You are on page 1of 8

‫بعض أساليب المعاملة الوالدية الخاطئة‬

‫وعالقتها باالنسحاب اإلجتماعي لطفلها المتأخر ذهنيا‪.‬‬

‫أ‪ .‬تجاني منصور ‪ /‬جامعة الجلفة‬


‫لحسن عزيز جامعة ‪ /‬جامعة قسنطينة ‪2‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة الى الكشف عن العالقة بين أساليب المعاملة الوالدية الخاطئة و االنسحاب االجتماعي لألطفال‬
‫المتأخرين ذهنيا‪ ،‬حيث أن الدراسة تمت بالمركز النفسي البيداغوجي لألطفال المعاقين ذهنيا بالجلفة بناءا على وجود فئة‬
‫كبيرة من االط فال المتمدرسين بالمركز تعاني من ظاهرة االنسحاب االجتماعي نتيجة غياب الوعي االسري في التعامل‬
‫مع هذه الفئة‪ ،‬باعتماد أساليب( االهمال‪ ،‬النبذ والرفض‪ ،‬التفرقة بين االبناء)‪.‬‬
‫ومن أجل تحقيق أهداف هذه الورقة البحثية تم استخدام االستبيان والمقابلة كأداتين لجمع البيانات‪ ،‬وقد تم بناؤهما‬
‫بالرجوع إلى الدراسات السابقة والتراث النظري المتعلق بالموضوع واالستعانة ببعض نماذج االستبيانات‪ ،‬وتم استخدام‬
‫عينة مكونة من ‪ 30‬طفل متأخر ذهنيا متمدرسين بالمركز البيداغوجي لألطفال المعاقين ذهنيا بالجلفة‪ ،‬وتوصلت الدراسة‬
‫الى وجود عالقة ارتبا طية إيجابية قوية الشدة بين االنسحاب االجتماعي لال طفال المتأخرين ذهنيا وأساليب المعاملة‬
‫الوالدية الخاطئة ( االهمال‪ ،‬النبذ والرفض‪ ،‬التفرقة بين االبناء)‪.‬‬

‫اشكالية الدراسة‪:‬‬
‫ان من اهم النعم التي انعم هللا بها على االنسان انما هي نعمة العقل التي ميزه هللا بها عن سائر مخلوقاته وقد يولد‬
‫االنسان وهو يعاني من تأخر في هذه الوظيفة حيث يحتاج الى معاملة وعناية خاصة وهنا نخص بالذكر فئة االطفال‬
‫المتخلفين ذهنيا ‪.‬‬
‫هذه الفئة التي تعاني في الكثير من االحيان من مشاكل مختلفة خاصة على المستوى االجتماعي ودرجة التقبل من‬
‫الوالدين واساليب المعاملة الخاطئة التي تتضمن أسلوب االهمال و اسلوب النبذ و الرفض و اسلوب التفرقة بين االبناء‪،‬‬
‫قد ينجم عنها ردود فعل سلبية بالنسبة لهذه الفئة التي تستوجب عناية خاصة ولعل من اهمها لجوء الطفل المتخلف ذهنيا‬
‫الى االنسحاب االجتماعي‪ ،‬وهذا ما تطرقت اليه بعض الدراسات ومنها دراسة سمية جميل (‪ ،)1990‬حيث هدفت‬
‫الدراسة إلى التعرف على الفروق في اتجاهات األب واألم في تقبل الطفل المتخلف عقليا ً ‪ ،‬و معرفة العالقة بين تقدير‬
‫الذات ومفهوم الذات لدى الطفل المتخلف باالتجاهات الوالدية نحوه‪ ،‬وقد وجدت عالقة موجبة بين عدم تقبل كل من األب‬
‫واألم إلصابة االبن المتخلف ومفهوم الذات لديه‪ ،‬ودراسة سامية محمد محمود عطية ) ‪ ( 2001‬حول إساءة معاملة‬
‫األطفال المتخلفين عقليا ً القابلين للتعّلم‪ ،‬وقد هدفت الدراسة إلى الكشف عن اإلساءة التي يتعرض لها األطفال المتخلفون‬
‫عقليا ً القابلون للتعلم‪ ،‬ومدى عالقة ذكاء هؤالء األطفال بمقدار اإلساءة الموجهة لهم‪ ،‬ومدى تأثير الصراع األسري فيهم‪،‬‬
‫وقد أسفرت النتائج عن وجود اختالل وظيفي ألسر األطفال المتخلفين عقليا ً المسيئة من خالل أنظمة األسرة ‪.‬‬
‫من خالل ما سبق اردنا تسليط الضوء على هذه الموضوع من خالل التساؤل الرئيسي الذي مفاده‪:‬‬
‫هل توجد عالقة ذات داللة احصائية بين االنسحاب االجتماعي لألطفال المتأخرين ذهنيا وأساليب المعاملة‬
‫الوالدية الخاطئة ( االهمال‪ ،‬النبذ والرفض‪ ،‬التفرقة بين االبناء) لدى االطفال المتمدرسين بالمركز النفسي البيداغوجي‬
‫لألطفال المعاقين ذهنيا بالجلفة ؟‬
‫وفي هذا السياق جاءت تساؤالت الدراسة على النحو التالي‪:‬‬
‫‪1‬ـ هل توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين االنسحاب االجتماعي لدى الطفل المتأخر ذهنيا وأسلوب اإلهمال الناتج عن‬
‫نقص الوعي لدى الوالدين؟‬
‫‪ 2‬ـ هل توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين االنسحاب االجتماعي لدى الطفل المتأخر ذهنيا وأسلوب النبذ والرفض من‬
‫طرف الوالدين؟‬
‫‪ 3‬ـ هل توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين االنسحاب االجتماعي لدى الطفل المتأخر ذهنيا وأسلوب التفرقة بين األبناء ؟‬
‫أما بخصوص الفرضيات فهي كالتالي‪:‬‬
‫الفرضية الرئيسية‪ :‬ال توجد عالقة ذات داللة احصائية بين االنسحاب االجتماعي لألطفال المتأخرين ذهنيا وأساليب‬
‫المعاملة الوالدية الخاطئة ( االهمال‪ ،‬النبذ والرفض‪ ،‬التفرقة بين االبناء)‪.‬‬
‫وتنبثق عن الفرضية الرئيسية الفرضيات الجزئية التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين االنسحاب االجتماعي لدى الطفل المتأخر ذهنيا وأسلوب اإلهمال الناتج عن‬
‫نقص الوعي لدى الوالدين‪.‬‬
‫‪2‬ـ التوجد عالقة ذات داللة إحصائية بين االنسحاب االجتماعي لدى المتأخر ذهنيا عقليا ً وأسلوب النبذ والرفض من طرف‬
‫الوالدين‪.‬‬
‫‪3‬ـ التوجد عالقة ذات داللة إحصائية بين االنسحاب االجتماعي لدى الطفل المتأخر ذهنيا وأسلوب التفرقة بين األبناء‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫تحديد المفاهيم‪:‬‬
‫االسرة‪ :‬األسرة هي الخلية األولى للطفل ينهل منها كل قواعد السلوك والتميز بين الخطأ والصواب (بن زعموش‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ ،2011‬صفحة ‪)146‬‬
‫اساليب المعاملة الوالدية الخاطئة‪ :‬ان أساليب معاملة الوالدين الخاطئة للطفل المتخلف ذهنيا‪ ،‬هي تلك التي تعيق نمو‬ ‫‪.2‬‬
‫شخصية الطفل في الكثير من جوانبها النفسية والعقلية واالجتماعية‪ ،‬وتتضمن أسلوب االهمال واسلوب النبذ و‬
‫الرفض واسلوب التفرقة بين االبناء ‪.‬‬
‫االنسحاب االجتماعي‪ :‬عرف كيل و كيتال االنسحاب االجتماعي تعريفا اجرائيا مفاده ‪'' :‬االطفال المنسحبون اجتماعيا‬ ‫‪.3‬‬
‫هم اولئك الذين يظهرون درجات متدنية من التفاعالت السلوكية و االجتماعية''‪( .‬انجشايري‪ ،2015 ،‬صفحة ‪)36‬‬
‫فهو احساس الطفل بالعز لة عن االخرين وانطوائه نتيجة عدم التوافق مع االخرين وهو ما ينعكس على سلوكه من‬
‫خالل تمركزه حول ذاته ‪.‬‬
‫الطفل المتأخر ذهنيا‪ :‬يعني أن الوظائف العقلية»متأخرة« أو أنها بتعبير آخر‪ ،‬لم تتطور بالشكل السليم كما هو متوقع‬ ‫‪.4‬‬
‫بالنسبة إلى عمر الطفل‪ ،‬ويواجه األطفال الذين يعانون تأخرا ذهنيا صعوبة في تعلم المسائل الجديدة‪ ،‬وقد تؤثر على‬
‫كافة نواحي التطور عند الطفل‪ ،‬من تعلم الجلوس والمشي إلى تعلم الكالم واألكل‪( .‬فيكرام‪ ،‬صفحة ‪)162‬‬

‫‪ .1‬التأخر الذهني‪:‬‬
‫تعرف الجمعية األميركية التخلف الذهني عام ‪ 1994‬بما يلي ‪:‬‬
‫تمثل اإلعاقة الذهنية عددا من جوانب القصور في أداء الفرد تظهر دون سن ‪ 18‬تتمثل في التدني الواضح في القدرة‬
‫العقلية عن متوسط الذكاء‪ ،‬يصاحبها قصور واضح في اثنين أو أكثر من مظاهر السلوك التكيفي من مثل مهارات االتصال‬
‫اللغوي والعناية الذاتية والحياة اليومية واالجتماعية‪ ،‬والتوجيه الذاتي والخدمات االجتماعية للصحة والسالمة‪ ،‬والمهارات‬
‫األكاديمية‪ ،‬وأوقات الفراغ والعمل‪( .‬سمعان‪ ،2010 ،‬الصفحات ‪.)771-770‬‬

‫‪ .2‬الدالئل البارزة على التأ ّخر الذهني ‪:‬‬


‫يشكو األشخاص الذين يعانون تأخرا ذهنيا من بعض األعراض التالية‪:‬‬
‫‪ ‬التأخر في اتقان وظائف في منتهى السهولة‪ ،‬مثل الجلوس‪ ،‬والمشي‪ ،‬والنطق ‪.‬‬
‫المتكرر ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬صعوبات مدرسية‪ ،‬والسيّما في التكيف مع الدروس والرسوب‬
‫‪ ‬صعوبة في التواصل مع اآلخرين‪ ،‬والسيما مع األطفال من العمر نفسه ‪.‬‬
‫‪ ‬سلوك جنسي غير الئق ‪.‬‬
‫سن البلوغ ‪:‬مشكالت في األنشطة اليومية‪ ،‬مثل الطبخ‪ ،‬وإدارة المال الخاص‪ ،‬وإيجاد عمل والمحافظة عليه‪،‬‬ ‫‪ ‬في ّ‬
‫وما إلى ذلك‪.‬‬
‫يأتي التأخر الذهني على درجات مختلفة‪:‬‬
‫‪ ‬التأخر البسيط ‪:‬قد يؤدي إلى صعوبة في الدراسة من دون أية مشكالت أخرى‬
‫‪ ‬التأخر المتوسط ‪:‬قد يحول دون تمكن الشخص من االستمرار في الدراسة ويؤدي إلى الفشل في االعتناء‬
‫بالمظهر وبالنظافة الشخصية عن طريق االستحمام مثال‬
‫‪ ‬التأخر الشديد ‪:‬غالبا ما يعني أن الشخص يحتاج إلى المساعدة حتى في أبسط النشاطات مثل األكل ‪.‬‬
‫ففي حين أن ذوي التأخر البسيط قد يعيشون طوال حياتهم من دون استشارة عامل صحي‪ ،‬تبدو اإلعاقة جلية عند‬
‫ذوي التأخر الحاد وتشخص منذ الطفولة المبكرة ‪.‬وفي حين أن ذوي التأخر البسيط قد يستطيعون العيش وحدهم وشغل‬
‫بعض الوظائف‪ ،‬يحتاج ذوو التأخر الحاد إلى اإلشراف والرعاية عن كثب في غالبية الوقت‪( .‬فيكرام‪ ،2008 ،‬صفحة‬
‫‪)14‬‬
‫و تشكل حاالت التأخر الذهني البسيط نسبة(‪ )%83‬تقريبا من الحاالت وتتراوح نسبة ذكائهم من(‪ )50-55‬الى(‪-80‬‬
‫‪ ) 85‬درجة وتبدوا هذه الفئة في معظم الحاالت كالعاديين حيث يمكنهم الوصول الى الصف السادس في بعض الجوانب‬
‫االكاديمية (مغربي‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)14‬‬
‫وهنالك تصنيف الجمعية األميركية للتخلف الذهني ‪:‬وهو التصنيف المأخوذ به في األوساط المهتمة بتربية وتأهيل‬
‫المتخلفين ذهنيا وبين الباحثين والمشتغلين في هذا المجال‪ .‬ويعتمد هذا التصنيف على عدة أبعاد أهمها ‪:‬درجة التأخر ‪ ،‬نسبة‬
‫الذكاء‪ ،‬ومستوى النضج االجتماعي‪ ،‬وهذا ما يدعى األداء الوظيفي العقلي‪ ،‬وتحدد فئات التأخر العقلي وفقا لهذا التصنيف‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫‪. 1.‬فئة التأخر البسيطة ‪:‬وتتراوح نسبة ذكاء أفرادها بين ‪ 50- 70‬درجة‬
‫‪. 2.‬فئة التأخر المتوسطة ‪:‬وتتراوح نسبة ذكاء أفرادها بين‪ 49- 25‬درجة‬
‫‪. 3.‬فئة التأخر الشديدة ‪:‬وتقع نسبة ذكاء أفرادها بين‪ 34–20‬درجة‬

‫‪337‬‬
‫‪. .3‬فئة التأخر الحادة ‪:‬وتكون نسبة ذكاء أفرادها أقل من ‪ 20‬درجة‪( .‬سمعان‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)771‬‬

‫‪ .4‬اسباب التأخر الذهني ‪:‬‬


‫يحدث التأخر الذهني ألن الدماغ ال يتطور بالشكل السليم‪ ،‬وقد يتأثر تطور الدماغ بعدة عوامل ‪.‬فمن أسباب التأخر‬
‫العقلي‪:‬‬
‫المشكالت السابقة لوالدة الطفل‪ :‬بما فيها سوء التغذية عند األم وإفراطها في استهالك الكحول وبعض أنواع اإلصابات‬
‫التي تعانيها األم) في بعض أنحاء العالم‪ ،‬يحتوي الملح على نسبة قليلة من اليود‪ ،‬لذلك‪ ،‬قد يولد الطفل مع قصور في‬
‫وظيفة الغدة الدرقية‪(.‬‬
‫المشكالت في أثناء الوالدة‪ :‬مثل المخاض الطويل‪ ،‬أو التفاف الحبل السري حول عنق الطفل‬
‫المشكالت في السنة األولى‪ :‬بعد الوالدة مثل التهابات الدماغ‪ ،‬واليرقان الحاد والمطول‪ ،‬والتشنجات الخارجة عن‬
‫السيطرة‪ ،‬والحوادث‪ ،‬وسوء التغذية الحاد‪.‬‬
‫المشكالت في العناية بالطفل‪ :‬مثل قلة التشجيع‪ ،‬وسوء المعاملة‪ ،‬واإلهمال العاطفي) تعتبر الظروف العائلية والبيئية‬
‫الصعبة عوامل تزيد من مخاطر اإلصابة باضطرابات في التطور ( ‪.‬المشكالت الجينيّة‪ :‬مثل متالزمة تثلث الصبغية ‪21‬‬
‫الحمل المتأ ّخر‪:‬أي الحمل الذي يحصل في عمر متأخر لألم‪ ،‬حيث تزداد نسبة‬ ‫‪.‬‬
‫الخطورة باإلصابة بمثل هذه االضطرابات مع تقدم عمر األم) فوق‪ 40‬سنة( ‪.‬‬
‫إن جميع هذه العوامل تؤثر سلبا في تطور الطفل‪ ،‬وقد تؤدي إلى اضطرابات ولكن‪ ،‬عند معظم األطفال الذين يعانون‬
‫التأخر الذهني ‪ ،‬يستحيل إيجاد السبب المحدد لالضطراب‪( .‬فيكرام‪ ،2008 ،‬صفحة ‪)163‬‬
‫اساليب المعاملة الوالدية الخاطئة‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫‪ ‬أسلوب اإلهمال في معاملة الوالدين للطفل‪:‬‬
‫ويمكن تعريفه أيضا" بأنه عدم تشجيع الطفل على السلوك المرغوب فيه‪ ،‬أو االستجابة له ‪.‬وعدم محاسبته على‬
‫السلوك غير المرغوب فيه‪ ،‬وترك الوالدين الطفل بال إرشاد أو توجيه إلى جانب عدم االهتمام بمشكالته وآرائه ووجوده‪،‬‬
‫ويأخذ اإلهمال صورتين‪:‬‬
‫إهمال مادي وآخر معنوي‪ ،‬واإلهمال المادي يظهر في إهمال حاجات الطفل الخاصة(الطعام‪ ،‬اللباس‪ ،‬الدفء‪،‬‬
‫النظافة‪ ،‬النوم‪ ،‬وحاجات الطفل األخرى المادية والمباشرة ( وكذلك الحرمان المعنوي من اإلثابة والتشجيع والتوجيه‬
‫والمساعدة ومن الدفء العاطفي والحب واالنتماء والقبول‪( .‬سمعان ‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)774‬‬
‫‪ ‬اسلوب النبذ و الرفض ‪:‬‬
‫يسلك بعض اآلباء مع أطفالهم أشكاال من السلوك يترتب عليها في النهاية شعور هؤالء األطفال بأنهم منبوذون أو غير‬
‫مرغوب فيهم لدى والديهم‪ ،‬أو غير محبوبين من قبل والديهم وليس لهم قيمة‪.‬‬
‫ويعرف النبذ والرفض" بأنه عدم تقبل الطفل وربما كراهيته ورفضه وعدم تكريس الوقت والجهد الالزمين من قبل‬
‫الوالدين لرعايته‪ ،‬والعمل على إشباع حاجاته وتيسير متطلبات نموه‪ ،‬نتيجة لظروف تتعلق بالصحة النفسية للوالدين ‪".‬‬
‫(عبدالمطلب‪ ،1996 ،‬صفحة ‪)448‬‬
‫ويعرف أيضا" بأنه رفض أحد الوالدين أو كليهما معا للطفل وعدم إظهار الحب له والتعاطف معه في المواقف المختلفة‪،‬‬
‫وقلة االهتمام به وحرمانه من تحقيق رغباته أيا كانت‪ ،‬مما يؤدي إلى عدم إشباع حاجاته النفسية األساسية‪ ،‬كالحاجة إلى‬
‫الحب واألمن والعطف واالنتماء‪( ".‬محرز‪ ،2003 ،‬صفحة ‪)51‬‬
‫‪ ‬أسلوب التفرقة في معاملة الوالدين للطفل‪:‬‬
‫يتمثل أسلوب التفرقة في عدم المساواة بين الطفل وإخوته في المعاملة الوالدية‪ ،‬وذلك بتفضيل إخوته عليه على أساس‬
‫من الجمال‪ ،‬أو الجاذبية‪ ،‬أو الذكاء‪ ،‬أو الجنس‪ ،‬أو العمر‪ ،‬أو عدم وجود إعاقة لدى اإلخوة‪ ،‬ووجود إعاقة لدى الطفل ‪.‬‬
‫يتمثل التفضيل في لمواقف االنفعالية والعاطفية واالجتماعية والمادية‪ ،‬والواقع أن أسلوب التفرقة في معاملة األطفال في‬
‫األسرة الواحدة سواء من جانب األم أو من األب أو كليهما معا يعني أن يحظى المفضل من األطفال على القسط الوافر‬
‫من االهتمام وتلبية الطلبات واالمتيازات وتكون هذه االمتيازات على حساب الطفل األقل شأنا لدى الوالدين أو لدى‬
‫أحدهما‪( .‬سمعان‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)776‬‬

‫‪ .II‬االنسحاب االجتماعي للطفل المتأخر ذهنيا ‪:‬‬


‫تعريف االنسحاب االجتماعي ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أن االنسحاب االجتماعي الذي يعاني منه بعض األطفال المتأخرين ذهنيا يعد نتيجة رد فعل عاطفي شديد من قبل‬
‫هؤالء األطفال على األحداث المؤلمة التي يعيشونها‪ ،‬فالوالدان عادة أقل تقبال للطفل المتأخر من الطفل العادي حيث‬
‫يعاني بعضهم من نبذ األبوين ورفضهما لوجوده أو من عدم فهمهما الحتياجاته ومعاملته بأساليب غير سوية ال تتالءم مع‬
‫نموه ومع قدراته ومع احتياجاته النفسية‪ ،‬مما يسبب ألما ً نفسيا ً وعجزا في التواصل لدى الطفل فينسحب إلى عالمه‬
‫الداخلي‪ ،‬ويبتعد عن المشاركة في النشاطات الطبيعية التي يمكن أن يقوم بها‪ ،‬وتبدأ مسيرة تطور المشكلة النفسية المتمثلة‬
‫باالنسحاب االجتماعي‪ ،‬وقد تصل إلى العزلة االجتماعية ‪.‬ويرى باحثون أن هذه المشكلة تزداد مع زيادة درجة التأخر‬

‫‪338‬‬
‫الذهني وحسب جنس الطفل‪ ،‬حيث يتعرض األطفال األكثر تأخرا للنبذ أكثر من غيرهم‪ ،‬واإلناث أكثر انسحابا من‬
‫الذكور‪( .‬سمعان ‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)767‬‬
‫‪ .2‬اعراض االنسحاب االجتماعي ‪:‬‬
‫و يمكن تقسيمها الى نوعين هما ‪:‬‬
‫‪ ‬االعراض العاطفية ‪:‬‬
‫‪ o‬الشعور باالنفصال عن االخرين و الشعور بالخوف وعدم التأكيد للذات و النبذ و الشعور بالوحدة بين االخرين‬
‫‪ o‬الشعور بالخجل و الشعور بالحساسية و الخنوع‬
‫‪ o‬مشاعر االغتراب وعدم الفهم و الرفض‬
‫‪ o‬مشاعر االفتقار للتقبل و الود و الحب ‪.‬‬
‫‪ ‬اعراض سلوكية ‪:‬‬
‫‪ o‬تجنب المنسحب الدخول في العالقات االجتماعية‬
‫‪ o‬ال يطور المنسحب صداقاته ‪.‬‬
‫‪ o‬ال يتعلم المنسحب قيم االخرين وال يشاركهم اراءهم‬
‫‪ o‬ليس للمنسحب ثقة بكفاءاته االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ o‬االمتناع عن المبادرة في الحديث او اللعب او االهتمام بالبيئة و يقتنع بالمشاهدة‪( .‬انجشايري‪ ،2015 ،‬صفحة‬
‫‪)39‬‬
‫‪ .3‬اسباب االنسحاب االجتماعي للطفل‪:‬‬
‫يعتبر سلوك االنسحاب االجتماعي مظهرا من مظاهر سوء التكيف لدى الطفل و ينتج عن عدة عوامل منها ‪:‬‬
‫‪ ‬وجود تلف في الجهاز العصبي المركزي او اضطراب في عمل الهرمونات في الجسم‬
‫‪ ‬وجود نقص في المهارات االجتماعية وعدم معرفة الطفل للقواعد االساسية إلقامة عالقات مع االخرين‬
‫‪ ‬عدم احترام الطفل و تجاهله من طرف االخرين‬
‫‪ ‬رفض االباء ألبنائهم سواء كان ذلك مقصودا او غير مقصود وينتج عن تدني مفهوم الذات لديه وكذلك ميله الى‬
‫العزلة وتصبح العالقة مع االخرين ال قيمة لها بالنسبة اليه‬
‫‪ ‬الخجل وهو اثر االسباب لالنسحاب االجتماعي شيوعا‬
‫‪ ‬وجود تأخر لدى الطفل يسبب له سلوك العزلة و االنطواء فعلى سبيل المثال يميل االطفال المتأخرون ذهنيا الى‬
‫االنسحاب و االنطواء و االبتعاد عن نشاطات الحياة فهم يكتفون بالمراقبة و المالحظة و الشرود الذهني و‬
‫السبب في ذلك يعود الى كثرة خبرات الفشل المتكرر ومواقف االحباط التي يتعرضون لها ‪( .‬انجشايري‪،‬‬
‫‪ ،2015‬الصفحات ‪)44-43‬‬
‫طرق عالج االنسحاب االجتماعي لدى االطفال المتأخرين ذهنيا ‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ويمكن مواجهة السلوك االنسحابي لدى االطفال المتأخرين ذ هنيا من خالل استخدام اساليب تدريبية خاصة لتعليم‬
‫هؤالء االطفال على التفاعل االجتماعي بطريقة مناسبة مع االقران حيث يتم تعليمهم المبادرة للعب مع االخرين و‬
‫االستجابة لمحوالتهم بطريقة مناسبة و استخدام النشاطات و االدوات المناسبة كما ان اشراك هؤالء االطفال في انشطة‬
‫اجتماعية مع اقرانهم العاديين او المتأخرين من شانه تنمية عالقاتهم االجتماعية ومن ثم خفض بعض السلوكيات المشكلة‬
‫لديهم ‪.‬‬
‫وهذا االشراك يتمثل في خطوات‬
‫‪ ‬استخدام التعليمات و الحث على االندماج ولعب االدوار و التغذية الرجعية ‪.‬‬
‫‪ ‬االستعانة بالرفاق ممن تتوفر لديه م مهارات التعامل االجتماعي و اعطائهم التوجيهات التي تساعد على التفاعل‬
‫مع الطفل المنسحب اجتماعيا ‪.‬‬
‫‪ ‬التشجيع على االشتراك في االنشطة االجتماعية و الترفيهية (حسن‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)39‬‬
‫ثانيا‪ .‬الدراسة الميدانية‪:‬‬
‫‪ .1‬االجراءات المنهجية‪:‬‬
‫منهج البحث‪ :‬من أجل تحقيق أغراض البحث واإلجابة عن األسئلة التي طرحت والتحقق من فرضياتها ت ّم‬
‫استخدام المنهج الوصفي التحليلي في دراستنا وسعيا منا وراء تحديد أساليب المعاملة الوالدية الخاطئة ( االهمال‪،‬‬
‫النبذ والرفض‪ ،‬التفرقة بين االبناء) للطفل المتأخر ذهنيا‪.‬‬
‫مجتمع الدراسة‪ :‬يتكون مجتمع الدراسة من أطفال المركز النفسي البيداغوجي لألطفال المعاقين ذهنيا بالجلفة‬
‫المقدر عددهم ‪ 120‬طفل‪ ،‬وعلى ضوء ذلك يمكن تعيين عينة الدراسة‪.‬‬
‫عينة الدراسة‪ :‬تم اختيار عينة عشوائية منتظمة من مجتمع البحث‪ ،‬تقدر ب‪ 30‬طفل من ذوي االعاقات البسيطة‪.‬‬

‫‪339‬‬
‫جدول رقم(‪ :)01‬توزيع أفراد العينة وفق جنسهم‪.‬‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الجنس‬
‫‪%50‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الذكور‬
‫‪%50‬‬ ‫‪15‬‬ ‫اإلناث‬
‫‪%100‬‬ ‫‪30‬‬ ‫المجموع‬

‫ادوات الدراسة‪:‬‬
‫باالعتماد على نوع المعلومات والبيانات التي نحن بصدد جمعها‪ ،‬وعلى الدراسة االستطالعية التي أجربناها تم‬
‫االعتماد على األداة األكثر مالئمة إلجراء هذه الدراسة وهي استبيان المقابلة‪ ،‬وقصد تبسيط المفاهيم ووضع الصورة‬
‫النهائية لالستبيان على ضوء المعلومات المأخوذة من بعض البحوث والكتب والمقاييس التي عالجت موضوع الدراسة‪،‬‬
‫وباالعتماد على مقياس االنسحاب االجتماعي المكون من ‪ 16‬عبارة من إعداد سهير سليمان الصباح(‪ ) 1992‬وقامت‬
‫الباحثة ببناء بطاقة المقابلة لالنسحاب االجتماعي‪ ،‬عرضت الباحثة أعراض المشكلة على عينة من معلمات األطفال‬
‫المتخلفين عقلياً‪ ،‬وقد سحبت العينة من معهد التربية الخاصة لإلعاقة الذهنية في قدسيا‪ ،‬ومركز جمعية الرجاء لرعاية‬
‫وتأهيل المعوقين ذهنيا ً فرع القنوات بدمشق‪ ،‬وشرحت الباحثة لك ّل معلمة كل عرض‪ ،‬وزودت كل معلمة بنسخة من‬
‫القائمة‪ ،‬ثم طلبت منهن تحديد األعراض األكثر تكرارا ً لدى األطفال الذين يشرفن على رعايتهم‪ ،‬وذلك من خالل مالحظة‬
‫كلّ طفل لديهن في الصف‪ ،‬واعتبرت الباحثة أنه إذا تكررت المشكلة بنسبة )‪ ( 5 %‬لدى األطفال تعد مشكلة على درجة‬
‫من الشيوع تستدعي الدراسة‪ ،‬ونتج عن ذلك اعتماد الباحثة المشكلة على أنها شائعة لدى األطفال المتخلفين‪ ،‬وتم بناء‬
‫بطاقة مقابلة االنسحاب االجتماعي‬
‫مؤلفة من ) ‪ ( 16‬بندا ً بعد حذف البنود ذات المعاني المكررة والبنود غير المفهومة بعد عرضها على المحكمين‪ ،‬وهي‬
‫موزعة على مجاالت‪:‬‬
‫‪ -1‬الخجل واالبتعاد عن اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم التفاعل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم التعاون‪.‬‬
‫وقد تم االعتماد على دراسة نهى اللحام ) ‪ ( 1984‬حول االتجاهات الوالدية نحو اإلعاقة العقلية وعالقتها بكل من‬
‫العالقات داخل األسرة والسلوك التكيفي للمتخلفين عقلياً‪ ،‬وعرفت كل أسلوب من هذه األساليب‪ ،‬ثم درست كل أسلوب من‬
‫هذه األساليب وقد وضعت البنود التي تقيس مجاالت أساليب المعاملة الخاطئة للطفل المتخلف في وقد بلغ عدد بنود المقابلة‬
‫) ‪( 97‬سبعا ً وتسعين بندا ً موزعة على مجاالت اإلساءة‪ ،‬وهي التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أسلوب التسلط في معاملة الوالدين للطفل‪.‬‬
‫‪ -‬أسلوب اإلهمال في معاملة الوالدين للطفل‪.‬‬
‫‪ -‬أسلوب النبذ والرفض وإثارة األلم النفسي في معاملة الوالدين للطفل‪.‬‬
‫‪ -‬أسلوب التذبذب في معاملة الوالدين للطفل‪.‬‬
‫‪ -‬أسلوب التفرقة في معاملة الوالدين للطفل‪.‬‬
‫‪ -‬أسلوب المعاملة الوالدية القائم على إنكار الوالدين إعاقة الطفل أحدهما أو كالهما‪.‬‬
‫‪ -‬أسلوب االندماج في معاملة الوالدين للطفل‪.‬‬
‫وقمنا بعرض هذه البنود على عدد من االساتذة المحكمين العلميين الختبار البنود المتصلة باساليب المعاملة الوالدية‬
‫الخاطئة ( االهمال‪ ،‬النبذ والرفض‪ ،‬التفرقة بين االبناء) التي تم اختيارها‪ ،‬وقد تم تعديل بعض البنود وحذف بعض البنود‪،‬‬
‫ومن ثم اعتماد عدد بنود استبيان المقابلة ( ‪ )36‬بندا ً موزعة على األساليب المختارة‪.‬‬
‫طريقة التصحيح‪ :‬اإلجابة على عبارات المقياس تظم ثالث مستويات تنتظم على سلم ليكرت كما هو موضح في الجدول‬
‫رقم (‪)2‬‬

‫جدول رقم(‪:)02‬مستويات االوزان لسلم ليكرت ‪.‬‬


‫معارض‬ ‫محايد‬ ‫موافق‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫األوزان‬

‫الخصائص السيكو مترية للمقياس‪:‬‬


‫صدق المقاييس‪:‬‬
‫بعد احضار الباحثين لمقاييس الدراسة‪ ،‬تم عرض هذذه المقذاييس علذى مجموعذة مذن األسذاتذة المتخصصذين فذي علذم‬
‫النفس وذلك إلبداء رأيهم حول المقاييس ومدى صال حيتها‪ ،‬ومناسبة العبارات الموضوعة لقياس متغيرات الدراسة‪.‬‬

‫‪340‬‬
‫ثبات المقاييس‪:‬‬
‫استخدم الباحثان درجات العينة التجريبية في حساب الثبات بطريقة ألفا كرونباخ والجدول التالي يوضح ذلك‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)03‬معامل ثبات المقاييس المستخدمة‪.‬‬


‫معامل الثبات‬ ‫عدد العبارات‬ ‫طريقة حساب الثبات‬ ‫المقياس‬
‫‪0.850‬‬ ‫‪16‬‬ ‫معامل ألفا‬ ‫مقياس االنسحاب االجتماعي‬
‫‪0.782‬‬ ‫‪36‬‬ ‫معامل ألفا‬ ‫مقياس أساليب المعاملة الوالدية الخاطئة‬

‫‪ -2‬األساليب اإلحصائية ال ُمطبقة‪:‬‬


‫اسذتخدم الباحثذذان للتحقذق مذذن الفرضذيات أسذذاليب إحصذائية مختلفذذة وهذذا باعتمادهمذذا علذى برنذذامج الحزمذة اإلحصذذائية‬
‫للعلذوم االجتماعيذة (‪ ،)SPSS‬كمذا اعتمذدا علذى التقنيذات اإلحصذائية‪ ،‬التذي تنذدرج ضذمن أسذلوب اإلحصذاء االسذتداللي‬
‫واإلحصاء الوصفي التي هي على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬النسب المئوية والتكرارات لوصف العينة‪.‬‬
‫‪ -‬معامل الثبات الفا كرونباخ لمعرفة ثبات فقرات االستبيان‪.‬‬
‫‪ -‬معامل االرتباط بيرسون (‪ )Pearson‬و ذلك لإليجاد العالقة االرتباطية بين المتغيرات‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬عرض و مناقشة نتائج الدراسة على ضوء الفرضيات‪:‬‬


‫‪ .1‬عرض و مناقشة نتائج دراسة الفرضية االولى‪:‬‬
‫تنص الفرضية االولى‪ :‬ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية بذين االنسذحاب االجتمذاعي لذدى الطفذل المتذأخر ذهنيذا وأسذلوب‬
‫اإلهمال الناتج عن نقص الوعي لدى الوالدين‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)04‬معامل االرتباط بين االنسحاب االجتماعي لألطفال المتأخرين ذهنيا وأسلوب اإلهمذال النذاتج عذن نقذص‬
‫الوعي لدى الوالدين‪.‬‬
‫‪ DF‬مستوى الداللة‬ ‫قيمة ‪SIG‬‬ ‫قيمة معامل االرتباط(‪)R‬‬ ‫حجم العينة‬ ‫المتغيرات‬
‫**‬ ‫االجتماعي‬ ‫االنسحاب‬
‫دال عند ‪0.01‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪0.692‬‬ ‫‪30‬‬
‫أسلوب اإلهمال‬
‫من خالل الجدول رقم(‪ )04‬تظهر لنا الجدول أن قيمة ‪ SIG‬التي هي (‪ )0,000‬و هي أقل من مستوى الداللة‬
‫(‪ )0,01‬و قيمة معامل االرتباط (‪ )R‬التي بلغت (‪ ) **0.692‬و عليه فإننا نرفض الفرضية الصفرية ونقبل الفرضية‬
‫البديلة التي تقول‪" :‬توجد عالقة ارتباطيه إيجابية قوية الشدة بين االنسحاب االجتماعي لألطفال المتأخرين ذهنيا وأسلوب‬
‫اإلهمال الناتج عن نقص الوعي لدى الوالدين‪ ،‬وهذا يتفق مع دراسة سامية محمد محمد عطية )‪ ( 2001‬بعنوان" ‪:‬إساءة‬
‫معاملة األطفال المتخلفين عقليا ً القابلين للت ّعلم في المدرسة‪ ،‬وأسفرت النتائج التحليلية عن وجود اختالل وظيفي ألسر‬
‫األطفال المتخلفين عقليا ً المسيئة من خالل أنظمة األسرة‪.‬‬
‫وهذا االختالل واالهمال يعمل على تأكيد االنسحاب االجتماعي لدى هؤالء االطفال‪.‬‬

‫‪2‬ـ عرض و مناقشة نتائج دراسة الفرضية الثانية‪:‬‬


‫تنص الفرضية الثانية‪ :‬ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين االنسحاب االجتماعي لدى المتأخر ذهنيا عقليا ً وأسلوب‬
‫النبذ والرفض من طرف الوالدين ‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)05‬معامل االرتباط بين االنسحاب االجتماعي لألطفال المتأخرين ذهنيا وأسلوب النبذ والرفض من طرف‬
‫الوالدين‪.‬‬
‫‪ DF‬مستوى الداللة‬ ‫قيمة ‪SIG‬‬ ‫قيمة معامل االرتباط(‪)R‬‬ ‫حجم العينة‬ ‫المتغيرات‬
‫االنسحاب االجتماعي‬
‫**‬
‫دال عند ‪0.01‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪0.602‬‬ ‫‪30‬‬ ‫أسللوب النبلذ والللرفض‬
‫من طرف الوالدين‪.‬‬

‫من خالل الجدول رقم(‪ )04‬تظهر لنا الجدول أن قيمة ‪ SIG‬التي هي (‪ )0,000‬و هي أقل من مستوى الداللة‬
‫(‪ )0,01‬و قيمة معامل االرتباط (‪ )R‬التي بلغت (‪ ) **0.602‬و عليه فإننا نرفض الفرضية الصفرية ونقبل الفرضية‬

‫‪341‬‬
‫البديلة التي تقول‪" :‬توجد عالقة ارتباطيه إيجابية قوية بين االنسحاب االجتماعي لألطفال المتأخرين ذهنيا وأسلوب النبذ‬
‫والرفض من طرف الوالدين‪ ،‬وهذا يتفق مع دراسة سمية طه جميل ) ‪ ( 1990‬بعنوان" ‪:‬مدى تقبل األم واألب لإلصابة‬
‫بالتخلف العقلي‪ ،‬وعالقته بمفهوم الذات‪ ،‬وتقدير الذات لدى االبن المتخلف عقلياً‪".‬‬
‫وخلصت الدراسة الى انه توجد عالقة موجبة بين تقبل كل من األب واألم إلصابة االبن المتخلف وتقدير الذات لديه‪ ،‬وهذا‬
‫يؤكد االنسحاب االجتماعي لدى هذه الفئة من المجتمع عند نبذ ورفض الطفل من طرف والديه او احدهما‪.‬‬

‫‪ .2‬عرض و مناقشة نتائج دراسة الفرضية الثالثة‪:‬‬


‫تنص الفرضية الثالثة‪ :‬التوجد عالقة ذات داللة إحصائية بين االنسحاب االجتماعي لدى الطفل المتأخر ذهنيا وأسلوب‬
‫التفرقة بين األبناء‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)05‬معامل االرتباط بين االنسحاب االجتماعي لألطفال المتأخرين ذهنيا وأسلوب التفرقة بين األبناء‪.‬‬
‫‪ DF‬مستوى الداللة‬ ‫قيمة ‪SIG‬‬ ‫قيمة معامل االرتباط(‪)R‬‬ ‫حجم العينة‬ ‫المتغيرات‬
‫االنسحاب االجتماعي‬
‫**‬
‫دال عند ‪0.01‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪0.645‬‬ ‫‪30‬‬ ‫وأسلللوب التفرقللة بللين‬
‫األبناء‬
‫من خالل الجدول رقم(‪ )04‬تظهر لنا الجدول أن قيمة ‪ SIG‬التي هي (‪ )0,000‬و هي أقل من مستوى الداللة‬
‫(‪ )0,01‬و قيمة معامل االرتباط (‪ )R‬التي بلغت (‪ ) **0.645‬و عليه فإننا نرفض الفرضية الصفرية ونقبل الفرضية‬
‫البديلة التي تقول‪" :‬توجد عالقة ارتباطيه إيجابية قوية بين االنسحاب االجتماعي لألطفال المتأخرين ذهنيا وأسلوب التفرقة‬
‫بين األبناء‪ ،‬وهذا يتفق مع دراسة دراسة ذكرى يوسف جميل الطائي ( ‪ ( 2006‬وهي بعنوان" ‪:‬التوافق النفسي‬
‫واالجتماعي لدى التالميذ ذوي االحتياجات الخاصة وأقرانهم من العاديين " (دراسة مقارنة) توجد فروق ذات داللة‬
‫إحصائية بين التالميذ العاديين والتالميذ من ذوي االحتياجات الخاصة في التوافق النفسي واالجتماعي عند مستوى (‬
‫‪ ) 0.05‬لمصلحة التالميذ العاديين مما يولد انسحابا اجتماعيا لديهم ‪.‬‬

‫‪ .3‬عرض و مناقشة الفرضية الرئيسية‪:‬‬


‫تنص الفرضية الرئيسية‪ :‬ال توجد عالقة ذات داللة احصائية بين االنسحاب االجتماعي لال طفال المتأخرين ذهنيا‬
‫وأساليب المعاملة الوالدية الخاطئة‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)04‬معامل االرتباط بين االنسحاب االجتماعي لألطفال المتأخرين ذهنيا وأساليب المعاملة الوالدية الخاطئة‪.‬‬

‫مستوى الداللة‬ ‫‪DF‬‬ ‫قيمة ‪SIG‬‬ ‫قيمة معامل االرتباط(‪)R‬‬ ‫حجم العينة‬ ‫المتغيرات‬
‫االنسحاب االجتماعي‬
‫**‬
‫دال عند ‪0.01‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪0.757‬‬ ‫‪30‬‬ ‫أسلللللللللاليب المعامللللللللللة‬
‫الوالدية الخاطئة‬

‫من خالل الجدول رقم(‪ )04‬تظهر لنا الجدول أن قيمة ‪ SIG‬التي هي (‪ )0,000‬و هي أقل من مستوى الداللة‬
‫(‪ )0,01‬و قيمة معامل االرتباط (‪ )R‬التي بلغت (‪ ) **0.757‬و عليه فإننا نرفض الفرضية الصفرية ونقبل الفرضية‬
‫البديلة التي تقول‪" :‬توجد عالقة ارتباطيه إيجابية قوية الشدة بين االنسحاب االجتماعي لألطفال المتأخرين ذهنيا وأساليب‬
‫المعاملة الوالدية الخاطئة ( االهمال‪ ،‬النبذ والرفض‪ ،‬التفرقة بين االبناء)‪ ،‬وهذا يتفق مع ما ذهبت اليه الدراسات ومنها‬
‫دراسة سمية جميل (‪ ،)1990‬حيث وجدت عالقة موجبة بين عدم تقبل كل من األب واألم إصابة االبن المتخلف ومفهوم‬
‫الذات لديه‪ ،‬ودراسة سامية محمد محمود عطية ) ‪ ( 2001‬حول إساءة معاملة األطفال المتخلفين عقليا ً القابلين للتعّلم‪،‬‬
‫وهذا يدل على ان شدة االنسحاب االجتماعي تزداد بزيادة أساليب المعاملة الخاطئة للوالدين للطفل المتأخر ذهنيا‪ ،‬فالطفل‬
‫الذي يعامله والداه أحدهما أو كالهما معاملة خاطئة‪ ،‬ال تنمو لديه الثقة بنفسه‪ ،‬وال ينمو مفهوم الذات لديه‪ ،‬وال تتطور‬
‫قدراته‪ ،‬وال يتسلح بمهارات اجتماعية كافية ومناسبة‪ ،‬حيث يعيش في مناخ أسري تسوء فيه معاملة والديه له‪ ،‬فأساليب‬
‫المعاملة الخاطئة تدفع الطفل إلى خلق عالم خيالي بديل عن عالم والواقع فإذا انغمس الطفل في هذا العالم هربا ً من واقعه‬
‫المؤلم أدى ذلك إلى مشكلة االنسحاب االجتماعي والعزلة عن اآلخرين‪.‬‬

‫خاتمة وتوصيات‪:‬‬
‫من خالل ما سلف فان للمعاملة الوالدية الخاطئة عالقة باالنسحاب االجتماعي لدى االطفال المتأخرين عقليا‬
‫وهذا ما اثبتته العديد من الدراسات مما يجعلنا نضع المسؤولية على كاهل الوالدين في انسحاب الطفل المتأخر ذهنيا‬
‫اجتماعيا حيث يحتاج الدماغ إلى النشاط والتمرين واإلثارة ليتطور جيّدا ً ‪.‬والطفل الذي يُظهر بعض البطء في تعلّم استعمال‬
‫جسده وعقله يحتاج إلى مساعدة إضافية ‪.‬فبرامج التد ّخل المبكر تعمل مع األطفال والعائالت للوقاية أو للتقليل من التأ ّخر‬
‫في التطور ‪.‬‬

‫‪342‬‬
‫و للوقاية من هذه الظاهرة فالبد على الوالدين او االسرة بالتحلي و االلتزام بجملة من التوصيات اهمها ‪:‬‬
‫‪ ‬تقبل الوالدين لطفلهما الذي يعاني التأخر الذهني ‪.‬‬
‫‪ ‬شغل اوقات الطفل بحيث ال يترك لوحده فيتمركز حول ذاته ‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن أن يقوم الوالدان بالتدخل المبكر في المنزل‪ ،‬من خالل استعمال األلعاب ووسائل المساعدة المتوفرة محليا‬
‫فيما يمارس الطفل نشاطاته اليومية ‪.‬كلما كان عمر الطفل أصغر عند بدء برنامج التنبيه كانت الفرص أكبر‬
‫ليتمكن من تعلم واكتساب األعمال البسيطة المتعلقة بنموه‬
‫‪ ‬تمكين المرشدين والمعالجين النفسيين من أداء دورهم في دعم االسرة و الطفل على حد السواء‪.‬‬
‫‪ ‬مساعدة الوالدين على قبول تأخر الطفل الذهني وتحسين الحياة العائلية‪.‬‬
‫‪ ‬تزويد الوالدين بالمعلومات حول تأخر الطفل ذهنيا وتعليمهما المهارات الالزمة للتعامل مع اإلعاقة من خالل‬
‫تنظيم دورات وندوات توعوية‪.‬‬
‫‪ ‬توعية المعلمين في المدارس حول طرق مساعدة األطفال المتأخرين ذهنيا و اوليائهم لتحسين صورتهم عن‬
‫أنفسهم وإلكسابهم مهارات االستقالل و التكيف االجتماعي مع اقرانهم ‪.‬‬

‫قائمة المراجع ‪:‬‬


‫‪ .1‬قائمة الكتب ‪:‬‬
‫• أمين قريطي عبدالمطلب‪ .) 1996( .‬سيكولوجية ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬وتربيتهم‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العربي‪.‬‬
‫• باتل فيكرام‪ .)2008( .‬الصحة النفسية للجميع (حيث ال يوجد طبيب نفسي)‪ .‬الترجمة‪ :‬كلود شلهوب وكالرا جعلوك‪.‬‬
‫بيروت‪ -‬لبنان‪ :-‬ورشة الموارد البشرية‪.‬‬
‫• مكي مغربي‪ .) 2010( .‬دراسات نفسية معاصرة لذوي االحتياجات الخاصةالقابلين للتعلم‪ .‬القاهرة‪ :‬عالم الكتب‪.‬‬
‫‪ .2‬قائمة المذكرات و المنشورات ‪:‬‬
‫• اسامة عبد المنعم عيد حسن‪ .) 2014( .‬فعالية برنامج تدريبي لتخفيف بعض اضطرابات النطق واثره في خفض‬
‫السلوك االنسحاب لالطفال المعاقين ذهنيا‪ .‬جامعة عين شمس‪ :‬معهد البحوث و الدراسات العربية‪.‬‬
‫• انتصار عثمان ادريس خليفة‪ .) 2010( .‬اساءة معاملة االحداث الجانحين بدار الفتيان بكوبر و دار االشبال بجريف‬
‫غرب وعالقتها ببعض المتغيرات‪ .‬الخرطوم‪ :‬جامعة الخرطوم‪.‬‬
‫• حفيظة انجشايري‪ .) 2015( .‬االضطرابات السلوكية و االنفعالية وظهور صعوبات تعلم اللغة العربية لدى تالميذ‬
‫المرحلة االبتدائية‪ .‬مذكرة ماجستير‪ .‬تيزي وزو‪ :‬جامعة مولود معمري‪.‬‬
‫• مريم سمعان‪ .)2010( .‬االنسحاب االجتماعي لالطفال المتخلفين ذهنياوعالقته ببعض المتغيرات‪ .‬مجلة جامعة‬
‫دمشق‪.‬‬
‫• نادية بوضياف بن زعموش‪ .) 2011( .‬برنامج رياض األطفال وبناء مالمح الهوية الوطنية‪ .‬مجلة العلوم االنسانية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫• نجاح محرز‪ .)2003( .‬في أساليب المعاملة الوالدية وعالقتها بتوافق الطفل‪ .‬جامعة دمشق‪ :‬كلية التربية‪.‬‬

‫‪343‬‬

You might also like