Professional Documents
Culture Documents
1ـ األسرة
ـ تعريف مفهوم األسرة :اهتم كل من علماء االجتماع واألنثربولوجيا باألسرة اهتماما كبيرا وعلى هذا األساس جاءت تعريفاتهم كالتالي:
يرى كريستينسن" ) (Christensenأن األسرة مجموعة من املكانات واألدوار املقتبسة عن طريق الزواج ،ويفرق بين الزواج
واألسرة حيث أن الزواج عبارة عن تزاوج منظم بين الرجال والنساء في حين أن األسرة عبارة عن الزواج مضافا إليه اإلنجاب".
كما عرفها يونج كمبل ) (Y.Kimbelاألسرة بأنها "جماعة من شخصين أو أكثر يرتبطون برباط الدم أو الزواج أو التبني يعيشون
في مكان إقامة واحدة"
تعريف برتراند" ) (A.Partrandجماعة اجتماعية مكونة من أفراد ارتبطوا بروابط الزواج أو الدم أو التبني وهم غالبا ما يشتركون
في عادات عامة ويتفاعلون بعضهم مع بعض تبعا لألدوار االجتماعية املحددة من قبل املجتمع".
من خالل ما سبق ذكره من تعاريف حول مفهوم األسرة يمكننا أن نستخلص أهم السمات املشتركة بينهم:
من خالل هذه السمات املشتركة حول مفهوم األسرة نستخلص أن التعاريف السابقة تنطلق من بيئة وثقافة معينة ،وأن ما يصلح في
مجتمع ما ال يصلح في مجتمع آخر وخاصة السمة األولى والسمة الثانية ،وعليه فإن التعريف الذي نعتبره تعريفا إجرائيا هو كالتالي :
االسرة هي الجماعة االجتماعية القاعدية في املجتمع تقوم على عالقة زوجية شرعية بين رجل وامرأةلتلبية حاجات فطرية تكون
نتيجتها األبناء ،والقيام بعدة وظائف وواجبات منها تنشئة األبناء.
-دوراألم في التنشئة
لقد أعطت مختلف أدبيات علم االجتماع والنفس واألنثربولوجيا والتربية وحتى األدب ...الخ أولوية وأهمية كبيرة لدور األم في تنشئة
أطفالها ،باعتبارها النموذج والقدوة التي يحتذي بها الطفل منذ الصغر من حيث اكتسابه لسلوك أمه منذ البدايات األولى لحياته وتكمن
أهمية األم باعتبارها الوحيدة املالزمة لولدها منذ الوالدة إلى أن يكبر ويبلغ السن التي تؤهله ليكون فردا من أفراد املجتمع ولقد تداول
الكثير من العلماء فكرة مفادها أن تنشئة الفرد تبدأ منذ تلقيح البويضة وارتباط الطفل بجدار رحم األم وما يليها من وضع ورضاعة وفطام،
ولهذا فإن أي انفعاالت أو اضطرابات أو فرح وسرور تواجهه األم أثناء الحمل ينعكس بالسلب واإليجاب على الجنين وبالتالي على الفرد،
يقول الطبيب األمريكي توماس فيرني "عندما يولد املولود ويأتي لهذه الحياة ،ال يبدأ بالتعرف على عالم كان يجهله إنما هو يتابع خبراته التي
1
تكونت وهو في رحم أمه"[ ] ،أما بعد الوالدة فهي تلعب الدور الرئيس في حياة طفلها من حيث إشعاره بالحب والحنان وهي من األمور املهمة
للغاية ألنها ليست مسألة عاطفية فقط بالنسبة إليه بل هي مسألة حيوية وضرورية لنموه الفيزيولوجي والعقلي واالنفعالي واالجتماعي"[
].إن األم في هذه املرحلة من حياة صغيرها ،تمثل رمزا للحب والحنان والعطاء غير املحدود ،فهي املسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة تخص
أبناءها وال يبقى هذا األمر حكرا على مرحلة الطفولة بل يستمر إلى أن يشب أبناؤها على الطوق يافعين ،فهي تتابعهم من الصغر إلى مراهقتهم
وال سيما في هذه املرحلة األخيرة ،حيث كثيرا ما يلجأ األبناء على اختالف جنسهم ومشاكلهم ومتطلباتهم إلى صدر األم في مرحلة يكون األب
متمركزا حول ذاته فارضا نوعا من الهيبة واالحترام وفي بعض األحيان يمارس نوعا من التسلط يجعل األبناء بطريقة غير مباشرة يفرون
منه وهذا ما دفع بحليم بركات إلى القول" :بأن األب يمارسها (السلطة) عادة من فوق من بعيد تجاه جميع أفراد األسرة بمن في ذلك
الزوجة ،فيتوقع منهم الطاعة واالحترام واالمتثال وعدم مناقشة فيما يراه مناسبا وهو حريص خاصة أال يسمح ألحد أفراد األسرة أن
يتدخل بحياته ،إنه رأس العائلة وسيدها يملي أوامر وإرشاداته دون أن يتوقع من أفراد أسرته نصائح هو بغنى عنها " .إن هذه الفترة
تجعلنا نستنتج أن أسلوب معاملة األب في كثير من األحيان هي التي تجعل األبناء صغارا أو كبارا يفرون ويبتعدون عنه وتبقى بذلك العالقة
أحادية الجانب بين األبناء واألم وبذلك فهي عالقة تشوبها النقص داخل األسرة.
من خالل هذه الدراسة وغيرها نستنتج أن عالقة األب بأبنائه ذات أهمية وإنما يختلف نوعا ما عن دور األم ،ويخطئ الكثير من اآلباء من
تشغلهم متاعب الحياة عن أسرهم وأطفالهم ،حيث يقضون معظم أوقاتهم بعيدا عن تنشئة أبنائهم تاركين األمر وحده لألم فقط ولعل
األمر نالحظه كثيرا في أسرنا اليوم داخل املجتمع الجزائري حيث أن "دور األب يقتصر على توفي الحاجات املادية وعلى التأديب دون الرعاية"[
] ،فاألب يعتبر سند األم في التنشئة وال تستطيع وحدها تعويض أبنائها النقص الذي ينشأ عن تغيبه ألن كل منهما له الدور املنوط به .ولعل
أهم ما يقوم به األب في تنشئة أبنائه "عملية التصنيف الجنس ي ،فمنه يتعلم الصغار أنماط السلوك االجتماعي الذي يميز الذكور في املجتمع
عن اإلناث ويقوم األب أيضا بإعالة أوالده وقضاء حاجاتهم االقتصادية [ ]...ويعتبر املجتمع هذه الناحية من أهم واجبات األب لدرجة أنها
طغت على واجباته األخرى [ ]...وعليه فاألبوة الرشيدة ال تقاس بتوفير املال الالزم لقضاء حاجاتهم املادية فحسب ،وإنما تقاس بما يوفره
من رعاية واهتمام وعطف منذ صغر سنهم إلى كبرهم"[ ].ولقد أشار ميشال المب (Michel Lamb) 5891أن تأثير غياب األب ال يكون نتيجة
لغياب النموذج الذكري بالنسبة للطفل ،ولكن نظرا لغياب املصدر العاطفي والدعم املالي لجميع أفراد األسرة ،كما أن غيابه يجعل اتجاهات
األم نحو الطفل أكثر سيطرة وقسوة ،إضافة إلى التوتر والضغط الناتج عن غياب مصدر األمن لألسرة ككل وهذا ينعكس سلبا على
األطفال"[ ].إن األب واألم لبنتين أساسيتين في بنيان األسرة وغياب أحدهما سوف يحدث شرخا وتصدعا في هذا البنيان ،وخاصة من حيث
االنعكاسات التي تحدثها على املستوى النفس ي واالجتماعي لألطفال واملراهقين.
أما فيما يخص العالقة بينهما(الوالدين) ،فلهما شأن خاص وأهمية كبرى في بناء ذات الطفل ونموه النفس -اجتماعي ،فكلما كانت العالقة
بين الوالدين "عالقة أساسها املحبة والتفاهم ،فيتأثر بها الطفل تأثيرا إيجابيا فتحدث له السرور واالستقرار [ ]...وقد تكون عالقة أساسها
النفور وسوء التفاهم فيتأثر بها الطفل تأثرا سيئا"[ ] ،من خالل هذه األسطر تبرز لنا أهمية األسرة في تنشئة الفرد وما الفصل بينهما إال
فصل نظري فقط ،ألنه في حقيقة األمر ال يوجد فصل وال يمكن أن نجده فكل منهما مكمل لآلخر وكل دور تقوم به األم أو األب هو ش يء
مشترك بينهما ،ماعدا واستثناء في بعض األمور الظاهرة كالتزام األم بشؤون البيت واألب خارج البيت.
2
-2املدرسة
تعتبر املدرسة املؤسسة والبيئة االجتماعية الثانية للتنشئة االجتماعية بعد األسرة ،وتعد املدرسة ضرورة حتمية في الوقت الحاضر وخاصة بعد تعقد
الحياة فأصبح دور املدرسة أو املؤسسات التربوية متخصصة في نقل املعارف والعلوم وبالتالي نقل الثقافة من جيل إلى آخر بطريقة منظمة ومقصودة،
لتحقق بذلك النمو الجسمي والعقلي واالنفعالي واالجتماعي للفرد ،ولقد أصبحت وظيفة املدرسة توفير بيئة منتقاة تتكون من مجموعة من املعارف
لتنشئة األطفال على أنواع من السلوك املستقاة من ثقافة املجتمع ومعاييره ،حتى ال تتعارض مع ما تقدمه األسرة ألبنائها ،فوظيفتها إذن مكملة لدور
األسرة ،ويمكن أن نبين هنا أهم أوجه االختالف بين املدرسة األسرة فيما يلي:
1.2ـ وظائف املدرسة :ويمكننا أن نوجز أهم وظائف املدرسة فيما يلي:
-3املسجد
لقد كان هدف الرساالت السماوية التي أنزلها عز وجل على رسله تهدف إلى هداية بني البشر وإحداث تغيير على املستوى الفكري وبالتالي
على املستوى السلوكي لإلبعاد الفرد على مهاوي الرذيلة واالنحالل فالتغيير إذن هو أساس أي عمل جاد وخاصة العمل التربوي ،ألنه يوجه
مسار هذا األخير بالتعليمات واألوامر الربانية الحقة ولعل أول مؤسسة عملت على صقل العقول وتهذيب النفوس وتغيير املجتمعات نجد
املسج جججد كأول مؤس ج جسج ججة دينية تشج ججي يه بنيت بعد الهجرة ،ولعل وظيفة املسج جججد أكبر من أن تحدد في أي إطار كان فهي تسج ججاوي في جمها
ووظيفتها جميع املؤسسات التنشي ية األساسية"
لقد كان للمس ج ج جججد إلى عهد قريب مكانة عظمى ودور نش ج ج ججط خالق في ص ج ج ججياغة الجماعة اإلس ج ج ججالمية على كل املس ج ج ججتويات الدينية والخلقية
والروحية والخبرات الحربية [ ]...وكان منه صناعة القرار السياس ي والحربي وفيه الحل والعقد والربط ،فيه املدرسة والجامعة ،فكان فكرا
وروحا قبل أن يكون مبنى ش ج ج ججكال .وكان قلب الجماعة اإلس ج ج ججالمية النابض واملص ج ج ججنع الذي يص ج ج ججقل ويص ج ج ججو الفرد والجماعة على األس ج ج ججس
اإلسالمية الصحيحة مواصال رسالته العاملية وهي تنمية الوازع الديني والروح اإلسالمية"[ ].
3
إن املسججد مؤسجسجة ينشجأها املجتمع برغبته داخل املجتمع املسجلم لتأهيل النشجأ وتنشجئتهم وفق مبادق وقيم الشجريعة ،ويبدأ االحتكاك
باملس جججد منذ س ججبع ( )7س ججنوات ويرتبط به خمس ( )1مرات في اليوم في إطار توجيه عقائدي ،ويبدأ الفرد منذ الصج ججغر بتكوين نظرة حول
الترابط بين أفراد املجتمع عن طريق اللقاءات املتكررة وجها لوجه ال تخضع لضوابط وإرغام بقدر ما تخضع لقناعات وإذا ما تم على هذا
األمر فانه سوف يصل إلى فترة املراهقة ويصبح املسجد وأفراد املسجد جزءا من كيانه.
إن للمسجججد عدة أهداف منها وقائية وأخرى عالجية ،فالوقائية هي التي تقي الفرد من الوقوع في االنحرافات من خالل املواعظ والخطب،
والعالجية هي التي تعمل على تص ججحيح وتقويم الخلل الذي قد اكتس ججبه الفرد من املجتمع من خالل هذه األهداف نجد أن املس جججد يحاول
الوصول إلى بناء فرد متكامل في عقيدته وعباداته وعالقته بربه وبنفسه وبغيره ،ويتم الوصول إلى ذلك من خالل جملة من الوظائف.
فجاملس ج ج ج جججد مص ج ج ج ج در للخطجب الجدينيجة والجدنيويجة ،وفيجه تغرس القيم في نفوس النشج ج ج ججأ وذلجك من خالل االلتقجاء اليومي واملباشج ج ج ججر بين اإلمام
واملأموم ،كما يلعب املس ج جججد دورا هاما من خالل تلبية املتطلبات الروحية وعلى رأس ج ججها الص ج ججالة ألنه "بمثابة ش ج ججحنة روحية هائلة ودروس
أخالقية عالية وتوجيهات سامية تدفع اإلنسان إلى الطريق الصحيح والسلوك األفضل" إضافة إلى الدعاء وقراءة القرآن فيه.
كما يلعب املسج ججد دورا آخر من خالل تعليم النشج جأ وكل رواده أمور العقيدة ......كما أص ججبح املس جججد اآلن مركزا ملحو األمية وتعليم
الكبجار الجذين لم يسج ج ج ججعفهم الحظ في التعليم أو مواصج ج ج ججلتجه ومن خاللجه يتم تكوين عالقجات اجتمجاعية وإزالة الفوارق الجهوية والعرقية بين
مختلف شرائح املجتمع.
ولعججل احتكججاك الفرد بججاملس ج ج ج ججججد وفي جميع األوقججات بمن فيججه بججدءا بججاإلمججام وبرواده يججدفعججه إلى اكتس ج ج ج ججاب الكثير من العواطف والعالقججات
الصججحيحة التي تمكنه من إش ججباع حاجاته النفس ججية ،وعن طريق املسجججد يس ججتطيع األفراد واملراهق على وجه الخص ججوص أن يحس ججن انتقاء
األقران واألصج ج ججحاب وفيه تتاح الفرصج ج ججة "الكتسج ج ججاب األخالق الفاضج ج ججلة والعادات الصج ج ججحيحة وخاصج ج ججة فيما يتعلق بكيفية السج ج ججيطرة على
الشججهوات وامللذات وكيف ينجو اإلنسججان من الشججرور واألثام ،فاملسجججد إذن يعتبر وسججطا بديال عن كل األوسججاط االجتماعية األخرى التي قد
يتخذها اإلنسججان مجاال لقضججاء أوقات الفرا ولإلشججباع النفس ج ي والعاطفي وللقضججاء على امللل والوحدة وكل مظاهر القلق واالضججطراب فهو
بديل مالئم ملعالجة الفرا القاتل فهو مكان وقائي وعالجي ألنه يسج ج ج ججاعد األسج ج ج ججرة على تنشج ج ج ججئة األبناق خاصج ج ج ججة إذا كانت تفتقر إلى الجانب
الديني.
غير أنجه ومع غيجاب الدور الحقيقي للمسجد في حيجاتنجا الحجاضج ج ج ججرة غجابت معه األخالق والفضج ج ج ججائل اإلسج ج ج ججالمية النموذجية "حيث قويت
مظاهر العبثية والسج ججلبية عند شج ججبابنا من الجنسج ججين بشج ججكل خاص [ ]...وقد ترتب على هذا امللق والغرور أثارا خطيرة حيث بلغت املصج ججيبة
ذروتها بأن تغربنا على نحو شج ج ججبه تام لإلسج ج ججالم كإطار إيديولوجي متكامل على حياتنا العامة والخاصج ج ججة ورسج ج ججمنا إسج ج ججالمنا بمقاييس جديدة
تناسب أذواقنا وأمزجتنا
-4جماعة الرفاق
"تش ج ججير جماعة األقران لص ج ججحبة متكافئة في العمر والخلفية واالهتمام وهي تعتبر من أهم هيئات التنش ج ججئة على مدار حياة الفرد ،إال أن
لها تأثيرها الخاص في الطفولة املتقدمة ،وخالل مرحلة الرش ج ج ججد ،وذلك ألن جماعة األقران تزود أعض ج ج ججاءها باملعايير والقيم الجديدة وتنتج
لهم مزيدا من فرص التفاعل مع اآلخرين بص ججورة متكافئة".فجماعة األقران أو النظراء على اختالف مس ججمياتها تعتبر من الجماعات األش ججد
تأثيرا على األبناء في معاييرهم وقيمهم من خالل عملية التفاعل والتأثير املتبادل ،فيس ج ججتطيع االبن وس ج ججط أقرانه أن يناقش ويحاور ويتبادل
وجهات النظر مع اآلخرين كما أنه يتحين الفرص ج ج ججة إلظهار نفس ج ج ججه وتأكيد ذاته ،وتختلف الص ج ج ججداقة إذن حس ج ج ججب املرحلة العمرية في بعض
الجوانب ،ففي مرحلة املراهقة مثال تتميز بكثرة أصجدقائه ومشاركاته املختلفة في الجماعات والنوادي ولعل أول ما توفره الجماعة رفاق هو
التحسين الفردي للحالة املعنوية بتوفير جو من املرح مع بعضهم البعض من االستقالل والحرية أكثر مما يتلقاها في أسرته.
4
وتكسب جماعة الرفاق أفرادها مجموعة من الخبرات التي لم يتعلمها االبناء ال داخل أسرهم وال في املدرسة ،ال سيما أن جماعة األقران
تنشج ج ئ الفرد على تكوين عالقات اجتماعية داخل جماعته وخارجها "إن الواقع املحسج ججوس هو أن كل فرد هو في ذات الوقت كائن مسج ججتقل
وعضو في جماعة"
وكما أن لصج ججداقة دورا إيجابيا في تنش ج ججئة الفرد فإن لها دورا عكس ج ججيا أيض ج ججا واملتمثل في جر األبناء نحو مهاوي الرذيلة واالنحالل ،فكم من
فرد نشأ على الخلق واملثل وإذا به بمصاحبة رفاق السوء ،فيغرى بهم ويشاركهم في بعض األمور السيئة بدعوة التجريب والتسلية وإذا به
يدمن على هذه األفعال ويصبح منهم ،وعليه فإن جماعة الرفاق سالح ذو حدين ،حد يكون إيجابيا فتساعد املراهق على اكتساب األخالق
والفضائل وإما الحد الثاني فيؤدي به إلى الهالك والفساد والضياع.
-5وسائل اإلعالم
لقد ش ججهد القرن األخير ثورة تكنولوجية واس ججعة في مجال االتص ججال الجماهيري حيث برز اإلعالم فيه وبقوة وأص ججبحت وس ججائل االتص ججال
"السج ججينما واملسج ججرح والتلفاز والجرائد والصج ججحف واملجالت "...ومع تنوعها تشج ججد انتباه القارق واملشج ججاهد واملسج ججتمع إليها بطريقة قد ال تجعل
الفرد يشجعر بها "فاإلعالم بكافة وسجائله هو أفضجل وسجائل االتصجال بالناس فهو علم يخاطب عقولهم لذلك فإن تأثيره يكون أقوى وأعمق،
إذا ما عرفنا كيف نس ججتخدم أس ججلوبه بطريقة فعالة [ ]...واملقص ججود باإلعالم ،على أنها تلك العملية التي يترتب عليها نش ججر األخبار واملعلومات
الدقيقة التي ترتكز على الصدق والصراحة ومخاطبة عقول الجماهير وعواطفهم السامية واالرتقاء بمستوى الرأي"[ ].
ولئن كانت وسج ججائل اإلعالم تشج ججكل جس ج جرا ومعبرا هاما ووسج ججيلة من وسج ججائل التنشج ججئة االجتماعية من حيث نقلها لألفكار والقيم والثقافة
واالتجاهات الس ج ج ججائدة في املجتمع ،فهي س ج ج ججالح ذو حدين كما يقال ،فإذا كانت هذه الوس ج ج ججائل تلعب دورا إيجابيا وس ج ج ججلبيا بالنس ج ج ججبة للكبار
النجاجج ج ج جججين ،فمجا بجالنجا بحجال الصج ج ج ججغار واملراهقين ،الذين ما زالوا على حافة الطريق ولم ينضج ج ج جججوا النضج ج ج ججج الكافي والتام ومن بين األجهزة
اإلعالمية كلها ،يحتل التلفزيون مركز الصدارة من الناحية التربوية والتنشي ية إذا قورن بالوسائل األخرى.
إن هذه الصججدارة التي يمتلكها جهاز الحاسججب أو الهواتف النقالة الذكية ،أو األجهزة السججمعية واملرئية تعود في حقيقة األمر إلى امتالكه
شج ججكال وألوانا وطريقة عرض جذابة ،إضج ججافة إلى نوع املوسج ججيقى التي تأسج ججر الوجدان والعواطف ،وهو على درجة كبيرة من تنوع القنوات وال
يتطلب بذل أدنى مجهود في متابعته كما أن الفرد خص ج ج ججوص ج ج ججا يجد فيه حرية ال تض ج ج ججاهيها حرية في املؤس ج ج جس ج ج ججات األخرى ،وعليه فإن لهذه
االجهزة تأثيرا سحريا بل يلعب دور منوم املغناطيس ي فإنه سيكون سالحا ذو حدين على لألبناء.
وعليه نس ج ججتنتج أن وس ج ججائل اإلعالم تلعب دورا فعاال في إص ج ججالح املجتمع ال س ج ججيما إذا أحس ج ججن توجيه برامجه وانتقائها وإعدادها اإلعداد
املناس ججب ،فهي توس ججع املعارف وتص ججقل العقول وتقوي الخيال ....كما تس ججاعد املراهق على تجاوز مرحلته بكل يس ججر ،وتس ججد بعض الثغرات
التي لم تس ججتطيع األس ججرة س ججدها أو حتى لم تنتبه إليها ،وإما أن يكون االعالم الحد الثاني من الس ججيف في إنش ججاء جيل مهزوم خامل منحرف
من خالل عرض البرامج غير املناسبة من أفالم عنف وجريمة وجنس ومناظر خليعة ومثيرة ،قد تؤثر في نفوس املراهقين وتوقظ غرائزهم.
من خالل ما تم ذكره وعرضجه نجد أن مؤسجسات التنشئة االجتماعية التي تم عرضها ليست هي كل املؤسسات وإنما تعتبر أهم املؤسسات
الواججحة للدارسجين وغير الدارسجين ،فهناك النوادي الرياضية التي ينظم إليها األبناء وبعض الجمعيات الثقافية...الخ ،دون أن ننس ى الدور
الذي يلعبه "الشارع" الذي بدأ يأخذ في وقتنا طابعا فعاال في تزويد واملراهق ببعض األنماط السلوكية.
املراجع املعتمدة
املصادر:
-القرءان الكريم
-الكتب
-أميرة منصور يوسف علي ،محاضرات في قضايا السكان -األسرة والطفولة ،-مصر :املكتب الجامعي الحديث للطباعة
5
-سعيد إسماعيل علي ،فقه التربية ،القاهرة :دار الفكر العربي للطباعة والنشر والتوزيع .
-محمد أحمد بيومي ،عفاف عبد العليم ناصر ،علم االجتماع العائلي -دراسة التغيرات في األسرة العربية ،-القاهرة :دار املعرفة
الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع .
-سلوى عثمان الصديق ،قضايا األسرة والسكان ،اإلسكندرية :املكتب الجامعي للحديث للطباعة والنشر والتوزيع.
-خليل معن ،علم االجتماع األسرة ،عمان :دار الشروق للطباعة والنشر والتوزيع.
-فاطمة منتصر الكتاني ،االتجاهات الوالدية في التنشئة االجتماعية وعالقاتها بمخاوف الذات لدى األطفال،دراسة ميدانية نفسية
اجتماعية على أطفال الوسط الحضري باملغرب ،عمان :دا الشروق للطباعة والنشر والتوزيع،
-الشناوي عبد املنعم الشناوي" ،األسرة وأهميتها في تكوين شخصية األبناء" مجلة املنهل لألدب والعلوم والثقافة ،العدد ،444املجلد
-حليم بركات ،املجنمع العربي املعاصر ،بحث استطالعي اجتماعي ،بيروت :مركز دراسات الوحدة العربية.
-سهير كامل أحمد ،أنس ى محمد أحمد قاسم ،أطفال بال أسر ،اإلسكندرية :مركز الكتاب اإلسكندرية.
-خليل مخائيل معوض ،علم النفس االجتماعي ،ط ،2اإلسكندرية :دار الفكر الجامعي للطباعة والنشر والتوزيع.
-فهمي توفيق مقبل ،العمل االجتماعي ودوره االجتماعي داخل املؤسسات اإلصالحية في املجتمع العربي ،اإلسكندرية ،مؤسسة شباب
الجامعة،
-فادية عمر الجوالني ،دراسات حول الشخصية العربية ،القاهرة :مكتبة اإلشعاع للطباعة والنشر والتوزيع.
-صونية وافق ،آداب املسلم ومعامالته االجتماعية في القرآن الكريم ،لبنان :دار الكتب العلمية للطباعة والنشر والت
-غريب محمد السيد احمد ،علم االجتماع ودراسة املجتمع ،القاهرة :دار املعرفة الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع،
-نزها الخوري ،أثر التلفزيون في تربية املراهقين ،بيروت :دار الفكر للبناني للطباعة والنشر والتوزيع
6