You are on page 1of 4

‫احملاضرة اخلامسة‪ :‬النموذج التعددي‪-‬العالج املتعدد االجيال والعالج ما بني االجيال‬

‫متهيد‪:‬‬

‫جيمع هذا النموذج خمتلف أنواع العالجات األسرية النسقية اليت تسعى للبحث عن حلول ملختلف‬
‫االضطراابت النفسية ‪ ،‬حيث أتخذ هذه األنواع بعني االعتبار اتريخ احلالة‪.‬‬
‫اهتم ‪ )2001( Elkaim‬هبذا البعد "املتعدد األوجه للعالجات"‪،‬حيث توصل اىل أن اتريخ املرضى‬
‫والعائالت يشكل حيزا كبريا يف ظهور وتطور االضطراابت السلوكية واألمراض النفسية من جهة ‪،‬ويف‬
‫العالج من جهة أخرى‬

‫‪-I‬العالج املتعدد االجيال‪:‬‬

‫‪-1‬املفاهيم االساسية‪:‬‬

‫يعترب ‪ Murry Bowen‬أحد رواد جمال أنساق األسرة ‪ ،‬نبعت نظريته من خالل املالحظات الىت‬
‫أخذها أثناء تعامله مع االسرة اليت يوجد فيها مريض الفصام ‪ ،‬من أهم مفاهيم نظريته لدينا مفهوم متايز‬
‫الذات الذي يعين قدرة الفرد على الفصل بني النسق االنفعايل والنسق الذهين وعدم اخللط بينهما ‪ ،‬وإذا‬
‫حدث عدم توازن بني هذين النسقني فسيجد الفرد نفسه غري قادر على االختيار الذي يناسبه يف خربة‬
‫احلياة (عالء الدين كفايف ‪ ، 2009 ،‬ص‪.)226‬ومن اهم مفاهيم نظريته لدينا‪:‬‬

‫‪-1-1‬متايز النفس" الذات "يف حميط نظام الرتابط األسري( العاطفي )وهي درجة نسبية من‬
‫االستقاللية حياول أن حيافظ عليها الفرد يف الوقت الذي يبقي فيه على عالقة مودة مع اآلخرين‬
‫‪-2-1‬التعددية أوالثالوث ‪ :‬وهي كما أورد علي عبد النيب حنفي عن كورسيين إىل أن مفهوم‬
‫التثليث ميثل حجر الزاوية يف أي نسق انفعايل‪ ،‬و الذي مفاده أنه عندما يرتفع مستوى القلق بني‬
‫الزوجني فاهنما يتجهان الدخال شخص اثلث للحفاظ على التوازن األسري ‪ .‬أي إدخال أو جتنيد‬
‫شخص اثلث يف العالقة الزواجية و تكوين مثلث فيعد الشخص ابلنسبة لوالدين كبش فداء ‪،‬و‬
‫ابلتايل حيمل العبء األكرب للمشكالت األسرية ‪.‬‬

‫مقياس‪:‬العالج النسقي‬ ‫االستاذة‪:‬حويت سعاد‬


‫حبيث حيل الصراع الزواجي عرب مستوى الشعور و يظل أساس الصراع دون حل ألن الوالدين قام‬
‫إبنكار مشاكلها األصلية وإسقاطها على الطفل وقد ينهك هذا الطفل عاطفيا فيقع يف املرض وهذا‬
‫لتحمله الكثري من جراء هذه العالقة املتوترة‪.‬‬
‫‪-2‬العالج‪:‬‬
‫ومن أهم فنيات نظرية بوين الرسم البياين لألجيال للتعرف على اخللل احلادث يف أحدها أو أكثر‬
‫طرح األسئلة‪ ،‬و يؤكد مريو و كومتان حسب ما أورد أمحد عبد اللطيف أبو أسعد أن دور املعاجل‬
‫األسري يقوم على إقناع الوالدين بتقبل فكرة وقوع املشكلة األساسية يف األسرة على عاتقهم أن‬
‫يكون هو– أي املعاجل ‪-‬و الوالدان مثلثا عالجيا مع التزامه ابحليادية( املوضوعية)‬
‫وعدم تورطه عاطفيا يف املشكلة أو املثلث ‪.‬ويف هذه العالقة يعمل املعاجل كاستشاري أو مدرب‬
‫ملساعدة كل طرف على أن يصري أكرب متايزا عن الطرف اآلخر وعن األسرة ككل‬

‫اضافة اىل هذا املفهوم لدينا مفهوم املثلثات الذي هو العنصر األصلي ملصنف‪ Bowen‬وحسبه هو‬
‫تشكيل لثالثة أشخاص ويعد النظام األصغر لتنظيم العالقات العاطفية املستقرة ولقد أشار ‪ Kerr‬اىل‬
‫أن مثلثات األسرة تنتشر اىل خارج األسرة (العمل‪-‬املدرسة‪ )...‬بسبب الضغوط ‪.‬‬

‫كما يرى ‪ Bowen‬أن هناك عملية نقل وإسقاط حتدث بني األجيال فاألبناء هنا سيكون لديهم‬
‫درجة أقل من التمايز ابملقارن مع آابئهم ‪ ،‬واألبناء ايضا عندما يكربون ينقلون هذا املستوى املنخفض‬
‫من التمايز(متايز الذات) على أطفاهلم وهكذا يبقى هذا االنتقال من جيل آلخر ‪ ،‬حيث يكون املشكل‬
‫أو العرض هنا سلوك كغريه من السلوكات يرتبط ارتباطا وطيدا ابملستوى املنخفض للتمايز وأي تغيري‬
‫يكون على أساس هذا املفهوم‪.‬‬
‫يقول‪ )1984( Bowen‬يف هذا الصدد أن ‪« :‬أي خطوة لتمايز الفرد بعيدا عن تقبل اجلماعة لذلك‬
‫‪ ،‬سيؤدي اىل انزعاج هذه اجلماعة وغالبا ما سيولد لدى أفرادها سلسلة من الردود الفعلية السلبية اليت‬
‫جترب الفرد أن خيتار أما أن يسري يف الصف أو يتحمل عدوانية اجلماعة بسبب هذا التمايز» ‪.‬‬

‫اذن يهتم املعاجل يف هذا النوع العالجي بتاريخ االسرة األصلية عرب األجيال و حياول تغيري الظواهر اليت‬
‫مرت هبا األسرة مع حل املشاكل العاطفية الغري حملولة داخل العائالت‪.‬‬

‫مقياس‪:‬العالج النسقي‬ ‫االستاذة‪:‬حويت سعاد‬


‫‪ -II‬العالج االسري السياقي ما بني األجيال ‪:‬‬
‫مت اعداد وتطوير هذا النوع العالجي من طرف‪ Boszormenyi-Nagy‬سنة ‪،1973‬حيث يعترب‬
‫عالج خيتلف جدراي عن كل أنواع العالجات النسقية العائلية وابخلصوص عن العالجات االتصالية‬
‫السربنيتيكية ‪ ،‬البنائية ‪ ،‬واإلسرتاتيجية‪ ،‬واليت تنطوي حتت العالج االلتزامي كما خيتلف عن العالج‬
‫االسري املتعدد االجيال رغم أهنما يندرجان كالمها يف النموذج التعددي‪.‬‬
‫ففي هذا النوع من العالج مصطلح "السياق" له معىن خاص حبيث يعين ذلك االعتماد املتبادل‬
‫ديناميكيا وأخالقيا بني االفراد ويكون البقاء والوجود مرتبط ابألمهية ابلنسبة لآلخرين أي أن السياق‬
‫يعتمد على شبكة العالقات بني أفراد األسرة‪.‬‬
‫فحسب ‪ )2005( Heynckens-Fourez et Henriquet-Duhand‬كل أفعال‬
‫وسلوكات الفرد هلا أتثري على االخر بطريقة تبادلية ‪ ،‬ويعتمد هذا النوع من العالج على أربعة أبعاد ‪،‬‬
‫يتمثل البعد األول يف الوقائع اليت تعطي احملددات البيولوجية(كالوراثة واجلانب اجلسمي) واالجتماعية‬
‫التارخيية (كأحداث الوفاة ‪ ،‬الطالق ‪ ،‬االنتقال ‪ ،‬االعاقة‪ )...‬اخلاصة ابلفرد ‪ ،‬أما البعد الثاين فيتمثل يف‬
‫اجلانب النفسي الفردي الذي يتعلق ابجلهاز النفسي للفرد الذي يتضمن احملددات األساسية كالقدرات‬
‫املعرفية ‪ ،‬امليكانيزمات الدفاعية ‪ ، ...‬أما البعد الثالث فهو البعد االنتقايل ويضم النماذج السلوكية‬
‫املالحظة ومناذج التواصل بني األفراد والقوانني النسقية كاألنساق والقواعد والتعاقدات‪،...‬وأخريا البعد‬
‫الرابع الذي يعترب البعد اجلديد وهو متعلق أبخالقيات العالقة كاالستقامة والثقة واملصداقية ‪،‬حيث‬
‫يرتبط هذا البعد ابألبعاد األخرى‪.‬‬
‫كما طور ‪ )1973( Boszormenyi et Spark‬عددا من املفاهيم اليت تصف مشاكل األسر‬
‫كاضطراابت السلوك واألمراض النفسية واليت تكون مرتبطة ابالختالالت والوظائف العالئقية بني األفراد‬
‫داخل النسق ‪ ،‬حيث تعترب هذه املفاهيم كقاعدة هلذه املقاربة العالجية ‪ ،‬وأهم هذه املفاهيم ‪ :‬مصطلح‬
‫"الوالء" ‪ ،‬الذي يعترب أساسي يف العالج السياقي ما بني األجيال ‪،‬فعادة ما يستعمل من أجل الداللة‬
‫على موقف اخالص واحرتام لشخص ما ‪ ،‬فقد أخد مصطلح الوالء هنا مبعناه العام وأصبح عبارة عن‬

‫مقياس‪:‬العالج النسقي‬ ‫االستاذة‪:‬حويت سعاد‬


‫قوة منظمة لألنساق االنسانية جتعل الفرد طيلة حياته موضوع حتت مفهوم الوالء الذي أيتيه بطريقة أو‬
‫أبخرى سواء من عائلته األصلية أو املتبنية أو من صديق ‪،...‬والذي يضمن االستمرارية للفرد‪.‬‬
‫اضافة اىل مفهوم الوالء لدينا مفهوم "ميزان العدل" الذي يعين التوازن بني األخذ والعطاء ‪ ،‬فحسب‬
‫أصحاب هذا العالج التوازن هو مؤسس العالقة احلميمية وأي اختالل فيه قد يؤدي اىل مشكل يف‬
‫االعتماد املتبادل بني الطرفني‪.‬‬
‫وككل التيارات العالجية النسقية يعتمد املعاجل يف العالج األسري السياقي عرب األجيال على مشاركته‬
‫الفعالة يف العملية العالجية‪)Magda Heireman, 1989,p46( .‬‬

‫مقياس‪:‬العالج النسقي‬ ‫االستاذة‪:‬حويت سعاد‬

You might also like