You are on page 1of 80

‫الجامعة المستنصرية‬

‫كلية التربية االساسية‬


‫قسم رياض االطفال‬

‫‪ .‬اسم المادة ‪ :‬التنشئة االجتماعية‬


‫‪.‬الصف ‪ :‬االول‬
‫‪ .‬القسم ‪ :‬رياض االطفال‬
‫مدرسة المادة ‪ :‬م‪ .‬د‪.‬مروج عادل خلف‬
‫مفردات التنشئة االجتماعية‬

‫‪ :‬الفصل االول‬
‫‪.‬مفهوم التنشئة االجتماعية (المفهوم العام والمفهوم الخاص)‬
‫‪ .‬تعريف التنشئة االجتماعية ‪،‬خصائص التنشئة ‪ ،‬اهدافها ‪،‬شروطها ‪،‬مراحلها‬

‫‪ :‬الفصل الثاني‬
‫‪ .‬التنشئة االجتماعية في االسالم‬
‫‪ .‬اسس التنشئة االجتماعية في االسالم‬
‫‪ .‬سمات التنشئة االجتماعية في االسالم‬
‫‪ .‬ابعاد التنشئة في االسالم ومجاالتها‬

‫‪ :‬الفصل الثالث‬
‫العوامل المؤثرة في التنشئة االجتماعية ( الوراثة ‪ ،‬البيئة ‪ ،‬الغدد ‪ ،‬الغذاء ‪ ،‬النضج ‪ ،‬التعلم ‪،‬‬
‫‪.‬الثقافة )‬

‫‪ :‬الفصل الرابع‬
‫مؤسسات التنشئة االجتماعية ( االسرة ‪ ،‬الروضة ‪ ،‬المدرسة ‪ ،‬جماعة الرفاق ‪ ،‬دور العبادة ‪،‬‬
‫‪.‬وسائل االعالم )‬

‫‪ :‬الفصل الخامس‬
‫‪ :‬نظريات التنشئة االجتماعية‬
‫‪ -1‬نظرية اريكسون ‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرية التعلم االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -3‬نظرية فرويد ‪.‬‬
‫‪ -4‬نظرية الدور االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -5‬نظرية هورني ‪.‬‬
‫‪ :‬الفصل السادس‬
‫مظاهر التنشئة االجتماعية ( التطبيع االجتماعي ‪ ،‬التقليد ‪ ،‬التقمص ‪ ،‬تحديد الدور ‪ ،‬المركز ‪،‬‬
‫‪.‬الذات )‬

‫‪ :‬الفصل السابع‬
‫النمو االجتماعي للطفل ‪ ،‬مظاهرالنمو االجتماعي ‪ ،‬مطالب النمو االجتماعي ‪ ،‬دور االم في نمو‬
‫‪ ) .‬الطفل اجتماعيا ‪ ،‬دور الروضة في نمو الطفل اجتماعيا‬

‫الفصل االول‬

‫مفهوم التنشئة االجتماعية‬

‫ت دل التنش ئة االجتماعي ة في معناه ا الع ام على العملي ات ال تي يص بح به ا الف رد‬


‫واعيا ومستجيبا للمؤثرات االجتماعية ‪ ،‬وما تشمل عليه هذه المؤثرات من ضغوط‬
‫ومن واجبات على الفرد حتى يتعلم كيف يعيش مع االخرين ‪.‬‬
‫وهي في معناه ا الخ اص نت اج العملي ات ال تي يتح ول به ا الف رد من مج رد ك ائن‬
‫عضوي الى شخص اجتماعي ‪ ،‬وتصل تلك التنشئة الى اقصاها في مرحلة الطفولة‬
‫‪،‬وشبه علماء النفس الطفل بكتلة لينة يمكن للوالدين او المربين تشكيلها على النحو‬
‫ال ذي يختارون ه وان ك ان ينبغي على ك ل مجتم ع ان يص ل الى ثالث حل ول لقض ايا‬
‫هامة تواجهه بخصوص االطفال هي طرق رعايتهم ‪ ،‬وترسيخ القواعد التي تتحكم‬
‫في كيفية تفاعلهم مع االخرين‪ ،‬ونقل المهارات والقيم من الكبار اليهم ‪.‬‬
‫وأزاء اامطالب االخيرة واجهت المجتمعات مصاعب متباينة ‪ ،‬معتمدة في ذلك‬
‫على عملي ة تعليم وتعلم تق وم على التفاع ل االجتم اعي‪ ،‬وته دف الى اكتس اب‬
‫االطف ال س لوك ومع ايير واتجاه ات مناس بة الدوار اجتماعي ة معين ة‪ ،‬تمكنهم من‬
‫مس ايرة الجماع ة والتواف ق االجتم اعي أي تكس بهم ط ابع اجتم اعي وتيس ر لهم‬
‫االن دماج في الحي اة االجتماعي ة ‪ .‬ان االم ر هن ا ينط وي على م ا يع رف ( بعملي ة‬
‫التنشئة االجتماعية ) او ما تسمى احيانا بعملية التطبيع االجتماعي انها عملية تعلم‬
‫القصد منها ان ينمى لدى الطفل الذي يولد ولديه امكانيات هائلة ومتنوع ة ان يس لك‬
‫س لوك فعلي مقب ول ومعت اد وف ق مع ايير الجماع ة ال تي ينتمي اليه ا‪.‬فعملي ة التنش ئة‬
‫االجتماعي ة تب دا من ذ ال والدة ‪،‬وتتم من خالل عملي ة التفاع ل االجتم اعي به دف‬
‫اكس اب الطف ل مع ايير المجتم ع وتوقعات ه‪،‬ومس اعدته على ت ذويب ه ذه المع ايير‬
‫ليصبح قادرا على االندماج في مجتمعه ويعني (التذويب) استدخال مع ايير المجتم ع‬
‫وقيم ه وتبنيه ا من قب ل الف رد لتص بح ج زءا من مكون ات ال ذات االساس ية وتص بح‬
‫ضوابط للسلوك ال يجوز انتهاكها ‪ .‬وان اية مخالفة لها ستؤدي الى الشعور بالذنب‬
‫‪،‬فهي تلعب دورا هام ا في تط ور س لوك الف رد ومبادئ ه االخالقي ة ‪ .‬والتنش ئة‬
‫االجتماعي ة ليس ت فق ط عملي ة تعلم اجتم اعي ب ل هي ايض ا عملي ة نم و يتح ول من‬
‫خالله ا االف راد من اطف ال اعتم اديين متمرك زين ح ول ذواتهم الى كب ار ناض جين‬
‫ي دركون مع نى المس ؤولية االجتماعي ة او التبعي ة االجتماعي ة‪ ،‬يض بطون انفع االتهم‬
‫ويتحكم ون في الح اح الحاج ات ويش بعونها بم ا يتف ق م ع قيم المجتم ع‪.‬‬
‫وللتنشئة االجتماعية خاصية االستمرارية‪ ،‬فهي التقتصر على مرحلة الطفولة فقط‬
‫بل تستمر في المراحل االخرى كالمراهقة حتى الشيخوخة ‪،‬الن الفرد في كل من‬
‫ه ذه المراح ل ينتمي الى جماع ات من ن وع جدي د يب دو فيه ا ب دور جدي د ويع دل من‬
‫سلوكياته ويكتسب انماطا مستحدثة من السلوك وهذا ما يدفع لتقديم معنى التنشئة‬
‫االجتماعي ة على انه ا عملي ة تعتم د على التلقين والمحاك اة والتوح د م ع االنم اط‬
‫العقلية والعاطفية واالخالقية لدى الطفل والراشد ‪،‬هادفة الى ادماج عناصر الثقافة‬
‫في نسق الشخصية ‪،‬وتبدا من الميالد داخل االسرة وتستمر باتساع اتساق التفاعل‬
‫كلم ا ك بر الم رء ‪،‬وتع بر عن نش اط البن اء االجتم اعي بمختل ف ميادين ه‬
‫(االسرة‪،‬الدين‪،‬السياسة‪،‬التعليم‪،‬المهنة‪،‬االقتصاد) الذي يضغط على الفرد لكي يتواف ق‬
‫م ع غ يره‪ .‬وه ذا م ا يض في على عملي ة التنش ئة مفه وم الديناميكي ة الن الف رد في‬
‫تفاعل ه م ع غ يره من اف راد الجماع ة يأخ ذ ويعطي في ض وء المع ايير واالدوار‬
‫االجتماعي ة وي ؤثر ذل ك م ع عوام ل اخ رى على نم و الشخص ية لك ل ف رد‪ ،‬ولعملي ة‬
‫التنش ئة وظيف ة ظ اهرة تنحص ر في ت دريب الطف ل على اداء انم اط معين ة يرض ى‬
‫عنه ا المجتم ع‪ ،‬ويتخذهاالش خص دعام ة لس لوكه اثن اء حيات ه‪ ،‬كم ا ان له ا وظيف ة‬
‫مس تمرة ته دف الى توح د الطف ل م ع مجموع ة من االنم اط الثقافي ة للمجتم ع تع رف‬
‫بأسم القيم االجتماعية التي تتكون منها‪.‬‬

‫تعريف التنشئة االجتماعية ‪-:‬‬

‫تعرف التنشئة االجتماعية عدة تعريفات منها ‪:‬‬


‫‪ -1‬هي عملية اكتساب الفرد لثقافة مجتمعه ولغته‪،‬والمعاني والرموز والقيم التي‬
‫تحكم سلوكه‪،‬وتوقعاته وسلوك الغير ‪،‬والتنبؤ باستجابات االخرين‪،‬وايجابية التفاعل‬
‫معهم‪.‬‬

‫‪-2‬انها عملية التفاعل االجتماعي التي يكتسب فيها الفرد شخصيته االجتماعية‬
‫التي تعكس ثقافة مجتمعه‪.‬‬

‫‪-3‬هي عملية تربية وتعلم وتتم من خالل التفاعل االجتماعي ‪.‬وتؤدي الى اكساب‬
‫الفرد المعايير والعادات والتقاليد و االدوار االجتماعية الضرورية التي تمكنه من‬
‫مسايرة الجماعة واالندماج معها وتساعده على تحقيق التكيف مع المجتمع الذي‬
‫يعيش فيه ‪.‬‬
‫‪ -4‬هي عملية تتم بين الطفل والقائمين على رعايته من خالل مجموعة من‬
‫االساليب التي يتشربها ويتأثر بها ‪ ،‬وتهدف تلك العملية الى تربية هذا الطفل‬
‫ومساعدته على ان ينمو طبيعيا في حدود ما تؤهله له قدراته العقلية والجسمية‬
‫والعاطفية واالجتماعية والروحية ‪.‬‬

‫خصائص عملية التنشئة االجتماعية‪-:‬‬


‫من خالل استعراض المعاني المتعددة لمفهوم التنشئة االجتماعية يمكن استخالص‬
‫بعض خصاص هذا المفهوم وهي‪:‬‬
‫‪-1‬ان عملية التنشئة االجتماعية عملية نمو وتغيريتحول خاللها الفرد من كائن‬
‫بيولوجي يعتمد على غيره في اشباع حاجاته البيولوجية الى فرد اجتماعي يراعي‬
‫القواعد االجتماعية لدى اشباع حاجاته ويتمتع باالستقاللية ويتحمل المسؤلية تجاه‬
‫ذاته وتجاه االخرين ‪.‬‬
‫‪-2‬انها عملية مستمرة في جميع مراحل الحياة ولكنها اشد ما تكون حساسية في‬
‫مرحلة الطفولة ثم المراهقة النها مرحلة التغير السريع التي تتشكل فيها شخصية‬
‫الفرد‪.‬‬

‫‪-3‬انها عملية تعلم اجتماعي يتعلم خاللها الفرد االدوار االجتماعية التي تساعدة‬
‫على تحقيق التكيف ضمن محيطه االجتماعي وهي تختلف باختالف الطبقة‬
‫االجتماعية والثقافة الفرعية التي ينتمي اليها الفرد ‪.‬‬
‫‪- 4‬تساعد عملية التنشئة االجتماعية الفرد على استدخال قيم المجتمع ومعاييره‬
‫وقواعده االخالقية وتوقعاته ‪،‬االمر الذي يساعده على الوصول الى حالة من‬
‫االندماج والتوافق في المؤسسات االجتماعية المختلفة ‪.‬‬
‫‪-5‬تعتبر عملية التنشئة االجتماعية عملية تفاعل بين الفرد ومن يقوم على تنشئته‬
‫من مؤسسات وافراد مثل االسرة والمدرسة والرفاق ودور االعالم ودور العبادة‬
‫وغيرها ‪،‬والفرد من خالل هذه العملية يؤثر ويتاثر ويتعلم االدوار والمعايير‬
‫االجتماعية ويعلمها‪.‬‬
‫‪-6‬تستخدم في عملية التنشئة االجتماعية اساليب عدة من اجل تشكيل سلوك الفرد‬
‫مثل التعليم المباشر والمالحظة والتقليد واساليب االقناع والثواب والعقاب والتقمص‬
‫‪.‬‬
‫‪ -7‬تعد عملية التنشئة االجتماعية بانها عملية فردية وسيكولوجية باالضافة الى‬
‫كونها اجتماعية في الوقت نفسه‪.‬‬

‫اهداف التنشئة االجتماعية ‪:‬‬


‫تهدف عملية التنشئة االجتماعية الى تحقيق مجموعة من االهداف لدى االفراد‬
‫وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬غرس النظم االساسية في الفرد ‪ :‬لكل مجتمع مجموعة من النظم التي يسير‬
‫عليها افراده يلتزمون بها بعد ان ثبتت جدواها وقابليتها لحل مشكالتهم وتسهيل‬
‫شؤون حياتهم خالل فترة اختيار هوية‪ ،‬فالفرد الذي يتناول االطعمة والمشروبات‬
‫التي حرمها المجتمع او النظم او العقيدة على سبيل المثال يصبح شخص مرفوض‬
‫اجتماعيا وغير مرغوب فيه ‪.‬‬
‫‪ -2‬غرس الطموح في النفس ‪ :‬يسعى كل مجتمع الى غرس انواع الطموح‬
‫المختلفة في نفوس افراده بما يتناسب مع شخصية كل منهم ففي المجتمعات القديمة‬
‫نجد ان العامل البدائي يحاول ان يغرس في نفوس ابنائه الرغبة في ان يكون‬
‫عامال ماهرا خالل ايام االسبوع وان يكون رجال متدربا مواظبا الى دور العبادة‬
‫في اوقاتها‪.‬‬
‫‪ -3‬غرس الهوية في الطفل ‪ :‬يختلف مفهوم الهوية والطموح في المجتمعات‬
‫الحديثة عنه في المجتمعات القديمة نظرا لبعدها عما يتمناه االباء البنائهم طبقا‬
‫الصلهم العرقي وتعدد فرص االختيار امام االبناء حاليا فالتنشئة والتطبيع اليوم‬
‫يعتمد على طموح الفرد وهويته تبعا الحتياجاتهم وقدراتهم التعليمية والمهنية تبعا‬
‫لهوية االباء وطموحهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬غرس الهوية القومية ‪ :‬لكل مجتمع من المجتمعات الثقافية الخاصة والتي‬
‫تميزه عن المجتمعات االخرى فافراد المجتمع يتكلمون لغة واحدة تجمعهم ولهم‬
‫عاداتهم وتقاليدهم واعرافهم وقيمهم ومعاييرهم وانماطهم السلوكية المختلفة حيث‬
‫تقوم عملية التنشئة االجتماعية بغرس هذه العناصر المختلفة في نفوس االطفال‬
‫وتتخذ التربية بمفهومها الشامل وسيلتها في ذلك وغايتها في اعداد اطفال‬
‫اجتماعيين ومواطنين صالحين مثاليين ينتمون للثقافة في المجتمع واالمة التي‬
‫ينتسبون اليها ‪.‬‬

‫شروط التنشئة االجتماعية ‪:‬‬


‫شروط التنشئة االجتماعية هناك ثالث شروط ااتنشئة الجماعية المناسبة وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬ان يكون مجتمع قائم وهو العالم المحيط والبيئة التي ينشأ فيها الطفل وينتقل‬
‫من خالل ثقافة والدافعية واساليب انشاء العالقات االجتماعية الى اعضاء فيه‬
‫لتحدث في ضوئها كيف سيسلك االطفال وكيف يفكرون ويشعرون ‪.‬‬
‫‪ -2‬توافر الشروط البايلوجية الوراثية الجوهرية لدى الطفل الن عملية التنشئة‬
‫االجتماعية المناسبة صعبة بل مستحيلة في بعض االحيان اذا ما كان الطفل غير‬
‫سليم البنية ‪.‬‬

‫‪ -3‬ان يكون الطفل ذي طبيعة انسانية سوية وهذه ميزة للبشر دون سواهم من‬
‫المخلوقات وتتضمن الطبيعة االنسانية القدرة على القيام بدور اخر والشعور مثلهم‬
‫والقدرة على الكالم واستعمال اللغة والتعامل مع رموزها ‪.‬‬

‫سمات عملية التنشئة االجتماعية ‪:‬‬


‫‪ -1‬يرتبط سلوك الطفل تدريجيا بالمعاني التي تكون عنده المواقف التي يتفاعل‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪ -2‬تتخذ هذه المعاني بخبراته السابقة التي مر بها الطفل وعالقة تلك الخبرات‬
‫بالمواقف الراهنة ‪.‬‬
‫‪ -3‬يولد الطفل في جماعة حددت معاني معظم المواقف العامة التي تواجهها‬
‫وكونت لنفسها معايير السلوك فيها ‪.‬‬
‫‪ -4‬يتاثر الطفل بهذه المعاني منذ والدته وتنمو شخصيته في مراحلها االولى‬
‫وتحسين هذه المعاني ‪.‬‬

‫مجاالت التنشئة االجتماعية ‪:‬‬


‫من اهم مجاالت التنشئة االجتماعية هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬االستقالل الذاتي ‪:‬‬
‫ان الش عور باالس تقالل ال ذاتي او الس يطرة على ال ذات ذل ك الش عور ال ذي‬
‫يكتس به الطف ل في س نوات عم ره المبك رة يك ون ع امال" مح ددا" وهام ا" في تك وين‬
‫الشعور باالعتزاز االشخصي وبالنوايا الحسنة تجاه االخرين ‪ ،‬فالطفل في سنوات‬
‫عم ره المبك رة يب دأ في اكتش اف ق درات و مه ارات جدي دة ل ه ك ل ي وم ف نراه يعتم د‬
‫على نفس ه في المأك ل‪ ،‬الملبس‪ ،‬الص عود وال ترول على الس اللم‪.....‬الخ ‪ .‬دور‬
‫الوال دين في ه ذه العملي ة ه و مس اعدة الطف ل وعلى الوال دين ان يس محوا للطف ل‬
‫باكتشاف البيئة المحيطة به كي يشعر باالستقالل الذاتي اما اذا منع الوالدين الطفل‬
‫من الحركة و االستكشاف فأنه يشعر بالحباط ‪.‬‬

‫‪ -2‬ارتقاء الدور الجنسي ‪:‬‬


‫أن تحدي د ال دور الجنس ي للول د و البنت واح دا" من اهم مج االت الس لوك‬
‫االجتماعي الذي تلعب فيه عملية التنشئة االجتماعية دورا" كبيرا"‪ .‬و يطلق احيانا‬
‫على مص طلح ال دور الجنس ي أس ما" اخ ر ه و النم ط الجنس ي و ال ذي يع نى تنمي ة‬
‫السمات السلوكية لدى الطفل التي تتناسب مع جنسه‪ .‬بمعنى ان يكتسب الطفل الول د‬
‫ص فات ال ذكورة ‪ ،‬وتكتس ب البنت ص فات االنوث ة‪ .‬و يلعب الول دان بأعتبارهم ا‬
‫المحور االساسي الذي تدور حوله عملية التنشئة االجتماعية دورا" هاما" في تشكيل‬
‫السلوك المناسب للطفل‪.‬‬

‫مراحل التنشئة االجتماعية ‪:‬‬


‫قسم بارسونز عملية التنشئة االجتماعية الى مراحل واطوار ويرتبط كل طور‬
‫بأنظمة اجتماعية على نحو التالي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬الطور االول ‪ :‬يتم داخل االسرة ويستمر حتى دخول المدرسة حيث يكتسب‬
‫الطفل خالله بعض المهارات الجديدة والمفردات التي تسهل عملية اتصاله مع‬
‫االخرين واالستجابة لرغباتهم ‪.‬‬
‫‪ -2‬الطور الثاني ‪ -:‬ويتم في اثناء مراحل الدراسة المتعددة حيث يتدرب الطفل‬
‫على‬
‫ممارسة االدوار المتخصصة ‪.‬‬
‫‪ -3‬الطور الثالث ‪ -:‬وهو الخروج الى الحياة والعمل والحصول على مركز في‬
‫النظام والمهن‪.‬‬
‫‪ -4‬الطور الرابع ‪ -:‬وهو البدء في تكوين اسرة حيث يبدا الفرد بتكوين اسرة‬
‫جديدة ويتداخل هذا الطور مع الطور الثالث وقد يسبقه ‪.‬‬

‫ابعاد التنشئة االجتماعية ‪:‬‬


‫أ – البعد االجتماعي ويتضمن ‪:‬‬
‫‪ -1‬تشكيل سلوك االطفال االنسانية االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحقيق التوافق ما بين سلوك الطفل والمواقف االجتماعية بحسب توقعات كل‬
‫مجتمع ‪.‬‬
‫‪ -3‬تعليم االطفال تراث المجتمع الذي ينشؤون فيه والذي يميزهم عن غيرهم من‬
‫اطفال مجتمعات اخرى ‪.‬‬

‫ب‪ -:‬البعد النفسي ويتضمن ‪:‬‬


‫‪ -1‬تحقيق الرضا من خالل التفاعل ‪.‬‬
‫‪ -2‬اكتساب سلوك يناسب دور الفرد االجتماعي وهذه العملية ضرورية لتكوين‬
‫الذات الفردية ‪.‬‬
‫‪ -3‬اكتساب معايير واتجاهات تناسب دوره االجتماعي وهذه عملية ضرورية‬
‫لتكوين الذات االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -4‬اندماج الفرد في الحياة االجتماعية كمحصلة للبعد النفسي لعملية التنشئة‬
‫االجتماعية مما يؤدي الى تكيف الذات الفردية مع الذات االجتماعية ويتم التفاعل‬
‫ويستمر بين الفرد والمجتمع ‪.‬‬

‫ج – البعد التربوي ويتضمن ‪:‬‬


‫‪-1‬انها عملية نمو مقصودة الجهزة االنسان االساسية ‪.‬‬
‫‪-2‬انها عملية تؤدي الى تزويد الطفل بمجموعة من المعارف االساسية لتحقيق‬
‫االنسانية ‪.‬‬
‫‪ -3‬انها عملية مستمرة يستطيع فيها الكائن البشري مواجهة مطالب هذه الحياة‬
‫المتغيرة ‪.‬‬
‫وظائف التنشئة االجتماعية ‪:‬‬
‫‪ -1‬اعالء رابطة الحب بين الطفل واالم ‪ ،‬واقامة التزامات حول امكانية االنجذاب‬
‫نحو الغير‪.‬‬
‫‪ -2‬اكتساب االفراد المعايير والقيم والمثل السائدة في المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -3‬ضبط سلوك االفراد واساليب اشباع حاجاتهم وفقا لما يفرضه المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -4‬تعلم االدوار االجتماعية المتوقعة بحسب جنس الفرد ومهنته ومركزه‬
‫‪ -5‬اكتساب االفراد نسقا من المعايير االخالقية التي تنظم‬ ‫االجتماعي‪.‬‬
‫العالقات بين الفرد واعضاء الجماعة ‪ ،‬وتمثل هذه المعايير السلطة الخارجية على‬
‫الفرد‪.‬‬
‫‪ -6‬غرس القيم واهداف الجماعة التي ينتمي اليها الطفل والتي تشكل ثقافة‬
‫المجتمع الذي يعيش فيه ‪ ،‬لتحقيق توقعات االدوار التي سوف يواجهها يوما ما مثل‬
‫اعداد الطفل الداء دور االخ واالبن والزميل واالب ‪.‬‬
‫‪ -7‬تحويل الطفل من كائن بايولوجي الى كائن اجتماعي ‪.‬‬

‫العوامل المعيقة لعملية التنشئة االجتماعية‪-:‬‬


‫هناك عوامل تعرقل عملية التنش ئة االجتماعية وتعيقها ‪،‬اذ قد يعيق الفقر والجهل‬
‫االس رة والمؤسس ات االجتماعي ة ويمنعه ا من النه وض بمس ؤلياتها‪ .‬كم ا ق د تت اثر‬
‫عملي ة التنش ئة االجتماعي ة بعملي ات الغ زو الثق افي واالعالمي االم ر ال ذي يرب ك‬
‫المجتم ع ويجع ل من الص عب على الف رد التمي يز بين القيم والمع ايير الخاص ة‬
‫بمجتمعه وتلك القيم والمعايير الوافدة وبخاصة الغريبة منها ‪،‬ولكن المجتمع يملك‬
‫من الي ات ال دفاع ال ذاتي م ا يس اعده على اص الح الخل ل وتع ديل المس ار‪،‬وتس تمر‬
‫المؤسسات االجتماعية واالفراد في بذل الجهود المتواصلة للتقليل من االثار السلبية‬
‫على ابنائها ‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫‪ .‬التنشئة االجتماعية في االسالم‬

‫‪ .‬اسس التنشئة االجتماعية في االسالم‬

‫‪ .‬سمات التنشئة االجتماعية في االسالم‬

‫‪ .‬ابعاد التنشئة في االسالم ومجاالتها‬


‫التفسير االسالمي للتنشئة االجتماعية‬
‫ان اس اس التنش ئة االس المية ه و الق ران الك ريم ال ذي يحفظ ه الص غار فيه ذب‬
‫اخالقهم ويصفي نفوسهم ويتعودون من خالله على مكارم االخالق ‪ ،‬وتبدأ التنشئة‬
‫االس المية عن طري ق المحاك اة والتلقين ‪ ،‬ذل ك ان الطف ل ينش أ ف يرى ابوي ه يق ران‬
‫القران باالضافة الى الشعائر االخرى فتنطبع في ذهنه هذه الصورة ‪.‬‬
‫ولق د ض رب الن بي " ص لى اهلل علي ه وس لم " المث ل االعلى في توض يح اس اليب‬
‫التنش ئة االجتماعي ة الوالدي ة ‪ ،‬فه و مثال" يط الب ب الرفق باالطف ال وعالج اخط ائهم‬
‫ب روح الش فقة والرأف ة والعط ف والرحم ة ومعرف ة الب واعث ال تي ادت الى هف واتهم‬
‫والعمل على تداركها ‪.‬‬
‫ولم يق ر " ص لى اهلل علي ه وس لم " الش دة والعن ف في معامل ة االطف ال ‪ ،‬واعت بر‬
‫الغلظ ة والجف اء في معامل ة االوالد نوع ا" من فق د الرحم ة من القلب ‪ .‬ولق د دع ا‬
‫(ص لى اهلل علي ه وس لم)الى ت أديب االطف ال وغ رس االخالق الكريم ة في نفوس هم‬
‫وتعوي دهم حس ن الس مات والتحلي بالص دق واالمان ة واح ترام الكب ير‪ .‬ولم يغف ل‬
‫االسالم اهمية التفاعل الكامل المتكامل بين العوامل الوراثية والمثيرات البيئية في‬
‫تك وين الشخص ية االس المية وفي ت دعيم تنش ئتها االجتماعي ة على اس س ايماني ة بم ا‬
‫يرضي اهلل ورسوله والمؤمنين وما يكفل طيب االقامة في الدنيا وحسن الثواب في‬
‫االخرة ‪ ،‬وقد جاء صراحة في اكثر من موضوع في ايات مبينات كررها اهلل عز‬
‫وج ل في قران ه المجي د ‪ ،‬كم ا ج اء ذل ك ص راحة في اك ثر من ح ديث ش ريف روي‬
‫عن رسول اهلل " صلى اهلل عليه وسلم " في سنته العطرة ‪.‬‬
‫واطلق رسول اهلل " صلى اهلل عليه وسلم " وصحابته االبرار اس م " الع رق " على‬
‫مفه وم الجين ال ذي يحم ل الص فات الوراثي ة حيث وردت اح اديث كث يرة ت دل على‬
‫اهمية اختيار شريك الحياة الصالح حرصا" على توارث الصفات الجيدة والخصال‬
‫الحميدة عبر االجيال المتعاقبة نذكر منها على سبيل المثال قوله " صلى اهلل عليه‬
‫وسلم" "تخيروا لنطفكم فان العرق دساس "‬
‫كم ا ج اء تح ذير ص ريح من رس ول االنس انية علي ه افض ل الص لوات في قول ه‬
‫الص ادق " اي اكم وخض راء ال دمن " قي ل ومن هي خض راء ال دمن يارس ول اهلل ق ال‬
‫المرأة الحسناء في منبت السوء فانها تلد مثل اصلها وعليكم بذات االعراق " ‪.‬‬
‫وقيل عن الرسول صلى اهلل عليه وسلم في اختيار الزوجة اوالزوج ( اال اخبركم‬
‫بخ ير م ا يك نز الم رء ؟ الم رأة الص الحة اذا نظ ر اليه ا س رته ‪ ،‬واذا غ اب عنه ا‬
‫حفظته ‪ ،‬واذا امرها اطاعته ) ‪.‬‬
‫ومن ثم نج د ان االس الم يحث على زواج الرج ل الص الح من الم رأة الص الحة‬
‫النج اب ذري ة ص الحة متوارث ة القيم والخل ق والفض ائل والخص ال الجي دة فالنظ ام‬
‫االسري الذي اقره االسالم هو نظام (االسرة الزوجية ) اي االسرة التي تقوم على‬
‫عق د زواج ص حيح يحول العالق ة بين الرجل والم رأ من عالقة محرم ة الى عالقة‬
‫مشروعة تسودها المودة والرحمة وحسن المعاشرة ‪،‬فقد شرع اهلل تعالى الزواج ‪،‬‬
‫لينظم العالقة بين الرجل والمرأة ‪ ،‬فتنشأ االسرة التي هي قوام المجتمع ‪.‬‬
‫ويح رص االس الم على رض اعة الطف ل بلبن طه ور من ام رأة فاض لة حس نة‬
‫الخل ق هادئ ة الطب ع والم زاج حيث ي رث الطف ل س ماتها الطيب ة من لبنه ا ال ذي‬
‫يرض عه منه ا وه و في مرحل ة المه د‪ .‬ويق ول " ابن س ينا " ان من ح ق الول د على‬
‫والده احسان تسميته ثم اختيار المرضعة المؤمنة له بحيث التكون ذات عاهة الن‬
‫اللبن يورث ‪.‬‬
‫ويؤك د الغ زالي على اهمي ة ت وارث الص فات عن طري ق الرض اعة حيث نص ح‬
‫بضرورة مراقبة الطفل وهو في مهده منذ والدته وال يعهد به اال الى امرأة صالحة‬
‫فاض لة وان التأك ل االحالال طيب ا" الن اللبن الن اتج عن الح رام ليس في ه برك ة ‪.‬‬
‫وبن اء" علي ه نج د ب أن االنس ان يق ر بأهمي ة ت وارث العوام ل الوراثي ة وانتق ال‬
‫الخص ائص والص فات الجس مية والعقلي ة والنفس ية ع بر االجي ال المتتالي ة وال ينك ر‬
‫االسالم اهمية المؤثرات البيئية وتفاعلها مع العوامل الوراثية في تكوين شخصية‬
‫الف رد وتحدي د س لوكه حيث تعت بر البيئ ة والوراث ة المص درين االساس يين في تشكيل‬
‫الشخص ية االنس انية وتحدي د االنم اط الس لوكية في مفه وم الش ريعة االس المية وق د‬
‫نادى الغزالي بتكوين العادات الحسنة في االطفال منذ الصغر بتعويدهم التبكير في‬
‫الن وم والتبك ير عن د االس تيقاظ والتش جيع على المش ي والحرك ة وع دم البص ق في‬
‫المج الس او التث اؤب بحض رة الغ ير وتجنب الحل ف باهلل ص ادقا" او كاذب ا" وان‬
‫يطيعوا االبوين والمعلمين ‪.‬‬
‫اما ابن خلدون فيرى بأن القران الكريم هو اصل التعليم واساس التنشئة ويقول "‬
‫ابن خل دون " ان الغاي ة من ذل ك الوص ول بالولي د الى رس وخ العقائ د االيماني ة في‬
‫نفسه وغرس اصول االخالق الكريمة عن طريق الدين ‪ ،‬الذي جاء مهذبا" للنفوس‬
‫ومقوم ا" لالخالق باعث ا" على الخ ير ‪ ،‬ويؤك د ابن خل دون على الرحم ة باالطف ال‬
‫والرأف ة بهم واالش فاق عليهم والعم ل على ته ذيبهم ب اللين والعط ف البالش دة‬
‫والعن ف ‪ ،‬واخ يرا" نق ول ب أن االنس ان ول د على الفط رة الس ليمة فط رة التوحي د باهلل‬
‫عز وجل والتسبيح بحمده سبحانه وتعالى ‪ .‬غير ان االيدي التي تتلقفه منذ والدته‬
‫ويك ون في رعايته ا ق د ت دعم ه ذه الفط رة الجي دة في ه وتنميه ا بم ا يرض ي اهلل‬
‫ورسوله والمؤمنين وقد تفسدها وتضل طريقها ويصبح صاحبها من الغاوين ‪.‬‬
‫ومما تقدم يتضح لنا بان عملية التنشئة االجتماعية في االسالم تهدف الى ‪:‬‬
‫نمو المشاعر االجتماعية كالشعور باالنتماء والميل الفطري الى العيش‬ ‫‪-1‬‬
‫والحياة مع الجماعة ‪.‬‬
‫نمو الخبرات االجتماعية وما ينتج عنها من اساليب السلوك والتعايش‬ ‫‪-2‬‬
‫ومعرفة ما تحرمه الجماعة وما تستحبه واداب الحياة المشتركة وما الى‬
‫ذلك من قيم ومعتقدات ‪.‬‬
‫نمو التصورات االجتماعية واالفكار واالهداف المشتركة التي تنعكس في‬ ‫‪-3‬‬
‫نفوس االفراد نتيجة للتربية التي يتلقونها ‪.‬‬

‫ومن مبادئ تربية الطفل في االسالم ‪:‬‬


‫الرفق في معاملة الطفل ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫حق الطفل في التربية والتعليم ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ضرورة مراعاة طبيعة الطفل وفطرته ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫المساواة بين االبناء ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أسس التنشئة االجتماعية في االسالم ‪:‬‬
‫تقوم التنشئة االجتماعية في االسالم على ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬االلزامية ‪ :‬اي انها تتصف بصفة الجبر وااللزام ‪ .‬وعلى كل مسلم ان يلتزم‬
‫بقينها ومبادئها‪.‬‬
‫‪ -2‬المرونة في العملية التربوية ‪.‬‬
‫‪ -3‬شمولية التربية لنواحي الفرد المختلفة ‪ ،‬الجسمية ‪ ،‬والعقلية ‪ ،‬والخلقية ‪،‬‬
‫واالجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -4‬االستمرارية في عملها منذ الوالدة ‪.‬‬
‫‪ -5‬التطور ‪ :‬وهومبدأ مستمد من طبيعة الدين االسالمي عامة ‪.‬‬
‫‪ -6‬التفاعل بين البشر في تعلمهم وتحاورهم في امور الدين ‪.‬‬
‫‪ -7‬االنتفاع بما يتعلمه االنسان ‪.‬‬
‫‪ -8‬المسؤولية الجماعية عن عملية التنشئة في المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -9‬الشمول والتكامل حيث انه التقتصر على جانب واحد من جوانب الحياة بل‬
‫يشمل اهتمامها كل جوانب الحياة ‪ ،‬الدنيا واالخرة واالنسان بكل جوانبه وابعاده ‪،‬‬
‫وليس فيها تناقض او تعارض ‪.‬‬
‫‪ -10‬الواقعية ‪ :‬اكد االسالم على ضرورة مراعات واقع االنسان وظروفه وهدفت‬
‫الى اسعاد الفرد والمجتمع وااليمان باهلل وعبادته واعمار الكون ‪.‬‬
‫‪ -11‬االخالقية ‪ :‬فالدين اخالقي النه يدعو الى التمسك باالخالق الحسنة ويأمر‬
‫بالمعروف وينهى عن المنكر ‪.‬‬
‫‪ -12‬التوازن ‪ :‬فالتربية االسالمية تربية متوازنة النها تهتم بالروح والجسد والنيا‬
‫واالخرة وتستند الى العلم والعمل ‪.‬‬
‫سمات التنشئة االجتماعية في االسالم ‪:‬‬
‫‪ -1‬تتصف بالوضوح والمحدودية ‪ ،‬فهي التتاثر بتغير الزمان والمكان مثل‬
‫العبودية للخالق والعالقة بين الخالق والمخلوق ‪.‬‬
‫‪ -2‬يرتبط الجانب الديني التعبدي بالجانب الدنيوي االجتماعيذ في عملية التنشئة‬
‫االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -3‬تهتم التنشئة االجتماعية في االسالم بأحداث التوازن بين مطالب الفرد‬
‫ومطالب المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -4‬تركز التنشئة االجتماعية في االسالم على التربية الخلقية فالدين واالخالق‬
‫صنوان اليفترقان في التربية االسالمية ‪ ،‬وهما حقيقتان ثابتتتان في الدين االسالمي‬
‫‪.‬‬
‫‪ -5‬تهتم التنشئة االجتماعية في االسالم بتنمية ضمير الفرد المسلم او الرقيب على‬
‫نفسه ‪.‬‬
‫‪ -6‬ترتبط التنشئة االجتماعية في االسالم بالخالق عز وجل ‪ ،‬وهذا ما يميزها عن‬
‫غيرها من النظم التربوية االخرى ‪.‬‬
‫‪ -7‬تستمد التنشئة االجتماعية في االسالم اصولها من الشريعة االسالمية ‪ ،‬وهي‬
‫المعيار لكل قيم المجتمع االسالمي ‪.‬‬

‫ابعاد التنشئة االجتماعية االسالمية ومجاالتها ‪:‬‬


‫التنشئة االجتماعية في االسالم نظام متكامل تشمل جميع جوانب الفرد االيمانية‬
‫والجسمية واالجتماعية والعقلية والنفسية واالخالقية والجنسية بصورة متوازنة‬
‫بحيث ال يطغي جانب على اخر ‪ ،‬لتحقيق سعادة االنسان وسالمة امنه ‪.‬‬
‫اوال" ‪ :‬العناية بالناحية الروحية وااليمانية ‪:‬‬
‫يقص د بالتربي ة االيماني ة ‪ ،‬رب ط الطف ل من ذ تعلق ه بأص ول االيم ان ‪ ،‬وتعوي ده‬
‫من ذ تفهم ه ارك ان االس الم ‪ ،‬وتعليم ه من حين تمي يزه مب ادى الش ريعة االس المية‬
‫الغراء ‪ ،‬ونعني بأصول االيمان ‪ ،‬االيمان باهلل سبحانه وتعالى ‪ ،‬وااليم ان بالمالئك ة‬
‫‪ ،‬وااليمان بالكتب السماوية وااليمان بالرسل جميعا" ‪.‬‬
‫وق د اهتم الرس ول ( ص ) بتلقين االبن اء من ذ نش أتهم اص ول االيم ان وارك ان‬
‫االسالم واحكام الشريعة وتأديبه على حب الرسول ( ص ) ‪.‬‬
‫ثانيا" ‪ :‬العناية بالناحية الجسمية ‪:‬‬
‫يهتم االسالم بتهية الطفل كي يكون في بدنه ‪ ،‬سيلما" في بنيته الصحية خاليا"‬
‫من االمراض ‪ ،‬حتى يكون قادرا" على مواجهة اعباء الحياة ومشقاتها قوة وحيوية‬
‫وق ال الرس ول ( ص ) ( الم ؤمن الق وي الق وي خ ير واحب الى اهلل من الم ؤمن‬
‫الض عيف ) ‪ .‬وق د رس م االس الم منهج ا" علمي ا" في تربي ة االبن اء جس ميا" يتمث ل في‬
‫وج وب النفق ة على االه ل والول د واتب اع القواع د الص حيحة في المأك ل والمش رب‬
‫والنوم واالحتراز من االمراض السارية ‪.‬‬
‫ثالثا" ‪ :‬العناية بالناحية االجتماعية ‪:‬‬
‫يهتم المجتم ع االس المي بتربي ة االوالد اجتماعي ا" وس لوكيا" الن س المة المجتم ع‬
‫وقوة بنيانه وتماسكه مرتبطان بسالمة افراده واعدادهم فاذا تربى االطفال وتكونوا‬
‫اعطوا الصورة الصادقة عن االنسان المنظبط المتزن ‪ ،‬العاقل الحكيم ‪.‬‬
‫ومن ابرز مظاهر العناية عناية االسالم بتنشئة الطفل اجتماعيا" حرص االسالم‬
‫على اكسس ابه الخ برات االجتماعي ة وتك وين شخص يته عن طري ق اف راد االس رة‬
‫جميعا" بتوجيهه وتأثيرهم فيه ‪.‬‬
‫رابعا" ‪ :‬العناية بالناحية العقلية ‪:‬‬
‫تهتم التربية العقلية بتكوين افراد المجتمع بكل ماهو نافع من العلوم الشرعية‬
‫والثقافة العلمية والعصرية والتوعية الفكرية والحضارية حتى ينضج الطفل فكريا"‬
‫ويتكون علميا" وثقافيا" ‪ ،‬وتتركز مسؤولية المربين في تنشئة الطفل عقليا" في‬
‫االمور التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬االهتمام بتعليم االطفال وتنشئتهم عقليا"‬
‫‪ -‬االهتمام بتوعية االطفال فكريا" عن طريق االباء والمربين اي ارتباط الفرد‬
‫باالسالم دينا"‬
‫‪ -‬االعتناء بصحة عقول االبناء والتالميذ من قبل االباء والمربين وذلك برعايتها‬
‫وتقديرها حق قدرها حتى تبقى ذاكرتهم قوية واذهانهم صافية وعقولهم ناضجة ‪.‬‬

‫دور االسرة المسلمة في التنشئة االجتماعية ‪:‬‬


‫يؤمن كل مسلم بأن االسرة هي الوحدة االولى في المجتمع ‪ ،‬واول مجتمع يتصل‬
‫به الطفل بعد والدته ويتفاعل معه ويكتسب عن طريقه اساسيات لغته وقيمه‬
‫ومعايير سلوكه وعاداته واتجاهاته وكثير من مقومات شخصيته ‪.‬‬
‫يمكن توضيح دور االسرة المسلمة في التنشئة االجتماعية بالنقاط التالية ‪:‬‬
‫تح رص االس رة المس لمة على تثقي ف الطف ل ديني ا وارس اء القيم االخالقي ة‬ ‫‪-1‬‬
‫بشكلهل المبدئي البسيط في السنوات االولى ‪.‬‬
‫تربية الطفل بالقدوة الحسنة وحث الوالدين وكل من يتعامل مع الطف ل على‬ ‫‪-2‬‬
‫ان يك ون خ ير ق دوة وان ي رو من س يرة الرس ول ص لى اهلل علي ه وس لم‬
‫وصحابته ما يحث على مكارم االخالق ‪ ،‬فتعلم االسر الطفل تحية االسالم‬
‫واالس تئذان عن د ال دخول او االنص راف ‪ ،‬واح ترام الكب ير ومس اعدة‬
‫الصغير ‪،‬والتسامح يك ون من خالل المثل او القدوة التي يجدها الطفل في‬
‫تصرفات الناس من حوله ‪ ،‬او من خالل القصة التي تقدم النماذج السلوكية‬
‫االيجابي ة لالطف ال والب الغين على ح د س واء وليس عن طري ق االوام ر‬
‫والنهي ‪.‬‬

‫اح ترام شخص ية الطف ل وتنمي ة ثقت ه بنفس ة ‪ ،‬ورب ط م ا يق دم ل ه من عل وم‬ ‫‪-3‬‬
‫بأهتمامات ه ‪ ،‬وتوجيه ه الى نعم اهلل ال تي خلقه ا ومن هن ا تنش أ محب ة الطف ل‬
‫لرب ه ‪ ،‬ويطمئن الى رعايت ه فيتوج ه بالش كر ل ه ب دافع من ش عرو داخلي‬
‫باالمتنا‬
‫‪ -4‬تعليم االطف ال ان يس ألو اهلل وح ده وان يس تعينو ب ه وح ده ‪ ،‬وتح ذيرهم من‬
‫الشرك باهلل‪.‬‬
‫‪-5‬تعوي د االطف ال على الص دق ق وال وعمال وتجنب وا الك ذب عليهم ول و‬
‫بالمزاح ‪.‬‬
‫‪-6‬تعويد االطفال على عدم رمي االوساخ في الطريق ورفع ما يؤذي عنه ‪.‬‬
‫‪-7‬تخص يص جلس ة لالطف ال يق رأ فيه ا عليهم م ا من ش أنه ان يتعلم و ب ه دينهم‬
‫من كتاب او مجلة ‪.......‬الخ ‪.‬‬
‫‪-8‬تربي ة االطف ال على الش جاعة واالم ر ب المعروف والنهي عن المنك ر وان‬
‫اليخافوا اال اهلل ‪.‬‬
‫‪- 9‬قراءة القصص التربوية االسالمية المفيدة لالطفال والتي تتضمن قيم دينية‬
‫يمارسها االنسان في حياته اليومية ‪.‬‬

‫‪-10‬على الولدين ان يتفقا على منهج موحد بينهما في التربية االسالمية ‪.‬‬

‫‪ :‬الفصل الثالث‬

‫العوامل المؤثرة في التنشئة االجتماعية ( الوراثة ‪ ،‬البيئة ‪ ،‬الغدد ‪ ،‬الغذاء ‪،‬‬


‫‪.‬النضج ‪ ،‬التعلم ‪ ،‬الثقافة )‬
‫‪ -1‬الوراثة ‪-:‬‬
‫يقصد بالوراثة امكانية ظهور الصفات التي يحملها االباء عند االبناء ‪.‬ويتقرر‬
‫دور هذا العامل منذ اللحظة االولى لالخصاب ‪،‬عند اتحاد الخلية الجنسية الذكرية‬
‫(الحيوان المنوي) بالخلية االنثوية (البويضة االنثوية)‪.‬‬
‫ان هاتين الخليتين هما مكونات الخلية االولى التي تتطورمنذ اللحظة التي يتم فيها‬
‫نج اح التلقيح من خالل اخ تراق الحي وان المن وي للرج ل لج دار البويض ة ال تي‬
‫افرزته ا االن ثى ع بر القن اة المس ماة باس م مكتش فها (ف الوب) حيث تك ون البيض ة‬
‫االنثوي ة كب يرة بالمقارنة ب الحيوان المن وي للرج ل فقط ر البويض ة يبل غ (‪ )0.14‬مم‬
‫بينم ا قط ر اك بر ج زء في الحي وان المن وي ‪ )0.06‬مم ويس تحيل رؤيت ه ب العين‬
‫المجردة ‪.‬‬
‫والحيوان ات المنوي ة هي ال تي تمل ك الق درة على الحرك ة واالنطالق كم ا ان لع ددها‬
‫الكب ير ال ذي يبل غ في الم رة الواح دة (‪ )300‬ملي ون حي وان من وي في ال وقت ال ذي‬
‫التنتج الم راة في ه طيل ة حياته ا الجنس ية اك ثر من (‪ )400‬بويض ة ناض جة ‪ ،‬حيث‬
‫اليصل الى اعلى القناة الناقلة للمراة اال بحدود (‪ )100‬نطفة من تلك الماليين ‪.‬‬

‫الجينات ‪:‬‬
‫تحتوي كل خلية على كمية كبيرة من المعلومات الوراثية التي تنتقل من جيل الى‬
‫اخ ر باعتباره ا م ادة كيميائي ة يطل ق عليه ا اس م (الجين ات ) وتنتظم الجين ات في‬
‫اجسام اكبر منها تسمى الكروموسومات او الصبغات التي يختلف عددها من نوع‬
‫الى اخر وتحدد الهوية الفريدة لكل نوع من االنواع وتحوي نواة كل خلية (‪)46‬‬
‫كروموس وم ‪،‬نص فها من االب (‪)23‬كروموس وم ونص فها من االم(‪ )23‬كروموس وم‬
‫(‪ )22‬منها خاصة بجميع خصائص االنسان و(كروموسوم واحد) خاص ب الجنس ‪،‬‬
‫وبأتحاد الكروموسوم الثالث والعشرين الذكري واالنثوي ينتج احد االحتمالين ‪:‬‬
‫االول ‪ :‬اذا اتح د كروموس وم الحي وان المن وي الحام ل لص فة(‪ )X‬م ع كروموس وم‬
‫البويضة الحاملة لصفة) ‪ )X‬كان الجنين انثى ( ‪. ) XX‬‬
‫الثاني ‪ :‬اذا اتحد كروموسوم الحيوان المنوي الحامل لصفة ( ( ‪Y‬مع كروموسوم‬
‫البويضة الحامل لصفة ( ‪ ) X‬كان الجنين ذكرا (‪. )XY‬‬

‫ه ذه الكروموس ومات هي ح امالت الجين ات (ن اقالت الوراث ة) وعن دما تلتقي‬


‫الكروموسومات الذكرية واالنثوية تكون ازواجا متقابلة تناظر الموروثات الذكرية‬
‫في كل منها ما يقابلها عند االنثى ‪ ،‬فاذا كانا متشابهين في التاثير يعمالن معا واذا‬
‫اختلف ا ظه رت الص فة الس ائدة وتنحت الص فة المناض رة الى اجي ال قادم ة ‪ .‬وه ذا‬
‫يفسر س بب ظه ور ص فات عن د االبن اء ليس ت ب ارزة عن د االب اء وانم ا ك انت س ائدة‬
‫عند االجداد‪.‬‬
‫واحيان ا يك ون للف رد اق ل من (‪ )46‬كروموس وم او اك ثر ‪ ،‬ينتج عن ه ش ذوذ في‬
‫الص بغات الوراثي ة ت ودي الى اض طراب وظيف ة ال دماغ يص احبه نقص في نم و‬
‫الجهاز العصبي او تخلف في النمو الجسمي واختالفات في بنية الجسم ‪.‬‬
‫و يرث الفرد عن والديه بعض الصفات الوراثية الخالصة اي التي ال تتدخل فيها‬
‫عوام ل البيئ ة ومن ه ذه الص فات ل ون الجل د ‪ ،‬ل ون العي نين والش عر ونوع ه وهيئ ة‬
‫الوجه ومالمحه ‪،‬و فصيلة الدم وشكل الجسم وهناك صفات تنتقل بالوراثة وتختل ف‬
‫باختالف الجنس ذكر ام انثى بمعنى ان بعضها الينتقل اال للذكور وبعضها خاص‬
‫باالن اث ومث ال ذل ك الص لع فه و يظه ر في ال ذكور دون االن اث وتوج د بعض‬
‫االم راض ال تي تنتق ل بالوراث ة منه ا القزام ة و الفص ام و الص رع‪ ،‬وبعض ان واع‬
‫فقرالدم‪ ،‬وعدم تجلط الدم ‪،‬عمى االلوان والسكري ‪.‬‬
‫وكم ا ذكرن ا ان ال و راث ة تنق ل الخص ائص البدني ة والجس مية فهي ك ذلك ت وثر‬
‫على السلوك من خالل التركيب الفسيو لوجي ‪،‬فقلة الذكاء تؤثر في كيفية استجابتنا‬
‫في المواق ف االنفعالي ة او االجتماعي ة ‪،‬كم ا انن ا ن رث االمكان ات او الق درات ال تي‬
‫تجعل من بعضنا رساما او نحاتا ‪.‬‬
‫واذا كانت البيئة تسمح بتنمية هذه القدرات فانها تتطور بينما بعض البيئات التوفر‬
‫الظروف المناسبة لتنمية هذه القدرات كالتشجيع والثناء والدعم فانها سوف‬
‫تضمحل وال تنمو ‪.‬‬

‫الحامض النووي (‪: )DNA‬‬


‫مادة كيميائية يمثل الجزيء االساسي في نواة كل خلية من خاليا االنسان وهو‬
‫بمثابة مخطط لكل ما في اجسامنا ويحتوي على معلومات حيوية تنتقل الى الجيل‬
‫التالي ‪.‬ويمكن تلخيص عمل المعلومات التي يتضمنها الحامض النووي في االتي ‪:‬‬
‫ارشاد الخلية لعمل بروتينات جديدة تحدد جميع الصفات البيولوجية ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫نقل هذه الصفات واستنسخها من جيل الى جيل ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫وظائف الحامض النووي (‪: )DNA‬‬


‫يقوم الحامض النووي بالكثير من الوظائف منها ‪:‬‬
‫االنزيمات ‪ :‬التي تقوم بالتفاعالت الكيمياوية كانزيمات الهضم ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫بروتينات بنائية ‪ :‬تقوم بتركيب المواد مثل الكوالجين المادة البروتينية‬ ‫‪-2‬‬
‫الموجودة بالعظام ‪.‬‬
‫بروتينات النقل ‪ :‬التي تحمل المواد مثل الهيموجلوبين الحامل لالكسجين‬ ‫‪-3‬‬
‫في الدم ‪.‬‬
‫بروتينات التقلص ‪ :‬التي تسبب في انقباض العضالت مثل الجلوبيولين‬ ‫‪-4‬‬
‫وهو بروتين موجود في بالزما العضل ‪.‬‬
‫بروتينات خازنة ‪ :‬التي تخزن المواد مثل مركبات الحديد في الطحال ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫الهرمونات ‪ :‬وهي خاليا ناقلة للرسائل الكيميائية مثل االنسولين‬ ‫‪-6‬‬
‫واالستروجين ‪.‬‬

‫اهداف الوراثة ‪-:‬‬


‫تهدف الوراثة الى ‪:‬‬
‫المحافظة على الخصائص العامة لالنواع واالجناس ‪ ،‬ولذلك فان االنسان‬ ‫‪-1‬‬
‫ال يلد اال انسانا" ‪.‬‬
‫المحافظة على الخصائص العامة للسالالت فاالفارقة يبقون افارقة وال‬ ‫‪-2‬‬
‫يختلف بعضهم عن بعض االبالتزاوج المتبادل مع سالالت اخرى ‪.‬‬
‫المحافظة على نوع من التوازن وعدم التطرف في الخصائص الفردية ففي‬ ‫‪-3‬‬
‫اغلب الحاالت يكون االبناء اقل تطرفا" من ابائهم وهذا بالتالي يؤدي الى‬
‫عدم التطرف في الخصائص الفردية كالطول والقصر والذكاء والغباء‬
‫وغير ذلك ‪.‬‬

‫‪ -2‬البيئة ‪-:‬‬
‫البيئة هي كل العوامل الخارجية التي تؤثر تاثيرا" مباشرا" او غير مباشرا" على‬
‫الف رد من ذ لحظ ة االخص اب وهي تش مل العوام ل المادي ة واالجتماعي ة والثقافي ة‬
‫والحضارية وهذه العوامل تؤثر على الفرد قبل الوراثة وبعدها وللبيئة دور ايجابي‬
‫حيث تسهم في تشكيل شخصية الفرد وفي تعيين او تحديد انماط سلوكه في مجابه ة‬
‫مواقف الحياة ‪.‬‬
‫والبيئ ة هي ال تي تح ول االنس ان من امكاني ة الى واق ع‪ ،‬وتح ول اس تعداداته الى‬
‫ق درات فعلي ة م ؤثرة ‪،‬فهي ت ؤثر في جس م االنس ان وعقل ه ‪،‬حيث تش ير اغلب‬
‫الدراسات الى امكانيات تاثير البيئة في التكوينات الجسمية‪.‬‬
‫وتعت بر البيئ ة من العوام ل الرئيس ية ال تي تلعب دورا هام ا في تحدي د مس ار النم و‬
‫االنس اني ‪،‬وتتن وع البيئ ات ال تي يح دث فيه ا النم و واوله ا البيئ ة الرحمي ة ‪،‬وثانيه ا‬
‫البيئة االسرية ‪،‬وثالثها البيئة المدرسية ‪،‬ورابعها البيئة االجتماعية‪.‬‬
‫ومن الص فات البيئي ة الخالص ة وال تي ال دور فيه ا لعام ل الوراث ة ‪ :‬المع ايير‬
‫االجتماعية والقيم االخالقية والتعاليم الدينية والعادات والتقاليد ‪.‬‬

‫الوراثة والبيئة ‪-:‬‬


‫ذكرن ا ان هن اك ص فات وراثي ة خالص ة تنتق ل للف رد من اب اءه واج داده وان هن اك‬
‫ص فات بيئي ة خالص ة تص ل للف رد من بيئت ه المادي ة والبش رية ولكن هن اك ت أثيرا"‬
‫متبادال" وتفاعال" بين كل من الوراثة والبيئة وهناك بعض الصفات او الخصائص‬
‫تت أثر بهم ا مع ا" كال ذكاء والتحص يل فالوراث ة تق دم اس تعدادات ورراثي ة تعتم د على‬
‫البيئ ة في نض جها او تت أثر به ا ‪ ،‬ان بيئ ة من ن وع م ا ض رورية للطف ل لكي تتفتح‬
‫فيها استعدادته الوراثية الكامنة مثال ذلك ان لدى كل طفل مولود استعدادا" فطريا"‬
‫للحب و وط بيعي ان ه لن يحب و اال اذا ت وفر ل ه س طح يحب و علي ه ف اذا ت وفر الس طح‬
‫المناس ب ف ان الطف ل يس تطيع الحب و بس هولة ويس ر ‪ ،‬وبالمث ل ف ان لك ل طف ل في‬
‫سنوات‬
‫الطفول ة المتوس طة المت أخرة ميال" فطري ا" لالنتم اء الى الجماع ة ‪ ،‬وال يتفتح ه ذا‬
‫الميل اال اذا كان هناك اطفاال" اخرين يلعبون معه ‪ ،‬اما اذا توفرت له مجموعة‬
‫من االطف ال وك انت ه ذه المجموع ة مالئم ة ف ان ه ذا االس تعداد لالنتم اء للجماع ة‬
‫سوف يتم بطرق ايجابية صحيحة والعكس صحيح ‪.‬‬
‫ولقد ربط الباحثون بين تاثير الوراثة وبين تاثير البيئة في عملية التعلم واالكتساب‬
‫والنم و النفس ي والجس دي والعقلي واالنفع الي عن د الطف ل ‪.‬لكن النظري ات في ه ذا‬
‫الش ان ق د تض اربت واختلفت في اوج ه متع ددة ‪،‬فالعلم اء يعتق دون ب ان الص فات‬
‫الوراثي ة هي ال تي تح دد الن واحي الجس مية والعقلي ة والخلقي ة ‪،‬وتش كل طب اع الطف ل‬
‫وميول ه وغرائ زه وانفعاالت ه وعواطف ه وق واه العقلي ة ونزعات ه الفردي ة واالجتماعي ة‬
‫في صورة الوراثة الحاكمة بامرها‪,‬‬
‫في مقاب ل ه ذه النظري ة الملتزم ة باهمي ة الوراث ة ‪،‬ي رى علم اء اخ رون ان ت اثير‬
‫الوراثة في تشكيل شخصية الفرد اليتعدى االربعين او الخمسين في المئة ‪،‬فترتفع‬
‫بالت الي اهمي ة البيئ ة االس رية المنزلي ة في تش كيل ص فات شخص ية الف رد وس ماته‬
‫النفس ية ‪،‬ثم تلي البيئ ة المنزلي ة البيئ ة المدرس ية ثم االجتماعي ة الحق ا‪،‬مم ا يش ير الى‬
‫ان صفات الفرد الجسمية والخلقية والعقلية هي نتاج تاثيرات البيئة التي يعيش فيها‬
‫الطفل ويتفاعل معها‪.‬‬
‫وعلي ه ف ان البيئ ة بعناص رها وظروفه ا هي الوس ط ال ذي س ينمي في ه الطف ل‬
‫استعدادته الفطرية الموروثة ‪ ،‬لذلك البد من االقرار بتاثير كل من الوراثة والبيئة‬
‫وتفاعلهما وبان كل طفل يولد وهو مزودا بنظام وظيفي يحدد امكانية النمو وكيفيته‬
‫من خالل نوعية تفاعله مع البيئة المناسبة‪.‬‬

‫‪ -3‬الغدد ‪-:‬‬
‫هي اعض اء او نسج تفرز خالياها م واد كيميائية ت ؤدي وظيفة فس يولوجية ولها‬
‫اث ر كب يرعلى الحال ة المزاجي ة للف رد وعلى ذكائ ه وك ذلك الص حة الجس مية العام ة‬
‫وعلى نم و الف رد‪ .‬وهن اك تازرم ا بين الجه از العص بي والجه از الغ دي اب رز م ا‬
‫يبدوان فيه في حاالت التوتر وشدة السلوك االنفعالي ‪،‬والغدد نوعان هما ‪ :‬الغدد‬
‫المقناة ‪،‬الغدد الغير مقناة‬

‫اهمية الغدد ‪-:‬‬


‫للغدد اهمية كبيرة في تنظيم ننمو الفرد وفي حياته النفسية ‪ ،‬فاذا كانت افرازات‬
‫الغدد متوازنة نما الفرد نموا" سليما" واذا اضطربت هذه االفرازات سواء بالزيادة‬
‫او النقص ظهرت لدى الفرد تشوهات جسمية واضطرابات نفسية وذلك للوظائف‬
‫الهامة المناطة بالغدد وهذه الوظائف هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تحديد شكل الجسم وابعاده ‪.‬‬
‫‪ -2‬تنظيم عملية التغذية ‪.‬‬
‫‪ -3‬تنظيم النشاط العقلي ‪.‬‬
‫‪ -4‬تحديد السلوك االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -5‬تحديد االتزان االنفعالي ‪.‬‬

‫‪ -4‬الغذاء ‪-:‬‬
‫يتأثر نمو االنسان بما يتناوله من غذاء كما او نوعا" ‪ ،‬وللغذاء اهمية كبيرة في‬
‫حياة الفرد فالغذاء يمد الجسم بالطاقة الالزمة لعملية النمو والطاقة الالزمة لتحريك‬
‫العض الت وتش غيل الفك ر ‪ ،‬كم ا ان ه يب ني خالي ا الجس م فيع وض م ا يتل ف منه ا‬
‫ويض يف اليه ا وه ذا يس اعد على نم و الجس م في ابع اده المختلف ة من ط ول ووزن‬
‫وحجم ‪ ،‬وللغذاء تأثير في اكساب الجسم مناعة من االمراض النه يمده بالعناصر‬
‫والمركبات االساسية الضرورية لحفظ الصحة ‪.‬‬
‫وله اثر كبير في التكوين النفسي للفرد فعن طريق الرضاعة يولد الطفل ثقته بمن‬
‫حوله او يخسر تلك الثقة ومن خاللها يكون اتجاهاته وعواطفه نحو االخ رين ونحو‬
‫نفسه حسب ما يواجهه من مواقف اثناء تناول طعامه ‪ ،‬كما ان للغذاء تأثيره على‬
‫ذكاء الطفل وتحصيله الدراسي وان انقسام الخاليا عند الجنين الذي ال يتلقى الغذاء‬
‫الكافي يقل بمعدل ‪ %20‬عما هو عليه عند العاديين ‪.‬‬
‫باالضافة الى ما تقدم يجب ان الننسى تاثير العادات الغذائية الصحيحة على صحة‬
‫الطف ل حيث تؤك د الدراس ة ال تي ق امت به ا (س وزان جونس ون) على دور الوال دين‬
‫الرئيس ي في تنظيم وجب ات االطف ال ‪،‬كم ا ينبغي ان يتخ ذ الطف ل في مرحل ة م ا قب ل‬
‫المدرسة االبتدائية اتجاها صحيحا نحو الطعام ‪ ،‬حيث يكون الطفل في هذا العمر‬
‫ص احبا ودودا على وجب ات الطع ام ‪ ،‬وه وفي ه ذا العم ر لدي ه االس تعداد لتعلم اداب‬
‫المائدة االساسية ‪ ،‬ففي عمر حوالي اربع سنوات لم يعد يمسك الملعقة او الشوكة‬
‫في قبضة يده ‪ ،‬وانما يستطيع االن ان يحملهاكما يحملها اي ش خص كب ير‪ ،‬باص ابع‬
‫يده‪ ،‬وبالتوجية تستطيع امه ان تعلمه االن اداب اخرى للمائدة مثل عدم التكلم اثناء‬
‫الطعام ‪ ،‬وان اليمد يده الى الطعام الذي امام غيره ‪ ،‬ومع انه من الضروري شرح‬
‫ه ذه القواع د للطف ل ‪،‬اال ان االك ثر اهمي ة من ذل ك بالنس بة للطف ل ‪ ،‬ه و ان يك ون‬
‫الكبار المصاحبين له على المائدة نماذج حسنة يقتديها في اتباع اداب المائدة ‪ ،‬مما‬
‫يمكنه من تطوير اداب المائدة بشكل افضل اذا تناول الطعام مع افراد االسرة ‪.‬‬

‫مكونات الغذاء ‪:‬‬


‫يتكون الغذاء من سبعة مجموعات اساسية من المركبات هي ‪:‬‬

‫البروتينات ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫تعتبر البروتينات ضرورية لبناء واصالح وصيانة انسجة الجسم وتتالف من‬
‫عناصر يمكن االستفادة منها مباشرة هي ‪:‬‬
‫االحم اض االميني ة ‪ ،‬وعلى راس االغذي ة ال تي تت وفر فيه ا ه ذه االحم اض‬
‫بنس ب جي دة هي ‪ :‬ال بيض واللح وم و االس ماك (ال بروتين الحي واني) ‪،‬‬
‫والخضار الجافة والحبوب ‪.‬‬

‫المواد الدسمة (الدهنيات) ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫تمد الجسم بالطاقة الضرورية للجهد العضلي وتنقل كذلك الفيتامينات التي‬
‫تنحل في الجسم ‪ ،‬وهي جميعها ضرورية للجسم ‪.‬‬
‫تتالف النشويات من عناصر يمكن تمثلها (اي االستفادة منها) مباشرة وهي‬
‫االحماض الدسمة ‪ ،‬ويعتبر البعض منها اساسيا ويجب توفيره عبر االغذية ‪.‬‬
‫ومن االغذية االكثر غنى بالمواد الدسمة هي الزيت والزبدة ويليها الثمار‬
‫الزيتية كالمكسرات ‪.‬‬

‫السكريات او هيدرات الكربون ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫وهي ضرورية لتقلص العضالت الحركية وعضالت القلب والحجاب الحاجز‬
‫وتقسم الى فئتين ‪:‬‬
‫الس كريات المنحل ة وال تي ن دعوها بالبس يطة او الس ريعة وله ا م ذاق‬ ‫أ‪-‬‬
‫س كري وتت الف من جزيئ ة واح دة وتس مى(احادي ة الس كر) اوجزيئ تين‬
‫وتس مى (ثنائي ة الس كر) وهي م ا تع رف بالس كر وال ذي نس تهلكه‬
‫عبرالفواكه والمربيات والشوكوال والحلويات‪.‬‬

‫السكريات بطيئة االنحالل (او النشويات) وتدعى ايضا بالمعقدة وليس‬ ‫ب‪-‬‬
‫له ا م ذاق س كري وتت الف من عش رات ومئ ات الجزيئ ات ال تي تنقس م‬
‫سالس لها ببطء في العض وية وتعطي الجزيئ ات من الس كر االح ادي‬
‫لته دى ب ذلك من ج وع من يتناوله ا ولس اعات ع دة ‪ ،‬ومنه ا الحب وب‬
‫والنش ويات ال تي تش كل غ ذاء للخالي ا العص بية حيث يس تهلك ال دماغ‬
‫لوحده ثمانية اضعاف ما تستهلكه االنسجة االخرى من السكريات ‪.‬‬

‫الفيتامينات‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ويتم االستفادة منها بكميات ضئيلة وتعتبر اساسية النطالق اوتهيئة انطالق‬
‫العديد من التفاعالت الكيمياية وهي تعمل كوسيط في التفاعالت الحيوية‬
‫للجسم ‪.‬‬
‫وتسمى بعض هذه الفيتامينات بالمنحلة في الماء ونجدها في الجزء المائي‬
‫من االغذية كفيتامينات المجموعة (‪ )B‬وفيتامين (‪ ،)C‬وهي توجد خاصة في‬
‫الخضار والفواكه‬
‫تلعب الفيتامينات باالضافة الى ادوارها االساسية ادوار خاصة‪:‬‬
‫فيتامين (‪ )A‬له دور في الرؤية وتقوية العصب البصري ‪.‬‬
‫فيتامين ( (‪D‬له دوره في امتصاص الكالسيوم وبناء العظام وخاصة عند‬
‫االطفال‪.‬‬
‫االمالح المعدنية ‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وتلعب دورا محفزا في التفاعالت العضوية ودورا في البناء فالفسفور‬
‫والكالسيوم مثال يدخالن في تركيب بنية الهيكل العضمي ‪.‬‬
‫‪-6‬الماء ‪:‬‬
‫ويعت بر الم اء س واء ج اء عن طري ق الش رب او ض من مكون ات االغذي ة (حيث‬
‫تص ل نس بته احيان ا الى ‪ ) %90‬ض روريا للحف اض على النظم المائي ة للعض وية‬
‫والتي تطرح باستمرار عبر البول والبراز والتعرق وهو ضروري جدا للدوران‬
‫ولكافة انشطة الجسم وبدونه تنعدم الحياة ومن اهم فوائد الماء االخرى ‪:‬‬
‫ي ذيب الم واد الغذائي ة مم ا يس اعد على انتقاله ا الى كاف ة انح اء جس م‬ ‫‪-1‬‬
‫االنسان ‪.‬‬
‫يساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫االلياف ‪:‬‬ ‫‪-7‬‬


‫وه ذا الن وع من االغذي ة قلي ل او ع ديم التمث ل (اي ض عيف الفائ دة بنيوي ا )‬
‫ولكنه ا تلعب دورا في ط رح الفض الت المعوي ة وتخليص الجس م من الم واد‬
‫المؤذية ‪.‬‬
‫وهكذا نفهم ضرورة ان يكون الغذاء حاضرا بكل مكوناته حيث الواحد منها‬
‫اليمكنه التعويض عن االخر ‪.‬‬

‫اثر نقص الغذاء وسوء التغذية ‪-:‬‬


‫يؤدي نقص الغذاء وسوء التغذية للنتائج االتية ‪:‬‬
‫‪ -1‬بطء النمو واالصابة بالهزال ‪.‬‬
‫‪ -2‬ضعف المقاومة لالمراض وفقر الدم ‪.‬‬
‫‪ -3‬التعرض لالصابة بمرض االسقربوط والسل ولين العظام ‪.‬‬
‫‪ -4‬زيادة الوزن والبدانة التي تمثل اعاقة جسمية قد يالزمها اضطرابات نفسية ‪.‬‬
‫‪ -5‬ضعف في مستوى التحصيل الدراسي نتيجة لنقص اليود في الجسم ‪.‬‬
‫‪ -6‬تدهور النشاط العضلي وتعرقل العمليات العقلية المركبة كالتذكر واالستدالل‬
‫واالستنتاج‪.‬‬
‫‪ -5‬النضج ‪-:‬‬
‫النض ج ه و عملي ات النم و الط بيعي التلق ائي ال تي يش ترك به ا االف راد جميع ا" ‪،‬‬
‫وال تي ت ؤدي الى تغ يرات منتظم ة في س لوك الف رد‪ .‬وه و ك ذلك مجم وع االمكان ات‬
‫الوراثية والمكونات االولية التي يرثها الطفل من الوالدين فهي تمثل المحدد االول‬
‫لك ل الخص ائص الفيزيقي ة والق درات العقلي ة ال تي تك ون الف رد فيم ا بع د وتح دث‬
‫بمعزل عن المؤثرات الخارجية بصرف النظر عن اي تدريب او خبرة سابقة ‪.‬‬
‫ويمكن للنض ج ان يتحكم في تط ور ج وانب معين ة من الس لوك وان النض ج يمكن‬
‫من شأنه ان يحدث تغيرات في الجهاز العصبي وباقي اجهزة الجسم االخرى والتي‬
‫تؤثر على انواع معينة من السلوك ‪ .‬وتأثير النضج اليقف عند الميالد ‪ ،‬بل يستمر‬
‫بعد ذلك لسنوات طويلة ‪.‬‬
‫اما اكثر االمور التي يظهر فيها النضج بصورة واضحة هو التغيير الذي يحدث‬
‫في االمور التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬التغير في حجم الجسم والطول والوزن ‪.‬‬


‫‪ -2‬التغير في االبعاد مثل نسب الجسم المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -3‬التغير في الشكل مثل مالمح الوجه ‪.‬‬
‫‪ -4‬أكتساب أشكال جديدة في النمو مثل القدرة على الزحف والمشي او اكتساب‬
‫خصائص الجنس ‪.‬‬
‫‪ -5‬التغيرات العقلية كما تبدو في زيادة استخدام المنطق والتفكير المجرد ‪.‬‬
‫ومن االمثل ة على ذل ك ‪ :‬الج نين ال يمكن ان يول د ويعيش اذا لم يلبث تس عة اش هر‬
‫على االق ل في بطن ام ه ‪ ،‬وك ذلك ف ان الطف ل ال يس تطيع الكتاب ة م ا لم تنض ج‬
‫عض الته وقدرات ه الالزم ة للكتاب ة ‪ ،‬كم ا وال يمكن للفت اة ان تحم ل م ا لم تص ل‬
‫مرحل ة البل وغ اي نض ج جهازه ا التناس لي ‪.‬وهك ذا يتض ح ان دورالنض ج في النم و‬
‫يتمثل في مدى االرتباط بينه وبين اداء الوظائف‪.‬‬

‫مبادئ النضج ‪-:‬‬


‫يقوم النضج على المبادئ االتية ‪:‬‬
‫‪ -1‬يسير النمو بشكل متسلسل من الداخل الى الخارج ومن اعلى الى اسفل ‪.‬‬
‫‪ -2‬تختلف السرعة في النمو بين االجزاء المختلفة للجسم ‪.‬‬
‫‪ -3‬درجة النمو واحدة في الفرد بغض النظر عن التدريب او عدمه ‪.‬‬
‫‪ -6‬التعلم ‪-:‬‬
‫التعلم هو تغير دائم نسبيا" في السلوك ناتج عن تفاعل الفرد مع البيئة المحيطة‬
‫به والطفل يحتاج للتعلم الذي يساعده على النمو الصحيح ‪ ،‬ومن هنا كان البد له‬
‫ان يتفاع ل م ع البيئ ة المحيط ة ب ه ي ؤثر فيه ا ويت أثر به ا فالطف ل يتعلم المش ي او‬
‫الكتاب ة او غيرهم ا ت دريجيا" من خالل سلس لة من التف اعالت ف االم او المعلم او اي‬
‫شخص يعلم الطفل على المشي او الكتابة يساعدون في تغير سلوك الطفل اي في‬
‫اح داث تعلم لدي ه وبش كل مت درج ‪،‬ذل ك ان ك ل مس توى متق دم من التعلم يتطلب‬
‫مستوى سابقا" من التعلم ‪.‬‬

‫انواع التعلم ‪:‬‬


‫‪ -1‬تعلم ذهني معرفي مثل حل المشكالت ‪.‬‬
‫‪ -2‬تعلم وجداني مثل العواطف والميول واالتجاهات ‪.‬‬
‫‪ -3‬تعلم حركي مثل ركوب الدراجة والرسم والخط والسباحة وغيرها ‪.‬‬

‫مبادئ التعلم ‪:‬‬


‫‪ -1‬المعنى في التعلم حيث يميل التالميذ الى تعلم ما يكون ذا معنى لديهم ‪.‬‬
‫‪ -2‬االستعداد والمتطلبات االساسية ‪.‬‬
‫‪ -3‬النموذج التوضيحي حيث يميل المتعلم الى اكتساب السلوك الجديد اذا زود‬
‫بنموذج الداء هذا السلوك يشاهده ويقلده ‪.‬‬
‫‪ -4‬التواصل المفتوح حيث يميل المتعلم الى التعلم اذا كانت طريقة العرض‬
‫منظمة بطريقة تجعل الهدف مفتوحا" وواضحا" وذلك من خالل وضوح االهداف‬
‫وضرب االمثلة واستخدام الوسائل السمعية والبصرية المتنوعة ‪.‬‬
‫‪ -5‬الحداثة وهو الرغبة في تعلم كل جديد ‪.‬‬
‫‪ -6‬التدريب الموزع ان توزيع التدريب على فترات يسهل عملية التعلم ‪.‬‬
‫‪ -7‬التدريب العملي النشط والمناسب يميل الطلبة الى التعلم عندما يكون لهم دور‬
‫فاعل ونشط في عملية التعلم ‪.‬‬
‫‪ -8‬توفير التغذية الراجعة ‪.‬‬
‫‪ -9‬الدافعية ‪.‬‬

‫تاثير النضج على التعلم ‪:‬‬


‫ان تعلم خاصية معينة يكون اكثر سهولة اذا كان الفرد قد وصل الى‬ ‫‪-1‬‬
‫مستوى النضج المناسب بالنسبة لهذه الخاصية ‪.‬‬
‫ان التدريب الالزم للتعلم يقل كلما كان الكائن الحي اكثر نضجا ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ان التدريب قبل الوصول الى مستوى النضج المناسب اليؤدي الى تحسن‬ ‫‪-3‬‬
‫في التعلم او يؤدي الى تحسن مؤقت ‪.‬‬
‫ان التدريب قبل الوصول الى مستوى النضج المناسب قد يعوق التعلم في‬ ‫‪-4‬‬
‫المستقبل ‪ .‬فالتعلم دون استعداد المتعلم يترتب عليه كراهيته لما يتعلم ‪.‬‬
‫اذا كانت الخاصية او الوظيفة النامية محدودة االمكانيات بحكم الفطرة ‪,‬فان‬ ‫‪-5‬‬
‫جهد يتجاوز حدود نموها عديم الجدوى ‪ ،‬وربما معطال للنمو ‪.‬‬
‫يتاثر كل من اانضج والتعلم معا في احداث النمو ‪ .‬كالنمو اللغوي مثال ‪ ،‬حيث‬
‫اليتعلم الطفل الكالم اال اذا بلغ سنا تسمح له بتعلمه اي قبل ان تنضج االجهزة‬
‫والوظائف الالزمة لمزاولة عملية الكالم ‪.‬‬

‫‪ -7‬الثقافة ‪:‬‬
‫هي مجم وع م ا يتعلم وينق ل من ع ادات وتقالي د وقيم واتجاه ات ومعتق دات‬
‫وقانون واخالق ونشاط حركي ينظم العالقات بين االفراد وافكار وتكنولوجيا وما‬
‫ينشئ عنها من سلوك يشترك فيه االفراد والمجتمع ‪ .‬ويتعلم الفرد عناصر الثقافة‬
‫االجتماعية هذه اثناء نموه االجتماعي من خالل تفاعله في المواقف االجتماعية مع‬
‫االفراد والكبار الذين نشئوا وهم اطفال وتطبعوا وهم مراهقين واندمجوا اجتماعيا"‬
‫وهم راش دون‪ .‬وت ؤثر الثقاف ة في تش كيل شخص ية الف رد والجماع ة عن طري ق‬
‫المواقف االجتماعية العديدة ‪ ،‬وتنحصرالثقافة النفسية السليمة التي توفرها االسرة‬
‫للطف ل في قيم تعت بر في الحقيق ة مع ايير عام ة للص حة النفس ية ‪.‬فعلي ه ان يتعلم‬
‫الحق ائق المتعلق ة بقدرات ه ‪،‬واس تعداداته ‪ ،‬وحالت ه الجس مية والعقلي ة ‪ .‬وعلي ه ان‬
‫يتفاعل مع من يحيطون به تماما ‪،‬فيتعاطف معهم ويتقبلهم كما يقبل نفسه ‪ .‬وعليه‬
‫ان يتعلم االقبال على الحياة و يتحمل المسؤلية ‪،‬وان يكون طموحا شجاعا مستعدا‬
‫للكف اح والمقاوم ه اذا تعرق ل هدف ه او فش ل ‪.‬واخ يرا ان يتعلم الموازن ة بين حاجات ه‬
‫وبين متطلب ات المجتم ع من حول ه‪،‬ومهم ة االس رة في ه ذه الثقاف ة النفس ية طويل ة‬
‫وش اقة ‪،‬النه ا التخض ع لل وقت او لق انون او لطريق ة ‪.‬فهي تب دا من اول ي وم يتب ادل‬
‫فيه الطفل الكلمات مع من يقوم برعايته ‪.‬وال تنتهي االعندما يصبح الطفل راشدا‬
‫مسئوال ‪.‬وهكذا تنتقل الثقافة من جيل الى جيل من خالل عملية التفاعل االجتماعي‬
‫المستمر ‪.‬‬

‫االسرة كنمط ثقافي ‪:‬‬


‫عن دما ننظ ر الى االس رة كنم ط ثق افي يجب ان نف رق بين ش يئين وهم ا‪:‬‬
‫ا‪ -‬االسرة كجزء من النظام الثقافي العام‪.‬‬
‫ب‪-‬االسرة كوسط ينتقل خالله التراث الثقافي للطفل‪.‬‬

‫االسرة كنمط تقافي هي طرق المعيشة والتفكير التي تميز االسرة كطرق الخطوبة‬
‫وط رق ال زواج واالخالق وعالق ة ال زوج بالزوج ة وعالق ة االب اء باالبن اء وتماس ك‬
‫االسرة‪.‬‬
‫وعالق ة الص غار باالج داد في االس رة واالتجاه ات نح و المطلق ات واالرام ل ونح و‬
‫االطف ال غ ير الش رعيين وغ ير ذل ك كث ير وه ذا ي ؤثر والش ك في تنش ئة الطف ل‬
‫االجتماعي ة وفي س لوكه واتجاهات ه‪ ،‬ولم ا ك انت الثقاف ه ال تي يول د الطف ل فيه ا ثقاف ة‬
‫واسعة متنوعة ال تستطيع االسرة ان تنقلها بحذافيرها الى الطفل فانها تقوم بثالث‬
‫وظائف‪:‬‬
‫انها تختار من الثقافة العامة ما تنقله الى الطفل ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫انها تفسر للطفل ما تنقله‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫انها تقيم ما تنقله للطفل ‪ ،‬اى تعطيه قيمة ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫على ان هناك عوامل كثيرة هذا االختيار والتفسير‪ ،‬منها ان هذا التحديد يفرز على‬
‫اساس ما يدخل في االسرة من مظاهر الثقافة ويعتمد على ما تستطيع االسرة ان‬
‫تحصل عليه من الثقافة وعلى نتائج خبرتها وتعاملها مع مظاهر الثقافة المختلفة‬
‫وعلى ما ترجوه البنائها نتيحة ذلك من مستقبل ‪.‬‬

‫اسس تفاعل الفرد مع النمط الثقافي ‪:‬‬


‫تشكيل الثقافة الشخصية للفرد ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تطابق شخصية الفرد مع النمط الثقافي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اثابة الفرد اذا تطابق سلوكه مع االوضاع الثقافية وعقابه اذا ابتعد عنها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعلم السلوك الذي يتوقع منه االثابة واالشباع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اضطراب الشخصية بالتغير الثقافي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعقيد الثقافي كعبء نفسي على الشخصية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اختالف شخصية الفرد تبعا لدوره االجتماعي في اطار النمط الثقافي‬ ‫‪-‬‬
‫العام ‪.‬‬
‫اعتماد التغير الثقافي على تغير الشخصية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ :‬الفصل الرابع‬
‫مؤسسات التنشئة االجتماعية ( االسرة ‪ ،‬الروضة ‪ ،‬المدرسة ‪ ،‬جماعة‬
‫‪.‬الرفاق ‪ ،‬دور العبادة ‪ ،‬وسائل االعالم )‬

‫‪ - 1‬االسرة ‪:‬‬
‫االسرة نظام اجتماعي معقد يتضمن وظائف متداخلة بين اعض ائها وهي الخلية‬
‫االولى ال تي يحت ك به ا الطف ل ‪ ،‬وهي المك ان االول ال ذي تب دأ في ه مع الم التنش ئة‬
‫االجتماعية للطفل ‪.‬‬
‫وتلعب االس رة دورا" اساس يا" في عملي ة التنش ئة االجتماعي ة فهي الوكي ل‬
‫االجتم اعي االول ال ذي يس تقبل الطف ل بع د ال والدة في اي ام عج زه الش ديد واعتم اده‬
‫الكب ير على الراش دين للقي ام برعايت ه والعناي ة ب ه واش باع حاجات ه البايولوجي ة وهي‬
‫تنف رد في تق ديم الرعاي ة للطف ل والتفاع ل مع ه دون ان يش اركها ب ذلك اي مؤسس ة‬
‫اخ رى ‪ ،‬ان اعتمادي ة الطف ل تحص ر امكاني ة تفاعل ه اي التفاع ل الثن ائي م ع ام ه ثم‬
‫تتسع الدائرة لتشمل باقي افراد االسرة ‪ ،‬ويؤكد الباحثون ان الخبرات التي يتع رض‬
‫له ا الطف ل في نط اق االس رة ت ترك اث ارا" هام ة في تك وين شخص يته المس تقبلية‬
‫وتش كيل س ماته النفس ية وتط وير كفايت ه االجتماعي ة واالنفعالي ة وبالت الي تح دد م دى‬
‫امتالكه المكانات تحقيق التوافق النفسي واالسري واالجتماعي‬
‫وتعمل االسرة على تزويد الطفل باالتجاهات والقيم والمعايير االجتماعية واالدوار‬
‫االجتماعية المالئمة التي تسود بين افراد المجتمع كما تدربه على ممارسة السلوك‬
‫ال ديني واالجتم اعي المناس ب وتس اعده على تش رب ثقاف ة المجتم ع وتحقي ق مطالب ه‬
‫لذا فان االسرة تنهض بوظيفة اجتماعية ونمائية في حياة الفرد‪.‬‬

‫اهمية االسرة في تنشئة االطفال‪:‬‬


‫ان االسرة بجميع افرادها هي المكان االول الذي يتم فيه بداية االتصال‬ ‫‪‬‬
‫االجتماعي الذي يمارسه الطفل في بداية سنوات حياته والذي ينعكس على‬
‫نموه االجتماعي فيما بعد‪.‬‬
‫ان القيم والعادات واالتجاهات والتقاليد تمر بعملية تنقية من خالل االباء‬ ‫‪‬‬
‫متخذة طريقها الى االبناء بصورة مصفاة واكثر خصوصية ‪.‬فهناك عوامل‬
‫كثيرة تتدخل في اكساب االبناء القيم والتقاليد منها ‪:‬شخصية الوالين ‪،‬‬
‫والمستوى االجتماعي واالقتصادي لالسرة وجنس الطفل ‪.‬‬
‫ان االسرة هي المكان الوحيد في مرحلة الطفولة المبكرة وبعدها بقليل‬ ‫‪‬‬
‫للتربية المقصودة ‪،‬والتستطيع اي مؤسسة اجتماعية اخرى ان تقوم بهذا‬
‫الدور‪ ،‬فهي تعلم الطفل اللغة وتكسبه بدايات مهارات التعبير ‪.‬‬
‫االسرة هي المكان الذي يزود االطفال ببذور العواطف واالتجاهات الالزمة‬ ‫‪‬‬
‫للحياة في المجتمع‪.‬‬
‫االسرة هي االكثر دوما واالثقل وزنا من باقي المؤسسات المؤثرة على‬ ‫‪‬‬
‫الطفل وخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة ‪.‬‬
‫ان التفاعل بين االسرة والطفل يكون مكثفا واطول زمنيامن الجهات‬ ‫‪‬‬
‫االخرى المتفاعلة مع الطفل ‪.‬‬
‫االسرة هي الجماعة المرجعية التي يعتمد عليها الطفل عند تقييمه لسلوكه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وظائف االسرة ‪:‬‬


‫تقوم االسرة بعدة وظائف تتناول مختلف جوانب شخصية الطفل وحياته ويمكن‬
‫توضيح هذه الوظائف على النحو االتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الوظيفة البيولوجية ‪ :‬وهي تشمل االنجاب والتناسل وحفظه من االنفراد‬
‫وتختلف هذه الوظيفة بأختالف نوع المجتمع الذي توجد فيه االسرة وبأختالف نوع‬
‫االسرة ‪.‬‬

‫‪ -2‬الوظيفة النفسية ‪ :‬وتعني هذه الوظيفة بتوفير الدعم النفسي لالبناء ويشير ذلك‬
‫الى ان اهم وظيفة تقدمها االسرة البنائها هي تزويدهم باالحساس باالمن والقبول‬
‫في االسرة ‪.‬‬
‫‪ -3‬الوظيف ة االجتماعي ة ‪ :‬وتتمث ل ه ذه الوظيف ة بتوف ير ال دعم االجتم اعي ونق ل‬
‫العادات والتقاليد والقيم والعقائد السائدة في االسرة الى االطفال وتزويدهم بأساليب‬
‫التكيف ‪.‬‬
‫‪ -4‬الوظيف ة االقتص ادية ‪ :‬ويقص د به ا توف ير الم ال الالزم والك افي الس تمرار حي اة‬
‫االسرة وتوفير الحياة الكريمة ‪.‬‬

‫االساليب الوالدية المتبعة في عملية التنشئة االجتماعية ‪:‬‬


‫حتى ينمو الطفل نموا سويا تتخذ االسرة في عملية التنشئة االجتماعية مجموعة‬
‫من االساليب االجتماعية ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬المساندة العاطفية ‪:‬‬
‫وجود العالقات العاطفية داخل االسرة تساعد على النمو السليم لشخصية الطف ل‬
‫ام ا تحدي د الوال دين البن ائهم بالحرم ان فان ه يس اعد على تنش ئتهم تنش ئة غ ير س ليمة‬
‫كذلك تقدير الطفل لذاته وتنمية قدارته وتقبله للمعايير والقيم تعتمد في االساس على‬
‫تمتع ه ب الحب والقب ول وال دفئ الع اطفي وق د اك د ل ورانس فران ك ‪pLourance‬‬
‫‪ frank‬على ان الحاج ة الى ال دفء والقب ول حاج ة اولي ة للطف ل ‪،‬فالطف ل يحت اج ان‬
‫يك ون محبوب ا ومقب وال لم ا ه و علي ه ب دال من ان يك ون محبوب ا او مقب وال لمظه ره‬
‫الجسدي ‪.‬‬
‫‪ -2‬اسلوب الضبط لدى الوالدين ‪:‬‬
‫ويعني بذلك قدرة الوالدين التدخل في الوقت المناسب حتى اليصل الطفل الى‬
‫درجة االنقالب واالنحراف وذلك باستخدام اساليب االقناع وقد اكدت ديانا بومريند‬
‫على ان الضبط يمثل اسلوبا من اساليب التفاعل الوالدي مع الطفل‪،‬وفيه اليمارس‬
‫الوال دان الض بط وال يض عا مط الب ‪،‬ويمنح ا الطف ل ق درا كب يرا من الحري ة لينظم‬
‫سلوكه ‪،‬االم تكون محبة ‪ ،‬واالب لين ‪ ،‬واالطفال في االسرة المتسامحة لهم حقوق‬
‫الراشدين في مسؤليات قليلة ‪،‬اليستخدمون العقاب في ضبطهم‪.‬‬
‫وهناك نوعان من اساليب الضبط يمارسها االباء في تعاملهم مع ابنائهم‬
‫‪-1‬الن وع االول ‪ :‬ه و اس لوب االس تقراء واقناع ه وحث ه على الس لوك المقب ول‬
‫اجتماعيا‬
‫‪-2‬النوع الثاني ‪ :‬يعتمد على اكراه الطفل واجباره دون االهتمام برغباته او اقناعه‬
‫باسلوب مرغوب فيه ‪.‬‬

‫‪ -3‬نمط العداء لدى الوالدين ‪:‬‬


‫تؤدي الطريقة التي يتربى فيها الطفل في سنواته االولى والتي تقوم على اثارة‬
‫الخوف وانعدام االمن الى تعرضه الى اضطرابات نفسية والتاخر في نواحي النمو‬
‫النفسية فأالبناء يحتاجون الى سعة الصدر والثبوت في المعاملة والنصيحة حتى‬
‫ينمو سويا اما اذا كان الوالدين مضطربين الشخصية فأنهما يتهاونان حيث يجب‬
‫الحزم ويتساهالن حيث يجب التشدد ويقسوان على اتفه االمور واتباع الوالدين‬
‫اسلوب العقاب البدني يساعد على شعور الطفل باالحباط واقتران سلوكه بالعدوان‬
‫وابتعاده عن والديه هربا من القعاب واشار مارتن في دراسة له الى ان االطفال‬
‫الذين تم معاقبتهم بقسوة كانوا عدائيين مع االطفال االخرين ‪،‬واالطفال (بصفة‬
‫خاصة االوالد)الذين عوقبوا بقسوة اكثر كانو اكثر احتماال ان يصبحوا‬
‫منحرفين ‪،‬او ضد المجتمع في مرحلة المراهقة ‪.‬‬
‫‪ -4‬تذبذب الوالدين ‪:‬‬
‫ويعني عدم اتفاق الوالدين على اسلوب معين لتربية ابنائهم او الموافقة على‬
‫سلوك الطفل في موقف معين ورفضه في موقف مماثل اذ يستخدم الوالدين اسلوب‬
‫الثواب والعقاب بشكل عشوائي بعيدا عن العلمية والموضوعية فقد اليعرف االباء‬
‫تماما متى يكافأالطفل‪،‬ومتى يعاقب مما يجعل الطفل في حيرة من امره االمر الذي‬
‫يؤدي الى خلق سخصية غير مستقرة مما يتسبب في عدم توافق الطفل‬
‫واضطرابه وانحرافه وعدوانيته ‪.‬‬
‫‪ -5‬الحماية الزائدة لدى الوالدين ‪:‬‬
‫من الضروري رعاية الوالدين واهتمامهم بأطفالهم ومن دون ان تصل هذه‬
‫الرعاية واالهتمام الى درجة الحماية المفرطة وتأخذ الحماية براي الباحثين ابعاد‬
‫ثالثة هي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التعلق الزائد بالطفل ‪ :‬ويتمثل ذلك برغبة الوالدين في ابقاء اطفالهم معهم‬
‫والحرص الزائدعليهم ‪.‬‬
‫ب‪-‬التدليل ‪ :‬ويتمثل ذلك بمبالغة االسرة برعاية اطفالها وحرصها على التجاوز‬
‫عن عقابهم او التقليل من العقاب في حالة انحراف الطفل او قيامه بسلوك خاطئ‪.‬‬
‫ج‪ -‬عدم اعطاء الطفل الحرية في استقاللية السلوك ويتمثل ذلك في حرمان‬
‫الطفل من االحتكاك باالخرين وتمنعه من تكوين صداقات وعالقات مهنية‬
‫واالشتراك بأنشطة المدرسة االسباب التي تدفع الوالدين الى الحماية لزائدة هي ‪:‬‬
‫عدم توفر الحب للوالدين في طفولتهم او فقدانهم او معانات االم اثناء عملية‬
‫الوالدة والعالقة الزوجية الغير منسجمة وانجاب االم بعد فترة من العقم ‪.‬‬
‫‪ -6‬تسلط الوالدين ‪:‬‬
‫وهو فرض الوالدين لآلداب والقواعد التي تتماشى مع مراحل عمر الطفل عن‬
‫طريق النهي والتبويخ ويلجأ اآلباء الى التسلط عن طريق تشربهم مجموعة من‬
‫القيم والمعايير الصارمة في طفولتهم واضطرارهم الى تطبيقها على اطفالهم ‪.‬‬
‫‪ -7‬روح التساهل او المسامحة لدى الوالدين ‪:‬‬
‫تعد روح التساهل لدى الوالدين من العوامل التي تعوق نمو الطفل نموا‬
‫اجتماعيا سليما وغيره من مظاهر النمو االخرى ويرجع ذلك الى عوامل شعورية‬
‫وعوامل الشعورية ومن العوامل الشعورية خلو العالقة الزوجية من عنصر‬
‫المحبة والعطف مما يؤدي الى المواالت في العطف على االبناء والسيما االمهات‬
‫كذلك وجود فراغ في حياة االم نتيجة فقدان االب او وفاته مما يؤدي الى تحويل‬
‫عطفها نحو ابنائها ومن العوامل الالشعورية عدم احساس الوالدين بالعطف‬
‫والمحبة من ابنائهم اثناء طفولتهم فيغدقون العطف والحنان الشعوريا على‬
‫ابنائهم الذي حرموا منه مشاكل عديدة منها عدم قدرة الطفل على التوافق‬
‫االجتماعي والنفسي وعدم قدرته على التكييف مع بيئته وتعرضه لالباط لعدم‬
‫قدرته على مواجهة مشاكله والدفاع عن نفسه وميله الى العدوان‪.‬‬
‫‪ -8‬اهمال الوالدين ‪:‬‬
‫يؤدي اهمال الطفل من قبل الوالدين الى فقدان االحساس باالمن ماديا" ونفسيا"‬
‫ويظهر االهمال في عدم اصغاء الوالدين الى حديث الطفل وعدم تلبية حاجاته‬
‫الشخصية او عدم نصحه او عدم مكافئته او مدحه ويرجع اهمال الوالدين البنائهم‬
‫الى االنفصال او الطالق وخروج االم الى العمل وتركه وحيدا او مع مربياته‬
‫وزيادة عدد االبناء في االسرة مما يؤدي الى عدم القدرة على سد احتياجاتهم‬
‫واهمالهم ‪.‬‬
‫‪ -9‬نبذ الطفل انفعاليا" ‪:‬‬
‫ويتمثل ذلك بحرص الوالدين على اثارة نواحي النقص عند ابنائهم وعقابهم‬
‫بأستمرار او مقارنته باالطفال االخرين او هجر الطفل وطرده ويرجع سبب نبذ‬
‫االم لطفلها انفعاليا الى الصراع المستمر مع زوجها وبالنسبة لالب وجوده في‬
‫اسرة غير منسجمة يسودها الصراع والتقلب االنفعالي ‪.‬‬
‫‪ -10‬تفضيل طفل من احد الجنسين ‪:‬‬
‫غالبا ما يكون لدى االسرة اكثر من طفل او قد ترغب االسرة التي اليوجد‬
‫لها اوالد في ابن لها او العكس من ذلك فقد يكون لها عدد من االطفال االانها تغدق‬
‫العطف على احدهم وتفضله على االطفال االخرين مما يؤدي الى تكوين سلوك‬
‫عدائي من قبل االبناء نحو االبن المفضل ‪.‬‬
‫‪ -11‬االعجاب الزائد ‪:‬‬
‫قد يعبر االباء واالمهات احيانا بصورة مبالغ فيها عن اعجابهم الزائد للطفل‬
‫وحبه ومدحه مما يؤدي الى كثير من االضرار على الطفل منها شعور الطفل‬
‫بالغرور الزائد والثقة الزائدة بالنفس كثيرة مطالب الطفل تظخيم في صورة الفرد‬
‫عن ذاته مما يؤدي الى اصابته فيما بعد باالحباط بالفشل عندما يصطدم مع غيره‬
‫من االفراد االخرين الذين ال يكنونه القدر نفسه من االعجاب ‪.‬‬
‫‪ -12‬اختالف طريقة التربية للوالدين ‪:‬‬
‫تختلف احيانا وجهات نظر الوالدين في تربيتهم لالطفال وقد يكون االب انسانا‬
‫متشددا او قد يؤمن احدهما بالطريقة الحديثة للتربية وبينما يؤمن االخر بطريقة‬
‫تقليدية للتربية مما يؤدي الى انعكاس ذلك على شخصية االبناء قلقا واضطرابا‬
‫وعدم الثبات‪.‬‬

‫‪ -13‬االعتمادية ‪:‬‬
‫يقوم بعض االباء واالمهات في تربيتهم البنائهم لمزيد من الرعاية والحماية‬
‫لهم فيؤون عنهم واجباتهم الخاصة ويقضون عنهم حاجاتهم او متطلباتهم مما‬
‫ينعكس على شخصيتهم في المستقبل‪.‬‬
‫االساليب المقصودة للتنشئة االجتماعية في االسرة ‪:‬‬
‫‪ -1‬االستجابة لسلوك الطفل مما يؤدي الى احداث تغيير في هذا السلوك ‪.‬‬
‫‪ -2‬الثواب ( المادي او المعنوي ) للسلوك السوي للطفل ‪.‬‬
‫‪ -3‬العقاب ( المادي او المعنوي ) للسلوك غير السوي للطفل ‪.‬‬
‫‪ -4‬المشاركة في المواقف والخبرات االجتماعية المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -5‬االتوجيه الصريح والمباشر ‪.‬‬

‫‪ -2‬رياض االطفال ‪:‬‬


‫ان رياض االطفال بيئة تربوية مكملة لدور االسرة في تنشئة الطفل وتطبيعه‬
‫االجتماعي ‪،‬وهي ظاهرة حضارية ومطلبا قوميا للمجتمعات الواعية وضرورة‬
‫تمليها طبيعة نمو الطفل في هذه المرحلة ‪ .‬وتتلخص الوظيفة التربوية االسلسية‬
‫لرياض االطفال في تحقيق اهداف المجتمع فيما يتصل برعاية اطفاله واتاحة‬
‫الفرصة لهم لالستمتاع بطفولتهم وتحقيق النمو المتكامل لهم داخل بيئتهم ‪.‬‬
‫وتزويدهم من خالل الحرية والتلقائية والتوجيه السليم بالعادات السلوكية االيجابية‬
‫وباالتجاهات والقيم الخلقية واالجتماعية وبالمهارات الضرورية للعيش قي مجتمع‬
‫متحضر متطور سريع التغير ‪ .‬وتقع على رياض االطفال كبيئة تربوية مسؤلية‬
‫كبيرة في بناءاالنسان ‪ ،‬حيث ان مرحلة الطفولة المبكرة من اخطر المراحل في‬
‫حياة االنسان ‪ ،‬كما سبق وان ذكرنا في مواضيع اخرى من هذا الكتاب ‪ ،‬ففيها‬
‫تتشكل شخصية االنسان وتتحد ابعادها ‪ ،‬وهذا يتطلب من القائيمين على تربية هذا‬
‫الطفل ادراك ابعاد هذه المسؤلية‪ ،‬فبدخول الطفل الروضة تحدث نقلة كبيرة في‬
‫حياته من جو البيت والعالقات االسرية حيث تغدق االسرة وخاصة االم حنانها‬
‫على الطفل ‪ ،‬الى جو جديد توزع فيه المعلمة اهتمامها على مجموعة من االطفال‬
‫وفي نفس الوقت تصبح الروضة مركز لالشعاع البيئي سواء في عالقتها باسرة‬
‫الطفل والتواصل معها او في عالقتها بالبيئة المحلية المحيطة ببيئة الطفل ‪.‬‬

‫العوامل التي ادت الى تفعيل دور الروضة في مجال التنشئة االجتماعية ‪:‬‬
‫كثرة وتعقد المشكالت االقتصادية لالسرة اثر على قدرتها في القيام بدورها‬ ‫‪-1‬‬
‫في تربية االطفال ‪ ،‬هذا ويؤثر حجم االسرة في اضعاف سيطرتها على‬
‫االبناء‪.‬‬
‫المشكالت االجتماعية والتفكك االسري الذي وضع الروضة في موقف يحتم‬ ‫‪-2‬‬
‫عليها ان تأخذ على عاتقها مسؤولية تنمية الطفل تنمية شاملة لجميع جوانب‬
‫النمو ‪.‬‬
‫خروج المرأة للعمل وانشغال االباء عن ابنائهم ادى الى احداث فراغا كبيرا‬ ‫‪-3‬‬
‫قي مجال التنشئة االجتماعية للطفل ‪.‬‬
‫وسائل االعالم ودورها المؤثر في تكوين شخصيات االطفال بما تعرضه من‬ ‫‪-4‬‬
‫برامج تتنافى احيانا مع ثقافتنا وعادات مجتمعنا ‪.‬‬

‫وظائف رياض االطفال كبيئة تربوية ‪:‬‬


‫تهتم الروض ة بتربي ة الطف ل فت وفر ل ه عوام ل النم و المناس بة والعالق ات‬ ‫‪-1‬‬
‫االجتماعية والمناخ العاطفي المشابه الى حد ما لمناخ االسرة ‪ ،‬حيث تتنوع‬
‫المواق ف واالش ياء ‪ ،‬ويتع دد الرف اق والكب ار ال ذين يتص ل بهم ويب دا في‬
‫اكتشاف ذاته من خالل تفاعله مع االخرين في بيئة الروضة ‪.‬‬
‫تحتل الروضة موقعا ستراتيجيا كمؤسسة تربوية تقوم بدور مكمل لوظيفة‬ ‫‪-2‬‬
‫االس رة بش كل علمي في تحقي ق اه داف النم و وتش كيل شخص ية الطف ل في‬
‫ضوء حاجاته واستعدادته وقدراته الذاتية ‪.‬‬
‫اكتش اف الص عوبات ال تي ق د تواج ه الطف ل وتع ترض مس ار نم وه فتق دم ل ه‬ ‫‪-3‬‬
‫الساعدة المناسبة لتمكنه من القيام بوظائفه االجتماعية بكفاءة وفعالية ‪.‬‬

‫المحافظ ة على انتم اء الطف ل الس رته وتنمي ة ه ذا الش عور لدي ه وتدعيم ه‬ ‫‪-4‬‬
‫وتعزيز البيئة التي يعيش فيها الطفل ‪.‬‬
‫توف ير الحماي ة الى ج انب االهتم ام بالخ دمات الوقائي ة والعالجي ة للطف ل‬ ‫‪-5‬‬
‫وتوجيه االسرة في هذا المجال ‪.‬‬
‫توفير الرعاية واالهتمام لكل طفل ومراعاة الفروق الفردية بين االطفال ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫توف ير الف رص المناس بة االطف ال لممارس ة التج ارب الشخص ية المباش رة‬ ‫‪-7‬‬
‫واالستمتاع بها ‪.‬‬
‫مساعدة الطفل على النجاح في اداء ادواره االجتماعي ة ‪ ،‬من خالل التعاون‬ ‫‪-8‬‬
‫واالتصال المستمر بين االسرة والروضة والبيئة مما ي ؤدي الى تش ابه القيم‬
‫التربوي ة بينه ا وبين الس لوك البي ئي ‪ .‬حيث ان م ا تغرس ه الروض ة من‬
‫عادات وقيم ومهارات واتجاهات وميول ومفاهيم في سلوك الطفل استجابة‬
‫من جانب االسرة لتحقيق التكامل ال تربوي بين المؤسس تين وتجنب احداث‬
‫اية فجوات تربوية للطفل نتيجة تعدد جهات التنشئة االجتماعية ‪.‬‬

‫السمات االساسية لمعلمة الروضة‪:‬‬


‫حب االطفال ‪ :‬وتعتبر هذه الصفة االهم والميزة التي يجب ان تتمتع بها معلمة‬ ‫‪-1‬‬
‫الروضة‪.‬‬
‫الثق‪G‬ة ب‪GG‬النفس وتق‪G‬دير ال‪G‬ذات ‪ :‬فمعلم ة الروض ة الب د وان تك ون ل ديها مش اعر‬ ‫‪-2‬‬
‫ايجابية تجاه مهنتها وقدراتها ودكراكها الهمية الدور الذي تقوم به ‪.‬‬
‫االخالص ‪ :‬ان المعلم ة يجب ان تخلص في عمله ا داخ ل الروض ة من خالل‬ ‫‪-3‬‬
‫االتقان في العمل واداء االنشطة وتنفيذ البرامج على الوجه االكمل ‪ ،‬فاالتقان‬
‫في العم ل وتنفي ذه في الوج ه الص حيح ينعكس ايجابي ا على تربي ة االطف ال ‪،‬‬
‫فاالطفال يعتبرون المعلمة قدوة ومثل يحاولون تقليده ‪.‬‬
‫العلم ‪ :‬ان معلم ة ري اض االطف ال يجب ان تك ون مؤهل ة علمي ا وعلى علم‬ ‫‪-4‬‬
‫بالقواع د االساس ية في نم و االطف ال في ه ذه المرحل ة العمري ة وفي تربي ة‬
‫االطفال وكيفية التعامل معهم ‪.‬‬
‫الشعور بالمسؤلية‪ :‬وهي من االم ور المهم ة وال تي يجب ان تتم يز به ا معلم ة‬ ‫‪-5‬‬
‫الروض ة ‪ ،‬فعليه ا تق ع مس ؤلية ك برى في تنش ئة االطف ال وت ربيتهم وص قل‬
‫مواهبهم وعالج جوانب الخلل والقصور التي قد تظهر عند بعض االطفال ‪.‬‬
‫الحلم ‪ :‬يجب ان تتص ف معلم ة الروض ة ب الحلم واالت زان والس يطرة على‬ ‫‪-6‬‬
‫انفعاالته ا ح تى ينج ذب االطف ال نحوه ا ‪ ،‬وعلى المعلم ة ان تت درج في عق اب‬
‫الطف ل العني د واع دواني من خالل اس تنفاذ جمي ع الس بل الودي ة وط رق النص ح‬
‫واالرش اد مع ه ثم تلج ا الى التهدي د ‪ ،‬ثم الحرم ان من الت دعيم الم ادي‬
‫والمعنوي ‪،‬ثم التهديد بالعقاب وهكذا ‪.‬‬
‫ان تكون سليمة الجسم والحواس ‪ :‬فمن المهم ان تكون معلمة الروضة خالية‬ ‫‪-7‬‬
‫من العيوب الجسمية والنطقية ‪.‬‬
‫الج ‪GG‬رأة ‪ :‬يجب ان تتمت ع المعلم ة ب روح الج رأة واالستكش اف ‪ ،‬والج رأة في‬ ‫‪-8‬‬
‫المحاولة والتجربة ‪.‬‬

‫االهداف المقصودة للتنشئة االجتماعية في رياض االطفال ‪:‬‬


‫‪ -1‬تطوير قدرات البراعة اللغوية عند الطفل من حيث الكالم والتعبير ومهارات‬
‫االصغاء والحديث واالستعداد البصري والعضلي للقراءة والكتابة ‪.‬‬
‫‪ -2‬انم اء الق درات العقلي ة االدراكي ة عن د الطف ل وقدرات ه على استكش اف بيئت ه‬
‫وتمثلهل والموائمة معها عن طريق تطوير الحواس ‪.‬‬
‫‪ -3‬تطوير القيم االخالقية عند الطفل ‪.‬‬
‫‪ -4‬تطوير ثقة الطفل بنفسه وتدعيمها عن طريق تفهمه المكاناته الذاتية وانجازه‬
‫وتقديره النجاز االخرين ‪.‬‬
‫‪ -5‬تشجيعه على التعبير بحرية وضبط النفس ‪.‬‬
‫‪ -6‬انماء القيم الدينية عند الطفل ‪ ،‬وتبني القيم االيمانية ‪.‬‬
‫‪ -7‬تط وير مف اهيم واتجاه ات وقيم مبك رة عن د االطف ال نح و ت دعيم المب ادئ‬
‫االجتماعية واالنسانية التي يتطلع اليها المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -8‬توطيد العالقات والتعاون بين االسرة والروضة لتعزيز دور االسرة في عملية‬
‫التنشئة االجتماعية للطفل ‪.‬‬
‫‪ -9‬انماء قدرات الطفل على تحمل المسؤلية الذاتية وتعزيز المفهوم الذاتي‬
‫ورعاية نفسه بنفسه عن طريق معرفة الطفل لحاجاته الجسمية ‪،‬وتشكيل عادات‬
‫صحية سليمة لتمثل قواعد االمن والسالم التي يحتاجها الطفل‪.‬‬
‫‪ -10‬انضاج الطفل جسديا وذهنيا وعاطفيا واجتماعيا ولغويا بحيث يصبح‬
‫قادرا على التكيف مع متطلبات المدرسة االساسية في جو من الحرية والثقة‬
‫بالنفس‪.‬‬

‫التربية ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫ان التربية وسيلة حياتية مهمة ‪ ،‬واساسية في بناء المجتمعات ‪ .‬وهي عملية‬
‫انسانية شاملة ‪ .‬فيها بناء وتوجيه ‪ ،‬وتعلم وتثقيف ‪ ،‬وهي عملية تكيف وتفاعل‬
‫بين االنسان وبيئته من اجل تكوين عاداته وتهذيب افكاره ‪ ،‬وتنمية مشاعره‬
‫وانفعاالته ‪ .‬وتتحقق التربية في مراكز عديدة منها واهمها االسرة وتليلها‬
‫الروضةو المدرسة وهي في تطور مستمر التقف عند عمر معين او زمن‬
‫معين‬
‫وتعرف التربية اصطالحا بأنها التنشئة اي ان الطفل اليتكامل نموه اال بالتربية‬
‫التي تؤدي الى التنشئة السليمة ‪.‬‬
‫و تعرف ‪ :‬بأنها الوسيلة التي تنقل االنسان من مجرد فرد الى انسان يشعر‬
‫باالنتماء الى مجتمع له قيمه واتجاهاته ‪ ،‬والتربية هي وسيلة المجتمع لترجمة‬
‫نفسه في سلوك افراده ‪ ،‬وبذلك يصبح المجتمع متفردا ‪ ،‬يعيش وينمو ويستمر‬
‫بنمو افراده ‪.‬‬
‫ويعرفها فروبل ‪ :‬بأنها عملية تتفتح فيها قابليات التعليم الكاملة ‪.‬كما تتفتح‬
‫النباتات واالزهار ‪.‬اي ان الطفل مجموعة من القابليات ‪،‬وما وظيفة التربية‬
‫االالعمل في سبيل تفتح هذه القابليات ونموها ‪.‬‬

‫وعرفها هربرت سبنسر ‪ :‬بأنها اعداد االنسان الن يتحمل حياة كاملة ‪.‬‬
‫اما التربية في منظور الفكرالعربي االسالمي ‪ :‬انها منهج حياتي كامل يرتكز على‬
‫تكوين الشخصيات المتميزة بواسطة بواسطة تزويدهم باالفكار والمفاهيم العربية‬
‫االسالمية الحافزة ‪.‬‬

‫اهمية التربية ‪:‬‬


‫للتربية اهمية كبيرة كونها ‪:‬‬
‫‪ -1‬تربي الفرد تربية شاملة بكل ابعاد نموه ومتطلبات حياته ‪.‬‬
‫‪ -2‬وسيلة اتصال وتنمية لالفراد ‪.‬‬
‫‪ -3‬تعمل على استمرار ثقافة المجتمع وتجديدها ونقل التراث الثقافي ‪.‬‬
‫‪ -4‬تعمل على تكوين االتجاهات السلوكية ‪.‬‬
‫‪ -5‬تحقق النمو الشامل واكتساب الخبرة ‪.‬‬
‫‪ -6‬تعمل على تحقيق الديمقراطية ‪.‬‬
‫‪ -7‬تعمل على اكتساب القيم الخلقية والجمالية وتذوقها ‪.‬‬
‫‪ -8‬تعمل على تحقيق التطور وتشكيل المستقبل ‪ ،‬فالتربية الحديثة اصبحت تربية‬
‫ميدانية وتطبيقية ‪.‬وحياتية تعتمد على المواقف والممارسات اليدوية والتطبيقات‬
‫العلمية لمواجهة الحياة المتغيرة والمخترعات واالكتشافات الحديثة ‪ .‬والتعامل معها‬
‫بوعي وادراك ‪.‬‬

‫عالقة مفهوم التربية بمفهوم التنشئة االجتماعية ‪:‬‬


‫تعتبر عملية التنشئة االجتماعية لالبناء عملية تربوية اجتماعية بوصفها احدى‬
‫العملي ات ال تي يتم من خالله ا اس تمرار المجتم ع وتط وره ‪ ،‬وتعت بر عملي ة التنش ئة‬
‫االجتماعي ة عملي ة تعلم ‪ ،‬النه ا تع دل وتغ ير في الس لوك نتيج ة التع رض لخ برات‬
‫وممارسات معينة ‪.‬‬
‫فالتربي ة اذن هي اح داث عملي ات النم و والتغي ير والض بط عن د الطف ل في اط ار‬
‫محيط ه االجتم اعي س واء ك ان ذال ك داخ ل االس رة او الروض ة او غيره ا من‬
‫المؤسسات للوصول به الى اقصى حد من الكفاءة تسمح بها قدراته واستعداداته ‪.‬‬
‫وبذالك تعد عملية التنشئة االجتماعية جزءا من عملية التربية ‪ ،‬فالتربية اذن عملية‬
‫شاملة والتنشئة االجتماعية جزء منها ‪ ،‬وهي بذالك اعم واشمل من عملية التنشئة‬
‫االجتماعية النها تعني نمو شامل للطفل جسميا وعقليا واجتماعيا ووجدانيا وانفعالب ا‬
‫وس ط جماع ة اجتماعي ة تعم ل على الوص ول ب ه الى اقص ى م ا تؤهل ه ل ه قدرات ه‬
‫الطبيعية ‪.‬‬

‫‪ -4‬المدرسة ‪:‬‬
‫تق وم المدرس ة ب دور اساس ي في عملي ة التنش ئة االجتماعي ة وتع د الوكي ل‬
‫االجتماعي الثالث بعد االسرة والروضة التي تناط به لهذه المهمة ‪ ،‬وتقوم بها‬
‫على نحو مقصود ومنظم فهي تقوم بوظيفة التربية التي تعني مساعدة الفرد على‬
‫النم و المتكام ل جس ميا" ومعرفي ا" واجتماعي ا" وانفعالي ا" كي يص بح اك ثر ق درة على‬
‫التكي ف ومواجه ة الحي اة وهي اذ تنهض به ذه المس ؤولية انم ا تب نى على م ا اسس ته‬
‫االس رة وري اض االطف ال في غرس ها للقيم وتطويره ا لالتجاه ات وتزوي دها للف رد‬
‫بالمعايير االجتماعية ‪.‬‬

‫االساليب المقصودة للتنشئة االجتماعية في المدرسة ‪:‬‬


‫‪ -1‬دعم القيم السائدة في المجتمع وبشكل صريح ومباشر في مناهج الدراسة ‪.‬‬
‫‪ -2‬توجيه النشاط المدرسي بحيث يؤدي الى تعليم االساليب السلوكية االجتماعية‬
‫المرغوب فيها وتعلم المعايير االجتماعية واالدوار االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -3‬الثواب والعقاب وتمارسها السلطة المدرسة في تعليم القيم واالتجاهات‬
‫والمعايير واالدوار االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -4‬العمل على استقاللية الطفل عن االسرة ‪.‬‬
‫‪ -5‬تقديم نماذج السلوك االجتماعي السوي ‪.‬‬
‫‪ -6‬قيام المدرس بدور اجتماعي دائم التأثير في التلميذ ‪.‬‬
‫‪ -7‬المدرس يمثل سلطة يقدم القيمة العامة ‪.‬‬
‫‪ -8‬المدرس كمنفذ للسياسة التربوية في المجتمع يقدم ما يحدده المجتمع بأمانة‬
‫واخالص وموضوعية ‪.‬‬
‫مسؤوليات المدرسة في عملية التنشئة االجتماعية ‪:‬‬
‫‪ -1‬تقديم الرعاية النفسية للطفل ومساعدته في حل مشكالته الشخصية االكاديمية‬
‫والنفسية ‪.‬‬
‫‪ -2‬تقديم خدمات االرشاد والتوجيه النفسي والمدرسي ‪.‬‬
‫‪ -3‬تدريب الطفل على تبني اهداف تتفق مع المعايير االجتماعية والسعي‬
‫لتحقيقها ‪.‬‬
‫‪ -4‬اكساب الطفل اللغة واالساليب اشباع الحاجات وفق المعايير االجتماعية‬
‫المقبولة ‪.‬‬
‫‪ -5‬اكسابه قيما" واتجاهات جديدة في سياق مواقف اجتماعية متنوعة تتطلب‬
‫استجابة االخرين له واستجابته لهم ‪ ،‬االمر الذي يمكنه من لعب كثير من االدوار‬
‫االجتماعية واكساب الكثير من المعايير التي تحكم السلوك ‪.‬‬

‫اهمية التفاعل واالتصال بين البيت والمدرسة ‪:‬‬


‫‪ -1‬ان التفاعل بين البيت والمدرسة ضرورة ملحة تتطلبها مصلحة االطفال‬
‫بأعتبار ان البيت والمدرسة هما المسؤوالن عن تربية وتنشئة االطفال وان دور‬
‫كل منهما يكمل االخر ‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن اشكال هذا التفاعل واالتصال بين البيت والمدرسة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مجالس االباء والمعلمين وتشمل االباء واالمهات والجهاز االداري والتعليمي‬
‫في‬
‫المدرسة‪.‬‬
‫ب‪ -‬جماعات النشاط وتشمل االهل والمعلمين والتالميذ ‪.‬‬
‫ج‪ -‬تنظيم اجتماع دوري ألباء الصفوف حيث يلتقي التالميذ باأبائهم ومعلميهم ‪.‬‬
‫د‪ -‬اليوم المفتوح يوم النشاط المدرسي ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬اعداد البرامج التثقيفية لالباء واالمهات ‪.‬‬
‫و‪ -‬النشرات ‪.‬‬
‫ط‪ -‬المقابالت الفردية ‪.‬‬
‫ي‪ -‬تشجيع التالميذ الى اخذ اعمالهم المدرسية الى البيت واحضار بعض اعمالهم‬
‫المنزلية ‪.‬‬

‫‪ -5‬جماعة الرفاق ‪:‬‬


‫تقوم جماعة الرفاق او االقران او الصحبة او الشلة بدور هام في عملية التنشئة‬
‫االجتماعية وفي النمو االجتماعي للفرد ‪ ،‬فهي تؤثر في معاييره االجتماعية وتمكن ه‬
‫من القيام بأدوار‬
‫اجتماعي ة متع ددة ال تتيس ر ل ه خارجه ا‪ ،‬وجماع ة الرف اق هي جماع ة اولي ة تتم يز‬
‫بالتماسك وبعالقات المودة ‪ ،‬وهي تتكون من اعضاء متساوين في المكانة ‪ ،‬ولهذا‬
‫تعتبر جماع ات اللعب عند االطف ال جماعات ص داقة ‪ ،‬وهي ذات اهمية كبرى في‬
‫تك وين نم اذج مناس بة للتوح د ‪،‬نظ را النه ا متح ررة نس بيا من ت دخل الكب ار ومن‬
‫س يطرتهم‪.‬ولجماع ة الرف اق قيم مش تركة ‪ ،‬ومس تويات اساس ية للس لوك‪ ،‬ويتم يز‬
‫االتصال بين اعضائها بانه واضح‪.‬وتعمل جماعة الرفاق على مساعدة الطفل على‬
‫النمو في مختلف جوانبه ومستوى النضج الذي يصل اليه من حيث‪:‬‬
‫‪-1‬النموالجسمي ‪ :‬عن طريق اتاحة الفرصة لممارسة النشاط الرياضي ‪.‬‬
‫‪-2‬النمو العقلي ‪ :‬عن طريق ممارسة الهوايات المختلفة‪.‬‬
‫‪-3‬النم و االجتم اعي ‪ :‬عن طري ق النش اط االجتم اعي وتك وين الص داقات ‪.‬‬
‫‪-4‬النمو االنفعالي ‪:‬عن طريق نمو العالقات العاطفية في مواقف التتاح في غيرها‬
‫من الجماعات‪.‬‬
‫خصائص جماعة الرفاق ‪:‬‬
‫‪ -1‬تقارب االدوار االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -2‬وضوح المعايير االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -3‬وجود اتجاهات مشتركة وقيم عامة بينهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬التجانس العمري والجنسي ‪.‬‬
‫اشكال جماعة الرفاق ‪:‬‬
‫‪ -1‬جماعة اللعب ‪ :‬وهي تتكون تلقائيا" بهدف اللعب واللهو غير المقيد بقواعد ‪.‬‬
‫‪ -2‬جماع ة اللعب ة ‪ :‬وتش ارك فيه ا الجماع ة م ع المحافظ ة على قواع د اللعب ة‬
‫واصولها‪.‬‬
‫‪ -3‬الش لة ‪ :‬وهي جماع ة قوي ة التماس ك تجم ع بين اف راد محل يين في المكان ة‬
‫والوضع‬
‫االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -4‬العص ابة ‪ :‬وهي جماع ة اك ثر تعقي دا" يس ود بين عناص رها الص راع على‬
‫السلطة او مع جماعات اخرى ولها رموزها الخاصة المشتركة ‪.‬‬
‫‪ -5‬جماعة النادي ‪ :‬وتنشأ في وسط رسمي يشرف عليه الراشدون ويتيح فرصة‬
‫النشاط الجسمي والنو العقلي والتفريغ االنفعالي والتعلم االجتماعي ‪.‬‬
‫االساليب المقصودة للتنشئة االجتماعية في جماعة الرفاق ‪:‬‬
‫‪ -1‬الثواب االجتماعي والتقبل ‪.‬‬
‫‪ -2‬العق اب والزج ر وال رفض االجتم اعي في حال ة مخالف ة العض و‬
‫المعاييراالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -3‬تقديم نماذج سلوكية يتوحد معها بعض االعضاء ‪.‬‬
‫‪ -4‬المشاركة في النشاط االجتماعي وخاصة اللعب ‪.‬‬
‫‪ -6‬وسائل االعالم ‪:‬‬
‫تع ددت وس ائل االعالم ال تي اص بحت تش د الطف ل من مجالت وكتب هزلي ة‬
‫وتلفزي ون وس ينما ومس رح وتس جيالت ص وتية والمطبوع ات المص ورة‬
‫والمقرؤة ‪،‬وكل وسيلة من هذه الوسائل تترك اثارها على الطفل اال ان التلفزيون‬
‫يتصدر هذه الوسائل جميعا ‪ ،‬ووسائل االعالم تحدث تأثيرها بما ينطوي عليه من‬
‫احاط ة االطف ال بموض وعات واغ راء االطف ال واس تمالتهم ليس لكوا بم ا يتف ق م ع‬
‫رغبة موجه الرسالة باآلضافة الى اتاحة الفرصة للترفيه والترويح وهو هدف ي أتي‬
‫في المقدمة واالستفادة من وسائل االعالم في التنشئة االجتماعية للطفل فالقصص‬
‫والمالحم الش عبية ك انت تس تعمل قص دا" وبغ ير قص د في اكس اب الطف ل كث يرا" من‬
‫عادات المجتمع وتقاليده الى ان اصبح االن لالطفال مساحة من صفحة او اك ثر في‬
‫جري دة يومي ة او مجل ة خاص ة ب ه او برن امج اذاعي موج ه ل ه ووس ائل االعالم‬
‫عموما" لها خصائص تنسحب على مجال االطفال واهمها انها تعكس الثقافة العامة‬
‫للمجتمع ات االخ رى ال تي اليعيش فيه ا الطف ل مث ل مجتم ع البادي ة والري ف‬
‫والمجتمعات االخرى االوربية واالمريكية ‪.‬‬

‫ان ت ‪GG‬أثير وس ‪GG‬ائل االعالم عموم ‪GG‬ا" على تنش ‪GG‬ئة االطف ‪GG‬ال بت ‪GG‬أثر بع ‪GG‬دد من العوام ‪GG‬ل‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ -1‬المرحلة العمرية لمتلقي الرسالة االعالمية ‪.‬‬
‫‪ -2‬حاجات االطفال ‪.‬‬
‫‪ -3‬المستوى االجتماعي والثقافي الذي ينتمي اليه الطفل ‪.‬‬
‫‪ -4‬ردود فعل االخرين عند ممارسة الطفل لما تعرض وسائل االعالم ومن اخوة‬
‫واقران وجيران ‪.‬‬
‫‪ -5‬مدى توفير البيئة االجتماعية التي يجرب فيها الطفل ما عرض من شخصيات‬
‫ونماذج عبر وسائل االعالم ‪.‬‬

‫اهمية التلفزيون كوسيلة اعالمية تربوية وثقافية لطفل الروضة ‪:‬‬


‫اعتماده على حاستي السمع والبصر وهما اهم الحواس التي تعين االنسان‬ ‫‪-1‬‬
‫على استقبال العرفة ‪،‬مما يؤدي الى تعزيز كل حاسة منهما االخرى ‪.‬‬
‫اعتماده عاى المرئيات في المقام االول ‪ ،‬ومن ثم قدرته على تنمية خبرة‬ ‫‪-2‬‬
‫الطفل والتأثير فيه على الرغم من قلة حصيلته اللغوي ‪ ،‬وعدم المامه‬
‫بالقراءة ‪.‬‬
‫االستعانة بالعديد من المؤثرات البصرية والسمعيعة التي توضح المعاني‬ ‫‪-3‬‬
‫التي يسوقها وتزيد على التاثير واالقناع ‪.‬‬
‫توافره بكل بيت وعدم وجود اية عقبات مادية تحول دون مشاهدته‬ ‫‪-4‬‬
‫واالستعانه به في الساعات المناسبة لذلك ‪.‬‬
‫تقريبه الواقع الى ذهن الطفل باالستعانه بمعظم ابعاد هذا الواقع من شكل‬ ‫‪-5‬‬
‫وحجم ولون وحركة وصورة ‪ ...‬الخ كبديل عن الخبرة المباشرة التي قد‬
‫يصعب توفيرها في البيئة الطبيعية للطفل ‪.‬‬
‫قدرته على التأثير على كافة افراد االسرة ‪،‬وامكانية تدعيمه لدور االسرة‬ ‫‪-6‬‬
‫في تنشئة الطفل ‪.‬‬

‫االساليب المقصودة للتنشئة االجتماعية في وسائل االعالم ‪:‬‬


‫‪ -1‬التكرار وتأثيره في عملية التعلم وتيسير عملية االستيعاب ‪.‬‬
‫‪ -2‬الجاذبية وتنوع اساليب الجذب مع زيادة التقدم التكنولوجي ‪.‬‬
‫‪ -3‬الدعوة الى المشاركة الفعلية وابداء الرأي ومنح الجوائز‪.‬‬

‫‪ -7‬المؤسسات الدينية ( دور العبادة ) ‪:‬‬


‫تقوم دور العبادة بدور مهم ووظيفة حيوية في عملية التنشئة االجتماعية لما‬
‫تتميز به من خصائص فريدة اهمها احاطة عملية التنشئة بهالة من التقديس‬
‫وايجابية المعايير السلوكية التي تعلمها لالفراد واالجماع على تدعيمها ‪.‬‬

‫وتلعب المؤسسات الدينية دورا" هاما" في التنشئة االجتماعية للفرد من حيث ‪:‬‬
‫‪ -1‬تعليم الفرد والجماعة التعاليم الدينية والمعايير السماوية التي تحكم السلوك بما‬
‫يضمن للفرد سعادة افراد المجتمع والبشرية جميعا" ‪.‬‬
‫‪ -2‬امداد الفرد بأطار سلوكي نابع من تعاليم دينية ‪.‬‬
‫‪ -3‬الدعوة الى ترجمة التعاليم السماوية الى ممارسة عملية وتنمية الضمير عند‬
‫االفراد ‪.‬‬
‫‪ -4‬توحيد السلوك االجتماعي والتقريب بين مختلف الطبقات االجتماعية ‪.‬‬
‫االساليب المقصودة للتنشئة االجتماعية في دور العبادة ‪:‬‬
‫‪ -1‬الترغيب والترهيب والدعوة الى السلوك السوي ‪ ،‬طمعا" في الثواب واالبتعاد‬
‫عن‬
‫السلوك المنحرف تجنبا" للعقاب ‪.‬‬
‫‪ -2‬التكرار واالقناع والدعوة الى المشاركة الجماعية ‪.‬‬
‫‪ -3‬االرشاد العملي وعرض النماذج السلوكية المثالية ‪.‬‬

‫النظريات المفسرة لعملية التنشئة االجتماعية‬


‫نظرية التحليل النفسي‬ ‫‪-1‬‬
‫نظرية النمو المعرفي‬ ‫‪-2‬‬
‫نظرية اريكسون‬ ‫‪-3‬‬
‫نظرية الدور االجتماعي‬ ‫‪-4‬‬
‫نظرية روبرت سيرز‬ ‫‪-5‬‬
‫نظرية التعاهد االجتماعي‬ ‫‪-6‬‬
‫‪-7‬نظرية التعلم االجتماعي‬
‫‪-8‬نظرية كارين هورني‬
‫‪ -1‬نظرية التحليل النفسي ‪:‬‬
‫يعتبر فرويد الممثل لالتجاه الدينامي في تفسير الشخصية ‪ ،‬ويرى فرويد ان‬
‫الطفل يولد ( بالهو ) الذي هو مجموعة معقدة من الدوافع الغريزية والتي تحدد‬
‫السلوك وتوجهه وفق مبدأ اللذة والطفل اليعنيه ان ينمو وانما يهمه ان يحظى‬
‫بالمتعة واالشباع لنفسه ولكنه اثناء نموه يتعرض للكبح والتقييد بطرق مختلفة عن‬
‫طريق ابويه فهو اليستطيع دائما" ان يطلق العنان لغضبه والبد ان يفطم ويدرب‬
‫على عمليات االخراج ويمنع من ان يلعب بكل ما تتوق نفسه الى اللعب به ونتيجة‬
‫لعمليات الكبح والضبط هذه يتحول جزء من اللهو الى االنا وهوذلك الجزء الواعي‬
‫من الشخصية الذي يعمل على اخضاع المطالب له للتحكم ويوجه النشاط وفق مبدأ‬
‫الواقع وكل ما يجده االنا صعبا" في تناوله او مواجهته يكبت ويدفع الى ما يسمى (‬
‫الالشعور ) وهو تلك القوة الكبيرة التي تجد لها تعبيرا" في االحالم وفي حاالت‬
‫شرود الفكر واالشارات واالمراض النفسية وفي صور الكثير من العالقات بين‬
‫االفراد ‪.‬‬
‫وينظر فرويد الى ارتقاء الشخصية بأنها وظيفة عملية تتضمن صراعا" بين‬
‫الرغبات الغريزية للفرد وبين مطالب المجتمع وهو يفترض ثالثة جوانب‬
‫للشخصية هي ( الهو ‪ ،‬االنا ‪ ،‬االنا االعلى ) ‪.‬‬
‫اما الهو ‪ :‬يتكون من ما كل ما هو فطري او موروث بما في ذلك الغرائز ويسميه‬
‫فرويد بالواقع النفسي الحقيقي وهو جانب الشعوري عميق اليعرف شيئا" عن القيم‬
‫واالخالق ويتخلص الهو من التوترات المؤلمة بطريقة تفريغية وهذا المبدأ يدعى‬
‫مبدأ اللذة ‪.‬‬
‫االنا ‪ :‬يتمثل بأتصال الطفل بالعالم الخارجي والواقع الذي يعيشه بمعنى انه يتكون‬
‫بفعل التنشئة االجتماعية واالنا مركز للشعور والتفكير واالدراك لهذا فهو يقوم‬
‫بالحد من اندفاعات الهو وتعديل سلوكه ‪.‬‬
‫االنا االعلى ‪:‬يمثل االنا االعلى الضمير وهو ممثل للقيم كما تعلمها الطفل اثناء‬
‫عملية التنشئة االجتماعية عن طريق الثواب والعقاب واالنا االعلى يبدأ تكوينه في‬
‫سن مبكرة لذلك فهو جانب الشعوري وهومثالي ينزع الى الكمال ‪.‬‬
‫ويرتبط السلوك اساسا" بالتنشئة االجتماعية وتكوين االسرة وديناميتها ولعل هذا‬
‫ما اشار اليه هول لندزي في كل مرحلة من مراحل الشخصية ففي كل مرحلة من‬
‫مراحل الشخصية يكون اتجاه الطفل نحو والديه بالقبول او الرفض وهي عملية‬
‫جوهرية في بناء الشخصية كما ان اسس السلوك االجتماعي للسلوك المستقبلي‬
‫للطفل يتحدد داخل االسرة وخاصة في المرحلة العمرية من ‪ 7 – 6‬سنوات تقريبا"‬
‫لتصبح خصائص الطفل نحو والديه وفقا" لهذا التحليل بفعل الذات العليا وهي‬
‫المسؤولة مبدئيا" عن عملية التنشئة حيث يشتق محتوى الذات العليا من توجيهات‬
‫ونصائح الوالدين والمعلمين واالقران وبقية السلطات االخرى في المجتمع حيث‬
‫تكون تحذيرات هؤالء ضمير الفرد ‪.‬‬
‫ان عملية التنشئة االجتماعية عند التحليليين تتضمن اكتساب الطفل واستدخاله‬
‫لمعايير والديه وتكوين االنا االعلى ويعتقد فرويد ان هذا يتم عن طريق اساليب‬
‫عقلية واجتماعية وانفعالية وهما التتعزيز واالنطفاء القائم على الثواب والعقاب‬
‫فعملية التنشئة االجتماعية تعمل على تعزيز بعض انماط السلوك المقبولة اجتماعيا"‬
‫‪ ،‬كما ان التقليد والتوحد القائم على الشعور بالقيمة والحب يعتبران من ابرز‬
‫اساليب التنشئة االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -3‬نظرية النمو المعرفي ‪:‬‬


‫يعد بياجيه مؤسسس هذه النظرية ‪ ،‬والتي تتضمن العمليات التي تستمر وتتطور‬
‫عبر مراحل الطفولة حتى يتحقق التوا زن والنضج ‪ ،‬ويرى بياجيه ان الطفل يمر‬
‫بسلسلة من المراحل منذ الوالدة حتى الرشد ‪ ،‬ويعتبر كل مرحلة هي مقدمة‬
‫ضرورية للمرحلة التي تليها وهذه المراحل هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬المرحلة الحسية الحركية ‪ :‬وتمتد منذ الوالدة حتى السنة الثانية ‪ ،‬يتحدد تعلم‬
‫الطفل بأبسط جوانب الحركة واالدراك الحسي والرؤية ‪،‬واللمس ‪،‬والشم ‪ ،‬والتذوق‬
‫‪،‬والسمع ‪.‬‬
‫‪ -2‬المرحلة قبل االجرائية ‪ :‬وتمتد من السنة الثانية حتى السنة الرابعة ‪،‬اذ يتمكن‬
‫الطفل في هذه المرحلة من االحتفاظ بصورة االشياء الغائبة ويتعلم ان يستخدم‬
‫اللغة ‪ ،‬ويفترض بياجيه في هذه المرحلة وجود عالقة تفاعلية بين العاطفة‬
‫والمعرفة ‪.‬‬
‫‪ -3‬مرحلة التفكير الحدسي ‪ :‬وتمتد من السنة الرابعة حتى السنة السابعة ‪ ،‬وتتميز‬
‫بالتفكير السببي‪ ،‬والتمركز حول االنا والواقعية الساذجة ‪.‬‬
‫‪-4‬مرحلة العمليات العينية ‪ :‬وتمتد من السنة السابعة حتى السنة الحادية عشر ‪،‬‬
‫يبدأ الطفل بأستعمال المنطق االولي واالستنتاج العقالني حول الحجم والكمية‬
‫واالعداد والوزن وتطبيق االنظمة والقدرة المتزايدة على تطبيق مبدأ التحفظ ‪.‬‬
‫‪ -5‬مرحلة العمليات الشكلية ‪ :‬وتمتد من اثنا عشر سنة فما فوق ‪ ،‬تتميزهذه‬
‫المرحلة باالستنتاج االفتراضي واالستداللي الذي يتمكن من صياغة القوانين‬
‫والمبادئ العامة وتطبيقها على اصناف الحالة المككنة ‪ ،‬والتمكن من التفكير بلغة‬
‫الفرضيات البديلة واستعمالها والتوصل الى اعلى مستوى من التطور المعرفي‬
‫والذي يساوي مستوى الكبار الراشدين ‪.‬‬
‫ومن خالل نمو الطفل بالمراحل السابقة تنمو المعرفة ويتطور العقل ‪ ،‬غير ان‬
‫بياجيه يعتقد ان الكفاءة االجتماعية وتطور العاطفة والتطور االخالقي يعتمد اساسا‬
‫على المعرفة ‪ ،‬ويعتقد بياجيه ان قدرة االنسان على التفاعل مع البيئة تصاحبه منذ‬
‫الوالدة ‪ ،‬حيث ان كل انسان يتمكن من النمو والتطور بسبب قدرته الواضحة‬
‫للتفاعل مع متطلبات البيئة فلكل انسان بناءات تكيفية قابلة للتغير تتفاعل مع اوجه‬
‫مختارة ومتغيرة لبيئاتها ولهذا كلما كانت مدى التفاعالت اوسع كان تنوع العمليات‬
‫الفكرية للطفل النامي اكبر ‪.‬‬
‫ويؤكد بياجيه على اهمية النمو والتفاعل االجتماعي للطفل ودوره في بناء‬
‫الشخصية المستقبلية الذي يسير وفقا لمراحل معينة _ بداية بمرحلة الطفولة‬
‫المبكرة التي تمتاز بالتصرف الذاتي لالطفال وفقا لرغباتهم وميولهم الخاصة ‪،‬‬
‫حتى يتم االنتقال الى مرحلة الطفولة الوسطى المتمثلة بقيامهم بالنشاطات المتنوعة‬
‫والعالقات المتبادلة مع االخرين ‪ ،‬وصوال لمرحلة المراهقة التي يدرك فيها‬
‫المراهقون وجهات النظر المتبادلة بين االشخاص مع تقبلهم لقيم الجماعة‬
‫ومعاييرهم االجتماعية التي ينتمون اليها ‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرية اريكسون ‪:‬‬
‫ولد أريك اريكسون في المانيا عام ‪ 1902‬والتقى في شبابه مع العالم‬
‫النمساوي سيجموند فرويد واهتم بنظريته التحليلية التي تركت اثارا" واضحة في‬
‫تفكيره ومستقبله المهني ‪ ،‬ثم سافر الى الواليات المتحدة وتقلد مناصب عديدة في‬
‫المؤسسات التعليمية والجامعات ومن االمريكية وما زال يعمل لحد االن أستاذا"‬
‫للتطور االنساني والعالج النفسي بجامعة هارفارد‪.‬‬
‫يرى اريكسون ان النمو االجتماعي ونمو الشخصية لهما صلة قوية مع‬
‫بعضهما ومن خالل عملية التنشئة يصبح الفرد اكثر نضجا" من خالل مواجهات‬
‫مستمرة بين احتياجاته الشخصية والظروف وتوقعات المجتمع ويهتم اريكسون‬
‫بشكل استثنائي بنمو االنا وخصائصها التي تنشئ في مراحل النمو المختلفة من‬
‫حياة الشخص ولذلك فهو يعطي اهمية اكبر للعالقات االجتماعية وقد طور‬
‫اريكسون نموذجا" للتنشئة االجتماعية اكثر شموال" من فرويد ويتخذ اريكسون‬
‫موقفا" تفائليا" من امكانية النمو السليم ويرى ان كل كائن بشري يملك امكانية انتاج‬
‫السلوك الخيروالسوي ‪.‬‬
‫ويرى اريكسون ان االنسان في اثناء حياته يتعرض لعدد كبير ومتالحق من‬
‫الضغوط االجتماعية التي تفرضها عليه المؤسسات المختلفة كالبيت والمدرسة‬
‫والجيران وتشكل هذه الضغوط االجتماعية مشكالت يتوجب على االنسان حلها‬
‫ويقترح اريكسون مصطلح ازمة لكل واحدة من هذه المشكالت ويعمل جاهدا" على‬
‫حل هذه االزمات حال" ايجابيا" ‪.‬‬
‫وقد قسم اريكسون دورة حياة االنسان الى مراحل من النمو المختلفة المتزامنة‬
‫مع المدى المعياري للمجموعات الى االعمار الزمنية واالجتماعية والثقافية وعلى‬
‫الفرد في كل مرحلة من مراحل النمو الثابتة ان يواجه ازمة نمو اساسية ويتغلب‬
‫عليها قبل االنتقال الى المرحلة التالية اذا ما اريد لهذا النمو ان يكون سليما" ‪.‬‬
‫وتشكل مراحل النمو االريكسوني عملية دائبة ومستمرة لهذا اليملك الفرد شخصية‬
‫معينة بل يقوم بتطوير هذه الشخصية على نحو مستمر ولتجاوز هذه االزمات فأن‬
‫على المجتمع ان يساعد الفرد بمواجهة االحتياجات الدقيقة المحددة للفرد وبتوفير‬
‫ظروف خاصة تساعد على النمو واذا لم تكن هذه المساعدة متوافرة فأن الشخص‬
‫قد يفشل في بعض مهام النمو ‪.‬‬
‫المراحل الثمانية عند اريكسون ‪:‬‬
‫ان مراحل التطور في نظرية اريكسون تغطي الحياة االنسانية عند الوالدة وحتى‬
‫النهاية ‪.‬‬
‫‪ -1‬مرحلة الثقة مقابل عدم الثقة ‪ ( :‬من الميالد حتى العام االول ) ‪:‬‬
‫في هذه المرحلة يكون اعتماد الطفل كليا" على والديه وخاصة االم في تقديم ما‬
‫يحتاجه الطفل من طعام واهتمام ورعاية ‪ ،‬فاذا وجد الطفل طعامه جاهزا" عندما‬
‫يشعر بالجوع واهتمت به امه عندما يكون بحاجة الى االهتمام ‪ ،‬يتطور لديه‬
‫شعور تام بالراحة والطمأنينة النفسية والجسمية وهذا ما يسميه اريكسون يشعور‬
‫الثقة ‪ ،‬ومن العوامل الرئيسة في تنمية هذا الشعور لدى الطفل عملية االنتظام في‬
‫تقديم ما يلزمه وتلبية حاجاته الملحة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تعلم االستقالل مقابل الشعور بالخجل والشك ‪ ( :‬من ‪ 3-2‬سنوات ) ‪:‬‬
‫تتميز هذه المرحلة بتطور كبير في قدرة الطفل على التحكم بأعضاء جسمه‬
‫وعضالته فاذا نجح الطفل بهذا التحكم فانه يكون قد طور شعورا" باالستقالل ‪ ،‬انا‬
‫اذا فشل الطفل في التحكم بحركات جسمه المختلفة فانه يطور شعورا" بالخجل من‬
‫نفسه والشك بقدراته ‪.‬‬
‫‪ -3‬تعلم المباداة مقابل الشعور بالذنب ‪ ( :‬من ‪ 5-4‬سنوات ) ‪:‬‬
‫في هذه المرحلة يطور الطفل قدرة كبيرة على التحكم بحركات جسمه‬
‫وعضالته والبد له ان ينطلق في عالم جديد من الخبرة دون االعتماد على الوالدين‬
‫في كل ما يرغب عمله فاذا حصل ذلك يقال ان الطفل قد طور شعورا" بالمباداة ‪،‬‬
‫اما اذا استمر الطفل في االعتماد على والديه فانه سوف يشعر بالذنب ‪.‬‬
‫‪ -4‬تعلم االجتهاد مقابل الشعور بالنقص ‪ ( :‬من ‪ -6‬سن البلوغ ) ‪:‬‬
‫في هذه المرحلة يتعلم الطفل المهارات االساسية التي تلزمهم حتى يتفاعلوا مع‬
‫مجتمع الراشدين ويسهل عليهم تعلم هذه المهارات دخولهم المدرسة الذي يتزامن‬
‫مع بداية هذه المرحلة وتشير مشاعر المواظبة وااللتزام الى شعور االطفال‬
‫باالنجاز نتيجة تطبيقهم للمهارات الجديدة التي اكتسبوها في المرحلة السابقة في‬
‫مواقف لبحياة المختلفة وحل مشكالتها ‪ ،‬اما الشعور بالنقص فيشير الى مشاعر‬
‫النقص والعجز عندما يشعر االطفال بانهم اليستطيعون التعامل مع المشكالت‬
‫الراهنة وحلها بشكل فاعل ‪.‬‬
‫‪ -5‬تعلم الهوية مقابل اضطراب الهوية ‪ ( :‬من ‪ 18 – 12‬سنة ) ‪:‬‬
‫يطرأ في هذه المرحلة نوعان من التغيرات ‪ :‬تغيرات جسمية تجعل االطفال‬
‫يشعرون كأنهم كالراشدين من الناحية الجسمية على االقل وتغيرات عقلية مثل‬
‫التفكير المجرد ‪.‬‬
‫‪ -6‬االلفة مقايل العزلة ( من المراهقة الى الرشد ) اوائل الثالثنيات من العمر ‪:‬‬
‫هذه المرحلة تميز فترة الرشد المبكر عند االنسان فبعد ان يكون االنسان قد‬
‫طور هويته واصبح شخصا" متفردا" البد له من اختبار هذه الهوية واالختبار يكون‬
‫مشاركة شخص اخر بهذه الهوية واكثر المظاهر شيوعا" في المجتمعات االنسانية‬
‫هو الزواج فاذا استطاع الشخص ان يحقق هذه العالقة يكون قد طور شعور‬
‫باالنتماء واذا فشل في اقامة عالقة مع شخص اخر فانه يشعر بالوحدة والعزلة ‪.‬‬
‫‪ -7‬تعلم االنتاج مقابل الركود ( من ‪. ) 50 – 35‬‬
‫من اهم مميزات هذه المرحلة هي التخلص من االنغماس في الذاتية واالهتمام‬
‫باالخرين ورعايتهم ومن ابرز مظاهر االنتاج والرعاية في هذه الفترة رعاية‬
‫االطفال ‪ .‬ان الدور االجتماعي المتوقع من االنسان في هذه المرحلة يحتم عليه ان‬
‫يقوم بانتاج اطفال ومن ثم رعايتهم واالهتمام بمصالحهم فاذا نجح في ذلك فانه‬
‫يشعر باالنتاج اما اذا عجز عن تحقيق ذلك يشعر بالركود والجمود ‪.‬‬
‫‪ -8‬تعلم التكامل مقابل اليأس ( الشيخوخة ) ( من ‪ 51‬الى نهاية العمر ) ‪:‬‬
‫في هذه المرحلة اذا مر االنسان بجميع المراحل السابقة بسالم ونجاح فانه‬
‫يشعر بالتكامل والرضا ‪ ،‬اما اذا حصل تعثر في احدى هذه المراحل فانه يشعر‬
‫باليأس واالحباط ‪.‬‬

‫‪ -2‬نظرية الدور االجتماعي ‪:‬‬


‫يرى ( جورج ميد ) رائد هذه النظرية ان هنالك مفهومين رئيسيين في نظرية‬
‫الدور االجتماعي وهما الدور االجتماعي والمكانة االجتماعية وتعني المكانة‬
‫االجتماعية وضع بناء اجتماعي يتحدد اجتماعيا" ويرتبط به واجبات وحقوق ‪،‬‬
‫ولكل فرد عدة مكانات مثال" مكانة السن والعمر والوظيفة ‪ ،‬ويرتبط بكل مكانة‬
‫نمط من السلوك المتوقع او مجموعة من التوقعات االجتماعية فالذكر له وضع‬
‫اجتماعي يترتب عليه سلوكيات اجتماعية متوقعة بعكس االنثى ‪.‬‬
‫ويعرف لينتون الدور ‪ :‬بأنه المجموع الكلي لالنماط الثقافية المرتبطة بمركز‬
‫معين او هو الجانب الديناميكي للمركز والذي يلتزم الطفل بتأديته كي يكون عمله‬
‫سليما" في مركزه ن اي ان الدور هو المظهر الميكانيكي للمكانة ويشمل الدور عند‬
‫لينتون االتجاهات والقيم والسلوك التي يمليها المجتمع على كل شخص او على كل‬
‫االشخاص الذين يشغلون مركزا" معينا" ‪ ،‬وتحاول نظرية الدور تفهم السلوك‬
‫االنساني بالصورة المعقدة التي كون عليها بأعتبار ان‬
‫السلوك االجتماعي يشمل عناصر حضارية واجتماعية وشخصية ولهذا فأن‬
‫العناصر الرئيسية االدراكية لهذه النظرية هي الدور ويمثل وحدة الثقافة والوضع‬
‫ويمثل وحدة االجتماع ‪ ،‬والذات تمثل وحدة الشخصية ‪.‬‬
‫واالفعال السلوكية المصاحبة لمراكز اجتماعية تتخذ نمط االدوار االجتماعية‬
‫ليتعلمها الطفل ويكتسبها بواسطة عمليات التنشئة االجتماعية ويتم ذلك اما بواسطة‬
‫عمليات التعلم القصدي او التعلم العرضي ‪ ،‬واي مجموعة من االنماط السلوكية‬
‫المتوقعة بالنسبة لدور معين في اغلب االحيان هي مزيج من التوقعات المكتسبة‬
‫عن طريق التعلم القصدي والتعلم العرضي اي عملية التنشئة االجتماعية ويكتسب‬
‫الطفل االدوار االجتماعية المختلفة من خالل عالقاته مع افراد لهم مغزى خاص‬
‫بالنسبة لحياة الطفل كاالباء مثال" ويظهر هذا الدور بصورة واضحة في اتجاهين‬
‫هما ‪:‬‬
‫‪ -1‬التفاعل االجتماعي المباشر مع الطفل ‪.‬‬
‫‪ -2‬ما يمثلونه في مراحل نمو الذات عند الطفل ‪.‬‬
‫ان عملية اكتساب االدوار ليست عملية معرفية فقط بل هي ارتباط عاطفي‬
‫يوفر عوامل التعلم االجتماعي واكتساب االدوار االجتماعية وذلك من خالل عدة‬
‫طرق هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬التعلم المباشر ‪ :‬كأن يتعلم الطفل الذكر من امه انه الينبغي ان يرتدي مالبس‬
‫خاصة بالبنات وكذلك الحال بالنسبة للبنات ‪ ،‬والسن ايضا" يحدد مكانة اجتماعية‬
‫معينة فما كان مسموحا" للطفل في سن الخامسة لم يعد مسموحا" في سن السادسة ‪.‬‬
‫‪ -2‬المواقف ‪ :‬كثيرا" ما يتعلم الطفل ادواره االجتماعية عن طريق ما يتعرض له‬
‫من مواقف يسلك فيها سلوكا" مناسبا" لما هو متوقع منه ‪ ،‬فيلقي التأييد من الذين‬
‫يتفاعل معهم او يسلك سلوكا" منافيا" لذلك التوقع فيواجه بالمعارضة وطلب التغيير‬
‫‪ ،‬وهو يعدل سلوكه وفقا" لها ويتعلم ادواره من هذه المواقف المباشرة وهي تتشابه‬
‫في ذلك مع نظرية التعلم ‪.‬‬
‫‪ -3‬اتخاذ االخرين المهمين نماذج ‪ :‬يعطي معنى لالشياء والمواضيع عن طريق‬
‫استعمالهم لها ويتعلم الطفل معاني تلك االشياء والموضوعات ‪.‬‬

‫‪ -3‬نظرية روبرت سيرز ‪:‬‬


‫لقد اهتم سيرز بالمظاهر السلوكية الواضحة التي يمكن قياسها فهو يرى ان نمو‬
‫الشخصية يمكن قياسه من خالل السلوك ومن خالل التفاعل االجتماعي ‪ ،‬ويشير‬
‫سيرز الى ان الطفل الوليد له احتياجات بيولوجية متعددة تؤدي الى الدوافع االولية‬
‫الجوع والعطش والنوم والتخلص من الفضالت وكلها ترتبط فيما بينها مع الدوافع‬
‫االولية وهذه الدوافع تكون عقدة وتحفز على التعلم االجتماعي ‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص نظرية سيرز في التعلم من خالل االفكار االتية ‪:‬‬
‫‪ -1‬التوكيد على الخبرة التعليمية للفرد وعلى تتابع االحداث وعلى استمرارية‬
‫السلوك‪.‬‬
‫‪ -2‬دافعية الحافز الثانوي التعليمي ودوره في التعزيز فقوة الحافز تستحث السلوك‬
‫فتتكون االستجابة لدى الفرد ‪.‬‬
‫‪ -3‬بتنوع وسائل التعزيز يتعلم الفرد انماط سلوكية جديدة ‪.‬‬
‫‪ -4‬اهتم سيرز بتأثير الوالدين في نمو شخصية الطفل فطريقة التربية هي التي‬
‫تحدد طبيعة نمو الطفل واالختالف في الجنس واختالف اساليب التنشئة االجتماعية‬
‫تولد فروقا" في معايير النمو ‪.‬‬
‫‪ -5‬يختلف سيرز عن كل من اريكسون وبياجية اللذان يعتبران اللعب وظيفة‬
‫انسانية في مجال النمو المعرفي في حين ان سيرز اليولي اعتبارا" للعب ويعتبر‬
‫ان اللعب وسيلة تعلن بالتجربة والخطأ ويصلح اللعب كوسيلة للتوجيه العقلي ‪.‬‬
‫‪ -6‬المجتمع والبيئة الطبيعية واالجتماعية تغرس في الطفل اتجاهات ومهارات ‪،‬‬
‫فثقافة المجتمع تهتم بتعزيز بعض االفعال ‪ ،‬واالفعال التي تعزز تصبح جزءا" من‬
‫ثقافة المجتمع وتراثه فدور التنشئة االجتماعية حاسم بالنسبة لعملية التنشئة‬
‫االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -7‬يـرى سيرز في معالجة نمو الطفل ‪ ،‬ان تربية الطفل عملية مستمرة فكل لحظة‬
‫يقضيها الطفل متصال" بوالديه لها بعض التأثير على سلوكه ‪ ،‬فباساليب التربية‬
‫السليمة يهجر الطفل االنماط السلوكية غير المالئمة ويكتسب انماطا" سلوكية‬
‫مقبولة تتناسب مع عمره وظروف حياته ‪.‬‬
‫‪ -8‬يعرض سيرز وجهة نظره في ثالث مراحل للنمو هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬مرحلة السلوك الفطري ‪:‬‬
‫ركز على الحاجات البيولوجية االولية وهي تتضمن الشهور االولى من حياة‬
‫الطفل عندما ال يملك الطفل خبرة بالبيئة في توجيه تعلمه ‪ ،‬وتكون خبرات الطفل‬
‫في هذه المراحل خبرات غذائية وتزداد عالقتها بالمثيرات الفسيولوجية لذلك‬
‫تتضمن هذه المرحلة محاولة الطفل لخفض التوتر الداخلي ‪ ،‬ومن اهم حاجات‬
‫الطفل في هذه المرحلة الحاجة الى الغذاء والراحة الجسمية والتخلص من‬
‫الفضالت ‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة نظم الدافعية والثانوية ‪:‬‬
‫وفي هذه المرحلة تستمر الحاجات االولية في دفع سلوك الطفل غير انه تتشكل‬
‫تدريجيا" لتصبح تعلما" اجتماعيا" متكرر التعزيز او دوافع ثانوية وتصبح هذه‬
‫الدوافع الثانوية هي الدوافع الرئيسية التي تدفع الطفل ما لم تفشل بيئته االجتماعية‬
‫في تقديم التعزيز الالزم ‪ .‬ويعتمد اسلوب التنشئة في هذه المرحلة على اسلوبين‬
‫هما ‪:‬‬
‫‪ -1‬المكافأة والعقاب ‪ :‬وتعتبر المكأفاة اجدى من العقاب الن سيرز ال يولي‬
‫اهتماما" كبيرا" للعقاب وذلك الن التعليم االجتماعي يتوقف على احالل الخبرة‬
‫الجديدة ويتركز على اشباع حاجات اكثر لياقة مما ترتكز على تجنب الخبرات ‪.‬‬
‫‪ -2‬التقليد والمحاكاة ‪ :‬ومن اهم االشياء التي يتعلمها الطفل في هذه المرحلة‬
‫‪ -1‬الفطام ‪.‬‬
‫‪ -2‬التدريب على التخلص من الفضالت ‪.‬‬
‫‪ -3‬تعلم التحشم الجنسي ‪.‬‬
‫‪ -4‬التحكم في السلوك العدواني ‪ :‬اذ ان العدوان يقع نتيجة لالحباط ‪.‬‬
‫‪ -3‬مرحلة النظم الدافعية والثانوية ‪ :‬التي ترتكز في التعلم على نطاق ابعد من‬
‫نطاق االسرة فتمتد الى دائرة خارجية اوسع مجال تعليمي اكبر وذلك في مراحل‬
‫ما بعد الطفولة وفي هذه المرحلة يكون الفرد قد اكتسب نظاما" سلوكيا" يرشده‬
‫لفترات محددة في هذا العالم الخارجي الجديد ولذلك فأن البيئة االجتماعية االوسع‬
‫هي التي تقوم االن بنصيب هام في عملية التنشئة االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -4‬نظرية التعاهد االجتماعي المتبادل ‪:‬‬


‫يرى سيد احمد عثمان رائد هذه النظرية ان نظريات التحليل النفسي والتعلم‬
‫والدور االجتماعي ال تقدم لنا بصورة منفردة او متكاملة مع بعضها البعض‬
‫تفسيرا" شامال" ومتكامال" لعملية التنشئة االجتماعية ويعزو ذلك للعوامل االتية ‪:‬‬
‫‪ -1‬ال يقوم الطفل في هذه النظريات بدور ايجابي اثناء تطبيعه ‪ ،‬بينما يشير واقع‬
‫الحال الى ان الطفل يتخذ ادوارا" كثيرة كاختياره واستجاباته للمواقف المختلفة‬
‫استجابات منفردة وكذلك تأثيره في الجماعات ومؤسسات التنشئة االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -2‬ال تبين اي من هذه النظريات اهمية االلتزام االجتماعي او التعاهد االجتماعي‬
‫اثناء حدوث التطبيع االجتماعي وبالتالي فهي تغفل الجانب االخالقي في التنشئة‬
‫االجتماعية القائم على االلتزام ‪.‬‬

‫اما هذه النظرية فقد استندت على المبادئ واالسس االتية ‪:‬‬
‫‪ -1‬ان التعاهد االجتماعي المتبادل هو اساس التفاعل االجتماعي يقوم على تعاهد‬
‫ضمني او صريح بين اطراف هذا التفاعل بمعنى ان الطرف الذي يعطي يتوقع‬
‫نوعا" من االخذ في المقابل ‪.‬‬
‫‪ -2‬انه في اي تنظيم اجتماعي متكامل البد ان يكون توجه اعضاء التنظيم نحو‬
‫توقعات االخرين تبادليا" بمعنى ان كل فرد في جماعة منظمة يحدد سلوكه وفق‬
‫توقعات االخرين منه بينما يحدد االخرون سلوكهم في ضوء توقعاته هو نفسه اي‬
‫ان توقعات اعضاء الجماعة بالنسبة لبعضهم البعض متبادلة ‪.‬‬
‫‪ -3‬ان مطابقة سلوك اعضاء الجماعة لتوقعات بعضهم امام البعض االخر يؤدي‬
‫الى الرضاعنهم ومسايرتهم لتوقعات وقيم ومعايير الجماعة ويحدث العكس عندما‬
‫ال يتطابق سلوك اعضاء الجماعة مع توقعات كل منهم لالخر وهذا االنحراف عن‬
‫التوقعات يؤدي الى الرضا والقلق وتقابله الجماعة بنوع من العقاب يختلف نوعه‬
‫ودرجاته وفقا" لطبيعة الجماعة‪.‬‬

‫‪ -5‬نظرية التعلم االجتماعي ‪:‬‬


‫يرى باندورا وولترز ان التعلم االجتماعي اليتم في فراغ بل في المحيط‬
‫االجتماعي وذلك من خالل وجود انموذج اجتماعي يتم تقليده من المالحظ ومن ثم‬
‫تعلم استجابات جديدة عن طريق مالحظة االنموذج واالقتداء به ‪.‬‬
‫ويرى باندورا ان الميل لتقليد النماذج يحدث بسبب التعزيز الذي يحصل عليه‬
‫االنموذج ومالحظة المقلد لذلك يجعل سلوكه يتأثر عن طريق التعزيز البديل لذا‬
‫فأن الفرد يتعلم بأسلوب غير مباشر من التعزيز عن طريق مالحظة سلوك‬
‫االخرين ولكي يحث هذا التعلم البد من توقع النتائج التي كان قد شاهدها الفرد لدى‬
‫االخرين وتثمينها قبل ممارستها الفعلية ‪.‬‬
‫وتأسيسا" على ذلك تعد عملية التنشئة االجتماعية بحد ذاتها عملية تعلم النها‬
‫تتضمن تعديال" في السلوك نتيجة التعرض لخبرات وممارسات معينة ‪ ،‬والن‬
‫مؤسسات التنشئة االجتماعية تستخدم في اثناء عملية التنشئة بعض االساليب‬
‫والوسائل المعروفة في تحقيق التعلم سواءا" كان ذلك بقصد ام من دون قصد ‪،‬‬
‫وترى هذه النظرية ان التطور االجتماعي يحدث عند االطفال والكبار بطريقة‬
‫نفسها التي يحدث فيها تعلم المهمات االخرى ‪ ،‬وذلك من خالل مشاهدة افعال‬
‫االخرين وتقليدهم والشك في ان مبادئ التعلم العامة مثل التعزيز والعقاب‬
‫واالنطفاء والتعميم والتمييز كلها تؤدي تأثيرا" رئيسيا" في عملية التنشئة االجتماعية‬
‫‪ ،‬وان كثيرا" من التعلم يحدث عن طريق مراقبة سلوك االخرين ومالحظة نتائج‬
‫افعالهم وعلى وفق هذه النظرية فنحن النتعلم فعاال" مسبقة فقط بل نتعلم قواعد‬
‫تشكل اساس السلوك ‪.‬‬
‫ويرى باندورا فيما يتعلق بالتنشئة ان الفل يبدأ بتعلم النماذج االجتماعية في‬
‫السنوات االولى للنمو عن طريق المحاكاة العرضية ومع نمو الوظائف الذهنية‬
‫واالنفعالية يصبح قادرا" على محاكاة انواع السلوك االكثر تعقيدا" في المجتمع‬
‫بصورة فعالة ففي الجو االسري المتزن اذ تسود المعاملة الوالدية المعتدلة والدفء‬
‫الوالدي يقدم الوالدان المحبان لطفلهما نماذج سلوكية مرنة تنمي فيه الميول‬
‫االنبساطية ‪.‬‬
‫اما اذا كان الجو العائلي مضطربا" فأنه يقدم نماذج مختلفة يدركها الطفل وتؤثر‬
‫في بناء شخصيته ‪ ،‬ومن بين المواقف التي يمكن ان تكون سببا" في االختالل‬
‫النفسي للفرد بحسب رأي هذا االتجاه مواقف ليس فيها اشباع عاطفي قد يتعرض‬
‫لها الفرد عند طفولته فضال" عن مواقف الخوف والتهديد التي تسبب مثيرات‬
‫انفعالية من اهمها عدم االرتياح االنفعالي وما يصاحبه من توتر وعدم االستقرار ‪.‬‬
‫ويعتمد مفهوم نماذج التعلم بالمالحظة على افتراض مفاده ان االنسان كائن‬
‫اجتماعي يتأثر بأتجاهات االخرين ومشاعرهم وتصرفاتهم وسلوكهم فضال" عن‬
‫تعلمه عن طريق مالحظة استجاباتهم وتقليدهم فمن نتائج الدراسات التتبعية ما‬
‫يشير الى افضلية اتباع اسلوب االقناع ( النمط الديمقراطي ) مع الحزم اذا لزم‬
‫االمر واالبتعاد عن التسلطية التي تقتل في االبناء روح االبداع واالستقالل‬
‫والشعور بالذاتية والهوية الشخصية او اسلوب الحماية الزائدة الذي اليحفز التطور‬
‫العقلي او المعرفي او االهمال الذي يترك فيه حبل االبناء على الغارب من دون‬
‫تدخل او توجيه من االباء‪.‬‬

‫عمليات التعلم بالمالحظة ‪:‬‬


‫‪ -1‬أن يتنبه الشخص للمالمح المناسبة لعمل النموذج ‪.‬‬
‫‪ -2‬ان يحتفظ بعد ذلك باالحداث المالحظة على شكل رمزي السترجاعها في‬
‫المستقبل ‪.‬‬
‫‪ -3‬ان يكون لديه القدرات الجسمية العادة اصدار المعلومات المحفوظة‬
‫‪ -4‬ان يكون لديه الحافز الداء سلوك النموذج المحتذى ‪.‬‬

‫أثار التعلم بالمالحظة ‪:‬‬


‫‪ -1‬تعلم سلوكات جديدة ‪ :‬يستطيع المالحظ تعلم سلوكات جديدة في االنموذج‬
‫فعندما يقوم االنموذج بأداء استجابة جديدة ليست في حصيلة المالحظ السلوكية‬
‫يحاول المالحظ تقليدها وال يتأثر سلوك المالحظ بالنماذج الحقيقية او الحية‬
‫فقط فالتمثيالت الصورية والرمزية المتوافرة عير الصحافة والكتب والسينما‬
‫والتلفزيون واالساطير والحكايات الشعبية تشكل مصادر للنماذج وتقوم بوظيفة‬
‫االنموذج الحي نفسه ‪.‬‬
‫‪ -2‬الكف والتحرير ‪ :‬والكف يعني تجنب أداء بعض انماط السلوك في اثناء‬
‫مالحظة سلوك االخرين وبخاصة اذا واجه النموذج عواقب سلبية او غير‬
‫مرغوب فيها جراء انغماسه في هذا السلوك ‪ ،‬اما التحرير فقد تؤدي سلوكات‬
‫االخرين الى عكس ذلك الى تحرير بعض االستجابات المكفوفة او المقيدة‬
‫وبخاصة عندما اليواجه النموذج عواقب سيئة او غير سارة نتيجة ما قام به من‬
‫افعال ‪.‬‬
‫‪ -3‬التسهيل ‪ :‬قد تؤدي عملية مالحظة سلوك النموذج الى تسهيل ظهور‬
‫االستجابات التي تقع في حصيلة المالحظ السلوكية التي تعلمها على نحو غير‬
‫مسبق اال انه ال يستخدمها ‪.‬‬

‫مميزات نظرية التعلم االجتماعي ‪:‬‬


‫‪ -1‬تتميز بالدقة النها تطورت نتيجة العمل المعملي والتجارب المضبوطة بدرجة‬
‫كبيرة وانها قدمت لنا تفسيرا" صادقا" للمواقف االجتماعية البسيطة ولكنه‬
‫اليقتصر كثيرا" عندما يتعرض للمواقف االجتماعية المعقدة التي تتضمن‬
‫احكاما" ذاتية ومشاعر متناقضة ومعايير متضاربة وقيما" متعارضة ودوافع‬
‫معقدة ‪.‬‬
‫‪ -2‬انها نظرية فيها جدة وجرأة للمزاوجة بين نظرية التعلم والناحية االجتماعية‬
‫وفيها من الدقة في المنهج والتفسير ما يجعلها نظرية اجتماعية على جانب‬
‫كبير من الخصوبة والثراء ‪.‬‬

‫‪-6‬نظرية كارين هورني ‪:‬‬


‫اكدت هورني في نظريتها على الجانب االجتماعي للنمو ‪ ،‬واظهرت مفهوما اوليا‬
‫عندها وهو مفهوم ((القلق االساسي)) حيث ترى هورني ان القلق بالنسبة للطفل‬
‫ينتج عن فقدان االمن النفسي نتيجة التفاعالت المبكرة للطفل والوالدين خالل عملية‬
‫التنشئة االجتماعية والتي تعوق النمو الداخلي للطفل ‪.‬‬
‫وتعتقد هورني ان كل مشكالت الطفل النفسية تحدث نتيجة للعوامل البيئية‬
‫المعاكسة (كالتحكم والسيطرة المباشرة وغير المباشرة ‪ ،‬واالهمال والالمباالة ‪،‬‬
‫وعدم احترام حاجات الطفل الفردية واالفتقار الى التوجيه الحقيقي والتدليل‬
‫المفرطفيه او عدمه ‪،‬واالنعزال عن االطفال االخرين) والتي من شأنها ان تسبب‬
‫للطفل القلق وينتابه احساس بالعزلة والضعف ‪.‬ونتيجة لهذه العوامل فان الطفل‬
‫يحاول ان يتكيف للبيئة متخلصا من المتاعب والمشكالت النفسية التي يتعرض لها‬
‫فيتخذ ثالثة انماط من االساليب التكيفية وهي ‪:‬‬
‫النمط االول ‪:‬يحاول الطفل التحرك ضد الناس اي يميل الى العدوانية في سلوكه‬
‫واتباع القوة ضد من يقف امام اشباع رغباته ‪،‬فهو بذلك يسعى لتحقيق اغراض‬
‫شخصية ‪.‬‬
‫النمط الثاني ‪:‬يحاول الطفل التحرك بعيدا عن الناس واالنعزال عنهم ‪ ،‬فهو بذالك‬
‫يكون لنفسه صورة مثالية غير واقعية ليعوض ما يشعر به من نقص وقصور‬
‫النمط الثالث ‪ :‬يحاول الطفل ان يحصل على العطف واالستحسان وان يعيش داخل‬
‫حدود معينة خاصة به ‪ ،‬وان فشل هذا النمط من تحقيق اهدافه وكسب محبة‬
‫االخرين يمكن ان يؤدي الى صراعات نفسية تقود الى سوء التكيف واالمراض‬
‫العصابية او االبتعاد عن الناس فمن غير الطبيعي ان يكون الطفل عدوانيا او‬
‫انعزاليا ‪.‬‬
‫هذا وتعتقد هورني ان الطفل يمكن ان يتجنب هذه الصراعات اذا نشأ في اسرة‬
‫يتوافر فيها الحب والرعاية واالحترام والثقة والدفىء العاطفي ‪،‬كما وتؤكد هورني‬
‫على اهمية المثيرات الثقافية والعوامل البيئية مثل التعاون والروح االجتماعية‬
‫والعالقات االنسانية ‪،‬وتعد التكيف الذي يقود الى السواء وعدم التكيف الذي يقود‬
‫الى مشكالت سلوكية يرجع الى عملية التنشئة االجتماعية التي يتلقاها الطفل في‬
‫مرحلة الطفولة المبكرة ‪.‬‬
‫وعلى وفق هذه النظرية ان التنشئة االجتماعية السليمة للطفل تعتمد اساسا على‬
‫العالقات االجتماعية التي تربط الطفل بأسرته ‪ ،‬والواقع ان افضل نوع من‬
‫العالقات االجتماعية يجب غرسه وتنميته عند الطفل لتحقيق تنشئة سليمة هو‬
‫التعاون والمشاركة ‪،‬فكثير من نواحي النشاط االنساني تتطلب تعاونا لكي يقوم بها‬
‫االنسان على افضل نحو ‪.‬كما وان المشاركة االجتماعية والتعاون لن يكونا ذوي‬
‫قيمة كبيرة في جو يتسم بالخضوع او السيطرة وانما يكونان ذوي جدوى اكبر في‬
‫جو تسوده المحبة واالتفاهم ‪.‬‬

‫‪ :‬الفصل الخامس‬
‫‪ :‬نظريات التنشئة االجتماعية‬
‫‪ -1‬نظرية اريكسون ‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرية التعلم االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -3‬نظرية فرويد ‪.‬‬
‫‪ -4‬نظرية الدور االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ -5‬نظرية هورني ‪.‬‬

‫‪ :‬الفصل السابع‬
‫النمو االجتماعي للطفل ‪ ،‬مظاهرالنمو االجتماعي ‪ ،‬مطالب النمو االجتماعي ‪ ،‬دور االم في نمو‬
‫‪ ) .‬الطفل اجتماعيا ‪ ،‬دور الروضة في نمو الطفل اجتماعيا‬
‫‪ :‬الفصل السادس‬
‫مظاهر التنشئة االجتماعية ( التطبيع االجتماعي ‪ ،‬التقليد ‪ ،‬التقمص ‪ ،‬تحديد‬
‫‪.‬الدور ‪ ،‬المركز ‪ ،‬الذات )‬
‫‪-‬التطبيع االجتماعي ‪:‬‬
‫تعتبر التنشئة االجتماعية هي وسيلة التربية في مراحل النمو االولى للفرد في‬
‫تزويد افراد المجتمع بالتراث الحضاري والعقلي واالخالقي والعادات والتقاليد‬
‫والقيم ‪.‬اما مرحلة المراهقة والشباب فيقابلها التطبيع االجتماعي ‪.‬‬
‫ويعتبر كل من التنشئة االجتماعية والتطبيع االجتماعي عمليتين متتاليتين‬
‫متكاملتين تربويتين تعمالن على الحفاظ على تقاليد المجتمع وعاداته ومعتقداته‬
‫‪ .‬وتقوم التنشئة االجتماعية والتطبيع االجتماعي اساسا على التفاعل االجتماعي‬
‫وما ينتج عنه من تحديد لالدوار االجتماعية والمراكز االجتماعية ‪.‬‬
‫فالطفل اثناء مروره بمرحلة فرض مطالب المجتمع المفروضة عليه يبدأ في‬
‫اتخاذ مكان له في المجتمع وبهذا ينتقل من دور الفردية البيولوجية لدور‬
‫االنسانية االجتماعية‪ .‬والتغيرات التي تحدث للكائن االنساني منذ ان يولد حتى‬
‫يتخذ له مكانا مميزا بين الكبار الناضجين هي اساسها عملية التطبيع االجتماعي‬
‫ووسيلة تحقيق التطبيع االجتماعي هي‬
‫عملية االخذ والعطاء التي هي اساس تنمية الشخصية ‪ ،‬فاالنسان يسعى دائما‬
‫الى ان يعرف نفسه ويحاول ان يكون لنفسه نظره خاصة عن الحياة وهذه‬
‫المرحلة التأتي اال بعد بعد نضجه البيولوجي واندماجه االجتماعي والحضاري‬
‫والمهني وعلى التربية هنا مساعدة الفرد على ان يحقق ذاته وكيانه من خالل‬
‫اندماجه االجتماعي وتربيته الجسديه في شكل متكامل ‪.‬ويعتبر التنسيق بين ما‬
‫هو جسدي واجتماعي وحضاري من ناحية والناحية الفردية لالنسان من ناحية‬
‫اخرى هو تحقيق ما يسمى بالطبع حيث يعني الطبع قدرة االنسان على تحديد‬
‫نظرته الى جميع اشكال الوجود وقدرته عاى فهمها والمشاركة فيها وعلى‬
‫التاثر بها ويعبر الطبع عن نفسه في االنفعال والتربية الكاملة هي في جوهرها‬
‫تربية للحياة االنفعالية بجميع جوانبها ‪.‬‬
‫وفي ضوء ما تقدم يمكن تعريف التطبيع االجتماعي بانه‪:‬العملية التي تساعد الفرد‬
‫على التكيف والتالزم مع بيئته االجتماعية ويتم اعتراف الجماعة به ويصبح‬
‫متعاونا معها وعضوا كفوءا بها‪.‬‬

‫ويعرف ايضا‪ :‬العملية التي يكتسب الطفل بموجبها الحساسية للمثيرات‬


‫االجتماعية ‪،‬كالضغوط الناتجة من حياة الجماعة والتزاماتها ‪ ،‬وتعلم الطفل كيفية‬
‫التعامل والتفاهم مع االخرين ‪ ،‬وان يسلك مثلهم في العملية التي يصبح الطفل‬
‫بموجبها كائنا اجتماعيا وتتضمن هذه العملية تعليم العادات االجتماعية واالستجابة‬
‫للخبرات الرمزية ‪.‬‬

‫‪ -1‬التقليد ‪:‬‬
‫يكتسب االنسان من خالل تنشئته االجتماعية كثيرا" من المهارات والعادات‬
‫واالتجاهات والقيم اثناء تفاعله مع االخرين ويقوم الناس من حوله بعملية التدعيم‬
‫لمكافئة السلوك الذي يرغبون به ‪ ،‬اال ان عملية التدعيم ال تكفي وحدها اذ ان‬
‫االساس للقيام بالسلوك هو عملية التقليد فالطفل بحاجة الى االم الشباع حاجاته‬
‫الجسمانية وبحاجة الى االلتصاق باالم لتنشيط عملياته العقلية وبذلك يجد نفسه‬
‫معتمدا" على االم واالب الشباع كل هذه الحاجات ويكون االبوين في هذه الحالة‬
‫اداة الشباع كل هذه الحاجات ويحدث خالل ذلك ان يقوم الطفل بأنواع من السلوك‬
‫كما هو سلوك االبوين اذ يبدأ في تقليدهم في الصوت والحركات التي يقومان بها‬
‫وهكذا يتم تقليد االبوين دون تدعيم او تعليم عن قصد ويقلد االبناء االباء فيما هو‬
‫مرغوب او غير مرغوب ويؤكد (باندورا) ان الطفل يقلد نماذج السلوك المختلفة‬
‫الصادرة عن اشخاص ذوي مراكزاجتماعية مؤثلرة ‪،‬ويعتبرالوالين والرفاق‬
‫والمعلمين على درجة كبيرة من االهمية بالنسبة للطفل ويمكن اعتبارهم نماذج‬
‫يستقي منها الطفل سلوكه االجتماعي ‪.‬‬

‫‪ -2‬التقمص ‪:‬‬
‫هو عملية يمتص فيها الطفل الصفات المحببة الى النفس والتي يرجو ان تكون‬
‫مكملة له من شخصية يحبها ويحاول ان يتخذها مثال" يحتذي به ‪ ،‬ويتم ذلك‬
‫بطريقة الشعورية مما يؤدي الى ان يأخذ الشخص عن هذا النموذج( الشخص او‬
‫الجماعة التي يتوحد معها الطفل ) صفاته كلها السيء منها والحسن ‪ ،‬والتقمص‬
‫في السنوات االولى ضروري لنمو الطفل فعليه يتوقف اكتساب الطفل للغة‬
‫ولهجتها ونغمة الصوت ‪ ،‬واسلوب المعاملة واالتجاهات نحو الوالدين ويؤكد سيواد‬
‫اهمية التقمص في التعلم االجتماعي حيث يتقمص الطفل خالل تنشئتة االجتماعية‬
‫دور الكبار في سلوكهم االجتماعي ‪.‬وتعد عملية التقمص من اهم العمليات التي‬
‫تعتمد عليها التنشئة االجتماعية في اكساب الطفل قيمه المختلفة ‪،‬وخاصة قيم‬
‫والديه‪.‬‬

‫وتشير عملية التقمص في الخطوات االتية ‪:‬‬

‫‪ -1‬يتقمص الطفل ويتوحد افعال االخرين كالوالدين ‪ ،‬فطفل السادسة يشعر بالفخر‬
‫حينما يشاهد اباه وهو يهزم منافسه في التنس مثال" وتسر البنت حينما تقوم والدتها‬
‫بسلوك معين وكالهما يشعر بالخزي عندما يكون والدهما سيء السلوك ‪.‬‬

‫‪ -2‬تقمص الوالدين للطفل ‪ ،‬فاالم تشعر بالفخر والسرور اذا فاز ابنها في مسابقة‬
‫مدرسية ‪ ،‬فاالم لم تفز في المسابقة ولكنها تشعر وكأنها هي نفسها التي فازت ‪.‬‬
‫‪ -3‬وفي الطفولة الوسطى والمراهقة نجد ان الفرد اليتقمص االفراد فحسب او‬
‫يتوحد معهم ‪ ،‬وانما قد يتوحد مع جماعات او مؤسسات فيشعر الطفل بالفخر الن‬
‫مدرسته فازت بالمباراة حتى ولو لم يكن العبا" في الفريق ‪.‬‬

‫‪ -4‬التوحد مع القوة للشعور بالطمأنينة واالمن ‪ ،‬يتوحد الطفل مع والد قوي‬


‫ليستشعر منه قوته وكفاءته ‪ ،‬وحينما يتوحد الطفل مع والده فأنه يسلك وكان كثيرا"‬
‫من الخصائص في الوالد ( النموذج ) قد اصبحت متحققة فيه ‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد الدور ‪:‬‬


‫يقصد بتحديد الدور الجنسي تنمية السمات السلوكية لدى الطفل والتي تتناسب‬
‫مع جنسه فيكتسب الطفل االنماط السلوكية التي تخص الذكور اذا كان ولدا" او‬
‫االنماط التي تخص االناث اذا كانت بنتا" ‪ ،‬ويعتبر تحديد الدور الجنسي من اهم‬
‫مجاالت السلوك االجتماعي الذي تلعب فيه عملية التنشئة االجتماعية دورا" في‬
‫مرحلة الطفولة ‪.‬‬
‫ويرتبط تحديد الدور الجنسي بالثقافة التي ينتمي اليها الطفل فهو بذلك يختلف من‬
‫ثقافة الى الخرى ‪ ،‬كما ان الثقافة الواحدة تختلف من وقت الخر فليس من طبيعة‬
‫النمو البيولوجي ان‬
‫ينشأ الرجل خشنا" واكثر عدوانية واشد اعتمادا" على النفس واكثر استقاللية من‬
‫المرأة او ان تنشأ المرأة اكثر اتكالية او اشد اهتماما" بالشوؤن المنزلية او اكثر‬
‫خجال" وحساسية لشعور االخرين من الرجل ‪ ،‬فهناك بعض المجتمعات يكون دور‬
‫المرأة كثير االختالف في‬
‫االدوار التي ذكرناها لها ‪ ،‬فهي تتميز بسلوك السيطرة والعدوانية واالعتماد‬
‫على النفس في حين يكون دور الرجل في تلك المجتمعات هو الرعاية والطاعة‬
‫وادارة شؤون المنزل ‪.‬‬
‫ونحن نالحظ في ثقافتنا العربية الفروق واضحة بين سلوك الولد وسلوك البنت ‪،‬‬
‫فالولد يندمج في العاب اكثر خشونة من العاب البنات ‪ ،‬اضافة الى ذلك هنالك فيما‬
‫يختاره االوالد من لعب ومن مالبس وغير ذلك من السلوك الذي يتفق مع ما‬
‫تتوقعه الثقافة حسب ما حددته للدور الجنسي لكل من االوالد والبنات ‪.‬‬
‫اما كيفية تتم ذلك بالتحديد ‪ ،‬فهو ان االطفال في بداية مرحلة الطفولة المبكرة اي‬
‫في سن الثالثة من عمرهم يستطيعون ومن خالل تنشئتهم االجتماعية تصنيف‬
‫انفسهم من الناحية الجنسية اوالد او بنات وبمجرد ان يميز الطفل الفرق بين الولد‬
‫وبين البنت يبدا سلوكه بالتمايز في اتجاه ما تتوقعه من الثقافة وما تكسبه اياه‬
‫التنشئة االجتماعية من حيث الدور الجنسي الذي يحدد له ويقبل منه ويستمرهذا‬
‫التمايز بالنسبة للفرد حتى نهاية العمر ‪.‬‬

‫يقوم التمايز في هذه المرحلة الى حد كبير على اساس المالحظة والتوحد مع الوالد‬
‫من نفس الجنس ‪ ،‬فعن طريق هذا التوحد يتبني الولد سلوك والده والبنت تتبنى‬
‫سلوك والدتها كما تتبنى كل منهما الخصائص الشخصية للوالد الذي يتوحد معه‬
‫والتي غالبا" ما تكون متفقة مع ما تتوقعه الثقافة من جنس الطفل ذاته ‪ .‬وقد بينت‬
‫احدى الدراسات ان االوالد الذين فصلوا عن ابائهم في مرحلة مبكرة من سن‬
‫الرابعة كانوا اقل عدوانا" واقل ميال" الى الدخول في المنافسة على اظهار القوة‬
‫البدنية من االوالد الذين تربوا بوجود ابائهم ‪.‬‬
‫وليس التوحد العملية الوحيدة التي يكتسب بها الطفل تحديد دوره الجنسي ‪ ،‬بل‬
‫ان التدعيم ايضا" يلعب دورا" كبيرا" في ذلك ‪ ،‬ويساعد االباء بشكل مباشر على‬
‫تشكيل السلوك في اتجاه الدور الجنسي النمطي للطفل وذلك عن طريق تشجيع‬
‫السلوك المناسب ومكافأته وعدم تشجيع السلوك غير المناسب وتبدا ممارسة هذا‬
‫التشجيع منذ دخوله المهد ‪ ،‬فمعظم االباء يلبسون االوالد الذكور بشكل مختلف عن‬
‫البنات كما انهم يحضرون للبنين لعبا" تختلف عن تلك التي‬
‫يحضرونها للبنات وتكون اول االعمال التي تكلف بها البنات هي رعاية الصغار‬
‫من اخوتها والمساعدة في االعمال المنزلية ‪ ،‬في حين تكون اول االعمال التي‬
‫يكلف بها االوالد هي قضاء بعض الحاجات لالسرة من خارج المنزل ‪ ،‬وكذلك‬
‫يقوم االباء بتشجيع ابنائهم الذكور على ان يردوا العدوان اذا ما اعتدى عليهم وال‬
‫يشجعون ذلك بالمرة لدى بناتهم ‪.‬‬

‫المركز ‪:‬‬
‫يعرف علماء االجتماع المركز بمكانة الفرد في المجتمع بين اقرانه وليس‬
‫للطفل مركز واحد بل مراكز مختلفة اذ تحدد له االسرة مركزه فيها فهل هو االول‬
‫او االوسط او االخير ويتحدد مركزه فيها بما تضيف االسرة من امتيازات اي ان‬
‫االسرة هي التي تمنحه مركزا" فيها وتحدده له ‪ ،‬وكثيرا" ما تؤدي صفات الطفل‬
‫الخاصة الى اكتسابه مركزا" جديدا" فقد يؤدي ذكاء الطفل في المدرسة او لباقته او‬
‫خفة دمه الى تغير مركزه بين اخوته ويتوقف المركز على ترتيب الطفل بين‬
‫اخوته وعلى سنه وجنسه ومميزاته الفردية ويهمنا هنا المركز الذي تحدده االسرة‬
‫للطفل في المجتمع االكبر ويتحدد هذا المركز بمستوى االسرة االجتماعي‬

‫واالقتصادي وبمقارنة الطفل نفسه واسرته باالطفال االخرين فأبن العامل يعرف‬
‫مركز والديه‬
‫ومركز اسرته وبالتالي مركزه بالنسبة لغيره من االطفال وكذلك ابن الطبيب وابن‬
‫الحاكم ‪،‬‬
‫وهذه المراكز تكون جامدة في المجتمعات الطبقية حيث يصعب التحرك فيها من‬
‫طبقة الى اخرى غير انها تتغير في المجتمعات المتطورة اذ يؤدي التعليم‬
‫واالجتهاد والمال والزواج الى تغير مركز الطفل ( الفرد ) وتحدده من المركز‬
‫الذي حدده له ميالده في اسرة معينة ‪.‬‬

‫‪ -‬الذات ‪:‬‬
‫مفهوم الذات هو الطريقة التي ينظر بها الفرد الى نفسه ويكون تفكيره وشعوره‬
‫وسلوكه غالبا" متسقا" ومنسجما" مع مفهومه عن ذاته ‪ ،‬او هو مجموعة من القيم‬
‫واالتجاهات واالحكام التي يمتلكها االنسان عن سلوكه وقدراته وجسمه وجدارته‬
‫كشخص ‪ ،‬وهو مفهوم متعلم‬
‫( مكتسب ) يتكون لدى الفرد منى خالل تفاعله مع بيئته ‪.‬‬
‫وتؤكد الدراسات ان مفهوم الذات هو مفهوم اجتماعي(نتيجة التنشئة والتطبيع)‬
‫يتشكل منذ‬
‫الطفولة المبكرة ‪،‬عبر مراحل النمو المختلفة ‪،‬وعلى ضوء محددات معينة ‪،‬يكتسب‬
‫الفرد خاللها بصورة تدريجية صورته عن نفسه ‪ ،‬اي ان االفكار والمشاعر التي‬
‫يكونها الفرد عن نفسه ويصف بها ذاته هي نتاج انماط التنشئة االجتماعية‬
‫والتفاعل االجتماعي وخبرات النجاح والفشل السابقة ‪.‬‬
‫ويتكون مفهوم الذات من افكار الفرد الذاتية المحددة االبعاد عن العناصر الختلفة‬
‫لكينونته الداخلية والخارجية وتشمل هذه العناصر ‪:‬‬

‫المدركات والتصورات التي تحدد خصائص الذات كما تنعكس اجرائيا في‬ ‫‪-1‬‬
‫وصف الفرد لذاته كما يتصورها هم(الذات المدركة)‪.‬‬
‫المدركات والتصورات التي تحدد الصورة التي يعتقد ان االخرين‬ ‫‪-2‬‬
‫يتصورونها والتي يتمثلها الفرد من خالل التفاعل االجتماعي مع االخرين‬
‫(الذات االجتماعية )‪.‬‬
‫المدركات والتصورات التي تتحدد الصورة المثالية للشخص الذي يود ان‬ ‫‪-3‬‬
‫يكون (الذات المثالية)‬

‫بعض النظريات التي تفسر مفهوم الذات‪:‬‬


‫‪-2‬نظرية الذات لروجرز‪:‬‬
‫يرى روجرز ان العوامل التي تشكل نمو الفرد مكتسبة اكثر منها حيوية (بيو‬
‫لوجية)ويركز في حاجتين مكتسبتين هما الحاجة الى تقدير االخرين ‪،‬والحاجة الى‬
‫تقدير الذات ‪.‬‬

‫اوال‪ :‬الحاجة الى تقدير االخرين (االعتبار االيجابي من قبل االخرين )‪:‬‬
‫يشترك فيها جميع االفراد ‪ ،‬وتمثل حاجتنا الى الحب والحنان واالحترام والقبول‬
‫من االخرين ‪،‬وخاصة ذوي االهمية في حياتنا كاالب واالم والمعلمين ‪،‬ويتم اشباع‬
‫هذه الحاجة عن طريق االخرين ‪،‬لذلك فان الحصول عليها ليس باالمر السهل ‪،‬الن‬
‫الفرد يرغب في تحقيقها عنطريق االخرين ‪،‬ولكن هذا يتوقف على نوعية مطالب‬
‫االخرين الخاصة بهم ‪،‬فكما ان للفرد مطالب فان لالخرين مطالب ايضا‪ ،‬واذا تعلم‬
‫الفرد ان يواجه مطالب االخرين متبعا السلوك السوي الذي يساعده على تحقيق‬
‫ذلك‪ ،‬فان هذا يدفع االخرين الى معاملته بالمثل وبالتالي يحقق الفرد حاجته الى‬
‫االعتبار الذاتي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحاجة الى تقدير الذات (االعتبار الذاتي )‪:‬‬


‫عندما يستطيع الفرد تحقيق الحاجة الى الى االعتبار االيجابي من االخرين يبدا في‬
‫تكوين وتنمية الحاجة الى االعتبار الذاتي التي تتمثل في نظرة الفرد الى نفسه‬
‫نظرة ايجابية ‪،‬تقوم على الشعور بالرضا ‪،‬مستفيدا في ذلك مما حصل عليه من‬
‫اعتبار وتقدير من قبل االخرين ‪،‬كل ذلك تم من خالل دمج هذه االعتبارات التي‬
‫من شانها ان تسهم في تكوين مفهوم الذات لدى الفرد والذي يسهم في تحديد‬
‫السلوك الخاص به‪.‬‬

‫‪ -3‬نظرية الذات لجورج ميد‪:‬‬


‫لخص جورج ميد تطور مفهوم الذات في ثالث مراحل هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬االدوار الخاصة ‪ :‬حيث يقوم الطفل بتجربة االدوار المختلفة للكبار منفصلة ‪.‬‬
‫‪ -2‬االدوار العامة ‪ :‬وهنا يتمكن الطفل من لعب ادوار االخرين جميعا" في‬
‫الموقف الواحد‬
‫ويقوم بتنظيم هذه االدوار في شكل عام متماسك متكامل وفي تحديد سلوكه‬
‫ودوره تبعا"‬
‫لهذه االدوار ‪.‬‬

‫‪ -3‬الذات المنفردة والذات االجتماعية ‪ :‬وفي هذه المرحلة من مراحل تطور‬


‫مفهوم الذات‬
‫االجتماعية ‪ ،‬من خالل ما يعطيه االخرون له من احكام عن جدارته وسلوكه ‪.‬‬

‫‪ -3‬وجهة نظر سوليفان في تفسير الذات ‪:‬‬


‫يرى سوليفان بأن تنظيم الذات لدى الفرد يحدث من خالل النشاط الوظيفي الذي‬
‫يقوم به بصورة مستمرة ‪،‬فالقبول والرفض الذين يتلقاهما الطفل في مرحلة الطفولة‬
‫يعمل على تسهيل اوتقييد نمو الذات‪.‬ويذكر سوليفان ثالثة اساليب الكتساب الطفل‬
‫الخبرة في مرحلة الطفولة المبكرة وهي ‪:‬‬

‫الخبرة البدائية ‪:‬حيث يصعب على الطفل ان يميز بين ذاته والعالم‬ ‫‪-1‬‬
‫الخارجي ‪.‬‬
‫اكتشاف الخبرة المستمرة حيث يصبح اكثرتمييزا واكثر وعيا بالفرق‬ ‫‪-2‬‬
‫االساسي بينه‬
‫وبين العالم‪.‬‬
‫الخبرة المركبة ‪:‬وفيها يفهم العالاقات المنطقية لمختلف رموز اللغة‬ ‫‪-3‬‬
‫والجماعة ‪.‬وفي هذه المرحلة يقتبس الطفل ما يسمع من الكلمات فيمتصها‬
‫وتصبح جزءا من ذاته ‪ ،‬وبالتدريج يتعلم كيف يفكر كفرد له وجهات نظر‬
‫خاصة به‪.‬‬

‫‪ -4‬وجهة نظر اريكسون حول مفهوم الذات ‪:‬‬


‫يرى اريكسون ان الطفل وقبل ان يتعلم اللغة يستقبل من االم احساسا" بالرضى‬
‫يؤثر على مفهومه لذاته ‪ ،‬ويتاثر مفهوم الذات وما يدركه الطفل من اتجاهات‬
‫االبوين والمعلمين نحوه ‪ ،‬وتشير احدى الدراسات الى اهمية الفكرة التي يكونها‬
‫المعلمون في مفهوم الطفل عن ذاته ‪،‬‬
‫ومن الواجبات االساسية للتربية في البيت والمدرسة مساعدة الطفل على تكوين‬
‫مفهوم موجب مناسب عن الذات ‪.‬‬
‫العوامل التي تعوق تكوين مفهوم موجب عن الذات هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬القصور البدني او التشوهات الجسمية او النمو البطيء ‪.‬‬
‫‪ -2‬ضعف الذاكرة والعجز اللغوي‪.‬‬
‫‪ -3‬البيئة المنزلية المتشددة ‪.‬‬
‫‪ -4‬االنتماء الى جماعة االقلية ‪.‬‬
‫‪ -5‬البيئة المدرسية المتشددة ‪.‬‬

‫‪ :‬الفصل السابع‬
‫النمو االجتماعي للطفل ‪ ،‬مظاهرالنمو االجتماعي ‪ ،‬مطالب النمو‬
‫االجتماعي ‪ ،‬دور االم في نمو الطفل اجتماعيا ‪ ،‬دور الروضة في نمو‬
‫‪ ) .‬الطفل اجتماعيا‬

You might also like