You are on page 1of 14

‫األسرة والتنشئة االجتماعية للطفل‬

‫لدرع نعيمة‬
‫طالبة دكتوراه في السنة الخامسة علم اجتماع االتصال‬
‫جامعة أبو بكربلقايد تلمسان‬ ‫ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﺑﺎﺩﻳﺲ ‪ -‬ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ -‬ﻣﺨﺒﺮ ﺣﻮﺍﺭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻉ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ‬
‫ملخص‪:‬‬
‫ﻟﺪﺭﻉ‪ ،‬ﻧﻌﻴﻤﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻣﺞ‪,7‬إلىﻉ‪1‬إبراز دور األسرة في التنشئة االجتماعية للطفل من خال ل تحيدي مفوم‬
‫تطرقنا في هذا البحث‬
‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬

‫خصائصوا‪ ،‬ثم الطفملة ومراحلوا بعي ذلك التنشئة االجتماعية عملياتها‬


‫األسرة وظائفوا وﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2017‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ومظاهرها وفي األخير إبراز دور األسرة في عملية التنشئة االجتماعية للطفل‪.‬‬
‫‪193 - 205‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫األسرة‪ ،‬التنشئة االجتماعية‪ ،‬الطفل‬
‫‪904058‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪:‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪Arabic‬‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫‪HumanIndex‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫تتكفل مؤسسات التنشئة االجتماعية بتنمية وتكمين شخصية اإلنسان مني طفملته وذلك بإكسابه‬
‫ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻹﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊصمرة‬
‫كامل يعكس‬ ‫اجتماعي‬
‫ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ‪،‬‬ ‫نظاﺍﻷﻃﻔﺎﻝ‪،‬‬ ‫كمنها‬
‫ﺗﺮﺑﻴﺔ‬ ‫المؤسسات‬
‫ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ‪،‬‬ ‫األسرة أولى هذه‬
‫ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺭﻋﺎﻳﺔ‬ ‫ﺍﻷﺳﺮﺓ‪،‬وتعي‬
‫ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ‬ ‫مختلف أنماط السلمك‪،‬‬
‫ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ‬
‫األسرة من تجارب وخبرات‪ ،‬وتقم‬ ‫املجتمع‪ ،‬فيتلقى فيها الطفل طريقة إدراكه للحياة بكل ما تملكه‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/904058‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫األسرة بإعياد الطفل لحياة طبيعية على ضمء القيم والمعادير والعادات والمعتقيات والثقافة التي‬
‫تعتبر اليعائم األساسية للنهمض والرقي باملجتمع وبقائه‪ ،‬فاألسرة تقم بتنشئة أفرادها من مرحلة‬
‫الطفملة إلى مرحلة المراهقة فالشباب‪.‬‬
‫تعتبر التنشئة االجتماعية عملية تعلم وتعليم وتربية وتكمين الويف منها إعياد الفرد من كافة النماحي‬
‫وإكسابه المعادر والمبادئ والسلمك السمي الذي دجعله دنيمج في املجتمع وبالتالي القيا بموامه‬
‫و أدواره في المراحل الالحقة من عمره بكفاءة ما دمكنه من أخذ مكانة اجتماعية مناسبة‪.‬‬
‫إن الطفملة أهم ف ترة في حياة اإلنسان كمنها مرحلة التعلم والفوم للمبادئ والقيم التي دكتسبها ويماجه‬
‫بها العالم اآلخر في فترات حياته الالحقة دون خمف أو قلق أو باألحرى دون عقية كمن شخصيته‬
‫تكمنت وتأسست على قاعية من القيم تحيد سلمكه واتجاهاته‪ ،‬وتجعل منه رجال في خيمة األسرة‬
‫واملجتمع‪ ،‬حيث دؤكي العيدي من علماء النفس و التربية و االجتماع على أن كل ما دتعلمه األطفا ل في‬
‫مراحل العمر المبكرة يستمر معوم في المراحل الالحقة و دكمن له األثر الفعا ل في حياتهم‪.‬‬
‫© ‪ 2021‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫األسرة والتنشئة االجتماعية للطفل‬
‫لدرع نعيمة‬
‫طالبة دكتوراه في السنة الخامسة علم اجتماع االتصال‬
‫جامعة أبو بكربلقايد تلمسان‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تطرقنا في هذا البحث إلى إبراز دور األسرة في التنشئة االجتماعية للطفل من خال ل تحيدي مفوم‬
‫األسرة وظائفوا وخصائصوا‪ ،‬ثم الطفملة ومراحلوا بعي ذلك التنشئة االجتماعية عملياتها‬
‫ومظاهرها وفي األخير إبراز دور األسرة في عملية التنشئة االجتماعية للطفل‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬األسرة‪ ،‬التنشئة االجتماعية‪ ،‬الطفل‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تتكفل مؤسسات التنشئة االجتماعية بتنمية وتكمين شخصية اإلنسان مني طفملته وذلك بإكسابه‬
‫مختلف أنماط السلمك‪ ،‬وتعي األسرة أولى هذه المؤسسات كمنها نظا اجتماعي كامل يعكس صمرة‬
‫املجتمع‪ ،‬فيتلقى فيها الطفل طريقة إدراكه للحياة بكل ما تملكه األسرة من تجارب وخبرات‪ ،‬وتقم‬
‫األسرة بإعياد الطفل لحياة طبيعية على ضمء القيم والمعادير والعادات والمعتقيات والثقافة التي‬
‫تعتبر اليعائم األساسية للنهمض والرقي باملجتمع وبقائه‪ ،‬فاألسرة تقم بتنشئة أفرادها من مرحلة‬
‫الطفملة إلى مرحلة المراهقة فالشباب‪.‬‬
‫تعتبر التنشئة االجتماعية عملية تعلم وتعليم وتربية وتكمين الويف منها إعياد الفرد من كافة النماحي‬
‫وإكسابه المعادر والمبادئ والسلمك السمي الذي دجعله دنيمج في املجتمع وبالتالي القيا بموامه‬
‫و أدواره في المراحل الالحقة من عمره بكفاءة ما دمكنه من أخذ مكانة اجتماعية مناسبة‪.‬‬
‫إن الطفملة أهم ف ترة في حياة اإلنسان كمنها مرحلة التعلم والفوم للمبادئ والقيم التي دكتسبها ويماجه‬
‫بها العالم اآلخر في فترات حياته الالحقة دون خمف أو قلق أو باألحرى دون عقية كمن شخصيته‬
‫تكمنت وتأسست على قاعية من القيم تحيد سلمكه واتجاهاته‪ ،‬وتجعل منه رجال في خيمة األسرة‬
‫واملجتمع‪ ،‬حيث دؤكي العيدي من علماء النفس و التربية و االجتماع على أن كل ما دتعلمه األطفا ل في‬
‫مراحل العمر المبكرة يستمر معوم في المراحل الالحقة و دكمن له األثر الفعا ل في حياتهم‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫فإلى أي ميى تسوم األسرة في التنشئة االجتماعية للطفل؟‬
‫لإلجابة على هذا السؤا ل سنقم بتعريف األسرة وظائفوا وخصائصوا‪ ،‬التنشئة االجتماعية عملياتها‬
‫ومظاهرها ثم الطفملة ومراحلوا بعي ذلك دور األسرة في التنشئة االجتماعية للطفل‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم األسرة‬
‫بالرغم من تماجي األسرة منذ بيادة التاريخ مع وجمد اإلنسان على هذه األرض إلى دممنا هذا وبالرغم‬
‫من أنها تقم بنفس المظائف‪ ،‬غير أن التغيرات التي تحيث في املجتمعات خاصة بعي التطمر‬
‫التكنملمجي الذي أدخل على األسرة بعي التغيرات على المستمى المعيش ي والتربمي ما جعل تحيدي‬
‫مفوم األسرة دختلف باختالف األطر والمنطلقات التي دبحث فيها املختصين في مجا ل العلم‬
‫االجتماعية ومنها نجي التعريفات التالية‪:‬‬
‫األسرة هي الجماعة األولى التي دتكمن منها البنيان االجتماعي وهي أكثر الظماهر انتشارا وتأثيرا باألنظمة‬
‫االجتماعية األخرى كما كانت وال تزا ل عامال هاما ورئيسيا من عمامل التربية والتنشئة االجتماعية(‪.)1‬‬
‫و يعرفوا أحمد زكي بدوي في معجم مصطلحات العلم االجتماعية على أنها " المحية االجتماعية األولى‬
‫التي تهيف إلى املحافظة على النمع اإلنساني‪ ،‬وتقم على المقتضيات التي درتضيها العقل الجمعي‬
‫والقماعي التي تقرها املجتمعات املختلفة"(‪.)2‬‬
‫وجاء في معجم علم االجتماع أن " األسرة عبارة عن جماعة من األفراد درتبطمن معا برواب الزوا‬
‫والي والتبني‪ ،‬ويتفاعلمن معا‪ ،‬وقي دتم هذا التفاعل بين الزو والزوجة وبين األ واألب واألبناء‬
‫ويتكمن منها جميعا وحية اجتماعية تتميز بخصائص معينة"(‪.)3‬‬
‫تعتبر هنا األسرة وحية اجتماعية تهيف إلى حفظ النمع اإلنساني أوال والتأثير في النظم االجتماعية‬
‫األخرى المرتبطة بها كما تعمل على تنشئة وتربية النش ئ‪.‬‬
‫ويعرفوا أوجيورن وينكوف بأنها‪" :‬عبارة عن رابطة اجتماعية تتألف من زو وزوجة وأطفالوما أو بيون‬
‫أطفا ل‪ ،‬و قي تكمن األسرة أكبر من ذلك‪ ،‬بحيث تضم أفرادا آخرين كاألجياد أو األحفاد وبعض‬
‫األقارب‪ ،‬على أن دكمنما مشتركين في معيشة واحية مع الزوجة والزو واألطفا ل"(‪.)4‬‬
‫ويعرف بارسونز األسرة بأنها‪" :‬نسق اجتماعي ألنها هي التي ترب البناء االجتماعي بالشخصية فالقيم‬
‫واألدوار عناصر اجتماعية تنظم العالقات داخل البناء وتؤكي هذه العناصر عالقة التياخل والتفاعل‬
‫بين الشخصية والبناء االجتماعي"(‪.)5‬‬

‫‪194‬‬
‫و" تلعب األسرة دورا هاما في بناء شخصية الطفل السمية‪ ،‬حيث تعتبر من أهم املحاضن التربمية‬
‫وأقماها أثرا في بناء شخصيته‪ ،‬فهي المعاء االجتماعي الذي دتفاعل معه ويشعر باالنتماء إليه ويستقي‬
‫منه عاداته وقيمه وطبائعه"(‪.)6‬‬
‫ويعرفوا أغوست كونت " أنها الخلية األولى في جسم املجتمع‪ ،‬وهي النقطة األولى التي دبيأ منها في‬
‫التطمر ويمكن مقارنتها بالخلية الحية في التركيب البيملمجي للكائن الحي وتعتبر أو ل وس طبيعي‬
‫واجتماعي دنشأ فيه الفرد ويتلقى عنه المكمنات األولى لثقافته ولغته وتراثه االجتماعي"(‪.)7‬‬
‫فهي" أو ل وس طبيعي واجتماعي للفرد وتقم على مصطلحات دقضيها العقل الجمعي وقماعي تختارها‬
‫ارتباطا وثيقا بمعتقيات هذه األمة وتاريخوا وأعرافوا‬ ‫املجتمعات فنظا األسرة في أمة ما درتب‬
‫الخلقية وما تسير عليه من نظم في شؤون السياسة واالقتصاد والقضاء"(‪.)8‬‬
‫كما تعتبر األسرة بأنها "الويئة األساسية التي تقم بعملية التطبيع االجتماعي للجيل الجيدي أي أنها‬
‫تنقل إلى الفرد خال ل مراحل نممه جمهر الثقافة ملجتمع معين"(‪.)9‬‬
‫من خال ل هذه التعاريف نستنتج األسرة هي الخلية األولى في املجتمع فهي في عالقة تفاعل بين أعضائها‪،‬‬
‫فتقم بتربية وتطبيع أفرادها‪ ،‬وتنظم العالقات داخل البناء االجتماعي وتقم بنقل التراث الثقافي من‬
‫جيل إلى جيل‪ ،‬كما أنها تزود املجتمع بأعضاء يساهممن في بناءه وازدهاره‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬وظائف األسرة‬
‫إن األسرة ومنذ العصمر القيدمة كانت تقم بجميع المظائف المرتبطة بإشباع حاجات أفرادها‬
‫وتنظيم سلمكوم وتحيدي أسلمب عملوم وطريقة حياتهم(‪ ،)11‬ومع التطمر الوائل الذي وصلت إليه‬
‫املجتمعات ومع بروز مؤسسات اجتماعية أخرى تقم ببعض المظائف التي تقم بها األسرة إال أن كل‬
‫هذا لم دمنع هذه األخيرة من القيا بمظائفوا حتى ولم تقلصت بعض الش يء تبقى أهم هذه المؤسسات‬
‫ومن هذه المظائف نذكر ما دلي‪:‬‬
‫وظيفة حفظ النسل والبقاء‬ ‫‪-‬‬
‫وهي أو ل وظيفة تقم بها األسرة فبقاء املجتمع قائم على هذه المظيفة التناسلية لذا فاألسرة هي النماة‬
‫األولى التي تنطلق منها عملية التناسل التي تضمن بقاء واستمرارية النمع البشري(‪.)11‬‬
‫وظيفة التنشئة االجتماعية‬ ‫‪-‬‬
‫تهيف األسرة من خال ل عملية التنشئة االجتماعية تحقيق النمم الطبيعي ألطفالوا‪ ،‬وبذلك هي مسؤولة‬
‫مسؤولية تامة عن عملية التنشئة االجتماعية التي دتعلم الطفل من خاللوا خبرات الثقافة وقماعيها‬
‫بصمرة تؤهله وتمكنه من المشاركة مع غيره من أعضاء املجتمع(‪.)12‬‬

‫‪195‬‬
‫الوظيفة التربوية‬ ‫‪-‬‬
‫تعتبر عملية اجتماعية تهيف إلى التربية والتطبيع االجتماعي‪ ،‬حيث تقم بإعياد أطفالوا إعيادا خلقيا‬
‫وروحيا وعاطفيا‪ ،‬وذلك وفق قيم ومعادير دقرها املجتمع‪ ،‬وتقم األسرة بتكمين وتربية أبنائها تربية‬
‫صالحة تكفل لوم االنيما في املجتمع‪.‬‬
‫الوظيفة الدينية‬ ‫‪-‬‬
‫تلعب األسرة دورا هاما في غرس وترسيخ القيم اليدنية واألخالقية في نفمس أطفالوا وتعليموم المبادئ‬
‫والمثل العليا التي تناسب اليدن المعتنق من خال ل تكيفوم مع أعضاء املجتمع‪.‬‬
‫الوظيفة االقتصادية‬ ‫‪-‬‬
‫بقاء األسرة دتطلب دخال ماددا دكفل ألفرادها العيش الكريم‪ ،‬فكانت األسرة قيدما تعتمي على ما تنتجه‬
‫لتسي به حاجتها إال أنه في العصر الحالي ومع التغيير الذي طرأ على األسرة حيث تغيرت طريقة الكسب‬
‫التي كانت تعتمي على اإلنتا الييوي أصبحت متطلبات العيش كبيرة جيا وأكثر استهالكا ما جعل دخل‬
‫األب ال دكفي إلعالة عائلته ما تطلب مشاركة األ أو أفراد األسرة في المساهمة في العملية االقتصاددة‬
‫من أجل االكتفاء وتحقيق مطالب الحياة االجتماعية‪.‬‬
‫الوظيفة الثقافية‬ ‫‪-‬‬
‫وتتمثل في إدما الطفل في اإلطار الثقافي العا للمجتمع‪ ،‬وذلك عن طريق إدخا ل التراث الثقافي في‬
‫تكمينه‪ ،‬وتعليمه نماذ السلمك املختلفة وتيريبه على طرق التفكير السائية‪ ،‬وغرس القيم والعادات‬
‫والمعتقيات عبر مراحل النمم التي دمر بها‪.‬‬
‫الوظيفة النفسية (العاطفية)‬ ‫‪-‬‬
‫هذه المظيفة " أصبحت من المالمح المميزة لألسرة الحيدثة الحضرية والتي تعني التفاعل العميق بين‬
‫الزوجين وبين اآلباء واألبناء في منز ل مستقل بما دخلق وحية أولية صغيرة تكمن المصير الرئيس ي‬
‫لإلشباع العاطفي لجميع أعضاء األسرة"(‪ ،)13‬وبذلك أصبحت األسرة مصير هاما دتشرب منه أفرادها‬
‫الحب والعاطفة والحنان واالستقرار واالطمئنان النفس ي واألمن واألمان‪ .‬وهذه الرعادة العاطفية‬
‫الشاملة تجعل الطفل يسلك سلمكا سميا‪ .‬ومن هنا األسرة هي "المصير الذي دتلقى في رحابه األفراد‬
‫اإلشباع العاطفي والنفس ي‪ ،‬ومنه دتم رسم األبعاد السليمة للسلمك"(‪.)14‬‬
‫ثالثا‪ :‬خصائص األسرة‬
‫تتميز األسرة بمجممعة من الخصائص والمميزات التي كفلت لوا اليوا واالستمرارية على ميى تاريخ‬
‫البشرية ومنها ما حيداه بيدج وماكيفر من مجممعة خصائص لألسرة وهي(‪:)15‬‬
‫‪196‬‬
‫العمممية‪ :‬األسرة ممجمدة في كل املجتمعات باختالف األشكا ل التي تأخذها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األساس العاطفي واالنفعالي‬ ‫‪‬‬
‫التأثير الشكلي والتشكيلي‪ :‬األسرة تكمن األفراد على الشكل األمثل الذي درسمه لوا املجتمع‬ ‫‪‬‬
‫وتشكيل األفراد لالنيما فيه‪.‬‬
‫الحجم املحيد‪ :‬األسرة ذات حجم محيد الجمانب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ممضع النماة في الويكل االجتماعي‪ ،‬وتهتم بها كل املجتمعات وتشكل المحية األولية لكل مجتمع‬ ‫‪‬‬
‫وهي أصغر حجم في املجتمع‪.‬‬
‫مسؤولية األعضاء‪ :‬لكل عضم موامه ومسؤوليته فيها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التنظيم االجتماعي‪ :‬إذ تخضع لتشريعات املجتمع ومقاديسه وشرعيته بيادة من الزوا ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫طبيعتها اليائمة والمؤقتة‪ :‬فهي من حيث أعضائها تزو ل أما من حيث الشكل فهي دائمة‬ ‫‪‬‬
‫ومستمرة في كل املجتمعات ال تزو ل بزوا ل أفرادها‪.‬‬
‫األسرة نظا اجتماعي دائم وقائم في املجتمعات اإلنسانية منذ بيادات التكمين البشري‪ ،‬فال‬ ‫‪‬‬
‫تخلم أي مرحلة من مراحل هذا التكمين من هذا النظا الذي دمارس قماعي الضب‬
‫االجتماعي على أفراده ويتملى مومة نقل التراث‪ ،‬اآلداب‪ ،‬األحكا ‪ ،‬العرف‪ ،‬العادات والتقاليي‬
‫من جيل إلى جيل(‪.)16‬‬
‫ورسم‬ ‫األسرة بصفتها نظا اجتماعي فهي تأثر وتتأثر باألنظمة األخرى‪ ،‬فمضع الخط‬ ‫‪‬‬
‫المشاريع وضمان نجاح التجارب العلمية والعملية واالجتماعية قائم على أساسوا وهذا من‬
‫خال ل المعرفة الفعلية لما يعمق وما دتفق مع هذا النظا وإدجاد الحلم ل لما دقف في صيرورتها‬
‫ونممها وبقائها(‪.)17‬‬
‫التعليم أعطى للمرأة مكانة سمحت لوا بأخذ الكلمة واتخاذ المبادرة وتسيير حياتها الخاصة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مع تجنب المقمع في االصطيا الحاد مع أفراد أسرتها(‪ .)18‬فأصبحت لوا وظائف خار األسرة‬
‫وهذا لم دلغي المظيفة األساسية لوا وهي تكمين أسرة ورعادتها‪.‬‬
‫وبالرغم من الغزو الثقافي الممتي عبر وسائل اإلعال إال أن األسرة تبقى تحافظ على عاداتها‬ ‫‪‬‬
‫وتقالييها وقيموا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مفهوم التنشئة االجتماعية‬
‫دقم ل غسان يعقوب‪ :‬إن اإلنسان ابن ثقافته االجتماعية وهي "مجممع المعادير واألعراف و األنظمة‬
‫والقيم اليدنية واالجتماعية واملحرمات القائمة في مجتمع معين وبالتحيدي ابن جماعته هذه الجماعة‬

‫‪197‬‬
‫التي دتفاعل معوا مني المالدة (العائلة أوال)‪ ،‬ويصبح بالتالي عضما فيها‪ ،‬فوم يستمعب في داخل تلك‬
‫الجماعة وما تمثله من قيم وأنماط سلمكية وفكرية واتجاهات معينة‪ .‬وليس هذا التشكيل سمى‬
‫حصيلة العامل الثقافي المتمثل بالعائلة كمؤسسة اجتماعية و تربمية"(‪ ،)19‬هذا التفاعل وهذا‬
‫الميراث الفكري والقيمي دتشربه الطفل من املجتمع المتمثل في أسرته وذلك عن طريق عملية التنشئة‬
‫االجتماعية التي تعرف بأنها‪:‬‬
‫العملية التي دتم من خاللوا إعياد األفراد للعيش داخل املجتمع‪ ،‬وتقم األسرة بتطبيعوم بثقافة‬
‫املجتمع واألخالق والقيم الخاصة به‪.‬‬
‫ويعرفوا معجم مصطلحات العلم االجتماعية أنها " العملية التي دتم بها انتقا ل الثقافة من جيل إلى‬
‫جيل والطريقة التي دتم بها تشكيل األفراد منذ طفملتهم حتى دمكنهم المعيشة في مجتمع ذي ثقافة‬
‫معينة‪ ،‬و ديخل في ذلك ما دلقنه اآلباء والميرسة واملجتمع لألفراد من لغة وددن وتقاليي وقيم‬
‫ومعلممات وموارات‪...،‬الخ"(‪)21‬‬
‫وهي "عملية تفاعل دتم خاللوا تمثل الفرد لمعادير وقيم وثقافة مجتمعه‪ ،‬ليصبح متكيفا مع بيئته‬
‫االجتماعية وقما هذه العملية هم نقل التراث الثقافي واالجتماعي لإلنسان من جيل إلى جيل ويتم‬
‫اكتساب األفراد ذلك منذ والدتهم وحتى تتكامل شخصياتهم االجتماعية مع مظاهر بيئاتهم‬
‫االجتماعية"(‪.)21‬‬
‫التنشئة االجتماعية هي "عملية تعلم وتعليم وتربية تقم على التفاعل االجتماعي وتهيف إلى إكساب‬
‫الفرد طفال فمراهقا فراشيا فشيخا سلمكا ومعادير واتجاهات مناسبة ألدوار اجتماعية معينة‪ ،‬هذه‬
‫المعادير تمكنه من مسادرة جماعته و التمافق االجتماعي معوا وتكسبه الطابع االجتماعي وتيسر له‬
‫االنيفاع في الحياة االجتماعية"(‪.)22‬‬
‫وهي "عملية تحميل الفرد من كائن عضمي‪ ،‬حيماني السلمك إلى شخص آدمي بشري التصرف‪ ،‬في‬
‫محي أفراد آخرين من البشر‪ ،‬دتفاعلمن بعضوم مع بعض ويتعاملمن على أسس مشتركة من القيم‬
‫التي تبلمر طرائقوم في الحياة‪.)23(".‬‬
‫التنشئة االجتماعية وفق المفوم اإلسالمي هي‪ " :‬عملية بناء ونمم اجتماعي‪ ،‬وتنمية عادات وموارات‬
‫الطفل‪ ،‬فعال وسلمكا وقمال وعمال‪ ،‬وغرس قيم ومعادير ومثل واتجاهات جيدية‪ ،‬دتشربها الطفل‬
‫و دتمثلوا و يستيمجوا‪ ،‬لتساعيه على امتصاص السلمك السائي والمرغمب في املجتمع الذي يعيش‬
‫فيه‪ .‬أن البيئة االجتماعية السائية في أي مجتمع تؤثر تأثيرا مباشرا وقميا على تشكيل شخصية أفراده‪،‬‬
‫وفي تحيدي أنماطوم السلمكية"(‪".)24‬‬

‫‪198‬‬
‫ويعرفوا غي روشيه ‪" GUY ROCHER‬بأنها الصيرورة التي دكتسب الشخص اإلنساني عن طريقوا‬
‫ويستبطن طما ل حياته العناصر االجتماعية الثقافية السائية في محيطه وييخلوا في بناء شخصيته‪،‬‬
‫وذلك بتأثير من التجارب والعمامل االجتماعية ذات الياللة والمعنى ومن هنا يستطيع أن دتكيف مع‬
‫البيئة االجتماعية حيث دنبغي عليه أن يعيش"(‪.)25‬‬
‫هذه العملية أي عملية التنشئة االجتماعية دتعلم الطفل من خاللوا خبرات الثقافة وقماعيها بصمرة‬
‫تؤهله وتمكنه من التفاعل والمشاركة مع غيره من أعضاء املجتمع وتزوده بالقيم التي تحيد السلمك‬
‫واالتجاه الذي يسلكه‪.‬‬
‫بين النظم والمؤسسات‬ ‫ف هي عملية شاملة ومتكاملة‪ ،‬تشمل كافة أفراد املجتمع كما أنها ترب‬
‫االجتماعية وتتأثر بالثقافة السائية في املجتمع‪ ،‬ومن ثم فهي تختلف من مجتمع آلخر ومن جيل آلخر‪.‬‬
‫وفي تصمر صالح أبو جادو هي " عملية نمم تحم ل الطفل من االعتماد على غيره والتمركز حم ل الذات‬
‫والبحث عن الحاجات الفزيملمجية فق إلى فرد راشي ديرك مفاهيم المسؤولية ويتحملوا ويعتمي على‬
‫نفسه وله القيرة على ضب انفعاالته والتحكم في سلمكه وإشباع حاجاته وفق ما تتطلبه المعادير‬
‫االجتماعية والقيم التي دفرضوا املجتمع القادر على إنشاء عالقات مع غيره من األفراد املحيطين به في‬
‫عالقات اجتماعية سمية"(‪.)26‬‬
‫األسرة هي "أو ل بيئة تتملى إعياد الفرد ليصبح عضما في املجتمع‪ ،‬فهي تحي به منذ والدته وتروضه‬
‫على آداب السلمك االجتماعي وتعلمه لغة قممه وتراثهم الثقافي والحضاري من عادات وتقاليي وسنن‬
‫اجتماعية فترسخ قيسيتها في نفسه حيث دنشأ عضما صالحا من أعضاء الجماعة واملجتمع‪ .‬ولألسرة‬
‫في هذا الشأن مكانة ال تعادلوا فيها بيئة أخرى"(‪.)27‬‬
‫فنجاح عملية التنشئة االجتماعية متعلق بقير كبير بكفاءة األسرة وتختلف األسر في طريقة وقيرة‬
‫أدائها لوذه المظيفة فمنها من تمفق ومنها من تفشل‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬عمليات التنشئة االجتماعية‬
‫التنشئة االجتماعية هي مجممعة من العمليات األساسية التي تقم بها مؤسسات التنشئة والتي من‬
‫خاللوا دكتسب الطفل المعادير والقيم وتنمي شخصيته ومن هذه العمليات نجي(‪:)28‬‬
‫التعلم االجتماعي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫دقتصر بعض المفكرين عملية التنشئة االجتماعية على عملية التعلم‪ ،‬لكن التنشئة االجتماعية في‬
‫األصل أعم من مجرد التعلم ألنها حصيلة لعية عمليات وما التعلم إال إحيى هذه العمليات‪ ،‬ويختلف‬
‫التعلم االجتماعي عن مجرد النمم االجتماعي الممجه إلعياد الطفل‪ ،‬كما دختلف تبعا لمراحل النمم‬

‫‪199‬‬
‫املختلفة وهم دصل درجاته القصمى في مراحل الطفملة‪ .‬ويرى روتر أن عملية التعلم تهيف إلى تحقيق‬
‫ست حاجات أساسية هي‪:‬‬
‫تأكيي المكانة االجتماعية‬ ‫‪-‬‬
‫السيطرة‬ ‫‪-‬‬
‫الحب والعطف‬ ‫‪-‬‬
‫الحمادة الناتجة عن التعلق‬ ‫‪-‬‬
‫االستقال ل‬ ‫‪-‬‬
‫الراحة البينية‬ ‫‪-‬‬
‫وبتمفير هذه الحاجات نكمن قي وفرنا اآلليات األساسية للتنشئة االجتماعية كما دؤكي سيوارد على‬
‫أهمية التقمص في عملية التعلم قصي تحقيق التنشئة االجتماعية‪.‬‬
‫عملية تكمين األنا و األنا األعلى‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تبيأ عملية التنشئة االجتماعية من اتصا ل "الوم" باملجتمع‪ ،‬لوذا فعملية تكمين األنا من أهم عمليات‬
‫التنشئة االجتماعية‪ ،‬كما دتكمن األنا األعلى من أوامر ونماهي األب فوم مظور الستمرار قيم املجتمع‬
‫وعاداته وتقالييه وطقمسه إلى األجيا ل القادمة‪ ،‬وعليه درتكز السلمك االجتماعي‪.‬‬
‫عملية التمافق االجتماعي‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫دجب التفرقة بين التكيف والتمافق فالعملية األولى تختص بالجمانب الفيزدملمجية والثانية بالجمانب‬
‫النفسية واالجتماعية (حسب أغلب المعاجم الفرنسية واإلنجليزدة)‪ ،‬فتغير حيقة العين تكيف‪ ،‬وتغير‬
‫سلمك الفرد مع التقاليي تمافق‪ ،‬كما درى البعض أن التكيف من مجا ل علم النفس والتمافق من‬
‫مجا ل علم االجتماع‪.‬‬
‫وعملية التمافق ال تكمن في الطفملة فق ‪ ،‬إنما تستمر في مختلف األطمار األخرى خاصة أما مماجوة‬
‫بيئة ج يدية‪ ،‬وقي أغفلت أغلب أبحاث التنشئة هذا الجانب واهتمت فق بالتنشئة ليى الطفل‬
‫ونممه االجتماعي‪ ،‬مع أن التنشئة تتعلق بالميني حين دجني والعامل حين دحم ل في عمله‪ ...‬وغير ذلك‬
‫من المظاهر في مختلف مراحل الحياة‪.‬‬
‫عملية التثاقف واالنتقا ل الثقافي‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪200‬‬
‫حين دتحم ل الفرد من كائن بيملمجي إلى كائن اجتماعي عن طريق التنشئة االجتماعية فوم دنقل أدضا‬
‫الثقافة من جيل إلى آخر عن طريق األسرة أو مؤسسة اجتماعية أخرى‪ ،‬فإذا كانت الثقافة تميز‬
‫مجتمعا عن آخر فالتنشئة االجتماعية تحافظ على هذا التميز وتنقله عبر األجيا ل‪.‬‬
‫فالتنشئة االجتماعية للفرد قي تخفق في تحقيق أهيافوا مما دنتج فردا منحرفا اجتماعيا‪ ،‬لكن ذلك‬
‫أقل خطمرة مما لم أن املجتمع بأكمله فقي التنشئة االجتماعية مما دحم ل مجتمعا بأكمله إلى مجتمع‬
‫آخر على كل المستميات الثقافية‪ ،‬واليدنية‪ ،‬واللغمية والعادات والتقاليي‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬مظاهرالتنشئة االجتماعية‬
‫من مظاهر التنشئة االجتماعية عبر مراحل الطفملة ما دلي(‪:)29‬‬
‫مظاهر التنشئة االجتماعية في الخمس سنمات األولى‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تعلم تناو ل األطعمة‬
‫تعلم المش ي‬
‫تعلم ضب حركة المعية‬
‫تعلم الحياء الجنس ي‬
‫فوم العالم المادي في البيئة المباشرة في المنز ل والشارع والحي‬
‫التمييز بين ما هم صماب وما هم خطأ‬
‫تعلم السلمك المناسب مع اإلخمة ومع الكبار‬
‫مظاهر التنشئة االجتماعية في السنمات التي تسبق المراهقة وهي مرحلة الطفملة المتأخرة‬ ‫‪-2‬‬
‫فيما دلي‪:‬‬
‫تعلم العنادة بالنفس كاالستحما وارتياء المالبس دون مساعية‬
‫اكتساب بعض الموارات في اللعب كالجري والمثب و التزحلق‬
‫معرفة اليور الجنس ي‪ ،‬فيسلك الملي كملي والبنت كأنثى‬
‫تعلم التعامل مع الغير ممن هم في نفس السن‬
‫تعلم القراءة والكتابة والحساب‬
‫فوم ضرورات الحياة اليممية‬
‫تكمين بعض القيم‬
‫تكمين اتجاهات نفسية نحم األسرة والميرسة واليدن والحكممة‬
‫التحكم في االنفعاالت والعماطف‬

‫‪201‬‬
‫تكمين اتجاهات سليمة نحم النفس‬
‫سابعا‪ :‬الطفولة ومراحلها‬
‫الطفملة هي مرحلة من مراحل النمم التي دمر بها اإلنسان‪ ،‬وهي " أكثر المراحل التي دتزادي فيها احتيا‬
‫الطفل لألسرة‪ ،‬واملجتمع معا‪ ،‬ذلك لعي قيرته على االعتماد على نفسه وتحيدي مصيره‪ ،‬كما أنها أكثر‬
‫المراحل التي دمكن فيها التأثير على الطفل"(‪،)31‬‬
‫تمثل الطفملة المرحلة األولى في حياة اإلنسان‪ ،‬والتي من خاللوا دتم بناء شخصيته وغرس القيم فيه‬
‫ويحتا الطفل في هذه المرحلة إلى رعادة واهتما اآلخرين لعي قيرته االعتماد على نفسه وتعتبر‬
‫الطفملة الركيزة األساسية للمراحل الالحقة من عمر اإلنسان‪.‬‬
‫وتعتبر مرحلة الطفملة من أهم مراحل نمم الشخصية حيث أنها تعتبر‪:‬‬
‫مرحلة الضعف واالعتماد على الكبير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مرحلة تكمين الشخصية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الطفملة مرحلة البناء األساسية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مرحلة غرس المفاهيم والمبادئ والثقافات األساسية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مرحلة االحتيا إلى العنادة واالهتما كي يشب الطفل سميا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مرحلة غرس القيم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فالطفل اليم دماجه العيدي من التيارات الثقافية املختلفة والمتنمعة التي تلقنه قيما ومفاهيم‬
‫وعادات تؤثر في شخصيته وهميته خاصة في ظل التنامي المستمر والسريع لمسائل اإلعال واالتصا ل‪.‬‬
‫تعتبر مرحلة الطفملة مرحلة هامة من مراحل النمم وتعتبر بيادة تكمين ونمم الشخصية‪ ،‬ويختلف‬
‫العلماء فيما بينهم في تحيدي بيادة ونهادة المرحلة الزمنية للطفملة وتعتبر من أهم المراحل العمرية‬
‫لإلنسان والتي لوا خصائص وسمات اجتماعية ونفسية تختلف باختالف ظروف وثقافة كل أسرة وكل‬
‫مجتمع‪.‬‬
‫فبعضوم ربطوا بالعمر الزمني‪ ،‬واآلخر بالبلمغ الفسيملمجي لألعضاء والعقل‪ ،‬وآخرون بالنمم الجسمي‪،‬‬
‫وآخرون ربطمها بكل هذه العمامل مجتمعة‪ ،‬فقي "قسم علماء االجتماع وعلماء النفس الطفملة إلى‬
‫مراحل زمنية دتميز كل منها بطابع محيد يسمدها من حيث النمم العضمي والنفس ي والسلمكي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬مع وجمد فروق فرددة ترجع الختالف ظروفوم الخاصة‪ ،‬التي دتعرضمن لوا أثناء مراحل‬
‫النمم املختلفة"(‪.)31‬‬

‫‪202‬‬
‫"مرحلة الطفملة هي الفترة ما بين نهادة الرضاعة وسن البلمغ وتقسم عادة إلى ثالث مراحل‪ ،‬الطفملة‬
‫األولى بين نهادة الرضاعة وسن السادسة والطفملة المسطى بين السادسة والعاشرة والطفملة األخيرة‬
‫بين سن العاشرة والثانية عشر وهي ما تسمى قبل المراهقة"(‪.)32‬‬
‫ثامنا‪ :‬دور األسرة في عملية التنشئة االجتماعية للطفل‬
‫إن" األسرة هي المحية االجتماعية األولى التي دنشأ فيها الطفل وهي المسؤولة األولى عن تنشئته وتعتبر‬
‫النممذ األمثل للجماعة األولية التي دتفاعل الطفل مع أعضائها وجوا لمجه وبالتالي دتمحي مع‬
‫أعضائها"(‪.)33‬‬
‫كما تعتبر الخلية األولى التي دنتمي إليها الفرد ابتياء من ميالده ويرتب بها عضميا وعاطفيا فيكتسب‬
‫منها القيم والمبادئ واألخالق خال ل تنشئته‪ " .‬فالنظا األسري هم المسؤو ل األو ل عن اكتساب األبناء‬
‫لقيمو م أثناء عملية التنشئة االجتماعية‪ ،‬وقي تصل عالقة األبناء بأسرهم إلى نقطة حرجة في بيادة‬
‫مرحلة الشباب نتيجة القيمد التي دبرزها اآلباء وشعمر األبناء بتجاوز مرحلة الطفملة‪ ،‬فاألسرة تكسب‬
‫أفرادها قيما معينة‪ ،‬ثم تقم الجماعات األخرى التي دنظم إليها الفرد خال ل حياته االجتماعية في‬
‫مراحل عمره املختلفة بيور مكمل ليور األسرة"(‪.)34‬‬
‫"إن لألسرة دورا موما باعتبارها وسيطا حيميا وأساسيا بين الثقافة والفرد من خاللوا دتحقق اكتساب‬
‫القيم وغرسوا في نفمس األبناء"(‪.)35‬‬
‫األسرة أكثر تأثيرا على الطفل وهي التي تالزمه فترة طميلة في حياته‪ ،‬فتؤثر في شخصيته اإلنسانية‪،‬‬
‫فالطفل دنشأ في األسرة ويعيش في كنفوا‪ ،‬ويتعلم عاداتها‪ ،‬لغتها‪ ،‬تقالييها وقيموا طما ل فترة حياته حتى‬
‫وهم مرتب بمؤسسات التنشئة االجتماعية األخرى‪ .‬وهذا ما أكي عليه مصطفى فهمي حيث دقم ل‪:‬‬
‫في األسرة دتعلم الطفل الكثير من عقائيه‪ ،‬مخاوفه وأفكاره التي تي ل على التسامح أو الغضب‪ ،‬كما هي‬
‫المكان الذي دتأثر به من جمها فيتأثر بها وتؤثر في مركزه االقتصادي واالجتماعي(‪.)36‬‬
‫فيرى بعض الباحثين أنه ال دمجي بين التنظيمات التي دحتميها املجتمع ما دفمق األسرة في قمة أهميتها‬
‫االجتماعية فهي تؤثر في حياه املجتمع بأكمله بأساليب متعيدة كما أن صيى التغيرات التي تطرأ عليها‬
‫تتردد في الويكل االجتماعي برمته(‪.)37‬‬
‫ويقم ل عالم التربية النفس ي جيز ل ‪:Gesel‬‬
‫األسرة مشغل ثقافي بيملمجي‪ ،‬فهي بيملمجية من حيث كمنها خير مكان إلنتا الطفل ووقادته ورعادته‪،‬‬
‫وثقافية ألنها تجمع تحت سقف واحي وبارتباط وثيق ودي أشخاصا مختلفي العمر‪ ،‬والجنس‪ ،‬دتملمن‬

‫‪203‬‬
‫تجيدي الطرائق والممضمعات االجتماعية التي دجري عليها املجتمع‪ ،‬أي أنه دنقل التقاليي القيدمة‪،‬‬
‫ويخلق قيما اجتماعية جيدية(‪.)38‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫تعرضنا في هذا البحث إلى مفوم األسرة ووظائفوا ومكمناتها حيث تعتبر أو ل بيئة تتملى إعياد الفرد‬
‫ليصبح عضما في املجتمع من خال ل المظائف التي تقم بها خاصة وظيفة التنشئة االجتماعية التي دتم‬
‫من خاللوا تربية وتكمين وغرس القيم والمبادئ والثقافة لألطفا ل عبر العمليات التي تقم بها‪ ،‬كما‬
‫تطرقنا إلى مظاهر التنشئة االجتماعية عبر مراحل الطفملة واليور الكبير الذي تلعبه األسرة كمؤسسة‬
‫من مؤسسات التنشئة االجتماعية في إكساب الطفل أهم المبادئ والقيم والمعارف والخبرات التي‬
‫تكفل هم المكانة المناسبة في البناء االجتماعي‪.‬‬

‫الهوامش ‪:‬‬

‫‪ 1‬سناء الخملي‪ ،‬األسرة في عالم متغير‪ ،‬الويئة المصرية للكتاب‪ ،‬مصر‪ ،1974 ،‬ص ‪75‬‬
‫‪ 2‬مجممعة من المؤلفين‪ ،‬المعجم المسي ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬بيون سنة النشر‪ ،‬ص ‪18‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪Joseph Sumph et Michel Hugues, Dictionnaire de sociologie, librairie la rosse, paris, France, 1973, P‬‬
‫‪131‬‬
‫‪ 4‬أسامة ظافر كبارة‪ ،‬برامج التلفزيمن والتنشئة التربمية واالجتماعية لألطفا ل‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫ط‪ ،2113 ،1‬ص ‪73‬‬
‫فر محمي سعيي‪ ،‬البناء االجتماعي والشخصية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكنيرية‪ ،‬مصر‪ ،2111 ،‬ص ‪449‬‬ ‫‪5‬‬

‫إدمان عبي الله شرف‪ ،‬التربية األخالقية للطفل‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،2118 ،1‬ص ‪63‬‬ ‫‪6‬‬

‫مصطفى الخشاب‪ ،‬دراسات في علم االجتماع العائلي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ، 1985 ،‬ص‪32‬‬ ‫‪7‬‬

‫علي عبي الماحي وافي‪ ،‬األسرة واملجتمع‪ ،‬مكتبة النهضة‪ ،‬القاهرة‪ ، 1966،‬ص‪94‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ 9‬محممد حسن‪ ،‬األسرة ومشكالتها‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬اإلسكنيرية‪ ،‬مصر‪ ،1968 ،‬ص ‪01‬‬
‫‪ 11‬فاددة عمر الجمالني‪ ،‬دراسات حم ل األسرة العربية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكنيرية‪ ،‬مصر‪ ،1995 ،‬ص ‪16‬‬
‫‪ 11‬أحمي دحي عبي الحميي‪ ،‬األسرة والبيئة‪ ،‬المكتب الجامعي الحيدث‪ ،‬اإلسكنيرية‪ ،‬مصر‪ ،1998 ،‬ص ‪15‬‬
‫‪ 12‬محمي أحمي بيممي‪ ،‬عفاف عبي العليم ناصر‪ ،‬علم االجتماع العائلي‪ ،‬دراسة التغيرات في األسرة العربية‪ ،‬دار‬
‫المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكنيرية‪ ،‬مصر‪ ،2113 ،‬ص ‪26‬‬
‫‪ 13‬سناء الحزبي‪ ،‬األسرة والحياة العائلية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1984 ،‬ص ‪216‬‬

‫‪204‬‬
‫عبي القادر القصير‪ ،‬األسرة المتغيرة في مجتمع الميدنة العربية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪،1999 ،1‬‬ ‫‪14‬‬

‫ص ‪36‬‬
‫خماجة عبي العزيز‪ ،‬مبادئ التنشئة االجتماعية‪ ،‬دار الغرب للنشر والتمزيع‪ ،2115 ،‬ص ص ‪127 ،126‬‬ ‫‪15‬‬

‫حسين عبي الحميي رشمان‪ ،‬األسرة واملجتمع‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬مصر‪ ،2113 ،‬ص‪27‬‬ ‫‪16‬‬

‫أحمي دحي عبي الحميي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪8‬‬ ‫‪17‬‬

‫مصطفى بمتفنمشت‪ ،‬العائلة الجزائرية التطمر والخصائص الحيدثة‪ ،‬ددمان المطبمعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪ ،1984‬ص ‪259‬‬
‫أسامة ظافر كبارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪73‬‬ ‫‪19‬‬

‫أحمي زكي بيوي‪ ،‬معجم مصطلحات العلم االجتماعية‪ ،1995 ،‬ص ‪386‬‬ ‫‪21‬‬

‫أحمي رأفت عبي الجماد‪ ،‬مبادئ علم االجتماع‪ ،‬مكتبة نهضة الشرق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1983 ،‬ص ‪95‬‬ ‫‪21‬‬

‫حامي عبي السال زهران‪ ،‬علم النفس االجتماعي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط ‪ ،1997 ،4‬ص ‪213‬‬ ‫‪22‬‬

‫أسامة ظافر كبارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪69‬‬ ‫‪23‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪71‬‬ ‫‪24‬‬

‫خماجة عبي العزيز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪24‬‬ ‫‪25‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪16‬‬ ‫‪26‬‬

‫محي اليدن مختار‪ ،‬محاضرات في علم النفس االجتماعي‪ ،‬ددمان المطبمعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1982 ،‬ص‪1‬‬ ‫‪27‬‬

‫خماجة عبي العزيز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪37 ،36‬‬ ‫‪28‬‬

‫سعي جال ل‪ ،‬الطفملة والمراهقة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،1‬دت‪ ،‬ص ص ‪135،136‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪ 31‬أماني عبي الفتاح‪ ،‬عمالة األطفا ل كظاهرة اجتماعية ريفية‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط ‪ ،2111 ،1‬ص ‪14‬‬
‫عال مصطفى‪ ،‬عزة كريم‪ ،‬عمل األطفا ل في المنشآت الصناعية الصغيرة‪ ،‬المركز القممي للبحمث االجتماعية‬ ‫‪31‬‬

‫والجنائية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1996 ،‬ص ‪92‬‬


‫‪ 32‬أحمي زكي بيوي‪ ،‬معجم مصطلحات العلم االجتماعية‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1982 ،‬ص‪59‬‬
‫‪ 33‬سميح أبم المغلي و آخرون‪ ،‬التنشئة االجتماعية للطفل‪ ،‬دار البارزوى العلمية للنشر و التمزيع‪ ،‬عمان ‪ ، 2002‬ص‬
‫‪183‬‬
‫‪34‬نمرهان منير حسن فومي‪ ،‬القيم اليدنية للشباب من منظمر الخيمة االجتماعية‪ ،‬المكتب الجامعي الحيدث‪،‬‬
‫اإلسكنيرية‪ ،‬مصر‪ ،1999 ،‬ص ص ‪112 ،111‬‬
‫‪ 35‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪112‬‬
‫تمما جمر خمري‪ ،‬الشخصية مفومموا‪ ،‬سلمكوا‪ ،‬وعالقتها بالتعلم‪ ،‬المؤسسة الجامعية لليراسات والنشر‬ ‫‪36‬‬

‫والتمزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪ ،1996 ،1‬ص ‪13‬‬


‫‪37‬مراد زعيمي‪ ،‬مؤسسات التنشئة االجتماعية‪ ،‬دار قرطبة للنشر والتمزيع‪ ،‬املحميدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2117 ،‬ص ‪64‬‬
‫‪ 38‬تمما جمر خمري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪14‬‬

‫‪205‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like