You are on page 1of 107

‫و ازرة التعميـ العالي والبحث العممي‬

‫جامعة العربً بن مهٌدي – أم البواقً‪-‬‬

‫كلٌة الحقوق والعلوم السٌاسٌة‬

‫قسم الحقوق‬

‫ثنائـية السـلطـة التنفيذية في ظـل الـتعديل‬


‫الـدستوري لسنة ‪0202‬‬

‫مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الماستر في الحقوؽ‬

‫تخصص‪ :‬قانون عام‬

‫إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫إعداد الطالب(ة)‪:‬‬


‫وداد عايب‬
‫صوفيا حساني‬

‫عالء الدين إليهوم‬

‫الجامعة‬ ‫الدرجة العممية‬ ‫اإلسـ والمقب‬ ‫لجنة المناقشة‬


‫العربي بف مييدي‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫كماؿ دريد‬ ‫الرئيس‬
‫العربي بف مييدي‬ ‫أستاذ مساعد أ‬ ‫محمد عبد الحؽ بف وارث‬ ‫الممتحف‬
‫العربي بف مييدي‬ ‫أستاذة مساعد أ‬ ‫وداد عايب‬ ‫المشرؼ والمقرر‬

‫السنة الجامعية‪2021/2020 :‬‬


‫شكر وتقدير‬

‫أتقدـ بجزيؿ الشكر ألستاذتنا الفاضمة‬

‫الدكتورة " وداد عايب" عمى مساعدتنا‬

‫في إنجاز ىذا العمؿ‪ ،‬والذي لـ تبخؿ‬


‫عمينا بالمساعدة وعطاء‪ ،‬وتقديـ النصائح‬
‫والتوجييات الضرورية‪.‬‬

‫‪I‬‬
‫اإلهداء‬

‫أىدي ثمرة جيدي ىذا إلي أعز وأغمى إنسانة في حياتي‪ ،‬التي أنارت دربي‬
‫بنصائحيا‪ ،‬وكانت بح ار صافيا يجري يفيض الحب‪ ،‬والبسمة إلي مف زينت‬
‫حياتي بضياء البدر‪ ،‬وشموع الفرح‪ ،‬إلى مف منحتني القوة والعزيمة‪ ،‬لمواصمة‬
‫الدرب‪ ،‬وكانت سببا في مواصمة دراستي إلى مف عامتني الصبر واإلجتياد‪،‬‬

‫إلي الغالية عمي قمبي "أمــــــــــــــــــــــــي نـــــفيســـــــــة" حفظها اهلل‪.‬‬

‫واذا سألوؾ عف النقاء قؿ فيو قمب أختي "فــــاطـــمــــة الزهــــــــراء" أحبؾ‬

‫بحجـ نقائؾ وصفائؾ‪ ،‬بحجـ تمؾ المشكالت التي تذىبييا عني‪ ،‬بحجـ تمؾ‬
‫اإلبتسامة التي ترسمييا‪ ،‬تتوؽ أحرفي لتعبير عنؾ‪ ،‬وتخجؿ تمؾ األحرؼ مف‬
‫وصفؾ فطيبتؾ يا أختي التوصؼ‪ ،‬أستدعي الحروؼ ألصؼ بيا حنانؾ‪،‬‬
‫وأقؼ عاجزة أمامؾ‪ ،‬وتقؼ كمماتي عاجزة عف وصفؾ‪ ،‬ألكتب أعبر لؾ عما‬
‫يجوؿ بخاطري يارفيقة وصديقة والتي تحمؿ صفات األـ بما يؤىميا لإلعتماد‬
‫عمييا في كؿ األمور‪.‬‬

‫واذا سألوؾ عف األماف فيو األخي "عــــــبــــد الــجـــــمـــــيـــل" يا رفيؽ دربي‬

‫يالغالي وياصديقي الذي تحمو معو األوقات ومعو دائما يحمو الكالـ‪ ،‬أخي‬
‫أتذكر األياـ الجميمة التي قضيناىا مع بعضنا أياـ الطفولة والبراءة‪ ،‬أياـ‬
‫الشقاوة والمواقؼ المضحكة‪ ،‬أتمني اف ترجع تمؾ أياـ بكؿ مواقفيا‪.‬‬

‫إلي إخواني "رهف"‪" ،‬إيمان"‪" ،‬إلهام"‪" ،‬سهام"‪ ،‬الذي أحمؿ ليـ المحبة‬

‫والتقدير‪.‬‬

‫‪II‬‬
‫اإلهداء‬

‫أىدي عممي المتواضع إلي‪:‬‬

‫إلي نبي الرحمة ونور العالميف محمد صمى اهلل عميو وسمـ‪ ،‬إلي مف قاؿ في‬
‫حقييما اهلل تعالي‪ ":‬وقؿ رب ارحميما كما ربياف صغيرا"‪.‬‬

‫الوالديف الكريميف حفظيما اهلل ‪.‬األمــــــــــــــــي و األبــــــــــــــــــــــي‪.‬‬

‫إلي كؿ أفراد أسرتي‪.‬‬

‫إلي كؿ األصدقاء‪ ،‬ومف كانوا برفقتي ومصاحبتي أثناء دراستي في الجامعة‪.‬‬

‫والي كؿ مف لـ يدخر جيدا في مساعدتي‪.‬‬

‫والى كؿ مف ساىـ في تمقيني ولو بحرؼ في حياتي الدراسية‪.‬‬

‫‪III‬‬
‫المقدمة‬

‫العامة‬
‫المقذمة العامة‪:‬‬

‫ال يكفي لقياـ الدولة الشعب واإلقميـ فقط بؿ يجب خضوع الشعب واإلقميـ والسمطة حتى نقوؿ‬
‫بقياـ الدولة حيث تنقسـ ىذه السمطة في األنظمة السياسية المعاصرة إلى ثالث سمطات سمطة تشريعية‬
‫وقضائية وأخرى تنفيذية ألف أىـ ىذه السمطات الثالث السمطة التنفيذية حيث تتولى قيادة أجيزة الدولة‬
‫لتنفيذ القوانيف‪ ،‬وتختمؼ التشكيمة السمطة التنفيذية مف نظاـ إلى أخر حيث يقوـ النظاـ الرئاسي عمى‬
‫أحادية السمطة التنفيذية عمى عكس نظاـ البرلماني الذي يقوـ عمى ثنائية السمطة التنفيذية حيث تتكوف‬
‫مف رئيس الدولة سواء كاف ممكا أو منتخبا وفي المقابؿ رئاسة الحكومة والدستور الجزائري شيد‬
‫محطات عدة في تنظيـ السمطة التنفيذية حيث عرؼ في البداية في دستور ‪ 1963‬في السمطة التنفيذية‬
‫بقيادة رئيس الجميورية يؤكد ىذه األحادية دستور ‪ 1976‬الذي أعطى السمطة المطمقة لرئيس‬
‫الجميورية ليأتي دستور ‪ 1989‬ويغير في تشكيؿ السمطة التنفيذية تغيي ار جذريا حيث قاـ بتوزيعيا بيف‬
‫قطبيف رئيس الجميورية وفي مقابمة رئيس الحكومة حيث كاف أوؿ ظيور لمنصب رئيس الحكومة وىذا‬
‫ما يتماشى مع دستور ‪ 1996‬الذي تبنى ىو أيضا ثنائية في السمطة التنفيذية بنفس تشكيمة دستور‬
‫‪ 1989‬إلى غاية صدور التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2008‬الذي أفرغ ثنائي السمطة التنفيذية مف محتواىا‬
‫تماما حيث أصبحت ثنائية شكميو موزعة بيف رئيس الجميورية والوزير األوؿ وىذا ما سار عميو‬
‫التعديؿ الدستوري لسنو ‪.2016‬‬
‫وىذا ما جعمنا نحاوؿ دراسة تشكيؿ السمطة التنفيذية في التعديؿ الدستوري لسنة ‪.2020‬‬
‫‪ .1‬اإلشكالية‪:‬‬
‫اف مف ابرز التعديالت التي اقرىا المؤسس الدستوري في التعديؿ االخير طريقة تعييف رئيس الحكومة‬
‫او الوزير االوؿ حيث ربط ىذا التعييف باالغمبية التي تسفر عنيا االنتخابات التشريعية والتساؤؿ الذي‬
‫يطرح انطالقا مف ىذه التعديالت الجديدة يتمحور حوؿ مايمي ‪ :‬ىؿ تعبر ىذه القاعدة الجديدة في‬
‫تعييف القطب الثاني في السمطة التنفيذية عمى تبني المشرع الجزائري لثنائية حقيقية لمسمطة التنفيذية اـ‬
‫اف ىذا التعديؿ الجديد ال يعدو اف يكوف تعديال شكميا ظاىريا فقط ويبقي بذلؾ الوضع السابؽ عمى‬
‫حالو؟ اف ىذا التساؤؿ الرئيسي تتفرع عنو تساؤالت فرعية جد ىامة تتمثؿ في‪:‬‬
‫‪ -‬كيؼ نظـ الدستور الجديد السمطة التنفيذية و كيؼ وزع الصالحيات بيف قطبييا؟‬
‫‪ -‬ماىو مركز رئيس الجميورية عمى مستوى السمطة التنفيذية في التعديؿ الجديد؟‬
‫‪ -‬ىؿ تعتبر االغمبية الناتجة عف االنتخابات التشريعية سواء كانت اغمبية رئاسية او برلمانية قيدا‬
‫حقيقيا عمى سمطة رئيس الجميورية في تعييف رئيس الحكومة او الوزير االوؿ؟‬

‫أ‬
‫المقذمة العامة‪:‬‬

‫‪ .2‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬


‫اف اسباباختيار موضوع البحث تعود الى أسباب ذاتية ‪.‬تتمثؿ في الرغبة في دراسة النظاـ‬
‫السياسي الجزائري‪ ،‬الذي يثير الكثير مف الجدؿ بيف الفقياء الذيف يجمعوف عمى غموض طبيعتو‪،‬‬
‫ومف جية أخرى معرفة مركز و صالحيات كؿ مف رئيس الجميورية‪ ،‬رئيس الحكومة أو الوزير األوؿ‬
‫حسب الحالة في التعديؿ الدستوري الجديد‪.‬‬
‫محاولة معرفة تاثير التعديالت الدستورية الجديدة عمى مركز‬ ‫وأسباب موضوعية تتمثؿ في‪:‬‬
‫وصالحيات كؿ مف رئيس الجميورية ورئيس الحكومة أو الوزير األوؿ ‪.‬‬
‫‪ .3‬أهمية الموضوع‪:‬‬
‫لدراسة تكويف السمطة التنفيذية و‬ ‫تتجمى اىمية موضوع الدراسة في انو يمثؿ محاولة‬
‫صالحياتيا قصد التمكف مف معرفة مدى أخذ المؤسس الدستوري بمبدأ ثنائية السمطة التنفيذية خاصة‬
‫في ظؿ التعديالت التي طرأت عمى السمطة التنفيذية في التعديؿ الدستوري الجديد والتي مست جوانب‬
‫ميمة خاصة في تعييف مف يقود الحكومة ومف خالؿ ذلؾ يمكف إزالة بعض اإلبياـ والغموض الذي‬
‫يحيط بالنظاـ السياسي الجزائري خصوصا مف زاوية تبنيو الداة ىامة مف ادوات النظاميف البرلماني و‬
‫شبو الرئاسي المتمثمة في ثنائية السمطة التنفيذية‪.‬‬
‫‪ .4‬الهدف من الموضوع‪:‬‬
‫تيدؼ دراستنا الى إك تشاؼ التغيرات التي طرأت عمى السمطة التنفيذية في التعديؿ الدستوري‬
‫الجديد في تكوينيا وكذلؾ صالحياتيا وتيدؼ أيضا إلى معرفة ما إذا حققت التغيرات الوجود الفعمي‬
‫لثنائية السمطة التنفيذية في التعديؿ الدستوري عكس التعديالت السابقة التي تجمت فييا ثنائية شكمية‬
‫فقط‪.‬‬
‫‪ .5‬الدراسات السابقة ‪:‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى اف الدراسات السابقة التي تناولت الموضوع تختمؼ بإختالؼ الزاوية التي‬
‫ينظر منيا الباحث إلى الموضوع‪ ،‬و نذكر البعض منيا كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬بورايو محمد‪ ،‬السمطة التنفيذية في النظاـ الدستوري الجزائري بيف الوحدة و الثنائية‪« ،‬أطروحة لنيؿ‬
‫شيادة دكتوراه الدولة في القانوف العاـ»‪.‬‬
‫‪ -‬درس الباحث النظاـ السياسي الجزائري بيف األحادية و الثنائية‪ ،‬كما درس أسباب التحوؿ‬
‫مف األحادية إلى اإلزدواجية‪ ،‬وتناوؿ المبادئ التي تقوـ عمييا السمطة التنفيذية في كؿ مرحمة‬

‫ب‬
‫المقذمة العامة‪:‬‬

‫منذ اإلستقالؿ إلى غاية التعديؿ الدستوري لسنة ‪ ، 2008‬إال أننا نجد أنو ركز عمى المبادئ التي‬
‫تقوـ عمييا السمطة التنفيذية في مرحمة الثنائية أكثر مف مرحمة األحادية‪ ،‬فقير محمد‪« ،‬عالقة رئيس‬
‫الجميورية بالوزير األوؿ في النظاميف الجزائري و المصري‪ « ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير»‪.‬‬
‫‪ -‬تطرؽ الباحث في ىذه الدراسة إلى مقارنة الفصؿ العضوي و الوظيفي لرئيس الجميورية و الوزير‬
‫األوؿ في النظاميف المصري و الجزائري مبيف أولوية رئيس الجميورية عمى الوزير األوؿ في ممارسة‬
‫مختمؼ المياـ و الصالحيات‪.‬‬
‫‪ -‬سعيد بوالشعير‪ ،‬النظاـ السياسي الجزائري‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬الذي ركز فيو عمى إنتخاب رئيس‬
‫الجميورية‪ ،‬مدة العيدة‪ ،‬ومدى مسؤوليتو‪ ،‬كما فصؿ في سمطات رئيس الجميورية سواء في الظروؼ‬
‫العادية وغير العادية‪ ،‬وتناوؿ صالحيات رئيس الحكومة‪ ،‬والوزيراألوؿ‪ ،‬باعتبار كؿ منيما ضمف‬
‫األجيزة و اليياكؿ المساعدة لرئيس‪.‬‬
‫‪ .6‬صعوبات البحث‪:‬‬
‫واجينا العديد مف الصعوبات يمكننا وصفيا فيما يمي‪:‬‬
‫جدة الموضوع حيث بسبب أف الموضوع حديث يشمؿ عمى تعديالت ما زالت لـ تطبؽ ولـ تمارس‬ ‫‪‬‬
‫ميدانيا بعد مما يولد لنا الكثير مف الغموض واإلبياـ عمى الكثير مف نقاط البحث‪.‬‬
‫كذلؾ لحداثة الموضوع فقد واجينا مشاكؿ في الحصوؿ عمى المادة العممية وخصوصا المراجع‬ ‫‪‬‬

‫المتعمقة بالموضوع مف كتب و مقاالت عممية‪.‬‬


‫‪ .7‬المنهج المعتمد‪:‬‬
‫لقد اعتمدنا في ىذا البحث المنيج التحميمي ويبرز استخداـ ىذا المنيج خاصة في تحميؿ المواد‬
‫المتعمقة بالتعديالت الجديدة التي تطرؽ ليا التعديؿ الدستوري‪ ،‬والتي تخص السمطة التنفيذية عموما‬
‫مثؿ الحاالت التي يعيف فييا رئيس الجميورية وزي ار أوال يقود الحكومة والحاالت التي يعيف فييا رئيس‬
‫الحكومة كما اعتمدنا المنيج التاريخي مف خالؿ دراسة أوؿ ظيور لمنصب رئيس الحكومة ومنصب‬
‫الوزير األوؿ وكذلؾ المنيج الوصفي حيث وصفنا خالؿ بحثنا السمطة التنفيذية بقطبييا رئيس‬
‫الجميورية والوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة ‪.‬‬

‫ت‬
‫المقذمة العامة‪:‬‬

‫وفي بعض األحياف إستخدمنا المنيج المقارف مف خالؿ مقارنة التجارب السابقة التي مرت بيا‬
‫التجربة الدستورية الجزائرية قصد االستفادة منيا في الوصوؿ الى توقع ماستكوف عميو التجربة الحالية‬
‫التي ال تزاؿ حديثة العيد‪.‬‬
‫‪ -8‬هيكل الدراسة‪:‬‬
‫طبقا لمقواعد المنيجية المتعارؼ عمييا في مجاؿ البحوث القانونية فقد تـ تقسيـ خطة الدراسة الى‬
‫فصميف‪.‬‬
‫بالنسبة لمفصؿ األوؿ الخاص بتنظيـ السمطة التنفيذية في التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬فقد قسـ‬
‫إلي مبحثيف حيث تناوؿ المبحث األوؿ المركز القانوني لرئيس الجميورية في تعديؿ الدستور لسنة ‪2020‬‬
‫حيث فصمنا في المطمب األوؿ إنتخاب رئيس الجميورية‪ ،‬بينما شمؿ المطمب الثاني العيدة الرئاسية‬
‫ومسؤولية رئيس الجميورية‪ ،‬أما فيما يخص المبحث الثاني فقد تناولناه تحت مسمى المركز القانوني‬
‫لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة في التعديؿ الدستوري لسنة ‪ ،2020‬حيث فصمنا في المطمب األوؿ تعييف‬
‫وانياء مياـ الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‪ ،‬بينما شمؿ المطمب الثاني الرقابة البرلمانية عمى الوزير‬
‫األوؿ أو رئيس الحكومة‪ ،‬أما بالنسبة لمفصؿ الثاني تحت مسمى إختصاصات السمطة التنفيذية في‬
‫التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬فقد قسـ إلى مبحثيف حيث تناوؿ المبحث األوؿ إختصاصات رئيس‬
‫الجميورية حيث فصمنا في المطمب األوؿ إختصاصات رئيس الجميورية في الظروؼ العادية‪ ،‬أما فيما‬
‫يخص المطمب الثاني تطرقنا إلى إختصاصات رئيس الجميورية في الظروؼ غير العادية‪ ،‬أما فيما‬
‫يخص المبحث األخير لمفصؿ الثاني اتجينا نحو إختصاصات الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب‬
‫الحالة‪ ،‬لندرس صالحيات الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة في مجاؿ التسيير‪ ،‬بعدىا حاولنا التطرؽ إلى‬
‫صالحيات الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة في مجاؿ التنفيذي اإلستشاري‪.‬‬

‫ث‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫تنظيـ السمطة‬
‫التنفيذية في التعديؿ‬
‫الدستوري لسنة‬
‫‪2020‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يتمثؿ قطبي السمطة التنفيذية في التعديؿ الدستوري الجديد في رئيس الجميورية والوزير األوؿ‬
‫او رئيس الحكومة حسب الحالة حيث إعتبرت أوؿ تجربة شيدىا الدستور الجزائري‪ ،‬والذي يكوف فييا‬
‫الطرؼ الثاني لمسمطة التنفيذية‪ ،‬اما وزي ار أوال أو رئيسا لمحكومة وربط الدستور تعيف‪ ،‬أما الوزير األوؿ‬
‫او رئيس الحكومة باإلنتخابات التشريعية‪ ،‬ففي التعديالت السابقة كاف طرفي السمطة التنفيذية يتمثالف‬
‫في رئيس الجميورية وزير األوؿ (تعديؿ ‪ 2008‬و تعديؿ ‪ )2016‬أما في ظؿ دستور ‪ 1996‬فقد كاف‬
‫طرفييا يتمثالف في رئيس الجميورية ورئيس الحكومة‪.‬‬
‫و لإلحاطة بطرفي السمطة التنفيذية في ظؿ التعديؿ الدستوري الجديد سنتطرؽ الى المركز القانوني‬
‫لرئيس الجميورية والذي مف خاللو ندرس شروط وكيفيات إنتخاب رئيس الجميورية وكذلؾ نتطرؽ الى‬
‫مدة عيدتو الرئاسية والى مدى مسؤولية رئيس الجميورية في النظاـ الدستوري الجزائري‪ .‬أما فيما‬
‫يخص المركز القانوني لموزير األوؿ ورئيس الحكومة في ظؿ التعديؿ الدستوري الجديد فسنقوـ بدراسة‬
‫كيفية تعييف رئيس الجميورية لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة‪ ،‬وماىي القيود التي وضعيا‬
‫التعديؿ الدستوري الجديد عميو؟ وكذلؾ كيفية انياء مياـ الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة؟ وسنتطرؽ‬
‫أيضا إلى المسؤولية السياسية لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المركز القانوني لرئيس الجمهورية في تعديل الدستور لسنة ‪2222‬‬
‫ألىمية منصب رئيس الجميورية في النظاـ الدستوري الجزائري وضع الدستور مجموعة مف الشروط‬
‫لتقمد ىذا المنصب منيا ما نص عميو الدستور‪ ،‬ومنيا ما نص عميو القانوف العضوي لإلنتخابات بتوفر‬
‫ىذه الشروط المترشحيف يتـ إنتخابيـ عف طريؽ اإلقتراع السري العاـ والمباشر ويتـ الفوز باألغمبية‬
‫المطمقة مف األصوات المعبر عنو (المطمب األوؿ) يمارس رئيس الجميورية ميامو طواؿ عيدتو الرئاسية‬
‫المتمثمة في خمس سنوات قابمة لمتجديد مرة واحدة كما يمكف أف تعترض رئيس الجميورية أثناء عيدتو‬
‫ظروؼ تحوؿ إلى شغور منصب رئيس الجميورية‪ ،‬وأثناء ممارسة رئيس الجميورية صالحياتو الكثيرة‬
‫والواسعة خالؿ عيدتو الرئاسية يمكف أف يكوف عرضة لممسؤولية الذي ىو أمر نادر الحدوث نظاـ‬
‫الدستوري الجزائري بالرغـ مف كثرة صالحيات رئيس الجميورية (المطمب الثاني)‪ ،‬وىذا ماسندرسو في ىذا‬
‫المبحث‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬انتخاب رئيس الجمهورية‬


‫حتى يقبؿ ممؼ المترشح لمرئاسة الجميورية البد مف توافر فيو مجموعة مف الشروط دستورية‬
‫وأخرى قانونية (الفرع االوؿ) ويتـ اإلنتخاب في الدستور ويفصؿ فييا القانوف العضوي لإلنتخابات (الفرع‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شروط انتخاب رئيس الجمهورية‬


‫يخضع ترشح رئيس الجميورية لشروط محددة في الدستور وشروط اخرى محددة بموجب القانوف‬
‫العضوي‪.‬‬

‫أوال‪ .‬شروط محددة في الدستور‪:‬‬


‫نصت المادة ‪ 87‬مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬عمى مجموعة مف الشروط يجب توافرىا في‬
‫المترشح لرئاسة الجميورية المتمثمة في اآلتي‪:1‬‬
‫‪ .1‬شرط الجنسية‪:‬‬
‫نص المؤسس الدستوري عمى شروط تتعمؽ بجنسية المترشح وشروط تتعمؽ بجنسية زوج‬
‫المترشح‪:‬‬

‫‪ 1‬انًبكح ‪ 87‬يٍ انًوٍٕو انوئبٍ‪ ٙ‬هلى ‪، 442\ 20‬انًؤهؿ ف‪ 30 ٙ‬ك‪ًَٚ‬جو ‪ 2020‬انًز‪ ًٍٚ‬انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ ‪ ،‬نَُخ‬
‫‪ 2020‬انغو‪ٚ‬لح انوًٍ‪ٛ‬خ نهغًٕٓه‪ٚ‬خ انغيائو‪ٚ‬خ‪ ،‬انؼلك ‪.20ٓ ،82‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫‪ -‬شروط تتعمؽ بجنسية المترشح‪ :‬نص الدستور عمى أف يكوف المترشح متمتعا بالجنسية‬
‫الجزائرية األصمية فقط مبعدا بذلؾ الدستور الجزائري األجنبي المتجنس بالجنسية الجزائرية‪،‬‬
‫وكذلؾ مف يحمؿ جنسية أخرى إلى جانب الجنسية الجزائرية وىو شرط بدييي وضروري‬
‫ضامنا بو الدستور اإلنتماء والوالء الكامؿ لمرئيس الجميورية‪.1‬‬
‫‪ -‬شروط تتعمؽ بجنسية زوج المترشح‪ :‬في السابؽ يشترط عمى المترشح أف يثبت أف زوج يتمتع‬
‫بجنسية الجزائرية‪ ،‬حيث كاف يستوي أف يكوف الزوج يحمؿ الجنسية الجزائرية األصمية أو كاف‬
‫جزائريا بالتجنس ويحمؿ جنسية أخرى إلى جانب الجنسية الجزائرية‪ ،‬أما التعديؿ الدستوري‬
‫لسنة ‪ 2016‬أضاؼ قيدا عمى جنسية الزوج إذ إشترط الجنسية الجزائرية األصمية فقط وفقا‬
‫لمماده‪ 6/87‬منو وحسنا ما فعؿ المشرع لما لمزوج مف تأثير عمى دواليب الحكـ‪.2‬‬
‫‪ .2‬الشرط المتعمق بالسن ‪:‬‬
‫‪ -‬يشترط الدستور لترشح في منصب رئيس الجميورية أف يكوف عمره ‪ 40‬سنو كاممة يوـ‬
‫اإلنتخاب حيث يفترض في مف بمغ ىذا العمر انو عاقؿ ومؤىؿ الحكـ‪ ،‬و ذو حكمة وحنكة و‬
‫قد إختار الدستور ىذا السف إقتداءا بالنبي صمى اهلل عميو وسمـ حيث نزؿ عميو الوحي في ىذا‬
‫السف‪.3‬‬
‫‪ -‬حيث وبالعودة في مادة ‪ 87‬مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬في فقرتيا الرابعة التي تنص‬
‫عمى أنو يجب مف ترشح لمرئاسة أف يبمغ سف األربعيف سنة كاممة يوـ الترشح‪ ، 4‬عمى خالؼ‬
‫تعديالت السابقة التي نصت عمى وجوبية سف األربعيف يوـ اإلنتخاب أو اإلقتراع بمعنى‬
‫إمكانية تقديـ ممؼ الترشيح حتى لو لـ يبمغ ‪ 40‬كاممة شريطة يتـ األربعيف سنو يوـ اإلنتخاب‬
‫تـ التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬فإنو ينص عمى وجوبية إتماـ األربعيف سنة يوـ الترشح واال‬
‫ال يقبؿ ممؼ الترشح حتى لو كاف المترشح سيبمغ ‪ 40‬سنة كاممة يوـ االنتخاب‪.‬‬

‫‪ .3‬شرط أن يدين باإلسالم‪:‬‬

‫‪ٍ 1‬ؼ‪ٛ‬ل ثّٕؼ‪ٛ‬و‪ ،‬انُظبو انَ‪ٛ‬بٍ‪ ٙ‬انغيائو٘ كهاٍخ رؾه‪ٛ‬ه‪ٛ‬خ نطج‪ٛ‬ؼخ َظبو انؾكى ف‪ٕٙ ٙ‬ء كٍزٕه ‪ ،1996‬انغيء انضبنش‪ ،‬كٌٔ‬
‫‪ٛ‬جؼخ‪ ،‬ك‪ٕٚ‬اٌ انًطجٕػبد انغبيؼ‪ٛ‬خ ‪،‬انغيائو‪.18 17 ٓ ٓ ،2016 ،‬‬
‫‪ 2‬ى‪ُٚ‬ت ػجل انالٔ٘‪ ،‬رُظ‪ٛ‬ى انَهطخ انزُف‪ٛ‬ن‪ٚ‬خ ف‪ ٙ‬كٍزٕه ‪َٕ 28‬فًجو ‪ 1996‬انغيائو٘‪ ،‬أ‪ٛ‬ؤؽخ ككزٕهاِ‪ ،‬كه‪ٛ‬خ انؾمٕق‬
‫ٔانؼهٕو انَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ ‪ ،‬عبيؼخ ثبرُخ ‪.19ٓ ،2017‬‬
‫‪ 3‬يُ‪ٛ‬وح ثهٕهغ‪ ،ٙ‬انًوكي انمبََٕ‪ ٙ‬نوئ‪ ٌٛ‬انغًٕٓه‪ٚ‬خ ف‪ ٙ‬انغيائو ثؼل انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ نَُخ ‪ٔ 1996‬آصوِ ػهٗ انُظبو‬
‫انَ‪ٛ‬بٍ‪ ،ٙ‬ينكوِ يبعَز‪ٛ‬و ‪ ،‬كه‪ ّٛ‬انؾمٕق ٔانؼهٕو انَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ ‪ ،‬عبيؼخ ثَكوح‪.41ٓ ، 2014 ،‬‬
‫‪ 4‬أَظو انًبكح ‪ 87‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ نَُخ ‪.2020‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫‪ -‬وىذا الشرط جاء كنتيجة لما نصت عميو الماده ‪ 02‬مف الدستور بأف اإلسالـ ديف الدولة‬
‫فالشعب الجزائر مسمـ وال يرضى إال برئيس مسمـ‪ ،‬وخير ما فعؿ المشرع بنصو صراحة عمى‬
‫ىذا الشرط تفاديا ألي إجتياد مف شأنو ألف يسمح أف يكوف رئيس الجميورية مف ديانة غير‬
‫وف بِ ُك ْـ فَِإ ْف َكا َف لَ ُك ْـ فَتْ ٌح ِم َف المَّ ِو قَالُوا أَلَ ْـ َن ُك ْف‬ ‫َّص َ‬‫يف َيتََرب ُ‬
‫َِّ‬
‫االسالـ مصدقا لقولو تعالى‪":‬الذ َ‬
‫‪1‬‬

‫يف ۚ فَالمَّوُ َي ْح ُك ُـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مع ُكـ وِاف َكاف لِْم َك ِاف ِريف َن ِ‬
‫يب قَالُوا أَلَ ْـ َن ْستَ ْح ِوْذ َعمَ ْي ُك ْـ َوَن ْم َن ْع ُك ْـ م َف اْل ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ب ْي َن ُكـ يوـ اْل ِقي ِ‬
‫يال"(االية ‪141‬سورة النساء)‪.2‬‬ ‫يف َسبِ ً‬ ‫يف َعمَى اْل ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫امة ۚ َولَ ْف َي ْج َع َؿ الموُ لْم َكاف ِر َ‬ ‫َ ْ َْ َ َ َ‬
‫‪ .4‬شرط اإلقامة الدائمة بالجزائر لمدة عشر سنوات ‪:‬‬
‫نص عمى ىذا الشرط ألوؿ مرة التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2016‬المادة ‪ 87‬في فقرتيا السابعة المادة‬
‫‪ 139‬مف القانوف العضوي ‪ 08 /19‬المعدؿ لقانوف االنتخابات كيفية تطبيؽ ىذا الشرط حيث نصت عمى‬
‫انو عمى المترشح أف يرفؽ ممؼ ترشحو لتصريح شرفي يصرح مف خاللو المترشح إقامة في الجزائر دوف‬
‫إنقطاع مده ال تقؿ عف ‪ 10‬سنوات تسبؽ مباشرة إيداع ممؼ ترشحو‪ .3‬يمكف القوؿ بأف ىذا الشرط حد مف‬
‫حرية الترشح المكرسة دستوريا لجميع المواطنيف حيث أنو أخرج فئة المواطنيف المقيميف بالخارج والذيف‬
‫يقؿ أخر تاريخ إلقامتيـ عف عشر سنوات ترشح‪.‬‬
‫‪ .5‬شرط تقديم شهادة تثبت تأدية الخدمة الوطنية أو اإلعفاء منها‪:‬‬
‫تمت دسترة ىذا الشرط بموجب التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬حيث كاف في السابؽ ينص‬
‫عميو القانوف العضوي لإلنتخابات‪ ،‬وىذا الشرط غير محدد المعالـ حتى بالنظر الى الفقرة ‪ 14‬مف‬
‫المادة ‪ 139‬التي تشترط وثيقة تثبت إعفاء مف الخدمة الوطنية في حالة عدـ وجود وثيقة تثبت تأديتيا‬
‫واإلعفاء حسب قانوف الخدمة الوطنية يكوف بقرار صريح ألسباب صحية او عائمية او ألف المواطف‬
‫ابف شييد فيحرـ مف الترشيح لمرئاسيات المقبوليف غير المؤىميف فيـ غير معفييف مف الخدمة الوطنية‪،‬‬
‫وفقا لقانوف الخدمة الوطنية‪ ،‬وأيضا الذيف لـ تسوى وضعيتيـ بسبب عدـ قيدىـ في قوائـ الخدمة‬
‫الوطنية‪ ،‬واألشخاص الذيف ىـ في حالة تأجيؿ‪.4‬‬
‫‪ .6‬الشروط المتعمقة بالموقف من ثورة نوفمبر‪:‬‬

‫‪ 1‬ى‪ُٚ‬ت ػجل انالٔ٘‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.19ٓ ،‬‬


‫‪ 2‬ا‪ٜٚ‬خ ‪ٍٕ141‬هح انَُبء‪.‬‬
‫‪ 3‬انًبكح ‪ 139‬انمبٌَٕ انؼ‪ ،ٕ٘ٚ‬هلى ‪ 08/19‬انًؤهؿ ف‪ٍ14 ٙ‬جزًجو ‪ٚ 2019‬ؼلل ٔ‪ٚ‬زًى انمبٌَٕ‪ 10/16‬انًزؼهك ثُظبو‬
‫اإلَزقبثبد‪ ،‬انغو‪ٚ‬لح انوًٍ‪ٛ‬خ نهغًٕٓه‪ٚ‬خ انغيائو‪ٚ‬خ‪ ،‬ػلك ‪.55‬‬
‫‪ 4‬ثٕكوا اكه‪َ ،ٌٚ‬ظبو اَزقبة هئ‪ ٌٛ‬انغًٕٓه‪ ّٚ‬ف‪ ٙ‬انغيائو‪ ،‬كٌٔ ‪ٛ‬جؼخ‪ ،‬ك‪ٕٚ‬اٌ انًطجٕػبد انغبيؼ‪ ّٛ‬انغيائو ‪2007 ،‬‬
‫ٓ‪.29‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫نص الدستور عمى شرطيف متعمقيف بالثورة أحدىما متعمؽ بموقؼ األبويف واآلخر متعمؽ بالمترشح‬
‫نشرحيا كاالتي‪:‬‬
‫‪ -‬الشرط الخاص بالمترشح‪ :‬مفاده أنو إذا ولد المترشح قبؿ جويمية ‪ 1942‬وجب عميو إثبات‬
‫مشاركتو في ثورة أوؿ نوفمبر ‪ 1954‬وينتقد ىذا الشرط ال تنافيو مع مبدأ المساواة وحرية‬
‫الم ذيف نص عمييما الدستور حيث يقصي ىذا الشرط كؿ مترشح ولد قبؿ جويمية ‪ ،1942‬ولـ‬
‫يثبت مشاركتو في الثورة فنرى عدـ مساواة وتمييز بيف المواطف الثوري وغير الثوري ‪ ،‬كما أف‬
‫ىذا الشرط يثير لنا إشكاؿ في وسيمة إثبات المشاركة في ثورة نوفمبر؟ وكمثاؿ ليذا نتعرض‬
‫الى حالة المترشح "محفوظ نحناح" والذي قاـ بتقديـ شيادة يثبت فييا مشاركتو في الثورة موقعة‬
‫مف قبؿ أشخاص شيدوا عمى ذلؾ‪ ،‬فرفضت ىذه الشيادة مف قبؿ المجمس الدستوري الذي‬
‫عمؿ قرار رفضو بأف إثبات المشاركة في الثورة التحريرية ال يكوف إال بتقديـ بطاقة العضوية‬
‫في جيش وجبية التحرير الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬الشرط المتعمق بأبوي المترشح‪ :‬ويعتبر ىذا الشرط إحتماؿ لحالة إزدياد المترشح بعد جويمية‬
‫‪ 1942‬فينظر ىنا الى أبويو ما إذا كاف ليما سموكا معاديا لمثورة التحريرية بالتعاوف مع‬
‫اإلستعمار أو إرتكاب أعماؿ ضد المجاىديف وأيضا لـ تحدد وسيمة إلثبات ىذا‪.1‬‬

‫‪ .7‬شرط التصريح بممتمكات المترشح‪:‬‬


‫يستخدـ ىذا الشرط لردع ومكافحة الفساد و إضفاء الشفافية في الحياة السياسية بحيث يصرح‬
‫المترشح عمنيا بممتمكاتو المنقولة و العقارية داخؿ الوطف وخارجو‪ ،‬وىذا الشرط يخص فقط المترشح وال‬
‫يمس زوجو أو أبنائو أو أحد أفراد عائمتو‪.2‬‬
‫‪ .8‬شرط التمتع بالحقوق المدنية والسياسية‪:‬‬
‫وىو أمر بدييي فال يمكف وضع مصير األمة والوطف بأكممو بيف أيدي شخص ناقص األىمية أو‬
‫شخص محكوـ عميو أو ممنوع مف ممارسة حقوقو المدنية والسياسية‪ ،‬حيث يتـ إثبات ىذا الشرط عف‬
‫طريؽ إستخراج الوثيقة رقـ ‪ 03‬مف صحيفة السوابؽ العدلية لممترشح واستخراج بطاقة الناخب‪.3‬‬

‫ثانيا‪ .‬الشروط القانونية‪:‬‬

‫‪ 1‬يُ‪ٛ‬وح ثهٕهغ‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.42 41ٓ ،‬‬


‫‪ 2‬انًوؽغ َفَّ‪.43ٓ ،‬‬
‫‪ 3‬ى‪ُٚ‬ت ػجل انالٔ٘‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.23 22ٓ ،‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫يحيمنا الدستور مف خالؿ الفقرة األخيرة لممادة ‪ 85‬منو إلى القانوف العضوي المنظـ لالنتخابات‬
‫الذي تضمف ىو اآلخر شروط يجب توافرىا في المترشح والمتمثمة في اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬تقديم شهادة طبية‪:‬‬
‫ذكر ىذا الشرط بموجب الفقرة ‪ 08‬مف المادة ‪ 139‬مف القانوف بحيث تسمـ ىذه الشيادة الطبية مف‬
‫طرؼ طبيب محمؼ غرضيا التأكد مف صحة وسالمة المترشح البدنية‪ ،‬غير أف المشرع لـ يذكر لنا نوع‬
‫العاىات أو األمراض التي تتنافى ومنصب الرئيس مما يجعؿ رقابة السمطة الوطنية المستقمة لإلنتخابات‬
‫صعبا نوع ما لعدـ توضيح القانوف لنوع الشيادة الطبية أو العاىات واألمراض‪.‬‬
‫‪ -‬المادة إ شترطت فقط الشيادة الطبية ولـ توحي إلى التحقؽ مف السالمة البدنية فيمكف أف تكوف‬
‫في مضموف الشيادة الطبية إشارة صريحة لعدـ سالمة الصحة البدنية لممترشح فماذا يكوف‬
‫حكـ السمطة الوطنية المستقمة لإلنتخابات قبوؿ الوثيقة أورفضيا‪ ،‬وىذا يطرح لنا مشكؿ غفؿ‬
‫القانوف والدستور عف وضع حؿ لو‪.1‬‬
‫‪ .2‬تقديم التوقيعات‪:‬‬
‫مفاد ىذا الشرط إضفاء الجدية في الترشح والتقميؿ مف المترشحيف وبالتالي اإلبتعاد عف تشتيت‬
‫األصوات المعبر عنيا في الدور األوؿ الذي ينتج عنو صعوبة لتحقيؽ أغمبية مطمقة لألصوات المعبرة‬
‫عنيا فنضطر لإلنتقاؿ الى الدور الثاني‪ ،‬وليذا نصت المادة ‪ 142‬مف قانوف اإلنتخابات عمى وجوبية‬
‫تقديـ المترشح‪:‬‬
‫إما قائمة تتضمف ‪ 600‬توقيع فردي لألعضاء المنتخبيف أما بمديا أو والئيا أو برلمانيا عمى‬ ‫‪-‬‬
‫األقؿ بحيث تكوف موزعة عبر ‪ 25‬والية عمى األقؿ‪.‬‬
‫وأما قائمة تتضمف ‪ 60‬ألؼ توقيع فردي لمناخبيف المسجميف في القوائـ االنتخابية عبر ‪25‬‬ ‫‪-‬‬
‫والية عمى األقؿ بعدد ‪ 1500‬توقيع عمى األقؿ لكؿ والية مقصودة نالحظ أف المشرع قيد مف‬
‫خالؿ ىذه المادة بطبع التوقيعات والمصادقة عمييا لدى ضابط عمومي وتودع ىذه التوقيعات‬
‫لدى المحكمة الدستورية مع ممؼ الترشح‪.‬‬

‫‪ 1‬ثٕكوا اكه‪ ،ٌٚ‬انًوعغ انَبثك‪.28 27ٓ ٓ ،‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫‪ -‬اعتبرت المادة ‪ 143‬مف نفس القانوف أف التوقيع الممنوح مف الناخب الكثر مف مترشح الغيا‬
‫ويتعرض صاحبو لعقوبات كما منعت إستعماؿ أماكف العبادة واإلدارات العمومية والمؤسسات‬
‫التربوية والتعميـ والتكويف كأماكف لجمع توقيعات الناخبيف‪.1‬‬
‫‪ .3‬تقديم تعهد كتابي‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 139‬في فقرتيا ‪ 19‬عمى أنو يجب عمى المترشح تقديـ تعيد كتابي بإحتراـ‬
‫المكونات األساسية لميوية الوطنية اإلسالـ العروبة و األمازيغية‪ ،‬وعدـ استغالليا ألغراض حزبية‬
‫ويعمؿ عمى ترقيتيا مع إحتراـ مبادئ أوؿ نوفمبر ‪ 1954‬وتجسيدىا ونبذ العنؼ لمتغيير و‪/‬أو البقاء في‬
‫السمطة والتنديد بو واحتراـ الحقوؽ والحريات وكذلؾ كافة مبادئ الجميورية وكذلؾ الدستورية ويجب أف‬
‫يعكس برنامجو الذي يتعيف عميو إحترامو أثناء الحممة اإلنتخابية ىذا التعيد‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬كيفيات إنتخاب رئيس الجمهورية‬


‫ينتخب رئيس الجميورية عف طريؽ اإلقت ارع العاـ السري والمباشر ويكوف اإلقتراع عف إسـ واحد‬
‫في دوريف‪:‬‬
‫أوال‪ .‬اإلقتراع العام السري والمباشر‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 85‬مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬عمى أف رئيس الجميورية ينتخب عف طريؽ‬
‫اإلقتراع العاـ السري والمباشر ويتـ الفوز باألغمبية المطمقة لألصوات المعبر عنيا‪ ،3‬وىذا ما جاء بو‬
‫دستور ‪ 1989‬و توالت الدساتير عمى تكريسو حيث كاف في السابؽ يشترط وجوبية الحصوؿ عمى أغمبية‬
‫أصوات الناخبيف المسجميف وىو أمر صعب تحقيقو واقعيا خاصة بعد تبني التعددية الحزبية‪.4‬‬
‫ثانيا‪ .‬اإلقتراع عمى إسم واحد‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 137‬مف القانوف العضوي ‪ 10/ 16‬المتعمؽ بنظاـ اإلنتخابات بأنو إنتخاب رئيس‬
‫الجميورية باإلقتراع عمى إسـ واحد في دوريف باألغمبية المطمقة وىذا أمر بدييي بما أف المطموب مف‬
‫اإلنتخابات الرئاسية ىو شغؿ منصب واحد المتمثؿ في رئيس الجميورية ويختار الناخبوف إسـ واحد مف‬
‫بيف المترشحيف‪.5‬‬

‫‪ 1‬انًبكح ‪ 143‬يٍ انمبٌَٕ انؼ‪ ٕ٘ٚ‬هلى ‪ 10/16‬انًؤهؿ ف‪ 25 ٙ‬أد ‪ 2016‬انًزؼهك ثُظبو اإلَزقبثبد‪ ،‬انغو‪ٚ‬لح انوًٍ‪ٛ‬خ‬
‫نهغًٕٓه‪ٚ‬خ انغيائو‪ٚ‬خ‪ ،‬انؼلك ‪.50‬‬
‫‪ 2‬انًبكح ‪ 19/139‬يٍ انمبٌَٕ انؼ‪ ٕ٘ٚ‬هلى ‪.10/16‬‬
‫‪ 3‬أَظو انًبكح ‪ 85‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ نَُخ ‪.2020‬‬
‫‪ٍ 4‬ؼ‪ٛ‬ل ثّٕؼ‪ٛ‬و‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.29ٓ ،‬‬
‫‪ 5‬انًبكح ‪137‬يٍ انمبٌَٕ انؼ‪ ٕ٘ٚ‬هلى ‪.10\ 16‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫ثالثا‪ .‬تنظيم اإلقتراع في دورين‪:‬‬


‫وفقا لما نصت عميو المادة ‪ 137‬مف القانوف العضوي ‪ 10/ 16‬المتعمؽ بنظاـ اإلنتخابات أف‬
‫اإلقتراع يكوف عمى دوريف عمى الكيفيات اآلتية‪:‬‬
‫اشتراط حصوؿ المرشح عمى األغمبية المطمقة لألصوات المعبر عنيا لمناخبيف يعمف فوز ىذا‬ ‫‪-‬‬
‫األخير في اإلنتخابات في الدور األوؿ عمال بنص الفقرة الثانية مف المادة ‪ 85‬دستور‪ ،1‬وخير مثاؿ‬
‫عمى ذلؾ ىو اإلنتخابات الرئاسية التي أجريت في ديسمبر ‪ 2019‬حيث فاز فييا المرشح عبد المجيد‬
‫تبوف باألغمبية المطمقة في الدور األوؿ بنسبة ‪ % 58,13‬مف األصوات المعبر (أي ما يقابمو‬
‫‪ 4947523‬صوت)‪.2‬‬
‫‪ -‬تنظيـ دورتيف في حالة عدـ حصوؿ أي مترشح عمى األغمبية المطمقة في الدور األوؿ حيث‬
‫تنص المادة ‪ 138‬مف القانوف العضوي ‪ 10/ 16‬المتعمؽ بنظاـ اإلنتخابات أنو ينتقؿ الى الدور‬
‫الثاني فقط المترشحيف المذيف أحر از عمى أعمى األصوات وىذا في حالة عدـ إحراز أي مترشح‬
‫عمى األغمبية المطمقة في الدور االوؿ‪ ،3‬غير أف المادة ‪ 95‬مف الدستور أشارت إلى حالتيف‬
‫تتعمقا بالدور الثاني وىما حالة إنسحاب أحد المترشحيف مف الدور الثاني حيث تستمر في ىذه‬
‫الحالة العممية اإلنتخابية دوف أخذ ىذا اإلنسحاب في الحسباف وكذلؾ حالة وفاة أحد المترشحيف‬
‫في الدور الثاني أو تعرضو لمانع قانوني حيث تعمـ المحكمة الدستورية عف إجراء إنتخابات‬
‫جديدة في مدة أقصاىا ستوف يوما‪ ،4‬غير أف المشرع الفرنسي في حالة اإلنتقاؿ لمدور الثاني سمح‬
‫ألحد المترشحيف المذيف ناال أكبر عدد مف األصوات اإلنسحاب لصالح المترشح الذي يميو مباشرة‬
‫في عدد األصوات‪.5‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬العهدة الرئاسية ومسؤولية رئيس الجمهورية‬


‫ندرس في ىذا المطمب مدة العيد الرئاسية في النظاـ الدستوري الجزائري والذي نقصد بيا النياية‬
‫العادية لمياـ رئيس الجميورية وكذلؾ ندرس حاالت شغور منصب رئيس الجميورية في النياية غير‬

‫‪ 1‬أَظو انًبكح ‪ 85‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ نَُخ ‪.2020‬‬


‫‪ 2‬إػالٌ هلى ‪\03‬ا‪.‬و‪.‬ك\‪ 19‬انًؤهؿ ف‪ 16 ٙ‬ك‪ًَٚ‬جو ‪ٚ 2019‬ز‪َ ًٍٚ‬زبئظ انُٓبئ‪ٛ‬خ إلَزقبة هئ‪ ٌٛ‬انغًٕٓه‪ٚ‬خ‪ ،‬انغو‪ٚ‬لح‬
‫انوًٍ‪ٛ‬خ نهغًٕٓه‪ٚ‬خ انغيائو‪ٚ‬خ‪ ،‬انؼلك ‪.78‬‬
‫‪ 3‬انًبكح ‪ 138‬يٍ انمبٌَٕ انؼ‪ ٕ٘ٚ‬هلى‪.10/16‬‬
‫‪ 4‬أَظو انًبكح ‪ 95‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ نَُخ ‪.2020‬‬
‫‪ 5‬ى‪ُٚ‬ت ػجل انالٔ٘‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.35ٓ ،‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫العادية لمياـ رئيس الجميورية (الفرع األوؿ) وكذلؾ نتطرؽ إلى المسؤولية السياسية والجنائية لرئيس‬
‫الجميورية في النظاـ الدستوري الجزائري (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ .‬العهدة الرئاسية ‪:‬‬


‫شيدت نظاـ العيدة الرئاسية تغيرات كثيرة في النظاـ الدستوري الجديد فتارة تفتح العيد وتارة أخرى‬
‫تغمؽ وىذا ما سنتطرؽ لو فيمايمي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬مدة العهدة الرئاسية‪:‬‬


‫حددت بموجب المادة ‪ 39‬مف دستور ‪ 1963‬بخمس سنوات بعد إقتراح المرشح الوحيد مف قبؿ‬
‫الحزب الواحد (جبية التحرير) مع إغفاؿ الدستور عف ذكر إمكانية إعادة ترشيح الرئيس مرة أخرى غير‬
‫أنو بالنظر إلى طبيعة النظاـ السياسي آنذاؾ يعتبر عدـ تحديد عدد العيد فتح لمعيد‪ ،‬وامكانية ترشيحو‬
‫وانتخابو مرات عدة وىذا ما استقر عميو دستور ‪ 1976‬الذي نص صراحة عمى إمكانية إعادة إنتخاب‬
‫رئيس الجميورية والذي مدد مدة العيدة الى ستة سنوات الى إنخفضت إلى خمس سنوات بموجب تعديؿ‬
‫‪.1976/ 07/07‬‬
‫وبقيت المدة نفسيا في ظؿ دستوري ‪ 1989‬و ‪ 1996‬وكذلؾ تحديد مرات إنتخاب رئيس الجميورية في‬
‫دستور ‪ ،1989‬غير أنيا حددت بتجديدىا مرة واحدة في ظؿ دستور ‪ 1996‬ثـ أعاد تعديؿ ‪ 2008‬فتحيا‬
‫بتعديؿ المادة ‪ 74‬منو ‪.1‬‬
‫غير أف التعديؿ الدستور ‪ 2016‬أعاد غمؽ نظاـ العيدات وحددىا بخمس سنوات قابمة لمتجديد مرة واحدة‬
‫بموجب نص المادة ‪ 88‬منو وجعؿ التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2016‬لمدة العيدة الرئاسية مف قائمة القواعد‬
‫التي يحظر تعديميا بموجب المادة ‪ 212‬منو‪ ،‬وىذا بعد طمب مختمؼ التشكيالت السياسية بغمؽ العيدة‬
‫بمناسبة المشاورات التي قامت بيا الرئاسة‪ ،2‬وىذا ما سار عميو التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬حيث‬
‫نصت المادة ‪ 88‬منو عمى أف مدة العيدة الرئاسية ىي ‪ 5‬سنوات وال يجوز ألي رئيس أف يمارس أكثر‬
‫مف عيدتيف سواء متتاليتيف أو منفصمتيف كما إعتبرت المادة إنقطاع عيدة جارية بسبب استقالة الرئيس‬
‫عيدة كاممة‪.3‬‬

‫ثانيا‪ .‬حالة شغور منصب رئيس الجمهورية (اإل نتهاء غير العادي لمعهدة الرئاسية)‪:‬‬

‫‪ٍ 1‬ؼ‪ٛ‬ل ثّٕؼ‪ٛ‬و‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.36ٓ ،‬‬


‫‪ 2‬ػجل انؼبن‪ ٙ‬ؽبؽخ ٔ آيبل ‪ٚ‬ؼ‪ ِٛ‬رًبو‪"،‬انًوكي انمبََٕ‪ ٙ‬نوئ‪ ٌٛ‬انغًٕٓه‪ٚ‬خ ف‪ ٙ‬ظم انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ نَُخ ‪ ، "2016‬يغهخ‬
‫انؼهٕو انمبََٕ‪ٛ‬خ ٔ انَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ‪ ،‬عبيؼخ انٕاك٘ انغيائو‪ ،‬انؼلك ‪.77 ٓ ،2016 ،14‬‬
‫‪ 3‬أَظو انًبكح ‪ 88‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ نَُخ ‪.2020‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫قد تط أر عمينا حاالت تتسبب في شغور منصب رئيس الجميورية توجب عمينا اتخاذ إجراءات‬
‫لتفادي ىذا الشغور‪:‬‬

‫‪ .1‬أسباب شغور منصب رئيس الجمهورية‪:‬‬


‫حددتيا المادة ‪ 94‬بثالث حاالت وىي الوفاة‪ ،‬والمرض المزمف أو الخطير‪ ،‬واالستقالة‪.‬‬
‫‪ -‬المرض المزمن او الخطير‪ :‬والمقصود بو اإلعتالؿ الذي يصيب األعضاء الحيوية لمكائف‬
‫الحي أما في أعضاء جسمو يسمى عضويا وأما في عقمو يسمى عقميا‪ ،‬وقد يكوف نفسيا‬
‫وعضويا في نفس الوقت‪ ،‬وحسب المشرع الدستوري حتى يتسبب المرض في شغور منصب‬
‫الرئيس يجب أف يكوف مزمنا وخطير وذلؾ بشيادة مف الطبيب المختص الذي قاـ‬
‫بتشخيصو‪ ،1‬وفي ىذه الحالة تجتمع المحكمة الدستورية بدوف أجؿ لمتأكد مف حقيقة ىذا المانع‬
‫وتقترح بأغمبية ثالث أرباع مف أعضائيا عمى البرلماف التصريح بثبوت المانع الذي يعمف‬
‫بإنعقاد غرفتيو مجتمعتيف معا ثبوت المانع بأغمبية ثمثي أعضائو‪ ،‬ويكمؼ رئيس مجمس األمة‬
‫برئاسة الدولو لمدة أقصاىا ‪ 45‬يوـ إذا استمر المانع بعد إنقضاء ىذه المدة يعمف الشغور‬
‫باإلستقالة وجوبا ويقفؿ اإلجراءات السابقة أي إنعقاد المحكمة الدستورية والبرلماف بغرفتيو‪.2‬‬
‫‪ -‬إستقالة رئيس الجمهورية أو وفاته‪ :‬باعتبار أف منصب رئيس الجميورية منصب سامي في‬
‫إستقالتو تختمؼ عف إستقالة الموظؼ عف اإلدارة المستخدمة المنصوص عمييا في قانوف‬
‫الوظيفة العمومية‪ ،‬فيي تعد سببا لشغور منصب رئيس الجميورية وعادة ما تكوف باإلرادة‬
‫المنفردة حيث تقدـ أماـ المحكمة الدستورية‪ ،‬وأما الوفاة فيي نياية الشخص الطبيعي تثبت في‬
‫شيادة الوفاة المستخرجة مف مصالح الحالة المدنية لدى البمدية‪.3‬‬
‫ستقضي كؿ مف االستقالة أو الوفاة الى شغور منصب رئيس الجميورية وفي ىذه الحالة تجتمع‬
‫المحكمة الدستورية وجوبا ويثبت الشغور النيائي لرئاسة الجميورية بتصريح يبمغ في الحاؿ إلى‬
‫البرلماف الذي يجتمع ىو األخر وجوبا‪.‬‬
‫‪ .2‬الحمول الدستورية لسد شغور منصب رئيس الجمهورية‪ :‬يرأس الدولة في حالة شغور منصب‬
‫رئيس الجميوريو رئيس مجمس األمة لمدة ال تتجاوز ‪ 90‬يوـ تنظـ خالليا إنتخابات رئاسية واذا‬

‫‪ 1‬يي‪ٚ‬بَ‪ ٙ‬ؽً‪ٛ‬ل‪"،‬إّكبن‪ٛ‬خ ّغٕه يُٖت هئ‪ ٌٛ‬انغًٕٓه‪ ّٚ‬انغيائو ث‪ ٍٛ‬انُٔ ٔانزطج‪ٛ‬ك"‪ ،‬انًغهخ األكبك‪ًٛٚ‬خ نهجؾش انمبََٕ‪،ٙ‬‬
‫عبيؼخ ثغب‪ٚ‬خ انغيائو‪ ،‬انؼلك ‪.430 429 ٓ ٓ ،2020 ، 03‬‬
‫‪ 2‬أَظو انًبكح ‪ 94‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ نَُخ ‪.2020‬‬
‫‪ 3‬يي‪ٚ‬بَ‪ ٙ‬ؽً‪ٛ‬ل‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.432 431 ٓ ٓ ،‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫استحاؿ إجراءىا في ىذه المدة يمكف تمديد ىذا األجؿ الى ‪ 90‬يوـ أخرى‪ ،‬وىذا بعد أخذ رأي‬
‫المحكمة الدستورية كما عالج المشرع الدستوري الحالة التي يصادؼ فييا إستقالة رئيس الجميورية‬
‫أو وفاتو بشغور منصب رئيس مجمس األمة ميما كاف سبب ىذا الشغور في يرأس الدولة ىنا في‬
‫ىذه الحالة رئيس المحكمة الدستورية‪ ،‬ىذا بعد إجتماع المحكمة الدستورية وجوبا ويثبت بأغمبية‬
‫ثالثة أرباع مف أعضائيا حصوؿ المانع لرئيس مجمس األمة وبالنتيجة خمو منصب رئيس‬
‫الجميورية‪ ،1‬وفي كؿ الحاالت ال يمكف أف تقاؿ أو تعدؿ الحكومة القائمة إال بتنصيب رئيس‬
‫الجميورية الجديد غير أنو يجب عمى رئيس الحكومة أو الوزير األوؿ حسب الحالة أف يقدـ‬
‫إستقالتو إذا ترشح لرئاسة الجميورية ويعيف رئيس الدولة بديؿ لو مف بيف أعضاء الحكومة القائمة‬
‫كما يستحيؿ عمى رئيس الجميورية القياـ ببعض الصالحيات المقررة لو في الحاالت العادية‬
‫والمتمثمة في اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬تعييف القضاة ومسؤولي أجيزة األمف‪.‬‬
‫‪ ‬تعييف أعضاء الحكومة‪.‬‬
‫‪ ‬التشريع بأوامر‪.‬‬
‫‪ ‬حؿ المجمس الشعبي الوطني أو إجراء انتخابات تشريعية قبؿ أوانيا‪.‬‬
‫‪ ‬حؽ المبادرة بتعديؿ الدستور‪.‬‬
‫‪ ‬كما ال يمكف أف يصدر القانوف الذي يتضمف التعديؿ الدستوري ال بعرضو عمى البرلماف‬
‫مباشرة دوف ذلؾ وال بعد عرضو عمى اإلستفتاء الشعبي‪.‬‬
‫‪ ‬كما انو ال يمكنو أف يتسمـ إستقالة الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة في حالة‬
‫مصادقة البرلماف عمى ممتمس الرقابة‪.‬‬
‫‪ ‬أما في ما يخص الصالحيات في الحاالت اإلستثنائية فيمكف لرئيس الدولة ممارستيا بعد‬
‫موافقة البرلماف مجتمعا بغرفتيو بعد إستشارة المحكمة الدستورية والمجمس األعمى لألمف‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مسؤولية رئيس الجمهورية‬


‫أوال‪ .‬المسؤولية السياسية لرئيس الجمهورية‪:‬‬

‫‪ 1‬أَظو انًبكح ‪ 94‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ نَُخ ‪.2020‬‬


‫‪ 2‬أَظو انًبكح ‪ 96‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ نَُخ ‪.2020‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫بالرغـ مف إستئثار رئيس الجميورية عمى معظـ الصالحيات المخولة لمسمطة التنفيذية إال أنو‬
‫مستقؿ عمى البرلماف وغير مسؤوؿ أمامو حيث تقع المسؤولية أماـ البرلماف عمى عاتؽ الحكومة‪ ،‬غير‬
‫أنو يمكننا القوؿ بأف ىذه السمطات الممنوحة لرئيس الجميورية تجعمو مسؤوال سياسيا أماـ الشعب حيث‬
‫أنو يمكف الييئة الناخبة الحكـ عمى أعماؿ الرئيس في الكثير مف الحاالت نذكرىا في‪:‬‬
‫‪ -1‬أنو يمكف لمييئة الناخبة أف تمنح رئيس الجميورية الثقو بأف أعيد أنتخابو مرة ثانية في اإلنتخابات‬
‫الرئاسية كما يمكف أف يقيـ عميو المسؤولية السياسية بسحب الثقة منو‪ ،‬وىذا بعدـ إنتخابو ثانية وبالتالي‬
‫عدـ عودتو لمسمطة‪.1‬‬
‫‪ -2‬حالة الحؿ الرئاسي لمغرفة األولى لوقؼ الخالفات الناشبة بيف األغمبية البرلمانية المعارضة لرئيس‬
‫الجميورية في المجمس الشعبي الوطني‪ ،‬وبيف الحكومة التي تكوف حميفو رئيس الجميورية السياسية‬
‫لرئيس الجميورية أماـ الييئة الناخبة بأف تعيد إنتخاب نفس األغمبية البرلمانية في اإلنتخابات‬
‫التشريعية وبالتالي يتوجب عمى رئيس الجميورية أف يتنحى عف الحكـ كوف ىذا التصرؼ يعتبر‬
‫إعتراضا شعبيا عمى سياستو لكف ال يعتبر إجراء فاسخا لمعيدة‪.2‬‬
‫‪ -3‬كما انو يمكف لرئيس الجميورية استفتاء الشعب عف ثقتو والتي يمكف أف ترتب مسؤولية الرئيس‬
‫السياسيو نتيجتيا التنحي عف السمطة‪.3‬‬
‫ثانيا‪ .‬المسؤولية الجنائية لرئيس الجمهورية‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 183‬مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬عمى أف تنشأ محكمة عميا لمدولة تختص‬
‫بالنظر في األفعاؿ التي يمكف تكييفيا خيانة عظمى المرتكبة مف قبؿ رئيس الجميورية خالؿ عيدتو‪،‬‬
‫واحالة المادة كيفيات تسيير وتنظيـ المحكمة العميا لمدولة‪ ،‬وأيضا اإلجراءات المتبعة أماميا إلى القانوف‬
‫العضوي‪.4‬‬
‫حيث نص أوؿ مره عمى ىذا النوع مف المسؤولية دستور ‪ 1996‬في مادة ‪ 158‬وتعتبر‬ ‫‪‬‬

‫الخيانة العظمى جريمة ذات طابع سياسي غير محددة‪ ،‬وانما متعددة المضموف فبرغـ مف أنيا‬
‫توصؼ بجريمة إال أننا ال نجد ليا أساس قانوني في قانوف العقوبات ال مف حيث األفعاؿ التي‬
‫يمكننا مف خالليا تحديد ىذه الجريمة وال مف حيث العقوبة المقررة ليا ذلؾ أف عقوبة الخيانة‬

‫‪ 1‬ى‪ُٚ‬ت ػجل انالٔ٘‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.269 268 ٓ ٓ ،‬‬


‫‪ 2‬يُ‪ٛ‬وح ثهٕهغ‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.131ٓ ،‬‬
‫‪ 3‬ى‪ُٚ‬ت ػجل انالٔ٘‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪269. ٓ ،‬‬
‫‪ 4‬أَظو انًبكح ‪ 94‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ نَُخ ‪.2020‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫التي ينص عمييا قانوف العقوبات المقررة لمجوسسة ال تنطبؽ عمى جرـ الخيانة العظمى لرئيس‬
‫الجميورية ‪.1‬‬
‫نظر لغموض جريمة الخيانة العظمى في الدستور الجزائري وجب البحث عف األفعاؿ التي‬
‫ا‬ ‫‪‬‬

‫توصؼ بأنيا خيانة عظمى مع العمـ أف اإلختصاصات الخاصة بالسمطة التنفيذية سندرسيا‬
‫الحقا تسأؿ عنيا الحكومة أماـ البرلماف حتى لو وقعيا رئيس الجميورية وحده بمعنى أف‬
‫جريمة الخيانة العظمى ال ترتبط بيذه الصالحيات‪.‬‬
‫عند إستقراءنا لمدستور الجزائري نالحظ وجود بعض الصالحيات المصيقة بمنصب رئيس‬ ‫‪‬‬

‫الجميورية يمارسيا بصفتو مجسدا لوحدة األمة عمى الصعيد الداخمي والخارجي ومف أىـ ىذه‬
‫الصالحيات أنو يسير عمى استم اررية الدولة ومؤسساتيا ويحمي الدستور والقوانيف ويمكف‬
‫إ يجاد ىذه االختصاصات في النص الدستوري الخاص باليميف الدستورية لرئيس الجميورية‬
‫والذي نصت عميو المادة ‪ 90‬مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪ ،22020‬فنقوؿ بأف المؤسس إنتقؿ‬
‫باليميف الدستورية لرئيس الجميورية مف إلتزاـ معنوي إلى إلتزاـ قانوني فإذا أخؿ رئيس‬
‫الجميورية بأحد ىذه اإللتزامات يتجاوز الدستور يكوف قد إرتكب جريمة الخيانة العظمى‪.3‬‬
‫‪ ‬ونالحظ أيضا أف المادة ‪ 183‬مف الدستور أخرجت إختصاص محاكمة رئيس الجميورية مف‬
‫صالحيات البرلماف عمى عكس الدستور الفرنسي الذي إنعقد اإلختصاص لمبرلماف بموجب‬
‫المادة ‪ 68‬منو بحيث ال يتـ إتيامو إال مف طرؼ غرفتي البرلماف المجتمعتيف بأغمبية‬
‫األعضاء وتتـ محاكمتو مف المحكمة العميا لمقضاء‪ ،‬بؿ أحالت اإلختصاص لممحكمة العميا‬
‫لمدولة محصنة بذلؾ شخص رئيس الجميورية مف رقابة البرلماف‪.4‬‬
‫غير أف القانوف العضوي المبيف لكيفيات تسيير المحكمة العميا لمدولة لـ يصدر بعد لحد اآلف‬ ‫‪‬‬
‫وبالتالي تفقد فعاليتيا عمى الرغـ مف أف الدستور نص صراحة عمى أنو يصدر قانوف عضوي‬
‫بيف كيفيات سير المحكمة وتشكيميا واإلجراءات المتبعة أماميا عمى عكس التجربة الفرنسية‬
‫حيث صدر األمر المتضمف القانوف العضوي لممحكمة المختصة بمحاكمة رئيس الجميورية‬
‫بعد ثالثة أشير مف صدور دستور ‪ ،1958‬والمالحظ أيضا اف الدستور الفرنسي نص عمى‬

‫‪ٍ 1‬ؼ‪ٛ‬ل ثّٕؼ‪ٛ‬و‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.59ٓ ،‬‬


‫‪ 2‬أَظو انًبكح يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ نَُخ ‪.2020‬‬
‫‪ 3‬ى‪ُٚ‬ت ػجل انالٔ٘‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.271 270ٓ ٓ ،‬‬
‫‪ 4‬انًوعغ َفَّ‪.272 271 ٓ ٓ ،‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫بعض اإلجراءات المتبعة أماـ ىذه المحكمة عمى عكس الدستور الجزائري الذي نص فقط‬
‫عمى أنو تؤسس محكمة عميا لمدولة لممحاكمة رئيس الجميورية‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المركز القانوني لرئيس الحكومه او الوزير االول في التعديل الدستوري‬
‫لسنه ‪2222‬‬
‫قد عرؼ الدستور الجزائري تغييرات عدة في السمطة التنفيذية خاصة في الطرؼ الثاني المتمثؿ في‬
‫الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة الذي كاف منعدـ الوجود في ظؿ االحادية السمطة التنفيذية قبؿ دستور‬
‫‪ 1989‬و بتبني نظاـ ثنائية السمطة التنفيذية‪ ،‬وبظيور منصب رئيس الحكومة شيد النظاـ الدستوري‬
‫الجزائري ثنائية فعمية لمسمطة التنفيذية إلى غاية صدور التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2008‬الذي جرد ثنائية‬
‫السمطة التنفيذية مف معناىا الحقيقي‪ ،‬وأصبحت مجرد شكمية فقط وحتى في ظؿ التعديؿ الدستوري لسنو‬
‫‪ 2016‬الذي حاوؿ إرجاع ثنائية السمطة التنفيذية الفعمية األمر الذي دفع المؤسس الدستوري إلحداث‬
‫تغييرات جذرية في السمطة التنفيذية نالحظو في التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬كما نالحظ أف الدستور‬
‫جعؿ الرقابة البرلمانية فقط عمى رئيس الحكومة والوزير األوؿ ليذا سنتطرؽ في د ارساتنا في ىذا المبحث‬
‫الى تعييف وانياء مياـ وزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة (المطمب األوؿ) و الرقابة البرلمانية‬
‫عمى الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة (المطمب الثاني)‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تعيين رئيس الحكومة او الوزير االول حسب الحالة وانهاء مهامهم‬
‫قبؿ تطرؽ إلى تعييف أو إنياء مياـ مف يقود الحكومة سواء كاف وزير أوؿ أو رئيس لمحكومة‬
‫حسب الحالة وجب معرفة أنو أستخدـ مصطمح وزير األوؿ أوؿ مرة في دستور ‪ 1976‬حيث إف أصمو‬
‫التاريخ يعود إلى النظاـ البريطاني وأخذت منو الكثير مف الدساتير عمى غرار دستوري الجميورية الفرنسية‬
‫الرابعة والخامسة‪ ،‬والتي أخذ منيا المؤسس الدستوري الجزائري حيث أكتفى بالتقميد في الشكؿ أي التسمية‬
‫فقط ولـ يأخذ بالمضموف حيث تصفحنا الدستور الفرنسي‪ ،‬الحظنا أف الوزير االوؿ في فرنسا يقود عمؿ‬
‫يرس مجمس‬
‫القررات وال يقود الحكومة فيو ال أ‬
‫الحكومة ويمارس سمطة عمييا مف خالؿ تحضير وتطبيؽ ا‬
‫الوزراء حيث يرأسو رئيس الجميورية أما في الجزائر فإف دستور ‪ 1976‬جعؿ مف الوزير األوؿ مجرد‬
‫مساعد لرئيس الجميورية ينسؽ النشاط الحكومي فقط‪ ،2‬أما مصطمح رئيس الحكومة أستخدـ أوؿ مرة في‬

‫‪ 1‬ػًبه ػجبً‪ "،‬انًَؤٔن‪ٛ‬خ انَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ ٔانغُبئ‪ٛ‬خ نهَهطخ انزُف‪ٛ‬ن‪ٚ‬خ ف‪َ ٙ‬ظبو انَ‪ٛ‬بٍ‪ ٙ‬انغيائو٘"‪ ،‬يغهخ انمبٌَٕ ‪ ،‬يؼٓل انؼهٕو‬
‫انمبََٕ‪ٛ‬خ ٔاالكاه‪ٚ‬خ‪ ،‬عبيؼخ غه‪ٛ‬ياٌ انغيائو‪ ،‬انؼلك ‪.29 28 ٓ ٓ ،2019 ،02‬‬
‫‪ٍ 2‬ؼ‪ٛ‬ل ثّٕؼ‪ٛ‬و‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.281 280ٓ ٓ ،‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫دستور ‪ 1989‬حيث كاف مصطمح الوزير األوؿ فكاف يرأس الحكومة التي يختارىا ىو باإلضافة إلى ىذا‬
‫فقد كاف لو برنامج حكومي خاص بو‪ ،1‬والي دراسة ثنائية في السمطة التنفيذية وجب التطرؽ الى كيفية‬
‫تعييف الجياز الثاني ليا المتمثؿ في التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬في الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‬
‫حسب الحاالت المحددة دستوريا وكذلؾ معرفة كيفية إنياء ميامو‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعيين رئيس الحكومة او الوزير األول‬


‫وقبؿ الحديث عف كيفية تعييف رئيس الحكومة أو الوزير األوؿ حسب الحالة في التعديؿ الدستوري‬
‫لسنة ‪ 2020‬ال بد مف معرفة كيفية التعييف السابقة لمتعديؿ الدستوري لسنة ‪.2020‬‬

‫أوال‪ :‬تعيين رئيس الحكومة او الوزير األ ول قبل التعديل الدستوري لسنة ‪2222‬‬
‫سواء قبؿ التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2008‬حيث كاف منصب رئيس الحكومة او بإستحداث‬
‫منصب الوزير األوؿ بعد التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2008‬فإف رئيس الجميورية لو كامؿ الحرية في‬
‫تعييف رئيس الحكومة أو الوزير األوؿ لكف باعتبار أف رئيس الجميورية ىو المجسد لوحدة األمة‬
‫ويضمف إستقرار مؤسساتيا الدستورية وجب عميو مراعاة بعض اإلعتبارات في تعييف منصب الوزير‬
‫األوؿ أو رئيس الحكومة ولكف نقوؿ بأنو دستوريا لو كافو الحرية وغير مقيد في التعييف‪ ،‬وأىـ ىذه‬
‫اإلعتبارات الكفاءة والسمعة وكذلؾ اإلنتماء السياسي‪.2‬‬
‫‪ -1‬الكفاءة والسمعة‪:‬‬
‫في وجود رقابة المعارضة عمى رئيس الجميورية البحث والتقصي إلختيار الوزير األوؿ أو‬
‫رئيس الحكومة ومف الضروري أف يكوف شخصا مؤىال عمميا وسياسيا لتولي ىذا المنصب الحساس‬
‫وكذلؾ يكوف حسف السمعة لرضى المعارضة عنو وبالتالي نجاحو في تنفيذ سياستو‪.3‬‬
‫‪ -2‬اإل نتماء السياسي‪:‬‬
‫نذكر أنو مف الناحية الدستورية رئيس الجميورية حر في إختيار مف يقود الحكومة لكف مف‬
‫الناحية العممية في رئيس الجميورية مضطر لمراعاة القوى السياسية الممثمة في البرلماف باعتبار أف‬
‫الوزير األوؿ ممزـ بعرض مخطط عمؿ الحكومة عمى البرلماف وحاجتو لمموافقة مف ىذا األخير التي‬

‫‪ 1‬انًوعغ َفَّ‪.283 282ٓ ٓ ،‬‬


‫‪ٍ 2‬ؼ‪ٛ‬ل ثّٕؼ‪ٛ‬و‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.283ٓ ،‬‬
‫‪ 3‬ك‪ٕٛ‬اَ‪ ٙ‬لل‪ٚ‬ى‪" ،‬انَهطخ انزُظ‪ًٛٛ‬خ ف‪ ٙ‬انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ نَُّ ‪ ،" 2008‬ينكوح يبعَز‪ٛ‬و‪ ،‬كه‪ ّٛ‬انؾمٕق‪ ،‬عبيؼخ‬
‫انغيائو‪.36ٓ، 2012 ،‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫تتوقؼ عمى مدى توافؽ برنامج الحكومة مع سياسة الحزب صاحب االغمبية في البرلماف حيث أنو في‬
‫حالة عدـ موافقة البرلماف عمى برنامج عمؿ الحكومة تؤدي إما إلى إستقالة الحكومة‪ ،‬واما إلى حؿ‬
‫البرلماف مف قبؿ رئيس الجميورية التي يمكف أف تضعو في موقؼ حرج في حالة عودة نفس االغمبية‬
‫إلى البرلماف بعد إنتخاب الشعب ليا فيرتبط تعييف مف يقود الحكومة باإلنتخابات التشريعية التي تفرز‬
‫لنا ثالث وضعيات كاالتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬حالة التوافق بين األغمبية البرلمانية واألغمبية الرئاسية‪ :‬بحيث تتحقؽ ىذه الحالة عندما تكوف‬
‫أ غمبية مقاعد البرلماف لصالح حزب رئيس الجميورية أو الحزب المؤيد لو فيمارس رئيس الجميورية‬
‫صالحياتو دوف أف يواجو أية مشاكؿ وصعوبات كبيرة فينفذ مف يقود الحكومة السياسة العامة وفقا‬
‫لبرنامج الرئيس‪ ،‬والجزائر في ظؿ دستور ‪ 1996‬لـ تشيد إال ىذه الحالة حيث في فترة حكـ كؿ مف"‬
‫اليميف زرواؿ "و"عبد العزيز بوتفميقة"‪ ،‬المذاف ترشحا بصفة حرة ودوف إنتماء حزبي لكنيما حظيا‬
‫باالغمبية البرلمانية فعمى سبيؿ المثاؿ فإف "عبد العزيز بوتفميقة"‪ ،‬فقد حظي بدعـ مف حزب جبية‬
‫التحرير الوطني وحزب التجمع الوطني الديمقراطي‪.1‬‬

‫ب‪ -‬حالة أسفار اإل نتخابات التشريعية عن أغمبية برلمانية‪ :‬فيوضع الرئيس في موقؼ صعب فإما‬

‫يتصالح مع األغمبية ويعيف مف يقود الحكومة مف بيف ىذه األغمبية وبالتالي لف يستطيع رئيس‬
‫الجميورية فرض سياستو عمى الحكومة‪ ،‬واما يواجو ىذه األغمبية البرلمانية بوزير األوؿ أو رئيس‬
‫حكومة ليس مف األغمبية ويكوف حميفا لو مما يؤدي إلى عرقمة عمؿ الحكومة مف قبؿ المعارضة مف‬
‫خالؿ رفضيا إقرار مشاريع القوانيف التي يقدميا اإلعتمادات المالية التي يطمبيا‪ ،‬وقد تذىب الى أبعد‬
‫مف ذلؾ حيث يمكف أف يرفض البرلماف برنامج الحكومة فتستقيؿ الحكومة أو يقوـ رئيس الجميورية‬
‫بحؿ البرلماف مع إمكانية عودة ىذه األغمبية إلى البرلماف بعد إنتخاب الشعب ليا مما يوجو لوـ لرئيس‬
‫الجميورية ىذا يعني أنو يستقيؿ‪ ،‬وقد شيد النظاـ السياسي الجزائري في ظؿ دستور ‪ 1989‬ىذه الحالة‬
‫بعدما أفرزت مف اإلنتخابات التشريعية لممجمس الشعبي الوطني لسنة ‪ 1992‬عف أغمبية برلمانية بعد‬
‫فوز حزب الجبية اإلسالمية لإلنقاذ بأغمبية المقاعد البرلمانية في مواجية أغمبية رئاسية بقيادة المرحوـ‬
‫الشاذلي بف جديد و الذي كاف يدعمو حزب جبية التحرير الوطني حيث إستقاؿ آنذاؾ "الشاذلي بف‬
‫جديد رحمو اهلل " بعد أف حؿ المجمس الشعبي الوطني‪.2‬‬

‫‪ 1‬ك‪ٕٛ‬اَ‪ ٙ‬لل‪ٚ‬ى‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.38 37ٓ ٓ ،‬‬


‫‪ 2‬انًوعغ َفَّ‪.40ٓ ،‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫ج‪ -‬حالة اإل ئتالف‪ :‬وىي الحالة التي تتوزع فييا األغمبية البرلمانية عمى عدة احزاب والتي تميز فييا‬
‫حالتيف‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬إما تفرز اإلنتخابات التشريعية عف إئتالؼ في البرلماف تسانده أكثريات متماسكة و ىنا‬
‫نعود إلى إحدى الحاالت السابقة إما توافؽ بيف األغمبية البرلمانية و األغمبية الرئاسية‪ ،‬واما تفرز لنا‬
‫أغمبية برلمانية‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬إما إذا أفرزت اإلنتخابات عف أغمبية غير متماسكة فيصبح األمر معقد ويصعب‬
‫إختيار رئيس الحكومة بسبب موافقة عمى مطالب وشروط كؿ حزب لذا يجب عند إختيار رئيس‬
‫الحكومة أو الوزير األوؿ التأكد مف قدرتو في لـ الشمؿ والمرونة في معاممة التكتالت السياسية في‬
‫البرلماف‪ ،‬أما في التجربة الجزائرية في عيد "اليميف زرواؿ"‪ ،‬فقد تعامؿ مع حالة اإلئتالؼ بعد‬
‫التشريعيات ‪ 1997‬بعدـ تعييف رئيس الحكومة مف بيف األحزاب المشكمة لمبرلماف وانما قاـ بإبقاء‬
‫رئيس الحكومة السابؽ" أحمد أويحيى" الذي قاـ بتشكيؿ حكومة إئتالفيو مف بيف األحزاب الثالثة حمس‬
‫وجبية التحرير الوطني وحزب التجمع الوطني الديمقراطي‪ ،‬وكذلؾ الرئيس "عبد العزيز بوتفميقة" الذي‬
‫لـ يختر رئيس الحكومة مف بيف األحزاب المشكمة لمبرلماف وانما يختار رئيس حكومة غير محزب‬
‫والذي كاف آنذاؾ ‪"،‬حمد بف بيتور " والذي كمفو بشكيؿ حكومة إئتالفية‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬كيفيات تعيين الوزير األول أو رئيس الحكومة وفقا لمتعديل الدستوري لسنة ‪2222‬‬
‫ألوؿ مرة في الجزائر يشيد النظاـ السياسي الجزائري أنو يمكف لرئيس الجميورية أف يعيف إما‬
‫رئيس الحكومة أو وزي ار أوال حسب الحالة وىو ما جاءت بو الفقرة ‪ 05‬مف المادة ‪ 91‬مف التعديؿ‬
‫الدستوري الجديد‪ ،2‬حيث ربط التعديؿ الدستوري رئيس الجميورية في تعيينو لمف يقود الحكومة اما‬
‫الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة بنتائج اإلنتخابات التشريعية حيث جاء في نص المادة ‪ 103‬مف‬
‫الدستور توضيح لمتى يكوف مف يقود الحكومة رئيس لمحكومة أو وزير األوؿ‪.‬‬
‫‪ ‬حيث تنص المادة ‪ 103‬عمى أنو يقود الحكومة وزير أوؿ إذا أفرزت نتائج التشريعيات عف‬
‫أغمبية رئاسية أما في حاؿ أفرزت التشريعيات عف أغمبية برلمانية فإنو يقود الحكومة رئيسا‬
‫لمحكومة‪.3‬‬

‫‪ 1‬ك‪ٕٛ‬اَ‪ ٙ‬لل‪ٚ‬ى‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.42 41 ٓ ٓ ،‬‬


‫‪ 2‬أَظو انًبكح‪ 05/91‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ نَُخ ‪.2020‬‬
‫‪ 3‬أَظو انًبكح ‪103‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ نَُخ ‪.2020‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫‪ ‬والمقصود باألغمبية الرئاسية ىو حاؿ التوافؽ بيف األغمبية الرئاسية واألغمبية البرلمانية أي أف‬
‫حزب رئيس الجميورية أو الحزب الذي يدعمو ىو مف حقؽ أغمبية في اإلنتخابات التشريعية‪،‬‬
‫أما األغمبية البرلمانية فيقصد بيا تعارض األغمبية البرلمانية مع الرئيس أي أف األحزاب‬
‫المعارضة لرئيس الجميورية ىي مف حققت األغمبية البرلمانية وىذه المادة يمكف أف تفرز لنا‬
‫إشكاالت عدة يمكف ذكرىا في النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬أنو في حالة ما إذا كاف رئيس الجميورية غير محزب ال ينتمي إلى أي حزب كما ىو الحاؿ‬
‫بالنسبة لرئيس الجميورية الحالي" عبد المجيد تبوف" الذي فاز في اإلنتخابات التشريعية‬
‫كمترشح حر كيؼ يمكف تحديد األغمبية البرلمانية التي حققتيا اإلنتخابات التشريعية ىؿ تتحدد‬
‫باألحزاب التي تعمف دعميا لرئيس الجميورية؟‪.‬‬
‫كما أنو يمكف أف ال تتحقؽ أي مف األحزاب المتنافسة األغمبية البرلمانية أيف تتوزع األغمبية‬ ‫‪-‬‬
‫البرلمانية عمى عدة أح ازب وىي تعرؼ بحالة اإلئتالؼ فماذا يعيف رئيس الجميورية في ىذه‬
‫الحالة وزي ار أوؿ أو رئيس لمحكومة في إنتظار توضيحات حوؿ األغمبية الرئاسية واألغمبية‬
‫البرلمانية التي جاء بيا التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬باعتبارىا أوؿ تجربة وباعتبارىا لـ‬
‫تطبؽ ميدانيا بعد‪.‬‬
‫وما يجدر اإلشارة لو ىو أف المواد لـ تقيد رئيس الجميورية في تعييف الوزير األوؿ بشرط اإلنتماء‬
‫السياسي أما في الحالة التي تفرز فييا اإلنتخابات التشريعية أغمبية برلمانية فيعيف رئيس الجميورية‬
‫رئيس الحكومة مف أغمبية البرلمانية وىذا يعتبر قيد جاء بو التعديؿ الدستوري الجديد يقيد مف خاللو‬
‫رئيس الجميورية باإلنتماء السياسي لرئيس الحكومة دستوريا عمى عكس ما كانت عميو التعديالت‬
‫السابقة أيف كاف رئيس الجميورية غير مقيد في تعييف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة دستوريا إنما‬
‫كاف مقيد عمميا كما وضحنا في السابؽ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إنهاء مهام الوزير االول أو رئيس الحكومة حسب الحالة‬
‫إف قرار اإلنياء يعد إختصاص أصيؿ لرئيس الجميورية مستمدا مف الدستور وال يخضع ألي‬
‫شروط أو إجراءات باعتباره سمطو التعييف لرئيس الحكومة أو الوزير األوؿ حسب الحالة‪ ،‬لممادة ‪91‬‬
‫‪" :05/‬اليعيف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة وينيي ميامو"‪ ،‬بحيث أف رئيس الجميورية‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫يمكف لو أف يعيف رئيس الحكومة أو الوزير األوؿ حسب الحالة عدة مرات خالؿ عيدتو الرئاسية بقرار‬
‫صادر عف إرادتو المنفردة بناء عمى ما يراه‪.1‬‬
‫ىناؾ ثالث وضعيات إلنياء مياـ الوزير االوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالو ندرسيا في اآلتي‪:2‬‬
‫أوال‪ :‬اإلستقالة‬
‫وىي نوعاف اإلستقالة الوجوبية واإلستقالة اإلرادية‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلستقالة الوجوبية تتمثل حاالتها في‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلستقالة بسبب عدم موافقة المجمس الشعبي الوطني عمى مخطط عمل الحكومة‪ :‬البد مف‬
‫موافقة المجمس الشعبي الوطني عمى مخطط عمؿ الحكومة وفي حالة عدـ الموافقة فإف الوزير األوؿ‬
‫أو رئيس الحكومة حسب الحالة ممزـ عمى تقديـ إستقالة حكومتو إلى رئيس الجميورية حسب المادة‬
‫‪ 107‬مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪.32020‬‬
‫ب‪ -‬اإلستقالة بسبب عدم التصويت عمى الئحة ممتمس الرقابة‪ :‬وذلؾ أف المجمس الشعبي الوطني‬
‫يرفض التصويت عمى ممتمس الرقابة أو عدـ تصويتو باألغمبية عمى الئحة الثقة المطموبو مف قبؿ‬
‫الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة عمى حساب الحالة فيقدـ الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة عمى حسب‬
‫الحالة إستقالتو إلى رئيس الجميورية‪ ،‬طبقا لممادة ‪ 137‬مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪.42020‬‬
‫ج‪ -‬إستقالتة بسبب الترشح لالنتخابات الرئاسية‪ :‬وذلؾ في حالة ترشح الوزير األوؿ أو رئيس‬
‫الحكومو لالنتخابات الرئاسية وجب عميو تقديـ إستقالتو لرئيس الجميورية وجوبا دوف أف يستقيؿ‬
‫أعضاء الطاقـ الحكومي ويتولى رئاسة الحكومة أحد الوزراء الحكومة بتعييف مف رئيس الدولة طبقا‬
‫لممادة ‪ 02 /104‬مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪.52020‬‬
‫د‪ -‬إستقالة الوزير األول أو رئيس الحكومة عمى حسب الحالة عقب اإل نتخابات التشريعية‬
‫والرئاسية‪ :‬بالرغـ مف عدـ وجود نصوص دستورية توجب إستقالة الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة عمى‬

‫‪ 1‬يؾًل ثٕها‪ ،ٕٚ‬انَهطخ انزُف‪ٛ‬ن‪ٚ‬خ ف‪َ ٙ‬ظبو انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ث‪ ٍٛ‬انٕؽلح ٔانضُبئ‪ٛ‬خ‪ ،‬ا‪ٛ‬ؤؽّ ككزٕهاِ‪ ،‬كه‪ ّٛ‬انؾمٕق‪،‬‬
‫عبيؼّ انغيائو‪.78 ٓ ،2012 ،1‬‬
‫‪ 2‬رؼوف اإلٍزمبنخ ػهٗ أَٓب إػالٌ انْقٔ ػٍ إهاكرّ انؾوح ٔانٖو‪ٚ‬ؾخ ف‪ ٙ‬روكّ انٕظ‪ٛ‬فّ ثٖفخ َٓبئ‪ٛ‬خ‪ ،‬أَظو أؽًل ػه‪ٙ‬‬
‫ػجٕك انقفبع‪" ،ٙ‬صُبئ‪ٛ‬خ انَهطخ انزُف‪ٛ‬ن‪ٚ‬خ ف‪ ٙ‬انؼواق نَُّ ‪ ،" 2005‬يغهخ انمبكٍ‪ٛ‬خ‪ ،‬نهمبٌَٕ ٔانؼهٕو انَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ‪ ،‬عبيؼخ‬
‫انمبكٍ‪ٛ‬خ‪ ،‬انؼلك انضبَ‪.236 ٓ ،2017 ،ٙ‬‬
‫‪ 3‬ك‪ٕٛ‬اَ‪ ٙ‬لل‪ٚ‬ى‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.43ٓ ،‬‬
‫‪ 4‬ك‪ٕٛ‬اَ‪ ٙ‬لل‪ٚ‬ى‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.43ٓ ،‬‬
‫‪ٍ 5‬بي‪ٛ‬خ ػجل انالٔ٘‪ ،‬انَهطخ انزُف‪ٛ‬ن‪ٚ‬خ ف‪ ٙ‬ظم انزؼل‪ٚ‬الد انلٍزٕه‪ٚ‬خ انغل‪ٚ‬لح انلٔل انًغبهث‪ٛ‬خ‪ ،‬أ‪ٛ‬ؤؽخ ككزٕهاِ‪ ،‬كه‪ٛ‬خ‬
‫انؾمٕق ٔانؼهٕو انَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ‪ ،‬عبيؼخ يؾًل ف‪ٚٛ‬و‪.275ٓ ،2019 ،‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫حسب الحالة عقب اإلنتخابات الرئاسية واإلنتخابات التشريعية فإف األعراؼ الدستورية وفرضت عمى‬
‫الوزير األوؿ تقديـ استقالتو‪.1‬‬
‫‪ -2‬اإلستقالة اإلرادية‪ :‬وتتـ ىذه اإلستقالة بمحض إرادة الوزير األوؿ أو الرئيس الحكومة حسب‬
‫الحالة تبقى لممادة ‪ 113‬مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪ ":2020‬يمكف لموزير األوؿ أو رئيس‬
‫الحكومة حسب الحالة أف يقدـ إستقالة الحكومة لرئيس الجميورية"‪ ،2‬وذلؾ إذا ما شعر أنو أصبح‬
‫غير قادر عمى مواصمو تنفيذ برنامجو أو إذا تعرض لضغوطات إنتقادات شديدة سواء مف طرؼ‬
‫رئيس الجميورية أو مف طرؼ الرأي العاـ أو إذا شعر أنو ال يمثؿ األغمبية في البرلماف‪.3‬‬

‫ثانيا‪ .‬اإلقالة‪:‬‬
‫إف إنياء مياـ الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة ىو سمطة دستورية مخولة لرئيس‬
‫الجميورية في مقابؿ سمطة التعييف‪ ،‬إذ ال يعقؿ في ظؿ دستور أقر انتخاب رئيس الجميورية عف‬
‫طريؽ اإلقتراع العاـ السري والمباشر ومنحو سمطة تعييف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة‬
‫وأ عضاء حكومتو القوؿ بأنو ال يجوز لو أف ينيي مياـ الحكومة عكس ما ذىب إليو نظيره الفرنسي في‬
‫المادة ‪ 08‬مف دستور ‪ 1958‬التي تنص عمى أف رئيس الجميورية يعيف الوزير األوؿ لكف ال ينيي‬
‫ميامو ‪ ،4‬وطبقا لمبدأ توازي األشكاؿ يكوف إنياء مياـ الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة‬
‫بموجب مرسوـ رئاسي كما ىو الحاؿ في تعيينو‪ .5‬سمطة إقالة الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب‬
‫الحالة الممنوحة لرئيس الجميورية تكوف دوف قيد أو شرط ولو سمطو كاممة ومطمقة كما ال يمكف إقالة‬
‫الحكومة بما فييا الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة في حالة حصوؿ مانع لرئيس‬
‫الجميورية أو وفاتو أو إستقالتو وىي مسألة غير قابمة لمتفويض‪.6‬‬

‫‪ 1‬ى‪ُٚ‬ت ػجل انالٔ٘‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.146ٓ ،‬‬


‫‪ 2‬ك‪ٕٛ‬اَ‪ ٙ‬لل‪ٚ‬ى‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.43ٓ ،‬‬
‫‪ 3‬يؾًل ػه‪ ٙ‬إٍالو انؼهً‪ ،ٙ‬انًوكي انمبََٕ‪ ٙ‬نهٕى‪ٚ‬و االٔل ف‪ ٙ‬انغيائو‪ ،‬ينكوح يبعَز‪ٛ‬و‪ ،‬كه‪ٛ‬خ انؾمٕق‪ ،‬عبيؼخ انغيائو‪،‬‬
‫‪.24 ٓ ،2017‬‬
‫‪ 4‬يؾًل ػه‪ ٙ‬اٍالو انؼهً‪ ،ٙ‬انًوعغ َفَّ‪.22 ٓ ،‬‬
‫‪ 5‬يوٍٕو هئبٍ‪ ٙ‬هلى ‪ 179 /17‬انًؤهؿ ف‪ 24 ٙ‬يب٘ ‪ 2017‬انًز‪ ًٍٚ‬رؼ‪ ٍٛٛ‬انَ‪ٛ‬ل ػجل انًغ‪ٛ‬ل رجٌٕ‪ ،‬انغو‪ٚ‬لح انوًٍ‪ٛ‬خ‬
‫نهغًٕٓه‪ٚ‬خ انغيائو‪ٚ‬خ‪ ،‬انؼلك‪.9ٓ ،41‬‬
‫ٔ ثًمز‪ ٗٚ‬انًوٍٕو انوئبٍ‪ ٙ‬هلى ‪ 241/ 17‬انًؤهؿ ف‪ 15 ٙ‬أٔد ‪ٚ 2017‬ز‪ ًٍٚ‬إَٓبء يٓبو انٕى‪ٚ‬و األٔل ف‪ ٙ‬يبكرّ‬
‫األٔنٗ" رُٓٗ يٓبو ػجل انًغ‪ٛ‬ل رجٌٕ انٕى‪ٚ‬و األٔل"‪ ،‬انغو‪ٚ‬لح انوًٍ‪ٛ‬خ نهغًٕٓه‪ٚ‬خ انغيائو‪ٚ‬خ‪ ،‬انؼلك‪.4ٓ ،48‬‬
‫‪ٍ 6‬بي‪ٛ‬خ ػجل انالٔ٘‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.272 ٓ ،‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫‪1‬‬
‫ثالثا‪ :‬الوفاة‬
‫لـ يتعرض الدستور الجزائري ليذه الحالة ولكف إذا توفى الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب‬
‫الحالة يصدر رئيس الجميورية تمقائيا مرسوما يقر فيو بإنتياء مياـ الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‬
‫حسب الحالة المتوفي‪ ،‬ويعيف وزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة مف جديد سواء مف بيف‬
‫أعضاء الحكومة القائمة ففي ىذه الحالة فإنو يمكف لو أف يحتفظ بأعضاء حكومتو برنامج عمميا‪ .‬أما‬
‫في حالة تعييف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة الجديد مف خارج أعضاء الحكومة فإف‬
‫ىذا األخير قد يحتفظ بتشكيمة الحكومة السابقة أو يقوـ بتغييرىا كميا أو جزئيا‪ ،2‬ومف أمثمة ذلؾ عف‬
‫صدور مراسيـ رئاسية إلنياء المياـ بسبب حالة الوفاة‪:‬‬
‫‪ -‬مرسوـ رئاسي مؤرخ في ‪ 03‬شعباف عاـ ‪ 1438‬الموافؽ ؿ ‪ 30‬ابريؿ سنة ‪ 2017‬تنتيي‬
‫ابتداء مف ‪ 04‬نوفمبر سنة ‪ 2016‬مياـ السيد عبد القادر محي الديف حدابي بصفتو رئيسا‬
‫لديواف وزير الصناعة والمناجـ بسبب الوفاة‪.3‬‬
‫‪ -‬المرسوـ الرئاسي المؤرخ في ‪ 03‬شعباف ‪ 1438‬الموافؽ ؿ ‪ 30‬ابريؿ ‪ 2017‬تنتيي ابتداء‬
‫مف ‪ 08‬اكتوبر ‪ 2016‬مياـ السيد ناصر طاجيف بصفتو نائب مدير لبرنامج حشد الموارد‬
‫المائية في المديرية العامة لمميزانية بو ازرة المالية بسبب الوفاة‪.4‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الرقابة البرلمانية لموزير األول أو رئيس الحكومة عمى حسب الحالة‬
‫يقوـ مبدأ الفصؿ المرف بيف السمطات عمى أساس التعاوف المتبادؿ بيف السمطتيف التنفيذية‬
‫والتشريعية إذ تؤثر الحكومة عمى البرلماف لإلنعقاد و فض دوراتو واعدادىا لمشروع القوانيف وبالمقابؿ‬
‫يممؾ البرلماف مجموعة مف الوسائؿ التي يراقب بيا السمطة التنفيذية واثارة مسؤوليتيا وىي تتكوف مف‬
‫جيازيف أو ما يسمى بثنائية السمطة التنفيذية كرئيس دولة غير مسؤوؿ سياسيا رغـ الصالحيات‬
‫الواسعة التي يتمتع بيا دستوريا فالمسؤولية تقع عمى عاتؽ الو ازرة ونجد بريطانيا ىي السباقة ليذا النوع‬
‫مف المسؤولية عندما نجحت الغرفتيف في القرف الرابع عشر بإرغاـ الوزراء الذيف كانوا عمى خالؼ‬

‫‪ 1‬انٕفبح ْ‪ ٙ‬أيو ‪ٛ‬ج‪ٛ‬ؼ‪ٚ ٙ‬ؤك٘ إنٗ إَزٓبء انٕظ‪ٛ‬فخ ٍٕاء أّبه إن‪ٓٛ‬ب انًْوع أو نى ‪ْٛٚ‬و نٓب فمل ركٌٕ َٓب‪ٚ‬خ اإلََبٌ ثبنًٕد‬
‫انطج‪ٛ‬ؼ‪ ٙ‬نّ ٔمنك ثئَزٓبء يغبنّ أٔ ثؾبكس انغُبئ‪ ٙ‬أٔ إهْبث‪ ،ٙ‬اَظو أؽًل ػهٗ ػجٕك انقفبع‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.237ٓ ،‬‬
‫‪ 2‬يؾًل ػه‪ ٙ‬إٍالو انؼهً‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.25ٓ ،‬‬
‫‪ 3‬يوٍٕو هئبٍ‪ ٙ‬هلى ‪ 179 /17‬انًؤهؿ ف‪ 24 ٙ‬يب٘ ‪ 2017‬انًز‪ ًٍٚ‬رؼ‪ ٍٛٛ‬انَ‪ٛ‬ل ػجل انًغ‪ٛ‬ل رجٌٕ‪ ،‬انغو‪ٚ‬لح انوًٍ‪ٛ‬خ‬
‫نهغًٕٓه‪ٚ‬خ انغيائو‪ٚ‬خ‪ ،‬انؼلك ‪.9ٓ ،41‬‬
‫‪ 4‬يوٍٕو هئبٍ‪ ٙ‬يؤهؿ ف‪ 30 ٙ‬اثو‪ٚ‬م ‪ٚ 2017‬ز‪ ًٍٚ‬آَبء يٓبو َبئت يل‪ٚ‬و ف‪ ٙ‬انًل‪ٚ‬و‪ٚ‬خ انؼبيخ نهً‪ٛ‬ياَ‪ٛ‬خ ثٕىاهح انًبن‪ٛ‬خ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫معيـ عمى االستقالة‪ ،1‬وقبؿ التطرؽ آلليات الرقابة البرلمانية عمى الحكومة البد مف تعريؼ المسؤولية‬
‫السياسية لمو ازرة‪.‬‬
‫‪ -‬لـ يتفؽ الفقياء حوؿ تعريؼ واحد مسؤولية الحكومة أماـ البرلماف فيمكف تعريؼ المسؤولية‬
‫السياسية عمى أنيا "حؽ البرلماف في سحب الثقة مف الو ازرة بإجمعيا أو مف أحد الوزراء دوف‬
‫توقيع أية عقوبة أخرى إذا كاف العمؿ الذي ثارت بشأف المسؤولية ال يعتبر جريمة طبقا لقانوف‬
‫العقوبات" وىي ال تتأسس عمى خطأ مدني أو جريمة جنائية إنما تقوـ عمى مخالفة سياسية‬
‫يرتبط تقديرىا بالبرلماف‪ ،2‬كما يمكف تعريفيا " تحمؿ النتائج المترتبة ما يرتكب مف الخطايا‬
‫واألعماؿ الضارة بالبالد مف اإلجراءات غير القانونية"‪ ،‬كما يقصد بيا أنيا أيضا "أف تكوف‬
‫الحكومة بمفيوـ الضيؽ وليس الرئيس مسؤولة أماـ البرلماف"‪.‬‬
‫‪ -‬بينما يرى آخر إنيا‪" :‬مجموعة مف اإلجراءات التي تدفع الحكومة لإلستقالة إذا لـ تحصؿ عمى‬
‫ثقة المجمس"‪ ،‬كما يقصد بيا ‪":‬وضع إحاطة إلسقاط الحكومة وحؿ الغرفة السفمى"‪.‬‬
‫‪ -‬كما أف المقصود مف المسؤولية الو ازرية أف الوزارة إذا فقدت ثقة البرلماف المنتخب تسقط وال‬
‫تستطيع اإلستمرار في مباشرة مياميا‪.3‬‬
‫‪ -‬كما عرفيا أيضا الدكتور محمد كامؿ بأنيا‪":‬حؽ البرلماف في سحب الثقة مف الو ازرة كميا‬
‫كوحدة أو مف أحد الوزراء ويترتب عمى ىذا التصرؼ البرلماني وجود إستقالة الو ازرة أو الوزير‬
‫نتيجة لسحب الثقة منيا"‪.‬‬
‫‪ ‬أما الدكتور أحمد إبراىيـ السبيمي‪" :‬فيرى أف المسؤولية السياسية تقتضي‪":‬عزؿ السمطة بواسطو‬
‫أخرى بسبب عجزىا عف تحقيؽ مقصودىا"‪.‬‬
‫والمالحظ أف كؿ ىذه التعاريؼ الفقيية تنطمؽ في تعريفيا لممسؤولية السياسية مف اآلثر المترتب عف‬
‫المسؤولية وىو إستقالة الحكومة‪.4‬‬

‫‪1‬فلٔعخ فهٕف‪ ،ٙ‬انولبثخ انجونًبَ‪ٛ‬خ ػهٗ أػًبل انَهطخ انزُف‪ٛ‬ن‪ٚ‬خ ف‪ ٙ‬انًغوة انؼوث‪ ٙ‬كهاٍخ يمبهَخ‪ ،‬ا‪ٛ‬ؤؽّ ككزٕهاِ‪،‬‬
‫كه‪ٛ‬خ انؾمٕق عبيؼخ انغيائو‪.106 ٓ 2012 ،‬‬
‫‪ 2‬ػًبه ػجبً‪ ،‬انؼاللخ ث‪ ٍٛ‬انَهطبد ف‪ ٙ‬األَظًخ انَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ انًؼبٕوح ٔف‪ ٙ‬انُظبو انَ‪ٛ‬بٍ‪ ٙ‬انغيائو٘‪ ،‬انطجؼخ األٔنٗ‪ ،‬كاه‬
‫انقهلَٔ‪ٛ‬خ نهُْو ٔانزٕى‪ٚ‬غ‪ ،‬انمجخ‪ ،‬انغيائو‪.47 ٓ ،2010 ،‬‬
‫‪ٍ 3‬ؼبك هاثؼ ‪،‬انًوكي انمبََٕ‪ ٙ‬نوئ‪ ٌٛ‬انؾكٕيخ‪ ،‬ينكوِ يبعَز‪ٛ‬و‪ ،‬كه‪ ّٛ‬انؾمٕق‪ ،‬عبيؼّ أثٕ ثكو ثهمب‪ٚ‬ل رهًَبٌ‪ٓ ،2018 ،‬‬
‫‪.75‬‬
‫‪ 4‬يؾًل فم‪ٛ‬و‪ ،‬ػاللخ هئ‪ ٌٛ‬انغًٕٓه‪ٚ‬خ ثبنٕى‪ٚ‬و األٔل ف‪ ٙ‬انُظبي‪ ٍٛ‬انغيائو٘ ٔانًٖو٘ كهاٍخ يمبهَخ‪ ،‬ينكوح يبع‪َٛ‬زو‪،‬‬
‫كه‪ٛ‬خ انؾمٕق‪ ،‬عبيؼخ أيؾًل ثٕلوح‪ ،‬كٌٔ ٍُخ‪.138 ٓ ،‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫الفرع االول‪ :‬وسائل الرقابة التي ترتب المسؤولية السياسية لمحكومة‬


‫إذا كاف الدستور قد نص عمى المسؤولية السياسية فإف ىذه األخيرة ال يتـ تحريكيا إال وفقا‬
‫إلجراءات وشروط منصوص عمييا في القانوف العضوي‪ ،‬وىذا ضمانا إلستقرار الحكومة ومنعا‬
‫لمتعسؼ والتي ال تقاـ إال أماـ المجمس الشعبي الوطني وىذا بطريقتيف إما بناء عمى مبادرة مف‬
‫المجمس الشعبي الوطني وذلؾ عف طريؽ ممتمس رقابة واما بناء عمى المبادرة مف رئيس الحكومة أو‬
‫الوزير األوؿ حسب الحالة والذي يمكنو طمب تصويت بالثقة‪.1‬‬

‫أوال‪ .‬ممتمس الرقابة‪:‬‬


‫لقد كفؿ الدستور الجزائري لمبرلماف حؽ ممارسة الرقابة عمى الحكومة غير أف ىذه الرقابة ال‬
‫تمارس بالتساوي مف طرؼ غرفتي البرلماف حيث خص المجمس الشعبي الوطني لوحده بإمكانية إسقاط‬
‫الحكومة برفض مخطط عمميا أو رفض بياف السياسة العامة بالمجوء إلى ممتمس الرقابة إلسقاطيا واف‬
‫كاف ىذا اإلجراء قد يترتب عنو حؿ المجمس الشعبي الوطني إما مجمس األمة فيقتصر في مجاؿ ىذا‬
‫النوع مف الرقابة عمى إمكانية إصدار الئحة لدى تقديـ بياف السياسة العامة‪.2‬‬
‫‪ -‬أف ممتمس الرقابة مرتبط إرتباطا وثيقا بالسياسة العامة وتحريؾ ممتمس رقابة حسب المادة‬
‫‪ 161‬مف التعديؿ الدستوري الجزائري‪ ،3‬يكوف بمناسبة بياف السياسة العامة السنوي ما يفيد أف‬
‫نواب المجمس الشعبي الوطني ال يمكنيـ المجوء الى تقديـ ممتمس الرقابة إال مرة واحدة في‬
‫السنة و بمناسبة مناقشة بياف السياسة العامة الذي تقدمو الحكومة كؿ سنو أماـ المجمس‬
‫الشعبي الوطني‪ ،4‬وذلؾ إستنادا إلى المادتيف ‪ 98‬مف الدستور و‪ 51‬مف القانوف العضوي رقـ‬
‫‪ ،512/16‬ويجب أف يكوف موقعا مف ‪ 7\1‬مف عدد النواب عمى األقؿ وتتـ الموافقة عميو‬
‫بتصويت يساوي أو يفوؽ ‪ 3\2‬مف عدد النواب عمى أف يجري التصويت بعد ‪ 03‬أياـ مف‬
‫تاريخ إيداع ممتمس الرقابة طبقا لممادتيف ‪ 58‬و ‪ 62‬مف القانوف العضوي ‪ 12 /16‬و المادة‬

‫‪ٍ 1‬ؼبك هاثؼ‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.93 ٓ ،‬‬


‫‪ٍ 2‬ؼ‪ٛ‬ل ثّٕؼ‪ٛ‬و‪ ،‬انُظبو انَ‪ٛ‬بٍ‪ ٙ‬انغيائو٘ كهاٍخ رؾه‪ٛ‬ه‪ٛ‬خ نطج‪ٛ‬ؼخ َظبو انؾكى ف‪ٕٙ ٙ‬ء كٍزٕه ‪ ، 1996‬انغيء انواثغ‪،‬‬
‫انطجؼخ انًُمؾخ‪ ،‬ك‪ٕٚ‬اٌ انًطجٕػبد انغبيؼ‪ٛ‬خ‪ ،‬انغيائو‪.143ٓ ،2013 ،‬‬
‫‪ 3‬رُٔ انًبكح ‪ 161‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ نَُخ ‪ 2020‬ػهٗ أَّ‪ًٚ":‬كٍ انًغهٌ انْؼج‪ ٙ‬انٕ‪ ُٙٛ‬نلٖ يُبلّْ ث‪ٛ‬بٌ‬
‫انَ‪ٛ‬بٍخ انؼبيخ أٌ ‪ٕٖٚ‬د ػهٗ يهزًٌ انولبثخ ‪ُٖٚ‬ت ػهٗ يَؤٔن‪ ّٛ‬انؾكٕيخ"‪.‬‬
‫‪ 4‬ػبئْخ كٔ‪ٚ‬ل٘‪ ،‬انؾلٔك انلٍزٕه‪ٚ‬خ ث‪ ٍٛ‬انَهطخ انزْو‪ٚ‬ؼ‪ٛ‬خ ٔانَهطخ انزُف‪ٛ‬ن‪ٚ‬خ كهاٍخ يمبهَخ‪ ،‬أ‪ٛ‬ؤؽخ ككزٕهاِ‪ ،‬كه‪ٛ‬خ انؾمٕق‬
‫ٔانؼهٕو انَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ‪ ،‬عبيؼخ انغ‪ٛ‬الن‪ ٙ‬ان‪ٛ‬بثٌ‪.81ٓ ،2018 ،‬‬
‫‪ 5‬رُٔ انًبكِ ‪ 51‬يٍ لبٌَٕ انؼ‪ٚ": 12/ 16 ٕ٘ٚ‬غت ػهٗ انؾكٕيخ أٌ رملو كم ٍُخ إثزلاء يٍ ربه‪ٚ‬ـ انًٖبكلخ ػهٗ‬
‫يقط‪ ٜ‬ػًهٓب إنٗ انًغهٌ انْؼج‪ ٙ‬انٕ‪ ُٙٛ‬ث‪ٛ‬بَب يٍ انَ‪ٛ‬بٍخ انؼبيخ ‪ٛ‬جمب ألؽكبو انًبكح ‪ 98‬يٍ انلٍزٕه"‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫‪ 162‬مف التعديؿ الدستوري الجزائري‪ ،‬وىذا حتى يفسح المجاؿ المساعي الودية عمى اعتبار‬
‫النتيجة العممية قد تكوف إسقاط الحكومة واذا أصر النواب صوتوا لصالح ممتمس الرقابة في‬
‫حدود النسب المطموبة أو أكثر ىنا يقدـ الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة إستقالة‬
‫الحكومة إلى رئيس الجميورية‪ ،1‬وىذا ما نص عميو المؤسس الدستوري في الفقرة الثالثة مف‬
‫المادة أو مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪ ،2020‬وىو ما أكدتو المادة ‪ 62‬في فقرتيا الثالثة مف‬
‫القانوف العضوي ‪ 12/ 16‬المحدد لتنظيـ غرفتي البرلماف وعمميما وكذا العالقة الوظيفية‬
‫بينيما وبيف الحكومة غير أنو ال يتضمناف ما يمزـ رئيس الجميورية بقبوؿ ىذه اإلستقالة ىذه‬
‫اإلستقالة بما قد يفيـ منو بأف رئيس الجميورية يممؾ السمطو التقديرية في قبوؿ إستقالة‬
‫الحكومة أ و رفضيا فقد يتصور أف يمجأ الرئيس في حؿ المجمس الشعبي الوطني بدال مف‬
‫قبوؿ إستقالة الحكومة كما قد يتصور أف يمجأ إلى إقالة الحكومة وحؿ البرلماف أو رئيس‬
‫الحكومة حسب الحالة وكاف مف المفضؿ أف تنص المادة ‪ 162‬مف التعديؿ الدستوري عمى‬
‫سقوط الحكومة بقوة القانوف في حاؿ الموافقة عمى ممتمس الرقابة‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التصويت بالثقة‬
‫أف التصويت بالثقة يعد إختصاصا أصيال الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة وذلؾ‬
‫بطمب منو وحده عكس ممتمس الرقابة الذي يكوف بطمب مف المجمس الشعبي الوطني نفسو وىو ما‬
‫يرجح ارتباط مسألة التصويت بالثقة ببياف الحكومة أو برنامج الحكومة‪ ،‬وذلؾ طبقا لممادة ‪ 63‬مف‬
‫القانوف العضوي ‪ 12\16‬التي تنص عمى‪":‬يكوف تسجيؿ التصويت بالثقة لفائدة الحكومة في جدوؿ‬
‫األعماؿ وجوبا بناء عمى طمب الوزير األوؿ"‪ .‬وىنا الحكومة مخيرة بالمجوء أو عدـ المجوء إلى ىذا‬
‫اإلجراء‪ .4‬وال يممؾ النواب حؽ طمب التصويت بالثقة ويكوف في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬في حالة وجود معارضة لسياسة الحكومة مف قبؿ النواب فينا يتوجو رئيس الحكومة أو الوزير‬
‫األوؿ حسب الحالة إلى المجمس الشعبي الوطني فإف صوت ىذا األخير لصالح الحكومة فيذا يعد‬

‫‪ 1‬ػجل انؾه‪ٛ‬ى يوىٔل‪ٕ ٔ ٙ‬بنؼ ثُْٕه٘‪ "،‬انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ انغل‪ٚ‬ل ٔيجلأ انفٖم ث‪ ٍٛ‬انَهطبد"‪ ،‬يغهخ انؼهٕو‬
‫انمبََٕ‪ٛ‬خ ٔانَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ ‪ ،‬انؼلك ‪ ،14‬أكزٕثو ‪.2016‬‬
‫‪ 2‬يؾًل ْبيه‪ًُْٛ ،ٙ‬خ انَهطخ انزُف‪ٛ‬ن‪ٚ‬خ ػهٗ انَهطخ انزْو‪ٚ‬ؼ‪ٛ‬خ ف‪ ٙ‬انُظبو انلٍزٕه٘ انغيائو٘‪ ،‬كٌٔ ‪ٛ‬جؼخ‪ ،‬كاه انغبيؼخ‬
‫انغل‪ٚ‬لح‪ ،‬اإلٍكُله‪ٚ‬خ‪.183 182 ٓ ٓ ،2014 ،‬‬
‫‪ًٚ 3‬كٍ رؼو‪ٚ‬ف انزٖٕ‪ٚ‬ذ ثبنضمخ ػهٗ أَٓب رهك انؼًه‪ٛ‬خ انلٍزٕه‪ٚ‬خ انز‪ًُٚ ٙ‬ؼ يٍ فالنٓب يغهٌ انُٕاة صمزّ إنٗ انؾكٕيخ ف‪ٙ‬‬
‫ّقٔ هئ‪َٓٛ‬ب‪ ،‬أَظو ٍبي‪ٛ‬خ ػجل انالٔ٘‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.308 ٓ ،‬‬
‫‪ٍ 4‬ؼ‪ٛ‬ل ثّٕؼ‪ٛ‬و‪َ ،‬ظبو انَ‪ٛ‬بٍ‪ ٙ‬انغيائو٘ كهاٍّ رؾه‪ٛ‬ه‪ ّٛ‬نطج‪ٛ‬ؼّ َظبو انؾكى ف‪ ٙ‬كٍزٕه ‪ ،1996‬انغيء انواثغ‪ ،‬انًوعغ‬
‫انَبثك‪.169 168 ٓ ٓ ،‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫كالرد فعؿ عمى المعارضة‪ ،‬أما أف لـ يمنح النواب ثقتو لمحكومة فإنيا تضطر إلى تقديـ‬
‫إستقالتيا‪ ،1‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 69‬مف القانوف العضوي ‪":12/ 16‬يمكف اف يتدخؿ خالؿ‬
‫المناقشة التي تتناوؿ التصويت بالثقة لفائدة الحكومة زياده عف الحكومة نفسيا نائب يؤيد‬
‫التصويت بالثقة ونائب أخر ضد التصويت بالثقة"‪.2‬‬
‫‪ .2‬في حالة نشوب خالؼ بيف الحكومة وبيف رئيس الجميورية‪ :‬فيعد التصويت بالثقة لصالح الحكومة‬
‫تدعيما لموقفيا أماـ رئيس الجميورية وأما إذا حدث العكس تستقيؿ الحكومة‪.‬‬
‫‪ .3‬وفي حالة تقديـ بياف السياسة العامة أماـ المجمس الشعبي الوطني‪ :‬يمكف أف تطمب الحكومة‬
‫التصويت بالثقة‪ 3‬وأما عف النصاب المشترط ليذا التصويت فيو محدد باألغمبية البسيطة لمنواب فقط‪،‬‬
‫وىو ما يجعؿ مف تحقيقو أم ار سيال نسبيا مقارنة بممتمس الرقابة الذي إشترط المؤسس الدستوري‬
‫لمموافقة عميو تصويت ثمثي أعضاء المجمس وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 64‬مف القانوف العضوي‬
‫‪": 12\16‬يكوف التصويت بالثقة باألغمبية البسيطة‪ ،‬وفي حالة رفض التصويت بالثقة يقدـ الوزير‬
‫األوؿ أو رئيس الحكومة استقالة الحكومة"‪.4‬‬
‫وعميو في حالة قبوؿ التصويت بالثقة مف قبؿ المجمس الشعبي الوطني فينا يواصؿ رئيس الحكومة أو‬
‫الوزير األوؿ حسب الحالة العمؿ إذا حصؿ عمى النصاب القانوني الذي يعتبر بمثابة تجديد الثقة‬
‫فيمتزـ بمساعدة الحكومة‪ ،‬وتأييدىا في تنفيذ برنامجيا‪ ،‬أما إذا صوت بعدـ الثقة فغإف الحكومة تقدـ‬
‫إستقالتيا لرئيس الجميورية‪ ،5‬ولرئيس الجميورية السمطة التقديرية الكاممة إزاء ىذه اإلستقالة فقد يقبميا‬
‫وقد يمجأ بالمقابؿ إلى اإلجراء الثاني وىو حؽ حؿ المجمس الشعبي الوطني والتي ال يمكف لو تفويضيا‬
‫إلى غيره وتنظيـ إنتخابات تشريعية جديدة في غضوف ثالثة أشير‪ ،‬وبيذا تجاىؿ نتائج التصويت بعدـ‬
‫الثقة حفاظا عمى حكومتو وذلؾ أف عدـ ثقة المجمس في سياسة الحكومة تعني ضمنيا عدـ ثقتو في‬
‫برنامج الرئيس طالما أف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة ما ىو إال منفذ لبرنامج‬
‫الرئيس‪.6‬‬

‫‪ 1‬ػم‪ٛ‬هّ فوثبّ‪ ،ٙ‬انؼاللخ انٕظ‪ٛ‬ف‪ٛ‬خ ث‪ ٍٛ‬انؾكٕيخ ٔانجونًبٌ ثؼل انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ ل‪َٕ 28‬فًجو ‪ ،1996‬كٌٔ ‪ٛ‬جؼخ‪ ،‬كاه‬
‫انقهلَٔ‪ٛ‬خ‪.124 ٓ ،2007 ،‬‬
‫‪ 2‬انًبكح ‪ 69‬يٍ انمبٌَٕ انؼ‪.12/16 ٕ٘ٚ‬‬
‫‪ 3‬ػم‪ٛ‬هّ فوثبّ‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪ٕ ،‬فؾّ ‪.125‬‬
‫‪ 4‬يؾًل ْبيه‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.187 ٓ ،‬‬
‫‪ 5‬ػم‪ٛ‬هّ فوثبّ‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.125 ٓ ،‬‬
‫‪ 6‬يؾًل ْبيه‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.188 ٓ ،‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة التي ال يترتب عميها مسؤولية الحكومة بصفة مباشرة‬
‫باعتبار أف البرلماف يعبر عف إرادة الشعب منح لو الدستور آليات لمرقابة عمى أعماؿ الحكومة‬
‫دوف أف تترتب عنيا مسؤولية الحكومة المباشرة حيث تتمثؿ ىذه اآلليات في االسئمة (أوال) واإلستجواب‬
‫(ثانيا) ولجاف التحقيؽ (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال_ األسئمة‪:‬‬
‫وسيمة إعالمية ورقابية يطمب مف خالليا النائب البرلماني مف الوزير إستفسارات حوؿ قضية‬
‫معينة‪ ،1‬و وفقا لممادة ‪ 158‬مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬أنو ألعضاء البرلماف توجيو أسئمة‬
‫شفوية أ و كتابية ألعضاء الحكومة ومف خالؿ ىذه المادة يتضح لنا وجود نوعيف مف األسئمة الشفوية‬
‫والكتابية حيث تكوف اإلجابة كتابيا بالنسبة لمسؤاؿ الكتابي في أجؿ األقصى ‪ 30‬يوما أما بالنسبة‬
‫لمسؤاؿ الشفوي فال يجب اف يتعدى أجؿ الجواب ‪ 30‬يوما بحيث يخصص لإلجابة عمى ىذه األسئمة‬
‫الشفوية جمسة أسبوعية يعقدىا كؿ مف المجمس الشعبي الوطني ومجمس األمة بالتداوؿ‪.‬‬
‫كما مكنت ىذه المادة ألعضاء البرلماف إجراء المناقشة كمما أرت إحدى الغرفتيف اف جواب الحكومة‬
‫يستدعي ذلؾ‪.2‬‬
‫أنواع األسئمة‪ :‬وهي نوعان‬

‫‪ .1‬األسئمة الكتابية‪ :‬وىو ذلؾ السؤاؿ الذي يقوـ عضو البرلماف بتحريره إلى أحد أعضاء الحكومة‬

‫بإيداعو لدى أحد المكاتب البرلمانية حسب الحالة ويبمغ عف طريؽ الو ازرة المكمفة بالعالقات مع‬
‫البرلماف ويتـ الرد عميو خالؿ أجؿ أقصاه ‪ 30‬يوما مف تاريخ االستالـ‪.‬‬
‫‪ .2‬األسئمة الشفوية‪ :‬وىو ذلؾ السؤاؿ الذي يخرج عمى أحد أعضاء الحكومة في إطار إختصاصاتو‬
‫مف قبؿ أحد أعضاء البرلماف حيث يجيب عميو أعضاء البرلماف المختصة شفويا في جمسات معدة‬
‫ليذا الغرض‪.3‬‬
‫أ_ شروط األسئمة البرلمانية‪ :‬وتتمثؿ في شروط متعمقة بالسؤاؿ وشروط متعمقة باألطراؼ‪ .‬فيما يخص‬
‫شروط متعمقة بالسؤاؿ‪:‬‬

‫‪ٍ 1‬ؼ‪ٛ‬ل ثّٕؼ‪ٛ‬و‪ ،‬انُظبو انَ‪ٛ‬بٍ‪ ٙ‬انغيائو٘ كهاٍّ رؾه‪ٛ‬ه‪ ّٛ‬نطج‪ٛ‬ؼّ َظبو انؾكى ف‪ٕٙ ٙ‬ء كٍزٕه ‪ ،1996‬انغيء انواثغ‪،‬‬
‫انًوعغ انَبثك‪.176 ٓ ،‬‬
‫‪ 2‬اَظو انًبكح ‪ 158‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ نَُخ ‪.2020‬‬
‫‪ 3‬ػ‪ٛٛ َٗٛ‬ج‪ " ،ٙ‬يكبَخ انٕى‪ٚ‬و االٔل ف‪ ٙ‬انغيائو يٍ فالل يَؤٔن‪ٛ‬زّ ػهٗ ‪ٕٙ‬ء انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ نؼبو ‪ ،"2016‬يغهخ‬
‫انلهاٍبد انمبََٕ‪ٛ‬خ‪ ،‬كه‪ٛ‬خ انؾمٕق ٔانؼهٕو انَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ‪ ،‬عبيؼخ انًل‪ٚ‬خ‪ ،‬انغيائو‪ ،‬انؼلك االٔل‪.223ٓ ،2019 ،‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫‪ )1‬أف يتـ تحريره سواء كاف سؤاؿ شفوي أو كتابي‪.‬‬


‫‪ )2‬أف يتضمف نص السؤاؿ موضوعا واحدا ويكوف واضحا بدقة وبإختصار‪.‬‬
‫‪ )3‬ال يتعمؽ بمسألة شخصية أو فردية وانما يكوف متعمقا بالصالح العاـ‪.‬‬
‫‪ )4‬البد أف ينص السؤاؿ بنشاط الحكومة‪.‬‬
‫أما تتمثل شروط متعمقة باألطراف‪:‬‬
‫أ‪ .‬أف يكوف السؤاؿ الفردي موقعو عميو مف قبؿ عضو واحد فقط مع إمكانية طرح نفس السؤاؿ‬
‫مف قبؿ عضو آخر في البرلماف‪.‬‬
‫ب‪ .‬أف يوجو السؤاؿ إلى الوزير المختص مع عدـ إمكانية إرساؿ نفس السؤاؿ إلى وزيريف أو أكثر‬
‫بحيث يكوف السؤاؿ دقيؽ ومحرر‪.1‬‬
‫إجراءات األسئمة البرلمانية‪:‬‬
‫يوضع السؤاؿ الشفوي لدى مكتب أحد إحدى الغرؼ حسب الحالة‪ ،‬إذا كاف صاحب السؤاؿ نائبا‬
‫يوضع لدى مكتب المجمس الشعبي الوطني‪ ،‬واذا كاف صاحبو عضو في مجمس األمة يوضع لدى‬
‫مكتب مجمس األمة حيث يرسؿ رئيس المجمس حسب الحالة السؤاؿ الذي تـ قبولو لمحكومة عمى أف‬
‫يتـ اإلجابة عنو في أجؿ أقصاه ‪ 30‬يوما مف تاريخ التبميغ تعقد بالتداوؿ غرفتي البرلماف جمسات‬
‫أسبوعية تخصص ألجوبة أعضاء الحكومة عف األسئمة الشفوية مع إمكانية سحب عضو البرلماف‬
‫السؤاؿ الشفوي وتحويمو إلى سؤاؿ كتابي أثناء الجمسة المنعقدة لإلجابة يعرض صاحب السؤاؿ سؤالو‬
‫الشفوي ليتـ اإلجابة عنو مف قبؿ عضو الحكومة المعني مع إمكانية تناوؿ صاحب السؤاؿ الكممة مف‬
‫جديد لتتـ اإلجابة عنو مف جديد مف قبؿ عضو الحكومة‪ ،‬وىو غير ممزـ وفقا لما جاء في نص المادة‬
‫حيث عبرت المادة بكممة‪" :‬يمكف لعضو الحكومة اني غير ممزـ"‪.2‬‬
‫أما فيما يخص السؤاؿ الكتابي فيتـ إيداعو بنفس الطريقة التي يودع بيا السؤاؿ الشفوي‪ ،‬وكذلؾ فيما‬
‫يخص مسألة إرسالو ويتـ الجواب عنو في أجؿ ‪ 30‬يوما مف تاريخ التبميغ مع إمكانية سحب السؤاؿ‬
‫مف قبؿ عضو البرلماف بعد تبميغ عضو الحكومة حيث يوضع الجواب إلى مكتب إحدى الغرفتيف‬
‫حسب الحالة ويبمغ إلى صاحبو‪.3‬‬

‫‪ 1‬ػًبه ػجبً‪ "،‬كٔه االٍئهخ انجونًبَ‪ٛ‬خ ف‪ ٙ‬انولبثخ ػهٗ ػًم انؾكٕيخ"‪ ،‬انًغهخ انُمل‪ٚ‬خ ‪ ،‬كه‪ٛ‬خ انؾمٕق ٔانؼهٕو انَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ‪،‬‬
‫عبيؼخ ر‪ٛ‬ي٘ ٔىٔ‪ ،‬انغيائو‪.161 159 ٓ ٓ ،‬‬
‫‪ 2‬انًٕاِ ‪ 72ٔ 71ٔ 70‬يٍ انمبٌَٕ انؼ‪ ٕ٘ٚ‬هلى‪.12/16‬‬
‫‪ 3‬انًبكر‪ 74 ٔ 73 ٍٛ‬يٍ انمبٌَٕ انؼ‪ ٕ٘ٚ‬هلى‪.12/16‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫ثانيا‪ .‬اإلستجواب ‪:‬‬


‫ىو حؽ إلعضاء البرلماف يستفسر مف خالؿ ىذا اإلستجواب أو يطمب إيضاحات حوؿ مسائؿ‬
‫ذات أىمية وىو يتضمف إتياما إلعضاء الحكومة‪ ،1‬حيث يالحظ أف التعديؿ الدستوري أتى بصياغة‬
‫جديدة لممادة التي نصت عمى اإلستجواب حيث تنص المادة ‪ 160‬منو عمى عمى‪" :‬يمكف أعضاء‬
‫البرلماف إستجواب الحكومة في أي مسألة ذات أىمية وطنية و عف حاؿ تطبيؽ القوانيف ويكوف الجواب‬
‫خالؿ أجؿ األقصى ‪ 30‬يوما‪.2‬‬
‫‪ 1‬شروط اإلستجواب‪:‬‬
‫وفقا لمقانوف العضوي ‪ 12/16‬الذي يحدد تنظيـ المجمس الشعب الوطني ومجمس األمة‬
‫وعمميما وكذا العالقات الوظيفية بينيما وبيف الحكومة فإف شروط اإلستجابة تتمثؿ في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬أف يكوف موضوع اإلستجواب حوؿ إحدى قضايا الساعة وأضافت إلي ىذه المادة ‪ 160‬مف‬
‫التعديؿ الدستوري عمى أنو يكوف موضوع اإلستجواب في أي مسألة ذات أىمية وطنية وكذا عف‬
‫حاؿ تطبيؽ القوانيف‪.‬‬
‫‪ -‬أف يتـ توقيع اإلستجابة مف طرؼ ‪ 30‬عضوا في مجمس األمة أو ‪ 30‬نائبا مف المجمس الشعبي‬
‫الوطني حسب الحالة‪.‬‬
‫‪ -‬وبما أنو يجب أف يوقع فيفيـ ضمنيا أنو يتوجب أف يكوف اإلستجواب كتابيا‪.3‬‬
‫‪ .2‬إجراءات اإلستجواب‪:‬‬
‫يتـ إيداع اإلستجواب لدى مكتب المجمس األمة أو مجمس الشعبي الوطني ويبمغ إلى الوزير‬
‫األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة خالؿ ‪ 48‬ساعة الموالية‪ ،‬وبالتشاور مع الحكومة يحدد مكتب‬
‫الغرفة البرلماف المعنية الجمسة التي يعرض فييا اإلستجواب عمى أف تعقد ىذه الجمسة خالؿ ‪ 30‬يوما‬
‫عمى األكثر الموالية لتاريخ تبميغ اإلستجواب أثناء الجمسة المخصصة ليذا الغرض‪ ،‬يقوـ ممثؿ النواب‬
‫أو األعضاء الذيف بادروا باإلستجواب بغرض نصو عمى أف تقوـ الحكومة باإلجابة عف ذلؾ‪.4‬‬
‫‪.‬ثالثا _ لجان التحقيق‪:‬‬

‫‪ 1‬فلٔعخ فهٕف‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.340ٓ ،‬‬


‫‪ 2‬أَظو انًبكح ‪ 160‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ نَُخ ‪.2020‬‬
‫‪ 3‬انًبكح ‪ 66‬يٍ انمبٌَٕ انؼ‪.12/16 ٕ٘ٚ‬‬
‫‪ٍ 4‬ؼ‪ٛ‬ل ثّٕؼ‪ٛ‬و‪ ،‬انُظبو انَ‪ٛ‬بٍ‪ ٙ‬انغيائو٘ كهاٍّ رؾه‪ٛ‬ه‪ ّٛ‬نطج‪ٛ‬ؼّ َظبو انؾكى ف‪ٕٙ ٙ‬ء كٍزٕه ‪ ، 1996‬انغيء انواثغ‪،‬‬
‫انًوعغ انَبثك‪.174 173 ٓ .ٓ ،‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫ىي األخرى تعتبر مف وسائؿ الرقابة البرلمانية عمى األعماؿ الحكومة التي ال ترتب مسؤولية‬
‫الحكومة ىذه الوسيمة في إنشاء المجنة مف بيف األعضاء البرلماف غايتيا كشؼ الحقائؽ التي تيـ‬
‫البرلماف في خصوص الموضوع المثار تتمثؿ سمطتيا في اإلطالع عمى أي مستند يخص الموضوع‬
‫التحقيؽ واستدعاء المسؤوليف لممثوؿ أماميا ومعاقبة أية كاف تراه لو عالقة بموضوع التحقيؽ‪. 1‬‬
‫شروط إجراءات لجان التحقيق‪:‬‬
‫يحدد القانوف العضوي ‪ 12 /16‬كيفية وشروط إنشاء لجاف التحقيؽ وتنشأ المجنة بناء عمى‬
‫إقتراح الئحة موقعة مف ‪ 20‬نائبا مف المجمس الشعبي الوطني أو ‪ 20‬عضو مف مجمس األمة توضع‬
‫لدى مكتب الغرفة المعينة حيث تنشأ لجاف بيف أعضاء إحدى الغرفتيف حسب النظاـ المعتمد في إنشاء‬
‫المجاف الدائمة لكؿ غرفة‬
‫‪ -‬لجاف التحقيؽ لجاف مؤقتة وتنتيي ميمتيا بإيداع تقرير في أجؿ االقصى ستة أشير قابمة‬
‫لمتمديد كما أنو يمكف أف يعاد تشكيؿ المجنة لنفس الموضوع مف إنقضاء أجؿ ‪ 12‬شير‪،2‬‬
‫وضع ليا القانوف العضوي قيود يمكف تعدادىا في االتي‪:‬‬
‫ال يعيف في المجاف التحقيؽ األعضاء الذيف وقعوا الئحة اإلنشاء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أف يحدد بدقة الوقائع في الئحة اإلقتراح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أف ال تكوف الوقائع محؿ إجراء قضائي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أف تكوف تحريات والمناقشات في سريو تامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سمطات لجان التحقيق ونتائج عممها‪:‬‬
‫تتمثؿ سمطتيا في اإلستماع إلى أي شخص بإمكانو تقديـ شيادات تفيد سير التحقيؽ حتى‬
‫أعضاء الحكومة بعد إرساؿ رئيس الغرؼ البرلمانية حسب الحالة طمب اإلستماع إلى الوزير األوؿ‬
‫وىو يرسميا إلى أعضاء الحكومة‪ ،‬كما ليا سمطة اإلستماع إلى إطارات المؤسسات واإلدارات العمومية‬
‫بعد توجيو اإلستدعاء ليـ‪ ،‬كما ليا سمطة معاينة األمكنة واإلطالع عمى أي وثيقو تساىـ في تسيير‬
‫التحقيؽ ما عدا ذات الطابع السري واإلستراتيجي يوـ الدفاع واإلقتصاد وأمف الدولة(‪.)2‬‬
‫تنتيي المجاف مياميا بإعداد تقرير إلى رؤساء الغرؼ حسب الحالة كما يبمغ إلى الوزير األوؿ أو‬
‫رئيس الحكومة حسب الحالة إلى رئيس الجميورية‪ ،‬ويوزع عمى النواب أو أعضاء مجمس األمة حسب‬

‫‪ 1‬فلٔعخ فهٕف‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.279ٓ ،‬‬


‫‪ٍ 2‬ؼ‪ٛ‬ل ثّٕؼ‪ٛ‬و‪ ،‬انُظبو انَ‪ٛ‬بٍ‪ ٙ‬انغيائو٘ كهاٍّ رؾه‪ٛ‬ه‪ ّٛ‬نطج‪ٛ‬ؼّ َظبو انؾكى ف‪ ٙ‬كٍزٕه ‪ ،1996‬انغيء انواثغ‪ ،‬انًوعغ‬
‫انَبثك‪.184 183 ٓ ٓ ،‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫الحالة ويمكف نشر التقرير كميا أو جزئيا‪ ،‬بعد أف يقرر المجمس الشعبي الوطني بناء عمى إقتراح مكتبة‬
‫أو رؤساء المجموعات البرلمانية بعد رأي الحكومة‪.‬‬
‫يبت في ذلؾ إحدى الغرفتيف حسب الحالة دوف مناقشة باألغمبية األعضاء الحاضريف بعد عرض‬
‫موجز قدمو مقرر لجنة التحقيؽ تبيف فيو الحجج المؤيدة والمعارضة لنشر التقرير كميا او جزئيا‪ ،‬غير‬
‫أنو يمكف لممجمس المعني عند اإلقتضاء أف يفتح مناقشة في جمسة مغمقة تتعمؽ بنشر التقرير‪.1‬‬

‫‪ 1‬انًبكر‪ 87ٔ 86 ٍٛ‬يٍ انمبٌَٕ انؼ‪ ٕ٘ٚ‬هلى ‪.12/16‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة‪0202‬‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬

‫نستخمص مف دراستنا ليذا الفصؿ المتعمؽ بتنظيـ السمطة التنفيذية في التعديؿ الدستوري لسنة‬
‫‪ ،2020‬أنو أتي بتغييرات جذرية خاصة في تعييف وزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة حيث ألوؿ‬
‫مرة يقيد رئيس الجميورية دستوريا بتعييف رئيس الحكومة مف األغمبية البرلمانية في حاؿ أفرزت‬
‫اإلنتخابات التشريعية عف األغمبية البرلمانية وبؿ ذىب ألكثر مف ذلؾ‪ ،‬حيث أمكف الدستور رئيس‬
‫الحكومة مف إعداد برنامج األغمبية البرلمانية‪ ،‬أما في حالة إفراز اإلنتخابات التشريعية البرلمانية عف‬
‫األغمبية الرئاسية فرئيس الجميورية كامؿ الحرية في تعييف الوزير األوؿ الذي ينفذ برنامجو الرئاسي‪ ،‬أما‬
‫فيما يخص شروط اإلنتخاب رئيس الجميورية فقد شيدت تغييرات طفيفة تمثمت في دسترة الشرط المتعمؽ‬
‫بالخدمة الوطنية والذي كاف في سابؽ شرط قانوني ينص عميو القانوف العضوي لإلنتخابات وكذلؾ مس‬
‫تغيير شرط السف‪ ،‬حيث كاف في السابؽ يشترط بموغو سف األربعيف يوـ اإلنتخاب أما في التعديؿ‬
‫الدستوري لسنة ‪ 2020‬فقط إشتراط بموغو سف األربعيف يوـ الترشح‪.‬‬

‫‪ -‬أما فيما يتعمؽ بالمسؤولية فقد إتبع نيج الدساتير السابقة بإعفاء رئيس الجميورية مف‬
‫المسؤولية السياسية أماـ البرلماف وبإخضاعو لممسؤولية الجنائية في حالة إرتكابو جريمة‬
‫الخيانة العظمى أماـ المحكمة العميا لمدولة‪ ،‬وكذلؾ بالنسبة لمرقابة البرلمانية عمى الوزير األوؿ‬
‫أو رئيس الحكومة حسب الحالة فقد أبقي عمي آليات التقميدية‪ ،‬وىذه األخيرة ترتب المسؤولية‬
‫السياسية وأخرى ال ترتب المسؤولية السياسية‪ ،‬وفيما يخص نظاـ العيدة الرئاسية فقد إتبع‬
‫مانص عميو التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2016‬بعيدة رئاسية مدتيا خمسة سنوات قابمة لمتجديد‬
‫مرة واحدة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫إختصاصات السلطة‬
‫التنفٌذٌة فً التعدٌل‬
‫الدستوري لسنة‬
‫‪0202‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يرتكز الجياز التنفيذي في الدستور الجزائري عمى أساس رأسيف متمثمة في رأس رئيس الجميورية‬
‫المنتخب عف طريؽ اإلقتراع العاـ المباشر السري مف قبؿ الشعب‪ ،‬ورأس الثاني الوزير األوؿ أو رئيس‬
‫الحكومة المعيف مف قبؿ رئيس الجميورية نفسو‪.‬‬

‫ولقد أخذ المؤسس الدستوري الجزائري بمبدأ ثنائية السمطة التنفيذية بموجب التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة‬
‫‪ 2020‬الذي تعني تنازؿ رئيس الجميورية عف بعض صالحياتو لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة في السمطة‬
‫التنفيذية‪.‬‬

‫وبإعتبار أف لرئيس الجميورية مكانة متميزة في دساتير الجزائرية‪ ،‬ومف خالؿ ما أسند إليو مف صالحيات‪،‬‬
‫فإنو بقي محتفظا بالجزء األىـ واألكبر مف ىذه الصالحيات‪.‬‬

‫حيث أوكؿ مؤسس الدستوري إختصاصات ىامة وصالحيات واسعة جدا لرئيس الجميورية نجدىا‬
‫باإلضطالع عمى المواد الدستورية وىذا ماسنتطرؽ إليو في المبحث األوؿ‪ ،‬كما أوكؿ المؤسس الدستوري‬
‫صالحيات لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة وىذا ماسنتاولو في المبحث الثاني‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫المبحث األول‪ :‬إختصاصات رئيس الجمهورية‬


‫يعتبر رئيس الجميورية ىو الييئة األولى في السمطة التنفيذية فمو مكانة مرموقة في النظاـ السياسي‬
‫الجزائري‪ ،‬باعتباره رئيس السمطة التنفيذية ومنتخب مف قبؿ الشعب عف طريؽ اإلقتراع العاـ المباشر والسري‬
‫ولو عدة إختصاصات منحيا إياه الدستور والقوانيف أخري سواء في ظروؼ العادية أو غير العادية‬

‫وىذا ما سنحاوؿ بيانو في المطمب األوؿ إختصاصات رئيس الجميورية في[الظروؼ العادية] وسنتطرؽ في‬
‫‪1‬‬
‫المطمب الثاني إلى إختصاصات رئيس الجميورية في [الظروؼ غير العادية]‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المطمب األول‪ :‬إختصاصات رئيس الجمهورية في الظروف العادية‬

‫نظ ار لصالحيات واختصاصات الكثيرة التى خوليا الدستور لرئيس الجميورية في الظروؼ العادية فإننا‬
‫سنحاوؿ تعداد إختصاصاتو كاألتي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إختصاصات رئيس الجمهورية في عالقته بالجهاز التنفيذي‬

‫خوؿ الدستور لرئيس الجميورية بعالقتو مع الجياز التنفيذي عدة صالحيات منيا‬

‫أوال‪ :‬رئاسة مجمس الوزراء‬

‫ىو مجمس متكوف مف أعضاء الحكومة يجتمع بقيادة رئيس الدولة ويعتبر اإلطار األمثؿ لمنافشة‬
‫المواضيع ذات طابع الوطني تخص األمة‪ ،‬حيث يخرج ىذا المجمس بق اررات تحت إشراؼ رئيس الدولة ولقد‬
‫أستخدـ مصطمح مجمس الدولة ألوؿ مرة في الجزائر بعد اإلستقالؿ حيث كاف آنذاؾ يطمؽ عمى رئيس‬
‫الحكومة المعيف مف قبؿ المجمس التأسيسي برئيس مجمس الوزراء وىذا كاف بنص القانوف الدستوري الصادر‬
‫في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1962‬إلى غاية صدور دستور‪ 1963‬حيث بموجب ىذا الدستور يمارس رئيس الجميورية‬
‫صالحياتو التنفيذية عف طريؽ الوزراء فيجتمع الطابع الوزاري بقيادة رئيس الجميورية وتحت إشرافو في ىيئة‬
‫مجمس الوزراء لمخروج بق اررات تتضمف مواضيع تخص األمة والوطف بحيث تعود الكممة األولى واألخيرة‬
‫‪3‬‬
‫لرئيس الجميورية دوف سواه‪ ،‬فكانت نشأة المجمس الدستوري في ىاتيف الحقبتيف واقعيا وليس قانونيا‬

‫‪ٍ 1‬ؼ‪ٛ‬ل ثّٕؼ‪ٛ‬و‪" ،‬انمبٌَٕ انلٍزٕه٘ ٔانُظى انَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ انًمبهَخ"‪ ،‬انغيء انضبَ‪ ،ٙ‬انطجؼخ انواثؼخ‪ ،‬ك‪ٕٚ‬اٌ انًطجٕػبد‬
‫انغبيؼ‪ٛ‬خ‪ ،‬ثٍ ػكٌُٕ‪ ،‬انغيائو‪.14 ٓ ،2000 ،‬‬
‫‪ٚ 2‬مٖل ثبنظؤف انؼبك‪ٚ‬خ ػُليب ركٌٕ انلٔنخ ف‪ ٙ‬انَهى ٔاأليٍ ٔال رزقههٓب انظؤف اإلٍزضُبئ‪ٛ‬خ انًنكٕهح ف‪ ٙ‬انلٍزٕه‬
‫ٔرزًضم ف‪ٕ ٙ‬الؽ‪ٛ‬بد انز‪ًٚ ٙ‬بهٍٓب هئ‪ ٌٛ‬انغًٕٓه‪ٚ‬خ ف‪ ٙ‬انؾبالد انؼبك‪ٚ‬خ‪ ،‬أَظو ثهؾبط ٕبنؼ‪" ،‬انًؤٍَبد انَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ‬
‫ٔانمبٌَٕ انلٍزٕه٘ ف‪ ٙ‬انغيائو يٍ اإلٍزمالل إنٗ ان‪ٕٛ‬و"‪ ،‬كٌٔ ‪ٛ‬جؼخ‪ ،‬ك‪ٕٚ‬اٌ انًطجٕػبد انغبيؼ‪ٛ‬خ‪ ،‬انغيائو‪ٓ ،2010 ،‬‬
‫‪.196‬‬
‫‪ 3‬يُ‪ٛ‬وح ثهٕهغ‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.165 164 ٓ ٓ ،‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫إلى غاية صدور األمر ‪10‬جويمية ‪ 1965‬أف ظير كجياز قانوني يمارس صالحياتو بتفويض مف مجمس الثورة‬
‫حيث لـ تحدد بشكؿ واضح إجراءات عممو ويطمؽ عميو برئيس مجمس الوزراء‪ ،‬ثـ منح دستور‪ 1976‬لرئيس‬
‫الجميورية بقيادتو مع صالحيات محدودة ليذا المجمس إلى غاية صدور دستور‪ 1989‬والذي سار عمى نيج‬
‫دستور‪ 1996‬حيث أضاؼ مف صالحيات مجمس الوزراء فأصبح ىذا األخير يقوـ بالدراسة ومناقشة ومراقبة‬
‫برنامج الحكومة ناىيؾ عف صالحياتو في الحالة اإلستثنائية وكذلؾ ميز دستور‪ 1989‬بيف مجمس الوزراء‬
‫ومجمس الحكومة مف حيث التشكيمة ومف حيث الصالحيات فتشكيمة مجمس الوزراء كما لحظنا سابقا أنو يتشكؿ‬
‫مف أعضاء الحكومة تحت قيادة رئيس الجميورية‪ ،‬أما مجمس الحكومة فيرأسو مف يقود الحكومة حسب الحالة‬
‫أعضاء الحكومة إال وزير الدفاع ومف دوف حضور رئيس‬ ‫رئيس الح كومة أو الوزير األوؿ ويضـ كافة‬
‫الجميورية‪.‬‬

‫وأما صالحيات مجمس الوزراء فيو توجيو والبت في القضايا التى لـ يفصؿ فييا عمى مستوى الحكومة‬
‫ورئاسة الجميورية أما مجمس الحكومة فيو أداة لمتسيير والتنفيذ ومف بيف مايقوـ بتنفيذه التوجييات والق اررات‬
‫الصادرة عف رئيس الجميورية داخؿ مجمس الوزراء‪ ،‬إذف ومف بيف أىـ الصالحيات التنفيذية لرئيس‬
‫الجميورية رئاسة مجمس الوزراء‪ 1‬وىذا مانصت عميو المادة ‪ 99‬مف التعديؿ الدستوري ‪ 2020‬في فقرتيا‬
‫الرابعة‪2،‬كما يعتبر مجمس الوزراء نقطة إلتقاء حقيقية بيف قطبي السمطة التنفيذية بمعنى أخر ىو مجاؿ إلتقاء‬
‫‪3‬‬
‫بيف رئيس الجميورية ورئيس الحكومة أو الوزير األوؿ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إختصاص التنظيمي لرئيس الجمهورية‬

‫يقصد بالسمطة التنظيمية ىي تمؾ السمطة الممنوحة لإلدارة بمقتضى القواعد الدستورية بإصدار ق اررات‬
‫إدارية ممزمة تتصؼ بالعمومية والتجريد وعدـ شخصنة‪ ،‬كما تعرؼ تعرؼ أيضا صالحية رئيس الجميورية‬
‫في إصدار الق اررات تنظيمية في شكؿ مراسيـ‪ 4‬وتسمى الموائح المستقمة ألنيا تستمد وجودىا مف الدستور‬
‫وتتخذ لمعالجة المسائؿ بصفة مستقمة عف أي قانوف وىي غير خاضعة في إصدارىا ألية شروط غير أف‬
‫اليمكف ليا أف تقوـ بتعديؿ أو إلغاء نص تشريعي قائـ بالرغـ مف إستقالليتيا فال تعفييا مف الخضوع لمبدأ‬
‫‪5‬‬
‫تدرج القواعد القانونية التى تعتبر مف أىـ سمات دولة القانوف‪.‬‬

‫‪ 1‬يُ‪ٛ‬وح ثهٕهغ‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.166 165 ٓ ٓ ،‬‬


‫‪ 2‬انًبكح ‪ 99‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬
‫‪ 3‬ثٍ يمٕهح عُبد‪ " ،‬صُبئ‪ٛ‬خ انَهطخ انزُف‪ٛ‬ن‪ٚ‬خ ف‪ ٙ‬انغيائو ث‪ ٍٛ‬انُظو‪ٚ‬خ ٔانًًبهٍخ"‪ ،‬ينكوح انًبعَز‪ٛ‬و‪ ،‬كه‪ٛ‬خ انؾمٕق‪ ،‬عبيؼخ‬
‫اإلفٕح يُزٕهٖ‪ ،‬لَُط‪ُٛ‬خ‪.96 ٓ ،2004 ،‬‬
‫‪ 4‬نور الدٌن بن دحو‪ " ،‬السلطة التنظٌمٌة المستقلة كألٌة مدعمة لمركز رئٌس الجمهورٌة فً الجزائر"‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫كلٌة الحقوق والعلوم السٌاسٌة‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقاٌد‪ ،‬تلمسان‪ ،0202 ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ 5‬يكُبُ َو‪ًٚ‬بٌ‪" ،‬انَهطخ انزُف‪ٛ‬ن‪ٚ‬خ ف‪ ٙ‬كٍبر‪ٛ‬و ثؼ٘ انلٔل انًغبهث‪ٛ‬خ انغيائو‪ -‬انًغوة‪ -‬رٌَٕ"‪ ،‬ينكوح يبعَز‪ٛ‬و‪ ،‬كه‪ٛ‬خ‬
‫انؾمٕق‪ ،‬عبيؼخ انغيائو‪.52 51 ٓ ٓ ،1‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫مف منطمؽ فردية السمطة التنفيذية عمميا وواقعيا في الجزائر أسند ىذا اإلختصاص إلى رئيس الجميورية‪ 1‬مف‬
‫‪2‬‬
‫خالؿ المادة ‪ 141‬مف التعديؿ الدستوري‪.‬‬

‫وعميو فإف رئيس الجميورية بمقتضى سمطتو التنظيمية أصبحت اليوـ أكبر منافس لمقانوف‪ ،‬إذ تعد وسيمة‬
‫دستورية قوية تمكنو مف التفوؽ عمى البرلماف في وضع القواعد العامة والمجردة المنظمة لحياة األفراد‪ 3‬وىي‬
‫واسعة وغير محددة ومستقمة وسبب ذلؾ ىو تحديدىا بطريقة سمبية مما جعؿ مجاليا واسعا ويمارس في‬
‫جميع الشؤوف بموجب المراسيـ الرئاسية في حيف يشرع البرلماف في مواضيع الواردة عمى سبيؿ الحصر في‬
‫مادتيف ‪139‬و‪ 140‬مف التعديؿ الدستوري‪ ،‬وبالنتيجة يضيؽ نطاؽ السمطة التشريعية مف جية ومف جية‬
‫األخرى توسع دائرة إختصاص التنظيمي لرئيس الجميورية في مجاؿ التشريعي‪ ،‬وكؿ مايخرج مف عف‬
‫المادتيف ‪139‬و‪ 140‬مف التعديؿ الدستوري يرتد إلى األساس إلى مجاؿ التنظيـ‪ ،4‬واف مبدأ الدستوري يقوـ‬
‫عمى فكرة مفادىا أف المسائؿ التى ليا طابعا تقنيا يجب أف تخرج عف مجاؿ القانوف ألنيا تتطمب المعاجة‬
‫السريعة حيث يجوز أف تترتب عنيا آثار جسيمة تطاؿ الحياة الوطنية أما األمور الكبرى فمردىا بضرورة إلى‬
‫مجاؿ القانوف‪.‬‬

‫ونستنتج اف لرئيس الجميورية السمطة التقديرية تتوسع توسعا يؤدي بيا إلى تجاوز نطاؽ مجاؿ السمطة‬
‫التنظيمية المتعارؼ عميو كما تعتبر مف إختصاصات التى اليجوز لرئيس الجميورية تفويضيا سواء لمرئيس‬
‫‪5‬‬
‫الحكومة أو الوزير األوؿ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تعين الوزير األول أو رئيس الحكومة‬

‫خوؿ الدستور لرئيس الجميورية بموجب الفقرة الخامسة مف المادة ‪ 91‬منو بسمطة تعييف رأس الحكومة‬
‫إما الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة كأوؿ مرة يشيدىا النظاـ الدستوري الجزائري حيث جاء‬
‫التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬بإمكانية أف يكوف عمى رأس الحكومة وزير األوؿ أو رئيس الحكومة بعدىا‬
‫تأتي المادة ‪ 103‬وتوضح الحاالت التى يقود فييا الحكومة الوزير األوؿ والحاالت التى يقود فييا الحكومة‬
‫ورئيس الحكومة حيث ربطت األمر بإنتخابات التشريعية وفي حاؿ أسفرت اإلنتخابات التشريعية عف األغمبية‬
‫رئاسية يقود الحكومة الوزير األوؿ‪ ،‬أما في حاؿ ما اسفرت اإلنتخابات التشريعية عف األغمبية البرلمانية يقود‬
‫الحكومة رئيس الحكومة‪.‬‬

‫‪ 1‬يُ‪ٛ‬وح ثهٕهغ‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.170 ٓ ،‬‬


‫‪ 2‬رُٔ انًبكح ‪ 141‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪ 2020‬انز‪ ٙ‬رُٔ‪ًٚ " :‬بهً هئ‪ ٌٛ‬انغًٕٓه‪ٚ‬خ انَهطخ انزُظ‪ًٛٛ‬خ ف‪ٙ‬‬
‫انًَبئم غ‪ٛ‬و انًقٖٔ ف‪ ٙ‬انمبٌَٕ‪.‬‬
‫‪ُٚ‬لهط رطج‪ٛ‬ك انمٕاَ‪ ٍٛ‬ف‪ ٙ‬انًغبل انزُظ‪ ًٙٛ‬انن٘ ‪ٚ‬ؼٕك نهٕى‪ٚ‬و األٔل أٔ هئ‪ ٌٛ‬انؾكٕيخ ؽَت انؾبنخ"‪.‬‬
‫‪ 3‬نور الدٌن بن دحو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ 4‬يكُبُ َو‪ًٚ‬بٌ‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.172 171 ٓ ٓ ،‬‬
‫‪5‬يُ‪ٛ‬وح ثهٕهغ‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.172 ٓ ،‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫والمقصود باألغمبية الرئاسية في اإلنتخابات التشريعية أف الحزب الذي حقؽ أغمبية في ىذه اإلنتخابات وىو‬
‫نفس الحزب رئيس الجميورية‪ ،‬أما األغمبية البرلمانية فيقصد بيا أف األحزاب المعارضة لرئيس الجميورية‬
‫ىي مف حققت األغمبية في اإلنتخابات التشريعية‪.‬‬

‫غير أف ىذه الحاالت يمكف التى يتحدد فييا مف يقود الحكومة يمكف أف تثير لنا اإلشكالية في حالة التى‬
‫الينتمي فييا رئيس الجميورية ألي حزب؟ كما ىو الحاؿ لرئيس الجميورية "عبد المجيد تبوف"‪ ،‬فقد فاز‬
‫باإلنتخابات كمترشح حر فكيؼ يمكف تحديد األغمبية الرئاسية في ىذه الحالة؟ وىؿ تحدد باألحزاب التى تعمف‬
‫دعميا لرئيس الجميورية؟ في إنتظار توضيح لمقصود باألغمبية البرلمانية واألغمبية الرئاسية التى جاء بيا‬
‫‪1‬‬
‫التعديؿ الدستوري لسنة ‪.2020‬‬

‫رابعا‪ :‬تعيين أعضاء الحكومة‬

‫أقر ىذا اإلختصاص لمرئيس الجميورية في المادة ‪ 104‬مف التعديؿ الدستوري حيث أف رئيس‬
‫الجميورية ىو مف يعيف أعضاء الحكومة سواء قادىا الحكومة رئيس الحكومة أو الوزير األوؿ فيبقى دور ىذا‬
‫‪2‬‬
‫األخير فقط اإلقتراح تشكيمة الحكومة عمى رئيس الجميورية‪.‬‬

‫لتأتي المادة ‪ 105‬لتفصؿ في الحالة التى يقود فييا الحكومة وزير أوؿ واحتفظت بنفس الصيغة حيث يعيف‬
‫‪3‬‬
‫رئيس الجميورية وزير األوؿ وىذا األخير يقترح تشكيمة لمحكومة ورئيس الجميورية يقوـ بتعينيا‪.‬‬

‫غير أف المادة ‪ 110‬التى فصمت في الحالة التى يقود فييا الحكومة رئيس الحكومة غيرت الصيغة وأقرت‬
‫بأنو بعد تعييف رئيس الحكومة مف قبؿ رئيس الجميورية "يكمفو بتشكيؿ حكومتو" وذلؾ في أجؿ ‪ 30‬يوما واال‬
‫‪4‬‬
‫أعاد رئيس الجميورية تعييف حكومة أخر‪.‬‬

‫وىؿ يفيـ مف تعبير الصيغة ىنا أف إقتراح رئيس الحكومة يكوف إلزامي عمى رئيس الجميورية ويعيف مباشرة‬
‫أعضاء الحكومة دوف تعديؿ أف إقتراح الوزير األوؿ غير إلزامي لرئيس الجميورية ولو إمكانية التعديؿ في‬
‫الطاقـ الوزاري فنرجوا إيضاح ىذه النقطة؟‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬تعيين في الوظائف العميا لمدولة‬

‫تعتبر سمطة تعييف مف أىـ وسائؿ التى يمارس بيا رئيس الجميورية صالحياتو التنفيذية وفي ىذا‬
‫السياؽ ينص الدستور واذا كاف المرسوـ الرئاسي ‪ 240/99‬عمى المجاالت التى يقوـ بيا رئيس الجميورية‬

‫‪ 1‬انًبكح ‪ 103‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬


‫‪ 2‬انًبكح ‪ 104‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬
‫‪ 3‬انًبكح ‪ 105‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬
‫‪ 4‬انًبكح ‪ 103‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫بالتعييف وبالضرورة وتبعا لمبدأ توازي األشكاؿ بإنيا المياـ وذلؾ عف طريؽ المراسيـ الرئاسية‪.‬‬

‫ينف ػػرد رئ ػػيس الجميوري ػػة بموج ػػب الم ػػادة ‪ 92‬م ػػف التع ػػديؿ الدس ػػتوري بتعي ػػيف الػػرئيس األوؿ لممحكم ػػة‪ ،‬ورئ ػػيس‬
‫مجم ػػس الدول ػػة‪ ،‬واألم ػػيف الع ػػاـ لمحكوم ػػة‪ ،‬ومح ػػافظ بن ػػؾ الج ازئ ػػر‪ ،‬والقض ػػاة‪ ،‬ومس ػػؤوؿ أجيػػزة األم ػػيف‪ ،‬والػ ػوالة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫واألعضاء المسييريف لسمطات الضبط‪ ،‬وكذلؾ سفراء الجميورية والمبعوثيف فوؽ العادة‪.‬‬

‫كما ينفرد بالتعييف بموجب المادة ‪ 121‬مف التعديؿ الدستوري ثمث أعضاء مجمس األمة ومف بيف الكفاءات‬
‫‪2‬‬
‫العممية والمينية واإلقتصادية واإلجتماعية‪.‬‬

‫وكذلؾ يعيف أربعة مف أعضاء المحكمة الدستورية مف بينيـ رئيس بموجب المادة ‪ 186‬مف التعديؿ الدستوري‬
‫‪ ،32020‬كما نصت الفقرة ‪ 3‬مف المادة ‪ 92‬عمى أنو يدخؿ ضمف إختصاصات التعييف لرئيس الجميورية‬
‫‪4‬‬
‫التعيينات التى تتـ في مجمس الوزراء‪.‬‬

‫والتى نجد فييا نوعيف مف التعيينات حددىا المرسوـ الرئاسي ‪ 240/99‬تعيينات دوف إقتراح رئيس الحكومة‬
‫أو الوزير األوؿ حسب الحالة المتمثمة في األميف العاـ لمو ازرة المندوب لمتخطيط المدير العاـ الوطنية‪،‬والمدير‬
‫العاـ لمحماية المدنية‪ ،‬ومفتش العاـ لمعمؿ نواب محافظ بنؾ الجزائر نظ ار محافظ بنؾ الجزائر ومحافظ الطاقة‬
‫ومدير العاـ لمديواف الوطني لإلحصائيات مدراء الجامعات ومسؤوؿ المؤسسات العمومية في مياديف اإلتصاؿ‬
‫واإلعالـ‪.‬‬

‫أما التعيينات التى تكوف باإلقترح غير ممزـ مف قبؿ الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة تتمثؿ في‬
‫القطاعات األتية مصالح الوزير األوؿ اإلدارات المركزية لمدولة‪ ،‬والمديرية العامة‪ ،‬ولمجمارؾ المديرية العامة‬
‫لألمف الوطني‪ ،‬والمديرية العامة لمحماية المدنية األجيزة والمؤسسات العمومية غير المستقمة اإلدارة اإلقميمية‬
‫‪5‬‬
‫والمؤسسات العمومية الوطنية والمراكز البحث والتنمية‪.‬‬

‫ومف المتوقع تغيير ىذا المرسوـ الذي جرد رئيس الحكومة أو الوزير األوؿ حسب الحالة مف إختصاصاتو في‬
‫التعييف خاصة مع إعادة التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬لمنصب رئيس الحكومة في حالة أسفرت اإلنتخابات‬
‫التشريعية عف األغمبية البرلمانية‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬صالحيات العسكرية لرئيس الجمهورية‬

‫‪ 1‬انًبكح ‪ 92‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬


‫‪ 2‬انًبكح ‪ 121‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬
‫‪ 3‬انًبكح ‪ 186‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬
‫‪ 4‬انًبكح ‪ 92‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬
‫‪ 5‬انًوٍٕو انوئَ‪ ٙ‬هلى ‪ 240 /99‬يؤهؿ ف‪ ٙ‬هعت ‪ 17‬ػبو ‪ 1420‬انًٕافك ل‪ 27‬أكزٕثو نَُخ ‪ٚ 1999‬زؼهك ثزؼ‪ ٍٛٛ‬ف‪ٙ‬‬
‫انٕظبئف انًلَ‪ٛ‬خ ٔانؼَكو‪ٚ‬خ نهلٔنخ‪ ،‬انغو‪ٚ‬لح انوًٍ‪ٛ‬خ نهغًٕٓه‪ٚ‬خ انغيائو‪ٚ‬خ‪ ،‬ػلك ‪.76‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫تنص الفقرة ‪ 1‬مف المادة ‪ 91‬مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬عمى أف رئيس الجميورية ىو القائد‬
‫األعمى لمقوات المسمحة لمجميورية ويتولى مسؤولية الدفاع الوطني‪ ،1‬وىذا مانصت عميو مختمؼ دساتير‬
‫الجميورية الجزائرية مف دستور ‪ 1963‬إلى دستور‪ 1976‬ثـ دستور ‪ 1989‬إلى غاية دستور‪ 1996‬الذي زاد‬
‫مف ىذه الصالحيات وعززىا مف خالؿ تعديالتو‪.‬‬

‫فإذا نص المؤسس الدستوري عمى رئيس الجميورية ىو القائد األعمى لمقوات المسمحة فيو يقصد التبعية‬
‫القيادية اليرمية لمجيش الشعبي الوطني لرئيس الجميورية‪ ،‬أي أف الجيش الشعبي الوطني لو القيادة المدنية‬
‫يمارس تحت سمطتيا ميامو العادية وغير العادية‪.‬‬

‫ونتيجة ليذه الصالحيات العسكرية فإف رئيس الجميورية يراس المجمس األعمى لألمف وكذلؾ لو صالحيات‬
‫التعييف في الوظائؼ العسكرية وعميو يمكف أف يحتفظ لنفسو بمنصب وزير الدفاع أو أف يعيف شخصا آخر‬
‫‪2‬‬
‫كعضو لمحكومة‪.‬‬

‫وأضيؼ إلى صالحيات رئيس الجميورية العسكرية بموجب المادة ‪ 91‬مف التعديؿ الدستوري في فقرتيا الثانية‬
‫أنو يمكف لرئيس الجميورية أف يقرر إرساؿ وحدات الجيش الوطني إلى خارج الوطف غير أف ىذه ويرخص‬
‫لمجيش الشعبي الوطني لممشاركة في ميمات العسكرية خارج الوطف فمـ تكف إضافة ىذه الصالحية عبثا فقد‬
‫فرضتيا الظروؼ اإلقميمية الراىنة والتوترات والنزاعات التى تعيينيا دوؿ الجوار التى أصبحت تيدد أمف‬
‫واستقرار الجزائر[كمالي والنيجير وليبيا]‪ ،‬فأدت ىذه العوامؿ إلى إدراج ىذه الصالحية ضمف التعديؿ‬
‫‪3‬‬
‫الدستوري لسنة ‪.2020‬‬

‫سابعا‪ :‬صالحيات الخارجية لرئيس الجمهورية‬

‫بنص الدستور يجسد رئيس الجميورية الدولة داخميا وخارجيا وفي سبيؿ تمثيؿ الدولة في الخارج‬
‫نصت المادة ‪ 91‬في فقرتيا الثالثة بأف رئيس الجميورية يقرر السياسة الخارجية ويوجييا‪ 4‬ومف ىذا يفيـ مف‬
‫ىذا إنفراد رئيس الجميورية بصالحيات الخارجية والديبموماسية حيث يمارسيا كاألتي‪:‬‬

‫‪ .1‬تعيين وزير الخارجية‪ :‬وفقا لممادة ‪ 104‬مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬فإف رئيس الجميورية يقوـ بتعييف‬
‫وزير الشؤوف الخارجية ضمف أعضاء الحكومة بعد إستشارة الوزير األوؿ ورئيس الحكومة حسب الحالة (كما‬
‫‪5‬‬
‫سنوضحو الحقا) وبنتيجة لمسمطة تعيينو ينيي ميامو‪.‬‬

‫‪ 1‬انًبكح ‪ 91‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬


‫‪ٍ 2‬ؼ‪ٛ‬ل ثّٕؼ‪ٛ‬و‪ ،‬انُظبو انَ‪ٛ‬بٍ‪ ٙ‬انغيائو٘ كهاٍخ رؾه‪ٛ‬ه‪ٛ‬خ نطج‪ٛ‬ؼخ َظبو انؾكى ف‪ ٙ‬ظم كٍزٕه ‪ ،1996‬انًوعغ انَبثك‪ٓ ،‬‬
‫ٓ ‪.223 121‬‬
‫‪ 3‬انًبكح ‪ 91‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬
‫‪4‬انًبكح ‪ 91‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬
‫‪ 5‬يُ‪ٛ‬وح ثهٕهغ‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.180 ٓ ،‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫‪ .2‬تعيين واعتماد الممثمين الديبموماسيين‪ :‬وىو إختصاص مرتبط برئيس الدولة سواء كاف ممكا أو منتخبا‬
‫فيتمثؿ الصفة التمثيمية لرئيس الدولة في ممارستو لمعمؿ الديبموماسي المتمثؿ في إعتماد واستقباؿ المعتمديف‬
‫مف السفراء وكذلؾ تسمية أعضاء السمؾ الديبموماسي وتعيينيـ وىذا ماجاء في نص المادة ‪ 14‬مف إتفاقية‬
‫فينا لمعالقات الديبموماسية لسنة ‪ 1961‬عمى أف "السفراء والوزراء مف قبؿ رؤساء الدوؿ األخرى"‪ .‬فصالحيات‬
‫رئيس الدولة في المجاؿ الخارجي أصالىا ليس دستوري وانما يعود إلى تاريخ العالقات الديبموماسية‬
‫والمعاىدة السالفة الذكر واكدت عمى إعتماد السفراء والوزراء لدى رؤساء الدوؿ وليس الحكومات كداللة عمى‬
‫‪1‬‬
‫أىمية رئيس الدولة في العمؿ الديبموماسي‪.‬‬
‫‪ -‬وتعود الصالحية في الجزائر إلى رئيس الجميورية حيث تنص المادة ‪ 92‬مف التعديؿ الدستوري في فقرتيا‬
‫ماقبؿ األخيرة أنو‪" :‬يعيف رئيس الجميورية سفراء الجميورية والمبعوثيف فوؽ العادة إلى الخارج وينيي مياميـ‬
‫‪2‬‬
‫ويتسمـ أوراؽ غإعتماد الممثميف الديبموماسييف األجانب وأوراؽ إنياء مياميـ‪".‬‬
‫‪ .3‬إبرام المعاهدات‪ :‬المعاىدة عبارة عف إتفاؽ دولي بيف دولييف أو أكثر يبرـ وفقا إلجراءات شكمية محددة‬
‫بقوانيف الدولية المنظمة لممعاىدات وصالحية إبراـ المعاىدات في النظاـ الدستوري الجزائري ىي سمطة‬
‫شخصية لرئيس الجميورية اليجوز تفويضيا حتى لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة وذلؾ مايفيـ‬
‫مف الفقرة ‪ 12‬مف المادة ‪ ،91‬غير أف صالحية رئيس الجميورية في المصادقة عمى المعاىدات مقيدة‬
‫بموافقة البرلماف وذلؾ بنص المادة ‪ 153‬مف التعديؿ الدستوري التى قامت بتعداد المعاىدات التى يصادؽ‬
‫‪3‬‬
‫عمييا رئيس الجميورية وفي األخير قيدت المصادقة بموافقة البرلماف‪.‬‬
‫‪ -‬يمر إبراـ المعاىدات بثالث مراحؿ أوليا مرحمة المفاوضات والتى لـ ينص عمييا الدستور غير أنو يفيـ‬
‫ضمنيا بأنيا مف إختصاص رئيس الجميورية بما أف يقرر السياسة الخارجية ويبرميا‪،‬فيمكف أف يتكفؿ‬
‫شخصيا بالمفاوضات ويفوض أعضاء الحكومة عمى حسب أىمية المعاىدة‪ ،4‬حاؿ إنتياء مرحمة المفاوضات‬
‫عمى نص المعاىدة يتـ توقيعيا مف قبؿ المفوض بذلؾ وفي ىذه الحالة ال تعتبر ممزمة لمدولة إال إذا صادؽ‬
‫عمييا رئيس الجميورية حيث يعتبر ىذا اإلجراء األخير فرصة لمدولة ليفيد النظر في المعاىدات بواسطة‬
‫‪5‬‬
‫سمطتيا المختصة‪.‬‬
‫‪ -‬ونشر المعاىدة بعد المصادقة عمييا وفقا إلجراءات نشر القوانيف الداخمية ىذا ويجدر اإلشارة إلى أنو بموجب‬
‫المادة ‪ 154‬مف التعديؿ الدستوري تسمو المعاىدات المصادؽ عمييا مف قبؿ رئيس الجميورية عمى القانوف‬

‫‪ 1‬ن‪ٛ‬ه‪ ٙ‬ثٍ ثغ‪ٛ‬هخ‪" ،‬انؼاللخ ث‪ ٍٛ‬هئ‪ ٌٛ‬انغًٕٓه‪ٚ‬خ ٔانٕى‪ٚ‬و األٔل ف‪ ٙ‬انُظبو انغيائو٘"‪ ،‬أ‪ٛ‬ؤؽخ ككزٕهاِ‪ ،‬كه‪ٛ‬خ انؾمٕق‬
‫ٔانؼهٕو انَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ‪ ،‬عبيؼخ انؾبط نق‪ٚ‬و‪ ،‬ثبرُخ‪.150 ٓ ،2016 ،‬‬
‫‪ 2‬انًبكح ‪ 92‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬
‫‪ 3‬ن‪ٛ‬ه‪ ٙ‬ثٍ ثغ‪ٛ‬هخ‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.152 ٓ ،‬‬
‫‪ 4‬يُ‪ٛ‬وح ثهٕهغ‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.182 181 ٓ ٓ ،‬‬
‫‪ 5‬ن‪ٛ‬ه‪ ٙ‬ثٍ ثغ‪ٛ‬هخ‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.153 ٓ ،‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬
‫‪1‬‬
‫وليس الدستور‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إختصاصات رئيس الجمهورية بعالقته بالسمطة التشريعية‬

‫يقتضى مبدأ الفصؿ بيف السمطات‪ ،‬انفراد كؿ سمطة بإختصاصات معنية‪ ،‬فتختص السمطة التشريعية‬
‫بسف القوانيف‪ ،‬والسمطة التنفيذية بتنفيذ القوانيف الصادرة مف السمطة التشريعية‪ ،‬والسمطة القضائية تقوـ‬
‫بالفصؿ في المنازعات فعؿ الرغـ مف ىذا الفصؿ‪ ،‬إال أنو ليس تاـ بؿ في ثمة تعاوف وتأثير متبادليف بيف‬
‫السمطتيف التشريعية‪ ،‬والتنفيذية فيشارؾ رئيس الجميورية السمطة التشريعية في إختصاصيا األصمي المتمثؿ‬
‫في التشريع‪.2‬‬

‫أوال‪ .‬حق المبادرة بالقوانين‪:3‬‬

‫طبقا لممادة ‪ 143‬مف التعديؿ الدستوري الجزائرى لكؿ مف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‪ ،‬حسب‬
‫الحالة‪ ،‬والنواب‪ ،‬وأعضاء مجمس األمة‪ ،‬حؽ المبارة بالقوانيف‪ .‬وكاألصؿ العاـ أف المبادرة بالقوانيف تكوف مف‬
‫قبؿ أعضاء البرلماف‪ ،‬كإستثناء تكوف المبادرة مف قبؿ الحكومة‪ ،‬والمبادرة التي تكوف مف قبؿ األعضاء‬
‫البرلماف تسمى اقتراح بالقانوف‪ ،‬والتي تكوف مف قبؿ السمطة التنفيذية تسمي مشروع القانوف‪ ،4‬وسبب اشراؾ‬
‫السمطة التنفذية مع السمطة التشريعية في حؽ المبادرة بالقوانيف ىو أف البرلماف قد يغفؿ عف معالجة جانب‬
‫مف جوانب التشريعية مف جية ومف جية أخرى ربما تتغافؿ عنو ‪،‬مع عمـ أف التشريع يحتاج إلي خبرة خاصة‬
‫ربما التتوافر في األعضاء البرلماف‪ ،5‬مف رغـ مف منح المؤسس الدستوري لموزير األوؿ أورئيس الحكومة‬
‫حسب الحالة حؽ المبادرة بالقوانيف إال أف الواقع العممي ال يقوـ ىو بالمبادرة وانما يقوـ الوزراء‪ ،‬ويبقى دور‬
‫كؿ مف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة ىو ايداعيا لدى مكتب مجمس الشعبي الوطني أو‬
‫مكتب مجمس األمة‪ 6‬وذلؾ طبقا لمادة ‪ ":2/143‬تعرض مشاريع القونيف عمي مجمس الوزراء بعد رأي مجمس‬
‫مجمس الدولة‪ ،‬ثـ يودعيا الوزير األوؿ أوؿ رئيس الحكومة‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬لدى مكتب المجمس الشعبي‬

‫‪ 1‬انًبكح ‪ 154‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬


‫‪ 2‬ػه‪ٍٕٚ ٙ‬ف انْكو٘‪" ،‬انٍٕ‪ ٜٛ‬ف‪ ٙ‬األَظًخ انَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ انًمبهَخ"‪ ،‬انطجؼخ األٔنٗ‪ ،‬يؤٍَخ كاه انٖبكق انضمبف‪ٛ‬خ‪ ،‬ػًبٌ‪،‬‬
‫األهكٌ‪.411 ٓ ،2012 ،‬‬
‫‪ 3‬نمل أصبهد ‪ٛ‬ج‪ٛ‬ؼخ انًجبكح ثبنمٕاَ‪ ٍٛ‬علل كج‪ٛ‬و ث‪ ٍٛ‬انفمٓبء‪ ،‬ث‪ ٍٛ‬يؤ‪ٚ‬ل ٔيؼبهٗ‪ ،‬ثئػزجبه ؽك انًجبكهح هكٍ أٍبٍ‪ٛ‬ب ف‪ٙ‬‬
‫انؼًه‪ٛ‬خ انزْو‪ٚ‬ؼ‪ٛ‬خ‪ ،‬إال أَُب ‪ًٚ‬كٍ روع‪ٛ‬ؼ انوأ٘ األٕٕة ْٕ أٌ انًجبكهح ػهٗ انًْؤع انمبٌَٕ يوؽهخ أٍبٍ‪ٛ‬خ ٔالىيخ‬
‫إلَْبء ٔفهك انمبٌَٕ‪ ،‬أَظو يُٓل ٕبنؼ انطوأَخ‪" ،‬انؼاللخ ث‪ ٍٛ‬انَهطز‪ ٍٛ‬انزُف‪ٛ‬ن‪ٚ‬خ ٔانزْو‪ٚ‬ؼ‪ٛ‬خ ف‪ ٙ‬انُظبو انجونًبَ‪،"ٙ‬‬
‫انطجؼخ األٔنٗ‪ ،‬يؤٍَخ انٕهاق نهُْو ٔانزٕى‪ٚ‬غ‪ ،‬ػًبٌ‪ ،‬األهكٌ‪.79 ٓ ،2009 ،‬‬
‫‪ 4‬أي‪ٍ ٍٛ‬اليخ انؼ‪ٚ‬ب‪ٚ‬هخ‪ " ،‬انٕع‪ٛ‬ي ف‪ ٙ‬انُظبو انلٍزٕه٘"‪ ،‬انطجؼخ األٔنٗ‪ ،‬كاه انضمبفخ نهُْو ٔانزٕى‪ٚ‬غ‪ ،‬ػًبٌ‪ ،‬األهكٌ‪،‬‬
‫‪.185 ٓ ،2010‬‬
‫‪ 5‬ػه‪ٍٕٚ ٙ‬ف انْكو٘‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.410 409 ٓ ٓ ،‬‬
‫‪ 6‬ثٍ ٍٓ‪ٛ‬هخ صبَ‪ ٙ‬ثٍ ػه‪ٔ ٙ‬ؽًٕك٘ يؾًل ثٍ ْبًّ‪ "،ٙ‬اإل‪ٛ‬به انمبََٕ‪ ٙ‬انًُظى نؾك انًجبكهح ثبنمٕاَ‪ ٍٛ‬ف‪ ٙ‬انلٍزٕه‪ٍٚ‬‬
‫انغيائو٘ نَُخ ‪ٔ 1996‬انًغوث‪ ٙ‬نَُخ ‪ ،"2011‬كفبرو انَ‪ٛ‬بٍخ ٔانمبٌَٕ‪ ،‬انؼلك انضبَ‪ ،ٙ‬عبَف‪.169 ٓ ،2013 ٙ‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫الوطني أو مكتب مجمس األمة"‪ .1‬وكاف مف األجدر أف يمنح المؤسس الدستوري ىذا الحؽ لمنواب والوزراء‬
‫عمي أف يبقي دور الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة منحص ار في إيداعيا لدى مكتب المجمس الشعبي الوطني‬
‫أو مكتب مجمس األمة‪ ،2‬وكما أف أي مبادرة يكوف موضوعيا مناض ار في محتواه لمشروع أو اقتراح قانوف قيد‬
‫الدراسة تكوف تحت طائمة عدـ القبوؿ‪ ،‬وذلؾ مخالفة عرقمة العممية التشريعية باالضافة إلي أي مبادرة اليمكف‬
‫طرحيا مف جديد أماـ البرلماف إذا تـ سحبيا أورفضيا إالبعد مرور ‪12‬شيرا‪ ،‬حتي ولو تدارؾ أصحابيا‬
‫النقائص التي كانت سببا في رفضيا‪ ،‬كما يجب أال تؤدي إلي أي إخالؿ بالتوازف المالي لمدولة‪ ،3‬ولعؿ سبب‬
‫‪4‬‬
‫منح المؤسس الدستوري لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة حؽ المبارة بالمشاريع‬

‫‪ ‬ىي أف الحكومة تتمتع بإمكانيات مادية وتقنية تسمح ليا بالمبادرة في أي مجاؿ حسب مخطط‬
‫عمميا وأولويتيا ‪.‬‬
‫‪ ‬وكوف آراء الحكومة‪ ،‬إقتراحات القوانيف عادة ما تكوف مؤسسة األمر الذي يدفع المجاف إلي أخذ بيذه‬
‫األراء إلي حد كبير‪.‬‬
‫‪ ‬مبادرة النواب تنصب في معظميا عمى تعديؿ النصوص السارية المفعوؿ‪ ،‬وناد ار ما تتضمف إقتراح‬
‫‪5‬‬
‫نصوص جديدة‪.‬‬

‫لذلؾ يعتبر جياز التنفيذى يسيطر بشكؿ واسع عمي التشريعية فالدستور أعمي لمحكومة ميكانيزمات التحكـ‬
‫مف خالؿ إعطاء اإلحتصاص العاـ لمسمطة التنفيذية‪ ،‬وتتجمي كذلؾ ىيمة السمطة التنفيذية في إعداد القوانيف‬
‫في كونيا التي تحدد مسبقا جدوؿ األعماؿ األمانة العامة لمحكومة‪ ،‬كما تعطي األولوية لمشاريع التي تتقدـ‬
‫‪6‬‬
‫بيا الحكومة‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬حق في اإلعترض عمي قانون‪:‬‬

‫لقد قاـ المؤسس الدستوري الجزائري مف خالؿ مجمؿ القانوف األساسي بما أنتيي إليو الفقو لمبدأ‬
‫األعتراض الرئاسي الذي ينصب عمي أي نص تشريعي صوت عميو البرلماف بمعني يمكف طمب قراءة ثانية‬

‫‪ 1‬انًبكح ‪ 143‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬


‫‪ٛ 2‬جمب نلٍزٕه ‪ 1976ٔ 1963‬انًجبكهح ثبنمٕاَ‪ ٍٛ‬ؽك يجبّو نوئ‪ ٌٛ‬انغًٕٓه‪ٚ‬خ يمبهَخ ثلٍزٕه٘ ‪ 1996ٔ 1989‬أ‪َ ٍٚ‬مم‬
‫ْنا انؾك إنٗ هئ‪ ٌٛ‬انؾكٕيخ – انٕى‪ٚ‬و األٔل ثؼل رؼل‪ٚ‬م كٍزٕه ٍُخ ‪ٍُ 1996‬خ ‪ٔ 2008‬يغ منك ثًٖبد هئ‪ٌٛ‬‬
‫انغًٕٓه‪ٚ‬خ ؽب‪ٙ‬وح ف‪ ٙ‬كم يوح ٔركٌٕ انكهًخ األٔنٗ ٔاألف‪ٛ‬وح نوئ‪ ٌٛ‬انغًٕٓه‪ٚ‬خ‪ ،‬أَظو‪ ،‬يُ‪ٛ‬وح ثهٕهغ‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪،‬‬
‫ٓ ‪.199‬‬
‫‪ 3‬ثٍ ٍٓ‪ٛ‬هخ صبَ‪ ٙ‬ثٍ ػه‪ٔ ٙ‬ؽًٕك٘ يؾًل ثٍ ْبًّ‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.169ٓ ،‬‬
‫‪ 4‬أٌ ف‪ ٙ‬كٍزٕه ‪ 1976‬أفواك ؽكى ف‪ ٙ‬انًبكح ‪ 150‬انن٘ ‪ "ُٔٚ‬أَّ ‪ٚ‬غٕى نهًغبنٌ انْؼج‪ٛ‬خ انجهل‪ٚ‬خ ٔانًغبنٌ انْؼج‪ٛ‬خ‬
‫انٕالئ‪ٛ‬خ‪ ،‬أٌ روفغ إنزًبٍب إنٗ انؾكٕيخ‪ ،‬انز‪ٚ ٙ‬ؼٕك إن‪ٓٛ‬ب انُٔ نهٖ‪ٛ‬بغخ ف‪ ٙ‬يْؤع لبٌَٕ" ْٔنا ‪ٚ‬مٕكَب إنٗ انفكوح اإللزواػ‬
‫انْؼج‪ ٙ‬انًؼؤفخ ف‪ ٙ‬األَظًخ انل‪ًٚ‬موا‪ٛٛ‬خ انْؼج‪ٛ‬خ انًجبّو‪ ،‬أَظو‪ ،‬فٕى٘ أٔ ٕل‪ٚ‬ك‪ ،‬انٕاف‪ ٙ‬ف‪ّ ٙ‬وػ انمبٌَٕ انلٍزٕه٘‬
‫انغيائو٘‪ ،‬انغيء انضبنش‪ ،‬انطجؼخ األٔنٗ‪ ،‬ك‪ٕٚ‬اٌ انًطجٕػبد انغبيؼ‪ٛ‬خ‪ ،‬ثٍ ػكٌُٕ‪ ،‬انغيائو‪.198 ٓ ،1994 ،‬‬
‫‪ 5‬يُ‪ٛ‬وح ثهٕهغ‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.198 ٓ ،‬‬
‫‪ 6‬ثٍ ٍٓ‪ٛ‬هخ صبَ‪ ٙ‬ثٍ ػه‪ٔ ٙ‬ؽًٕك٘ يؾًل ثٍ ْبًّ‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.176 ٓ ،‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬
‫‪1‬‬
‫وعميو اإلعتراض الينسحب عمي أي نصب تشريعي أرسؿ مف قبؿ البرلماف لمرئيس مف أجؿ‬ ‫لذات النص‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ويكوف ىذا اإلجراء بعد مصادقة مجمس األمة عمى‬ ‫ذلؾ يعيد ىذا األخير النظر فيو بمقتضى تالوة ثانية‪.‬‬
‫النص المعروض عميو سواء عند الدراسة النص لألوؿ مرة‪ ،‬أو في الحالة الثانية بعد تدخؿ المجنة متساوية‬
‫األعضاء‪ ،‬حيث يبرز دور رئيس الجميورية‪ ،‬أي طمب مداولة مف خالؿ نص المادة ‪ 145‬مف التعديؿ‬
‫الدستوري لسنة ‪ 2020‬واليدؼ مف اإلعتراض ىو لفت نظر البرلماف إلي ماجاء بو اإلعتراض‪ ،‬أو طمب‬
‫قراءة ثانية مف التعديالت التى نبو إلييا الرئيس‪ .‬فالمؤسس الدستوري لـ يبيف بصورة صريحة مدى اعتراض‬
‫رئيس الجميورية عمي القانوف ىؿ يشممو كمو أـ يقصر عمي بعض مواده؟ عمي عكس ما أقرتو المادة ‪2/10‬‬
‫مف دستور ‪ 1958‬الفرنسى الذي حدد إمكانية اجراء مداولة الثانية إما عمي النص كمو أو عمي جزاء منو فقط‬
‫‪3‬‬
‫وطبقا المادة ‪ 149‬مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪ ،2020‬فنجدىا حادت خالية مف أية شريط موضوعية‬
‫تتعمؽ باستخداـ حؽ اإلعتراض مف طرؼ رئيس الجميورية كضرورة ذكر أسباب االعتراض عمي القانوف‬
‫مثؿ‪ ،‬أو األوضاع التي تصمح كمجاؿ إلعمالو‪ ،‬مما يعني أف اإلمكانية مفتوحة أماـ رئيس الجميورية‪ .‬بحيث‬
‫إذا لـ يقـ ىذا األخير يرد القانوف إلي البرلماف خالؿ أجؿ الثالثيف يوما مف إق ارره مف قبؿ البرلماف فإف ىذا‬
‫يعد تنازالعف استعماؿ حؽ االعتراض مما يجعؿ القانوف جاى از لإلصدار‪ ،‬أما إف طمب رئيس الجميورية مف‬
‫البرلماف إجراء قراءة ثانية عمي قانوف ثـ التصويت عميو‪ ،‬فالنص محؿ يبقي مطمقا الحيف تحقؽ شرط حيازتو‬
‫عمي أغمبية ‪ 3/2‬أصوات أعضاء المجمس الشعبي الوطني وأعضاء مجمس األمة‪ 4‬ونفس تيار ذىب إليو‬
‫القانوف العضوي‪ 16/12‬يحدد تنظيـ المجمس الشعبي الوطني و مجمس األمة وعمميما ‪،‬وكذا العالقات‬
‫الوظيفية بينيما وبيف الحكومة مف المادة ‪ 46‬الذي نصت يمكف رئيس الجميورية وفقا ألحكاـ المادة ‪145‬‬
‫مف الدستور‪ ،‬أف يطمب مداوالة ثانية لمقانوف المصادؽ عميو‪ ،‬وذلؾ خالؿ الثالثيف يوما المواليو لتاريخ إق ارره‪.‬‬

‫في حالة عدـ المصادقة بأغمبية ثمثي ‪ 3/2‬نواب المجمس الشعبي الوطني أو أعضاء مجمس األمة‪ ،‬يصبح‬
‫نص قانوف الغيا‪ 5‬والمالحظ ونص المادتيف السابقيف أنيما لـ تنصيا عمي شرط يعد ىاما‪ ،‬وىو تسبيب‬
‫اإلعتراض الذي قدمو رئيس الجميورية بإعتبار أف التسبيب يوضح اإلشكاؿ لمبرلماف ويرفع الحرج ويؤدي‬

‫‪ٌ 1‬مكن تعرٌف المداوالة الثانٌة على أنها تستخدم لإلشارة إلى النص التشرٌعً الذي وافق علٌه البرلمان بغرفتٌه‪ ،‬ولكنه لم‬
‫ٌصدر وٌنشر من جهة ومن جهة أخرى تستخدم هذه العبارة وصفا لطلب ٌوجهه رئٌس الجمهورٌة إلى البرلمان بغٌة أن‬
‫ٌعٌد النظر فً مادة أو أكثر ٌنطوى علٌها النص التشرٌعً المحال علٌه‪ ،‬أنظر عبد هللا بوقفة‪" ،‬أسالٌب ممارسة السلطة فً‬
‫النظام السٌاسً الجزائري دراسة مقارنة"‪ ،‬طبعة مزٌدة ومنقحة‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزٌع‪ ،‬عٌن ملٌلة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،0222 ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪ 2‬أؽًل ّبْل‪ ،‬انًؤٍَخ انزْو‪ٚ‬ؼ‪ٛ‬خ ثُظبو انغوفز‪ ٍٛ‬كًب ٔهك ف‪ ٙ‬كٍزٕه ‪َٕ 28‬فًجو ‪ ،1996‬ينكوح يبع‪َٛ‬زو‪ ،‬كه‪ٛ‬خ انؾمٕق‬
‫ٔانؼهٕو انَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ ٔاإلػالو‪ ،‬عبيؼخ انغيائو‪.112ٓ ،2009 ،‬‬
‫‪ 3‬جمال غرٌسً و العٌد غرٌسً‪" ،‬مظاهر تدخل ورقابة رئٌس الجمهورٌة للعمل التشرٌعً"‪ ،‬مجلة العلوم القانونٌة‬
‫والسٌاسٌة‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ،20‬دٌسمبر ‪ ،0202‬ص ‪.405‬‬
‫‪ 4‬ػم‪ٛ‬هخ فوثبّ‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.60 ٓ ،‬‬
‫‪ 5‬انًبكح ‪ 46‬يٍ انمبٌَٕ ػ‪ ٖٕٚ‬هلى ‪ 12 -16‬يؤهؿ ف‪ 22 ٙ‬مٖ انمؼلح ػبو ‪ 1437‬انًٕافك ‪ 25‬غْذ ٍُخ ‪ٚ ،2016‬ؾلك‬
‫رُظ‪ٛ‬ى انًغهٌ انْؼج‪ ٙ‬انٕ‪ٔ ُٙٛ‬يغهٌ األيخ ٔػًهًٓب‪ٔ ،‬كنا انؼاللبد انٕظ‪ٛ‬ف‪ٛ‬خ ث‪ًُٓٛ‬ب ٔث‪ ٍٛ‬انؾكٕيخ‪ ،‬عو‪ٚ‬لح انوًٍ‪ٛ‬خ‬
‫نهغًٕٓه‪ٚ‬خ انغيائو‪ٚ‬خ‪ ،‬انؼلك ‪.60 ٓ ،50‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫التقارب بيف الصارع والضغط كما أف المؤسس الدستوري اشرط عمي رئيس الجميورية أف يسمـ أعتراض‬
‫خالؿ ‪ 30‬يوما الموالية وفي حالة عدـ قياـ رئيس الجميورية بطمب مداولة ثانية‪ ،‬في غضوف ىذه المدة‬
‫يسقط حقو في ذلؾ‪ ،‬ويعتبر سكوتو بمثابة قبوؿ لمنص التشريعي غير أنو يشرط إلقرار ىذا القانوف مف طرؼ‬
‫البرلماف أف يكوف يأغمبية ثمثي أعضاء الغرفتيف وىذا ليس بأمر السيؿ عمي البرلماف‪ ،‬كما أنو اليمكف أف‬
‫ينصب طمب إجراء المداولة ثانية عمي كؿ النص التشريعي بؿ فقط عمي مادة أو أكثر ألف اليدؼ مف اجراء‬
‫‪1‬‬
‫المداولة ثانية ىوتصحيح األخطاء الفنية المتواجدة في النص‪.‬‬

‫المادة‪ 149 :‬مف التعديؿ الدستوري لـ تنص صراحة عمي عدـ إمكانية رفض البرلماف رئيس الجميورية‬
‫بإجراء مداولة ثانية وخاصة أف موقع البرلماف ضعيؼ أماـ حؽ رئيس الجميورية في حمو فطبقا لممادة ‪151‬‬
‫مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬فإف البرلماف ال يمكف معارضة طمب رئيس الجميورية وىو الشيء الذي‬
‫أكده صراحة المؤسس الدستوري الفرنسي بموجب المادة‪ 10 :‬مف دستوري أكتوبر ‪ ،1958‬وأيضا التجربة‬
‫الدستوري الجزائرية عدـ استعماؿ إجراء اإلعراض وال مرة واحدة‪ 2‬وفؽ المفيوـ االعتراض أف ىذا االجراء‬
‫الدستوري ينطوي عمي أحد المعنيف‪.‬‬

‫‪ .1‬اعتراض رئيس الجميورية عمي الذي التشريعي الذي وافؽ عميو البرلماف بغرفتيف‪ ،‬وبالتالي التصرؼ لو‬
‫إرتباط بفكرة الرئيس المعرقؿ لنفاذ القانوف الذي اليتماشى ونظرة الييئة التنفذية‪.‬‬
‫‪ .2‬موافقة رئيس الجميورية عمي النص التشريعي يعد ذلؾ شرط ممزما لكي يصدر القانوف‪ ،‬وىذا الذي‬
‫يجعؿ مف اإلعتراض مانعا يحوؿ دوف تطبيقو‪ ،‬وعميو فإف مبدأ اإلعتراض الرئاسي وفؽ مالو مف‬
‫مضموف قانوني ‪،‬يفترض أف ينساؽ البرلماف إلي رغبة رئيس الجميورية في ىذا المضمار‪.3‬‬
‫‪ .3‬اإلصدار القانوني‪ :4‬طبقا لممادة ‪ 148‬مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬تنص عمى أف‪ ":‬يصدر رئيس‬
‫الجميورية القانوف في أجؿ ‪ 30‬يوما إلبتداء مف التاريخ تسممو إياه"‪ ،5‬يعتبر االصدار عمؿ منفصؿ عف‬
‫عف القانوف ذاتو‪ ،‬ومتقؿ عنو‪ ،‬وال حؽ عميو كما قاؿ العميد "ىوريو" أوؿ خطوة تقوـ بيا السمطة التنفذية‬
‫عندما تبدأ تنفيذ القانوف‪ ،‬وبو تثبت وجود القانوف‪ ،‬كما يضيؼ األستاذ "البانرا" أف اإلصدار ىو شيادة‬
‫ميالد القانوف وطريقة إظياره رأي العاـ الخارجي‪ ،6‬ويمكف القوؿ أف المؤسس الدستوري عقد اختصاص‬

‫‪ 1‬عًبل غو‪ٔ َٙٚ‬انؼ‪ٛ‬ل غو‪ ،َٙٚ‬انًوعغ انَبثك‪.535 534 ٓ ٓ ،‬‬


‫‪ 2‬ػم‪ٛ‬هخ فوثبّ‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.61 ٓ ،‬‬
‫‪ 3‬أؽًل ّبْل‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.113 ٓ ،‬‬
‫‪ 4‬اإلٕلاه ْٕ ػًم ‪ٚ‬موه ثًٕعجّ هئ‪ ٌٛ‬انلٔنخ‪ ،‬أٌ انمبٌَٕ ‪ٚ‬غت أٌ ‪ٖٚ‬له ثؼل أٌ رًذ انًٕافمخ ػه‪ ّٛ‬يٍ لجم انجونًبٌ ثًب‬
‫أٌ انمبٌَٕ لل اٍزٕفٗ انْؤ‪ ٛ‬انز‪ٚ ٙ‬زطهجٓب انلٍزٕه ف‪ ٙ‬انمبٍََٕ ْٕٔ أٌ ػًه‪ٛ‬خ لبََٕ‪ٛ‬خ رز‪ ًٍٚ‬إػالٌ يٕنل لبٌَٕ عل‪ٚ‬ل‪،‬‬
‫ّٔٓبكح يٍ هئ‪ ٌٛ‬انلٔنخ ثأٌ انجونًبٌ لل ألو انمبٌَٕ انًواك إٕلاهِ ف‪ ٙ‬ؽلٔك اإلعواءاد انز‪ ٙ‬لوهْب انلٍزٕه‪ٔ ،‬األيو‬
‫انضبَ‪ٚ ٙ‬ز‪ ًٍٚ‬ركه‪ٛ‬ف يٍ هئ‪ ٌٛ‬انَهطخ انزُف‪ٛ‬ن‪ٚ‬خ ثزُف‪ٛ‬ن األؽكبو انمبٌَٕ ػهٗ ؽَت افزٖبّٕ‪ ،‬يُٓل ٕبنؼ انوأَخ‪ ،‬انًوعغ‬
‫انَبثك‪.90 89 ٓ ٓ ،‬‬
‫‪ 5‬انًبكح ‪ 148‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬
‫‪ 6‬فٕى٘ أٔ ٕل‪ٚ‬ك‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.129 ٓ ،‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫اإلصدار الرئيس الجميورية وحده دوف سواه كما أنو فرض مدة زمنية محددة ب ‪ 30‬يوما الموالية لتاريخ‬
‫تسممو القانوف مف طرؼ البرلماف غيره أف المؤسس الدستوري‪ ،‬لـ يرتب الجزاء في حالة عدـ اإلصدار‬
‫القانوف مف قبؿ رئيس الجميورية وأف التعديؿ الدستوري الجزائري لـ يتضمف‪ ،‬وكما يفرض بموجبو‬
‫صيغة ممزمة يواجو بمقتضاىا إمكانيو تعميؽ النص التشريعي عف اإلصداروالنشر ‪،‬وكاف مف األجدر أف‬
‫المؤسس الدستوي في المادة ‪ 148‬لسنة‪ 2020‬وضع صيغة الوجوب وىذا المحؿ ليذا اإلشكاؿ؟ واذاختـ‬
‫رئيس الجميورية النص التشريعي بتوقيعو المتعاد‪ ،‬يصدر كقانوف لمدولة وبالنتيجة ينشر في الجريدة‬
‫الرسمية إلي يصبح معمومات لدى الجميورية ومحؿ تطبيؽ عمي الجميع‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬األوامر التشريعية‪:‬‬

‫إذا كاف البرلماف ىوصاحب األصؿ في التشريع مف خالؿ إعداد القوانيف والتصويت عمييا‪ ،‬إال أف‬
‫الدستور خوؿ في مقابؿ ذلؾ رئيس الجميورية ممارسة السمطة التشريعية عف طريؽ التشريع باألوامر‪ ،‬وعمى‬
‫الرغـ مف تحديد الدستور لمجاالت التشريعي عف طريؽ األوامرعمي سبيؿ الحصر‪ ،‬واشتراط موافقو البرلماف‬
‫عمييا‪ ،‬إالأف ذلؾ غير كافي لحد مف إمكانية إستحواذ السمطة التنفيذية عمي اإلختصاص األصؿ لمبرلماف‪.1‬‬

‫وطبقا لممادة ‪ 145‬مف التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬لرئيس الجميورية أف يشرع بأوامر في مسائؿ عاجمة‬
‫في حالة شغور المجمس الشعبي الوطني أو خالؿ العطمة البرلمانية بعد رأي مجمس الدولة يخطر رئيس‬
‫الجميورية وجوبا المحكمة الدستوري بشأف دستورية ىذه األوامر‪ ،‬عمى أف تفصؿ فييا في أجؿ أقصاه عشرة‬
‫‪ 10‬أياـ‪.‬‬

‫‪ -‬يعرض رئيس الجميورية األوامر التي اتخذىا عمي كؿ غرفة مف البرلماف في بداية الدورة القادمة‬
‫لتوافؽ عمييا‪.‬‬
‫‪ -‬تعدال فيو األوامر التي ال يوافؽ عمييا البرلماف يمكف رئيس الجميورية أف يشرع بأوامر في الحالة‬
‫االستثنائية المذكورة في المادة ‪ 98‬مف الدستور‪.‬‬
‫‪ -‬تتخذ األوامر في مجمس الوزراء‪ 2‬جاءت صالحية التشريع باألوامر طبقا لدستور ‪ 2020‬في المادة‬
‫‪ 142‬وعرض حاالت المجوء إلي ىاتو التقنية وفي حالة شغور المجمس الشعبي الوطني‪ ،‬وأيضا‬
‫خالؿ العطمة البرلماف وأيضا التشريع خالؿ الحالة االستثنائية وباالضافة إلي مانصت عميو المادة‬
‫‪ 2/146‬في حالة عدـ المصادفة البرلماف عمي قانوف المالية خالؿ ‪ 75‬يوما مف تاريخ إيداعو يصدر‬
‫رئيس الجميورية مشروع الحكومة بأمر‪.‬‬

‫وىنا يتضح أف رئيس الجميورية يمارس ىذا اإلختصاص بصفة كاممة ومنفردة في وىو عمؿ إختياري ال‬

‫‪ 1‬عًبل غو‪ٔ َٙٚ‬انؼ‪ٛ‬ل غو‪ ،َٙٚ‬انًوعغ انَبثك‪.536 535 ٓ ٓ ،‬‬


‫‪ 2‬انًبكح ‪ 142‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫وجوبي بموجب النص الدستوري‪ ،‬أي أف رئيس الجميورية أف يشرع إذا آراء‪ ،‬وأف اليشرع إذا لـ يرغب في‬
‫ذلؾ‪ ،‬أما األدوات التشريعية التي يستعمميا رئيس الجميورية في األوامر التي يصدرىا الرئيس‪ ،‬والتي تحدث‬
‫آثارىا عمي مستوي المجتمع ومؤسساتو‪ ،‬وبعد أف ترتب مراكز قانونية عمي مستوي األفراد والييئات تعرض‬
‫عمي موافقة البرلماف بغرفتيف في األوؿ دورة تشريعية مقبمة لو‪ ،1‬ويالحظ أف المؤسس لـ يأخذ بتشريع‬
‫التفويض إال في الدستور ‪ 1963‬فنص المادة ‪ 582‬و الدستور المصري ‪ 1971‬تنص المادة ‪ 108‬ولعؿ‬
‫تخمي المؤسس الدستوري الجزائري عنو إنما ىو تأثر بالرأي الفقيي بعدـ قبوؿ التفويض مف الناحية النظرية‪،‬‬
‫إذ ال يجوز لمسمطة التشريعية النزوؿ عف اختصاصيا المبيف في الدستور‪ ،‬وخاصة وأف التفويض خاضع‬
‫لمسمطة التقديرية لمبرلماف عمى خالؼ األوامر التي خضع لمسمطة التقديرية لرئيس الجميورية ومف جية‬
‫األخر‪ ،‬القيود مفروضة عمي ممارسسة السمطة التفويض مف المدة زمنية ومجاالت محددة‪ ،‬وضرورة عرضيا‬
‫عمي المجمس بعد انتياء التعويض‪ ،‬عمى رغـ مف أف المؤسس الدستوري قد ىجرىذا النوع مف التشريع‪ ،‬أف‬
‫الدفع ذلؾ لـ يكف بغرض التقميؿ مف التدخؿ السمطة التنفيذية في المجاؿ التشريعي‪ ،‬ومحاولة الحد مف ىيمنة‬
‫رئيس الجميورية عمى قبة النظاـ‪ ،‬بؿ بالعكس فقد أفضى ىذا اليجرة إلي تبني أسموب أخر يفسح مجاؿ‬
‫التشريع أكثر لرئيس الجميورية وىواألوامر التشريعية‪.3‬‬

‫‪ ‬والنتيجة أف سمطة رئيس الجميورية والتشريع عف طريؽ األوامر ىي سمطة أصمية يستمدىا مف‬
‫الدستور ‪ 2020‬مباشرة ودوف تفويض مف السمطة التشريعية وىوما ذىب إليو األستاذ سعيد بوشعير‬
‫وكممة تفويض غير واردة يمارسيا الرئيس بكؿ حرية وبدوف قيد إال القيد الشكمي المتمثؿ في الموافقة‬
‫عمى األوامر مف قبؿ البرلماف‪ ،‬واتخاذ األوامر في مجمس الوزراء‪.4‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إختصاصات رئيس الجمهورية بالسمطة القضائية‬

‫بالجانب إلى صالحيات واختصاصات التنفيذية والتشريعية يتمتع رئيس الجميورية بصالحيات‬
‫القضائية تتمثؿ في رئاسة رئيس الجميورية لمجمس األعمى لمقضاء وفي إصدار العفو‪.5‬‬

‫أوال‪ :‬رئاسة رئيس الجمهورية لممجمس األعمى لمقضاء‬

‫‪ 1‬هكاكح َٕه انل‪ " ،ٍٚ‬انزْو‪ٚ‬غ ػٍ ‪ٛ‬و‪ٚ‬ك األٔايو ٔأصوِ ػهٗ انَهطخ انزْو‪ٚ‬ؼ‪ٛ‬خ ف‪ ٙ‬ظم كٍزٕه ‪ ،"1996‬ينكوح نُ‪ٛ‬م ّٓبكح‬
‫انًبعَز‪ٛ‬و ف‪ ٙ‬انمبٌَٕ انؼبو‪ ،‬كه‪ٛ‬خ انؾمٕق‪ ،‬عبيؼخ اإلفٕح يُزٕه٘‪ ،‬لَُط‪ُٛ‬خ‪.41 ٓ ،2006 ،‬‬
‫‪ًٚ" 2‬كٍ نوئ‪ ٌٛ‬انغًٕٓه‪ٚ‬خ أٌ ‪ٚ‬طهت يٍ انًغهٌ انٕ‪ ُٙٛ‬أٌ ‪ٚ‬فٕٗ نّ نفزوح ىيُ‪ٛ‬خ يؾلكح ؽك إرقبم إعواءاد ماد ٕجغخ‬
‫رْو‪ٚ‬ؼ‪ٛ‬خ رزقن ف‪َ ٙ‬طبق يغهٌ انٕىهاء ٔرؼوٗ ػهٗ يٖبكلخ انًغهٌ ف‪ ٙ‬أعم صالصخ أّٓو"‪ٔ ،‬انزفٕ‪ ٘ٚ‬انزْو‪ٚ‬ؼ‪ ٙ‬يم‪ٛ‬ل‬
‫ثبنًلح يؾلكح ٔانزفٕ‪ ٘ٚ‬ف‪ ٙ‬يغبالد يؾلكح ٔ‪ٙ‬ؤهح ػو‪ٓٙ‬ب غهٗ انًغهٌ ثؼل اَزٓبء انزفٕ‪ ،٘ٚ‬أَظو فٕى٘ أٔ ٕل‪ٚ‬ك‪،‬‬
‫انًوعغ انَبثك ٓ ‪.13‬‬
‫‪ 3‬ػًو صبيو٘‪ٍ " ،‬هطخ انًجبكهح ثبنزْو‪ٚ‬غ ف‪ ٙ‬انُظبو انَ‪ٛ‬بٍ‪ ٙ‬انغيائو٘"‪ ،‬ينكوح نُ‪ٛ‬م ّٓبكح انًبعَز‪ٛ‬و ف‪ ٙ‬انمبٌَٕ انؼبو‪،‬‬
‫كه‪ٛ‬خ انؾمٕق ٔانؼهٕو اإلكاه‪ٚ‬خ‪ ،‬عبيؼخ انغيائو‪.26 25 ٓ ٓ ،2006 ،‬‬
‫‪ 4‬هكاكح َٕه انل‪ ،ٍٚ‬انًوعغ انَبثك‪.42 ٓ ،‬‬
‫‪ 5‬علً ٌوسف الشكري‪ ،‬التناسب بٌن سلطة رئٌس الدولة والمسؤولٌة فً الدساتٌر العربٌة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬اٌتراك للطباعة‬
‫والنشر والتوزٌع‪ ،‬القاهرة‪ ،0202 ،‬ص‪.005‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬
‫‪1‬‬
‫طبقا لممادة ‪ 180‬مف التعديؿ الدستورية ‪" :2020‬يرأس رئيس الجميورية المجمس األعمى لمقضاء"‪.‬‬
‫وليس ىذا وفقط فإف حسب القانوف العضوي رقـ ‪ 12/04‬المتعمؽ بتشكيؿ المجمس األعمى لمقضاء‬
‫وصالحياتو في المادة الثالثة منو بشكؿ صريح‪" :‬يرأس المجمس األعمى لمقضاء رئيس الجميورية"‪ .‬وبإضافة‬
‫إلى المادة ‪ 12‬مف نفس القانوف العضوي‪" :‬يجتمع مجمس األعمى لمقضاء‪...‬في دورات إستثنائية بناء عمى‬
‫‪2‬‬
‫إستدعاء مف رئيسو"‪.‬‬

‫‪ -‬وىذه رئاسة ليست شرفية بؿ رئاسة حقيقية تمنح لرئيس المجمس األعمى لمقضاء سمطات قانونية‬
‫يمارسيا بيذه الصفة مف خالؿ التةجيو واإلستدعاء وضبط أعماؿ المجمس‪...‬‬
‫‪ -‬كما يتولى رئيس الجميورية بتعييف القضاة بموجب مرسوـ رئاسي بناء عمى إقتراح وزير العدؿ وبعد‬
‫مدوالة المحجمس األعمى لمقضاء وذلؾ حسب المادة الثالثة مف قانوف العضوي رقـ ‪ 11/04‬مؤرخ‬
‫في ‪ 21‬رجب عاـ ‪ 1425‬الموافؽ ‪ 6‬سبتمبر‪ 2004‬يتضمف القانوف األساسي لمقضاء ونفس الحكـ‬
‫ورد النص عميو في القانوف العضوي رقـ ‪ 031998/98‬المتعمؽ بإختصاصات محكمة التنازع‬
‫وتنظيميا وعمميا حيث قضت المادة السابعة بأف تعييف رئيس المحكمة التنازع مف قبؿ رئيس‬
‫‪3‬‬
‫الجميورية بإقتراح مف الوزير العدؿ بعد أخذ رأي المطابؽ لممجمس األعمى لمقضاء‪.‬‬
‫‪ -‬ومف خالؿ النصوص القانونية صحيح أف مجمس األعمى لمقضاء ىو مف يقوـ بتعييف القضاة ونقميـ‬
‫وعزليـ إال أف ذلؾ تحت مسؤولية رئيس الجميورية القائـ عمى تحديد السياسة العامة لمعدالة‬
‫باعتبارىا مطالبة بالدفاع عف النظاـ السياسي وبيذا يعد مرفؽ العدالة بالضرورة خاضع لمييئة‬
‫‪4‬‬
‫التنفيذية إف كاف مستقال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حق في اإلصدار العفو‬

‫طبقا لمادتيف ‪182‬و‪ 8/91‬مف التعديؿ الدستوري الجزائري عمى أف ىذا اإلجراء عمؿ مف األعماؿ‬
‫السيادة وال دور لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة‪5،‬ألنو اليتقيد بمب اررات قانونية ولمرئيس الجميورية سمطة‬
‫تقديرية واسعة‪ ،‬وفي األغمب األحياف لمدواعى السياسية تفرض نفسيا كمبرر إلصدار العفو مف أجؿ مصالح‬
‫الوطنية كما أف دور الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة شكمي واستثنائي الغير ويبقي لرئيس الجميورية الكممة‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 012‬من التعدٌل الدستوري الجزائري ‪.0202‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 0‬و ‪ 00‬من القانون العضوي رقم ‪25‬ـ‪ 00‬مؤرخ فً ‪ 00‬رجب عام ‪ 0504‬الموافق ‪ 2‬سبتمبر سنة ‪ٌ 0225‬تعلق‬
‫بتشكٌل المجلس األعلى للقضاء وعمله وصالحٌاته‪ ،‬جرٌدة الرسمٌة للجمهورٌة الجزائرٌة‪ ،‬عدد ‪ ، 42‬ص ص ‪.04 05‬‬
‫‪ 3‬منٌرة بلورغً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.001 002‬‬
‫‪ 4‬عبد هللا بوقفة‪"،‬الدستور الجزائري نشأة تشرٌعا فقها"‪ ،‬طبعة جدٌدة‪ ،‬شركة دار الهدى‪ ،‬عٌن ملٌلة‪ ،‬الجزائر‪،0204 ،‬‬
‫ص‪.24‬‬
‫‪ 5‬المادة ‪ 010‬و ‪ 20‬من التعدٌل الدستوري الجزائري ‪.0202‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬
‫‪1‬‬
‫األولى واألخيرة في تقرير ىذا الحؽ‪.‬‬

‫كما ينقسـ العفو إل ى نوعيف العفو الشامؿ وىو تنازؿ الييئة اإلجتماعية عف حقيا في معاقبة الجاني ويترتب‬
‫عف ىذا العفو إنقضاء الدعوى الجزائية ومحو حكـ اإلدانة وسقوط جميع العقوبات األصمية والتبعية والتكميمية‬
‫‪2‬والتدابير اإلحت ارزية‪ 3.‬أما العفو الخاص المسمى العفو عف العقوبة ىو صالحية يتمتع بيا رؤساء الدوؿ وىو‬
‫ليس إلغاء العقوبة وانما تخفيضيا ومف آثار المترتب عميو إصالح األخطاء القضاء ويحقؽ التوازف بيف‬
‫اإلنسانية والعدالة بتمطيفو قساوة العقوبات إعطاء محكوميف ذوى السموؾ الحسف حؽ العفو وىو حؽ شخصي‬
‫غير قابؿ لمتفويض لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة واليمكف مرجعة موضوع قضائيا‪ ،‬ومثاؿ ذلؾ عندما‬
‫‪4‬‬
‫أصدر عبد المجيد تبوف بمناسبة عيد إستقالؿ عفوا عف ستة سجناء الحراؾ الشعبي‪،‬‬

‫كما لرئيس الجميورية إختصاصات في الظروؼ العادية لو إختصاصات في الظروؼ اإلستثنائية‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬إختصاصات رئيس الجمهورية في الظروف غير العادية‬

‫تـ إعطاء لرئيس الجميورية سمطات واسعة في حالة الضرورة والظروؼ االستثنائية التى تمر بيا البالد‪،‬‬
‫فالقاعدة العامة ىو خضوع الدولة لمقانوف كإستثناء الخروج عف ىذه القاعدة وذلؾ في حالة وجود خطر جسيـ‬
‫اليمكف تداركو بالوسائؿ القانونية وتكوف إستنادا الى نظرية الضرورة التى تعد مصد ار منشأ لمسمطات اإلستثنائية‬
‫الالزمة لمواجية األزمات حيث بمقتضاىا يتـ إضفاء صفة المشروعية عمى عمؿ ىو في األصؿ غير مشروع‬
‫في ظؿ الظروؼ العادية واعفاء اإلدارة مف المسؤولية‪ ،5‬ولكف قبؿ التطرؽ إلختصاصات رئيس الجميورية في‬
‫ظروؼ اإلستثنائية البد مف تعريؼ نظرية الظروؼ اإلستثنائية ومعرفة شروطيا وتطبيقيا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم نظرية اإلستثنائية‬

‫سنتاوؿ تعريؼ الظروؼ اإلستثنائية وشروطيا‪.‬‬

‫أوال‪ .‬تعريفها نظرية الظروف اإلستثنائية‪:‬‬

‫‪ 1‬فوزي أو صدٌق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.004 005‬‬


‫‪ 2‬كما ٌمكن تمٌٌز بٌن العفو الشامل ٌترتب علٌه محو جمٌع النتائج المترتبة عن جرٌمة‪،‬فهو ذو طبٌعة موضوعٌة‪ ،‬وهو‬
‫من إختصاص السلطة التشرٌعٌة وهو سبب من أسباب إنقضاء الدعوى العمومٌة وٌكون بأثر رجعً‪ ،‬وبٌن العفو عن‬
‫العقوبة فهً رخصة ممنوحة لرئٌس الجمهورٌة وهو سبب من أسباب سقوط العقوبة والٌسري أثره إال من تارٌخ صدوره‪،‬‬
‫أنظر فرٌدة بن ٌونس‪ "،‬العفو الشامل من اإلختصاص التشرٌعً لرئٌس الجمهورٌة فً القانون الجزائري"‪ ،‬مجلة المفكر‪،‬‬
‫مجلة تصدر من جامعة بسكرة‪ ،‬عدد‪ ،2‬نوفمبر ‪ ،0200‬ص ‪.000‬‬
‫‪ 3‬علً ٌوسف الشكري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.002 004‬‬
‫‪ 4‬أحمد سعٌفان‪"،‬األنظمة السٌاسٌة و المبادئ الدستورٌة العامة دراسة مقارنة"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبً‬
‫الحقوقٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬لبنان‪ ،0221 ،‬ص ص ‪. 502 504‬‬
‫‪ 5‬أ‪ ًٍٚ‬يؾًل ّو‪ٚ‬ف‪ ،‬اإلىكٔاط انٕظ‪ٛ‬ف‪ ٔ ٙ‬انؼ‪ ٕ٘ٚ‬ث‪ ٍٛ‬انَهطز‪ ٍٛ‬انزْو‪ٚ‬ؼ‪ٛ‬خ ٔانزُف‪ٛ‬ن‪ٚ‬خ ف‪ ٙ‬األَظًخ انَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ انُؼبٕوح‬
‫كهاٍخ رؾه‪ٛ‬ه‪ٛ‬خ‪ ،‬كٌٔ ‪ٛ‬جؼخ‪ ،‬كاه انُٓ‪ٚ‬خ انؼوث‪ٛ‬خ‪ ،‬انمبْوح‪ ،‬يٖو‪.251 250 ٓ ٓ ،2005 ،‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫لنظرية الظروؼ اإلستثنائية تعريفات عدة بتكر بعضيا‪ ،‬قد عرفيا أحد الفقياء أف الظروؼ الشاذة الخارقة‬
‫التي تيدد السالمة العامة واألمف العاـ والنظاـ في البالد‪ ،‬وتعرض كياف األمة لمزواؿ وىي نظرية قضائية‬
‫أوجدىا مجمس الدوؿ في فرنسا لمواجية مثؿ ىذه الظروؼ ويري أخروف بأنيا نظاـ قانوني يتقرر بمقتضي‬
‫قوانيف دستورية عاجمة لمحماية المصالح الوطن ية واليمجأ إلييا إال بصيغة إستثنائية ومؤقتة موجية الظروؼ‬
‫‪1‬‬
‫الطارئة التي تقصر عنيا اإلدارة الشرعية‪ ،‬وتنتيي بإنتياء مسوغاتيا‪.‬‬

‫‪ -‬ويرى جانب أخر ضد الفقو بأنيا تمؾ الحالة مف الخطر الجسـ الذي يعتذر تداركيا بالوسائؿ العادية‬
‫مما يدفع السمطة القائمة عمي الظروؼ اإلستثنائية أف تمجأ بالوسائؿ القانونية اإلستثنائية لدفع ىذا‬
‫الخطر ومواجيات األزمات‪ ،‬وىناؾ جدة مقياس لقياس نظرية الظروؼ االستثائية حتي يتمكف مف‬
‫تحديدىا إذا أنو ليس ىناؾ بالطبع مقياس محدد لتحديده‪ ،‬ولكف الشئ األكيد ىو أنو إنطالقا مف‬
‫الشروط المذكورة وىي‪ ،‬يجب أف تكوف لظروؼ الزماف والمكاف صغة استثنائية حقيقية وظاىرة ويجب‬
‫أف تكوف السمطة الصالحة أصؿ أما استحاؿ مادية وقانونية لمتدخؿ ويجب أف تكوف التدابير المتخذة‬
‫‪2‬‬
‫متناسبة كميا مع حجـ اليدؼ المطموب تحقيؽ ويجب أف يكوف اليدؼ المذكور ميما‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬شروط وأحكام نظرية الظروف االستثنائية‪:‬‬

‫عمي وجوب تحقؽ شروط معنية لقياـ نظرية الظروؼ االستثنائية وىذه الشروط منيا ما يتعمؽ بالمجوء‬
‫إلي ىذه النظرية أو تطبيقيا‪.‬‬

‫‪ .1‬الشروط المجوء إلي نظرية الظروف اإلستثنائية‪:‬‬


‫‪ ‬الفقرة األولي‪ :‬قياـ الظروؼ اإلستنائية ويتمثؿ بوجوب خطر ييدد الدولة قد يكوف داخميا كالكوارث‬
‫الطبيعية أو األزمات اإلقتصادية أو كالعصياف الصمح والمظاىرات غير السممية أوقد يكوف ىذا المصدر‬
‫خارجي كالحروب ويشترط في ىذا الخطر أف يكوف جسيما وحاؿ بحيث التجد االدارة فرصة لمجوء إلي‬
‫وسيمة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬الفقرة الثانية‪ :‬إستحالة مواجية ىذا الخطر بالظروؼ العادية وعف طريؽ المؤسسات الدستورية‬
‫المتختصة يعني إذا وجدت الدولة وسيمة قانونية أو دستورية تواجو بيا المخاطر التي تيدد سالمة الدولة‬
‫وأمنيا وجب الرجوع إلي تمؾ الوسيمة أما إذا كانت عاجزة عف مواجية ىذه المخاطرة فإف واجب عمي‬
‫‪3‬‬
‫الدولة المجواء إلي نظرية الظروؼ اإلستثنائية‪.‬‬
‫‪ .2‬الشروط تطبيق نظرية الظروف اإلستثنائية‪:‬‬

‫‪ًٍٛ 1‬و كأك ٍهًبٌ ٔ ػه‪ ٙ‬يغ‪ٛ‬ل انؼك‪ٛ‬ه‪ ،ٙ‬يلٖ رأص‪ٛ‬و انظؤف اإلٍزضُبئ‪ٛ‬خ ػهٗ انْوػ‪ٛ‬خ انلٍزٕه‪ٚ‬خ كهاٍخ يمبهَخ‪ ،‬انطجؼخ‬
‫األٔنٗ‪ ،‬انًوكي انمٕي‪ ٙ‬نإلٕلاهاد انمبََٕ‪ٛ‬خ‪ ،‬انمبْوح‪ ،‬يٖو‪.16 ٓ ،2015 ،‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫‪ ‬الفقرة األولي‪ :‬تحقؽ اإلرتباط بيف أعماؿ الضرورة واليدؼ منيا بحيث ينبغي عمى ىذه األعماؿ ال‬
‫تستيدؼ سوى المحافظة عمى سالمة الدولة ومواجية الخطر واعادة األوضاع البالد الى طبيعتيا‬
‫العادية في أقؿ وقت ممكف‪.‬‬
‫‪ ‬الفقرة الثانية‪ :‬عدـ جواز أف تتدخؿ لوائح الضرورة في المجاؿ المقدـ لمقانوف وىو مجاؿ يحدده‬
‫الدستور بنفسو أو ينوب عنو أو يكممو القضاء كما اليجوز لسمطة جزئيا أو كميا مالـ ينص الدستور‬
‫نفسو عمى ذلؾ واال خرجنا مف الدائرة الدولة القانوف ومبدأ المشروعية‪.‬‬
‫‪ ‬الفقرة الثالثة‪ :‬يتعيف إنتياء تطبيؽ نظرية الظروؼ اإلستثنائية بمجرد إنتياء أو زواؿ الظروؼ إلى‬
‫‪1‬‬
‫تطبيقيا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إختصاصات رئيس الجمهورية في حالتىي الطوارئ أو الحصار‬

‫حيث نصت المادة ‪" :97‬يقرر رئيس الجميورية إذا دعت الضرورة الممحة حالة الطوارئ أو الحصار‬
‫لمدة أقصاىا ثالثوف يوما بعد اجتماع المجمس األعمى لألمف‪ ،‬واستشارة رئيس مجمس األمة ورئيس المجمس‬
‫الشعبي الوطني والوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬ورئيس المحكمة الدستورية ويتخذكؿ التدابير‬
‫الالزمة الستتباب الوضع‪ ،‬اليمكف تمديد حالة الطوارئ أو الحصار اال بعد موافقة البرلماف المنعقد بغرفتيو‬
‫المجتمعيف معا‪.‬‬

‫يحدد قانوف عضوى تنظيـ حالة الطوارئ أو حالة الحصار"‪ ،2‬رغـ أف التشريع كالقاعدة العامة ىو مف‬
‫إختصاص السمطة التشريعية في الدولة‪ ،‬ولكف طبيعة الظروؼ تستمزـ منح رئيس الجميورية سمطة إعالف‬
‫‪3‬‬
‫الطوارئ والتى مف خالليا يستطيع الرئيس إتخاذ التدابير المناسبة لممحافظة عمى كياف الدولة واستق ارراىا‪.‬‬

‫ولقد أقرت حالة الطوارئ أثناء الحرب التحريرية الجزائرية‪ ،‬وكاف الغرض منيا مواجية األوضاع السائدة في‬
‫الجزائر عف طريؽ توسيع سمطات الشرطة في مجاؿ األمف‪ 4،‬ولمواجية أيضا األزمات والكوارث المختمفة‬
‫التى تصيبيا حيث يعطى لرئيس الجميورية الحؽ في إتخاذ التدابير المناسبة لغرض القضاء عمى تمؾ‬
‫الظروؼ اإلستثنائية وحماية الصالح العاـ‪ ،5‬أما حالة الحصار تجد مصدرىا في فرنسا وىي ضرورية‬
‫باعتبارىا المرحمة التى تمى حالة الطوارئ مف حيث الخطورة وتسبؽ الحالة اإلستثنائية‪ ،‬ويمكف إعطاؤىا‬
‫تفسي ار أوسع ذلؾ انيا تخوؿ لمرئيس الجميورية التدخؿ إلتخاذ كافة اإلجراءات والتدابير الالزمة إلستتباب‬

‫‪ 1‬سمٌر داود سلمان وعلى مجٌد العكٌلً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 22‬من التعدٌل الدستوري الجزائري ‪.0202‬‬
‫‪ 3‬جمٌل عبد هللا القائفً‪ ،‬سلطات رئٌس الجمهورٌة فً الظروف اإلستثنائٌة‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار الجامعة الجدٌدة للنشر‪،‬‬
‫اإلسكندرٌة‪ ،0222 ،‬ص ‪.020‬‬
‫‪ 4‬سعٌد بوشعٌر‪ ،‬النظام السٌاسً الجزائري دراسة تحلٌلٌة لطبٌعة نظام الحكم فً ضوء دستور ‪ ،0222‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ص ‪.021 022‬‬
‫‪5‬‬
‫جمٌل عبد هللا القائفً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.012‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫الوضع ولتفادي إف أمكف المجوء إلى الحالة اإلستثنائية‪ ،‬رغـ مافي ذلؾ مف إحتماؿ المساس الخطير بحقوؽ‬
‫‪1‬‬
‫وحريات المواطنيف‪.‬‬

‫فمف الرغـ أف المؤسس الدستوري قاـ بجمع بيف حالتي الحصار والطوارئ في نفس المادة‪ ،‬إال أنيما مفيوماف‬
‫مختمفاف مف حيث أسبابيما ودرجة خطورتيما‪ ،‬حيث تتميز حالة حصار عف حالة الطوارئ كوف األولى ذات‬
‫صمة باألعماؿ التخريبية أو األعماؿ المسمحة أو حدوث بعض الكوارث الطبيعية‪ ،‬بينما الثانية فيي مرحمة‬
‫تحضيرية وأولية لمحالة اإلستثنائية‪ ،‬فدرجة الخطورة أعمى مف حالة الحصار‪ ،‬وىي قريبة جدا لمحالة الطوارئ‬
‫ودليؿ أف المؤسس الدستوري جمع بيف حالتيف في نفس المادة دوف تمييز بينيما إال مف حيث الترتيب‬
‫‪2‬‬
‫وأخضعيما إلى نفس الشروط واإلجراءات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط الموضوعية‬

‫تتمثؿ في شرطي الضرورة الممحة وتحديد المدة كاألتي‪:‬‬

‫‪ .1‬الضرورة الممحة‪ :‬برجوع إلى المادة ‪ 97‬مف التعديؿ الدستوري‪ ،‬فيي تمنح لرئيس الجميورية صالحية‬
‫تقرير حالتي الطوارئ والحصار إذا دعت الضرورة الممحة‪ ،‬ويبدو أف المؤسس الدستوري قد أىمؿ التمييز‬
‫الكالسيكي بيف حالتي المعروؼ في بعض األنظمة وعمى رأسيا النظاـ الالتيني الفرنسي الذي ظيرت فيو‬
‫حالة الحصار منذ ‪ 1849‬ثـ تضمنتيا المادة ‪ 36‬مف الدستور الفرنسي ‪ ،1958‬أما حالة الطوارئ فتعود‬
‫إلى القانوف رقـ ‪ 385/55‬المؤرخ في ‪ 3‬أبلاير‪ 1955‬المعدؿ‪ ،‬بقانوف ‪16‬مارس ‪ 1956‬ثـ بأمر‪ 15‬جانفي‬
‫‪ 1960‬الذي عرؼ تطبيقات واسعة لو أثناء الحرب التحريرية الجزائرية لكبح الحريات‪ ،3‬غير أف الرأي‬
‫الراجح لدى شراح القانوف الدستوري يميؿ إلى القوؿ بأف حالة الطوارئ ىي أوؿ درجة في الظروؼ‬
‫اإلستثنائية مف حيث الخطورة وىي تمثؿ المرحمة الوسطى بيف الظروؼ العادية وحالة الحصار التى‬
‫تعتبر أكثر شدة وخطورة فتعمف حالة الطوارئ في حالة الخطر الميدد لمنظاـ العاـ أيا كاف مصدره سواء‬
‫تعمؽ األمر بإضطرابات أو حوادث ناجمة عف كوارث أو الفيضانات أو زالزؿ‪ ،‬في حيف ترتبط حالة‬
‫الحصار باألعماؿ المسمحة كاألعماؿ التخريبية والتمرادات العسكرية بنقؿ السمطات المدنية إلى السمطات‬
‫العسكرية‪4،‬ولكف نص المادة ‪ 97‬مف الدستور جعؿ حالتي الطوارئ والحصار نفس السبب تتمثؿ في‬
‫الضرورة الممحة وخاصة وأف القانوف العضوي المفروض أف ينظـ الحالتيف لـ يصدر بعد‪ ،‬واف تطبيؽ‬
‫الفعمى ليما يكشؼ عف وجود تمييز ولو مبدئي بينيما مف خالؿ األحكاـ التى تضمنتيا المراسيـ المطبقة‬

‫‪ 1‬سعٌد بوشعٌر‪ ،‬النظام السٌاسً الجزائري دراسة تحلٌلٌة لطبٌعة نظام الحكم فً ضوء دستور ‪ ،0222‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.022‬‬
‫‪ 2‬فوزي أو صدٌق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.004 000‬‬
‫‪ 3‬عقٌلة خرباشً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ 4‬محمد هاملً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.12 11‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫لمحالتيف‪ 1،‬فإذا كاف المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 196/91‬لـ يتضمف أسباب تقرير حالة الحصار فإف تأشيرة‬
‫المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 44/92‬تضمف بعض العبارات التى تكشؼ عف أسباب إعالف حالة الطوارئ حيث‬
‫جاء فييا‪ :‬إعتبار لممساس الخطير والمستمر بالنظاـ العاـ المسجؿ في العديد مف نقاط التراب الوطني‬
‫واعتبا ار لمتيديدات التى تستيدؼ إستقرار المؤسسات والمساس الخطير بأمف المواطنيف والسمـ المدني‪،...‬‬
‫أي أف األسباب التى دفعت إلى إعالف حالة الطوارئ مطابؽ ومعدؿ لتمؾ التى تدعوا إعالف حالة‬
‫الحصار ليس ىذا فحسب‪ ،‬بؿ إف القرار الوزاري المشترؾ بيف الوزير الداخمية ووزير الدفاع الوطني‬
‫المؤرخ في ‪10‬فبراير ‪ 1992‬المتضمف التنظيـ العاـ لتدابير الحفاظ عمى النظاـ العاـ في إطار حالة‬
‫الطوارئ قد قضى تماما عمى مابقى مف ىذا التمييز حينما نص عمى نقؿ جؿ صالحيات حفظ النظاـ‬
‫العاـ إلى السمطات العسكرية‪ ،‬ووضع مراكز األمف التى أنشئت عبر مختمؼ المناطؽ الوطني تحت إدارة‬
‫السمطات العسكرية المختصة‪ 2،‬مف خالؿ ىذا تنصيص يالحظ عموما عبارة الضرورة الممحة فيي غير‬
‫محددة‪ 3‬تخوؿ لرئيس الجميورية سمطة تقديرية كاممة إلعتبار الظرؼ ممزـ إلعالف حالتي الطوارئ‬
‫والحصار وىو ماقد يؤدي إلى تعسفو في إعالف إحدىما‪ ،‬وكاف مف محبذ لو قاـ المؤسس الدستوري بتقييد‬
‫ىذه السمطة بوضع ىذه الحاالت عمى سبياؿ الحصر عف طريؽ إستعماؿ سمطتو الدستورية بسف قانوف‬
‫عضوى لتنظييما مثؿ مافعؿ نظيره المصري عمدما نص في المادة االولى مف قانوف الطوارئ المصري‬
‫رقـ ‪162‬لسنة ‪ 1958‬المعدؿ والمتمـ عمى أنو‪" :‬يجوز إعالف حالة الطوارئ كمما تعرض األمف أو النظاـ‬
‫العاـ في أراضي الجميورية أو في المنطقة منيا لمخطر سواء كاف ذلؾ بسبب وقوع حرب أو قياـ حالة‬
‫‪4‬‬
‫تيدد بوقوعيا أو حدوث إضطرابات في الداخؿ أو كوارث عامة أو إنتشار وباء"‪.‬‬

‫وبناء عمى ماسبؽ يبد و أف الفرؽ بيف حالتيف أصبح نسبيا وذلؾ واضح مف خالؿ طبيعة الخطر وتيديداتو‬
‫وأىداؼ تقريره والسمطة المكمفة بتطبيقو والتدابير المتخذة‪ ،‬بإضافة أف حالة الحصار تتولى تحت إشراؼ‬
‫الحكومة وبتفويض منيا حيث تمحؽ مصالح الشرطة بالقيادة العميا لمجيش التى تستند ليا ممارسة صالحيات‬
‫الشرطة إال إستثناء‪ ،‬أما حالة الطوارئ تمارس بواسطة و ازرة الداخمية والوالة تحت إشراؼ الحكومة لذلؾ يمكننا‬
‫‪5‬‬
‫القوؿ الوجود لمعايير دقيقة لمفصؿ بيف حالتيف وسبب ذلؾ إلرتباطيما بسمطة التقديرية لمرئيس الجميورية‪.‬‬

‫‪ .2‬تحديد المدة‪ :‬مف بيف القيود التى أوردىا التعديؿ الدستوري الجزائري في المادة ‪6 97‬حيث منح مؤسس‬

‫‪ 1‬عقٌلة خرباشً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬


‫‪ 2‬يؾًل ْبيه‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.89 ٓ ،‬‬
‫‪ 3‬منٌرة بلورغً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.040‬‬
‫‪ 4‬محمد هاملً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 5‬سعٌد بوشعٌر‪ ،‬النظام السٌاسً الجزائري دراسة تحلٌلٌة لطبٌعة نظام الحكم فً ضوء دستور ‪ ،0222‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ص ‪.001 002‬‬
‫‪ 6‬تنص المادة ‪ 0/22‬من التعدٌل الدستوري الجزائري ‪":0202‬ال ٌمكن تمدٌد حالة الطوارئ أو الحصار إال بعد موافقة‬
‫المجلس الشعبً الوطنً "‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫الدستوري لمرئيس الجميورية سمطة إعالف حالتي الطوارئ والحصار ضرورة تحديد مدة لسريانيما‪،‬‬
‫صحيح أف المادة لـ تقـ بتحديد مدة قصوى‪ ،‬فيتعيف عمى الرئيس عدـ تجاوزىا‪ ،‬حيث منحتو السمطة‬
‫التقديرية الكاممة لتحديد المدة التى يراىا مناسبة إلستتباب األمف وجدير بالذكر ىنا أف نص المادة ‪97‬‬
‫ينطبؽ مع نص المادة ‪ 86‬مف دستور ‪ 1989‬الذي تـ في ظمو إعالف حالتيف ذات طابع إستثنائي‬
‫إضافة لرئيس مجمس األمة كييئة إستشارية كنتيجة طبيعية ألخذ ىذا األخير بنظاـ الغرفتيف‪ 1،‬والتى‬
‫تعتبر كتقييد تحديد المدة مسبقا وفي حالة تمديدىا يتطمب الموافقة المسبقة لممجمس الشعبي الوطني وىي‬
‫ضمانة جد ىامة ضد التعسؼ في إستعماؿ حؽ‪ ،‬وىذا الشرط يعد ضمانا لحماية حريات وحقوؽ األفراد‬
‫وعودة المسؤسسات إلى سيرىا العادي‪ ،‬إذ بموجبو تكوف سمطة الرئيس مقيدة مف حيث المدة ال ينبغي أف‬
‫تتعداىا‪ ،‬بمعنى األدؽ أنو لكي يكوف تصرؼ الرئيس الجميورية تطبيقا ألحكاـ المادة ‪ 97‬سميما مف‬
‫الدستورية يجب أف يصحب اإلعالف تحديد مدة حالتي الطوارئ والحصار والتى بمجرد إنتيائيا ترفع‬
‫الحالة المقررة إال إذا تـ إستمرت األوضاع متدىورة‪ ،‬ففي ىذه الحالة يطمب رئيس الجميورية مف البرلماف‬
‫الموافقة عمى تمديد تمؾ المدة ويعد ىذا قيدا ىاما ذلؾ أف أمر تمديد حالة الطوارئ أو الحصار يصبح‬
‫معمقا عمى موافقة البرلماف الذي إذا رفض‪ ،‬إضطر الرئيس إلى رفع الحالة المقررة والجدير بالذكر أف‬
‫تمديد يكوف مرة واحدة وىو ماحدث في جانفي ‪ 1993‬في المادة األولى مف المرسوـ التشريعي‪:‬تمديد‬
‫‪2‬‬
‫لمدة ‪ 12‬شي ار بداية مف ‪9‬فيفري ‪ 1992‬في‬ ‫حالة الطوارئ المعمنة في المرسوـ الرئاسي ‪44 _92‬‬
‫كامؿ التراب الوطني مع إمكانية رفعيا قبؿ ميعاد المحدد واليدؼ ىو إستتباب النظاـ العاـ وضماف‬
‫أفضؿ ألمف األشخاص والمتتمكات وتأميف السير الحسف لممصالح العمومية وتولى أثناءىا وزير الداخمية‬
‫والجماعات اإلدارة العامة لتنفيذ تدابير الوقاية والحفاظ عمى النظاـ العاـ بمساعدة السمطات العسكرية وقد‬
‫تـ تمديد حالة الطوارئ بموجب مرسوـ التشريعي لمدة غير محددة ‪3‬وتـ إلغاؤه بموجب األمر رقـ‬
‫‪ ،01/11‬أما المادة األولى مف مرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 196/91‬المتضمف تقرير حالة الحصار نصت عمى‬
‫تقريرىا لمدة أربعة أشير بؿ أف الرئيس عمد إلى رفع حالة الحصار حتى قبؿ إنقضاء األجؿ أربعة‬
‫األشير وىذا بموجب المادة األولى مف المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 4،336/91‬عمما أف الفترة التى فرضت‬
‫فييا حالة الطوارئ لـ يكف ىناؾ منصب رئيس الجميورية‪ ،‬وانما كانت البالد تسير مف قبؿ المجمس‬
‫األعمى لمدولة كما عرفت ىذه الفترة ايضا حؿ المجمس الشعبي الوطني وتـ تمديد العمؿ بحالة الطوارئ‬
‫بالمرسوـ التشريعي ‪ 02/93‬لمدة غير محدودة‪ 5،‬وبالمقابؿ واذا لقينا نظره عمى موقؼ بعض الدساتير‬

‫‪ 1‬فوزي أو صدٌق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.005‬‬


‫‪ 2‬سعٌد بوشعٌر‪ ،‬النظام السٌاسً الجزائري دراسة تحلٌلٌة لطبٌعة نظام الحكم فً ضوء دستور ‪ ،0222‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ص ‪.000 000‬‬
‫‪ 3‬عقٌلة خرباشً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 4‬محمد هاملً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.25 20‬‬
‫‪ 5‬منٌرة بلورغً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.045‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫المقارنة مف مسألة مدة سرياف حالة الطوارئ أو الحصارسنجد بأف الدستور الفرنسي ‪ 1958‬وبموجب‬
‫الفقرة الثالثة مف المادة ‪36‬خوؿ لرئيس الجميورية سمطة إعالف حالة الحصار لفترة ‪ 12‬يوما عمى األكثر‬
‫فإذا إنقضت ىذه المدة فإف تمديدىا اليكوف إال بترخيص مف البرلماف وال يختمؼ األمر كثي ار في مصر‬
‫مف خالؿ الدستور ‪ 2012‬مف المادة ‪ 148‬نصت عمى ضرورة عرض إعالف حالة الطوارئ عمى مجمس‬
‫النواب خالؿ سبعة أياـ التالية إلعالنيا عمى يستدعي المجمس فو ار إلنعقاد إذا لـ يكف منعقدا أما إذا كاف‬
‫منحال وجب حينيا عرض اإلعالف عمى مجمس الشورى وخالؿ نفس األجؿ‪ ،‬وكاف مف محبذ لو أف‬
‫المادة ‪ 97‬مف التعديؿ الدستوري الجزائري تضمنت شرطا مشابيا لما أورده الدستور المصري في مادتو‬
‫‪ 1،148‬إذ أف المدة الزمنية التى حددىا كؿ مف الدستوريف المغربي والموريتاني ‪ 30‬يوما تعتبر كافية‬
‫ومعقولة وذلؾ عمى خالؼ الدستور الفرنسي الذي حدد المدة ‪ 12‬عشر يوما‪ ،‬حيث كشؼ التطبيؽ الفعمي‬
‫عدـ كفاية المدة المحددة في الدساتير وكانت األوضاع تتطمب تمديد المدة فإف السمطة التقديرية لرئيس‬
‫الجميورية تكوف منتيية بإنتياء المدة المحددة‪ ،‬إذ يتوجب تدخؿ البرلماف ليقرر إمكانية التمديد مف عدميا‬
‫‪2‬‬
‫وفي حالة الموافقة يصدر القانوف الذي بموجبو تمدد حالة الحصار‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكمية‬

‫تتمثؿ ىذه الشروط لتقرير إحدى الحالتيف الطوارئ أوالحصار كاألتي‪:‬‬

‫‪ .1‬إجتماع المجمس األعمى لألمن‪ :‬إف اإلجتماع المجمس األعمى لألمف الذي يضـ أىـ شخصيات‬
‫السياسية‪ ،‬والعسكرية واألمنية لمدولة ‪،3‬المطمعة عمى مجريات األحداث والمتحكمة في وسائؿ الدولة‬
‫المختمفة يعد مف الشروط الشكمية الضرورية لتقرير إحدى الحالتيف‪ 4،‬ورئيس الجميورية ىو مف يترأس‬
‫‪5‬‬
‫ىذا المجمس حيث يتولى ىذا األخير تقديـ األراء الى رئيس في جميع القضايا المتعمقة باألمف الوطني‪،‬‬
‫ومما الشؾ فيو أف ليذه الييئة وزنا كبي ار لدى رئيس الجميورية ودو ار في ترشيد ق ارراتو‪،‬إف كاف مف ناحية‬
‫الدستةرية ليس ممزما برأي ىذه الييئة‪ ،‬إال أنو يصعب مف الناحية العممية مخالفة ىذا الرأي ‪ 6‬وخاصة إذا‬
‫إذا كانت ىذه األراء تصدر مف مختصيف ورجاؿ سياسيف ذوى نفوذ ومراكز‪ ،‬حيث تمكف الرئيس مف‬
‫تشخيص درجة الخطر واعالف إحدى الحالتيف دوف األخرى وتحديد مدتيا‪،‬وقد تمت اإلشارة إلجتماع ىذا‬

‫‪ 1‬محمد هاملً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬


‫‪ 2‬فدوى مرابط‪ ،‬السلطة التنفٌذٌة فً بلدان المغرب العربً دراسة قانونٌة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مراكز دراسات الوحدة‬
‫العربٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬لبنان‪ ،0202 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 3‬كرئٌس الحكومة أو الوزٌر األول‪ ،‬وزٌر العدل ووزٌر الداخلٌة ووزٌر الخارجٌة ووزٌر المالٌة ورئٌس المجلس الشعبً‬
‫الوطنً ورئٌس مجلس األمة ورئٌس األركان الجٌش‪ ،‬إنظر منٌرة بلورغً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.045‬‬
‫‪ 4‬سعٌد بوشعٌر‪ ،‬النظام السٌاسً الجزائري دراسة تحلٌلٌة لطبٌعة نظام الحكم فً ضوء دستور ‪ ،0222‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.000‬‬
‫‪ 5‬محمد هاملً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ 6‬عقٌلة خرباشً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬
‫‪1‬‬
‫المجمس في ديباجة المرسوـ الرئاسي ‪ 44/92‬المتضمف فرض حالة الطوارئ‪.‬‬
‫‪ .2‬إستشارة رئيس المجمس الشعبي الوطني ورئيس مجمس األمة‪ :‬ضمانا لحماية حريات وحقوؽ األفراد‬
‫وعدـ عرقمة السير العادي لممؤسسات الدستورية في الظروؼ غير العادية إشترط الدستور لتقرير إحدى‬
‫الحالتيف إستشارة رئيسي غرفة البرلماف العضويف في المجمس األعمى لألمف‪ 2،‬ليا أىمية مف ناحية‬
‫العممية في ظؿ نظاـ التعددية الحزبية ومبدأ الفصؿ بيف السمطات فرئيسا الغرفتيف يمثالف النواب‬
‫وأعضاء مجمس األمة وعمييما مراعاة الموقؼ العاـ لممثمييـ في الغرفتيف وتظير بأخص أىمية‬
‫اإلستشارة بوجو خاص إذا كاف رئيس الجميورية اليتمتع باألغمبية في الغرفتيف‪ 3‬ويتعيف عمى رئيس‬
‫إستيفاؤىا بإستشارة رئيس المجمس الشعبي الوطني ورئيس مجمس األمة‪،‬ويالحظ أف المرسوـ الرئاسي‬
‫‪ 44/92‬لـ يرد إستشارة المجمس الشعبي الوطني ألف ىذا األخير تـ حمو قبؿ ىذا التاريخأما رئيس‬
‫‪4‬‬
‫مجمس األمة فمـ يكف ساعتيا موجودا في ىذا التاريخ‪.‬‬
‫‪ .3‬إستشارة الوزير األول أو رئيس الحكومة‪ :‬إف إستشارتيما ضرورية لتقرير إحدى الحالتيف بإعتبارىما‬
‫عضوا في المجمس األعمى لألمف ألنيما مكمفاف بالسير عمى تنفيذ القوانيف والتنظيمات فيو جزء مف‬
‫السمطة التنفيذية ‪ 5‬وىو ماورد ذكره في المرسوـ الرئاسي ‪ 6 ،44/92‬وعمى الرغـ مف أف رئيس الجميورية‬
‫الجميورية لو سمطة التقديرية في تعينيـ وطاقمو الحكومي إال أنو غالبا مايكوف مف حزب الحائز عمى‬
‫األغمبية وبالتالي لرأييـ أىمية كبيرة عمى الرغـ مف عدـ إلزاميتو‪ 7،‬وىدؼ مف إستشارتيما ىو تجنب سوء‬
‫سوء تقدير الموقؼ والقرار وتمكينو مف إتخاذ اإلحتياطات و إلجراءات التنسيقية الالزمة وأف الحكومة ىي‬
‫‪8‬‬
‫المسؤولة والمشرفة عمى وضع الحالتيف موضوع تطبيؽ‪.‬‬
‫‪ .4‬إستشارة رئيس المجمس الدستوري‪ :‬يحتؿ المجمس الدستوري دو ار رائدا في المحافظة عمى المبادئ‬
‫الدستورية كونو مكمؼ بالسير عمى إحتراـ الدستور ورعاية الحقوؽ والحريات العامة وجب عميو سماع‬
‫رأي رئيسو وىو ماتـ اإلشارة إليو في مرسوـ ‪ 9،44/92‬وذلؾ باعتبار إستشارتو قيدا شكميا عمى سمطة‬
‫الرئيس مف جية‪ ،‬وتدعيما لشرعية تصرفو مف جية أخرى وىو مف يتولى رئاسة في حالة إستقالة رئيس‬

‫‪ 1‬منٌرة بلورغً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.044‬‬


‫‪ 2‬سعٌد بوشعٌر‪ ،‬النظام السٌاسً الجزائري دراسة تحلٌلٌة لطبٌعة نظام الحكم فً ضوء دستور ‪ ،0222‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪.000‬‬
‫‪ 3‬عقٌلة خرباشً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.12 14‬‬
‫‪ 4‬منٌرة بلورغً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.044‬‬
‫‪ 5‬سعٌد بوشعٌر‪ ،‬النظام السٌاسً الجزائري دراسة تحلٌلٌة لطبٌعة نظام الحكم فً ضوء دستور ‪ ،0222‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪.000‬‬
‫‪ 6‬منٌرة بلورغً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.044‬‬
‫‪ 7‬محمد هاملً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 8‬سعٌد بوشعٌر‪ ،‬النظام السٌاسً الجزائري دراسة تحلٌلٌة لطبٌعة نظام الحكم فً ضوء دستور ‪ ،0222‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪.000‬‬
‫‪ 9‬منٌرة بلورغً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.044‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬
‫‪1‬‬
‫يتولى رئيس المحكمة الدستورية وظائؼ‬ ‫الجميورية أو وفاتو أو إقترانيا بشغور رئاسة مجمس األمة‬
‫‪2‬‬
‫الرئيس الدولة وىذا مانصت المادة ‪ 101‬مف التعديؿ الدستوري‪.‬‬

‫إف لرئيس الجميورية مجاال واسعا وحر في تقدير المدة األولى البد أف يتخذ اإلحتياطات الالزمة في تحديدىا‬
‫حتى ال يكوف محؿ تأثير لدى تمديد المدة شرط موافقة البرلماف‪ ،‬وأف إنياء حالة الطوارئ والحصار تركت‬
‫‪3‬‬
‫مفتوحة لكف طبقا لقاعدة توازي األشكاؿ واإلجراءات فإف إنياء يرجع لرئيس الجميورية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إختصاصات رئيس الجمهورية في حالة اإلستنثنائية‬

‫طبقا لممادة ‪ 98‬مف التعديؿ الدستوري‪ ":‬يقرر رئيس الجميورية الحالة اإلستثنائية إذا كانت البالد‬
‫ميددة بخطر داىـ يوشؾ أف يصيب مؤسساتيا الدستورية أو إستقالليا أو سالمة ترابيا لمدة أقصاىا ستوف‬
‫‪ 60‬يوما‪.‬‬

‫اليتخذ مثؿ ىذااإلجراء إال بعد إستشارة رئيس مجمس األمة ورئيس المجمس الشعبي الوطني ورئيس المحكمة‬
‫الدستورية واإلستماع إلى المجمس األعمى لألمف ومجمس الوزراء وتخوؿ الحالة اإلستثنائية التى تستوجبيا‬
‫المحافظة عمى إستقالؿ األمة والمؤسسات الدستورية في الجميورية‪ ،‬ويوجو رئيس الجميورية في ىذا الشأف‬
‫خطابا لألمة يجتمع البرلماف وجوبا‪ ،‬اليمكف تمديد مدة الحالة اإلستثنائية إال بعد موافقة أغمبية أعضاء غرفتى‬
‫البرلماف المجتمعيف معا‪ ،‬تنتيي الحالة اإلستثنائية حسب األشكاؿ واإلجراءات السالفة الذكر التى أوجبت‬
‫إعالنيا‪ ،‬يعرض رئيس الجميورية بعد إنقضاء مدة الحالة اإلستثنائية الق اررات التى إتخذىا أثناءىا عمى‬
‫‪4‬‬
‫تخوؿ الحالة اإلستثنائية لرئيس الجميورية أف يتخذ كافة‬ ‫المحكمة الدستورية إلبداء الرأي بشأنيا"‪.‬‬
‫اإلجراءات الالزمة لممحافظة عمى األمف والسير المؤسسات وخالؿ إعالف يجتمع البرلماف وجوبا عمى تنتيي‬
‫‪5‬‬
‫والمؤسس الدستوري نظر ىنا إلى‬ ‫الحالة اإلستثنائية حسب األشكاؿ واإلجراءات التى إستوجبت إعالنيا‬
‫‪6‬‬
‫الخطر الوشيؾ الوقوع ولـ يأخذ بحالة الضرورة الممحة التى تقضي إلى إعتماد حالتي الطوارئ والحصار‪،‬‬
‫كما قاـ بإتساع مداىا‪ ،‬إذ تسمح لرئيس الجميورية بإتخاذ أية التدابير سريعة تطمبيا ظروؼ إستثنائية جسيمة‬
‫وحالة تيدد تيديدا جديا وخطي ار إما بسالمة الوطف أو تعوؽ مؤسسات الدولة الدستورية عف أداء دورىا‬
‫والمقصود بسالمة الوطف ىو إذا تعرض الوطف واقميمو لغزو خارجي أو تيديد خطير حاؿ بو‪ ،‬أما بالنسبة‬

‫‪ 1‬عقٌلة خرباشً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ 020‬من التعدٌل الدستوري الجزائري ‪.0202‬‬
‫‪ 3‬سعٌد بوشعٌر‪ ،‬النظام السٌاسً الجزائري دراسة تحلٌلٌة لطبٌعة نظام الحكم فً ضوء دستور ‪ ،0222‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ص ‪.005 000‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 21‬من التعدٌل الدستوري الجزائري ‪.0202‬‬
‫‪ 5‬عمار عباس‪ ،‬العالقة بٌن السلطات فً األنظمة السٌاسٌة المعصارة وفً النظام السٌاسً الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪.025‬‬
‫‪ 6‬عبد هللا بوقفة‪ ،‬الدستور الجزائري نشأة تشرٌعا فقها‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.001‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫لمؤسسات الدولة الدستورية فالمقصود بيا أف ييدد الخطر الجسيـ إحدى المؤسسات الدستورية الثالثة‬
‫‪1‬‬
‫التشريعية والتنفيذية والقضائية ويعوقيا جديا عف ممارسة وظيفتيا الدستورية‪.‬‬

‫نظ ار لخطورة الحالة اإلستثنائية عمى حريات وحقوؽ األفراد ضرورة تقيدىا بإجراءات موضوعية وشكمية لدى‬
‫‪2‬‬
‫تقريرىا أكثر مف تقييد رئيس الجميورية في حالتي الطوارئ والحصار‪.‬‬

‫أوال‪:‬الشروط الموضوعية‬

‫تتمثؿ ىذه الشروط بوجود خطر داىـ يوشؾ أف يصيب المؤسسات الدستورية لمبالد أو إستقالليا أو‬
‫سالمة ترابيا وىي محددة حصرا‪.‬‬

‫‪ .1‬وجود خطر‪ :‬أخذ المؤسس الدستوري طبقا لممادة ‪ 98‬مف التعديؿ الدستوري الجزائري بالخطريف الداخمي‬
‫والخارجي ومنح لرئيس الجميورية الحرية المطمقة مف حيث تقدير نوعية الخطر الوشيؾ الوقوع دوف‬
‫تحديد درجة جسامة الخطر وحجـ األضرار ناتجة عف خطر وبالتالي يتمتع رئيس الجميورية بمقتضى‬
‫‪3‬‬
‫الدستور بسمطة تقديرية واسعة‪.‬‬

‫وبالمقابؿ إذا ألقينا نظرة عمى موقؼ المؤسس الدستوري الفرنسي مف الشروط الموضوعية الالزمة إلعالف‬
‫الحالة اإلستثنائيةسنجد في المادة ‪ 16‬مف الدستور الفرنسي‪ 1958‬تشترط وجود تيديد لمؤسسات الجميورية‬
‫أو إستقالؿ الوطف أو سالمة أراضيو أو تنفيذ تعيداتو الدولية بطريقة جسيمة وحالة ينشأ عنيا إنقطاع السير‬
‫المنتظـ لمسمطات العامة الدستورية‪،‬أما الدستور المصري في المادة ‪ 74‬سنة ‪ 2007‬يشترط قياـ خطر ييدد‬
‫الوحدة الوطنية أو سالمة الوطف أو يعوؽ المؤسسات الدولة عف أداء دورىا الدستوري‪ 4 ،‬ومايالحظ أف المادة‬
‫المادة ‪ 74‬جاءت بضمانتيف ىما توجيو رئيس بيانا إلى الشعب شارحا مبررات إلتجائو إلعالف وضرورة‬
‫إستفتاء الشعب عمى ما إتخذه مف إجراءات خالؿ ستوف يوما وىنا رئيس الفرنسي ممزـ بإستشارة الوزير‬
‫‪5‬‬
‫األوؿ أو رئيس الحكومة ‪،‬أما المادة ‪ 16‬لـ تتضمف ضمانة الثانية متمثمة في ضرورة إستفتاء الشعب‪،‬‬
‫وبالمقارنة الوضع الجزائري مع الوضع الفرنسي مف حيث إعالف حالة اإلستثنائية تعتبر المادة ‪ 16‬مف‬
‫الدستور الفرنسي أكثر دقة مف المادة ‪ 98‬مف الدستور الجزائري حيث جاءت بشروط واضحة محددة تتعمؽ‬
‫بموضوع الخطر ودرجتو فإشترطت أف يكوف الخطر حاال جسيما ومعيار المعتمد ىو أف يؤدي الخطر إلى‬

‫‪ 1‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬القانون الدستوري والمبادئ الدستورٌة دراسة النظام الدستوري المصري‪ ،‬دون طبعة‪،‬‬
‫الناشر منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرٌة‪ ،‬دون سنة‪ ،‬ص ‪.524‬‬
‫‪ 2‬سعٌد بوشعٌر‪ ،‬النظام السٌاسً الجزائري دراسة تحلٌلٌة لطبٌعة نظام الحكم فً ضوء دستور ‪ ،0222‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪.004‬‬
‫‪ 3‬عبد هللا بوقفة‪ ،‬الدستور الجزائري نشأة تشرٌعا فقها‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪ 4‬عصام سلٌمان‪ ،‬األنظمة البرلمانٌ ة بٌن النظرٌة والتطبٌق دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبً الحقوقٌة‪،‬‬
‫بٌروت‪ ،‬لبنان‪ ،0202 ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪ 5‬محمد رفعت الوهاب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.522 522‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫إعاقة السير المنتظـ لمسمطات العامة الدستوري‪ ،‬واما مف حيث موضوعو فيو مساس بمؤسسات الجميورية‬
‫‪1‬‬
‫ورئيس الفرنسي ممزـ بإستشارة الوزير األوؿ أما‬ ‫بإستقالؿ البالد بسالمة أراضيو‪ ،‬أو بتنفيذ تعيداتو الدولية‬
‫رئيس الجميورية غير ممزـ بذلؾ‪ ،‬وبالنسبة لممدة التي تستغرقيا الحالة اإلستثنائية لـ ينص الدستور الجزائري‬
‫عمى ذلؾ سواء كانت مدة دنيا أو قصوى إال أنو تـ نص عمي أف تنتيي بحسب إجراءات التى أوجبت‬
‫إعالنيا إستنادا لممادة ‪ 98‬مف الدستور الجزائري مما يعني أف رئيس ىو الذي يقدر ويحدد المدة التي‬
‫تستغرقيا وقد اليحدد المدة إف داال عمى شيء داال عمى أف لرئيس الجميورية السطة مطمقة شريطة مراعاة‬
‫‪2‬‬
‫إستشارة الييئات‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫يصيب المؤسسات الدستورية أو إستقالؿ الدولة أو سالمة ترابيا تعتبر عبارة‬ ‫‪ .2‬أن يكون الخطر داهم‪:‬‬
‫فضفاضة تفتقر لمدقة مثميا مثؿ كممة الضرورة الممحة ومنو يترؾ لرئيس الجميورية السمطة التقديرية في‬
‫تحديد درجة الخطر ووفقا لما إستقر عميو الفقو فإنو ال يجب أف تتوقؼ مؤسسات الدولة حتى يتـ إعالف‬
‫الحالة اإلستثنائية بؿ يكفي أف يؤدي الخطر إلى تعثر المؤسسات الدستورية عف سيرىا العادي إلعالف‬
‫الحالة اإلستثنائية ومما يؤكد ىذا الرأي ىو أف البرلماف ينعقد بقوة القانوف وىذا يعني أنو ليس عاج از‬
‫ويكفي أف يصيب الخطر أحد المؤسسات الدستورية أو إستقالليا أو سالمة ترابيا أي تخرج المؤسسات‬
‫األخرى كاألقتصادية واإلجتماعية دوف أف يكوف مقيدا بتحديد مدة تطبيقيا‪ ،‬عمى خالؼ ماىو عميو‬
‫‪4‬‬
‫الوضع في حالتي الطوارئ والحصار‪.‬‬
‫‪ ‬واذا ما ألقينا نظرة عمى موقؼ المؤسس الدستوري الفرنسي مف الموضوعات التى يشترط أف يصيبيا‬
‫الخطر الجسيـ سنجد بأنو وسع مف نطاقيا لتشمؿ إضافة إلى مؤسسات الجميورية إستقالؿ األمة‬
‫وسالمة أراضييا تنفيذ اإللتزامات الدولية لكنو في مقابؿ ذلؾ وضع قيدا أخر عمى سمطة رئيس ىو‬
‫‪5‬‬
‫أف يؤدي الخطر إلى قطع السير المنتظـ لمسمطات العامة الدستورية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكمية‬

‫تتمثؿ في جممة مف اإلستشارات الالزمة مف حيث مبدأ إجراءاتيا واإلختيارية مف حيث األخذ بيا‪6 ،‬و‬
‫أف ىذه اإلجراءات اإلستثنائية لـ يتـ تحديد ماىيتيا أو مؤداىا فترؾ تفسير أمر إلى رئيس الجميورية‪،‬كما أنو‬

‫‪ 1‬منٌرة بلورغً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.041‬‬


‫‪ 2‬سعٌد بوشعٌر‪ ،‬النظام السٌاسً الجزائري دراسة تحلٌلٌة لطبٌعة نظام الحكم فً ضوء دستور ‪ ،0222‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ص ‪.002 001‬‬
‫‪ 3‬المقصود بها هو محاولة اإلنقالب والقٌام بأعمال تحرٌضٌة لتغٌٌر النظام أو أن األمر ٌتعلق بالوحدة الترابٌة وسالمتها‬
‫سواء بمحاولة تقسٌمها أو إنفصال جزء منها كل ذلك ٌترك للرئٌس الجمهورٌة‪ ،‬أنظر سعٌد بوشعٌر‪ ،‬النظام السٌاسً‬
‫الجزائري دراسة تحلٌلٌة لطبٌعة نظام الحكم فً ضوء دستور ‪ ،0222‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.001‬‬
‫‪ 4‬عقٌلة خرباشً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.12 11‬‬
‫‪ 5‬محمد هاملً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.020‬‬
‫‪ 6‬عقٌلة خرباشً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫ليس بوسع أية ىيئة دستورية أف تراقب التدابير اإلستثنائية التى يتخذىا الرئيس وأنو بات في وسعو أف يصدر‬
‫‪1‬‬
‫ق اررات وأوامرىا قوة القانوف يمكف أف تنتيي إلى إيقاؼ العمؿ ببعض األحكاـ الدستورية‪.‬‬

‫‪ .1‬إستشارة رئيسي غرفتي البرلمان‪ :‬وىو الشرط لـ يكف معتمدا في دستور ‪ 1989‬فيما يتعمؽ رئيس‬
‫المجمس الشعبي الوطني وىي إستشارة نسبية في مجاؿ السياسي خاصة واذا كانت األغمبية معارضة‬
‫لمرئيس ويعتبر رئيس صاحب القرار األوؿ واألخير في تقرير أو عدـ تقرير ىذه الحالة ‪ ،2‬واف كاف‬
‫البرلماف ممثؿ األوؿ لسيادة الشعبية فيمزـ رئيس الجميورية إستشارة كؿ مف رئيس المجمس الشعبي‬
‫الوطني ورئيس مجمس األمة‪ ،3‬إال أف الواقع والحقيقة أف دور ىذه اإلستشارة ماىو إال إجراء شكمي كوف‬
‫المسألة تكمف في طبيعة السمطة الرئاسية التى يواجو بيا رئيس الحالة اإلستثنائية حيث تتوسع توسعا‬
‫‪4‬‬
‫يؤدي بيا إلى تجاوز نطاؽ الدستور التى تستمد منو شرعيتيا‪.‬‬
‫‪ .2‬إستشارة المجمس الدستوري‪ :‬لـ تقتصر عمى إستشارة رئيس المجمس الدستوري فقط كما في حالتي‬
‫الطوارئ والحصار‪ ،‬بؿ شممت كؿ مجمس باعتباره ىيئة مكمفة بالسير عمى إحتراـ الدستو وحماية الحقوؽ‬
‫‪5‬‬
‫وطمب اإلستشارة تمؾ يعد ضمانة وتدعيما لموقؼ رئيس الجميورية مف الناحية الدستورية‬ ‫والحريات‬
‫أماـ المؤسسات األخرى واألفراد‪ ، 6‬صحيح أف مؤسس الدستوري ألزـ رئيس الجميورية بإستشارة المجمس‬
‫الدستوري فيما يريد أف يتخذ مف إجراءات تطبيقا لممادة ‪ 98‬مف التعديؿ الدستوري رغـ أنيا غير ممزمة‬
‫إال أنيا ليا فائدة في تبصير رئيس الجميورية وليا وزنيا األدبي الذي اليمكف إغفالو‪.7‬‬
‫‪ ‬والواقع كاف مف األفضؿ لو أف مؤسس الدستوري إشترط عمى رئيس الجميورية األخذ بالرأي المطابؽ‬
‫لممجمس الدستوري ذلؾ وأف المجمس يتكوف مف ممثميف في السمطات الثالثة في الدولة‪ ،‬وغالبا يكوف‬
‫ىؤالء مف ذوي الكفاءة في مجاؿ القانوف وبالتالي يكوف يرأييـ ذو سدادة ووجاىة‪ ،‬بما يجعؿ منو‬
‫السند لرئيس في إعالف الحالة اإلستثنائية‪.8‬‬
‫‪ .3‬إستماع لممجمس األعمى ألمن‪ :‬ىنا ورد مصطمح "إستماع "بدؿ عف مصطمح "إجتماع" كما ورد في‬
‫حالتي الطوارئ أو الحصار ولكف اليوجد أية تفرقة مف ناحية الواقعية بيف المصطمحيف‪ ،‬ألف اإلجتماع‬
‫بالضرورة سيتـ فيو طرح المسألة وابداء الرأي بشأنيا واإلستماع طبعا اليكوف إال عف طريؽ اإلجتماع كما‬

‫‪ 1‬عبد هللا بوقفة‪ ،‬الدستوري الجزائري نشأة تشرٌعا فقها‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 2‬سعٌد بوشعٌر‪ ،‬النظام السٌاسً الجزائري دراسة تحلٌلٌة لطبٌعة نظام الحكم فً ضوء دستور ‪ ،0222‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪.002‬‬
‫‪ 3‬منٌرة بلورغً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.042‬‬
‫‪ 4‬عبد هللا بوقفة‪ ،‬أسالٌب ممارسة السلطة فً النظام السٌاسً الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪ 5‬عقٌلة خرباشً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 6‬سعٌد بوشعٌر‪ ،‬النظام السٌاسً الجزائري دراسة تحلٌلٌة لطبٌعة نظام الحكم فً ضوء دستور ‪ ،0222‬المرجع السابق‪،‬‬
‫‪.050‬‬
‫‪ 7‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬القانون الدستوري‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعٌة‪ ،‬اإلسكندرٌة‪ ،0221 ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ 8‬محمد هاملً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.022‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫أنو اليوجد في النصوص القانونية مايميز بينيما‪ ،1‬واذا كاف الرأي الذي يصدر عف األعضاء المجمس‬
‫األعمى لألمف ومف بينيـ رئيس الحكومة أو الوزير األوؿ غير ممزـ فيذا الينفي أىميتو بالنسبة لرئيس‬
‫الجميورية بالنظر إلى تشكيمة يتمتع بالكفاءة الكافية لتشخيص الوضع وتقديره وىو مامف شأنو مساعدة‬
‫رئيس عمى إتخاذ القرار المناسب وينير طريقو‪.2‬‬
‫‪ .4‬إستشارة مجمس الوزراء‪ :‬يضـ وزراء مف حزب الحائز عف األغمبية النيابية بؿ وقد يضـ الوزراء غالبية‬
‫التشكيالت السياسية في حاؿ كانت الحكومة "حكومة ائتالؼ" وبالتالي فإنو في حاؿ أيد مساعي الرئيس‬
‫سيتحمؿ قد ار مف مسؤولية ولو أدبيا في إعالف حالة اإلستثنائية وعكس إذا كاف موقفو معارض أثر عدوؿ‬
‫الرئيس عف مسعاه مخافة التعرض إلى اإلحراج أماـ الرأي العاـ‪ ،3‬ومما الشؾ فيو أف عرض األمر عمى‬
‫عمى ىذه الييئة يمثؿ صورة مف صور توسع دائرة اإلستشارة ويجعؿ رئيس في وضعية يحاط فييا بجممة‬
‫مف األراء قبؿ أف يتخذ القرار الذي يناسب الوضعية‪ ،4‬وبالمقابؿ إذا ألقينا نظرة عمى موقؼ مؤسس‬
‫الدستوري الفرنسي مف مسألة الشروط اإلجرائية الالزمة إلعالف الحالة اإلستثنائية سنجد بأنو وبموجب‬
‫المادة ‪ 16‬مف دستور ‪ 1958‬يشترط زيادة عمى إستشارة الوزير األوؿ يتيح لكؿ مف رئيس الجمعية‬
‫الوطنية ورئيس مجمس الشيوخ وستيف نائبا مف الجمعية الوطنية وستيف عضوا مف مجمس الشيوخ حؽ‬
‫إخطار المجمس الدستوري وعمى أف يفصؿ ىذا األخير في أقرب اآلجاؿ برأي عمني والواقع أف ىذه‬
‫األحكاـ تنطوى عمى كثير مف اإليجابية ذلؾ أف توجيو بياف إلى الشعب سيتيح تبرير دوافعو لرأي العاـ‪،‬‬
‫أما النص عمى سمطة المجمس الدستوري في فحص إستمرار توافر شروط إعالف حالة اإلستثنائية فسيحد‬
‫مف السمطة التقديرية التى يتمتع بيا رئيس الجميورية في إبقاء سريانيا وكنا نحبذ لو أف المؤسس‬
‫الدستوري الجزائري جاء بأحكاـ مشابية‪.5‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬إختصاصات رئيس الجمهورية في حالة التعبئة العامة‬

‫طبقا لممادة ‪ 99‬مف التعديؿ الدستوري‪" :‬يقرر رئيس الجميورية التعبئة العامة في مجمس الوزراء بعد‬
‫إستماع إلى المجمس األعمى لألمف واستشارة رئيس مجمس األمة ورئيس المجمس الشعبي الوطني"‪ .6‬ويقصد‬
‫بيا جعؿ جميع المرافؽ العامة والخاصة وكؿ ماييـ المجيود الحربي مف أفراد وعتاد وأمواؿ تحت طمب‬
‫الحكومة وبالتالي يمكف تأميـ ومصادرة العديد مف المنقوالت والعقارات تحت شعار المشاركة في المجيود‬
‫الحربي كما وانو يمكف تحويؿ العديد مف الصناعات إلى اإلختصاصات الحربية وىذا مف شاىده العالـ مف‬

‫‪ 1‬عقٌلة خرباشً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬


‫‪ 2‬محمد هاملً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪ 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.022‬‬
‫‪ 4‬منٌرة بلورغً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪ 5‬محمد هاملً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.021‬‬
‫‪ 6‬المادة ‪ 22‬من التعدٌل الدستوري الجزائري ‪.0202‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫خالؿ العديد مف الحروب وتقرير التعبئة العامة وىي مف صالحيات رئيس الجميورية‪ ،1‬ووفقا لنص المادة‬
‫‪ 99‬مف التعديؿ الدستوري ىناؾ عدة إجراءات البد مف إتباعيا لتقرير حالة التعبئة العامة ومتمثمة في إجتماع‬
‫مجمس الوزراء إستماع إلى المجمس األعمى لألمف واستشارة رئيس المجمس الشعبي الوطني ومجمس األمة‪،2‬‬
‫وفي الحقيقة ىذة اإلجراءات والشروط ماىي إال شكمية أماـ صالحيات رئيس الجميورية ممنوحة لو دستوريا‬
‫فتبقى الكممة األولى واألخيرة‪.3‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬إختصاصات رئيس الجمهورية في حالة الحرب‬

‫طبقا لممادة ‪ 100‬مف التعديؿ الدستوري ‪ 2020‬ينص عمى أف‪" :‬إذا وقع عدواف فعمى عمى البالد أو‬
‫يوشؾ أف يقع حسبما نصت عميو الترتيبات المالئمة لمثياؽ األمـ المتحدة‪ ،‬يعمف رئيس الجميورية الحرب بعد‬
‫إجتماع مجمس الوزراء واإلستماع إلى المجمس األعمى لألمف واستشارة رئيس مجمس األمة ورئيس المجمس‬
‫الشعبي الوطني ورئيس المحكمة الدستورية‪ ،‬يجتمع البرلماف وجوبا‪ ،‬يوجو رئيس الجميورية خطابا لألمة‬
‫‪4‬‬
‫يعمميا بذلؾ"‪.‬‬

‫‪ ‬وىي تعتبر خطيرة أكثر مف الحاالت األخرى ويبدو ذلؾ في عدـ اإلقتصار عمى أف تكوف البالد‬
‫ميددة بخطر داىـ وشيؾ فحسب وانما يشترط أف يكوف العدواف واقعا أو عمى وشؾ الوقوع حسبما‬
‫نصت عميو الترتيبات المالئمة لمثياؽ األمـ المتحدة‪ ،5‬وعمى ىذا األساس فحالة الحرب تجسد فعميا‬
‫قبضة رئيس الجميورية عمى كؿ مؤسسات الدولة وىي فترة تتسـ بتوسيع ال محدود لصالحياتو‬
‫وسمطاتو وتعتبر حالة األشد وضوحا لتالشي مبدأ الفصؿ بيف السمطات لصالح شخصنة الحكـ‬
‫ووحدة السمطة‪.‬‬
‫‪ ‬وفي حالة الحرب يصعب الحديث عف ضوابط لممارسة السمطات اإلستثنائية‪،‬بإستثناء تمؾ الشروط‬
‫الالزمة لتطبيؽ الحالة خاصة واف المادة ‪ 1/101‬مف التعديؿ الدستوري تنص صراحة تنص صراحة‬
‫عمى وقؼ العمؿ بالدستور ويتولى رئيس الجميورية جميع السمطات‪ 6‬بصفتو القائد األعمى لمقوات‬
‫المسمحة ولـ يفرؽ الدستور في ىذا الشأف بيف صنفاف بيف الحرب الدفاعية والحرب اليجومية‪ 7‬وىذا‬

‫‪ 1‬فوزي أو صدٌق‪ ،‬الوافً فً شرح القانون الدستوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.001‬‬
‫‪ 2‬محمد أمٌن بولوم‪ ،‬البنٌة القانونٌة والدستورٌة للسلطة فً ظل دستور ‪ ،0222‬مذكرة ماجٌستر‪ ،‬كلٌة الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫تلمسان‪ ،0221 ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ 3‬منٌرة بلورغً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 022‬من التعدٌل الدستوري الجزائري ‪.0202‬‬
‫‪ 5‬سعٌد بوشعٌر‪ ،‬النظام السٌاسً الجزائري دراسة تحلٌلٌة لطبٌعة نظام الحكم فً ضوء دستور ‪ ،0222‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪.051‬‬
‫‪ 6‬عقٌلة خرباشً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 7‬حسٌن عثمان ومحمد عثمان‪ ،‬الوسٌط فً القانون الدستوري‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعٌة‪ ،‬اإلسكندرٌة‪،‬‬
‫‪ ،0220‬ص ‪.022‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫إف داال عمى شيء يدؿ عمى أف سياسة الجزائر الخارجية تقوـ عمى مبدأعدـ تدخؿ في الشؤوف‬
‫الداخمية لمدولة وعمى مبادئ وأىداؼ ميثاؽ األمـ المتحدة‪،1‬وعمى ىذا األساس يمكف تعريؼ الحرب‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الحرب‬

‫تعرؼ عمى أنيا‪" :‬صراع مسمح بيف الدوؿ بيدؼ فرض التوجيات السياسية وبإستخداـ وسائؿ تـ‬
‫تنظيميا بموجب القوانيف الدولية"‪.‬‬

‫وحسب القانوف الدولي التقميدي فإف الحرب ىي حالة عداء تنشأ بيف دولتيف أو أكثر وتنتيي حالة السالـ‬
‫بينيما وتستخدـ فييا القوات المسمحة في نضاؿ مسمح تحاوؿ كؿ دولة إحراز النصر عمى أعدائيا‪ ،‬ومف ثـ‬
‫فرض إرداتيا عمييا‪ ،‬وامالء شروطيا المختمفة مف أجؿ السالـ"‪ .2‬وبذلؾ يمكف إستخالص جممة مف العناصر‬
‫والشروط منيا‪:‬‬

‫‪ ‬وقوع اإلشتباؾ المسمح؛‬


‫‪ ‬أف يكوف أطراؼ حكومتيف؛‬
‫‪ ‬أف يكوف اليدؼ تحقيؽ المصالح الوطنية لمطرؼ المثير لمحرب؛‬
‫‪ ‬أف يكوف ىذا الطرؼ قاصدا إثارة الحرب؛‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬قياـ حالة الحرب وزواؿ حالة السالـ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط واجراءات إعالن الحرب‬

‫إلعالف الحرب يجب عمى رئيس الجميورية إتباع مجموعة مف الشروط واإلجراءات ويمتزـ بيا نظ ار‬
‫لخطورة ىذه الحالة‪.‬‬

‫أ‪ .‬الشروط إعالن الحرب‪:‬‬

‫مف المعموـ أنو إلعالف الحرب يجب مراعاة الشروط الموضوعية والشكمية المحددة في الدستور‪.‬‬

‫‪ ‬الشروط الموضوعية‪:‬‬

‫تعتبر الشروط الموضوعية المتطمبة إلعالف الحرب أكثر وضوحا مف تمؾ الشروط في حالة اإلستثنائية‬
‫ويظير في إشتراط وقوع العدواف أو كونو عمى وشؾ أف يقع والذي يمكف تبيانو مف المالبسات المادية‬
‫باإلعتداء عمى البالد أو أنو أصبح حتميا وذلؾ بالتحضير العسكري وحشد الجيش عمى الحدود وممارسة‬

‫‪ 1‬زٌنب عبد الالوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.042‬‬


‫‪ 2‬صالح بلحاج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ 3‬منٌرة بلورغً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.025‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫األعماؿ التخريبية أو محاولة ذلؾ وىذا مف شأنو أف يقيد مف سمطات رئيس الجميورية في إعالف الحرب‬
‫المرتبطة بتوافر أحد الشرطيف المتمثميف في الوقوع العدواف أنو عمى وشؾ الوقوع حتما‪ ،1‬ومايالحظ عمى‬
‫المادة ‪ 100‬مف التعديؿ الدستوري أف المؤسس الدستوري الجزائري يستبعد قياـ حرب ىجومية مف الجزائر‬
‫ذلؾ بوقوع إعتداء عمى الدولة أو وشيؾ وقوعو وىو حكـ ينسجـ في الواقع مع المبادئ العامة التى تحكـ‬
‫المجتمع الجزائري الواردة في الباب األوؿ مف الدستور والتى تنص إحداىما عف إمتناع الجزائر عف المجوء‬
‫إلى الحرب مف أجؿ المساس بالسيادة المشروعة لمشعوب األخرى وحريتيا‪ ،2‬حسبما نصت عميو الترتيبات‬
‫المالئمة لميثاؽ األمـ المتحدة محصورة في العدواف المسمح أي العدواف المادي فإف عبارة "شيؾ الوقوع" تثير‬
‫الغموض وتترؾ السمطة التقديرية لرئيس الجميورية في إعتبار أف حالة ماتعتبر بمثابة إعتداء وشيؾ الوقوع‬
‫خاصة بشأف العدواف المعنوى الذي تزايد في ظؿ تنوع مكاتب المخابرات وتطور وسائميا ونماء القوة‬
‫اإلقتصادية لدى دوؿ دوف أخرى‪.3‬‬

‫‪ ‬الشروط الشكمية‬

‫أما الشروط الشكمية تتمثؿ فيما يمي‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إجتماع مجمس الوزراء‬

‫نالحظ أف مصطمح "إجتماع" واسع المفيوـ بموجبو ترؾ لرئيس الجميورية الحرية داخؿ اإلجتماع في‬
‫أف يستمع أو يستشير أو يقرر‪ ،‬مف ثـ فإف تأكيد فعالية الحكومة مف عدمو داخؿ مجمس الوزراء يبقى في يد‬
‫رئيس الجميورية ألنو يترأس مجمس الوزراء فمو إشراؾ الحكومة معو في تقرير إعالف الحرب وذلؾ يأخذ‬
‫مشورتيا ورأييا بعيف اإلعتبار أو اإلكتفاء بأعالميا بقرار إعالف الحرب‪.4‬‬

‫أما الدستور المصري فقد أورد في الفصؿ السابع عف القوات المسمحة ومجمس الدفاع الوطني في المادة‬
‫‪ 182‬منو‪" :‬ينشأ مجمس الدفاع الوطني ويتولى رئيس الجميورية رئاسة ويختص بالنظر في الشؤوف الخاصة‬
‫بوسائؿ تأميف البمد وسالمتيا ويبيف القانوف إختصاصاتياألخرى"‪.‬واف ماجاء في نص ىاتيف المادتيف‬
‫‪100‬و‪ 182‬في الجزائر ومصر عمى التوالي يحيؿ الكممة األولى واألخيرة لمرئيس الجميورية إلعالف الحرب‬
‫بإعتباره رئيس الدولة‪.5‬‬

‫‪ 1‬سعٌد بوشعٌر‪ ،‬النظام السٌاسً الجزائري دراسة تحلٌلٌة لطبٌعة نظام الحكم فً ضوء دستور ‪ ،0222‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ص ‪.042 052‬‬
‫‪ 2‬محمد هاملً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.002‬‬
‫‪ 3‬عقٌلة خرباشً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.20 22‬‬
‫‪ 4‬محمد فقٌر‪ ،‬عالقة رئٌس الجمهورٌة بالوزٌر األول فً النظامٌن الجزائري والمصري دراسة مقار نة‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجٌستر‪ ،‬كلٌة الحقوق‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة بومرداس‪ ،‬دون سنة‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إستماع إلى مجمس األعمى لألمن‬

‫مف الرغـ مف عدـ إلزامية ىذا الشرط إال رئيس الجميورية لكونو رئيس ليذا المجمس يتمتع بحرية كبيرة‬
‫في إتخاذ القرار النيائي بعد إستماع ألعضاء المجمس وتبياف وجيات نظرىـ خاصة منيا اإلستراتيجية‬
‫والعسكرية والفنية ومدى مالئمة إعالف الحرب أو تأجيؿ ذلؾ إف كاف في المقابؿ اليستطيع أف يضع جانبا‬
‫تمؾ األراء لما ليا مف آثار عمى خيار الحرب‪.1‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬إستشارة رئيسي غرفتي البرلمان ورئيس المحكمة الدستورية‬

‫تتمثؿ ىذه اإلستشارة أف الدستور يتطمب مف رئيس الجميورية في حالة وقوع الحرب الحصوؿ عمى‬
‫موافقة الصريحة مف رئيسي الغرفتيف البرلماف‪،2‬ومايمكف مالحظتو أف ىذه اإلستشارة لـ ينص عمييا الدستور‬
‫‪ 1989‬وىي بذلؾ تدعـ مساىمة البرلماف في الظروؼ غير العادية ولكف اليعني أف البرلماف شريؾ لرئيس‬
‫الجميورية في قرار إعالف الحرب مثمما ىو الوضع في فرنسا وأمريكا‪،3‬ألف المادة ‪ 100‬مف التعديؿ الدستوري‬
‫تخوؿ لرئيس الجميورية سمطة التقديرية وأف مصطمحات [إستشارة‪ ،‬إجتماع‪ ،‬إستماع]‪ ،‬تعتبر معنى واحد‬
‫وبالنتيجة التقيد رئيس الجميورية‪ ،4‬ونفس الشيء في إستشارة رئيس المحكمة الدستورية فيو شرط إلزامي إال‬
‫أف تبقى الكممة األولى واألخيرة لرئيس ألف لو سمطة مطمقة‪ ،‬واضافة إلى الشروط قيد المؤسس الدستوري‬
‫بإجراءات التى وجب عميو إتباعيا أيضا‪.‬‬

‫ب‪ .‬اإلجراءات إلعالن الحرب وانهاءها‪:‬‬

‫المتمثمة في إجتماع البرلماف وجوبا وأيضا لرئيس الجميورية توجيو خطابا لألمة‪ ،5‬مع عمـ أف إجتماع‬
‫ال برلماف معا وجوبا دوف أف يضيؼ ىذا األخير وعمى ىذا الصعيد بالخصوص شيئا إيجابيا لعالقة المجمس‬
‫الشعبي الوطني ومجمس األمة الوظيقية أو دورىما تجاه السمطة التنفيذية رئيس الجميورية خاصة وأف‬
‫البرلماف يبقى في حالة الضعؼ إذ يؤدي إعالف حالة الحرب غإلى إحالة كؿ عالقات المجمسيف بشأف‬
‫إختصاصيما عمى عطمة طيمة إستمرار ىذه الحالة إف ظؿ مجمسيف مجتمعيف معا واإلجتماع الوجوبي‪ 6‬نتيجة‬
‫نتيجة الحموؿ التشريع العسكري محؿ التشريع العادي مف جية‪ ،‬وتوقيؼ العمؿ بالدستور وتولي رئيس‬

‫‪ 1‬سعٌد بوشعٌر‪ ،‬النظام السٌاسً الجزائري دراسة تحلٌلٌة لطبٌعة نظام الحكم فً ضوء دستور ‪ ،0222‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪.040‬‬
‫‪ 2‬منٌرة بلورغً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪ 3‬عقٌلة خرباشً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 4‬منٌرة بلورغً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.021‬‬
‫‪ 5‬فالخطاب ٌعد وسٌلة إبالغ األمة بوقوع الحرب أو على وشك الوقوع‪ ،‬و إعالن رئٌس الجمهورٌة ٌفصح عن تولً‬
‫جمٌع السلطات و تحمل مسؤولٌته و تعلٌق الدستور‪.‬أنظر عبد هللا بوقفة‪ ،‬أسالٌب ممارسة السلطة فً النظام السٌاسً‬
‫الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.025‬‬
‫‪ 6‬إبراهٌم مالوي‪ ،‬عضو البرلمان فً النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬للدراسات و النشر و التوزٌع‪ ،‬الجزائر‬
‫العاصمة‪ ،0204 ،‬ص ‪.055‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫الجميورية جميع السمطات مدة الحرب مف جية األخرى‪ ،‬وأنيما اليباشراف أي رقابة عمى سمطات رئيس وال‬
‫يقيدانو في إتخاذ قرار إعالف الحرب وأف إجتماعيما الوجوبي معا يكوف مف أجؿ اإلعالـ الغير‪ ،‬ومع ذلؾ‬
‫يبقى البرلماف مجتمعا بغرفتيو وجوبا إلى حيف عودة األوضاع إلى نصابيا العادي بتوقيؼ رئيس حالة الحرب‬
‫عبر توقيعو إتفاقيات اليدنة ومعاىدات السمـ فيتدخؿ البرلماف لمموافقة صريحة بشكؿ مستقؿ ال في إطار‬
‫‪1‬‬
‫إجتماعيما معا بعد عرضيا عمى محكمة الدستورية‪.‬‬

‫يمكف القوؿ بإف إجتماع البرلماف ماىو إال مجاممة دستورية طالما أنو سيجرد مف إختصاصاتو ولف يكوف‬
‫بإمكانو ممارسة الرقابة عمى التدابير المتخذة مف قبؿ رئيس الجميورية ‪2‬وبؿ في حالة إنتياء عيدتو الرئاسية‬
‫ينص الدستور عمى ضرورة تمديدىا وجوبا إلى غاية نياية الحرب وفي حالة إستقالتو وأو وفاتو أو حدوث أي‬
‫مانع أخر لو رئيس مجمس األمة بصفتو رئيس لمدولة كؿ صالحيات التى تستوجبيا حالة الحرب حسب‬
‫الشروط نفسيا التى تسرى عمى رئيس الجميورية أما إذا إقترف شغور رئاسة الجميورية ورئاسة مجمس األمة‬
‫وىي حالة واردة في ىذه الحالة يتولى رئيس مجمس الدستوري وظائؼ رئيس الدولة طبقا لممادة‪ 2/101‬و‪.33‬‬

‫‪ ‬كما اليمكف أف يفسر عمى أنو تفويض أو تنازؿ عف جميع السمطات التى يتمتع بيا رئيس‬
‫الجميورية‪.4‬‬
‫‪ ‬اليجوز عمى رئيس الجميورية تفويض سمطتو في تطبيؽ األحكاـ المنصوص عمييا في الدستور التى‬
‫سبؽ ذكرىا سواء في الظروؼ العادية أو في في تقرير ظروؼ الغير العادية ويتعمؽ األمر ىنا‬
‫بحاالت الطوارئ والحصار والتعبئة العامة وحالة الحرب‪ ،‬وتوقيع إتفاقيات اليدنة ومعاىدات السمـ‬
‫وتمق ي رأي المحكمة الدستورية في اإلتفاقيات المتعمقة بيما سمطة التشريع بأوامر وعرضيا عمى كؿ‬
‫غرفة مف البرلماف لمموافقة عمييا‪ ،‬وطمب إجراء مدوالة الثانية في القانوف ثـ التصويت عميو وتوجيو‬
‫خطاب إلى البرلماف‪ ،‬أما تمؾ الشكمية يمكف تفويضيا باعتبارىا أمور بروتوكولية فقط والتمس بأي‬
‫شكؿ مف األشكاؿ توازف السمطات ويكوف التفويض لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب مانص‬
‫‪5‬‬
‫عميو الدستور‪.‬‬

‫طبقا لممادة ‪ 102‬مف التعديؿ الدستوري الجزائري‪" : 2020‬يوقع رئيس الجميورية إتفاقيات اليدنة ومعاىدات‬
‫السمـ يمتمس رئيس الجميورية رأي المحكمة الدستورية بشأف اإلتفاقيات المتعمقة بيما‪ ،‬يعرض رئيس‬

‫‪ 1‬إثواْ‪ٛ‬ى يالٔ٘‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.245 244 ٓ ٓ ،‬‬


‫‪ 2‬يؾًل ْبيه‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.123 122 ٓ ٓ ،‬‬
‫‪ 3‬ػًبه ػجبً‪ ،‬انؼاللخ ث‪ ٍٛ‬انَهطبد ف‪ ٙ‬األَظًخ انَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ انًؼٖبهح ٔف‪ ٙ‬انُظبو انَ‪ٛ‬بٍ‪ ٙ‬انغيائو٘‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪ٓ ،‬‬
‫‪.105‬‬
‫‪ٍ 4‬ؼ‪ٛ‬ل ثّٕؼ‪ٛ‬و‪ ،‬انُظبو انَ‪ٛ‬بٍ‪ ٙ‬انغيائو٘ كهاٍخ رؾه‪ٛ‬ه‪ٛ‬خ نطج‪ٛ‬ؼخ َظبو انؾكى ف‪ٕٙ ٙ‬ء كٍزٕه ‪ ،1996‬انًوعغ انَبثك‪،‬‬
‫ٓ ‪.355‬‬
‫‪ 5‬ػًبه ػجبً‪ ،‬انؼاللخ ث‪ ٍٛ‬انَهطبد ف‪ ٙ‬األَظًخ انَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ انًؼٖبهح ٔف‪ ٙ‬انُظبو انَ‪ٛ‬بٍ‪ ٙ‬انغيائو٘‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪ٓ ،‬‬
‫ٓ ‪.107‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫الجميورية تمؾ اإلتفاقيات فور عمى كؿ غرفة مف البرلماف لتوافؽ عمييا صراحة "‪ .‬وعمى رئيس الجميورية أف‬
‫يعرض إتفاقيات اليدنة ومعاىدات السمـ عمى كؿ غرفة مف البرلماف لتوافؽ عمييا وبإتباع ىذه اإلجراءات‬
‫يستطيع رئيس الجميورية التصديؽ عمى ىذه اإلتفاقيات فترفع حالة الحرب ويتـ إعالف حالة السمـ‪.1‬‬

‫ت‪ .‬األثار المترتبة عمى إنهاء الحرب‬

‫ليا أثار قانونية العامة وأخرى خاصة‬

‫‪ .1‬األثار القانونية العامة‪ :‬يؤدي إنتياء الحرب إلى توقؼ العمميات الحربية والعسكرية بيف الطرفيف والعودة‬
‫إلى العالقات السممية وانتياء حالة العداء واطالؽ سراح أسرى الطرفيف‪.‬‬
‫‪ .2‬األثار الخاصة إلنتهاء الحرب‪ :‬ال تنتيي أية حرب مخمفة ورائيا العديد مف الخسائر في شتي جوانب‬
‫الحياة‪ ،‬فحتى الطرؼ المنتصر الينجو مف آثار تمؾ الحرب أما مايمحؽ بأبناء الدوؿ المتحاربة مف‬
‫أضرار فيي التحصى حيث تنتيؾ الحريات والحقوؽ بال رحمة وذلؾ بسبب القوانيف التى تطبؽ خالؿ‬
‫فترات الحروب كما أف اإلقتصاد الدوؿ الترىقو والتحبطو غير الحروب وكذلؾ الشيء بالنسبة لعالقات‬
‫‪2‬‬
‫الدوؿ‪ ،‬فحالة الحرب تؤثر في العالقات الدوؿ مع غيرىا‪.‬‬

‫وعميو يمكف القوؿ أف مركز رئيس الجميورية القائد ساىـ في توسيع نطاؽ السمطة الرئاسية بمفيوميا الواسع‪،‬‬
‫ألنو صاحب السيطرة كاممة عمى حياة السياسية وىو مف يمسؾ بزماـ السمطتيف السياسية والتنفيذية واف كاف‬
‫رئيس الحكومة يحوز عمى أغمبية البرلمانية أما دور الوزير األوؿ ىو إستشاري فقط الغير‪،‬ويجمع في حوزتو‬
‫إختصاصيف التشريعي والقضائي عمى قدر ما‪ ،‬وىو مجسد وحدة القيادة والسمطة أعمى الييئة سياسية في‬
‫‪3‬‬
‫الدولة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إختصاصات الوزبر األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة‬

‫لقد منح المؤسس الدستوري الجزائري لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة عدة صالحيات‬
‫حيث تنص المادة ‪ 112‬عمى سبيؿ المثاؿ‪" :‬يمارس الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬زيادة‬
‫عمى السمطات التى تخوليا إياه صراحة أحكاـ أخري في الدستور‪ ،‬صالحيات األتية‪:‬‬

‫‪ ‬يوجو وينسؽ ويراقب عمؿ الحكومة؛‬


‫‪ ‬يوزع الصالحيات بيف األعضاء الحكومة مع إحتراـ األحكاـ الدستورية؛‬
‫‪ ‬يقوـ بتطبيؽ القوانيف والتنظيمات؛‬

‫‪ 1‬زٌنب عبد الالوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.020‬‬


‫‪ 2‬جمٌل عبد هللا القائفً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.021‬‬
‫‪ 3‬عبد هللا بوقفة‪ ،‬الدستور الجزائري نشأة تشرٌعا فقها‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.050‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫‪ ‬ػيرأس إجتماعات الحكومة؛‬


‫‪ ‬ػيوقع المراسيـ التنفيذية؛‬
‫‪ ‬ػيعيف في الوظائؼ المدنية لمدولة التى التندرج ضمف سمطة التعييف لرئيس الجميورية أو تمؾ التى‬
‫يفوضيا لو ىذا األخير؛‬
‫‪ ‬ػيسير عمى حسف سير اإلدارة العمومية أو المرافؽ العمومية"‪.1‬‬

‫المطمب األول‪ :‬صالحيات الوزير األول أو رئيس الحكومة في مجال التسيير‬

‫سنعالج في ىذا المطمب صالحيات الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة مف حيث التسيير بتطرؽ إلى‬
‫صالحية رئاسة إجتماعات الحكومة [الفرع األوؿ] وتوزيع الصالحيات بيف األعضاء الحكومة [الفرع الثاني]‬
‫والسير عمى حسف سير اإلدارة العمومية والمرافؽ العمومية [الفرع الثالث] وسمطة التعييف في الوظائؼ الدولة‬
‫بعد موافقة رئيس الجميورية [الفرع الرابع]‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬رئاسة إجتماعات الحكومة‬

‫طبقا لممادة ‪ 4/112‬مف التعديؿ الدستوري السابقة الذكرأف يرأس الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‬
‫إجتماعات الحكومة‪ ،‬الذي ىو ع بارة عف جياز يتكوف مف أعضاء الحكومة أي الوزراء باإلضافة لموزير‬
‫األوؿ أو ئيس الحكومة‪ ،‬ويقوـ ىذا األخير مف أجؿ ذلؾ بدراسة وتنسيؽ النشاط الحكومي واعداد مخطط‬
‫عمؿ حكومتو ثـ عرضو عمى مجمس الوزراء ويوزع الصالحيات عمى أعضاء الحكومة‪ ،‬ثـ يجتمع مجمس‬
‫الحكومة بغرض توحيد الجيود وتنسيؽ العمؿ وتحقيؽ اإلنسجاـ والتكامؿ عند تنفيذ مخطط عمؿ الحكومة‪،2‬‬
‫ومف الموضوعات التى تعرض عمى مجمس الوزراء ىي عرض برنامج الحكومة ومشاريع القوانيف‪.‬‬

‫وزيادة عمى ماسبؽ ألزـ مؤسس الدستوري رئيس الجميورية قبؿ تقرير الحالة اإلستثنائية إستماع إلى مجمس‬
‫الوزراء واإلجتماع بو قبؿ إعالف الحرب مما يجعؿ مجمس الوزراء جياز المراقبة والمناقشة والتقرير ودراسة‪.3‬‬

‫صحيح أف المؤسس الدستوري منح لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة إذغ كاف مف األغمبية‬
‫البرلمانية أو الرئاسية‪ ،‬رئاسة الحكومة إال أف ذلؾ لت يتـ إال بالتفويض مف رئيس الجميورية وىو سمطة‬
‫تقديرية مخولة لو دستوريا ولو أف يسحبيا متى يشاء وذلؾ قبؿ التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2008‬فالمادة ‪:6/77‬‬
‫"يمكف رئيس الجميورية أف يفوض جزء مف صالحياتو لموزير األوؿ لرئاسة إجتماعات الحكومة"‪.‬‬

‫‪ 1‬انًبكح ‪ 112‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬


‫‪ٍ 2‬ؼ‪ٛ‬ل ثّٕؼ‪ٛ‬و‪ ،‬انُظبو انَ‪ٛ‬بٍ‪ ٙ‬انغيائو٘ كهاٍخ رؾه‪ٛ‬ه‪ٛ‬خ نطج‪ٛ‬ؼخ َظبو انؾكى ف‪ٕٙ ٙ‬ء كٍزٕه ‪ ،1996‬انًوعغ انَبثك‪ٓ ،‬‬
‫ٓ ‪.303 302‬‬
‫‪ٍ 3‬ؼبك هاثؼ‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.36 ٓ ،‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫ومف خالؿ ىذه المادة يتبيف بأف الحكومة ال يرأسيا الوزير األوؿ إستنادا إلى حكـ دستوري خاص بو إنما ىي‬
‫حكومة الرئيس الذي بإمكانو تفويضو لرئاسة إجتماعات حكومة‪ ،‬ومف ثمة فإنو ال يجوز لموزير األوؿ أو‬
‫رئيس الحكومة حسب الحالة ترأس أي إجتماع لمحكومة طالما لـ يصدر مف رئيس تفويض صريح بذلؾ‪،‬‬
‫وىي القاعدة إعتمدت بمجرد تعييف الوزير األوؿ والحكومة أورئيس الحكومة والحكومة يصدر مرسوما رئاسيا‬
‫بموجبو يفوض لموزير األوؿ رئاسة اإلجتماعات الحكومة‪ ،‬وىذا التفويض يجدد كمما قاـ بتعييف حكومة جديدة‬
‫أو حتى تجديد الثقة في الوزير األوؿ الممارس‪.1‬‬

‫وبرجوع إلى المادة ‪ 93‬التي تنص عمى أف‪" :‬يمكف لرئيس الجميورية أف يفوض لموزير األوؿ أو رئيس‬
‫الحكومة‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬بعضا مف صالحياتو‪.‬‬

‫اليجوز بأي حاؿ مف األحواؿ‪،‬أف يفوض رئيس الجميورية سمطتو في تعييف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‬
‫وأعضاء الحكومة وكذا رؤساء المؤسسات الدستورية وأعضائيا الذيف لـ ينص الدستور عمى طريقة أخرى‬
‫لتعيينيـ‪.‬‬

‫اليجوز أف يفوض سمطتو في المجوء إلى اإلستفتاء وحؿ المجمس الشعبي الوطني‪ ،‬وتقرير إجراء اإلنتخابات‬
‫التشريعية قبؿ أوانيا وتطبيؽ األحكاـ المنصوص عمييا في المواد ‪ 91‬و‪ 92‬ومف ‪ 97‬إلى ‪ 100‬و ‪ 102‬و‬
‫‪ 142‬و‪ 148‬و ‪ 149‬و ‪ 150‬مف الدستور"‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬توزيع الصالحيات بين األعضاء الحكومة‬

‫طبقا لممادة ‪ 112‬مف التعديؿ الدستوري الفقرة الثانية التى تنص عمى أف‪" :‬يمارس الوزير األوؿ أو‬
‫رئيس الحكومةّ‪ ،‬حسب الحالة‪ ..،‬يوزع الصالحيات بيف األعضاء الحكومة مع إحتراـ األحكاـ الدستورية"‪.3‬‬
‫أسند لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة ميمة توزيع الصالحيات بيف األعضاء الحكومة مع وجب إحتراـ‬
‫األحكاـ الدستورية‪ ،‬ماعدا الدفاع الوطني والشؤوف الخارجية والداخمية والعدؿ بمعنى المناصب الحساسة التى‬
‫مف اإلختصاص رئيس الجميورية والتى اليجوز تفويضيا طبقا لممادة ‪ 93‬مف التعديؿ الدستوري‪ ،‬أما تعييف‬
‫أعضاء ا لحكومة فيو مف إختصاص رئيس الجميورية عمى أف يقتصر دور الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‬
‫عمى إقتراح تعييف أعضاء الحكومة بإعتبار تعييف ىو إختصاص أصيؿ لمرئيس الجميورية‪ ،‬فيو غير ممزـ‬
‫ىذا األخير بأخذ إقتراح الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة فمة سمطة التقديرية كاممة‪ ،4‬وذلؾ طبقا لممادة ‪104‬‬

‫‪ٍ 1‬ؼ‪ٛ‬ل ثّٕؼ‪ٛ‬و‪ ،‬انُظبو انَ‪ٛ‬بٍ‪ ٙ‬انغيائو٘ كهاٍخ رؾه‪ٛ‬ه‪ٛ‬خ نطج‪ٛ‬ؼخ َظبو انؾكى ف‪ٕٙ ٙ‬ء كٍزٕه ‪ ،1996‬انًوعغ انَبثك‪،‬‬
‫ٓ ٓ ‪.429 428‬‬
‫‪ 2‬انًبكح ‪ 93‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬
‫‪ 3‬انًبكح ‪ 2/112‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬
‫‪ 4‬يؾًل ػه‪ ٙ‬إٍالو انؼهً‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.27 ٓ ،‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫مف التعديؿ الدستوري الجزائري‪.1‬‬

‫فيكوف أماـ الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة توزيع الصالحيات شكميا عمى إعتبار أف إختصاص إمضاء‬
‫المرسوـ المتضمف صالحيات أعضاء الحكومة يعود إليو‪.‬‬

‫كما أف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة اليكوف مقيدا مف األعمى بموجب تنظيـ والتعييف فحسب بؿ حتى مف‬
‫األسفؿ حيث يقيده الوزراء مف خالؿ إعداد مشروع المرسوـ المحدد لصالحيات كؿ وزير‪ ،‬بحيث يتضمف‬
‫مرسوميف يتعمقاف بتنظيـ اإلدارة المركزية والمفتشية العامة في الو ازرة وبما أف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‬
‫حسب الحالة ىو الذي يقدـ ويقترح مشاريع المراسيـ التنفيذية‪ ،‬فإف ىذا األخير يتقمص دوره في توزيع‬
‫الصالحيات مف حيث المبادرو والصياغة والدفاع عف النص عمى مستوى األمانة العامة لمحكومة وحتى لدى‬
‫التحكيـ‪ ،‬فيتحوؿ إلى مجرد موافؽ عمى مقترحات القطاع المعتمدة عمى التنظيـ الذي حدده رئيس الجميورية‬
‫فضال عف أف اإلمضاء ال يتـ إال بعد موافقة رئيس الذي لو أف يفترض عمى بعض أحكاـ النص بناء عمى‬
‫تقرير الديواف‪.‬‬

‫وبالنتيجة تثبت أف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة ليس محتك ار لسمطة توزيع الصالحيات عمى أعضاء‬
‫الحكومة وانما مقيد بتوجييات رئيس الجميورية‪ ،2‬خاصة أف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة ىو مف يقترح‬
‫أعضاء الحكومة بينما رئيس الجميورية ىو صاحب سمطة التعييف ولو أف يرفض تعييف بعض الذي إختارىـ‬
‫رئيس الحكومة وبالتالي ىو صاحب القرار األوؿ واألخير‪.3‬‬

‫كما أف قبؿ توزيع الصالحيات يصدر الوزير األوؿ مرسوما يرخص بموجبو ألعضاء الحكومة تفويض‬
‫إمضاءاتيـ وذلؾ تجنبا لتجميد نشاط القطاع فقبؿ سنة ‪ 2009‬كانت الحكومة تعيف بمرسوـ واحد يضـ الوزير‬
‫األوؿ والوزراء‪ ،‬حيث بموجبو يخوؿ الوزير األوؿ لمساعديو اإلمضاء بإسمو في حدود الصالحيات المنوطة‬
‫بيـ عمى إعتبار أف التفويض في اإلمضاء ينتيى بإنتياء مياـ المفوض وأف أي تعييف وزير إلطارتو‬
‫اإلمضاء بإسمو ضمانا لحسف سير المرافؽ والمصالح التابعة لو وىو اليمكف أف يتـ دوف ترخيص مف الوزير‬
‫األوؿ‪.4‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬السهر عمى حسن سير اإلدارة العمومية والمرافق العمومية‬

‫أوال‪ :‬تعريف اإلدراة العمومية‬

‫‪ 1‬رُٔ انًبكح ‪ 114‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪ٚ ":2020‬ؼ‪ ٍٛ‬هئ‪ ٌٛ‬انغًٕٓه‪ٚ‬خ أػ‪ٚ‬بء انؾكٕيخ ثُبءا ػهٗ إلزواػ‬
‫يٍ انٕى‪ٚ‬و األٔل أٔ هئ‪ ٌٛ‬انؾكٕيخ"‪.‬‬
‫‪ٍ 2‬ؼ‪ٛ‬ل ثّٕؼ‪ٛ‬و‪ ،‬انُظبو انَ‪ٛ‬بٍ‪ ٙ‬انغيائو٘ كهاٍخ رؾه‪ٛ‬ه‪ٛ‬خ نطج‪ٛ‬ؼخ َظبو انؾكى ف‪ٕٙ ٙ‬ء كٍزٕه ‪ ،1996‬انًوعغ انَبثك‪،‬‬
‫ٓ ٓ ‪.437 436‬‬
‫‪ٍ 3‬ؼبك هاثؼ‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.23 22 ٓ ٓ ،‬‬
‫‪ 4‬يؾًل ػه‪ ٙ‬إٍالو انؼهً‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.30 29 ٓ ٓ ،‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫يقصد باإلدارة العامة في المجتمع الجزائري كغيره مف المجتمعات أداء وظائؼ معينة كتوفير‬
‫الخدمات وىي عندما تقوـ بيذه الوظائؼ تكوف تحت سمطة الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‪،‬ألف ىذا األخير‬
‫الذي البرنامج وتعيد بتنفيذه‪ ،‬ومف ثـ يسند إليو ميمة تنظيـ جياز اإلدارة وأف يصدر مف التعميمات مايضمف‬
‫حسف أداء العمؿ اإلداري‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬وظيفة الوزير األول أو رئيس الحكومة في حسن سير اإلدارة العمومية والمرافق العمومية‬

‫طبقا لممادة ‪ 7/112‬مف التعديؿ الدستوري ‪ 2020‬التي تنص عمى أف‪" :‬يمارس الوزير األوؿ أو رئيس‬
‫الحكومة‪ ،‬حسب الحالة‪ ...،‬يسير عمى حسف سير اإلدارة العمومية والمرافؽ العمومية"‪ .‬يسير كؿ مف الوزير‬
‫األوؿ أو رئيس الحكومة عمى السمطة التنفيذية فمو مسؤوليات خاصة في الميداف اإلداري باإلشراؼ عمى‬
‫الجياز اإلداري وضماف النظاـ في تسيير المرافؽ العامة ومف ذلؾ فإف المساعي الوزير األوؿ أو رئيس‬
‫الحكومة التبمغ أىدافيا إال إذا تمتع بالوسائؿ كافية واإلدارة قوية‪ ،‬قادرة عمى إتخاذ إجراءات سريعة وفمف‬
‫معروؼ أف اإلدارة مصدر المعمومات والتى أصبحت مف أىـ الوسائؿ لتحقيؽ البرامج الحكومية في كافة‬
‫المجاالت والتحكـ فييا يعنى إرتباطيا بالسمطة التنفيذية التى تسيؿ عممية إتخاذ الق اررات السياسية واإلدارية‪،2‬‬
‫وباعت بار رئيس اليرـ اإلداري في الو ازرة ويترتب عمى ىذه الصفة سمطات واسعة لموزير في ميداف اإلدارة‬
‫وىي تنطمؽ مف سمطتو الرئاسية عمى العامميف في وزارت ىو تمتد لتشمؿ تعييف األجراء والتعاقد مع‬
‫األشخاص لمعمؿ في الو ازرة وتعييف الموظفييف واقالتيـ واعطاء اإلجازات واإلحالة عمى مجمس التأديب‬
‫وفرض العقوبات واصدار الق اررات التنظيمية في نطاؽ صالحيتو‪ 3‬عمى مستوى الو ازرة األولى‪ ،‬فإف اإلدارة‬
‫تتشكؿ مف مدير ديواف ورئيس الديواف‪ ،‬فاألوؿ يتابع النشاط الحكومي ويتولى دراسة المسائؿ ذات الصمة‬
‫بتنفيذ مخطط عمؿ الحكومة والنشاطات القطاعية والتنسيؽ‪.‬‬

‫أما الثاني فميمتو ىو متابعة العالقات مع المحيط المؤسساتي والسياسي والنقابي وكذا اإلتصاؿ الحكومي‬
‫والعالقات مع األجيزة اإلعالـ يتولى كذلؾ اإلشراؼ عمى الشؤوف والتشريفات الخاصة واألمف الخاص بالمقر‬
‫وأخي ار إدارة الوسائؿ العامة والممتمكات‪.‬‬

‫وضمانا لحسف سير العمؿ الحكومي‪ ،‬فإف النشاطات الحكومية الدائمة تنظـ إلى أربعة أقساـ وتتمثؿ في‬
‫تنظيـ العمؿ الحكومي‪ ،‬والنشاط القانوني‪،‬واإلتصاؿ الحكومي‪ ،‬وتسيير اإلطارات السامية في الدولة‪.4‬‬

‫‪ٍ 1‬ؼبك هاثؼ‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.43 ٓ ،‬‬


‫‪ 2‬يؾًل ػه‪ ٙ‬إٍالو انؼهً‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.34 ٓ ،‬‬
‫‪ 3‬هث‪ٛ‬غ يف‪ٛ‬ل انغٖ‪ٔ ٙٛ‬ػيد أ‪ٕٚ‬ث‪ ٙ‬األي‪ٛ‬و‪" ،‬انٕى‪ٚ‬و األٔل ف‪ ٙ‬انُظبو انَ‪ٛ‬بٍ‪ ،"ٙ‬كٌٔ ‪ٛ‬جؼخ‪ ،‬يُْٕهاد انؾهج‪ ٙ‬انؾمٕل‪ٛ‬خ‪،‬‬
‫ث‪ٛ‬ؤد‪ ،‬نجُبٌ‪.45 ٓ ،2003 ،‬‬
‫‪ٍ 4‬ؼ‪ٛ‬ل ثّٕؼ‪ٛ‬و‪ ،‬انُظبو انَ‪ٛ‬بٍ‪ ٙ‬انغيائو٘ كهاٍخ رؾه‪ٛ‬ه‪ٛ‬خ نطج‪ٛ‬ؼخ َظبو انؾكى ف‪ٕٙ ٙ‬ء كٍزٕه ‪ ،1996‬انًوعغ انَبثك‪،‬‬
‫ٓ ‪.449‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫إذف أف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة يكوف تحت سمطة رئيس الجميورية‪ ،‬واف اإلدارة موضوعة تحت‬
‫تص رفو ويقتصر دور الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة بالسير عمى حسف سير اإلدارة وضماف نشاطيا‬
‫وتنسيقيا‪ ،‬باعتبار أف رئيس الجميورية الضامف لسير المؤسسات وأف تدخؿ الوزير األوؿ يكوف دائما بإسمو‬
‫لتنفيذ السياسة الوحيدة لرئيس الجميورية إذ الوجود لسياسة خاصة بالوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‪.‬‬

‫وأف عالقة التى تجمع بيف رئيس الجميورية والوزير األوؿ أو رئيس الحكومة ىي عالقة مباشرة وعالقة رئيس‬
‫بمرؤوسو [السمطة رئاسية]‪.1‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬سمطة التعيين في الوظائف الدولة بعد موافقة رئيس الجمهورية‬

‫طبقا لممادة ‪ 6/112‬مف التعديؿ الدستوري الجزائري التى تنص‪" :‬يمارس الوزير األوؿ أو رئيس‬
‫الحكومة‪ ...‬يعيف في الوظائؼ المدنية لمدولة التى ال تندرج ضمف سمطة التعييف لرئيس الجميورية أو تمؾ‬
‫التى يفوضيا لو ىذا األخير"‪ .‬سبؽ القوؿ أف سمطة التعييف صفة لصيقة برئيس الجميورية إال أف المؤسس‬
‫الدستوري خوؿ لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة أف يتمتع في إطار ممارسة إختصاصاتو المقررة دستوريا‪،‬‬
‫يحؽ تعييف طائفة مف موظفي الدولة المصنفيف ضمف الفئة الوظائؼ العميا‪ ،‬ولو حؽ التفويض تسييال لمعمؿ‬
‫اإلداري‪.2‬‬

‫غير أف المؤسس المؤسس الدستوري وضع قيود عمى ىذا الحؽ تتمثؿ في عدـ إمكانية التعييف في بعض‬
‫الوظائؼ السامية التى تدخؿ ضمف إختصاصات رئيس الجميورية طبقا لما ىو المنصوص عميو في المادتيف‬
‫‪91‬و‪ 92‬مف التعديؿ الدستوري‪ ،3‬ومنيا الخاصتاف بتعييف الموظفيف في الوظائؼ المدنية والعسكرية‪ ،‬وتعييف‬
‫السفراء‪ ،‬والمبعوثيف‪ ،‬وانياء مياميـ‪ ،‬وتسمـ أوراؽ إعتماد الممثميف الديبموماسييف األجانب وأوراؽ إنياء‬
‫مياميـ الذى يبقى مف اإلختصاص األصمي لرئيس الجميورية‪ ،‬كما لو دور إستشاري قبمي‪ ،‬قبؿ إعالف عف‬
‫حالتي الطوارئ أو الحصار‪ ،‬أو عند إقرار الحالة اإلستثنائية أو إعالف الحرب‪ ،‬أو عند المجوء إلى حؿ‬
‫البرلماف‪.4‬‬

‫وىو نفس ماذىب إليو نظيره المبناني فالوزير األوؿ يعيف في كؿ الوظائؼ المدنية والعسكرية‪ ،‬بإستثناء تمؾ‬
‫التى يقوـ بيا رئيس الجميورية بيذا تعييف وىو يترأس جمسات مجمس الوزراء إذا فوضو رئيس الجميورية‬
‫بذلؾ وىو الذي يقدـ الٌتراحات ويضع مشاريع القوانيف بإسـ الحكومة‪ ،‬وكذلؾ فإف الوزير األوؿ يتمتع‬

‫‪ٍ 1‬ؼ‪ٛ‬ل ثّٕؼ‪ٛ‬و‪ ،‬انُظبو انَ‪ٛ‬بٍ‪ ٙ‬انغيائو٘ كهاٍخ رؾه‪ٛ‬ه‪ٛ‬خ نطج‪ٛ‬ؼخ َظبو انؾكى ف‪ٕٙ ٙ‬ء كٍزٕه ‪ ،1996‬انًوعغ انَبثك‪،‬‬
‫ٓ ٓ ‪.454 453‬‬
‫‪ٍ 2‬ؼبك هاثؼ‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.41 ٓ ،‬‬
‫‪ 3‬يؾًل ػه‪ ٙ‬إٍالو انؼهً‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.34 ٓ ،‬‬
‫‪ 4‬فٕى٘ أٔ ٕل‪ٚ‬ك‪ ،‬انٕاف‪ ٙ‬ف‪ّ ٙ‬وػ انمبٌَٕ انلٍزٕه٘ انغيائو٘‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.147 ٓ ،‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫بصالحيات طرح الثقة بالحكومة أماـ الجمعية الوطنية‪.1‬‬

‫وفضال عما سبؽ فإف التعييف في الوظائؼ العميا مف قبؿ الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة محكوـ بالحصوؿ‬
‫عمى موافقة المسبقة لرئيس الجميورية نظ ار ألف ىذه التعيينات تتـ بموجب مرسوـ تنفيذي‪.2‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬صالحيات الوزير األول أو رئيس الحكومة في مجال التنفيذي اإلستشاري‬

‫إضافة إلى إختصاصات سابقة‪،‬فقد حدد الدستور صالحيات أخرى لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة‬
‫والذي يشترؾ فييا مع جيات أخرى متمثمة في اإلختصاص التنفيذي مف جية واإلختصاص اإلستشاري مف‬
‫جية أخرى‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬صالحيات الوزير األول أو رئيس الحكومة في المجال التنفيذي‬

‫وتتمثؿ في عدة صالحيات منيا صالحية توقيع المراسيـ التنفيذية (أوال) وتنفيذ العمؿ المصادؽ عميو‬
‫في البرلماف (ثانيا) والسير عمى تنفيذ القوانيف والتنظيمات (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬صالحية توقيع المراسيم التنفيذية‬

‫طبقا لممادة ‪ 5/112‬مف التعديؿ الدستوري التى نصت عمى أف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة‬
‫أف يقوـ بتوقيع المراسيـ التنفيذية‪ ،‬وقد حدد الدستور مجاؿ القانوف لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة واطالؽ‬
‫مجاؿ التنظيـ فإذا كاف لمرئيس الجميورية حؽ ممارسة السمطة التنظيمية عف طريؽ المراسيـ الرئاسية‪ ،‬فإف‬
‫الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة باعتباره المكمؼ بتنفيذ برنامجو عمى مستوى السياسي‪ ،‬اليمارس إال السمطة‬
‫التنظيمية التطبيقية أي السمطة التنظيمية المشتقة كما يسمييا البعض والمقصود بو المجاؿ المخصص في‬
‫تنفيذ القانوف‪ ،‬أي توقيع المراسيـ التنفيذية مف قبؿ الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة والمفيوـ مف‬
‫ذلؾ أف كؿ أنواع المراسيـ التى يوقعيا ىذا األخير تسمى بالمراسيـ التنفيذية ويتدرج ضمنيا‪:‬‬

‫‪ ‬المراسيـ التى تندرج في إطار تنفيذ القوانيف والتنظيمات‪.‬‬


‫‪ ‬المراسيـ التى بمقتضاىا تعييف وانياء موظفي الدولة في الوظائؼ العميا‪.‬‬
‫‪ ‬المراسيـ التى يتـ بمقتضاىا تحديد اإلختصاصات ألعضاء الحكومة‪.3‬‬

‫والواقع أف إسناد ميمة توقيع المراسيـ التنفيذية لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة نابع مف إلتزامو‬
‫بالسير عمى تنفيذ القوانيف والتنظيمات‪ ،‬ألف بعض النصوص تحتاج إلى تفسير وتوضيح عف طريؽ مراسيـ‬

‫‪َ 1‬ي‪ ّٚ‬هػل‪ "،‬انمبٌَٕ انلٍزٕه٘ انؼبو انًجبكا انؼبيخ ٔانُظى انَ‪ٛ‬بٍ‪ٛ‬خ"‪ ،‬انطجؼخ األٔنٗ‪ ،‬انًؤٍَبد انؾل‪ٚ‬ضخ نهكزبة‪،‬‬
‫ث‪ٛ‬ؤد‪ ،‬نجُبٌ‪.175 174 ٓ ٓ ،2011 ،‬‬
‫‪ 2‬يؾًل ػه‪ ٙ‬إٍالو انؼهً‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.34 ٓ ،‬‬
‫‪ٍ 3‬بي‪ٛ‬خ ػجل انالٔ٘‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.282 ٓ ،‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫تنفيذية يوقعيا الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬تنفيذ وتنسيق العمل المصادق عميه من البرلمان‬

‫بعد المصادقة عمى برنامج الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة يتولى ىذا األخير مسؤولية‬
‫تنفيذه وتنسيقو وطبقا لممادة ‪ 109‬مف التعديؿ الدستوري التى تنص "ينفذ الوزير األوؿ وينسؽ مخطط العمؿ‬
‫الذي صادؽ عميو المجمس الشعبي الوطني"‪ .‬إف تنفيذ البرنامج الحكومي مف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‬
‫يصطدـ بحالة مف اإلستحالة المادية ألف شخصا واحدا ميما كاف وزنو ال يقوى عمى تطبيؽ برنامج حكومي‬
‫يمثؿ أداة الدولة وخطتيا في تمبية الحاجات العمومية وتأميف إستمرار مرافؽ الدولة ومصالحيانأماـ ىذا‬
‫الوضع ال يبقى عمى الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة سوى أف يقود عممية التنفيذ ويشرؼ عمييا‬
‫مف خالؿ توجيو أعضاء حكومتو ومتابعة أعماليـ ومالحظة التنفيذ في جميع مراحمو واصدار الق اررات‬
‫الالزمة‪.2‬‬

‫أما التنسيؽ فيتمثؿ في سيره عمى تحقيؽ اإلنسجاـ بيف القطاعات الو ازرية القائمة عمى تنفيذ البرنامج‪ ،‬وكذا‬
‫التدخؿ لحؿ الخالفات التى قد تتعرض سبيؿ القائميف بيذه العممية‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬السهر عمى تنفيذ القوانين والتنظيمات‬

‫ينقسـ المجاؿ التنظيمي إلى مجاؿ يسمى بالمجاؿ التنظيمي المستقؿ واألخر يسمى بالمجاؿ التنظيمي‬
‫لتنفيذ القوانيف الذي يقوـ بو الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة‪،‬وعميو فإف ميمة تنفيذ القوانيف‬
‫الصادرة عف البرلماف ىي مف إختصاص الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة وذلؾ طبقا لممادة ‪3/112‬‬
‫وباإلضافة لذلؾ أنو مكمؼ ىذا األخير بتنفيذ التنظيمات التى يصدرىا رئيس الجميورية‪ ،‬ويقع عمى الحكومة‬
‫اإللتزاـ بالتنفيذ دوف أف يكوف ليا سمطة تقديرية في ذلؾ‪.4‬‬

‫باعتباره ىو منسؽ عمؿ الحكومة وبإسناد الدستور لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة سمطة تنفيذ القوانيف‬
‫والتظيمات فيو يمارس السمطة الرئاسية والوصاية المسندة لموزراء مركزيا ومحميا كؿ في مجاؿ إختصاصو‬
‫ويتطمب ذلؾ إصدار مراسيـ تنفيذية وتعميمات وق اررات و ازرية مشتركة وقطاعية سمطة تنفيذ القوانيف‬
‫والتظيمات فيو يمارس السمطة الرئاسية والوصاية المسندة لموزراء مركزيا ومحميا كؿ في مجاؿ إختصاصو‬
‫ويتطمب ذلؾ إصدار مراسيـ تنفيذية وتعميمات وق اررات و ازرية مشتركة وقطاعية‪ ،‬فسمطة التنفيذ تمتد حتى إلى‬
‫المتابعة والمراقبة والمحاسبة تحت إشراؼ الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة‪،‬كذلؾ تسبقو وتتبعو‬

‫‪ٍ 1‬ؼبك هاثؼ‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.41 ٓ ،‬‬


‫‪ 2‬انًوعغ َفَّ‪.37 ٓ ،‬‬
‫‪ٍ 3‬بي‪ٛ‬خ ػجل انالٔ٘‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.281 ٓ ،‬‬
‫‪ٍ 4‬ؼبك هاثؼ‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.41 37 ٓ ٓ ،‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫عدة تدابير تتخذ في إجتماعات مجمس الوزراء واجتماعات عمؿ الحكومة وحتى إجتماعات مشتركة ومايمكف‬
‫مالحظتو أف المؤسس الدستوري حصر ىذا إختصاص في شخص الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب‬
‫الحالة دوف سواه‪.‬‬

‫وبالنتيجة يعود لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة ميمة تنفيذ القوانيف الصادرة عمى البرلماف‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أنو مكمؼ بتنفيذ التنظيمات التى يختص بيا رئيس الجميورية‪ ،‬ولكف سمطة الوزير األوؿ أو‬
‫رئيس الحكومة غير مستقمة تمنعو مف إتخاذ تدابير في مواضيع لـ يسبؽ تنظيميا سواء مف قبؿ البرلماف أو‬
‫مف طرؼ رئيس الجميورية‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات الوزير األول أو رئيس الحكومة في المجال اإلستشاري‬

‫لقد منح المؤسس الدستوري سمطات واسعة لرئيس الجميورية حتى يتمكف مف مواجية األوضاع غير‬
‫العادية التى تيدد أمف الدولة وسالمة البالد مف خالؿ تعرض البالد لظروؼ غير العادية‪ .‬وفي نفس الوقت‬
‫ألزمو مف إستشارة الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬صالحيات الوزير األول أو رئيس الحكومة كمستشار لمرئيس الجمهورية‬

‫وطبقا لممادة ‪ 97‬مف التعديؿ الدستوري ينص‪" :‬يقرر رئيس الجميورية إذا دعت الضرورة الممحة‪ ،‬حالة‬
‫الطوارئ أو الحصار لمدة أقصاىا ثالثوف يوما‪ ...‬بعد إستشارة الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‪ ،‬حسب‬
‫الحالة"‪ .2‬واليدؼ مف اإلستشارة ىذا األخير ىو أف الحكومة مكمؼ بالسير عمى تنفيذ القوانيف والتنظيمات‪،‬‬
‫فال يمكف إىماؿ طمب إستشارتو لتمكينو مف إتخاذ اإلحتياطات واإلجراءات الالزمة‪.3‬‬

‫كما تنص المادة ‪ 98‬مف نفس الدستور عمى أف‪" :‬يقرر رئيس الجميورية الحالة اإلستثنائية واذا كانت البالد‬
‫ميددة بخطر دا ىـ يوشيؾ أف يصيب مؤسساتيا الدستورية أو إستقالليا أو سالمة ترابيا لمدة أقصاىا ستوف‬
‫يوما"‪ .4‬وال يمكف لرئيس الجميورية أف يتخذ مثؿ ىذا اإلجراء إال بعد إستشارة رئيس المجمس الشعبي الوطني‬
‫ورئيس مجمس األمة والمجمس الدستوري واإلستماع إلى مجمس األعمى لألمف ومجمس الوزراء‪ ،‬فقد خص‬
‫الدستور الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة بمياـ تتمحور حوؿ اإلستشارة أو إعالـ مف قبؿ رئيس‬
‫الجميورية لدى تقرير حالتي الطوارئ أو الحصار‪ ،‬أو إعتباره عضوا في مجمس الوزراء عند لجوءه إلى حالة‬
‫اإلستثنائية إعالف الحرب‪.‬‬

‫كما يتـ إستشارة الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة إجباري حسب الحالة إذا تعمؽ األمر بحؿ المجمس الشعبي‬

‫‪ 1‬يؾًل ػه‪ ٙ‬إٍالو انؼهً‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.30 ٓ ،‬‬


‫‪ 2‬أَظو انًبكح ‪ 97‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬
‫‪ٍ 3‬ؼبك هاثؼ‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.45 ٓ ،‬‬
‫‪ 4‬انًبكح ‪ 1/98‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫الوطني‪ ،1‬طبقا لممادة ‪ 151‬مف التعديؿ الدستوري‪.2‬‬

‫ولكف أىـ مايط أر مف إشكاؿ ىو قيمة ىذه اإلستشارات وخاصة إستشارة الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة؟‬
‫تعتبر اآلراء صادرة عف الشخصيات والييئات إستشارية وتتـ في السرية كما يجوز لرئيس الجميورية مخالفتيا‬
‫مف الناحية القانونية دوف أف يرتب ذلؾ مسؤولية‪ ،‬إال أف تمؾ اآلراء تتمتع في الواقع بقيمة أدبية كبيرة فضال‬
‫عف مخاطر السياسية التى قد يتعرض ليا رئيس الجميورية إذا لـ يقدر قيمة تمؾ اآلراء وأف ىذه اإلستشارة‬
‫تعد مسألة جوىرية‪ ،‬البد مف رئيس الجميورية اإللتزاـ بالرأي الناتج عنيا ولو كانت غير ممزمة‪ ،‬لذلؾ إذا لـ‬
‫يقـ رئيس الجميورية بتمؾ اإلستشارة كاف عممو غير دستوري يجوز الطعف فيو قضائيا بدعوى تجاوز السمطة‬
‫إال إذا وجدت ظروؼ يستحيؿ معيا القياـ باإلستشارة‪.3‬‬

‫‪ -‬كما يقوـ كؿ مف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة بتقديـ اإلقتراحات كاآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬إقتراح تعيين أعضاء الحكومة‪ :‬إف تعييف أعضاء الحكومة مف قبؿ رئيس الجميورية بناء عمى إقتراح مف‬
‫الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة وذلؾ طبقا لممادة ‪ 104‬مف التعديؿ الدستوري‪.‬‬
‫‪ .2‬طمب إنعقاد البرلمان في دورة غير عادية‪ :‬فمف األشخاص الذيف يحؽ ليـ طمب إنعقاد البرلماف في دورة‬
‫إستثنائية الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب نص المادة ‪" :2/138‬يمكف البرلماف كذلؾ أف يجتمع‬
‫بناء عمى إستدعاء مف رئيس الجميورية بطمب مف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‪ ،‬أو بطمب مف ثمثي‬
‫‪ 3/2‬أعضاء المجمس الشعبي الوطني"‪ .4‬وذلؾ ألف موافقة عمى طمب ترجع إلى رئيس الجميورية فإذا‬
‫وافؽ ىذا األخير عمى إقتراح يصدر مرسوما بإنعقاد البرلماف في دورية غير العادية‪ ،‬مما يعني أف‬
‫مؤسس الدستوري حصر ىذا اإلختصاص في يد رئيس الجميورية‪ ،‬ويتـ إجتماع البرلماف في دورة غير‬
‫العادية حوؿ أعماؿ مدد سمفا‪ ،‬وترتيبا لذلؾ يتولى البرلماف دراسة ما استدعى إليو مف مسائؿ الغير‪،5‬‬
‫حيث نصت المادة‪ 3/4‬مف القانوف العضوي ‪ ،612/16‬ورئيس الجميورية غير ممزـ بقبوؿ إقتراحات‪.‬‬

‫ويمكف اإلشارة أف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة اليمكنو إقتراح تعديؿ الدستور حيث نصت المادة ‪219‬‬
‫عمى أف‪" :‬لرئيس الجميورية حؽ المبادرة بالتعديؿ الدستوري"‪.‬‬

‫‪ٍ 1‬ؼبك هاثؼ‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.49 ٓ ،‬‬


‫‪ 2‬أَظو انًبكح ‪ 1/151‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬
‫‪ 3‬يؾًل ػه‪ ٙ‬إٍالو انؼهً‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.39 ٓ ،‬‬
‫‪ 4‬أَظو انًبكح ‪ 2/138‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘‪.2020‬‬
‫‪ 5‬يؾًل ػه‪ ٙ‬إٍالو انؼهً‪ ،ٙ‬انًوعغ انَبثك‪.40 ٓ ،‬‬
‫‪ 6‬رُٔ انًبكح ‪ 4‬يٍ انمبٌَٕ انؼ‪ 16/12 ٕ٘ٚ‬ػهٗ‪ٚ ":‬غزًغ انجونًبٌ ف‪ ٙ‬كٔهح ػبك‪ٚ‬خ ٔاؽلح كم ٍُخ‪ ،‬رلٔو يلرٓب ػْو‪10‬‬
‫أّٓو ػهٗ ألم‪.‬‬
‫‪ًٚ‬ك ٍ رًل‪ٚ‬ل انلٔهح انؼبك‪ٚ‬خ أل‪ٚ‬بو يؼلٔكح ثطهت يٍ انٕى‪ٚ‬و األٔل‪ ،‬ثغوٗ اإلَزٓبء يٍ كهاٍخ َمطخ يلهعخ ف‪ ٙ‬علٔل أػًبل‬
‫انلٔهح‪.‬‬
‫كًب ‪ًٚ‬كٍ أٌ انجونًبٌ ف‪ ٙ‬كٔهح غ‪ٛ‬و ػبك‪ٚ‬خ ٔفمب ألؽكبو انًبكح ‪ 135‬يٍ انلٍزٕه"‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫بعد أف يصوت المجمس الشعبي الوطني ومجمس األمة عمى المبادرة بنفس الصيغة حسب الشروط نفسيا‬
‫التى تطبؽ عمى نص تشريعي يعرض التعديؿ عمى الشعب لإلستفتاء عميو خالؿ الخمسيف ‪ 50‬يوما الموالية‬
‫إلق ارره"‪ .‬وبيذا فإف إمكانية المبادرة التعديؿ الدستوري يكوف لرئيس الجميورية أو ‪ 3/4‬أعضاء البرلماف‬
‫المجتمعيف‪ ،‬دوف إعطاء إمكانية اإلقتراح بتعديؿ الدستوري لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة عمى عكس المادة‬
‫‪ 89‬مف الدستور الفرنسي التى تمنح لموزير األوؿ إمكانية اإلقتراح تعديؿ الدستور كما أف الوزير األوؿ أو‬
‫رئيس الحكومة الينوب عف رئيس الجميورية عكس الوزير األوؿ في فرنسا الذي ينوب عمى رئيس الفرنسي‬
‫وذلؾ في حالتيف طبقا لممادة ‪ 21‬في رئاسة لجاف الدفاع الوطني وفي رئاسة مجمس الوزراء‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬صالحيات الوزير األول أو رئيس الحكومة في الجانب التشريعي‬

‫وتتمثؿ في المبادرة بالقوانيف ودعوة البرلماف لإلنعقاد وطمب إجتماع المجنة المتساوية األعضاء‪.‬‬

‫‪ .1‬المبادرة بمشاريع القوانين‪ :‬إستنادا إلى نص المادة ‪ 143‬مف التعديؿ الدستوري‪ ،‬يمكف لموزير األوؿ أو‬
‫رئيس الحكومة أف يبادر بمشاريع القوانيف والتى البد مف عالضيا عمى مجمس الوزراء بعد أف يكوف قد‬
‫ناقشيا عمى مستوى مجمس الحكومة وبالتالى عرضيا في مجمس الوزراء في الحقيقة ىو عرض عمى‬
‫رئيس الجميورية واألمر ىنا منطقي ألف مشاريع القوانيف التى سوؼ يطرحيا عمى البرلماف آنية في‬
‫سياؽ تنفيذ مخطط عمؿ الحكومة‪ ،‬الذي ىو مستنبط مف برنامج رئيس الجميورية والذي إطمع ووافؽ‬
‫عميو خالؿ مجمس الوزراء‪ ،‬وال يممؾ الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة التغيير أو التعديؿ إال بموافقة رئيس‬
‫الجميورية‪.2‬‬
‫‪ .2‬دعوة البرلمان لإلنعقاد‪ :‬يمكف لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة‪ ،‬عند الضرورة بدعوة البرلماف لإلنعقاد في‬
‫د ورات غير عادي وذلؾ خالؿ العطمة البرلمانية السنوية أي بعد إنتياء دورتو العادية‪ ،‬كما تقوـ بعقد‬
‫إجتماعات سرية لمجمسي البرلماف أحيانا‪ ،‬وبتمديد الدورة البرلمانية العادية أحيانا أخرى وىذا مانصت‬
‫عميو المادة ‪ 138‬مف التعديؿ الدستوري‪.3‬‬

‫باإلضافة لحؽ الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة في تمديد دورة البرلماف مكنو الدستور مف دعوتو لإلجتماع‬
‫لدورة غير العادية وذلؾ بإستدعاء مف رئيس الجميورية وبناءا عمى طمب الوزير مف الوزير األوؿ أو رئيس‬
‫الحكومة‪ ،4‬ويحدد المرسوـ الرئاسي المتضمف دعوة البرلماف لعقد دورة غير العادية جدوؿ أعماؿ الدورة‪،5‬‬
‫وتختتـ الدورة بمجرد ما يستنفذ البرلماف جدوؿ األعماؿ الذي إستدعى مف أجمو‪ ،6‬وبالتنسيؽ بيف مكتبي‬

‫‪ 1‬يؾًل ػه‪ ٙ‬إٍالو‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.42 41 ٓ ٓ ،‬‬


‫‪ 2‬ػجل انؾه‪ٛ‬ى يوىٔل‪ٕ ٔ ٙ‬بنؼ ثُْٕه٘‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.56 ٓ ،‬‬
‫‪ٍ 3‬بي‪ٛ‬خ ػجل انالٔ٘‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.297 ٓ ،‬‬
‫‪ 4‬انًبكح ‪ 138‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬
‫‪ْٔ 5‬نا يبَٖذ ػه‪ ّٛ‬انًبكح ‪ 4/4‬يٍ انمبٌَٕ انؼ‪.12/16 ٕ٘ٚ‬‬
‫‪ 6‬انًبكح ‪ 5/138‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪.2020‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫الغرفتيف وبالتشاور مع الحكومة‪ ،1‬واألصؿ أف جمسات البرلماف عالنية‪ ،2‬إال أف المؤسس الدستوري أعطى‬
‫لكؿ مف المجمس الشعبي الوطني ومجمس األمة أف يعقد جمسات مغغمقة بطمب مف رئيسو أو مف أغمبية‬
‫أعضائو الحاضريف أو بطمب مف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‪.3‬‬

‫‪ .3‬طمب إجتماع المجنة المتساوية األعضاء‪ :‬في حالة حدوث خالؼ بيف غرفتي البرلماف لموزير األوؿ أو‬
‫رئيس الحكومة أف يطمب إجتماع المجنة المتساوية األعضاء‪ ،‬ومشكمة مف ممثمي كمتى الغرفتيف في أجؿ‬
‫‪ 15‬يوما إليجاد حؿ لمخالؼ خالؿ ‪ 15‬يوما أيضا ويعرض ىذا الحؿ عمى غرفتي البرلماف لممصادقة‬
‫دوف تعديالت إال بموافقة الحكومة‪ ،‬وفي حالة إستمرار خالؼ يمكف لمحكومة أف تطمب مف مجمس‬
‫الشعبي الوطني حسـ ىذا الخالؼ سواء مف نص منبثؽ عف المجنة متساوية األعضاء‪ ،‬أو بنص األخير‬
‫الذي صوت عميو واذا لـ تطمب الحكومة ذلؾ مف مجمس الشعبي الوطني يسحب النص كأنو لـ يكف‬
‫وىذا مانصت عميو المادة ‪ 145‬في فقرتيا خامسة مف التعديؿ الدستوري الجزائري ‪.42020‬‬

‫‪ 1‬انًبكح ‪ 2/5‬يٍ انمبٌَٕ انؼ‪.12/16 ٕ٘ٚ‬‬


‫‪ 2‬انًبكح ‪ 1/136‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ انز‪ ٙ‬رُٔ‪":‬عهَبد انجونًبٌ ػالَ‪ٛ‬خ"‪َ ْٕٔ.‬فٌ يبَٖذ ػه‪ ّٛ‬انًبكح‬
‫‪2/6‬يٍ انمبٌَٕ انؼ‪.12/16 ٕ٘ٚ‬‬
‫‪ 3‬انًبكح ‪ 3/136‬يٍ انزؼل‪ٚ‬م انلٍزٕه٘ انغيائو٘ ‪. 2020‬‬
‫‪ 4‬ػجل ؽه‪ٛ‬ى يوىٔل‪ٕٔ ٙ‬بنؼ ثُْٕه٘‪ ،‬انًوعغ انَبثك‪.56 ٓ ،‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السلطة التنفيذية في التعذيل الذستوري لسنة ‪0202‬‬

‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬


‫يمكف القوؿ أف رئيس الجميورية يعد المؤسسة األساسية في النظاـ الدستوري الجزائري إذ مف خالؿ‬
‫إختصاصات في الظروؼ العادية سواء في عالقتو مع جياز التنفيذي أو في عالقتو بالسمطة التشريعية‪ ،‬أو‬
‫في عالقتو بالجياز القضائي‪،‬كما أف لرئيس الجميورية إختصاصات غغفي الظروؼ غير العادية‪ ،‬أي في‬
‫حاالت الطوارئ أو الحصار‪ ،‬أوالظروؼ اإلستثنائية أو في حالة التعبئة العامة‪ ،‬أو في حالة الحرب‪ ،‬ومف‬
‫خالؿ ذلؾ اتضح أف رئيس الجميورية يحتؿ مكانة مميزة مف ناحية الممارسة السياسية في النظاـ السياسي‬
‫الجزائري نظ ار إلى إختصاصاتو الدستورية‪.‬‬

‫أما إختصاصات الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة باعتباره الرأس الثاني لمسمطة التنفيذية فمو أيضا عدة‬
‫صالحيات أو مياـ ضمنت لو جزء مف السمطة السياسية داخؿ الجياز التنفيذي‪ ،‬ومف بينيا صالحيات‬
‫دستورية خاصة بالمجاؿ التنظيمي والتسييرمثؿ التعييف وحسف سير اإلدارة العامة‪ ...‬أخرى في المجاؿ‬
‫اإلستشاري التنفيذي مثؿ تنفيذ القوانيف والتنظيمات وتوقيع المراسيـ التنفيذية‪.‬‬

‫لكف بدراسة صالحيات كؿ منيما نجد تفوؽ صالحيات رئيس الجميورية عمى الوزير األوؿ أو رئيس‬
‫الحكومة‪ ،‬ومف مظاىر ذلؾ‪ ،‬إرتباط المراسيـ التنفيذية بالمراسيـ الرئاسية‪ ،‬وترأس رئيس الجميورية مجمس‬
‫الوزراء الذي كاف يتمتع رئيس الحكومة بترأس مجمس الحكومة قبؿ تعديؿ ‪ 2008‬الذي ألغي بتعديؿ‬
‫الدستوري‪ ،‬وأصبح الوزير األوؿ ىو مف يترأس إجتماعات الحكومة بتفويض مف رئيس الجميورية ويقوـ بتنفيذ‬
‫وتنسيؽ برنامج الرئيس وليس برنامج حكومتو‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الخاتـمة‬

‫العامــة‬
‫الخاتمــة العامــة‪:‬‬

‫ومف خالؿ دراستنا ليذا الموضوع الذي تطرقنا مف خاللو إلى مركز كؿ مف رئيس الجميورية والوزير‬
‫األوؿ ورئيس الحكومة حسب الحالة وصالحيات كؿ منيما يمكننا القوؿ بأف التعديؿ الدستوري لسنة ‪ ،2020‬في‬
‫حاؿ تعييف رئيس الجميورية لرئيس الحكومة فقد كرس ثنائية السمطة التنفيذية بشكؿ فعمي خاصة بتقييد رئيس‬
‫الجميورية بتعييف رئيس الحكومة مف األغمبية البرلمانية‪ ،‬وأيضا تمكيف ىذا األخير مف إعداد برنامج األغمبية‬
‫البرلمانية وليس البرنامج الرئاسي عكس الحالة التي يعيف فييا الوزير األوؿ والتي تبنى فييا التعديؿ الدستوري‬
‫الثنائية الشكمية فقط حيث أنو لرئيس الجميورية كامؿ الحرية في تعييف مف يشاء كوزير األوؿ‪ ،‬كما أنو يقوـ فقط‬
‫بتطبيؽ البرنامج الرئاسي عف طريؽ إعداد مخطط عمؿ لو فنقوؿ بأنو يعتبر أوؿ وزراء رئيس الجميورية وليس‬
‫القطب الثاني لمسمطة التنفيذية‪.‬‬

‫ومف خالؿ دراستنا ىذه توصمنا إلي عدة نتائج أبرزىا‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أف رئيس الجميورية التنفيذية ىو الطرؼ األساسي واألقوى في السمطة التنفيذية حيث يستأثر بمعظـ‬
‫الصالحيات التنفيذية سواء في الحاالت العادية أو اإلستثنائية ولو أيضا صالحيات التشريعية وأخرى قضائية‬
‫عمى عكس الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة والذي يحوز عمى صالحيات قميمة مقارنة برئيس‬
‫الجميورية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أف التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬قيد رئيس الجميورية في تعيينو لرئيس الحكومة في حاؿ أسفرت‬
‫اإلنتخابات التشريعية األغمبية البرلمانية بشرط اإلنتماء السياسي بمعنى يجب أف ينتمي رئيس الحكومة‬
‫المعيف إلي األغمبية البرلمانية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أف التعديؿ الدستوري الجديد أمكف رئيس الحكومة اإلنتخابات بتنفيذ برنامج األغمبية البرلمانية وليس‬
‫تنفيذ البرنامج الرئاسي‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أف رئيس الجميورية في حاؿ تعيينو لوزير األوؿ حسب الحاالت المقررة في ذلؾ لو كامؿ الحرية ويقوـ‬
‫الوزير األوؿ بتطبيؽ البرنامج الرئاسي دوف أف يكوف لو برنامج خاص بو‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أف التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2020‬جعؿ لكؿ مف الوزير األوؿ ورئيس الحكومة حسب الحالة نفس‬
‫صالحيات وىي الصالحيات التي جاء بيا التعديؿ الدستوري لسنة ‪.2016‬‬

‫سادسا‪ :‬أنو في غياب المسؤولية السياسية لرئيس الجميورية أماـ البرلماف‪ ،‬الحكومة تكوف مسؤولة حتى عمى‬
‫الق اررات التى لـ تشارؾ فييا رئيس الجميورية وكانت سمطة التوقيع فييا لو وحده فقط‪.‬‬

‫وبيذه إستنتاجات يمكننا وضع اإلقتراحات اآلتية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬توسيع صالحيات رئيس الحكومة أو الوزير األوؿ حسب الحالة وخاصة في حالة تعييف رئيس الحكومة‬

‫‪78‬‬
‫الخاتمــة العامــة‪:‬‬

‫حتى يتمكف مف تنفيذ برنامج األغمبية البرلمانية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬معالجة الحالة التى تتوزع فييا األغمبية في اإلنتخابات التشريعية عمى عدة أحزاب أو ما يعرؼ بحالة‬
‫اإلئتالؼ وتوضيح موقؼ الدستور منيا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬معالحة الحالة التي ال ينتمي فييا رئيس الجميورية ألي حزب‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬إعطاء سمطة التعييف لرئيس الحكومة خاصة في مجاؿ تعييف في المحكمة الدستورية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬النص عمى دور فعاؿ لمحكومة حتى ال يتالشى مبدأ الثنائية‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬تسمية رئيس الحكومة بدؿ مف الوزير األوؿ إلعتبار أف تسمية رئيس الحكومة أوسع‪ ،‬مع جعؿ‬
‫برنامجو حكومي وليس رئاسي‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬توسيع في صالحيات الوزير األوؿ‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬إقرار مبدأ ثنائية التنفيذية حقيقية وفعمية وليست شكمية‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫قائمة‬
‫المصادر‬
‫والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمزاجع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المصادر‬
‫‪ .1‬القرآن الكريم‬
‫‪ .2‬النصوص التشريعية‪:‬‬
‫‪1.2‬الدساتير‪:‬‬
‫‪ -‬التعديؿ الدستوري لسنة ‪ ،2020‬الصادر بموجب المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 442/20‬المؤرخ في ‪ 15‬جمادى‬
‫األولى عاـ ‪ 1442‬الموافؽ ؿ‪ 15‬ديسمبر سنة ‪ ،2020‬المتضمف التعديؿ الدستوري‪ ،‬الجريدة الرسمية لمجميورية‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد ‪.82‬‬
‫‪ .1.3‬القوانين العضوية‪:‬‬
‫‪ -‬القانوف عضوى رقـ ‪ 12 -16‬المؤرخ في ‪ 22‬ذى القعدة عاـ ‪ 1437‬الموافؽ ‪ 25‬غشت سنة‬
‫‪ ،2016‬يحدد تنظيـ المجمس الشعبي الوطني ومجمس األمة وعمميما‪ ،‬وكذا العالقات الوظيفية بينيما‬
‫وبيف الحكومة‪ ،‬الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪.50‬‬

‫‪ -‬القانوف العضوي رقـ ‪04‬ػ_‪ 12‬مؤرخ في ‪ 21‬رجب عاـ ‪ 1425‬الموافؽ ‪ 6‬سبتمبر سنة ‪2004‬‬
‫يتعمؽ بتشكيؿ المجمس األعمى لمقضاء وعممو وصالحياتو‪ ،‬الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية‪،‬‬
‫عدد ‪.57‬‬
‫‪ -‬القانوف العضوي‪ ،‬رقـ ‪ 08/19‬المؤرخ في ‪14‬سبتمبر ‪ 2019‬يعدؿ ويتمـ القانوف‪ 10/16‬المتعمؽ‬
‫بنظاـ االنتخابات‪ ،‬الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪.55‬‬
‫‪ -‬إعالف رقـ ‪\03‬ا‪.‬ـ‪.‬د\‪ 19‬المؤرخ في ‪ 16‬ديسمبر ‪ 2019‬يتضمف نتائج النيائية إلنتخاب رئيس‬
‫الجميورية‪ ،‬الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪.78‬‬
‫‪ .3‬النصوص التنظيمية‪:‬‬
‫‪ .1.4‬المراسيم الرئاسية‪:‬‬
‫‪ -‬مرسوـ رئاسي رقـ ‪ 179 /17‬المؤرخ في ‪ 24‬ماي ‪ 2017‬المتضمف تعييف السيد عبد المجيد‬
‫تبوف‪ ،‬الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪.41‬‬
‫‪ -‬المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 241/ 17‬المؤرخ في ‪ 15‬اوت ‪ 2017‬يتضمف إنياء مياـ الوزير األوؿ‬
‫في مادتو األولى" تنيى مياـ عبد المجيد تبوؿ الوزير األوؿ"‪ ،‬الجريدة الرسمية لمجميورية‬
‫الجزائرية‪ ،‬العدد‪.48‬‬

‫‪80‬‬
‫قائمة المصادر والمزاجع‪:‬‬

‫‪ -‬المرسوـ رئاسي مؤرخ في ‪ 03‬شعباف عاـ ‪ 1438‬الموافؽ ؿ ‪ 30‬أبريؿ سنة ‪ 2017‬ينيي مياـ‬

‫السيدعبد القادر محي الديف حدابي بصفتو رئيسا لديواف وزير الصناعة والمناجـ بسبب الوفاة‪.‬‬

‫‪ -‬المرسوـ الرئاسي المؤرخ في ‪ 03‬شعباف ‪ 1438‬الموافؽ ؿ ‪ 30‬أبريؿ ‪ 2017‬تنتيي مياـ السيد‬

‫ناصر طاجيف بصفتو نائب مدير لبرنامج حشد الموارد المائية في المديرية العامة لمميزانية بو ازرة‬

‫المالية بسبب الوفاة‪.‬‬

‫‪ -‬المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 240 /99‬مؤرخ في رجب ‪ 17‬عاـ ‪ 1420‬الموافؽ ؿ‪ 27‬أكتوبر لسنة ‪1999‬‬
‫يتعمؽ بتعييف في الوظائؼ المدنية والعسكرية لمدولة‪ ،‬الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪.76‬‬
‫‪ -‬المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 179/17‬المؤرخ في ‪ 24‬مايو ‪ 2017‬المتضمف تعييف الوزير األوؿ‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية لمجميورية الجزائرية‪ ،‬عدد‪.48‬‬
‫‪ -‬المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 178 /17‬مؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ 2017‬المتضمف إنياء مياـ الوزير األوؿ‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية لمجميورية الجزائرية‪ ،‬عدد‪.48‬‬

‫ثانيا_ المراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬إبراىيـ مالوي‪ ،‬عضو البرلماف في النظاـ الدستوري الجزائري‪ ،‬دوف طبعة‪ ،‬لمدراسات و النشر و التوزيع‪،‬‬
‫الجزائر العاصمة‪.2015 ،‬‬
‫‪ -‬أحمد سعيفاف‪ "،‬ا ألنظمة السياسية و المبادئ الدستورية العامة دراسة مقارنة"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات‬
‫الحمبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‪.2004 ،‬‬
‫‪ -‬إدريس بوك ار‪ ،‬نظاـ اإلنتخاب رئيس الجميورية في الجزائر‪ ،‬دوف طبعة‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫‪ -‬أميف سالمة العضايمة‪ " ،‬الوجيز في النظاـ الدستوري"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.2010 ،‬‬
‫‪ -‬أيمف محمد شريؼ‪ ،‬اإلزدواج الوظيفي و العضوي بيف السمطتيف التشريعية والتنفيذية في األنظمة‬
‫السياسية النعاصرة"دراسة تحميمية"‪ ،‬دوف طبعة‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬

‫‪81‬‬
‫قائمة المصادر والمزاجع‪:‬‬

‫‪ -‬بمحاج صالح‪" ،‬المؤسسات السياسية والقانوف الدستوري في الجزائر مف اإلستقالؿ إلى اليوـ"‪ ،‬دوف‬
‫طبعة‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪. 196‬‬
‫‪ -‬جميؿ عبد اهلل القائفي‪ ،‬سمطات رئيس الجميورية في الظروؼ اإلستثنائية‪ ،‬دوف طبعة‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬حسيف عثماف ومحمد عثماف‪ ،‬الوسيط في القانوف الدستوري‪ ،‬دوف طبعة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪2002 ،‬‬
‫‪ -‬ربيع مفيد الغصيي وعزت أيوبي األمير‪" ،‬الوزير األوؿ في النظاـ السياسي"‪ ،‬دوف طبعة‪ ،‬منشورات‬
‫الحمبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‪.2003 ،‬‬

‫‪ -‬سعيد بوشعير‪" ،‬القانوف الدستوري والنظـ السياسية المقارنة"‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ديواف‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬بف عكنوف‪ ،‬الجزائر‪.2000 ،‬‬
‫‪ -‬سعيد بوشعير‪ ،‬النظاـ السياسي الجزائري دراسة تحميمية لطبيعة نظاـ الحكـ في ضوء دستور‬
‫‪ ،1996‬الجزء الثالث‪ ،‬الطبعة المنقحة‪ ،‬بف عكنوف‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ -‬سعيد بوشعير‪ ،‬النظاـ السياسي الجزائري دراسو تحميميو لطبيعو نظاـ الحكـ في ضوء دستور ‪، 1996‬‬
‫الجزء الرابع‪ ،‬الطبعة المنقحة‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعيو‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ -‬سمير داود سمماف و عمي مجيد العكيمي‪ ،‬مدى تأثير الظروؼ اإلستثنائية عمى الشرعية الدستورية دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.2015 ،‬‬

‫‪ -‬عبد اهلل بوقفة‪" ،‬أساليب ممارسة السمطة في النظاـ السياسي الجزائري دراسة مقارنة"‪ ،‬طبعة مزيدة‬
‫ومنقحة‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عيف مميمة‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬عبد اهلل بوقفة‪"،‬الدستور الجزائري نشأة تشريعا فقيا"‪ ،‬طبعة جديدة‪ ،‬شركة دار اليدى‪ ،‬عيف مميمة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2015 ،‬‬
‫‪ -‬عصاـ سميماف‪ ،‬األنظمة البرلمانية بيف النظرية والتطبيؽ دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحمبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‪.2010 ،‬‬
‫‪ -‬عمي يوسؼ الشكري‪ ،‬التناسب بيف سمطة رئيس الدولة والمسؤولية في الدساتير العربية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫ايتراؾ لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪.2010،‬‬

‫‪ -‬عمي يوسؼ الشكري‪" ،‬الوسيط في األنظمة السياسية المقارنة"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مؤسسة دار‬
‫الصادؽ الثقافية‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.2012 ،‬‬

‫‪82‬‬
‫قائمة المصادر والمزاجع‪:‬‬

‫‪ -‬عقيمة خرباشي‪" ،‬العالقة الوظيفية بيف الحكومة والبرلماف بعد التعديؿ الدستوري ؿ‪ 28‬نوفمبر‬
‫‪ ،"1996‬دوف طبعة‪ ،‬دار الخمدونية لمنشر والتوزيع‪ ،‬القبة‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -‬عمار عباس‪ ،‬العالقة بيف السمطات في األنظمة السياسية المعاصرة وفي النظاـ السياسي‬
‫الجزائري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار خمدونية‪ ،‬القبة‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ -‬فدوى مرابط‪ ،‬السمطة التنفيذية في بمداف المغرب العربي دراسة قانونية مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مراكز‬
‫دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‪.2010 ،‬‬
‫‪ -‬فوزي أوصديؽ‪ ،‬الوافي في شرح القانوف الدستوري الجزائري‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ديواف‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬بف عكنوف‪ ،‬الجزائر‪.1994 ،‬‬
‫‪ -‬ماجد راغب الحمو‪ ،‬القانوف الدستوري‪ ،‬دوف طبعة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2008 ،‬‬
‫‪ -‬محمد رفعت عبد الوىاب‪ ،‬القانوف الدستوري والمبادئ الدستورية دراسة النظاـ الدستوري المصري‪ ،‬دوف‬
‫طبعة‪ ،‬الناشر منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دوف سنة‪.‬‬
‫‪ -‬محمد ىاممي‪ ،‬السمطة التنفيذية عمى السمطة التشريعية في النظاـ الدستوري الجزائري دراسة مقارنة‬
‫بالنظاميف الدستوري المصري والفرنسي‪ ،‬دوف طبعة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2014 ،‬‬

‫‪ -‬ميند صالح الطراونة‪" ،‬العالقة بيف السمطتيف التنفيذية والتشريعية في النظاـ البرلماني"‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬مؤسسة الوراؽ لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬نزيو رعد‪ "،‬القانوف الدستوري العاـ المبادئ العامة والنظـ السياسية"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المؤسسات الحديثة‬
‫لمكتاب‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‪.2011 ،‬‬

‫‪ _2‬المقاالت‪:‬‬

‫_ بف سييمة ثاني بف عمي وحمودي محمد بف ىاشمي‪" ،‬اإلطار القانوني المنظـ لحؽ المبادرة بالقوانيف‬
‫في الدستوريف الجزائري لسنة ‪ 1996‬والمغربي لسنة ‪ ،"2011‬دفاتر السياسة والقانوف‪ ،‬العدد الثاني‪،‬‬
‫جانفي ‪.2013‬‬

‫_ جماؿ غريسي و العيد غريسي‪" ،‬مظاىر تدخؿ ورقابة رئيس الجميورية لمعمؿ التشريعي"‪ ،‬مجمة‬
‫العموـ القانونية والسياسية‪ ،‬المجمد ‪ ،10‬العدد ‪ ،03‬ديسمبر ‪.2019‬‬
‫‪ -‬عبد الحميـ مرزوقي وصالح بنشوري‪" ،‬التعديؿ الدستوري الجزائري الجديد ومبدأ الفصؿ بيف‬
‫السمطات"‪ ،‬مجمة العموـ القانونية والسياسية‪ ،‬العدد‪ ،14‬أكتوبر ‪.2016‬‬

‫‪83‬‬
‫قائمة المصادر والمزاجع‪:‬‬

‫‪ -‬عبد العالي حاحة وآماؿ يعيش تماـ‪ " ،‬المركز القانوني لرئيس الجميورية في ظؿ التعديؿ‬
‫الدستوري لسنة ‪ ،" 2016‬مجمة العموـ القانونية والسياسية‪ ،‬عدد‪ ،14‬أكتوبر ‪.2016‬‬
‫‪ -‬عمي عبود الخفاجي‪ " ،‬ثنائية السمطة التنفيذية في دستور العراؽ لسنة ‪ ،"2005‬مجمة القادسية‬
‫لمقانوف والعموـ السياسية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬كانوف األوؿ ‪.2017‬‬
‫‪ -‬عمار عباس‪ "،‬المسؤولية السياسية والجنائية لمسمطة التنفيذية في نظاـ السياسي الجزائري"‪ ،‬مجمو‬
‫القانوف ‪ ،‬معيد العموـ القانونية واالدارية‪ ،‬جامعو غميزاف الجزائر‪ ،‬العدد ‪.2019 ،02‬‬
‫‪ -‬عمار عباس‪ "،‬دور االسئمة البرلمانية في الرقابو عمى عمؿ الحكومة‪ ،‬المجمة النقدية ‪ ،‬كميو الحقوؽ‬
‫والعموـ السياسيو‪ ،‬جامعو تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬عيسى طيبي‪ " ،‬مكانو الوزير االوؿ في الجزائر مف خالؿ مسؤوليتو عمى ضوء التعديؿ الدستوري لعاـ‬
‫‪ ،"2016‬مجمو الدراسات القانونيو‪ ،‬كميو الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعو المدية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد االوؿ‪،‬‬
‫‪.2019‬‬

‫‪ -‬فريدة بف يونس‪" ،‬العفو الشامؿ مف اإلختصاص التشريعي لرئيس الجميورية في القانوف‬


‫الجزائري"‪ ،‬مجمة المفكر‪ ،‬مجمة تصدر مف جامعة بسكرة‪ ،‬عدد‪ ،7‬نوفمبر ‪.2011‬‬
‫‪ -‬قصاص ىنية‪" ،‬عف ثنائية السمطة التنفيذية في الدستور التونسي ‪ ،"2014‬مجمة األستاذ الباحث‬
‫لمدرسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد‪.2019 ،2‬‬
‫‪ -‬مزياني حميد‪" ،‬اشكاليو شغور منصب رئيس الجميوريو الجزائر بيف النص والتطبيؽ"‪ ،‬المجمة‬
‫األكاديمية لمبحث القانوني‪ ،‬جامعة بجايو الجزائر‪ ،‬العدد ‪.2020 ، 03‬‬
‫‪ _3‬األبحاث األكاديمية‪:‬‬
‫‪ -‬أحمد شاىد‪ "،‬المؤسسة التشريعية بنظاـ الغرفتيف كما ورد في دستور ‪ 28‬نوفمبر ‪ ،"1996‬مذكرة‬
‫ماجيستر‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية واإلعالـ‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬العممي محمد عمي إسالـ‪ "،‬المركز القانوني لموزير األوؿ في الجزائر"‪ ،‬مذكرة ماجيستر‪ ،‬كمية الحقوؽ‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪.2017 ،1‬‬

‫‪ -‬بف دحو نور الديف‪ " ،‬السمطة التنظيمية المستقمة كألية مدعمة لمركز رئيس الجميورية في‬
‫الجزائر"‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪،‬‬
‫‪.2016‬‬
‫‪ -‬بف مقورة جنات‪ " ،‬ثنائية السمطة التنفيذية في الجزائر بيف النظرية والممارسة"‪ ،‬مذكرة الماجستير‪ ،‬كمية‬
‫الحقوؽ‪ ،‬جامعة اإلخوة منتورى‪ ،‬قسنطينة‪.2004 ،‬‬

‫‪84‬‬
‫قائمة المصادر والمزاجع‪:‬‬

‫‪ -‬خموفي خدوجة‪ ،‬الرقابة البرلمانية عمى أعماؿ السمطة التنفيذية في المغرب العربي دراسة مقارنة‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬كمية الحقوؽ بف عكنوف‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2012 ،1‬‬
‫‪ -‬دويدي عائشة‪ ،‬الحدود الدستورية بيف السمطة التشريعية والسمطة التنفيذية دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة الجياللي اليابس‪.2018 ،‬‬
‫‪ -‬رابح سعاد‪ "،‬المركز القانوني لرئيس الجميورية"‪ ،‬مذكرة ماجيستر‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة أبو بكر بمقايد‪،‬‬
‫‪.2008‬‬

‫‪ -‬ردادة نور الديف‪ " ،‬التشريع عف طريؽ األوامر وأثره عمى السمطة التشريعية في ظؿ دستور‬
‫‪ ،"1996‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف العاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري‪،‬‬
‫قسنطينة‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬عبد الالوي زينب‪ ،‬تنظيـ السمطة التنفيذية في دستور ‪ 28‬نوفمبر ‪ 1996‬الجزائري"‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة باتنة‪.2017 ،1‬‬
‫‪ -‬عبد الالوي سامية‪ ،‬السمطة التنفيذية في ظؿ التعديالت الدستورية الجديدة الدوؿ المغاربية‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة بسكرة‪.2019 ،‬‬
‫‪ -‬عمر ثامري‪ " ،‬سمطة المبادرة بالتشريع في النظاـ السياسي الجزائري"‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير في القانوف العاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ اإلدارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬قديـ كيواني‪ ،‬السمطة التنظيمية في التعديؿ الدستوري الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪.2012 ،1‬‬
‫‪ -‬ليمي بف بغيمة‪" ،‬العالقة بيف رئيس الجميورية والوزير األوؿ في النظاـ الجزائري"‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.2016 ،‬‬
‫‪ -‬محمد أميف بولوـ‪ ،‬البنية القانونية والدستورية لمسمطة في ظؿ دستور ‪ ،1996‬مذكرة ماجيستر‪ ،‬كمية‬
‫الحقوؽ‪ ،‬جامعة تممساف‪.2008 ،‬‬
‫‪ -‬محمد بورايو‪ ،‬السمطة التنفيذية في النظاـ الدستوري الجزائري بيف الوحدة و الثنائية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2012 ،1‬‬
‫‪ -‬محمد فقير‪ ،‬عالقة رئيس الجميورية بالوزير األوؿ في النظاميف الجزائري والمصري دراسة مقار نة‪،‬‬
‫مذكرة ماجيستر‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة أحمد بوقرة بومرداس‪ ،‬دوف سنة‪.‬‬
‫‪ -‬مراح أحمد‪ ،‬أثر التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2008‬عمى العالقة بيف السمطتيف التشريعية والتنفيذية‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجيستر‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بمقايد تممساف‪.2016 ،‬‬

‫‪85‬‬
‫قائمة المصادر والمزاجع‪:‬‬

‫‪ -‬مكناش نريماف‪" ،‬السمطة التنفيذية في دساتير بعض الدوؿ المغاربية الجزائر‪ -‬المغرب‪ -‬تونس"‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2015 ،1‬‬

‫‪ -‬منيرة بمورغي‪" ،‬المركز القانوني لرئيس الجميورية في الجزائر بعد التعديؿ الدستوري لسنة‬
‫‪ ،"1996‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة بسكرة‪.2014 ،‬‬

‫‪86‬‬
‫قائمة‬

‫المحتويات‬
‫قائمة المحتويات‪:‬‬

‫‪I‬‬ ‫شكر وتقدير‬


‫‪III-II‬‬ ‫اإلىداء‬
‫أ‪-‬ث‬ ‫المقدمة العامة‬
‫الفصل األول‪ :‬تنظيم السمطة التنفيذية في التعديل الدستوري لسنة ‪2222‬‬
‫‪1‬‬ ‫تمييد‬
‫‪2‬‬ ‫المبحث األوؿ‪ :‬المركز القانوني لرئس الجميورية في التعديؿ الدستوري لسنة ‪2020‬‬
‫‪2‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬إنتخاب رئيس الجميورية‬
‫‪2‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬شروط إنتخاب رئيس الجميورية‬
‫‪2‬‬ ‫أوال‪ :‬الشروط الدستورية‬
‫‪5‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الشروط القانونية‬
‫‪7‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬كيفيات إنتخاب رئيس الجميورية‬
‫‪7‬‬ ‫أوال‪ :‬اإلقتراع العاـ السري والمباشر‬
‫‪7‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اإلقتراع عمى إسـ واحد‬
‫‪7‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التنظيـ اإلقتراع عمى دوريف‬
‫‪8‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬العيدة الرئاسية ومسؤولية رئيس الجميورية‬
‫‪8‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬العيدة الرئاسية‬
‫‪9‬‬ ‫أوال‪ :‬مدة العيدة الرئاسية‬
‫‪9‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حاالت الشغور منصب رئيس الجميورية‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مسؤولية رئيس الجميورية‬
‫‪11‬‬ ‫أوال‪ :‬المسؤولية السياسية‬
‫‪12‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المسؤولية الجنائية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المركز القانوني لموزير األوؿ أو رئيس الحكومة في التعديؿ الدستوري‬
‫‪14‬‬
‫لسنة ‪2020‬‬
‫‪14‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬تعييف وانياء مياـ الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬تعييف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إنياء مياـ الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‬
‫‪22‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬الرقابة البرلمانية عمى الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬الوسائؿ التى ترتب المسؤولية السياسية‬
‫‪23‬‬ ‫أوال‪ :‬ممتمس الرقابة‬

‫‪87‬‬
‫قائمة المحتويات‪:‬‬

‫‪24‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التصويت بالثقة‬


‫‪25‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة التي ال يترتب عمييا المسؤولية الحكومية بصفة مباشرة‬
‫‪25‬‬ ‫أوال‪ :‬األسئمة‬
‫‪27‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اإلستجواب‬
‫‪28‬‬ ‫ثالثا‪ :‬لجاف التحقيؽ‬
‫‪30‬‬ ‫خالصة الفصؿ األوؿ‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إختصاصات السمطة التنفيذية في التعديل الدستوري لسنة ‪2222‬‬
‫‪32‬‬ ‫تمييد‪:‬‬
‫‪33‬‬ ‫المبحث األوؿ‪ :‬إختصاصات رئيس الجميورية‬
‫‪33‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬إختصاصات رئيس الجميورية في الظروؼ العادية‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬إختصاصات رئيس الجميورية في عالقتو بالجياز التنفيذي‬
‫‪33‬‬ ‫أوال‪ :‬رئاسة مجمس الوزراء‬
‫‪34‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اإلختصاص التنظيمي لرئيس الجميورية‬
‫‪35‬‬ ‫ثالثا‪ :‬تعييف الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‬
‫‪36‬‬ ‫رابعا‪ :‬تعييف أعضاء الحكومة‬
‫‪36‬‬ ‫خامسا‪ :‬التعييف في الوظائؼ العميا لمدولة‬
‫‪37‬‬ ‫سادسا‪ :‬الصالحيات العسكرية لرئيس الجميورية‬
‫‪38‬‬ ‫سابعا‪ :‬صالحيات رئيس الجميورية في مجاؿ السياسة الخارجية‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إختصاصات رئيس الجميورية في عالقتو بالسمطة التشريعية‬
‫‪40‬‬ ‫أوال‪ :‬الحؽ في المبادرة بالقوانيف‬
‫‪41‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الحؽ في اإلعتراض عمى القوانيف‬
‫‪43‬‬ ‫ثالثا‪ :‬األوامر التشريعية‬
‫‪45‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إختصاصات رئيس الجميورية في عالقتو بالسمطة القضائية‬
‫‪45‬‬ ‫أوال‪ :‬رئاسة المجمس األعمى لمقضاء‬
‫‪46‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الحؽ في اإلصدار العفو‬
‫‪47‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬إختصاصات رئيس الجميورية في الظروؼ غير العادية‬
‫‪47‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬مفيوـ نظرية الظروؼ اإلستثنائية‬
‫‪47‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريؼ نظرية الظروؼ اإلستثنائية‬
‫‪48‬‬ ‫ثانيا‪ :‬شروط وأحكاـ نظرية الظروؼ اإلستثنائية‬

‫‪88‬‬
‫قائمة المحتويات‪:‬‬

‫‪48‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إختصاصات رئيس الجميورية في حالتي الطوارئ أو الحصار‬


‫‪50‬‬ ‫أوال‪ :‬الشروط الموضوعية‬
‫‪53‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكمية‬
‫‪54‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إختصاصات رئيس الجميورية في الحالة اإلستثنائية‬
‫‪55‬‬ ‫أوال‪ :‬الشروط الموضوعية‬
‫‪57‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكمية‬
‫‪59‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬إختصاصات رئيس الجميورية في حالة التعبئة العامة‬
‫‪59‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬إختصاصات رئيس الجميورية في حالة الحرب‬
‫‪60‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريؼ الحرب‬
‫‪61‬‬ ‫ثانيا‪ :‬شروط واجراءات إعالف الحرب‬
‫‪65‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬إختصاصات الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة حسب الحالة‬
‫‪65‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬صالحيات الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة في مجاؿ التسيير‬
‫‪65‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬رئاسة إجتماعات الحكومة‬
‫‪67‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬توزيع الصالحيات بيف األعضاء الحكومة‬
‫‪68‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬السير عمى حسف سير اإلدارة العمومية أو المرافؽ العمومية‬
‫‪68‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريؼ اإلدارة العمومية‬
‫ثانيا‪ :‬وظيفة الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة في حسف سير اإلدارة العمومية و‬
‫‪68‬‬
‫المرافؽ العمومية‬
‫‪69‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬سمطة التعييف في الوظائؼ الدولة بعد موافقة رئيس الجميورية‬
‫المطمب الثاني‪ :‬صالحيات الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة في مجاؿ التنفيذي‬
‫‪70‬‬
‫اإلستشاري‬
‫‪70‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬صالحيات الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة في المجاؿ التنفيذي‬
‫‪70‬‬ ‫أوال‪ :‬صالحية توقيع المراسيـ التنفيذية‬
‫‪71‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تنفيذ وتنسيؽ العمؿ المصادؽ عميو مف البرلماف‬
‫‪71‬‬ ‫ثالثا‪ :‬السير عمى تنفيذ القوانيف والتنظيمات‬
‫‪72‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة في المجاؿ اإلستشاري‬
‫‪72‬‬ ‫أوال‪ :‬صالحيات الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة كمستشار لمرئيس الجميورية‬
‫‪74‬‬ ‫ثانيا‪ :‬صالحيات الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة في الجانب التشريعي‬
‫‪76‬‬ ‫خالصة الفصؿ الثاني‬

‫‪89‬‬
‫قائمة المحتويات‪:‬‬

‫‪79-78‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪86-80‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪90-87‬‬ ‫قائمة المحتويات‬
‫‪91‬‬ ‫الممخص‬

‫‪90‬‬
‫الملخص‬
:‫الملخص‬

:‫الممخص بالمغة العربية‬

‫ حيث أتى‬،‫تتكوف ثنائية السمطة التنفيذية مف رأسيف رئيس الجميورية والوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‬
‫ بتغيرات جذرية ألوؿ مرة يقيد فييا رئيس الجميورية دستوريا بتعييف رئيس‬2020 ‫التعديؿ الدستوري لسنة‬
‫ وبؿ ذىب ألكثر‬،‫الحكومة مف األغمبية البرلمانية في حاؿ أفرزت اإلنتخابات التشريعية عف األغمبية البرلمانية‬
‫ أما في حالة أفرز اإلنتخابات‬،‫مف ذلؾ حيث أمكف الدستور رئيس الحكومة مف إعداد برنامج األغمبية البرلمانية‬
‫التشريعية البرلمانية عف األغمبية الرئاسية فرئيس الجميورية لو الحرية الكاممة في تعييف الوزير األوؿ الذي ينفذ‬
‫ أما الوزير األوؿ أو رئيس‬،‫ أما فيما يتعمؽ بالمسؤولية إعفاء رئيس الجميورية مف المسؤولية السياسية‬،‫برنامجو‬
‫ أما فيما يخص الصالحيات لرئيس الجميورية صالحيات واسعة جدا‬،‫الحكومة يخضع لممسؤولية السياسية‬
.‫مقارنة بصالحيات الوزير األوؿ أو رئيس الحكومة‬

Resume:

L'exécutif bilatéral Du président et le premier ministre Ou le premier


ministre, Où l'amendement constitutionnel est venu en 2020 Où les changements
radicaux pour la première fois Dans lequel le président de la République est
contraint Si les élections législatives indiquent la majorité parlementaire, Mais
je suis allé à plus de ça où il pourrait La présence du gouvernement à partir de la
préparation du programme majoritaire, Dans le cas d'élections législatives
Parlement pour la majorité présidentielle Le président de la République a toute
liberté pour nommer le ministre i Qui effectue son programme, En ce qui
concerne la responsabilité Exonération du chef de responsabilité politique de la
République, Premier ministre ou chef de gouvernement Est soumis à une
responsabilité politique, Quant aux pouvoirs du président de la République Très
grandes pouvoirs comparés aux pouvoirs du premier ministre ou du Premier
ministre.

91

You might also like