You are on page 1of 18

‫اللقب واالسم‪:‬د‪.‬عطاب حميمي‪.

‬‬
‫السنة‪ :‬األولى ماستر‪.‬‬
‫التخصص‪ :‬علم النفس المدرسي‪.‬‬
‫المقياس‪ :‬علم النفس األسرة‪.‬‬

‫ملخص المحاضرة األولى‪:‬‬

‫الموضوع‪ :‬لمحة تاريخية عن علم النفس األسري‪.‬‬

‫إذا تتبعنا تاريخ مراحل التطور التي مرت بها دراسة األسرة نجد أن هناك عدة فترات تاريخية هي‪:‬‬

‫‪-1‬المرحلة األولى‪ :‬إن المجتمعات القديمة البدائية اعتمدت في معيشتها على الحياة البسيطة من الصيد‬
‫والزراعة وهي المرحلة التي تسمى بالمرحلة القديمة أو البدائية‪.‬‬

‫ويشير أحمد الخشاب (‪ )1977‬إلى أن نطاق األسرة في المجتمعات القديمة أخذ يضيق عما كان عليه‬
‫في المجتمعات القديمة‪ ،‬وأصبحوا يعتقدون بانحدارهم من عصبيات وأجداد وأصول معروفة تاريخيا‪.‬‬
‫وكان رب األسرة في هذه المجتمعات هو الذي يحدد نطاقها‪ ،‬ويعطي له المجتمع مطلق السلطة في‬
‫ذلك‪.‬‬

‫وفي الجاهلية انتشرت ظاهرة وأد البنات بين قبائل العرب‪ ،‬وجاء اإلسالم بعد ذلك وحارب هذه‬
‫التقاليد بقوله تعالى ‪ ":‬أدعوهم آلبائهم هو أقسط عند اهلل فإن لم تعلموا أبائهم فإخوانكم في الدين‬
‫ومواليكم" سورة األحزاب أية(‪.)5‬‬

‫‪ -2‬المرحلة الثانية‪ :‬وقد تسمى بالمرحلة الفلسفية‪ ،‬ومن أوائل الفالسفة الذين تعرضوا لألسرة الفيلسوف‬
‫كونفوشيوس ‪ ،‬الذي قام بعمل أول بحث عن أهمية األسرة في نظام االجتماعي‪ ،‬حيث قال ‪( :‬المجتمع‬
‫الفاضل يعتمد أساسا على األسرة‪ ،‬واألسرة يمكن أن تستقر إذا ما أصلح الفرد نفسه)‪.‬‬
‫من الذين تحدثوا عن األسرة أيضا في هذه المرحلة أفالطون‪ ،‬حيث حاول أن يضع نظام لألسرة من‬
‫خالل الجمهورية الفاضلة‪ ،‬وشرح النظام االجتماعي المثالي لألسرة قبل ألفي سنة تقريبا‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫جاء أرسطو الذي دعا إلى ضرورة المحافظة على كيان األسرة‪ .‬وبين أن األسرة مكونة من الوالدين‬
‫واألبناء‪ ،‬وفئة أخرى عدهم من ضمن األسرة وهم العبيد‪.‬‬
‫و إذا انتقلنا إلى فالسفة المسلمين‪ ،‬نجد أن هناك الكثير منهم تحدثوا عن األسرة‪ ،‬ومنهم ابن خلدون‪،‬‬
‫الذي حاول أن يهتم بدراسة نظام األسرة والقبيلة‪ ،‬من خالل علم العمران البشري وما يتصل به من‬
‫دراسة العمران البدوي والعمران الحضري‪.‬‬
‫أما الغزالي فقد أشار إلى المسائل االقتصادية والجغرافية واالجتماعية المتعلقة باألسرة‪ ،‬وتحدث عن‬
‫األسرة من خالل اهتمامه بتربية الطفل‪ ،‬وما يتصل بذلك من أسلوب الثواب والعقاب للوالدين في‬
‫األسرة ودورها في عملية التنشئة االجتماعية السليمة لألوالد‪.‬‬
‫‪-3‬المرحلة الثالثة‪ :‬في هذه المرحلة حاول المفكرون من خالل كتاباتهم في األمور المتعلقة بسيكولوجية‬
‫األسرة‪ ،‬اإلسهام في تناول المشكالت األسرية‪ ،‬مستخدمين أساليب ومناهج البحث العلمي في تحديد‬
‫مجال هذا العلم وقد امتدت هذه المرحلة منذ نهاية القرن التاسع حتى اآلن‪ ،‬حيث ساهم علماء‬
‫االجتماع واالنتروبولوجيا وعلماء النفس في زيادة الفهم للسياق النفسي واالجتماعي داخل األسرة‪.‬‬
‫ومن الذين تحدثوا عن األسرة في القرن التاسع عشر‪ ،‬سبنسر‪ ،‬حيث أوضح في كتابه "الفلسفة‬
‫التركيبية"‪ ،‬انتقال وظائف األسرة إلى هيئات اجتماعية مختلفة‪ ،‬وصار لكل فرد في األسرة وظيفة‬
‫ومركز اجتماعي في حين في السابق يعد األب هو القاضي والحاكم والمدير االقتصادي لألسرة‪ .‬أما‬
‫أوجست كونت فقد تناول دراسة األسرة ونادى بتكوين جيد‪ ،‬أن األسرة تمثل أبسط أشكال التجمعات‬
‫التي وجدت في المجتمع‪ .‬واألسرة اإلنسانية جماعة تقوم على القرابة والنسب بين أفراد عاشوا مع‬
‫بعضهم في منطقة واحدة منذ والدتهم‪.‬‬
‫وفي بداية القرن العشرين‪ ،‬جاء جورج هاربرت ميد‪ ،‬الذي تحدث عن األسرة في نظريته في الفاعل‬
‫الرمزي من خالل الدور الذي يلعبه األب في األشرة‪ ،‬عن طريق تفاعله مع اآلخرين في األسرة‬
‫والعالقات الشخصية بين الزوج والزوجة واألوالد‪.‬‬

‫اللقب واالسم‪:‬د‪.‬عطاب حميمي‪.‬‬


‫السنة‪ :‬األولى ماستر‪.‬‬
‫التخصص‪ :‬علم النفس المدرسي‪.‬‬
‫المقياس‪ :‬علم النفس األسرة‪.‬‬

‫ملخص المحاضرة الثانية‪:‬‬

‫الموضوع‪ :‬أهمية األسرة في حياة أعضائها‪.‬‬

‫يتفق الباحثون في مجال دراسة العالقات األسرية على أهمية األسرة‪ ،‬فهي نظام اجتماعي له تقاليده‬
‫الخاصة به‪ ،‬وله نفعه بالنسبة للمجتمع الكلي‪ ،‬وبالنسبة للفرد‪ .‬وذلك ألن الفرد في األسرة له حاجاته‬
‫الخاصة مثل التعبير عن نفسه‪ ،‬فاألسرة كجماعة وظيفية تزود أعضاءها بكثير من اإلشاعات‬
‫األساسية‪ ،‬ومن بينها توفير مسالك الحب بين الزوجين‪ ،‬وبين اآلباء واألبناء‪.‬‬

‫ويشير حامد الفقي‪ -1984-‬إلى أن العالقات األسرية حفلت بالكثير من اهتمام الباحثين والدارسين‬
‫وتنوعت أهداف تلك الدراسات‪ ،‬وتناولت في المقام األول أهمية وجود العالقة الدافئة الصحية‪،‬‬
‫وضرورتها لنمو شخصية أفراد األسرة‪ ،‬وتناولت أثر تلك العالقات في كل مظهر من مظاهر النمو‬
‫للفرد‪ ،‬وطبيعة العالقة خالل مراحل النمو المختلفة والعوامل اإليجابية والسلبية التي تؤثر فيها‪.‬‬

‫وتكاد تنحصر أهم أسباب الدراسات األسرية فيما يلي‪:‬‬

‫ما أكدته الدراسات من تأثير العالقة بين األبوين واألطفال في نمو شخصياتهم وفي مظاهر‬ ‫‪-1‬‬
‫النمو العقلي واللغوي واالجتماعي واالنفعالي لديهم‪.‬‬
‫ما أكدته أراء التحليلين القدامى والجدد وغيرهم من تأثير الخبرات المبكرة في سالمة‬ ‫‪-2‬‬
‫الشخصية وفي الصحة النفسية في المستقبل‪.‬‬
‫وجود النظرة التقليدية إلى تأثير الوراثة األسرية‪ ،‬وتأثير اتجاهات األسرة وأساليبها في‬ ‫‪-3‬‬
‫التنشئة االجتماعية‪ ،‬ومستواها االجتماعي واالقتصادي في ذكاء األطفال وإ مكاناتهم العقلية‬
‫والجسمية والنفسية وعالقاتهم االجتماعية‪.‬‬
‫ما كشفت عنه دراسات الصحة النفسية من وجود عالقة بين أنماط التفاعل األسري والعالقات‬ ‫‪-4‬‬
‫األسرية‪ ،‬وبين ما يصاب به األبناء من اضطرابات نفسية أو ما يتعرضون له من انحرافات‬
‫سلوكية‪.‬‬
‫‪ -‬ويقرر علماء التحليل النفسي في هذا الصدد أن عملية تكوين الذات األولى أو أالنا(‬
‫‪ )Ego‬تسير في خط متواز مع العالقة باألم‪ ،‬فتحقق نوعا أو درجة من الوعي العقلي أو‬
‫االنفعالي المبدأ باالستقالل عن باالستقالل عن األم‪ ،‬أو باالنفصال البدني عنها ويعد أساسا‬
‫لنمو الذات‪ ،‬ولذا فإنه من الضروري تشجيع النشاط الحركي المستقل للطفل وتشجيع النشاط‬
‫الذاتي األكثر تعقيدا مثل االستكشاف واالستطالع في جوانب البيئة من حوله‪ ،‬حتى يتم‬
‫االنفصال الذاتي أو تتضح الذات لدى الطفل بالتدريج‪ ،‬فالعصاب ألطفلي مثال ( ‪infantile‬‬
‫‪ )neurasis‬قد يكون نتيجة لما تتعرض له عالقة الطفل الصغير بأمه من إعاقة أو اضطراب‬
‫خالل مراحل تكوين الذات ونموه‪ .‬وفي حاالت كثيرة يشد اضطراب العالقة بين الصغير‬
‫واألم فتشتد اإلعاقة وتصل إلى مرحلة الذهان ألطفلي‪.‬‬
‫وتعد اللحظات التي ينفصل فيها الطفل عن مالصقة صدر األم أو يستقل فيها بالحركة‬
‫والنشاط على بعد منها ضرورية لنمو الذات‪ ،‬فالفترة التي يتم فيها بالتدرج تكوين الذات أو‬
‫والدة الذات ونمو االستقالل الذاتي في العامين األول والثاني من عمر الطفل من أخطر‬
‫المراحل التي تمر بها العالقة النفسية بين الطفل واألم‪.‬‬
‫ويهدف علم النفس األسري إلى معاونة األسرة على إنجاز وظائفها المتعددة بصفة خاصة‪،‬‬
‫الزواج السعيد واإلنجاب‪ ،‬وتحقق المطالب المادية الضرورية النفسية ألفرادها صغارا‬
‫وراشدين‪ ،‬وإ عدادهم لما يجابههم على طريق الحياة من مآسي أو أزمات بسيطة أو شديدة‪،‬‬
‫ولتكوين العالقات الحسنة مع اآلخرين‪ .‬والمساهمة في زيادة اإلنتاج القومي ورفاهية البشرية‪.‬‬
‫* كما يهدف علم النفس األسري إلى‪:‬‬
‫‪ -‬ترشيد دور األسرة في االلتزام بأساسيات حياتية معينة مثل الوالدة‪ ،‬والتنشئة الدينية‬
‫واالجتماعية للطفل‪ ،‬وتعلم الفرد (عضو األسرة) وتخرجه‪ ،‬وأمور الزواج والعمل والتقاعد‬
‫والوفاة‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين اتجاه المساندة لمن يكون ضعيفا بين أفراد األسرة أو ناقص النضج‪ ،‬أو مريضا‪ ،‬أو‬
‫مصابا بإعاقة جسمية أو عقلية أو متقاعدا‪.‬‬
‫‪ -‬معاونة الزوجين على إدراك الصلة األسرية‪ ،‬وعلى تخطيط البيئة األسرة وتنظيمها‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية أسلوب تعامل كل من أفراد األسرة مع اآلخر‪.‬‬
‫‪ -‬معاونة األسرة بأسرها على مجابهة األزمات والصعوبات والتعامل معها بصورة واقعية‪،‬‬
‫وهذا يؤدي إلى تقليل حاالت التفكك األسري والطالق‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية روح االلتزام والمسؤولية واالستعداد للتضحية بالنفس في سبيل األسرة‪.‬‬

‫اللقب واالسم‪:‬د‪.‬عطاب حميمي‪.‬‬


‫السنة‪ :‬األولى ماستر‪.‬‬
‫التخصص‪ :‬علم النفس المدرسي‪.‬‬
‫المقياس‪ :‬علم النفس األسرة‪.‬‬
‫ملخص المحاضرة الثالثة‪:‬‬

‫الموضوع‪:‬خصائص األسرة‪.‬‬

‫من التعريفات السابقة لألسرة يمكننا استنتاج الخصائص اآلتية لألسرة‪:‬‬

‫األسرة جماعة اجتماعية دائمة تتكون من أشخاص لهم رابطة تاريخية وتربطهم ببعض صلة‬ ‫‪-1‬‬
‫الزواج‪ ،‬الدم‪ ،‬والتبني( أي الوالدين واألبناء)‪.‬‬
‫إن أفراد األسرة عادة يقيمون في مسكن واحد‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫األسرة هي المؤسسة األولى التي تقوم بوظيفة التنشئة االجتماعية للطفل الذي يتعلم من‬ ‫‪-3‬‬
‫األسرة كثيرا من العمليات الخاصة بحياته‪ ،‬مثل المهارات الخاصة باألكل واللبس والنوم‪.‬‬
‫لألسرة نظام اقتصادي خاص من حيث االستهالك وإ نتاج األفراد‪ ،‬لتأمين وسائل المعيشية‬ ‫‪-4‬‬
‫للمستقبل القريب ألفراد األسرة‪.‬‬
‫األسرة هي المؤسسة والخلية االجتماعية األولى في بناء المجتمع وهي الحجر األساسي في‬ ‫‪-5‬‬
‫استقرار الحياة االجتماعية الذي يستند عليه الكيان االجتماعي‪.‬‬
‫األسرة وحدة للتفاعل االجتماعي المتبادل بين أفراد األسرة الذين يقومون بتأدية األدوار‬ ‫‪-6‬‬
‫والواجبات المتبادلة بين عناصر األسرة‪ ،‬بهدف اشباع الحاجات االجتماعية والنفسية‬
‫واالقتصادية ألفرادها‪.‬‬
‫األسرة بوصفها نظاما للتفاعل االجتماعي تؤثر وتتأثر بالمعايير والقيم والعادات االجتماعية‬ ‫‪-7‬‬
‫والثقافية داخل المجتمع‪ ،‬وبالتالي يشترك أعضاء العائلة في ثقافة واحدة‪.‬‬
‫طرق البحث في علم النفس األسري وأساليبه‪:‬‬
‫إن علم النفس األسري فرع حديث يسعى إلى دراسة التوافق األسري والمشكالت الخاصة‬
‫باألسرة‪.‬‬
‫وللقيام بذلك فإن الباحثين في ذلك المجال يستخدمون نفس األساليب واألدوات والطرق العلمية‬
‫المستخدمة في أغلب فروع علم النفس األخر لجمع البيانات بطريقة بطريقة منظمة وفيما يلي‬
‫بعض األساليب التي تستخدم بصورة واسعة لجمع البيانات هي‪:‬‬
‫* االستبيان‬
‫* المقابلة وتنقسم إلى قسمين‬
‫أ‪ -‬المقابلة المباشرة‪.‬‬
‫ب‪ -‬المقابلة الغير مباشرة‪.‬‬
‫*قياس العالقات االجتماعية(السوسيوجرام)‪.‬‬

‫اللقب واالسم‪:‬د‪.‬عطاب حميمي‪.‬‬


‫السنة‪ :‬األولى ماستر‪.‬‬
‫التخصص‪ :‬علم النفس المدرسي‪.‬‬
‫المقياس‪ :‬علم النفس األسرة‪.‬‬

‫ملخص المحاضرة الرابعة‪:‬‬

‫الموضوع‪:‬أشكال األسرة (أسرة نووية وأسرة ممتدة)‪.‬‬


‫إن دراسة أشكال األسرة دراسة علمية ليست بالسهولة التي يتصورها البعض‪ ،‬وربما كانت صعوبة‬
‫الدراسة العلمية ألشكال األسرة والنظم العائلية راجعة إلى األشكال العديدة للزواج التي شاهدتها‬
‫المجتمعات البشرية التي منها‪:‬‬

‫‪-1‬الزواج األحادي ‪; Monogamy marriage‬اتفق معظم العلماء أن هذا الشكل ظهر على مسرح‬
‫الحياة االجتماعية منذ القدم‪ ،‬وقد أطلقوا عليه الزواج الثنائي‪ ،‬وكان هذا النظام في الماضي‪،‬‬
‫وبالشكل الذي نراه في مجتمعاتنا اليوم عبارة عن زواج رجل واحد من امرأة واحدة حيث يشكل‬
‫الزوجان ما يعرف باألسرة النووية‪ ،‬وهما يعيشان تحت سقف بيت واحد‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن هذا الشكل من الزواج هو السائد في اغلب المجتمعات إال أننا نجد بين بعض‬
‫المجمعات الهندية الزواج الثنائي بين رجل واحد من رجل آخر‪.‬‬

‫ومن يتأمل في هذا الشكل من الزواج يجد أن هناك الكثير من المجتمعات التي مارست وتمارس هذا‬
‫النوع من الزواج‪ ،‬وال كن هذا ال يعني أن الزواج مرة واحدة في العمر في بعض األحيان يمكن أن‬
‫يتزوج أكثر من مرة كما في حالة الطالق أو الوفاة بين الزوجين‪.‬‬

‫وفي الكويت على الرغم من أن الشريعة اإلسالمية تسمح بتعدد الزوجات إال أن الزواج األحادي هو‬
‫النوع السائد واألكثر انتشارا‪.‬‬

‫‪-2‬الزاج التعددي ‪: polygamy marriage‬لقد عرفت المجتمعات البشرية الزواج التعددي الذي‬
‫كان منتشرا منذ القدم في المجتمعات القديمة‪ ،‬حتى يومنا الحاضر‪.‬‬

‫هناك أنواع عديدة من هذا الشكل من الزواج مثل‪:‬‬

‫ا‪-‬تعدد الزوجات (‪)polygamy‬‬

‫ب‪-‬تعدد األزواج (‪)polyandry‬‬

‫^ج‪-‬الزواج الجمعي (‪)group marriage‬‬


‫ا‪-‬تعدد الزوجات‪ :‬يشير مصطلح ‪ polygamy‬ا الى التعدد حيث الكلمة مؤلفة من مقطعين (‪)poly‬‬
‫ومعناه الكثرة (‪ )gamy‬ومعناه الزواج‪.‬‬

‫ولقد عرفت المجتمعات البشرية هذا النوع من الزواج منذ القدم‪ ،‬فقد مارسه كل من الفرس والروم‬
‫والمجتمع الجاهلي وشعوب الهند والصين واليهود ‪ ...‬حيث كان من حق الرجل عندهم أن يتزوج من‬
‫النساء ما يشاء‪ ،‬ومن دون تحديد العدد‪ ،‬وذلك بهدف قضاء حاجاتهم وشهواتهم الجنسية‪ ،‬بالرغم من‬
‫اختالف العادات والتقاليد والظروف االجتماعية واالقتصادية فيما بينهم‪.‬‬

‫ولما جاء اإلسالم لم يلغي هذا النظام‪ ،‬إنما حدد عدد الزوجات بأربع فقط حيث نظام تعدد الزوجات‬
‫مباح شرعا ال كن بشرط العدل بينهن فمن ال يتأكد قدرته على العدل عليه أن يتزوج بواحدة فقط‬
‫كما قال اهلل تعالى‪( :‬فإن خفتم أال تعدلوا فواحدة)‪.‬‬

‫وقد استهدف اإلسالم من إباحة التعدد توسيع فرصة المصاهرة‪ ،‬ورعاية فطرة الرجل وحاجاته‬
‫الجنسية حيث ال تستطيع المرأة تلبيتها في ظروف الحمل والوضع والحيض ‪ ...‬وكذلك يبرر علماء‬
‫االجتماع وعلماء النفس التعدد أيضا عندما تصاب الزوجة بمرض مزمن أو عقيما وذهب آخرون إلى‬
‫أن عدد الرجال في العصر الحديث اقل من عدد النساء‪.‬‬

‫أما في مساوئ التعدد‪ ،‬فانه غالبا ما ينشأ بين الزوجات عداء وتناحر يؤدي إلى كثير من المشكالت‬
‫األسرية مثل الطالق من مساوئ التعدد فهو عبء اقتصادي على الرجل‪ .‬وغالبا ما يكون األوالد هم‬
‫الضحايا في كثير من األمور‪.‬‬

‫ب‪ -‬تعدد األزواج ‪ polyandry :‬كان ومازال نضام تعدد األزواج أمرا موجودا في بعض أنحاء‬
‫العالم‪ ،‬مثل بعض مناطق افريقيا واإلسكيمو والهند‪ .‬ولقد ظهر نظام تعدد األزواج إلى جانب نظام‬
‫الزوجة الواحدة‪ ،‬وتعدد الزوجات في بعض هذه المجتمعات‪.‬‬

‫ففي قبائل التودا في الهند عندما تتزوج امرأة من رجل‪ ،‬فإنها تكون زوجة إلخوته في الوقت نفسه‪،‬‬
‫أما في بعض قبائل افر يقيا‪ ،‬فإن من حق المرأة أن تقترن بأي رجل غيره‪ ،‬حين يتزوج كابن عمه‪،‬‬
‫أو ابن خاله حتى والده‪.‬‬
‫أما في الدول اإلسالمية فقد حرم اإلنسان زواج المرأة من عدة رجال‪ ،‬ذلك ألن المساواة بين الرجل‬
‫والمرأة في موضوع التعدد أمر مستحيل‪ ،‬حيث يضيع نسب المولود إلى أي شخص معين‪.‬‬

‫ج‪ -‬الزواج الجمعي ‪ : group marriage‬لعل من األشياء الطريفة التي نشاهدها بين القبائل ما‬
‫يعرف بالزواج الجمعي الذي ال نعرفه في مجتمعاتنا العربية واإلسالمية‪ ،‬ويعني هذا النوع من الزواج‬
‫أن يتزوج مجموعة من الرجال بمجموعة من النساء‪ ،‬ويحق لكل رجل من الجماعة ممارسة الجنس‬
‫مع أي امرأة منهن‪.‬‬

‫وإ ذا كان الغربيون واليهود يشنون حمالت قاسية ضد المسلمين بسبب تعدد الزوجات فإذا يقول هؤالء‬
‫عن الزواج الجمعي الذي يقال إن اليهود هم أول من مارسوا هذا النوع من الزواج‪ ،‬وكذلك تمارسه‬
‫اليوم بعض الجماعات في أمريكا‪ .‬بالرغم من عدم مشروعيته خاصة إذا وضعنا في االعتبار أن‬
‫الزواج الجمعي معقد ويود المشكالت‪ ،‬وطبيعي أن تظهر السيطرة لألقوى‪ ،‬والغيرة الحساسية بين‬
‫اإلخوة في الميراث وقتل الشخصية الفردية‪.‬وقد قام كل من الري وكونستنين‪ ،‬بدراسة عن الزواج‬
‫الجمعي في أمريكا‪ ،‬حيث ركزوا على عشر زوجات معظمها ال يقل عن أربعة أشخاص‪ ،‬وقد تبين‬
‫من نتائج الدراسة أن آلية معيشية هذه الزيجات معقد للغاية‪ ،‬من حيث المسائل المالية والقرارات‪،‬‬
‫الطعام‪ ،‬اإلنجاب والصراعات الشخصية‪.‬‬

‫اللقب واالسم‪:‬د‪.‬عطاب حميمي‪.‬‬


‫السنة‪ :‬األولى ماستر‪.‬‬
‫التخصص‪ :‬علم النفس المدرسي‪.‬‬
‫المقياس‪ :‬علم النفس األسرة‪.‬‬

‫ملخص المحاضرة الخامسة‪:‬‬

‫الموضوع‪ :‬بنية األسرة‪.‬‬


‫هناك أنواع كثيرة من األسر تختلف بنيتها‪ ،‬وفيما يلي هذه األنواع‪:‬‬

‫األسرة النووية‪ nuchear family :‬األسرة النووية بنية مكونة من الرجل والمرأة وأطفال‬ ‫أ‪-‬‬
‫غير المتزوجين‪ ،‬والذين يعيشون في بيت واحد‪.‬‬
‫يعد هذا النمط نواة المجتمع الحالي‪ ،‬وهو أصغر وحدة اجتماعية متعارف عليها‪ .‬ويشير‬
‫فاروق أمين (‪ )1983‬إلى أن األسرة النووية هي‪ ،‬أساسا سمة تميز المجتمعات الصناعية‪،‬‬
‫حيث يستقل األفراد اقتصاديا عن أسرهم‪ ،‬ويكون لهم دخل خاص بهم‪ ،‬مما يدفعهم إلى تكوين‬
‫أسر خاصة بهم بعد الزواج كما أنه يمكن تناول بنية األسرة النووية في عدة نقاط‪:‬‬
‫تعاون الزوجين بعضهما مع بعض سواء في دفع المصروفات المادية‪ ،‬أو في تربية‬ ‫‪-1‬‬
‫األطفال أو في القيام باألعباء المنزلية‪ ،‬وقد ال يحصل هذا كثير من األسر النووية‪ ،‬إال أن‬
‫االتجاه سائر نحو هذا الطريق خاصة عندما يكون الزوجان متعلمين‪.‬‬
‫انتشار الروح الديمقراطية في األسرة ومصارحة الزوجين بعضهما بعضا واشتراكهما‬ ‫‪-2‬‬
‫معا في تناول ما يتعرضون له من مشكالت‪ ،‬أو قضاياهم األسرة ككل‪ .‬وخاصة عندما‬
‫تكون الزوجة عاملة وتشارك زوجها في ميزانية األسرة حيث تتحول في نظر الزوج من‬
‫زوجة مستهلكة فقط إلى زوجة مشاركة له في المسؤوليات‪.‬‬
‫إن عالقات القرابة بين الزوجين وبين أسرتها األصليتين تقل وتتعرض للتفكك‪ ،‬خاصة أن‬ ‫‪-3‬‬
‫بعد المنزل يلعب دورا في ذلك وبالمقابل فإن العالقات مع الجيران وأصدقاء العمل تزداد‬
‫قوة وحتى عندما تنشأ هذه األسرة عالقة لها مع أسرة تربطها بها صالت قرابة‪ ،‬فإننا‬
‫نالحظ أن تلك العالقات لم يعد لها طابع شكلي(أي ألنها من العائلة)‪ .‬بل أخذت تكتسب‬
‫مع الزمن الطابع االنتقائي ويتضح في هذا المجال أن العالقات والروابط العائلية‪ .‬تفقد في‬
‫هذه الحالة طابعها اإللزامي كضرورة (صلة الرحم)‪.‬‬
‫يزداد اعتماد األسرة على األجهزة الحديثة المساعدة في أعمال البيت خاصة إذا كانت‬ ‫‪-4‬‬
‫الزوجة عاملة‪ ،‬حيث إنها تضطر أيضا إلى أخذ أطفالها إلى الحضانة‪ ،‬أو روضة‬
‫األطفال(أو تركهم عند جدتهم) ومن المؤسف له أن الكثير من هذه األسر أخذة في‬
‫االستعانة بما يسمى ب(المربية األجنبية) التي تترك أثارا سلبية على تنشئة األطفال‪.‬‬
‫تميل األسر النووية إلى التقليل من الوالدات‪ ،‬وذلك ألن وقت الزوجين المحدود ودرجة‬ ‫‪-5‬‬
‫تعليمهما‪ ،‬تدفعهما إلى التقليل من الوالدات‪ ،‬واالهتمام بنوعية األوالد وليس بعددهم‪.‬‬
‫األسرة الممتدة‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫وهي تركيبة اجتماعية مكون من عائلتين أو أكثر يقيمون جميعا في بيت واحد‪ ،‬وغالبا ما يكونون‬
‫على صلة قرابة ببعضهم وغالبا ما يجمع بينهم عمل معين كما في المجتمعات الزراعية التي تقوم‬
‫باإلنتاج الزراعي وتبقى األسرة في هذا النمط على االتصال بين األجيال‪ ،‬وتسمى أسرة النواة‬
‫المتصلة‪.‬‬

‫وفي الماضي كانت األسرة الممتدة قد شكلت النمط السائد في المجتمع قبل اكتشاف النفط‪ .‬فنحن‬
‫جميعا نتذكر تلك األيام الجميلة في األسرة الممتدة‪.‬‬

‫وفي دراسة للدكتور فهد الثاقب‪ -‬موقف الكويتي من حجم العائلة وبنيتها – تبين من خالل عدد من‬
‫األسئلة‪ ،‬بعضها يتعلق فيما إذا كانوا يفصلون األسرة النواة أو األسرة الممتدة‪ .‬ومن خالل تحليل‬
‫اإلجابات تبين أن العائلة(‪ %71،2‬تفضل األسرة نواة‪ ،‬بينما نجد أن ‪ %28،4‬فقط ممن حبذوا اإلقامة‬
‫في أسرة ممتدة)‪.‬‬

‫اللقب واالسم‪:‬د‪.‬عطاب حميمي‪.‬‬


‫السنة‪ :‬األولى ماستر‪.‬‬
‫التخصص‪ :‬علم النفس المدرسي‪.‬‬
‫المقياس‪ :‬علم النفس األسرة‪.‬‬

‫ملخص المحاضرة السادسة‪:‬‬

‫الموضوع‪:‬نظريات في علم النفس األسرية – النظرية البنائية الوظيفية‪-‬‬


‫يمكننا القول أن هذه النظرية استمدت جذورها من نظرية الجشطالت في علم النفس‪ .‬وتدور فكرة هذه‬
‫النظرية حول تكامل األجزاء في كل واحد‪ ،‬بتحليل العالقة بين األجزاء والكل‪ ،‬بمعنى أن كل عنصر‬
‫في المجموعة يساهم في تطور أو صيانة الكل فأصحاب هذه النظرية يرون أن األفراد والجماعات أو‬
‫أي نظام أو نسق اجتماعي يتألف من عدد من األجزاء المرتبطة‪ ،‬وبالتالي فإن كل جزء من أجزاء‬
‫النسق يكون وظيفيا‪ ،‬كجسم اإلنسان‪ ،‬يتكون من مختلف األعضاء ولكل جزء وظيفته‪.‬‬

‫ويرى رواد هذه النظرية أن لكل شيء في النظام فائدة فهي‪ ،‬إن لم تكن ذات فائدة اقتصادية فهي ذات‬
‫فائدة اجتماعية‪ .‬وبذلك يشير البناء االجتماعي لألسرة إلى الطريقة التي تنظم بها الوحدات االجتماعية‬
‫والعالقات المتبادلة بين األجزاء والعناصر المختلفة‪(.‬الخولي‪ .)119 ،‬وتنظر هذه النظرية إلى األسرة‬
‫بوصفها مجتمعا صغيرا أو وحدة في مجتمع كبير‪ ،‬أو الوحدة الكبيرة‪.‬‬

‫ومن أشهر رواد هذه النظرية هم‪ :‬بارسونز – مرتون – سروكن – ليفي‪ ...‬ويرى بارسونز أن‬
‫األسرة بوصفها وحدة بنائية هي الوحيدة التي تستطيع القيام بمهمة إعداد الصغار وتنشئتهم بغرس‬
‫القيم والمعتقدات وجمع الرموز الثقافية والمبادئ االجتماعية‪.‬‬

‫ومفهوم النظام االجتماعي يتمركز حول مفهوم التكامل والتكافل فهو يرى أن النظام يتألف من أقسام‬
‫الواحدة منه معتمدة على اآلخرين في ترابطها ووظائفها‪ ،‬وتكامل النظام يعني تنسيق وارتباط هذه‬
‫األنظمة الفرعية بعضها ببعض‪ ،‬لكي تكون وظيفة النظام العام الرئيسة المتكاملة‪ ،‬ولكي تعطي شكال‬
‫عاما للنظام‪ ،‬كما يرى بارسونز أن تكوين الفرد اجتماعيا من خالل معايشته ألنماط اجتماعية وثقافية‬
‫يعكس مقومات ذلك النظام‪.‬‬

‫ويرى بارسونز أن على النسق االجتماعي مواجهة أربع مشكالت أساسية هي‪:‬‬

‫التكيف‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫تحقيق الهدف‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫التكامل‪.‬‬ ‫ت‪-‬‬
‫خفض التوتر‪.‬‬ ‫ث‪-‬‬
‫يشير (التكيف) إلى ضرورة تكيف األسرة أو تالؤمها مع البيئة االجتماعية والطبيعية‪ ،‬التي تعيش فيها‬
‫فالتبادل بين األسرة والناحية االقتصادية يكون عن طريق التحاق فرد أو أكثر من أفراد األسرة للعمل‬
‫مقابل الحصول على أجر وبالتالي فإن األسرة تواجه مشكلة التكيف لمقابلة الظروف االقتصادية عن‬
‫طريق تهيئة ظروف العمل الجيد واإلجازات والمكافآت وما شابه ذلك‪.‬‬
‫أما (تحقيق الهدف) فيشير إلى الفهم األساسي والموافقة على أهداف األسرة ككل‪ .‬فجميع األنساق‬
‫االجتماعية بما فيها األسرة في حاجة إلى سبب للوجود‪ ،‬وهذا يعني أن هناك أهدافا يريد األفراد‬
‫تحقيقها‪ ،‬تشترك فيها األسرة مع مع أنساق المجتمع المختلفة‪.‬‬
‫ويشير (التكامل) إلى العالقة بين الوحدات أو األجزاء داخل النسق‪ ،‬ومن هذه الزاوية ينظر إلى‬
‫المجتمع المحلي بوصفه نسقا فرعيا من المجتمع الكبير‪.‬‬
‫كذلك يبدو التأثير المتبادل بين األسرة النواة‪ ،‬أو االجتماعية أو الدينية‪.‬‬
‫وتتركز مشكل خفض التوتر على أن الفرد يعاني من صراع الدور في األسرة من خالل مواجهة‬
‫المتطلبات المختلفة إال أن األسرة تمتص التوتر‪ ،‬وتعطي الوقت وتمنح االهتمام من داخل عملية‬
‫التنشئة االجتماعية‪.‬‬
‫وعلى ذلك تصبح األسرة أصغر وحدة اجتماعية مسؤلة عن المحافظة على نسق القيم الذي يحدد عن‬
‫طريق الدين واألنساق التربوية وبالتالي يتحكم في تحديد أنماط السلوك المرغوبة أو المطلوبة‪.‬‬

‫اللقب واالسم‪:‬د‪.‬عطاب حميمي‪.‬‬


‫السنة‪ :‬األولى ماستر‪.‬‬
‫التخصص‪ :‬علم النفس المدرسي‪.‬‬
‫المقياس‪ :‬علم النفس األسرة‪.‬‬

‫ملخص المحاضر السابعة‪:‬‬

‫الموضوع‪:‬نظرية التطور األسري‪.‬‬

‫تعد نظرية نمو أو تطور األسرة من النظريات الحديثة‪ ،‬التي ظهرت في السنوات األخيرة منذ عام‬
‫‪.1930‬‬
‫ينصب التركيز األساسي على أهمية المراحل المختلفة‪ ،‬التي تمر بها دورة حياة األسرة‪ ،‬واالهتمام‬
‫بعامل الزمن كبعد مهم في التفاعل الزوجي‪ ،‬نستخدم هذه النظرية عدة افتراضات أساسية‪:‬‬

‫‪ -1‬أن األسرة المقصودة بالدراسة‪ ،‬في هذا المدخل‪ ،‬أسرة زواجية مع وجود أطفال لألسرة سواء بالميالد‬
‫أو التبني‪.‬‬
‫‪ -2‬أن األسرة واألفراد يتغيرون وينمون بطرق مختلفة‪ ،‬تبعا لعملية المعيشة‪ ،‬ووفقا للمؤثرات والوسط‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -3‬أن التركيز األساسي يكون على األفراد من خالل أسرهم على الرغم من أهمية النسق األسري ككل‪،‬‬
‫بما يفرضه من ضغوط معينة على أفراده‪.‬‬
‫‪ -4‬كل أسرة تعد وحدة فريدة من حيث تركيبها العمري واألدوار وتوقعاتها المتبادلة‪ .‬حيث يتغير الوقت‪،‬‬
‫وفقا لتغير التكوين العمري ألعضائه‪.‬‬
‫ولقد قسم كيرك باتريك مراحل دورة حياة األشرة في التنسيق التعليمي إلى‪:‬‬
‫* أسرة ما قبل المدرسة‪.‬‬
‫* أسرة المدرسة االبتدائية‪.‬‬
‫* أسرة المدرسة الثانوية‪.‬‬
‫* أسرة البالغين‪.‬‬
‫ولقد قدمت إيفلين دوفال الجدول التالي لواجبات األسرة المتطورة من خالل دورة حياتها‪.‬‬
‫‪ -1‬المتطلبات لبيولوجية‪.‬‬
‫‪ -2‬المتطلبات االجتماعية والدينية‪.‬‬
‫‪ -3‬المطامع الشخصية والنفسية‬
‫وبين الجدول التالي واجبات األسرة المتطورة أو النامية من خالل دورة حياتها كما قدمتها إيفلين‬
‫دوفال‪:‬‬

‫المراحل الحاسمة في األعباء النامية لألسرة خالل‬ ‫المكانة في األسرة‬ ‫مراحل دورة حياة األسرة‬
‫دورة حياتها‪.‬‬

‫‪ -‬أتمام زواج يرضي الطرفين – االستعداد للحمل‬ ‫‪ -‬زوجة ‪ /‬زوج‪.‬‬ ‫‪ -‬زوجان‬


‫والوالدية‪ -‬التالؤم مع شبكة العالقات القرابية‪.‬‬

‫‪-‬زوجة ‪ /‬أم‬ ‫‪-‬إنجاب األطفال‬


‫‪ -‬يصبح لديهما أطفال‪ ،‬يحاولون التوافق معهم‪ ،‬ويعملون‬ ‫زوجة ‪ /‬أب‬
‫على تربيتهم ‪ ،‬إقامة منزل يوفي باحتياجات الوالدين‬ ‫طفل ذكر‪ /‬أو أنثى ‪ /‬أو‬
‫واألطفال‪.‬‬ ‫كالهما‪.‬‬

‫‪ -‬لكن هذه المراحل التي قدمتها (دوفال) ليست نهائية‪ ،‬وال تصدق على جميع الحاالت‪ ،‬وإ نما تصلح‬
‫كمصنف للدراسة والتحليل‪ .‬والحقيقة أن دورة حياة األسرة متصلة‪ ،‬وكل مرحلة منها ليس لها بداية‬
‫وال نهاية بصورة محددة قاطعة‪ .‬وعموما‪ ،‬وعموما يؤكد معظم الكتاب في هذا المجال أن النظرية‬
‫التنموية هي في ذاتها في حالة فهو‪ ،‬وأنها ستتغير بمرور الوقت كما أنها تشارك المدخل البنائي‬
‫الوظيفي فكرته األساسية‪ ،‬في أن هناك متطلبات (أعماال) معينة توصف بأنها جوهرية ال بد أن تتوفر‬
‫من أجل وجود األسرة وبقائها واستمرارها‪ ،‬وأن التغير في أي جزء من أجزاء النسق يؤدي إلى تغير‬
‫األخر‪ .‬إال أن الميزة الوحيدة التي تنفرد بها هذه النظرية هي محاولتها التمسك ببعد الزمن عن طريق‬
‫استخدامها مفهومات‪ ،‬مثل‪ :‬تسلسل الدور‪.‬‬

‫اللقب واالسم‪:‬د‪.‬عطاب حميمي‪.‬‬


‫السنة‪ :‬األولى ماستر‪.‬‬
‫التخصص‪ :‬علم النفس المدرسي‪.‬‬
‫المقياس‪ :‬علم النفس األسرة‪.‬‬

‫ملخص المحاضرة الثامنة‪:‬‬

‫الموضوع‪ :‬نظرية التعلم االجتماعي ونظرية التحليل النفسي‪.‬‬


‫‪-I‬نظرية التعلم االجتماعي‪:‬‬
‫إن نظرية التعلم االجتماعي تنظر إلى التطور البشري كتأثير متراكم لمجموعة من التجارب التعليمية‬
‫المتداخلة لتكون الشخصية‪ .‬وهذا يحدث في نموذج التعلم االجتماعي بطريقتين‪:‬‬
‫‪ -‬الطريقة األولى‪ :‬تتم عبر إعادة تدعيم األسوة‪ ،‬إن التدعيم حدث يحدث بعد االستجابة ويؤثر في‬
‫االحتماالت بأن يزيد من احتمال االستجابة التي ستحدث ثانية (االستجابة االيجابية) فأي مدعم‬
‫مرغوب به يحدث بعد االستجابة ويزيد من االحتماالت بأن االستجابة سوف تتكرر‪ .‬أما التدعيم‬
‫السلبي‪ ،‬فإنه يعني أن مثيرا غير مرغوب به يستبعد‪ .‬وهذا يؤدي إلى ازدياد واحتمال حدوث‬
‫االستجابة‪ .‬ففي حالة العقاب‪ ،‬فإن مثيرا غير مرغوب به (مثل األلم) يحدث االستجابة‪ ،‬أو مثيرا‬
‫مرغوبا به يزول ويقلل من فرص تكرار االستجابة‪.‬‬
‫‪ -‬الطريقة الثانية‪ :‬ويحدث فيها التعلم من خالل التقليد‪ .‬وفي حالة التقليد فإن الناس يقلدون سلوك‬
‫األخرين الذين يعجبون بهم أو يحترمونهم‪.‬‬
‫إن أولئك الذين يؤمنون بنظرية التعلم االجتماعي يؤكدون التعزيز والمكافأة والعقاب الذي حدثت لنا‬
‫طيلة حياتنا‪ ،‬ترد استجاباتنا السلوكية إلى أحدث خارجية‪ ،‬إضافة إلى ذلك أن منظري التعلم مهتمون‬
‫بدور النموذج الذي يختاره األفراد ليقلدوها على الرغم من أن نظرية التعلم االجتماعية تعترف بأن‬
‫التعلم والنمو الشخصي يحدث في أثناء فترة الحياة فإنها تركز على رد الفعل تجاه معين‪.‬‬
‫‪-II‬نظرية التحليل النفسي‪:‬‬
‫إن هذه النظرية تحاول أن تفسر النمو االجتماعي من الطفولة حتى البلوغ‪ .‬إن تجارب الطفولة حتى‬
‫المبكرة‪ ،‬تتركز انطباعا على نمو شخصية الطفل‪ ،‬وحينما ينتقل األطفال من مرحلة جنسية إلى‬
‫مرحلة أخرى فإنهم يبدؤون بإدراك دافعين غريزيين‪ ،‬الدوافع الجنسية والعدائية وكال الدافعين‬
‫يعتقدون بأنهما يخلقان حالة مستمرة من التوتر نتيجة حاجة الجسم إلى المتعة والرضا‪ ،‬إن نظرية‬
‫التحليل النفسي تنظر إلى هذا التوتر على أنه ناتج عن قوة ثالثة‪ :‬الهو‪ ،‬األنا‪ ،‬واألنا األعلى‪.‬‬
‫أما الهو فيمكن تخليها كعاطفة‪ ،‬ال يمكننا التحكم بها‪ ،‬وتعكس رغبة في إرضاء السلوك الغريزي‪.‬‬
‫أما األنا فإنه يتطور إلرضاء الرغبة الغريزية للشيء في الحاالت التي تجنبها العقوبة‪ ،‬أما العمل‬
‫الرئيس األنا هو محاولة إرضاء رغبات الهو بينما يضع تحت المراقبة طلبا المكون الثالث‬
‫للشخصية تحت المراقبة‪.‬‬
‫أما األنا األعلى‪ ،‬فإنه الضمير الذي يحكم على كل سلوك‪ ،‬إنه الجانب األخالقي الداخلي‪ ،‬وهو ينمو‬
‫خالل احتكاك تداخالت الطفل بوالديه اللذين ينقالن له مستويات من السلوك المقبول وغير المقبول‪.‬‬
‫إنه ينظر إلى األسرة على أنها القوة االجتماعية التي تخلق وتشكل مجموعة من الخصائص‬
‫المرغوبة التي يختزنها الطفل وتسمى المثل الذاتي‪ .‬كذلك فإن األشخاص الذين يقتدون بنظرية‬
‫التحليل النفسي القديمة ويركزون كثيرا على سنين العمر األولى من حياة الطفل‪.‬‬
‫إن التصرف الذي يحدث في فترة المراهقة المتأخرة أو النضوج يكون مدة إلى مرحلة متقدمة من‬
‫مراحل الطفولة الجنسية السيكولوجية وقضايا لم نجد لها حال‪ .‬ولها عالقة بهذه المرحلة‪.‬‬
‫إن نظرية التحليل النفسي‪ ،‬مع أنها غنية في فهم النفس اإلنسانية إال أنها تقدم مساعدة قليلة في فهم‬
‫األسر‪ ،‬أما وقد ركزت على السلوك الفردية‪ ،‬فإن هذا الجانب النظري ال يمكنه أن يفسر كليا‬
‫التداخل المعقدة الذي يحدث في األسرة أو األسر والمجتمع‪.‬‬

You might also like