مبوجب هذه السيادة‬

‫أن يؤدي حقها‪ ،‬واملسؤولية يف أساسها هي لقب تشريف وخطاب تكليف ‪ ،‬فهي تشريف من حيث هي تكليف‪ ،‬إذ ال‬

‫ُيكلف حبمل األعباء إال من هو أهل حلملها‪ .‬كما جاء يف قول سيدنا عمر رضي اهلل عنه قال‪ :‬مسعت رسول اهلل صلى‬

‫اهلل عليه وسلم يقول‪(( :‬كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته‪ ،‬اإلمام راع ومسؤول عن رعيته‪ ،‬والرجل راع يف أهله‬

‫ومسؤول عن رعيته‪ ،‬واملرأة راعية يف بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها‪ ،‬واخلادم راع يف مال سيده ومسؤول عن رعيته‪،‬‬

‫‪8‬‬
‫وكلكم راع ومسؤول عن رعيته))‪ ،‬هذا احلديث وإن مل يكن يف ظاهر عباراته قد نص على وجود املسؤولية على الفرد جتاه‬

‫اجملموع البشري الذي يكتنفه بالشكل الصريح املباشر‪ ،‬غري أنه قد قرر مبدأ املسؤولية على الفرد لقاء ما حيوطه من‬

‫الناس‪ -‬كثريين كانوا‪ ،‬أم قليلني‪ -‬بشكل يتكافأ مع ظروفه ومهمته املوكلة إليه وكفاءاته اليت ميتاز هبا‪ ،‬وهذه املسؤولية اليت‬

‫قدرها اإلسالم على الفرد تكون بني مسؤولية شخصية يرجع أثرها عليه ال على غريه (كالسعي‪ ،‬والعمل يف كسب املال‪،‬‬

‫وطلب العلم)‪ ،‬وبني مسؤولية اجتماعية يتصل أثرها مبن حوله وذلك كالتعاون ‪،‬وبذل املساعدة لآلخرين املشاركني له يف‬

‫اجملتمع ‪.‬‬

‫ومن هذا املنطلق يتضح أن املسؤولية االجتماعية يف اإلسالم حتمل طابع الشمولية ابتداًء من مسؤولية احلاكم‪ ،‬فالعامل‪،‬‬

‫فالفرد‪ ،‬واملرأة‪ ،‬مث اخلادم‪ ،‬فأما مسؤوليات احلاكم فهي أعظم املسؤوليات من حيث إقامة احلدود‪ ،‬واحلكم مبا أنزل اهلل‪،‬‬

‫والعدل بني الرعية‪ ،‬والسهر على مصاحلها‪ ،‬وحيث أن االسالم أقام األمة الواحدة وأمر املسلمني باجلماعة فقد وضعهم‬

‫أمام مسؤولياهتم اجلماعية اليت حث على اإلتيان هبا‪ ،‬وهي من صميم تعاليم الدين اإلسالمي‪ ،‬من أبرزها‪ :‬األمر باملعروف‬

‫والنهي عن املنكر‪ ،‬وإخراج الزكاة املفروضة‪ ،‬وصلة الرحم‪ ،‬وزيارة املرضى‪ ،‬وتشييع اجلنائز‪ ،‬وإكرام اجلار‪ ،‬والضيف‪ ،‬والتعاون‬

‫على الرب والتقوى (سليمان العقيل‪،2000 ،‬ص ‪ .)62-60‬فاملسؤولية الفردية واجلماعية تعترب واجًبا شرعًيا‪ ،‬فبهما تشتد‬

‫قوة اجملتمع الذي حييا بقوة أفراده وتعاوهنم يف حتمل كل منهم ما عليه من واجبات‪ .‬وهكذا نرى أن يف تعاليم اإلسالم‬

‫وتوجيهاته الكثري من األصول واملبادئ الداعية إىل تعزيز صحوة الضمري االجتماعي للفرد‪ ،‬واإلحساس باملسؤولية حنو‬

‫اجملتمع‪ ،‬حيث يدعو اإلسالم إىل تقوية هذه املسؤولية بني أفراد اجملتمع واإلرشاد إىل طريق استخدام هذه التقوية كجزء‬

‫أساسي من العقيدة اإلسالمية‪.‬‬

‫ثانًيا‪ :‬المسؤولية االجتماعية من المنظور االقتصادي‬

‫إن إلزام معظم دول العامل الرأمسايل من خالل فرض القوانني على الشركات بدفع الضرائب‪ ،‬حىت تساهم يف الدخل‬

‫القومي تعترب من االسرتاتيجيات القدمية‪ ،‬ولكنها نقطة بداية ملسامهة الشركات اخلاصة وإلزامها يف حتقيق الرفاه‬

‫االجتماعي‪ ،‬وبسط العدالة االجتماعية‪ .‬ومع تطور الفكر االقتصادي وتغري بعض املفاهيم اخلاصة بعمليات التنمية‬

‫أصبحت املسؤولية االجتماعية يف القرن الواحد وعشرين أمًرا واقعًيا‪ ،‬وإلزاًم ا قانونًيا للشركات والقطاع اخلاص من قبل‬

‫معظم دول العامل (‪ .)Caroll, 1999, World Bank 1996‬وبالرغم من ذلك هنالك جدل وسط‬

‫‪9‬‬
‫االقتصادين؛ حيث يعتقد البعض أن للشركات والقطاعات اخلاصة دوًرا اجتماعًيا متزايًد ا بطبيعة اسرتاتيجياهتا ونشاطاهتا‬

‫‪ -‬سواء كان ذلك مباشرة‪ ،‬أو بطريقة غري مباشرة ‪-‬وذلك يأيت من منطلق أن الدولة ال تستطيع أن توفر خدمات‬

‫اجتماعية لكافة أفراد اجملتمع‪ ،‬وال تستطيع أن تفي باالحتياجات املختلفة من اخلدمات‪ ،‬فمسامهة الشركات يف مواجهة‬

‫تلبية احتياجات اجملتمع أصبح من ضروريات آليات القطاع اخلاص؛ للمسامهة الفعلية من أجل احلد من الفقر‪ ،‬وحتقيق‬

‫التنمية املستدامة‪ ،‬وتأمني عمليات التوظيف والتنمية البشرية‪.‬‬

‫فمن هذا املنطلق جاء مفهوم "املسؤولية االجتماعية" مرتبًط بإلزام القطاع اخلاص يف العمل اخلريي االجتماعي من خالل‬

‫توفري الدعم املادي واملساندة اإلدارية من قبل رؤساءها‪ ،‬هبدف حتقيق التنمية املستدامة للبلد واجملتمع (حممد الصرييف‬

‫‪،2007‬ص‪،10‬طاهر الغايل وصاحل العامري‪،2008،‬ص ‪ )12‬ولكن األمر مل يكن بالسهل بالنسبة للشركات‪،‬‬

‫فاملسؤولية االجتماعية كفكرة واسرتاتيجية للتطبيق كانت يف بدايتها تتأرجح بني احلصول على األرباح للمسامهني‪ ،‬وبني‬

‫املسؤولية حنو اجلهات من أفراد وشركات هلا مصلحة مع الشركة‪ .‬فأصبحت املسؤولية االجتماعية كفعل يتضارب بني‬

‫املنظور النيوكالسيكي واالقتصادية احلديثة اللذان حيتمان على أن الوظيفة الوحيدة للشركة هي املسؤولية االقتصادية اليت‬

‫ختتصر يف "حتقيق األرباح‪ ،‬واستخدام مواردها يف عمليات إنتاجية واستثمارية تزيد من املنفعة واملنافسة احلرة" (وهيبة مقدم‬

‫‪ .)2011‬بينما يرى البعض اآلخر أن الشركات والقطاعات اخلاصة ليست هلا التزامات اجتماعية‪ ،‬بل جيب أن تفي‬

‫بالتزاماهتا املادية املباشرة للدولة‪ ،‬كما يرون أن العمل االجتماعي هو مسؤولية جهات االختصاص من اجملتمع املدين‪،‬‬

‫واجلمعيات التطوعيةـ‪ ،‬والدولة ؛من أجل حتقيق رفاه اجتماعي ألفراد اجملتمع‪ .‬ولكن جند يف واقع األمر هنالك بعض‬

‫الشركات تقدم دعًم ا ومساندة مادية ملعظم قطاعات اجملتمع املدين واجلمعيات التطوعية؛ ألن هذه اجلهات غري رحبية‪،‬‬

‫وليست لديها مصدر مايل غري الدعم من أصحاب العمل ورجال األعمال والشركات‪ ،‬فمثل هذا التداخل يف املسؤوليات‬

‫جعل معظم اجلهات الدولية لتحديد تعريف وحدود واضحة ملفهوم املسؤولية االجتماعية ذات البعد االقتصادي؛ فعرفها‬

‫– مثال‪ -‬البنك الدويل والغرفة التجارية العاملية‪" :‬أهنا مجيع اجملاالت اليت تساهم يف تطوع الشركات؛ لتحقيق تنمية يف‬

‫اجملتمع" أي‪ :‬أهنا التزام أخالقي طوعي اجتماعي من الشركات؛ من أجل املساعدة يف حتسني الوضع املعيشي للمجتمع"‬

‫(الغرفة التجارية العاملية‪ ،2001،‬البنك الدويل ‪ .)1996‬ومن هنا خنلص بأن اﻟﻣﺳـؤوﻟﻳﺔً اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳ ــﺔ من املنظور‬

‫االقتصادي "متثل ﻋﻘـ ـًد ا اﺟﺗﻣ ــﺎﻋًيا ﺑ ــﻳن شركات اﻷﻋﻣ ــﺎﻝ اخلاصة واﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ‪ ،‬أي‪ :‬ما تساهم به الشركات ﻣــن ﻋﻣﻠﻳــﺎت‬

‫‪10‬‬
‫ﺗﺟـﺎﻩ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ هبدف حتقيق الرفاهية االجتماعية ‪ -‬سواء كانت مباشرة أو غري مباشرة‪ -‬عرب تقدمي الدعم املايل ملنظمات‬

‫اجملتمع املدين والقطاعات األهلية"‪.‬‬

‫أما عند مقارنة املفهوم مبنظور النظام االقتصادي اإلسالمي‪ ،‬فنجد أن املسؤولية االجتماعية ليست جديدة وال دخيلة‪،‬‬

‫بل هي جزء متأصل من قواعد وآليات النظام االقتصادي اإلسالمي املستمد من الشريعة اإلسالمية والسنه النبوية‪.‬‬

‫فكشف السراج حسني ‪ 2012،‬يف دراسته حول أمهية الوقف والزكاة يف املسؤولية االجتماعية‪ ،‬استشهد بأن هذه‬

‫األصالة تستند إىل أن ملكية املال هلل عز وجل واستخلف اإلنسان فيه‪ ،‬واحلق عند اهلل هو حق اجملتمع كما جاء يف قوله‬

‫تعاىل ﴿وآتوهم من مال اهلل الذي أتاكم﴾ ۞النور‪ .۞33‬وتأكيًد ا فإن العمل االجتماعي هو حق هلل ‪،‬أي‪ :‬أنه‬

‫عبادة‪ ،‬حيث قال تعاىل ﴿أمل يعلموا ان اهلل يقبل التوبة من عباده ويأخذ الصدقات﴾ ۞التوبة‪.۞104‬‬

‫فإن األداء االجتماعي يستند على األخوة‪ ،‬والرمحة‪ ،‬والتعاون كما جاء يف سورة املائدة‪﴿ 2‬وتعاونوا على الرب‬

‫والتقوى وال تعاونوا على اإلمث والعدوان واتقوا اهلل إن اهلل شديد العقاب﴾‪ .‬فنرى أن باعث القيام باملسؤولية‬

‫االجتماعية يف ظل الفلسفة املادية االقتصادية األوروبية ختتلف عن ما جاء يف املنظور الشرعي اإلسالمي؛ حيث‬

‫األول يعاين من حتقيق املساواة والعدالة االجتماعية ‪ ،‬بينما الثاين يعترب املسؤولية االجتماعية تكليًف ا دينًيا روحاًين يقوم‬

‫به الفرد واجملتمع والدولة؛ طلًبا للثواب‪ ،‬وحتقيًق ا لألمن والعدالة والسالم‪ .‬فتطبيق املسؤولية االجتماعية يف النظم‬

‫اإلسالمية جاءت يف فقه الزكاةـ وفقه الوقف‪ ،‬واحلقوق الواجبة يف املعاملة مع املساكني والعمال والعمالء‪،‬‬

‫والصدقات‪ ،‬واهلبات املالية والعينية‪ .‬فنالحظ أن املسؤولية االجتماعية يف النظام االقتصادي االسالمي تتميز بالشمولية‬

‫النابعة من قواعد اإللزام الشرعي الذي يشمل على النواحي الروحية (احلب‪ ،‬والتعاطف‪ ،‬واألمر باملعروف و النهي‬

‫عن املنكر)‪ ،‬واالخالقية (التعاون‪ ،‬والتبادل ‪،‬واملشاركة)‪ ،‬واالجتماعية (حتقيق الرفاه‪ ،‬وبسط األمن‪ ،‬والسالم‪،‬‬

‫والعدل)‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬جند الزكاة والصدقة والوقف ملزًم ا شرعًيا على أصحاب الشركات والعمل ‪ ،‬وكذلك‬

‫حقوق األقارب واجلريان والكفارة مجيعها ملزمات تتفاوت كميتها ونوعها حسب ما شرعه اهلل على الفرد‪ .‬فنجد‬

‫أن املسؤولية االجتماعية يف االقتصاد اإلسالمي تعىن بثالثة أبعاد‪ :‬أوال‪ :‬مسؤولية الفرد جتاه نفسه‪ ،‬ثانًيا‪ :‬مسؤولية‬

‫الدولة جتاه الفرد واجملتمع‪ ،‬ثالًثا‪ :‬مسؤولية الفرد حنو جمتمعه‪.‬‬

‫ثالًثا‪ :‬المنظور االجتماعي للمسؤولية االجتماعية ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫إن سلوك املسؤولية االجتماعية ال ينمو إال من خالل بيئة اجتماعية وثقافية مشجعة‪ ،‬تتسم باحلرية‪ ،‬والنظام‪ ،‬واملرونة‪،‬‬

‫واالهتمام‪ ،‬والفهم‪ ،‬واملشاركة ‪،‬والتسامح‪ .‬والرتبية هي من أهم الوسائل اليت ميكن من خالهلا تنمية املسؤولية االجتماعية‬

‫لدى األفراد‪ ،‬وتقوم مؤسسات الرتبية والتنشئة ‪ -‬ممثلة يف األسرة‪ ،‬واملدرسة‪ ،‬واجلامعة‪ ،‬ومجاعة الرفاق‪ ،‬ودور العبادة‪،‬‬

‫ووسائل اإلعالم‪ -‬بدورها يف غرس وتنمية املسؤولية االجتماعية لدى أفراد اجملتمع ‪ ،‬وما يلمسه اجملتمع من خلل‬

‫واضطراب يرجع يف جانب كبري منه إىل النقص يف منو املسؤولية االجتماعية‪ ،‬ويؤكد بعض الباحثني (‬

‫‪()BarbaraJacob,2010,p16‬ماجد أبومحدان‪،2011،‬ص‪ ،)380-370‬يف دراساهتم بأن النقص يف املسؤولية‬

‫االجتماعية يرجع إىل التغري االجتماعي والسياسي واالقتصادي السريع يف اجملتمعات النامية‪ ،‬بينما يبقى التغيري يف‬

‫الشخصية متأن ومرتدد؛ ألنه مير مبراحل طويلة من التنشئة الرتبوية‪ ،‬وهلذا السبب يشعر الفرد بأنه غريب أمام هذا التغري‬

‫السريع‪ ،‬ويعد الشعور باالغرتاب من أخطر مظاهر نقص املسؤولية االجتماعية وهو غربة عن النفس والواقع واجملتمع‪،‬‬

‫ومن أهم أعراضه‪ :‬العزلة‪ ،‬الالانتماء‪ ،‬الالهدف‪ ،‬والضياع‪ ،‬واالنسحاب‪ ،‬ورفض التعاون‪ ،‬واحتقار الذات واجلماعة‪ .‬وعليه‬

‫فإن الوعي مبمارسة املسؤولية الشخصية واالجتماعية تلعب دوًرا أساسًيا يف توازن احلياة؛ ألهنا تضيف جانب التحضر‬

‫واإلنسانية جملتمعات العامل‪ ،‬لذلك يرى بعض املفكرين بأن املسؤولية االجتماعية تعترب الركيزة الوحيدة إلحداث التغري‬

‫االجتماعي والفكري للفرد وجمتمعه‪.‬‬

‫المسؤولية االجتماعية والتنمية‪:‬‬

‫ليس هناك شرح واضح يف املنظومة العلمية والدراسات السابقة حنو ربط املفهومني‪ ،‬ومبا أنه حدث تطور يف تناول‬

‫املفهومني خالل القرن السابق واحلايل؛ تبًع ا للمتغريات واملتطلبات االقتصادية واالجتماعية والبشرية يف عصر العوملة‪،‬‬

‫فإنه من املفيد إعادة النظر وحماولة استقصاء تقارب واستدالل قوة الرتابط بني املسؤولية االجتماعية والتنمية‪ .‬جند من‬

‫املتعارف أن للتنمية جماالت متخصصة عديدة‪ ،‬أوهلا‪" :‬التنمية االقتصادية" اليت تعىن بالعمليات االنتاجية واالستثمارية‬

‫والتجارية؛ من أجل تكوين الثروة‪ ،‬ورفع النمو االقتصادي للدولة اليت تسثمر الدخل القومي يف إنشاء البنية التحتية‬

‫واخلدمات املختلفة ألفراد اجملتمع هبدف حتقيق الرفاه املعيشي‪ .‬ثانيها‪" :‬التنمية االجتماعية" اليت تعترب عملية إحداث‬

‫التوافق االجتماعي تتم من خالهلا تنمية طاقات الفرد وإشباع احتياجاته األساسية والثانوية‪ ،‬فهي عملية ضمان توفري‬

‫اخلدمات االجتماعية ألفراد اجملتمع؛ لكي نتمكن من مشاركته الفعالة يف عمليات التنمية االقتصادية(‪Amira and‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ . )Osman Badri, 2001‬أما "التنمية البشرية" تعىن برفع وتأهيل مقدرات املعارف ومهارات الفرد حىت يكون‬

‫متمكًن ا ومؤهال‪ ،‬و يتمتع بقدر من التخصصية والكفاءة اليت متكنه من أداء العمل املناط بطريقة فاعلة تضمن جودة‬

‫االنتاج‪ ،‬ولديها مردود وعائد ينفع الفرد واملؤسسة الراعية والقائمة بالعمل‪ .‬يف العهد احلايل وبعد ظهور التكنلوجيا يف‬

‫عصر العوملة أصبحت التنمية البشرية تشكل حموًر ا أساسًيا يف عملية التنمية االقتصادية واالجتماعية من خالل صناعة‬

‫التكنولوجيا‪ ،‬وتوظيفها يف مسارات العلم واملعرفة‪ ،‬باإلضافة جلميع عمليات اإلنتاج والتجارة‪ ،‬فاملوارد البشرية تشكل‬

‫معضلة قوة األمة اجتماعًيا واقتصادًيا‪ ،‬فحيثما متيزت املوارد البشرية بالكفاءة العلمية واملهاراتية والتكنولوجية نتوقع‬

‫منًو ا اقتصادًيا عالًيا‪ ،‬وحتقيق تكافئ وتوازن اجتماعي‪ .‬فنجد أن معظم الكتابات احلديثة حول التنمية تركز بأن التنمية‬

‫البشرية هي القاعدة األساسية لبناء األمة واجملتمع‪ ،‬فمنها تتحقق التنمية االقتصادية واالجتماعية وأهدافهما‪ .‬وإذا اتفقنا‬

‫على ذلك‪ ،‬فإن التنمية البشرية هي الوجه اآلخر لعملية املسؤولية االجتماعية؛ فكلما حتققت التنمية البشرية كلما‬

‫تعززت عملية املسؤولية االجتماعية بواسطة املؤسسات‪ ،‬و متكنا من حتقيق التنمية عرب املوارد البشرية املدربة ذات‬

‫الكفاءات العالية‪.‬‬

‫المسؤولية االجتماعية و العمل التطوعي‪:‬‬

‫هناك عدة تعاريف للعمل التطوعي؛ فهناك من الباحثني من يقتصره على اجلهود اليت يقوم هبا أفراد أو مواطنون غري‬

‫مهنيني يف إجناز عمل خارج نطاق أعماهلم اليت يتقاضون عنها أجًر ا‪ ،‬فالعمل التطوعي يعترب عند األغلبية بأنه عمل ما‬

‫يعود باخلري والنفع على اجملتمع‪ ،‬ويشعر الفرد بالرضا وذلك بكل رغبة وطواعية وتلقائية‪ ،‬دون أن ينشد من وراء‬

‫إجنازه أي نوع من أنواع الربح أو املكافأة (إميان شومان‪،1433،‬ص ‪ .)10‬بينما ينظر فريق آخر ‪-‬كما جاء يف‬

‫دراسة املالكي ‪1431،‬ه‪ -‬إىل أن مفهوم العمل التطوعي هو اجملهود القائم على مهارة أو خربة معينة‪ ،‬والذي ُيبذل‬

‫عن رغبة واختيار‪ ،‬بغرض أداء واجب اجتماعي ‪ ،‬وبدون توقع جزاء مايل‪ .‬ويعتربه بعض الباحثني مظهًر ا من مظاهر‬

‫اخلدمة االجتماعية اليت متارس بشكل فردي أو مجاعي إلشباع حاجات اجملتمع واألفراد باتباع األساليب العلمية‬

‫والقواعد التنظيمية املوجودة يف اجلهات املستفيدة‪ ،‬وبدون أجر مادي‪ ،‬ويف أوقات منتظمة؛ إدراًك ا من املتطوع بأنه‬

‫واجب اجتماعي إنساين يؤكد على انتمائه للمجتمع؛ مبتغًيا األجر من اهلل‪ .‬إذن يعرف العمل االجتماعي التطوعي بأنه‬

‫النشاط االجتماعي واالقتصادي الذي يقوم به األفراد املمثلون يف اهليئات واملؤسسات والتجمعات األهلية ذات النفع‬

‫‪13‬‬
‫العام دون عائد مادي مباشر للقائمني عليه؛ وذلك هبدف التقليل من حجم املشكالت‪ ،‬واإلسهام يف حلها سواء كان‬

‫ذلك باملال‪ ،‬أو اجلهد (مسر املالكي ‪1431‬ه‪،‬ص‪.)41-40‬‬

‫الخاتمة والتوصيات‪:‬‬

‫نالحظ بأنه ميكن يف كثري من األحيان حتديد مفهوم معني يفي بإعطاء مضمون شامل وجامع ومتعمق ألفعال وأبعاد‬

‫مفهوم املسؤولية االجتماعية يف جمال العلوم السلوكية واالجتماعية؛ فيتضح من معظم الدراسات السابقة وهذا البحث‬

‫تعدد املصطلحات املتعلقة مبفهوم املسؤولية االجتماعية‪ ،‬ومنها‪ :‬مواطنة الشركات‪ ،‬الشركات األخالقية‪ ،‬التكافل‬

‫االجتماعي‪ ،‬العمل االجتماعي التطوعي‪ ،‬العمل اخلريي‪ ،‬اإللزام الديين والفطري‪ ،‬وغريها من األنشطة املرتبطة هبا‪ ،‬وغريها‬

‫من مفاهيم تعكس مبادئ متعددة للمسؤولية االجتماعية مما جيعل القارئ األكادميي على إدراك بتعددية أبعاد املفهوم‪،‬‬

‫وأمهية وجوده يف حتقيق عملية التنمية الشاملة‪.‬‬

‫يفيد هذا التحليل من إعادة النظر يف إجياد وسائل لتكيف املسؤولية االجتماعية يف اسرتاتيجيات وسياسات التنمية‪.‬‬

‫وميكن أن جند آليات حديثة تضمن من إدماج مفاهيم وأبعاد املسؤولية االجتماعية يف مناهج جامعية ومدرسية ذات‬

‫عالقة مبا تنخرط منها مفاهيم وتطبيقات أخرى مشاهبة‪ ،‬مثل‪ :‬العمل التطوعي‪ ،‬املشاركة اجملتمعية واملواطنة‪ .‬ولكن يف‬

‫واقع األمر رغم اجلهود املبذولة يف هذا احلقل احلديث ال يزال توجد فجوة بني أجهزة االعالم وأجهزة التعليم والرتبية‬

‫مبستوياهتا املختلفة‪ ،‬مما جيعل من الصعب فهم املسؤولية االجتماعية وتطبيقها بواسطة اجلهات املختصة‪ .‬ومبا أن‬

‫املسؤولية االجتماعية أصبحت إلزاًم ا مؤسسيًا للقطاعات اخلاصة‪ ،‬فيجب على القطاع العام االهتمام بوضع خطط تزيد‬

‫من متكني أفراد اجملتمع من االخنراط يف العمل االجتماعي التنموي مستخدًم ا آليات واساليب علمية يسهل تطبيقها‬

‫حسب موارد كل جمتمع‪ ،‬كما يستوجب على الدول إعطاء مزيد من احلرية والثقة يف القطاع األهلي واجملتمع املدين؛‬

‫لكي يستفيد من طاقات الشباب يف عمليات التنمية وحتقيق رسالة املسؤولية االجتماعية‪ ،‬ويف اخلتام أتقدم ببعض‬

‫التوصيات اليت قد تزيد من النهوض يف تعبئة املسؤولية االجتماعية بالوطن العريب‪ ،‬أمهها‪:‬‬

‫وضع مناهج إجبارية يف املدارس الثانوية واجلامعات عن "اإلرشاد واملسؤولية االجتماعية والتنمية"؛ حيث يتم تطبيق‬ ‫‪.1‬‬
‫املعارف واملهارات العلمية األكادميية يف أرض الواقع‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫التنسيق بني اجلامعات يف تأسيس كيان جيسد الفكر الشمويل للمسؤولية االجتماعية‪ ،‬يقوم من خالله الطالب والطالبات‬ ‫‪.2‬‬
‫وأعضاء هيئة التدريس بتخطيط وتنفيذ املشاريع العلمية التطبيقية املقننة‪.‬‬
‫التنسيق بني اجلهات الرمسية واخلاصة واألهلية والشعبية للقيام مبشاريع مشرتكة تسعى إىل النهضة الثقافية واحلضارية‬ ‫‪.3‬‬
‫التنموية‪.‬‬
‫دعم اجلمعيات االجتماعية واخلريية مادًيا؛ لتوسيع وجتويد نوعية براجمها‪ ،‬وتعميم الفائدة ألكرب عدد من املستفيدين ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تشجيع العلماء حنو التفكري الشمويل؛ إلخراج كتابات تشجع وحتقق من تطبيق املسؤولية االجتماعية يف اجملتمع‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫إعداد مناهج متخصصة يف العمل االجتماعي التطوعي واملسؤولية االجتماعية‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫إشراك طالب اجلامعة يف منظمات عاملية تشجع وتدعم املسؤولية االجتماعية والعمل االجتماعي‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األحاديث النبوية الشريفة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبو محدان‪ ،‬ماجد ملحم(‪". )2011‬التنشئة االجتماعية األسرية وعالقتها مبشاركة الشباب يف اختاذ القرار داخل األسرة"‪ ،‬مجلة‬ ‫‪‬‬
‫جامعة دمشق‪ ،‬المجلد ‪ ،27‬العدد الثالث والرابع‪ ،389-364 :‬سوريا‪.‬‬
‫التقرير اإلحصائي السكاني‪1433 ،‬ه‪ ،‬موقع مصلحة اإلحصاء العامة واملعلومات ‪www.cdsi.gov.sa‬‬ ‫‪‬‬
‫التوجيري‪ ،‬صاحل محد (‪ .)2013‬التطوع ثقافته وتنظيمه‪ ،‬الرياض‪ ،‬مملكة جند للنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اجلواد‪ ،‬حممد (‪ .)2000‬دراسات في النظرية االجتماعية المعاصرة‪ ،‬جامعة القاهرة‪ :‬مصر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫احلسن ‪،‬إحسان حممد (‪ .)1999‬دور األسرة العربية يف تنمية املسؤولية االجتماعية‪ .‬شؤون عربية‪ ،‬مجلة شهرية تصدرها وحدة‬ ‫‪‬‬
‫المجالت في األمانة العامة لجامعة الدول العربية‪ ،‬العدد ‪ ،98‬تونس‪.‬‬
‫احلسن‪ ،‬إحسان حممد (‪ .)2010‬النظريات االجتماعية احلديثة‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫احلوشاين‪ ،‬ندي (‪ .)2012‬أثر العمل التطوعي على تنمية المسؤولية االجتماعية لدى عينة من خريجات الجامعة في‬ ‫‪‬‬
‫محافظة الرس‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة امللك عبد العزيز‪ ،‬جدة‪.‬‬
‫السلطان‪ ،‬فهد سلطان (‪" .)2009‬اجتاهات الشباب اجلامعي الذكور حنو العمل التطوعي" مجلة الخليج العربي العدد ‪،112‬‬ ‫‪‬‬
‫مكتب التربية لدول الخليج العربي‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫الشبكة العربية للمنظمات األهلية‪ ،‬المسؤولية االجتماعية للقطاعين العام والخاص‪ :‬حالة دولة لبنان‪ ،2010 ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العقيل‪ ،‬سليمان عبد اهلل (‪".)2000‬املسؤولية االجتماعية جتاه األمن"‪ ،‬ورقة علمية مقدمة في مؤتمر العمل التطوعي واألمن‬ ‫‪‬‬
‫في الوطن العربي‪ ،‬أكادميية نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫الغايل‪ ،‬طاهر حمسن و العامري ‪ ،‬صاحل مهدي (‪.)2008‬المسؤولية االجتماعية وأخالقيات األعمال‪ ،‬دار وائل للنشر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫عمان‪.‬‬
‫الغرفة التجارية العاملية (‪. www.worldtradechamber.)2009‬‬ ‫‪‬‬
‫آل مظف‪ ،‬عبيد على (‪ .)2013‬علم اجتماع الحياة االقتصادية‪ .‬صفحة ‪ ،50-48‬مكتبة الشقري‪ ،‬جدة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املالكي‪ ،‬مسر حممد (‪ .)2010‬مدى إدراك طالبات الدراسات العليا بجامعة أم القرى لمجاالت العمل التطوعي للمرأة في‬ ‫‪‬‬
‫المجتمع السعودي‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم الرتبية اإلسالمية‪ ،‬كلية الرتبية‪ ،‬مكة املكرمة‪.‬‬
‫املظلة العدد ‪ ،2011 ،48‬الشبكة العربية للمنظمات األهلية‪www.arabnetworkcivilorganizations.org ( .‬‬ ‫‪‬‬
‫تقرير األمم املتحدة لأللفية الثالثة ‪www.mdgreport/2013/worldpopulation(( . 2013‬‬ ‫‪‬‬
‫زاهد‪ ،‬رمحة اهلل (‪" .)2010‬مؤسسات العمل اخلريي واملسؤولية االجتماعية"‪ ،‬ورقة علمية مقدمة في المؤتمر االسالمي‬ ‫‪‬‬
‫العالمي للشباب والمسؤولية االجتماعية‪ ،‬جاكارتا‪.‬‬
‫شومان‪ ،‬إميان جابر ( ‪1433‬ه)‪ .‬األبعاد االجتماعية للعمل التطوعي‪ ،‬ودورها يف عملية التماسك االجتماعي يف اجملتمع‬ ‫‪‬‬
‫السعودي‪ .‬ورقة علمية مقدمة في ندوة العمل التطوعي وأفاق المستقبل‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مكة املكرمة‪.‬‬
‫صفوت‪ ،‬سهري (‪ .)2010‬املسؤولية االجتماعية للشباب يف محاية األمن الثقايف واالجتماعي للمجتمع املصري‪ ،‬ورقة علمية‬ ‫‪‬‬
‫مقدمة في المؤتمر اإلسالمي العالمي للشباب والمسؤولية االجتماعية‪ ،‬جاكارتا‪.‬‬
‫عبد الرمحن‪ ،‬عبد اهلل حممد (‪ .)2003‬علم االجتماع االقتصادي‪ .‬صفحة ‪.60-53‬دار املعرفة اجلامعية‪ :‬االسكندرية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عبد السالم‪ ،‬مصطفى حممود (‪.)2010‬الشباب والعمل التطوعي‪ ،‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬مجلة الوعي اإلسالمي ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫عدد ‪ ،532‬الكويت‪.‬‬
‫علوان‪ ،‬عبد اهلل ناصح (‪ .)1998‬التكافل االجتماعي في اإلسالم‪ ،‬ص ‪ ،10-9‬دار السالم للطباعة والنشر‪ :‬القاهرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فحجان‪ ،‬سامي (‪ .)2010‬التوافق المهني والمسؤولية االجتماعية وعالقتهما بمرونة األنا لدى معلمي التربية الخاصة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫رسالة ماجستري‪ ،‬كلية الرتبية‪ ،‬اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ رسالة‬،‫) فعالية برنامج إرشادي لتنمية المسؤولية االجتماعية لدى طالب المرحلة الثانوية‬2008( ‫ مجيل حممد‬،‫قاسم‬ 
.‫ غزة‬،‫ اجلامعة اإلسالمية‬،‫ قسم علم النفس‬،‫ماجستري‬
‫ التفكير األخالقي وعالقته بالمسؤولية االجتماعي وبعض المتغيرات لدى طلبة الجامعة‬.)2009( ‫ ميسون‬،‫مشرف‬ 
.‫ غزة‬:‫ اجلامعة اإلسالمية‬،‫ قسم علم النفس بكلية الرتبية‬،‫ رسالة ماجستري‬،‫اإلسالمية بغزة‬
‫ ورقة علمية مقدمة في الملتقي‬،‫ املسؤولية االجتماعية للشركات من منظور االقتصاد االسالمي‬.)2011( ‫ وهيبة‬، ‫مقدم‬ 
.‫اجلزائر‬:‫ جامعة عبد احلميد بن ياديس‬،‫الدولي األول حول االقتصاد اإلسالمي‬

:‫مراجع باللغة االنجليزية‬

1. Alsarag, Hussein (2012) Waqf as tools of corporate social responsibility.


University of Munich research archive: Munich.
2. Arab youth: Civic engagement and economic participation Report. (2011).
UNESCO Regional Bureau for Education in Arab States. Beirut.
(www.unesco.org/beirut) .
3. Badri ,Amira Y. and et al (2010).The role of universities in social responsibility
and civic engagement:The Case of Ahfad University for Women, Annual
report, AUW, Sudan.
4. Badri, Amira and Badri,Osman (2001). Sustainable development and Quality of
life. Ahfad University Press, Omdurman, Sudan.
5. Caroll, A.B (1999).“Corporate social responsibility: Evolution of definitional
construct”, Business and Society,Vol.38,no.3 pp268-295.
6. Graff, Linda (2006). Volunteering and Community Service. Discussion Paper by
volunteer Canada.
7. Jacoby, Barbara (2000). Civic engagement in higher education: Concepts and
Practices. John Wiley and Sons. New York.
8. Mehta, S.R (2011). “Cooperate social responsibility and Universities: Towards an
integrative approach”. International Journal of Social Sciences and Humanity,
Vol.1,no4:300-305.
9. World Bank (1996). Corporate social responsibility in Asia. World Bank
Group: Washington D.C.(www.world bank report).
10. World Summit on Sustainable Development: Corporate Social Responsibilities,
UNIDO, Vienna 2002.
11. www.unvolunteers.org/socialresponsibility/report

17

You might also like