You are on page 1of 22

‫مقدمة‬

‫النمو‬
‫األسرة‬
‫مكانة الطفل في األسرة‬
‫العالقات األسرية‬
‫تأثير العالقة الزوجية على الطفل‬
‫العالقات األخوية‬
‫اإلعاقة"‬
‫العالج النفسي‬
‫المقاربة النسقية‬
‫المفاهيم األساسية‬
‫خصائص الوحدة األسرية‬
‫عمل المعالج في النظرية النسقية‬
‫نتائج الدراسة‬
‫االضطرابات" االتصالية‬
‫االضطرابات" العالئقية‬
‫االضطرابات" الشخصية‬
‫اضطرابات" العالقة مع الطفل‬
‫نتائج تطبيق العالج األسري‬

‫مقدمة‬
‫‪1‬إن اختيار هذا الموضوع كان نتاجا لممارستنا الميدانية‪ "،‬و لمالحظة نوع من الركود لدى‬
‫بعض األطفال المعاقين و بالرغم من المحاوالت والحصص العالجية المتخصصة التي‬
‫أبدت" نتائج إيجابية لدى بعض األطفال من جهة و من جهة أخرى رغبة أفراد األسرة‬
‫وبخاصة األم في مساعدة الطفل من خالل تساؤالتهم حول أسباب لجوء الطفل إلى بعض‬
‫السلوكات الطفلية البدائية‪.‬‬

‫‪2‬والحظنا كذلك‪ ،‬خالل العمل مع هذا النوع من األسرة أن الخالفات بين األفراد" تؤدي إلى‬
‫عدم االتفاق والمشاركة في االلتزام بنصائح ومطالب المختصين‪ .‬وهذا ما دفع بنا إلى‬
‫محاولة توعية أفراد األسرة كل على حدى باإلعاقة‪ ،‬وكيفية التعامل مع الطفل المصاب"‬
‫بها‪.‬‬
‫‪3‬بدأت االضطرابات العالئقية تظهر بوصفها أسبابا في عدم إمكانية توحيد الجهود داخل‬
‫األسرة واشتراك أفرادها في مساعدة الطفل‪ ،‬فارتأينا إذا اللجوء إلى تطبيق العالج‬
‫األسري وتقنياته الممكنة قصد مساعدة هذه األسر وخاصة ذوات األطفال المعاقين‪ .‬ومن‬
‫ثم كانت هذه الخطوة بداية لطرح إشكالية هذا البحث‪ ،‬ودراسة الموضوع بطريقة علمية‬
‫كي يكون التدخل مجديا وفعاال‪.‬‬

‫‪4‬و انطالقا" من هذه المالحظات تشكلت فكرتنا عن دراسة األسر‪ ،‬ونوعية العالقات‬
‫داخلها‪ ،‬ولعالج االضطرابات" فيها لم نجد أي مرجع جزائري‪ ،‬فلجأنا لدراسة الطرق‬
‫العالجية المقترحة من طرف النظرية النسقية ثم حاولنا مع حاالت الدراسة أن نكتشف‬
‫العوامل األساسية المؤثرة في هذا النوع من العالج‪ ،‬و ما هي إمكاناته" و حدوده مع عينة‬
‫دراستنا‪ ،‬وهذا لغرض مساعدة األسر التي شكلت عينة الدراسة أوال و لفتح المجال‬
‫مستقبال من أجل تأسيس طرق عالجية لألسرة تكون متناسبة مع ثقافة األسرة الجزائرية‬
‫ثانيا‪.‬‬

‫‪5‬انطلقنا من إشكالية مفادها؛ التساؤل التالي‪ :‬إلى أي مدى يمكن للجو األسري الذي يعيش‬
‫داخله الطفل أن يؤثر على نموه النفسي‪ ،‬اللغوي‪ ،‬المعرفي و االجتماعي هذا من جهة‪،‬‬
‫ومن جهة ثانية كيف يمكن للكفالة المتخصصة أن تجلب لألسرة نتائج إيجابية‪ ،‬بالنسبة‬
‫لتعلم الطفل‪ ،‬في ظل اضطراباتها العالئقية‪ .‬وعليه افترضنا" بأن‪:‬‬

‫االضطرابات" العالئقية تؤدي إلى عرقلة نمو الطفل‪.‬‬

‫يعيق الجو األسري المضطرب الكفالة المتخصصة للطفل المعاق كما يعيق سبل تحقيق‬
‫تعلمه‪.‬‬

‫يلعب العالج األسري دورا هاما في تحرير الطفل من ركوده و ذلك بتسوية العالقات التي‬
‫تميز الجو األسري‪.‬‬

‫‪6‬لدراسة ومناقشة الفرضيات حاولنا أن نتطرق في الجانب النظري آلراء الباحثين حول‬
‫متغيرات بحثنا والروابط بين هذه المتغيرات و ركزنا في الجانب الميداني على دراسة‬
‫الحاالت حيث تمثلت عينة الدراسة في كل الحاالت التي طالبت بمساعدة المختص النفسي‬
‫فيما يخص سلوك الطفل أو اضطراباته‪ ،‬والحاالت التي جاءت في طلب المساعدة‬
‫المباشرة فيما يـخص االضطرابات" العالئقية‪،‬فشملت العينة عشر حاالت تمت دراستها في‬
‫مكانين‪:‬‬

‫جمعية خاصة بالتكفل باألطفال المصابين باإلعاقة" الحركية الدماغية(بوهران)‪.‬‬

‫عيادة خاصة بالتكفل النفسي‪ -‬األرطفوني (بوهران‪ -‬حي الضاية) وكذا وسائل العمل مع‬
‫الطفل و العملية العالجية‪ ،‬كما قمنا بعرض شامل لعينة الدراسة‪.‬‬

‫‪7‬و قد اعتمدنا في هذه الدراسة على المنهج العيادي‪ "،‬الذي يعتبر من المناهج التشخيصية‪،‬‬
‫التي يطبقها األخصائيون‪ ،‬في دراسة و تشخيص االضطرابات "وهو منهج يقوم على أخذ‬
‫اإلنسان في موقف معين أو على أنه حالة فريدة تتطور وتتأثر بالعوامل النفسية و‬
‫االجتماعية") ع م‪ .‬ت‪ .‬الشياباني ص‪ (131 .‬حيث قمنا‬

‫أوال‪ :‬بدراسة الحاالت‪ ،‬معتبرين الوحدة األسرية هي الحالة وليس األفراد"‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬حاولنا استكشاف االضطرابات العالئقية وآثارها على األفراد وبالخصوص على‬


‫الطفل المعاق‪ .‬وعلى الوحدة األسرية كما استعملنا اختبار تفهم األسرة للتأكد من وجود أو‬
‫عدم وجود االضطرابات" العالئقية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬لجأنا إلى الوسائل التربوية لتحري مدى رغبة الطفل في االكتساب والتعلم أو عدمه‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬بعد التماس االضطرابات العالئقية والتأكد من تأثيراتها على نمو الطفل من جهة و‬
‫النشاطات اليومية لكل فرد‪ ،‬ومن جهة أخرى على تجانس البنية األسرية‪ ،‬لجأنا إلى تطبيق‬
‫العالج األسري الذي حاولنا تكييف تقنياته حسب كل حالة‪.‬‬

‫‪8‬قبل أن نقدم (الجانب التطبيقي) النتائج الميدانية" نتطرق إلى توضيح المفاهيم التي نستند‬
‫عليها‪ ،‬ال لضرورة أكاديمية وإنما الستخراج المؤشرات و السندات العلمية‪ ،‬لتوضيح‬
‫الميكانزمات التي تؤثر في التوازن أو االختالل النفسي‪ -‬العالئقي و التي يجب التركيز‬
‫عليها من أجل تعديل و تصحيح الخلل في العالقة بين أفراد" األسرة و من ثم عالج الفرد‬
‫الذي يظهر عليه االضطراب‪ .‬فسوف نتطرق إلى توضيح المفاهيم" التالية "النمو" و‬
‫"األسرة" و "العالقات" األسرية" و "اإلعاقة"" "العالج األسري و المقاربة النسقية"‪.‬‬

‫النمو‬
‫‪1 Wallon, H, L'évolution psychologique de l'enfant, Ed ENAG, 1994,‬‬
‫‪p. 42.‬‬
‫‪9‬إن نمو الطفل في شتى مجاالته االجتماعية والمعرفية واللغوية مرتبط بنشاط األسرة‬
‫ومدى توفيرها للتجارب الفعلية للطفل من أجل ممارسة السلوكات وتنميتها‪ .‬يتطلب نمو‬
‫الطفل عند والون (‪ )Wallon‬اشتراك عوامل داخلية و أخرى خارجية‪ .1‬تتمثل العوامل‬
‫الداخلية في استعدادات" الطفل وقدرته على التعلم‪ ،‬أما العوامل الخارجية فهي الظروف‬
‫التي توفرها له األسرة لتنمية قدراته و تحقيقها‪.‬‬

‫‪10‬إن كل فرد في األسرة خاضع لعملية النمو‪ ،‬فاألطفال ينمون في كل المجاالت الجسمية‬
‫و المعرفية و اللغوية و النفسية‪ .‬هذا النمو تبدو مظاهره واضحة في سلوك الطفل‬
‫وتصرفاته ومكتسباته‪ .‬أما نمو البالغين فهو ال يبدو بارزا مثل نمو الطفل‪ ،‬لكن سن البلوغ‪،‬‬
‫كغيره من المراحل‪ ،‬ينمو باستمرار تحت تأثير تجارب الحياة والممارسات االجتماعية‪.‬‬

‫‪2 Scelle, R., Fratrie et handicap, éd. L'Harmattan, 1997, p. 25.‬‬


‫‪11‬هذا يفسر االختالفات بين اإلخوة‪ ،‬حيث أن كل منهم يولد في مرحلة مختلفة من نمو‬
‫األب واألم‪ ،‬و كذا النسق الزوجي الذي يكونانه‪" .‬إذا كان اإلخوة واألخوات ولدوا من نفس‬
‫النسل فهذا ال يعني أنهم كان لهم نفس األبوين‪ ،‬ألن كل واحد منهم ولد في وقت فريد من‬
‫نمو األب واألم والزوج الذي يكونانه"‪ .2‬ونمو كل طفل يؤثر على نمو النسق األخوي‪،‬‬
‫حسب تطور العالقات" بين األفراد داخل النسق‪.‬‬

‫‪12‬تتأثر الوحدة األسرية بكل فرد من أفرادها؛" حيث أن نمو األفراد يؤدي إلى نمو األنساق‬
‫التحتية وهذا األخير يؤثر في األسرة ذاتها‪ .‬كما أن المشكالت أو المستجدات التي تمر بها‬
‫األسرة كوحدة‪ ،‬تحدث فيها تغيرات من حيث البناء والتماسك‪.‬‬

‫‪13‬ومنه فإن دراسة اضطرابات النمو لدى الطفل‪ ،‬سواء كان عاديا" أو معاقا‪ ،‬تقتضي‬
‫اإلحاطة بالجو و بالنشاط األسري الذي يعيش في ظله هذا الطفل‪ ،‬وتمارس فيه العملية‬
‫التربوية قصد معالجة هذا الجو وجعله سويا موفرا لألمان والثقة والتقدير التي يحتاجها‬
‫الطفل لتحقيق مكتسباته وممارسته‪.‬‬

‫األسرة‬
‫‪3 Satir, V., Thérapie du couple et de la famille, Ed EPI, 1982, p. 32.‬‬
‫‪14‬عمد الكثير من الباحثين والمطبقين إلى تعريف األسرة قصد توضيح كيفية تناولها‬
‫حسب االعتبارات التي يربطها الباحث بموضوع دراسته‪ .‬فمنهم من يذهب إلى تعريفها‬
‫حسب تكوينها؛ حيث تعرفها ف‪.‬ساتير (‪ )V. Satir‬على أنها مجموعة مكونة من شخصين‬
‫بالغين يعيشان تحت نفس السقف‪ ،‬و يمارسان عالقات جنسية مشروعة في المجتمع‪ ،‬و‬
‫مثل هذه الجماعة ترتبط بوظائف تتدعم بالمبادلة‪.3‬‬

‫‪4 Picard, D,. Politesse, savoir-vivre et relations sociales, Ed PUF,‬‬


‫‪1998, p. 69.‬‬
‫‪15‬ويذهب بعضهم إلى تعريفها حسب تشكيلتها مثل ب‪ .‬دومينيك ‪ )P.Dominique(.‬الذي‬
‫يعتبرها مجموعة من المكانات" (أب‪ ،‬أم‪ ،‬ولد) ينضبط بعضها على بعض في نسق من‬
‫الـروابـط‪ ،‬أيـن يـكـون لـكـل واحـد حـقـوق وواجـبـات علـيـه القـيـام بـها‪P.( 4‬‬
‫‪ Dominique 1998‬ص‪.)69 .‬‬

‫‪5 Marc, E. , Picard, D, L'interaction sociale, Paris, Ed PUF, 1989, p.‬‬


‫‪176.‬‬
‫‪16‬وهي أيضا "مجموعة منظمة ثابتة نسبيا تشكل أحد أسس الحياة االجتماعية وفي نفس‬
‫الوقت تمثل نموذجا لنسق تفاعلي يتضمن تحديد األدوار‪ ،‬المكانات و المعايير العالئقية‬
‫والتصورات التي توجه السلوك‪5 .‬‬

‫‪17‬إذا" كان الجو األسري الذي يعيش فيه الطفل مضطربا‪ ،‬فإن نموه‪ ،‬الذي يتوقف على‬
‫مدى استثمار األسرة‪ ،‬سيلقى حواجز اجتماعية تعيقه وتحد من إمكاناته لتحقيق الكفاءات"‪.‬‬
‫وبالتالي إذا" كانت إمكانات الطفل الفطرية محدودة فإن نموه يتأثر بهذا القصور ويتوقف‬
‫على مدى قدرة الوحدة األسرية على التغير والتكيف مع حالة الطفل‪ .‬لذا فإن عالج‬
‫االضطرابات" األسرية يصبح حتميا من أجل مساعدة األسرة وتقوية قدرتها على التغير‬
‫والتكيف مع حالة الطفل وحاجاته سواء أكان طبيعيا أو بحاجة إلى تربية خاصة وكفالة‪.‬‬
‫مكانة الطفل في األسرة‬
‫‪6 Castellon, Y, La famille, Paris, Ed PUF, 1982, p. 56.‬‬
‫‪18‬إن وجود الطفل يعتبر نموا لألسرة يستدعي روابط إضافية" بين الزوجين من حيث‬
‫اعتباره موضوع استثمار مشترك‪ 6‬و رغم اعتماد الطفل على والديه فوجوده يحقق لكل‬
‫من األبوين إشباعات" نفسية واجتماعية عميقة؛ حيث أنه باإلنجاب تتحقق أنوثة المرأة‬
‫وتثبت قدرة الرجل واستحقاقه" للمسؤولية‪ ،‬هذه اإلشباعات" ترفع من قيمة األسرة بالنسبة‬
‫إليهما‪" .‬إن الطفل بوجوده يقدم" ألمه وأبيه فرصة أخرى ليحس كل منهما بأنه كامل‪،‬‬
‫يستحق الحب‪ ،‬مهم وتام" (‪.)Satir V. 1982, p. 35‬‬

‫‪7 Poussin, G, La fonction parentale, Paris, Ed Dunod, Paris, 1999, p.‬‬


‫‪123.‬‬
‫‪19‬كما أن هذا الطفل يسمح لكال الزوجين‪ ،‬وكذا األسرة التي يكونانها‪ ،‬بامتالك مكانة‬
‫جديدة لها قيمتها في المجتمع‪ ،‬وهي مكانة األب واألم "بالنسبة للطفل الوظيفة األولى‬
‫لألبوين هي أنه جعل منهم أب وأم"‪. 7‬‬

‫العالقات األسرية‬
‫‪"20‬إن تناول األسرة يقتضي اعتبارها ككل نشيط‪ ،‬يتوقف فيه سلوك كل فرد على‬
‫العالقات التي تربطه بباقي األفراد" (‪)Marc E. - Picard D. 1989 p.193‬‬

‫‪21‬فالعالقة هي تلك الجاذبية الوجدانية‪ ،‬والتفاعل الواقع بين األفراد‪ "،‬الذي يتحدد بكيفية‬
‫اتصاالتهم‪ "،‬ألن العالقة عبارة عن تفاعل يتم خالله اختراق لألنساق واالتصال هو السبيل‬
‫الوحيد لهذا االختراق‪.‬‬

‫‪8 Blaise, P. , « Attachement et psychopathologie », in Enfance, Paris,‬‬


‫‪PUF, 1/2003, (74/80), p. 76.‬‬
‫‪22‬ليس هناك من الباحثين من قام" بدراسة الطفل دون أن يشير إلى أهمية العالقات األولية‬
‫في حياته‪ .‬حيث يرى ج‪.‬بولبي (‪" )J. Bowlby‬أن نوعية العالقة بين الطفل وأمه هي التي‬
‫تمكننا من التنبؤ بمدى تكيف الطفل مع محيطه‪ .‬وأن تجربة الحنان خالل العالقات األولية‬
‫تسمح للطفل أن ينفتح على العالم"‪.8‬‬
‫‪23‬فمنذ اللحظات األولى‪ ،‬عندما يكون الطفل في حضن أمه‪ ،‬يمارس أول تجربة للعالقة‬
‫األحادية‪ "،‬التي يعتبرها كستيالن (‪ )Castellan‬تمهيدا لكل أنواع التنشئة االجتماعية‪( .‬‬
‫‪ )Castellon Y. 1982 p 56‬تبدأ تهيئة الطفل منذ البداية لتزويده بمبادئ عقد العالقات"‬
‫السوية التي يحتاجها لالستمرار في النمو و التعلم‪.‬‬

‫‪24‬وتجسد األم هذه العالقة بحضورها واستجابتها لحاجات الطفل األساسية‪ .‬إذ أن عملية‬
‫الرضاعة وخاصة الطبيعية منها تسمح للطفل بتحقيق أولى رغباته في الحياة‪.‬‬

‫تأثير العالقة الزوجية على الطفل‬


‫‪25‬تتمثل في التعويض الذي يجده كل من األبوين في عالقتهما مع األطفال‪ .‬و في النماذج‬
‫العالئقية التي يقدمها األبوان للطفل‪ ،‬والتي ستؤثر على عالقاته مستقبال عند تكوينه‬
‫ألسرته الخاصة كما أن عالقة كل طرف مع اآلخر‪ ،‬يعكس تصوراته عنه‪ ،‬وكالهما يمثل‬
‫جنسه بالنسبة للطفل و بالتالي يركز الطفل على ما يعيشه من عالقات بين أبويه‪ ،‬لبناء‬
‫تصورات عن كال الجنسين ‪ :‬الرجل والمرأة‪.‬‬

‫‪9 Bruner, J. S., Le développement de l'enfant – savoir faire – savoir‬‬


‫)‪dire, Paris, Ed PUF, 1983, p. (...‬‬
‫‪26‬فالنماذج التي يقدمها األبوان هي في رأي ‪ Y. Castellan‬أكثر عمقا من التقليد‪ .‬و يتفق‬
‫معه برونير ‪ Bruner‬حيث يرى بأن النماذج هي وسائل قوية لتوريث السلوكات األكثر‬
‫تعقيدا ‪.9‬‬

‫العالقات األخوية‬
‫‪27‬تعد من المحاور البالغة األهمية في تكوين شخصية الطفل‪ ،‬وتمايزه جنسيا وإدراكه لذاته‬
‫ولآلخر حيث يرى ب باكون ‪ .P. Cohn H‬أنه في ظل التفاعالت األخوية‪ ،‬التي هي‬
‫عبارة عن نوع خاص من التنشئة االجتماعية‪ ،‬تتشكل بعض معالم شخصية الطفل كما أنها‬
‫تشكل نماذج ينقلها الطفل فيما بعد خالل تمدرسه وفي حياته االجتماعية‪ ،‬لعقد عالقات" مع‬
‫محيطه وفق ما كانت عليه عالقاته مع إخوته‪.‬‬

‫‪28‬فشخصية الفرد مرتبطة بتشكيل أسرته وترتيب أفرادها‪ ،‬وبنمو كل فرد منها‪ ،‬حيث‬
‫يقترح بعض الباحثين (‪ )Wallon‬مثال‪ ،‬تحليل نمو الطفل انطالقا" من تمييزه تدريجيا بين‬
‫"األنا" و"اآلخر"‪ ،‬وهذا التمييز يرتكز أساسا على المقارنة التي يقوم بها بين سلوكاته‬
‫وسلوكات اإلخوة األكبر واألصغر منه ولذلك فإن كل مكانة داخل النسق لها خصوصياتها‪،‬‬
‫و هو ما يدفعنا كمختصين إلى البحث عن مرتبة الطفل بين إخوته عند دراسة الشخصية‪.‬‬

‫‪"29‬الطفل يجد مكانته داخل أسرته عند التقاء محورين عاطفيين‪ ،‬المحور العمـودي فيما‬
‫يخص عالقاته مع األبوين‪ ،‬والمحور األفقي الذي يخص عالقاته مع إخوته" (– ‪Marc E.‬‬
‫‪.)Picard D. 1989 p188‬‬

‫اإلعاقة"‬
‫‪10 Guidetti, M. , Tourrette, C. , Handicaps et développement‬‬
‫)‪psychologique de l'enfant, Paris, Ed Arma (...‬‬
‫‪30‬مفهوم اإلعاق ‪ Handicap:‬إن مصطلح‪ Hand in cap‬باإلنجليزية معناه اليد في القبعة‬
‫وذلك نسبة إلى بعض األلعاب التي كانت منتشرة قديما‪ ،‬يحاول فيها المتســابقون عرقلة‬
‫منافسيـهم لمنعهم من الـفوز‪.10‬‬

‫‪31‬المعاق هو الطفل الذي يباشر حياته بقصور أو يكتسب خالل نموه تأخرا‪ ،‬مقارنة مع‬
‫األطفال العاديين الذين هم في نفس سنه البيولوجي‪ Robert Laffont )In(( .‬ص‪)513 .‬‬

‫‪32‬وتعرف منظمة الصحة العالمية (‪) O M S‬المعاق على أنه كل من تميز بنقص جسمي‬
‫أو عقلي بصفة دائمة أو مؤقتة سواء كان هذا النقص فطري أو مكتسب‪.‬‬

‫‪33‬القصور يعني تلف في أحد األجهزة‪ ،‬أو في وظيفة نفسية أو بيولوجية‪ .‬وهو يمثل كل‬
‫اضطراب‪ ،‬فطري أو مكتسب‪ ،‬دائم" أو مؤقت‪ .‬أما إنعدام القدرة فيعنى نقص في القدرة‬
‫على القيام بالنشاط و اإلعاقة" هي ذلك الحرمان الذي ينتج عن القصور أو انعدام" القدرة‬
‫الذي يتجسـد في عدم التناسـب بين قدرة أو حالة شخـص وما هو منتظر منه‪.‬‬

‫‪11 Aimard, P., et Morgon, A., L’enfant sourd, Paris, Ed PUF, 1985, p.‬‬
‫‪70.‬‬
‫‪34‬تأثير اإلعاقة" على األباء‪ :‬إن وجود اإلعاقة" في األسرة يعتبر من العقبات" التي تتصدى"‬
‫لسيرورة األسرة حيث تتطلب التكيف معها‪ ،‬هذا التكيف هو عملية تفاعلية يتغير على‬
‫إثرها نظام األسرة ككل؛ "حيث يتلقى األبوان أخبار مثيرة تغير عاداتهم ورغباتهم وكذا‬
‫مشاريعهم‪ ،‬إذ تستلزم السرعة في إعادة بناء سلوكاتهم"‪111‬‬
‫‪12 Mannoni, M., L'enfant arriéré et sa mère, Paris, Ed Seuil, 1964, p.‬‬
‫‪26.‬‬
‫‪35‬كما أن اإلعاقة تؤثر على األبوين‪ ،‬من حيث أن إنجاب طفل سوي ومستحسن من طرف‬
‫اآلخرين‪ ،‬يزيد من قيمة األبوين واعتزازهما أما المعاق فيسبب جرح نرجسي؛ ويتفق‬
‫الكثير من علماء النفس على هذا الرأي إذ يرى م‪.‬مانوني (‪ )M. Mannoni‬أن قصور‬
‫الطفل يمس األم في نرجسيتها و كل إنقاص من قيمته تعتبره مس بشخصيتها الخاصة‪.122‬‬

‫‪36‬ويؤكد شيل (‪ )Scelles‬أن ميالد طفل معاق هو دائما جرح نرجسي بالنسبة لألبوين كما‬
‫أن اإلعاقة مهما كانت درجتها تتسبب في شعور األبوين بالذنب‪ ،‬إما لعدم قدرتهما على‬
‫إنجاب" طفل سوي أو عجزهما عن حمايته ونجد في رأي ‪ .Satir V‬أن لدى األبوين شعور‬
‫داخلي بأنهما مسؤوالن عن حالة الطفل (‪.)Satir, V. 1982, p. 62‬‬

‫‪37‬إن معاش الطفل المعاق يعتبر شيء غريب على اآلباء األسوياء‪ ،‬فهم عاجزون عن‬
‫تصور ما يحس به الطفل‪ ،‬وبالتالي غير قادرين على مساعدته في تمثل ما يشعر به‬
‫والتعبير عنه‪ .‬فتحدث" حاجات الطفل إحباطا لدى الوالدين لعدم قدرتهما على إرضائه‪ ،‬و‬
‫لدى الطفل إلحساسه بعدم الفهم من طرف اآلخر و يؤكد ‪ Scelles‬هذا الرأي باعتبار أن‬
‫التفاعالت" بين الطفل المعاق وأقربائه تصبح مصدرا لإلحباطات" (‪Scelle R.‬‬
‫‪.)1997p29‬‬

‫‪38‬تأثير اإلعاقة" على األخوة واألخوات‪ :‬إن أكبر مشكل تتسبب فيه اإلعاقة بالنسبة لألخوة‬
‫واألخوات هو عدم فهم حالة الطفل‪ ،‬وعدم تمكنهم من الحزم في اختالفهم أو تشابههم معه‬
‫كما أن األبوين قد يكثران التدخل بين اإلخوة‪ ،‬إما لحماية المعاق أو لحماية إخوته منه وهذا‬
‫يمنعهم من عقد عالقات سوية معه "فاألبوان يعتبران أحيانا" اإلعاقة" خطر على أطفالهم‬
‫العاديين أو على العكس يظنون أن هؤالء قد يضرون بأخيهم المريض وهذه المواقف تؤثر‬
‫على مستويات العالقات" األخوية" (‪.)Scelle R. 1997p109‬‬

‫‪39‬يحس إخوة وأخوات الطفل المعاق بامتيازه عنهم في كسب أبويه حيث يعتبر ‪ Freud‬أن‬
‫الرغبة األساسية لكل طفل هي أن يستحوذ على حب أبويه و امتالكهم‪Marc E.( .‬‬
‫‪ )Picard D. 1989, p87‬و أن قصور الطفل يدفع باألبوين إلى االهتمام" به مما يجعله‬
‫مستفيدا و يدفعه إلى الركود وعدم الرغبة في االستقاللية للمحافظة على هذا االهتمام"‬
‫واالمتياز‪ .‬فالطفل برأي ‪ V. Satir‬يقدم" مطالبه العاطفية واللغوية باستغالل ضعفه‪،‬‬
‫والشفقة التي يثيرها‪ .‬والمرضى بارعون في جلب التعاطف والتفاني لدى اآلخرين (‪Satir‬‬
‫‪ )V. 1982, p16‬و كل هذا قد يدفع باإلخوة واألخوات إلى نبذ المعاق‪.‬‬

‫‪40‬إن إحساس الغيرة يعتبره فرويد حالة عادية مثل الحزن‪ ،‬بل هي شعور يدفع إلى الرغبة‬
‫في التفوق والمنافسة يساعد هذا الشعور األطفال على تسيير عدوانيتهم‪ ،‬لكنه يتطلب‬
‫التساوي في المستوى و القدرات‪ ،‬أما اإلعاقة" فهي تمنع من التساوي‪ ،‬وبالتالي من الشعور‬
‫بالغيرة‪ .‬وإن أحس بها اإلخوة فقليل ما يعبرون عنها "إن إخوة الطفل المعاق قليال ما‬
‫يعطون ألنفسهم الحق في طلب المواساة وتخفيف اآلالم من آبائهم"‪Scelle R. 1997,( .‬‬
‫‪)p72‬‬

‫‪41‬تأثير اإلعاقة" على الوحدة األسرية‪ :‬إن حاجة الطفل المعاق إلى اآلخر‪ ،‬وخاصة إذا‬
‫كانت استقالليته منعدمة‪ ،‬يتطلب باستمرار تجنيد شخص من األسرة معه وغالبا ما تكون‬
‫األم‪ .‬مما يدفعها إلى إهمال مجاالت أو عالقات أخرى‪ ،‬كالعالقة الزوجية أو عالقتها مع‬
‫األطفال اآلخرين فقصور الطفل يفرض على األسرة إعادة تنظيم حيث أن الفراغ الذي‬
‫تتركه األم بسبب اهتمامها به سيعوض بطريقة ما إلعادة إيجاد" التوازن‪.‬‬

‫‪42‬إن مرافقة المعاق تتطلب تحمل نظرات وتركيز اآلخرين عليه‪ ،‬بما في ذلك تساؤالتهم و‬
‫تعليقاتهم‪ .‬ولذلك فإن اإلعاقة تحد من العالقات" مع العالم الخارجي‪ ،‬إما بدافع الخجل أو‬
‫بدافع حماية الطفل من اإلحباطات‪ ،‬التي تسببها نظرات اآلخرين التي تظهر الشفقة‪.‬‬

‫‪43‬و في بعض الحاالت تنعزل األسرة خوفا من عدم تحمل الطفل لكثرة الغرباء؛ أو نظرا‬
‫لحاجاته الملحة‪ ،‬التي تحرج األم خالل زيارتها لآلخرين‪ ،‬فالكثير من األمهات صرحت‬
‫بأنها منذ والدة المعاق لم تحضر المناسبات" العائلية بسبب اإلعاقة‪.‬‬

‫‪44‬يعتبر ‪ R Scelles‬أن إخوة الطفل المعاق لهم عالقات" اجتماعية أقل من اآلخرين وهذه‬
‫الحالة تثير تفاقم" االضطرابات" األسرية‪)Scelle R. 1997, p134( .‬‬

‫‪45‬دور األسرة في نمو الطفل المعاق‪ :‬يتاح للطفل التعرف على عالمه الخارجي باستعمال‬
‫مختلف الحواس‪ ،‬فيبني انطالقا منها صورة عن واقعه ‪ ،‬وفي غياب أحد هذه الحواس تثبت‬
‫مجموعة الطرق األخرى التي على أساسها يستطيع المعاق أن يبني صورة نوعا ما‬
‫مترابطة عن الواقع ولكنها مختلفة (‪)Aimard P. -MorgonA. 1985, p13‬‬

‫‪46‬فاألطـفال المـعاقون في نمو دائم حيث تبنى سـلوكاتهم انطـالقا من قـصورهم‪ ،‬فنمو‬
‫الطفل المعاق يتطلب نوعا من التحكم والوعي لدى اآلباء إذ عليهم حمايته وفي نفس الوقت‬
‫إعطائه الفرص لتنمية قدراته؛ أما محاولة إبعاد كل الصعوبات‪ ،‬التي تعترضه‪ ،‬فتجعله ال‬
‫ينمي هذه القدرات وال يبحث عن حلول للمشكالت‪.‬‬

‫‪47‬ينمي الطفل تصورات و يعتبر نفسه فيها "مستفيدا"" من العالقة مع المحيط‪ .‬وفي هذه‬
‫الحاالت يتكون لديه إحساس ضعيف بالتحكم‪ ،‬والتأثير في محيطه‪ ،‬مما يؤدي إلى انعدام أو‬
‫نقص النشاط‪ ،‬في البحث عن األمن في الحاالت المقلقة‪.‬‬

‫‪48‬إن األم‪ ،‬في حالة معاناتها من اضطرابات" عالئقية مع الزوج‪ ،‬تجد مكانتها وأهميتها في‬
‫االهتمام" بالطفل المعاق‪ ،‬خاصة إذا" تمكن باقي األطفال من اكتساب االستقاللية الذاتية‬
‫"يفيد مرض الطفل في حماية األم من قلقها الداخلي‪)Mannpni M. 1964, p10(" .‬‬
‫فتصبح نشاطات األم مرتكزة على إعاقة" الطفل‪ .‬لكن المريض ال ينقص من ألم والديه و‬
‫إنما يوجه التركيز نحو ذاته‪.‬‬

‫العالج النفسي‬
‫?‪13 Huber, W., Les psychothérapies, quelle thérapie pour quel patient‬‬
‫‪Ed Nathan, Paris, 1993, p. 57.‬‬
‫‪49‬تعبر عملية العالج النفسي عن النشاط الفعلي الذي يعكس أهمية وفاعلية علم النفس‪،‬‬
‫حيث تمثل جانبه الوظيفي‪ ،‬وهي وضعية تفاعلية واعية مصممة من أجل التأثير على‬
‫االضطراب السلوكي‪ ،‬وحاالت المعاناة التي تتطلب عالجا بطرق نفسية في اتجاه نحو‬
‫هدف متفق عليه‪.133‬‬

‫‪50‬وتتأثر تقنيات العملية العالجية‪ ،‬باعتبارها الجانب النشيط لعلم النفس‪ ،‬بتطور نظريات‬
‫ومدارس هذا األخير‪ ،‬التي تتفق في موضوع الدراسة وتختلف في كيفية تناول هذا‬
‫الموضوع‪ ،‬ففي الستينيات كانت وجهة نظر علم النفس متمركزة على المدارس ثم تطورت‬
‫في الثمانينيات لتركز على االضطرابات التي يعاني منها المريض‪ .‬ثم توجه التركيز نحو‬
‫منشأ االضطرابات‪ .‬وأصبح تدخل المختص النفسي لمساعدة فرد أو أكثر يأخذ بعين‬
‫االعتبار أن مشاكله هي مشاكل أسرته ككل‪ ،‬فيتم التدخل في دراسة العالقات بين أفراد"‬
‫األسرة‪ .‬التي تتطلب بدورها دراسة وتحليل لنوعية االتصاالت" بينهم‪.‬‬

‫‪51‬فنشأ العالج األسري‪ ،‬الذي هو طريقة عالجية يتم فيها تناول األسرة‪ ،‬كوحدة في نشاط‬
‫مستمر‪ ،‬تعرف بالتفاعالت" الواقعة بين األفراد‪ ،‬وليس بمجموع أفرادها‪ .‬ففهم األسرة‬
‫كنسق يركز على تحليل نشاطها الذي يظهر في وجهتين‪:‬‬

‫الطاقة التي تحرك الوحدة‪.‬‬

‫انتقال وسير األخبار والمعاني‪.‬‬

‫المقاربة النسقية‬
‫‪52‬تعرف على أنها العالج النفساني الذي يسعى لدراسة االتصاالت‪ "،‬وأشكال التفاعل‬
‫داخل األسرة حيث يمكن تحسين شبكة العالقات" باستخدام" المقاربة الجماعية و هو تيار‬
‫نتج عن تبني فكرة ذات" أصل بيولوجي‪ ،‬هي نظرية النظم العامة‪ ،‬و مفادها أن الكل يشكل‬
‫وحدة خاضعة لقوانبن تختلف عن القوانين التي تحكم كل جزء على حدى‪.‬‬

‫المفاهيم األساسية‬
‫‪53‬النسق‪ :‬كلمة يونانية تعني مجموعة منتظمة تتناول نظرية االنساق األسرة باعتبارها‬
‫وحدة في توازن دائم"‪ .‬و هي مجموعة من العناصر متفاعلة فيما بينها‪ .‬خاضعة لمجموعة‬
‫من الخصائص و لها حدود‪ .‬تختلف القوانين التي تنظمها عن تلك التي تنظم األفراد‪.‬‬

‫‪54‬التواصل بين األجيال ‪ :‬فاألسرة تحوي على األقل جيلين أو ثالثة أجيال (ابن‪ ،‬أب‪ ،‬جد)‬
‫و إن كل جيل يتأثر و يؤثر في األجيال األخرى‪ .‬ويرى بوفين (‪ )Boven‬أن اختالل‬
‫وظيفي على مستوى األجيال الثالثة المتتالية يتسبب في ظهور الذهان لدى أفراد" الجيل‬
‫الثالث‪.‬‬

‫‪55‬االتصاالت المتناقضة" ‪ :‬توجد رسائل متناقضة في االتصاالت‪ "،‬أي هناك عدم اتفاق" و‬
‫تناقض" بين االتصال اللغوي و طريقة التعبير أو اإليماءات" المرافقة مما يحدث اضطراب‬
‫على مستوى االتصال داخل األسرة‪ ،‬كأن تدعو األم طفلها لتحضنه‪ ،‬و تنفر منه إذا اقترب‬
‫منها‪ .‬و ترى ‪ V. Satir‬أن هذا النوع من االتصاالت" بين األبوين يجعل الطفل في وضعية‬
‫مبهمة و مضطربة‬

‫‪56‬المريض المحدد ‪ Le patient désigné‬هـو أحد أفراد" األسرة تظهر عليه أعراض‬
‫مرضية أو اضطرابات سلوكية‪ ،‬هذه األعراض تحدث توازن خاص على مستوى النسق‪.‬‬
‫فالمريض المحدد هـو الحامل ألعراض االضطرابات داخل النسق‪Le Porteur du(. .‬‬
‫‪)Symptôme‬‬

‫خصائص الوحدة األسرية‬


‫‪57‬الوحدة‪ :‬ال تعرف األسرة بمجوع أفرادها وإنما بمجوع الروابط والتفاعالت التي تجمع‬
‫أفرادها" في كل متجانس‪.‬‬

‫‪58‬المحافظة على التجانس‪ : Homéostasie‬أن األسرة في ديناميتها و تفاعلها الدائم مع‬


‫المحيط الخارجي في تغير مستمر حسب المستجدات" الخارجية و حسب نمو أفرادها‪،‬‬
‫فعندما يهتـز التجانس األسري يبذل مختلف األفراد الكثير من الطاقة للمحافظة عليه(‪Satir‬‬
‫‪.)V. 1982p14‬‬

‫‪59‬القدرة على التغير ‪ :‬وهي المرونة التي تتصف بها الوحدة األسرية الخالية من‬
‫االضطرابات‪ "،‬و هي تلك القدرة التي تجعل األسرة تتغير من حيث تنظيمها و مكانات‬
‫أفرادها" للتكيف مع وضعية جديدة؛ حيث أن فقدان" أحد األفراد يعيد تنظيم كل النسق‪،‬‬
‫فتتغير المكانات" والعالقات وكل فرد عليه اتخاذ مكانة جديدة وفقا لآلخـرين‪ ،‬هذا التغير‬
‫ينشئ نسق جديد متكيف مع الواقع الجديد(‪.)Picard D. 1998p69‬‬

‫‪60‬تساوي األعراض مع الغايات" ‪ : Equifinalité‬في حالة تصلب النسق ومقاومته للتغير‬


‫تظهر األعراض التي تؤدي وظيفة المحافظة على التجانس‪ ،‬فاألزمات األسرية تتناسب مع‬
‫عدم قدرة النسق المتصلب على إستدخال التغير(‪.)Marc E. Picard D. 1989p196‬‬

‫‪61‬و لفهم مـعـنـى أعـراض الـطـفـل عـلـيـنـا البحث أوال لدى اآلباء (‪Mannoni, M. ,‬‬
‫‪)1964, p. 79‬‬
‫‪62‬فهذه الطاقة داخل النسق بفعل االضطرابات العالئقية قد تصبح سلبية وتؤثر على الطفل‬
‫فتظهر عليه األعراض و بالتالي يجسد الطفل معاناة الجماعة األسرية (‪Scelle R.‬‬
‫‪)1997p52‬‬

‫عمل المعالج في النظرية النسقية‬


‫تحديد وظيفة العرض‪.‬‬

‫طرح أسئلة تتيح لكل عنصر بالتعبير‪.‬‬

‫مساعدة األسرة على إيجاد" توازن في غياب العرض‪.‬‬

‫إدخال تغيير في النسق (بأخذ مكان فيه)‪.‬‬

‫نتائج الدراسة‬
‫‪63‬توصلنا من خالل هذا البحث إلى أن االضطرابات" العالئقية داخل األسرة تؤثر على نمو‬
‫الطفل سواء كان معاقا" أو غير معاق و أن التربية المتخصصة للطفل المعاق ال يمكن أن‬
‫تأتي بنتائج إيجابية إذا كان الطفل يعيش في جو أسري مضطرب‪ .‬و أن العالج األسري‬
‫لالضطرابات العالئقية يؤدي إلى تسوية االضطرابات السلوكية و اضطرابات" النمو التي‬
‫يعرضها الطفل‪.‬‬

‫‪64‬ما الحظناه عند دراستنا لالضطرابات" مع عينة الدراسة هو أن االضطرابات تختلف‬


‫من حالة ألخرى و لها مستويات‪ ،‬فقد تتوقف عند طرق االتصال أو تتعمق إلى المستوى‬
‫العالئقي‪ ،‬وفي حاالت أخرى يكون االضطراب على مستوى شخصية األفراد"‪.‬‬

‫‪65‬واكتشفنا أن االضطرابات" العالئقية خاضعة لقوانين النمو فيبدأ االضطراب على‬


‫المستوى االتصالي‪،‬وإذا استمر سيبني كل طرف تصورات عن نظرة اآلخر له‪ .‬و انطالقا‬
‫من هذه التصورات تكون ردود أفعال و سلوكات يتعود عليها كل طرف فيتحول‬
‫االضطراب إلى المستوى العالئقي‪ .‬يتأثر كل طرف بعالقته مع اآلخر فيبني على أساسها‬
‫تصوراته عن ذاته وتكون بذلك االضطرابات" قد تعمقت إلى مستوى بناء الشخصية‪.‬‬
‫‪66‬هذا االختالف في مستوى و عمق االضطرابات يفرض على المعالج األسري أن يحدد‬
‫مستوى االضطرابات قبل التخطيط للطريقة العالجية المناسبة و استطعنا تحديد (انطالقا"‬
‫من عينة الدراسة) ثالثة مستويات ممكنة لالضطرابات" داخل األسرة هي‪:‬‬

‫االضطرابات" االتصالية‬
‫‪67‬تتمثل هذه االضطرابات في طريقة االتصال‪ ،‬والتعبير عن المشاعر‪ ،‬واأللفاظ‬
‫المستعملة و شدة الصوت‪ ،‬حيث تكون المشاعر موجودة والتصورات إيجابية لكن طريقة‬
‫التعبير مختلة‪ .‬يضطر الزوجان في الحياة اليومية إلى الحديث عن متطلبات مادية‪ ،‬أو‬
‫إعطاء انتقادات" ومناقشات تفرضها مواقف" التجربة الحياتية‪ ،‬وغالبا ما تنشأ الشجارات‬
‫بسبب األلفاظ المستعملة أو شدة الصوت‪.‬‬

‫‪68‬يكتفي المعالج مع هذه الحاالت بتوعية العمالء‪ ،‬وتنبيههم ألهمية الحوار المجدي والبناء‪.‬‬
‫وقد يلجأ إلى تعليمهم‪ ،‬معا أو كل على حدى‪ ،‬الطريقة المثلى لالتصال‪ ،‬ونقد اآلخر دون‬
‫التسبب في جرحه أو إيذائه‪.‬‬

‫االضطرابات" العالئقية‬
‫‪69‬يكمن االضطراب‪ ،‬في هذه الحاالت‪ ،‬على مستوى التصورات والمكانات‪ ،‬كالتنازع على‬
‫السلطة‪ ،‬أو اللجوء إلى التعميم و الحكم‪ ،‬في حالة حدوث خطأ من طرف اآلخر والخالف‬
‫في هذه الحاالت يؤدي إلى سلوكات عدوانية‪ ،‬قد تكون جسدية‪ ،‬معنوية أو لفظية‪.‬‬

‫‪70‬ويرتكز التعامل مع اآلخر على أساس ردود األفعال‪ ،‬دون اعتبار مكانته وأهميته‪ .‬فكل‬
‫سلوك يقابله من الطرف اآلخر رد فعل أقوى منه‪.‬‬

‫‪71‬ال يكتفي المعالج بإصالح المظاهر االتصالية لالضطراب وإنما يتجاوزه إلى تحديد‬
‫المكانات وتوضيح التصورات وتقسيم السلطة‪.‬‬

‫‪72‬تتطلب العملية العالجية‪ ،‬مع هذه الحاالت مقابالت فردية وأخرى جماعية‪ ،‬يتم من‬
‫خاللها تحديد األبعاد" وتوضيحها‪ ،‬واالعتراف بالمكانات وإعادة النظر في القوانين التي يتم‬
‫على أساسها تقسيم السلطة داخل األسرة ومن خالل الحصص الفردية يعمل المعالج على‬
‫جعل كل طرف يركز على إيجابيات اآلخر ويدفعه إلى االعتراف بتقديره له‪.‬‬

‫االضطرابات" الشخصية‬
‫‪73‬في هذه الحاالت يكون االضطراب أعمق‪ ،‬وتعم تأثيراته كل أفراد األسرة والعالقات"‬
‫داخلها‪ .‬إذ يكون على مستوى بناء شخصية أحد األبوين أو هما معا‪ ،‬كمعاناة أحدهما من‬
‫الحرمان‪ ،‬أو مروره بتجارب قاسية في أسرته الخاصة‪.‬‬

‫‪74‬فيلجأ المعالج إلى دراسة شخصية كال األبوين حيث يعود من خاللها إلى تكوين أسرة‬
‫كل منهما ومكانته فيها‪ ،‬وطبيعة التربية التي تلقاها‪ ،‬ومستوى العالقات التي ربطته مع آبائه‬
‫وإخوته‪.‬‬

‫‪75‬تتطلب هذه الحاالت مقابالت فردية‪ ،‬وثنائية لكل أفراد" األسرة‪ ،‬حسب الحاجة التي‬
‫تتطلبها العملية العالجية ثم مقابالت أسرية يتم فيها جمع كل أفراد األسرة‪ .‬فيقوم المعالج‪،‬‬
‫خالل هذه الحصص‪ ،‬على إشراك أفراد األسرة في مساعدة األب أو اآلم‪ ،‬على تخطي‬
‫الحواجز التي تمنعه من عقد عالقات سوية معهم وذلك بجلبه نحو الوعي بأهمية تحقيق‬
‫العاطفة‪ ،‬وجعله يكتشف العالقات" الوجدانية‪ ،‬ويتعرف عليها إن كان لم يعشها من قبل‪.‬‬

‫‪76‬ويتم تحقيق هذه األهداف" من خالل إعطاء المعالج لألفراد تدريبات وواجبات منزلية‬
‫يقومون بها مع الشخص المقصود‪.‬‬

‫اضطرابات" العالقة مع الطفل‬


‫‪77‬إن عجز الطفل عن التعبير في حالة عدم رضاه يجعل نموه يتميز بنوع من الركود‬
‫وأحيانا يدفعه إلى تنمية سلوكات مضطربة أو إلى أمراض نفس‪ -‬جسدية‪ .‬فاضطرابات‬
‫الطفل ما هي إال وسائل يلجأ إليها للتعبير عن مطالبه أو عن عدم فهمه لوضعية معينة أو‬
‫رفضه لهذه الوضعية‪ ،‬و تتأثر العالقات حسب تفهم الكبار للطفل و لسلوكاته‪ ،‬و حسب‬
‫ردودهم تجاه هذه السلوكات‪ .‬و بالتالي على المعالج أن يتدخل على مستوى األولياء‬
‫لتوعيتهم وتعليمهم كيفية فك الحواجز التي تعيق نمو الطفل‪ ،‬وكيفية تدعيم ملكات الطفل‪ ،‬و‬
‫مساعدته على التعبير اللّفظي و المباشر بمنحه الفرص والتجارب الفعلية لممارسة هذه‬
‫المكتسبات‪.‬‬
‫نتائج تطبيق العالج األسري‬
‫‪78‬بعد دراستنا لنوعية و مستوى االضطراب داخل األسرة ركزنا على كيفية عالجها و‬
‫التي تمثل في محاولة إحداث تغيرات على مستوى األسر التي شكلت عينة الدراسة‪ ،‬حيث‬
‫برزت لنا أهمية أحد العوامل المؤثرة في العالج األسري و هو عامل المرونة و نقصد به‬
‫مدى تقبل األفراد لعملية التغير‪ .‬تختلف األسر من نسق آلخر في درجة المرونة‪ ،‬و هي‬
‫متعلقة بمدى النضج الوجداني لدى األفراد خاصة الوالدين‪ ،‬و بمدى تقديرهم لذاتهم‬
‫ولآلخرين هذا من جهة‪ ،‬و من جهة أخرى تلعب الثقة بالنفس و باآلخر دورا هاما في‬
‫تحديد مدى تفتح أو انغالق النسق على العالم والمحيط و مدى تقبله لالختالف‪ .‬تمكننا خالل‬
‫العمل التطبيقي من تمييز مستويات متباينة من مرونة األنساق و حددناها" كالتالي‪:‬‬

‫المبادرة‪ :‬في هذا المستوى يتمتع األفراد" باليقظة و الدقة في مالحظة االضطرابات" النفسية‬
‫أو العالئقية‪ ،‬مما يجعل لديهم الوعي الكافي بضرورة التغير‪ ،‬فيبادرون به وأحيانا يلجأون‬
‫إلى المختص النفسي لطلب المساعدة‪ .‬يقتصر عمل المعالج مع هذه الحاالت على التوجيه‬
‫و اإلرشاد‪.‬‬

‫التقبّل‪ :‬يتمثل هذا المستوى في تقبل الرأي اآلخر و االقتناع" به و عدم اعتبار أن تبني‬
‫الرأي اآلخر أو الجديد مساس بقيمة الذات أو نقد لها مع هذه الحاالت يعمل المعالج على‬
‫لفت األنظار‪ ،‬نحو ضرورة التغير‪.‬‬

‫التردد‪ :‬و هو تقبل رأي اآلخر و عدم االعتراف بذلك‪ ،‬مع الدفاع" عن الرأي الخاص خوفا‬
‫من المساس بقيمة الذات و مكانتها لدى اآلخر‪ .‬يعمل المعالج في هذه لحالة على تجنيب‬
‫األفراد" حالة الشعور بالذنب‪ ،‬قبل البدء بإقناعهم" بضرورة التغير وتدعيم ثقتهم لتشجيعهم‬
‫على إدخال التغيرات‪.‬‬

‫اإلنكار‪ :‬و هي حالة التشدد و التمسك في الرأي و مقاومة التغير مع اإلصرار على‬
‫المواقف المعتادة‪ .‬يحتاج المعالج مع هذه الحاالت إلى التعمق أكثر في الدراسة لكسب ثقة‬
‫األفراد" وإقناعهم" بضرورة التغير‪ ،‬كما يستحسن أحيانا أن يحاول ذلك مع كل فرد على‬
‫حدى‪.‬‬
‫الرفض‪ :‬وهي حالة االعتراض عن الرأي اآلخر و التشكيك في صحته‪ ،‬مع استبعاد‬
‫ضرورة التغير وإمكانيته‪ .‬يحتاج المعالج هنا إلى دراسة تاريخ كل من األبوين و أنواع‬
‫التربية التي تلقاها" كل منهما‪ ،‬ليستكشف الطرق الفعالة لإلقناع بضرورة التغيير‪.‬‬

‫الهروب‪ :‬وهو عدم الرغبة في المواجهة‪ ،‬و تفادي الوضعية العالجية‪ ،‬ومع هذه الحاالت‬
‫ليس بإمكان المعالج أي شيء ألن األفراد" يفضلون استمرار المعاناة على أن يقتنعوا برأي‬
‫جديد أو يدعون إلى التغير‪.‬‬

‫‪79‬فاتضح أن العملية العالجية تتطلب أربعة مراحل مهما كان مستوى االضطراب ومدى‬
‫انتشاره‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬يتم فيها تحديد األعراض والتعرف على االضطرابات" الدافعة لها‬
‫وتوضيح طبيعة العالقات و االتصاالت و ثقافة" الحياة األسرية‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬هي أصعب وأهم مرحلة حيث يتوقف عليها إما نجاح أو فشل العملية‬
‫العالجية وهي عملية التوعية التي يتم من خاللها تفسير األعراض وربط االضطراب‬
‫بأسباب" األعراض‪ .‬كما يتم خاللها التحضير النفسي لألفراد ودفعهم نحو الشعور بالرغبة‬
‫في التغير وتغيير اآلخر‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة العالج الواعي وفيه يتم االشتراك مع األفراد قصد التغيير تدريجيا‬
‫حسب طبيعة الحياة األسرية وطبيعة االضطراب‪.‬‬

‫المرحلة الرابعة‪ :‬يتم فيها متابعة التغيرات ونتائجها ثم العمل على تعميمها على كل أفراد"‬
‫األسرة وفي كل المجاالت‪ ،‬كما يتم تكييف وتوحيد الجهود وتدعيم الثبات على اإليجابيات"‪.‬‬

‫‪80‬يوضح االختالف والتشابه بين األسر المدروسة بأن العملية العالجية لألسرة تنطلق‬
‫أساسا من خصوصيتها وثقافتها‪ ،‬فمثال تطلبت مع إحدى الحاالت التركيز على العالقة‬
‫الزوجية قبل باقي العالقات‪ "،‬بينما مع حاالت أخرى كانت معالجة العالقة الزوجية تتطلب‬
‫مسبقا تسوية العالقات" بين األب وأبنائه‪ ،‬أما فيما يخص مستوى التدخل وطريقته فتفرضه‬
‫طبيعة الحياة األسرية ومستوى االضطراب الذي يؤثر عليها‪.‬‬
‫تبرز نتائج هذا البحث أهمية تقدير األسرة من أجل مساعدة األفراد على تحقيق الصحة‬81
‫ و تكشف بأن مجال العالج األسري ال يزال بحاجة إلى استثمار الباحثين و خاصة‬.‫النفسية‬
‫ من أجل تأسيس طرق علمية خاصة بثقافة" األسرة الجزائرية‬،‫في مجتمعنا الجزائري‬
‫ وهذا من شأنه أن يساهم في إثراء العمل‬،‫لدراستها و معالجة االضطرابات" داخلها‬
.‫العالجي بصفة عامة‬

Top of page
Bibliography
DOI are automaticaly added to references by Bilbo, OpenEdition's
Bibliographic Annotation Tool.
Users of institutions which have subscribed to one of OpenEdition
freemium programs can download references for which Bilbo found a
DOI in standard formats using the buttons available on the right.
1- Chiland, C, L'enfant, la famille, l'école, Paris, Ed PUF, 1993.
DOI : 10.3917/puf.chila.1993.01

2- Picard, D, Politesse, savoir-vivre et relations sociales, Paris, Ed


PUF, 1998.

3- Marc, E. ; Picard, D, L'interaction Sociale, Paris, Ed PUF, 1989.

4- Poussin, G., La fonction parentale, Ed Dunod, 1999.

5- Salim, G, L'approche thérapeutique de la famille, Paris, Ed Milar


Masson, 1990.
DOI : 10.1016/S1627-4830(05)82610-8

6- Wallon, H, L'évolution psychologique de l'enfant, Alger, Ed


ENAG, 1994.
7- Wallon, H, L'enfant turbulent, Paris, Ed PUF, 1925.

8- Bruner, J. S., Le développement de l'enfant savoir faire – savoir


dire, Paris, Ed PUF, 1983.

9- Guidetti, M. ; Tourrette, C., Handicaps et développement


psychologique de l'enfant, Paris, Ed Armand Colin, 1999.

10- Mannoni, M., L'enfant arriéré et sa mère, Paris, Ed Seuil, 1964.

11- Berger, M., Pratique des entretiens familiaux, Paris, Ed PUF,


1987.

12- Elkaim, M., Panorama des thérapies familiales, Paris, Edition du


Seuil, 1995.

13- Aimard, P., Morgon, A, L'enfant sourd, Paris, Ed PUF, 1985.

14- Durning, P., éducation familiale, acteurs, processus et enjeux,


Paris, Ed PUF, 1995.

15- Scelles, R., Fratrie et handicap, Paris, Ed l'Harmattan, 1997.

16- Satir, V., Thérapie du couple et de la famille, édition EPI, 1982.

17- Huber, W., Les psychothérapies, quelle thérapie pour quel patient?
Alger, Ed ENAG, 1994.

18- Castellon, Y., La famille, Paris, Ed PUF, 1982.


19- Rochat, P., « Conscience de soi et des autres au début de la vie »,
in Enfance, Paris, PUF, 1/2003, pp. 39-47.
DOI : 10.3917/enf.551.0039

20- Blaise, P., « Attachement et psychopathologie », in Enfance, Paris,


PUF, 1/2003, pp. 74-80.

Top of page
Notes
1 Wallon, H, L'évolution psychologique de l'enfant, Ed ENAG, 1994,
p. 42.

2 Scelle, R., Fratrie et handicap, éd. L'Harmattan, 1997, p. 25.

3 Satir, V., Thérapie du couple et de la famille, Ed EPI, 1982, p. 32.

4 Picard, D,. Politesse, savoir-vivre et relations sociales, Ed PUF,


1998, p. 69.

5 Marc, E. , Picard, D, L'interaction sociale, Paris, Ed PUF, 1989, p.


176.

6 Castellon, Y, La famille, Paris, Ed PUF, 1982, p. 56.

7 Poussin, G, La fonction parentale, Paris, Ed Dunod, Paris, 1999, p.


123.

8 Blaise, P. , « Attachement et psychopathologie », in Enfance, Paris,


PUF, 1/2003, (74/80), p. 76.
9 Bruner, J. S., Le développement de l'enfant – savoir faire – savoir
dire, Paris, Ed PUF, 1983, p. 103.

10 Guidetti, M. , Tourrette, C. , Handicaps et développement


psychologique de l'enfant, Paris, Ed Arman Colin, 1999, p. 8.

11 Aimard, P., et Morgon, A., L’enfant sourd, Paris, Ed PUF, 1985, p.


70.

12 Mannoni, M., L'enfant arriéré et sa mère, Paris, Ed Seuil, 1964, p.


26.

13 Huber, W., Les psychothérapies, quelle thérapie pour quel patient?


Ed Nathan, Paris, 1993, p. 57.

Top of page
References
Bibliographical reference
/ Insaniyat ,» ‫ اإلعاقة" و العالج األسري‬،‫ « العالقات األسرية‬,‫ليلى سليمان مسعود‬
.28-11 ,2005 | 30-29 ,‫إنسانيات‬

You might also like