Professional Documents
Culture Documents
السنة :األولى ماستر.
التخصص :علم النفس المدرسي.
المقياس :علم النفس األسرة.
إذا تتبعنا تاريخ مراحل التطور التي مرت بها دراسة األسرة نجد أن هناك عدة فترات تاريخية هي:
-1المرحلة األولى :إن المجتمعات القديمة البدائية اعتمدت في معيشتها على الحياة البسيطة من الصيد
والزراعة وهي المرحلة التي تسمى بالمرحلة القديمة أو البدائية.
ويشير أحمد الخشاب ( )1977إلى أن نطاق األسرة في المجتمعات القديمة أخذ يضيق عما كان عليه
في المجتمعات القديمة ،وأصبحوا يعتقدون بانحدارهم من عصبيات وأجداد وأصول معروفة تاريخيا.
وكان رب األسرة في هذه المجتمعات هو الذي يحدد نطاقها ،ويعطي له المجتمع مطلق السلطة في
ذلك.
وفي الجاهلية انتشرت ظاهرة وأد البنات بين قبائل العرب ،وجاء اإلسالم بعد ذلك وحارب هذه
التقاليد بقوله تعالى ":أدعوهم آلبائهم هو أقسط عند اهلل فإن لم تعلموا أبائهم فإخوانكم في الدين
ومواليكم" سورة األحزاب أية(.)5
-2المرحلة الثانية :وقد تسمى بالمرحلة الفلسفية ،ومن أوائل الفالسفة الذين تعرضوا لألسرة الفيلسوف
كونفوشيوس ،الذي قام بعمل أول بحث عن أهمية األسرة في نظام االجتماعي ،حيث قال ( :المجتمع
الفاضل يعتمد أساسا على األسرة ،واألسرة يمكن أن تستقر إذا ما أصلح الفرد نفسه).
من الذين تحدثوا عن األسرة أيضا في هذه المرحلة أفالطون ،حيث حاول أن يضع نظام لألسرة من
خالل الجمهورية الفاضلة ،وشرح النظام االجتماعي المثالي لألسرة قبل ألفي سنة تقريبا ،وبعد ذلك
جاء أرسطو الذي دعا إلى ضرورة المحافظة على كيان األسرة .وبين أن األسرة مكونة من الوالدين
واألبناء ،وفئة أخرى عدهم من ضمن األسرة وهم العبيد.
و إذا انتقلنا إلى فالسفة المسلمين ،نجد أن هناك الكثير منهم تحدثوا عن األسرة ،ومنهم ابن خلدون،
الذي حاول أن يهتم بدراسة نظام األسرة والقبيلة ،من خالل علم العمران البشري وما يتصل به من
دراسة العمران البدوي والعمران الحضري.
أما الغزالي فقد أشار إلى المسائل االقتصادية والجغرافية واالجتماعية المتعلقة باألسرة ،وتحدث عن
األسرة من خالل اهتمامه بتربية الطفل ،وما يتصل بذلك من أسلوب الثواب والعقاب للوالدين في
األسرة ودورها في عملية التنشئة االجتماعية السليمة لألوالد.
-3المرحلة الثالثة :في هذه المرحلة حاول المفكرون من خالل كتاباتهم في األمور المتعلقة بسيكولوجية
األسرة ،اإلسهام في تناول المشكالت األسرية ،مستخدمين أساليب ومناهج البحث العلمي في تحديد
مجال هذا العلم وقد امتدت هذه المرحلة منذ نهاية القرن التاسع حتى اآلن ،حيث ساهم علماء
االجتماع واالنتروبولوجيا وعلماء النفس في زيادة الفهم للسياق النفسي واالجتماعي داخل األسرة.
ومن الذين تحدثوا عن األسرة في القرن التاسع عشر ،سبنسر ،حيث أوضح في كتابه "الفلسفة
التركيبية" ،انتقال وظائف األسرة إلى هيئات اجتماعية مختلفة ،وصار لكل فرد في األسرة وظيفة
ومركز اجتماعي في حين في السابق يعد األب هو القاضي والحاكم والمدير االقتصادي لألسرة .أما
أوجست كونت فقد تناول دراسة األسرة ونادى بتكوين جيد ،أن األسرة تمثل أبسط أشكال التجمعات
التي وجدت في المجتمع .واألسرة اإلنسانية جماعة تقوم على القرابة والنسب بين أفراد عاشوا مع
بعضهم في منطقة واحدة منذ والدتهم.
وفي بداية القرن العشرين ،جاء جورج هاربرت ميد ،الذي تحدث عن األسرة في نظريته في الفاعل
الرمزي من خالل الدور الذي يلعبه األب في األشرة ،عن طريق تفاعله مع اآلخرين في األسرة
والعالقات الشخصية بين الزوج والزوجة واألوالد.
يتفق الباحثون في مجال دراسة العالقات األسرية على أهمية األسرة ،فهي نظام اجتماعي له تقاليده
الخاصة به ،وله نفعه بالنسبة للمجتمع الكلي ،وبالنسبة للفرد .وذلك ألن الفرد في األسرة له حاجاته
الخاصة مثل التعبير عن نفسه ،فاألسرة كجماعة وظيفية تزود أعضاءها بكثير من اإلشاعات
األساسية ،ومن بينها توفير مسالك الحب بين الزوجين ،وبين اآلباء واألبناء.
ويشير حامد الفقي -1984-إلى أن العالقات األسرية حفلت بالكثير من اهتمام الباحثين والدارسين
وتنوعت أهداف تلك الدراسات ،وتناولت في المقام األول أهمية وجود العالقة الدافئة الصحية،
وضرورتها لنمو شخصية أفراد األسرة ،وتناولت أثر تلك العالقات في كل مظهر من مظاهر النمو
للفرد ،وطبيعة العالقة خالل مراحل النمو المختلفة والعوامل اإليجابية والسلبية التي تؤثر فيها.
ما أكدته الدراسات من تأثير العالقة بين األبوين واألطفال في نمو شخصياتهم وفي مظاهر -1
النمو العقلي واللغوي واالجتماعي واالنفعالي لديهم.
ما أكدته أراء التحليلين القدامى والجدد وغيرهم من تأثير الخبرات المبكرة في سالمة -2
الشخصية وفي الصحة النفسية في المستقبل.
وجود النظرة التقليدية إلى تأثير الوراثة األسرية ،وتأثير اتجاهات األسرة وأساليبها في -3
التنشئة االجتماعية ،ومستواها االجتماعي واالقتصادي في ذكاء األطفال وإ مكاناتهم العقلية
والجسمية والنفسية وعالقاتهم االجتماعية.
ما كشفت عنه دراسات الصحة النفسية من وجود عالقة بين أنماط التفاعل األسري والعالقات -4
األسرية ،وبين ما يصاب به األبناء من اضطرابات نفسية أو ما يتعرضون له من انحرافات
سلوكية.
-ويقرر علماء التحليل النفسي في هذا الصدد أن عملية تكوين الذات األولى أو أالنا(
)Egoتسير في خط متواز مع العالقة باألم ،فتحقق نوعا أو درجة من الوعي العقلي أو
االنفعالي المبدأ باالستقالل عن باالستقالل عن األم ،أو باالنفصال البدني عنها ويعد أساسا
لنمو الذات ،ولذا فإنه من الضروري تشجيع النشاط الحركي المستقل للطفل وتشجيع النشاط
الذاتي األكثر تعقيدا مثل االستكشاف واالستطالع في جوانب البيئة من حوله ،حتى يتم
االنفصال الذاتي أو تتضح الذات لدى الطفل بالتدريج ،فالعصاب ألطفلي مثال ( infantile
)neurasisقد يكون نتيجة لما تتعرض له عالقة الطفل الصغير بأمه من إعاقة أو اضطراب
خالل مراحل تكوين الذات ونموه .وفي حاالت كثيرة يشد اضطراب العالقة بين الصغير
واألم فتشتد اإلعاقة وتصل إلى مرحلة الذهان ألطفلي.
وتعد اللحظات التي ينفصل فيها الطفل عن مالصقة صدر األم أو يستقل فيها بالحركة
والنشاط على بعد منها ضرورية لنمو الذات ،فالفترة التي يتم فيها بالتدرج تكوين الذات أو
والدة الذات ونمو االستقالل الذاتي في العامين األول والثاني من عمر الطفل من أخطر
المراحل التي تمر بها العالقة النفسية بين الطفل واألم.
ويهدف علم النفس األسري إلى معاونة األسرة على إنجاز وظائفها المتعددة بصفة خاصة،
الزواج السعيد واإلنجاب ،وتحقق المطالب المادية الضرورية النفسية ألفرادها صغارا
وراشدين ،وإ عدادهم لما يجابههم على طريق الحياة من مآسي أو أزمات بسيطة أو شديدة،
ولتكوين العالقات الحسنة مع اآلخرين .والمساهمة في زيادة اإلنتاج القومي ورفاهية البشرية.
* كما يهدف علم النفس األسري إلى:
-ترشيد دور األسرة في االلتزام بأساسيات حياتية معينة مثل الوالدة ،والتنشئة الدينية
واالجتماعية للطفل ،وتعلم الفرد (عضو األسرة) وتخرجه ،وأمور الزواج والعمل والتقاعد
والوفاة.
-تكوين اتجاه المساندة لمن يكون ضعيفا بين أفراد األسرة أو ناقص النضج ،أو مريضا ،أو
مصابا بإعاقة جسمية أو عقلية أو متقاعدا.
-معاونة الزوجين على إدراك الصلة األسرية ،وعلى تخطيط البيئة األسرة وتنظيمها.
-ترقية أسلوب تعامل كل من أفراد األسرة مع اآلخر.
-معاونة األسرة بأسرها على مجابهة األزمات والصعوبات والتعامل معها بصورة واقعية،
وهذا يؤدي إلى تقليل حاالت التفكك األسري والطالق.
-تنمية روح االلتزام والمسؤولية واالستعداد للتضحية بالنفس في سبيل األسرة.
الموضوع:خصائص األسرة.
األسرة جماعة اجتماعية دائمة تتكون من أشخاص لهم رابطة تاريخية وتربطهم ببعض صلة -1
الزواج ،الدم ،والتبني( أي الوالدين واألبناء).
إن أفراد األسرة عادة يقيمون في مسكن واحد. -2
األسرة هي المؤسسة األولى التي تقوم بوظيفة التنشئة االجتماعية للطفل الذي يتعلم من -3
األسرة كثيرا من العمليات الخاصة بحياته ،مثل المهارات الخاصة باألكل واللبس والنوم.
لألسرة نظام اقتصادي خاص من حيث االستهالك وإ نتاج األفراد ،لتأمين وسائل المعيشية -4
للمستقبل القريب ألفراد األسرة.
األسرة هي المؤسسة والخلية االجتماعية األولى في بناء المجتمع وهي الحجر األساسي في -5
استقرار الحياة االجتماعية الذي يستند عليه الكيان االجتماعي.
األسرة وحدة للتفاعل االجتماعي المتبادل بين أفراد األسرة الذين يقومون بتأدية األدوار -6
والواجبات المتبادلة بين عناصر األسرة ،بهدف اشباع الحاجات االجتماعية والنفسية
واالقتصادية ألفرادها.
األسرة بوصفها نظاما للتفاعل االجتماعي تؤثر وتتأثر بالمعايير والقيم والعادات االجتماعية -7
والثقافية داخل المجتمع ،وبالتالي يشترك أعضاء العائلة في ثقافة واحدة.
طرق البحث في علم النفس األسري وأساليبه:
إن علم النفس األسري فرع حديث يسعى إلى دراسة التوافق األسري والمشكالت الخاصة
باألسرة.
وللقيام بذلك فإن الباحثين في ذلك المجال يستخدمون نفس األساليب واألدوات والطرق العلمية
المستخدمة في أغلب فروع علم النفس األخر لجمع البيانات بطريقة بطريقة منظمة وفيما يلي
بعض األساليب التي تستخدم بصورة واسعة لجمع البيانات هي:
* االستبيان
* المقابلة وتنقسم إلى قسمين
أ -المقابلة المباشرة.
ب -المقابلة الغير مباشرة.
*قياس العالقات االجتماعية(السوسيوجرام).
-1الزواج األحادي ; Monogamy marriageاتفق معظم العلماء أن هذا الشكل ظهر على مسرح
الحياة االجتماعية منذ القدم ،وقد أطلقوا عليه الزواج الثنائي ،وكان هذا النظام في الماضي،
وبالشكل الذي نراه في مجتمعاتنا اليوم عبارة عن زواج رجل واحد من امرأة واحدة حيث يشكل
الزوجان ما يعرف باألسرة النووية ،وهما يعيشان تحت سقف بيت واحد.
وعلى الرغم من أن هذا الشكل من الزواج هو السائد في اغلب المجتمعات إال أننا نجد بين بعض
المجمعات الهندية الزواج الثنائي بين رجل واحد من رجل آخر.
ومن يتأمل في هذا الشكل من الزواج يجد أن هناك الكثير من المجتمعات التي مارست وتمارس هذا
النوع من الزواج ،وال كن هذا ال يعني أن الزواج مرة واحدة في العمر في بعض األحيان يمكن أن
يتزوج أكثر من مرة كما في حالة الطالق أو الوفاة بين الزوجين.
وفي الكويت على الرغم من أن الشريعة اإلسالمية تسمح بتعدد الزوجات إال أن الزواج األحادي هو
النوع السائد واألكثر انتشارا.
-2الزاج التعددي : polygamy marriageلقد عرفت المجتمعات البشرية الزواج التعددي الذي
كان منتشرا منذ القدم في المجتمعات القديمة ،حتى يومنا الحاضر.
ولقد عرفت المجتمعات البشرية هذا النوع من الزواج منذ القدم ،فقد مارسه كل من الفرس والروم
والمجتمع الجاهلي وشعوب الهند والصين واليهود ...حيث كان من حق الرجل عندهم أن يتزوج من
النساء ما يشاء ،ومن دون تحديد العدد ،وذلك بهدف قضاء حاجاتهم وشهواتهم الجنسية ،بالرغم من
اختالف العادات والتقاليد والظروف االجتماعية واالقتصادية فيما بينهم.
ولما جاء اإلسالم لم يلغي هذا النظام ،إنما حدد عدد الزوجات بأربع فقط حيث نظام تعدد الزوجات
مباح شرعا ال كن بشرط العدل بينهن فمن ال يتأكد قدرته على العدل عليه أن يتزوج بواحدة فقط
كما قال اهلل تعالى( :فإن خفتم أال تعدلوا فواحدة).
وقد استهدف اإلسالم من إباحة التعدد توسيع فرصة المصاهرة ،ورعاية فطرة الرجل وحاجاته
الجنسية حيث ال تستطيع المرأة تلبيتها في ظروف الحمل والوضع والحيض ...وكذلك يبرر علماء
االجتماع وعلماء النفس التعدد أيضا عندما تصاب الزوجة بمرض مزمن أو عقيما وذهب آخرون إلى
أن عدد الرجال في العصر الحديث اقل من عدد النساء.
أما في مساوئ التعدد ،فانه غالبا ما ينشأ بين الزوجات عداء وتناحر يؤدي إلى كثير من المشكالت
األسرية مثل الطالق من مساوئ التعدد فهو عبء اقتصادي على الرجل .وغالبا ما يكون األوالد هم
الضحايا في كثير من األمور.
ب -تعدد األزواج polyandry :كان ومازال نضام تعدد األزواج أمرا موجودا في بعض أنحاء
العالم ،مثل بعض مناطق افريقيا واإلسكيمو والهند .ولقد ظهر نظام تعدد األزواج إلى جانب نظام
الزوجة الواحدة ،وتعدد الزوجات في بعض هذه المجتمعات.
ففي قبائل التودا في الهند عندما تتزوج امرأة من رجل ،فإنها تكون زوجة إلخوته في الوقت نفسه،
أما في بعض قبائل افر يقيا ،فإن من حق المرأة أن تقترن بأي رجل غيره ،حين يتزوج كابن عمه،
أو ابن خاله حتى والده.
أما في الدول اإلسالمية فقد حرم اإلنسان زواج المرأة من عدة رجال ،ذلك ألن المساواة بين الرجل
والمرأة في موضوع التعدد أمر مستحيل ،حيث يضيع نسب المولود إلى أي شخص معين.
ج -الزواج الجمعي : group marriageلعل من األشياء الطريفة التي نشاهدها بين القبائل ما
يعرف بالزواج الجمعي الذي ال نعرفه في مجتمعاتنا العربية واإلسالمية ،ويعني هذا النوع من الزواج
أن يتزوج مجموعة من الرجال بمجموعة من النساء ،ويحق لكل رجل من الجماعة ممارسة الجنس
مع أي امرأة منهن.
وإ ذا كان الغربيون واليهود يشنون حمالت قاسية ضد المسلمين بسبب تعدد الزوجات فإذا يقول هؤالء
عن الزواج الجمعي الذي يقال إن اليهود هم أول من مارسوا هذا النوع من الزواج ،وكذلك تمارسه
اليوم بعض الجماعات في أمريكا .بالرغم من عدم مشروعيته خاصة إذا وضعنا في االعتبار أن
الزواج الجمعي معقد ويود المشكالت ،وطبيعي أن تظهر السيطرة لألقوى ،والغيرة الحساسية بين
اإلخوة في الميراث وقتل الشخصية الفردية.وقد قام كل من الري وكونستنين ،بدراسة عن الزواج
الجمعي في أمريكا ،حيث ركزوا على عشر زوجات معظمها ال يقل عن أربعة أشخاص ،وقد تبين
من نتائج الدراسة أن آلية معيشية هذه الزيجات معقد للغاية ،من حيث المسائل المالية والقرارات،
الطعام ،اإلنجاب والصراعات الشخصية.
األسرة النووية nuchear family :األسرة النووية بنية مكونة من الرجل والمرأة وأطفال أ-
غير المتزوجين ،والذين يعيشون في بيت واحد.
يعد هذا النمط نواة المجتمع الحالي ،وهو أصغر وحدة اجتماعية متعارف عليها .ويشير
فاروق أمين ( )1983إلى أن األسرة النووية هي ،أساسا سمة تميز المجتمعات الصناعية،
حيث يستقل األفراد اقتصاديا عن أسرهم ،ويكون لهم دخل خاص بهم ،مما يدفعهم إلى تكوين
أسر خاصة بهم بعد الزواج كما أنه يمكن تناول بنية األسرة النووية في عدة نقاط:
تعاون الزوجين بعضهما مع بعض سواء في دفع المصروفات المادية ،أو في تربية -1
األطفال أو في القيام باألعباء المنزلية ،وقد ال يحصل هذا كثير من األسر النووية ،إال أن
االتجاه سائر نحو هذا الطريق خاصة عندما يكون الزوجان متعلمين.
انتشار الروح الديمقراطية في األسرة ومصارحة الزوجين بعضهما بعضا واشتراكهما -2
معا في تناول ما يتعرضون له من مشكالت ،أو قضاياهم األسرة ككل .وخاصة عندما
تكون الزوجة عاملة وتشارك زوجها في ميزانية األسرة حيث تتحول في نظر الزوج من
زوجة مستهلكة فقط إلى زوجة مشاركة له في المسؤوليات.
إن عالقات القرابة بين الزوجين وبين أسرتها األصليتين تقل وتتعرض للتفكك ،خاصة أن -3
بعد المنزل يلعب دورا في ذلك وبالمقابل فإن العالقات مع الجيران وأصدقاء العمل تزداد
قوة وحتى عندما تنشأ هذه األسرة عالقة لها مع أسرة تربطها بها صالت قرابة ،فإننا
نالحظ أن تلك العالقات لم يعد لها طابع شكلي(أي ألنها من العائلة) .بل أخذت تكتسب
مع الزمن الطابع االنتقائي ويتضح في هذا المجال أن العالقات والروابط العائلية .تفقد في
هذه الحالة طابعها اإللزامي كضرورة (صلة الرحم).
يزداد اعتماد األسرة على األجهزة الحديثة المساعدة في أعمال البيت خاصة إذا كانت -4
الزوجة عاملة ،حيث إنها تضطر أيضا إلى أخذ أطفالها إلى الحضانة ،أو روضة
األطفال(أو تركهم عند جدتهم) ومن المؤسف له أن الكثير من هذه األسر أخذة في
االستعانة بما يسمى ب(المربية األجنبية) التي تترك أثارا سلبية على تنشئة األطفال.
تميل األسر النووية إلى التقليل من الوالدات ،وذلك ألن وقت الزوجين المحدود ودرجة -5
تعليمهما ،تدفعهما إلى التقليل من الوالدات ،واالهتمام بنوعية األوالد وليس بعددهم.
األسرة الممتدة: ب-
وهي تركيبة اجتماعية مكون من عائلتين أو أكثر يقيمون جميعا في بيت واحد ،وغالبا ما يكونون
على صلة قرابة ببعضهم وغالبا ما يجمع بينهم عمل معين كما في المجتمعات الزراعية التي تقوم
باإلنتاج الزراعي وتبقى األسرة في هذا النمط على االتصال بين األجيال ،وتسمى أسرة النواة
المتصلة.
وفي الماضي كانت األسرة الممتدة قد شكلت النمط السائد في المجتمع قبل اكتشاف النفط .فنحن
جميعا نتذكر تلك األيام الجميلة في األسرة الممتدة.
وفي دراسة للدكتور فهد الثاقب -موقف الكويتي من حجم العائلة وبنيتها – تبين من خالل عدد من
األسئلة ،بعضها يتعلق فيما إذا كانوا يفصلون األسرة النواة أو األسرة الممتدة .ومن خالل تحليل
اإلجابات تبين أن العائلة( %71،2تفضل األسرة نواة ،بينما نجد أن %28،4فقط ممن حبذوا اإلقامة
في أسرة ممتدة).
ويرى رواد هذه النظرية أن لكل شيء في النظام فائدة فهي ،إن لم تكن ذات فائدة اقتصادية فهي ذات
فائدة اجتماعية .وبذلك يشير البناء االجتماعي لألسرة إلى الطريقة التي تنظم بها الوحدات االجتماعية
والعالقات المتبادلة بين األجزاء والعناصر المختلفة(.الخولي .)119 ،وتنظر هذه النظرية إلى األسرة
بوصفها مجتمعا صغيرا أو وحدة في مجتمع كبير ،أو الوحدة الكبيرة.
ومن أشهر رواد هذه النظرية هم :بارسونز – مرتون – سروكن – ليفي ...ويرى بارسونز أن
األسرة بوصفها وحدة بنائية هي الوحيدة التي تستطيع القيام بمهمة إعداد الصغار وتنشئتهم بغرس
القيم والمعتقدات وجمع الرموز الثقافية والمبادئ االجتماعية.
ومفهوم النظام االجتماعي يتمركز حول مفهوم التكامل والتكافل فهو يرى أن النظام يتألف من أقسام
الواحدة منه معتمدة على اآلخرين في ترابطها ووظائفها ،وتكامل النظام يعني تنسيق وارتباط هذه
األنظمة الفرعية بعضها ببعض ،لكي تكون وظيفة النظام العام الرئيسة المتكاملة ،ولكي تعطي شكال
عاما للنظام ،كما يرى بارسونز أن تكوين الفرد اجتماعيا من خالل معايشته ألنماط اجتماعية وثقافية
يعكس مقومات ذلك النظام.
ويرى بارسونز أن على النسق االجتماعي مواجهة أربع مشكالت أساسية هي:
التكيف. أ-
تحقيق الهدف. ب-
التكامل. ت-
خفض التوتر. ث-
يشير (التكيف) إلى ضرورة تكيف األسرة أو تالؤمها مع البيئة االجتماعية والطبيعية ،التي تعيش فيها
فالتبادل بين األسرة والناحية االقتصادية يكون عن طريق التحاق فرد أو أكثر من أفراد األسرة للعمل
مقابل الحصول على أجر وبالتالي فإن األسرة تواجه مشكلة التكيف لمقابلة الظروف االقتصادية عن
طريق تهيئة ظروف العمل الجيد واإلجازات والمكافآت وما شابه ذلك.
أما (تحقيق الهدف) فيشير إلى الفهم األساسي والموافقة على أهداف األسرة ككل .فجميع األنساق
االجتماعية بما فيها األسرة في حاجة إلى سبب للوجود ،وهذا يعني أن هناك أهدافا يريد األفراد
تحقيقها ،تشترك فيها األسرة مع مع أنساق المجتمع المختلفة.
ويشير (التكامل) إلى العالقة بين الوحدات أو األجزاء داخل النسق ،ومن هذه الزاوية ينظر إلى
المجتمع المحلي بوصفه نسقا فرعيا من المجتمع الكبير.
كذلك يبدو التأثير المتبادل بين األسرة النواة ،أو االجتماعية أو الدينية.
وتتركز مشكل خفض التوتر على أن الفرد يعاني من صراع الدور في األسرة من خالل مواجهة
المتطلبات المختلفة إال أن األسرة تمتص التوتر ،وتعطي الوقت وتمنح االهتمام من داخل عملية
التنشئة االجتماعية.
وعلى ذلك تصبح األسرة أصغر وحدة اجتماعية مسؤلة عن المحافظة على نسق القيم الذي يحدد عن
طريق الدين واألنساق التربوية وبالتالي يتحكم في تحديد أنماط السلوك المرغوبة أو المطلوبة.
تعد نظرية نمو أو تطور األسرة من النظريات الحديثة ،التي ظهرت في السنوات األخيرة منذ عام
.1930
ينصب التركيز األساسي على أهمية المراحل المختلفة ،التي تمر بها دورة حياة األسرة ،واالهتمام
بعامل الزمن كبعد مهم في التفاعل الزوجي ،نستخدم هذه النظرية عدة افتراضات أساسية:
-1أن األسرة المقصودة بالدراسة ،في هذا المدخل ،أسرة زواجية مع وجود أطفال لألسرة سواء بالميالد
أو التبني.
-2أن األسرة واألفراد يتغيرون وينمون بطرق مختلفة ،تبعا لعملية المعيشة ،ووفقا للمؤثرات والوسط
االجتماعي.
-3أن التركيز األساسي يكون على األفراد من خالل أسرهم على الرغم من أهمية النسق األسري ككل،
بما يفرضه من ضغوط معينة على أفراده.
-4كل أسرة تعد وحدة فريدة من حيث تركيبها العمري واألدوار وتوقعاتها المتبادلة .حيث يتغير الوقت،
وفقا لتغير التكوين العمري ألعضائه.
ولقد قسم كيرك باتريك مراحل دورة حياة األشرة في التنسيق التعليمي إلى:
* أسرة ما قبل المدرسة.
* أسرة المدرسة االبتدائية.
* أسرة المدرسة الثانوية.
* أسرة البالغين.
ولقد قدمت إيفلين دوفال الجدول التالي لواجبات األسرة المتطورة من خالل دورة حياتها.
-1المتطلبات لبيولوجية.
-2المتطلبات االجتماعية والدينية.
-3المطامع الشخصية والنفسية
وبين الجدول التالي واجبات األسرة المتطورة أو النامية من خالل دورة حياتها كما قدمتها إيفلين
دوفال:
المراحل الحاسمة في األعباء النامية لألسرة خالل المكانة في األسرة مراحل دورة حياة األسرة
دورة حياتها.
-لكن هذه المراحل التي قدمتها (دوفال) ليست نهائية ،وال تصدق على جميع الحاالت ،وإ نما تصلح
كمصنف للدراسة والتحليل .والحقيقة أن دورة حياة األسرة متصلة ،وكل مرحلة منها ليس لها بداية
وال نهاية بصورة محددة قاطعة .وعموما ،وعموما يؤكد معظم الكتاب في هذا المجال أن النظرية
التنموية هي في ذاتها في حالة فهو ،وأنها ستتغير بمرور الوقت كما أنها تشارك المدخل البنائي
الوظيفي فكرته األساسية ،في أن هناك متطلبات (أعماال) معينة توصف بأنها جوهرية ال بد أن تتوفر
من أجل وجود األسرة وبقائها واستمرارها ،وأن التغير في أي جزء من أجزاء النسق يؤدي إلى تغير
األخر .إال أن الميزة الوحيدة التي تنفرد بها هذه النظرية هي محاولتها التمسك ببعد الزمن عن طريق
استخدامها مفهومات ،مثل :تسلسل الدور.