You are on page 1of 76

‫اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‬

‫وزارة اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬


‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف ‪ -‬اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ‬

‫ﻣﯾدان‪ :‬اﻟﺣـﻘـــــوق و اﻟﻌﻠـــــــوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬ ‫ﻛـﻠﯾﺔ اﻟﺣـﻘـــــوق و اﻟﻌﻠـــــــوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬


‫ﻓرع‪ :‬اﻟﺣﻘـــــــــوق‬ ‫ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق‬
‫ﺗﺧﺻص‪ :‬أﺣوال ﺷﺧﺻﯾﺔ‬ ‫رﻗم‪.......................................... :‬‬

‫ﻣﺬﻛﺮة ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﯿﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﻤﺎﺳﺘﺮ أﻛﺎدﯾﻤــﻲ‬


‫إﻋﺪاد اﻟﻄﺎﻟﺐ)ة(‪ :‬ﻟﻜﺤﻞ ﺳﻤﯿﺤﺔ‬

‫ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان‬

‫إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‬

‫ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‪:‬‬

‫رﺋﯿﺴـــﺎ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻮﺿﯿﺎف ﺑﺎﻟﻤﺴﯿﻠﺔ‬ ‫اﻷﺳﺘﺎذ ‪ :‬ﻋﻤﺎرة ﻋﻤﺎرة‬


‫ﻣﺸﺮﻓﺎ و ﻣﻘﺮرا‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻮﺿﯿﺎف ﺑﺎﻟﻤﺴﯿﻠﺔ‬ ‫اﻟﺪﻛﺘﻮر ‪ :‬اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺠﯿﺪي‬
‫ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻮﺿﯿﺎف ﺑﺎﻟﻤﺴﯿﻠﺔ‬ ‫اﻟﺪﻛﺘﻮر ‪ :‬واﻟﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ‬

‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ‪2017/2016 :‬‬


‫ﻴﻢ‬ ‫ﺎن اﻟ ﱠﺮِ‬
‫ﺣ‬ ‫ﺑِﺴ ِﻢ اﻟﱠ ِ‬
‫ﻠﻪ اﻟ ﱠﺮ ْﺣﻤ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ﺚ َﻻ‬‫﴿‪...‬و َﻣ ْﻦ ﻳـَﺘ ِﱠﻖ اﻟﻠَﻪَ َْﳚ َﻌ ْﻞ ﻟَﻪُ ﳐَْﺮ ًﺟﺎ َو ﻳـَْﺮُزﻗْﻪُ ِﻣ ْﻦ َﺣْﻴ ُ‬ ‫َ‬
‫ﺐ َو َﻣ ْﻦ ﻳـَﺘَـ َﻮﱠﻛ ْﻞ َﻋﻠَﻰ اﷲِ ﻓَـ ُﻬ َﻮ َﺣ ْﺴﺒُﻪُ إِ ﱠن اﻟﻠﱠﻪَ ﺑَﺎﻟِ ُﻎ أ َْﻣ ِﺮﻩِ ﻗ ْﺪ َﺟ َﻌ َﻞ‬‫ﺴ‬‫َﳛﺘ ِ‬
‫َْ ُ‬
‫اﻟﻠﱠﻪُ ﻟِ ُﻜ ﱢﻞ َﺷ ْﻲ ٍء ﻗَ ْﺪراً ﴾‬

‫ﺳﻮرة اﻟﻄﻼق‬
‫ﺷﻜﺮ و ﺗﻘﺪﻳﺮ‬

‫أﺗﻘﺪم ﺑﺨﺎﻟﺺ اﻟﺸﻜﺮ إﻟﻰ اﷲ ﻋﺰ و ﺟﻞ اﻟﺬي وﻓﻘﻨﻲ ﻹﻧﺠﺎز ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻠﻚ اﻟﺤﻤﺪ ﻳﺎ‬
‫رب ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﺠﻼل و ﺟﻬﻚ و ﻋﻈﻴﻢ ﺳﻠﻄﺎﻧﻚ ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ أﺗﻘﺪم ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ اﻟﺠﺰﻳﻞ و اﻟﺨﺎﻟﺺ إﻟﻰ أﺳﺘﺎذي اﻟﺪﻛﺘﻮر‬

‫" اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺠﻴﺪي"‬

‫ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﻟﻪ اﻹﺷﺮاف ﻋﻠﻲ و ﺗﻔﺎﻧﻴﻪ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻬﻲ ﻃﻴﻠﺔ اﻟﻤﺸﻮار ﻓﻜﺎن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ‬

‫اﻷب اﻟﻨﺎﺻﺢ و اﻟﺸﻤﻌﺔ اﻟﺘﻲ أﺿﺎءت ﻃﺮﻳﻘﻲ‬

‫ﻓﻠﻢ ﻳﺒﺨﻞ ﻋﻠﻲ ﻻ ﺑﺎﻟﺠﻬﺪ وﻻ ﺑﺎﻟﻮﻗﺖ‬

‫و ﺧﺎﻟﺺ اﻟﺸﻜﺮ و اﻟﻌﺮﻓﺎن إﻟﻰ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ و دﻋﻤﻨﻲ ﻓﻲ إﻧﺠﺎز ﻫﺬﻩ‬

‫اﻟﻤﺬﻛﺮة ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ أو ﻗﺮﻳﺐ ‪.‬‬


‫إﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺪاء‬
‫‪ ‬إﻟﻰ اﻟﻤﺮﺣﻮم و اﻟﻐﺎﻟﻲ ﺟﺪي اﻟﻌﻴﺪ رﺣﻤﺔ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ و ﺟﺪﺗﻲ اﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﺣﺪة أﻃﺎل اﷲ ﻓﻲ‬
‫ﻋﻤﺮﻫﺎ‬
‫‪ ‬إﻟﻰ اﻷﺣﻦ و اﻷﻃﻴﺐ ﻓﻲ اﻟﻜﻮن أﻣﻲ‬
‫‪ ‬إﻟﻰ اﻟﺬي ﺗﺮﻋﺮﻋﺖ ﻓﻲ ﻛﻨﻔﻪ و ﻋﺰﻩ أﺑﻲ‬
‫‪ ‬إﻟﻰ إﺧﻮﺗﻲ اﻷﻋﺰاء ‪ :‬اﻟﺮﺑﻴﻊ ‪ ،‬إﺑﺮاﻫﻴﻢ ‪ ،‬ﻧﻮراﻟﺪﻳﻦ ‪ ،‬اﻟﺒﺸﻴﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﺳﻂ ) ﻋﺰاﻟﺪﻳﻦ (‬
‫‪ ‬إﻟﻰ أﺧﻮاﺗﻲ ‪ :‬ﻓﺎﻃﻤﺔ ‪ ،‬ﻣﺒﺎرﻛﺔ ‪ ،‬أﻣﻴﻨﺔ ‪ ،‬و اﻟﻜﺘﻜﻮت اﻟﺼﻐﻴﺮ ﺻﺎﻟﺢ‬
‫‪ ‬إﻟﻰ اﻷﺧﻮال اﻷﻋﺰاء ‪ :‬ﺻﺎﻟﺢ ‪ ،‬ﺣﻤﺰة ‪ ،‬ﺣﺴﺎن ‪ ،‬ﻋﻴﺴﻰ ‪ ،‬اﻟﺸﺮﻳﻒ‬
‫‪ ‬إﻟﻰ اﻟﻐﺎﻟﻲ و اﻟﻌﺰﻳﺰ و اﻟﺬي ﻛﺎن ﻟﻲ ﺧﻴﺮ ﺳﻨﺪ ﺧﺎﻟﻲ اﻟﻤﻴﻠﻮد‬
‫‪ ‬إﻟﻰ ﺻﺪﻳﻘﺘﻲ و أﺧﺘﻲ و رﻓﻴﻘﺔ درﺑﻲ ﻃﻮال ﻣﺸﻮاري اﻟﺪراﺳﻲ اﻟﻌﺰﻳﺰة ﺳﻬﺎم ﺑﻮرزق‬
‫‪ ‬إﻟﻰ أﻋﺰ ﺻﺪﻳﻘﺎت ‪ :‬ﺳﻤﺎح ‪ ،‬ﻓﺘﻴﺤﺔ ‪ ،‬أﻣﺎل ‪ ،‬ﺧﺪﻳﺠﺔ ‪.‬‬
‫‪ ‬إﻟﻰ اﻟﺰﻣﻼء اﻷﻋﺰاء ‪ :‬ﻋﻴﺴﻰ ‪ ،‬زﻳﻦ اﻟﺪﻳﻦ ‪ ،‬أﻛﺮم ‪ ،‬اﻟﻌﻴﺎﺷﻲ ‪ ،‬ﻋﺎدل ‪ ،‬ﻣﻬﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ ‬إﻫﺪاء ﺧﺎص ﻣﻨﻲ إﻟﻰ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﻌﻤﻴﺪ أﺳﺘﺎذي راﺑﻌﻲ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺬي ﻛﺎن ﺧﻴﺮ ﻣﺮﺷﺪ و‬
‫ﻣﻌﻴﻦ ﻟﻲ وﻓﻘﻪ اﷲ و أﻋﺎﻧﻪ‬
‫‪ ‬إﻟﻰ اﻟﺪﻛﺘﻮرﻳﻦ واﻟﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ و ﻟﺠﻠﻂ ﻓﻮاز اﻟﺬان ﺳﺎﻫﻤﺎ ﻓﻲ إﻧﺠﺎز ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ‬
‫اﻟﻤﺘﻮاﺿﻊ وﻓﻘﻬﻤﺎ اﷲ و رﻋﺎﻫﻤﺎ‬
‫‪ ‬إﻟﻰ ﻛﻞ ﻃﺎﻗﻢ اﻹدارة ﺑﻘﺴﻢ اﻟﺤﻘﻮق ﻛﻞ ﺑﺎﺳﻤﻪ‬
‫‪ ‬إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﺑﻌﻴﺪ ‪.‬‬
‫أﻫﺪي ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻊ‬

‫ﻟﻜﺤﻞ ﺳﻤﻴﺤﺔ‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺮات ‪:‬‬

‫ق أ ‪ :‬ﻗﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة‬

‫ق إ م و إ ‪ :‬ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﳌﺪﻧﻴﺔ و اﻹدارﻳﺔ‬

‫م ق ‪ :‬ا ﻠﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‬

‫ع ‪ :‬اﻟﻌﺪد‬

‫ط ‪ :‬ﻃﺒﻌﺔ‬

‫ب ط ‪ :‬ﺑﺪون ﻃﺒﻌﺔ‬

‫ب س ‪ :‬ﺑﺪون ﺳﻨﺔ‬

‫ص ‪ :‬ﺻﻔﺤﺔ‬

‫ق ‪ :‬ﻗﺮار‬

‫م ع ‪ :‬اﶈﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ‬

‫ج ر ‪ :‬ﺟﺮﻳﺪة رﲰﻴﺔ‬

‫غ أ ش ‪ :‬ﻏﺮﻓﺔ اﻷﺣﻮال اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬


‫م ‪ :‬اﳌﺎدة‬

‫ف ‪ :‬ﻓﻘﺮة‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ ‪:‬‬

‫ﺗﻌﺗﺑر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣن أﻫم اﻟﺳﻧدات اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وأﻗواﻫﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻓﺻﻠت ﻓﻲ ﺧﺻوﻣﺔ ﺑﻌد‬
‫اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺈﺟراءاﺗﻬﺎ اﻟﻼزﻣﺔ ﻣن اﻟﺑداﯾﺔ ﻓﻲ رﻓﻊ دﻋوى إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺻدور ﺣﻛم ﺣﺎﺋز ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء‬
‫اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻓﯾﻪ‪ ،‬وﺑﻌدﻫﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻣن ﻣﻬﺎﻣﻪ‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻔﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺗﻧﻔذ ﺑﺷﻛل ﻋﺎدي‪ ،‬ﻟﻛن ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﯾﻘﻊ إﺷﻛﺎل ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻓﻲ‬
‫ﺷﺗﻰ اﻟﻣﺳﺎﺋل واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ‪ ،‬وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻷﺳرة واﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺷؤوﻧﻬﺎ ‪.‬‬

‫وﺗﻌد اﻷﺳرة اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ وﻫﻲ ﻧواﺗﻪ ﻓﺗﺷﻛل ﺑذﻟك ﻣﺣور اﻫﺗﻣﺎم اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻣﺳﺗوﯾﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻲ‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺗﺻﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﺑﺎدئ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺳرة وﺗوﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﺷرح ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻲ ﺗم إﻧﺷﺎء‬
‫و ازرة ﺗﻌﻧﻰ ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻷﺳرة وﺗطﻠﻌﺎﺗﻬﺎ ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾظﻬر اﻫﺗﻣﺎم اﻟدوﻟﺔ ﺑﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺗﺧﺻﯾص ﻗﺳم ﯾﻌﻧﻰ ﻓﻘط‬
‫ﺑﻔض اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﺎﻛم واﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ‪.‬‬

‫ورﻏم اﻫﺗﻣﺎم ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟذي ﯾﺷﻛل اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻧظم ﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻷﺳرة‪ ،‬إﻻ أن ﻣﺎ‬
‫ﻗد ﯾﺳﺟﻠﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﻣن ﺛﻐرات وﻓراﻏﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎﺋل‪ ،‬اﻧﻌﻛﺳت وأﻧﺗﺟت‬
‫إﺷﻛﺎﻻت ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺧﺻوﺻﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﺿﺎﯾﺎﻫﺎ اﻷﻣر‬
‫اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ وﺟود ﻣﺎ ﯾﻣﻛن وﺻﻔﻪ ﺑﺎﺧﺗﻼﻻت ﺑﯾن اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﻟﺗﻧﻔﯾذ‬
‫اﻟﻣﯾداﻧﻲ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ‪.‬‬

‫و ﻧظ ار ﻟوﺟود اﻟﺛﻐرات واﻟﻔراﻏﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﺳﻛوت اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ‬


‫ﻟﻼﺧﺗﻼﻻت ﺑﯾن اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﯾداﻧﻲ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺳواء ﻗﺑل ﻓك‬
‫اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ أو ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ وﻣن أﻫم اﻹﺷﻛﺎﻻت ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‬
‫وﻣﺎ ﯾﻧﺟر ﻋﻧﻬﺎ ﻣن آﺛﺎر وﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟطﻼق ‪.‬‬

‫أ‬
‫‪ – 1‬أﺳﺑﺎب اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوﺿوع ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬أﺳﺑﺎب ذاﺗﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻣﯾﻠﻲ ﻟﻠﻣواﺿﯾﻊ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹﺟراﺋﻲ وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻟذﻟك ﻛﺎﻧت ﻟﻲ رﻏﺑﺔ ﻓﻲ دراﺳﺔ‬
‫ﻣوﺿوع إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ وﺷؤون اﻷﺳرة‪ ،‬ﺑﺎﻷﺧص ﺑﻌد‬
‫ﺗدرﯾﺳﻪ ﻟﻧﺎ واﻹطﻼع ﻋﻠﻰ أﻫم ﺟزﺋﯾﺎﺗﻪ‪ ،‬إرﺗﺄﯾت أن ﯾﻛون ﻣوﺿوع ﺑﺣﺛﻲ ﻫذا ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬أﺳﺑﺎب ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻟﺟدة اﻟﻣوﺿوع واﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﺧﺻوﺻﺎ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺗﻌرض ﻟﻠدراﺳﺔ‬
‫واﻟﺑﺣث ﻣن ﻗﺑل ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣوﺿوع إﺟراﺋﻲ وﻋﻣﻠﻲ وﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺗﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﺟدﯾدة‪ ،‬وأﻏﻠب‬
‫ﺟزﺋﯾﺎت اﻟدراﺳﺔ ﻣﺗﻧﺎﺛرة ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣواﺿﯾﻊ اﻷﺳرة وأﺣﻛﺎم اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﻋدم وﺟود دراﺳﺔ‬
‫ﻛﺎﻣﻠﺔ وﺷﺎﻣﻠﺔ ﻹﺷﻛﺎﻻت ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻷﺳرة ‪.‬‬

‫‪ - 2‬أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع ‪:‬‬

‫اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻫو ﺻدور اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺑدون اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻻ ﯾﻛون‬
‫ﻫﻧﺎك ﻣن ﺟﻬﺎز اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﺎﺋدة ﻣﻧﻪ وﺣﺻول اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ ﺣﻘوﻗﻬم‪ ،،‬ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺑﻘﺎء ﺣﻘوق ﻣﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣر اﻟﺳﻧﯾن ‪.‬‬

‫رﻛزت ﻋﻠﻰ أﻫم ﺟزء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻣن ﺧﻼل ﺗﻧﺎول إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة‬
‫ﻓﻲ ﻣﺎدة ﺷؤون اﻷﺳرة‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وﺟودﺗﻪ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾﻘﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ دون أن ﯾﺗرك ﺳﻠﺑﯾﺎت ﺗﺳﺗدﻋﻲ ﺗﺻﺣﯾﺣﻬﺎ ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن ﺑدﻋﺎوى ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ‬
‫أﺧرى اﻷﻣر اﻟذي ﯾزﯾد ﻣن ﺗﻌﻘﯾد ﺣﺎل اﻟزوﺟﺔ أو اﻟﻣطﻠﻘﺔ ‪.‬‬

‫‪ - 3‬ﻫدف اﻟﻣوﺿوع ‪:‬‬

‫ﻓﻲ ظل اﻟﺛﻐرات اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﻓﻬدف اﻟدراﺳﺔ ﻫو ﺑﯾﺎن أﻫم اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻌﺗﻠﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻷﺳرة ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ أو ﺑﻌد‬
‫ﻓك اﻟراﺑطﺔ ‪.‬‬

‫ب‬
‫ﻓﻘﺎﻧون اﻷﺳرة رﻏم ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ واﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﻓﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ورﻏم ﻣﺎ ﻗﯾل ﻋن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻣن أﻧﻪ أﺣدث ﺛورة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻘوق اﻟﻣرأة ﻓﻲ أي ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﻛﺎﻧت ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺗزوﺟﺔ أو ﻣطﻠﻘﺔ‪ ،‬إﻻ أن اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ وﺑﻣرور اﻟزﻣن أﻓرز ﺳﻠﺑﯾﺎت ﻧﺗﺟت ﻋن‬
‫ﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ‪.‬‬

‫‪ - 4‬إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع ‪:‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎﻩ ﺳﺎﺑﻘﺎ وأن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺗﻌﺗﻠﯾﻪ إﺷﻛﺎﻻت ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻻﺧﺗﻼل ﺑﯾن اﻟﻧص‬
‫واﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﯾداﻧﻲ وﻣﺎ ﯾﻬدف إﻟﯾﻪ ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ ﻧطرح اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﻣﺎ أﻫم اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗرض ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺳﺎﺋل اﻷﺳرة ﺳواء‬
‫ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ أو ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ؟‬

‫‪ - 5‬اﻟﺻﻌوﺑﺎت واﻟﻌراﻗﯾل ‪:‬‬

‫ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ واﺟﻬﺗﻧﻲ أﺛﻧﺎء ﻗﯾﺎﻣﻲ ﺑﻬذﻩ اﻟدراﺳﺔ أن اﻟﻣوﺿوع ﻣﺎزال ﻣﺟﺎل اﻟﺑﺣث‬
‫ﻓﯾﻪ ﻣﻔﺗوح‪ ،‬وأﻏﻠب ﺟزﺋﯾﺎت اﻟدراﺳﺔ ﻣﺗﻧﺎﺛرة ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣواﺿﯾﻊ اﻷﺳرة وأﺣﻛﺎم اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﻋدم وﺟود‬
‫دراﺳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ وﺷﺎﻣﻠﺔ ﻹﺷﻛﺎﻻت ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻷﺳرة ‪.‬‬

‫‪ - 6‬اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ‪:‬‬

‫ﻟﻛون اﻟﻣوﺿوع ﺣدﯾد ﻟم ﯾﺳﺑق اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﯾﻪ‪ ،‬وﻓﻲ ﺣدود ﻣﺎ ﺑﺣﺛت ﻟم أﻗف ﻋﻠﻰ وﺟود‬
‫دراﺳﺎت ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ‪ ،‬وﻓﻲ ﺟل ﻣﺎ وﻗﻔت ﻋﻠﯾﻪ ﻣن دراﺳﺎت ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺑﻌض‬
‫اﻟﻣﻘﺎﻻت وﻣداﺧﻼت ﺷﺎرك ﺑﻬﺎ أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻠﺗﻘﯾﺎت وأﯾﺎم دراﺳﯾﺔ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ؛ ﻣداﺧﻠﺔ اﻟدﻛﺗور‬
‫ﻓواز ﻟﺟﻠط اﻟﻣﻌﻧوﻧﺔ ﺑـ " إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎدة ﺷؤون اﻷﺳرة " ﺣﯾث ﻋﺎﻟﺞ‬
‫ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ أﻫم اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻷﺳرة ﺳواء ﻗﺑل أو ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‪ ،‬وﻣداﺧﻠﺔ اﻟدﻛﺗور ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف واﻟﻲ ﺗﺣت‬
‫ﻋﻧوان " ﺣق اﻟطﻔل ﻓﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ " ﺣﯾث ﺗﻧﺎول أﻫم اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻣﺛﺎرة ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫ﺑﺣق اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ وﻣﺎ ﯾﻠﺣﻘﻬﺎ ﻣن آﺛﺎر ‪.‬‬

‫‪ – 7‬ﻣﻧﻬﺞ اﻟدراﺳﺔ ‪:‬‬

‫ج‬
‫ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻣوﺿوع ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻣوﺿوع ﺗم ﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﺳﺄﺗﻧﺎول‬
‫اﻟﻣوﺿوع ﺑﺎﻟﺗﺣﻠﯾل ﻣن ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ واﺟﺗﻬﺎدات ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟذﻟك إﻋﺗﻣدت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ‬
‫اﻟوﺻﻔﻲ ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ اﻋﺗﻣدت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﻘﺎرن ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻧﺷوز اﻟزوﺟﺔ ﺑﯾن اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ‪.‬‬

‫‪ - 8‬ﺧطﺔ اﻟﺑﺣث ‪:‬‬

‫وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ ﻗﻣت ﺑﺗﻘﺳﯾم ﺑﺣﺛﻲ ﻫذا إﻟﻰ ﻓﺻﻠﯾن ‪:‬‬

‫ﺧﺻﺻت اﻟﻔﺻل اﻷول ﻷﻫم إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‪،‬‬
‫وﻫذا ﻣن ﺧﻼل ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‪ٕ ،‬واﺟراءاﺗﻬﺎ‪ٕ ،‬واﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟرﺟﻌﺔ إﻟﻰ‬
‫ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‪ ،‬وﻣﻔﻬوم ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل‪ٕ ،‬واﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛﻣﻬﺎ‪ ،‬وﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺷوز ٕواﺷﻛﺎﻻﺗﻬﺎ ‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻘد ﺧﺻﺻﺗﻪ ﻟدراﺳﺔ إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‪،‬‬
‫وﻫذا ﻣن ﺧﻼل ‪ :‬ﺗﻧﺎول اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻣور اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻋن اﻟطﻼق‬
‫اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ‪ ،‬واﻟﺧﻠﻊ‪ ،‬وﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌدة‪ ،‬وﺗﺳﻠﯾم اﻷﺛﺎث‪ ،‬وﻛذا اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻣور ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‪ ،‬وﺣق اﻟزﯾﺎرة‪ ،‬وﺳﻛن اﻟﻣﺣﺿون ‪.‬‬

‫د‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‬
‫إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬
‫ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪------------------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪:‬‬
‫إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬
‫إن اﻟزواج ﻋﻣﺎد اﻷﺳرة واﻟﻣﻘوم ﻟﻬﺎ‪ ،‬إذا ﻧﺷﺄ ﺻﺣﯾﺣﺎ وأﻧﺗﺞ آﺛﺎرﻩ‪ ،‬وﻗد ﻧظﻣﻪ اﻟﻣﺷرع‬
‫ﺗﻧظﯾﻣﺎ ﻣﺣﻛﻣﺎ ﻋﻠﻰ أﻗوم اﻟﻣﺑﺎدئ ﻟﺿﻣﺎن ﺳﻌﺎدة اﻷﺳرة‪ ،‬وأﺿﻔﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗدﺳﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗوﺟب‬
‫اﻹﻟﺗزام ﺑﻣﺎ ﺷرﻋﻪ اﷲ ﻣن أﺣﻛﺎم ﺣددت ﺣﻘوق وواﺟﺑﺎت ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻗد ﺗﺛور ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة‬
‫اﻟزوﺟﯾﺔ ﻋدة ﻣﺷﺎﻛل ﻣﺗﻌددة ﺳواء ﻣن اﻟزوج أو اﻟزوﺟﺔ أﯾن ﺗﺻﺑﺢ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺻد ار ﻟﻠﺷﻘﺎق‬
‫واﻟﺧﺻﺎم ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن وﻗد ﯾؤدي اﻟﻰ ﺧروج اﻟزوﺟﺔ اﻟﻰ ﺑﯾت أﻫﻠﻬﺎ أو ﻗﯾﺎم اﻟزوج ﺑرﻓﻊ دﻋوى‬
‫ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟطﻼق ‪.‬‬
‫وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻧﺗﻬﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﺑﺣﻛم ﻗﺎض ﺑﺈﻟزام اﻟزوﺟﺔ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت زوﺟﻬﺎ‪،‬‬
‫وﻫذا ﺑﻌد ﻋدة ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺻﻠﺢ وﺑﻌد أن ﯾﻛون اﻟزوج ﻗد طﻠب ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ ذﻟك‪ ،‬ﻓﯾﺻدر اﻟﺣﻛم‬
‫ﻧﺎﺻﺎ ﻓﻲ ﻣﻧطوﻗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟزام اﻟزوﺟﺔ ﺑﺎﻟرﺟوع اﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻧص أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ وﺟوب دﻓﻊ‬
‫اﻟزوج ﻟﻠزوﺟﺔ ﻧﻔﻘﺔ ﺗﻛون ﻣﻘدرة ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺧروﺟﻬﺎ ﻣن ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ اﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ رﺟوﻋﻬﺎ‬
‫اﻟﻔﻌﻠﻲ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻧص أﯾﺿﺎ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟزام اﻟزوﺟﺔ ﺑﺎﻟرﺟوع اﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض‬
‫اﻷﺣﯾﺎن ﻋﻠﻰ اﻟزام اﻟزوج ﺑﺗوﻓﯾر ﻣﺳﻛن ﻣﻧﻔﺻل أﺛﺎﺛﺎ وﻣﻌﺎﺷﺎ أي ﻣﻧﻔﺻل ﻋن ﺑﯾت أﻫﻠﻪ‪ ،‬وﻫذا‬
‫درءا ﻟﻠﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﯾرى اﻟﻘﺎﺿﻲ أن اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑﺑت ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻫذﻩ ﺗﻌد أﻫم اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ ﺣﻛم اﻟرﺟوع‪ ،‬وﻣن ﺧﻼل ﺑﺣﺛﻲ ﻫذا ﺳﻧﺣﺎول اﻟوﻗوف‬
‫ﻋﻠﻰ أﻫم اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور أﺛﻧﺎء ﻗﯾﺎم اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﺣﯾث ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟرﺟوع إﻟﻰ‬
‫ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ وأﻫم اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ وأﻫم إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﻧﻔﻘﺔ‬
‫اﻹﻫﻣﺎل وﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺷوز‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪------------------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‬
‫أﻫم إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟرﺟﻌﺔ إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‬
‫اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ ﻗد ﺗﻌﺗﻠﯾﻬﺎ ﻣﺷﺎﻛل وﻧزاﻋﺎت ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن‪ ،‬ﻷﺳﺑﺎب ﻋدﯾدة وﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻓﻔﻲ‬
‫ﻏﺎﻟب اﻷﺣﯾﺎن ﯾﻛون اﻟﺣل ﻫو اﻟﺻﻠﺢ وﯾﻌود اﻻﺳﺗﻘرار إﻟﻰ اﻷﺳرة وﺗﻌود اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ ﻛﻣﺎ‬
‫ﻛﺎﻧت‪ ،‬ﻟﻛن ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت ﯾﺷﺗد ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻧزاع ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن وﻻ ﯾﻣﻛن ﺣﻠﻪ ﺑﺎﻟﺻﻠﺢ‪ ،‬ﻓﯾﻠﺟﺄ اﻟزوﺟﯾن‬
‫إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻣن أﺟل وﺿﻊ ﺣد ﻟﻪ‪ ،‬إﻣﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ ورﺟوع اﻟزوﺟﺔ إﻟﻰ ﺑﯾت زوﺟﻬﺎ‪ ،‬وذﻟك ﺑﻌد‬
‫ﻗﯾﺎم اﻟزوج ﺑﺈﺟراءاﺗﻪ اﻟﻼزﻣﺔ‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟزوﺟﺔ ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟرﺟﻌﺔ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓﺿﻬﺎ ﺗﺗﻐﯾر‬
‫اﻹﺟراءات واﻟدﻋوة اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﺿدﻫﺎ‪ ،‬ﻛل ﻫذا ﯾؤدي إﻟﻰ ﺣدوث إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻌﺗرض ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟرﺟﻌﺔ إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ اﻷﺻﻠﻲ‬
‫ﺳﺄﺗﻧﺎول ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻣﻔﻬوم اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‪ ،‬وأﻫم اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻣﺛﺎرة‬
‫ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟرﺟوع‪ٕ ،‬واﺟراءات ﺗﻧﻔﯾذﻩ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬إﺟراءات ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ اﻷﺻﻠﻲ‬
‫ﺗﻧﺎوﻟت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع ﻣﻔﻬوم اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ٕواﺟراءات ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت‬
‫اﻟزوﺟﯾﺔ اﻷﺻﻠﻲ ‪.‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‬
‫ﻟم ﯾﺗﻌرض ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻊ أﻧﻪ ﻛﺎن ﺳﯾﻐﻧﻲ ﻋن اﻟﻛﺛﯾر‬
‫ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻋن ﻋدم ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺳﻧرى ﻛﯾف ﯾﺳﺗﻐﻠﻬﺎ اﻟطرﻓﺎن‬
‫ﻛﺛﻐرات ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﻣﻠص ﻣن اﻹﻟزام‪ ،‬واﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﯾﻌﻧﻲ "ﻋودة اﻟزوﺟﺔ إﻟﻰ ﺑﯾت زوﺟﻬﺎ أي اﻟﺑﯾت‬
‫‪1‬‬
‫اﻟذي ﻛﺎﻧت ﺗﺳﻛﻧﻪ رﻓﻘﺔ زوﺟﻬﺎ ﻗﺑل ﻣﻐﺎدرﺗﻪ واﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﯾﻪ ﻣﻊ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﺣﻘوﻗﻬﺎ وواﺟﺑﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﻌﺗﺎدة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻟم ﯾﻧظم ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ‪ ،‬إﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧﻠﺻﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣن واﺟﺑﺎت اﻟزوﺟﺔ اﻟﻣﻧﺻوص‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 36‬ق أ ‪ ،‬و ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﻟﻪ أن ﯾﻠزم اﻟزوﺟﺔ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت زوﺟﻬﺎ إن ﻫﻲ ﻟم ﯾﻛن ﻟﻬﺎ ﺳﺑب ﺟدي ﻓﻲ اﻟﺧروج‬
‫ﻣﻧﻪ ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪------------------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‬


‫وﯾﻌﻧﻲ ﻫذا أﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟزوﺟﺔ اﻟﺳﻛن ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ ﻛﺎﻟﻣﻌﺗﺎد‪ ،‬ﻓﻼُ ﯾﻌد ﻣن ﻗﺑﯾل ُ‬
‫اﻟذﻫﺎب ﺻﺑﺎﺣﺎ ﺛم اﻟﻌودة ﻣﺳﺎء إﻟﻰ ﺑﯾت أﻫﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻧﺎ ﺗﻛون اﻟزوﺟﺔ ﻟم ﺗﻠﺗزم ﺑﻣﺿﻣون اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬أ و‬
‫‪1‬‬
‫اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت آﺧر ﻏﯾر اﻟذي ﯾﺳﻛﻧﻪ اﻟزوج ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﺑﯾﺗﯾن ﻣﻣﻠوﻛﯾن ﻟﻠزوﺟﯾن‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬إﺟراءات إﻟزام اﻟزوﺟﺔ اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‬
‫ﺑﻌد ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺻﻠﺢ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ‪ ،‬وﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﯾﻛون اﻟزوﺟﯾن ﻗد‬
‫ﻗد ار ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ وﻗداﺳﺗﻬﺎ‪ ،‬وﺗﻛون ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺻﻠﺢ ﻗد أﺛﻣرت ﺛﻣﺎرﻫﺎ‪ ،‬وﯾﺧﺗﺎر اﻟزوﺟﺎن‬
‫اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻷﺳرة ووﺿﻊ ﺣد ﻟﻠﺷﻘﺎق ووﺿﻌﻪ ﺟﺎﻧﺑﺎ‪ ،‬ﻷن ﻓﻲ ذﻟك ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻷوﻻدﻫم ﻣن اﻟﺗﺷﺗت‪،‬‬
‫ﻓﯾطﻠب اﻟزوج ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك إﻟزام اﻟزوﺟﺔ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﻓﺗﺳﺗﺟﯾب اﻟزوﺟﺔ إﻟﻰ ذﻟك وﻻ ﺗﺗﻣﺳك‬
‫ﺑﻔك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‪ ،‬وﯾﺻدر ﺣﻛم ﺑذﻟك ﯾﺗم ﺗﺑﻠﯾﻐﻪ ﺑطﻠب اﻟطرﻓﯾن‪ ،‬ﺛم ﯾﻣﻬر ﺑﺎﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم‬
‫ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻌد ذﻟك ﯾﻛون اﻟﺣﻛم ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﺗﺛور ﺑﻌض اﻹﺷﻛﺎﻻت أﺛﻧﺎء ﺗﻧﻔﯾذ‬
‫ﺣﻛم اﻟرﺟوع‪ ،‬وﯾزﯾد ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻻت ﺗﻌﻘﯾدا ﺑﺳﺑب ﻏﻣوض اﻟﻧص أو ﻏﯾﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن وﻫوﻣﺎ ﯾﺳﺗﺗﺑﻊ‬
‫ﺑﺎﻟﺿرورة ﻏﻣوض ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻣﺣل اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪.‬‬
‫ﺳﻧﺣﺎول ﻓﻲ ﻫذا ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ أﻫم اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗرض اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ أﺛﻧﺎء ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم‬
‫اﻟرﺟوع‪ ،‬وﻣﺎﻫﻲ اﻟﺣﻠول اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم ‪.‬‬
‫ﺑﻌد ﺻدور اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑرﺟﻌﺔ اﻟزوﺟﺔ إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻣﻬر ﺑﺎﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ‬
‫أي أﺻﺑﺢ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ‪ ،‬ﯾﺣرر اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑطﻠب ﻣن اﻟزوج اﻟﻣﺣﺎﺿر اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ‬
‫طﺑﺎﻗﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣواد ‪ 613-612-611‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ 2‬وﻫﻲ ﻣﺣﺿر اﻟﺗﻛﻠﯾف‬
‫ﺑﺎﻟوﻓﺎء) اﻹﻟزام ( ﻣﺣﺿر ﺗﺳﻠﯾم اﻟﺗﻛﻠﯾف ﺑﺎﻟوﻓﺎء وﻣﺣﺿر ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺳﻧد اﻟﺗﻧﻔﯾذي‪ ،‬وﯾﺑﻠﻐﻬﺎ ﻟﻠزوﺟﺔ طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم‬
‫اﻟﻣواد ‪ 412 - 411‬ﻣن ق إ م إ ‪3‬وﻟﻬﺎ ﻣﻬﻠﺔ ‪ 15‬ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟرﺳﻣﻲ ﻟﻠﺗﻛﻠﯾف ﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺿﻣون‬
‫اﻟﺣﻛم واﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‪ ،‬وﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻷﺟل اﻟﻣﻘرر أو ﻗﺑل اﻧﺗﻬﺎﺋﻪ ُﯾﺛﺑت اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻟرﺟوع وﻫذا ﻣن ﺧﻼل إﺟراء ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻟﻣﻧزل اﻟزوﺟﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺛﺑﯾت ﺣﺎﻟﺔ ﺗواﺟدﻫﺎ ﺑﻪ رﻓﻘﺔ زوﺟﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻛﺗﻔﻲ‬
‫اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﻣﺟرد ﻗوﻟﻬﺎ ﻟﻪ أﻧﻬﺎ ﺳﺗﻌود ﻟﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‪. 4‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻓواز ﻟﺟﻠط ‪ "،‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎدة ﺷؤون اﻷﺳرة" ‪ ،‬ﻣداﺧﻠﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﺿﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺎت اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ اﻟذي‬
‫ﻧظﻣﺗﻪ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﯾﺣﻲ ﻓﺎرس ﺑﺎﻟﻣدﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣوﺳوم ﺑﻌﻧوان ‪ :‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ‪،‬‬
‫ﯾوﻣﻲ ‪ 05 / 04‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ ، 2015‬اﻟﻣدﯾﺔ ‪ ،‬ص ‪. 3‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 09-08‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ ، 2008/02/25‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ج ر ﻋدد ‪ ، 21‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ‬
‫‪. 2008/04/23‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺷﺧﺻﻲ واﻹﺟراءات اﻟواﺟب اﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﻣﺧﺎطﺑﺔ اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺷﺧﺻﯾﺎ ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ﻓواز ﻟﺟﻠط ‪،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 4‬‬

‫‪8‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪------------------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﻋﻧد إﻟزام اﻟزوﺟﺔ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ اﻷﺻﻠﻲ‬
‫ﻻ ﯾﺑدو اﻷﻣر ﺑﻬذﻩ اﻟﺳﻬوﻟﺔ‪ ،‬ﻓﻐﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻌﺗرض ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ أﺣﻛﺎم اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ إﺷﻛﺎﻻت‬
‫ﺗﺣول دون إﺗﻣﺎم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺣﺳن وﺟﻪ‪ ،‬وﻫو راﺟﻊ ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن إﻟﻰ ﻏﯾﺎب اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ‬
‫وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى اﻟﻐﻣوض اﻟذي ﯾﻛﺗﻧف اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﺣل اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪ ،‬وأﻫم ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻻت ﻧﺟد ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون اﻟرﺟوع ﺑﺳﻌﻲ ﻣن اﻟزوج‪:‬‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﻧص ﻓﻲ ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟرﺟوع ﯾﺗم ﺑﺳﻌﻲ ﻣن اﻟزوج"‪ ،‬رﻏم أن اﻟﻘﺎﻧون ﻟم‬
‫ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ إﻻ أﻧﻧﺎ ﻧﺟد ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ " إﻟزام اﻟزوﺟﺔ‬
‫ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﺑﺳﻌﻲ ﻣن اﻟزوج "‪ ،‬وﻓﻲ أﺣﻛﺎم ﻋدﯾدة ﻻ ﻧﺟد ﻣﺛل ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ‬
‫ﺣدوث إﺷﻛﺎل ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬وﻫذا ﻣن ﺧﻼل ﺗﻣﺳك اﻟزوج ﺑﺣرﻓﯾﺔ ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم‬
‫اﻟﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون إرﺟﺎع اﻟزوﺟﺔ ﺑﺳﻌﻲ ﻣﻧﻪ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻘوم اﻟزوج ﺑطﻠب اﻟﺗﻧﻔﯾذ ٕوان ﻫو ﻗﺎم‬
‫ﺑطﻠﺑﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺳﻌﻰ ﻹﻋﺎدة زوﺟﺗﻪ أي ﻻ ﯾﻘوم ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎل رﻓﻘﺔ اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء أﺟل اﻟﺗﻛﻠﯾف )‬
‫‪ 15‬ﯾوم ( ﻣن أﺟل إﺣﺿﺎر زوﺟﺗﻪ‪ ،‬وﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن اﻟزوﺟﺔ ﺗﻣﻧﻌﻬﺎ ﻋزة ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣن اﻟﻌودة دون أن ﯾﺳﻌﻰ‬
‫اﻟزوج ﻓﻲ ذﻟك‪ ،‬ﻧﺎﻫﯾك ﻋن أﻫﻠﻬﺎ وﻣﺎ ﺗﻔرﺿﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎطق ﻣن ﻋﺎدات ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋل ‪.‬‬
‫ﻓﻌدم ﺳﻌﻲ اﻟزوج ﻹرﺟﺎع زوﺟﺗﻪ وﻋدم ﻋودة اﻟزوﺟﺔ دون أن ﯾﺳﻌﻰ اﻟزوج ﻓﻲ ذﻟك ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋدم‬
‫ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻓﯾطﺎﻟب اﻟزوج ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻷﺟل ﻣن اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر اﻣﺗﻧﺎع ﻋن‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺿد اﻟزوﺟﺔ‪ ،‬أي ﻋدم اﻟﺗزاﻣﻬﺎ ﺑﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﺣل اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗرد اﻟزوﺟﺔ أﻧﻬﺎ ﻣﻣﺗﺛﻠﺔ‬
‫ﻟﻠﺣﻛم وأن اﻟزوج ﻟم ﯾﺳﻌﻰ ﻓﻲ إﻋﺎدﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ وأﻧﻬﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻌود ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻬﺎ وﻫو ﺗﻔرﺿﻪ‬
‫اﻟﻌﺎدة واﻟﻌرف ‪.‬‬
‫ﻧﻛون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أﻣﺎم إﺷﻛﺎل‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻻ ﺑد أن ﯾﻧﺗﻬﻲ إﻣﺎ ﺑﻣﺣﺿر ﺗﻧﻔﯾذ أو ﻣﺣﺿر ﻋدم‬
‫ﺗﻧﻔﯾذ أو إﺷﻛﺎل ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪ ،‬واﻟﺣل ﺑﺳﯾط ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻓﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﻧص ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ أن إﻟزام اﻟزوﺟﺔ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﻻﺑد أن ﯾﻛون ﺑﺳﻌﻲ ﻣن اﻟزوج‪ ،‬ﻓﺈن ﻫو ﺗﺧﻠف ﻋن‬
‫ذﻟك ﻋد ﻣﻘﺻ ار وﻣﺗﺧﻠﯾﺎ ﻋن اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪ ،‬وﻻ ﯾﻠﺣق اﻟزوﺟﺔ أي ﺿرر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم ‪.1‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﺎﯾل اﻟزوج أو اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟزام ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‬
‫وﻫﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﺎﯾل ﻓﯾﻬﺎ اﻟزوج واﻟزوﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم‪ ،‬وﻫذا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠزوج ﻫروﺑﺎ ﻣن اﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إن ﻫو طﻠب اﻟطﻼق‪ ،‬ﻓﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ طﻠب إﻟزام اﻟزوﺟﺔ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ‬
‫ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ وﻣن ﺛم اﻟﺗﺿﯾﯾق ﻋﻠﻰ اﻟزوﺟﺔ ﻣن أﺟل طﻠب اﻟطﻼق ) اﻟﺧﻠﻊ (‪ ،‬وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟزوﺟﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ‬
‫ﺗﻌد ﻧﺎﺷز وﻣﺗﺧﻠﯾﺔ ﻋن واﺟﺑﺎﺗﻬﺎ ﺗﺟﺎﻩ أﺳرﺗﻬﺎ وﻣن ﺛم إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﻗﺑول اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت‬

‫ﻓواز ﻟﺟﻠط ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪9‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪------------------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫اﻟزوﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻟﻛن ﺑﻣﺟرد ﺗﺛﺑﯾت واﻗﻌﺔ اﻟرﺟوع ﺗﻌود إﻟﻰ ﺑﯾت وﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺳﻧﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻲ إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺷوز ﻓﯾﻣﺎ ﺳﯾﺄﺗﻲ ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟرﺟﻌﺔ إﻟﻰ ﺑﯾت زوﺟﯾﺔ ﻣﻧﻔﺻل‬
‫ﯾﻌد اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺗوﻓﯾر ﺑﯾت ﻣﺳﺗﻘل أﺛﺎﺛﺎ وﻣﻌﺎﺷﺎ ﻣن اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻌد أن ﺗطﻠﺑﻪ‬
‫اﻟزوﺟﺔ‪ ،‬وﻫذا دﻓﻌﺎ ودرءا ﻟﻠﺷﻘﺎق اﻟﻣﺳﺗﻣر ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن‪ ،‬واﻟذي ﯾﻛون ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن ﺳﺑﺑﻪ اﻷﻫل‪ ،‬ﻓﯾﻘدر‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ أن اﻟﺑﯾت اﻟﻣﺳﺗﻘل أﺛﺎﺛﺎ وﻣﻌﺎﺷﺎ ﻫو اﻟﺣل اﻟوﺣﯾد ﻣن أﺟل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة وﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣ اررﯾﺗﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻓﯾﻘﺿﻲ ﺑﻪ ﻣﻊ اﻹﻟزام اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺑﯾت اﻟﻣﺳﺗﻘل أﺛﺎﺛﺎ وﻣﻌﺎﺷﺎ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻫو اﻟﺑﯾت اﻟذي ﻻ ﺗرﺑطﻪ ﺻﻠﺔ ﻣﻊ ﺑﯾت آﺧر ﻻ‬
‫ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣدﺧل أي ﻋدم اﺷﺗراﻛﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻣدﺧل واﺣد أو ﺑﻬو واﺣد ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﺑﯾﺗﯾن ﻣﻔﺗوﺣﯾن ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺿﻬﻣﺎ‬
‫اﻟﺑﻌض وﻻ ﻣن ﺣﯾث وﺳﺎﺋل اﻟﻌﯾش ﻛﺛﻼﺟﺔ واﺣدة أو ﻣطﺑﺦ واﺣد ‪ ...‬إﻟﺦ‪.2‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬إﺟراءات ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗوﻓﯾر ﻣﺳﻛن ﻣﺳﺗﻘل أﺛﺎﺛﺎ وﻣﻌﺎﺷﺎ‬
‫ﺗﺄﺧذ إﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺳﻛن اﻟﻣﺳﺗﻘل أﺛﺎﺛﺎ وﻣﻌﺎﺷﺎ ﻧﻔس إﺟراءات ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﻟزام اﻟزوﺟﺔ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‪ ،‬أي ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺣﺎﺿر واﻟﺗﻛﻠﯾف واﻷﺟل‪ ،‬وﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء‬
‫اﻷﺟل اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻠﺗﻛﻠﯾف ﺑﺎﻟوﻓﺎء ) ‪ 15‬ﯾوم ( ﯾﻧﺗﻘل اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ رﻓﻘﺔ اﻟزوج ﻣن أﺟل ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺳﻛن‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘل أﺛﺎﺛﺎ وﻣﻌﺎﺷﺎ‪ ،‬ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ ﺿرورة ﺗوﻓرﻩ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت اﻟﺣﯾﺎة‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻌﻘل ﺗوﻓﯾر ﻣﺳﻛن ﻣﺳﺗﻘل‬
‫وﻫوﻻ ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻠﻌﯾش‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻣن اﻟﺿروري أن ﯾﻛون ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن أي ﻣﺳﻛن آﺧر ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻻ ﯾوﺟد أﺟزاء‬
‫ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻣﻊ ﻣﺳﻛن آﺧر ﻣﺧﺻﺻﺔ وﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﻌﯾش ﻛﺑﻬو ﻣﺛﻼ أوأﻣﺎﻛن اﻟﺻرف اﻟﺻﺣﻲ ‪ ،...‬وﻻ ﯾﻧﺳﺣب‬
‫اﻷﻣر ﻫﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺟزاء اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﺣﻛم اﻟﺑﻧﺎء ﻛﺎﻟﺟدران أو اﻟﺳﻘف أو ﻣدﺧل اﻟﻌﻣﺎرة ‪.‬‬
‫وﺑﻌد اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺳﻛن اﻟﻣﺳﺗﻘل أﺛﺎﺛﺎ وﻣﻌﺎﺷﺎ وﻣن ﺗوﻓرﻩ ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﺷروط اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﯾﺗم ﻋرﺿﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟزوﺟﺔ ﻣن أﺟل اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﯾﻪ واﻟﺳﻛن ﻓﯾﻪ‪ ،‬ﻛل ﻫذا ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﻌﺎﯾن اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ‬
‫وﯾﺣرر ﻣﺣﺿر ﺑذﻟك ﯾﺑﯾن ﻓﯾﻪ اﻟﺗزام اﻟزوج ﺑﻣﺿﻣون اﻟﺣﻛم ‪. 3‬‬
‫ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ أن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﻟم ﯾﺑﯾن اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﻣﺳﺗﻘل أﺛﺎﺛﺎ وﻣﻌﺎﺷﺎ‪ ،‬وﺣﺗﻰ‬
‫اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺟد ﻓﻲ ﻣﻧطوﻗﻪ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻛن اﻟﻣﺳﺗﻘل أﺛﺎﺛﺎ‬
‫وﻣﻌﺎﺷﺎ‪ ،‬وﻫوﻣﺎ ﯾؤدي أﺣﯾﺎﻧﺎ إﻟﻰ وﺟود إﺷﻛﺎﻻت ﻋﻣﻠﯾﺔ أﺛﻧﺎء ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻓواز ﻟﺟﻠط ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 5‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 12‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 03-06‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 2006/02/20‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪------------------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺑﯾت ﻣﻧﻔﺻل أﺛﺎﺛﺎ وﻣﻌﺎﺷﺎ‬
‫ﺑﻌد ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﻣﺳﻛن اﻟﻣﺳﺗﻘل أﺛﺎﺛﺎ وﻣﻌﺎﺷﺎ اﻟذي أﻟزم اﻟزوج ﺑﺗوﻓﯾرﻩ ﻟﻠزوﺟﺔ‪ ،‬وﺑﻌد ﻋرﺿﻪ ﻋﻠﻰ اﻟزوﺟﺔ‬
‫ﻗد ﺗرﻓﺿﻪ ﻷﺳﺑﺎب ﺗظن ﻫﻲ أﻧﻬﺎ ﺟدﯾﺔ وﯾرى اﻟزوج أﻧﻬﺎ أﺳﺑﺎب واﻫﯾﺔ وﻏﯾر ﻣؤﺳﺳﺔ ﻟرﻓﺿﻬﺎ‪ ،‬وﻣﺛﺎل ذﻟك‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﻗﯾﺎم اﻟزوج ﺑﺈﺣداث ﻣدﺧل آﺧر ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺑﯾت وﺑﻧﺎء ﺟدار ﯾﻔﺻل وﯾﻘﺳم ﻣﺳﻛن اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻷول إﻟﻰ‬
‫ﻗﺳﻣﯾن ﯾﺧﺻص ﺟزء ﻣﻧﻪ ﻛﻣﺳﻛن ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام‪ ،‬ﻓﺗطﻠب اﻟزوﺟﺔ ﻣن اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر‬
‫ﯾﺗﺿﻣن أن اﻟﻣﺳﻛن اﻟذي وﻓرﻩ اﻟزوج ﻟﯾس ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﺳﻣﺎع اﻟﺳﺎﻛﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻛن‬
‫اﻟﻣﺟﺎور ﻟﻬﺎ وأن اﻟﺣﺎل ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ وﻟم ﯾﺗﻐﯾر ﺷﻲء‪ ،‬وأن أﺳﺑﺎب طﻠب اﻟﺑﯾت اﻟﻣﺳﺗﻘل ﻣﺎ زاﻟت‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﯾطﻠب اﻟزوج أﯾﺿﺎ ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر رﻓض اﻟزوﺟﺔ ﻟﻠﻣﺳﻛن اﻟﻣﺳﺗﻘل أﺛﺎﺛﺎ وﻣﻌﺎﺷﺎ رﻏم‬
‫‪1‬‬
‫ﺗوﻓﯾرﻩ وﺑﺎﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ‪.‬‬
‫ﯾﻘف اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻫﻧﺎ ﻣوﻗف اﻟﺣﺎﺋر ﺧﺎﺻﺔ أﻣﺎم ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎب اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﺣدد‬
‫اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻛن اﻟﻣﺳﺗﻘل‪ ،‬وأﻣﺎم أﯾﺿﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻛوت اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط‬
‫واﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻛن اﻟﻣﺳﺗﻘل‪ ،‬وأﻣﺎم طﻠب اﻟزوﺟﯾن ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻟﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻓﯾﻠﺟﺄ‬
‫اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﯾﺻف ﻓﯾﻪ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑدﻗﺔ‪ ،‬أي وﺻف اﻟﻣﺳﻛن اﻟذي‬
‫وﻓرﻩ اﻟزوج وﻛذا أﺳﺑﺎب رﻓض اﻟزوﺟﺔ ﻟﻬذا اﻟﻣﺳﻛن وﯾﺳﻠﻣﻬﻣﺎ اﻟﻣﺣﺿر ) ﻧﺳﺧﺔ ﻟﻛل طرف ( ﻣن أﺟل اﻟﻌودة‬
‫إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﻟﺔ ﺑﺄﻛﺛر دﻗﺔ ووﺿوح ‪.‬‬
‫اﻟﺣﺎل ﻧﻔﺳﻪ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻓﯾر ﻣﺳﻛن ﻣﺳﺗﻘل أﺛﺎﺛﺎ وﻣﻌﺎﺷﺎ ﻟﻛن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻣﺳﻛن ﻏﯾر ﻻﺋق‬
‫ﻟﻠﻌﯾش‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﻧﻣﯾز ﺑﯾن ﺣﺎﻟﺗﯾن‪ ،‬ﺣﺎﻟﺔ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺳﻛن اﻟﻣﺳﺗﻘل ﻻ ﯾﺣﺗوى ﻋﻠﻰ ﺿرورﯾﺎت اﻟﻌﯾش اﻟﻼزﻣﺔ‬
‫واﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﯾش وﻻ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺳﻛن ﻓﻲ ﻏﯾﺎﺑﻬﺎ ﻛﺎﻟﻛﻬرﺑﺎء أو اﻟﻧواﻓذ ﻣﺛﻼ‪،‬‬
‫وﺑﯾن اﻷﻣور اﻟﻛﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﻧﺟدﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻛن ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻛﻣﺳﺑﺢ أو ﺣدﯾﻘﺔ ﻣﺛﻼ‪ ،‬ﻓﻔﻲ‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺣرر اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﺣﺿر ﺑﻌدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠزوج إن ﻫو وﻓر ﻣﺳﻛن ﻏﯾر ﻻﺋق ﺑﺎﺗﻔﺎق‬
‫اﻟﻌرف واﻟﻌﺎدة‪ ،‬أو ﯾﺣرر ﻣﺣﺿر ﻋدم ﻗﺑول اﻟﻣﺳﻛن اﻟﻣﺳﺗﻘل ﺿد اﻟزوﺟﺔ رﻏم ﻛوﻧﻪ ﻻﺋق ﻟﻠﻌﯾش‪ ،‬وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﺻﻌوﺑﺔ اﻷﻣر وﺗداﺧﻠﻪ وﻋدم ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ ﻫوﻣن اﻟﻼﺋق وﻏﯾر اﻟﻼﺋق ﺣرر اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﺣﺿر ﯾﺻف ﻓﯾﻪ‬
‫اﻟﺣﺎل ﺑدﻗﺔ وﯾﺳﻠم ﻣﻧﻪ ﻧﺳﺧﺔ ﻟﻠﻣﻌﻧﯾﯾن ﻣن أﺟل اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ واﻻﺣﺗﻛﺎم إﻟﯾﻬﺎ ﻣن أﺟل اﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻓواز ﻟﺟﻠط ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 7‬‬

‫‪11‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪------------------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل وﺣﻛم رﺟﻌﺔ اﻟزوﺟﺔ اﻟﻧﺎﺷز‬
‫ﯾﻌد ﻣن ﻣﺷﺗﻣﻼت اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﻟزام اﻟزوﺟﺔ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟزوج ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ‬
‫ﻟﻠزوﺟﺔ ﺧﻼل اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﻗﺿﺗﻬﺎ ﺑﻌﯾدا ﻋن ﺑﯾت زوﺟﻬﺎ‪ ،‬ودون اﻟدﺧول ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﯾل أﺳﺎس ﻫذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺑﺎﻟرﻏم‬
‫ﻣن أن اﻟزوﺟﺔ ﺗﻌد ﻧﺎﺷ از ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ وﻣﺗﺧﻠﯾﺔ ﺑﺈرادﺗﻬﺎ ﻋن ﻣﺳؤوﻟﯾﺎﺗﻬﺎ ﺗﺟﺎﻩ ﻋﺎﺋﻠﺗﻬﺎ ‪ ،‬ودﻓﻊ ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل‬
‫ﺗﻛون ﻟﻠزوﺟﺔ وﻟﻸوﻻد أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟودﻫم‪ ،‬وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻟﺗزام اﻟزوج ﺑﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺄﻛل واﻟﻣﺷرب واﻟﻣﻠﺑس‬
‫واﻟﻣﺳﻛن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﻣﻛﻠف ﺑذﻟك ﺷرﻋﺎ وﻗﺎﻧوﻧﺎ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻫﻲ ﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟدﯾن اﻟذي ﻫو ﻋﻠﻰ‬
‫رﻗﺑﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻪ ﻟم ﯾﻘم ﺑﻪ ﺑﺳﺑب ﻏﯾﺎب اﻟزوﺟﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟرﺟﻌﺔ‬
‫ﻗﺑل اﻟﺗﻔﺻﯾل ﻓﻲ إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟرﺟﻌﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ‬
‫ﻫذا اﻟﻣطﻠب اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل‪ ،‬وﻣﺎ اﻹﺟراءات اﻟﻼزﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻔﻘﺔ‬
‫اﻹﻫﻣﺎل ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل‬
‫ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻣﺗﻧﻊ اﻟزوج ﻋن اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ زوﺟﺗﻪ ﻗﺑل اﻟﻧطق ﺑﺎﻟطﻼق وﻫﻲ ﻣﺎ ﺗزال زوﺟﺔ‪،‬‬
‫ﻓﺗﻠﺟﺄ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل‪ ،‬ﻓﻣﺎ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل ؟ وﻣﺎ‬
‫ﻫو ﺗﺎرﯾﺦ إﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻬﺎ ؟ وﻣﺎ ﻫﻲ ﺣﺎﻻت ﺳﻘوطﻬﺎ ؟‬
‫ق ُذو‬ ‫وﺟوب اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟزوﺟﺔ‪ ،‬ﺛﺎﺑت ﺑﻧﺻوص اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ } :‬ﻟِﯾ ِ‬
‫ﻧﻔ ْ‬ ‫ُ‬
‫ق ِﻣ ﱠﻣﺎ آﺗَﺎﻩُ اﻟﻠﱠ ُﻪ َﻻ ُﯾ َﻛﻠﱢ ُ‬
‫ف اﻟﻠﱠ ُﻪ َﻧ ْﻔ ً‬
‫ﺳﺎ إِﱠﻻ َﻣﺎ آﺗَ َ‬
‫ﺎﻫﺎ‬ ‫ﺳﻌ ٍﺔ ﱢﻣن ﺳﻌ ِﺗ ِﻪ وﻣن ﻗُِدر ﻋ َﻠ ْﯾ ِﻪ ِرْزﻗُ ُﻪ َﻓ ْﻠﯾ ِ‬
‫ﻧﻔ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬
‫ﺳ ًار { ‪. 1‬‬ ‫ﺳ َﯾ ْﺟ َﻌ ُل اﻟﻠﱠ ُﻪ َﺑ ْﻌ َد ُﻋ ْ‬
‫ﺳ ٍر ُﯾ ْ‬ ‫َ‬
‫ود ﻟَ ُﻪ ِرْزﻗُﻬ ﱠن و ِﻛﺳوﺗُﻬ ﱠن ِﺑﺎ ْﻟﻣﻌر ِ‬
‫وف {"‪. 2‬‬ ‫وﻗوﻟﻪ أﯾﺿﺎ ‪َ } :‬و َﻋﻠَﻰ ا ْﻟﻣ ْوﻟُ ِ‬
‫َ ُْ‬ ‫ُ َ َْ ُ‬ ‫َ‬
‫ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻧص ﻋﻠﻰ وﺟوب ﻧﻔﻘﺔ اﻟزوج ﻋﻠﻰ زوﺟﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة ‪74‬‬
‫ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري واﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ ‪ " :‬ﺗﺟب ﻧﻔﻘﺔ اﻟزوﺟﺔ ﻋﻠﻰ زوﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟدﺧول ﺑﻬﺎ أو‬
‫دﻋوﺗﻪ إﻟﯾﻪ ﺑﺑﯾﻧﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة أﺣﻛﺎم اﻟﻣواد ‪ 78‬و‪ 49‬و‪ 80‬ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ‪".‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻵﯾﺔ ‪ ، 06‬ﺳورة اﻟطﻼق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻵﯾﺔ ‪ ، 233‬ﺳورة اﻟﺑﻘرة ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪------------------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫وﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣطﻠﻘﺔ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ إﻧﻘﺿﺎء ﻋدﺗﻬﺎ‪ ،‬وﺗﺳﻣﻰ ﺑﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌدة ﻛﻣﺎ ﺳﻧراﻩ‬
‫ﻻﺣﻘﺎ أﻣﺎ ﻧﻔﻘﺗﻬﺎ ﻗﺑل اﻟﻧطق ﺑﺎﻟطﻼق وﻫﻲ ﻣﺎ ﺗزال زوﺟﺔ‪ ،‬ﺗﺳﻣﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل‪ ،‬وﻓﻲ أﻏﻠب‬
‫اﻷﺣﯾﺎن ﺗﻐﺎدر اﻟزوﺟﺔ ﻣﺳﻛن اﻟزوﺟﯾﺔ وﺗﺑﻘﻰ ﻣدة زﻣﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﯾت أﻫﻠﻬﺎ دون اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن‬
‫طرف اﻟزوج‪ ،‬أو ﯾﻐﺎدر اﻟزوج اﻟﺑﯾت وﻻ ﯾﻧﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك رﻓﻊ دﻋوى ﻧﻔﻘﺔ‬
‫اﻹﻫﻣﺎل‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطﺎﻟب اﻟزوﺟﺔ ﺑﻬﺎ ﻗﺿﺎء ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم إﻧﻔﺎق اﻟزوج ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﺗرة‬
‫زﻣﻧﯾﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﺣﻘﺎق ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل وﺳﻘوطﻬﺎ‬
‫ﺳﺄﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﺣﻘﺎق ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل وﺳﻘوط اﻟﺣق ﻓﻲ ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل ‪.‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﺣﻘﺎق ﻧﻔﻘﺔ اﻻﻫﻣﺎل‬
‫ﻣن ﺧﻼل ﻗراءة اﻟﻣﺎدة ‪ 80‬ﻣن ق أ ج ‪ 1‬ﻧﺳﺗﺧﻠص أن اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻛﻣﺑدأ ﻋﺎم ﯾﺑﺗدئ‬
‫ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ رﻓﻊ اﻟدﻋوى اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑطﻠﺑﻬﺎ‪ ،‬وﻟﻛن اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ‬
‫اﻟﻣﻌروض ﻋﻠﯾﻪ دﻋوى اﻟﻧﻔﻘﺔ أن ﯾﺣﻛم ﺑﺎﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻬﺎ ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ ﻟﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﺳﻧﺔ ﻗﺑل رﻓﻊ‬
‫اﻟدﻋوى وذﻟك ﻣﺗﻰ ﻗدﻣت ﻟﻪ أدﻟﺔ وﺑﯾﺎﻧﺎت ﻣﻘﻧﻌﺔ ‪.‬‬
‫وﻟﻛن اﻟﺳؤال اﻟﻣطروح ﻋﻣﻠﯾﺎ أي دﻋوى ﻗﺻدﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة ‪80‬‬
‫ﻣن ق أ ج‪ ،‬ﻫل ﻫﻲ دﻋوى اﻟطﻼق‪ ،‬أم اﻟدﻋوى اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟطﻼق ؟ ﻓﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أﻧﻪ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾطﺎﻟب اﻟزوج ﺑﺎﻟطﻼق وﺗﺗﻣﺳك اﻟزوﺟﺔ ﺑطﻠب‬
‫اﻟرﺟوع‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﺗطﺎﻟب ﺑﺄي ﺣق ﻣﻣﺎ ﯾﺿطردﻫﺎ ﺑﻌد اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟطﻼق إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺈﺟراء آﺧر‬
‫‪2‬‬
‫وﻫو رﻓﻊ دﻋوى أﺧرى ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﻬﺎ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن اﻟطﻼق ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 80‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ‪ " :‬ﺗﺳﺗﺣق اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ رﻓﻊ اﻟدﻋوى و ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺣﻛم ﺑﺎﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻬﺎ ﺑﻧﺎء‬
‫ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ ﻟﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﺳﻧﺔ ﻗﺑل رﻓﻊ اﻟدﻋوى ‪" .‬‬
‫‪2‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻌد ‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺛوﺑﻪ اﻟﺟدﯾد ‪ ،‬أﺣﻛﺎم اﻟزواج و اﻟطﻼق ﺑﻌد اﻟﺗﻌدﯾل ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ‪ ،‬دار ﻫوﻣﺔ‬
‫‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،2001 ،‬ص‬
‫‪3‬‬
‫ﻓواز ﻟﺟﻠط ‪ "،‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎدة ﺷؤون اﻷﺳرة" ‪ ،‬ﻣداﺧﻠﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﺿﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺎت اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ اﻟذي‬
‫ﻧظﻣﺗﻪ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﯾﺣﻲ ﻓﺎرس ﺑﺎﻟﻣدﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣوﺳوم ﺑﻌﻧوان ‪ :‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ‪،‬‬
‫ﯾوﻣﻲ ‪ 05 / 04‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ ، 2015‬اﻟﻣدﯾﺔ ‪ ،‬ص ‪. 3‬‬
‫‪4‬‬
‫ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 09-08‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ ، 2008/02/25‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ج ر ﻋدد ‪ ، 21‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ‬
‫‪ ، 2008/04/23‬ص ‪. 107‬‬

‫‪13‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪------------------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫ﻫذا ﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﻟﺧﻠط وﻋدم اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟدﻋوﯾﯾن ﺣﯾث ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن‬
‫واﺟﺑﺎت اﻟزوج ﻋﻠﻰ زوﺟﺗﻪ أﺛﻧﺎء ﻗﯾﺎم اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﻣﺟرد ﺻدور اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟطﻼق‬
‫ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻣﺟﺎل ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن اﻟﻧﻔﻘﺔ إﻻ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌدة ﻓﻘط‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟدﻋوى‬
‫اﻟﺗﻲ ﻗﺻدﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻧص ﻫﻲ دﻋوى اﻟطﻼق‪ ،‬وﻟﻛن ﻛﺎن اﻷﺟدر واﻷﺣﺳن ﺑﺎﻟﻣﺷرع ﻟﻘطﻊ‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻠﺑس أن ﯾﻌدل اﻟﻣﺎدة ‪ 80‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ‪ ..." :‬ﻗﺑل رﻓﻊ اﻟدﻋوى‪" .‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺳﻘوط اﻟﺣق ﻓﻲ اﺳﺗﺣﻘﺎق ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل‬
‫ﻧﻔﻘﺔ اﻟزوﺟﺔ واﺟﺑﺔ ﻋﻠﻰ زوﺟﻬﺎ طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﻻ زاﻟت ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت‬
‫اﻟﺧﻼﻓﺎت واﻟﻧزاﻋﺎت ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﻟﻛن ﯾﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣن ﻫذا اﻷﺻل ﺣﺎﻟﺔ واﺣدة وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺷوز اﻟزوﺟﺔ‬
‫وﻗد أوﺟب اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ اﻟزوج ﻧﻔﻘﺗﻬﺎ إﻻ إذا ﺛﺑت ﻧﺷوزﻫﺎ ﻓﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻧطﻘﻲ أن ﯾﻠزم‬
‫اﻟزوج ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ زوﺟﺗﻪ وﻫﻲ ﺧﺎرﺟﺔ ﻋن طﺎﻋﺗﻪ ﻏﯾر ﻣﻠﺗزﻣﺔ ﺑواﺟﺑﺎﺗﻬﺎ اﻟزوﺟﯾﺔ ﻛوﻧﻬﺎ ﻣن‬
‫اﻹﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﻋﻘد اﻟزواج اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘد ﻣدﻧﻲ ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻘود‪ ،‬وﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ‬
‫أﺣدﻫﻣﺎ إﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣن اﻟطرف اﻵﺧر ‪.‬‬
‫وﻻ ﺗﺣرم اﻟزوﺟﺔ ﻣن ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺷوز اﻟﺛﺎﺑت ﺑﻣﺣﺿر ﻋدم اﻹﻣﺗﺛﺎل ﻟﻠرﺟوع إﻟﻰ‬
‫ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻌد ﺻدور اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟرﺟوع ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻫذا ٕوان اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ أﺻدرت ﻗ ار ار‬
‫ﺟﺎء ﻓﯾﻪ ﻣﺎﯾﻠﻲ ‪ " :‬إن ﺳﻘوط اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋن اﻟزوﺟﺔ ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﺑﻌد ﺛﺑوت أﻧﻬﺎ ُﺑّﻠﻐت ﺑﺎﻟﺣﻛم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑرﺟوﻋﻬﺎ ﻟﻣﺣل اﻟزوﺟﯾﺔ وﺑﻌد ﺛﺑوت إﻣﺗﻧﺎﻋﻬﺎ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻧﺎﺷ از ﻋن‬
‫طﺎﻋﺔ زوﺟﻬﺎ وأن اﻟزوﺟﺔ اﻟﺗﻲ طﻠﺑت اﻟﺣﻛم ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣﺣل ﻣﺳﺗﻘل ﻋن أﻫل اﻟزوج وﺣﻛم‬
‫ﻟﻬﺎ ﺑﻣﺎ طﺎﻟﺑت ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌد ﻧﺎﺷ از ﻣﺎدام ﻟم ﯾﺛﺑت ﻧﺷوزﻫﺎ وﻟذﻟك ﻓﺈن ﻧﻔﻘﺗﻬﺎ ﺗظل ﻣﺳﺗﻣرة وﻣﺳﺗﺣﻘﺔ‬
‫‪2‬‬
‫ﻟﻬﺎ ‪".‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬إﺟراءات ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟرﺟوع‬
‫ﻋﻧد ﺻدور اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل‪ ،‬ﻻﺑد أن ﯾﺗﺿﻣن ﻋﻠﻰ ﻣﻘدار اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﻛوم‬
‫ﺑﻬﺎ‪ٕ ،‬واﺗﺑﺎع اﻹﺟراءات اﻟﻼزﻣﺔ ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذﻩ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﺳﯾﺗم ﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﺗﻘﯾﺔ ‪ ،‬اﻟطﻼق ﺑﯾن أﺣﻛﺎم ﺗﺷرﯾﻊ اﻷﺳرة و اﻹﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ‬
‫اﻟﺣﻘوق ﺑن ﻋﻛﻧون ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ، 2008- 2007 :‬ص ‪. 124‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻣﻠف رﻗم ‪ ، 33762‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ، 1984/07/09‬م ق ﻋدد ‪ ، 04‬ص ‪ ، 119‬أﻧظر‬
‫‪ :‬ﺑﺎدﯾس دﯾﺎﺑﻲ ‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ‪ ،‬دار اﻟﻬدى ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 2012 ،‬ص ‪. 35‬‬

‫‪14‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪------------------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻘدﯾر ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل‬


‫ﯾﻘﺿﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن ﺑﻧﻔﻘﺔ ﻟﻠزوﺟﺔ وﻷوﻻدﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﺑرﺟوع اﻟزوﺟﺔ‬
‫إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‪ ،‬وﻫﻲ ﻧﻔﻘﺔ ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﻋن أي ﺷرط‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻌد دﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠزوﺟﺔ ﻣرﺗﺑط ﺑﺷرط ﻋودﺗﻬﺎ‬
‫اﻟﻰ ﻟﺑﯾت‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻟزوﺟﺔ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﻌدم دﻓﻊ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻛﺳﺑب ﻟرﻓض اﻟﻌودة إﻟﻰ ﺑﯾت‬
‫اﻟزوﺟﯾﺔ‪ ،‬وﺗﻘدﯾر اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺗص ﺑﻬﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع وﻟﻪ ﻓﻲ‬
‫ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﺳﻠطﺔ واﺳﻌﺔ‪ ،‬وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﻧﺟد اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺧرج ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﻟﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل ﻋن ﻣﺑﻠﻎ‬
‫‪3000.00‬دج إﻟﻰ ‪ 4000.00‬دج ﺷﻬرﯾًﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻧظر اﻟﻰ ﻣﺷﺗﻣﻼت اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﺈن اﻟﻣﺑﻠﻎ ﯾﻌد زﻫﯾدًا‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻣﻊ اﻟزوﺟﺔ ‪ 4‬أوﻻد أو ‪5‬أوﻻد ﻓﺈن اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻣﺟﻣوﻋﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺷﺧص‬
‫ﻣدﺧوﻟﻪ ﻻ ﯾﺗﻌدى ‪ 20.000.00‬دج ﯾﻌد ﻣﺑﻠﻎ ﻓوق طﺎﻗﺗﻪ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﻬﻣﻧﺎ ﻧﺣن ﻫو أن اﻟﻧﻔﻘﺔ‬
‫اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻣﺣل اﻟﺗﻧﻔﯾذ َدْﯾن ﻋﻠﻰ اﻟزوج وﯾﺟب دﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠزوﺟﺔ واﻻ أﺻﺑﺢ اﻟزوج‬
‫ﻣﺗﻬﻣﺎ ﺑﺟﻧﺣﺔ ﻋدم دﻓﻊ اﻟﻧﻔﻘﺔ وﻫوﻣﺎ ﯾﻧﺟر ﻋن ذﻟك ﻣن ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻗد ﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﺣﺑﺳﻪ‪.1‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬إﺟراءات ﺗﻧﻔﯾذ ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل‬
‫إﺟراءات ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑرﺟوع اﻟزوﺟﺔ إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﻻ ﯾﺗم ﻣﻧﻔﺻﻼ‪،‬‬
‫ٕواﻧﻣﺎ ﺿﻣن ﻧﻔس ﻣﺣﺿر اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻛﻠﯾف اﻟزوج ﺑﺗوﻓﯾر ﻣﺳﻛن ﻣﺳﺗﻘل‪ ،‬وﻗﺑل ﺗﻛﻠﯾف اﻟزوج ﺑدﻓﻊ اﻟﻧﻔﻘﺔ‬
‫اﻟواﺟﺑﺔ ﻻ ﺑد أوﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺣﺳﺎب ﻣﻘدارﻫﺎ وﻫذا ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻻ ﯾﻛون ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ ٕواﻧﻣﺎ‬
‫ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣددﻩ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣن ﻣدة‪ ،‬ﻛﺄن ﯾﻘول ﻓﻲ اﻟﻣﻧطوق ﺗﺣﺳب اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ رﻓﻊ اﻟدﻋوى ﻣﺛﻼ أوﻣن‬
‫ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدور اﻟﺣﻛم أو ﯾﻌﯾن ﺗﺎرﯾﺧﺎ ﯾﺑدأ ﻣﻧﻪ ﺣﺳﺎﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺗﻘﯾد اﻟﺗﺎم ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﺣﺳﺎب اﻟﻧﻔﻘﺔ وﯾﻛون ﻟﻬﺎ‬
‫ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل أﺟل ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻓﯾﻪ وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون رﺟوﻋﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ وﻫوﻣﺎ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣﻛم ﺻراﺣﺔ ﻻ‬
‫ﺿﻣﻧﺎ ‪.‬‬
‫ﺑﻌد ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺣﺳﺎب ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﯾﻛﻠف اﻟزوج ﺑدﻓﻌﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ‬
‫اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر وﻟﻪ أﺟل ‪ 15‬ﯾوم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻐﻪ ﺗﺑﻠﯾﻐﺎ رﺳﻣﯾﺎ‪ ،‬وﺗﻧﺗﻬﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺑﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ‪:‬‬
‫‪ ‬إﻣﺎ أن ﯾﻣﺗﺛل اﻟزوج ﻟﻣﺿﻣون اﻟﺣﻛم وﯾﻘوم ﺑدﻓﻊ اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟواﺟﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟدى‬
‫اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟذي ﯾﻘوم ﻫوب دورﻩ ﺑدﻓﻌﻬﺎ إﻟﻰ اﻟزوﺟﺔ ﺑواﺳطﺔ ﺷﯾك ‪.‬‬
‫‪ٕ ‬واﻣﺎ أن ﯾﻣﺗﻧﻊ اﻟزوج ﻋن دﻓﻊ اﻟﻧﻔﻘﺔ وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺣرر اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﺣﺿر اﻣﺗﻧﺎع ﻋن‬
‫دﻓﻊ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺿد اﻟزوج وﯾﺳﻠم اﻟزوﺟﺔ ﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﻪ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ‪.2‬‬

‫‪ -1‬ﻓواز ﻟﺟﻠط ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 8‬‬


‫‪2‬‬
‫اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص ‪. 9 – 8‬‬

‫‪15‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪------------------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ ‪:‬اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل‬


‫ﯾواﺟﻪ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋدة إﺷﻛﺎﻻت ﺗﺣول دون ﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ ودﻓﻌﻬﺎ‬
‫ﻟﻣﺳﺗﺣﻘﯾﻬﺎ‪ ،‬وأﻫم ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻻت ﻧﺟد ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗﺣدﯾد اﻟﻣدة‬
‫وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﯾﺻدر ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺧﺎل ﻣن اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺣﺳﺎب ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ‪،‬‬
‫وﻫﻧﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ أن ﯾﻘوم ﺑﺷﻲء وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻪ أن ﯾﺿﻊ أﺟل ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ ﻟﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣن‬
‫ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬وﻋدم ذﻛر اﻟﻣدة ﯾﻌد ﻣن اﻷﺧطﺎء اﻟﻧﺎدرة اﻟوﻗوع وﻫوﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﺳﻬو ﻓﻘط‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن‬
‫أن ﯾذﻛر اﻟﺣﻛم أﺟل ﺑداﯾﺗﻬﺎ دون ذﻛر ﺗﺎرﯾﺦ ﺗوﻗﻔﻬﺎ‪ ،‬أو ﺗﺎرﯾﺦ ﺗوﻗﻔﻬﺎ دون ذﻛر ﺗﺎرﯾﺦ ﺑداﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال‬
‫ﯾﻌد ﻫذا ﺳﻬوا ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ أن ﯾﺣل ﻣﺣل اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗدارك ﻫذا اﻟﺧطﺄ‪ ،‬وﻣﺎ‬
‫ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻫﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻌﻠﻪ ﻫو ﺗﺣرﯾر إﺷﻛﺎل ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﯾﺳﻠﻣﻪ ﻟﻠﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر ﻣن أﺟل ﺣل‬
‫اﻹﺷﻛﺎل وﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺧطﺄ اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ‪.‬‬
‫• ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻣس اﻟﺳﻬو ﻣﻘدار اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﯾﺻدر اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ دون أن ﯾﺣدد ﻣﻘدار اﻟﻧﻔﻘﺔ‪ ،‬وﻫﻧﺎ‬
‫أﯾﺿﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ أن ﯾﻘدر ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ وﻟو ﻗﯾﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت‪،‬‬
‫ﻷن اﻷﻣور ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺗص ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻛن ﻷﺣد أن ﯾﺣل ﻣﺣﻠﻪ ﻓﯾﻬﺎ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وﯾﺗﺧذ ﻧﻔس اﻹﺟراء ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬أي ﯾﺣرر ﻣﺣﺿر إﺷﻛﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﺷﺗراط اﻟزوج دﻓﻌﻬﺎ ﺑﻌد رﺟوع اﻟزوﺟﺔ واﺷﺗراط اﻟزوﺟﺔ اﻟرﺟوع ﺑﻌد دﻓﻌﻬﺎ‬
‫وﻫﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻﺑﺢ ﻓﯾﻬﺎ دﻓﻊ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟزوج ﻣﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﺷرط رﺟوع اﻟزوﺟﺔ‪ ،‬ورﺟوع اﻟزوﺟﺔ ﻣﻌﻠق‬
‫ﻋﻠﻰ ﺷرط دﻓﻊ اﻟﻧﻔﻘﺔ‪ ،‬وﻫو أﻣر ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬إذ أن اﻷﻣرﯾن ﻣﻧﻔﺻﻠﯾن ﺗﻣﺎﻣﺎ وﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬم ﺑﺑﻌﺿﻬم اﻟﺑﻌض‪،‬‬
‫وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ وﻫﻲ ﻛﺛﯾرة اﻟوﻗوع وﺗدل ﻋﻠﻰ أن اﻟﺷﻘﺎق ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﻻ ﯾزال ﻗﺎﺋﻣﺎ‪ ،‬ﯾﻘوم اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬
‫ﺑﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر اﻣﺗﻧﺎع ﺿد اﻟزوﺟﯾن إن ﻫﻣﺎ ﺗﻣﺳﻛﺎ ﺑﺎﻣﺗﻧﺎﻋﻬﻣﺎ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺿﻣون اﻟﺣﻛم ﻛ ٌل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧﺻﻪ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻹﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ إﺳﻘﺎط ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل‬
‫وﻫﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷﻛﺛر ﺷﯾوﻋﺎ ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت‪ ،‬إذ أن اﻟزوج واﻟزوﺟﺔ ﺑﺻدد طﻲ ﺻﻔﺣﺔ وﻓﺗﺢ‬
‫ﺻﻔﺣﺔ ﺟدﯾدة‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻌﻘل أن ﺗﺗﻣﺳك اﻟزوﺟﺔ ﺑﺣق اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻘﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﯾﻠﺟﺄ اﻟزوﺟﯾن إﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ‬
‫إﺳﻘﺎطﻬﺎ‪ ،‬واﻟﻣﻼﺣظ أن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﻟم ﯾﺗﻧﺎول ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ أن ﯾدون اﺗﻔﺎﻗﻬﻣﺎ‬
‫ﻫذا ﺿﻣن ﻣﺣﺿر اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت وأﻣﺎم ﻏﯾﺎب اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻧظم ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣواﺿﯾﻊ ﻓﺈﻧﻪ ﺗﻠﺟﺄ اﻟزوﺟﺔ إﻟﻰ‬
‫ﻓﯾ َدون‬
‫اﻟﺗﺻرﯾﺢ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻠﻘت وﻗﺑﺿت ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن زوﺟﻬﺎ وأﻧﻬﺎ ﻏﯾر داﺋﻧﺔ ﻟﻪ ﺑﻘﯾﻣﺗﻬﺎ ُ‬

‫‪1‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص ‪. 9‬‬

‫‪16‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪------------------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻫذا اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺿﻣن ﻣﺣﺿر اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪ ،‬وﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣﯾﺎن ﻧﺟد أن اﻟزوﺟﺔ ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﻣﺣﺿر‬
‫اﻻﻣﺗﻧﺎع وﻻ ﺗﻣﺎرس ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ طﻠﺑﻪ ﺑﺎﻟطرق اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻷﺧرى ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم رﺟﻌﺔ اﻟزوﺟﺔ اﻟﻧﺎﺷز‬
‫ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻧﺷوز اﻟزوﺟﺔ ﺗﺧﺗﻠف إﺟراءاﺗﻬﺎ ﻋن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻷﺧرى‪ ،‬ﻟذﻟك ﻛﺎن ﻻﺑد ﻣن اﻟﺗطرق‬
‫ﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻧﺷوز‪ ،‬وﻛذا اﻟﻧﺷوز ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺳﻘوط اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋن اﻟزوﺟﺔ‬
‫اﻟﻧﺎﺷز‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﻧﺷوز‬
‫ﺳﯾﺗم ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﺷوز ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻻﺻطﻼح‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﻟﻐﺔ‬
‫ﻧﺷز‪ :‬اﻟّﻧ ْﺷ ُز ﻫو اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣرﺗﻔﻊ ﻣن اﻷرض‪ ،‬واﻟﺟﻣﻊ ‪ :‬أﻧﺷﺎز وﻧﺷوز‬
‫وﯾﻘﺎل اﺷرف ﻋﻠﻰ ﻧﺷز ﻣن اﻷرض‪ ،‬أي ﻣﺎ ارﺗﻔﻊ وظﻬر ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬وﺗل ﻧﺎﺷز أي ﻣرﺗﻔﻊ‪ ،‬وﻗﻠب‬
‫‪1‬‬
‫ﻧﺎﺷز‪ :‬إذا ارﺗﻔﻊ ﻣن ﻣﻛﺎﻧﻪ ﻣن اﻟﺧوف ‪.‬‬
‫ﯾﻧﺷز ﺑﺿم اﻟﺷﯾن وﻛﺳرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺿﺎرع‪ ،‬وﻫو ﻣﺄﺣوذ ﻣن اﻟﻧﺷز ﺑوزن‬
‫واﻟﻧﺷوز‪ :‬ﻣﺻدر ﻧﺷز‪ُ ،‬‬
‫اﻟﻔﻠس اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣرﺗﻔﻊ ﻣن اﻷرض‪ ،‬وﻛذا اﻟﻧﺷز ﺑﻔﺗﺣﺗﯾن وﺟﻣﻌﻪ أﻧﺷﺎز ﻣﺛل ‪ :‬ﺳﺑب وأﺳﺑﺎب‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وأﻧﺷﺎز ﺑﺎﻟﻛﺳر ﻛﺟﺑل وأﺟﺑﺎل وﺟﺑﺎل‪ ،‬وﯾﺟﻣﻊ )اﻟﻧﺷز( ﻣطﻠﻘﺎً ﻋﻠﻰ أﻧﺷﺎز وﻧﺷوز‪.‬‬
‫وﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﻌﺟم ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻠﻐﺔ ﻻﺑن ﻓﺎرس –رﺣﻣﻪ اﷲ ‪ : -‬ﻧﺷز ‪ :‬اﻟﻧون واﻟﺷﯾن واﻟزاي ‪ :‬أﺻل‬
‫ﺻﺣﯾﺢ ﯾدل ﻋﻠﻰ ارﺗﻔﺎع و ُﻋﻠُو‪.‬‬
‫وأﺻل اﻟﻧﺷوز‪ :‬اﻻرﺗﻔﺎع‪ ،‬وﻗﯾل أﺻﻠﻪ اﻻﻧزﻋﺎج‪ ،‬وﯾﻘﺎل ﻋرق ﻧﺎﺷز ‪ :‬أي ﻧﺎﺗﺊ وﻣرﺗﻔﻊ‪ ،‬وﺳﻣﯾت‬
‫‪3‬‬
‫ﻧﺎﺷز‪ ،‬ﻟﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﻣن اﻻرﺗﻔﺎع واﻟﻌﻠو ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋن طﺎﻋﺔ زوﺟﻬﺎ ‪.‬‬
‫اﻟﻣرأة اﻟﻌﺎﺻﯾﺔ ًا‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﺻطﻼﺣﺎ‬
‫ﻗﺎل اﻟﻘرطﺑﻲ ‪:‬اﻟﻣرأة اﻟﻧﺎﺷز ‪:‬ﻫﻲ ﻛﺎرﻫﺔ ﻟزوﺟﻬﺎ‪ ،‬اﻟﺳﯾﺋﺔ اﻟﻌﺷرة‬

‫‪1‬‬
‫ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ﻻﺑن ﻣﻧظور ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ﺑﺎب اﻟزاي ‪ ،‬ﻓﺻل اﻟﻧون ‪ ، ،‬ص ‪. 418-417‬‬
‫‪2‬ﻣﺧﺗﺎر اﻟﺻﺣﺎح ﻟﻠرازي ‪ ،‬طﺑﻌﺔ دار اﻟﻣﻧﺎر ‪ ،‬ص ‪ ، 299‬أﻧظر ‪ :‬ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﻗﺎﺳم ‪ ،‬ﻧﺷوز اﻟزوﺟﺔ أﺳﺑﺎﺑﻪ و ﻋﻼﺟﻪ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ب ط ‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر ‪ ،‬اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ،2004 ،‬ص‪. 7‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻣﻌﺟم ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻠﻐﺔ ﻻﺑن ﻓﺎرس ‪ ، 5/340 ،‬ﻧﻘﻼ ﻋن ‪ :‬ﺻﺎﻟﺢ ﺑن ﻏﺎﻧم اﻟﺳدﻻن ‪ :‬اﻟﻧﺷوز –ﺿواﺑطﻪ ‪ -‬ﺣﺎﻻﺗﻪ – اﺳﺑﺎﺑﻪ –‬
‫طرق اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻪ –وﺳﺎﺋل ﻋﻼﺟﻪ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ ‪ ،‬ط ‪ ، 4‬دار اﻟﺑﻠﻧﺳﯾﺔ ‪ ،‬اﻟرﯾﺎض ‪ ،‬اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ‪،‬‬
‫‪ ، 1417‬ص ‪. 15-14‬‬

‫‪17‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪------------------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫وﻗﺎل ﺑن ﻛﺛﯾر ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ ‪ :‬اﻟﻣرأة اﻟﻧﺎﺷزة ﻫﻲ اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ زوﺟﻬﺎ‪ ،‬اﻟﺗﺎرﻛﺔ ﻷﻣرﻩ‪ ،‬اﻟﻣﻌرﺿﺔ‬
‫‪1‬‬
‫ﻋﻧﻪ‪ ،‬اﻟﻣﺑﻐﺿﺔ ﻟﻪ ‪.‬‬
‫وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻛﺑﯾر ﻻﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ ‪ :‬ﻫو أن ﺗﻧﺷز ﻋن زوﺟﻬﺎ ﻓﺗﻧﻔر ﻋﻧﻪ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗطﯾﻌﻪ إذا‬
‫دﻋﻬﺎ ﻟﻠﻔراش أو ﺗﺧرج ﻣن اﻟﻣﻧزل ﺑﻐﯾر إذﻧﻪ‪ ،‬وﻧﺣو ذﻟك ﻣﻣﺎ ﻓﯾﻪ اﻣﺗﻧﺎع ﻋﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن‬
‫‪2‬‬
‫طﺎﻋﺗﻪ ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻧﺷوز ﯾﻛون ﻣن اﻟزوﺟﺔ‪ ،‬أوﻣن اﻟزوج‪ ،‬أوﻣﻧﻬﻣﺎ ﻣﻌﺎ‪ ،‬ﻓﻧﺷوز اﻟزوﺟﯾن ﻫو ﻛراﻫﯾﺔ‬
‫ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﺻﺎﺣﺑﻪ‪ ،‬وﻫو ﻣﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺷﻘﺎق ‪.‬‬
‫ﻋرﻓﻪ اﻟﺷﯾﺦ اﻟدردﯾر ﺑﻘوﻟﻪ ‪ " :‬اﻟﻧﺷوز ﻫو اﻟﺧروج ﻋن اﻟطﺎﻋﺔ اﻟواﺟﺑﺔ ﻛﺄن ﻣﻧﻌﺗﻪ اﻻﺳﺗﻣﺗﺎع‬
‫ﺑﻬﺎ‪ ،‬أو ﺧرﺟت ﺑﻼ إذن ﻟﻣﺣل ﺗﻌﻠم اﻧﻪ ﻟن ﯾﺄذن ﺑﻪ‪ ،‬أو ﺗرﻛت ﺣﻘوق اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﺎﻟطﻬﺎرة‬
‫‪3‬‬
‫واﻟﺻﻼة‪ ،‬أو أﻏﻠﻘت اﻟﺑﺎب دوﻧﻪ‪ ،‬أو ﺧﺎﻧﺗﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ أو ﻣﺎﻟﻬﺎ ‪".‬‬
‫وﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﺟﺎﻣﻊ ﻷﺳﺑﺎب اﻟﻧﺷوز‪ ،‬ﻷن أي ﺧروج ﻣﻧﻬﺎ ﻋن طﺎﻋﺔ زوﺟﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﻻ ﻣﻌﺻﯾﺔ ﻓﯾﻪ‬
‫ﷲ ﻋز وﺟل ﯾﻌد ﻧﺷو از ﻣﻧﻬﺎ ‪.‬‬
‫واﻟﺧﻼﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف ﻧﺷوز اﻟزوﺟﺔ ﻋﻣﺎ ﺳﺑق ‪ :‬ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺧروج ﻋن طﺎﻋﺔ اﻟزوج ﺑﻣﻧﻌﻪ اﻟوطء‪،‬‬
‫أو اﻟﺧروج ﺑﻐﯾر إذﻧﻪ‪ ،‬أو اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟدﺧول ﻟﻐﯾر ﻋذر وﻧﺣو ذﻟك‪.‬‬
‫وﯾﻘﺎﺑل اﻟﻧﺷوز طﺎﻋﺔ اﻟزوﺟﺔ ﻟزوﺟﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻣﺗﻧﻌت ﻋن اﻟطﺎﻋﺔ ﻋدت ﻧﺎﺷزة وﺳﻘط ﺣﻘﻬﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق ﻓﺎﻟﺗزام اﻟزوج ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ زوﺟﺗﻪ ﯾﻘﺎﺑﻠﻪ اﻟﺗزام اﻟزوﺟﺔ ﺑﺎﻟدﺧول ﻓﻲ طﺎﻋﺔ زوﺟﻬﺎ‪،‬‬
‫ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ اﻟذي ﻫﯾﺄﻩ ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﺷرط اﻟطﺎﻋﺔ أن ﯾﻛون اﻟزوج ﻗد أوﻓﻰ زوﺟﺗﻪ‬
‫ﻣﻌﺟل ﺻداﻗﻬﺎ وﻫﯾﺄ ﻟﻬﺎ ﻣﺳﻛﻧﻬﺎ ‪.‬‬

‫‪1‬اﻟﺟﺎﻣﻊ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘرآن ﻟﻠطﺑري ‪ ،‬ج‪ ، 5‬ص ‪. 112‬‬


‫‪2‬‬
‫اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻛﺑﯾر ﻻﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﺗﻘﻲ اﻟدﯾن أﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ط ‪ ، 1‬ﺗﺣﻘﯾق و ﺗﻌﻠﯾق ‪ :‬ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻋﻣﯾرة ‪ ،‬دار‬
‫اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﯾروت ‪1408 ،‬ه‪1998-‬م ‪ ،‬ص ‪. 238‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﺷرح اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠدردﯾر ‪ ،‬ﺑﻬﺎﻣش ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟدﺳوﻗﻲ ج‪ ، 3‬و أﻧظر ‪ :‬اﻟدرد ﯾر ‪ ،‬أﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ‪ ،‬اﻟﺷرح اﻟﺻﻐﯾر ﻋﻠﻰ أﻗرب‬
‫اﻟﻣﺳﺎﻟك ‪ :‬ج‪ ، 2‬ص ‪ ، 511‬ﻣطﺑوع ﻣﻊ ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺻﺎوي ‪ ،‬دار اﻟﻣﻌﺎرف ‪ ،‬ص‪ . 343‬و ﻧﻘﻼ ﻋن ‪ :‬ﻣﻌﺗﺻم ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن‬
‫ﻣﺣﻣد ﻣﻧﺻور ‪ ،‬أﺣﻛﺎم ﻧﺷوز اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﺗﺷرﯾﻊ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟوطﻧﯾﺔ‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻠﺳطﯾن ‪ ، 2007 ،‬ص ‪. 41‬‬

‫‪18‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪------------------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻟﻧﺷوز ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة‬


‫ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﻌرف اﻟﻧﺎﺷز وﻻ اﻟﻧﺷوز‪ ،‬ﻟﻛن ﺑﺎﻟرﺟوع اﻟﻰ اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻔﺿﺎﺋﻲ‬
‫ﺗﺑﯾن ﻓﻌل اﻟﻧﺷوز‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣرأة اﻟﻧﺎﺷز ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗرﻓض اﻟرﺟوع اﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﺑﻌد ﺻدور ﺣﻛم‬
‫اﻟرﺟوع وﺗﻣﺗﻧﻊ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذﻩ‪ ،‬أﻣﺎ إذا اﻣﺗﻧﻌت ﻋن اﻟرﺟوع ﺑﺳﺑب طﻠﺑﻬﺎ ﺳﻛﻧﺎ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻓﻼ ﺗﻌد ﻧﺎﺷ از ‪.‬‬
‫وﻋﺎﻟﺟت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻧﺷوز ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن ﻗ ارراﺗﻬﺎ وأﻛدت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ‪:‬‬
‫" ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻘرر ﺷرﻋﺎ أن ﺳﻘوط اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋن اﻟزوﺟﺔ ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﺑﻌد ﺛﺑوت أﻧﻪ ﺑﻠﻐت‬
‫ﺑﺎﻟﺣﻛم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑرﺟوﻋﻬﺎ ﻟﻣﺣل اﻟزوﺟﯾﺔ وﺑﻌد ﺛﺑوت اﻣﺗﻧﺎﻋﻬﺎ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻣﻣﺎ‬
‫ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻧﺎﺷ از ﻋن طﺎﻋﺔ زوﺟﻬﺎ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻓﺈن اﻟﻧﻌﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ ﺑﺎﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق‬
‫اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺣﻠﻪ وﯾﺳﺗوﺟب اﻟرﻓض‪ ،‬إذا ﻛﺎن ﻣن اﻟﺛﺎﺑت – ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺣﺎل –‬
‫أن اﻟزوﺟﺔ طﺎﻟﺑت اﻟﺣﻛم ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣﺣل ﻣﺳﺗﻘل ﻋن أﻫل زوﺟﻬﺎ ﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟﻛل ﻣﺎ ﻋﺳﺎﻩ أن‬
‫ﯾﻠﺣﻘﻬﺎ ﻣن ﺿرر واﻟﺣﻛم ﻟﻬﺎ ﺑﻣطﺎﻟﺑﻬﺎ ﻣن ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻣﺑرر ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟزوج ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﻧﺷوز وﻻ ﺗﺳﺗﺣق اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ ﻣﺎدام ﻟم ﯾﺛﺑت ﻧﺷوزﻫﺎ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎة ﻓﺈن ﻧﻔﻘﺗﻬﺎ ﺗظل ﻣﺳﺗﻣرة‬
‫وﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ ﻣؤﺳﺳﺎ ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ وﺷرﻋﯾﺎ وﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻛذﻟك‬
‫‪1‬‬
‫اﺳﺗوﺟب رﻓﺿﻪ ‪".‬‬
‫وﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻘرار ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﺗﺟﻬت ﻧﺣو اﻋﺗﺑﺎر اﻟزوﺟﺔ ﻧﺎﺷ از إذا‬
‫ﺣﻛم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟرﺟوع ﻟﻣﺣل اﻟزوﺟﯾﺔ ورﻓﺿت ذﻟك‪ ،‬وﺣرر ﺿدﻫﺎ ﻣﺣﺿ ار ﯾﺷﻬد ﻋﻠﻰ اﻣﺗﻧﺎﻋﻬﺎ ﺑﻌد‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﯾﻬﺎ ‪.‬‬
‫وﻗد ﯾﻛون ﺳﺑب اﻣﺗﻧﺎع اﻟزوﺟﺔ ﻋن اﻟرﺟوع ﻟﻣﺣل اﻟزوﺟﯾﺔ ﻫو ﺗﺿررﻫﺎ ﻟﻌدم إﻧﻔﺎق اﻟزوج ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫إذ أﻧﻪ ﻣﻠزم ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺎداﻣت ﻓﻲ ﻋﺻﻣﺗﻪ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ " :‬اﻟﻣﺑدأ‬
‫– إن ﻋدم اﺛﺑﺎت ﻧﺷوز اﻟطﺎﻋﻧﺔ واﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺳﺑﯾب اﻟﻘرار وأﻧﻪ ﻋدم رﺟوع اﻟزوﺟﺔ إﻟﻰ‬
‫اﻟﺑﯾت اﻟزوﺟﻲ ﻛﺎن ﺑﺳﺑب ﺗﺿررﻫﺎ ﻟﻌدم اﻹﻧﻔﺎق ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض واﻟﻧﻔﻘﺔ وﻧﻔﻘﺔ‬
‫‪2‬‬
‫اﻹﯾﺟﺎر ﻫو ﺗطﺑﯾق ﺻﺣﯾﺢ اﻟﻘﺎﻧون ‪".‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪،‬ﻣﻠف رﻗم ‪ ، 33762‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ، 09/07/1984‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋدد ‪ ، 4‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ، 1989‬ص‬
‫‪. 119‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻣﻠف رﻗم ‪ ، 253794‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ) 2001/01/23‬ﻏﯾر ﻣﻧﺷور (‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪------------------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫وﻗد ﯾﻛون ﺳﺑب اﻣﺗﻧﺎع اﻟزوﺟﺔ ﻋن اﻟرﺟوع ﻟﻣﺣل اﻟزوﺟﯾﺔ ﻫو ﻋدم رﻏﺑﺔ اﻟزوج ﻓﻲ ارﺟﺎﻋﻬﺎ أو‬
‫ﺗﻣﺎطﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺻدور ﺣﻛم ﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟرﺟوع ﻓﻠﯾﺳت اﻟزوﺟﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺎدر‬
‫ﺑﺎﻟرﺟوع ﺑل ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺳﻌﻰ اﻟزوج ﻹرﺟﺎﻋﻬﺎ ﻷن ذﻟك ﺣﻔظ ﻟﻛراﻣﺗﻬﺎ وﻋزﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻟﺣﻘوق اﻟﻣرأة‬
‫ﻋﻣوﻣﺎ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ م ‪ .‬ع ﻓﻲ إﺣدى ﻗ ارراﺗﻬﺎ ‪:‬‬
‫" ﻣن اﻟﺛﺎﺑت ﺷرﻋﺎ وﻓﻘﻬﺎ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺧﺻﺎم ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن‪ ،‬ﻓﺈن ﺣﺿور اﻟزوج ﻟﺑﯾت أﻫل‬
‫اﻟزوﺟﺔ وطﻠب رﺟوﻋﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﻣرﻏوب ﻟرد ﻛراﻣﺗﻬﺎ ﻟﺑﻧﺎء ﺣﯾﺎة زوﺟﯾﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ‪ ،‬وﻟﻣﺎ‬
‫ﻛﺎن اﻟﺛﺎﺑت ‪-‬ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺣﺎل‪ -‬أن ﻗﺿﺎة اﻟﻣﺟﻠس ﻟﻣﺎ ﻗﺿوا ﺑﺟﻌل ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﻼق ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق‬
‫اﻟزوﺟﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻧﺎﺷز‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬم أﺧطﺋوا ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘﺎﻧون واﻟﺷرع أ ﻷن اﻟزوﺟﺔ ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﻧﺎﺷ از ﺑل‬
‫اﺷﺗرطت ﻟرﺟوﻋﻬﺎ ﺣﺿور اﻟزوج إﻟﻰ ﺑﯾت أﻫﻠﻬﺎ ﻟرد ﻛراﻣﺗﻬﺎ وﻫو اﻟﺷرط اﻟذي ﺗﻧﺗﻔﻲ ﻣﻌﻪ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﻧﺷوز ﺑﺄﻏﻠﺑﯾﺔ آراء اﻟﻔﻘﻬﺎء‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬم أﺧطﺋوا ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘﺎﻧون وﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻛذﻟك اﺳﺗوﺟب ﻧﻘض‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ ‪".‬‬
‫وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى إن ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟزوﺟﺔ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣﺣل ﻣﺳﺗﻘل ﺑﻌﯾدا ﻋن أﻫل زوﺟﻬﺎ ﻫو طﻠب‬
‫ﻣﺷروع وﺣق ﻟﻬﺎ‪ ،‬واﻟزوج ﻣﻠزم ﺑﺄن ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟطﻠﺑﻬﺎ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟذﻟك وادﻋﻰ ﺑﻧﺷوزﻫﺎ‬
‫ﻓﺈن اﻟﻧﺷوز ﯾﻛون ﻏﯾر ﺛﺎﺑت ﻓﻲ ﺣق اﻟزوﺟﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻗرار م‪ .‬ع اﻟذي‬
‫ﺟﺎء ﻓﯾﻪ ‪ " :‬إن اﻟﻧﺷوز ﯾﺛﺑت ﺑﻣﺣﺿر اﻣﺗﻧﺎع اﻟزوﺟﺔ ﻋن اﻟرﺟوع‪ ،‬وﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺣﺎل ﯾﺧﺗﻠف‬
‫ﻷن اﻟزوج ﻟم ﯾﻬﯾﺊ ﻣﺳﻛن ﻣﻧﻔرد ﻟﻠزوﺟﺔ ﺑﻌﯾدا ﻋن أﻫﻠﻪ ﺑﺳﺑب اﻟﻣﺷﺎﻛل وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻧﺷوز‬
‫‪2‬‬
‫ﻏﯾر ﺛﺎﺑت ﻓﻲ ﺣق اﻟزوﺟﺔ ‪".‬‬
‫وﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات‪ ،‬أﻧﻪ ﻻﺑد ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ ﺷؤون اﻷﺳرة أن ﯾﺗﺣﻘق وﯾﺑﺣث ﻋن ﺳﺑب‬
‫اﻣﺗﻧﺎع اﻟزوﺟﺔ ﻋن اﻟرﺟوع اﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ وﻟﯾس ﺑﻣﺟرد اﻣﺗﻧﺎﻋﻬﺎ ﻋن اﻟرﺟوع ﺗﻌﺗﺑر ﻧﺎﺷ از ‪.3.‬‬
‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬أﺳﺑﺎب اﻟﻧﺷوز‬
‫اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﺑﺈﺗﯾﺎﻧﻬﺎ ﺗﻌد اﻟزوﺟﺔ ﻧﺎﺷ از ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أ ‪ -‬ﺧروج اﻟزوﺟﺔ ﺑدون إذن اﻟزوج ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻣﻠف رﻗم ‪ ، 184055‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ، 1998/02/17‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋدد ‪ ، 2‬ﻟﺳﻧﺔ ‪، 1998‬‬
‫ص ‪. 85‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻣﻠف رﻗم ‪ ، 256663‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪) 2001/01/23‬ﻏﯾر ﻣﻧﺷور (‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺳوﯾﺳﻲ ﻓﺗﯾﺣﺔ ‪،‬اﻟﻧﺷوز ﻓﻲ ظل أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ و ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬ﻣذﻛرة اﻟﺗﺧرج ﻟﻧﯾل إﺟﺎزة اﻟﻣﻌﻬد ‪ ،‬اﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ‬
‫ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺗرﺑﺻﺎت ‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟدراﺳﯾﺔ ‪ ، 2003-2004‬ص ‪. 29‬‬

‫‪20‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪------------------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫ب اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻠﻐﯾر ﺑدﺧول ﻣﻧزل اﻟزوﺟﯾﺔ ﺑدون اذن زوﺟﻬﺎ‬


‫ج ‪ -‬إﯾذاء اﻟزوﺟﺔ زوﺟﻬﺎ‪.‬‬
‫د ‪ -‬اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻣن اﻟﺳﻔر ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ‬
‫‪ -‬اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋﻧﻬﺎ ﺗﻌد اﻟزوﺟﺔ ﻧﺎﺷزا ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﻣﻌﺎﺷرة اﻟزوﺟﯾﺔ ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪ :‬ﺳﻘوط اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟزوﺟﺔ اﻟﻧﺎﺷز‬
‫ﯾﻌﺗﺑر ﻧﺷوز اﻟزوﺟﺔ إﺣدى اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣﺳﻘطﺔ ﻟﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻟﺗﻔوﯾﺗﻬﺎ ﺣق‬
‫‪1‬‬
‫اﻻﺣﺗﺑﺎس ﻋﻠﻰ زوﺟﻬﺎ دون ﻣﺑرر ﺷرﻋﻲ ‪.‬‬
‫وﻣﻊ اﺧﺗﻼف ﻓﻘﻬﺎء اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻓﻲ ﻣدى اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟزوﺟﺔ ﻟﻠﻧﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻓﻘد أﺟﻣﻌوا ﻋﻠﻰ أن‬
‫اﻟﻧﺎﺷز ﻻ ﻧﻔﻘﺔ ﻟﻬﺎ‪ ،‬واﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺳﺎﯾر ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ‪ ،‬وﻫذا أﻣر ﻣﻧطﻘﻲ ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن أن‬
‫ﻧﺗﺻور ﺑﺄن ﯾﻠﺗزم اﻟزوج ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ زوﺟﺗﻪ وﻫﻲ ﺧﺎرﺟﺔ ﻋن طﺎﻋﺗﻪ وﻋﺎﺻﯾﺔ ﻷواﻣرﻩ‪ ،‬ﻷن‬
‫اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﺟﻌﻠت اﻟﺣﻘوق اﻟزوﺟﯾﺔ ﻣﺗﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﺣﯾث اﻟزوج ﻣﻠزم ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻫﻲ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺎﻟطﺎﻋﺔ ‪.‬‬
‫ﻏﯾر أﻧﻪ ﺗﺑﻘﻰ اﻟزوﺟﺔ اﻟﻧﺎﺷز ﻣﺣﺗﻔظﺔ ﺑﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌدة ﻓﯾﺣﻛم ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ إذ ﯾﻠﺗزم اﻟزوج ﺑﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌدة‬
‫ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺷوز اﻟزوﺟﺔ‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﻣن آﺛﺎر اﻟطﻼق اﻟﺷرﻋﯾﺔ إﺗﺟﺎﻩ اﻟزوﺟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن‬
‫ﻧوع اﻟطﻼق ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ اﻟزوﺟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ اﻟﻧﺎﺷز ﻣﺣﺗﻔظﺔ ﺑﻛﺎﻓﺔ ﺣﻘوﻗﻬﺎ اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻷﺧرى ﻛﺎﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻣﺎ‬
‫دام ﻻ ﯾوﺟد ﺳﺑب ﻣﺳﻘط ﻟﻬﺎ وﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ أﺛر آﺧر وﺣق اﻟﻣﺳﻛن ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ وﻻ ﯾﺑﻘﻰ‬
‫ﻟﻠزوج ﺳوى ﺣق زﯾﺎرة اﻷوﻻد ‪.‬‬
‫وﻗد أﺛﺎر ﻓﻘﻬﺎء اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻣﺳﺄﻟﺔ رﺟوع اﻟزوﺟﺔ ﻋن ﻧﺷوزﻫﺎ‪ ،‬وﻗﺎﻟوا ﺑﺄﻧﻪ إذا ﺳﻘطت ﻧﻔﻘﺔ‬
‫اﻟزوﺟﺔ ﻟﻧﺷوزﻫﺎ ﺛم ﺗراﺟﻌت ﻋن ﻧﺷوزﻫﺎ واﻟزوج ﺣﺎﺿر ﻋﺎدت ﻧﻔﻘﺗﻬﺎ وذﻟك ﻟزوال اﻟﺳﺑب اﻟﻣﺳﻘط‬
‫ﻋﻧﻬﺎ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟزوج ﻏﺎﺋﺑﺎ ﻟم ﺗﻌد ﻧﻔﻘﺗﻬﺎ ﺣﺳب رأي اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﻟﻌدم ﺗﺣﻘق اﻟﺗﺳﻠﯾم‬
‫واﻟﺗﺳﻠم أﻣﺎ اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﻗﺎﻟوا ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻌود ﻧﻔﻘﺗﻬﺎ ﺑﻌد ﻋدوﻟﻬﺎ ﻋن اﻟﻧﺷوز وﻟوﻓﻲ ﻏﯾﺑﺔ اﻟزوج ﻓﺈذا رﺟﻌت‬

‫‪1‬‬
‫ﺳوﯾﺳﻲ ﻓﺗﯾﺣﺔ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪. 21‬‬

‫‪21‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪------------------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫اﻟﻣرأة ﻋن ﻧﺷوزﻫﺎ وﻋﺎدت ﻟﺑﯾت زوﺟﻬﺎ ﺗﻌود إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ رﺟوﻋﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﯾت زوﺟﻬﺎ‬
‫‪1‬‬
‫وﻋﻠﻣﻪ ﺑﻬذا اﻟرﺟوع ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم رﺟﻌﺔ اﻟزوﺟﺔ اﻟﻧﺎﺷز‬
‫وﻫﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﺎﯾل ﻓﯾﻬﺎ اﻟزوج واﻟزوﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم‪ ،‬وﻫذا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠزوج ﻫروﺑﺎ ﻣن‬
‫اﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إن ﻫو طﻠب اﻟطﻼق‪ ،‬ﻓﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ طﻠب‬
‫إﻟزام اﻟزوﺟﺔ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ وﻣن ﺛم اﻟﺗﺿﯾﯾق ﻋﻠﻰ اﻟزوﺟﺔ ﻣن أﺟل طﻠب اﻟطﻼق )‬
‫اﻟﺧﻠﻊ (‪ ،‬وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟزوﺟﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﻌد ﻧﺎﺷز وﻣﺗﺧﻠﯾﺔ ﻋن واﺟﺑﺎﺗﻬﺎ ﺗﺟﺎﻩ أﺳرﺗﻬﺎ وﻣن ﺛم‬
‫إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﻗﺑول اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻟﻛن ﺑﻣﺟرد ﺗﺛﺑﯾت واﻗﻌﺔ اﻟرﺟوع‬
‫ﺗﻌود إﻟﻰ ﺑﯾت أﻫﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻧﻛون ﻫﻧﺎ أﻣﺎم ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﻔﯾذ ﺻوري ﻟﻠﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬وﺗﻌود اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣن‬
‫‪2‬‬
‫ﺟدﯾد إﻟﻰ دواﻟﯾب اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﺑﻧﻔس اﻷﺳﺑﺎب ‪.‬‬
‫ﻟم ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﺣﻼ ﻟﻬذا اﻟﻣﺷﻛل‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ أن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣﺎﯾل ﻣن طرف‬
‫اﻟزوﺟﯾن داﺧل اﻟﻣﻧزل ﻣﻣﺎ ﯾﺻﻌب إﺛﺑﺎﺗﻪ ﻣن طرف اﻟزوﺟﯾن‪ ،‬ﻓﺗﻌﺎد اﻟﻘﺿﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﯾﻌﺎد‬
‫اﻟﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻧﺣو اﻟذي ﻓﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣرة اﻷوﻟﻰ وﯾﺑﻘﻰ ﻧﻔس اﻟﻣﺷﻛل إﻻ أن‬
‫ﯾﻛﺗﻔﻲ اﻟﺧﺻﻣﺎن ﻣن اﻟﺗﺣﺎﯾل ﻓﯾﺗم اﻟﻔﺻل ﺑﻔك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻧرى أﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﯾﺗﺣﻣل اﻟزوج ﺗﺑﻌﺔ اﻟﺗﺣﺎﯾل ﺑﻣﺎ أﻧﻪ اﻟﻘﯾم ﻋﻠﻰ أﻫﻠﻪ وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن‬
‫اﻟزوﺟﺔ اﻟطرف اﻟﺿﻌﯾف‪ ،‬ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻋدم اﻟﻣﻐﺎﻻة ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ و أدﻟﺗﻪ ﻟوﻫﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻟﺧﺎﻣس ‪ ،‬ص ‪. 7366‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻓواز ﻟﺟﻠط ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 4‬‬

‫‪22‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ‬
‫اﻟزوﺟﯾﺔ‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‬

‫إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫اﻧﺣﻼل اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﺑﺎﻟطﻼق ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻵﺛﺎر ﺳواء ﻛﺎﻧت آﺛﺎر ﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ‪ ،‬ﻣن ﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻋن ﻣﺧﺗﻠف أﻧواع اﻟطﻼق وﻏﯾرﻫﺎ‬
‫واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫﻧﺎ ﻫﻲ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت واﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻘب إﯾﻘﺎع اﻟطﻼق‬
‫وﻛذا ﺗﺳﻠﯾم اﻷﺛﺎث واﻟﻣﺻوﻏﺎت اﻟذﻫﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻵﺛﺎر ﻏﯾر ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك أﺑﻧﺎء‪ ،‬ﻓﺎﻻﻧﻔﺻﺎل ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﻟن‬
‫ﯾﻛون ﺗﺎﻣﺎ إذ ﺳﺗﺑﻘﻰ ﻫذﻩ اﻟراﺑطﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺑﻣﺎ ﺗوﺟﺑﻪ ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﻣن اﻟﺗﻌﺎون ﻟرﻋﺎﯾﺔ ﻫؤﻻء اﻷﺑﻧﺎء‬
‫واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻬم وﺗرﺑﯾﺗﻬم ﺗرﺑﯾﺔ ﺳﻠﯾﻣﺔ ‪.‬ﺗﻌد اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻷﺳرة‬
‫واﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟطﻔل واﻟﺗﻲ ﻫﻲ اﻟﺗزام ﺑﺗرﺑﯾﺔ اﻟطﻔل ورﻋﺎﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﺳن ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻣن ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ‬
‫ذﻟك‪ ،‬أي ﺣﻔظ ﻣﻣن ﻻ ﯾﺳﺗﻘل ﺑﺄﻣرﻩ وﺗرﺑﯾﺗﻪ ووﻗﺎﯾﺗﻪ ﻣﻣﺎ ﯾﻬﻠﻛﻪ أو ﯾﺿرﻩ‪ ،‬وﺳﻧﺗﻧﺎول ﻣوﺿوﻋﻬﺎ‬
‫ﻣن ﺧﻼل ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ وﺷروطﻬﺎ وﺗرﺗﯾب ﻣﺳﺗﺣﻘﯾﻬﺎ وﻣدﺗﻬﺎ وﺣق اﻟزﯾﺎرة‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻧﺗﻧﺎول أﯾﺿﺎ ﺳﻘوطﻬﺎ‬
‫وﺣق اﻟﻣﺣﺿون ﻓﻲ اﻟﺳﻛن وﻛذا اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‬

‫اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻣور اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬


‫ﯾﺻدر اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻔك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﻣﺷﺗﻣﻼ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺣﻛﺎم‪ ،‬وﻣوﺿﺣﺎ‬
‫أﯾﺿﺎ وﻣﺑﯾﻧﺎ ﺣﻘوق اﻟﻣطﻠﻘﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻷﻣور اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻛﺎﻷوﻻد‪ ،‬واﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻻ ﯾﻛون ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ إﻻ‬
‫إذا أﻣﻬر ﺑﺎﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﯾﺗم وﻓﻘﺎ‬
‫ﻟﻺﺟراءات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗﻲ رأﯾﻧﺎﻫﺎ ﻣﻊ ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘط ﯾﻛون اﻻﺧﺗﻼف ﻣن ﺣﯾث ﺗﺣدﯾد‬
‫اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻛل ﺗﻌوﯾض ﻋﻠﻰ ﺣدا‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻻ ﯾﻌد ﻛﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﻧﻔﻘﺔ‪ ،‬وﻫذا‬
‫ﻣن ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛﻔﻠﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﻧﻔﻘﺔ واﻟﺗﻲ ﺗطرح إﺷﻛﺎل أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‬
‫إﻟﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺧﻠﻊ واﻟﻣﻘﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﯾطﻠب اﻟﻣطﻠﻘﯾن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﺑﯾن اﻟدﯾﻧﯾن‪ ،‬ﺳﻧﺣﺎول اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ أﻫم اﻹﺷﻛﺎﻻت‬
‫ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل واﻟﺣﻠول اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻏﯾﺎب اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﻧظم ﻣﺛل ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻣﺳﺎﺋل ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺎﻟﻲ‬
‫ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﺳﻧﺗﻧﺎول أﻫم اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل اﻷﺳرة اﻟﺗﻲ ﺗﺛور‬
‫إﺷﻛﺎﻻت ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ وﻫﻲ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ‪ ،‬واﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺧﻠﻊ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ‬

‫ﺳﺄﺗﻧﺎول ﻣﻔﻬوم اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ وأﻫم اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗرض ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ‬

‫إن اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﺑﻬذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ أﻣر ﻣﺳﺗﺟد ﻟم ﯾذﻛرﻩ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻗدﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﺑﻬم‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ‬
‫ﺗطرﻗوا ﻟﻣﺿﻣوﻧﻪ ﺑﻣﺻطﻠﺣﺎت وأﺳﻣﺎء أﺧرى ﻛﺎﻟطﻼق اﻟﺣرام أو اﻟﻣﻛروﻩ‪ ،‬أﻣﺎ ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ‬
‫ﻓﻛﺎﻧت ﻧﺷﺄﺗﻪ ﻣﻊ ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺳف‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺳﺎﺟدة ﻋﻔﯾف " ﻣﺣﻣد رﺷﯾد " ﻋﺗﯾﻠﻲ ‪ ،‬اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ و اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﻪ ﺑﯾن اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧون اﻷردﻧﻲ ‪ ،‬أطروﺣﺔ‬
‫دﻛﺗوراﻩ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟوطﻧﯾﺔ ﻧﺎﺑﻠس ‪ ،‬ﻓﻠﺳطﯾن ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ، 2011 ،‬ص ‪. 39‬‬

‫‪25‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫وﺳﻣﻲ اﻟطﻼق ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ ﻷن اﻟزوج ﺻﺎﺣب اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ إﯾﻘﺎع اﻟطﻼق ﻗد إﺳﺗﺧدم‬


‫ﺻﻼﺣﯾﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﻘﺻد ﻟﺷﺎرع ﻣن إﯾﻘﺎع اﻟطﻼق وﻫو إﻧﻬﺎء اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﻋﻧد وﺟود‬
‫ﺳﺑب ﯾﺑرر إﻧﻬﺎءﻫﺎ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺟوز إﺳﺗﺧدام اﻟطﻼق ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻹﯾذاء اﻟزوﺟﺔ‪. 1‬‬

‫وﻗد ﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ﺑﺄن ﺣق اﻟطﻼق ﻣﺧول ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻟﻠزوج‪ ،‬وﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ‬
‫إﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻣن اﻷﺣﻛﺎم ﺳوى إﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟزوج اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻣؤﺧر ﺻداﻗﻬﺎ وﻧﻔﻘﺔ ﻋدﺗﻬﺎ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﯾراع ي‬
‫ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣطﻠق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻏﯾر أﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻟطﻼق ﻟﻐﯾر ﺳﺑب ﻣﺷروع ﯾدﻋو إﻟﯾﻪ وﺟب‬
‫‪2‬‬
‫اﻟطﻼق ‪.‬‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣطﻠق اﻟﻣﺗﻌﺳف اﻟﺗﻌوﯾض ﻟﻣﺎ ﻟﺣق اﻟزوﺟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻣن أﺿرار ﺑﺳﺑب ﻫذا‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬إﺷﻛﺎل اﻣﺗﻧﺎع اﻟزوج ﻋن دﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ودﻓﻊ اﻟﻧﻔﻘﺔ‬

‫وﻫﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﺎﯾل ﻓﯾﻪ اﻟزوج ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺿﻣون اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﺣل اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪ ،‬وﻫذا‬
‫ﺑدﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ وﺑدل اﻹﯾﺟﺎر إن ﻫو ﻟم ﯾوﻓر ﻣﺳﻛﻧﺎ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ وﯾﻣﺗﻧﻊ ﻋن دﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ‬
‫اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ‪ ،‬وﻣﺑررﻩ ﻓﻲ ذﻟك أن اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣﺷﻣوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻧص‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 331‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ‪ 3،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻌرﺿﻪ ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﺣﺑس‬
‫واﻹﺷﻛﺎل اﻟذي ﯾﺛور أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻫو ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟزوج اﻟﻣطﻠق اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻋﺗﺑﺎر‬
‫اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣدﻓوع ﻣن طرﻓﻪ ﺛﻣﻧﺎ ﻟﻠﻧﻔﻘﺔ وﻟﯾس ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻋن اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ‪ ،‬وﻫذا ﻟﺗﺟﻧب اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ‬
‫اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم دﻓﻌﻪ ﻟﻠﻧﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻓﯾﻛون ﺑذﻟك أدى ﻣﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﺗزام‪ ،‬أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص ﻣﺑﻠﻎ‬
‫اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻓﯾﺧﺿﻊ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟدﯾون اﻟﻌﺎدﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﺣﺟز‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻘول واﻟﻌﻘﺎر‪ ،‬وﯾﻌد ﻫذا اﻷﻣر ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻏﯾر ﺟﺎﺋز ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺿر‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣدﻓوع ﻣن طرف اﻟزوج اﻟﻣطﻠق وﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ﻛﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺛﻼ ﻣﺧﺻص‬
‫ﻟﻠﻧﻔﻘﺔ‪ ،‬وﻟﻛن ﯾﻘوم اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺣﺳﺎب ﻛل ﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﺛم ﯾﻛﻠف‬
‫ﺑﻬﺎ اﻟزوج اﻟﻣطﻠق ﻣﺟﻣوﻋﺔ وأي ﻣﺑﻠﻎ ﯾدﻓﻌﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻣطروح ﻣن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬وﻫﻛذا ﯾﻛون‬
‫‪1‬‬
‫ﺻﺑري ﻋروة ‪ ،‬اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ دراﺳﺔ ﻓﻘﻬﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻸﺑﺣﺎث ‪ ،‬ﻋدد ‪ ، 2009 ، 13‬ص ‪. 197‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ‪- ،‬ﻣﻘدﻣﺔ – اﻟﺧطﺑﺔ – اﻟزواج – اﻟطﻼق – اﻟﻣﯾراث – اﻟوﺻﯾﺔ ‪، -‬‬
‫اﻟﺟزء اﻷول ‪ ،‬اﻟزواج و اﻟطﻼق ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ ‪ ، 5‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪. 233 ، 2007 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 331‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ‪ 06‬أﺷﻬر إﻟﻰ ‪ 03‬ﺳﻧوات وﺑﻐراﻣﺔ ﻣن‬
‫‪ 50.000‬دج إﻟﻰ ‪ 300.000‬دج ﻛل ﻣن اﻣﺗﻧﻊ ﻋﻣدا وﻟﻣدة ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﺷﻬرﯾن ﻋن ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﻘررة ﻗﺿﺎء ﻹﻋﺎﻟﺔ أﺳرﺗﻪ‬
‫وﻋن أداء ﻛﺎﻣل ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﻘررة ﻋﻠﯾﻪ ‪" ...‬‬

‫‪26‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺣﺿر‬
‫اﻟﻣﺣﺿر اﻟذي ُﯾﺣررﻩ ُ‬
‫اﻟزوج ﻗد ﺳدد ﺟزء ﻣن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻓﯾﺛور ﻫﻧﺎ إﺷﻛﺎل َ‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻫل ﯾﺣرر َﻣﺣﺿر اﻣﺗﻧﺎع أو ﯾﻘوم ﺑﺗﺣرﯾر َﻣ ْﺣﺿر ﺗﻧﻔﯾذ ﺟزﺋﻲ‪ ،‬واﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن‬
‫اﻟﻣﺣﺿرﯾن واﺿﺢ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻣﺣﺿر اﻣﺗﻧﺎع ﯾؤدي ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﺟزاﺋﯾﺔ أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﺣﺿر اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟزﺋﻲ ﻓﻼ ﯾؤدي إﻟﻰ ذﻟك ‪.‬‬

‫ﻓﻲ ظل ﻏﯾﺎب اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت وأﻣﺎم اﻟﺧطورة اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻋن ﺗﺣرﯾر‬
‫ﻣﺣﺿر اﻻﻣﺗﻧﺎع ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠزوج اﻟﻣطﻠق ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻪ ﻟم ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻛﻠﯾﺔ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺳﻧد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬
‫ﻓﺈن اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﯾﻘوم ﺑﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﺗﻧﻔﯾذ ﺟزﺋﻲ وﯾﺳﻠم ﻣﻧﻪ ﻧﺳﺧﺔ ﻟﻠﻣﻌﻧﯾﯾن ﻟﻠﻘﯾﺎم‬
‫ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ‪ ،‬وﻫذا اﻷﻣر ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻻ ﺗﺳﺗﺳﯾﻐﻪ اﻟزوﺟﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن‬
‫ﻣﺣﺿر اﻻﻣﺗﻧﺎع ﯾﺧدم ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ أﻛﺛر ﻟﻛن ﻓﻲ ظل ﻏﯾﺎب اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺿر‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ إﻻ أن ﯾﺗﺻرف وﻓﻘﺎ ﺑﻣﺎ ﻻ ﯾﺿر ﻣﺻﺎﻟﺢ أﺣد ﺿر ار ﺑﻠﯾﻐﺎ ﯾﻌﺟز ﻋن ﺗدارﻛﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أ ن‬
‫ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ واﺳﻊ اﻟﻧظر ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻣﺣرر ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬
‫ﯾﻌﺗﺑر ﻛﺎﻓﯾﺎ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ أم ﻻ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺧﻠﻊ‬

‫ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔرع ﺳﺄﺗﻧﺎول ﻣﻔﻬوم اﻟﺧﻠﻊ‪ ،‬وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﻟﻠﺧﻠﻊ‬

‫أوﻻ ‪:‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺧﻠﻊ‬

‫‪ – 1‬ﻟﻐﺔ ‪:‬ﻫو اﻟﺗﺟرﯾد واﻹزاﻟﺔ‪ ،‬وﺧﻠﻊ اﻟﺷﻲء ﯾﺧﻠﻌﻪ ﺧﻠﻌﺎ ٕواﺧﺗﻠﻌﻪ أي ﻧزﻋﻪ‪ ،‬وﺧﻠﻊ اﻟﻧﻌل‬
‫ﺟردﻩ ‪.‬‬
‫اﻟرداء ﯾﺧﻠﻌﻪ ‪ّ :‬‬
‫واﻟﺛوب و ّ‬
‫ﺗﻌرى ﻣﻧﻪ ﻛﻣﺎ ﯾﻌرى‬
‫وأﻧﺧﻠﻊ اﻟرﺟل ﻣن ﻣﺎﻟﻪ ﺻدﻗﺔ أي أﺧرج ﻣﻧﻪ ﺟﻣﯾﻌﻪ وﺗﺻدق ﺑﻪ و ّ‬
‫اﻹﻧﺳﺎن إذا ﺧﻠﻊ ﺛوﺑﻪ ‪.‬‬

‫وﺧﻠﻊ اﻣرأﺗﻪ ُﺧﻠﻌﺎ ﺑﺎﻟﺿم ﺧﻼﻋﺎ ﻓﺎﺧﺗﻠﻌت‪ ،‬وﺧﺎﻟﻌﺗﻪ أزاﻟﻬﺎ ﻣن ﻧﻔﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﺑدل ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻪ‬
‫‪2‬‬
‫ﻓﻬﻲ ﺧﺎﻟﻊ وﻣﺧﺗﻠﻌﺔ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻓواز ﻟﺟﻠط ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ﻻﺑن ﻣﻧظور‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول ‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺔ اﻷﻋﻠﻣﻲ ﻟﻠﻣطﺑوﻋﺎت ‪ ،‬ﺑﯾروت ‪ ، 2005 ،‬ص ‪. 114‬‬

‫‪27‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫وﻋرف اﻟﺧﻠﻊ ﻟﻐﺔ ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻧزع ﺧﻠﻊ ﺛوﺑﻪ وﻧﻌﻠﻪ‪ ،‬وﻣﻧﻪ ﺧﺎﻟﻌت اﻟﻣرأة زوﺟﻬﺎ إذا اﻓﺗدت ﻣﻧﻪ‬
‫‪1‬‬
‫ﺑﻣﺎل وﺧﺎﻟﻌﻬﺎ وﺗﺧﺎﻟﻌﺎ ﺻﯾﻎ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺧﺎﻟﻌﺔ ‪.‬‬

‫‪ - 2‬ﺷرﻋﺎ ‪:‬‬

‫ﻫﻧﺎك اﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﻣذاﻫب ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﺧﻠف ﺣﯾث ﻋرﻓﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ‪ " :‬ﻫو طﻼق‬
‫ﺑﻌوض ﻓﺟﺎء ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻟﻛﺑرى ﻟﻺﻣﺎم ﻣﺎﻟك ﺑن أﻧس ‪ " :‬إذا ﻛﺎن اﻟﻧﺷوز ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣرأة ﯾﺣل‬
‫ﻟﻠزوج أن ﯾﺄﺧذ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ أﻋطﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻠﻊ إذا رﺿﯾت ﺑذﻟك وﻟم ﯾﻛن ﻣﻧﻪ ﻓﻲ ذﻟك ﺿرر ﻟﻬﺎ‬
‫‪2‬‬
‫وﯾﻛون اﻟﺧﻠﻊ ﺑﻬذا ﺗطﻠﯾﻘﺔ ﺑﺎﺋﻧﺔ " ‪.‬‬

‫‪ -3‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺧﻠﻊ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة‬

‫اﻟﺧﻠﻊ ﻧوع ﻣن أﻧواع ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﺑطﻠب ﻣن اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬وﻫو أﺷﺑﻪ ﺑﺗﻌوﯾض‬
‫اﻟزوج ﻋن طﻠب اﻟزوﺟﺔ اﻟطﻼق‪ ،‬وﻗد ﻧص ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺗﻔﺎق اﻟزوﺟﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ‬
‫ﻟﻠﺧﻠﻊ ‪ 3،‬وﻟﻛﻧﻪ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ ﻋوض اﻟﺧﻠﻊ وﺗﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 14‬ﻋﻠﻰ أن "‬
‫اﻟﺻداق ﯾﻌد ﻧﺣﻠﺔ ﻟﻠزوﺟﺔ ﻣن ﻧﻘود أو ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن ﻛل ﻣﺎ ﻫو ﻣﺑﺎح ﺷرﻋﺎ وﻫو ﻣﻠك ﻟﻬﺎ ﺗﺗﺻرف ﻓﯾﻪ ﻛﻣﺎ ﺗﺷﺎء "‬
‫‪4‬‬
‫وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻻﺗﻔﺎق ﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز ﻗﯾﻣﺔ ﺻداق اﻟﻣﺛل وﻗت ﺻدور اﻟﺣﻛم ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﺗﻌوﯾض ﯾﺣدد أﺻﻼ ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟطرﻓﯾن ﻓﺈن ﻟم ﯾﺗﻔﻘﺎ ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﺗدﺧل ﻟﺗﺣدﯾد اﻷﻣور ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﺗﺣدﯾد‬
‫اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذي ﺗدﻓﻌﻪ اﻟزوﺟﺔ ﻟزوﺟﻬﺎ ﻟﻘﺎء ﺣﺻوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻠﻊ‪ ،‬وﯾراﻋﻰ ﻓﻲ ذﻟك ﺻداق اﻟﻣﺛل وﻗت اﻟﺣﻛم ﻓﯾﺟب‬
‫أن ﻻ ﯾﺗﻌدى ﺗﻌوﯾض اﻟﺧﻠﻊ ﻣﻘدار ﺻداق اﻟﻣﺛل ‪.‬‬

‫ﻟم ﯾﻌطﻲ اﻟﻣﺷرع ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻣﺣددا ﻟﻠﺧﻠﻊ واﻗﺗﺻر ﻋﻠﻰ ذﻛر أﺳﺑﺎب ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ‬
‫ﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 54‬ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﯾﺟوز ﻟﻠزوﺟﺔ دون ﻣواﻓﻘﺔ زوﺟﻬﺎ‬

‫‪1‬‬
‫ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر ﺷرح اﻟﻬداﯾﺔ ﻻﺑن اﻟﻬﻣﺎم ‪ ،‬دار إﺣﯾﺎء اﻟﻛﺗب اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﯾروت ‪ ،‬ص ‪. 4/510‬‬
‫‪2‬ﻣوطﺄ اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟك ﻟﯾﺣﻲ ﺑن ﯾﺣﻲ اﻟﻠﯾﺛﻲ ‪ ،‬دار اﻟﻧﻘﺎش اﻟطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬ص ‪. 384‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻓواز ﻟﺟﻠط ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 11‬‬
‫‪4‬اﻟﻣﺎدة ‪ 54‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﯾﺟوز ﻟﻠزوﺟﺔ أن دون ﻣواﻓﻘﺔ اﻟزوج أن ﺗﺧﺎﻟﻊ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺑﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎﻟﻲ "‬

‫‪28‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫أن ﺗﺧﺎﻟﻊ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣن زوﺟﻬﺎ ﺑﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬إذا ﻟم ﯾﺗﻔق اﻟزوﺟﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺧﻠﻊ ﯾﺣﻛم‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز ﻗﯾﻣﺔ ﺻداق اﻟﻣﺛل وﻗت ﺻدور اﻟﺣﻛم " ‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻧﺟد أﻧﻬﺎ ﺗﻛﺎد ﺗﻛون ﻣﺟﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ واﺣد‪ ،‬وﻣﺗﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫أن اﻟﺧﻠﻊ ﻣن ﻗﺑل اﻟزوﺟﺔ ﻫو ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﺗدﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠزوج ﻣﻘﺎﺑل ﻣﻔﺎرﻗﺗﻬﺎ ﻟﻪ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﻋﻧد اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺧﻠﻊ‬

‫اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺧﻠﻊ ﻫو ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ ﯾﺣﻛم ﺑﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟزوﺟﺔ ﺗظﻠﯾﻣﺎ ﻟﻠزوج وﻫو ﺗﻌوﯾض ﻟﻬﺎ‬
‫ﻋن اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ ﺣﻘﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟزوج ٕواﻧﻬﺎء اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ دون ﺳﺑب ﺟدي‪ ،‬وﺗﻘدﯾر ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺎﻟﻲ‬
‫ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﯾﺣﻛم ﺑﻪ ﻣﻧطﻠﻘﺎ ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣﻧظورة أﻣﺎﻣﻪ دون رﺑطﻬﺎ ﺑﺎﻟﺣﺎﻻت اﻷﺧرى وﻟ و‬
‫ﺗﺷﺎﺑﻬت‪ ،‬واﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋن اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﺣﺳب ﻣﺎ ﯾﺣﻛم ﺑﻪ اﻟﻘﺿﺎة ﻣن ﺧﻼل ﺗﺟرﺑﺗﻧﺎ ﺗﻛﺎد ﺗﻧﺣﺻر ﺑﯾن‬
‫ﻣﺑﻠﻎ ‪ 90.000.00‬دج و‪ 120.000.00‬دج ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ وﺣﺳب اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬وﻫذا اﻟﺗﻌوﯾض ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ‬
‫ﺣﺟم اﻟﺧﺳﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺣق اﻟزوﺟﺔ ﯾﻌد ﻗﻠﯾل‪ ،‬ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎﻧت ﺣﺎﻟﺔ اﻟزوج اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﯾﺳورة ‪.2‬‬

‫‪- 1‬اﻣﺗﻧﺎع اﻟزوﺟﺔ ﻋن دﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺧﻠﻊ‬

‫ﺗﺻدر أﺣﻛﺎم ﺗﻘﺿﻲ ﺑﻔك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﺑطﻠب اﻟزوﺟﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺧﻠﻊ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﻌوﯾض‬
‫اﻟزوج اﻟﻣﺧﻠوع ﺑﻣﻘدار ﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬وﻫذا ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺣﻘوق اﻟزوﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﺎرﺳت ﺣﻘﻬﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺧﻠﻊ‪ ،‬أي ﯾﻘدر ﻟﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌدة وﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل‪ ،‬وﯾﺗم ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟﺧﻠﻊ ﺑﺗﻛﻠﯾف اﻟﻣطﻠﻘﯾن‬
‫ﺑﻣﺿﻣون اﻹﻟزام أي ﺗﻛﻠف اﻟزوﺟﺔ ﺑدﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺧﻠﻊ وﯾﻛﻠف اﻟزوج ﺑدﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ وﻫذا ﻓﻲ‬
‫أﺟل ‪ 15‬ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﻛﻠﯾف وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ‪ 3،‬واﻹﺷﻛﺎل‬
‫اﻟذي ﯾﺛور أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟﺧﻠﻊ ﻫو اﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم أي رﻓض دﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ‬
‫اﻟﺧﻠﻊ‪ ،‬ﻓﯾﻣﺗﻧﻊ ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك اﻟﻣطﻠق أﯾﺿﺎ ﻋن دﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﺛل‪ ،‬وﻫو اﻷﻣر اﻟذي‬
‫ﯾؤدي ﺑﺎﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ إﻟﻰ ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر اﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺿدﻫﻣﺎ ﻓﯾﺗﺎﺑﻊ ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك‬

‫‪1‬‬
‫ﺳﻠﯾم ﺳﻌدي‪ ،‬اﻟﺧﻠﻊ ﺑﯾن أﺣﻛﺎم ﺗﺷرﯾﻊ اﻷﺳرة و اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﯾﺳﺗر ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر –ﺑن ﯾوﺳف ﺑن ﺧدة –‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪ ،‬ص ‪. 11‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 52‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ اﻧﻪ " إذا ﺗﺑﯾن ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺗﻌﺳف اﻟزوج ﻓﻲ اﻟطﻼق ﺣﻛم ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض‬
‫ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻼﺣق ﺑﻬﺎ "‬
‫‪3‬‬
‫أﻧظر اﻟﻣواد ‪ 614-613-612‬ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫اﻟﻣطﻠق ﺑﺟرﯾﻣﺔ ﻋدم دﻓﻊ اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟواﺟﺑﺔ وﺗﺗرك اﻟﻣطﻠﻘﺔ دون ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟدﯾن ﻣدﻧﻲ أي‬
‫‪1‬‬
‫ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻺﺟراءات اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﺻﯾل ‪.‬‬

‫‪ - 2‬طﻠب اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ ﺑﯾن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺧﻠﻊ واﻟﻧﻔﻘﺔ‬

‫واﻹﺷﻛﺎل اﻟذي ﯾﺛور أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟﺧﻠﻊ ﻫو طﻠب اﻟﻣطﻠﻘﯾن ﻣن اﻟﻣﺣﺿر‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺻﺔ ﺑﯾن اﻟدﯾﻧﯾن‪ ،‬أي ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺧﻠﻊ وﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ‪ ،‬ﻣﻊ أﻧﻪ ﻣن‬
‫اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ووﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك إﻻ أن اﻟﻣﺷﻛل ﯾطرح ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ دﯾن‬
‫اﻟﻣطﻠﻘﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟدﯾن ﻫﻧﺎ ﻫو ﻧﻔﻘﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻘﺎﺻﺔ ﺑﯾن اﻟدﯾﻧﯾن‪،‬‬
‫اﻟﻣطَﻠَ َﻘْﯾن ﻣﻌﺎً ﺛم ﺗﺣﺻﯾل‬
‫واﻹﺟراء اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﺗب اﻟﻣﺣﺿرﯾن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن ﻫو ﺗﻛﻠﯾف ُ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ) ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺧﻠﻊ ‪ +‬ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ ( ﺛم دﻓﻌﻬﺎ ﻟﻛل ﺣﻘﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻺﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪ ،‬رﻏم‬
‫أﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﯾﻣﻛن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻘﺎﺻﺔ ﺑﯾن ﻗﯾﻣﺔ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌدة وﻗﯾﻣﺔ اﻟﺧﻠﻊ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن‬
‫ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌدة ﺣق ﺧﺎﻟص ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ دون ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻷوﻻد ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟودﻫم ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﺗﺳﻠﯾم اﻷﺛﺎث واﻟﻣﺻوغ‬
‫اﻟذﻫﺑﻲ‬
‫ﯾﺗﺿﻣن ﺣﻛم اﻟطﻼق أﯾﺿﺎ ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن إﻟزام اﻟزوج اﻟﻣطﻠق ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻷﺛﺎث واﻟﻣﺳوغ اﻟذﻫﺑﻲ وﻓﻘﺎ‬
‫ﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻣدوﻧﺔ ﺿﻣن ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﺣل اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪ ،‬وﯾواﺟﻪ أﯾﺿﺎ اﻟﻣﺣﺿر ﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﻌض اﻹﺷﻛﺎﻻت‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺿﻣون اﻟﺣﻛم ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﺳﻠﯾم اﻷﺛﺎث‬


‫ﯾﻘوم اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺗﻛﻠﯾف اﻟزوج اﻟﻣطﻠق ﺑﻘﺎﺋﻣﺔ اﻷﺛﺎث ﺿﻣن ﻣﺣﺿر اﻟﺗﻛﻠﯾف أي ﻣﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬
‫ﻛﻛل وﻣﻧﺢ ﻟﻪ اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬وﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻷﺟل ﯾﺗﻧﻘل ﻋﺎدة اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ رﻓﻘﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ إﻟﻰ ﻣﻛﺎن‬
‫ﺗواﺟد اﻷﺛﺎث وﻫذا ﻣن أﺟل ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﻟﻠﻣﻌﻧﯾﺔ وﺣﺿورﻫﺎ ﻫﻧﺎ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﺛﺎﺛﻬﺎ ﻷن اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻫﻧﺎ‬
‫ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﺷﯾﺎء ﻣﺛﻠﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻓواز ﻟﺟﻠط ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 13‬‬
‫‪2‬‬
‫أﻧظر ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 73‬ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫واﻹﺷﻛﺎل اﻟذي ﯾﺛور ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻫو إﻣﺎ ﻋدم وﺟود اﻷﺛﺎث أو وﺟودﻩ ﻟﻛن ﻏﯾر ﻣطﺎﺑق إﻣﺎ ﻟﻠﺣﻛم أو‬
‫ﻟوﺻف اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟودﻩ ﻓﻬﻧﺎ ﯾﻘوم اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﻋدم وﺟود اﻷﺛﺎث‬
‫اﻟﻣدون ﻓﻲ اﻟﺣﻛم أو وﺟود ﺑﻌﺿﻪ ﻓﻘط وﯾﺳﻠم اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﺿر ﻣن أﺟل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ‪،‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﻫﻲ وﺟود اﻷﺛﺎث ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم إﻻ أﻧﻪ ﻏﯾر ﻣطﺎﺑق ﻟﻸﺛﺎث اﻟذي ﺗرﯾدﻩ‬
‫اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻧﻔس اﻻﺳم ﻟﻛن ﻟﯾس ﻫو اﻷﺛﺎث اﻟﻣطﻠوب‪ ،‬ﻣﺛﻼ وﺳﺎدة أو ﺣذاء ﻟﻛن ﻟﯾس ﻫو أﺛﺎث اﻟﻣطﻠﻘﺔ‬
‫ﻓﺗرﻓض اﺳﺗﻼﻣﻪ ﻟﻌدم ﻣطﺎﺑﻘﺗﻪ ﻷﺛﺎﺛﻬﺎ‪ ،‬وﻫﻧﺎك ﺣﺎﻟﺔ أﺧرى وﻫﻲ وﺟود اﻷﺛﺎث ﻟﻛن ﯾﻛون ﻗدﯾﻣﺎ ) ﻣﺗﺳﺦ –‬
‫ﻘر اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺑﺄﻧﻪ أﺛﺎﺛﻬﺎ إﻻ أﻧﻪ أﺻﺑﺢ ﻗدﯾﻣﺎ أو ﻣﺗﺳﺧﺎ ﻓﺗرﻓض أﯾﺿﺎ اﺳﺗﻼﻣﻪ وﺗطﻠب‬
‫ﻣﺳﺗﻌﻣل ‪ ،( ...‬وﻫﻧﺎ ﺗُ ُ‬
‫ﻣن اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر اﻣﺗﻧﺎع ‪ ،‬وﯾطﻠب اﻟﻣطﻠق أﯾﺿﺎ ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﺗﻧﻔﯾذ ﻷﻧﻪ وﻓﻰ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ‬
‫وﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ طﻠب اﻻﺛﻧﯾن ﻣؤﺳس‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ اﺳﺗﻼم أﺛﺎث ﻗدﯾم أو ﻣﺗﺳﺦ‬
‫وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى اﻟﻣطﻠق أﯾﺿﺎ ﻟﯾس ﻣﺳؤول ﻋن اﻷﺛﺎث طﯾﻠﺔ ﻓﺗرة اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺄﺧذ ﺳﻧﺔ وأﻛﺛر‪ ،‬وأﻣﺎم‬
‫ﻏﯾﺎب اﻟﻧص ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺗم ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾدون ﻓﯾﻪ ﺗﺻرﯾﺣﺎت‬
‫‪1‬‬
‫اﻟطرﻓﯾن وﯾﺻف اﻟﺣﺎﻟﺔ وﺻﻔﺎ دﻗﯾﻘﺎ ﻓﯾﻪ وﯾﺳﻠﻣﻪ ﻟﻠﻣﻌﻧﯾﯾن ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺻوﻏﺎت اﻟذﻫﺑﯾﺔ‬


‫ﻧﺎد ار ﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﯾﺗﺿﻣن ﺣﻛم اﻟطﻼق ﺗﺳﻠﯾم ﻣﺻوﻏﺎت ذﻫﺑﯾﺔ ﻷﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺗﻘوم اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺑﺄﺧذﻩ ﻗﺑل‬
‫ﺧروﺟﻬﺎ ﻣن ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﻟﺧﻔﺔ وزﻧﻪ وﻏﻼء ﺛﻣﻧﻪ‪ٕ ،‬واﻟزام اﻟﻣطﻠق ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺻوﻏﺎت اﻟذﻫﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﺣﺎﻻت‬
‫اﻟﻧﺎدرة اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻬﺎ‪ ،‬وأﻫم إﺷﻛﺎل ﯾﻌﺗرض اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻫذا اﻹﻟزام ﻫو ﻣطﺎﺑﻘﺔ‬
‫اﻟﻣﺻوغ اﻟذﻫﺑﻲ‪ ،‬أي ﻋدم ﺗزﯾﯾﻔﻪ ٕواﺣﺿﺎر ﻣﺻوغ آﺧر ﻣﺷﺎﺑﻪ ﻟﻛﻧﻪ ﻣﻘﻠد وﻏﯾر ذﻫﺑﻲ ‪.‬‬

‫واﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻫﻧﺎ ﺗﻘﻧﯾﺔ ﺗﺣﺗﺎج أﻫل اﻟﺧﺑرة‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﺻوغ اﻟﻣﺳﻠم ﻣن‬
‫طرف اﻟﻣطﻠق ﻣﺻوغ ذﻫﺑﻲ ﺛم ﯾﺗﺑﯾن أﻧﻪ ﻏﯾر ذﻟك ﻓﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ أﯾن ﯾﻛون‬
‫ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺻوغ اﻟذﻫﺑﻲ ﻣﺣل اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﺎﻫض اﻟﺛﻣن‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬
‫اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺧﺑﯾر ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ وﻫذا ﻣﻧطﻠﻘﺎ ﻣن ﻧﻘطﺗﯾن ‪ :‬أوﻻ اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﯾﺧوﻟﻪ ﻓﻌل ذﻟك‪ ،‬ﺛﺎﻧﯾﺎ ﻣﺻﺎرف‬
‫اﻟﺧﺑﯾر ﻣن ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ‪.‬‬

‫وأﻣﺎم ﻋدم وﺟود ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻧظم ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻠﺟﺄ اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ إﻟﻰ ﻋرض اﻟﻣﺻوغ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﺈن ﻫﻲ ﺗﻌرﻓت ﻋﻠﯾﻪ وأﻗرت ﺑﺄن اﻟﻣﺻوغ اﻟذﻫﺑﻲ ﻫو ﻧﻔﺳﻪ اﻟﻣذﻛور ﻓﻲ اﻟﺣﻛم َد َون ذﻟك ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺣﺿر ﻣﻊ إﻣﺿﺎﺋﻬﺎ وﺑﺻﻣﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺻرﯾﺣﻬﺎ‪ٕ ،‬وان ﻫﻲ ﻟم ﺗﺗﻌرف ﻋﻠﯾﻪ وﺻرﺣت ﺑﺄﻧﻪ ﻟﯾس ﻫو ﺣرر‬
‫اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﺣﺿ ار ﺑﺎﻟواﻗﻌﺔ وﺳﻠﻣﻪ ﻟﻸطراف ﻣن اﺟل اﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻠﺟﺄ ﺑﻌض‬

‫‪1‬‬
‫ﻓواز ﻟﺟﻠط ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 16-15‬‬

‫‪31‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺣﺿرﯾن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن إﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺻوغ إﻟﻰ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻛن دون وﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﻣﺻوغ اﻟذﻫﺑﻲ ٕواﻧﻣﺎ‬
‫ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﺻطﻠﺢ " ﻣﻌدن أﺻﻔر " وﻫذا ﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟﻣﺷﻛل ﻋدم ﻣطﺎﺑﻘﺗﻪ ﻟﻠذﻫب وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﻣل‬
‫اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ وﺣل اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻫذﻩ ﺑﺳﯾط ﺟدا‪ ،‬وﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟﻠﻌودة إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻣن ﺟدﯾد ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﻧص‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧزاع ﻓﻲ ﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟﻣﺻوغ ﯾﻌﯾن ﺧﺑﯾر ﯾﻔﺻل ﻓﻲ ذﻟك‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻓواز ﻟﺟﻠط ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪. 16 ،‬‬

‫‪32‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‬

‫اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻣور ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﺣﻘﺎ وواﺟﺑﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ ﺣق ﻟﻠﻣﺣﺿون وﺣق ﻟﻠﺣﺎﺿن ‪،‬‬
‫وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى واﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺿن اﻟذي أﺳﻧدت إﻟﯾﻪ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‪ ،‬ﻟﻬذا ﻓﺈذا وﻗﻊ اﻟطﻼق‬
‫ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك ﻣﺑﺎﺷرة ﺣق ﻟﻠﺣﺎﺿن ﻓﻲ طﻠب اﻟﺣﻛم ﻟﻪ ﺑﺣﺿﺎﻧﺔ اﻟﺻﻐﯾر‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﺣق ﻟﻠوﻟد ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺿﻧﻪ – ﺳواء ﻛﺎﻧت اﻷم أو ﻏﯾرﻫﺎ – ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣﺿﺎﻧﺗﻪ ‪.‬‬

‫وﺗﺛور ﻋدة إﺷﻛﺎﻻت ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻬذا اﻟﺣق واﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺣق‬
‫زﯾﺎرة وﺳﻛن ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ وﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﺿون وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗطرق إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‬


‫ﺳﻧﺗطرق ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‪ ،‬وأدﻟﺔ ﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬وﺷروطﻬﺎ وﺗرﺗﯾب ﻣﺳﺗﺣﻘﯾﻬﺎ وﻓق ﻗﺎﻧون‬
‫اﻷﺳرة‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪:‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‬

‫ﺳﺄﺗﻧﺎول ﺗﻌرﯾف اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻻﺻطﻼح وﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ‪.‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﻟﻐﺔ‬

‫ﻣﺄﺧوذة ﻣن اﻟﺣﺿن وﻫو اﻟﺟﻧب‪ ،‬وﺣﺿﺎﻧﺔ اﻷم وﻟد ﻫﺎ‪ ،‬ﺗﻌﻧﻲ ﺿﻣﻬﺎ‪ ،‬إﯾﺎﻩ اﻟﻰ ﺟﻧﺑﻬﺎ ٕواﻋﺗزاﻟﻬﺎ‬
‫‪.‬‬ ‫ٕواﯾﺎﻩ ﻣن أﺑﯾﻪ‪ ،‬وﺗﻧﺣﯾﺗﻪ ﻋﻧﻪ واﻧﻔرادﻫﺎ ﺑﻪ دوﻧﻪ ‪.1‬‬

‫‪1‬ﻗﺎﻣوس اﻟﻣﺣﯾط ‪ ،‬ﺑﺎب اﻟﻧون ‪ ،‬ﻓﺻل اﻟﺣﺎء ‪.‬‬


‫‪1‬أﺣﻣد ﺳﻣﺎرة ‪ ،‬أﺣﻛﺎم و آﺛﺎر اﻟزوﺟﯾﺔ ﺷرح ﻣﻘﺎرن ﻟﻘﺎﻧون اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ‪ ،‬اﻹﺻدار اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‬
‫ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن اﻷردن ‪ ، 2008 ،‬ص ‪. 383‬‬

‫‪33‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺷرﻋﺎ‬

‫ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ ﺗدور ﻛﻠﻬﺎ ﺣول ﺣﻔظ اﻟﺻﻐﯾر ورﻋﺎﯾﺔ‬
‫ﺷؤوﻧﻪ‪ ،‬وﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪ :‬ﻫﻲ ﺣﻔظ ﻣن ﻻ ﯾﺳﺗﻘﯾل ﺑﺄﻣرﻩ‪ ،‬وﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺗدﺑﯾر‬
‫ﺷؤوﻧﻪ‪ ،‬وﺗرﺑﯾﺗﻪ واﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺻﺎﻟﺣﻪ‪ ،‬ﻣن ﻗﺑل ﻣن ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ ذﻟك‪. 1‬‬

‫ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 62‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ‪ :‬رﻋﺎﯾﺔ اﻟوﻟد وﺗﻌﻠﯾﻣﻪ‬
‫‪2‬‬
‫واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗرﺑﯾﺗﻪ ﻋﻠﻰ دﯾن أﺑﯾﻪ واﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺗﻪ وﺣﻔظﻪ ﺻﺣﺔ وﺧﻠﻘﺎ‪.‬‬

‫وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻫﻲ إﻟﺗزام ﺑﺗرﺑﯾﺔ اﻟطﻔل ورﻋﺎﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﺳن ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻣن ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ ذﻟك‪،‬‬
‫أي ﺣﻔظ ﻣﻣن ﻻ ﯾﺳﺗﻘل ﺑﺄﻣرﻩ وﺗرﺑﯾﺗﻪ ووﻗﺎﯾﺗﻪ ﻣﻣﺎ ﯾﻬﻠﻛﻪ أو ﯾﺿرﻩ‪ ،‬وﻫﻲ أﯾﺿﺎ اﻟﻘﯾﺎم ﻋﻠﻰ ﺗرﺑﯾﺔ‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟطﻔل ورﻋﺎﯾﺔ ﺷؤوﻧﻪ وﺗدﺑﯾر طﻌﺎﻣﻪ وﻣﻠﺑﺳﻪ وﺗﻧظﯾﻔﻪ وﻧوﻣﻪ وﺗﻌﻠﯾﻣﻪ‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬أدﻟﺔ ﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ‬

‫ﻣن اﻟﻛﺗﺎب ‪:‬‬ ‫أ–‬

‫‪4‬‬
‫ﺎﻋ َﺔ{ ‪.‬‬
‫ﺿ َ‬‫اﻟر َ‬
‫ﱠ‬ ‫اد أَن ُﯾ ِﺗ ﱠم‬
‫ﺎﻣ َﻠ ْﯾ ِن ﻟِ َﻣ ْن أ ََر َ‬
‫ﺿﻌ َن أَوَﻻ َد ُﻫ ﱠن ﺣوَﻟ ْﯾ ِن َﻛ ِ‬
‫َْ‬
‫ﻗوﻟﻪ ﻋز وﺟل‪}:‬وا ْﻟواﻟِ َد ُ ِ‬
‫ات ُﯾ ْر ْ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ٰ‬
‫ﻧت َﻟ َد ْﯾ ِﻬ ْم إِ ْذ ُﯾ ْﻠﻘُ َ‬ ‫وﻗوﻟﻪ أﯾﺿﺎ ‪َٰ }:‬ذﻟِ َك ِﻣ ْن أَﻧﺑﺎٓ ِء ٱ ْﻟ َﻐ ْﯾ ِب ُﻧ ِ‬
‫وﺣ ِ‬
‫ﯾﻪ إَِﻟ ْﯾ َك َو َﻣﺎ ُﻛ َ‬
‫ون أَ ْﻗ َﻠ َﻣ ُﻬ ْم أَﯾ ُ‬
‫ﱡﻬ ْم‬ ‫َ‬
‫ون {‪.5‬‬ ‫ﺻ ُﻣ َ‬ ‫ﻧت ﻟَ َد ْﯾ ِﻬم إِ ْذ ﯾ ْﺧﺗَ ِ‬
‫َﯾ ْﻛ ُﻔ ُل َﻣ ْرَﯾ َم َو َﻣﺎ ُﻛ َ‬
‫ْ َ‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﻐﻧﻲ اﻟﻣﺣﺗﺎج ‪ 452\3‬واﻟﺷرح اﻟﺻﻐﯾر ‪.755\2‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 379‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻟﯾﻠﻰ ﻋﺑد اﷲ ﺳﻌﯾد ‪،‬ﺣﻘوق اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻣﺣﯾط اﻷﺳرة ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ع ‪ ، 3‬اﻟﺳﻧﺔ ‪ ، 1984 ، 8‬ص ‪232‬‬
‫‪4‬‬
‫ﺳورة اﻟﺑﻘرة ‪،‬اﻵﯾﺔ ‪. 233‬‬
‫‪5‬‬
‫ﺳورة آل ﻋﻣران ‪ ،‬ﻵﯾﺔ ‪. 44‬‬

‫‪34‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫وﻫذﻩ اﻵﯾﺔ ﺗﺻف ﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﯾن ﺳﯾدﻧﺎ زﻛرﯾﺎ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺳﻼم وﻗوﻣﻪ ﻓﻲ ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺳﯾدة ﻣرﯾم‪ ،‬إذ‬
‫ﻓﺎﻗﺗرﻋوا ﻣﻌﻪ‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ﻓﻘﺎﻟوا " ﻻ ﺗطﯾب أﻧﻔﺳﻧﺎ"‬ ‫‪،‬‬ ‫ﻗﺎل ﻟﻬم زﻛرﯾﺎ " ‪ :‬ادﻓﻌوﻫﺎ ﻟﻲ ﻓﺈن ﺧﺎﻟﺗﻬﺎ ﺗﺣﺗﻲ"‬
‫ﻓﻘﺎرﻋﻬم زﻛرﯾﺎ ﻓﻛﻔﻠﻬﺎ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺳ ًﻧﺎ َو َﻛ ﱠﻔﻠَ َﻬﺎ َزَﻛ ِرﯾﱠﺎ{‬
‫ﺳ ٍن َوأَْﻧ َﺑﺗَ َﻬﺎ َﻧ َﺑﺎﺗًﺎ َﺣ َ‬ ‫ﱡﻬﺎ ِﺑﻘَ ُﺑ ٍ‬
‫ول َﺣ َ‬ ‫ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ }:‬ﻓَﺗَﻘَﱠﺑﻠَ َﻬﺎ َرﺑ َ‬

‫ب – ﻣن اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﺑوﯾﺔ‬

‫ﻋن ﻋﻣر وﺑن ﺷﻌﯾب ﻋن أﺑﯾﻪ ﻋن ﺟدﻩ ﻋﺑد اﷲ ﺑن ﻋﻣروأن اﻣرأة ﻗﺎﻟت " ‪ :‬ﯾﺎرﺳول اﷲ‬
‫إن إﺑﻧﻲ ﻫذا ﻛﺎن ﻟﻪ ﺑطﻧﻲ وﻋﺎء‪ ،‬وﺛدﯾﻲ ﻟﻪ ﺳﻘﺎء‪ ،‬وﺣﺟري ﻟﻪ ﺣواء‪ٕ ،‬وان أﺑﺎﻩ طﻠﻘﻧﻲ‪ ،‬وأراد‬
‫أن ﯾﻧﺗزﻋﻪ ﻣﻧﻲ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ رﺳول اﷲ " ‪ :‬أﻧت أﺣق ﺑﻪ ﻣﺎ ﻟم ﺗﻧﻛﺣﻲ‪" . 2‬‬

‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬ﺷروط اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ وﺗرﺗﯾب ﻣﺳﺗﺣﻘﯾﻬﺎ‬

‫ﻓﺈن ﺗرﺑﯾﺔ اﻟطﻔل ﺗﺗطﻠب ﻋﻧﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﻣﻘدرة ﻣﻌﯾﻧﺔ ودﻓﻊ ﻛل ﻣﺎ ﯾﻠﺣق ﺑﻪ ﻣن ﺿرر‪ ،‬وﻓﻲ ﻛل ذﻟك‬
‫ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻬﺎ ﺷروط ﺑﺎﺟﺗﻣﺎﻋﻬﺎ ﯾﻣﻛن اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷودة وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺳطرة‬

‫ﺷروط اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‬ ‫‪- 1‬‬

‫ﻟم ﯾﺧﺻص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﺷروط اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﺣﯾ از ﻛﺑﯾ ار ٕواﻧﻣﺎ اﻛﺗﻔﻰ ﻓﻘط ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‬
‫ﻣن اﻟﻣﺎدة ‪ 62‬ﺑﺎﺷﺗراط اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿن ﺑﻧﺻﻪ‪":‬ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿن أن ﯾﻛون أﻫﻼ ﻟذﻟك"‪ ،‬وﻻﺑد ﻣن‬
‫اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﺗﺣدﯾد ﻣﺎ ﯾﻘﺻدﻩ اﻟﻣﺷرع ﺑﻌﺑﺎرة أﻫﻼ ﻟذﻟك وذﻟك ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ‪ 222‬ﻣن ﻗﺎﻧون‬
‫اﻷﺳرة‪ ،‬وﻧﺟد أن ﻓﻘﻬﺎء اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻗد أﺟﻣﻌوا ﻋﻠﻰ وﺟوب ﺗوﻓر اﻟﺣﺎﺿن ﻋﻠﻰ ﺷروط أﻫﻣﻬﺎ اﻟﺑﻠوغ‬
‫واﻟﻌﻘل واﻹﺳﻼم واﻻﺳﺗﻘﺎﻣﺔ واﻷﻣﺎﻧﺔ‪ ،‬وﺧﻠو اﻟﻣرﺷﺢ ﻟﻠﺣﺿﺎﻧﺔ ﻣن اﻷﻣراض اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﺟﺳدﯾﺔ وﻋدم زواج اﻟﻣرأة‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ﺑﻘرﯾب ﻏﯾر ﻣﺣرم‪.‬‬

‫‪ – 2‬ﺗرﺗﯾب ﻣﺳﺗﺣﻘﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ وﻣدة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‬

‫‪-1‬ﺳورة آل ﻋﻣران اﻵﯾﺔ ‪. 37‬‬


‫‪ -2‬ﺳﻠﯾﻣﺎن اﺑﻲ داوود ‪ ،‬ﺳﻧن أﺑﻲ داوود ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬دار اﻟﻔﻛر ‪ ،‬ص‪. 283‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻣﺣﻣد ﻋﻠﯾوي ﻧﺎﺻر ‪ ،‬اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﺷرﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن ‪ ،‬اﻷردن ‪، 2010 ،‬‬
‫ص ‪ 81‬و ﻣﺎ ﯾﻠﯾﻬﺎ ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫أ ‪ -‬ﺗرﺗﯾب ﻣﺳﺗﺣﻘﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‬

‫ﻟﻘد ﺣددت اﻟﻣﺎدة ‪ 64‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﺛﻼﺛﺔ أﺻﻧﺎف ﻣن ﻣﺳﺗﺣﻘﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ " ‪ :‬اﻷم أوﻟﻰ ﺑﺣﺿﺎﻧﺔ وﻟدﻫﺎ‪ ،‬ﺛم اﻷب‪ ،‬ﺛم اﻟﺟدة ﻷم‪ ،‬ﺛم اﻟﺟدة ﻷب‪ ،،‬ﺛم اﻟﺧﺎﻟﺔ‪ ،‬ﺛم‬
‫اﻟﻌﻣﺔ‪ ،‬ﺛم اﻷﻗرﺑون درﺟﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺣﺿون ﻓﻲ ﻛل ذﻟك‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺣﻛم ﺑﺈﺳﻧﺎد‬
‫اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ أن ﯾﺣﻛم ﺑﺣق اﻟزﯾﺎرة ‪" .‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﻠوم ﻓﻘد إﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب ﻣﺳﺗﺣﻘﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﺑﻌض ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﺑﺣﺳب اﻟﻣﺣﺿون‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺟﻌﻠوا اﻹﻧﺎث أﻧﺳب ﺑﺎﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟرﺟﺎل‪،‬‬
‫ﻷﻧﻬن أﺣن وأﺷﻔق ﻋﻠﯾﻬم‪ ،‬وأﻛﺛر اﺳﺗطﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﺑﯾﺔ واﻟرﻋﺎﯾﺔ‪ ،‬وﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﻘدﯾم أﯾﺿﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺟﻧس ﻟواﺣد ﻣن ﻫﻲ أوﻟﻰ ﺑﺎﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‪ ،‬ﺛم ﯾﺄﺗﻲ اﻟرﺟﺎل اﻟﻌﺻﺑﺎت اﻟﻣﺣﺎرم‪ ،‬وﻫذا اﻟﺗرﺗﯾب داﺋم‬
‫ﺣﺳب ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺣﺿون‪.‬‬

‫وﻣﻧﻪ ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻘد ﺟﻌل اﻟﻧﺳﺎء أوﻟﻰ ﺑﺎﻟﺣﺿﺎﻧﺔ وأن أم اﻟﻣﺣﺿون ﺗﺗﺻدرﻫن‬
‫وﺗﺳﺑﻘﻬن‪ ،‬اﻷب ﻓﻲ اﻟدرﺟﺔ اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﻟﻸﻣم ﺧﺎﻟﻔﺎ ﺑذﻟك ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﻔﻘﻪ‪ ،‬وراﻋﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺣﺿون ﻓﻲ ﻛل ذﻟك‬
‫أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص اﻟﻧﻘطﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﺗرى اﻷﺳﺗﺎذة " ﺣﻣﯾدو ﺗﺷوار زﻛﯾﺔ " أﻧﻬﺎ ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ أﺣﻛﺎم اﻟطﺑﯾﻌﺔ‪،‬‬
‫واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك راﺟﻊ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ أن اﻟﺷﻔﻘﺔ واﻟﺣﻧﺎن اﻟﻠذﯾن ﺗﺗطﻠﺑﻬﻣﺎ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﺗﺗوﻓر ﻋﻧد اﻷﻣﻬﺎت‪،1‬‬
‫وﻗد ﺳﺎﯾر ﻓﻘﻪ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ أوﻟوﯾﺔ اﻷم ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﻗﺿت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻗرارﻫﺎ اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪" 1986/02/24‬ﻣن اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ أن اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﺗﺳﻧد ﻟﻸم‬
‫ﻣن ﺑﺎب أوﻟﻰ ﻣﺎداﻣت ﺷروطﻬﺎ ﻣﺗوﻓرة ﻓﯾﻬﺎ"‪ ،2‬وﻛذﻟك اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪" 1988/06/06‬اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻣن‬

‫‪ 1‬ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف واﻟﻲ ‪ " ،‬ﺣق اﻟطﻔل ﻓﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ " ‪ ،‬ﻣداﺧﻠﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﺿﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺎت اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ اﻟذي ﻧظﻣﺗﻪ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و‬
‫اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﯾﺣﻲ ﻓﺎرس ﺑﺎﻟﻣدﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣوﺳوم ﺑﻌﻧوان ‪ :‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬ﯾوﻣﻲ ‪ 05 / 04‬ﻧوﻓﻣﺑر‬
‫‪ ، 2015‬اﻟﻣدﯾﺔ‪ ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻏرﻓﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ،1986/02/24‬اﻟﻣﻠف رﻗم ‪ 39941‬ﻏﯾر‬
‫ﻣﻧﺷور‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫ﺣق اﻷم وﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺣﺿون ﻻ ﺗﺗﺣﻘق ﺑﺻورة ﻛﺎﻣﻠﺔ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻋﻧد أﻣﻪ‪ٕ ،‬واذا ﺻرﻓت ﻟﻬﺎ ﻓﻼ ﺗؤﺧذ ﻣﻧﻬﺎ إﻻ‬
‫‪1‬‬
‫ﺑﻣوﺟب ﻣﺳﻘط ﺷرﻋﻲ أوﺛﺑت ﻋدم ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗرﺑﯾﺗﻪ واﻻﻋﺗﻧﺎء "‪.‬‬

‫اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‪:‬‬ ‫ب ‪ -‬ﻣدة‬

‫ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 65‬ﻣن ﻗﺎﻧون ﻷﺳرة ‪ ":‬ﺗﻧﻘﺿﻲ ﻣدة ﺣﺿﺎﻧﺔ اﻟذﻛر ﺑﺑﻠوﻏﻪ ‪ 10‬ﺳﻧوات‪ ،‬واﻷﻧﺛﻰ‬
‫ﺑﺑﻠوﻏﻬﺎ ﺳن اﻟزواج وﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﻣدد اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠذﻛر إﻟﻰ ‪ 16‬ﺳﻧﺔ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ أﻣﺎ ﻟم ﺗﺗزوج‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﯾراﻋﻰ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻧﺗﻬﺎﺋﻬﺎ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺣﺿون" ‪.‬‬

‫ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻧﻼﺣظ أﻧﻪ‪:‬‬

‫*ﺗﻧﺗﻬﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠذﻛر ﺑﺑﻠوﻏﻪ ‪ 10‬ﺳﻧوات ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻣدﯾد ﻣدة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻣن طرف‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺑﻠوﻏﻪ ﺳن ‪ 16‬إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ أﻣﺎ ﻟم ﺗﺗزوج ﺛﺎﻧﯾﺔ دون أن ﯾﺗﻌﺎرض ذﻟك‬
‫ﻣﻊ ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ‪.‬‬

‫* ﺗﺳﺗﻣر ﺣﺿﺎﻧﺔ اﻷﻧﺛﻰ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺑﻠوﻏﻬﺎ ﺳن اﻟزواج وﻫو ‪19‬ﺳﻧﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 7‬ﻣن‬
‫اﻷﻣر ‪ 05/02‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳرة‪.2‬‬

‫وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻣددت اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ إﻟﻰ ‪ 16‬ﺳﻧﺔ ﻓﺈن اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﺗﺳﻘط ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أن ﯾراﻋﻲ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻧد اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻧﺗﻬﺎءﻫﺎ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺣﺿون واﻟﺳؤال اﻟذي ﯾطرح ﻫﻧﺎ إذا ﻟم ﯾطﺎﻟب ﺑﺈﺳﻘﺎط اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻣن‬
‫أﺣد اﻟزوﺟﯾن ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻫل ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻣﺣﺿون ﻟدى ﺣﺎﺿﻧﻪ؟ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻧظرﻧﺎ ﺗﻛون ﺑﻧﻌم ﻓطﺎﻟﻣﺎ ﻟم‬
‫ﯾطﺎﻟب ﺑﺈﺳﻘﺎط اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﺑﻘﻲ اﻟﻣﺣﺿون ﻟدى ﺣﺎﺿﻧﻪ‪ ،‬وﻧﺣن ﻧرى أﻧﻪ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻏرﻓﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﻠف رﻗم ‪ ،69191‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪، 1988 / 06 / 06‬‬
‫ﻏﯾر ﻣﻧﺷور ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺑراﻫﻣﻲ ﺣﻧﺎن‪ "،‬أﺣﻛﺎم اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة وﺗﻌدﯾﻼﺗﻪ ﻣﻊ اﺟﺗﻬﺎدات اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ " ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻧﺗدى اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟراﺑﻊ ‪ ،‬ﺟوان ‪ ، 2007‬ص‪.58‬‬

‫‪37‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺷرع ﻣﺳﺎواة ﻣدة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﺑﻣدة ﺳﻘوط اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﯾﺧص اﻹﻧﺎث وﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺳﻘط ﺑﺎﻟزواج ﻷﻧﻪ ﻣن ﻏﯾر‬
‫اﻟﻣﻧطﻘﻲ واﻟﻣﻌﻘول أن ﺗﺷﻘﻰ ﻣﺛﻼ اﻷم ﻓﻲ ﺣﺿﺎﻧﺔ ﺑﻧﺗﻬﺎ ﻣدة ‪ 19‬ﺳﻧﺔ‪ ،‬وﯾﺄﺗﻲ اﻟزوج وﯾطﺎﻟب ﺑﺈﺳﻘﺎط اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‬
‫‪1‬‬
‫ﻓﻬذا ظﻠم ﻟﻸم اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺣﺿون‬
‫وﻫو أﺣد أﻫم اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﺣﻛم اﻟطﻼق ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺣﺿون إﻟﻰ ﺣﺎﺿﻧﻪ اﻟﻣﻘرر ﻗﺎﻧوﻧﺎ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻣطﻠﻘﺔ‪ ،‬وﯾﺗم ﺗﻧﻔﯾذ ﻫذا اﻹﻟزام ﻣﻊ اﻟﺣﻛم ﻣﺣل اﻟﺗﻧﻔﯾذ أي ﻻ ﯾﺧﺻص ﻟﻪ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺳﺗﻘل وﯾﻣﻧﺢ اﻟﻣطﻠق‬
‫اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﺄﻣر ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺣﺿون أﯾن‬
‫ﯾﺳﻘط اﻷﺟل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وﻫذا ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻣراﻋﺎة ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻣﺣل اﻟﺗﻧﻔﯾذ أي اﻟﻣﺣﺿون وﻣﺻﻠﺣﺗﻪ اﻟﺗﻲ‬
‫‪2‬‬
‫ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﺗﻌﺟﯾل ﻓﻲ ﺗداﺑﯾر ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ إﻟﻰ ﺣﺎﺿﻧﻪ ‪.‬‬

‫وﻫﻧﺎ ﻧﺟد ﺣﺎﻟﺗﯾن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ ﺗﻣﺳك اﻷوﻻد ﺑﺎﻟﺑﻘﺎء ﻣﻊ اﻷب واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﺣق‬
‫اﻟزﯾﺎرة‪.‬‬

‫أوﻻ ‪:‬إﺷﻛﺎل ﺗﻣﺳك اﻷوﻻد ﺑﺎﻟﺑﻘﺎء ﻣﻊ اﻷب‬

‫وﻫﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻷوﻻد ﻋﻧد أﺑﯾﻬم ﺑﻌد ﺣﻛم اﻟطﻼق ﻓﯾﻘﺿﻲ اﻟﺣﻛم ﺑﺗﺳﻠﯾﻣﻬم‬
‫ﻷﻣﻬم واﻹﺷﻛﺎل اﻟذي ﯾواﺟﻪ اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻫﻧﺎ ﻫو ﺑﺑﺳﺎطﺔ ﻋدم ذﻫﺎب اﻷوﻻد ﻣﻊ أﻣﻬم‬
‫ﻓﯾﺛﯾرون ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺻراخ واﻟﺑﻛﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﻊ اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎﻣﻪ‪ ،‬وﯾﻣﻧﻊ ﻗﺎﻧوﻧﺎ‬
‫ﻋن اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺗﺳﻠﯾﻣﻬم ﺑﺎﻟﻘوة ﻷﻣﻬم أوﻻ ﻟﻌدم وﺟود ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻧظم وﯾﺷرح اﻟﺣﺎﻟﺔ‬
‫وﺛﺎﻧﯾﺎ ﻣراﻋﺎة ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻻد وﺳﻧﻬم ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻹﺷﻛﺎل ﯾﺷﺗد أﻛﺛر ﻓﻲ اﻹﺟراء اﻟذي ﯾﺟب ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ﻓﻼ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر اﻣﺗﻧﺎع ﺿد اﻟزوج اﻟﻣطﻠق ﻷﻧﻪ ﻣن‬
‫اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻗد اﻟﺗزم ﺑﺎﻟﺗﻛﻠﯾف وﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ أﯾﺿﺎ طﻠب ﺗﺳﺧﯾر اﻟﻘوة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬
‫ﺑﺎﻟﻘوة ﻋﻠﻰ اﻷوﻻد‪ ،‬واﻟﺣل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻫو ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﯾﺻف ﻓﯾﻪ ﺑدﻗﺔ اﻟوﺿﻌﯾﺔ واﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ واﺟﻬﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم وﯾﺳﻠم ﻣﻧﻪ ﻧﺳﺧﺔ ﻟﻠﻣﻌﻧﯾﯾن‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪. 59 -58 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف واﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 6‬‬

‫‪38‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺗدﺧل اﻟﺳﯾد وﻛﯾل اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ ﺣل ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋل ودﯾﺎ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل وﺑﻠﻘﺎءات‬
‫‪1‬‬
‫ﻣﻊ اﻷب واﻷم اﻟﻣطﻠﻘﯾن ﻟﺣل اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑﺷﻛل ﻫﺎدئ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪:‬اﺳﺗﻐﻼل اﻷم ﻟﻌدم اﺳﺗﺻدار اﻷﻣر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺳﺑب اﻟﻌطﻠﺔ‬

‫وﻫذا ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﺣق اﻟزﯾﺎرة اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟطﻼق‬

‫‪-1‬ﺗﻌرﯾف ﺣق اﻟزﯾﺎرة ‪:‬‬

‫إن إﺳﻧﺎد اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ إﻟﻰ ﻣﺳﺗﺣﻘﯾﻬﺎ واﻟذي ﯾﻛون ﻓﯾﺎ ﻟﻐﺎﻟب اﻷﻋم اﻷم‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻷوﻟﻰ ﺑﻬﺎ‬
‫رﻋﺎﯾﺔ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺣﺿون‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾؤدي ﺑﻪ ﺣﺗﻣﺎ اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻟواﻟد‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗدﻋﻲ إﯾﺟﺎد وﺳﯾﻠﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺗوازن اﻟطﻔل ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﻋدم اﻹﺿرار ﺑﺎﻟواﻟد ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪ ،‬وذﻟك ﺑﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن‬
‫اﻟزﯾﺎرة ‪.‬‬

‫وﺗم ﺗﻘرﯾر ﺣق اﻟزﯾﺎرة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 2/64‬ﺑﻘوﻟﻪ " ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺈﺳﻧﺎد اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ أن ﯾﺣﻛم ﺑﺣق اﻟزﯾﺎرة"‪ ،‬وﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة ﯾﺗﺿﺢ أﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻧد‬
‫إﺻدارﻩ ﻟﻠﺣﻛم ﺑﻣﻧﺢ ﺣق اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻷﺣد ﻣﺳﺗﺣﻘﯾﻬﺎ ﯾﺷﯾر ﻓﯾﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﺗﻬﺎؤﻫﺎ ﺑﻌﺑﺎرة "إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻧﺗﻬﺎؤﻫﺎ‬
‫ﺷرﻋﺎ"‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺿﻲ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟزﯾﺎرة‪ ،‬وﻫو ﺣق ﻟﻛﻼ اﻷﺑوﯾن ﻓﻠﻸب ﺣق زﯾﺎرة وﻟدﻩ‪ ،‬إذا ﻛﺎن‬
‫ﻓﻲ ﺣﺿﺎﻧﺔ أﻣﻪ أو ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻧﺳﺎء‪ ،‬وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻬﺎ أن ﺗﻣﻧﻌﻪ ﻣن رؤﯾﺗﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻟﻸم أﯾﺿﺎ ﺣق زﯾﺎرة وﻟدﻫﺎ إذا‬
‫أﺳﻧدت اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻟﻸب طﺑﻘﺎ ﻟﻘﺎﻋدة ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺣﺿون ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ أن ﯾﻣﻧﻊ أﻣﻪ اﻟﺗﻲ ﺳﻘط ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺿﺎﻧﺔ‬
‫‪2‬‬
‫اﻟوﻟد أو اﻧﺗﻬت ﻣدة ﺣﺿﺎﻧﺗﻬﺎ ﻣن رؤﯾﺔ وﻟدﻫﺎ ‪.‬‬

‫ٕواﻗﺣﺎم اﻟﻣﺷرع ﻟﺣق اﻟزﯾﺎرة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣرﺗﺑﺔ ﻷﺻﺣﺎب اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻟﻪ دﻻﻻت وﻫﻲ أن ﻛل‬
‫ﻣن ذﻛر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻟﻪ ﺣق اﻟزﯾﺎرة وﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻷب أو اﻷم ﻓﻘط‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﻩ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري‬
‫اﻟذي ﺟﻌل ﻟﻸﺟداد ﺣق اﺳﺗﻘﺑﺎل أو زﯾﺎرة أﺣﻔﺎدﻫم‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﻗررﻩ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﻲ ﻗ اررﻩ اﻟﺻﺎدر‬
‫ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1969/10/08‬ﻋﻧدﻣﺎ ﻗرر أن‪" :‬ﻣن ﺣق اﻷﺟداد اﺳﺗﻘﺑﺎل أﺣﻔﺎدﻫم ﻟزﻣن ﻣﺣدد ﺧﻼل اﻟﺳﻧﺔ دون‬
‫اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺣﻘوق اﻟﺷﺧص اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻷﺑوﯾﺔ وﺑﻣﺎ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟطﻔل"‪3،‬وﻛذﻟك اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر‬

‫‪1‬‬
‫أﻧظر اﻟﻣواد ‪ 72- 62‬ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري‬
‫‪2‬ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف واﻟﻲ ‪،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 5‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻏرﻓﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻠف رﻗم ‪ ، 189181‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪، ،1998 / 04 / 21‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ‪ ، 2001 ،‬ﻋدد ﺧﺎص ‪ ،‬ص ‪. 192‬خ ‪ ،1969/10/08 ،‬ن س‪ ،1969 ،‬ص ‪.327‬‬

‫‪39‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1998/04/21‬اﻟذي ﺟﺎء ﻓﯾﻪ ﺑﺄﻧﻪ "ﻣن اﻟﻣﻘرر ﺷرﻋﺎ أﻧﻪ ﻛﻣﺎ ﺗﺟب اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺟد ﻻﺑن اﻻﺑن ﯾﻛون ﻟﻪ ﺣق اﻟزﯾﺎرة أﯾﺿﺎ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻓﺈن ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع ﻟﻣﺎ ﻗﺿوا ﺑﺣق اﻟزﯾﺎرة ﻟﻠﺟد اﻟذي‬
‫ﯾﻌﺗﺑر أﺻﻼ ﻟﻠوﻟد وﻫو ﺑﻣﻧزﻟﺔ واﻟدﻩ اﻟﻣﺗوﻓﻲ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﺟب ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﯾﻛون ﻟﻪ ﺣق اﻟزﯾﺎرة طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة‬
‫‪ 77‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎة ﺑﻘﺿﺎﺋﻬم ﻛﻣﺎ ﻓﻌﻠوا طﺑﻘوا ﺻﺣﯾﺢ اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬وﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻛذﻟك اﺳﺗوﺟب رﻓض‬
‫اﻟطﻌن "‪.‬‬

‫‪ -2‬إﺷﻛﺎل اﺳﺗﻐﻼل اﻷم ﻟﻌدم اﺳﺗﺻدار اﻷﻣر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺳﺑب اﻟﻌطﻠﺔ‪:‬‬

‫ﻫو أﺣد ﻣﺷﺗﻣﻼت ﺣﻛم اﻟطﻼق أﯾﺿﺎ‪ ،‬أﯾن ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣطﻠﻘﺔ واﺟب ﺗﺳﻠﯾم اﻷوﻻد ﻷﺑﯾﻬم اﻣﺗﺛﺎﻻ ﻟﺣق‬
‫اﻟزﯾﺎرة ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﻻ ﯾﺗطﻠب اﻷﻣر ﻣن اﻟزوج اﻟﻣطﻠق اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺿر ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣن‬
‫اﺟل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺣق اﻟزﯾﺎرة إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗﺳﻠﯾﻣﻬم ﻣن طرف اﻟزوﺟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ‪ ،‬وﻹﺛﺑﺎت ذﻟك ﻣن طرف اﻟزوج‬
‫اﻟﻣطﻠق ﻻﺑد ﻋﻠﯾﻪ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺣﺿر ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣن اﺟل إﺛﺑﺎت اﻟواﻗﻌﺔ‪ ،‬واﻹﺷﻛﺎل اﻟذي ﯾﺛور ﻫﻧﺎ ﻫو أن ﺣق‬
‫اﻟزﯾﺎرة ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻓﻲ أﯾﺎم اﻟﻌطل وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻣن اﻟﻣطﻠق إﺣﺿﺎر أﻣر ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻷن اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻌﻣل ﺧﺎرج أوﻗﺎت اﻟﻌﻣل وﻫذا ﻗﺑل ﯾوم اﻟﻌطﻠﺔ‪ ،‬واﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺗﻠﺗزم ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻷن اﻷﻣر ﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﺗﺎﺑﻌﺔ‬
‫ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺎود اﻟﻛرة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟود أﻣر‪ ،‬وﯾﺑﻘﻰ اﻟﺣﺎل ﻛﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ وﻣﺎ ﯾﻧﺟر ﻋﻠﯾﻪ ﻣن إرﻫﺎق‬
‫ﻟﻠﻣطﻠق‪ ،‬ﻧﺎﻫﯾك ﻋن ﻋدم ذﻫﺎب اﻷوﻻد ﻣﻊ أﺑﯾﻬم وﻫذا ﺑﺈﯾﻌﺎز ﻣن أﻣﻬم‪ ،‬وﻫوﻣﺎ ﯾﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﺣدوث ﻧزاﻋﺎت ﺑﯾن‬
‫اﻟﻣطﻠﻘﯾن ﺗﻣﺗد أﺣﯾﺎﻧﺎ إﻟﻰ اﻷطﻔﺎل ‪.1‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﻣﺳﻛن ﻣﻣﺎرﺳﺔ‬
‫اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‬
‫ﻣن ﻣﺷﺗﻣﻼت ﺣﻛم اﻟطﻼق ﻣﺳﻛن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‪ ،‬وﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﺳﺄﺗﻧﺎول‬
‫ﺗﻌرﯾﻔﻪ‪ٕ ،‬واﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذﻩ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺗﻌرﯾف ﻣﺳﻛن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‬

‫اﻟﻣﺳﻛن اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻫو أﺣد ﻣﺷﺗﻣﻼت ﺣﻛم اﻟطﻼق اﻟذي ﯾﻛون ﺑﯾن‬
‫اﻟزوﺟﯾن اﻟﻠذﯾن ﺧﻠﻔﺎ أوﻻد ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋﻼﻗﺗﻬم اﻟزوﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺳﻛن ﻣﺧﺻص ﻟﻸوﻻد ﺗﻣﺎرس ﻓﯾﻪ أﻣﻬم‬
‫ﺣق ﺣﺿﺎﻧﺗﻬم وﻫذا ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ وﻣﺻﻠﺣﺗﻬم‪ ،‬ﻷن ﻓﻲ ذﻟك ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻬم ﻣن اﻟﺗﺷﺗت‬

‫‪1‬‬
‫ﻓواز ﻟﺟﻠط ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.15 -14 ،‬‬

‫‪40‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫وﻋدم اﻋﺗﺑﺎرﻫم ﻋﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر وﻣﺎ ﯾﺳﺑب ذﻟك ﻣن آﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬم‪ ،‬واﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﻔﺻﯾﻠﻬﺎ‬
‫وأﺳﺑﺎﺑﻬﺎ وﺗﺄﺻﯾﻠﻬﺎ‪ ،‬إﻧﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﻬﻣﻧﺎ ﻧﺣن ﻫو اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗوﻓﯾر ﻣﺳﻛن ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ‪.‬‬

‫ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﻣﺣﺿون ﻓﻲ اﻟﺳﻛن‪ ،‬ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 72‬ﻣن‬
‫ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟطﻼق ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻷب أن ﯾوﻓر ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‬
‫ﺳﻛﻧﺎ ﻣﻼﺋﻣﺎ ﻟﻠﺣﺎﺿﻧﺔ‪ٕ ،‬وان ﺗﻌذر ذﻟك ﻓﻌﻠﯾﻪ دﻓﻊ ﺑدل اﻹﯾﺟﺎر وﺗﺑﻘﻰ اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ﻓﻲ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‬
‫ﺣﺗﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻷب ﻟﻠﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺳﻛن"‪ ،‬وﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 167‬ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ ﻋﻠﻰ "ﺗﻌﺗﺑر‬
‫ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺳﻛن اﻟﻣﺣﺿوﻧﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﻋن اﻟﻧﻔﻘﺔ وأﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ وﻏﯾرﻫﻣﺎ‪ ،‬ﯾﺟب ﻋﻠﻰ‬
‫اﻷب أن ﯾﻬﯾﺊ ﻷوﻻدﻩ ﻣﺣﻼ ﻟﺳﻛﻧﺎﻫم‪ ،‬أو أن ﯾؤدي اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذي ﺗﻘدرﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻛراﺋﻪ ﻣراﻋﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ذﻟك أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة ‪ 191‬ﺑﻌدﻩ‪ ،‬ﻻ ﯾﻔرغ اﻟﻣﺣﺿون ﻣن ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾﺔ‪ ،‬إﻻ ﺑﻌد ﺗﻧﻔﯾذ اﻷب ﻟﻠﺣﻛم‬
‫اﻟﺧﺎص ﺑﺳﻛن اﻟﻣﺣﺿوﻧﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﺣدد ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬﺎ اﻹﺟراءات اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺿﻣﺎن‬
‫‪2‬‬
‫اﺳﺗﻣرار ﺗﻧﻔﯾذ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻣن ﻗﺑل اﻷب اﻟﻣﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠﯾﻪ‪.‬‬

‫وﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻘراء ﻫذا اﻟﻧص ﯾﺗﺿﺢ أﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻷب ﺗوﻓﯾر ﻣﺳﻛن ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ‬
‫اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ٕوان ﺗﻌذر ﻋﻠﯾﻪ ذﻟك ﻓﻌﻠﯾﻪ أن ﯾدﻓﻊ ﺑدل اﻹﯾﺟﺎر أو ﻣﺻﺎرﯾف اﻟﻛراء‪ ،‬وﯾﺟب أن ﯾﻛون‬
‫اﻟﻣﺳﻛن ﻻﺋق ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ واﻟﻣﻘﺻود ﻫﻧﺎ ﺗوﻓرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺿرورﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﻧزل ﻣن ﻣﺎء وﻛﻬرﺑﺎء‪. 3‬‬

‫وﻗد ﺳﺎﯾر ﻓﻘﻪ اﻟﻘﺿﺎء ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺣق اﻟﻣﺣﺿون ﻓﻲ اﻟﺳﻛن ﺣﯾث‬
‫ﻗﺿت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻗرارﻫﺎ اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1999/06/15‬ﺑﺄن ‪" :‬ﻟﻠﺣﺎﺿﻧﺔ اﻟﺣق ﻓﻲ‬
‫اﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ ﻣﺳﻛن اﻟزوﺟﯾﺔ ﻣﺗﻰ ﺛﺑت ﻟﻠزوج ﻣﺳﻛﻧﺎ آﺧ ار وﻫذا ﻧظ ار ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺣﺿوﻧﯾن‪ ،‬وﻟﻣﺎ‬
‫ﻛﺎن ﺛﺎﺑﺗﺎ – ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺣﺎل‪ -‬أن اﻟﻣطﻌون ﺿدﻫﺎ ﺗﻣﺎرس ﺣﺿﺎﻧﺔ اﻷوﻻد ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻛن اﻟﻣﺗﻧﺎزع‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص ‪. 16‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف واﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪3‬‬
‫ﯾرى اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدﻛﺗور ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﺗﻘﯾﺔ أن ﺗوﻓﯾر ﻣﺳﻛن ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻣن ﺑﯾن ﺣﺎﻻت اﻟﻧﺷوز اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺧﻠﻰ ﻓﯾﻬﺎ أﺣد‬
‫اﻟزوﺟﯾن ﻋن واﺟﺑﺎﺗﻪ اﻟﻣﻧﺑﺛﻘﺔ ﻣن ﻋﻘد اﻟزواج ‪ ،‬أﻧظر ‪ :‬ﺗﻘﯾﺔ ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ‪ ،‬اﻟطﻼق ﺑﯾن أﺣﻛﺎم ﺗﺷرﯾﻊ اﻷﺳرة و اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬
‫‪ ،‬أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ دوﻟﺔ ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑن ﻋﻛﻧون ‪ ، 2007 ،‬ص ‪. 86‬‬

‫‪41‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻧذ ‪ 11‬ﺳﻧﺔ أي ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدور اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟطﻼق‪ ،‬وأن ﻣﺣﺿر إﺛﺑﺎت ﺣﺎﻟﺔ ﯾﺛﺑت أن‬
‫اﻟطﺎﻋن ﯾﻣﻠك ﺳﻛﻧﺎ آﺧر‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎة ﺑﻘﺿﺎﺋﻬم ﺑرﻓض دﻋوى اﻟطﺎﻋن ﻟﻌدم اﻟﺗﺄﺳﯾس‬
‫وﺣق اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ ﻣﺳﻛن اﻟزوﺟﯾﺔ ﻧظ ار ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷوﻻد اﻟﻣﺣﺿوﻧﯾن اﻷرﺑﻌﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬم‬
‫ﺑﻘﺿﺎﺋﻬم ﻛﻣﺎ ﻓﻌﻠوا طﺑﻘوا ﺻﺣﯾﺢ اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬وﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻛذﻟك اﺳﺗوﺟب رﻓض اﻟطﻌن"‪ ،1‬وﻣن‬
‫ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻘرار ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﺳﻛن ﻫو ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺣﺿون‪ ،‬وﻗﺿت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻌﻘﯾب ﻓﻲ اﻟﻘرار‬
‫اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ‪ 1960/07/18‬ﻋﻠﻰ واﺟب اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺣق اﻟﺳﻛن وﻋدم اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻪ ﻷﻧﻪ ﯾﺗﻌﻠق‬
‫ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺣﺿون ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘرار ‪" :‬اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ إذا ﻟم ﯾﻛن ﻟﻬﺎ ﻣﺳﻛن ﻓﻌﻠﻰ اﻷب إﺳﻛﺎﻧﻬﺎ‬
‫ﻣﻊ اﻟﻣﺣﺿون‪ ،‬واﻟﺗﻧﺎزل ﺑوﺟﻪ اﻟﺻﻠﺢ ﻣﻊ اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻛن ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﺣرﻣﺎﻧﻬﺎ‬
‫وﺣرﻣﺎن ﻣﺣﺿوﻧﯾﻬﺎ ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻷن اﻟﺳﻛﻧﻰ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺣﺿون وﻻ ﯾﻧظر ﻟﻠﺣﺎﺿﻧﺔ ﻓﻲ ذﻟك‬
‫‪2‬‬
‫إﻻ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺗﺑﻊ"‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗوﻓﯾر ﻣﺳﻛن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‬

‫وأﻫم إﺷﻛﺎل ﯾواﺟﻪ اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻫذا اﻹﻟزام ﻫو اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن‬
‫ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻛن اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‪ ،‬وﻓﻲ ﻏﯾﺎب اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﺣدد‬
‫اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻛن‪ ،‬واﻛﺗﻔﺎء اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑذﻛر ﻣﺻطﻠﺢ "ﻣﺳﻛن ﻣﻼﺋم ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ‬
‫اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ " ﻓﻲ ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم‪ ،‬ﺗطرح اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ إﺷﻛﺎﻟﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن ﻫﻣﺎ ‪:‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬إﺷﻛﺎل اﻟﻣﺳﻛن ﻏﯾر اﻟﻼﺋق ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‬

‫ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﺟﺄ اﻟﻣطﻠق إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر ﻣﺳﻛن ﻏﯾر ﻻﺋق وﻫذا ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻷن ﺛﻣﻧﻪ ﻗﻠﯾل‬
‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻣﺳﻛن آﺧر وﯾﻘوم ﺑﻌرﺿﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬اﻹﺷﻛﺎل اﻟذي ﯾطرح ﻫو اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر‬
‫اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺳﻛن ﻻﺋق أوﻻ‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﯾﻠﺟﺄ اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻏﯾﺎب اﻟﻧص‬
‫وﺿﺑﺎﺑﯾﺔ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﺣل اﻟﺗﻧﻔﯾذ إﻟﻰ ﺗﺣﻛﯾم اﻟﻌرف واﻟﻌﺎدة‪ ،‬أي اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﺳﻛن اﻟذي ﯾﺗوﻓر‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎء واﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛوﻧﻪ ﻣؤﻣن ﻣن ﺣﯾث اﻷﺑواب واﻟﻧواﻓذ واﻟﺟدران‬
‫‪1‬‬
‫ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ‪ ،‬ﻏرﻓﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻠف رﻗم ‪ ، 223834‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ،1999/06/15‬اﻟﻣﺟﻠﺔ‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،2001 ،‬ﻋدد ﺧﺎص‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻌﻘﯾب‪ ،1960/07/18 ،‬ﻗرار ﻣدﻧﻲ‪ ،‬ﻋدد ‪ ،1982‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء واﻟﺗﺷرﯾﻊ‪ ،1960 ،‬ﻋدد ‪ ،08‬ص ‪.53‬‬

‫‪42‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺳﻛن ﻻﺋق ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ﻗد ﺗرﻓﺿﻪ ﻟﻌدم ﻣﺛﻼ وﺟود اﻟﺑﻼط أو‬
‫ﻣطﺑﺦ أو أﻧﻪ ﻏﯾر ﻣؤﺛث ‪ ...‬وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟك ﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻛون ﺟدﯾﺔ ﻓﻲ وﻗﺗﻧﺎ ﻫذا واﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﻌﯾﺷﻬﺎ أﻏﻠب اﻟﻧﺎس‪ ،‬ﻓﺗطﻠب اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﺑﺄن اﻟﻣﺳﻛن اﻟﻣوﻓر ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‬
‫ﻏﯾر ﻻﺋق وﻻ ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‪ ،‬وﯾطﻠب اﻟﻣطﻠق أﯾﺿﺎ ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﺑﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺳﻛن‪،‬‬
‫واﻟﺣل ﻫﻧﺎ ﯾﻧﺗﻬﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻟﻠﻣﺳﻛن ٕوان‬
‫اﻗﺗﺿﻰ اﻷﻣر إرﻓﺎق ﺻور ﻓوﺗوﻏراﻓﯾﺔ ﻟﻪ وﺗدوﯾن ﻓﻲ ﻣﺣﺿر اﻟﺗﻧﻔﯾذ رﻓض اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ﻟﻠﻣﺳﻛن ﻣﻊ‬
‫ذﻛر أﺳﺑﺎب ذﻟك‪ ،‬وﺗﻌﺎد اﻟﻘﺿﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣرة أﺧرى ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬إﺷﻛﺎل ﺑﻌد اﻟﻣﺳﻛن ﻋن أﻫل اﻟﻣطﻠﻘﺔ‬

‫ﯾﺻدر ﺣﻛم اﻟطﻼق ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺗوﻓﯾر اﻟﺳﻛن ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ٕوان ﺗﻌذر ذﻟك ﻓﻌﻠﯾﻪ ﺑدﻓﻊ‬
‫ﺑدل إﯾﺟﺎر وﯾﺣدد اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻘدارﻩ‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﯾﻠﺟﺄ اﻟزوج اﻟﻣطﻠق إﻟﻰ اﻟﺗﺣﺎﯾل وﻫذا ﻣن أﺟل اﻟﺗﺿﯾﯾق‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻛن اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺳﻘط أﯾﺿﺎ‬
‫ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺑدل اﻹﯾﺟﺎر‪ ،‬وأﻏﻠب اﻟﺣﯾل اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣطﻠﻘون ﻫﻲ ﺗوﻓﯾر ﻣﺳﻛن ﺑﻌﯾد ﻋن اﻷﻫل‬
‫وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﺣﺗﻰ ﺧﺎرج اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻬﺎ أﻫل اﻟﻣطﻠﻘﺔ‪ ،‬ﻓﺗﺿطر اﻟﻣطﻠﻘﺔ إﻟﻰ ﻋدم ﻗﺑوﻟﻪ‬
‫ﻓﺗﻛون ﺑذﻟك ﻣﺗﺧﻠﯾﺔ ﻋن ﻣﺳﻛن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ أن ﺗرﻓﻊ دﻋوى ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ‬
‫ﺿد طﻠﯾﻘﻬﺎ ﻣن أﺟل إﺑطﺎل اﻟﻣﺳﻛن اﻟذي وﻓرﻩ ٕواﻟزاﻣﻪ ﺣرﻓﯾﺎ ﺑﺗوﻓﯾر ﻣﺳﻛن ﺑﺎﻟﻘرب ﻣن أﻫﻠﻬﺎ‪،‬‬
‫ورﻏم اﻧﻪ ﯾﻌد ﺣﻼ ﻟﻬذا اﻹﺷﻛﺎل إﻻ أﻧﻪ وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﯾﺛﻘل ﻛﺎﻫل اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟدﻋﺎوى‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ أﯾن ﯾﻌد ذﻫﺎب اﻟﻣرأة إﻟﻰ اﻟﻌداﻟﺔ ﻧوﻋﺎ ﻣن ﻋدم‬
‫اﻻﺣﺗﺷﺎم واﻟﺧروج ﻋن اﻟﻌﺎدة‪ ،‬ﻧﺎﻫﯾك ﻋن اﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻟذا ﻧرى أﻧﻪ ﻣن اﻷﺣﺳن ﻟو‬
‫ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺣﻛم اﺑﺗداء ﻫذا اﻟﺗوﺿﯾﺢ ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻗرب اﻟﻣﺳﻛن اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‬
‫‪1‬‬
‫ﻟﺗﻔﺎدي إرﻫﺎق اﻟﻣطﻠﻘﺔ وﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﻣﺣﺿوﻧﯾن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻓواز ﻟﺟﻠط ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 18 – 17‬‬

‫‪43‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ------‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫‪44‬‬
‫ﺧﺎﺗﻣــــــﺔ‬
‫ﺧﺎﺗﻣﺔ ‪:‬‬
‫ﺧﺗﺎﻣﺎ ﻟﺑﺣﺛﻲ ﻫذا اﻟذي ﺗﻧﺎوﻟت ﻓﯾﻪ إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل اﻷﺣوال‬
‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﺗﻧﻘﺳم ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻻت ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ وﺑﻌدﻫﺎ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﻌد ﻣن‬
‫اﻟدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﻻزاﻟت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺑﺣث واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ‪ ،‬وﻫدف دراﺳﺗﻲ ﻟﻬذا‬
‫اﻟﻣوﺿوع اﻷﺳرة ﻫو ﻣﻌرﻓﺔ اﻹﺷﻛﺎﻻت واﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺧﻠﻔﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري‬
‫ﻋﻧد وﻗوﻋﻬﺎ ‪.‬‬

‫وﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﺧطﺔ اﻟﺗﻲ اﺗﺑﻌﺗﻬﺎ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻓﻘد ﺗﻧﺎوﻟﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻓﺻﻠﯾن ‪:‬‬

‫ﻓﻔﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول اﻟﻣﻌﻧون ﺑﺈﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬
‫اﻟذي ﺗﻧﺎوﻟت ﻓﯾﻪ أﻫم اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور أﺛﻧﺎء ﻗﯾﺎم اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﺗﻔﺎﻗﻣﻬﺎ ﺳﺗؤدي إﻟﻰ‬
‫ﺣﻠﻬﺎ ﺑواﺳطﺔ أﻧواع اﻟطﻼق اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬وﻣن أﻫﻣﻬﺎ ﻣﺳﺄﻟﺔ رﺟوع اﻟزوﺟﺔ إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‬
‫اﻷﺻﻠﻲ‪ ،‬وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓﺿﻬﺎ اﻟرﺟوع إﻟﯾﻪ وﻣطﺎﻟﺑﺗﻬﺎ ﺑﺑﯾت ﻣﺳﺗﻘل أﺛﺎﺛﺎ وﻣﻌﺎﺷﺎ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺛور ﻋﻧﻬﺎ‬
‫ﻣن إﺷﻛﺎﻻت ﺗواﺟﻪ ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻬﺎ‪ ،‬وﻛذﻟك ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل وﺣﺎﻟﺔ ﻧﺷوز اﻟزوﺟﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي ﻋﻧواﻧﻪ إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬
‫اﻟذي ﺗﻧﺎوﻟت ﻓﯾﻪ أﻫم اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻣﺛﺎرة ﺑﻌد ﺣﻛم اﻟطﻼق‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﻗﺳﻣﺗﻬﺎ إﻟﻰ إﺷﻛﺎﻻت ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﺑﺎﻷﻣور اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻧﻪ‪ ،‬وﻣن أﻫﻣﻬﺎ اﻟﺗﻌوﯾض‬
‫ﻋن اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ واﻟﺧﻠﻊ‪ ،‬وﻛذﻟك ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺳﻠﯾم اﻷﺛﺎث واﻟﻣﺻوغ اﻟذﻫﺑﻲ‪ٕ ،‬واﺷﻛﺎﻻت ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﺑﺎﻷﻣور ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﺧص اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﻠطﻔل‪ ،‬وأﻫﻣﻬﺎ ﺣق اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ٕواﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ‬
‫اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻪ واﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻧﻪ ‪.‬‬

‫وﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻﻠت إﻟﯾﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺑﺣث ‪:‬‬

‫‪ - 1‬ﺗﻌﺗرض ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ اﻷﺻﻠﻲ إﺷﻛﺎﻻت ﺗﺣول ﻣن‬
‫إﺗﻣﺎﻣﻪ وﻣن أﻫﻣﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ ‬ﻋدم اﻟﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون اﻟرﺟوع ﺑﺳﻌﻲ ﻣن اﻟزوج ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺗﺣﺎﯾل اﻟزوج أو اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻹﻟﺗزام ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ – 2‬اﻟﺑﯾت اﻟﻣﺳﺗﻘل أﺛﺎﺛﺎ وﻣﻌﺎﺷﺎ ﻣن اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺿﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟرﺟﻌﺔ ﺑﻌد‬
‫أن اﻟزوﺟﺔ‪ ،‬وﺗﻌﺗرض ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟرﺟﻌﺔ إﻟﻰ ﺑﯾت زوﺟﯾﺔ ﻣﻧﻔﺻل إﺷﻛﺎﻻت ﻣن‬
‫أﻫﻣﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ ‬ﻏﯾﺎب اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﺣدد اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﻣﺳﺗﻘل ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻛوت اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺷروط أو اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘل‪ ،‬وﻓﻲ ﺣﺎل وﺟد اﻟﻣﺳﻛن ﻻ ﯾوﺟد ﻣﺎ اﻟذي ﯾﺣدد ﺑﺄن ﻫذا اﻟﺑﯾت اﻟﻣﺳﺗﻘل ﻻﺋق‬
‫أو ﻏﯾر ﻻﺋق ‪.‬‬
‫‪ – 3‬أﻫم اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻣﺛﺎرة ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟرﺟﻌﺔ ﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ ‬ﻋدم ﺗﺣدﯾد اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺣﺳﺎب ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ ‬إﺷﺗراط اﻟزوج دﻓﻌﻬﺎ ﺑﻌد رﺟوع اﻟزوﺟﺔ ٕواﺷﺗراط اﻟزوﺟﺔ اﻟرﺟوع ﺑﻌد دﻓﻌﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ إﺳﻘﺎطﻬﺎ ﻋﻠﻣﺎ أن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﻟم ﯾﺗﻧﺎول ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ‪.‬‬
‫‪ – 4‬ﯾﻌﺗرض ﺣﻛم رﺟﻌﺔ اﻟزوﺟﺔ اﻟﻧﺎﺷز إﺷﻛﺎل ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﺣﺎﯾل ﻛل ﻣن اﻟزوﺟﯾن ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟرﺟﻌﺔ داﺧل اﻟﻣﻧزل ﻣﻣﺎ ﯾﺻﻌب إﺛﺑﺎﺗﻪ ‪.‬‬
‫‪ – 5‬ﺗﺛور ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺎﻟﻲ إﺷﻛﺎﻻت ﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ ‬إﻣﺗﻧﺎع اﻟزوج ﻋن دﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ودﻓﻊ اﻟﻧﻔﻘﺔ ‪.‬‬
‫‪ ‬إﻣﺗﻧﺎع اﻟزوﺟﺔ ﻋن دﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺧﻠﻊ ‪.‬‬
‫‪ ‬طﻠب اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ ﺑﯾن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺧﻠﻊ واﻟﻧﻔﻘﺔ وﻫذا راﺟﻊ ﻟﻐﯾﺎب اﻟﻧص أو ﻋدم ﺗﻛﻠم اﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ‪.‬‬
‫‪ – 6‬ﺗﺛور ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﺗﺳﻠﯾم اﻷﺛﺎث واﻟﻣﺻوغ اﻟذﻫﺑﻲ إﺷﻛﺎﻻت ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ‪:‬‬
‫‪ ‬ﻋدم وﺟود اﻷﺛﺎث أو وﺟودﻩ ﻟﻛن ﻏﯾر ﻣطﺎﺑق إﻣﺎ ﻟﻠﺣﻛم أو ﻟوﺻف اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ ‬أﻣﺎ اﻹﺷﻛﺎل اﻟذي ﯾﺛور ﻋﻧد ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺻوغ اﻟذﻫﺑﻲ ﻫو ﻣطﺎﺑﻘﺗﻪ أي ﻋدم ﺗزﯾﯾﻔﻪ وﻫذﻩ‬
‫اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﻘﻧﯾﺔ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ أﻫل اﻟﺧﺑرة وﻻ ﯾوﺟد ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻧظم ﻫذ اﻟﺣﺎﻟﺔ ‪.‬‬
‫‪ – 7‬ﺗﺛور ﻋدة إﺷﻛﺎﻻت ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻣور ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻣن‬
‫ﺑﯾﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ ‬ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺣﺿون ﯾﺛور أﻫم إﺷﻛﺎﻟﯾن ﻫﻣﺎ ﺗﻣﺳك اﻷوﻻد ﺑﺎﻟﺑﻘﺎء ﻣﻊ‬
‫اﻷب‪ٕ ،‬واﺷﻛﺎل اﺳﺗﻐﻼل اﻷم ﻟﻌدم اﺳﺗﺻدار اﻷﻣر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺳﺑب اﻟﻌطﻠﺔ ‪.‬‬

‫‪ - 8‬اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﻣﺳﻛن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ أﻫﻣﻬﺎ ‪:‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ ‬إﺷﻛﺎل اﻟﻣﺳﻛن ﻏﯾر اﻟﻼﺋق ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‪ٕ ،‬واﺷﻛﺎل ﺑﻌد اﻟﻣﺳﻛن ﻋن أﻫل‬
‫اﻟﻣطﻠﻘﺔ ‪.‬‬

‫‪ - 9‬ﺟل ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻻت ﺗﻌود إﻟﻰ ﺧﻠو اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن ﺑﻌض اﻟﺟزﺋﯾﺎت اﻟﻣﻬﻣﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﺑﻌض ﻣﺳﺎﺋل اﻷﺳرة‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺳﻛوت اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻧد اﻟﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻣﺎ‬
‫ﯾﺧﻠق إﺷﻛﺎﻻت ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﺑﺣﯾث ﺗواﺟﻪ اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﻻ ﯾﺟد ﻟﻬﺎ ﺣل ‪.‬‬

‫‪ – 10‬ﻛﺣﻠول ﻟﻬذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻻت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ‬


‫اﻟﺟزاﺋﯾﺔ و ﺗﻌدﯾل ﻣدة ﺗﺳدﯾد اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن ﺷﻬرﯾن إﻟﻰ ﺷﻬر ‪.‬‬

‫‪ – 11‬اﻟﻧص ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟرﺟوع ﯾﻛون ﺑﺳﻌﻲ ﻣن اﻟزوج ‪.‬‬

‫ﺗوﺻﯾﺎت اﻟﺑﺣث ‪:‬‬

‫‪ - 1‬أﻏﻠب اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ذﻛرﺗﻬﺎ ﻛﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﻌود إﻟﻰ ﻣﺎ ﻗد ﯾﺳﺟل ﻣن إﺧﺗﻼﻻت ﺑﯾن اﻟﻧص‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬وﻫذا ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﻌﺗﻠﻲ اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻣن ﺛﻐرات وﻓراﻏﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ‬
‫ﻧوﺻﻲ اﻟﻣﺷرع ﺑﺗدارك ﻫذﻩ اﻻﺧﺗﻼﻻت ﻣن ﺧﻼل ﻣراﺟﻌﺔ ﺑﻌض ﻧﺻوص ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة‪ ،‬وﻛذا‬
‫ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻌدﯾﻼﺗﻪ اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ ‪.‬‬

‫‪ – 2‬ﻧوﺻﻲ اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻓﻲ ﻣوﺿوع إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل اﻷﺳرة‪،‬‬


‫أﻧﻪ ﻣوﺿوع واﺳﻊ وﻣﻬم‪ ،‬وﯾﺗطﻠب اﻟدراﺳﺔ واﻟﺑﺣث ﻓﯾﻪ‪ ،‬وﻣﺎزال ﯾﺣﺗﺎج ﻟﻠﺿﺑط واﻟﺗﻧظﯾم ﺑﺎﻟﻧظر‬
‫ﻷﻫﻣﯾﺗﻪ وﻣﺳﺎﺳﻪ ﺑﺈﺳﺗﻘرار اﻷﺑﻧﺎء ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻬم وﻛراﻣﺔ اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر و اﻟﻣراﺟﻊ ‪:‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬اﻟﻛﺗب‬

‫‪ .1‬ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﻧظور ‪ ،‬ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول ‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺔ اﻷﻋﻠﻣﻲ ﻟﻠﻣطﺑوﻋﺎت ‪،‬‬
‫ﺑﯾروت ‪. 2005 ،‬‬
‫‪ .2‬اﺣﻣد اﺑن ﻓﺎرس ‪ ،‬ﻣﻌﺟم ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق ‪ :‬ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻫﺎرون ‪ ،‬دار اﻟﺟﯾل ‪،‬‬
‫ﻟﺑﻧﺎن ‪. 1999 ،‬‬
‫‪ .3‬ﺑﺎدﯾس دﯾﺎﺑﻲ ‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ‪ ،‬دار اﻟﻬدى ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪،‬‬
‫‪. 2012‬‬
‫‪ .4‬ﺻﺎﻟﺢ ﺑن ﻏﺎﻧم اﻟﺳدﻻن ‪ ،‬اﻟﻧﺷوز –ﺿواﺑطﻪ ‪ -‬ﺣﺎﻻﺗﻪ – اﺳﺑﺎﺑﻪ – طرق اﻟوﻗﺎﯾﺔ‬
‫ﻣﻧﻪ –وﺳﺎﺋل ﻋﻼﺟﻪ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ ‪ ،‬ط ‪ ، 4‬دار اﻟﺑﻠﻧﺳﯾﺔ ‪ ،‬اﻟرﯾﺎض ‪،‬‬
‫اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ‪. 1417 ،‬‬

‫‪ .5‬اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﻠﺣﺎج ‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ‪- ،‬ﻣﻘدﻣﺔ – اﻟﺧطﺑﺔ –‬


‫اﻟزواج – اﻟطﻼق – اﻟﻣﯾراث – اﻟوﺻﯾﺔ ‪ ، -‬اﻟﺟزء اﻷول ‪ ،‬اﻟزواج و اﻟطﻼق ‪،‬‬
‫اﻟطﺑﻌﺔ ‪ ، 5‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬
‫‪ .6‬ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﻗﺎﺳم ‪ ،‬ﻧﺷوز اﻟزوﺟﺔ أﺳﺑﺎﺑﻪ و ﻋﻼﺟﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ب ط ‪،‬‬
‫دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر ‪ ،‬اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪.2004 ،‬‬

‫‪ .7‬ﻣﺣﻣد ﺳﻣﺎرة ‪ ،‬أﺣﻛﺎم و آﺛﺎر اﻟزوﺟﯾﺔ ﺷرح ﻣﻘﺎرن ﻟﻘﺎﻧون اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ‬
‫اﻻوﻟﻰ ‪ ،‬اﻹﺻدار اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن اﻷردن ‪. 2008 ،‬‬
‫‪ .8‬ﻣﺣﻣد ﻋﻠﯾوي ﻧﺎﺻر ‪ ،‬اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﺷرﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و‬
‫اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن ‪ ،‬اﻷردن ‪2010 ،‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟﻣداﺧﻼت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‬

‫‪ .1‬ﻓواز ﻟﺟﻠط ‪ "،‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎدة ﺷؤون اﻷﺳرة" ‪ ،‬ﻣداﺧﻠﺔ‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ ﺿﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺎت اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ اﻟذي ﻧظﻣﺗﻪ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﯾﺣﻲ ﻓﺎرس ﺑﺎﻟﻣدﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣوﺳوم ﺑﻌﻧوان ‪ :‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ‪،‬‬
‫ﯾوﻣﻲ ‪ 05 / 04‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ ، 2015‬اﻟﻣدﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ .2‬ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف واﻟﻲ ‪ " ،‬ﺣق اﻟطﻔل ﻓﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ " ‪ ،‬ﻣداﺧﻠﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﺿﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺎت‬
‫اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ اﻟذي ﻧظﻣﺗﻪ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﯾﺣﻲ ﻓﺎرس‬
‫ﺑﺎﻟﻣدﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣوﺳوم ﺑﻌﻧوان ‪ :‬ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬ﯾوﻣﻲ ‪05 / 04‬‬
‫ﻧوﻓﻣﺑر ‪ ، 2015‬اﻟﻣدﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻟﻣﻘﺎﻻت‬

‫‪ .1‬ﺑراﻫﻣﻲ ﺣﻧﺎن ‪ " ،‬أﺣﻛﺎم اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة وﺗﻌدﯾﻼﺗﻪ ﻣﻊ اﺟﺗﻬﺎدات اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﯾﺎ " ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻧﺗدى اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟراﺑﻊ ‪ ،‬ﺟوان‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ .2‬ﻟﯾﻠﻰ ﻋﺑد اﷲ ﺳﻌﯾد ‪،‬ﺣﻘوق اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻣﺣﯾط اﻷﺳرة ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق‬
‫‪ ،‬ع ‪ ، 3‬اﻟﺳﻧﺔ ‪. 1984 ، 8‬‬

‫‪ .3‬ﺻﺑري ﻋروة ‪ ،‬اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ دراﺳﺔ ﻓﻘﻬﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻸﺑﺣﺎث ‪ ،‬ﻋدد‬
‫‪. 2009 ، 13‬‬
‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬اﻟﻣذﻛرات و اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬

‫‪ .1‬ﺗﻘﯾﺔ ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ‪ ،‬اﻟطﻼق ﺑﯾن أﺣﻛﺎم ﺗﺷرﯾﻊ اﻷﺳرة و اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ‪ ،‬أطروﺣﺔ‬
‫دﻛﺗوراﻩ دوﻟﺔ ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑن ﻋﻛﻧون ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪2007 :‬‬
‫‪. 2008-‬‬
‫‪ .2‬ﺳﻠﯾم ﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﺧﻠﻊ ﺑﯾن أﺣﻛﺎم ﺗﺷرﯾﻊ اﻷﺳرة و اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﯾﺳﺗر‬
‫‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر –ﺑن ﯾوﺳف ﺑن ﺧدة – ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‬

‫‪ .3‬ﺳﺎﺟدة ﻋﻔﯾف " ﻣﺣﻣد رﺷﯾد " ﻋﺗﯾﻠﻲ ‪ ،‬اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ و اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧﻪ ﺑﯾن‬
‫اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧون اﻷردﻧﻲ ‪ ،‬أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟوطﻧﯾﺔ‬
‫ﻧﺎﺑﻠس ‪ ،‬ﻓﻠﺳطﯾن ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ، 2011 ،‬ص ‪. 39‬‬
‫‪ .4‬ﺳوﯾﺳﻲ ﻓﺗﯾﺣﺔ ‪ ،‬اﻟﻧﺷوز ﻓﻲ ظل أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ و ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬ﻣذﻛرة‬
‫اﻟﺗﺧرج ﻟﻧﯾل إﺟﺎزة اﻟﻣﻌﻬد ‪ ،‬اﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺗرﺑﺻﺎت ‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ‬
‫اﻟدراﺳﯾﺔ ‪. 2003-2004‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ .5‬ﻣﻌﺗﺻم ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﺣﻣد ﻣﻧﺻور ‪ ،‬أﺣﻛﺎم ﻧﺷوز اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﺗﺷرﯾﻊ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟوطﻧﯾﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ‬
‫ﻓﻠﺳطﯾن ‪. 2007 ،‬‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎ ‪ :‬اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫‪ -‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 11-84‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 9‬رﻣﺿﺎن ﻋﺎم ‪ 1404‬اﻟﻣواﻓق ل ‪ 9‬ﯾوﻧﯾو ‪1984‬‬


‫اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻷﻣر ‪ 02 – 05‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 27‬ﻓﺑراﯾر‬
‫‪. 2005‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 09-08‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ ، 2008/02/25‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ‬
‫واﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ج ر ﻋدد ‪ ، 21‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪. 2008/04/23‬‬

‫ﺳﺎدﺳﺎ ‪ :‬اﻟﻘ اررات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬

‫‪ .1‬ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻏرﻓﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻣﻠف رﻗم ‪،69191‬‬
‫اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ، 1988 / 06 / 06‬ﻏﯾر ﻣﻧﺷور ‪.‬‬
‫‪ .2‬ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻏرﻓﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ‪ ،‬ﻣﻠف رﻗم ‪، 189181‬‬
‫اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ، ،1998 / 04 / 21‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ .3‬ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ‪ ،‬ﻏرﻓﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻠف رﻗم ‪، 223834‬‬
‫اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ،1999/06/15‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،2001 ،‬ﻋدد ﺧﺎص ‪.‬‬
‫‪ .4‬ﻗرار ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻌﻘﯾب ‪ ،1960/07/18 ،‬ﻗﺳم ﻣدﻧﻲ‪ ، ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء واﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻋدد‬
‫‪ ،1960 ،1982‬ﻋدد ‪. 08‬‬
‫‪ .5‬ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻣﻠف رﻗم ‪ ، 253794‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ) 2001/01/23‬ﻏﯾر‬
‫ﻧﺷور (‪.‬‬
‫‪ .6‬ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻣﻠف رﻗم ‪ ، 184055‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪، 1998/02/17‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋدد ‪ ، 2‬ﻟﺳﻧﺔ ‪. 1998‬‬
‫‪ .7‬ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪،‬ﻣﻠف رﻗم ‪ ، 33762‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ، 09/07/1984‬اﻟﻣﺟﻠﺔ‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋدد ‪ ، 4‬ﻟﺳﻧﺔ ‪. 1989‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ .8‬ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻣﻠف رﻗم ‪ ، 253794‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ) 2001/01/23‬ﻏﯾر‬
‫ﻧﺷور (‪.‬‬
‫‪ .9‬ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻣﻠف رﻗم ‪ ، 184055‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪، 1998/02/17‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋدد ‪ ، 2‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ ، 1998‬ص ‪. 85‬‬
‫‪ .10‬ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻣﻠف رﻗم ‪ ، 256663‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪2001/01/23‬‬
‫)ﻏﯾر ﻣﻧﺷور (‪.‬‬
‫ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﻣﻠف رﻗم ‪ ، 33762‬اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ‬ ‫‪.11‬‬
‫‪ ، 1984/07/09‬م ق ﻋدد ‪. 04‬‬

‫‪52‬‬
‫اﻟﻣﻼﺣــــق‬
‫ﻓﻬرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت‬

‫اﻟﺻﻔﺣﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣﺗوى‬
‫ﺷﻛر وﺗﻘدﯾر‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻرات‬
‫أ‬ ‫ﻣﻘدﻣﺔ‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬
‫‪7‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬أﻫم إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟرﺟﻌﺔ إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫‪7‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟرﺟﻌﺔ إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ اﻷﺻﻠﻲ‬

‫‪7‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬إﺟراءات ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ اﻷﺻﻠﻲ‬

‫‪7‬‬ ‫أوﻻ ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫‪8‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬إﺟراءات إﻟزام اﻟزوﺟﺔ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫‪9‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﻋﻧد إﻟزام اﻟزوﺟﺔ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‬
‫اﻷﺻﻠﻲ‬
‫‪9‬‬ ‫أوﻻ ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون اﻟرﺟوع ﺑﺳﻌﻲ ﻣن اﻟزوج‬

‫‪9‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﺎﯾل اﻟزوج أو اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟزام ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ‬

‫‪10‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟرﺟﻌﺔ إﻟﻰ ﺑﯾت زوﺟﯾﺔ ﻣﻧﻔﺻل‬

‫‪10‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬إﺟراءات ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗوﻓﯾر ﻣﺳﻛن ﻣﺳﺗﻘل أﺛﺎﺛﺎ و ﻣﻌﺎﺷﺎ‬

‫‪11‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺑﯾت ﻣﻧﻔﺻل أﺛﺎﺛﺎ‬
‫و ﻣﻌﺎﺷﺎ‬
‫‪12‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل و ﺣﻛم رﺟﻌﺔ اﻟزوﺟﺔ اﻟﻧﺎﺷز‬

‫‪12‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟرﺟﻌﺔ‬

‫‪12‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل‬

‫‪13‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﺣﻘﺎق ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل و ﺳﻘوطﻬﺎ‬


‫‪13‬‬ ‫أوﻻ ‪ :‬ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﺣﻘﺎق ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل‬

‫‪14‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺳﻘوط اﻟﺣق ﻓﻲ اﺳﺗﺣﻘﺎق ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل‬

‫‪14‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬إﺟراءات ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟرﺟوع‬

‫‪15‬‬ ‫أوﻻ ‪ :‬ﺗﻘدﯾر ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل‬

‫‪15‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬إﺟراءات ﺗﻧﻔﯾذ ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل‬

‫‪16‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ ‪ :‬اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل‬

‫‪16‬‬ ‫أوﻻ ‪ :‬إﺷﻛﺎل ﻋدم ﺗﺣدﯾد اﻟﻣدة‬

‫‪16‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﺷﺗراط اﻟزوج دﻓﻌﻬﺎ ﺑﻌد رﺟوع اﻟزوﺟﺔ و اﺷﺗراط اﻟزوﺟﺔ اﻟرﺟوع ﺑﻌد دﻓﻌﻬﺎ‬

‫‪16‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻹﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ إﺳﻘﺎطﻬﺎ‬

‫‪17‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم رﺟﻌﺔ اﻟزوﺟﺔ اﻟﻧﺎﺷز‬

‫‪17‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﻧﺷوز‬

‫‪17‬‬ ‫أوﻻ ‪ :‬ﻟﻐﺔ‬

‫‪17‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﺻطﻼﺣﺎ‬

‫‪19‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻟﻧﺷوز ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة‬

‫‪20‬‬ ‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬أﺳﺑﺎب اﻟﻧﺷوز‬

‫‪21‬‬ ‫ﺧﺎﻣﺳﺎ ‪ :‬ﺳﻘوط اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟزوﺟﺔ اﻟﻧﺎﺷز‬

‫‪22‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم رﺟﻌﺔ اﻟزوﺟﺔ اﻟﻧﺎﺷز‬


‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ‬
‫‪25‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻣور اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫‪25‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺎﻟﻲ‬

‫‪25‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ‬

‫‪25‬‬ ‫أوﻻ ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ‬

‫‪26‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬إﺷﻛﺎل اﻣﺗﻧﺎع اﻟزوج ﻋن دﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ و دﻓﻊ‬
‫اﻟﻧﻔﻘﺔ‬
‫‪27‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺧﻠﻊ‬

‫‪27‬‬ ‫أوﻻ ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺧﻠﻊ‬

‫‪29‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﻋﻧد اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺧﻠﻊ‬

‫‪30‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﺗﺳﻠﯾم اﻷﺛﺎث و اﻟﻣﺻوغ‬
‫اﻟذﻫﺑﻲ‬
‫‪30‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﺳﻠﯾم اﻷﺛﺎث‬

‫‪31‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺻوﻏﺎت اﻟذﻫﺑﯾﺔ‬

‫‪33‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻣور ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫‪33‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‬

‫‪33‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‬

‫‪33‬‬ ‫أوﻻ ‪ :‬ﻟﻐﺔ‬

‫‪34‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﺻطﻼﺣﺎ‬

‫‪34‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬أدﻟﺔ ﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ‬

‫‪35‬‬ ‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬ﺷروط اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ و ﺗرﺗﯾب ﻣﺳﺗﺣﻘﯾﻬﺎ‬

‫‪37‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺣﺿون‬

‫‪38‬‬ ‫أوﻻ ‪ :‬إﺷﻛﺎل ﺗﻣﺳك اﻷوﻻد ﺑﺎﻟﺑﻘﺎء ﻣﻊ اﻷب‬

‫‪38‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﺳﺗﻐﻼل اﻷم ﻟﻌدم اﺳﺗﺻدار اﻷﻣر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺳﺑب اﻟﻌطﻠﺔ‬

‫‪40‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم ﻣﺳﻛن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‬

‫‪40‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺗﻌرﯾف ﻣﺳﻛن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‬

‫‪42‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬إﺷﻛﺎﻻت ﺗوﻓﯾر ﻣﺳﻛن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‬

‫‪42‬‬ ‫أوﻻ ‪ :‬إﺷﻛﺎل اﻟﻣﺳﻛن ﻏﯾر اﻟﻼﺋق ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ‬

‫‪43‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬إﺷﻛﺎل ﺑﻌد اﻟﻣﺳﻛن ﻋن أﻫل اﻟﻣطﻠﻘﺔ‬


‫‪45‬‬ ‫ﺧﺎﺗﻣﺔ‬

‫‪49‬‬ ‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‬


‫اﻟﻣﻼﺣق‬
‫ﻓﻬرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت‬
‫ﻣﻠﺧص‬

: ‫ﻣﻠﺧص اﻟﺑﺣث‬

: ‫وﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﺧطﺔ اﻟﺗﻲ اﺗﺑﻌﺗﻬﺎ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻓﻘد ﺗﻧﺎوﻟﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻓﺻﻠﯾن‬

‫ﻓﻔﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول اﻟﻣﻌﻧون ﺑﺈﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻗﺑل ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ اﻟذي‬
‫ﺗﻧﺎوﻟت ﻓﯾﻪ أﻫم اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور أﺛﻧﺎء ﻗﯾﺎم اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﺗﻔﺎﻗﻣﻬﺎ ﺳﺗؤدي إﻟﻰ ﺣﻠﻬﺎ ﺑواﺳطﺔ‬
‫ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓﺿﻬﺎ‬،‫ وﻣن أﻫﻣﻬﺎ ﻣﺳﺄﻟﺔ رﺟوع اﻟزوﺟﺔ إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ اﻷﺻﻠﻲ‬،‫أﻧواع اﻟطﻼق اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‬
‫ وﻣﺎ ﯾﺛور ﻋﻧﻬﺎ ﻣن إﺷﻛﺎﻻت ﺗواﺟﻪ ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم‬،‫اﻟرﺟوع إﻟﯾﻪ وﻣطﺎﻟﺑﺗﻬﺎ ﺑﺑﯾت ﻣﺳﺗﻘل أﺛﺎﺛﺎ وﻣﻌﺎﺷﺎ‬
. ‫ وﻛذﻟك ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻧﻔﻘﺔ اﻹﻫﻣﺎل وﺣﺎﻟﺔ ﻧﺷوز اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري‬،‫اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﻬﺎ‬

‫أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي ﻋﻧواﻧﻪ إﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ اﻟذي‬
‫ اﻟﺗﻲ ﻗﺳﻣﺗﻬﺎ إﻟﻰ إﺷﻛﺎﻻت ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻣور اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬،‫ﺗﻧﺎوﻟت ﻓﯾﻪ أﻫم اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻣﺛﺎرة ﺑﻌد ﺣﻛم اﻟطﻼق‬
‫ وﻣن أﻫﻣﻬﺎ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ‬،‫ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻧﻪ‬،‫اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ اﻟﺗﻲ ﺗﺧص‬،‫ ٕواﺷﻛﺎﻻت ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻣور ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬،‫ وﻛذﻟك ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺳﻠﯾم اﻷﺛﺎث واﻟﻣﺻوغ اﻟذﻫﺑﻲ‬،‫واﻟﺧﻠﻊ‬
. ‫ وأﻫﻣﻬﺎ ﺣق اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ٕواﺷﻛﺎﻻت ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻪ واﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻧﻪ‬،‫اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﻌﻧوي ﻟﻠطﻔل‬

: ‫اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺔ‬

، ‫ ﻣﺣﺿر اﻟﺗﻛﻠﯾف ﺑﺎﻟوﻓﺎء‬، ‫ ﻣﺣﺿر اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬، ‫ اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬، ‫ اﻟﺳﻧد اﻟﺗﻧﻔﯾذي‬، ‫اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬
. ‫إﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬
Résumé de la recherche :
Compte tenu du plan poursuivi dans l'étude de ce sujet a été abordé par deux chapitres:
Dans le premier chapitre, intitulé Mise en oeuvre Ba_kalat des décisions judiciaires avant de retirer le
lien conjugal où elle traitait des plus importants problèmes qui se posent lors de la liaison mariage
Ptvaqmha serait résolu par les différents types de divorce, et la question la plus importante de
retourner la femme au domicile conjugal d'origine, et dans le cas de refus de s'y référer et la maison de
réclamation mobilier indépendant et une pension, et il découle de la problématique face à la mise en
œuvre des dispositions du juge, ainsi que la question des frais de cas de négligence et la femme de la
désobéissance dans le code algérien de la famille.
Le deuxième chapitre, intitulé la mise en œuvre problématique des décisions judiciaires après
décodage du lien conjugal, qui traitait des problèmes les plus importants soulevés après la décision de
divorce, qui a divisé en questions financières problématiques représentées principalement dans le
paiement de la compensation financière, résultant de lui, et le plus important de la compensation pour
le divorce et le divorce arbitraire, ainsi que la question de la livraison des meubles d'or fonction de
fabrication, et les questions problématiques liées à côté non financier, qui appartiennent à la morale de
l'enfant, le droit le plus important de la garde à vue et la mise en œuvre problématique du juge et par
les conséquences de son jugement.
Mots-clés:
exécution judiciaire, exécutif Sindh, casier judiciaire, les procès-verbaux de mise en œuvre, le procès-
verbal de mise en la réalisation, la mise en œuvre problématique.

You might also like