You are on page 1of 15

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة أبو القاسم سعد هللا ‪-‬الجزائر ‪-2‬‬


‫كلية العلوم االجتماعية‬
‫قسم علم النفس‬

‫بحث حول‪:‬‬

‫فـ ـ ــرط الحـ ــركـ ــة و نقص‬


‫االنـتـب ـ ــاه‬

‫أستاذة‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة‪:‬‬


‫جعود أمال‬
‫عدمان‬
‫جوامعي منال‬
‫سوفطة نوفل عبد اللطيف‬

‫السنة الجامعية‪2024-2023 :‬‬


‫الفهرس‬

‫املقدمة‬
‫أوال‪ :‬تعريف الطفل الذي يعاين من فرط احلركة ( أو فرط النشاط احلركي )‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف فرط احلركة و نقص االنتباه‬
‫ثالثا‪ :‬تعريف االنتباه‬
‫رابعا‪ :‬تصنيفات اضطراب فرط النشاط ونقص االنتباه‬
‫خامسا‪ :‬أسباب حدوث اضطراب فرط احلركة وتشتت االنتباه‬
‫سادسا‪ :‬األعراض والسمات الرئيسية‬
‫سابعا‪ :‬التشخيص‬
‫ثامنا‪ :‬العالج‬
‫اخلامتة‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬
‫المقـدمة‪:‬‬
‫أحيانا يخرج الطفل عن المعدل الطبيعي في الحركة السلوك‪ ،‬فيكون طفل مخرب وكثير الحركة وقليل‬
‫االنتباه وقد تكون هذه الظاهرة طبيعية ومؤقتة‪ ،‬أو قد تكون مرضية ودائمة‪ ،‬ولكن الوالدين تزعجهم تلك‬
‫التصرفات‪ ،‬يسمونه الطفل الـسيء والصعب فيقومون بعقابه‪ ،‬ولكـن العقاب يزيد المشكلة تعقيدًا‪ ،‬فبعض‬
‫األطفال ال يقصدون ما يقومون به من أعمال‪ ،‬وال يرغبون في خلق المشاكل ألنفسهم وعائالتهم‪ ،‬ولكنهم‬
‫في الغالب يكونوا مرضى ال يتحكمون في ما يقومون به‪ ،‬فالجهاز العصبي لديهم ال يعمل بالطريقة‬
‫الطبيعية مما يـؤدي الستجابات غير مناسبة‪ ،‬لذلك فهم بحاجة إلى التفهم والمساعدة‪ ،‬لكي يستطيعوا‬
‫السيطرة على سلوكياتهم الخاطئة‪.‬‬

‫فرط الحركة ‪ -‬النشاط الزائد حالة طبية مرضية أطلق عليها في العقود القليلة الماضية عدة تسميات منها‪:‬‬
‫متالزمة النشاط الزائد ‪ -‬التلف الدماغي البسيط ‪ -‬الصعوبات التعليمية ‪ -‬وغير ذلـك‪ ،‬وهـو ليس زيـادة في‬
‫مستوى النشاط الحركي ولكنه زيادة ملحوظة جدًا تخرج عن حدود المعدل الطبيعي‪ ،‬سواء في المــنزل أو‬
‫الشارع أو المدرسة‪ ،‬مما يسبب له فشًال في حياتـــه بســبب قلــة التركــيز‪ ،‬مــع اندفاعاتــه المفرطــة وتعجلــه‬
‫الزائد والـدائم‪ ،‬وللوصول إلى تشخيص لتلك الحالــة يجب أن تنطبــق عليــه شــروط معينــة ومحـــددة‪ ،‬وأن‬
‫يقوم بالتشخيص متخصص في هـذا المجال‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الطفل الذي يعاني من فرط الحركة ( أو فرط النشاط الحركي ) ‪:‬‬
‫هو الطفل الذي يعاني من أعراض فرط الحركة ( ‪ ،) Hyperactivity‬ونقص القدرة على التركيز‬
‫واالنتباه ( ‪ ،) Attention deficit‬ويكون ذلك في ضوء المعايير التشخيصية‪ ،‬وهذه الصفات تكون‬
‫متكررة‪ ،‬وحادة‪ ،‬وشبه ثابتة لدى الطفل‪ ،‬وتكون مزعجة بشكل كبير أكبر من السلوك المالحظ لدى الطفل‬
‫العادي أو المتوسط من نفس العمر‪ ،‬أو من نفس مرحلة النمو‪ ،‬وهذا الطفل يحتاج إلى مساعدة وإلى‬
‫خدمات طبية وتعليمية وسلوكية خاصة (أو بالغة التخصص)‪ ،‬عادة يستعمل مفهوم إفراط الحركة (أو‬
‫فرط الحركية) ( ‪ ) Hyperkinetic‬في بريطانيا والدول األوروبية‪ ،‬أما في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫فغالبًا ما يستعمل مفهوم نقص القدرة على االنتباه‪ ،‬وقد أخذ على التسمية األمريكية أن هناك عدة‬
‫اضطرابات لدى األطفال تصحبها أعراض نقص االنتباه‪ ،‬وذلك على النحو الذي سنشير إليه فيما بعد ‪.‬‬
‫وتبدي الدراسات حول أطفال فرط الحركة (أو حـول األطفال الكبار) أن ليس لديهم القدرة على التركيز‬
‫على ما يهمهم‪ ،‬وأنهم ينتبهون بشكل طفيف إلى أي مثير ( ‪ ) Stimulus‬عابر‪ ،‬وال يستطيعون متابعة‬
‫أعمالهم‪ ،‬وال يتذكرون عواقب ما حدث آخر مرة‪ ،‬وتتميز حركة الطفل باالندفاع وعدم التبصر واالفتقار‬
‫للصبر والتحمل‪ ،‬وخاصة تحمل حاالت اإلحباط مهما كانت بسيطة‪ ،‬وتكون ردود أفعاله سريعة ( زمن‬
‫الرجع ‪ ) Reaction time‬كما تكون حدة االنتباه لديه قصيرة جدًا‪ ،‬مع التحدث بطريقة تفتقر إلى التسلسل‬
‫المنطقي‪ ،‬حيث تختلط األلفاظ مع بعض بسبب السرعة‪ ،‬وال يستغرق وقتًا كافيًا في تفحص المشكلة‬
‫المطروحة أمامه‪ ،‬وتظهر عليه أعراض الضجر والملل والشكوى وعدم اللياقة‪ ،‬وأحيانًا سلوك العدوان‬
‫كمصاحب للمشكلة المطروحة‪ ،‬باإلضافة إلى سرعة التحول من نشاط إلى آخر‪ ،‬وإلى تقلب الحالة‬
‫المزاجية بشكل مزعج‪ ،‬وفي المدرسة أو في الصف ال يستطيع الطفل الجلوس لفترة طويلة في مقعده‪ ،‬وال‬
‫يستطيع المحافظة على أدواته‪ ،‬كما يصر على تناول طعامه في اللحظة التي يحلو له فيها ذلك‪ ،‬ويسعى‬
‫طفل فرط الحركة إلقامة عالقات مع من هم أصغر منه سنا‪ ،‬كما يكثر اصطدامه باألثاث‪ ،‬أو باآلخرين‬
‫وبشكل جاذب للنظر‪ ،‬وال ينضبط بالطرق العادية‪ ،‬وال يلتزم بالمهمة المكلف بها‪ ،‬وبشكل عام فإن المعلم‬
‫يجد نفسه أمام طفل يتسم بحالة شبه مستمرة من التوتر الجسمي‪ ،‬ويمارس أعماله وكأنه مدفوع بقوة‬
‫مجهولة وبإلحاح‪ ،‬وأحيانًا يستجيب بشكل فوري وغير دقيق وبدون تفكير أو تمعن وبغض النظر عن‬
‫المثير الموجود في الموقف‪ ،‬أي قد يستجيب بطريقة ال يتطلبها الموقف نهائيًا ‪ .‬وبشكل عام إن حالة الطفل‬
‫مفرط الحركة هي حالة مركبة من عدة مشكالت تحدث في الطفولة بين ( ‪ ) ١٥ - ٤‬سنة‪ ،‬وغالبًا ما‬
‫يتعرض الطفل بسبب ذلك إلى سوء المعاملة من الكبار والتشدد والحزم والعـقاب المتواصل‪ ،‬وألن غالبية‬
‫الكبار الذين تواجههم مثل هذه الحالة يتعاملون معها وكأنها انحراف أو خروج عن المألوف من النظم‬
‫والعادات الشائعة ‪ ،‬أو هي عبارة عن ضعف في االنضباط لدى صاحبها‪ ،‬وال ننسى أن معظم أطفـال فرط‬
‫الحركة ال تكون لديهم القدرة على تحقيق متطلبات التحصيل الدراسي بشكل عادي بسبب الصعوبات وعدم‬
‫القدرة على التفاعل الطبيعي مع المثيرات المختلفة‪ ،‬وعدم الدراسة أو أداء الواجبات المدرسية وضعف‬
‫اللغة‪ ،‬وغير ذلك ‪ . . .‬والحالة التالية لطفل يعاني من أعراض فرط الحركة وهي توضح لنا السيرة‬
‫المرضية لهذا الطفل حتى تم تشخيص حالته وعالجه مع مالحظة أن اسم الطفل هو اسم مستعار (فيصل‬
‫محمد خير الدين‪ ،‬اضطراب فرط الحركة و نقص االنتباه و االندفاع بالسلوك لدى االطفال‪ ،‬مدينة الشارقة‬
‫للخدمات االنسانية ‪ 2001،‬ص‪ 29‬و‪.)30‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف فرط الحركة ونقص االنتباه ‪:‬‬
‫يعد اضطراب فرط الحركة ونقص االنتباه أحد أشهر االضطرابات النفسية في األطفال والذي يأتي في أي‬
‫من هاتين الصورتين أو كالهما معا ‪ :‬نقـص االنتبـاه فرط الحركة واالندفاعية ‪ ،‬ويحدث هذا المرض في‬
‫نسبة ‪ % 12- 8‬مـن أطفـال العالم‪ .‬ويتصف األطفال ذوي فرط الحركة ونقص االنتباه عادة بعدم االستماع‬
‫للتعليمات‪ ،‬وال ينهون المهام المكلفين بها‪ ،‬ويستغرقون في أحالم اليقظة‪ ،‬ويصابون بالملـل بسهولة إلى‬
‫جانب الحركة المفرطة واالندفاع الشديد‪ ،‬وعدم القدرة على الجلـوس لفترات زمنية طويلة‪ ،‬وليس لديهم‬
‫القدرة على مواصلة االنتباه‪ ،‬ويمكن أن تحدث لك المشكالت في سياق اللعب‪ ،‬ولكنها تظهر غالبًا في‬
‫المواقف التي تتطلب انتباهًا متواصًال‪ ،‬والمهام المتكررة والمملة‪ ،‬وال يستطيعون مواصلة األنشطة التي‬
‫تعتـد على المنافسة ألنهم يتشتتون بسهولة‪ (.‬محمود عبد الحليم منسي ‪،‬النمو النفسي لإلنسان (النظريات‪،‬‬
‫المراحل ‪،‬المشكالت) مكتب االنجلو المصرية ‪ 2019،‬ص‪.)281‬‬

‫ثالثا‪ :‬تعريف االنتباه ‪:‬‬


‫يعتبر االنتباه من أهم العمليات العقلية التي تلعب دورا هاما في النمو المعرفي لدى الفرد حيث إنه يستطيع‬
‫من خالله أن ينتقي المنبهات الحسية المختلفة التي تساعده على اكتساب المهارات وتكوين العادات‬
‫السلوكية الصحيحة بما يحقق له التكيف مع البيئة المحيطة به ‪.‬‬
‫وينقسم االنتباه من حيث مصدر استقباله إلى انتباه سمعي‪ ،‬بصري‪ ،‬شمي‪ ،‬لمسي وتذوقي‪ ،‬ولذلك يطلق‬
‫على االنتباه الذي يتم من خالل حاسة السمع باالنتباه السمعي‪ ،‬كما يطلق على االنتباه الذي يتم مـن خـالل‬
‫حاسة البصر باالنتباه البصري‪ ....‬وهكذا ‪.‬‬
‫ويمكن أن تحدث عملية االنتباه من خالل حاسة واحدة فقط مثل عملية االنتباه البصري للصور والتماثيل‪،‬‬
‫كما يمكن أن تشترك أكثر من حاسة فـي عملية االنتباه لمثير معين‪ ،‬كما يحدث مثًال عند مشاهدة الفرد‬
‫لمباراة كرة قدم حيث تكون هناك عملية انتباه بصري لتنقالت الكرة وتحركات الالعبين‪ ،‬كما يكون هناك‬
‫أيضا انتباه سمعي لتعليق المذيع على المباراة ‪.‬‬
‫ولقد اهتم علماء النفس التجريبيون من مدرسة فونت باالنتباه باعتباره الخاصية المركزية للحياة الذهنية‬
‫ومهمته األساسية هي ‪:‬‬
‫توضيح مضامين أو محتويات الوعي وتحويل اإلحساس إلى إدراك وفهم من خالل استبطان الخبرة‬
‫الشعورية‪ ،‬ولقد ظل الحال على هذا المنوال حتى ظهرت المدرسة السلوكية ورفضت النظر إلى االنتباه‬
‫باعتباره كيف الوعى أو مضمونه‪ ،‬ورأت أنه تركيز وانتقاء يمكن مالحظته‪ ،‬وبعد ذلك جاء برودنت ليقدم‬
‫نظرية عـن االنتباه اإلدراكي حيث قدمت هذه النظرية تفسيرا النتقاء االنتباه (السيد علي سيد احمد‪ ،‬فائقة‬
‫محمد بدر‪ ،‬اضطراب االطفال لدى االطفال‪ ،‬توزيع مكتبة النهضة المصرية ‪،1999،‬ص‪.)15‬‬

‫مفهوم نقص االنتباه‪:‬‬


‫هي من أكثر أعراض هذه الحالة انتشارًا‪ ،‬فباإلضافة لعـدم القدرة على االنتباه ‪ ،‬فدرجة التركيز واالنتباه‬
‫لديهم قصيرة جدًا‪ ،‬فإن المصابين بالحالة غير قادرين على التركيز‪ ،‬التذكر‪ ،‬التنظيم‪ ،‬يظهرون كأنهم غير‬
‫مهتمين لما يجري من حولهم‪ ،‬يجدون صعوبة في بدء وإكمال ما يقومون به من نشاط‪ ،‬وخصوصًا ما‬
‫يظهـر أنه ممل أو متكرر أو فيـه تحدي وتفكير‪ ،‬كأنهم ال يسمعون عندما تتحدث معهم‪ ،‬وال ينفذون‬
‫األوامر المطلوبة منهم ‪ ،‬يفقدون أغراضهم‪ ،‬وينسون أين وضعوا حاجياتهم‪ ،‬كتبهم وأقالمهم‪( .‬محمد جسن‬
‫القرا بدر احمد جراح‪ ،‬فهم اضطرابات نقص االنتباه والنشاط الزائد لدى االطفال و السيطرة عليه‪،‬‬
‫دارالمعز للنشر و التوزيع ‪ ،‬االردن‪ ، 2016،‬ص‪)57‬‬

‫مفهوم االندفاعية‪:‬‬
‫هؤالء األطفال مندفعين بطبعهم‪ ،‬ال يفكرون في الحدث وردة الفعل‪ ،‬يجاوبون على السؤال قبل االنتهاء‬
‫منه‪ ،‬ال ينتظرون دورهم في الحديث أو اللعب‪ ،‬كثيرًا ما يقاطعون اآلخرين في الكالم واللعب‪ ،‬وهو ما‬
‫يؤدي إلى عدم قدرتهم على بناء عالقات مستمرة مع اآلخرين‪ ،‬ولذلك نالحظ في البالغين عدم استمرارهم‬
‫في عمل أو وظيفة معينة‪ ،‬كما أنهم يصرفون أموالهم بدون تفكير أو حكمة ‪.‬‬

‫المدة الطبيعية للتركيز واالنتباه‪:‬‬


‫حيث تختلف مدة ومقدرة االنسان على االنتباه والتركيز‪ ،‬وهي المقدرة المؤدية للتعلم والتذكر‪ ،‬ومن ثم إلى‬
‫زيادة نسبة الذكاء‪ ،‬وتراوح فترة انتباه الطفل الطبيعية من ثالث إلى خمس دقائق لكل سنة من العمر‪،‬‬
‫فالطفل في الروضة يحتاج إلى خمس عشرة دقيقة كفترة انتباه متواصلة‪ ،‬لكي ينجز العمل الموكول له كحد‬
‫أقصى‪ ،‬وبعد ذلك تزيد لكي تكون عشرين دقيقة في الصف األول والثاني‪ ،‬ولكن هذا ال يعني التركيز‬
‫المستمر المتواصل‪ ،‬ولكن عـدم التشويش وفقـد التواصـل مـع العمل الذي يقوم به‪ ،‬ولكن يجب االنتباه أن‬
‫فترة االنتباه عند مشاهدة التلفاز ال تحتسب عند قياس المقدرة على التركيز واالنتباه ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تصنيفات اضطراب فرط النشاط ونقص االنتباه‪:‬‬


‫لخص بن مصطفى عبد الكريم )‪ 2116،‬ص‪ (22‬تصنيفات هذا االضطراب في دراساته‪ ،‬حيث أشار إلى‬
‫أن المرجع الوحيد الذي يمدنا بتصانيف لهذا االضطراب هو الدليل التشخيصي واإلحصائي الرابع ‪4DS‬‬
‫‪ ،M‬حيث يحتوي على مجموعة من األعراض يتوجب توفرها من أجل نجاح التشخيص‪ ،‬وقد قدم ثالثة‬
‫تصنيفات هي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬نمط اضطراب ضعف االنتباه والنشاط الزائد مع سيطرة أعراض ضعف االنتباه‪.‬‬

‫‪ -‬نمط اضطراب ضعف االنتباه والنشاط الزائد مع سيطرة أعراض النشاط الزائد واالندفاعية‪.‬‬

‫‪ -‬نمط اضطراب ضعف االنتباه والنشاط الزائد النوع المركب‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أسباب حدوث اضطراب فرط الحركة وتشتت االنتباه‪:‬‬


‫ليس هناك سبب واضح ومحدد لحدوث الحالة‪ ،‬فليس هناك عيوب واضحة في الجهاز العصبي‪ ،‬ولكن‬
‫هناك اتفاق بين العلماء أن الحالة تحدث نتيجة ألسباب عضوية نمائية للجهاز العصبي لم يتم التوصل لها‬
‫وتحديدها‪ ،‬ولقد قامت العديد من الدراسات للكشف عن المسببات‪ ،‬ومن هذه األسباب ‪:‬‬

‫األسباب العضوية‪ :‬نتيجـة تعرض الـدماغ إلصابات خالل الحمل أو عند الوالدة‪ ،‬صعوبات‬ ‫‪-‬‬
‫الوالدة‪ ،‬نقص االكسجين‪ ،‬اصابة األم بالمرض وقت الحمل‪ ،‬تناول األدوية ‪.‬‬
‫حدوث اضطراب في النشاط الكيميائي للدماغ لم تعرف مسبباته‪ ،‬فاختالف كيماويات المخ تؤدي‬ ‫‪-‬‬
‫إلى تأثيرات على المزاج والسلوك ‪.‬‬
‫أسباب جينية أو وراثية‪ :‬حيث وجد لدى الوالدين أو العائلة بعض األعراض المرضية والسلوكية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األسباب البيئية‪ :‬التلوث البيئي‪ ،‬تسمم الرصاص‪( .‬محمد جسن القرا بدر احمد جراح ‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‬ ‫‪-‬‬
‫‪)57‬‬

‫ويقدم الدليل التشخيصي واإلحصائي الخامس لالضطرابات العقلية ‪:‬‬


‫والذي نشرته الجمعية األمريكية للطب النفـسـي فـي سـنة ‪ ،٢٠١٣‬المحكـات التشخيصية الالزم توفرها‬
‫لتشخيص فرط الحركة ونقص االنتباه‪ ،‬والتي تتلخص فيما يلي ‪:‬‬

‫عدم االنتباه ‪ :‬أن تستمر ستة أو أكثر من األعراض التالية لمـدة سـتة أشهر علي األقل بدرجة ال تتسق‬
‫مع مستوي االرتقاء وتؤثر سلبًا بشكل مباشر على األنشطة االجتماعية واالكاديمية والمهنية ‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬األعراض ال تعكس فقط سلوك المعارضة أو االنحراف أو العدائية أو الفشل في فهم التعليمات‬
‫أو المهام‪ .‬وبالنسبة للمراهقين والراشدين (عمر ‪ 17‬سنة فأكثر ) يتطلب التشخيص خمسة أعراض علي‬
‫األقل‪.‬‬

‫غالبا ما يفشل في إعارة انتباه كافي للتفاصيل أو ارتكاب أخطاء إهمال فـي األداء الدراسي أو‬ ‫‪-‬‬
‫العمل أو أثناء القيام بأنشطة أخرى (مثال أن يغفل عن أو ال يلم بالتفاصيل‪ ،‬أو تنفيذ غير دقيق‬
‫للعمل)‪.‬‬
‫لديه غالبًا صعوبة في أن يبقى منتبها أثناء أداء المهام أو أنشطة اللعب (لديه صعوبة في أن يظل‬ ‫‪-‬‬
‫مركزًا أثناء المحاضرات‪ ،‬والمحادثات أو القراءات الطويلة )‪.‬‬
‫غالبًا ال يبدي إنصاتا عندما تتحدث إليه مباشرة (مثال ذلك أن يبدو شارد العقل‪ ،‬حتى في غياب‬ ‫‪-‬‬
‫المشتتات الواضحة)‪( .‬محمود عبد الحليم منسي‪ ،‬نفس المرجع ‪،‬ص‪)283‬‬

‫مالحظة‪ :‬األعراض ال تعكس فقط سلوك المعارضة أو االنحراف أو العدائية أو الفشل في فهم التعليمات‬
‫أو المهام‪ .‬وبالنسبة للمراهقين والراشدين (عمر ‪ 18‬سنة فأكثر) يتطلب التشخيص خمسة أعراض على‬
‫األقل‪.‬‬

‫غالبًا يتململون في المقعد وينقرون أيديهم أو أقدامهم أو يلتوون في المقعد ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫غالبًا يتركون المقعد في مواقـف يتوقـع منهم أن يظلوا جالسين ( مثل أن يترك مكانه في الفصل‬ ‫‪-‬‬
‫أو في المكتب أو في العمل أو في المواقف األخرى التي يتطلب منهم أن يقفوا في المكان )‪.‬‬
‫غالبًا يدورون حول المكان أو يتسلقون في مواقف ال تناسب ذلك (مالحظة‪ :‬في المراهقة‬ ‫‪-‬‬
‫والرشد قد تتحدد فقط في كون الشخص متملمال)‪.‬‬
‫غالبًا ال يستطيع اللعب أو االشتراك في وقت الترفيه بهدوء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يكونون غالبًا متأهبين للذهاب كما لو أنهم يقودهم محركًا (أي أنهم ال يستطيعون االستقرار أو ال‬ ‫‪-‬‬
‫يرتاحون للجلوس لفترة ممتدة من الزمن‪ ،‬عندما يكونون فـي مطعم أو مقابلة‪ ،‬حيث يبدو عليهم‬
‫أنهم متململين وال يحتملوا الموقف)‪.‬‬
‫غالبًا يتكلمون بكثرة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫غالبًا يبدأون فجأة في اإلجابة قبل أن يكون السؤال قد أكتمل (أي أنهم يكملون ما يقوله اآلخرين‬ ‫‪-‬‬
‫نيابة عنهم‪ ،‬ال يستطيعون انتظار دورهم في الحديث)‪.‬‬
‫غالبًا لديه صعوبة في انتظار دوره ( عندما يكون في طابور ) ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫غالبًا ما يقاطعون أو يقتحمون حديث اآلخرين ( أي أنه يتدخل في الحديث‪ ،‬أو للعب‪ ،‬أو األنشطة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقد يبدأ في استخدام أعراض اآلخرين دون استئذان أو السماح له بذلك‪ ،‬وبالنسبة للمراهقين‬
‫والرائدين قد يقتحمون أو يتولون ما يقـوم به اآلخرين )‪.‬‬
‫وجود العديد من أعراض نقص االنتباه أو فرط الحركة واالندفاعية قبل سن الثانية عشر‬ ‫‪-‬‬
‫وجود العديد من أعراض نقص االنتباه أو فرط الحركة واالندفاعية في أكثر من موقعين (مثال‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫المدرسة‪ ،‬البيت‪ ،‬أو العمل مع األصدقاء أو األقارب‪ ،‬في أنشطة أخرى)‪.‬‬
‫أن ال تحدث األعراض بشكل حصري أثناء المسار المرضي للفصام أو أي اضطراب ذهني أخر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫واال يكون من األفضل تفسير األعراض بعزوها إلى اضطراب نفسي أخر (مثل‪ :‬اضطراب‬
‫مزاجي‪ ،‬اضطراب قلـق‪ ،‬اضـطراب انشقاقين‪ ،‬اضطراب الشخصية‪ ،‬تعاطي المواد أو انسحاب‬
‫المواد النفسية)‪.‬‬

‫(محمود عبد الحليم منسي‪ ،‬نفس المرجع ‪،‬ص‪)286/ 285‬‬


‫سادسا‪ :‬األعراض والسمات الرئيسية ‪:‬‬
‫هي ثالثة أعراض أو سمات قامت بتقسيمها "الرابطة األميركية للطب النفسي" في دليلهـا اإلحصائي‬
‫والتشخيصي وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ )1‬قلة االنتباه‪ :‬يتصـف هـؤالء األطفـال بأن المدة الزمنية لدرجة انتباههم جـدا قصيرة ال يستطيعون‬
‫أن يستمروا في إنهاء نشاط أو لعبة معينة‪ ،‬يبدون وكأنهم ال يسمعون عندما تتحدث إليهم‪ ,‬عـادة ما يفقـدوا‬
‫أغراضهم أو ينسـوا أيـن وضعوا أقالمهـم أو كتبهم‪.‬‬

‫‪ )2‬زيادة الحركة‪ :‬ال يستطيعون أن يبقوا في مكانهم أو مقاعدهم فترة بسيطة‪ ,‬عادة ما يتسلقون‬
‫ويجرون في كل مكان في البيت وفي السوق‪ ،‬أقل وصف لهم بأنهم ال يهدؤون أبدا‪.‬‬

‫‪ )3‬االندفاعية‪ :‬يجاوبون على األسئلة قبل االنتهاء من سماع السؤال‪ ،‬وال يستطيعون أن ينتظروا‬
‫دورهم في أي نشاط ويقاطعون في الكالم ‪( .‬أحد إصدارات جمعية عنيزة للخدمات االنسانية‪،‬العنيزة‪،‬‬
‫‪1420‬هـ‪ ،‬ص ‪.)15‬‬

‫سابعا‪ :‬التشخيص‪:‬‬
‫متى يتم التشخيص؟‬
‫ان اضطراب فرط الحركة وقلة االنتباه حالة نمائية‪ ،‬أي أن الطفل يصاب بها في مرحلة الحمل وقبل‬
‫الوالدة‪ ،‬ويمكن تشخيصها في أي مرحلة عمرية معتمدة على شدة األعراض ونوعيتها‪ ،‬ولكن بعض تلك‬
‫األعراض تحدث بشكل متكرر لدى األطفال الطبيعيين خالل مرحلة النمو‪ ،‬الذي يكون من الصعب القدرة‬
‫على التشخيص الكامل‪ ،‬ولكن عند دخول الطفل للمدرسة (‪6-5‬سنوات )‪ ،‬فهناك العديد من العوامل التي‬
‫تساعد على ظهور األعراض‪ ،‬مثل البيئة المدرسية واختالفهـا عن المنزل‪ ،‬الضغوط التي يواجهها الطفل‬
‫في المدرسة‪ ،‬كما أن األعراض التي يتم تجاهلها في المنزل كأعراض طبيعية يمكن إبرازها في‬
‫المدرسة‪.‬‬

‫كيف يتم تشخيص اإلصابة باضطراب قصور االنتباه وفرط الحركة؟‬


‫في المملكة المتحدة‪ ،‬دائمًا ما يتطلب التشخيص المنهجي لإلصابة باضطراب قصور االنتباه وفرط‬
‫الحركة إجراء تقييم متخصص يقوم به طبيب أطفال أو طبيب أمراض نفسية لألطفال ‪ /‬للبالغين‪ .‬ولكن‬
‫يجب استشارة طبيب عائلة الطفل المريض في البداية‪ ،‬والذي سيطلب منكم بيانات محددة عن سلوكياته‬
‫التي تثير قلقكم‪ .‬إذا كنتم تظنون بأن طفلكم قد يكون مصابًا باضطراب قصور االنتباه وفرط الحركة‪،‬‬
‫فسيساعدكم االستبيان الموجود عند المختص على تأكيد مدى حاجتكم إلى استشارة اختصاصي‪ .‬وغالبًا ما‬
‫يكون أكثر األشخاص دراية بسلوكيات الطفل هم والديه ومدرسيه‪ ،‬ولذا يجب على كل منهم ملء هذا‬
‫االستبيان بشكل منفصل (مارك عبود‪ ،‬التوحد‪ .‬فرط الحركة‪ .‬خلل القراءة واالداء‪ ،‬دار المؤلف‪،‬‬
‫الرياض‪،2013،‬ص‪.)15‬‬

‫ثامنا‪ :‬العالج‬
‫كيف يمكن العالج؟‬
‫ليس هناك عالج شاف يزيل الحالة‪ ،‬ولكن الطرق العالجية‪ ،‬يمكن من خاللها التحكم في األعراض‬
‫المرضية‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ -1‬العالج الدوائي‪.‬‬
‫‪ -2‬العالج الغذائي‪.‬‬

‫‪ -3‬برامج تعديل السلوك‪.‬‬

‫‪ -4‬البرامج التربوية‪.‬‬

‫‪ -5‬برامج اإلرشاد األسري‪( .‬محمد جسن القرا بدر احمد جراح ‪،‬نفس المرجع ‪،‬ص ‪)93‬‬

‫العالج الدوائي‪:‬‬
‫يجب االشارة إلى أنه ال توجد فحوصات تجرى من أجل التشخيص مع العلم أن لدى الطفل المصاب‬
‫سمات معينة في تخطيط المخ وكذلك في الرنين المغناطيسي للمخ لكنها ليست تشخيصية‪ ،‬ولهذا غالبًا ما‬
‫يتم التشخيص بدون أي تحاليل أو فحوصات معينة ولكن عادة يمر الطفل على طبيب األطفال العام‬
‫للتأكد من عدم وجـود أسباب عضوية لهذا االضطراب ‪.‬‬

‫وينبغي التذكير أن هناك مجموعة من المقاييس واالستبيانات وكذلك بعض االختبارات النفسية التي يتم‬
‫من خاللها التشخيص أحيانا أو قياس شدة تشتت االنتباه أو غيرها من األعراض أو مدى التحسن بعد‬
‫العالج‪ ،‬لكن التشخيص يكـون عيـادي في األغلب بحسب قصة المرض والشكوى وليس بالضرورة‬
‫بالمقاييس ‪.‬‬

‫ما هي مدة العالج؟‬


‫نظرًا ألن اضطراب فرط الحركة وضعف التركيز حالة مزمنة فإننا نعطي العالج‪ ،‬لسنوات حتى ينمو‬
‫الجهاز العصبي للطفل ونقـوم كل سنة أو سنتين بمحاولة ايقاف الدواء‪ ،‬واختيار أداء الطفل بدونه‬
‫وتتكرر هذه المحاولة عدة مرات حسب الحالة ورأي الطبيب المعالج ‪( .‬محمد جسن القرا بدر احمد‬
‫جراح ‪،‬نفس المرجع ‪،‬ص ‪)96/97/98‬‬

‫كيف تعمل األدوية العالجية؟‬


‫زيادة التركيز‪ ،‬لكي يستطيع القيام بالعمـل الموكـل له وانجازه يستمع للتعليمات المعطاة له من‬ ‫‪-‬‬
‫الوالدين وغيرهم لكي يستطيع التجاوب بشكل أفضل ‪.‬‬
‫التقليل من فرط الحركة‪ ،‬حيث يبقى الطفل جالسًا مـدة أطـول يقـل لـديـه الجـري والقفز‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقليل االندفاعية‪ ،‬لكي يستطيع التفكير في األمر قبل التصرف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التقليل من فرط الحركة واالندفاعية سيؤدي الى التقليل من العنف المصاحب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تخفيف القلق واالكتئاب‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫العالجات الدوائية لهذا االضطراب‪:‬‬


‫هناك خطوات معينة وخطط عالجية متكاملة لمثل هـذا االضطراب‪ ،‬تستخدم فيها األدوية بالتعاون مع‬
‫الوالدين وذلك حسب حالة كل طفل ثم قـد يقرر الطبيب اعطاء طفلك دواء محدد دون آخر بسبب بعض‬
‫األعراض دون األخرى‪ ،‬وتفيد المنبهات العصبية وعلى عكس المتوقع كثيرًا في عالج فرط النشاط‬
‫الحركي عند الطفل فهي تؤدي إلى هدوء الطفل وزيادة فترة التركيز عنده وال تعطى هذه االدوية إال‬
‫لألطفال من هم في سن المدرسة‪ ،‬وأهمها‪:‬‬
‫‪ Methylphenidate -‬وله مستحضرات متنوعة مـن أهمها ‪ Ritalin‬وهو الدواء األكثر‬
‫استخدامًا في العالم فعاليتـه عالية ويعيب عليه قصر مدة المفعول‪ ،‬يصنف الريتالين ضمن األدوية‬
‫المنشطة‪ ,‬له عالقة بالناقل العصبي ادرينالين والنواقل العصبية األخرى‪ ،‬كما أن له تأثير على شبكة‬
‫األعصاب فيما يسمى المخ المتوسط ‪ Midbrain‬ويقوم بتنظيم نشاط هذه األعصاب بشكل أفضل‪.‬‬

‫‪ :Amphetamine Adderall -‬هو دواء حديث مفعوله أقوى من الريتالين ومدة عمله أطول‪،‬‬
‫أضراره الجانبية أقل‪ ،‬وغير متوفر‪.‬‬

‫‪ :Dextroamphetamine Dexedrine -‬طريقة عمله ومفعوله مشابهان للريتالين‪ ،‬منبه ‪،‬‬


‫ومدة عمله أطول‪ ،‬وغير متوفر‪.‬‬

‫‪ -‬دواء التوفرانيل وبعض المركبات المقاربة له‪ :‬تستخدم في الحاالت المصحوبة بالقلق‬
‫واالكتئاب وتغير المزاج والحاالت النفسية المشابهة ‪.‬‬

‫‪ -‬دواء الستراتيرا ‪ :‬هو دواء جديد واعد وغير متوفر ‪.‬‬

‫‪ -‬دواء الكلونيدين ‪ :‬هو قليل االستخدام عمومًا ‪.‬‬

‫وأهم التأثيرات الجانبية لهذه األدوية هو الصداع واألرق وقلة الشهية ‪.‬‬

‫كيفية العالج المثبت نجاحه علميًا لهذا االضطراب‪:‬‬


‫هناك أبحاث كثيرة أجريت على هذا االضطراب إليجاد طرق عالجية مختلفة‪ ،‬ومن هذه الدراسات‬
‫دراسة ضخمة طويلة األمد أجريت بدعم مباشر من المركز الوطني للصحة النفسية في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية وهي دراسة اجتمع فيها الخبراء من األطباء واألخصائيين النفسيين العياديين‪ ،‬وكذلك مختصين‬
‫في التعليم الخاص‪ ،‬وقد تم أجراؤها بسبب ضغط اآلباء واألمهات المعترضين على العالج الدوائي‬
‫ودعـوى أن األطباء وشركات األدوية يستغلون هؤالء األطفال لترويج دواء معين واستغالل هذا‬
‫االضطراب لصالحهم‪ ،‬وحظيت الدراسة بحيادية قوية وكذلك بمنهجية قوية للغاية وبعدد كبير من األطفال‬
‫واألهالي المشاركين‪ ،‬وقد قسم األطفال المشاركين الى أربعة فرق ‪:‬‬
‫‪ -1‬فقط تتابع عن بعد وُت حول للعالج المعتاد في تلك المدينة بدون أي تدخل من الباحثين‪.‬‬
‫‪ -2‬مجموعة تتلقى عالج سلوكي مكثف للغاية داخل مدرسة مخصصة لهذا الغرض وكذلك برامج صيفية‬
‫خارج المدرسة وتدريب للوالدين لمدة ‪ 12‬جلسة على األقل‪.‬‬

‫‪ -3‬مجموعة تتلقى عالج دوائي مكثف ومقنن‪.‬‬


‫‪ -4‬مجموعة تتلقى العالج السلوكي والدوائي‪( .‬محمد جسن القرا بدر احمد جراح ‪،‬نفس المرجع‪،‬ص‬
‫‪)99/98‬‬
‫وتم رصد النتائج بشكل دقيق لمدة ‪12‬شهرًا تبين خاللها أن المجموعة الدوائية فقط ومجموعة الدواء مع‬
‫العالج السلوكي كانت األكثر تحسنًا واستجابة‪ ،‬وتوبعـت الحاالت لمدة ‪ 3‬سنوات أخرى فقط بعالج‬
‫دوائي‪ ،‬وتبين أن العالج السلوكي اختفى مفعوله بعد إيقافه‪ ،‬مما خالف المتوقع بأن يدوم مفعول العالج‬
‫السلوكي بعـد إيقافه‪ .‬ولهذا ترى الجهات العلمية المعتمدة في طب نفس األطفال والمراهقين عالميا أن‬
‫العالج الدوائي ضروري للطفل وأنه يساعد على تحسن الكثير من المهارات والوظائف المعرفية‬
‫واالجتماعية عند الطفل وكذلك تقدم استجابته للعالجات السلوكية والتأهيلية كبرامج التعليم الخاص ‪.‬‬
‫وكذلك ترى هذه الجهات أن برامج تعديل السلوك وتدريب الوالدين وترتيب البيئة التعليمية وكذلك‬
‫العالجات النفسية المتعلقة ببناء الثقة وتعلم المهارات االجتماعية أيضًا مهمة كعالج تكاملي لكل طفل‬
‫بحسب اصابته وقدراته وكذلك توفر هـذه الخدمات‪( .‬محمد جسن القرا بدر احمد جراح ‪،‬نفس‬
‫المرجع ‪،‬ص ‪)100‬‬

‫دور األسرة والمجتمع في عالج الطفل المصاب بمرض فرط الحركة‪:‬‬


‫لقد حاولت يوما وضع ابنك تحت مراقبتك األبوية التربوية أثناء دراسته وتأدية واجباته المدرسية‪ ,‬هل‬
‫سألت نفسك لماذا يستجيب هذا االبن لكل ما يحدث حوله حتى لو كان خارج المنزل؟ في الحديقة مثًال إن‬
‫حفيف األشجار أو صوت أخ أو أخت كفيالن أن يشتتا انتباهه فيترك دراسته ليلعب بإحدى لعبه وأثناء‬
‫عودته للدراسة يداعب أخاه الصغير‪ ،‬لماذا ال يبقى فترة كافية إلنهاء واجباته؟ كما تبدو مشكلة فترة‬
‫االنتباه القصير أنها صعبة الحل ولكن الخبراء يقولون أن هناك أشياء كثيرة يمكنك القيام بها لمساعدة‬
‫طفلك‪ ،‬وتحسين تركيزه نوجزها في التالي‪:‬‬

‫التشاور والتباحث مع المدرس‪ :‬إذا كانت هذه المشكلة تحدث مع طفلك فقط في المدرسة‪ ،‬فقد‬ ‫‪-1‬‬
‫يكون هناك مشكلة مع المدرس في أسلوب شرحه للدرس‪ ،‬وفي هذه الحالة البد من مقابلة المدرس‬
‫ومشاورته‪ ،‬ومناقشة المشكلة والحلول الممكنة‪.‬‬
‫مراقبة الضغوطات داخل المنزل‪ :‬إذا كانت هذه المشكلة تحدث مع طفلك في المنزل فقد يكون ذلك‬ ‫‪-2‬‬
‫رد فعل لضغوط معينة في المنزل‪ ،‬فإذا الحظنا تشتت االنتباه أو النشاط الزائد أو االندفاع‬
‫"التهـور" لدى طفلك وأنت تمر بظروف انفصال أو طالق أو أحوال غير مستقرة‪ ،‬فإن هذا السلوك‬
‫قد يكون مؤقتًا‪ ،‬ويقترح األخصائيون هنا زيادة الوقت الذي تقضيه مع الطفل‪ ،‬حتى تزيد فرصته‬
‫في التعبير عن مشاعره‪.‬‬
‫فحص حاسة السمع‪ :‬إذا كان طفلك قليل االنتباه وسهل التشتت ولكن غير مندفع أو كثير الحركة‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫فعليك فحص حاسة السمع عنده للتأكد من سالمته‪ ،‬وعدم وجود أي مشكالت به وبعمليات‬
‫االستماع‪ ،‬ففي بعض األحيان رغـم أنه يسمع جيدًا يحتمل أن المعلومات التصل كلها بشكل تام‬
‫للمخ‪.‬‬
‫زيادة التسلية والترفيه‪ :‬يجب أن تحتوي أنشطة الطفل على الحركة واإلبداع‪ ،‬التنوع واأللوان‪,‬‬ ‫‪-4‬‬
‫والتماس الجسدي واإلثارة‪ ،‬فمثًال عند مساعدة الطفل في هجاء الكلمات يمكن للطفل كتابة الكلمات‬
‫على بطاقات بقلم ألوان‪ ،‬وهذه البطاقات تستخدم للتكرار والمراجعة والتدريب‪.‬‬
‫تغيير مكان الطفل‪ :‬الطفل الذي يتشتت انتباهه بسرعة يستطيع التركيز أكثر في الواجبات ولفترات‬ ‫‪-5‬‬
‫أطول‪ ،‬إذا كان كرسي المكتب يواجه حائطًا‪ ،‬بدًال من حجرة مفتوحة أو شباك‪.‬‬
‫تركيز انتباه الطفل‪ :‬قطع قطعة كبيرة من الورق المقوى على شكل صورة ما وضعها على مساحة‬ ‫‪-6‬‬
‫أو منطقة تركيز االنتباه أمام مكتب الطفل وأطلب منه التركيز والنظر داخل اإلطار وذلك أثناء‬
‫عمل الواجبات‪ ،‬فهذا يساعده على زيادة التركيز ‪( .‬محمد جسن القرا بدر احمد جراح ‪،‬نفس‬
‫المرجع ‪،‬ص ‪)94‬‬
‫االتصال البصري‪ :‬من أجل تحسين التواصل مع طفلك قليل االنتباه عليك دائمًا باالتصال البصري‬ ‫‪-7‬‬
‫معه قبل الحديث والكالم ‪.‬‬
‫ابتعد عن األسئلة المملة‪ :‬تعود على استخدام الجمل والعبارات بدًال من األسئلة فاألوامر البسيطة‬ ‫‪-8‬‬
‫القصيرة أسهل على الطفل في التنفيذ‪ ،‬فال تقل للطفل (أال تستطيع أن تجد كتابك؟ ) فبدًال من ذلك‬
‫قل له اذهب واحضر كتابك اآلن وعد‪ ,‬قل له أرني ذلك‪.‬‬
‫حدد كالمك جيدا‪ :‬يقول جولد شتاين الخبير بشؤون األطفال‪ :‬دائمًا أعط تعليمات إيجابية لطفلك‪،‬‬ ‫‪-9‬‬
‫فبدًال من أن تقول ال تفعل كذا‪ ،‬اخبره أن يفعل كذا وكذا ‪ ،‬فال تقـل "ابعـد قـدمك عـن الكرسي" بدًال‬
‫من ذلك قل له‪" :‬ضع قدمك على األرض"‪.‬‬
‫إعداد قائمة الواجبات‪ :‬عليك إعداد قائمة باألعمال والواجبات التي يجب على الطفل أن يقوم بها‬ ‫‪-10‬‬
‫ووضع عالمة (صح) أمام كل عمل يكمله الطفل‪ ،‬وبهذا ال تكرر نفسك‪ ،‬وتعمل هـذه القائمة‬
‫كمفكرة واألعمال التي ال تكتمل أخبر الطفل أن يتعرف عليها في القائمة‪.‬‬
‫تقدير وتحفيز الطفل على المحاولة‪ :‬كن صبورًا مع طفلك قليل االنتباه فقد يكون يبذل أقصى ما‬ ‫‪-11‬‬
‫في وسعه‪ ،‬فكثيرًا مـن األطفال لديهم صعوبة في البدء بعمل ما واالستمرار به‪.‬‬
‫حدد اتجاهك جيدا‪ :‬خبراء نمو األطفال ينصحون دائما بتجاهل الطفل عندما يقوم بسلوك غير‬ ‫‪-12‬‬
‫مرغوب فيه‪ ،‬ومع تكرار ذلك سيتوقف الطفل عن ذلك ألنه ال يلقى أي انتباه‪ ،‬لذلك والمهم هـو‬
‫إعارة الطفل كل انتباهك عندما يتوقف عن السلوك الغير مرغوب ويبدأ في السلوك الجيد‪.‬‬
‫ضع نظامًا محددا والتزم به‪ :‬التزم باألعمال والمواعيد الموضوعة‪ ،‬فاألطفال الذين يعانون من‬ ‫‪-13‬‬
‫مشكالت االنتباه يستفيدون غالبًا من األعمال المواظب عليها والمنظمة‪ ،‬كأداء الواجبات ومشاهدة‬
‫التلفاز وتناول األكل وغيره ويوصى بتقليل فترات االنقطاع والتوقف‪ ،‬حتى ال يشعر الطفل بتغيير‬
‫الجدول أو النظام وعدم ثباته‪(.‬محمد جسن القرا بدر احمد جراح ‪،‬نفس المرجع ‪،‬ص ‪)95/96‬‬
‫أعط الطفل فرصة للتنفيس‪ :‬لكي يبقى طفلك مستمرًا في عمله فترة أطول يقترح الخبراء السماح‬ ‫‪-14‬‬
‫للطفل ببعض الحركة أثناء العمل‪ ،‬فمثًال أن يعطي كرة إسفنجية من الخيط الملون أو المطاط يلعب‬
‫بها أثناء عمله‪.‬‬
‫التقليل من السكر‪ :‬يجب على اآلباء تقليل كمية السكر التي يتناولها الطفل فبعـد تشخيص ما يقـرب‬ ‫‪-15‬‬
‫مـن ‪ 1400‬طفل وجد حوالي ثلث األطفال يتدهور سلوكهم بشكل واضح عند تناولهم األطعمة‬
‫مرتفعة السكريات وأثبتت بعض البحوث أيضا أن الطعام الغني بالبروتين يمكن أن يبطل مفعول‬
‫السكر لدى األطفال الحساسين له‪ ،‬لذلك إذا كان طفلك يتناول طعامًا يحتوي على السكر فقدم له‬
‫مصدر بروتين كاللبن‪ ،‬البيض والجبن‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫قائمة المراجع ‪:‬‬

‫السيد علي سيد احمد‪ ،‬فائقة محمد بدر‪ ،‬اضطراب األطفال لدى االطفال‪ ،‬توزيع مكتبة النهضة المصرية‪،‬‬
‫‪1999‬‬

‫أحد إصدارات جمعية عنيزة للخدمات االنسانية ‪،‬العنيزة‪1420،‬هـ‪،‬‬

‫فيصل محمد خير الدين‪ ،‬اضطراب فرط الحركة و نقص االنتباه و االندفاع بالسلوك لدى االطفال‪ ،‬مدينة‬
‫الشارقة للخدمات االنسانية ‪2001،‬‬

‫مارك عبود‪ ،‬التوحد‪ .‬فرط الحركة‪ .‬خلل القراءة و االداء‪ ،‬دار المؤلف ‪،‬الرياض ‪،2013،‬‬

‫محمود عبد الحليم منسي ‪،‬النمو النفسي لإلنسان (النظريات ‪،‬المراحل ‪،‬المشكالت)مكتب االنجلو‬
‫المصرية ‪2019،‬‬

‫محمد جسن القرا بدر احمد جراح ‪ ،‬فهم اضطرابات نقص االنتباه و النشاط الزائد لدى االطفال و‬
‫السيطرة عليه‪ ،‬دار المعز للنشر و التوزيع ‪ ،‬االردن‪2016،‬‬

‫هبة هللا داوود‪ ،‬الدليل الشامل مع اضطراب فرط الحركة و تشتت االنتباه‪ ،‬عمان االردن ‪،‬دار امجد للنشر‬
‫و التوزيع‪،‬‬

You might also like