Professional Documents
Culture Documents
الحصانة البرلمانية في النظام الدستوري الجزائري
الحصانة البرلمانية في النظام الدستوري الجزائري
زقاولة شيماء
قال الررسول صمى اهلل عميو وسمم " :ال يشكر اهلل من ال يشكر
الناس" و انطالقا من ىذا الحديث ،فاننا نتوجو بالشكر الى االستاذ
الدكتور خشايمية لزهر عمى تفضمو باشرافو عمى ىذه الرسالة
وعمى ما بذلو من جيد و ارشاد طول فترة اعداد ىذه الرسالة ،كما
اتوجو لمجنة المناقشة لقبوليا مناقشة ىذه الرسالة.
اهداء
الى اختي
و باالخص زوجي
زقاولة شيماء
اهدي هذا العمل المتواضع:
الى من اوصنا بهما الرحمن احسانا ،الى والدايا العزيزين اطال اهلل في
عمرهما.
مروة جبار
مقدمة
مقدمة
مقدمة
مقدمة
منذ بداية الخميقة ،واإلنسان يسعى إلشباع حاجاتو المتعددة تحت تأثير طبيعتو االجتماعية ونزواتو
الغزيرة بحبو لمتممك والتسمط ،وىو الشيئ الذي يفرض حتما ضرورة التعايش مع بني جنسو ،وفق نظام
يضبط العالقات والروابط فيما بينيم ،ىذا النظام يضبط العالقات من جيتين ،عالقة األفراد فيما بينيم
وعالقة األفراد مع الحكام.
ال يتأتى ذلك إال عن طريق نظام برلماني يعمل بمبدأ الفصل بين السمطات ،نظ ار ألن تجميع
السمطات يؤدي إلى االستبداد والحكم المطمق .فوظائف الدولة في الدساتير الحديثة موزعة عمى ثالث
سمطات رئيسية ىي السمطة التشريعية ،السمطة التنفيذية والسمطة القضائية ،ولكل واحدة منيا مجال
اختصاص الذي يحدده الدستور القائم في الدولة ،والذي يعتبر الضمانة األولى لممارسة السمطة ممارسة
قانونية.
تعتبر السمطة التشريعية واحدة من أىم السمطات القائمة في الدولة ،تقوم بدور ىام وحيوي حددتو
معظم التشريعات ،فميا دور تشريعي يتمثل في سن القوانين والتشريعات ،ودور أخر رقابي يتمثل في
ممارسة الرقابة والتوجيو والمساءلة لمسمطة التنفيذية.
من أجل حسن سير المؤسسة التشريعية وحماية أعضاءىا من شتى أنواع الضغوطات والتيديدات
التي قد تمس بيم ،كان لزاما عمى المؤسس الدستوري إيجاد ضمانات لحماية أعضاء البرلمان .
ولعل من أىم ىذه الضمانات الدستورية التي تجسد استقاللية المؤسسة التشريعية ،وتضمن
استقرارىا في ممارسة مياميا النيابية ىي ضمانة الحصانة البرلمانية.
فالحصانة البرلمانية من ىذا المنظور ىي ضمانة قانونية ودستورية مقررة ألعضاء السمطة
التشريعية ،وتيدف إلى حمايتيم من جميع الضغوطات والمتابعات التي قد تمحق بيم أثناء ممارستيم
لمياميم النيابية ،ومنع اتخاذ أي إجراء جزائي ضدىم بسبب ارتكابيم لجريمة ما ،إال بعد حصوليم عمى
1
إذن من الجية المختصة لذلك.
-1رفيق منصوري ،الحصانة البرلمانية وتطبيقاتيا في الجزائر ،مذكرة لنيل شيادة الماستر ،كمية الحقوق والعموم السياسية،
جامعةعبد الرحمن ميرة ،بجاية ،السنة الجامعية ،5103-5102ص10
1
مقدمة
تجد الحصانة البرلمانية جذورىا ضاربة في التاريخ القديم ،حيث ظير ىذا المبدأ أول مرة في انجمت ار
في القرن السابع عشر ،ليتم تكريسيا بصفة فعمية بمناسبة إصدار وثيقة ميثاق الحقوق ،0355والتي
كانت ترمي إلى ضمان مبدأ حرية القول والكالم ألعضاء البرلمان واقرار عدم مسؤوليتيم.
بعدىا عرفت ىذه الضمانة قفزة نوعية بانتقاليا إلى الدول األخرى سواء الغربية أو العربية ،إذ
أصدرت الجمعية الوطنية في فرنسا سنة 0456قرار يتضمن إعالن حرمة واستقاللية أعضاء البرلمان،
وبيذا تم إرساء مبدأ الحصانة البرلمانية كآلية دستورية معترف بيا تيدف إلى حماية أعضاء البرلمان.
تعتبر مصر أولى الدول العربية التي اعترفت بيذا المبدأ ،إذ نصت عميو في الالئحة الداخمية
لمجمس النواب التي صدرت لسنة ،0555وعمى نفس المنوال حذت الدول العربية األخرى السيما منيا
الجزائر ،والتي عممت بمفيوم الحصانة البرلمانية منذ السنوات األولى لالستقالل ،كما يتجمى في أحكام
الدستور األول لمبالد ،دستور 0630في مواده 00و 004 ،05و 005و 006منو ،وتبنتو الحقا كل
الدساتير الجزائرية المتعاقبة منيا المواد 010و 011و 012من دستور ،0656وكذلك دستور 0663
في المواد ،000 ،001 ،016واخرىا التعديل الدستوري 5103في المادة 053منو ،وكذلك األنظمة
الداخمية لممجمس الشعبي الوطني في المواد 40و 45لسنة ،5111ومجمس األمة في المادة 051لسنة
.5101
تتجسد الحصانة البرلمانية في شقين أو ضمانتين دستوريتين ،فالشق األول يتعمق بالحصانة
الموضوعية أو عدم المسؤولية البرلمانية والتي نص عمييا المؤسس الدستوري الجزائري في المادة 053
من دستور ،5103فيي تعني عدم مسؤولية أعضاء البرلمان عن األفكار واألقوال واآلراء الصادرة عنيم
بمناسبة ممارسة مياميم البرلمانية ،فيي تقر بذلك الحرية الكاممة في التعبير ليؤالء الألعضاء ودون
القيام بأي إجراء جنائي أو مدني في مواجيتم ليس فقط أثناء عيدتيم بل تمتد إال ما بعد نياية العيدة
البرلمانية ،وفي المقابل إذا ارتكبت جرائم خارج إطار الحصانة الموضوعية أي أفعال غير مرتبطة
بممارسة الميام البرلمانية ،فإن مصمحة العدالة تقتضي التدخل القانوني إلقرار الفعل اإلجرامي ،وىنا البد
من إتباع إجراءات خاصة لمباشرة الدعاوى القضائية ،والتي تفرض تأجيل ىذا التدخل إلى حين
الحصول عمى إذن من البرلمان ،أو تنازل العضو المعني عن حصانتو كما أقره المؤسس الدستوري
الجزائري ،ىذا ىو الشق الثاني من الحصانة البرلمانية والذي يعرف باسم الحصانة ضد اإلجراءات
2
مقدمة
الجزائية أو الحصانة المؤقتة ،التي نص عمييا المؤسس الدستوري في المادتين 054و 055من التعديل
1
الدستوري .5103
تنبع أىمية الحصانة البرلمانية من كونيا وسيمة شرعت أساسا لحماية استقاللية البرلمان من تأثير
وتدخل السمطة التنفيذية ،حيث ال يمكن لمبرلمان أن يمارس وظيفتو التمثيمية عمى أكمل وجو إال إذا كان
استقاللو واستقالل أعضاؤه مكفوال كضمانة أساسية لعدم تأثير السمطة التنفيذية عمييم بالترغيب أو
الترىيب.
تكمن أىمية ىذه الدراسة في تحديد النظام القانوني لمحصانة البرلمانية في إطار ما نص عميو
المؤسس الدستوري الجزائري في المواد 053و 054و 055من التعديل الدستوري لسنة ،5103باإلضافة
إلى ما تضمنتو األنظمة الداخمية لغرفتي البرلمان ،وكل القوانين التي ليا صمة بالعمل البرلماني ،وبالتالي
تحديد نطاق ومجال ىذه الضمانة الدستورية والحدود التي تقف عندىا الحصانة البرلمانية في إطار
النصوص التشريعية التي تحكميا ،أي الحدود الواردة عمييا في التشريع الجزائري بما يضمن الحماية فقط
في الحدود المطموبة لممارسة الميام النيابية.
أسباب ذاتية:
-الرغبة في معرفة التعديالت المستحدثة عمى الدساتير الجزائرية واألنظمة الداخمية لغرفتي البرلمان.
أسباب موضوعية:
-أن الحصانة الموضوعية تشكل دعامة لمعمل البرلماني والتي تستحق دراستيا في سبيل معرفة
تطورىا وأنواعيا ونطاقيا وتكريسيا في مختمف الدساتير الغربية والعربية ،باالضافة إلى ىذا نقص
الدراسات التي تناولت مبدأ الحصانة البرلمانية.
-1فريد دبوشة ،الحصانة البرلمانية في الجزائر ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير ،كمية الحقوق ،جامعة بن يوسف بن خدة،
الجزائر ،5104-5103 ،ص15
3
مقدمة
الشك أنو في سبيل انجاز ىذا العمل اعترضتنا عدة صعوبات يتعمق البعض منيا بقمة المراجع
ذات الصمة بالموضوع والسيما المراجع المتخصصة ،وكذا ندرة المقاالت والمجالت التي ترتكز عمى مثل
ىذه المواضيع عمى المستوى الوطني ،ىو ما يشكل عائقا موضوعيا في سبيل انجاز ىذا البحث.
عمى الباح ث في أي مجال أن يحاول التحقيق واالطالع فيما يخص موضوع البحث ،وبناءا عمى
ذلك تم االطالع عمى بعض الدراسات السابقة منيا 7
-0مذكرة لنيل شيادة الماستر ،مقدمة في كمية الحقوق والعموم السياسية ،جامعة عبد الرحمن
ميرة ،بجاية بعنوان الحصانة البرلمانية و تطبيقاتيا في الجزائر ،لمطالب منصوري رفيق
-5مذكرة لنيل شيادة الماجستير ،مقدمة في كمية الحقوق ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر،
بعنوان ،الحصانة البرلمانية في النظام الدستوري الجزائري ،لمطالب فاتح يحياوي
وان كانت الحصانة البرلمانية تتضمن حماية لعضو البرلمان من أي تأثير عمى مواقفو الفكرية
وغيرىا داخل ىذه الييئة ،فيي ال تعني بالضرورة حرية النائب في تصرفاتو داخل البرلمان وخارجو.
لإلجابة عن ىذه االشكالية ،اعتمدنا في إنجاز ىذه الدراسة عمى المنيج التاريخي ،وذلك
باستنباط المفاىيم والدالئل ومقارنتيا بنصوص الدساتير المقارنة ،واعتمدنا ايضا عمى المنيج التحميمي
من خالل الوقوف عمى مختمف النصوص القانونية ذات الصمة بالموضوع في الجزائر.
وقد قسمت الدراسة إلى ثالث فصول7
الفصل األول 7مفيوم الحصانة البرلمانية و نشأتيا.
الفصل الثاني 7النظام القانوني لمحصانة البرلمانية.
الفصل الثالث 7انتياء الحصانة البرلمانية.
4
مفهىم الحصانة البرلمانية الفصل االول
الفصل االول
مفهوم الحصانة
البرلمانية
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
حرصت معظم دساتير العالم عمى االعتراف بمبدأ الحصانة البرلمانية ،وذلك بتوفير
ضمانات ألعضاء السمطة التشريعية من خالل منحيا أىمية ومرتبة عالية ،حيث يتمكن ىؤالء
األعضاء من ممارسة مياميم النيابية في ثقة واطمئنان دون الخوف من أي تيديد أو ابتزاز،
وذلك بيدف ضمان ممارسة وظيفتيم دون تأثير من الجياز الحكومي أو أي جية كانت.
ليذا نصت ىذه الدساتير عمى عدم مسؤولية العضو أو مؤاخذتو بسبب مواقفو أو خطاباتو
التي يمقييا ،وذلك بتمكينو من التمتع بالحصانة البرلمانية ،التي تستمزم عدم تعطيمو عن أداء
واجباتو وحمايتو من أي إجراءات كيدية تتخذ ضده.
لقد عرف الفقو الدستوري الحصانة البرلمانية عمى أنيا ميزة وقاعدة دستورية ،تيدف إلى
ضمان حسن سير العمل التشريعي ،حفاظا عمى حياد اعضاء البرلمان لكي يتمكنوا من ممارسة
وظيفتيم السامية بحرية تامة.
تتخذ الحصانة البرلمانية غالبا صورتين :حصانة موضوعية أو بما يعرف بالالمسؤولية
عن األفعال الصادرة عن أعضاء البرلمان بمناسبة أداء مياميم ،وحصانة إجرائية تعني عدم
اتخاذ أي إجراءات جنائية ضد أعضاء البرلمان إال بعد الحصول عمى إذن من البرلمان.
في سبيل دراسة وفيم مبدأ الحصانة البرلمانية سنتطرق في المبحث األول إلى مفيوم
ونشأة الحصانة البرلمانية ،أما في المبحث الثاني سنتناول أنواع وطبيعة الحصانة البرلمانية.
5
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
ان موضوع الحصانة البرلمانية من المواضيع االكثر تعقيدا ،حيث عرفت جدال واختالفا
كبي ار بين فقياء القانون الدستوري ،من حيث اعطائيا تعريفا جامعا مانعا يعبر عن مدلوليا
الصحيح باإلضافة الى نشأتيا وتطورىا .فالحصانة البرلمانية ىي قاعدة دستورية قديمة ،ظيرت
اول مرة في انجمت ار في القرن السابع عشر ،ثم انتقمت الى فرنسا وباقي الدول االوروبية والدول
العربية ،وسنتناول في ىذا المبحث تعريف الحصانة البرلمانية في مطمب اول ثم الى تطورىا
ونشأتيا في مطمب ثاني.
ان مصطمح الحصانة البرلمانية مكون من كممتين ،وسنحاول تعريف كل منيما عمى
حدى لغة (فرع اول) ثم الجمع بينيما وتعريفيما اصطالحا(فرع ثاني).
– 1لغة :ىي المناعة وزنا ومعنى ،فيي من الفعل حصن ،فيو حصين واحصنة
وحصانة ،فالحصانة في المغة تعني المنعة والتحصين أي منيع فيو حصين ،1وقد وردت ىذه
المعاني في القران الكريم من بينيا:
المناعة والتحرز في قولو تعالى ":وعممناه صنعة لبوس لكم ليحصنكم من بأسكم فيل
2
انتم شاكرون ".سورة االنبياء اآلية ،88أي ليحرزكم ويقيكم من وقع السالح فيكم.
-1جمال الدين ابو الفضل محمد بن مكىم ابن المنظور ،لسان العرب ،دار الكتب العممية ،بيروت ،لبنان،
،2882ص17
-2القران الكريم ،االية 88من سورة االنبياء
6
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
بمعنى العفة في قولو تعالى ":ان الذين يرمون المحصنات الغافالت المؤمنات لعنوا في الدنيا
1
واآلخرة وليم عذاب عظيم" .سورة النور االية . 32
بمعنى الحرية لقولو تعالى " :ومن لم يستطع منكم طوال أن ينكح المحصنات المؤمنات
فما ممكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات واهلل أعمم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوىن بإذن
أىمين وآتوىن أجورىن بالمعروف محصنات غير مسافحات وال متخذات أخذان فإذا أحصن
فإن أتين بفاحشة فعميين نصف ما عمى المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم
2
وأن تصبروا خير لكم واهلل غفور رحيم" .سورة النساء االية.32
-3اصطالحا :وعرفت عدة تعريفات اىميا:
عدم جواز اتخاذ اية اجراءات جنائية ضد اي عضو من اعضاء البرلمان اثناء انعقاده
3
في غير حالة التمبس بالجريمة إال بعد الحصول عمى اذن البرلمان.
كم عرفت ايضا عمى انيا امتياز يقرره القانون الدولي العام والقانون الداخمي ،الذي يؤدي
الى اعفاء المتمتع بو من عبء او تكميف يفرضو القانون عمى الجميع االشخاص الذين يوجدون
عمى اقميم الدولة ،او يعطيو ميزة عدم الخضوع ألحكام السمطة العامة في الدولة وخاصة السمطة
4
القضائية.
ثانيا :البرلمان لغة واصطالحا
-1لغة:
البرلمان كممة معربة من اصمو في المغة الفرنسية من الفعل المتداول parlerوالذي
اشتقت منو التسمية parlementالتي تتألف لفظين ىما parleوالذي يعني الحديث و ment
التي تعني المكان ،فعند ترجمة البرلمان لغويا من الفرنسية الى العربية يعني مكان الحديث ،ليذا
7
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
اطمق عمى المكان الذي يمارس فيو النواب وأعضاء السمطة التشريعية مياميم وابداء رأييم فيو
1
بالبرلمان.
– 3اصطالحا:
البرلمان يعني مؤسسة مكونة من مجمس او عدة مجالس ،يتألف من عدد من األعضاء
ويتمتع ىذا المجموع بسمطات تقريرية متفاوتة االىمية.
عرفو البعض األخر بالييئة الوطنية التي تشرع القوانين خاصة في البمدان التي تأخذ
2
بالنظام الديمقراطي.
اما في انجمت ار فكممة البرلمان تعني المجالس النيابية ،وىو المعنى الذي استقر في النياية،
او بما يسمى المجالس المينية التشريعية العميا ،وىذه التسميات انتقمت الى مناطق كثيرة في
3
العالم بحكم نفوذ انجمت ار في القرن 19و ،28ثم انتقمت الحقا بفعل االستعمار الى الدول العربية.
الفرع الثاني :تعريف الحصانة البرلمانية اصطالحا
ىي امتياز دستوري مقرر ألعضاء البرلمان بصفاتيم ال بأشخاصيم سواء كانوا منتخبين
او معينين ،يتيح ليم اثناء قياميم بواجباتيم البرلمانية وحرية الرأي والتعبير دون أية مسؤولية
4
جنائية او مدنية تترتب عمى ذلك.
1
-رفيق منصوري ،مرجع سابق ،ص11
-2احمد عمي عبود الخفاجي ،الحصانة البرلمانية ،دراسة تطبيقية مقارنة ،المركز العربي لمنشر والتوزيع ،القاىرة،
مصر ،2817،ص ص53،54
-3محمد اقيس ،الحصانة البرلمانية في النظام الدستوري الجزائري ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير ،كمية الحقوق،
جامعة قسنطينة ،2814 ،ص14
4
-مشعل محمد العازمي ،الحصانة البرلمانية ،دراسة مقارنة بين االردن والكويت ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير
في القانون العام ،جامعة الشرق االوسط ،عمان ،االردن ،2811،ص5
8
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
عرفت كذلك بأنيا مجموعة من االحكام الدستورية التي تؤمن لمنواب نظام قانوني مختمف
عن النظام العادي الذي يطبق عمى عامة الناس فيما يخص عالقاتيم مع العدالة ،وذلك بيدف
1
الحفاظ عمى حرياتيم واستقالليتيم.
كما عرفت ايضا بأنيا :مجموع الضمانات المنصوص عمييا دستوريا لحماية عضو
البرلمان ،توكيدا الستقاللو وتمكينا لو من القيام بواجباتو في تمثيل الشعب والدفاع عن مصالحو،
وذلك بعدم اتخاذ أي من االجراءات الجنائية ضد احد اعضاء البرلمان الكفيمة بمنعو من ممارسة
2
ميامو عمى اكمل وجو.
يترتب عمى ىذه التعاريف عدة نتائج اىميا:
-أن الحصانة البرلمانية امتياز دستوري أي أنو مقرر بموجب الدستور وىو أعمى مرتبة تشريعية
داخمية ،وبالتالي فإن كل نص قد يتعارض مع ما يقرره الدستور فإنو ال يعتبر دستوري .
-أن ىذه الحصانة تشمل ثالثة أوجو :االول يتعمق بالحماية الموضوعية عن اآل ارء التي يبدييا
عضو البرلمان بمناسبة عممو وىي حماية مطمقة ،والعنصر الثاني يتعمق بالحماية اإلجرائية في
القضايا الجنائية وىي مقيدة ،والعنصر الثالث يتعمق بالحماية من االجراءات التأديبية التعسفية
التي قد تصدر ضد النائب أثناء مباشرة أعمال أخرى في مواقع تنفيذية .
-أن الحصانة البرلمانية محددة بنطاق زماني ومكاني وشخصي ،يختمف باختالف ما نصت
عميو الدساتير والتشريعات الداخمية لمدول.3
الفرع الثالث :تمييز الحصانة البرلمانية عن غيرىا من االصطالحات االخرى
ان الحصانة ليست مقررة ألعضاء البرلمان فقط ،بل ىناك افراد في بعض الييئات تعترف
ليم التشريعات الدستورية في مختمف الدول بضمانة الحصانة ،خاصة االشخاص الذين تتسم
-1نداوي حني ،الحصانة البرلمانية وكيفية زواليا ،دراسة مقارنة ،دون دار نشر ،العراق ،2813 ،ص13
2
-فاتح يحياوي ،الحصانة البرلمانية في النظام الدستوي الجزائري ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير ،جامعة بن
يوسف بن خدة ،الجزائر ،2811-2818 ،ص15
-3محمد عمر مراد ،الحصانة البرلمانية في الفمسطيني ،دراسة وصفية تحميمية مقارنة ،مذكرة لنيل شيادة
الماجستير ،كمية الشريعة والقانون ،الجامعة االسالمية غزة ،فمسطين ،2815ص ص5،4
9
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
مياميم بنوع من الحساسية والتي تفرض حمايتيم من بينيم القضاة والسفراء والمبعوثين
الدبموماسيين ورؤساء الدول وبعض االشخاص االخرين كالمحامين وغيرىم.
الحصانة الدستورية ىي الحصانة التي يتمتع بيا المموك ورؤساء الدول ،وىي تقميد في
جميع االنظمة السياسية سواء كانت ممكية او جميورية ديمقراطية او استبدادية او رئاسية او
برلمانية ،وتشمل ىذه الحصانة المسؤولية السياسية والجزائية ،ويستثنى منيا جريمة الخيانة
العظمى والخرق الفاضح لمقواعد والمبادئ الدستورية ،لكن تبقى ىذه الحصانة مؤقتة بالنسبة
لرئيس الدولة ،فإذا انتيت عيدتو الرئاسية فانو يحاسب عن الجرائم التي ارتكبيا في فترة رئاستو
كباقي االشخاص العاديين ،ويستثنى منيا ما كان متصال مباشرة بوظائفو الرئاسية ،اما بالنسبة
1
لألنظمة الممكية فال مجال لممحاسبة فالممك ىنا مصون وال يمكن المساس بو.
فالحصانات التي يتمتع بيا رئيس الدولة ضمانة ميمة ألداء وظيفتو بأحسن وجو ،ولقد
كانت ىناك عدة مبررات تقف وراء منح رئيس الدولة ىذه الحصانات ،منيا:
-يمكن القول بان المبرر لحصانة رئيس الدولة في انظمة الحكم الممكية يرجع الى قاعدة
تقميدية مؤداىا ان الممك ال يخطئ ،والحكمة من ىذه القاعدة ان رئيس الدولة يجب ان تكون ذاتو
مصانة وان يحاط باالحترام الكفيل حتى تكون لو ميابة في اعين المحكومين.
-ان ىذه الحصانة تعتبر ضمانة اساسية وجوىرية ،فيي وسيمة لمنع عرقمة اعمال رئيس
الدولة ،وبدون ىذه الحصانات قد يتعرض رئيس الدولة لممضايقات واالحراج االمر الذي يعد في
2
النياية احراجا لدولتو.
-ان الغاية من تقرير ىذه الحصانة ىو ما يجب لرؤساء الدول من االحترام لمركزىم السامي
كونيم يمثمون دوال ذات سيادة ،فالحفاظ عمى كرامة ىذه الدولة وىيبتيا يقتضي منح رئيسيا ىذه
الحصانة ،وليذا وجب ان يكون محل رعاية من سائر الدول االخرى بغض النظر عن نظام
10
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
الحكم في دولتو ،فإذا ما وجد عمى اقميم دولة اخرى وجب عمى ىذه الدولة ان تعاممو معاممة
خاصة ،وتتميز حصانة رؤساء الدول وممثل الدولة:
-من حيث النظام القائم ،ففي النظام الممكي الممك ال يسأل جنائيا وال سياسيا وال مدنيا ،اما في
النظام الجميوري فيناك مسؤولية لرئيس الدولة ،اما في الحصانة البرلمانية فال تتأثر بتاتا بالنظام
السائد في الدولة باعتبارىا مقررة لمصمحة اعضاء البرلمان .
-يحق لزوجة رئيس الدولة او الزوج دون سائر افراد االسرة التمتع بذات حصانات الرئيس ،اما
حصانات باقي افراد العائمة والحاشية فميم حصانات اعضاء السمك الدبموماسي ،اما الحصانة
البرلمانية فإنيا شخصية تقتصر عمى عضو البرلمان دون افراد اسرتو او غيرىم.
-ان حصانة رئيس الدولة تمنح العتبارات المجاممة الدولية ،فإذا ما وجد رئيس الدولة عمى اقميم
دولة اخرى وجب عمى ىذه الدولة ان تعاممو معاممة خاصة ،اما الحصانة البرلمانية فإنيا تمنح
1
لحماية استقالل السمطة التشريعية وكفالة حرية اعضاءه.
ىي امتياز يقرره القانون الدولي العام والقانون الداخمي ،يعطيو ميزة عدم الخضوع ألحكام
سمطة عامة في الدولة وخاصة السمطة القضائية او بعض مظاىرىا ،وتعد الحصانة الدبموماسية
من أوسع أنواع الحصانات ،حيث تقضي بعدم خضوع الدبموماسي األجنبي لقانون البمد الذي
يؤدي ميمتو الدبموماسية ،فال تجيز مساءلتو وال محاكمتو وال القبض عميو أو التحقيق معو أو
حتى سماع شيادتو عن أية جريمة ،ويدخل تحت ىذه الحصانة رؤساء الدول األجنبية والوفود
2
الرسمية والسفراء ،ومن في حكميم وموظفو الييئات الدولية والمنظمات اإلقميمية.
11
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
12
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
عرضة لممناقشة او التقييم من قبل السمطة التنفيذية أو غيرىا من السمطات ،فالخطأ القضائي
1
يصحح بطريقة محددة رسميا القانون بالطعن في القرار الخاطئ أمام المحكمة األعمى درجة.
االتجاه الثاني :ىو القائل بأن حصانة القضاة ضد اإلجراءات الجنائية التي تتخذ ضدىم،
حماية ليم من االجراءات التعسفية أو الكيدية التي قد تمارسيا السمطة التنفيذية أو األفراد ضدىم.
يجدر ىنا أن ال ينظر ليذه الضمانة بأنيا متعمقة بشخص القاضي ،وانما بالوظيفة القضائية.
االتجاه الثالث :يذىب إلى اعتبار حصانة القضاء ىي الحصانة ضد العزل ،أي أن مبدأ
عدم قابمية القضاة لمعزل؛ يعني أنو ال يجوز فصل القاضي أو وقفو عن العمل أو إحالتو إلى
المعاش قبل األوان أو نقمو إلى وظيفة أخرى غير قضائية إال في األحوال وبالقيود التي نص
2
عمييا القانون.
يبرر الفقو القانوني حصانات اعضاء السمطة القضائية بعدة تبريرات منيا :
تحقيق الحياد :حيث يكون فيو القضاء بعيدا عن التمييز ألي فريق او خصم ،وال
تقتصر ضرورة الحياد عمى النزاعات المتكافئة ،أي تمك التي تنشب بين االفراد فقط ،وانما تمتد
لتشمل كل انواع النزاعات باألخص تمك التي يكون فييا الفرد ضعيفا ،أي بمواجية الحكومة التي
تبرز فييا االىمية الحقيقية لحصانات اعضاء السمطة القضائية.
االجتياد :ان عممية التكييف القانوني لمواقعة بغية انزال الحكم القانوني عمييا يتطمب
اجتياد وتفكير قد تفتقد اذا لم يتسن لمقاضي ان يفكر باستقاللية.
كذلك طبيعة العمل القضائي وما يتصف بو من خطورة ىي المبرر لمنح اعضاء السمطة
3
القضائية ىذه الحصانات.
تختمف حصانة اعضاء السمطة القضائية عن الحصانة البرلمانية في مايمي :
-من مصادر حصانة اعضاء السمطة القضائية النصوص واالتفاقيات الدولية اضافة الى
التشريعات الوطنية ،اما الحصانة البرلمانية فان مصدرىا الدستور.
-1عمار بوضياف ،مبدأ حصانة القاضي ضد العزل ،مجمة الحقوق ،جامعة الكويت ،السنة الثالثة عشر ،العدد
الرابع ،1994 ،ص 248
-2عمار بوضياف ،المرجع السابق ،ص 248
-3احمد عمي عبود الخفاجي ،مرجع سابق ،ص ص116،115
13
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
-ان من مبررات حصانة اعضاء السمطة القضائية انيا ترتبط بفكرة العدالة مج ارىا السميم في
1
حماية حقوق االفراد ،اما الحصانة البرلمانية فعي حماية استقالل السمطة التشريعية.
-ان من بين حصانات اعضاء السمطة القضائية الحصانة ضد العزل ،التي تعني عدم جواز
فصل القاضي او وقفو عن العمل او احالتو الى التقاعد ،اما اعضاء البرلمان فال يتمتعون بيذا
2
النوع من الحصانة.
رابعا:التمييز الحصانة البرلمانية عن الحصانة الوظيفية
تتمثل الحصانة الوظيفية في القيود واإلجراءات التي تقررىا بعض القوانين ،والتي ترمي
إلى تعطيل أو توقيف اتخاذ بعض االجراءات الجزائية كالتحقيق والقبض في الجرائم التي ترتكبيا
فئة معينة من الموظفين ،وذلك فيما ينسب إلييم بسبب وظائفيم العامة.
لعل أقرب ىذه الحصانات إلى الحصانة البرلمانية نجد الحصانة الممنوحة لممحامي،
فيذا األخير يتمتع بالحماية عن كتاباتو وأقوالو المعبر عنيا ،فيذه الحصانة تيدف إلى إعطاء
المحامي المزيد من الضمانات التي تساعده في الدفاع عن الحقوق والحريات.
تمتد ىذه الحصانة لتشمل مكتب المحامي ،إذ ال يجوز تفتيشو إال بعد الحصول عمى إذن
من نقابة المحامين وبحضور المحامي المعني أو نقيب الحامين ،وعميو فالحصانة الممنوحة
لممحامي تتشابو مع الحصانة البرلمانية ،السيما منيا الموضوعية إذ تحمي المحامي من
المتابعات بسبب تعابيره ومرافعاتيم الكتابية والشفيية ،أما في الجرائم غير المتمبس بيا فيشترط
3
لممتابع الحصول عمى إذن من النقابة.
تختمف الحصانة الوظيفية عن الحصانة البرلمانية في مايمي :
-ان الحصانة الوظيفية مقررة لمموظفين ،والغرض منيا حماية الجية التي يمثميا الموظف ،اما
الحصانة البرلمانية المقررة ألعضاء البرلمان والغرض منيا كفالة حسن اداء النواب لمياميم
النيابية.
-ان كثي ار من التشريعات لم تنص عمى الحصانة الوظيفية ،اما الحصانة البرلمانية فمقد نصت
عمييا غالبية دساتير دول العالم.
14
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
-ان الحصانة الوظيفية تشمل حالة التمبس بجناية ،اما الحصانة البرلمانية فمقد نصت معظم
1
دساتير الدول عمى عدم نفاذىا في حالة التمبس بجناية.
المطمب الثاني :نشأة و تطور الحصانة البرلمانية
يعتبر مبدأ الحصانة البرلمانية من أقدم المبادئ الدستورية ،حيث ظير ىذا المبدأ أول مرة
في انجمت ار إثر قضية "سانت دافيد" ليتأكد ىذا المبدأ في القرن السابع عشر عمى إثر قيام الثورة
االنجميزية وبمناسبة إصدار وثيقة "قانون الحقوق" ،ثم انتشر ىذا المبدأ في باقي دول العالم
السيما األوروبية.
بناءا عمى ذلك سنتناول دراسة التطور التاريخي لمحصانة البرلمانية في الدول األوروبية
(فرع أول) والدول العربية (فرع ثاني).
إن الحصانة البرلمانية نشأت وترعرعت في أحضان النظام البرلماني االنجميزي أول مرة،
ومنو انتقمت وانتشرت في باقي الدول األوروبية السيما منيا فرنسا.
لقد ظيرت الحصانة البرلمانية في إنجمت ار عام ،1688عمى إثر قيام الثورة االنجميزية
واقرار الوثيقة الدستورية المعروفة باسم قانون الحقوق ،حيث نصت ىذه الوثيقة عمى أن ":حرية
القول أي المناقشات واإلجراءات داخل البرلمان ال يمكن أن تكون سببا لممالحقة القضائية أو
محال لممساءلة أمام المحاكم" ،واقرار ىذه الحصانة في إنجمت ار كان أساسا لحماية النواب من
سمطات المموك وليس لحمايتيم من مواطينيم ،والحصانة البرلمانية في انجمت ار كانت قاصرة عمى
الدعاوى المدنية ،إضافة إلى اإلجراءات الخاصة بالدعاوى الجنائية البسيطة فقد استثنت من
2
نطاق ىذه الحصانة القضايا العظمى ،وقضايا الجنايات ،وقضايا اإلخالل باألمن.
15
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
ليذا كان من الممكن دائما القبض عمى عضو البرلمان في أي من ىذه الجرائم دون رفع
الحصانة عنو ،كما استثنت من الحصانة البرلمانية الجرائم التي ترتكب من أعضاء البرلمان في
مواجية إحدى المحاكم ،وقد أطمق عمى ىذه الجرائم"جرائم اىانة المحكمة " ،وقد نقمت احكام
ونطاق الحصانة البرلمانية إلى الدول التي أخذت بالنظام القانوني االنجميزي كالواليات المتحدة
1
األمريكية ،أستراليا ،كندا ،واليند.
"عضو البرلمان ال يجوز مالحقتو أو حبسو أو احتجازه أو استدعاؤه ،أو محاكمتو بسبب
أرائو أو بسبب تصويتو أثناء ممارسة ميامو".
فالدستور الفرنسي أقر مبدأ عدم المسؤولية البرلمانية ،فال يجوز مساءلة العضو عن أفكاره
التي أبداىا داخل المجمس أو خارجو ،حتى إذا ما انتيت عضويتو بالمجمس ،فال تستطيع النيابة
العامة وال المدعي بالحق المدني أن يحرك ىذه المسؤولية بعد انتياء مدة نيابة ىذا العضو.
كما تمتد ىذه الحصانة لتشمل عدم جواز ومالحقة النائب إال بإذن من الجمعية الوطنية أو في
3
حالة التمبس بالجريمة.
16
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
اإلجراءات الجبائية ،فقد وجدت في فرنسا منذ وقت بعيد نسبيا حيث نص عمييا بداية في قرار
الجمعية التأسيسية الصادر في 26يونيو سنة ،1798ىذا والزالت تمك القواعد واألحكام سارية
1
المفعول حتى اآلن.
إن مبدأ نشوء الحصانة البرلمانية عمى يد األنظمة البرلمانية األوروبية ،لم يبقى حكر
السيما عمى الدول العربية فقد عممت ىذه األخيرة جاىدا عمى تبني ىذا المبدأ واالعتراف بو
ألعضاء مجالسيا النيابية باختالف أنواعيا وتشكيمتيا ،وسوف نتطرق إلى الجزائر ومصر.
من الضمانات المقدمة ألداء الوظيفة التشريعية أن يحصن عضو الييئة التشريعية ضد
تعسف السمطة التنفيذية ،والتي قد تقوم إليو من حرمانو من أداء واجبو في الييئة النيابية لفترة قد
تطول أو تقصر.
فقد تمجأ السمطة التنفيذية إلى القبض عمى عضو الييئة التشريعية أو التحقيق معو ،وقد
يكون غرضيا من ذلك منعو من حضور جمسة ىامة من جمسات المجمس النيابي ،أو يكون
2
غرضيا من ذلك التنكيل بو جراء إخراجيا في المجمس بسؤال أو استجواب غير ذلك.
حيث نص عمى الحصانة البرلمانية في اول دستور لسنة 1963في المادة 31منو:
3
"يتمتع النائب بالحصانة البرلمانية خالل مدة نيابتو".
ثم صدر دستور 1976الذي نص في المادة 137منو بقوليا" الحصانة النيابية معترف
بيا لنائب أثناء نيابتو ،ال يمكن متابعة أي نائب أو إلقاء القبض عميو وبصفة عامة ال يمكن رفع
1
-marc verdunssen, concours et enjeux du droit constituionel pénale bruscelles, 1985, p 593
-2حسينة شرون ،الحصانة البرلمانية ،مجمة المفكر ،العدد ،2818 ،5جامعة محمد خيضر بسكرة ،بسكرة ،ص
153
-3المادة 31من دستور الجزائر 1963
17
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
دعوى مدنية أو جزائية ضده بسبب ما أبداه من أراء أو ما تمفظ بو من كالم بسبب تصويتو أثناء
1
ممارستو لمنيابة".
بعدىا جاء دستور 1989في نص المادة 183منو الذي اعترف ىو كذلك بالحصانة
2
البرلمانية لمنائب "الحصانة النيابية معترف بيا لمنائب مدة نيابتو" .
وبصدور اخر دستور جزائري لسنة 1996نصت المادة 189منو عمى أن :الحصانة
البرلمانية معترف بيا لنواب وأعضاء مجمس األمة مدة نيابتيم و ميمتيم البرلمانية.
كما نصت المادة 111من دستور الجزائر 1996عمى أنو :في حالة تمبس أحد النواب
3
أو أحد أعضاء مجمس األمة بجنحة أ و جناية يمكن توقيفو.
4
يخطر بذلك مكتب المجمس الشعبي الوطني أو مكتب مجمس األمة حسب الحالة فورا.
اما التعديالت االخيرة لسنة 2882و ،2888و 2816في نص المادة 1265منو ،فقد
استقر المشرع الدستوري الجزائري عمى نفس الراي فيما يخص الحصانة البرلمانية واعترافو بيا.
نصت المادة 99من دستور مصر 61971عمى أنو" :ال يجوز في غير حالة التمبس
بالجريمة ،اتخاذ أية إجراءات جنائية ضد عضو مجمس الشعب إال بإذن سابق من المجمس.
18
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
في غير دور انعقاد المجمس يتعين أخذ إذن رئيس المجمس ويخطر عند أول انعقاد لو بما
اتخذه من إجراء".1
لقد أقر المؤسس الدستوري المصري أن أعضاء البرلمان وحدىم ،ىم الذين يتمتعون بيا
دون غيرىم وأنيا مقصورة عمى اآلراء و األفكار التي تطرح داخل المجمس أو لجانو فقط ،فإذا
تصرف تصرفا يخالف القانون العام خارج المجمس فيو مسؤول عن عممو.
عاد دستور مصر لسنة 2812ليتناول مبدأ الحصانة البرلمانية بنوعييا والنص عمى
اإلجراءات الواجب إتباعيا لمتابعة العضو جزائيا في نص المادتين 89و 98منو ،ونفس الشيئ
2
في نص المادتين 112و 113منو ،وعمى ىذا النحو ترسخت ذىب إليو دستور سنة 2814
3
فكرة الحصانة البرلمانية في النظام الدستوري المصري
إن الحصانة البرلمانية وسيمة تقنية لتعبير اعضاء البرلمان عن اراءىم وافكارىم ،تستعمل
لضمان العمل البرلماني وتحميو من المتابعات القضائية والبوليسية وتؤدي إلى منع عرقمة العمل
البرلماني ،فيي مقررة لمعضو لتضمن استقاللية المنتخب دون ضغط ،حيث تحدثت معظم
مؤلفات الفقو الدستوري القديم عن نوعين من الحصانة البرلمانية ،األولى حصانة موضوعية
تقتصر عمى الجرائم القولية والكتابية لألعضاء مجمس النواب أثناء أدائيم ألعماليم وعدم جواز
مساءلة عضو البرلمان عن كل ما يبديو في ىذا الشأن.
أما النوع الثاني ىو حصانة إجرائية تتعمق بعدم جواز مباشرة أية إجراءات جنائية ضد
عضو البرلمان في حالة ارتكابو جريمة ،إال في حاالت محددة أو وفق استثناءات خاصة.
-1محمود نجيب حسني ،شرح قانون العقوبات المبناني ،القسم العام ،المجمد األول ،الطبعة الثالثة ،دون سنة
نشر ،بيروت ،لبنان ،سنة ،1998ص193
-2الدستور المصري لسنة ،2814المؤرخ في 15جانفي ،2814الصادر بالجريدة الرسمية العدد 83
-3رفيق منصوري ،مرجع سابق ،ص ص22،23
19
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
البرلمان او مجمس النواب او مجمس الشعب ىم تسميات متعددة لمؤسسة دستورية تشكل
1
السمطة التشريعية ،ويتكون من عدد االعضاء الذين يتم انتخابيم من طرف الشعب.
حيث توكل ليذه الفئة القيام بميام عظيمة تتجمى في سن القوانين التي تسري عمى كل فرد
داخل البالد ،كما تحدد مالمح السياسات الحكومية سواء كان ذلك عمى الصعيد الداخمي او
2
الخارجي.
ذىب غالبية الفقو الدستوري إلى تقسيم الحصانة البرلمانية إلى قسمين :حصانة موضوعية
ذات طبيعة سياسية تيدف إلى عدم مساءلة عضو المجمس جنائيا أو مدنيا عما يبديو من أقوال
وأفعال ،وحصانة إجرائية تيدف إلى عدم إتخاذ إجراءات ضد عضو المجمس.
إن الحصانة الموضوعية ال تشمل أقوال العضو داخل المجمس فقط ،بل تشمل أيضا أقوالو
داخل المجان وتقاريره التي يكتبيا ،وكذلك أقوالو التي يبدييا خارج المجمس بمناسبة قيامو بعممو
البرلماني ،كما أن عدم المسؤولية ال تقتصر عمى مدة الدورة االنتخابية وال تزول بزوال صفة
العضوية ،وىو ما يطمق عميو بالحصانة ضد المسؤولية النيابية أو الحصانة الموضوعية ،وىذا
النوع من الحصانة ىي ضمانة دستورية مقررة العضاء البرلمان مؤادىا حماية البرلمانيين بسبب
3
ارائيم اثناء العمل البرلماني.
-1زىير كاظم ،الحصانة البرلمانية ،منتدى الحوار المتمدن ،العدد ،2293سنة ،2888الموقع
،www.ahwar.orgتاريخ االطالع 18ماي 2819
-2احمد رياض ،الحصانة البرلمانية ،مناعة مؤقتة الموقع ،www.bashaev.argتاريخ االطالع 28ماي
2819
-3فتحي سرور ،القانون الدستوري الجنائي ،الطبعة الثانية ،دار الشروق ،القاىرة ،مصر ،2882 ،ص232
20
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
او بعبارة اخرى ىي حماية دستورية ،تفرضيا متطمبات العمل البرلماني لتمكين اعضاء
البرلمان من التعبير عن ارائيم وافكارىم بكل حرية واستقالل ،وعدم مؤاخذتيم بصفة تكاد تكون
1
مطمقة لمحيولة دون القيام بأي اجراء او مدني في مواجيتيم.
حيث ال يمكن لعضو البرلمان التنازل عن الحصانة البرلمانية ،كونيا شرعت لحماية النيابة
والسيادة الشعبية ،فيي لم تقرر لشخص عضو البرلمان ،انما قررت لموظيفة التي يشغميا ،من
2
اجل تسييل ادائيا ،ولذلك فيي حق عام ال يجوز التنازل عنيا.
المتأمل في الدستور الجزائري ال يجد ىناك اجتياد لمقضاء الدستوري الجزائري حول تعمق
الحصانة البرلمانية بالنشاط البرلماني ،إال عرضيا من خالل مناقشة النظام الداخمي لممجمس
3
الشعبي الوطني سنة .1989
اذا رجعنا الى الماضي نجد ىذا النوع من الحصانة المقرر في الفقرة التاسعة من المادة
االولى لموثيقة الدستورية المعروفة باسم قانون الحقوق biollofrightالصادرة في انجمت ار ،1688
حيث جاءت متضمنة لحماية البرلمانيين من ضغوطات وتعسف االجيزة االخرى في االحكام،
4
التنفيذية منيا والقضائية.
تأسيسا عمى ما تقدم ارتأينا إلى تقسيم ىذا الفرع إلى مايمي:
4
-mainght (joseph), le privillége parlementaire aucanad, 2éme edition québec, 1997, p255
21
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
-1خاصية الشمولية:
لذلك فالحصانة قاصرة عمى االقوال واألفكار واآلراء ،وكذلك الخطب ،والتصويت في
2
الحاالت التي تقضي ذلك.
-2خاصية الديمومة:
تعني ديمومة الحصانة الموضوعية :دوام سيرورتيا وسريانيا إلى ما بعد نياية العيدة
البرلمانية أو زوال الصفة النيابية لو ،ألي سبب سواء كانت مساءلة جنائية أ و مدنية أو تأديبية
جراء ىذه األعمال سواء أثناء مدة عيدتو النيابية أو ما بعد نيايتيا ،فعضو البرلمان لو مطمق
الحرية في إبداء آرائو وانشغاالتو والدفاع عن مصالح األمة بكل حرية ومن دون أي خوف من
3
المتابعة.
22
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
-3خاصية السياسة:
فمعظم اآلراء واألفكار والتعميقات تدور حول الطابع السياسي ،فمعظم المشاريع المقدمة
من طرف الحكومة التي بصدد القيام بيا تكون في غالبا الجانب السياسي ،حتى أطمق عمييا
1
البعض بالحصانة السياسية.
تقتصر الحصانة الموضوعية عمى األقوال واألفكار واآلراء والمقاالت التي يبدييا النائب
أثناء ممارستو لوظائفو البرلمانية ،سواء أثناء انعقاد المجمس أو بين دوراتو ،سواء كان ذلك داخل
المجمس أو خارجو ،بشرط أن تكون ىذه األعمال داخمة في إطار الميام والوظائف البرلمانيية أو
بمناسبتيا ،إذ ال يجوز ألي جية كانت متابعة العضو جراء ىذه األقوال سواء أثناء تمتعو بالصفة
النيابية أو بعد زواليا ،وال تتصرف ىذه الحصانة إال ما يصدر من العضو من أفعال و تصرفات
مثل الضرب واالعتداء ،سواء كان ذلك داخل المجمس أو خارجو ،وسواء وقع ذلك الضرب
واالعتداء عمى أحد زمالئو في البرلمان أو أحد األفراد العاديين المتواجدين تحت رقابة البرلمان
2
من مدعوين و صحافة وعمال.
لقد كفمت الدساتير ألعضاء البرلمان حصانة مضمونيا عدم جواز اتخاذ أي إجراء جنائي
ضد أي عضو من األعضاء في غير حالة التمبس بالجريمة إال بإذن مسبق من المجمس الذي
يتبعو ،فيي ال تيدف إلي حماية األعضاء من الجرائم التي يرتكبونيا ،وانما فقط اخذ موافقة
3
المجمس التابع لو عمى اتخاذ اإلجراءات القانونية ضد أعضائو قبل الشروع بيا.
23
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
لقد رأينا سابقا أن الحصانة الموضوعية ألعضاء البرلمان ،تتعمق باآلراء واألفكار التي
يبدييا األعضاء بمناسبة قياميم بعمميم البرلماني ،وعمى العكس من ذلك تتعمق الحصانة
اإلجرائية ألعضاء البرلمان بإجراءات مالحقة عضو البرلمان عن الجرائم التي يرتكبيا أثناء
عضويتو في البرلمان ،والتي تخرج دائما عن حدود عممو النيابي مثل جرائم القتل والسرقة والرشوة
1
واالختالس ،وغيرىا من الجرائم العادية ومن ضمنيا يمس جرائم الفساد.
تعتبر الحصانة اإلجرائية من أىم الضمانات التي كفمتيا الدساتير ألعضاء البرلمان ،وقد
نص عمييا التعديل الدستور الجزائري لسنة 2816في نص المادة 127منو ،وذلك بعدم جواز
اتخاذ أي إجراء جنائي ضد عضو البرلمان كالقبض أو التفتيش أو االتيام أو المحاكمة إال بعد
2
الرجوع إلى المجمس التابع لو العضو ،أو بعد تنازل ىذا العضو.
فالحصانة اإلجرائية بيذا الشكل ترمي إلى الوقوف في وجو السمطة التنفيذية صاحبة الحق
بتحريك دعوى الحق العام ،وصاحبة السمطات عمى النيابة العامة بواسطة و ازرة العدل ،ولما
كانت اإلجراءات السابقة عمى الحكم مثل القبض والحبس االحتياطي ال تقطع ثبوت المسؤولية
الجزائية فيي تعد تيديد لحرية النائب ،وقد تستخدم دون وجو حق بيدف التنكيل بعضو البرلمان،
فكان من الواجب حماية ىذا العضو من كل تيديد لحريتو ،لذلك ال يمكن أن يتخذ أي إجراء
3
قضائي ضده دون ترخيص من السمطة التشريعية تطبيقا لمبدأ الفصل بين السمطات.
مما سبق يتجمى لنا أن الحصانة اإلجرائية تتميز بخصائص مغايرة لمحصانة الموضوعية
نمخصيا فيما يمي:
24
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
فيي تخص فترة العيدة ،تزول بزوال عضوية النائب وال تنفي الجريمة وال تمنع العقاب ،بل
تحول دون اتخاذ اإلجراءات الج ازئية وبدون موافقة البرلمان فيي وقتية ،فالنائب يكون مسؤول
مسؤولية كاممة امام القضاء عند ارتكابو لجريمة بعد عيدتو البرلمانية ،اذ ان ىذه الحصانة تسقط
1
عن العضو بزوال عضويتو في البرلمان ،فيسأل عندئذ مثمو مثل االشخاص العاديين.
ىذا مستشف من مدلول وتعريف الحصانة اإلجرائية كما قمنا سمفا ،فاتخاذ اإلجراءات
الجزائية ضد العضو دون تنازل صريح من العضو ،أو إذن من المجمس التابع لو يعتبر اإلجراء
2
والعمل باطال ،اال في حالة الجريمة المتمبس بيا.
فممعضو البرلماني الحق في التمسك بيذه القاعدة في أي مرحمة تكون عمييا الدعوى ،أما
3
عن التنازل البرلماني عنيا فالمؤسس الدستوري أجاز ذلك لمعضو.
عمى عكس الحصانة الموضوعية فإن الحصانة اإلجرائية ال تمنع اتخاذ أي إجراء مدني
ضد عضو البرلمان ،فيي قاصرة فقط عمى اإلجراءات الجزائية ،و مثال ذلك الدعاوي التي
4
يطالب فييا المدعون بتعويضات.
-1ناجي شنوف ،حصانة موظفي الدولة في االداء السياسي االسالمي ونظم الحكم الوضعية ،النظام البرلماني
نموذجا ،اطروحة لنيل شيادة الدكتوراه ،كمية العموم السياسية ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر-2888 ،
،2889ص 185
-2فاتح يحياوي ،مرجع سابق ،ص27
-3فاتح يحياوي ،المرجع السابق ،ص27
--4فاتح يحياوي ،المرجع السابق ،ص28
25
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
حيث أن ىذه الحصانة تقتصر فقط عمى اإلجراءات والمتابعات الجزائية ،اذ يمكن متابعة
النائب عمى أساس دعوى مدنية لمطالبتو بتنفيذ التزام مدني أو أداء حق معين دون الحاجة
لمحصول عمى إذن من الجية المختصة ،إذ يتابع في ىذه الحالة بصفتو مسؤول مدني وليس
1
بصفتو نائب يتمتع بصفة العضوية والحصانة البرلمانية.
ما تتميز بو حدود الحصانة اإلجرائية ىي أنيا ضيقة إذ ال يدخل في دائرتيا إال النواب
واألعضاء سواء كانوا منتخبين أو معينين ،وال تمتد ىذه األخيرة إلى غيرىم من الموظفين في
المجمس ،يتمتع بيا العضو من تاريخ انتخابو أو تعينو حسب الحالة وتستمر طول مدة عيدتو
2
في البرلمان ،وتنتيي بزوال الصفة النيابية عن العضو.
تشمل ىذه الحصانة األفعال أو الجرائم التي يرتكبيا العضو أثناء عيدتو النيابية ،و في
وقت تمتعو بالحصانة البرلمانية فقط وال تتصرف إلى ما بعدىا ،ال يعني رفع ىذه الحصانة عن
النائب أنو ال يتمتع بالصفة النيابية ،إذ تبقى ىذه الصفة مالزمة لو طول العيدة النيابية ،إضافة
3
إلى ذلك فالعضو يبقى متمتعا بالحصانة اإلجرائية في غير الحاالت التي رفعت ىذه الحصانة.
ان الحصانة البرلمانية العضاء البرلمان ىي التي استدعت وجود ىذا االمتياز و الضمانة
التي تضمنيا جل دساتير العالم ،وان الحصانة البرلمانية لم تقرر لمشخص عضو البرلمان وانما
تقررت لممصمحة الوظيفية لمسمطة التشريعية ،وليست كذلك محبة في الشخص عضو البرلمان
4
فالغاية منيا ىو تحقيق مصمحة المجتمع ودعما لممسيرة الديمقراطية النيابية.
26
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
ان مبدأ الحصانة ىو ضمانة وامتياز ألعضاء البرلمان ،والتي ينجم عنيا اعفائيم من
االراء واالفعال التي يبدونيا اثناء تأدية مياميم ،أي ان مبدأ الحصانة ىو كمانع من مباشرة
االجراءات الجزائية ضد مقترف الجريمة وىذا ما دفع بعض الفقياء الى طرح التساؤالت حول
التكييف القانوني ليذا المبدأ وما االثار القانونية المترتبة عميو ؟
من حيث التكييف القانوني لمحصانة البرلمانية فقد اختمف الفقياء في تكييفيا وتمثمت ىذه
االراء في مايمي:
27
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
28
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
لكن يعاب عمى ىذا الرأي ىو تكييف الحصانة البرلمانية باالعتماد عمى جزء منيا وىي
الحصانة اإلجرائية واغفل النوع االخر وىي الحصانة الموضوعية ،فيي اعفاء عن المساءلة عن
االقوال واألفعال سواء اثناء عضويتو او بعد زواليا ،فيي ابدية كما اسمفنا القول ،اما االجرائية
1
فيي مؤقتة الى غاية انتياء العضوية او زواليا ألي سبب من اسباب زواليا.
رابعا :الحصانة البرلمانية كمانع من موانع العقاب
يذىب رأي آخر إلى اعتبار الحصانة البرلمانية وتكييفيا كمانع من موانع العقاب ،أين تقوم
الجريمة بجميع أركانيا لكن تختمف آثارىا القانونية ،فالحصانة البرلمانية مثميا مثل حالة القاصر
2
والمجنون أو من اضطرتو قوة قاىرة إلى ارتكاب فعل مجرم.
يعاب عمى ىذا الرأي ،أن التشبيو المطمق بين الحصانة البرلمانية و بين موانع العقاب
غير ممكن ،ذلك أن موانع العقاب مثال ال تمنع من اتخاذ إجراءات جزائية مثل حالة القاصر
الذي لم يكمل الثالثة عشر ،والذي ال تطبق عميو سوى تدابير الحماية ،بينما الحصانة البرلمانية
تعتبر مانعا منيعا ضد كل دعوى مدنية أو جزائية عن أي قول أو رأي صدر عن عضو النائب
بمناسبة ممارستو لميامو البرلمانية ،كما أن التشبيو بينيما يختمف فإن كان اإلعفاء من العقاب
في حالة موانع العقاب يرجع لصفة الشخص المجرم كونو مجنون أو صغير ،فإن اإلعفاء في
3
حالة الحصانة البرلمانية يتعمق بالوظيفة البرلمانية ومتعمق بيا.
الفرع الثاني :االثار القانونية المترتبة عن الحصانة البرلمانية
لقد فرضت معظم التشريعات جزاءات عمى العضو البرلماني في حال استعمل ليذا
االمتياز الغراض شخصية ،وفي مقابل ذلك استغاللو لعدم امتالك خصمو لمثل تمك الضمانة،
ومنيا التشريع الجزائري الذي فرض ىذه الجزاءات .وىذا ما سنعرضو مع بعض الجزاءات المقررة
في التشريعات المقارنة :
-1عثمان دشيشة ،الحصانة البرلمانية واثرىا عمى الدعوى العمومية،رسالة ماجستير ،كمية الحقوق،جامعة بن
يوسف بن خدة ،الجزائر ،2881،ص44
-2محمد اقيس ،مرجع سابق ،ص 58
-3محمد اقيس ،المرجع السابق ،ص ص 59،68
29
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
30
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
31
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
32
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
33
مفيوم الحصانة البرلمانية الفصل االول
ب -في تونس:
لقد نصت المادة 18من النظام الداخمي لمجمس المستشارين عمى أنو":إذا أخل نائب
بنظام الجمسات العامة فمرئيس الجمسة أن ينبيو وينذره ،فإذا أستمر عمى ذلك لو أن يسحب منو
الكممة وان لم يمتثل لمرئيس أن يدعوه لمبارحة القاعة طيمة الجمسة ،ولممجمس أن يتخذ عند
تجاوز ىذا الحد غيرىا من اإلجراءات باقتراح من المكتب " ،إذا يفيم من نص المادة السابقة أن
إخالل النائب بنظام الجمسات العامة يكون أثناء منحو الكممة ،لكن ىذا األخير قد يرتكب أفعال
أو أقوال من شأنيا أن تخل بالنظام العام ،ولم تحدد المادة ىذه األفعال وتركت ذلك مبيم بما
يعطي صالحية واسعة لرئيس الجمسة في تكييف الفعل ،فمو الحق ان يوجو لو تنبيو وأن يوجو لو
إنذار ،وتشتد العقوبة لتصل لسحب الكممة في حال استمرار العض ،واذا استمر يتم طرده من
القاعة ،أما في حال تمادي العضو وتجاوزه لذلك الحد ،فإن سمطة القرار في اتخاذ اإلجراءات
العقابية التأديبية تكون من طرف المجمس.
كما أنو يمكن اإلشارة إلى نقطة أخرى وىي وان كان النظام الداخمي لمجمعية الوطنية
الفرنسية ،قد قرر عقوبات مالية ضد عضو البرلمان الذي يخل بنظام الجمسات ،فإن النظام
الداخمي لمجمس المستشارين التونسي قد قرر ذلك ولكن ليس بسبب إخاللو بنظام الجمسات ولكن
بسبب التغيب عن الجمسات ،عندما نص في المادة 13الفقرة األخيرة"لرئيس المجمس ،عند تغيب
أحد األعضاء دون إذن عن الجمسات أن ينبيو وأن ينذره ،وعند التكرار أن يعاتبو كتابيا مع
1
حرمانو من المنحة البرلمانية مدة ال تتجاوز الشير .".....
34
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
الفصل الثاني
النظام القانوني
للحصانة البرلمانية
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
بعد االستقالل قامت الجزائر ببناء كيان دولة جديدة ،وذلك لمحفاظ عمى سيادتيا واسترجاع مكانتيا
وىيبتيا بين الدول ،وفي سبيل ذلك قامت بوضع اصالحات في جميع القطاعات .وعمى اثر ىذا اعمن
اول دستور لمدولة الجزائرية المستقمة سنة 3691الذي عمل عمى تنظيم السمطات الثالث في الدولة ،وىذا
ما جاءت بو باقي الدساتير التي تعاقبتو فمم تعرف الدولة الجزائرية دستور إال وحمل في طياتو مواد
تتناول تنظيم الحصانة البرلمانية ،ومن امثمتيا نجد المواد 13و 13من دستور 3691والمواد 311و
311و 316من دستور ،3619وكذلك المواد 301و 301و 301من دستور ،3616و 306و330
و333من دستور ،3669واخي ار المادة 339من التعديل الدستوري .3039
اكدت كل ىذه الدساتير عمى ىدف واحد وىو اداء السمطة التشريعية ألعماليا ومياميا ،سواء
التشريعية او الرقابية بكل حرية واستقاللية وعمى اكمل وجو ومن دون أية عراقيل .
تأكيدا عمى ىذه الضمانة جاء المشرع بجممة من النصوص القانونية المدعمة لمنصوص الدستوية
سالفة الذكر منيا نص القانون رقم 03-03المتعمق بعضو البرلمان في المادة 31منو ،اضافة لمقانون
العضوي المتضمن النظامين الداخميين لغرفتي البرلمان .
مثمما كان الحديث عن تكريس مبدأ الحصانة البرلمانية في المواد سالفة الذكر في دستور 3691
و 3619و 3616و 3669والتعديل الدستوري ،3039فان ىذا المبدأ كذلك مقيد ومحدد بنطاق سواء
كان ذلك من ناحية من ىم االشخاص الذين يستفيدون من ىذه الحصانة او من حيث الفترة الزمنية والمدة
التي يمكن خالليا ليؤالء االشخاص التمتع بيذه الحصانة ،اومن حيث المكان الذي يبين المساحة التي
يمكن االستفادة منيا وأخي ار المجال او الموضوعات التي يمكن ان تحتوييا ىذه الحصانة .
ىذا ما سنتناولو في المبحث االول المخصص لتكريس الحصانة البرلمانية ،بينما سنتعرض في
المبحث الثاني نطاق الحصانة البرلمانية .
35
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
تعتبر الحصانة من مقتضيات الميام البرلمانية التي يمارسيا عضو البرلمان خالل عيدتو
البرلمانية ،تبتدئ من تاريخ تنصيب الغرفة التي ينتمي إلييا في أول جمسة ليا بعد إثبات العضوية لجميع
األعضاء ،وتنص عمى ذلك معظم دساتي دول العالم منيا دساتير الجزائر ،حيث صدر أول دستور لمدولة
دستورية في مختمف المؤسسات الجزائرية عام ،3691الذي كان ييدف إلى بعث مبادئ ونظم
والسمطات في الدولة ،وقد نص عمييا المشرع في المادة 306من دستور 3669المعدل بقولو ":الحصانة
البرلمانية معترف بيا لمنواب وألعضاء مجمس األمة مدة نيابتيم وميمتيم البرلمانية ،وال يمكن أن يتابعوا
أو يوقفوا وعمى العموم ال يمكن أن ترفع عمييم أي دعوة مدنية أو جزائية أو يسمط عمييم أي ضغط،
بسبب ما عبروا عنو من أراء وما تمفظوا بو من كالم أو بسبب تصويتيم خالل مياميم النيابية" ،وقد
نصت عميو كذلك الدساتير الجزائرية السابقة من خالل المادة 301دستور ،3616وكذلك المادة
311من دستور 3619في ظل نظام الحزب الواحد.
عمى ىذا أفرزت ىذه الدساتير ضمانة الحصانة البرلمانية المقررة ألعضاء السمطة التشريعية من
خالل المطمب األول (تكريس الحصانة البرلمانية في دساتير الجزائر) ،وذىب المؤسس الدستوري لمتأكيد
عمى ىذه الحصانة من خالل النص عمييا في نصوص التشريعات األخرى وىذا ما تناولنا في المطمب
الثاني(تكريس الحصانة في النظام المتعمق بعضو البرلمان والنظامين الداخميين لممجمس الشعبي الوطني
ولمجمس االمة).
ان ما تجدر اإلشارة إليو ىو أن النظام السياسي الجزائري مر بمرحمتين خالل صدور ىذه
الدساتير ،حيث عرفت المرحمة األولى نظام الحزب الواحد الذي تخممو صدور دستورين ىما دستور سنة
3691ودستور 3619التي نصت عمى ضمانة الحصانة البرلمانية في المواد 13،13
و 311،316،311منيما ،وارتئينا في ذلك في الفرع (األول) و الفرع (الثاني) ،كما عرفت المرحمة الثانية
بالتعددية الحزبية منذ صدور دستور 3616إلى يومنا ىذا ،حيث عمل ىذا النظام عمى تحرير العمل
السياسي وفتح المجال لممبادرة السياسية ،السيما في المواد 301،301،301من دستور 3616والمواد
333 ،330 ،306من دستور 3669وىذا ما سنتناولو في الفرعين (الثالث) و(الرابع).
36
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
صدر أول دستور لمدولة الجزائرية في 30سبتمبر 3691الذي نص عمى تمديد عيدة المجمس
الوطني التأسيسي لسنة أخرى في مادة 11منو ىذا من جية ،ومن جية أخرى اعترف ألعضاء المجمس
صراحة بالحصانة البرلمانية الموضوعية في نص المادة 13منو التي تنص أنو "يتمتع النائب بالحصانة
البرلمانية خالل مدة نيابتو" .
من خالل ىذه المادة اتجو المشرع الجزائري إلى "تغميف" العيدة التشريعية لممجمس الوطني
بضمانة الحصانة البرلمانية وذلك لحماية أعضائو وضمان حريتيم واستقالليتيم في إبداء اآلراء
والتصويت .في ىذا الصدد تضيف الفقرة الثالثة من المادة 13من نفس الدستور أنو ال يجوز أن يتابع
أعضاء المجمس الوطني أو يوقف أو يحبس بسبب األقوال واآلراء التي يدلى بيا أثناء أدائو لميامو
1
النيابية.
يفيم من خالل ما سبق أن المشرع الجزائري ذىب إلى التوسيع من النطاق الموضوعي لمحصانة
البرلمانية إذ يمنع تعرض االعضاء ألي شكل من أشكال المتابعات الجزائية جراء األقوال واالراء التي
يبدونيا في إطار عمميم التشريعي ،ومن ثمة يفيم أن المشرع أعطى لمحصانة البرلمانية الموضوعية
2
مكانة متميزة وضمانة ىامة ألداء الميام النيابية.
كذلك كرس دستور 3691الحصانة اإلجرائية في نص المادة 3 13منو ،إذ نصت ىذه األخيرة
عمى أنو ال يجوز إيقاف أي نائب أو متابعتو فيما يتعمق بالقضايا الجنائية دون إذن المجمس الوطني إال
في حالة التمبس بالجريمة ،ويوقف حبس أو متابعة النائب بطمب من المجمس ،وفي حالة التمبس بالجريمة
يقدم فو ار إخطار المتابعة أو اإلجراءات المتخذة ضد النائب إلى مكتب المجمس الذي يمكنو أن يطالب
بموجب سمطة القانون اتخاذ التدابير الضرورية الحترام مبدأ الحصانة البرلمانية ،وال يجوز متابعة أي
37
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
عضو من أعضاء المجمس الوطني أو إيقافو أو حبسو أو محاكمتو بسبب ما يدلي بو من اراء أو تصويت
1
خالل ممارستو نيابتو.
بعدىا في سنة 3691مر النظام السياسي الجزائري بفترة فراغ مؤسساتي إثر انقالب 36جوان
،3691إذ تم عمى إثر ذلك حل المؤسسة التشريعية وحل محميا مجمس الثورة الذي أوكمت لو ميام
تشريعية ،وألن الحكومة تتضمن أعضاء من مجمس الثورة وألن الرئيس يرأس مجمس الثورة والحكومة فإنو
فوض ميمة التشريع لمحكومة طبقا لممادة 01من نفس األمر والتي تنص عمى أنو "تممك الحكومة عن
طريق تفويض مجمس الثورة السمطات الالزمة لتسيير ىيئات الدولة وحياة األمة " ،2وعمى ذلك يعتبر
مجمس الثورة ىيئة تولت الجمع بين السمطتين التنفيذية والتشريعية ،وبيذا منحت ألعضاء السمطة التنفيذية
المفوضين بصفة استثنائية لمقيام بميام التشريعية ضمانة لمحصانة البرلمانية ،واستمر الوضع عمى نفس
3
النيج إلى غاية صدور دستور سنة .3619
4
الذي تبنى مبدأ وحدة سمطة الدولة ،عاد ليسند الوظيفة التشريعية بصدور دستور سنة 3619
لممجمس الشعبي الوطني إذ نصت المادة 339منو "يمارس السمطة التشريعية مجمس واحد يسمى المجمس
الوطني الشعبي ،لممجمس الوطني الشعبي في نطاق اختصاصاتو سمطة التشريع بكامل السيادة.يعد
المجمس الشعبي الوطني القوانين و يصوت عمييا" ،وبيدف ضمان ممارستو لميامو التشريعي بكل حرية
واستقاللية اعترف ىذا الدستور لنوابو بالحصانة البرلمانية في المادة 311منو بقوليا" الحصانة النيابية
معترف بيا لنائب أثناء نيابتو ،ال يمكن متابعة أي نائب أو إلقاء القبض عميو وبصفة عامة ال يمكن رفع
دعوى مدنية أو جزائية ضده بسبب ما أبداه من أراء أو ما تمفظ بو من كالم بسبب تصويتو أثناء ممارستو
5
لمنياية".
38
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
عمى عكس دستور 3691الذي نص عمى نوعي الحصانة البرلمانية في مادة واحدة وىي المادة
13إذ تضمنت الفقرة األولى منو عمى الحصانة اإلجرائية وذىبت الفقرة الثانية إلى النص عمى الحصانة
الموضوعية وحالة التمبس ،وفصمت المادة 316في مسالة تمبس العضو بالجريمة إذ نصت عمى وجوب
إخطار المجمس فو ار وقبل اتخاذ أي إجراء جزائي ،في ىذه الحالة يتخذ المجمس قرار إما برفع الحصانة
عن العضو وىذا يعني إمكانية متابعتو أو األمر بإطالق سراحو فو ار ومنع اتخاذ أي إجراء جنائي ضده.
من ىنا يتضح لنا أن النظام الدستوري الجزائري عمى غرار الدساتير المقارنة اعترف من خالل
ىذين الدستورين ألعضاء السمطة التشريعية بضمانة الحصانة البرلمانية ،وذلك بيدف ضمان عمل
تشريعي حر ومستقل ومحمي من أي عراقيل أو اعتراضات قد تحول دون اإلتيان بالمرغوب منو ،إذ
كرس ىذه الضمانة بشقييا الموضوعي واإلجرائي وتطرق إلى حاالت استثنائية عن ىذه الضمانة ،نذكر
منيا حالة صدور اإلذن برفعيا وحالة تمبس العضو بالجريمة؛ إذ يمنع عمى أي جية اتخاذ أي إجراء ضده
إال بعد الحصول عمى إذن من المجمس ،ويالحظ ايضا عدم إدراج ىذين الدستورين إلمكانية تنازل العضو
عن حصانتو ،وذلك بخالف الدساتير األخرى المتعاقبة التي ذىبت إلى إستحداث ىذه الميزة.
لكن ما يميز ىذان الدستوران ىما تبنييما لمبدأ وحدة السمطة ونظام الحزب الواحد الذي كان لو
1
تأثير واضح في تطبيق مبدأ الحصانة البرلمانية.
2
الذي تبنى مبدأ الفصل بين السمطات كأساس ودعامة لمعمل عند صدور دستور سنة3616
السياسي فإنو أسند الميمة التشريعية والرقابية لممجمس الشعبي الوطني ،وذلك بمقتضى نص المادة 63
منو التي تنص عمى أنو "يمارس السمطة التشريعية مجمس واحد يسمى المجمس الشعبي الوطني ،ولو
السيادة في إعداد القانون والتصويت عميو" و تضيف المادة 61منو"يراقب المجمس الشعبي الوطني عمل
الحكومة وفقا لشروط المحددة في المادتين 19و 10من الدستور.1
39
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
من أجل ضمان عمل تشريعي ورقابي سميم وبعيد عن كل أنواع العراقيل والضغوطات ،فقد اعترف
ىذا الدستور في نص المادة 301منو بالحصانة البرلمانية لمنائب "الحصانة النيابية معترف بيا لمنائب
مدة نيابتو " ،ليخص بالذكر في الفقرة 3من نفس المادة عدم المسؤولية البرلمانية؛ اذ نصت ىذه األخيرة
أنو" ال يمكن أن يتابع أي نائب أو يوقف أو عمى العموم ،ال يمكن أن ترفع عميو دعوى مدنية أو
جزائية ،أو يسمط عميو أي شكل من أشكال الضغط بسبب تصويتو خالل ممارسة ميمتو النيابية" 2وفي
ىذا تأكيد عمى اىتمام المؤسس الدستوري الجزائري بالحصانة الموضوعية وتأكيدىا لعضو البرلمان وجعمو
في مركز أعمى من أي مالحقة سواء مدنية أو جزائية جراء ما تمفظ بو من أقوال واراء أو ما أدلى بو من
أصوات أثناء ممارستو لميامو التشريعية أو الرقابية.
يتبين من خالل ىذه النصوص استحداث المؤسس الدستوري إلمكانية تنازل العضو عن حصانتو
لمخضوع لإلجراءات الجزائية وىذا ألول مرة في تاريخ العمل البرلماني الج ازئري ،ىذه الميزة التي أثارت
3
انتقادات غالبية الفقو الدستوري لم تعرف تطبيقا أو رواجا يذكر منذ إقرارىا إلى يومنا ىذا.
ان ما يميز التعديل التعديل الدستوري الصادر في نوفمبر 4 3669ىو استحداثو لغرفة ثانية عمى
5
التي تنص عمى أنو" يمارس السمطة التشريعية برلمان يتكون من مستوى البرلمان بمقتضى المادة 61
غرفتين ،وىما المجمس الشعبي الوطني ومجمس األمة ،ولو السيادة في إعداد القانون والتصويت عميو"
كما أبقى عمى الميام التشريعية والرقابية لمبرلمان وىذا ما تضمنتو نص المادة .66
عمى إثر ذلك اعترف المشرع الدستوري الجزائري بضمانة الحصانة البرلمانية الموضوعية ألعضاء
البرلمان بغرفتيو .إذ تنص المادة 306من ىذا الدستور عمى ان" الحصانة البرلمانية معترف بيا لمنواب
ومجمس األمة مدة نيابتيم وميمتيم البرلمانية ،ال يمكنوا أن يتابعوا أو يوقفوا وعمى العموم ال يمكن أن
-1سعيد بوشعير ،القانون الدستري والنظم السياسية المقارنة،الجزء الثاني ،طبعة الخامسة ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر ،3001 ،ص 30
-2المادة 301من الدستور الجزائري لسنة 3616
-3رفيق منصوري ،مرجع سابق ،ص 91
-4دستور الجميورية الجزائرية ،3669الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،111-69المؤرخ في 31نوفمبر ،3669
الجريدة الرسمية العدد 19لسنة 3669
-5المادة 61تقالبيا المادة 333من التعديل الدستوري 3039
40
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
ترفع عمييم أي دعوى مدنية أو جزائية أو يسمط عمييم أي ضغط بسبب ما عبروا عنو أراء أو تمفظوا بو
1
من كالم أو بسبب تصويتيم خالل ممارسة مياميم النيابية".
ان ما يميز التعديالت المتعاقبة لمدساتير الجزائرية ىو عدم مساسيا لمبدأ الحصانة البرلمانية ،إذ لم
تحمل ىذه التعديالت أي جديد بخصوصيا ،فالمتفحص ألول تعديل دستوري عرفتو الجزائر سنة 3616
ال يجد أي تعديل ألحكام ىذه الضمانة ،إذ ذىب لتأكيدىا واإلبقاء عمى نوعييا والنص عمى إجراءات
رفعيا وفي حالة تمبس العضو بالجريمة ،ثم جاء بعدىا تعديل سنة 3610والذي لم يأت بأي شي
يستحق الذكر فيما يخص الحصانة البرلمانية ،والى نفس االتجاه ذىب إلييا التعديل الدستوري الموافق
عميو في استفتاء 1نوفمبر ،3611إذ أنو تضمن بعض المواد التي تتحدث عن المجمس الشعبي الوطني
2
السيما منيا 331و 311لكن دون أي جديد يذكر في ما يخص الحصانة البرلمانية.
3
أما فيما يخص التعديالت التي مست الدساتير التي تبنت نظام الغرفتين السيما تعديل 3003
و ، 3001فمم يتضمنا أي تعديل فيما يخص الحصانة البرلمانية إذ استقر المشرع الدستوري عمى نفس
الرأي والنظرة فيما يخص ىذه الحصانة منذ اعترافو بيا لصالح أعضاء السمطة التشريعية منذ دستور سنة
4
لم يشيد اي تغيير ،حيث ان نص المادة 339 ،3691كذلك التعديل الدستوري االخير لسنة 3039
منو لم يتغير وبقي نفس نص السابقة 306من دستور ،3669والتي نصت عمى مايمي " :الحصانة
البرلمانية معترف بيا لمنواب و مجمس األمة مدة نيابتيم و ميمتيم البرلمانية ،ال يمكنوا أن يتابعوا أو
يوقفوا و عمى العموم ال يمكن أن ترفع عمييم أي دعوى مدنية أو جزائية أو يسمط عمييم أي ضغط بسبب
5
ما عبروا عنو أراء أو تمفظوا بو من كالم أو بسبب تصويتيم خالل ممارسة مياميم النيابية".
41
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
المطمب الثاني :تكريس الحصانة البرلمانية في القانون المتعمق بعضو البرلمان وفي النظامين
الداخميين لممجمس الشعبي الوطني و لمجمس االمة
لم يكتف المشرع الجزائري بتكريس مبدأ الحصانة البرلمانية في الدساتير المتعاقبة فقط ،بل عمل
المشرع عمى تأكيدىا بالنص عمييا في مختمف التشريعات ،سواء في القوانين واالنظمة المتعمقة بالبرلمان
باعتباره المكان الذي يمارس العضو ميامو اوتمك المتعمقة بالعضو نفسو ،باعتباره ىو المتمتع بيذه
الحصانة ،اضافة الى النظامين الداخميين لغرفتي البرلمان باعتبارىما ينظمان سير االعمال عمى مستوى
غرفتي البرلمان ،وكذلك باعتبار ان العضو يمارس ميامو عمى مستوى احد المجمسين ،وىذا ما سنوضحو
في مايمي :
الفرع االول :تكريس الحصانة البرلمانية في القانون المتعمق بعضو البرلمان
نص القانون رقم 31-16القديم المتعمق بالنائب عمى ضمانة الحصانة البرلمانية في المادة 23
منو إذ نصت ىذه األخيرة عمى أنو" طبقا لممادة 103من الدستور يتمتع النواب بالحصانة البرلمانية"من
دون أي إضافة أو توضيح آخر وىذا ما يجعل ىذا النص غامضا ،إذ أنو ال يفيم من معناه إن كان
المشرع يقصد الحصانة الموضوعية أو االجرائية إضافة إلى غياب بيان مدة بداية تمتع النائب بيذه
الحصانة واجراءات رفعيا عنو.1
ذىب المشرع إلى نفس االتجاه في القانون المتعمق بعضو البرلمان الصادر سنة 2 3003إذ نص
عمى ضمانة الحصانة البرلمانية في مادة واحدة ىي المادة 14التي تقضي أن عضو البرلمان يتمتع
بالحصانة البرلمانية طبقا لممواد 109و330و 333من دستور سنة ،3669اذ يستشف من نص ىذه
المادة أن المشرع الجزائري اتجو كعادتو إلى تأكيد ىذه الضمانة لعضو البرلمان بموجب نص قانوني
يرتبط أساسا بعضو البرلمان ،فيذا األخير يتمتع بالحصانة البرلمانية التي تمكنو من ممارسة ميامو
النيابية بكل حرية واستقاللية وتمنع توقيفو أو متابعتو بسبب ما أدلى بو من أقوال أو آراء أو تصويت أثناء
أدائو لميامو النيابية سواء داخل المجمس أو خارجو ،أو إتخاذ إجراءات جزائية ضده في حالة إرتكابو
لجريمة ما – ما عدا حالة التمبس –إال بعد الحصول عمى إذن من المجمس الذي يتبع لو العضو محل
المتابعة.
42
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
ىذا القانون وبالخصوص ىذه المادة وان كانت فعال تنص عمى ضمانة الحصانة البرلمانية لصالح
النائب إال أننا نرى فييا نوع من القصور والغموض ،إذ إكتفى المشرع من خالليا بالنص عمى تمتع
عضو البرلمان بالحصانة البرلمانية من دون أي تفصيل أو توضيح فيما يخص أحكاميا وشروط تمتع
العضو بيا وسريانيا من حيث الزمان والمكان واكتفى باإلحالة إلى الدستور السيما المواد 109و 110و
111منو التي نصت عمى ضمانة الحصانة البرلمانية.
يتصل القانون المتعمق بعضو البرلمان إتصاال مباش ار ويرتبط ارتباطا وثيقا بالعضو أو النائب ،وىذا
ما يتطمب تناولو لجميع الجوانب التي تخص العيدة النيابية لمعضو السيما منيا حقوقو خاصة والحصانة
البرلمانية بصفة اخص ،وان تخصيصو لمادة واحدة عند تناولو ليذه األخيرة يعتبر غير كاف بالنظر إلى
تنوع أحكاميا واتساع نطاقيا ومجاالت تطبيقيا ،فيذا القصور قد يفتح المجال لمعديد من التأويالت التي
قد يصب بعضيا في اإلتجاه الخاطئ ىذا من جية ،ومن جية أخرى يمكن أن يفيم أن نية المشرع قد
اتجيت إلى ترك أمر تحميل وتفسير ىذه المادة والمواد األخرى التي تتناول الحصانة البرلمانية واستنباط
1
أحكام وشروط تطبيق ىذه الضمانة إلجتياد الفقياء .
لم يشر المجمس الدستوري في رأيو المتعمق بالرقابة عمى القانون األساسي لعضو البرلمان إلى ىذا
النقص أو الغموض ،بل إكتفى بالنص عمى أن الشطر الثاني من المادة 18من القانون السابق ال يدخل
ضمن مجال ىذا القانون وتعاد صياغتيا كاآلتي " :يتمتع عضو البرلمان بالحصانة البرلمانية طبقا لممواد
2
333 ،330 ،306من الدستور".
الفرع الثاني :تكريس الحصانة البرلمانية في النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني و في النظام
الداخمي لمجمس االمة
سنوضح في ىذا العنصر عمل المؤسس الدستوري عمى تكريس مبدأ الحصانة البرلمانية في
النظامين الداخميين ،حيث نص عمييا في كل القوانين واالنظمة المتعاقبة وخصص ليا جممة من
النصوص القانونية المدعمة لمنصوص الدستوري وىذا كمو تأكيدا منو عمى ىذه الضمانة .
43
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
-1قانون رقم ، 03-11المؤرخ في 39اوت ،3611يتعمق بالقانون الداخمي لممجمس الشعبي الوطني ،الصادر بالجريدة
الرسمية ،العدد 66لسنة1977
-2النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني ،المؤرخ في 33جويمية ،3661الصادر بالجريدة الرسمية العدد 53لسنة
1997
-3النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني ،المؤرخ في 10يوليو ،3000الصادر بالجريدة الرسمية ،العدد 46لسنة
2000
-4رفيق منصوري ،مرجع سابق ،ص16
44
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
يجب تناوليا بنوع من التفصيل في النصوص القانونية األخرى ،وىذا ما كان من الممكن يقوم بو المشرع
في ىذا القانون.
لم يتطرق ىذا القانون إلى بداية سريان الحصانة البرلمانية في حق النائب ومدتيا ،بل إكتفى فقط
بالنص عمى تمتع النائب بيا دون تحديد لمدة سريانيا وتاريخ بدايتيا ،وىذا ما يبقي ىذه النقطة غامضة
إلى حين تفطن المشرع ليذا الفراغ واستدراكو لو بالنص عمييا في التعديالت الالحقة ،باإلضافة إلى ذلك
أغفل المشرع ذكر نوعي الحصانة البرلمانية والتفرقة بينيما ،بل إكتفى بالنص عمى لفظ" الحصانة
1
البرلمانية "دون تمييز بين نوعيو.
ثانيا :تكريس الحصانة البرلمانية في النظام الداخمي لمجمس األمة
نص النظام الداخمي لمجمس األمة الصادر سنة2 1998عمى مبدأ الحصانة البرلمانية في المادتين
93و 94منو ،وتناوليا بصفة غير مباشرة في نص المادتين 91و 99منو ،وذلك عندما نص عمى
إجراءات إسقاط الميمة البرلمانية واقصاء العضو والتي تسقط معيا تمقائيا الحصانة البرلمانية ،كما تناوليا
أيضا في نص المادتين 10و 13من النظام الداخمي لمجمس األمة لسنة ،3 1999وبدوره لم يدرج
4
في أحكام الحصانة البرلمانية ،إذ إكتفى بما التعديل األخير لمنظام الداخمي لمجمس األمة لسنة2000
ذىب إليو النظام الداخمي لمجمس األمة لسنة 1999ولم يتطرق إلى بداية سريان ىذه الحصانة ومدتيا،
5
باإلضافة إلى اإلجراءات المطموبة والمعمول بيا لتنازل العضو عنيا إ راديا.
اما النظام الداخمي االخير لمجمس االمة الصادر في ،63031فقد نص عمى مبدأ الحصانة
البرلمانية في مواده من 331الى ،336حيث نصت المادة 331فقرة 03عمى" :الحصانة البرلمانية
العمجمس االمة معترف بيا طبقا الحكام المادة 339من الدستور".
45
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
اما الفقرة الثانية فنصت عمى" :يمكن لعضو مجمس االمة ان يتنازل طوعا عن حصانتو البرلمانية
بتصريح مكتوب يودع لدى مكتب المجمس".
اما المواد من 331الى 336فنصت عمى اجراءات رفع الحصانة و اجراءات تجريدىا واسقاط
العضوية و االقصاء.
لم يتطرق ىذا القانون كذلك الى بداية سريان الحصانة ومدتيا ،باالضافة الى ىذا اغفل المشرع
ذكر نوعي الحصانة البرلمانية و التفرقة بينيما.
ان ما يميز النظامين الداخميين لغرفتي البرلمان ىو تشابو أسموب نصيما ومعالجتيما لمبدأ
الحصانة البرلمانية ،إذ تكاد النصوص التي تتناول ىذه األخيرة أن تتطابق فيما بينيا ،سواء في األسموب
أو في المدلول والمعنى ،وعميو فنفس النقائص المسجمة في النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني
1
سجمت في النظام الداخمي لمجمس األمة.
46
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
47
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
قامت ايرلندا بالمصادقة عمى تعديل قانوني يضمن لمشيود الذين يتم استدعائيم لممثول أمام المجنة
البرلمانية ،حصانة مطمقة بخصوص حرية التعبير ،تحول دون متابعتيم قضائيا عن األقوال التي أدلو بيا
خالل اجتماعات المجان ،وبالتالي فإن تطبيق الحصانة البرلمانية في جانبيا الشخصي أكثر اتساعا،
بحيث تشمل أشخاص ليسوا أعضاء في البرلمان ،بالنسبة لمدول التي تنتيج النظام االنجميزي ،خالفا لذلك
قيدت البمدان التي حذت حذو التقاليد الفرنسية من نطاق الحصانة البرلمانية ليقتصر عمى أعضاء
البرلمان فقط ،ورغم ذلك نالحظ أن القضاء الفرنسي يعترف لمشيود الذين يمثمون أمام المجنة البرلمانية
لتقصي الحقائق ،بحق االستفادة من عدم المسؤولية البرلمانية عمى أساس القانون الصادر بتاريخ 29
جويمية 1881المتعمق بحرية الصحافة ،كما نالحظ أيضا أن التشريع الفرنسي قد مدد النطاق الشخصي
لمحصانة الموضوعية لغير أعضاء البرلمان.
يجوز لمصحافيين أن ينقموا بحسن نية وقائع جمسات المجمس ،وكل أقوال وآراء أعضاء البرلمان
حتى ولو تضمنت سبا وقذفا وانتقادا لمحكومة ،وال تكون ىناك أية مسؤولية ال مدنية وال جزائية ،غير أن
الشرط الوحيد ىو أن تنقل وقائع الجمسات البرلمانية والمداخالت كما ىي دون زيادة ،وبالتالي إذا تجاوزت
الصحافة نقل المناقشات البرلمانية إلى التعميق عمييا ،فإنو تتعرض لحق الرد من جانب من تناوليم
التعميق أو النشر.
يرى جانب من الفقو ضرورة عدم امتداد نطاق الحصانة الموضوعية إلى غير أعضاء البرلمان ،من
رجال اإلعالم وما ينشروه من مناقشات تدور وقائعيا في البرلمان ألنيم ليسوا في حاجة إلى ضمانة عدم
المسؤولية ،ما دام دورىم يقتصر فقط عمى ترديد ما جاء في الجمسات عمى لسان أعضاء البرلمان و
1
المسجل في محضر جمساتو ،دون أية إضافة عمى ذلك.
ثانيا -الحصانة اإلجرائية:
عمى النقيض من الحدود الشخصية لمحصانة الموضوعية ،والتي يتسع نطاقيا ليشمل حاالت يدخل
في نطاقيا أشخاصاً آخرين ليسوا متمتعين بالصفة البرلمانية أو النيابية ،فإن الحدود الشخصية لمحصانة
اإلجرائية ليا مفيوم ضيق جدًا يقتصر عمى من يتمتع بالصفة البرلمانية أو النيابية فقط ،أي أن الحصانة
اإلجرائية حصانة شخصية ،ولذلك يشترط الفقو الدستوري لمتمتع بيذه الحصانة أن يكون الشخص عضواً
بالبرلمان ،وتبدأ بمجرد انتخاب العضو أو تعيينو.2
48
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
الحصانة قاصرة عمى حماية عضو البرلمان من أي اجراء جنائي يتخذ نحوه ،ألنو يجب أن يحال
1
دون انتزاعو من مقعده أثناء دور االنعقاد ،فيي ترمي إلى ىذا الغرض وحده دون أي غرض آخر.
الفرع الثاني:من حيث الموضوع
اوال:الحصانة الموضوعية
يرى االستاذ فادال ( )vadelفي كتابو الحقوق الدستورية " أن الغاية من الحصانة النيابية ىي
تمكين النائب من التعبير بأكمل ما يمكن من الحرية عن إرادة األمة" ،كما أن الحصانة وضعت لمصمحة
الوطن ،و في بعض األحيان » الفقيو'' موريس ىوريو ''يرى يجب االفصاح عمنا بكل الحقيقة ،حتى و لو
تضمنت سبا أو تجريحا لشخصيات معينة .إن المتمعن لفحوى الرأيين السابقين يدرك أن الحصانة
البرلمانية وضعت من أجل تمكين أعضاء البرلمان لمقيام بالوظيفة النيابية دون خوف ،أو وجل من ىيمنة
السمطة التنفيذيو ودون الخشية من العقاب ،فالبرلماني محمي من كل المخططات الرامية إلى المساس بو
والميددة لو ،واليدف من تقرير ىذا المبدأ مثمما سمف القول ىو حماية الوظيفة البرلمانية ،ومقصور عمى
اآلراء واألفكار دون اشتماليا عمى أفعال البرلماني ،مثل االعتداء بالضرب أو ارتكاب جريمة قتل حتى
ولو حدثت داخل مبنى البرلمان ،والحصانة الموضوعية قاصرة عمى جرائم القول والكتابة ،ومرتبطة بمدة
العيدة وأداء الوظيفة البرلماني ،وسواء كان ىذا الجرم واقع عمى عضو برلماني آخر أم عمى شخص من
عامة الناس ،وسواء حدث أثناء حديث عضو البرلمان بقبة البرلمان ،أم أثناء فترة الراحة بين الجمسات.
إذا كانت الفقرة األولى من المادة 339من التعديل الدستوري لسنة 3039قد تطرقت إلى الحصانة
الموضوعية من حيث األشخاص ،فإن الفقرة الثانية جسدت نطاقيا من حيث الموضوع ،لما عبرت بأن
الحصانة الموضوعية تشمل الجرائم القولية المتمثمة في األلفاظ ،والعبارات الصادرة عن شخص البرلماني
وتحمل تكييفا جنائيا معاقب عميو ،وكان ذلك أثناء تأدية الميام البرلمانية.2
الحقيقة أن ىذه الحصانة ال تقتصر عمى مجرد الخطب واألقوال واآلراء فقط ،إنما تتعمق بكل
أنشطة أعضاء البرلمان في مختمف أجيزتو ،وتكون ليا صمة بالعمل البرلماني ،فنجد المناقشات
والمداوالت التي تتم في جمسات البرلمان ،أو المجان أواقتراح مشاريع القوانين ،األسئمة الشفوية والكتابية
الموجية لموزراء والتحقيقات واالستجوابات ،لذلك يجب أن يأخذ مصطمح العمل البرلماني تعبي ار أوسع.
49
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
سبق وأن أشرنا انو ال يوجد رأي لممجمس الدستوري الجزائري حول تفسير العمل البرلماني ،وبذلك فإنو
يخرج من دائرة الحصانة البرلمانية كل اآلراء ،واألقوال التي ال تتعمق بالوظيفة البرلمانية ،حتى وان
صدرت داخل مبنى البرلمان ومثال ذلك الرأي المدلى بو ألحدى الجرائد الصحفية وكان يحمل في طياتو
سبا أو قذفا ضد أحد األشخاص يستوي في ذلك أن يكون شخص عادي أو برلماني أو وزير ،لكن إن
كان ترديدا لما صدر عنو حرفيا بغرفة المجمس ،فإنو يتمتع بالحصانة طالما ال يوجد قرار صادر عن
البرلمان يحظر إفشاء ما دار بالجمسات ،وىو االتجاه الذي سارت عميو أغمبية الدول ،غير أنو في المممكة
المتحدة أن اآلراء المعبر عنيا خارج البرلمان من طرف األعضاء إعادة لما استعمل في إطار المناقشات
لن تكون محمية ضد دعاوى القذف والسب ،كممة أو فعل عضو خارج البرلمان.1
إذا كان المؤسس الدستوري المصري قد حصر مبدأ الحصانة الموضوعية في اآلراء واألفكار عمى
تمك الصادرة داخل البرلمان أو في لجانو مثل لجان التحقيق ،فإننا نجد دساتير أخرى وسعت من ىذا
المبدأ وجعمتو متكامال لكل األفكار واآلراء الصادرة عن عضو البرلمان بمناسبة أدائو لميامو البرلمانية
حتى وان كانت خارج البرلماني فالعبرة ىي االرتباط بالنشاط البرلماني ،و ىو ما ذىب إليو المؤسس
الدستوري الجزائري في المادة 339فقرة الثانية من التعديل الدستوري لسنة ،3039فالبرلماني يستطيع أن
يقول ما يراه مناسبا ،سواء داخل المجمس أو في لجان أو في أية رقعة يؤدي بيا ميامو البرلمانية ،ميما
كانت ىذه اآلراء و األلفاظ تحمل قدحا و شتما في حق أي شخص ،حتى و إن كانت تدعو إلى المطالبة
باالنقالب عمى النظام أو الدعوة إلى العصيان ،فال تممك النيابة العامة وىي ممثمة لمحق العام أو غيرىا
حق مباشرة الدعوى عن طريق االستدعاء المباشر أو عن طريق االدعاء المدني أو بواسطة دعوى عادية
ضد عضو البرلمان بسبب ماعبر عنو من ألفاظ وعبارات تحمل تكييفا جنائيا ،طالما أنو محمي بالحصانة
البرلمانية ،وطالما أن ذلك صدر أثناء العيدة وبسبب الوظيفة البرلمانية ،فال يمكن مباشرة دعوى جزائية
وال مدنية ضد شخص البرلماني ،وىذا ينسحب عمى أي طرف آخر غير النيابة العامة عمى أن يكون
لحقو ضرر بسبب ىذه اآلراء ،فالحظر ىنا عام وسببو أن عضو البرلمان ىو ممثل ولسان األمة ،وفي
حمايتو حماية لألمة جمعاء 2،وىو ما جسده النائب المصري" لويس فانوس "لمفيوم األمة أثناء تدخمو
حول مسألة سفر المحمل و الكسوة الشريفة لمكعبة والذي أثار ضجة بسبب عقيدتو الدينية كونو مسيحي
50
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
لست ىنا مسيحيا أو قبطيا ولكنني مصري ولي حق وفرد عمى ذلك االستغراب أنا ممثل األمة أن أتكمم
في كل موضوع.
لقد اختمفت دساتير الدول في األخذ بالحصانة البرلمانية بين التقييد واإلطالق ،فقد جعميا المؤسس
الدستوري المصري مقيده ،فرغم النص عمى إباحة القذف الصادر عن أعضاء مجمس الشعب بموجب
نص المادة 302من قانون العقوبات المصري ،إال انو جعل ذلك معمقا عمى شرط ارتباط ىذا القذف
بأعمال الوظيفة البرلمانية ،و ىذا ما ذىبت إليو محكمة النقض في حكميا الصادر في سنة ،3610
بينما جعميا المؤسس الكويتي بموجب المادة 330من الدستور مطمقة ،وىو ما سار عميو كذلك المؤسس
الجزائري في نص المادة 331من التعديل الدستوري لسنة ،3039لكن في مقابل ذلك نجد دوال أخرى
استثنت دساتيرىا بعض الجرائم القولية من االستفادة بميزة الحصانة البرلمانية ،فنجد الدستور المغربي في
الفصل التاسع والثالثين منو ،أخرج الرأي الذي يجادل في النظام الممكي أو الدين اإلسالمي أو ما يتضمن
إخالل باالحترام الواجب لمممك من دائرة الحصانة البرلمانية ،وتم إقرار ىذه االستثناءات بعد حادثة اتيام
ثالثة نواب بمشاركتيم في مؤامرة لقمب نظام الحكم ،وتم سجنيم ليتم إقرار االستثناءات في دستور
1
.1972
عمى ضوء ما سبق ان عضو البرلمان وان كان ح ار فيما يبديو من افكار وآراء في المجمس النيابي،
اال انو يصبح شخصا عاديا ويسأل مساءلة جنائية ومدنية اذا تمت ىذه االفكار او االراء خارج اطار
عممو النيابي ،حتى وان ابدىا داخل المجمس النيابي نفسو ،كما ان ىذه الحصانة ليس ليا محل ولو قام
العضو بإدالء االراء واألقوال التي تتضمن افشاء اسرار العمميات العسكرية والحربية والدبموماسية
واالقتصادية والصناعية واالخبار والمعمومات المتعمقة بالقوات المسمحة وتشكيالتيا او س ار من اسرار
الدفاع عن البالد ،وذلك الن المحافظة عمى امن البالد يمثل التزاما يقع عمى عاتق مجمس النواب ويعاقب
عميو ،وكذلك لو قام العضو بإدالء حديث صحفي ألحد مندوبي الصحف سواء كان في المجمس او
ممرات المجمس النيابي او في االستراحة المخصصة لألعضاء داخل المجمس ،او في اماكن ال يباشر
فييا العضو ميام عضويتو واشتمل ىذا الحديث عمى سب او قذف ضد احد االفراد او المسؤولين في
الحكومة ،كما انو ال محل ليذه الحصانة في حال عارض مسالة ما او يصوت بطرقة معينة مقابل نفع
2
خاص وذلك الن ىذه الحصانة مقررة لخدمة الصالح العام .
51
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
ثانيا-الحصانة االجرائية
يتحدد ىذا النطاق بما ورد في نص المادة 331من التعديل الدستوري لسنة 3039الذي يشير إلى
اإلجراءات الواجب إتباعيا في غير حالة التمبس ضد عضو البرلمان في حالة اتيانو فعل يعاقب عميو
القانون ،وتتمثل ىذه اإلجراءات مثمما أشارت إليو المادة في ضرورة الحصول عمى إذن من المجمس
النيابي الذي يتبع لو عضو البرلمان حسب األحوال ،سواء كان تابع لممجمس الشعبي الوطني أو لمجمس
األمة ،فيذه اإلجراءات تعتبر قيد عمى السمطات التنفيذية والقضائية.
إن المقصود بنطاق الحصانة ضد اإلجراءات الجنائية ىو مجموع المواضيع التي تشمميا وتغطييا
الحصانة البرلمانية ،ولذلك نالحظ أن ىذه الحصانة مقصورة فقط عمى اإلجراءات الجنائية دون المدنية،
ما يعني أن مجال الحصانة األجرائية محدود ومعنى ىذا أنو بإمكان أي شخص مباشرة دعوى مدنية ضد
عضو البرلمان دون التقيد بضرره توافر شرط اإلذن ،الذي يعتبر كقيد من قيود رفع الدعوى العمومية
حسب المادة 331من التعديل الدستوري الجزائري لسنة .3039
يثور التساؤل حول ماىية اإلجراءات الجنائية ؟ أو ماالمقصود بالضبط باإلجراءات الجنائية ؟
إن إعطاء مفيوم عام لمصطمح اإلجراءات الجنائية يعني أن تشمل الحصانة البرلمانية كافة
اإلجراءات الجنائية المعروفة في قانون اإلجراءات الجزائية ،كاإلعالن واالستجواب األمر بالضبط
واإلحضار واألمر بالتفتيش أو تفتيش المسكن أو المحل أو محاصرة العضو أوابعاده إلى جية معينة أو
وضعو في الحبس االحتياطي أو الوضع تحت اإلقامة الجبرية أو تحريك الدعوى العمومية ضد العضو.
أما اإلجراءات التحفظية األخرى أو إجراءات جمع األدلة مثل سماع شيود المعاينة وانتداب
الخبراء ،فيمكن اتخاذ مثل ىذه اإلجراءات دون الرجوع إلى المجمس المعني وطمب اإلذن ،فيي ال تمس
1
شخص عضو البرلمان وال تمنعو من أداء ميامو البرلمانية.
كما أنو يطرح السؤال بصدد دراسة الحصانة اإلجرائية من حيث الموضوع حول الجرائم التي تشمميا
الحصانة ،السيما وأن ىناك تقسيم وتكييف ليا بسبب جسامة الفعل والعقوبة المسمطة عميو ،وىي تنقسم
إلى ثالثة أنواع :الجنايات ،الجنح ،المخالفات.
بالنسبة لممؤسس الفرنسي فقد حصر نطاق الحصانة اإلجرائية من حيث الموضوع عمى الجنايات
والجنح ،وىو ما نص عميو الدستور الفرنسي لسنة 3611عميو الفقرة الثانية من المادة 2 26بنصيا:
52
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
53
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
منو أو بإذن حسب الحالة من المجمس الشعبي الوطني أو مجمس األمة ،ويظير من النص أن المؤسس
الدستوري الجزائري قد سمك نيج المؤسس الفرنسي عندما حصر اإلجراءات الجنائية عمى الجنايات
والجنح ،دون امتدادىا لممخالفات ،وبذلك فإن نص المادة جاء متماشيا مع الحكمة التي من أجميا تقررت
1
الحصانة البرلمانية.
المطمب الثاني :نطاق الحصانة من حيث الزمان و المكان
لمحصانة البرلمانية مدى زماني ومكاني تطبق فييما أحكاميا إذ ترتبط ىذه األخيرة ارتباطا وثيقا
بالمكان الذي يمارس فيو النائب ميامو النيابية إضافة إلى المدة الزمنية التي يمارس فييا ىذه الميام.
البد من التفريق من خالل دراسة ىذا الفرع بين نوعي الحصانة البرلمانية الموضوعي واإلجرائي
وذلك باالستناد لتفصيل الوارد في النصوص التشريعية وتفسير الفقو الدستوري ليا ،وذلك في مايمي:
ىي الفترة الزمنية التي يتمتع بيا اعضاء البرلمان بالحصانة الموضوعية طيمة مدة نيابتيم و قياميم
بالميمة ال وظيفية البرلمانية ،فال يمكن ان تمارس عمييم كل انواع التيديد او اجراء ضدىم وتمتد ىذه
الحصانة حتى بعد انتياء العيدة البرلمانية ،وىي بيذا المعنى تكون ابدية ،فال يمكن ان نتصور بعد
انتياء عيدة عضو البرلمان ان تحرك ضده دعوى السب والقذف كان يشغميا اثناء تادية وظيفتو
2
البرلمانية.
تسري الحصانة الموضوعية بداية من التعيين أو من بداية ظيور نتيجة االنتخابات في المجالس
التي تقر بو ،وىنا يثار التساؤل عن لحظة سريان الحصانة الموضوعية؟ أو متى يمكن لعضو مجمس
النواب أن يتمتع بيذا النوع من الحصانة؟ لإلجابة عمى ىذا التساؤل سنكون أمام ثالث احتماالت ،وىي:
-3إنيا تبدأ بمجرد انتخاب العضو دون توقفيا عمى أداء اليمين القانونية باعتبار أن الشخص
يصبح عضوا في مجمس النواب بمجرد إعالن انتخابو.
54
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
-3إنيا تبدأ بعد أداء اليمين القانونية باعتبار أن الشخص لن يستطيع ممارسة نشاطو البرلماني إال
بعد أداء اليمين ،وىو ما نصت عميو بعض الدساتير ،إذ يفيم منيا قبل أداء اليمين لن يكون بمقدور
عضو البرلمان القيام بأي نشاط نيابي ،وبدون القدرة عمى مباشرة نشاط العضوية تختفي عنو الحصانة
وحكمتيا.
-1إنيا تبدأ منذ تاريخ دعوة عضو مجمس النواب إلى أول إجتماع ،فقد نصت بعض الدساتير أن
مدة الدورة االنتخابية لممجمس النيابي تبدأ بأول جمسة لو.
ىذا وتجدر اإلشارة إلى أن الحصانة الموضوعية تستمر مع عضو المجمس ،ومن ثم فإن كل ما
يبديو من أراء وأفكار خالل عضويتو ال يسأل عنيا حتى بعد انتياء عضويتو بالمجمس ،وأيضا في حالة
انتياء مدة المجمس سواء كانت منتيية بحل البرلمان أم باستقالتو العضو لظروف معينة.
إن ديمومة ىذه الحصانة أمر منطقي ،إذ لو كانت مؤقتة أي يقتصر سريانيا عمى فترة العضوية
أدى ذلك إلى انعدام أو قمة فائدتيا ،إذ تجعل عضو مجمس النواب أمام سيل من الدعاوى الجنائية والمدنية
بمجرد أن تزول عضويتو ،فإذا كان األمر كذلك فإن ىذه المسألة يمكن أن تكون عقبة في وجو عضو
مجمس النواب ورادعا عمى عدم اإلبداع وممارسة نشاطو بحرية ،وعميو فإنو يؤثر عمى نشاط البرلماني
1
وحريتو و تجعمو مقيدا في إبداء رأيو.
في إطار المدى الزمني لمحصانة الموضوعية أثار بعض الباحثين أنو لما كان اليدف أو الحكمة
من الحصانة الموضوعية ىي حماية حرية الرأي و الفكر لعضو البرلمان أثناء مباشرة عممو النيابي ،فإنو
يكون من المنطقي أن يرتبط ىذا االمتياز بالفترة التي يمارس فييا ىذا العمل بالفعل ،ومن ثم يمكن القول
أن ىذه الحصا نة ترتبط في إعماليا أو التمسك بيا ببداية دور االنعقاد سواء كان دو ار عاديا أم غير
عادي ،ومن ثم ال يجوز إعماليا أو التمسك بيا ،مما يعني أنو ال أثر ليا فيما بين أدوار االنعقاد .في
رأينا أن من المناسب أن يمتد النطاق الزمني ليذه الحصانة فيشمل العطمة البرلمانية ،أي أن عضو
مجمس النواب غير مسؤول عن أرائو التي يدلي بيا بسبب ممارستو الوظيفة البرلمانية سواء انعقاد الدورة
2
أو خارجيا.
55
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
ثانيا-الحصانة اإلجرائية.
تعني الحصانة االجرائية ىنا الفترة الزمنية التي يتمتع بيا عضو المجمس النيابي بالحصانة ضد
اإلجراءات الجزائية ،إذ يمزم أخذ اإلذن من المجمس قبل اتخاذ أي إجراءات ضد عضو المجمس النيابي
إذ كان البرلمان منعقدا أو من رئيس المجمس النيابي إذا كان البرلمان غير منعقد ،واإلذن ىنا يعد إجراء
إلزامي وحتمي في غير حالة التمبس بالجريمة في جميع األحوال ،وال أثر إليقاف جمسات المجمس النيابي
أو تأجيميا عن ىذه الحصانة ،و ىناك اختالف بين الدول في المدى الزمني لتطبيق الحصانة اإلجرائية
لعضو المجمس النيابي فبعضيا تنص عمى أن :اإلجراءات الجزائية والقاء القبض خارج دورات االنعقاد
جائزة ،وكانت بعض الحكومات في فرنسا احتراما منيا لممجمس وتجنب االحتكاك بو ،تعمن بأنيا لن
تباشر أي إجراءات جزائية بين الدورتين بل ستؤخرىا حتى ينعقد المجمس وتطمب اإلذن منو بالمالحقة،
وبذلك فإن بداية سريان ىذه الحصانة ىو من تاريخ أول دورة لمبرلمان ،وان كان غالبية الفقياء يذىبون
إلى أن عضو البرلمان يتمتع بالحصانة من تاريخ إعالن نتيجة انتخابو عمى أساس أن العضو يستمد ىذا
الحق من عممية االنتخاب ،ولذلك حتى ولو تم تقديم طعن في صحة عضويتو ،فإن األصل ىو صحة
1
عضويتو حتى يتقرر بطالنيا.
يتضح مما سبق أن الحصانة اإلجرائية مؤقتة أي لفترة محدودة فيي تزول وتنتيي بمجرد انتياء
العضوية عن العضو ،فيي ال تسري عمى كل من يفقد الحصانة بأي شكل من األشكال ،أو ضبطو
متمبسا بالجريمة ،فيجوز بعدىا اتخاذ كافة اإلجراءات الجنائية ،عمى عكس الحصانة الموضوعية التي
يمتد أثرىا إلى ما بعد فقدان العضو لعضويتو بالمجمس ،بحيث تحميو طوال حياتو ،باإلضافة إلى أن ىذه
الحصانة تقتصر عمى الدعاوي الجنائية ،بعكس الحصانة الموضوعية التي تشمل الدعاوى المدنية
2
والجنائية.
56
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
المقصود بنطاق الحصانة البرلمانية من حيث المكان ىو معرفة المساحة الجغرافية التي يمكن
لعضو مجمس النواب أن يتمتع فييا بالحصانة فيل تقتصر عمى مساحة معينة؟ أو تمتد لتقرر حمايتو
ضمن مساحة أوسع ؟
يتحدد النطاق المكاني ليذه الحصانة بالمكان الذي يمارس فيو العضو ميامو وصالحيتو النيابية
ويدلي فيو بأقوالو وأرائو ،فإذا كان ذلك داخل المجمس أو بمناسبة عممو في إحدى المجان فإنو يتمتع
بالحصانة الموضوعية وال يمكن متابعتو أو مساءلتو عن تمك األفكار واالراء واألقوال والكتابات التي
أبداىا ،أما إذا أدلى بيا خارج المجمس أو داخمو لكن ليست بمناسبة أدائو لوظيفتو فإنو يسأل عما أدلى بو
من أراء وأقوال وتصريحات .ىذه القاعدة التي تحمل في طياتيا مالمح عن تضييق النطاق المكاني
لمحصانة الموضوعية ليست مطمقة إذ تأخذ بيا بعض الدول فقط ،في حين تذىب دول أخرى إلى إطالق
ىذه الضمانة لتشمل األقوال واألراء التي يدلي بيا العضو ولو خارج المجمس أو المجان بشرط أن تكون
بمناسبة أدائو لميامو ،فالمشرع الفرنسي مثال لم يقصر ىذه الضمانة عمى ما يبديو العضو من أقوال
داخل البرلمان إنما ربطيا بمباشرة العضو ألعمال وظيفتو دون تحديد لمكان معين ونفس الشيئ ذىب إليو
1
المشرع الجزائري .
يجب أن ال يغيب عن البال أن الحصانة الموضوعية ال تغطي بشكل تمقائي كل ما يدلي بو
العضو من رأي ،وانما يشترط أن يكون ذلك الرأي صاد ار عن العضو بمناسبة مباشرتو العمل النيابي ،واال
كان مسؤوال عنو جنائيا و مدنيا حسب األحوال ،وبعبارة أخرى ال تغطي الحصانة الموضوعية كل ما
يصدر عن أعضاء البرلمان من آراء ،إذ قد يحاسب ىؤالء األعضاء عن تمك اآلراء حتى إذا صدرت
داخل المجمس وذلك عندما تكون عديمة الصمة بالعمل النيابي وكانت تشكل جريمة جنائية في نفس
2
الوقت.
57
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
لقد ذىب بعض الفقياء إلى أن قصر الحصانة الموضوعية عمى إبداء ال أري و األفكار داخل
المجمس ولجانو ،أمر يحتاج إلى تعديل بحيث تسري خارج المجمس مادام العضو يبدي أفكاره وآراءه
بصفتو عضو في المجمس ،فاألفكار و اآلراء التي يبدييا األعضاء في جمسات المجمس و لجانو ال يجوز
أن تظل حبيسة في المجمس أو يغمق عمييا داخل ذلك المجمس ،وانما يتعين أن يسمح ليا بالخروج إلى
1
الرأي العام.
ثانيا:الحصانة اإلجرائية:
النطاق المكاني لمحصانة اإلجرائية فإنو ال يختمف كثي ار عن النطاق المكاني لمحصانة الموضوعية
إذ أنيا تقتصر عمى المجمس وعمى لجانو فقط ،ولكن اإلشكال الذي يثار في ىذا الشأن ىو أنو ىل يجوز
أن تمتد ىذه الحصانة لتشمل منزل العضو أو مسكنو ،وفي ىذا الشأن ينقسم الفقو إلى رأيين من يؤيدىا
وينادي بتوسيعيا لتشمل منزل العضو ،لكن في ىذه الحالة يبقى إجراء التفتيش مرتبطا بالحصول عمى
إذن من المجمس ،ومنيم من ذىب إلى أن الحصانة البرلمانية لم تكن لتشمل مسكن العضو ألنو اعترف
بيا لمعضو من أجل ضمان حضوره في المجمس وفي الدورات واالشتراك في المناقشات وال توجد لمسكنو
2
صمة بيذا البتة.
إن الحكمة من تقرير المؤسس الدستوري لمحصانة اإلجرائية ىو رغبتو في الضمان ليمكن أعضاء
البرلمان من أداء مياميم في التشريع ،والرقابة عمى أعمال السمطة التنفيذية ،وىم في مأمن من تيديدىا
3
باتخاذ اإلجراءات الجزائية ضدىم ،وكذلك إعاقتيم من الوصول إلي البرلمان لممارسة أعماليم .
قد نص عمييا المؤسس الدستوري الجزائري في نص المادة 331من التعديل الدستوري 3039
بالقول":ال يجوز الشروع في متابعة أي نائب أو عضو مجمس األمة بسبب جريمة أو جنحة إال بتنازل
صريح منو أو بإذن حسب الحالة من المجمس الشعبي الوطني أو مجمس األمة الذي يقرر رفع الحصانة
عنو بأغمبية أعضاءه ".
58
النظام القانوني للحصانة البرلمانية الفصل الثاني
مما سبق شرحو ،فإن الحصانة اإلجرائية تتمثل في عدم مباشرة مجموعة من اإلجراءات القانونية
ضد عضو البرلمان بسبب جريمة اقترفيا ،إال بعد اتخاذ مجموعة من التدابير القانونية ،طالما أنيا مرتبطة
بعضو البرلمان فال يمكن أن يستفيد منيا غيره ،حتى وان كان من عائمتو ،وال حتى الشريك في الجريمة.
لما كانت الحصانة البرلمانية مبنية عمى قاعدة إجرائية مؤداىا استئذان البرلمان قبل مباشرة أي
إجراءات جزائية ضد العضو ،فيي توقف اتخاذ اإلجراءات دون رفع صفة الجرم ،وبسبب ذلك نجد أن
دساتير العالم تحرص عمى تحريم اتخاذ إجراءات جنائية ضد أعضاء البرلمان فيما عدا حاالت التمبس
إال بعد أخذ إذن المجمس ،وىو ما جسده المؤسس الدستوري الجزائري في نص المادة 331من التعديل
1
الدستوري لسنة .3039
تجدر اإلشارة إلى أن ارتكاب العضو جنحة إخبار أمره لسمطات المختصة ال يعني إعفاؤه من
اإلجراءات االنضباطية المقررة في النظام الداخمي إذ رأى المجمس ذلك ،ألن في ىذه المسألة مخالفتين :
2
مخالفة لمقانون العام بارتكاب الجريمة ،ومخالفة لنظام الداخمي لممجمس باإلخالل في نظام الجمسة.
59
إنتهاء الحصانة البرلمانية الفصل الثالث
الفصل الثالث
إنتهاء الحصانة
البرلمانية
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
إن العمل البرلماني مرتبط بالعيدة البرلمانية ،فيي ليست ميمة أبدية بل مقيدة بأجل أو
مدة محددة مثل أي وظيفة أو ميمة أخرى ،فمن المنطقي أن تنقضي ىذه العيدة نتيجة ألسباب
حددتيا الدساتير واألنظمة الداخمية لغرفتي البرلمان ،فالمشرع منح الحصانة البرلمانية ألعضاء
البرلمان بمراكزىم القانونية ال بذواتو الفصل الثاني ،وىذا االمتياز ينتيي إما ألسباب ليا عالقة
بالمجمس في حد ذاتو ،او ألسباب انقضاء الميمة البرلمانية متعمقة أساسا بعضو البرلمان.
تتشابو الدساتير العربية والقوانين المنظمة ليا في أسباب نياية العضوية البرلمانية ،حيث
تعرضت إلى ىذا الموضوع من حيث اإلشارة إلى الحاالت العادية وغير العادية النتياء
الحصانة.
ليذا سنتعرض في ىذا الفصل إلى مسألة انتياء الحصانة البرلمانية وزواليا من خالل
مبحثين:
نتعرض في األول إلى الحاالت العادية النتياء ىذه الحصانة ،ونتطرق في الثاني إلى
الحاالت غير العادية النتيائيا.
60
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
تنتيي الحصانة البرلمانية التي يتمتع بيا أعضاء البرلمان بانتياء مدة المجمس ،وىي
النياية الطبيعية لكل حصانة إجرائية ،ومدة ىذه الحصانة تبدو مختمفة ،وذلك تبعا لمنظام
السياسي القائم في الدولة ،ويقصد بالحاالت العادية النتياء الحصانة البرلمانية ىي تمك الحاالت
التي تنتيي بيا حصانة النواب بصورة طبيعية دون أي تدخل أو طمب سواء من المجمس أو من
جية التحقيق المختصة ،وىذه الحاالت مرتبطة بالحضور الطبيعي لنائب في البرلمان وجودا
وعدما ،واستم اررية والية البرلمان ضمن المدة القانونية .سنتعرض في ىذا المبحث إلى دراسة ىذه
الحاالت :انتياء المدة وحل البرلمان (مطمب أول) ،وفاة العضو واستقالتو(مطمب ثاني).
تنتيي العضوية البرلمانية نتيجة ألسباب عادية أو طبيعية؛ إما بانتياء مدة العضوية
لممجمس المحددة دستوريا ،أو إما عن طريق الحل بالنسبة لمغرفة المنتخبة سواء كان الحل تمقائي
1
بقوة القانون ،أو قيام رئيس الجميورية بذلك بناءا عمى سمطتو التقديرية التي خوليا لو الدستور.
تتفق الدول محل الدراسة في انتياء مدة العضوية كطريق عادي لنياية العضوية ولكنيا
تختمف بخصوص الحل.
يعتبر انتياء مدة المجمس؛ أو ما يعبر عنو في التشريع الجزائري بالعيدة النيابية وىي
الحالة األصمية لنياية الحصانة البرلمانية؛ نياية طبيعية إذ يعتبر العضو في ىذه الحالة كسائر
األفراد العاديين ،يسأل عما اقترفو من جرائم سواء أثناء عيدتو النيابية أو بعدىا ،كذلك يستثنى
من المتابعة والمساءلة عن األقوال واآلراء التي أدلى بيا العضو أثناء تمتعو بالصفة النيابية
والمرتبطة بميامو التشريعية والرقابية؛ وىي المدة التي يتمتع بيا المنتخب في حال فوزه
باالنتخابات بالعضوية البرلمانية ،والتي قد حددتيا المادة 119من التعديل الدستوري 2016
بخمس سنوات بالنسبة لممجمس الشعبي الوطني ،وستة سنوات بالنسبة لمجمس األمة وتجدد ىذه
-1نوال لصمج ،مكانة عضو البرلمان في الدساتير العربية ،رسالة لنيل شيادة دوكتوراه ،كمية الحقوق و العموم
السياسية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،الجزائر ،السنة الجامعية ،2016-2015ص 101
61
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
المدة كل ثالث سنوات؛ ال يمكن أن تمدد المدة إال لظروف خطيرة جدا من شأنيا استحالة إجراء
االنتخابات التشريعية في وقتيا المحدد ،وفي ىذه الحالة يبقى العضو متمتعا بالحصانة
1
البرلمانية.
بانتياء ىذه المدة تنتيي العضوية البرلمانية وتزول عن األعضاء صفة العضوية ،وتجرى
االنتخابات في ظرف 03أشير لتجديد عضوية المجالس النيابية ،النقضاء المدة النيابية
الجارية ،وال يمكن تمديد ميمة البرلمان إال في ظروف خطيرة جدا ال تسمح بإجراء انتخابات
عادية ،حيث يثبت البرلمان المنعقد بغرفتيو المجتمعتين ىذه الحالة بقرار بناءا عمى اقتراح رئيس
2
الجميورية واستشارة المجمس الدستوري.
يصنف بعض الفقياء حل البرلمان ضمن الحاالت العادية النتياء الحصانة .كون ىذه
الحالة ال يد لعضو البرلمان فييا وال عالقة لمبرلمان ذاتو أو جية التحقيق بوجودىا؛ حيث يقصد
بحل البرلمان ىو انتياء مدة المجمس قبل انتياء المدة المحددة لو في الدستور3،كما ويقصد بو
4
ايضا انياء مدة المجمس النيابي قبل المدة القانونية المقررة لنيابة اي نياية الفصل التشريعي .
يعتبر حل البرلمان أحد األسمحة التي تمتمكيا السمطة التنفيذية في مواجية صالحية
البرلمان في مساءلة الحكومة وحجب الثقة عنيا ،وفق األنظمة السياسية المختمفة لمدول ،والتي
تعتمد وضع سياسية متوازنة وصالحيات قانونية متقابمة لكل سمطة في مواجية السمطات
5
األخرى.
-1عبد اهلل بوقفة ،الدستور الجزائري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،سنة ،2005ص306
-2المادة 102فقرة 04و 05من دستور الجزائر لسنة 1996
-3ابراىيم مالوي ،مرجع سابق ،ص 139
-4فواز لجمط ،الضمانات الدستورية لحماية مبدأ الشرعية ،اطروحة لنيل شيادة دكتوراه في الحقوق ،كمية
الحقوق ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر ،2015\2014 ،ص121
-5ابراىيم مالوي ،مرجع سابق ،ص 139
62
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
مما الشك فيو أن الحل ال يتقرر إال إذا وقع انسداد سياسي في عالقة الحكومة بالبرلمان،
ومنو وعمى وجو الخصوص عدم الموافقة عمى مخطط عمل الحكومة.
إذا فحق الحل ىو سالح تمتمكو السمطة التنفيذية في مواجية السمطة التشريعية( المجمس
الشعبي الوطني) ،ويكون ذلك في أغمب األحوال عند حدوث نزاع بين الحكومة والبرلمان.
والحل في الدول العربية وغيرىا من الدول التي تأخذ بنظام لغرفتين ال يمس الغرفة المعينة ،وانما
يمس فقط الغرفة المنتخبة ،ألن االنتخاب عادة ما يأتي بكتل مختمفة ليس ليا نفس وجيات
النظر ،وبالتالي تصطدم ىذه الكتل مع الرئيس 1،ولمحل صورتان ىما:
أوال:الحل الوجوبي(التمقائي)
انفردت بو الجزائر ومصر في دستورىا الحالي ،2014حيث نصت عميو المادة 82من
الدستور الجزائري سنة 1996والمادة 146من دستور مصر لسنة ،2014وىناك من أسماه
كذلك الحل البرلماني ألن البرلمان يتمتع بقسط من االستقاللية في االلتجاء إلى الحل الوجوبي
أي بقوة القانون ،ويتم في الج ازئر في حالة تعين الحكومة مرتين ورفض برنامجيا لممرة الثانية،
حيث ينحل البرلمان وجوبا وتعاد االنتخابات التشريعية ،فالحل الوجوبي في الجزائر مرتبط برغبة
المجمس الشعبي الوطني ،وكذلك المؤسس الدستوري يطمب من الغرفة األولى أن ال تمارس بما
2
ليا من اختصاص دستوري.
-1إن التشكيمة عمى مستوى المجمس الشعبي الوطني مفتتة وغير منسجمة ،وال توجد أغمبية
برلمانية معينة سواء لحزب واحد ،أو إلتالف حزبي الذي يسمح ألية حكومة أن تنتقد أي برنامج
سياسي .وبالتالي ىناك ضرورة حتمية لحل ىذا المجمس والرجوع إلى الشعب ،من أجل البحث
عن تشكيمة برلمانية جديدة تتوفر فييا أغمبية برلمانية تمكن من تسيير شؤون البالد.
-1محمد بركات ،النظام القانوني لعضو البرلمان دراسة مقارنة،أطروحة لنيل شيادة الدكتوراه ،كمية الحقوق،
جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر،2014-2013 ،ص159
-2عبد اهلل بوقفة ،آليات تنظيم السمطة السياسية في النظام السياسي الجزائري ،دراسة مقارنة الجزائر ،دار ىومة
لمنشر والتوزيع ،2003 ،الجزائر ،ص 307
63
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
-2ألن الحكومة الجديدة عادت بنفس البرنامج الذي سبق لممجمس رفضو ،من حيث
الجوىر عمى األقل أي أن أسباب الرفض الزلت قائمة من طرف نفس األغمبية البرلمانية .وىذه
الحالة تعبر عن وجود خمل جوىري بين السمطتين واألغمبية البرلمانية لممجمي الشعبي الوطني،
والتي يكون ليا برنامج سياسي آخر مختمف عن برنامج الحكومة .كما أن المادة 82من الفقرة
02تطرح إشكالية في حالة بقاء الحكومة بصفة مؤقتة إلى غاية انتخاب مجمس جديد ،إذن حل
المجمس الشعبي الوطني يصبح ضروري لتحكيم الشعب في ىذا الخالف.
يمكن لحل المجمس الشعبي الوطني أن يتيح فرصة لرئيس الجميورية ،أو يفتح لو مجال
إجراء تغيرات سواء عمى مستوى المجمس أو عمى مستوى الحكومة نفسيا ( بحكم استقالتيا نتيجة
1
الحل) وذلك ألغراض مختمفة.
ثانيا:الحل الرئاسي
اتفقت كل األنظمة و الدساتير العربية أن موضوع الدراسة يقوم عمى الحل الرئاسي ،وذلك
يكون بناءا عمى رغبة رئيس الجميورية وباقتراح منو ويكون بموجب مرسوم رئاسي ،ولكنيم
اختمفوا في حاالت الحل الرئاسي ففي الجزائر فإن الحل الرئاسي مرىون بحالتين ىما:
-1حالة طمب رئيس الحكومة من المجمس الشعبي الوطني أن يصوت لو بثقة ويرفض ىذا األخير،
فإن رئيس الحكومة يقدم استقالة حكومتو ،ويمكن لرئيس الجميورية قبل قبول االستقالة االلتجاء
2
إلى احكام المادة 129من التعديل الدستوري لسنة .2016
-2الحالة التي ال يوجد فييا أي نزاع بين المجمس الشعبي الوطني والحكومة حيث أن فكرة
الحل صادرة من رئيس الجميورية وحده ،الذي يرى أن البرلمان لم يعد يمثل اتجاىات األمة مما
يتطمب إنياء حياة البرلمان وذلك قبل مباشرة الحل ،فإن رئيس الجميورية يستشير شخصيات
3
رئيسية ىامة في الدولة.
64
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
إلى جانب الحاالت السابقة توجد حالتين إضافيتين لزوال العضوية البرلمانية ،حالة وفاة
عضو البرلمان التي سندرسيا في الفرع األول واالستقالة التي تعتبر ىذه األخيرة من وسائل
انتياء العضوية في مجمس النواب في الفرع الثاني.
تعتبر الوفاة النياية الطبيعية لشغور المنصب البرلماني وزوال جميع الحصانات
الموضوعية واإلجرائية ،حيث إذا توفي العضو تزول عنو العضوية البرلمانية من يوم وفاتو،
وتحسب لو الفترة التي قضاىا في البرلمان عيدة كاممة ميما كانت مدتيا ليستفيد منيا ذوي
1
حقوقو وىي مرتبطة بمنحة التقاعد.
كما يمكن أن ينطبق عميو نفس الحكم واإلجراء ،كالذي ينطبق عمى انقضاء العيدة النيابية
لمعضو بسبب الوفاة حدوث مانع قانوني آخر كالحجر عميو ،أي كل ما من شأنو عدم تمكينو من
2
أداء ميامو نيائيا مع اثبات ذلك.
اذا توفي عضو في البرلمان يجب تعويضو ،أما بالنسبة لممجمس الشعبي الوطني ،ويعود
االستخالف لمفائز األخير التابع لمعضو المتوفى حسب نص المادة رقم 105من القانون
العضوي 310-16الذي يتعمق بنظام االنتخابات ،أما بالنسبة لعضو المتوفى في مجمس األمة
يكون استخالفو عن طريق انتخابات جزئية عمى مستوى الوالية ،وذلك حسب نص المادة رقم
4
132من القانون العضوي السالف الذكر.
65
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
تشير التقاليد البرلمانية عمى أنو بعد أن يعمن رئيس المجمس إلى األعضاء وفاة عضو من
أعضاء المجمس ،فإن الحكومة تشارك في تأبين العضو المتوفى ،كما تشارك المجموعات
1
البرلمانية المختمفة أو الحزب أو المجموعة التي ينتمي ليا العضو المتوفى في ىذا التأبين.
اوال:تعريف االستقالة:
ىي طمب مكتوب يتقدم بو العضو موضوعو طمب إنياء عضويتو بصورة دائمة أو
تخميو عنيا ،وعميو فإن الحصانة النيابية تزول في حالة موافقة مجمس النواب عمى استقالة
عضو المجمس التابع لو ،إال أن إجراءات إنياء العضوية في المجمس عن طريق االستقالة
2
تختمف من دستور إلى آخر وكذلك من تشريع إلى آخر.
ثانيا:أسباب االستقالة:
يتفق معظم الفقياء بأنو ال توجد أسباب محددة لالستقالة من البرلمان ،فقد تكون نتيجة
لعدم القدرة عمى القيام بالواجب النيابي ،أو لمرض ال يتمكن معو العضو أو النائب في
مواصمة عممو البرلماني أو تكون االستقالة بسبب التعيين في منصب أو وظيفة تتنافى مع
3
العيدة البرلمانية.
الشك أن العضوية في البرلمان تتطمب من العضو أو النائب القدرة عمى القيام بميامو
البرلمانية عمى أكمل وجو ،فدورات انعقاد البرلمان تستغرق وقتا طويال دون انقطاع في بعض
66
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
األحيان ،مما يؤثر عمى القدرة الصحية والذىنية لمنائب أو العضو؛ األمر الذي تحول معو
مواصمة حضور جمسات البرلمان مما يميد لحالة أكثر تأثي ار من االستقالة وىي كثرة الغيابات،
1
فاألولى لالستقالة والمجوء إلى استخالف النائب المستقيل.
يعتبر ىذا السبب من نتائج مبدأ عدم جواز الجمع بين العضوية في البرلمان وبين
الوظائف العامة في الحكومة بمعناىا الواسع .وذلك ضمانا لمفصل العضوي بين السمطتين
التشريعية والتنفيذية بعدم السماح بالجمع بين العضوية في البرلمان والعضوية في الحكومة ،وىو
ما أكدتو المادة 122من التعديل الدستوري الحالي بقوليا":ميمة النائب وعضو مجمس األمة
وطنية ،قابمة لتجديد وال يمكن الجمع بينيا وبين ميام ووظائف أخرى".
أشارت الدساتير الجزائرية إلى موضوع االستقالة بالنسبة لعضو البرلمان ،إلى غاية التعديل
الدستوري لسنة ،2016الذي نصت المادة 125منو عمى أن"يحدد عضوي الحاالت التي يقبل
فييا البرلمان استقالة أعضائو"؛ إما تكون االستقالة إرادية بمحض إرادة العضو ،أو تمقائية بقوة
2
القانون.
أ-االستقالة االرادية:
لم يتطرق الدستور الج ازئري ،والقانون الخاص بحقوق وواجبات عضو البرلمان واألنظمة
الداخمية إلى تبيان طريقة واج ارءات وشكل تقديم االستقالة ،وعدم صدور القانون العضوي المنظم
لالستقالة المنصوص عمييا سابقا في المادة 521من التعديل الدستوري .2016وقياسا عمى
الدساتير المقارنة واألنظمة الداخمية المنظمة لعمل البرلمان ،يرى الفقو الجزائري عمى أنو البد من
إتباع إجراءات معينة لتقديم االستقالة أىميا:3
67
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
_ البد أن تقدم بصفة فردية وشخصية إلى رئيس الغرفة التي ينتمي إلييا العضو ،وىذا يعني
منع اإلستقالة الجماعية.
_ أن تكون مبررة وتتضمن السبب أو األسباب التي أدت إلييا ) التعبير عن موقف سياسي،
المرض الذي يحول دون االستمرار في أداء الميمة النيابية ،اختيار وظيفة أو ميمة انتخابية
أخرى تتنافى مع النيابة في البرلمان ....الخ).
_ يقدم رئيس الغرفة االستقالة ومرفقاتيا إن وجدت إلى المجنة المكمفة بإثبات العضوية ) المجنة
القانونية أثناء الفترة التشريعية ( لوضع تقرير بخصوصيا يقدم إلى المجمس المصادق عميو
وبالتالي إعالن حالة شغور) يمكن لمجنة أن تستمع إلى المعني).
-في حالة استقالة رئيس المجمس نفسو ،تقدم االستقالة إلى ىيئة التنسيق المكمفة بإثبات حالة
1
الشغور طبقا لمنظام الداخمي لمغرفتين.
ب-اإلستقالة التلقائية
من اآلثار المترتبة عمى جمع الوظائف والميام ىو االستقالة التمقائية؛ ويعني أن يضع
المعني نفسو في موضع يستمزم اعتباره مستقبال بحكم القانون ،ويعمن مكتب الغرفة المعنية شغور
المقعد في األجل المحدد في الفقرة 22من المادة 29من القانون العضوي المتعمق بحاالت
التنافي ،ويبمغ ق ارره إلى العضو المعني والى الحكومة والى المجمس الدستوري.أما في حالة شغور
مقعده بسبب حالة التنافي ،يتم استخالفو وفقا لألحكام المنصوص عمييا في التشريع الساري
المفعول.2
بالرجوع إلى النصوص الدستورية الجزائرية ،لم تذكر موضوع االستقالة التمقائية في دستور
5691بالنسبة لنواب المجمس الوطني ،لكن ورد في دستور 5699بموجب المادة 521منو
ودستور 5616بموجب المادة 522منو ،ودستور 5669بموجب المادة 521منو والمادة
68
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
125من التعديل الدستوري ،2016فاالستقالة ليست باألمر اليين ،فيي ليست مجرد إنياء لعيدة
برلمانية متعمقة بشخص ،ولكنيا متعمقة أيضا بإرادة شعبية ،لذلك استدرك المشرع األمر في
القانون العضوي المتعمق بحاالت التنافي ونظم االستقالة من ناحية الشكل والمضمون ،لكن
اإلشكال حسب الفقو الجزائري ىو أنو إذا قدم عضو البرلمان تصريحا غير صحيح أو ناقص
إلخفاء حاالت التنافي تطبق عميو عقوبات التصريح الكاذب ،لكن النص لم يوضح وضعية
العضو بعد ذلك فيل تطبق في حقو العقوبة برفع الحصانة عميو فقط أم يخضع إلجراءات فقدان
الصفة البرلمانية باالستقالة تمقائيا أو وجوبا كما تقضي المادتان 26و 55من القانون العضوي
1
02-12؟
ثالثا:شروط االستقالة:
ىذا الشرط يعني عدم جواز تقديم االستقالة شفويا ،و عدم جواز تقديميا ىاتفيا ،فإشتراط
الكتابة ال يعني أن تتقيد االستقالة بصيغة أو ألفاظ معينة ،بل تستفاد الرغبة من أي عبارة تدل
عمى رغبة العضو في إعتزال الخدمة بصفة جدية.
بموجب ىذا الشرط فإن طمب االستقالة الذي يقترن أو يعمق عمى شرط يعتبر كأن لم يكن،
ذلك ألن اقتران االستقالة بشروط ،أو تضمنيا بعض القيود يثير الشك في الرغبة في ترك الخدمة
إذ قد يكون ىدفو من تقديم االستقالة ليس إنياء الخدمة و إنما حث اإلدارة لتحقيق مطالبو ،إال
2
أنو إذا قدم استقالتو وعين فييا موعدا لمقبول فيجوز قبوليا من تاريخ ذلك الموعد أو قبمو.
69
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
يجب أن يكون صادر من رضا صحيح ال يشوبو عيب من عيوب الرضا كاإلكراه عمى
االستقالة ،أو استعمال وسائل احتيالية تجبره عمى االستقالة ،أو استعمال وسائل احتيالية تجبره
عمى االستقالة ،وفي مثل ىذه األحوال يستطيع أن يطمب إلغاء قرار قبول االستقالة والتعويض
1
عنو إن كان لو مقتضى.
في غياب القانون العضوي المنظم لموضوع االستقالة من البرلمان ،نعتمد في ذلك عمى
النظام رقم 16/98لممجمس الشعبي الوطني الممغى ،فوفقا لممادة 23منو توجو طمبات االستقالة
إلى الرئيس المجمس الشعبي الوطني أو إلى رئيس مجمس األمة بحسب الحالة ،فيقوم الرئيس
بإخطار مكتب المجمس في أقرب جمسة من أجل دراسة و فحص مضمون االستقالة سواء من
الناحية الشكمية أو الموضوعية ،ومن ثم يطرح طمب االستقالة لمبت فيو نيائيا.
ال ترتب االستقالة أثرىا إال من تاريخ التأشير عمييا بالقبول وليس من تاريخ تقديميا فيظل
2
لمنائب أو العضو المستقيل صفة البرلماني بما يترتب عمييا من حقوق ووجبات.
تعرضنا في المبحث السابق الى الحاالت العادية النتياء الحصانة البرلمانية ،اما من خالل
ىذا المبحث سنتعرض الى الحاالت الغير عادية النتياء الحصانة البرلمانية ،حيث تنتيي
العضوية البرلمانية نياية غير طبيعية السباب متصمة بالعضو ،وىناك من يطمق عمييا بالحاالت
االستثنائية النتياء العضوية ،وتعني نياية العضوية في البرلمان قبل نياية والية المجمس ،ويقصد
بيا ايضا تمك الحاالت التي يكون سببيا غير طبيعي وانما يتعمق بسمطة جيات التحقيق في
اتخاذ اجراءات ضد العضو البرلماني بمناسبة ارتكابو لجريمة من الجرائم المنصوص عمييا في
القوانين العقابية .
70
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
سنتعرض في ىذا المطمب الى ثالثة الحاالت غير العادية لزوال الحصانة البرلمانية؛ حالة
التمبس و حالة االسقاط وحالة االقصاء ،حيث سنعرج بالتفصيل شرح وتوضيح كل حالة :
ُيقصد بمفظ الجناية" :الجرم الذي يستوجب عقوبة اإلعدام أو الحبس مدة تتجاوز
الثالث سنوات دون حاجة الى إثبات إدانة المجرم في السابق".
كما ُيقصد بحالة التمبس أنيا التقارب الزمني بين وقت اقتراف الجريمة ووقت اكتشافيا،
بحيث تستدعي ىذه الحالة سرعة اتخاذ االجراءات الجزائية حياليا حتى ال يترتب عمى التراخي
في اتخاذىا ضياع الحقيقة .
يرى البعض أن المقصود بالتمبُّس ىنا ىو التمبُّس الحقيقي الذي يقع كمشاىدة ىذه الجريمة حال
ارتكابيا دون حاالت التمبُّس االعتباري ،الذي يتضمن باقي حاالت التمبس المنصوص عمييا
1
والتي ال يحصل فييا مشاىدة مباشرة لمسموك المادي لمجريمة.
حاالت التمبس بالجناية أو الجنحة حددىا المشرع الج ازئري في نص المادة 41من
قانون االجراءات الجزائية ،2وبالتالي فان ضبط عضو البرلمان بحالة من حاالت التمبس
المنصوص عمييا في المادة 41المذكورة أعاله يمكن توقيفو ويخطر بذلك مكتب المجمس
الشعبي الوطني أو مكتب مجمس األمة حسب الحالة فو ار.
71
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
كما يمكن المكتب المخطر أن يطمب إيقاف المتابعة إطالق سراح النائب أو عضو
مجمس األمة ،عمى أن يعمل فيما بعد بأحكام المادة 127من التعديل الدستوري لسنة
1
.2016
يذىب المشرع الجزائري إلى إقرار جواز ضبط العضو وايقافو في حالة تمبسو بالجريمة
دون الحاجة إلى الحصول عمى إذن من المجمس فيما يخص ىذا اإلجراء .وذلك عمى أن يخطر
بذلك مكتب المجمس الشعبي الوطني أو مجمس األمة فو ار ،وألن الحصانة البرلمانية تيدف إلى
منع إتخاذ أي إجراء جزائي في حق العضو ،ولما كان إجراء إيقاف العضو وضبطو يعد من
قبيل االجراءات الجزائية ولكن ال يشترط الحصول عمى إذن من المجمس الذي يتبع إليو العضو
لتطبيقو عميو في حالة تمبسو بالجريمة ،فيذا يعني أن حالة التمبس من شأنيا أن تكون سببا أو
حالة لزوال الحصانة البرلمانية عن العضو ،لكن يبقى ىذا الزوال مؤقتا بحيث أنو يرتبط بصدور
اإلذن من المجمس ،فإذا أصدر ىذا األخير اإلذن جازت المتابعة واذا رفض إصداره أطمق سراح
2
العضو مباشرة.
مبررت استثناء حالة التمبس بجناية :
ثانيا :ا
-1الخضوع لنطاق الحصانة :فنطاق الحصانة البرلمانية المنصوص عميو في الدستور
والقوانين األخرى يستثني حالة التمبس من أحكام الحصانة ،وعميو فإن االلتزام بنطاق
الحصانة يقتضي استثناء حالة التمبس.
-2الجريمة المتمبس بيا تستوجب اإلسراع في اتخاذ اإلجراءات الجنائية ،وذلك خشية
ضياع األدلة أو انحراف مجريات التحقيق.
- 3انتفاء شبية التعسف السياسي أو مظنة الكيدية ،بسبب وضوح األدلة واحتمال الخطأ
في التقدير أو وجود الخصومة وافتعاليا من اآلخرين ضعيف االحتمال.
- 4المحافظة عمى النظام العام وتحقيق العدالة الجنائية ،حيث إن عدم القبض عمى
العضو حينما يكون الفاعل األصمي لمجريمة وىو في حالة تمبس ،بينما يتم القبض عمى شركائو
-1سعيد اوصيف ،البرلمان الجزائري في ظل دستور 28نوفمبر 1996المعدل و المتمم ،اطروحة لنيل شيادة
الدكتوراه ،كمية الحقوق ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر ، 2016 ، ،ص161و162
-2رفيق منصوري ،مرجع سابق ،ص 103
72
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
اآلخرين في الحال ودون أي قيد ،سيؤدي حتماً لمفوضى واالضطراب وىدر العدالة.
استناداً لما سبق فإن أي عضو من أعضاء البرلمان يتم ضبطو في حالة تمبس بالجريمة
فإنو يمكن القبض عميو فو اًر ،فالحصانة البرلمانية اإلجرائية المقررة لو تزول ىنا وال يبقى ليا
1
أثر.
الفرع الثالث:حالة االقصاء
االقصاء ىو تجريد عضو البرلمان من ميمتو او عيدتو البرلمانية عقابا لو عمى جرم
اقترفو يخل بشرف المينة النيابية ،بحيث يصبح غير مؤىال لتمثيل االمة والتعبير عن ارادتيا،
2
وىو االمر الذي يستدعي عزلو و طرده من البرلمان بعد ثبوت الجرم بحكم قضائي عادة.
باستقراء المادة رقم 124من التعديل الدستور الجزائري لسنة ،2016نستخمص أنو في
حالة ما إذا ارتكب أي عضو في المجمسين أي فعل يخل بشرف المينة ،يجرد من منصبو،
ولكن بشرط الحصول عمى األغمبية البسيطة ألعضاء المجمسين.3
باستقراء الدساتير السابقة نجد انو تم النص عمييا ألول مرة في دستور 1976في المادة
،135ونص عميو ايضا في المادة 101من دستور 1989والمادة 107من دستور ،1996
وأضاف التعديل الدستوري األخير لسنة 2016في المادة 117منو ،حالة أخرى لمتجريد من
الميمة النيابية ،وىي حالة تغيير الحزب الذي ينتمي إليو" بحيث يحضر عمييم التجوال
السياسي".
يعمن المجمس الدستوري شغور المقعد بعد اخطاره من رئيس الغرفة المعنية ويحدد القانون
كيفيات استخالفو ،غير أن النائب الذي استقال من حزبو أو أبعد منو يحتفظ بعيدتو بصفتو نائب
غير منتمي .لكن ما يالحظ عمى ىذه المادة أنو نص عمى تجريد العضو الذي يغير حزبو
4
السياسي طوعا.
73
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
يتم االستخالف بموجب إج ارءات خاصة ،فاالستخالف في المجمس الشعبي الوطني نتيجة
شغور مقعد النائب بسبب الوفاة أو االستقالة أو حدوث مانع قانوني باإلقصاء أو بسبب قبولو
وظيفة عضو في الحكومة أو عضوية في المجمس الدستوري .يكون المترشح المترتب مباشرة
بعد المترشح األخير المنتخب في القائمة الذي يخمفو خالل الفترة النيابية المتبقية والجية المكمفة
بالتصريح ىي مكتب المجمس الشعبي الوطني .وفي مجمس األمة فاالستخالف في كل الحاالت
1
يتم عن طريق إج ارء انتخابات جزئية بعد إعالن مكتب المجمس عن حالة الشغور .
الفرع الثاني:حالة اسقاط العضوية
اوال:تعريف اسقاط العضوية
يعرف إسقاط العضوية عمى أنو فقدان الصفة؛ أي اسقاط صفة العضوية عن العضو
2
البرلماني بتجريدىا منو ،والتالي انتياء عيدتو نيائيا ووجوبا من طرف الجية المختصة بذلك.
يعرف ايضا عمى انو الحكم الذي بواسطتو يسقط المجمس النيابي بسبب تغيب شروط العضوية
3
في البرلمان بعد اعالن نتائج االنتخابات او فقدىا .
ثانيا:أسباب إسقاط العضوية
اختمفت دساتير الدول تارة وتشابيت في أسباب إسقاط العضوية تارة أخرة ،ففي الجزائر
نصت الدساتير المتعاقبة عمى أسباب سقوط العضوية ذلك بداية من دستور 1976بموجب
المادة 34منو التي نصت عمى أن "كل نائب ال يستوفي شروط النيابة ،أو أصبح غير مستوف
ليا يتعرض إلسقاط صفتو النيابية" .وىو أيضا نفس ما جاءت بو نصوص المواد 100من
دستور ،1989والمادة 123من التعديل الدستوري 2016التي نصت عمى أن "كل نائب أو
عضو مجمس األمة ال يستوفي شروط قابمية انتخابو أو يفقدىا يتعرض لسقوط ميمتو
4
البرلمانية".
74
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
عميو تتضح من نصوص الدساتير الج ازئرية أنيا ركزت عمى سببين إلسقاط العضوية
البرلمانية وىما:
-1عدم استيفاء شروط القابمية لالنتخاب وذلك حسب ما جاءت بو المادة 62من
التعديل الدستوري 2016التي نصت عمى " لكل مواطن تتوافر فيو الشروط القانونية أن ينتخب
وينتخب .انطالقا من نص المادة التي سبق ذلك القانون العضوي 10-16المتعمق بنظام
االنتخابات ،1الشروط الموضوعية واإلجرائية لمترشح لعضوية البرلمان وذلك بموجب نصوص
المواد 124و 125و 126و 127كما شددت األنظمة الداخمية عمى إمكانية توافر ىذه الشروط
في المترشح.
-2فقدان شروط العضوية :قد يفقد عضو البرلمان شرط من شروط العضوية البرلمانية
بعد انتخابو أو تعيينو ،الشروط الالزمة لمترشيح لمعضوية ،وكذلك االستمرار فييا ،إال أن ىذه
الشروط ليست من طبيعة واحدة ،فبعضيا ال يتصور فقدان شرط السن أو شرط ثبوت أداء
الخدمة الوطنية)العسكرية (أو اإلعفاء منو ،لكن ىناك شروط أخرى يتصور فقدانيا بعد ثبوتيا
مثل :فقدان الجنسية ،أو الشطب من جداول االنتخاب)القائمة االنتخابية( ،فإذا فقد أحد أعضاء
البرلمان شرطا من ىذه الشروط فإنو يفقد عضويتو بالبرلمان.2
ثالثا:إج ارءات إسقاط العضوية
تسقط عضوية النائب أو العضو في الجزائر من قبل مكتب المجمس الشعبي الوطني أو
مكتب مجمس األمة بناء عمى إشعار من وزير العدل .ويحول مكتب المجمس طمب إسقاط
العضوية إلى المجنة المكمفة بالشؤون القانونية بالنسبة لممجمس الشعبي الوطني ،أو مكتب المجنة
المكمفة بالشؤون القانونية واإلدارية وحقوق اإلنسان بالنسبة لمجمس األمة ،وتستمع إلى النائب أو
العضو المعني ،وعند قبوليا الطمب تحول المسألة عمى المجمس الشعبي الوطني أو مجمس األمة
من أجل البت باالقتراع السري بأغمبية أعضائو في جمسة مغمقة بعد االستماع إلى تقرير المجنة
3
والنائب المعني الذي يمكنو االستعانة بزمالئو .
-1القانون العضوي رقم ،10-16المؤرخ في 25غشت ،2016المتعمق بنظام االنتخابات ،الصادر بالجريدة
الرسمية العدد ،50لسنة 2016
-2نوال لصمج ،مرجع سابق ،ص116
-3نوال لصمج ،المرجع السابق ،ص ص 119 ،117،
75
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
المطمب الثاني :حالة طمب االذن وتنازل العضو عن الحصانة ووجوده في حالة من
حاالت التنافي
نص المشرع الجزائري عمى انو ال يجوز متابعة أي نائب او عضو بسبب ارتكابو لجناية
او جنحة(فرع اول) ،اال بتنازل صريح منو(فرع ثاني) او باذن من المجمس ،كما ال يمكن ليذا
النائب او العضو الجمع بين وظائف حددىا القانون مع العضوية في البرلمان (فرع ثالث).
الفرع االول:حالة طمب االذن من المجمس برفع الحصانة
اذا قام العضو البرلماني بارتكاب جناية او جنحة فال يجوز لمجية المختصة بتحريك
الدعوى ضده،اال باذن من المجمس التابع لو ،وىذا ما سنعرج لو في ىذا العنصر من خالل
اعطاء مفيوم لالذن ،والجية المختصة بتقديم ىذا الطمب ،ثم الى اجراءتو ثم دراستو من طرف
المجنة القانونية و اخي ار موقف المجمس البرلماني اما بالرفض او القبول .
اوال:مفهوم االذن
االذن:ىو ذلك االجراء الذي يصدر عن جية معينة ،معبرة فيو عن عدم اعتراضيا
وموافقتيا عمى السير في اجراءات الدعوى الجنائية ضد الشخص المنتمي الييا وظيفيا بسبب
فعل اجرامي ارتكبو معاقب عميو قانونا .
أما اذا عدنا لمفقو فنجد عدة تعريفات في ىذا الشأن ،فقد عرفو فريق من الفقو " :بانو
اجراء يصدر من جية معينة تعبر بو عن عدم اعتراضيا و السماح بالسير في اجراءات الدعوى
1
الجنائية ضد شخص معين ينتمي الييا او بصدد جريمة معينة ارتكبت ضدىا ".
لقد اشترط المؤسس الدستوري وجوب االذن في متابعة عضو البرلمان ،حرصا منو عمى
عدم عرقمة ميمة ىذا االخير وعدم تحويمو عن تركيزه والوقوف ضد كل اعتداء عمى العضو
وعمى البرلمان من التيم التي ال اساس ليا من الصحة .والغاية منيا االنتقام من العضو وبالتالي
السير الحسن لمسمطة التشريعية .ليذا ترك المؤسس الدستوري السمطة التقديرية لممجمس التابع لو
العضو –حسب الحالة– سواء مجمس شعبي وطني او مجمس االمة .فيل ىذه االجراءات المراد
-1نور الدين رباطي ،الحصانة البرلمانية في النظام الدستوري الجزائري ،رسالة لنيل شيادة ماجستير ،كمية
الحقوق ،المركز الجامعي الشيخ العربي التبسي ،تبسة ،الجزائر ،2006-2005،ص84
76
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
البدء فييا جدية تيدف لحماية المجتمع من الجرائم التي يرتكبيا العضو ام انيا مجرد اداعات
1
كيدية انتقامية تيدف لالحاطة بعضو البرلمان وابعاده عن مكانو ومقعده في المجمس التابع لو ؟
ثانيا :الجهة المختصة بتقديم الطمب
قبل الولوج إلى إج ارءات رفع الحصانة اإلج ارئية عن العضو وكيفيات تقديم الطمب وشروط
فإنو من األجدر بنا أوال معرفة الجية التي ليا حق تقديم الطمب .فبالرجوع إلى نص المادة 72
من النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني والمادة 125من النظام الداخمي لمجمس األمة لسنة
،2017نجد أن المشرع الجزائري قد أعطى ىذا الحق حص ار لوزير العدل ،فيو الشخص الوحيد
صاحب اإلختصاص في توجيو طمب رفع الحصانة البرلمانية ،إذ يقوم ىذا األخير بإيداع الطمب
لدى مكتب المجمس التابع لو العضو المعني حسب الحالة.
ثالثا:اجراءات طمب رفع الحصانة
أما عن إج ارءات طمب رفع الحصانة فبالرجوع إلى الممارسة النيابية واألعراف البرلمانية،
في الجزائر نجد أنو في حالة ثبوت الجريمة في حق النائب وقبل الشروع في إتخاذ االجراءات
الجزائية ضده ،تقوم النيابة العامة عن طريق وزير العدل برفع طمب إلى رئيس الغرفة التي ينتمي
إلييا العضو المعني ،وىذا عمال بنص المادة 72من النظام الداخمي الحالي لممجمس الشعبي
الوطني التي تنص أنو" يودع طمب رفع الحصانة البرلمانية لدى مكتب المجمس الوطني الشعبي
من قبل وزير العدل" ،كما نصت الفقرة األولى من المادة 125من النظام الداخمي لمجمس
األمة 2017أنو" تودع طمبات رفع الحصانة من أجل المتابعة القضائية لدى مكتب المجمس من
2
قبل وزير العدل "بعد إيداع الطمب لدى مكتب المجمس المعني.
رابعا:دراسة الطمب من طرف المجنة القانونية
بالرجوع إلى نصوص المواد 72الفقرة الثانية و 125من األنظمة الداخمية لممجمس
الشعبي الوطني ومجمس األمة ،نجد أنو مباشرة بعد تقديم طمب رفع الحصانة عن العضو
المعني ،يقوم رئيس المجمس بحسب الحال بإحالة الطمب ومرفقاتو إلى المجنة المكمفة بالشؤون
77
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
القانونية لممجمس الشعبي الوطني والى المجنة القانونية واإلدارية وحقوق اإلنسان لمجمس األمة
من أجل دراستو .
كغيرىا من أنظمة برلمانات الدول ،فإن األنظمة الداخمية لمجمسي البرلمان الجزائري تشترط
التأكد من جدية طمب رفع الحصانة والبحث والتأكد من جدية الطمب ،والنظر في جوىر القضية
حتى يكون قرار موافقة أعضاء البرلمان عمى رفع الحصانة مبني عمى قناعة راسخة ،وأن زميميم
متورط في القضية ،ويقتصر دور المجنة عمى إعداد تقريرىا خالل ميعاد شيرين من تاريخ
1
اإلحالة عمييا ،وبعد انتياء المجنة من إعداد تقريرىا تقوم بإحالة الممف عمى المجمس.
خامسا :موقف المجمس النيابي من طمب رفع الحصانة
بعد د ارسة المجنة لمطمب واعداد تقرير ،بشأن نقمو إلى المجمس ،يقوم ىذا األخير بالفصل
في الطمب إما بالرفض أو القبول وذلك بموجب مداولة سرية ،وبالرجوع إلى النظامين الداخميين
لغرفتي البرلمان نجد أن المدة المحددة لممجمس لمرد عمى الطمب ىي ثالثة أشير.
بعد إستالم المجمس لمتقرير ،يصبح الممف محل مناقشة وتصويت عمى مستوى المجمس،
إذ يعقد ىذا األخير جمسة مغمقة يتم فييا التصويت عمى الق ارر باإلقت ارع السري وذلك بعد السماع
لمقرر المجنة والعضو المعني الذي يمكنو اإلستعانة بأحد زمالئو لمدفاع عنو ،وىذا عمال بنص
المادة 22من النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني التي نصت عمى أنو" يفصل المجمس
الشعبي الوطني في جمسة مغمقة باإلقتراع السري ،بأغمبية أعضائو بعد اإلستماع إلى تقرير
المجنة والنائب المعني الذي يمكنو اإلستعانة بأحد زمالئو" .عمى إثر ذلك يتخذ المجمس إحدى
ىذه المواقف إما الموافقة عمى الطمب بأغمبية أعضائو أو رفض الموافقة أو السكوت عن الرد.2
-1حالة موافقة المجمس عمى الطمب
في حالة موافقة المجمس عمى رفع الحصانة البرلمانية عن العضو فإن ىذا األخير
اإلجرءات
ا يصبح كأي فرد عادي يخضع لقواعد القانون العام السيما نصوص قانون
الجزئية وقانون العقوبات وبالتالي يمكن لمنيابة العامة إتخاذ كافة اإلجراءات الج ازئية في سبيل
ا
الحكم في القضية محل المتابعة ،إذ يسمح في ىذه الحالة إستجواب المعني واصدار األوامر
78
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
القضائية ضده والقاء القبض عميو وحبسو مؤقتا واخضاعو إلجراءات التوقيف لمنظر ،وال يجوز
لمعضو اإلحتجاج بسريان عضويتو في البرلمان في مواجية العدالة ،إذ تعتبر الحصانة التي كان
يتمتع بيا ىي الحد الفاصل بينو وبين المتابعة الج ازئية ،ولما كانت ىذه الحصانة قد رفعت عنو
وفقا الج ارءات وضوابط قانونية فإنو يصبح كأي فرد عادي معرض لممتابعة والمحاكمة.1
-2حالة رفض المجمس لمطمب
إرتئ المجمس الذي ينتسب إليو العضو ،أن الطمب غير جدي أو أن الغرض منو ىو
عرقمة العضو عن ممارسة ميامو النيابية وأن اإلتيامات كانت كيدية ،فإنو يرفض طمب رفع
الحصانة عن العض ،ويبقى ىذا األخير متمتعا بالحصانة البرلمانية ويسقط كل اج ارء إتخذ ضد
العضو المعني تحت طائمة البطالن ،ولجية الحكم أن تقضي بيذا البطالن من تمقاء نفسيا ،كما
2
يممك العضو حق الدفع بيا في أي مرحمة كانت عمييا الدعوى.
لإلشارة أيضا فإنو ال يجوز إتخاذ ىذه اإلجراءات في حالة رضا العضو إال بعد تنازل
صريح منو ووفقا إلجراءات قانونية محددة مسبقا.
-3حالة سكوت المجمس عن الرد
لم ينص المشرع الج ازئري عمى ىذه الحالة وىذا ما قد يفتح المجال لمعديد من التأويالت
التي يمكن أن تكون في بعض الحاالت خاطئة .ومن المتعارف أن في القانون والممارسة العممية
أن سكوت اإلدارة أو الجية المخطرة بعد إنقضاء اآلجال القانونية ،يعني الرفض الضمني من
طرفيا ،في حين ىنالك من يذىب إلى إعتبار ىذا السكوت موافقة عمى الطمب.3
في ىذا الصدد نجد أن المشرع المصري عكس المشرع الج ازئري فصل في أمر سكوت
المجمس النيابي عن الرد بعد إنقضاء اآلجال المحددة قانونا ،إذ إعتبر ىذا السكوت قبوال ضمني
4
من طرف المجمس.
79
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
-1امر رقم ،155-66المؤرخ في 06جوان ،1966يتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم بالقانون رقم
،01-14الصادر بالجريدة الرسمية العدد ،07لسنة 2014
-2فاتح يحياوي ،مرجع سابق ،ص112
80
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
81
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
النائبين الى مكتب مجمس االمة ،و لكن قبل اجتماع المكتب لدراسة ممفي العضوين ،قر ار ىذين
االخرين التنازل طواعية عن الحصانة البرلمانية.
الفرع الثالث:وجود عضو البرلمان في حالة من حاالت التنافي
اوال :تعريف حاالت التنافي
المقصود بحاالت التنافي بنصيا"يقصد بالتنافي بمفيوم ىذا القانون ،الجمع بين العضوية
في البرلمان وعيدة انتخابية أخرى أو بينيا وبين الميام أو الوظائف أو األنشطة المحددة في
المواد أدناه".
تنقضي العيدة البرلمانية والعضوية في البرلمان ،في حالة ما اذا وجد عضو البرلمان في
حالة من حاالت التنافي واختار المنصب الذي ينافي تمك العيدة ،كماجاء نظام التنافي تكريسا
إلضفاء قد ار من المصداقية والشفافية عمى ىذه المسؤوليات والحث عمى عدم الجمع بينيا وبين
مين أخرى تحول دون تفرغ عضو البرلمان لمميام التي انتخب وعين من أجميا ،فالجمع يتنافى
مع واجبات السمطة الرئاسية التي يخضع بمقتضاىا الموظف المرؤوس لرئيسو خضوعا تاما،
إضافة إلى الخوف من استغالل الموظف لوظيفتو في خدمة أغراضو اإلنتخابية ،كما يمكن
1
لممشرع أن يمنع الجمع بين عيدتين انتخابيتين .
ثانيا:حاالت التنافي مع العهدة البرلمانية.
لقد حدد القانون العضوي رقم 202-12الحاالت التنافي وتتمثل فيمايمي:
-نصت المادة 03تتنافى العيدة البرلمانية مع :
-وظيفة عضو في الحكومة- .العضوية في المجمس الدستوري- .عيدة انتخابية اخرى في
مجمس شعبي منتخب- .وظيفة او منصب في الييئات واالدارات العمومية والجماعات
االقميمية والمؤسسات العمومية او العضوية في اجيزتيا او ىياكميا االجتماعية - .وظيفة او
منصب في مؤسسة او شركة او تجمع تجاري او مالي او صناعي او حرفي او فالحي- .
ممارسة نشاط تجاري- .مينة حرة شخصيا او باسمو- .مينة القضاء- .وظيفة او منصب
82
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
لدى دولة اجنبية او منظمة دولية حكومية او غير حكومية - .رئاسة االندية الرياضية
1
االحترافية واالتحادات.
لقد اورد القانون العضوي 02- 12استثناءات عمى قاعدة المنع ولكنو جعميا ذات طابع
مؤقت وتتمثل في حالتين وىي:
-نشاطات مؤقتة ألغراض عممية أو ثقافية أو انسانية أو شرفية ال تؤثر عمى الممارسة
العادية لمعيدة بعد موافقة مكتب الغرفة المعنية.
-ميمة مؤقتة لصالح الدولة ال تتجاوز سنة .
أن المؤسس الدستوري بإق ارره حاالت التنافي مع العيدة البرلمانية يستيدف تجنيب عضو
البرلمان الجمع بين وضعين قانونيين قد يمحق ضر ار بميمتو البرلمانية ،وينشأ تعارضا بين ميمتو
ومصالحو،كما كان قصده من وراء ذلك تمكين عضو البرلمان من التفرغ كميا لميمتو
2
البرلمانية،حتى يبقى وفيا لثقة الشعب ويظل متحمسا لتطمعاتو.
ثالثا:اجراءات وآثار التنافي مع العهدة البرلمانية.
إلقرار حالة التنافي مع العيدة البرلماني البد من احترام جممة من اإلجراءات ،والتنافي
مع العيدة البرلمانية يرتب آثار:
-1إجراءات التنافي مع العهدة البرلمانية.
سنتطرق ليذه اإلجراءات في ظل القانون العضوي 02-12وتتمثل ىذه اإلجراءات في:
-ايداع تصريح لدى مكتب الغرفة المعنية يذكر فيو العيدة أو الوظائف أو الميام أو األنشطة
التي يمارسيا ولو بدون مقابل وذلك خالل 30يوما الموالية لتنصيب أجيزة الغرفة ،كذلك يتعين
عمى عضو البرلمان الذي يقبل اثناء عيدتو البرلمانية وظيفة أو عيدة انتخابية اخرى أو ميمة او
نشاط ،أن يودع تصريحا بذلك لدى مكتب الغرفة المعنية خالل نفس األجل ،بعدىا يحيل المكتب
التصريح عمى المجنة المكمفة بالشؤون القانونية التي تبدي رأييا بشأنو في أجل ال يتعدى 30
يوما من تاريخ اخطارىا ،وفي الحالة التي يكون فييا العضو في حالة التنافي ،يبمغ المكتب
العضو المعني بذلك ويمنحو ميمة ثالثين يوما لالختيار بين عيدتو البرلمانية واالستقالة ،ويجب
-1المادة 03من القانون العضوي ،02-12يحدد حاالت التنافي حاالت التنافي مع العيدة البرلمانية
-2صحراوي حياة ،مرجع سابق ،ص 34
83
اوتهاء الحصاوة البرلماوية الفصل الثالث
عمى عضو البرلمان أن يتجنب تقديم أي تصريح غير صحيح أو ناقص إلخفاء حاالت التنافي
1
واال طبقت عميو عقوبات التصريح الكاذب.
-2اآلثار المترتبة عمى الوقوع في حالة التنافي.
اذا وجد عضو البرلمان في حالة من حاالت التنافي تسقط عضويتو ،اذ تسقط عضوية
النائب في المجمس الذي كان ينتمي اليو بمجرد اثبات عضويتو في المجمس الشعبي الوطني.
كذلك القانون العضوي 01-12رتب عمى وجود عضو البرلمان في حالة من حاالت
التنافي االستقالة بحيث يعتبر عضو البرلمان الموجود في حالة من حاالت التنافي مستقيال
2
تمقائيا.
84
خاتمة
خاتمة
خاتمة
خاتمة
لقد تعرضنا في ىذا البحث كخطوة ولوج الى الموضوع وىو مفيوم الحصانة البرلمانية،
اين استعرضنا مختمف التعاريف المقدمة من طرف الفقو ،ثم تطرقنا الى نشأة وتطور ىذه
الضمانة في بعض الدول العربية والغربية.
فالحصانة البرلمانية عرفت عدة تعريفات؛ وان كانت جميعيا تصب في نفس المعنى ،فيي
امتياز دستوري يمنح ألعضاء البرلمان لمقيام بواجباتيم البرلمانية وحمايتيم من أي مالحظة
قضائية او اتخاذ أي اجراءات جنائية تعيق ممارسة ميامو عمى اكمل وجو.
لقد تبين لنا ان الحصانة البرلمانية لم تستقر عمى ىذا المفيوم إال بعد قطعيا ألشواط عدة
ومرورىا بعدة تحوالت ،فجذور الحصانة البرلمانية المتغمغمة في التاريخ تعود الى النظام البرلماني
البريطاني سنة ،6188التي تعتبر ميدا ليذه الحصانة الى ان ىذه االخيرة لم تبقى حبيسة
لمنظام البرلماني البريطاني ،اذ لحقتيا فرنسا التي تبمورت فييا بعد ان اخذتيا منيا ،لتشمل فيما
بعد باقي الدول العربية.
من خالل ما سبق لم يوفق الفقو الدستوري في اعطاء مفيوم موحد لمحصانة البرلمانية،
حيث ذىب غالبية الفقو الدستوري بتقسيم ىذه الحصانة الى حصانة موضوعية تقتصر عمى
الجرائم القولية والفعمية التي يرتكبيا العضو البرلماني داخل المجمس ،اما الثانية فيي حصانة
اجرائية والتي تعني عدم جواز اتخاذ أي اجراءات جنائية ضد أي عضو من اعضاء البرلمان إال
بعد الحصول عمى اذن البرلمان .
نظ ار لتأثير الحصانة البرلمانية عمى الدور التشربعي والرقابي لمنائب ،فقد اتجو المشرع
الجزائري في دستور 6611في المواد 16و 13و تعاقبتو الدساتير المتتالية بنصيا عمى
الضمانة ،اذ نص دستور 6691في المواد ،616 ،618 ،619ودستور 6686في المواد
601 ،601 ،601من دستور ،ودستور 6661في المواد ،666 ،660 ،606وانتقمت في
التعديل الدستوري لسنة 3061في المواد . 638 ،639 ،631
85
خاتمة
من المعموم أن لمحصانة البرلمانية بشقييا نطاقا من حيث األشخاص حيث ترتبط ىذه
الضمانة بالشخص عضو البرلمان وال يمكن أن يستفيد منيا غيره .وىذا ما أقرتو المادة 631من
التعديل الدستوري لسنة ،3061كما أن ليا نطاقا موضوعي الذي يشمل كل ما يتعمق بعضو
البرلمان من حيث إبدائو من أقوال واراء خالل مدة عممة بالمجمس .كما ان لمحصانة البرلمانية
مدى زمني ومكاني تطبق فيو أحكاميا ،إذ يتمثل النطاق الزمني في الفترة الزمنية التي يتمتع بيا
عضو البرلمان من بداية سريان عممو كعضو في البرلمان إلى غاية إنقضاء عيدتو البرلمانية،
أما فيما يخص النطاق المكاني فيو يتحدد بالمكان الذي يمارس فيو العضو ميامو وصالحيتو
النيابية.
الحصانة البرلمانية ليست ابدية بل مقيدة باجل او بمدة محددة مثل اي وظيفة او ميمة
اخرى ،فمن المنطقي ان تنقضي ىذه العيدة نتيجة السباب عادية اما باستنفاذ المدة المحددة
دستوريا ،او في حالة حل البرلمان الذي يقتصر عمى المجمس الشعبي الوطني حسب المادة
619من التعديل الدستوري 3061؛ اذ لرئيس الجميورية السمطة التقديرية لحمو.
زيادة عمى الحالتين السابقتين تنقضي الحصانة البرلمانية ايضا بتقديم العضو البرلماني
استقالو من المجمس التابع لو ،اما اذا توفي تزول عنو العضوية البرلمانية عن يوم وفاتو
وتحتسب لو الفترة التي قضاىا في البرلمان عيدة كاممة ميما كانت مدتيا ،كما قد تزول بصفة
استثنائية في حالة التمبس بالجريمة فيتم ايقافو وىذا يعتبر سببا لزوال الحصانة البرلمانية.
اما في حالة اذا اقترف النائب فعال يخل بشرف وظيفتو ،فانو يجرد ويقصى من منصبو،
ويعتبر كذلك طمب االذن سببا من اسباب انقضاء الحصانة؛ فيو اجراء يصد عن جية معينة
يعبر فيو عن عدم اعتراضيا وموافقتيا عمى السير في اجراءات الدعوى الجنائية ضد الشخص
المنتمي الييا بسبب فعل اجرامي ارتكبو يعاقب قانونا ،وىنا حالتين ايضا ىما التنازل العضو عن
الحصانة صراحة ،اواذا اختار العضو وظيفة او منصب يتنافى مع العضوية البرلمانية.
من خالل التعمق والغوص في موضوع الدراسة وتفاصيميا استخمصنا مجموعة ومن
النتائج و التوصيات اىميا:
86
خاتمة
اوال :النتائج
-تنص معظم دساتير العالم عمى نصوص خاصة تعطي العضاء البرلمان امتيازات
وحقوق خاصة تمكنيم من اداء مياميم التشريعية والرقابية عمى اكمل وجو ،وتعتبر
الحصانة البرلمانية اىم وابرز ىذه االمتيازات.
-ان الحصانة البرلمانية ليست مقررة العضاء البرلمان فقط ،بل ىناك افراد في بعض
الييئات تعترف ليم التشريعات الدستورية في مختمف الدول بضمانة الحصانة من بينيم
القضاة ،السفراء ،المبعوثين الدبموماسين ،ورؤساء الدول وبعض االشخاص االخرين
كالمحامين وغيرىم.
-ان بداية نشأة الحصانة البرلمانية في انجمت ار ثم انتقمت الى الدول االخرى.
-نستنتج ان المؤسس الدستوري في الدساتير التي سبقت دستور ،6661كانت تتكمم عمى
الحصانة النيابية بدال من الحصانة البرلمانية ،وىذا راجع الى احادية البرلمان اي كان
البرلمان يتكون من غرفة واحدة ،اما في دستور 6661فاصبح البرلمان يتكون من
غرفتين (المجمس الشعبي الوطني و مجمس االمة).
-تشمل الحصانة البرلمانية الموضوعية االراء التي يبدييا البرلمان اثناء البرلماني ،وكذلك
االفكار التي يعبر عنيا عضو البرلمان خارج البرلمان بمناسبة تأدية عممو فيو.
-تعني الحصانة االجرائية عدم جواز اتخاذ اية اجراءات جنائية ضد اي من اعضاء
البرلمان في غير حالة التمبس بالجريمة اال بعد صدور اذن المجمس التابع لو ويطمق
عمييا الحصانة ضد االجراءات الجنائية.
-تختمف الحصانة البرلمانية عن غيرىا من الحصانات منيا الحصانة الدستورية والحصانة
الدبموماسية ،حيث ان ىاتين االخرتين تمتدان لتشمل الزوج او الزوجة وافراد االسرة،
اما الحصانة البرلمانية فيي شخصية تقتصر عمى العضو فقط.
-يتحدد نطاق الحصانة البرلمانية االجرائية باالفعال غير المرتبطة بالوظيفة البرلمانية،
والمحصورة في القضايا الجنائية ،وتتعمق خصوصا باالفعال االجرامية المرتكبة من قبل
عضو البرلمان ممثمة في الجنايات والجنح دون المخالفات .
87
خاتمة
-تنتيي الحصانة البرلمانية عدة حاالت منيا انتياء ومدة العضوية ،حل البرلمان ،وفاة
العضو،االستقالة،حالة التمبس بجناية ،حالة طمب االذن من المجمس برفع الحصانة،حالة
موافقة المجمس عمى التنازل عن الحصانة البرلمانية.
-ال تقبل االستقالة المقدمة من العضو إال بعد موافقة المجمس ،وال تسقط الحصانة
البرلمانية عن العضو بمجرد تقديم طالب االستقالة قبل موافقة المجمس.
-ان الحصانة البرلمانية ال تمتد الى حالة التمبس.
ثانيا :االقتراحات و التوصيات
عمى ضوء ما درسناه واستخمصناه من دراسة ىذا الموضوع نقدم االقتراحات التالية:
-نظ ار لألىمية البالغة لموضوع الحصانة البرلمانية وتطور مفيوميا في العصر الحديث،
وقمة المؤلفات و المراجع المتخصصة في ىذا الموضوع ،نأمل ان يتم دراستو وتناولو
بعناية فائقة واىتمام كبير ،واجراء دراسات موسعة حول ىذه الضمانة.
-انشاء اعالم برلماني ،لتقريب صورة البرلمان لممواطن وليكون عمى عمم بما يحدث داخل
البرلمان.
-يجب ان تصاغ حرية التعبير المقررة ألعضاء البرلمان في االطار الصحيح لمميام
البرلمانية،بما يضمن ىيبة مؤسسة البرلمان وحرمتيا ،ودون ان تتحول ىذه الحرية الى
وسيمة قد يسيئ عضو البرلمان استعماليا ،من سب وقذف واىانة لألفراد والمؤسسات
والرموز الدستورية ،وذلك بتقييد اعضاء البرلمان باستعمال الفاظ الئقة ومحترمة ومناسبة
لكل رأي يراد االدالء بو.
-وضع جزاءات تأديبية صارمة لحسن سير الجمسات البرلمانية بصورة الئقة ومحترمة
وبعيدة عن كل انواع الشتم و السب ،وىذا بما يميق و المكانة التي يمارسونيا.
من خالل ما تطرقنا اليو ،فانو من الضروري سد النقص التشريعي والغموض في
النصوص القانونية المؤطرة لمحصانة البرلمانية ،حيث انيا استغمت اسوأ استغالل من طرف
اعضاء البرلمان ،وذلك بتعديل النصوص الدستورية التي تعتبر عقبة امام النيابة العامة ،تمنع
88
خاتمة
اية متابعة قضائية ضد اي عضو في حالة ارتكابو الفعال خارج الميام البرلمانية ،وىذا كمو في
اعتماد المؤسس الدستوري عمى حماية العيدة بكامميا وليس الدورة البرلمانية فقط.
89
قائمة المراجع
قائمة المراجع
والمصادر
قائمة المصادر والمراجع
-Iالمصادر :
-1القران الكريم
-2الدساتير:
.2دستور الجميورية الجزائرية 1976المعدل والمتمم ،الصادر بموجب االمر ،97-76المؤرخ في 22
نوفمبر ،1976الجريدة الرسمية العدد لسنة 1974
.3دستور الجميورية الجزائرية ،1989الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،18-89المؤرخ في 28
فيفري ،1989الجريدة الرسمية العدد 45لسنة 1989
.4دستور الجميورية الجزائرية ،1996الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،438-96المؤرخ في 28
نوفمبر ،1996الجريدة الرسمية العدد 76لسنة 1996
.5التعديل الدستوري لسنة ،2112الصادر بموجب القانون ، 13-12المؤرخ في 11افريل ،2112
الجريدة الرسمية العدد 25لسنة 2112
.6التعديل الدستوري لسنة ،2118الصادر بموجب القانون ،19-18المؤرخ في 15نوفمبر ،2118
الجريدة الرسمية العدد 63لسنة 2118
.7التعديل الدستوري لسنة ،2116الصادر بموجب القانون 11-16المؤرخ في 6مارس ،2116
الجريدة الرسمية العدد 76لسنة 2116
ب -الدستور الفرنسي لسنة ،1958المؤرخ في 14اكتوبر 1958
ت -1 -الدستور المصري لسنة ،1971المؤرخ في 11سبتمبر ،1971الصادر بالجريدة الرسمية العدد
36
90
قائمة المصادر والمراجع
-3القوانين العضوية:
.1االمر رقم ،155-66المؤرخ في 16جوان ،1966يتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم بالقانون
رقم ،11-14الصادر بالجريدة الرسمية العدد ،17لسنة 2114
.2قانون رقم ، 11-77المؤرخ في 16اوت ،1977يتعمق بالقانون الداخمي لممجمس الشعبي الوطني،
الصادر بالجريدة الرسمية ،العدد 66لسنة1977
.3قانون رقم 11-01المؤرخ في 31جانفي سنة ، 2001يتعمق بعضو البرلمان ،الصادر بالجريدة
الرسمية العدد 19لسنة 2111
.4امر رقم ،12-11المؤرخ في 23فيفري ،2111يتمم االمر ،155-66المتضمن قانون االجراءات
الجزائية ،الصادر بالجريدة الرسمية لسنة 2111
-5االنظمة الداخمية لغرفتي البرلمان:
.1النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني ،المؤرخ في 22جويمية ،1997الصادر بالجريدة الرسمية
العدد 53لسنة 1997
.2النظام الداخمي لمجمس األمة ،المؤرخ في 22جانفي ،1998الصادر بالجريدة الرسمية العدد ، 08
لسنة 1998
.3النظام الداخمي لمجمس األمة ،المؤرخ في 26اكتوبر ،1999الصادر بالجريدة الرسمية العدد، 84
لسنة 1999
.4النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني ،المؤرخ في 31يوليو ،2111الصادر بالجريدة الرسمية،
العدد 46لسنة 2000
.5النظام الداخمي لمجمس األمة المعدل ،المؤرخ في 17ديسمبر ،2111الصادر بالجريدة الرسمية العدد
،77لسنة2000
91
قائمة المصادر والمراجع
.6النظام الداخمي لمجمس االمة ،المؤرخ في 22غشت ،2117الصادر بالجريدة الرسمية العدد ،49
لسنة 2117
-IIالمراجع:
أ -الكتب:
بالمغة العربية
.1ابراىيم عبد العزيز شيحا ،النظام الدستوري المبناني ،دار الجامعة لمطباعة والنشر ،بيروت ،جامعة
اإلسكندرية ،مصر 1983
.2أحمد عمي عبود الخفاجي ،الحصانة البرلمانية ،دراسة مقارنة ،المركز العربي لمنشر والتوزي ،القاىرة،
مصر2117 ،
.3جمال الدين أبو الفضل ،لسان العرب ،دار الكتاب العممية ،بيروت ،لبنان2112 ،
.4رمضان محمد بطيخ ،الحصانة البرلمانية وتطبيقاتيا في مصر ،دار النيضة العربية ،القاىرة ،مصر،
1994
.5سعيد بوشعير ،القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة ،الجزء الثاني ،النظم السياسية ،الطبعة
الخامسة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر2113 ،
.6سعيد بوشعير ،النظام السياسي الجزائري ،الطبعة الثانية ،دار ىومة لمنشر والتوزي ،الجزائر1993
.7سعيد بوشعير ،النظام السياسي الجزائري ،دراسة تحميمية لطبيعة نظام الحكم في ضوء دستور
،1996الجزء الراب ،السمطة التشريعية والمراقبة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر2113 ،
.8سالم صالح خميس ،الحصانة النيابية في ظل األنظمة الدستورية المعاصرة ،دراسة مقارنة ،المكتب
الجامعي الحديث ،اإلسكندرية ،مصر2117 ،
.9عبد اهلل بوقفة ،آليات تنظيم السمطة السياسية في النظام السياسي الجزائري ،دراسة مقارنة ،دار ىومة
لمنشر والتوزي ،الجزائر2113 ،
.11فتحي سرور ،القانون الدستوري الجنائي ،الطبعة الثانية ،دار الشروق ،القاىرة ،مصر ،سنة 2112
92
قائمة المصادر والمراجع
.11محمد بركات ،النظام القانوني لعضو البرلمان ،دراسة مقارنة ،الجزء األول ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،الجزائر2113 ،
.12محمد رفعت عبد الوىاب ،النظم السياسية والقانون الدستوري ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية،
مصر1999 ،
.13محمود نجيب حسني ،شرح قانون العقوبات المبناني ،القسم العام ،المجمد األول ،الطبعة الثالثة ،دون
دار نشر ،بيروت ،لبنان1999 ،
.14نداوي حني ،الحصانة البرلمانية وكيفية زواليا ،دراسة مقارنة ،دون دار نشر ،العراق.2113 ،
.15وسيم حسام الدين األحمد ،الحصانات القانونية ،منشورات الحمبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان2111 ،
بالمغة الفرنسية:
1-Mainght(joseph), le privillège parlmentaire au canad, 2éme édition, québec1
2-marc verdyssen ,conours et enjeux du droit constitionnel pénale,bruscelle, 1985
93
قائمة المصادر والمراجع
)2مذكرات الماجستير:
.1أحمد بومدين ،الحصانة البرلمانية دراسة مقارنة ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير ،كمية الحقوق والعموم
السياسية ،جامعة ابي بكر بمقايد ،تممسان2115-2114 ،
.2أمينة سعود ،النظام القانوني لعضو البرلمان في القانون الجزائري ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير،
كمية الحقوق ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر2114-2113،
.3سامية العايب ،مكانة السمطة التشريعية في النظام الدستوري الجزائري طبقا لدستور ،1996مذكرة
لنيل شيادة الماجستير ،كمية الحقوق والعموم السياسية ،جامعة 8ماي 1945قالمة ،الجزائر-2114 ،
2115
.4عثمان دشيشة ،الحصانة البرلمانية وأثرىا عمى الدعوى العمومية ،مذكرة لنيل شيادة ماجستير ،كمية
الحقوق ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر2111-2111 ،
.5عمي بن محسن التويجري ،الحصانة البرلمانية ومدى إمكانية تطبيقاتيا عمى أعضاء مجمس الشورى
السعودي ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير ،كمية الدراسات العميا ،جامعة نايف العربية لمعموم األمنية،
الرياض ،المممكة العربية السعودية1426-1425 ،
.6عمار ياسر ،الحصانة البرلمانية والعفو الخاص واثرىما عمى مكافحة الفساد في فمسطين ،مذكرة لنيل
شيادة الماجستير،المركز الفمسطيني الستقالل المحماة والقضاة مساواة ،كمية الحقوق ،جامعة غزة،
فمسطين2115 ،
.7فاتح يحياوي ،الحصانة البرلمانية في النظام الدستوري الجزائري ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير في
القانون العام ،كمية الحقوق ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر2111-2111 ،
.8فريد بن سميم ،البرلمان في الدساتير ،دراسة مقارنة ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير ،كمية الحقوق،
جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر2116-2115 ،
.9فريد دبوشة ،الحصانة البرلمانية في الجزائر ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير ،كمية الحقوق ،جامعة بن
يوسف بن خدة ،الجزائر2117-2116،
.11محمد أقيس ،الحصانة البرلمانية في النظام الدستوري الجزائري ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير في
القانون العام ،كمية الحقوق ،جامعة قسنطينة2114 ،
94
قائمة المصادر والمراجع
.11محمد عمر مراد ،الحصانة البرلمانية في فمسطين دراسة مقارنة ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير ،كمية
الشريعة والقانون ،الجامعة اإلسالمية ،غزة ،فمسطين2115،
.12مزياني لوناس ،إنتفاء السيادة التشريعية لمبرلمان في ظل الدستور الجزائري لسنة ،1996مذكرة لنيل
شيادة الماجستير ،كمية الحقوق ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو2111 ،
.13مشعل العازمي ،الحصانة البرلمانية دراسة مقارنة بين األردن والكويت ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير
في القانون العام ،جامعة الشرق األوسط ،عمان ،األردن2111،
.14ميمود بومامي ،إسقاط العضوية البرلمانية في النظام الدستوري الجزائري ،مذكرة لنيل شيادة
الماجستير في الحقوق ،كمية الحقوق والعموم السياسية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة2115-2114 ،
.15نور الدين رباطي ،الحصانة البرلمانية في النظام الدستوري الجزائري ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير،
كمية الحقوق ،جامعة العربي التبسي ،تبسة2116-2115،
)3مذكرات الماستر:
.1أمينة شعباني ،السمطة التشريعية عمى ضوء دستور ،2116مذكرة لنيل شيادة الماستر ،كمية الحقوق
والعموم السياسية ،جامعة عبد الرحمن ميرة ،بجاية الجزائر2117-2116 ،
.2حياة صح اروي ،ضمانات استقاللية السمطة التشريعية في الدساتير الجزائرية ،مذكرة لنيل شيادة
الماستر في القانون العام ،كمية الحقوق ،جامعة محمد بوقرة ،بومرداس2116-2115،
.3رفيق منصوري ،الحصانة البرلمانية وتطبيقاتيا في الجزائر ،مذكرة لنيل شيادة الماستر ،كمية الحقوق
والعموم السياسية ،جامعة عبد الرحمن ميرة ،بجاية ،الجزائر211512116 ،
ج -المقاالت
.1حسينة شرون ،الحصانة البرلمانية ،مجمة المفكر ،العدد الخامس ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة
2111،
.2عباس ميخاليف ،الحصانة البرلمانية ،مجمة النائب ،العدد الثاني ،2113 ،المجمس الشعبي الوطني،
الجزائر
.3عبد االلو البناني،الحصانة البرلمانية كوسيمة لتعزيز قدرات البرلمانيين العرب ،مجمة الفكر البرلماني،
العدد ،2116 ،11مجمس االمة ،الجزائر
.4عبد العزيز الشافي ،الحصانة النيابية ،مجمة الجيش المبناني ،العدد 2118 ،284
95
قائمة المصادر والمراجع
.5عمار بو ضياف ،مبدأ حصانة القاضي ضد العزل ،مجمة الحقوق ،العدد الراب ،جامعة الكويت،
1994
.6عمر فرحاتي ،مبدأ الحصانة البرلمانية في الدول العربية ،مجمة المفكر ،العدد الثالث،2118 ،
جامعة محمد خيضر بسكرة.
د -المواقع
.1أحمد رياض ،الحصانة البرلمانية ،مناعة مؤقتة الموق ،www.bashaev.argتاريخ االطالع
21ماي 2119
.3عادل الحياوي ،الحصانة والنواب المتيمون بقضايا جزائية من قبل العدالة .انظر
الموق http://www.ammonnews.net.docتاريخ االطالع 18ماي 2119
96
الفهرس
الفهرس
الفهرس
الفهرس
مقدمة..............................................................................ص 1
97
الفهرس
98
الفهرس
المطمب الثاني :تكريس الحصانة البرلمانية في القانون المتعمق بعضو البرلمان وفي النظامين
الداخميين لممجمس الشعبي الوطني و لمجمس االمة ....................................ص42
الفرع االول :تكريس الحصانة البرلمانية في القانون المتعمق بعضو البرلمان..............ص42
الفرع الثاني :تكريس الحصانة البرلمانية في النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني ولمجمس
االمة ................................................................................ص43
اوال :تكريسيا في النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني..............................ص44
ثانيا :تكريسيا في النظام الداخمي لمجمس األمة.........................................ص45
المبحث الثاني :نطاق الحصانة البرلمانية ...........................................ص 77
المطمب االول :نطاق الحصانة البرلمانية من حيث االشخاص و الموضوع.............ص 47
الفرع االول :من حيث االشخاص......................................................ص47
اوال-الحصانة الموضوعية.............................................................ص47
ثانيا -الحصانة اإلجرائية..............................................................ص48
الفرع الثاني:من حيث الموضوع........................................................ص49
اوال:الحصانة الموضوعية..............................................................ص49
ثانيا-الحصانة االجرائية...............................................................ص52
المطمب الثاني :نطاق الحصانة من حيث الزمان والمكان...............................ص54
99
الفهرس
ثانيا-الحصانة اإلجرائية...............................................................ص56
ثانيا:الحصانة اإلجرائية................................................................ص58
أوال:الحل الوجوبي(التمقائي)............................................................ص63
ثانيا:الحل الرئاسي....................................................................ص64
اوال:تعريف االستقالة..................................................................ص66
ثانيا:أسباب االستقالة..................................................................ص66
100
الفهرس
ثالثا:شروط االستقالة..................................................................ص69
101
الفهرس
102
ملخص
ثم انتقمت الى،تعتبر الدول الغربية مهدا لمحصانة البرلمانية بدءا ببريطانيامرو ار بفرنسا
.باقي الدول العربية منها الجزائر و مصر
تنقسم الحصانة البرلمانية بالنظر الى مضمونها الى حصانة برلمانية موضوعية تتعمق
اما الحصانة،باألقوال و االراء و التصريحات التي يدلي بها العضو اثناء تأدية مهامه النيابية
وقد كرست جميع،االجرائية فتتعمق بمختمف االجراءات الجزائية التي يمكن اتخاذها ضد العضو
المعدل3669 إلى دستور،3691 الدساتير الجزائرية مبدأ الحصانة البرلمانية بدءا من دستور
. منه369 من خالل المادة6139 في
تنقضي الحصانة البرلمانية عن العضو البرلماني؛ في حالة التمبس وذلك بايقافه و اخطار
كما تنتهي ايضابتنازل العضو عنها تقديم،المجمس التابع له العضو بعد اخذ االذن من رئيس
وقد تزول الحصانة البرلمانية بانتهاء العهدة البرلمانية او في حالة حل البرلمان وغيرها من
.الحاالت االخرى
Abstrecte :
Parliamentary immunity is a privilege that guarantees the freedom of the MP to carry
out his parliamentary duties, by not questioning his opinions during his participation in
parliamentary work.
Western countries are considered the cradle of parliamentary immunity starting with
Britain through France, and then moved to the rest of the Arab countries, including Algeria
and Egypt.
Parliamentary immunity is divided according to its content to substantive parliamentary
immunity related to the statements, views and statements made by the member in the
performance of his parliamentary duties. Procedural immunity relates to the various
criminal measures that may be taken against the member. All Algerian constitutions have
enshrined the principle of parliamentary immunity starting with the 1963 Constitution , To
the 1996 Constitution amended in 2016 through Article 126 thereof.
The parliamentary immunity of a member of parliament expires; in the case of flagrante
delicto, by suspending it and informing the council of the member after receiving the
permission of a president.
Parliamentary immunity may be removed by the end of the parliamentary term or in the
case of dissolution of the parliament and other cases.