Professional Documents
Culture Documents
ملخص:
تهدف هذه الدراسة الى الكشف عن العالقة بين أساليب المعاملة الوالدية الخاطئة و االنسحاب االجتماعي لألطفال
المتأخرين ذهنيا ،حيث أن الدراسة تمت بالمركز النفسي البيداغوجي لألطفال المعاقين ذهنيا بالجلفة بناءا على وجود فئة
كبيرة من االط فال المتمدرسين بالمركز تعاني من ظاهرة االنسحاب االجتماعي نتيجة غياب الوعي االسري في التعامل
مع هذه الفئة ،باعتماد أساليب( االهمال ،النبذ والرفض ،التفرقة بين االبناء).
ومن أجل تحقيق أهداف هذه الورقة البحثية تم استخدام االستبيان والمقابلة كأداتين لجمع البيانات ،وقد تم بناؤهما
بالرجوع إلى الدراسات السابقة والتراث النظري المتعلق بالموضوع واالستعانة ببعض نماذج االستبيانات ،وتم استخدام
عينة مكونة من 30طفل متأخر ذهنيا متمدرسين بالمركز البيداغوجي لألطفال المعاقين ذهنيا بالجلفة ،وتوصلت الدراسة
الى وجود عالقة ارتبا طية إيجابية قوية الشدة بين االنسحاب االجتماعي لال طفال المتأخرين ذهنيا وأساليب المعاملة
الوالدية الخاطئة ( االهمال ،النبذ والرفض ،التفرقة بين االبناء).
اشكالية الدراسة:
ان من اهم النعم التي انعم هللا بها على االنسان انما هي نعمة العقل التي ميزه هللا بها عن سائر مخلوقاته وقد يولد
االنسان وهو يعاني من تأخر في هذه الوظيفة حيث يحتاج الى معاملة وعناية خاصة وهنا نخص بالذكر فئة االطفال
المتخلفين ذهنيا .
هذه الفئة التي تعاني في الكثير من االحيان من مشاكل مختلفة خاصة على المستوى االجتماعي ودرجة التقبل من
الوالدين واساليب المعاملة الخاطئة التي تتضمن أسلوب االهمال و اسلوب النبذ و الرفض و اسلوب التفرقة بين االبناء،
قد ينجم عنها ردود فعل سلبية بالنسبة لهذه الفئة التي تستوجب عناية خاصة ولعل من اهمها لجوء الطفل المتخلف ذهنيا
الى االنسحاب االجتماعي ،وهذا ما تطرقت اليه بعض الدراسات ومنها دراسة سمية جميل ( ،)1990حيث هدفت
الدراسة إلى التعرف على الفروق في اتجاهات األب واألم في تقبل الطفل المتخلف عقليا ً ،و معرفة العالقة بين تقدير
الذات ومفهوم الذات لدى الطفل المتخلف باالتجاهات الوالدية نحوه ،وقد وجدت عالقة موجبة بين عدم تقبل كل من األب
واألم إلصابة االبن المتخلف ومفهوم الذات لديه ،ودراسة سامية محمد محمود عطية ) ( 2001حول إساءة معاملة
األطفال المتخلفين عقليا ً القابلين للتعّلم ،وقد هدفت الدراسة إلى الكشف عن اإلساءة التي يتعرض لها األطفال المتخلفون
عقليا ً القابلون للتعلم ،ومدى عالقة ذكاء هؤالء األطفال بمقدار اإلساءة الموجهة لهم ،ومدى تأثير الصراع األسري فيهم،
وقد أسفرت النتائج عن وجود اختالل وظيفي ألسر األطفال المتخلفين عقليا ً المسيئة من خالل أنظمة األسرة .
من خالل ما سبق اردنا تسليط الضوء على هذه الموضوع من خالل التساؤل الرئيسي الذي مفاده:
هل توجد عالقة ذات داللة احصائية بين االنسحاب االجتماعي لألطفال المتأخرين ذهنيا وأساليب المعاملة
الوالدية الخاطئة ( االهمال ،النبذ والرفض ،التفرقة بين االبناء) لدى االطفال المتمدرسين بالمركز النفسي البيداغوجي
لألطفال المعاقين ذهنيا بالجلفة ؟
وفي هذا السياق جاءت تساؤالت الدراسة على النحو التالي:
1ـ هل توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين االنسحاب االجتماعي لدى الطفل المتأخر ذهنيا وأسلوب اإلهمال الناتج عن
نقص الوعي لدى الوالدين؟
2ـ هل توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين االنسحاب االجتماعي لدى الطفل المتأخر ذهنيا وأسلوب النبذ والرفض من
طرف الوالدين؟
3ـ هل توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين االنسحاب االجتماعي لدى الطفل المتأخر ذهنيا وأسلوب التفرقة بين األبناء ؟
أما بخصوص الفرضيات فهي كالتالي:
الفرضية الرئيسية :ال توجد عالقة ذات داللة احصائية بين االنسحاب االجتماعي لألطفال المتأخرين ذهنيا وأساليب
المعاملة الوالدية الخاطئة ( االهمال ،النبذ والرفض ،التفرقة بين االبناء).
وتنبثق عن الفرضية الرئيسية الفرضيات الجزئية التالية:
1ـ ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين االنسحاب االجتماعي لدى الطفل المتأخر ذهنيا وأسلوب اإلهمال الناتج عن
نقص الوعي لدى الوالدين.
2ـ التوجد عالقة ذات داللة إحصائية بين االنسحاب االجتماعي لدى المتأخر ذهنيا عقليا ً وأسلوب النبذ والرفض من طرف
الوالدين.
3ـ التوجد عالقة ذات داللة إحصائية بين االنسحاب االجتماعي لدى الطفل المتأخر ذهنيا وأسلوب التفرقة بين األبناء.
336
تحديد المفاهيم:
االسرة :األسرة هي الخلية األولى للطفل ينهل منها كل قواعد السلوك والتميز بين الخطأ والصواب (بن زعموش، .1
،2011صفحة )146
اساليب المعاملة الوالدية الخاطئة :ان أساليب معاملة الوالدين الخاطئة للطفل المتخلف ذهنيا ،هي تلك التي تعيق نمو .2
شخصية الطفل في الكثير من جوانبها النفسية والعقلية واالجتماعية ،وتتضمن أسلوب االهمال واسلوب النبذ و
الرفض واسلوب التفرقة بين االبناء .
االنسحاب االجتماعي :عرف كيل و كيتال االنسحاب االجتماعي تعريفا اجرائيا مفاده '' :االطفال المنسحبون اجتماعيا .3
هم اولئك الذين يظهرون درجات متدنية من التفاعالت السلوكية و االجتماعية''( .انجشايري ،2015 ،صفحة )36
فهو احساس الطفل بالعز لة عن االخرين وانطوائه نتيجة عدم التوافق مع االخرين وهو ما ينعكس على سلوكه من
خالل تمركزه حول ذاته .
الطفل المتأخر ذهنيا :يعني أن الوظائف العقلية»متأخرة« أو أنها بتعبير آخر ،لم تتطور بالشكل السليم كما هو متوقع .4
بالنسبة إلى عمر الطفل ،ويواجه األطفال الذين يعانون تأخرا ذهنيا صعوبة في تعلم المسائل الجديدة ،وقد تؤثر على
كافة نواحي التطور عند الطفل ،من تعلم الجلوس والمشي إلى تعلم الكالم واألكل( .فيكرام ،صفحة )162
.1التأخر الذهني:
تعرف الجمعية األميركية التخلف الذهني عام 1994بما يلي :
تمثل اإلعاقة الذهنية عددا من جوانب القصور في أداء الفرد تظهر دون سن 18تتمثل في التدني الواضح في القدرة
العقلية عن متوسط الذكاء ،يصاحبها قصور واضح في اثنين أو أكثر من مظاهر السلوك التكيفي من مثل مهارات االتصال
اللغوي والعناية الذاتية والحياة اليومية واالجتماعية ،والتوجيه الذاتي والخدمات االجتماعية للصحة والسالمة ،والمهارات
األكاديمية ،وأوقات الفراغ والعمل( .سمعان ،2010 ،الصفحات .)771-770
337
. .3فئة التأخر الحادة :وتكون نسبة ذكاء أفرادها أقل من 20درجة( .سمعان ،2010 ،صفحة )771
338
الذهني وحسب جنس الطفل ،حيث يتعرض األطفال األكثر تأخرا للنبذ أكثر من غيرهم ،واإلناث أكثر انسحابا من
الذكور( .سمعان ،2010 ،صفحة )767
.2اعراض االنسحاب االجتماعي :
و يمكن تقسيمها الى نوعين هما :
االعراض العاطفية :
oالشعور باالنفصال عن االخرين و الشعور بالخوف وعدم التأكيد للذات و النبذ و الشعور بالوحدة بين االخرين
oالشعور بالخجل و الشعور بالحساسية و الخنوع
oمشاعر االغتراب وعدم الفهم و الرفض
oمشاعر االفتقار للتقبل و الود و الحب .
اعراض سلوكية :
oتجنب المنسحب الدخول في العالقات االجتماعية
oال يطور المنسحب صداقاته .
oال يتعلم المنسحب قيم االخرين وال يشاركهم اراءهم
oليس للمنسحب ثقة بكفاءاته االجتماعية .
oاالمتناع عن المبادرة في الحديث او اللعب او االهتمام بالبيئة و يقتنع بالمشاهدة( .انجشايري ،2015 ،صفحة
)39
.3اسباب االنسحاب االجتماعي للطفل:
يعتبر سلوك االنسحاب االجتماعي مظهرا من مظاهر سوء التكيف لدى الطفل و ينتج عن عدة عوامل منها :
وجود تلف في الجهاز العصبي المركزي او اضطراب في عمل الهرمونات في الجسم
وجود نقص في المهارات االجتماعية وعدم معرفة الطفل للقواعد االساسية إلقامة عالقات مع االخرين
عدم احترام الطفل و تجاهله من طرف االخرين
رفض االباء ألبنائهم سواء كان ذلك مقصودا او غير مقصود وينتج عن تدني مفهوم الذات لديه وكذلك ميله الى
العزلة وتصبح العالقة مع االخرين ال قيمة لها بالنسبة اليه
الخجل وهو اثر االسباب لالنسحاب االجتماعي شيوعا
وجود تأخر لدى الطفل يسبب له سلوك العزلة و االنطواء فعلى سبيل المثال يميل االطفال المتأخرون ذهنيا الى
االنسحاب و االنطواء و االبتعاد عن نشاطات الحياة فهم يكتفون بالمراقبة و المالحظة و الشرود الذهني و
السبب في ذلك يعود الى كثرة خبرات الفشل المتكرر ومواقف االحباط التي يتعرضون لها ( .انجشايري،
،2015الصفحات )44-43
طرق عالج االنسحاب االجتماعي لدى االطفال المتأخرين ذهنيا : .4
ويمكن مواجهة السلوك االنسحابي لدى االطفال المتأخرين ذ هنيا من خالل استخدام اساليب تدريبية خاصة لتعليم
هؤالء االطفال على التفاعل االجتماعي بطريقة مناسبة مع االقران حيث يتم تعليمهم المبادرة للعب مع االخرين و
االستجابة لمحوالتهم بطريقة مناسبة و استخدام النشاطات و االدوات المناسبة كما ان اشراك هؤالء االطفال في انشطة
اجتماعية مع اقرانهم العاديين او المتأخرين من شانه تنمية عالقاتهم االجتماعية ومن ثم خفض بعض السلوكيات المشكلة
لديهم .
وهذا االشراك يتمثل في خطوات
استخدام التعليمات و الحث على االندماج ولعب االدوار و التغذية الرجعية .
االستعانة بالرفاق ممن تتوفر لديه م مهارات التعامل االجتماعي و اعطائهم التوجيهات التي تساعد على التفاعل
مع الطفل المنسحب اجتماعيا .
التشجيع على االشتراك في االنشطة االجتماعية و الترفيهية (حسن ،2014 ،صفحة )39
ثانيا .الدراسة الميدانية:
.1االجراءات المنهجية:
منهج البحث :من أجل تحقيق أغراض البحث واإلجابة عن األسئلة التي طرحت والتحقق من فرضياتها ت ّم
استخدام المنهج الوصفي التحليلي في دراستنا وسعيا منا وراء تحديد أساليب المعاملة الوالدية الخاطئة ( االهمال،
النبذ والرفض ،التفرقة بين االبناء) للطفل المتأخر ذهنيا.
مجتمع الدراسة :يتكون مجتمع الدراسة من أطفال المركز النفسي البيداغوجي لألطفال المعاقين ذهنيا بالجلفة
المقدر عددهم 120طفل ،وعلى ضوء ذلك يمكن تعيين عينة الدراسة.
عينة الدراسة :تم اختيار عينة عشوائية منتظمة من مجتمع البحث ،تقدر ب 30طفل من ذوي االعاقات البسيطة.
339
جدول رقم( :)01توزيع أفراد العينة وفق جنسهم.
النسبة المئوية التكرار الجنس
%50 15 الذكور
%50 15 اإلناث
%100 30 المجموع
ادوات الدراسة:
باالعتماد على نوع المعلومات والبيانات التي نحن بصدد جمعها ،وعلى الدراسة االستطالعية التي أجربناها تم
االعتماد على األداة األكثر مالئمة إلجراء هذه الدراسة وهي استبيان المقابلة ،وقصد تبسيط المفاهيم ووضع الصورة
النهائية لالستبيان على ضوء المعلومات المأخوذة من بعض البحوث والكتب والمقاييس التي عالجت موضوع الدراسة،
وباالعتماد على مقياس االنسحاب االجتماعي المكون من 16عبارة من إعداد سهير سليمان الصباح( ) 1992وقامت
الباحثة ببناء بطاقة المقابلة لالنسحاب االجتماعي ،عرضت الباحثة أعراض المشكلة على عينة من معلمات األطفال
المتخلفين عقلياً ،وقد سحبت العينة من معهد التربية الخاصة لإلعاقة الذهنية في قدسيا ،ومركز جمعية الرجاء لرعاية
وتأهيل المعوقين ذهنيا ً فرع القنوات بدمشق ،وشرحت الباحثة لك ّل معلمة كل عرض ،وزودت كل معلمة بنسخة من
القائمة ،ثم طلبت منهن تحديد األعراض األكثر تكرارا ً لدى األطفال الذين يشرفن على رعايتهم ،وذلك من خالل مالحظة
كلّ طفل لديهن في الصف ،واعتبرت الباحثة أنه إذا تكررت المشكلة بنسبة ) ( 5 %لدى األطفال تعد مشكلة على درجة
من الشيوع تستدعي الدراسة ،ونتج عن ذلك اعتماد الباحثة المشكلة على أنها شائعة لدى األطفال المتخلفين ،وتم بناء
بطاقة مقابلة االنسحاب االجتماعي
مؤلفة من ) ( 16بندا ً بعد حذف البنود ذات المعاني المكررة والبنود غير المفهومة بعد عرضها على المحكمين ،وهي
موزعة على مجاالت:
-1الخجل واالبتعاد عن اآلخرين.
-2عدم التفاعل االجتماعي.
-3عدم التعاون.
وقد تم االعتماد على دراسة نهى اللحام ) ( 1984حول االتجاهات الوالدية نحو اإلعاقة العقلية وعالقتها بكل من
العالقات داخل األسرة والسلوك التكيفي للمتخلفين عقلياً ،وعرفت كل أسلوب من هذه األساليب ،ثم درست كل أسلوب من
هذه األساليب وقد وضعت البنود التي تقيس مجاالت أساليب المعاملة الخاطئة للطفل المتخلف في وقد بلغ عدد بنود المقابلة
) ( 97سبعا ً وتسعين بندا ً موزعة على مجاالت اإلساءة ،وهي التالية:
-أسلوب التسلط في معاملة الوالدين للطفل.
-أسلوب اإلهمال في معاملة الوالدين للطفل.
-أسلوب النبذ والرفض وإثارة األلم النفسي في معاملة الوالدين للطفل.
-أسلوب التذبذب في معاملة الوالدين للطفل.
-أسلوب التفرقة في معاملة الوالدين للطفل.
-أسلوب المعاملة الوالدية القائم على إنكار الوالدين إعاقة الطفل أحدهما أو كالهما.
-أسلوب االندماج في معاملة الوالدين للطفل.
وقمنا بعرض هذه البنود على عدد من االساتذة المحكمين العلميين الختبار البنود المتصلة باساليب المعاملة الوالدية
الخاطئة ( االهمال ،النبذ والرفض ،التفرقة بين االبناء) التي تم اختيارها ،وقد تم تعديل بعض البنود وحذف بعض البنود،
ومن ثم اعتماد عدد بنود استبيان المقابلة ( )36بندا ً موزعة على األساليب المختارة.
طريقة التصحيح :اإلجابة على عبارات المقياس تظم ثالث مستويات تنتظم على سلم ليكرت كما هو موضح في الجدول
رقم ()2
340
ثبات المقاييس:
استخدم الباحثان درجات العينة التجريبية في حساب الثبات بطريقة ألفا كرونباخ والجدول التالي يوضح ذلك:
الجدول رقم ( :)04معامل االرتباط بين االنسحاب االجتماعي لألطفال المتأخرين ذهنيا وأسلوب اإلهمذال النذاتج عذن نقذص
الوعي لدى الوالدين.
DFمستوى الداللة قيمة SIG قيمة معامل االرتباط()R حجم العينة المتغيرات
** االجتماعي االنسحاب
دال عند 0.01 29 0.000 0.692 30
أسلوب اإلهمال
من خالل الجدول رقم( )04تظهر لنا الجدول أن قيمة SIGالتي هي ( )0,000و هي أقل من مستوى الداللة
( )0,01و قيمة معامل االرتباط ( )Rالتي بلغت ( ) **0.692و عليه فإننا نرفض الفرضية الصفرية ونقبل الفرضية
البديلة التي تقول" :توجد عالقة ارتباطيه إيجابية قوية الشدة بين االنسحاب االجتماعي لألطفال المتأخرين ذهنيا وأسلوب
اإلهمال الناتج عن نقص الوعي لدى الوالدين ،وهذا يتفق مع دراسة سامية محمد محمد عطية ) ( 2001بعنوان" :إساءة
معاملة األطفال المتخلفين عقليا ً القابلين للت ّعلم في المدرسة ،وأسفرت النتائج التحليلية عن وجود اختالل وظيفي ألسر
األطفال المتخلفين عقليا ً المسيئة من خالل أنظمة األسرة.
وهذا االختالل واالهمال يعمل على تأكيد االنسحاب االجتماعي لدى هؤالء االطفال.
الجدول رقم ( :)05معامل االرتباط بين االنسحاب االجتماعي لألطفال المتأخرين ذهنيا وأسلوب النبذ والرفض من طرف
الوالدين.
DFمستوى الداللة قيمة SIG قيمة معامل االرتباط()R حجم العينة المتغيرات
االنسحاب االجتماعي
**
دال عند 0.01 29 0.000 0.602 30 أسللوب النبلذ والللرفض
من طرف الوالدين.
من خالل الجدول رقم( )04تظهر لنا الجدول أن قيمة SIGالتي هي ( )0,000و هي أقل من مستوى الداللة
( )0,01و قيمة معامل االرتباط ( )Rالتي بلغت ( ) **0.602و عليه فإننا نرفض الفرضية الصفرية ونقبل الفرضية
341
البديلة التي تقول" :توجد عالقة ارتباطيه إيجابية قوية بين االنسحاب االجتماعي لألطفال المتأخرين ذهنيا وأسلوب النبذ
والرفض من طرف الوالدين ،وهذا يتفق مع دراسة سمية طه جميل ) ( 1990بعنوان" :مدى تقبل األم واألب لإلصابة
بالتخلف العقلي ،وعالقته بمفهوم الذات ،وتقدير الذات لدى االبن المتخلف عقلياً".
وخلصت الدراسة الى انه توجد عالقة موجبة بين تقبل كل من األب واألم إلصابة االبن المتخلف وتقدير الذات لديه ،وهذا
يؤكد االنسحاب االجتماعي لدى هذه الفئة من المجتمع عند نبذ ورفض الطفل من طرف والديه او احدهما.
مستوى الداللة DF قيمة SIG قيمة معامل االرتباط()R حجم العينة المتغيرات
االنسحاب االجتماعي
**
دال عند 0.01 29 0.000 0.757 30 أسلللللللللاليب المعامللللللللللة
الوالدية الخاطئة
من خالل الجدول رقم( )04تظهر لنا الجدول أن قيمة SIGالتي هي ( )0,000و هي أقل من مستوى الداللة
( )0,01و قيمة معامل االرتباط ( )Rالتي بلغت ( ) **0.757و عليه فإننا نرفض الفرضية الصفرية ونقبل الفرضية
البديلة التي تقول" :توجد عالقة ارتباطيه إيجابية قوية الشدة بين االنسحاب االجتماعي لألطفال المتأخرين ذهنيا وأساليب
المعاملة الوالدية الخاطئة ( االهمال ،النبذ والرفض ،التفرقة بين االبناء) ،وهذا يتفق مع ما ذهبت اليه الدراسات ومنها
دراسة سمية جميل ( ،)1990حيث وجدت عالقة موجبة بين عدم تقبل كل من األب واألم إصابة االبن المتخلف ومفهوم
الذات لديه ،ودراسة سامية محمد محمود عطية ) ( 2001حول إساءة معاملة األطفال المتخلفين عقليا ً القابلين للتعّلم،
وهذا يدل على ان شدة االنسحاب االجتماعي تزداد بزيادة أساليب المعاملة الخاطئة للوالدين للطفل المتأخر ذهنيا ،فالطفل
الذي يعامله والداه أحدهما أو كالهما معاملة خاطئة ،ال تنمو لديه الثقة بنفسه ،وال ينمو مفهوم الذات لديه ،وال تتطور
قدراته ،وال يتسلح بمهارات اجتماعية كافية ومناسبة ،حيث يعيش في مناخ أسري تسوء فيه معاملة والديه له ،فأساليب
المعاملة الخاطئة تدفع الطفل إلى خلق عالم خيالي بديل عن عالم والواقع فإذا انغمس الطفل في هذا العالم هربا ً من واقعه
المؤلم أدى ذلك إلى مشكلة االنسحاب االجتماعي والعزلة عن اآلخرين.
خاتمة وتوصيات:
من خالل ما سلف فان للمعاملة الوالدية الخاطئة عالقة باالنسحاب االجتماعي لدى االطفال المتأخرين عقليا
وهذا ما اثبتته العديد من الدراسات مما يجعلنا نضع المسؤولية على كاهل الوالدين في انسحاب الطفل المتأخر ذهنيا
اجتماعيا حيث يحتاج الدماغ إلى النشاط والتمرين واإلثارة ليتطور جيّدا ً .والطفل الذي يُظهر بعض البطء في تعلّم استعمال
جسده وعقله يحتاج إلى مساعدة إضافية .فبرامج التد ّخل المبكر تعمل مع األطفال والعائالت للوقاية أو للتقليل من التأ ّخر
في التطور .
342
و للوقاية من هذه الظاهرة فالبد على الوالدين او االسرة بالتحلي و االلتزام بجملة من التوصيات اهمها :
تقبل الوالدين لطفلهما الذي يعاني التأخر الذهني .
شغل اوقات الطفل بحيث ال يترك لوحده فيتمركز حول ذاته .
يمكن أن يقوم الوالدان بالتدخل المبكر في المنزل ،من خالل استعمال األلعاب ووسائل المساعدة المتوفرة محليا
فيما يمارس الطفل نشاطاته اليومية .كلما كان عمر الطفل أصغر عند بدء برنامج التنبيه كانت الفرص أكبر
ليتمكن من تعلم واكتساب األعمال البسيطة المتعلقة بنموه
تمكين المرشدين والمعالجين النفسيين من أداء دورهم في دعم االسرة و الطفل على حد السواء.
مساعدة الوالدين على قبول تأخر الطفل الذهني وتحسين الحياة العائلية.
تزويد الوالدين بالمعلومات حول تأخر الطفل ذهنيا وتعليمهما المهارات الالزمة للتعامل مع اإلعاقة من خالل
تنظيم دورات وندوات توعوية.
توعية المعلمين في المدارس حول طرق مساعدة األطفال المتأخرين ذهنيا و اوليائهم لتحسين صورتهم عن
أنفسهم وإلكسابهم مهارات االستقالل و التكيف االجتماعي مع اقرانهم .
343