You are on page 1of 114

‫جامعة ‪ 80‬ماي ‪ 5445‬قالمة‬

‫كمية الحقوق والعموم السياسية‬

‫تخصص قانون عام‬ ‫قسم العموم القانونية واالدارية‬

‫مذكرة مكممة لمتطمبات شهادة الماستر في القانون‬

‫الحصانة البرلمانية في النظام الدستوري الجزائري‬

‫تحت اشراف‪:‬‬ ‫اعداد الطالبتين‪:‬‬

‫الدكتور‪ :‬خشايمية لزهر‬ ‫جبار مروة‬

‫زقاولة شيماء‬

‫تشكيل لجنة المناقشة‬

‫الصفة‬ ‫الرتبة العممية‬ ‫الجامعة‬ ‫االستاذ‬ ‫الرقم‬


‫رئيسا‬ ‫‪ 80‬ماي ‪ 5445‬قالمة استاذ محاضر أ‬ ‫العايب سامية‬ ‫‪5‬‬
‫مشرفا‬ ‫‪ 80‬ماي ‪ 5445‬قالمة استاذ محاضر أ‬ ‫خشايمية لزهر‬ ‫‪2‬‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫‪ 80‬ماي ‪ 5445‬قالمة استاذ مساعد أ‬ ‫خميسي زهير‬ ‫‪3‬‬

‫السنة الجامعية ‪8102/8102‬‬


‫شكر و عرفان‬

‫الحمد هلل رب العالمين و الصالة والسالم عمى اشرف المرسمين‬


‫سيدنا محمد بن عبد اهلل وعمى الو و صحبو اجمعين اما بعد‪:‬‬

‫قال الررسول صمى اهلل عميو وسمم ‪" :‬ال يشكر اهلل من ال يشكر‬
‫الناس" و انطالقا من ىذا الحديث‪ ،‬فاننا نتوجو بالشكر الى االستاذ‬
‫الدكتور خشايمية لزهر عمى تفضمو باشرافو عمى ىذه الرسالة‬
‫وعمى ما بذلو من جيد و ارشاد طول فترة اعداد ىذه الرسالة‪ ،‬كما‬
‫اتوجو لمجنة المناقشة لقبوليا مناقشة ىذه الرسالة‪.‬‬
‫اهداء‬

‫اهدي هذا العمل المتواضع‪:‬‬

‫الى الوالدين العزيزين المذان سه ار عمى تربيتي و نجاحي اطال اهلل‬


‫في عمرهما‬

‫الى اختي‬

‫الى كل االهل و االقارب و الزمالتي راوية وبشرى و مروة ورمانة‬

‫و باالخص زوجي‬

‫الى كل من اسدى لي عونا‬

‫الى الجميع اهدي ثمرة جهدي هذا مع فائق التحية و االحترام‬

‫زقاولة شيماء‬
‫اهدي هذا العمل المتواضع‪:‬‬

‫الى من اوصنا بهما الرحمن احسانا‪ ،‬الى والدايا العزيزين اطال اهلل في‬
‫عمرهما‪.‬‬

‫الى اخواتي و اخواتي خاصة اختي زينب‬

‫الى زوجي الذي سندي في دربي الدراسي ودعمني في هذا العمل‬

‫الى كل صديقاتي وخاالتي وبناتهم وابناءهم‬

‫اليهم جميعا اهدي هذا العمل‬

‫راجية من اهلل عز وجل التوفيق‬

‫مروة جبار‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬

‫منذ بداية الخميقة‪ ،‬واإلنسان يسعى إلشباع حاجاتو المتعددة تحت تأثير طبيعتو االجتماعية ونزواتو‬
‫الغزيرة بحبو لمتممك والتسمط‪ ،‬وىو الشيئ الذي يفرض حتما ضرورة التعايش مع بني جنسو‪ ،‬وفق نظام‬
‫يضبط العالقات والروابط فيما بينيم‪ ،‬ىذا النظام يضبط العالقات من جيتين‪ ،‬عالقة األفراد فيما بينيم‬
‫وعالقة األفراد مع الحكام‪.‬‬

‫ال يتأتى ذلك إال عن طريق نظام برلماني يعمل بمبدأ الفصل بين السمطات‪ ،‬نظ ار ألن تجميع‬
‫السمطات يؤدي إلى االستبداد والحكم المطمق‪ .‬فوظائف الدولة في الدساتير الحديثة موزعة عمى ثالث‬
‫سمطات رئيسية ىي السمطة التشريعية‪ ،‬السمطة التنفيذية والسمطة القضائية‪ ،‬ولكل واحدة منيا مجال‬
‫اختصاص الذي يحدده الدستور القائم في الدولة‪ ،‬والذي يعتبر الضمانة األولى لممارسة السمطة ممارسة‬
‫قانونية‪.‬‬

‫تعتبر السمطة التشريعية واحدة من أىم السمطات القائمة في الدولة‪ ،‬تقوم بدور ىام وحيوي حددتو‬
‫معظم التشريعات‪ ،‬فميا دور تشريعي يتمثل في سن القوانين والتشريعات‪ ،‬ودور أخر رقابي يتمثل في‬
‫ممارسة الرقابة والتوجيو والمساءلة لمسمطة التنفيذية‪.‬‬

‫من أجل حسن سير المؤسسة التشريعية وحماية أعضاءىا من شتى أنواع الضغوطات والتيديدات‬
‫التي قد تمس بيم‪ ،‬كان لزاما عمى المؤسس الدستوري إيجاد ضمانات لحماية أعضاء البرلمان ‪.‬‬

‫ولعل من أىم ىذه الضمانات الدستورية التي تجسد استقاللية المؤسسة التشريعية‪ ،‬وتضمن‬
‫استقرارىا في ممارسة مياميا النيابية ىي ضمانة الحصانة البرلمانية‪.‬‬

‫فالحصانة البرلمانية من ىذا المنظور ىي ضمانة قانونية ودستورية مقررة ألعضاء السمطة‬
‫التشريعية‪ ،‬وتيدف إلى حمايتيم من جميع الضغوطات والمتابعات التي قد تمحق بيم أثناء ممارستيم‬
‫لمياميم النيابية‪ ،‬ومنع اتخاذ أي إجراء جزائي ضدىم بسبب ارتكابيم لجريمة ما‪ ،‬إال بعد حصوليم عمى‬
‫‪1‬‬
‫إذن من الجية المختصة لذلك‪.‬‬

‫‪-1‬رفيق منصوري‪ ،‬الحصانة البرلمانية وتطبيقاتيا في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪،‬‬
‫جامعةعبد الرحمن ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،5103-5102‬ص‪10‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫تجد الحصانة البرلمانية جذورىا ضاربة في التاريخ القديم‪ ،‬حيث ظير ىذا المبدأ أول مرة في انجمت ار‬
‫في القرن السابع عشر‪ ،‬ليتم تكريسيا بصفة فعمية بمناسبة إصدار وثيقة ميثاق الحقوق ‪ ،0355‬والتي‬
‫كانت ترمي إلى ضمان مبدأ حرية القول والكالم ألعضاء البرلمان واقرار عدم مسؤوليتيم‪.‬‬

‫بعدىا عرفت ىذه الضمانة قفزة نوعية بانتقاليا إلى الدول األخرى سواء الغربية أو العربية‪ ،‬إذ‬
‫أصدرت الجمعية الوطنية في فرنسا سنة ‪ 0456‬قرار يتضمن إعالن حرمة واستقاللية أعضاء البرلمان‪،‬‬
‫وبيذا تم إرساء مبدأ الحصانة البرلمانية كآلية دستورية معترف بيا تيدف إلى حماية أعضاء البرلمان‪.‬‬

‫تعتبر مصر أولى الدول العربية التي اعترفت بيذا المبدأ‪ ،‬إذ نصت عميو في الالئحة الداخمية‬
‫لمجمس النواب التي صدرت لسنة ‪ ،0555‬وعمى نفس المنوال حذت الدول العربية األخرى السيما منيا‬
‫الجزائر‪ ،‬والتي عممت بمفيوم الحصانة البرلمانية منذ السنوات األولى لالستقالل‪ ،‬كما يتجمى في أحكام‬
‫الدستور األول لمبالد‪ ،‬دستور ‪ 0630‬في مواده ‪ 00‬و‪ 004 ،05‬و‪ 005‬و‪ 006‬منو‪ ،‬وتبنتو الحقا كل‬
‫الدساتير الجزائرية المتعاقبة منيا المواد ‪ 010‬و‪ 011‬و‪ 012‬من دستور ‪ ،0656‬وكذلك دستور ‪0663‬‬
‫في المواد ‪ ،000 ،001 ،016‬واخرىا التعديل الدستوري ‪ 5103‬في المادة ‪ 053‬منو‪ ،‬وكذلك األنظمة‬
‫الداخمية لممجمس الشعبي الوطني في المواد ‪ 40‬و‪ 45‬لسنة ‪ ،5111‬ومجمس األمة في المادة ‪ 051‬لسنة‬
‫‪.5101‬‬

‫تتجسد الحصانة البرلمانية في شقين أو ضمانتين دستوريتين‪ ،‬فالشق األول يتعمق بالحصانة‬
‫الموضوعية أو عدم المسؤولية البرلمانية والتي نص عمييا المؤسس الدستوري الجزائري في المادة ‪053‬‬
‫من دستور ‪ ،5103‬فيي تعني عدم مسؤولية أعضاء البرلمان عن األفكار واألقوال واآلراء الصادرة عنيم‬
‫بمناسبة ممارسة مياميم البرلمانية‪ ،‬فيي تقر بذلك الحرية الكاممة في التعبير ليؤالء الألعضاء ودون‬
‫القيام بأي إجراء جنائي أو مدني في مواجيتم ليس فقط أثناء عيدتيم بل تمتد إال ما بعد نياية العيدة‬
‫البرلمانية‪ ،‬وفي المقابل إذا ارتكبت جرائم خارج إطار الحصانة الموضوعية أي أفعال غير مرتبطة‬
‫بممارسة الميام البرلمانية‪ ،‬فإن مصمحة العدالة تقتضي التدخل القانوني إلقرار الفعل اإلجرامي‪ ،‬وىنا البد‬
‫من إتباع إجراءات خاصة لمباشرة الدعاوى القضائية‪ ،‬والتي تفرض تأجيل ىذا التدخل إلى حين‬
‫الحصول عمى إذن من البرلمان‪ ،‬أو تنازل العضو المعني عن حصانتو كما أقره المؤسس الدستوري‬
‫الجزائري‪ ،‬ىذا ىو الشق الثاني من الحصانة البرلمانية والذي يعرف باسم الحصانة ضد اإلجراءات‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫الجزائية أو الحصانة المؤقتة‪ ،‬التي نص عمييا المؤسس الدستوري في المادتين‪ 054‬و ‪ 055‬من التعديل‬
‫‪1‬‬
‫الدستوري ‪.5103‬‬

‫تنبع أىمية الحصانة البرلمانية من كونيا وسيمة شرعت أساسا لحماية استقاللية البرلمان من تأثير‬
‫وتدخل السمطة التنفيذية‪ ،‬حيث ال يمكن لمبرلمان أن يمارس وظيفتو التمثيمية عمى أكمل وجو إال إذا كان‬
‫استقاللو واستقالل أعضاؤه مكفوال كضمانة أساسية لعدم تأثير السمطة التنفيذية عمييم بالترغيب أو‬
‫الترىيب‪.‬‬

‫تكمن أىمية ىذه الدراسة في تحديد النظام القانوني لمحصانة البرلمانية في إطار ما نص عميو‬
‫المؤسس الدستوري الجزائري في المواد ‪ 053‬و‪ 054‬و‪ 055‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،5103‬باإلضافة‬
‫إلى ما تضمنتو األنظمة الداخمية لغرفتي البرلمان‪ ،‬وكل القوانين التي ليا صمة بالعمل البرلماني‪ ،‬وبالتالي‬
‫تحديد نطاق ومجال ىذه الضمانة الدستورية والحدود التي تقف عندىا الحصانة البرلمانية في إطار‬
‫النصوص التشريعية التي تحكميا‪ ،‬أي الحدود الواردة عمييا في التشريع الجزائري بما يضمن الحماية فقط‬
‫في الحدود المطموبة لممارسة الميام النيابية‪.‬‬

‫وتعود أسباب اختيارنا ليذا الموضوع إلى‪7‬‬

‫أسباب ذاتية‪:‬‬

‫‪ -‬الميل الشخصي لمبحث في مواضيع القانون الدستوري‪.‬‬

‫‪ -‬الرغبة في معرفة التعديالت المستحدثة عمى الدساتير الجزائرية واألنظمة الداخمية لغرفتي البرلمان‪.‬‬

‫أسباب موضوعية‪:‬‬

‫‪ -‬أن الحصانة الموضوعية تشكل دعامة لمعمل البرلماني والتي تستحق دراستيا في سبيل معرفة‬
‫تطورىا وأنواعيا ونطاقيا وتكريسيا في مختمف الدساتير الغربية والعربية‪ ،‬باالضافة إلى ىذا نقص‬
‫الدراسات التي تناولت مبدأ الحصانة البرلمانية‪.‬‬

‫‪ -1‬فريد دبوشة‪ ،‬الحصانة البرلمانية في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،5104-5103 ،‬ص‪15‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫الشك أنو في سبيل انجاز ىذا العمل اعترضتنا عدة صعوبات يتعمق البعض منيا بقمة المراجع‬
‫ذات الصمة بالموضوع والسيما المراجع المتخصصة‪ ،‬وكذا ندرة المقاالت والمجالت التي ترتكز عمى مثل‬
‫ىذه المواضيع عمى المستوى الوطني‪ ،‬ىو ما يشكل عائقا موضوعيا في سبيل انجاز ىذا البحث‪.‬‬

‫عمى الباح ث في أي مجال أن يحاول التحقيق واالطالع فيما يخص موضوع البحث‪ ،‬وبناءا عمى‬
‫ذلك تم االطالع عمى بعض الدراسات السابقة منيا ‪7‬‬

‫‪-0‬مذكرة لنيل شيادة الماستر‪ ،‬مقدمة في كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمن‬
‫ميرة‪ ،‬بجاية بعنوان الحصانة البرلمانية و تطبيقاتيا في الجزائر‪ ،‬لمطالب منصوري رفيق‬

‫‪-5‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬مقدمة في كمية الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫بعنوان‪ ،‬الحصانة البرلمانية في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬لمطالب فاتح يحياوي‬

‫وان كانت الحصانة البرلمانية تتضمن حماية لعضو البرلمان من أي تأثير عمى مواقفو الفكرية‬
‫وغيرىا داخل ىذه الييئة‪ ،‬فيي ال تعني بالضرورة حرية النائب في تصرفاتو داخل البرلمان وخارجو‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق يتضح أن موضوع الدراسة يطرح اإلشكالية التالية‪7‬‬

‫إلى أي حد ساهمت هذه الضمانة في تحقيق االستقاللية ؟‬

‫لإلجابة عن ىذه االشكالية‪ ،‬اعتمدنا في إنجاز ىذه الدراسة عمى المنيج التاريخي‪ ،‬وذلك‬
‫باستنباط المفاىيم والدالئل ومقارنتيا بنصوص الدساتير المقارنة‪ ،‬واعتمدنا ايضا عمى المنيج التحميمي‬
‫من خالل الوقوف عمى مختمف النصوص القانونية ذات الصمة بالموضوع في الجزائر‪.‬‬
‫وقد قسمت الدراسة إلى ثالث فصول‪7‬‬
‫الفصل األول‪ 7‬مفيوم الحصانة البرلمانية و نشأتيا‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ 7‬النظام القانوني لمحصانة البرلمانية‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ 7‬انتياء الحصانة البرلمانية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مفهىم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫الفصل االول‬

‫مفهوم الحصانة‬
‫البرلمانية‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫الفصل االول‪ :‬مفيوم الحصانة البرلمانية‬

‫حرصت معظم دساتير العالم عمى االعتراف بمبدأ الحصانة البرلمانية‪ ،‬وذلك بتوفير‬
‫ضمانات ألعضاء السمطة التشريعية من خالل منحيا أىمية ومرتبة عالية‪ ،‬حيث يتمكن ىؤالء‬
‫األعضاء من ممارسة مياميم النيابية في ثقة واطمئنان دون الخوف من أي تيديد أو ابتزاز‪،‬‬
‫وذلك بيدف ضمان ممارسة وظيفتيم دون تأثير من الجياز الحكومي أو أي جية كانت‪.‬‬

‫ليذا نصت ىذه الدساتير عمى عدم مسؤولية العضو أو مؤاخذتو بسبب مواقفو أو خطاباتو‬
‫التي يمقييا‪ ،‬وذلك بتمكينو من التمتع بالحصانة البرلمانية‪ ،‬التي تستمزم عدم تعطيمو عن أداء‬
‫واجباتو وحمايتو من أي إجراءات كيدية تتخذ ضده‪.‬‬

‫لقد عرف الفقو الدستوري الحصانة البرلمانية عمى أنيا ميزة وقاعدة دستورية‪ ،‬تيدف إلى‬
‫ضمان حسن سير العمل التشريعي‪ ،‬حفاظا عمى حياد اعضاء البرلمان لكي يتمكنوا من ممارسة‬
‫وظيفتيم السامية بحرية تامة‪.‬‬

‫تتخذ الحصانة البرلمانية غالبا صورتين‪ :‬حصانة موضوعية أو بما يعرف بالالمسؤولية‬
‫عن األفعال الصادرة عن أعضاء البرلمان بمناسبة أداء مياميم‪ ،‬وحصانة إجرائية تعني عدم‬
‫اتخاذ أي إجراءات جنائية ضد أعضاء البرلمان إال بعد الحصول عمى إذن من البرلمان‪.‬‬

‫في سبيل دراسة وفيم مبدأ الحصانة البرلمانية سنتطرق في المبحث األول إلى مفيوم‬
‫ونشأة الحصانة البرلمانية‪ ،‬أما في المبحث الثاني سنتناول أنواع وطبيعة الحصانة البرلمانية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫المبحث االول ‪:‬مفيوم الحصانة البرلمانية ونشأتو‬

‫ان موضوع الحصانة البرلمانية من المواضيع االكثر تعقيدا‪ ،‬حيث عرفت جدال واختالفا‬
‫كبي ار بين فقياء القانون الدستوري‪ ،‬من حيث اعطائيا تعريفا جامعا مانعا يعبر عن مدلوليا‬
‫الصحيح باإلضافة الى نشأتيا وتطورىا‪ .‬فالحصانة البرلمانية ىي قاعدة دستورية قديمة‪ ،‬ظيرت‬
‫اول مرة في انجمت ار في القرن السابع عشر‪ ،‬ثم انتقمت الى فرنسا وباقي الدول االوروبية والدول‬
‫العربية‪ ،‬وسنتناول في ىذا المبحث تعريف الحصانة البرلمانية في مطمب اول ثم الى تطورىا‬
‫ونشأتيا في مطمب ثاني‪.‬‬

‫المطمب االول‪ :‬تعريف الحصانة البرلمانية‬

‫ان مصطمح الحصانة البرلمانية مكون من كممتين‪ ،‬وسنحاول تعريف كل منيما عمى‬
‫حدى لغة (فرع اول) ثم الجمع بينيما وتعريفيما اصطالحا(فرع ثاني)‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬الحصانة البرلمانية لغة‬

‫الحصانة البرلمانية مشتقة من كممتين الحصانة والبرلمانية‪.‬‬

‫اوال‪ :‬الحصانة لغة واصطالحا‬

‫‪– 1‬لغة ‪:‬ىي المناعة وزنا ومعنى‪ ،‬فيي من الفعل حصن‪ ،‬فيو حصين واحصنة‬
‫وحصانة‪ ،‬فالحصانة في المغة تعني المنعة والتحصين أي منيع فيو حصين‪ ،1‬وقد وردت ىذه‬
‫المعاني في القران الكريم من بينيا‪:‬‬

‫المناعة والتحرز في قولو تعالى ‪ ":‬وعممناه صنعة لبوس لكم ليحصنكم من بأسكم فيل‬
‫‪2‬‬
‫انتم شاكرون ‪ ".‬سورة االنبياء اآلية‪ ،88‬أي ليحرزكم ويقيكم من وقع السالح فيكم‪.‬‬

‫‪ -1‬جمال الدين ابو الفضل محمد بن مكىم ابن المنظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،2882‬ص‪17‬‬
‫‪ -2‬القران الكريم‪ ،‬االية ‪ 88‬من سورة االنبياء‬

‫‪6‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫بمعنى العفة في قولو تعالى‪ ":‬ان الذين يرمون المحصنات الغافالت المؤمنات لعنوا في الدنيا‬
‫‪1‬‬
‫واآلخرة وليم عذاب عظيم‪" .‬سورة النور االية ‪. 32‬‬

‫بمعنى الحرية لقولو تعالى ‪" :‬ومن لم يستطع منكم طوال أن ينكح المحصنات المؤمنات‬
‫فما ممكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات واهلل أعمم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوىن بإذن‬
‫أىمين وآتوىن أجورىن بالمعروف محصنات غير مسافحات وال متخذات أخذان فإذا أحصن‬
‫فإن أتين بفاحشة فعميين نصف ما عمى المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم‬
‫‪2‬‬
‫وأن تصبروا خير لكم واهلل غفور رحيم" ‪.‬سورة النساء االية‪.32‬‬
‫‪ -3‬اصطالحا‪ :‬وعرفت عدة تعريفات اىميا‪:‬‬
‫عدم جواز اتخاذ اية اجراءات جنائية ضد اي عضو من اعضاء البرلمان اثناء انعقاده‬
‫‪3‬‬
‫في غير حالة التمبس بالجريمة إال بعد الحصول عمى اذن البرلمان‪.‬‬
‫كم عرفت ايضا عمى انيا امتياز يقرره القانون الدولي العام والقانون الداخمي‪ ،‬الذي يؤدي‬
‫الى اعفاء المتمتع بو من عبء او تكميف يفرضو القانون عمى الجميع االشخاص الذين يوجدون‬
‫عمى اقميم الدولة‪ ،‬او يعطيو ميزة عدم الخضوع ألحكام السمطة العامة في الدولة وخاصة السمطة‬
‫‪4‬‬
‫القضائية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬البرلمان لغة واصطالحا‬
‫‪-1‬لغة‪:‬‬
‫البرلمان كممة معربة من اصمو في المغة الفرنسية من الفعل المتداول ‪ parler‬والذي‬
‫اشتقت منو التسمية ‪ parlement‬التي تتألف لفظين ىما ‪ parle‬والذي يعني الحديث و ‪ment‬‬
‫التي تعني المكان‪ ،‬فعند ترجمة البرلمان لغويا من الفرنسية الى العربية يعني مكان الحديث‪ ،‬ليذا‬

‫‪ -1‬القران الكريم االية ‪ 23‬من سورة النور‬


‫‪ -2‬القران الكريم‪ ،‬االية ‪ 25‬من سورة النساء‬
‫‪-3‬سالم صالح خميس‪ ،‬الحصانة النيابية في ظل االنظمة الدستورية المعاصرة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬المكتب الجامعي‬
‫الحديث‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2817،‬ص ص‪ 19‬و‪28‬‬
‫‪-4‬عمار ياسر جاموس‪ ،‬الحصانة البرلمانية و العفو الخاص واثرىما عمى مكافحة الفساد في فمسطين‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬المركز الفمسطيني الستقالل المحاماة والقضاة"مساواة"‪ ،‬كمية الحقوق‪،‬جامعة غزة‪،‬‬
‫فمسطين‪ ،2815 ،‬ص‪84‬‬

‫‪7‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫اطمق عمى المكان الذي يمارس فيو النواب وأعضاء السمطة التشريعية مياميم وابداء رأييم فيو‬
‫‪1‬‬
‫بالبرلمان‪.‬‬
‫‪– 3‬اصطالحا‪:‬‬
‫البرلمان يعني مؤسسة مكونة من مجمس او عدة مجالس‪ ،‬يتألف من عدد من األعضاء‬
‫ويتمتع ىذا المجموع بسمطات تقريرية متفاوتة االىمية‪.‬‬
‫عرفو البعض األخر بالييئة الوطنية التي تشرع القوانين خاصة في البمدان التي تأخذ‬
‫‪2‬‬
‫بالنظام الديمقراطي‪.‬‬
‫اما في انجمت ار فكممة البرلمان تعني المجالس النيابية‪ ،‬وىو المعنى الذي استقر في النياية‪،‬‬
‫او بما يسمى المجالس المينية التشريعية العميا‪ ،‬وىذه التسميات انتقمت الى مناطق كثيرة في‬
‫‪3‬‬
‫العالم بحكم نفوذ انجمت ار في القرن ‪19‬و‪ ،28‬ثم انتقمت الحقا بفعل االستعمار الى الدول العربية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الحصانة البرلمانية اصطالحا‬

‫ىي امتياز دستوري مقرر ألعضاء البرلمان بصفاتيم ال بأشخاصيم سواء كانوا منتخبين‬
‫او معينين‪ ،‬يتيح ليم اثناء قياميم بواجباتيم البرلمانية وحرية الرأي والتعبير دون أية مسؤولية‬
‫‪4‬‬
‫جنائية او مدنية تترتب عمى ذلك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬رفيق منصوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪11‬‬
‫‪-2‬احمد عمي عبود الخفاجي‪ ،‬الحصانة البرلمانية‪ ،‬دراسة تطبيقية مقارنة‪ ،‬المركز العربي لمنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫مصر‪ ،2817،‬ص ص‪53،54‬‬
‫‪ -3‬محمد اقيس‪ ،‬الحصانة البرلمانية في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬كمية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة قسنطينة‪ ،2814 ،‬ص‪14‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬مشعل محمد العازمي‪ ،‬الحصانة البرلمانية‪ ،‬دراسة مقارنة بين االردن والكويت‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‬
‫في القانون العام‪ ،‬جامعة الشرق االوسط‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،2811،‬ص‪5‬‬

‫‪8‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫عرفت كذلك بأنيا مجموعة من االحكام الدستورية التي تؤمن لمنواب نظام قانوني مختمف‬
‫عن النظام العادي الذي يطبق عمى عامة الناس فيما يخص عالقاتيم مع العدالة‪ ،‬وذلك بيدف‬
‫‪1‬‬
‫الحفاظ عمى حرياتيم واستقالليتيم‪.‬‬

‫كما عرفت ايضا بأنيا‪ :‬مجموع الضمانات المنصوص عمييا دستوريا لحماية عضو‬
‫البرلمان‪ ،‬توكيدا الستقاللو وتمكينا لو من القيام بواجباتو في تمثيل الشعب والدفاع عن مصالحو‪،‬‬
‫وذلك بعدم اتخاذ أي من االجراءات الجنائية ضد احد اعضاء البرلمان الكفيمة بمنعو من ممارسة‬
‫‪2‬‬
‫ميامو عمى اكمل وجو‪.‬‬
‫يترتب عمى ىذه التعاريف عدة نتائج اىميا‪:‬‬
‫‪ -‬أن الحصانة البرلمانية امتياز دستوري أي أنو مقرر بموجب الدستور وىو أعمى مرتبة تشريعية‬
‫داخمية‪ ،‬وبالتالي فإن كل نص قد يتعارض مع ما يقرره الدستور فإنو ال يعتبر دستوري ‪.‬‬
‫‪ -‬أن ىذه الحصانة تشمل ثالثة أوجو‪ :‬االول يتعمق بالحماية الموضوعية عن اآل ارء التي يبدييا‬
‫عضو البرلمان بمناسبة عممو وىي حماية مطمقة‪ ،‬والعنصر الثاني يتعمق بالحماية اإلجرائية في‬
‫القضايا الجنائية وىي مقيدة‪ ،‬والعنصر الثالث يتعمق بالحماية من االجراءات التأديبية التعسفية‬
‫التي قد تصدر ضد النائب أثناء مباشرة أعمال أخرى في مواقع تنفيذية ‪.‬‬
‫‪ -‬أن الحصانة البرلمانية محددة بنطاق زماني ومكاني وشخصي‪ ،‬يختمف باختالف ما نصت‬
‫عميو الدساتير والتشريعات الداخمية لمدول‪.3‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تمييز الحصانة البرلمانية عن غيرىا من االصطالحات االخرى‬

‫ان الحصانة ليست مقررة ألعضاء البرلمان فقط‪ ،‬بل ىناك افراد في بعض الييئات تعترف‬
‫ليم التشريعات الدستورية في مختمف الدول بضمانة الحصانة‪ ،‬خاصة االشخاص الذين تتسم‬

‫‪-1‬نداوي حني‪ ،‬الحصانة البرلمانية وكيفية زواليا‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دون دار نشر‪ ،‬العراق‪ ،2813 ،‬ص‪13‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬فاتح يحياوي‪ ،‬الحصانة البرلمانية في النظام الدستوي الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬جامعة بن‬
‫يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2811-2818 ،‬ص‪15‬‬
‫‪-3‬محمد عمر مراد‪ ،‬الحصانة البرلمانية في الفمسطيني‪ ،‬دراسة وصفية تحميمية مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة‬
‫الماجستير‪ ،‬كمية الشريعة والقانون‪ ،‬الجامعة االسالمية غزة‪ ،‬فمسطين‪ ،2815‬ص ص‪5،4‬‬

‫‪9‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫مياميم بنوع من الحساسية والتي تفرض حمايتيم من بينيم القضاة والسفراء والمبعوثين‬
‫الدبموماسيين ورؤساء الدول وبعض االشخاص االخرين كالمحامين وغيرىم‪.‬‬

‫اوال‪ :‬تمييز الحصانة البرلمانية عن الحصانة الدستورية‬

‫الحصانة الدستورية ىي الحصانة التي يتمتع بيا المموك ورؤساء الدول‪ ،‬وىي تقميد في‬
‫جميع االنظمة السياسية سواء كانت ممكية او جميورية ديمقراطية او استبدادية او رئاسية او‬
‫برلمانية‪ ،‬وتشمل ىذه الحصانة المسؤولية السياسية والجزائية‪ ،‬ويستثنى منيا جريمة الخيانة‬
‫العظمى والخرق الفاضح لمقواعد والمبادئ الدستورية‪ ،‬لكن تبقى ىذه الحصانة مؤقتة بالنسبة‬
‫لرئيس الدولة‪ ،‬فإذا انتيت عيدتو الرئاسية فانو يحاسب عن الجرائم التي ارتكبيا في فترة رئاستو‬
‫كباقي االشخاص العاديين‪ ،‬ويستثنى منيا ما كان متصال مباشرة بوظائفو الرئاسية‪ ،‬اما بالنسبة‬
‫‪1‬‬
‫لألنظمة الممكية فال مجال لممحاسبة فالممك ىنا مصون وال يمكن المساس بو‪.‬‬

‫فالحصانات التي يتمتع بيا رئيس الدولة ضمانة ميمة ألداء وظيفتو بأحسن وجو‪ ،‬ولقد‬
‫كانت ىناك عدة مبررات تقف وراء منح رئيس الدولة ىذه الحصانات‪ ،‬منيا‪:‬‬

‫‪ -‬يمكن القول بان المبرر لحصانة رئيس الدولة في انظمة الحكم الممكية يرجع الى قاعدة‬
‫تقميدية مؤداىا ان الممك ال يخطئ‪ ،‬والحكمة من ىذه القاعدة ان رئيس الدولة يجب ان تكون ذاتو‬
‫مصانة وان يحاط باالحترام الكفيل حتى تكون لو ميابة في اعين المحكومين‪.‬‬

‫‪ -‬ان ىذه الحصانة تعتبر ضمانة اساسية وجوىرية‪ ،‬فيي وسيمة لمنع عرقمة اعمال رئيس‬
‫الدولة‪ ،‬وبدون ىذه الحصانات قد يتعرض رئيس الدولة لممضايقات واالحراج االمر الذي يعد في‬
‫‪2‬‬
‫النياية احراجا لدولتو‪.‬‬

‫‪ -‬ان الغاية من تقرير ىذه الحصانة ىو ما يجب لرؤساء الدول من االحترام لمركزىم السامي‬
‫كونيم يمثمون دوال ذات سيادة‪ ،‬فالحفاظ عمى كرامة ىذه الدولة وىيبتيا يقتضي منح رئيسيا ىذه‬
‫الحصانة‪ ،‬وليذا وجب ان يكون محل رعاية من سائر الدول االخرى بغض النظر عن نظام‬

‫‪ -1‬رفيق منصوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪26،27‬‬


‫‪-2‬احمد عمي عبود الخفاجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪95‬‬

‫‪10‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫الحكم في دولتو‪ ،‬فإذا ما وجد عمى اقميم دولة اخرى وجب عمى ىذه الدولة ان تعاممو معاممة‬
‫خاصة‪ ،‬وتتميز حصانة رؤساء الدول وممثل الدولة‪:‬‬

‫‪ -‬من حيث النظام القائم‪ ،‬ففي النظام الممكي الممك ال يسأل جنائيا وال سياسيا وال مدنيا‪ ،‬اما في‬
‫النظام الجميوري فيناك مسؤولية لرئيس الدولة‪ ،‬اما في الحصانة البرلمانية فال تتأثر بتاتا بالنظام‬
‫السائد في الدولة باعتبارىا مقررة لمصمحة اعضاء البرلمان ‪.‬‬

‫‪ -‬يحق لزوجة رئيس الدولة او الزوج دون سائر افراد االسرة التمتع بذات حصانات الرئيس‪ ،‬اما‬
‫حصانات باقي افراد العائمة والحاشية فميم حصانات اعضاء السمك الدبموماسي‪ ،‬اما الحصانة‬
‫البرلمانية فإنيا شخصية تقتصر عمى عضو البرلمان دون افراد اسرتو او غيرىم‪.‬‬

‫‪ -‬ان حصانة رئيس الدولة تمنح العتبارات المجاممة الدولية‪ ،‬فإذا ما وجد رئيس الدولة عمى اقميم‬
‫دولة اخرى وجب عمى ىذه الدولة ان تعاممو معاممة خاصة‪ ،‬اما الحصانة البرلمانية فإنيا تمنح‬
‫‪1‬‬
‫لحماية استقالل السمطة التشريعية وكفالة حرية اعضاءه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تمييز الحصانة البرلمانية عن الحصانة الدبموماسية‬

‫ىي امتياز يقرره القانون الدولي العام والقانون الداخمي‪ ،‬يعطيو ميزة عدم الخضوع ألحكام‬
‫سمطة عامة في الدولة وخاصة السمطة القضائية او بعض مظاىرىا‪ ،‬وتعد الحصانة الدبموماسية‬
‫من أوسع أنواع الحصانات‪ ،‬حيث تقضي بعدم خضوع الدبموماسي األجنبي لقانون البمد الذي‬
‫يؤدي ميمتو الدبموماسية‪ ،‬فال تجيز مساءلتو وال محاكمتو وال القبض عميو أو التحقيق معو أو‬
‫حتى سماع شيادتو عن أية جريمة‪ ،‬ويدخل تحت ىذه الحصانة رؤساء الدول األجنبية والوفود‬
‫‪2‬‬
‫الرسمية والسفراء‪ ،‬ومن في حكميم وموظفو الييئات الدولية والمنظمات اإلقميمية‪.‬‬

‫‪ -1‬احمد عمي عبود الخفاجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬من ص ‪ 96‬الى ص ‪188‬‬


‫‪-2‬عمي بن عبد المحسن التويجري‪ ،‬الحصانة البرلمانية ومدى امكانية تطبيقيا عمى اعضاء مجمس الشورى‬
‫السعودي‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬كمية الدراسات العميا‪ ،‬جامعة نايف العربية لمعموم االمنية‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫المممكة العربية السعودية‪ ،1426 ،‬ص‪34‬‬

‫‪11‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫نجد ان الحصانة البرلمانية والحصانة الدبموماسية يختمفان في مايمي ‪:‬‬

‫‪ -‬فالحصانة الدبموماسية تستمد من االعراف واالتفاقيات الدولية‪ ،‬بينما الحصانة‬


‫البرلمانية تمنح ألعضاء البرلمان بموجب الدستور‪.‬‬
‫‪ -‬ان حصانة المبعوثين تقوم عمى فكرة المجاممة الدولية التي توجب عمى الدولة‬
‫المستقبمة تبادل االحترام بينيا عمى اساس المساواة في السيادة‪ ،‬اما الحصانة البرلمانية فيي تقرر‬
‫لمصمحة الوظيفة النيابية‪.‬‬
‫‪ -‬نجد ان الحصانة الدبموماسية تنتقل الى افراد اسرتو‪ ،‬اما الحصانة البرلمانية فيي‬
‫‪1‬‬
‫شخصية تقتصر عمى الشخص النائب دون سواه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تمييز الحصانة البرلمانية عن الحصانة القضائية ‪.‬‬
‫تعرف الحصانة القضائية بأنيا عدم تدخل السمطات االخرى بشؤون القضاة وفرض ارادتيا عمييم‬
‫يرى جانب من الفقو بان ليذه الحصانة مفيومين ‪:‬‬
‫االول‪ :‬مفيوم ضيق يرتبط بشخص القاضي الجالس عمى المنصة الذي يحتكم الى ضميره‬
‫ووجدانو في تحقيق العدالة بين المتنازعين‪ ،‬وال سمطان عميو في قضائو إال بما يمميو عميو ضميره‬
‫واحكام القانون‪ ،‬بمعنى عدم جواز التدخل من اية جية ميما عال شانيا‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬مفيوم واسع يتمثل في عدم قابمية القضاة لمعزل بغير الطريق التأديبي‪ ،‬واستقالل‬
‫السمطة القضائية بموازنة مستقمة وعدم تدخل السمطتين التشريعية والتنفيذية في اعمال السمطة‬
‫‪2‬‬
‫القضائية‪.‬‬
‫ىناك ثالثة اتجاىات لتعريف حصانة القضاء‪:‬‬
‫فاالتجاه األول‪ :‬ىو القائل بأنيا عدم مسؤلية القضاء عما يصدرونو من أحكام ميما شابيا‬
‫من أخطاء‪ ،‬ويترتب عمى ىذه الحصانة أو الضمانة أن الق اررات القضائية ال يجوز أن تكون‬

‫‪-1‬احمد عمي عبود الخفاجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪118‬‬


‫‪ -2‬احمد عمي عبود الخفاجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪111‬‬

‫‪12‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫عرضة لممناقشة او التقييم من قبل السمطة التنفيذية أو غيرىا من السمطات‪ ،‬فالخطأ القضائي‬
‫‪1‬‬
‫يصحح بطريقة محددة رسميا القانون بالطعن في القرار الخاطئ أمام المحكمة األعمى درجة‪.‬‬
‫االتجاه الثاني‪ :‬ىو القائل بأن حصانة القضاة ضد اإلجراءات الجنائية التي تتخذ ضدىم‪،‬‬
‫حماية ليم من االجراءات التعسفية أو الكيدية التي قد تمارسيا السمطة التنفيذية أو األفراد ضدىم‪.‬‬
‫يجدر ىنا أن ال ينظر ليذه الضمانة بأنيا متعمقة بشخص القاضي‪ ،‬وانما بالوظيفة القضائية‪.‬‬
‫االتجاه الثالث‪ :‬يذىب إلى اعتبار حصانة القضاء ىي الحصانة ضد العزل‪ ،‬أي أن مبدأ‬
‫عدم قابمية القضاة لمعزل؛ يعني أنو ال يجوز فصل القاضي أو وقفو عن العمل أو إحالتو إلى‬
‫المعاش قبل األوان أو نقمو إلى وظيفة أخرى غير قضائية إال في األحوال وبالقيود التي نص‬
‫‪2‬‬
‫عمييا القانون‪.‬‬
‫يبرر الفقو القانوني حصانات اعضاء السمطة القضائية بعدة تبريرات منيا ‪:‬‬
‫تحقيق الحياد‪ :‬حيث يكون فيو القضاء بعيدا عن التمييز ألي فريق او خصم‪ ،‬وال‬
‫تقتصر ضرورة الحياد عمى النزاعات المتكافئة‪ ،‬أي تمك التي تنشب بين االفراد فقط‪ ،‬وانما تمتد‬
‫لتشمل كل انواع النزاعات باألخص تمك التي يكون فييا الفرد ضعيفا‪ ،‬أي بمواجية الحكومة التي‬
‫تبرز فييا االىمية الحقيقية لحصانات اعضاء السمطة القضائية‪.‬‬
‫االجتياد‪ :‬ان عممية التكييف القانوني لمواقعة بغية انزال الحكم القانوني عمييا يتطمب‬
‫اجتياد وتفكير قد تفتقد اذا لم يتسن لمقاضي ان يفكر باستقاللية‪.‬‬
‫كذلك طبيعة العمل القضائي وما يتصف بو من خطورة ىي المبرر لمنح اعضاء السمطة‬
‫‪3‬‬
‫القضائية ىذه الحصانات‪.‬‬
‫تختمف حصانة اعضاء السمطة القضائية عن الحصانة البرلمانية في مايمي ‪:‬‬
‫‪ -‬من مصادر حصانة اعضاء السمطة القضائية النصوص واالتفاقيات الدولية اضافة الى‬
‫التشريعات الوطنية‪ ،‬اما الحصانة البرلمانية فان مصدرىا الدستور‪.‬‬

‫‪ -1‬عمار بوضياف‪ ،‬مبدأ حصانة القاضي ضد العزل‪ ،‬مجمة الحقوق‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬السنة الثالثة عشر‪ ،‬العدد‬
‫الرابع‪ ،1994 ،‬ص ‪248‬‬
‫‪ -2‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪248‬‬
‫‪ -3‬احمد عمي عبود الخفاجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪116،115‬‬

‫‪13‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫‪ -‬ان من مبررات حصانة اعضاء السمطة القضائية انيا ترتبط بفكرة العدالة مج ارىا السميم في‬
‫‪1‬‬
‫حماية حقوق االفراد‪ ،‬اما الحصانة البرلمانية فعي حماية استقالل السمطة التشريعية‪.‬‬
‫‪ -‬ان من بين حصانات اعضاء السمطة القضائية الحصانة ضد العزل‪ ،‬التي تعني عدم جواز‬
‫فصل القاضي او وقفو عن العمل او احالتو الى التقاعد‪ ،‬اما اعضاء البرلمان فال يتمتعون بيذا‬
‫‪2‬‬
‫النوع من الحصانة‪.‬‬
‫رابعا‪:‬التمييز الحصانة البرلمانية عن الحصانة الوظيفية‬
‫تتمثل الحصانة الوظيفية في القيود واإلجراءات التي تقررىا بعض القوانين‪ ،‬والتي ترمي‬
‫إلى تعطيل أو توقيف اتخاذ بعض االجراءات الجزائية كالتحقيق والقبض في الجرائم التي ترتكبيا‬
‫فئة معينة من الموظفين‪ ،‬وذلك فيما ينسب إلييم بسبب وظائفيم العامة‪.‬‬
‫لعل أقرب ىذه الحصانات إلى الحصانة البرلمانية نجد الحصانة الممنوحة لممحامي‪،‬‬
‫فيذا األخير يتمتع بالحماية عن كتاباتو وأقوالو المعبر عنيا‪ ،‬فيذه الحصانة تيدف إلى إعطاء‬
‫المحامي المزيد من الضمانات التي تساعده في الدفاع عن الحقوق والحريات‪.‬‬
‫تمتد ىذه الحصانة لتشمل مكتب المحامي‪ ،‬إذ ال يجوز تفتيشو إال بعد الحصول عمى إذن‬
‫من نقابة المحامين وبحضور المحامي المعني أو نقيب الحامين‪ ،‬وعميو فالحصانة الممنوحة‬
‫لممحامي تتشابو مع الحصانة البرلمانية‪ ،‬السيما منيا الموضوعية إذ تحمي المحامي من‬
‫المتابعات بسبب تعابيره ومرافعاتيم الكتابية والشفيية‪ ،‬أما في الجرائم غير المتمبس بيا فيشترط‬
‫‪3‬‬
‫لممتابع الحصول عمى إذن من النقابة‪.‬‬
‫تختمف الحصانة الوظيفية عن الحصانة البرلمانية في مايمي ‪:‬‬
‫‪-‬ان الحصانة الوظيفية مقررة لمموظفين‪ ،‬والغرض منيا حماية الجية التي يمثميا الموظف‪ ،‬اما‬
‫الحصانة البرلمانية المقررة ألعضاء البرلمان والغرض منيا كفالة حسن اداء النواب لمياميم‬
‫النيابية‪.‬‬
‫‪-‬ان كثي ار من التشريعات لم تنص عمى الحصانة الوظيفية‪ ،‬اما الحصانة البرلمانية فمقد نصت‬
‫عمييا غالبية دساتير دول العالم‪.‬‬

‫‪-1‬عمار بوضياف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪249‬‬


‫‪ -2‬رفيق منصوري ‪ ،‬مرجع سابق‪27،‬‬
‫‪-3‬رفيق منصوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪28‬‬

‫‪14‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫‪-‬ان الحصانة الوظيفية تشمل حالة التمبس بجناية‪ ،‬اما الحصانة البرلمانية فمقد نصت معظم‬
‫‪1‬‬
‫دساتير الدول عمى عدم نفاذىا في حالة التمبس بجناية‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬نشأة و تطور الحصانة البرلمانية‬

‫يعتبر مبدأ الحصانة البرلمانية من أقدم المبادئ الدستورية‪ ،‬حيث ظير ىذا المبدأ أول مرة‬
‫في انجمت ار إثر قضية "سانت دافيد" ليتأكد ىذا المبدأ في القرن السابع عشر عمى إثر قيام الثورة‬
‫االنجميزية وبمناسبة إصدار وثيقة "قانون الحقوق"‪ ،‬ثم انتشر ىذا المبدأ في باقي دول العالم‬
‫السيما األوروبية‪.‬‬

‫بناءا عمى ذلك سنتناول دراسة التطور التاريخي لمحصانة البرلمانية في الدول األوروبية‬
‫(فرع أول) والدول العربية (فرع ثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نشأة الحصانة البرلمانية في الدول االوروبية‬

‫إن الحصانة البرلمانية نشأت وترعرعت في أحضان النظام البرلماني االنجميزي أول مرة‪،‬‬
‫ومنو انتقمت وانتشرت في باقي الدول األوروبية السيما منيا فرنسا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نشأة و تطور الحصانة البرلمانية في إنجمت ار‬

‫لقد ظيرت الحصانة البرلمانية في إنجمت ار عام ‪ ،1688‬عمى إثر قيام الثورة االنجميزية‬
‫واقرار الوثيقة الدستورية المعروفة باسم قانون الحقوق‪ ،‬حيث نصت ىذه الوثيقة عمى أن‪ ":‬حرية‬
‫القول أي المناقشات واإلجراءات داخل البرلمان ال يمكن أن تكون سببا لممالحقة القضائية أو‬
‫محال لممساءلة أمام المحاكم"‪ ،‬واقرار ىذه الحصانة في إنجمت ار كان أساسا لحماية النواب من‬
‫سمطات المموك وليس لحمايتيم من مواطينيم‪ ،‬والحصانة البرلمانية في انجمت ار كانت قاصرة عمى‬
‫الدعاوى المدنية‪ ،‬إضافة إلى اإلجراءات الخاصة بالدعاوى الجنائية البسيطة فقد استثنت من‬
‫‪2‬‬
‫نطاق ىذه الحصانة القضايا العظمى‪ ،‬وقضايا الجنايات‪ ،‬وقضايا اإلخالل باألمن‪.‬‬

‫‪ -1‬احمد عمي عبود الخفاجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪129‬‬


‫‪-2‬محمد رضا‪ ،‬الحصانة البرلمانية‪ ،‬انظر الموقع‪ ،http://www.parlamany.com ،‬تاريخ االطالع ‪26‬‬
‫ماي ‪2819‬‬

‫‪15‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫ليذا كان من الممكن دائما القبض عمى عضو البرلمان في أي من ىذه الجرائم دون رفع‬
‫الحصانة عنو‪ ،‬كما استثنت من الحصانة البرلمانية الجرائم التي ترتكب من أعضاء البرلمان في‬
‫مواجية إحدى المحاكم‪ ،‬وقد أطمق عمى ىذه الجرائم"جرائم اىانة المحكمة "‪ ،‬وقد نقمت احكام‬
‫ونطاق الحصانة البرلمانية إلى الدول التي أخذت بالنظام القانوني االنجميزي كالواليات المتحدة‬
‫‪1‬‬
‫األمريكية‪ ،‬أستراليا‪ ،‬كندا‪ ،‬واليند‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نشاة وتطور الحصانة البرلمانية في فرنسا‬

‫نصت المادة ‪ 26‬من الدستور الفرنسي ‪21958‬عمى أنو‪:‬‬

‫"عضو البرلمان ال يجوز مالحقتو أو حبسو أو احتجازه أو استدعاؤه‪ ،‬أو محاكمتو بسبب‬
‫أرائو أو بسبب تصويتو أثناء ممارسة ميامو"‪.‬‬

‫فالدستور الفرنسي أقر مبدأ عدم المسؤولية البرلمانية‪ ،‬فال يجوز مساءلة العضو عن أفكاره‬
‫التي أبداىا داخل المجمس أو خارجو‪ ،‬حتى إذا ما انتيت عضويتو بالمجمس‪ ،‬فال تستطيع النيابة‬
‫العامة وال المدعي بالحق المدني أن يحرك ىذه المسؤولية بعد انتياء مدة نيابة ىذا العضو‪.‬‬
‫كما تمتد ىذه الحصانة لتشمل عدم جواز ومالحقة النائب إال بإذن من الجمعية الوطنية أو في‬
‫‪3‬‬
‫حالة التمبس بالجريمة‪.‬‬

‫نجد أن الحصانة البرلمانية قد وجدت في معظم المواثيق الدستورية الفرنسية‪ ،‬بذات‬


‫المضمون الذي كانت عميو في المواثيق االنجميزية‪ ،‬فقد نص عمييا بداية في قرار الجمعية‬
‫التأسيسية الفرنسية الصادرة في ‪ 23‬يونيو ‪ ،1789‬ثم نص عمييا في دستور ‪ ،1791‬ثم في‬
‫دستور ‪ ،1795‬وكذلك في الدساتير المتتالية في عام ‪ 1799‬ودستور عام ‪1848‬‬
‫ودستور‪ ،1875‬و دستور ‪ 1946‬و أخي ار الدستور الحالي الصادر عام ‪ 1958‬لقد تضمنت كل‬
‫ىذه الدساتير مبدأ الحصانة ضد المسؤولية البرلمانية‪ ،‬أما عن الحصانة البرلمانية ضد‬

‫‪-1‬عمي بن عبد المحسن التويجري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪17‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 26‬من الدستور الفرنسي لسنة ‪1958‬‬
‫‪ -3‬وسيم حسام الدين األحمد‪ ،‬الحصانات القانونية‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2818،‬ص‬
‫‪127‬‬

‫‪16‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫اإلجراءات الجبائية‪ ،‬فقد وجدت في فرنسا منذ وقت بعيد نسبيا حيث نص عمييا بداية في قرار‬
‫الجمعية التأسيسية الصادر في ‪ 26‬يونيو سنة ‪ ،1798‬ىذا والزالت تمك القواعد واألحكام سارية‬
‫‪1‬‬
‫المفعول حتى اآلن‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نشأة و تطور الحصانة البرلمانية في الدول العربية‬

‫إن مبدأ نشوء الحصانة البرلمانية عمى يد األنظمة البرلمانية األوروبية‪ ،‬لم يبقى حكر‬
‫السيما عمى الدول العربية فقد عممت ىذه األخيرة جاىدا عمى تبني ىذا المبدأ واالعتراف بو‬
‫ألعضاء مجالسيا النيابية باختالف أنواعيا وتشكيمتيا‪ ،‬وسوف نتطرق إلى الجزائر ومصر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نشأة و تطور الحصانة البرلمانية في الجزائر‬

‫من الضمانات المقدمة ألداء الوظيفة التشريعية أن يحصن عضو الييئة التشريعية ضد‬
‫تعسف السمطة التنفيذية‪ ،‬والتي قد تقوم إليو من حرمانو من أداء واجبو في الييئة النيابية لفترة قد‬
‫تطول أو تقصر‪.‬‬

‫فقد تمجأ السمطة التنفيذية إلى القبض عمى عضو الييئة التشريعية أو التحقيق معو‪ ،‬وقد‬
‫يكون غرضيا من ذلك منعو من حضور جمسة ىامة من جمسات المجمس النيابي‪ ،‬أو يكون‬
‫‪2‬‬
‫غرضيا من ذلك التنكيل بو جراء إخراجيا في المجمس بسؤال أو استجواب غير ذلك‪.‬‬

‫حيث نص عمى الحصانة البرلمانية في اول دستور لسنة ‪ 1963‬في المادة ‪ 31‬منو‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫"يتمتع النائب بالحصانة البرلمانية خالل مدة نيابتو‪".‬‬

‫ثم صدر دستور ‪ 1976‬الذي نص في المادة ‪ 137‬منو بقوليا" الحصانة النيابية معترف‬
‫بيا لنائب أثناء نيابتو‪ ،‬ال يمكن متابعة أي نائب أو إلقاء القبض عميو وبصفة عامة ال يمكن رفع‬

‫‪1‬‬
‫‪-marc verdunssen, concours et enjeux du droit constituionel pénale bruscelles, 1985, p 593‬‬
‫‪-2‬حسينة شرون‪ ،‬الحصانة البرلمانية‪ ،‬مجمة المفكر‪ ،‬العدد ‪ ،2818 ،5‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ص‬
‫‪153‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 31‬من دستور الجزائر ‪1963‬‬

‫‪17‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫دعوى مدنية أو جزائية ضده بسبب ما أبداه من أراء أو ما تمفظ بو من كالم بسبب تصويتو أثناء‬
‫‪1‬‬
‫ممارستو لمنيابة‪".‬‬

‫بعدىا جاء دستور ‪ 1989‬في نص المادة ‪ 183‬منو الذي اعترف ىو كذلك بالحصانة‬
‫‪2‬‬
‫البرلمانية لمنائب "الحصانة النيابية معترف بيا لمنائب مدة نيابتو‪" .‬‬

‫وبصدور اخر دستور جزائري لسنة ‪ 1996‬نصت المادة ‪ 189‬منو عمى أن‪ :‬الحصانة‬
‫البرلمانية معترف بيا لنواب وأعضاء مجمس األمة مدة نيابتيم و ميمتيم البرلمانية‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 111‬من دستور الجزائر ‪ 1996‬عمى أنو‪ :‬في حالة تمبس أحد النواب‬
‫‪3‬‬
‫أو أحد أعضاء مجمس األمة بجنحة أ و جناية يمكن توقيفو‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫يخطر بذلك مكتب المجمس الشعبي الوطني أو مكتب مجمس األمة حسب الحالة فورا‪.‬‬

‫اما التعديالت االخيرة لسنة ‪ 2882‬و‪ ،2888‬و‪ 2816‬في نص المادة ‪ 1265‬منو‪ ،‬فقد‬
‫استقر المشرع الدستوري الجزائري عمى نفس الراي فيما يخص الحصانة البرلمانية واعترافو بيا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نشأة الحصانة البرلمانية في مصر‬

‫نصت المادة ‪ 99‬من دستور مصر ‪ 61971‬عمى أنو‪" :‬ال يجوز في غير حالة التمبس‬
‫بالجريمة‪ ،‬اتخاذ أية إجراءات جنائية ضد عضو مجمس الشعب إال بإذن سابق من المجمس‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 137‬من دستور الجزائر لسنة ‪1976‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 183‬من دستور الجزائر لسنة ‪1989‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 189‬و ‪ 111‬من دستور الجزائر لسنة ‪1996‬‬
‫‪-4‬وسيم حسام الدين األحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪19،18‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 126‬من التعديل الدستوري لسنة ‪2816‬‬
‫‪ -6‬الدستور المصري لسنة ‪ ،1971‬المؤرخ في ‪ 11‬سبتمبر ‪ ،1971‬الصادر بالجريدة الرسمية العدد ‪36‬‬

‫‪18‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫في غير دور انعقاد المجمس يتعين أخذ إذن رئيس المجمس ويخطر عند أول انعقاد لو بما‬
‫اتخذه من إجراء"‪.1‬‬

‫لقد أقر المؤسس الدستوري المصري أن أعضاء البرلمان وحدىم‪ ،‬ىم الذين يتمتعون بيا‬
‫دون غيرىم وأنيا مقصورة عمى اآلراء و األفكار التي تطرح داخل المجمس أو لجانو فقط‪ ،‬فإذا‬
‫تصرف تصرفا يخالف القانون العام خارج المجمس فيو مسؤول عن عممو‪.‬‬

‫عاد دستور مصر لسنة ‪ 2812‬ليتناول مبدأ الحصانة البرلمانية بنوعييا والنص عمى‬
‫اإلجراءات الواجب إتباعيا لمتابعة العضو جزائيا في نص المادتين ‪ 89‬و‪ 98‬منو‪ ،‬ونفس الشيئ‬
‫‪2‬‬
‫في نص المادتين ‪ 112‬و‪ 113‬منو‪ ،‬وعمى ىذا النحو ترسخت‬ ‫ذىب إليو دستور سنة ‪2814‬‬
‫‪3‬‬
‫فكرة الحصانة البرلمانية في النظام الدستوري المصري‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع الحصانة البرلمانية وطبيعتيا القانونية‬

‫إن الحصانة البرلمانية وسيمة تقنية لتعبير اعضاء البرلمان عن اراءىم وافكارىم‪ ،‬تستعمل‬
‫لضمان العمل البرلماني وتحميو من المتابعات القضائية والبوليسية وتؤدي إلى منع عرقمة العمل‬
‫البرلماني‪ ،‬فيي مقررة لمعضو لتضمن استقاللية المنتخب دون ضغط‪ ،‬حيث تحدثت معظم‬
‫مؤلفات الفقو الدستوري القديم عن نوعين من الحصانة البرلمانية‪ ،‬األولى حصانة موضوعية‬
‫تقتصر عمى الجرائم القولية والكتابية لألعضاء مجمس النواب أثناء أدائيم ألعماليم وعدم جواز‬
‫مساءلة عضو البرلمان عن كل ما يبديو في ىذا الشأن‪.‬‬

‫أما النوع الثاني ىو حصانة إجرائية تتعمق بعدم جواز مباشرة أية إجراءات جنائية ضد‬
‫عضو البرلمان في حالة ارتكابو جريمة‪ ،‬إال في حاالت محددة أو وفق استثناءات خاصة‪.‬‬

‫‪-1‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون العقوبات المبناني‪ ،‬القسم العام‪ ،‬المجمد األول ‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دون سنة‬
‫نشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬سنة ‪ ،1998‬ص‪193‬‬
‫‪ -2‬الدستور المصري لسنة ‪ ،2814‬المؤرخ في ‪ 15‬جانفي ‪ ،2814‬الصادر بالجريدة الرسمية العدد ‪83‬‬
‫‪ -3‬رفيق منصوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪22،23‬‬

‫‪19‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫المطمب األول ‪ :‬أنواع الحصانة البرلمانية‬

‫البرلمان او مجمس النواب او مجمس الشعب ىم تسميات متعددة لمؤسسة دستورية تشكل‬
‫‪1‬‬
‫السمطة التشريعية‪ ،‬ويتكون من عدد االعضاء الذين يتم انتخابيم من طرف الشعب‪.‬‬

‫حيث توكل ليذه الفئة القيام بميام عظيمة تتجمى في سن القوانين التي تسري عمى كل فرد‬
‫داخل البالد‪ ،‬كما تحدد مالمح السياسات الحكومية سواء كان ذلك عمى الصعيد الداخمي او‬
‫‪2‬‬
‫الخارجي‪.‬‬

‫ذىب غالبية الفقو الدستوري إلى تقسيم الحصانة البرلمانية إلى قسمين‪ :‬حصانة موضوعية‬
‫ذات طبيعة سياسية تيدف إلى عدم مساءلة عضو المجمس جنائيا أو مدنيا عما يبديو من أقوال‬
‫وأفعال‪ ،‬وحصانة إجرائية تيدف إلى عدم إتخاذ إجراءات ضد عضو المجمس‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الحصانة الموضوعية‬

‫إن الحصانة الموضوعية ال تشمل أقوال العضو داخل المجمس فقط‪ ،‬بل تشمل أيضا أقوالو‬
‫داخل المجان وتقاريره التي يكتبيا‪ ،‬وكذلك أقوالو التي يبدييا خارج المجمس بمناسبة قيامو بعممو‬
‫البرلماني‪ ،‬كما أن عدم المسؤولية ال تقتصر عمى مدة الدورة االنتخابية وال تزول بزوال صفة‬
‫العضوية‪ ،‬وىو ما يطمق عميو بالحصانة ضد المسؤولية النيابية أو الحصانة الموضوعية‪ ،‬وىذا‬
‫النوع من الحصانة ىي ضمانة دستورية مقررة العضاء البرلمان مؤادىا حماية البرلمانيين بسبب‬
‫‪3‬‬
‫ارائيم اثناء العمل البرلماني‪.‬‬

‫‪-1‬زىير كاظم‪ ،‬الحصانة البرلمانية‪ ،‬منتدى الحوار المتمدن‪ ،‬العدد ‪ ،2293‬سنة ‪ ،2888‬الموقع‬
‫‪ ،www.ahwar.org‬تاريخ االطالع ‪ 18‬ماي ‪2819‬‬
‫‪-2‬احمد رياض‪ ،‬الحصانة البرلمانية‪ ،‬مناعة مؤقتة الموقع ‪ ،www.bashaev.arg‬تاريخ االطالع ‪ 28‬ماي‬
‫‪2819‬‬
‫‪ -3‬فتحي سرور‪ ،‬القانون الدستوري الجنائي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،2882 ،‬ص‪232‬‬

‫‪20‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫او بعبارة اخرى ىي حماية دستورية‪ ،‬تفرضيا متطمبات العمل البرلماني لتمكين اعضاء‬
‫البرلمان من التعبير عن ارائيم وافكارىم بكل حرية واستقالل‪ ،‬وعدم مؤاخذتيم بصفة تكاد تكون‬
‫‪1‬‬
‫مطمقة لمحيولة دون القيام بأي اجراء او مدني في مواجيتيم‪.‬‬

‫حيث ال يمكن لعضو البرلمان التنازل عن الحصانة البرلمانية‪ ،‬كونيا شرعت لحماية النيابة‬
‫والسيادة الشعبية‪ ،‬فيي لم تقرر لشخص عضو البرلمان‪ ،‬انما قررت لموظيفة التي يشغميا‪ ،‬من‬
‫‪2‬‬
‫اجل تسييل ادائيا‪ ،‬ولذلك فيي حق عام ال يجوز التنازل عنيا‪.‬‬

‫المتأمل في الدستور الجزائري ال يجد ىناك اجتياد لمقضاء الدستوري الجزائري حول تعمق‬
‫الحصانة البرلمانية بالنشاط البرلماني‪ ،‬إال عرضيا من خالل مناقشة النظام الداخمي لممجمس‬
‫‪3‬‬
‫الشعبي الوطني سنة ‪.1989‬‬

‫اذا رجعنا الى الماضي نجد ىذا النوع من الحصانة المقرر في الفقرة التاسعة من المادة‬
‫االولى لموثيقة الدستورية المعروفة باسم قانون الحقوق ‪ biollofright‬الصادرة في انجمت ار ‪،1688‬‬
‫حيث جاءت متضمنة لحماية البرلمانيين من ضغوطات وتعسف االجيزة االخرى في االحكام‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫التنفيذية منيا والقضائية‪.‬‬

‫تأسيسا عمى ما تقدم ارتأينا إلى تقسيم ىذا الفرع إلى مايمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬خصائص الحصانة الموضوعية‬

‫تشمل الحصانة الموضوعية مجموعة من الخصائص نذكرىا كاآلتي‪:‬‬

‫‪-1‬لموقع الرسمي لمجمس االمة ‪ ،http://www.maliselouma.dz‬تاريخ االطالع ‪ 26‬ماي ‪2819‬‬


‫‪-2‬عباس ميخاليف‪ ،‬الحصانة البرلمانية‪ ،‬مجمة النائب‪ ،‬العدد‪، 2‬المجمس الشعبي الوطني‪ ،‬الجزائر‪2883 ،‬‬
‫ص‪44‬‬
‫‪-3‬فاتح يحياوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪19‬‬

‫‪4‬‬
‫‪-mainght (joseph), le privillége parlementaire aucanad, 2éme edition québec, 1997, p255‬‬

‫‪21‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫‪-1‬خاصية الشمولية‪:‬‬

‫الحصانة الموضوعية تشمل كل الخطب واألقوال واآلراء والمناقشات والتقارير والمداوالت‬


‫واألسئمة الشفوية والكتابية التي يوجييا عضو البرلمان إلى أعضاء السمطة التنفيذية‪ ،‬فال يجوز‬
‫ألي جية كانت سواء السمطات أو األفراد محاسبة أو معاتبة النائب أو متابعتو مدنيا أو جزائيا‬
‫جراء ىذه األعمال‪ ،‬سواء أثناء مدة عيدتو النيابية أو بعد نيايتيا‪ ،‬فعضو البرلمان لو مطمق‬
‫الحرية في إبداء آرائو وانشغاالتو و الدفاع عن مصالح األمة بكل حرية ومن دون أي خوف من‬
‫‪1‬‬
‫المتابعة‪.‬‬

‫لذلك فالحصانة قاصرة عمى االقوال واألفكار واآلراء‪ ،‬وكذلك الخطب‪ ،‬والتصويت في‬
‫‪2‬‬
‫الحاالت التي تقضي ذلك‪.‬‬

‫‪ -2‬خاصية الديمومة‪:‬‬

‫تعني ديمومة الحصانة الموضوعية‪ :‬دوام سيرورتيا وسريانيا إلى ما بعد نياية العيدة‬
‫البرلمانية أو زوال الصفة النيابية لو‪ ،‬ألي سبب سواء كانت مساءلة جنائية أ و مدنية أو تأديبية‬
‫جراء ىذه األعمال سواء أثناء مدة عيدتو النيابية أو ما بعد نيايتيا‪ ،‬فعضو البرلمان لو مطمق‬
‫الحرية في إبداء آرائو وانشغاالتو والدفاع عن مصالح األمة بكل حرية ومن دون أي خوف من‬
‫‪3‬‬
‫المتابعة‪.‬‬

‫‪-1‬عبد المحسن التويجري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪65‬‬


‫‪-2‬عبد العزيز الشافي‪ ،‬الحصانة النيابية‪ ،‬مجمة الجيش المبنانية‪ ،‬العدد‪ ،284‬سنة ‪2888‬‬
‫‪ ،www.lebarny.gov،‬تارخ االطالع ‪ 38‬ماي ‪2819‬‬
‫‪-3‬عبد المحسن التويجري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪65‬‬

‫‪22‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫‪-3‬خاصية السياسة‪:‬‬

‫فمعظم اآلراء واألفكار والتعميقات تدور حول الطابع السياسي‪ ،‬فمعظم المشاريع المقدمة‬
‫من طرف الحكومة التي بصدد القيام بيا تكون في غالبا الجانب السياسي‪ ،‬حتى أطمق عمييا‬
‫‪1‬‬
‫البعض بالحصانة السياسية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حدود الحصانة الموضوعية‬

‫تقتصر الحصانة الموضوعية عمى األقوال واألفكار واآلراء والمقاالت التي يبدييا النائب‬
‫أثناء ممارستو لوظائفو البرلمانية‪ ،‬سواء أثناء انعقاد المجمس أو بين دوراتو‪ ،‬سواء كان ذلك داخل‬
‫المجمس أو خارجو‪ ،‬بشرط أن تكون ىذه األعمال داخمة في إطار الميام والوظائف البرلمانيية أو‬
‫بمناسبتيا‪ ،‬إذ ال يجوز ألي جية كانت متابعة العضو جراء ىذه األقوال سواء أثناء تمتعو بالصفة‬
‫النيابية أو بعد زواليا‪ ،‬وال تتصرف ىذه الحصانة إال ما يصدر من العضو من أفعال و تصرفات‬
‫مثل الضرب واالعتداء‪ ،‬سواء كان ذلك داخل المجمس أو خارجو‪ ،‬وسواء وقع ذلك الضرب‬
‫واالعتداء عمى أحد زمالئو في البرلمان أو أحد األفراد العاديين المتواجدين تحت رقابة البرلمان‬
‫‪2‬‬
‫من مدعوين و صحافة وعمال‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحصانة اإلجرائية‬

‫لقد كفمت الدساتير ألعضاء البرلمان حصانة مضمونيا عدم جواز اتخاذ أي إجراء جنائي‬
‫ضد أي عضو من األعضاء في غير حالة التمبس بالجريمة إال بإذن مسبق من المجمس الذي‬
‫يتبعو‪ ،‬فيي ال تيدف إلي حماية األعضاء من الجرائم التي يرتكبونيا‪ ،‬وانما فقط اخذ موافقة‬
‫‪3‬‬
‫المجمس التابع لو عمى اتخاذ اإلجراءات القانونية ضد أعضائو قبل الشروع بيا‪.‬‬

‫‪ -1‬عبود عمي الخفاجي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪31‬‬


‫‪-2‬لوناس مزياني‪ ،‬إنتقاء السيادة التشريعية لمبرلمان في ظل دستور الجزائري‪ ،1996‬مذكرة لنيل شيادة‬
‫الماجستير‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬تيزي وزو جامعة مولود معمري‪ ، ،‬الجزائر ‪ ،2881 ،‬ص‪81‬‬
‫‪ -3‬رمضان محمد بطيخ ‪ ،‬حصانة برلمانية و تطبيقاتيا في مصر‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬كمية الحقوق جامعة‬
‫عين شمس ‪ ،1994 ،‬ص ‪69‬‬

‫‪23‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫لقد رأينا سابقا أن الحصانة الموضوعية ألعضاء البرلمان‪ ،‬تتعمق باآلراء واألفكار التي‬
‫يبدييا األعضاء بمناسبة قياميم بعمميم البرلماني‪ ،‬وعمى العكس من ذلك تتعمق الحصانة‬
‫اإلجرائية ألعضاء البرلمان بإجراءات مالحقة عضو البرلمان عن الجرائم التي يرتكبيا أثناء‬
‫عضويتو في البرلمان‪ ،‬والتي تخرج دائما عن حدود عممو النيابي مثل جرائم القتل والسرقة والرشوة‬
‫‪1‬‬
‫واالختالس‪ ،‬وغيرىا من الجرائم العادية ومن ضمنيا يمس جرائم الفساد‪.‬‬

‫تعتبر الحصانة اإلجرائية من أىم الضمانات التي كفمتيا الدساتير ألعضاء البرلمان‪ ،‬وقد‬
‫نص عمييا التعديل الدستور الجزائري لسنة ‪ 2816‬في نص المادة ‪127‬منو ‪ ،‬وذلك بعدم جواز‬
‫اتخاذ أي إجراء جنائي ضد عضو البرلمان كالقبض أو التفتيش أو االتيام أو المحاكمة إال بعد‬
‫‪2‬‬
‫الرجوع إلى المجمس التابع لو العضو‪ ،‬أو بعد تنازل ىذا العضو‪.‬‬

‫فالحصانة اإلجرائية بيذا الشكل ترمي إلى الوقوف في وجو السمطة التنفيذية صاحبة الحق‬
‫بتحريك دعوى الحق العام‪ ،‬وصاحبة السمطات عمى النيابة العامة بواسطة و ازرة العدل‪ ،‬ولما‬
‫كانت اإلجراءات السابقة عمى الحكم مثل القبض والحبس االحتياطي ال تقطع ثبوت المسؤولية‬
‫الجزائية فيي تعد تيديد لحرية النائب‪ ،‬وقد تستخدم دون وجو حق بيدف التنكيل بعضو البرلمان‪،‬‬
‫فكان من الواجب حماية ىذا العضو من كل تيديد لحريتو‪ ،‬لذلك ال يمكن أن يتخذ أي إجراء‬
‫‪3‬‬
‫قضائي ضده دون ترخيص من السمطة التشريعية تطبيقا لمبدأ الفصل بين السمطات‪.‬‬

‫تأسيسا عمى ما تقدم إرتئينا إلى تقسيم الفرع إلى‪:‬‬

‫أوال‪ :‬خصائص الحصانة اإلجرائية‬

‫مما سبق يتجمى لنا أن الحصانة اإلجرائية تتميز بخصائص مغايرة لمحصانة الموضوعية‬
‫نمخصيا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬رمضان محمد بطيخ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪69‬‬


‫‪-2‬فاتح يحياوي‪ ،‬مرجع سابق‪26 ،‬‬
‫‪-3‬ابراىيم عبد العزيز شيحا‪ ،‬النظام الدستوري المبناني‪ ،‬دار الجامعة لمطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،1983 ،‬ص‪448‬‬

‫‪24‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫‪-1‬خاصية محددة المدة‪:‬‬

‫فيي تخص فترة العيدة‪ ،‬تزول بزوال عضوية النائب وال تنفي الجريمة وال تمنع العقاب‪ ،‬بل‬
‫تحول دون اتخاذ اإلجراءات الج ازئية وبدون موافقة البرلمان فيي وقتية‪ ،‬فالنائب يكون مسؤول‬
‫مسؤولية كاممة امام القضاء عند ارتكابو لجريمة بعد عيدتو البرلمانية‪ ،‬اذ ان ىذه الحصانة تسقط‬
‫‪1‬‬
‫عن العضو بزوال عضويتو في البرلمان‪ ،‬فيسأل عندئذ مثمو مثل االشخاص العاديين‪.‬‬

‫‪-2‬الحصانة اإلجرائية متعمقة بالنظام العام‪:‬‬

‫ىذا مستشف من مدلول وتعريف الحصانة اإلجرائية كما قمنا سمفا‪ ،‬فاتخاذ اإلجراءات‬
‫الجزائية ضد العضو دون تنازل صريح من العضو‪ ،‬أو إذن من المجمس التابع لو يعتبر اإلجراء‬
‫‪2‬‬
‫والعمل باطال‪ ،‬اال في حالة الجريمة المتمبس بيا‪.‬‬

‫فممعضو البرلماني الحق في التمسك بيذه القاعدة في أي مرحمة تكون عمييا الدعوى‪ ،‬أما‬
‫‪3‬‬
‫عن التنازل البرلماني عنيا فالمؤسس الدستوري أجاز ذلك لمعضو‪.‬‬

‫‪-3‬الحصانة اإلجرائية قاصرة عمى الدعاوى الجنائية‪:‬‬

‫عمى عكس الحصانة الموضوعية فإن الحصانة اإلجرائية ال تمنع اتخاذ أي إجراء مدني‬
‫ضد عضو البرلمان‪ ،‬فيي قاصرة فقط عمى اإلجراءات الجزائية‪ ،‬و مثال ذلك الدعاوي التي‬
‫‪4‬‬
‫يطالب فييا المدعون بتعويضات‪.‬‬

‫‪-4‬الحصانة اإلجرائية حصانة غير شاممة‪:‬‬

‫‪ -1‬ناجي شنوف‪ ،‬حصانة موظفي الدولة في االداء السياسي االسالمي ونظم الحكم الوضعية‪ ،‬النظام البرلماني‬
‫نموذجا‪ ،‬اطروحة لنيل شيادة الدكتوراه‪ ،‬كمية العموم السياسية‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪-2888 ،‬‬
‫‪ ،2889‬ص ‪185‬‬
‫‪-2‬فاتح يحياوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪27‬‬
‫‪-3‬فاتح يحياوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪27‬‬
‫‪--4‬فاتح يحياوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪28‬‬

‫‪25‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫حيث أن ىذه الحصانة تقتصر فقط عمى اإلجراءات والمتابعات الجزائية‪ ،‬اذ يمكن متابعة‬
‫النائب عمى أساس دعوى مدنية لمطالبتو بتنفيذ التزام مدني أو أداء حق معين دون الحاجة‬
‫لمحصول عمى إذن من الجية المختصة‪ ،‬إذ يتابع في ىذه الحالة بصفتو مسؤول مدني وليس‬
‫‪1‬‬
‫بصفتو نائب يتمتع بصفة العضوية والحصانة البرلمانية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حدود الحصانة اإلجرائية‪:‬‬

‫ما تتميز بو حدود الحصانة اإلجرائية ىي أنيا ضيقة إذ ال يدخل في دائرتيا إال النواب‬
‫واألعضاء سواء كانوا منتخبين أو معينين‪ ،‬وال تمتد ىذه األخيرة إلى غيرىم من الموظفين في‬
‫المجمس‪ ،‬يتمتع بيا العضو من تاريخ انتخابو أو تعينو حسب الحالة وتستمر طول مدة عيدتو‬
‫‪2‬‬
‫في البرلمان‪ ،‬وتنتيي بزوال الصفة النيابية عن العضو‪.‬‬

‫تشمل ىذه الحصانة األفعال أو الجرائم التي يرتكبيا العضو أثناء عيدتو النيابية‪ ،‬و في‬
‫وقت تمتعو بالحصانة البرلمانية فقط وال تتصرف إلى ما بعدىا‪ ،‬ال يعني رفع ىذه الحصانة عن‬
‫النائب أنو ال يتمتع بالصفة النيابية‪ ،‬إذ تبقى ىذه الصفة مالزمة لو طول العيدة النيابية‪ ،‬إضافة‬
‫‪3‬‬
‫إلى ذلك فالعضو يبقى متمتعا بالحصانة اإلجرائية في غير الحاالت التي رفعت ىذه الحصانة‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪:‬الطبيعة القانونية لمحصانة البرلمانية‬

‫ان الحصانة البرلمانية العضاء البرلمان ىي التي استدعت وجود ىذا االمتياز و الضمانة‬
‫التي تضمنيا جل دساتير العالم‪ ،‬وان الحصانة البرلمانية لم تقرر لمشخص عضو البرلمان وانما‬
‫تقررت لممصمحة الوظيفية لمسمطة التشريعية‪ ،‬وليست كذلك محبة في الشخص عضو البرلمان‬
‫‪4‬‬
‫فالغاية منيا ىو تحقيق مصمحة المجتمع ودعما لممسيرة الديمقراطية النيابية‪.‬‬

‫‪-1‬منصوري رفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪37‬‬


‫‪ -2‬ابراىيم مالوي‪ ،‬النظام القانوني لعضو البرلمان‪ ،‬اطروحة لنيل شيادة الدوكتوراه في القانون العام‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2888\2887‬ص‪37‬‬
‫‪ -3‬ابراىيم مالوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪37‬‬
‫‪-4‬عمر فرحاتي‪ ،‬مبدا الحصانة البرلمانية في الدول العربية‪ ،‬مجمة المفكر‪ ،‬العدد الثالث‪ ،2888 ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ص‪167‬‬

‫‪26‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫ان مبدأ الحصانة ىو ضمانة وامتياز ألعضاء البرلمان‪ ،‬والتي ينجم عنيا اعفائيم من‬
‫االراء واالفعال التي يبدونيا اثناء تأدية مياميم‪ ،‬أي ان مبدأ الحصانة ىو كمانع من مباشرة‬
‫االجراءات الجزائية ضد مقترف الجريمة وىذا ما دفع بعض الفقياء الى طرح التساؤالت حول‬
‫التكييف القانوني ليذا المبدأ وما االثار القانونية المترتبة عميو ؟‬

‫الفرع االول‪:‬التكييف القانوني لمحصانة البرلمانية‬

‫من حيث التكييف القانوني لمحصانة البرلمانية فقد اختمف الفقياء في تكييفيا وتمثمت ىذه‬
‫االراء في مايمي‪:‬‬

‫اوال‪ :‬الحصانة البرلمانية سبب شخصي لمنع تطبيق العقاب‬


‫ذىب جانب من الفقو إلى اعتبار الحصانة البرلمانية ضد المسؤولية الجزائية سبب‬
‫شخصي لمحد من سمطة الدولة في تطبيق قانون العقوبات‪ ،‬ومعناه أنو طالما عضو البرلمان‬
‫متمتع بيذه الصفة فذلك يجعمو بمنآى عن الخضوع ألحكام قانون العقوبات مع بقائو خاضعا‬
‫لخطاب المشرع‪ ،‬وبذلك نفيم من ىذا الرأي أن الحصانة قررت لعضو البرلمان بذاتو أي العتبار‬
‫‪1‬‬
‫شخصي أكثر ما ىي مقررة لموظيفة البرلمانية‪.‬‬
‫لكن انتقد ىذا الرأي من قبل الفقياء‪ ،‬عمى أساس أن الحصانة لم تمنح لألعضاء إال‬
‫اعتبا ار لممركز الذي يشغمونو‪ ،‬ويبررون موقفيم ذلك بأن الحصانة ال تتقرر لعضو البرلمان إال‬
‫إذا كان متمتعا بالصفة البرلمانية وقت وقوع الجريمة‪ ،‬فإن كان غير ذلك أو فقدىا لحظة صدور‬
‫‪2‬‬
‫الفعل المجرم منو قانونا ال يمكن القول بتمتعو بالحصانة حينيا‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬الحصانة البرلمانية سبب النتفاء األىمية القانونية‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد اقيس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪51‬‬


‫‪ -2‬محمد اقيس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪58‬‬

‫‪27‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫يمثل ىذا الرأي كل من الفقيو "ماستيني"‪،‬ديموجو"‪،‬و"مورو" وىم يمثمون الفقو االيطالي‪،‬‬


‫حيث يرى ىذا الفريق من الفقياء ان تمتع العضو البرلماني بالحصانة البرلمانية يجعمو غير‬
‫‪1‬‬
‫معني وخارج عن مجال المعنيين بمخاطبتيم ألحكام التشريع الجنائي‪.‬‬
‫إال ان ىذا الرأي لم يسمم كذلك من النقد كغيره ‪،‬وذلك راجع ألسباب ىي‪:‬‬
‫المقارنة بين فاقد االىمية الذي ىو غير معني بأحكام القانون الجنائي وغير مسؤول عن‬
‫االفعال التي يقوم بيا ولو كانت مجرمة ويعفيو من العقاب تماما‪ ،‬والعضو البرلماني الذي ىو‬
‫غير مسؤول عن االقوال واالراء فقط‪ ،‬وليس كل ما يصدر عنو والتي تكون ىذه االقوال واالراء‬
‫صادرة داخل وأثناء قيامو بميامو لبرلمانية فقط‪ ،‬اما ما يصدر عنو خارج الوظيفة فيو مسؤول‬
‫‪2‬‬
‫عنيا‪ ،‬ولو كان فيو ارجاء لممسؤولية وليس اعفاء كميا منيا‪.‬‬
‫كما جاء انتقاد اخر لكن من ناحية اخرى‪ ،‬م اردىا ان مسؤولية عضو البرلمان عن االفكار‬
‫واالراء التي تصدر عنو أبدية‪ ،‬اما مسؤولية فاقد االىمية فيمكن ان تطبق عمييا بعض تدابير‬
‫األمن‪ ،‬كما ىو منصوص عميو في المواد المذكورة سمفا من قانون العقوبات‪ ،‬حيث يمكن ارجاء‬
‫تطبيق قانون العقوبات عمى حين زوال عارض من عوارض المسؤولية كالجنون‪.‬‬
‫كما ان المسؤولية المدنية لفاقد االىمية تكون عن االض ارر التي تسبب فييا ويمزم‬
‫بتعويضيا‪ ،‬بينما عضو البرلمان ال يسأل مدنيا وال جزائيا عن االقوال واآلراء المعبر عنيا من‬
‫‪3‬‬
‫طرفو‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬الحصانة البرلمانية نتيجة لمانع اجرائي‬
‫ذىب فريق من الفقو الى اعتبار ان الحصانة البرلمانية المقررة لعضو البرلمان نتيجة‬
‫لمانع اجرائي المتمثل في عدم اتخاذ أي اجراء جزائي ضد عضو البرلمان بسبب جريمة اقترفيا ‪.‬‬
‫ومنو يفيم من ىذا الرأي انو كيف الحصانة البرلمانية عمى استثناء بعض االفعال من‬
‫‪4‬‬
‫الدائرة القضائية‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد اقيس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪59،58‬‬


‫‪ -2‬فاتح يحياوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪45‬‬
‫‪-3‬فاتح يحياوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪45‬‬
‫‪-4‬رمضان محمد بطيخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪44‬‬

‫‪28‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫لكن يعاب عمى ىذا الرأي ىو تكييف الحصانة البرلمانية باالعتماد عمى جزء منيا وىي‬
‫الحصانة اإلجرائية واغفل النوع االخر وىي الحصانة الموضوعية‪ ،‬فيي اعفاء عن المساءلة عن‬
‫االقوال واألفعال سواء اثناء عضويتو او بعد زواليا‪ ،‬فيي ابدية كما اسمفنا القول‪ ،‬اما االجرائية‬
‫‪1‬‬
‫فيي مؤقتة الى غاية انتياء العضوية او زواليا ألي سبب من اسباب زواليا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الحصانة البرلمانية كمانع من موانع العقاب‬
‫يذىب رأي آخر إلى اعتبار الحصانة البرلمانية وتكييفيا كمانع من موانع العقاب‪ ،‬أين تقوم‬
‫الجريمة بجميع أركانيا لكن تختمف آثارىا القانونية‪ ،‬فالحصانة البرلمانية مثميا مثل حالة القاصر‬
‫‪2‬‬
‫والمجنون أو من اضطرتو قوة قاىرة إلى ارتكاب فعل مجرم‪.‬‬
‫يعاب عمى ىذا الرأي‪ ،‬أن التشبيو المطمق بين الحصانة البرلمانية و بين موانع العقاب‬
‫غير ممكن‪ ،‬ذلك أن موانع العقاب مثال ال تمنع من اتخاذ إجراءات جزائية مثل حالة القاصر‬
‫الذي لم يكمل الثالثة عشر‪ ،‬والذي ال تطبق عميو سوى تدابير الحماية‪ ،‬بينما الحصانة البرلمانية‬
‫تعتبر مانعا منيعا ضد كل دعوى مدنية أو جزائية عن أي قول أو رأي صدر عن عضو النائب‬
‫بمناسبة ممارستو لميامو البرلمانية‪ ،‬كما أن التشبيو بينيما يختمف فإن كان اإلعفاء من العقاب‬
‫في حالة موانع العقاب يرجع لصفة الشخص المجرم كونو مجنون أو صغير‪ ،‬فإن اإلعفاء في‬
‫‪3‬‬
‫حالة الحصانة البرلمانية يتعمق بالوظيفة البرلمانية ومتعمق بيا‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االثار القانونية المترتبة عن الحصانة البرلمانية‬
‫لقد فرضت معظم التشريعات جزاءات عمى العضو البرلماني في حال استعمل ليذا‬
‫االمتياز الغراض شخصية‪ ،‬وفي مقابل ذلك استغاللو لعدم امتالك خصمو لمثل تمك الضمانة‪،‬‬
‫ومنيا التشريع الجزائري الذي فرض ىذه الجزاءات‪ .‬وىذا ما سنعرضو مع بعض الجزاءات المقررة‬
‫في التشريعات المقارنة ‪:‬‬

‫‪-1‬عثمان دشيشة‪ ،‬الحصانة البرلمانية واثرىا عمى الدعوى العمومية‪،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كمية الحقوق‪،‬جامعة بن‬
‫يوسف بن خدة ‪ ،‬الجزائر‪ ،2881،‬ص‪44‬‬
‫‪ -2‬محمد اقيس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪58‬‬
‫‪-3‬محمد اقيس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪59،68‬‬

‫‪29‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫اوال‪ :‬الجزاءات التأديبية المقررة في الجزائر‪.‬‬


‫لقد حرص المؤسس الجزائري مثل أغمبية المؤسسين عمى تضمين النظامين الداخميين‬
‫لمبرلمان نصوصا قانونية‪ ،‬لكل من المجمس الشعبي في المواد من ‪ 75‬حتى‪ 79‬ومجمس األمة‬
‫من المادة ‪ 117‬حتى ‪ 123‬منو جزاءات تأديبية ضد كل عضو من أعضاء البرلمان بسبب‬
‫انتياكو لحدود رسميا لو النظام الداخمي الذي يتبعو‪ ،‬وىذه الجزاءات تتمثل فيما يمي‪:‬‬
‫‪-1‬التذكير بالنظام‪:‬‬
‫إستنادا لممادة ‪75‬و‪ 76‬من النظام الداخمي لمجمس الشعبي الوطني والمادة ‪ 118‬من‬
‫النظام الداخمي لمجمس االمة‪ ،‬فإنو من ضمن اإلجراءات التأديبية التي يمكن إتخاذىا ضد عضو‬
‫البرلمان نجد التذكير بالنظام‪ ،‬بسبب إتيانو أفعال مادية وسموكيات من شأنيا أن تصرف انتباه‬
‫الحاضرين عن النائب المتدخل بصفة قانونية‪ ،‬مما يعكر صفاء الجمسة و سواء كان ذلك أثناء‬
‫الجمسات أو خالل عمل المجان‪ ،‬ومثال ذلك أخذ الكممة دون استئذان الرئيس‪ ،‬واذا تمادى العضو‬
‫في تصرفو الالمسؤل فإن ذلك يعتبر إصرار منو عمى ارتكاب الخطأ مما يستوجب تذكيره مرة‬
‫‪1‬‬
‫أخرى بالنظام قبل أن تتخذ قبمو إجراءات أخرى ومنيا التنبيو‪.‬‬
‫‪-2‬التنبيو‪:‬‬
‫التنبيو ىو جزاء تأديبي ضد عضو البرلمان الذي تمادى في تصرفو رغم تذكيره بالنظام‪،‬‬
‫ومن ثم يذكر لممرة الثانية بالنظام‪ ،‬ورغم ذلك يستمر في تصرفو المخالف‪ ،‬والتنبيو ىو إجراء‬
‫نظر لدرجة الخطأ التأديبي المرتكب‪ ،‬فيو ينمو عن‬
‫ا‬ ‫عقابي أكثر درجة من التذكير بالنظام‪،‬‬
‫إصرار عضو البرلمان عمى خطأه رغم تذكيره‪ ،‬مما يحتم اتخاذ ضده إجراء أكثر صرامة‪ ،‬والتنبيو‬
‫سمطة مكفولة لرئيس المجمس بحسب األحوال أو لمن ينوبو‪ ،‬وىو إجراء تحفظي ييدف لممحافظة‬
‫عمى السير الحسن لمجمسة‪ ،‬وفي حالة إصرار العضو المعني عمى موقفو تسحب منو الكممة إلى‬
‫‪2‬‬
‫أن تنتيي المناقشات المتعمقة بالموضوع‪.‬‬

‫‪ -1‬عثمان دشيشة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪47‬‬

‫‪ -2‬عثمان دشيشة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪47‬‬

‫‪30‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫‪-2‬المنع من تناول الكممة‪:‬‬


‫يالحظ حسب نصوص مواد النظام الداخمي لكل من مجمس األمة والمجمس الشعبي‬
‫الوطني أن درجة العقوبة التأديبية المرصودة ألخطاء أعضاء البرلمان تشتد كمما عظم الخطأ‬
‫التأديبي‪ ،‬فقد رأينا التذكير بالنظام وىي العقوبة التأديبية الدنيا ثم التنبيو‪ ،‬ثم يأتي إجراء عقابي‬
‫تأديبي أخر‪ ،‬وىو المنع من تناول الكممة وىو المتضمن في نصوص المواد ‪ 78‬من النظام‬
‫الداخمي لممجمس الشعبي الوطني والمادتين ‪ 119‬و‪ 128‬من النظام الداخمي لمجمس األمة‪ ،‬وىو‬
‫إجراء معيود لرئيس المجمس أو من ينوبو بحسب األحوال‪ ،‬وىو منع عضو البرلمان من تناول‬
‫الكممة إذا سبق وأن وجيت لو ثالث تنبييات في موضوع واحد ورغم ذلك لم ينصاع ليا‪ ،‬أو‬
‫أستخدم العنف أثناء الجمسات أو الذي مارس استفزاز أو تيديد ضد زمالئو‪ ،‬كما يحرم من‬
‫إعطاء رأيو حول الموضوع المطروح لممناقشة مدة ثالثة جمسات بالنسبة لمجمس االمة و‪ 3‬ايام‬
‫بالنسبة لممجمس الشعبي الوطني‪ ،‬واذا لم يردع رغم ذلك أو رفض االمتثال ألوامر الرئيس‪ ،‬فإن‬
‫العقوبة تتضاعف ليصبح المنع لمدة ‪ 6‬أيام بالنسبة لممجمس الشعبي الوطني و‪ 6‬جمسات بالنسبة‬
‫لمجمس االمة‪ ،‬وىذا اإلجراء يتم اقتراحو من رئيس المجمس ليمتثل العضو المعني وبعد االستماع‬
‫إليو يبت في الجزاء الذي يقترحو رئيس المجمس‪ ،‬عمال بالمادة ‪ 79‬من النظام الداخمي لممجمس‬
‫‪1‬‬
‫الشعبي الوطني والمادة ‪128‬من النظام الداخمي لمجمس األمة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الجزاءات التأديبية في التشريعات المقارنة‪.‬‬
‫‪-1‬في فرنسا‪.‬‬
‫من خالل المادة ‪ 70‬من الفصل الرابع عشر من النظام الداخمي لمجمعية الوطنية نجد‬
‫العقوبات والجزاءات المقررة في التشريع الفرنسي كمايمي‪:‬‬
‫‪Les peines disciplinaires applicables aux membres de l’Assemblée sont :‬‬
‫; ‪1 – le rappel à l’ordre‬‬
‫; ‪2 – le rappel à l’ordre avec inscription au procès-verbal‬‬
‫‪3 – la censure‬‬
‫‪4 – la censure avec exclusion temporaire.‬‬

‫‪ -1‬فاتح يحياوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 51‬الى ص ‪53‬‬

‫‪31‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫بذلك فالجزاءات المطبقة ىي التذكير بالنظام مع تسجيل ذلك في المحضر في الجمسة‬


‫كذلك الموم مع األبعاد المؤقت لمعضو‪.‬‬
‫لقد خصت المادة ‪ 71‬من النظام حق تنبيو العضو بااللتزام بالنظام‪ ،‬ولو السمطة تقدير‬
‫ما يجب اتخاذه بشأن العضو المتدخل‪ ،‬واذا أصر عمى ذلك سوف يحرم بقوة القانون من ربع‬
‫التعويضات المقررة لعضو البرلمان خالل شير‪ ،‬وتوجيو التنبيو مع تسجيمو في محضر‬
‫الجمسة‪،‬أما الموم مع االبعاد فيتخذ ضد جرائم العنف في الجمسة ومن وجو الموم مرتين وضد من‬
‫أرتكب جريمة اإلىانة ضد المجمس أو رئيسو‪ ،‬ويحرض أوييدد رئيس الجميورية او الوزير األول‬
‫وأعضاء الحكومة حيث يصل االبعاد الى مدة ‪ 30‬يوم طبقا لممادة ‪ 77‬من النظام الداخمي‬
‫‪1‬‬
‫لمجمعية الوطنية‪.‬‬
‫‪ -3‬في انجمت ار ‪:‬‬
‫نجد أن العقوبات التأديبية المقررة ىي كمايمي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الطرد من المجمس‪:‬‬
‫يتم ذلك بإصدار قرار يكون مقتضاه أن العضو المعني الصادر بشأنو القرار غير جدير‬
‫بالتمثيل في البرلمان وغير أىل لمعضوية البرلمانية‪ ،‬ومن ثم يصبح العضو غير موجود في‬
‫التمثيل البرلماني ويمكنو ان يترشح مرة اخرى وال يمكن لممجمس منع ذلك ولكن يمكنو ان يمنع‬
‫‪2‬‬
‫العضو المنتخب مرة اخرى دخل او حضور الجمسات‪.‬‬
‫ب‪ -‬حبس العضو ‪:‬‬
‫يمكن أن يتم حبس العضو الذي تجاوز حدود حرية الكممة‪ ،‬ويكون ذلك بصدور قرار‬
‫بالحبس من رئيس المجمس اعتمادا عمى قرار صادر من المجمس النيابي‪ ،‬ويتم اقتياده من طرف‬
‫رئيس الحرس البرلماني الذي لو سمطة استعمال القوة الجبرية ضده‪ ،‬ولممجمس تحديد مدة الحبس‬
‫الالزمة دون أن تتجاوز مدة الدورة البرلمانية‪ ،‬كما يمكن لممحبوس طمب اإلفراج بموجب إجراءات‬
‫‪3‬‬
‫تحرير البدن‪ ،‬كما يمكن لممجمس معاودة إستصدار أمر حبس العضو عند انعقاده من جديد‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد اقيس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪63‬‬


‫‪ -2‬محمد اقيس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪63‬‬
‫‪-3‬رمضان محمد بطيخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪78‬‬

‫‪32‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫ج ‪ -‬توجيو الموم أو لفت النظر‪:‬‬


‫يتم توجيو الموم إلى عضو البرلمان أو لفت نظره أمام لجنة خاصة تسمى لجنة النظام‪،‬‬
‫الذي يساق إلييا عضو البرلمان المخالف تحت حراسة رئيس الحرس البرلماني حتى تسمع أقوالو‬
‫ويوقع عميو الجزاء‪ ،‬ويمكن أن يبمغ العضو بالجزاء وىو في مجمسو بقاعة المجمس‪ ،‬وىذا األجراء‬
‫‪1‬‬
‫العقابي ىو أخف صور الجزاء التي يمكن أن يتعرض ليا عضو البرلمان‪.‬‬
‫‪-2‬في الدول العربية‬
‫أ ‪-‬مصر‪:‬‬
‫إن توقيع العقوبة التأديبية عمى أعضاء البرلمان لمخالفاتيم من طرف الييئة التابعين ليا‬
‫وان كانت تحمل طابع الجزاء‪ ،‬فيي في نفس الوقت تعتبر ضمانة أساسية ليؤالء األعضاء‬
‫بجعميم بعيدين عن أي جية أخرى في الخضوع ليا من ىذا الجانب لذلك حرصت المادة ‪ 96‬من‬
‫الدستور المصري لسنة ‪ 1971‬عمى جعل إسقاط العضوية تصدر من المجمس بأغمبية الثمثين‪،‬‬
‫وقد حددت المادتان ‪298‬و ‪ 291‬من الالئحة الداخمية لمجمس الشعب لسنة ‪ 1979‬الجزاءات‬
‫الممكن توقيعيا عمى عضو مجمس الشعب الذي أخل بالنظام أثناء الجمسة أو العضو الذي لم‬
‫يمتثل لقرار المجمس بمنعو من الكالم في‪-1:‬المنع من الكالم بقية الجمسة ‪ -2‬الموم‪ -3‬الحرمان‬
‫من الحضور في قاعة االجتماع لجمسة واحدة ‪-4‬الحرمان من االشتراك في أعمال المجمس‬
‫ولجانو لمدة ال تتجاوز جمستي‪- 5‬الحرمان من االشتراك في أعمال المجمس ولجانو لمدة ال تزيد‬
‫عمى خمس جمسات‪.‬‬
‫يتم توقيع الجزاءات الواردة في المادة ‪ 290‬والمادة ‪ 291‬السابقتين‪ ،‬باقتراح من رئيس‬
‫المجمس وبأغمبية أعضاءه في حالة الحرمان من االشتراك في الجمسة لمدة تتجاوز جمستين‪.‬‬
‫كما يجب أن يصد ر القرار أثناء الجمسة التي حدثت أثنائيا المخالفة‪ ،‬فإذا انتيت الجمسة‬
‫دون اقتراح الرئيس توقيع الجزاء أو دون بت المجمس في إقتراح الرئيس‪ ،‬فإنو ال يمكن إثارة ىذه‬
‫المخالفة مرة ثانية‪ ،‬كما يشترط كذلك سماع أقوال العضو المعني أو من ينيبو من زمالئو‪ ،‬إذ ال‬
‫‪2‬‬
‫يجوز إصدار القرار دون ذلك‪.‬‬

‫‪ -1‬فاتح يحياوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪53‬‬


‫‪ -2‬فاتح يحياوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪ 54‬و‪55‬‬

‫‪33‬‬
‫مفيوم الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل االول‬

‫ب ‪-‬في تونس‪:‬‬
‫لقد نصت المادة ‪ 18‬من النظام الداخمي لمجمس المستشارين عمى أنو‪":‬إذا أخل نائب‬
‫بنظام الجمسات العامة فمرئيس الجمسة أن ينبيو وينذره‪ ،‬فإذا أستمر عمى ذلك لو أن يسحب منو‬
‫الكممة وان لم يمتثل لمرئيس أن يدعوه لمبارحة القاعة طيمة الجمسة‪ ،‬ولممجمس أن يتخذ عند‬
‫تجاوز ىذا الحد غيرىا من اإلجراءات باقتراح من المكتب "‪ ،‬إذا يفيم من نص المادة السابقة أن‬
‫إخالل النائب بنظام الجمسات العامة يكون أثناء منحو الكممة‪ ،‬لكن ىذا األخير قد يرتكب أفعال‬
‫أو أقوال من شأنيا أن تخل بالنظام العام‪ ،‬ولم تحدد المادة ىذه األفعال وتركت ذلك مبيم بما‬
‫يعطي صالحية واسعة لرئيس الجمسة في تكييف الفعل‪ ،‬فمو الحق ان يوجو لو تنبيو وأن يوجو لو‬
‫إنذار‪ ،‬وتشتد العقوبة لتصل لسحب الكممة في حال استمرار العض‪ ،‬واذا استمر يتم طرده من‬
‫القاعة‪ ،‬أما في حال تمادي العضو وتجاوزه لذلك الحد‪ ،‬فإن سمطة القرار في اتخاذ اإلجراءات‬
‫العقابية التأديبية تكون من طرف المجمس‪.‬‬
‫كما أنو يمكن اإلشارة إلى نقطة أخرى وىي وان كان النظام الداخمي لمجمعية الوطنية‬
‫الفرنسية‪ ،‬قد قرر عقوبات مالية ضد عضو البرلمان الذي يخل بنظام الجمسات‪ ،‬فإن النظام‬
‫الداخمي لمجمس المستشارين التونسي قد قرر ذلك ولكن ليس بسبب إخاللو بنظام الجمسات ولكن‬
‫بسبب التغيب عن الجمسات‪ ،‬عندما نص في المادة ‪ 13‬الفقرة األخيرة"لرئيس المجمس‪ ،‬عند تغيب‬
‫أحد األعضاء دون إذن عن الجمسات أن ينبيو وأن ينذره‪ ،‬وعند التكرار أن يعاتبو كتابيا مع‬
‫‪1‬‬
‫حرمانو من المنحة البرلمانية مدة ال تتجاوز الشير ‪.".....‬‬

‫‪ -1‬فاتح يحياوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬من ص‪ 56‬الى ص‪58‬‬

‫‪34‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‬

‫النظام القانوني‬
‫للحصانة البرلمانية‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‪ :‬النظام القانوني لمحصانة البرلمانية‬

‫بعد االستقالل قامت الجزائر ببناء كيان دولة جديدة‪ ،‬وذلك لمحفاظ عمى سيادتيا واسترجاع مكانتيا‬
‫وىيبتيا بين الدول‪ ،‬وفي سبيل ذلك قامت بوضع اصالحات في جميع القطاعات‪ .‬وعمى اثر ىذا اعمن‬
‫اول دستور لمدولة الجزائرية المستقمة سنة ‪ 3691‬الذي عمل عمى تنظيم السمطات الثالث في الدولة‪ ،‬وىذا‬
‫ما جاءت بو باقي الدساتير التي تعاقبتو فمم تعرف الدولة الجزائرية دستور إال وحمل في طياتو مواد‬
‫تتناول تنظيم الحصانة البرلمانية‪ ،‬ومن امثمتيا نجد المواد ‪ 13‬و‪ 13‬من دستور ‪ 3691‬والمواد ‪ 311‬و‬
‫‪311‬و‪ 316‬من دستور ‪ ،3619‬وكذلك المواد ‪ 301‬و‪ 301‬و‪ 301‬من دستور ‪ ،3616‬و‪ 306‬و‪330‬‬
‫و‪333‬من دستور ‪ ،3669‬واخي ار المادة ‪ 339‬من التعديل الدستوري ‪.3039‬‬

‫اكدت كل ىذه الدساتير عمى ىدف واحد وىو اداء السمطة التشريعية ألعماليا ومياميا‪ ،‬سواء‬
‫التشريعية او الرقابية بكل حرية واستقاللية وعمى اكمل وجو ومن دون أية عراقيل ‪.‬‬

‫تأكيدا عمى ىذه الضمانة جاء المشرع بجممة من النصوص القانونية المدعمة لمنصوص الدستوية‬
‫سالفة الذكر منيا نص القانون رقم ‪ 03-03‬المتعمق بعضو البرلمان في المادة ‪ 31‬منو‪ ،‬اضافة لمقانون‬
‫العضوي المتضمن النظامين الداخميين لغرفتي البرلمان ‪.‬‬

‫مثمما كان الحديث عن تكريس مبدأ الحصانة البرلمانية في المواد سالفة الذكر في دستور ‪3691‬‬
‫و‪ 3619‬و‪ 3616‬و‪ 3669‬والتعديل الدستوري ‪ ،3039‬فان ىذا المبدأ كذلك مقيد ومحدد بنطاق سواء‬
‫كان ذلك من ناحية من ىم االشخاص الذين يستفيدون من ىذه الحصانة او من حيث الفترة الزمنية والمدة‬
‫التي يمكن خالليا ليؤالء االشخاص التمتع بيذه الحصانة‪ ،‬اومن حيث المكان الذي يبين المساحة التي‬
‫يمكن االستفادة منيا وأخي ار المجال او الموضوعات التي يمكن ان تحتوييا ىذه الحصانة ‪.‬‬
‫ىذا ما سنتناولو في المبحث االول المخصص لتكريس الحصانة البرلمانية‪ ،‬بينما سنتعرض في‬
‫المبحث الثاني نطاق الحصانة البرلمانية ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪:‬تكريس الحصانة البرلمانية‬

‫تعتبر الحصانة من مقتضيات الميام البرلمانية التي يمارسيا عضو البرلمان خالل عيدتو‬
‫البرلمانية‪ ،‬تبتدئ من تاريخ تنصيب الغرفة التي ينتمي إلييا في أول جمسة ليا بعد إثبات العضوية لجميع‬
‫األعضاء‪ ،‬وتنص عمى ذلك معظم دساتي دول العالم منيا دساتير الجزائر‪ ،‬حيث صدر أول دستور لمدولة‬
‫دستورية في مختمف المؤسسات‬ ‫الجزائرية عام ‪ ،3691‬الذي كان ييدف إلى بعث مبادئ ونظم‬
‫والسمطات في الدولة‪ ،‬وقد نص عمييا المشرع في المادة ‪ 306‬من دستور‪ 3669‬المعدل بقولو‪ ":‬الحصانة‬
‫البرلمانية معترف بيا لمنواب وألعضاء مجمس األمة مدة نيابتيم وميمتيم البرلمانية‪ ،‬وال يمكن أن يتابعوا‬
‫أو يوقفوا وعمى العموم ال يمكن أن ترفع عمييم أي دعوة مدنية أو جزائية أو يسمط عمييم أي ضغط‪،‬‬
‫بسبب ما عبروا عنو من أراء وما تمفظوا بو من كالم أو بسبب تصويتيم خالل مياميم النيابية"‪ ،‬وقد‬
‫نصت عميو كذلك الدساتير الجزائرية السابقة من خالل المادة ‪ 301‬دستور ‪ ،3616‬وكذلك المادة‬
‫‪311‬من دستور ‪ 3619‬في ظل نظام الحزب الواحد‪.‬‬

‫عمى ىذا أفرزت ىذه الدساتير ضمانة الحصانة البرلمانية المقررة ألعضاء السمطة التشريعية من‬
‫خالل المطمب األول (تكريس الحصانة البرلمانية في دساتير الجزائر)‪ ،‬وذىب المؤسس الدستوري لمتأكيد‬
‫عمى ىذه الحصانة من خالل النص عمييا في نصوص التشريعات األخرى وىذا ما تناولنا في المطمب‬
‫الثاني(تكريس الحصانة في النظام المتعمق بعضو البرلمان والنظامين الداخميين لممجمس الشعبي الوطني‬
‫ولمجمس االمة)‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬تكريس الحصانة البرلمانية في دساتير الجزائر‬

‫ان ما تجدر اإلشارة إليو ىو أن النظام السياسي الجزائري مر بمرحمتين خالل صدور ىذه‬
‫الدساتير‪ ،‬حيث عرفت المرحمة األولى نظام الحزب الواحد الذي تخممو صدور دستورين ىما دستور سنة‬
‫‪ 3691‬ودستور ‪ 3619‬التي نصت عمى ضمانة الحصانة البرلمانية في المواد ‪13،13‬‬
‫و‪ 311،316،311‬منيما‪ ،‬وارتئينا في ذلك في الفرع (األول) و الفرع (الثاني)‪ ،‬كما عرفت المرحمة الثانية‬
‫بالتعددية الحزبية منذ صدور دستور ‪3616‬إلى يومنا ىذا‪ ،‬حيث عمل ىذا النظام عمى تحرير العمل‬
‫السياسي وفتح المجال لممبادرة السياسية‪ ،‬السيما في المواد ‪301،301،301‬من دستور ‪ 3616‬والمواد‬
‫‪333 ،330 ،306‬من دستور ‪ 3669‬وىذا ما سنتناولو في الفرعين (الثالث) و(الرابع)‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‪ :‬تكريس الحصانة البرلمانية في دستور ‪3691‬‬

‫صدر أول دستور لمدولة الجزائرية في ‪ 30‬سبتمبر ‪ 3691‬الذي نص عمى تمديد عيدة المجمس‬
‫الوطني التأسيسي لسنة أخرى في مادة ‪11‬منو ىذا من جية‪ ،‬ومن جية أخرى اعترف ألعضاء المجمس‬
‫صراحة بالحصانة البرلمانية الموضوعية في نص المادة ‪ 13‬منو التي تنص أنو "يتمتع النائب بالحصانة‬
‫البرلمانية خالل مدة نيابتو" ‪.‬‬

‫من خالل ىذه المادة اتجو المشرع الجزائري إلى "تغميف" العيدة التشريعية لممجمس الوطني‬
‫بضمانة الحصانة البرلمانية وذلك لحماية أعضائو وضمان حريتيم واستقالليتيم في إبداء اآلراء‬
‫والتصويت‪ .‬في ىذا الصدد تضيف الفقرة الثالثة من المادة ‪ 13‬من نفس الدستور أنو ال يجوز أن يتابع‬
‫أعضاء المجمس الوطني أو يوقف أو يحبس بسبب األقوال واآلراء التي يدلى بيا أثناء أدائو لميامو‬
‫‪1‬‬
‫النيابية‪.‬‬

‫يفيم من خالل ما سبق أن المشرع الجزائري ذىب إلى التوسيع من النطاق الموضوعي لمحصانة‬
‫البرلمانية إذ يمنع تعرض االعضاء ألي شكل من أشكال المتابعات الجزائية جراء األقوال واالراء التي‬
‫يبدونيا في إطار عمميم التشريعي‪ ،‬ومن ثمة يفيم أن المشرع أعطى لمحصانة البرلمانية الموضوعية‬
‫‪2‬‬
‫مكانة متميزة وضمانة ىامة ألداء الميام النيابية‪.‬‬

‫كذلك كرس دستور ‪ 3691‬الحصانة اإلجرائية في نص المادة ‪3 13‬منو‪ ،‬إذ نصت ىذه األخيرة‬
‫عمى أنو ال يجوز إيقاف أي نائب أو متابعتو فيما يتعمق بالقضايا الجنائية دون إذن المجمس الوطني إال‬
‫في حالة التمبس بالجريمة‪ ،‬ويوقف حبس أو متابعة النائب بطمب من المجمس‪ ،‬وفي حالة التمبس بالجريمة‬
‫يقدم فو ار إخطار المتابعة أو اإلجراءات المتخذة ضد النائب إلى مكتب المجمس الذي يمكنو أن يطالب‬
‫بموجب سمطة القانون اتخاذ التدابير الضرورية الحترام مبدأ الحصانة البرلمانية‪ ،‬وال يجوز متابعة أي‬

‫‪-1‬رفيق منصوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪11‬‬


‫‪-2‬احمد بومدين‪،‬الحصانة البرلمانية‪ ،‬دراسة مقارنة ‪،‬مذكرة لنيل شيادة الماجيستر‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫تممسان ابي بكر بمقايد ‪،‬الجزائر‪ ،3031|3031،‬ص‪11‬‬
‫‪-3‬انظر نص المادة ‪ 13‬من دستور الجزائر لسنة ‪3691‬‬

‫‪37‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عضو من أعضاء المجمس الوطني أو إيقافو أو حبسو أو محاكمتو بسبب ما يدلي بو من اراء أو تصويت‬
‫‪1‬‬
‫خالل ممارستو نيابتو‪.‬‬

‫بعدىا في سنة ‪ 3691‬مر النظام السياسي الجزائري بفترة فراغ مؤسساتي إثر انقالب ‪ 36‬جوان‬
‫‪ ،3691‬إذ تم عمى إثر ذلك حل المؤسسة التشريعية وحل محميا مجمس الثورة الذي أوكمت لو ميام‬
‫تشريعية‪ ،‬وألن الحكومة تتضمن أعضاء من مجمس الثورة وألن الرئيس يرأس مجمس الثورة والحكومة فإنو‬
‫فوض ميمة التشريع لمحكومة طبقا لممادة ‪ 01‬من نفس األمر والتي تنص عمى أنو "تممك الحكومة عن‬
‫طريق تفويض مجمس الثورة السمطات الالزمة لتسيير ىيئات الدولة وحياة األمة "‪ ،2‬وعمى ذلك يعتبر‬
‫مجمس الثورة ىيئة تولت الجمع بين السمطتين التنفيذية والتشريعية‪ ،‬وبيذا منحت ألعضاء السمطة التنفيذية‬
‫المفوضين بصفة استثنائية لمقيام بميام التشريعية ضمانة لمحصانة البرلمانية‪ ،‬واستمر الوضع عمى نفس‬
‫‪3‬‬
‫النيج إلى غاية صدور دستور سنة ‪.3619‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬تكريس الحصانة البرلمانية في دستور ‪3699‬‬

‫‪4‬‬
‫الذي تبنى مبدأ وحدة سمطة الدولة‪ ،‬عاد ليسند الوظيفة التشريعية‬ ‫بصدور دستور سنة ‪3619‬‬
‫لممجمس الشعبي الوطني إذ نصت المادة ‪ 339‬منو "يمارس السمطة التشريعية مجمس واحد يسمى المجمس‬
‫الوطني الشعبي‪ ،‬لممجمس الوطني الشعبي في نطاق اختصاصاتو سمطة التشريع بكامل السيادة‪.‬يعد‬
‫المجمس الشعبي الوطني القوانين و يصوت عمييا"‪ ،‬وبيدف ضمان ممارستو لميامو التشريعي بكل حرية‬
‫واستقاللية اعترف ىذا الدستور لنوابو بالحصانة البرلمانية في المادة ‪ 311‬منو بقوليا" الحصانة النيابية‬
‫معترف بيا لنائب أثناء نيابتو‪ ،‬ال يمكن متابعة أي نائب أو إلقاء القبض عميو وبصفة عامة ال يمكن رفع‬
‫دعوى مدنية أو جزائية ضده بسبب ما أبداه من أراء أو ما تمفظ بو من كالم بسبب تصويتو أثناء ممارستو‬
‫‪5‬‬
‫لمنياية"‪.‬‬

‫‪ -1‬رفيق منصوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪11‬‬


‫‪-2‬سعيد بوشعير‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار ىومة لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،3661 ،‬ص‪1‬‬
‫‪ -3‬رفيق منصوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪16‬‬
‫‪-4‬دستور الجميورية الجزائرية ‪3619‬المعدل والمتمم‪ ،‬الصادر بموجب االمر ‪ ،61-19‬المؤرخ في ‪ 33‬نوفمبر ‪،3619‬‬
‫الصادر بالجريدة الرسمية العدد لسنة ‪3611‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 339‬من دستور الجزائر لسنة ‪3619‬‬

‫‪38‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عمى عكس دستور ‪ 3691‬الذي نص عمى نوعي الحصانة البرلمانية في مادة واحدة وىي المادة‬
‫‪ 13‬إذ تضمنت الفقرة األولى منو عمى الحصانة اإلجرائية وذىبت الفقرة الثانية إلى النص عمى الحصانة‬
‫الموضوعية وحالة التمبس‪ ،‬وفصمت المادة ‪ 316‬في مسالة تمبس العضو بالجريمة إذ نصت عمى وجوب‬
‫إخطار المجمس فو ار وقبل اتخاذ أي إجراء جزائي‪ ،‬في ىذه الحالة يتخذ المجمس قرار إما برفع الحصانة‬
‫عن العضو وىذا يعني إمكانية متابعتو أو األمر بإطالق سراحو فو ار ومنع اتخاذ أي إجراء جنائي ضده‪.‬‬

‫من ىنا يتضح لنا أن النظام الدستوري الجزائري عمى غرار الدساتير المقارنة اعترف من خالل‬
‫ىذين الدستورين ألعضاء السمطة التشريعية بضمانة الحصانة البرلمانية‪ ،‬وذلك بيدف ضمان عمل‬
‫تشريعي حر ومستقل ومحمي من أي عراقيل أو اعتراضات قد تحول دون اإلتيان بالمرغوب منو‪ ،‬إذ‬
‫كرس ىذه الضمانة بشقييا الموضوعي واإلجرائي وتطرق إلى حاالت استثنائية عن ىذه الضمانة‪ ،‬نذكر‬
‫منيا حالة صدور اإلذن برفعيا وحالة تمبس العضو بالجريمة؛ إذ يمنع عمى أي جية اتخاذ أي إجراء ضده‬
‫إال بعد الحصول عمى إذن من المجمس‪ ،‬ويالحظ ايضا عدم إدراج ىذين الدستورين إلمكانية تنازل العضو‬
‫عن حصانتو‪ ،‬وذلك بخالف الدساتير األخرى المتعاقبة التي ذىبت إلى إستحداث ىذه الميزة‪.‬‬

‫لكن ما يميز ىذان الدستوران ىما تبنييما لمبدأ وحدة السمطة ونظام الحزب الواحد الذي كان لو‬
‫‪1‬‬
‫تأثير واضح في تطبيق مبدأ الحصانة البرلمانية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪:‬تكريس الحصانة البرلمانية في دستور‪3696‬‬

‫‪2‬‬
‫الذي تبنى مبدأ الفصل بين السمطات كأساس ودعامة لمعمل‬ ‫عند صدور دستور سنة‪3616‬‬
‫السياسي فإنو أسند الميمة التشريعية والرقابية لممجمس الشعبي الوطني‪ ،‬وذلك بمقتضى نص المادة ‪63‬‬
‫منو التي تنص عمى أنو "يمارس السمطة التشريعية مجمس واحد يسمى المجمس الشعبي الوطني‪ ،‬ولو‬

‫السيادة في إعداد القانون والتصويت عميو" و تضيف المادة‪ 61‬منو"يراقب المجمس الشعبي الوطني عمل‬
‫الحكومة وفقا لشروط المحددة في المادتين ‪19‬و‪ 10‬من الدستور‪.1‬‬

‫‪ -1‬رفيق منصوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬من ص ‪ 90‬الى ص ‪93‬‬


‫‪-2‬دستور الجميورية الجزائرية ‪ ،3616‬الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،31-16‬المؤرخ في ‪ 31‬فيفري ‪،3616‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪ 11‬لسنة ‪3616‬‬

‫‪39‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من أجل ضمان عمل تشريعي ورقابي سميم وبعيد عن كل أنواع العراقيل والضغوطات‪ ،‬فقد اعترف‬
‫ىذا الدستور في نص المادة ‪ 301‬منو بالحصانة البرلمانية لمنائب "الحصانة النيابية معترف بيا لمنائب‬
‫مدة نيابتو "‪ ،‬ليخص بالذكر في الفقرة ‪ 3‬من نفس المادة عدم المسؤولية البرلمانية؛ اذ نصت ىذه األخيرة‬
‫أنو" ال يمكن أن يتابع أي نائب أو يوقف أو عمى العموم‪ ،‬ال يمكن أن ترفع عميو دعوى مدنية أو‬
‫جزائية‪ ،‬أو يسمط عميو أي شكل من أشكال الضغط بسبب تصويتو خالل ممارسة ميمتو النيابية"‪ 2‬وفي‬
‫ىذا تأكيد عمى اىتمام المؤسس الدستوري الجزائري بالحصانة الموضوعية وتأكيدىا لعضو البرلمان وجعمو‬
‫في مركز أعمى من أي مالحقة سواء مدنية أو جزائية جراء ما تمفظ بو من أقوال واراء أو ما أدلى بو من‬
‫أصوات أثناء ممارستو لميامو التشريعية أو الرقابية‪.‬‬

‫يتبين من خالل ىذه النصوص استحداث المؤسس الدستوري إلمكانية تنازل العضو عن حصانتو‬
‫لمخضوع لإلجراءات الجزائية وىذا ألول مرة في تاريخ العمل البرلماني الج ازئري‪ ،‬ىذه الميزة التي أثارت‬
‫‪3‬‬
‫انتقادات غالبية الفقو الدستوري لم تعرف تطبيقا أو رواجا يذكر منذ إقرارىا إلى يومنا ىذا‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪:‬تكريس الحصانة البرلمانية في دستور ‪3669‬‬

‫ان ما يميز التعديل التعديل الدستوري الصادر في نوفمبر ‪4 3669‬ىو استحداثو لغرفة ثانية عمى‬
‫‪5‬‬
‫التي تنص عمى أنو" يمارس السمطة التشريعية برلمان يتكون من‬ ‫مستوى البرلمان بمقتضى المادة ‪61‬‬
‫غرفتين‪ ،‬وىما المجمس الشعبي الوطني ومجمس األمة‪ ،‬ولو السيادة في إعداد القانون والتصويت عميو"‬
‫كما أبقى عمى الميام التشريعية والرقابية لمبرلمان وىذا ما تضمنتو نص المادة ‪.66‬‬

‫عمى إثر ذلك اعترف المشرع الدستوري الجزائري بضمانة الحصانة البرلمانية الموضوعية ألعضاء‬
‫البرلمان بغرفتيو‪ .‬إذ تنص المادة ‪ 306‬من ىذا الدستور عمى ان" الحصانة البرلمانية معترف بيا لمنواب‬
‫ومجمس األمة مدة نيابتيم وميمتيم البرلمانية‪ ،‬ال يمكنوا أن يتابعوا أو يوقفوا وعمى العموم ال يمكن أن‬

‫‪ -1‬سعيد بوشعير‪ ،‬القانون الدستري والنظم السياسية المقارنة‪،‬الجزء الثاني‪ ،‬طبعة الخامسة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،3001 ،‬ص ‪30‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 301‬من الدستور الجزائري لسنة ‪3616‬‬
‫‪ -3‬رفيق منصوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪91‬‬
‫‪ -4‬دستور الجميورية الجزائرية ‪ ،3669‬الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،111-69‬المؤرخ في ‪ 31‬نوفمبر ‪،3669‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪ 19‬لسنة ‪3669‬‬
‫‪-5‬المادة ‪ 61‬تقالبيا المادة ‪ 333‬من التعديل الدستوري ‪3039‬‬

‫‪40‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ترفع عمييم أي دعوى مدنية أو جزائية أو يسمط عمييم أي ضغط بسبب ما عبروا عنو أراء أو تمفظوا بو‬
‫‪1‬‬
‫من كالم أو بسبب تصويتيم خالل ممارسة مياميم النيابية"‪.‬‬

‫ان ما يميز التعديالت المتعاقبة لمدساتير الجزائرية ىو عدم مساسيا لمبدأ الحصانة البرلمانية‪ ،‬إذ لم‬
‫تحمل ىذه التعديالت أي جديد بخصوصيا‪ ،‬فالمتفحص ألول تعديل دستوري عرفتو الجزائر سنة ‪3616‬‬
‫ال يجد أي تعديل ألحكام ىذه الضمانة‪ ،‬إذ ذىب لتأكيدىا واإلبقاء عمى نوعييا والنص عمى إجراءات‬
‫رفعيا وفي حالة تمبس العضو بالجريمة‪ ،‬ثم جاء بعدىا تعديل سنة ‪ 3610‬والذي لم يأت بأي شي‬
‫يستحق الذكر فيما يخص الحصانة البرلمانية‪ ،‬والى نفس االتجاه ذىب إلييا التعديل الدستوري الموافق‬
‫عميو في استفتاء ‪ 1‬نوفمبر ‪ ،3611‬إذ أنو تضمن بعض المواد التي تتحدث عن المجمس الشعبي الوطني‬
‫‪2‬‬
‫السيما منيا ‪ 331‬و‪ 311‬لكن دون أي جديد يذكر في ما يخص الحصانة البرلمانية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أما فيما يخص التعديالت التي مست الدساتير التي تبنت نظام الغرفتين السيما تعديل ‪3003‬‬
‫و‪ ، 3001‬فمم يتضمنا أي تعديل فيما يخص الحصانة البرلمانية إذ استقر المشرع الدستوري عمى نفس‬
‫الرأي والنظرة فيما يخص ىذه الحصانة منذ اعترافو بيا لصالح أعضاء السمطة التشريعية منذ دستور سنة‬
‫‪4‬‬
‫لم يشيد اي تغيير‪ ،‬حيث ان نص المادة ‪339‬‬ ‫‪ ،3691‬كذلك التعديل الدستوري االخير لسنة ‪3039‬‬
‫منو لم يتغير وبقي نفس نص السابقة ‪ 306‬من دستور ‪ ،3669‬والتي نصت عمى مايمي‪ " :‬الحصانة‬
‫البرلمانية معترف بيا لمنواب و مجمس األمة مدة نيابتيم و ميمتيم البرلمانية‪ ،‬ال يمكنوا أن يتابعوا أو‬
‫يوقفوا و عمى العموم ال يمكن أن ترفع عمييم أي دعوى مدنية أو جزائية أو يسمط عمييم أي ضغط بسبب‬
‫‪5‬‬
‫ما عبروا عنو أراء أو تمفظوا بو من كالم أو بسبب تصويتيم خالل ممارسة مياميم النيابية‪".‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 306‬من دستور الجزائر لسنة ‪3669‬‬


‫‪ -2‬رفيق منصوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪ -3‬التعديل الدستوري لسنة ‪ ،3003‬الصادر بموجب القانون رقم ‪ 01-03‬المؤرخ في ‪ 30‬افريل ‪ ،3003‬جريدة رسمية‬
‫العدد ‪ 31‬لسنة ‪3003‬‬
‫‪ -4‬التعديل الدستوري لسنة ‪ ،3039‬الصادر بموجب القانون ‪ 03-39‬المؤرخ في ‪ 9‬مارس ‪ ،3039‬الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪ 19‬لسنة ‪3039‬‬
‫‪-5‬المادة ‪ 339‬من التعديل الدستوري الجزائري لسنة ‪3039‬‬

‫‪41‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطمب الثاني ‪:‬تكريس الحصانة البرلمانية في القانون المتعمق بعضو البرلمان وفي النظامين‬
‫الداخميين لممجمس الشعبي الوطني و لمجمس االمة‬
‫لم يكتف المشرع الجزائري بتكريس مبدأ الحصانة البرلمانية في الدساتير المتعاقبة فقط‪ ،‬بل عمل‬
‫المشرع عمى تأكيدىا بالنص عمييا في مختمف التشريعات‪ ،‬سواء في القوانين واالنظمة المتعمقة بالبرلمان‬
‫باعتباره المكان الذي يمارس العضو ميامو اوتمك المتعمقة بالعضو نفسو‪ ،‬باعتباره ىو المتمتع بيذه‬
‫الحصانة‪ ،‬اضافة الى النظامين الداخميين لغرفتي البرلمان باعتبارىما ينظمان سير االعمال عمى مستوى‬
‫غرفتي البرلمان‪ ،‬وكذلك باعتبار ان العضو يمارس ميامو عمى مستوى احد المجمسين‪ ،‬وىذا ما سنوضحو‬
‫في مايمي ‪:‬‬
‫الفرع االول ‪:‬تكريس الحصانة البرلمانية في القانون المتعمق بعضو البرلمان‬
‫نص القانون رقم ‪ 31-16‬القديم المتعمق بالنائب عمى ضمانة الحصانة البرلمانية في المادة ‪23‬‬
‫منو إذ نصت ىذه األخيرة عمى أنو" طبقا لممادة ‪ 103‬من الدستور يتمتع النواب بالحصانة البرلمانية"من‬
‫دون أي إضافة أو توضيح آخر وىذا ما يجعل ىذا النص غامضا‪ ،‬إذ أنو ال يفيم من معناه إن كان‬
‫المشرع يقصد الحصانة الموضوعية أو االجرائية إضافة إلى غياب بيان مدة بداية تمتع النائب بيذه‬
‫الحصانة واجراءات رفعيا عنو‪.1‬‬
‫ذىب المشرع إلى نفس االتجاه في القانون المتعمق بعضو البرلمان الصادر سنة ‪ 2 3003‬إذ نص‬
‫عمى ضمانة الحصانة البرلمانية في مادة واحدة ىي المادة ‪ 14‬التي تقضي أن عضو البرلمان يتمتع‬
‫بالحصانة البرلمانية طبقا لممواد ‪ 109‬و‪330‬و‪ 333‬من دستور سنة ‪ ،3669‬اذ يستشف من نص ىذه‬
‫المادة أن المشرع الجزائري اتجو كعادتو إلى تأكيد ىذه الضمانة لعضو البرلمان بموجب نص قانوني‬
‫يرتبط أساسا بعضو البرلمان‪ ،‬فيذا األخير يتمتع بالحصانة البرلمانية التي تمكنو من ممارسة ميامو‬
‫النيابية بكل حرية واستقاللية وتمنع توقيفو أو متابعتو بسبب ما أدلى بو من أقوال أو آراء أو تصويت أثناء‬
‫أدائو لميامو النيابية سواء داخل المجمس أو خارجو‪ ،‬أو إتخاذ إجراءات جزائية ضده في حالة إرتكابو‬
‫لجريمة ما – ما عدا حالة التمبس –إال بعد الحصول عمى إذن من المجمس الذي يتبع لو العضو محل‬
‫المتابعة‪.‬‬

‫‪ -1‬رفيق منصوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪19‬‬


‫‪ -2‬قانون رقم‪ 03-01‬مؤرخ في ‪ 31‬جانفي سنة‪ ، 2001‬يتعمق بعضو البرلمان‪ ،‬الصادر بالجريدة الرسمية العدد‪ 06‬لسنة‬
‫‪3003‬‬

‫‪42‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ىذا القانون وبالخصوص ىذه المادة وان كانت فعال تنص عمى ضمانة الحصانة البرلمانية لصالح‬
‫النائب إال أننا نرى فييا نوع من القصور والغموض‪ ،‬إذ إكتفى المشرع من خالليا بالنص عمى تمتع‬
‫عضو البرلمان بالحصانة البرلمانية من دون أي تفصيل أو توضيح فيما يخص أحكاميا وشروط تمتع‬
‫العضو بيا وسريانيا من حيث الزمان والمكان واكتفى باإلحالة إلى الدستور السيما المواد ‪ 109‬و‪ 110‬و‬
‫‪111‬منو التي نصت عمى ضمانة الحصانة البرلمانية‪.‬‬

‫يتصل القانون المتعمق بعضو البرلمان إتصاال مباش ار ويرتبط ارتباطا وثيقا بالعضو أو النائب‪ ،‬وىذا‬
‫ما يتطمب تناولو لجميع الجوانب التي تخص العيدة النيابية لمعضو السيما منيا حقوقو خاصة والحصانة‬
‫البرلمانية بصفة اخص‪ ،‬وان تخصيصو لمادة واحدة عند تناولو ليذه األخيرة يعتبر غير كاف بالنظر إلى‬
‫تنوع أحكاميا واتساع نطاقيا ومجاالت تطبيقيا‪ ،‬فيذا القصور قد يفتح المجال لمعديد من التأويالت التي‬
‫قد يصب بعضيا في اإلتجاه الخاطئ ىذا من جية‪ ،‬ومن جية أخرى يمكن أن يفيم أن نية المشرع قد‬
‫اتجيت إلى ترك أمر تحميل وتفسير ىذه المادة والمواد األخرى التي تتناول الحصانة البرلمانية واستنباط‬
‫‪1‬‬
‫أحكام وشروط تطبيق ىذه الضمانة إلجتياد الفقياء ‪.‬‬
‫لم يشر المجمس الدستوري في رأيو المتعمق بالرقابة عمى القانون األساسي لعضو البرلمان إلى ىذا‬
‫النقص أو الغموض‪ ،‬بل إكتفى بالنص عمى أن الشطر الثاني من المادة ‪18‬من القانون السابق ال يدخل‬
‫ضمن مجال ىذا القانون وتعاد صياغتيا كاآلتي " ‪:‬يتمتع عضو البرلمان بالحصانة البرلمانية طبقا لممواد‬
‫‪2‬‬
‫‪ 333 ،330 ،306‬من الدستور"‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬تكريس الحصانة البرلمانية في النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني و في النظام‬
‫الداخمي لمجمس االمة‬
‫سنوضح في ىذا العنصر عمل المؤسس الدستوري عمى تكريس مبدأ الحصانة البرلمانية في‬
‫النظامين الداخميين‪ ،‬حيث نص عمييا في كل القوانين واالنظمة المتعاقبة وخصص ليا جممة من‬
‫النصوص القانونية المدعمة لمنصوص الدستوري وىذا كمو تأكيدا منو عمى ىذه الضمانة ‪.‬‬

‫‪ -1‬رفيق منصوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪11‬‬


‫‪ -2‬رفيق منصوري‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪11‬‬

‫‪43‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اوال ‪ :‬تكريس الحصانة البرلمانية في النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني‬


‫لقد نص القانون رقم‪1 03- 77‬الممغى والمتعمق بالقانون الداخمي لممجمس الشعبي الوطني عمى‬
‫ضمانة الحصانة البرلمانية في نص المواد ‪21 ،22 ، 23‬منو‪ ،‬إذ تضمنت ىذه األخيرة النص عمى‬
‫اإلعتراف بالحصانة النيابية لمنائب بشقييا الموضوعي واإلجرائي‪ ،‬إضافة إلى تناوليا لحالة تمبس النائب‬
‫بالجريمة واإلجراءات الواجب إتباعيا قبل متابعتو‪ ،‬فيذا القانون ذىب تقريبا إلى نفس األحكام التي ذىب‬
‫إلييا دستور سنة ‪ 1976‬عند تناولو لمبدأ الحصانة البرلمانية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 1997‬الممغى بدوره مبدأ الحصانة‬ ‫تناول النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني الصادر سنة‬
‫البرلمانية في المواد‪ 11‬و ‪ 33‬منو‪ ،‬إذ نص خالليما عمى تمتع العضو بيذه الضمان إضافة إلى إجراءات‬
‫رفعيا والجية المخولة بإيداع طمب رفع الحصانة عن العضو‪.‬‬
‫نص النظام الداخمي الحالي بدوره لممجمس الشعبي الوطني الصادر سنة ‪3 2000‬عمى ىذه‬
‫الضمانة في نص المادتين‪13‬و‪ 13‬منو‪ ،‬إذ ذىبت األولى إلى اإلعتراف بالحصانة البرلمانية لنواب‬
‫المجمس الشعبي الوطني‪ ،‬وتناولت الثانية إجراءات طمب رفع الحصانة البرلمانية عن النائب واصدار‬
‫اإلذن‪ ،‬وبذلك فالحصانة البرلمانية في مفيوم المادة‪ 71 ،‬معترف بيا لمنائب واستنادا إلى نصوص‬
‫دستورية صريحة السيما منيا المواد ‪ 333 ،330 ،306‬منو‪ ،‬وتمر إجراءات رفع الحصانة عن النائب‬
‫‪4‬‬
‫بعدة مراحل قبل صدور اإلذن‪ ،‬وذلك وفقا لنص الماد‪. 72‬‬
‫ما يميز ىذا القانون ىو نصو عمى الميمة القانونية الممنوحة لمجنة المكمفة بالشؤون القانونية لدراسة‬
‫الطمب واعداد تقرير حولو والمقدرة بشيرين‪ ،‬يبدأ حسابيا من تاريخ إحالة الطمب عمييا وىذا أمر محمود‬
‫من جانبو‪ ،‬لكن من جانب آخر لم يتطرق إلى ميزة تنازل النائب عن حصانتو‪ ،‬فيذه الميزة المستحدثة في‬
‫دستور سنة ‪ 1989‬والمنصوص عمييا أيضا في دستور سنة ‪ 1996‬تكتسي أىمية بالغة تتطمب تناولو‬
‫في نصوص خاصة‪ ،‬إذ ال يكفي النص عمييا في نصوص الدستور لفيم أحكاميا وحاالتيا وشروطيا‪ ،‬بل‬

‫‪-1‬قانون رقم‪ ، 03-11‬المؤرخ في ‪ 39‬اوت ‪ ،3611‬يتعمق بالقانون الداخمي لممجمس الشعبي الوطني‪ ،‬الصادر بالجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 66‬لسنة‪1977‬‬
‫‪ -2‬النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني‪ ،‬المؤرخ في ‪ 33‬جويمية ‪ ،3661‬الصادر بالجريدة الرسمية العدد‪ 53‬لسنة‬
‫‪1997‬‬
‫‪ -3‬النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني‪ ،‬المؤرخ في ‪ 10‬يوليو ‪ ،3000‬الصادر بالجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 46‬لسنة‬
‫‪2000‬‬
‫‪ -4‬رفيق منصوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪16‬‬

‫‪44‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يجب تناوليا بنوع من التفصيل في النصوص القانونية األخرى‪ ،‬وىذا ما كان من الممكن يقوم بو المشرع‬
‫في ىذا القانون‪.‬‬
‫لم يتطرق ىذا القانون إلى بداية سريان الحصانة البرلمانية في حق النائب ومدتيا‪ ،‬بل إكتفى فقط‬
‫بالنص عمى تمتع النائب بيا دون تحديد لمدة سريانيا وتاريخ بدايتيا‪ ،‬وىذا ما يبقي ىذه النقطة غامضة‬
‫إلى حين تفطن المشرع ليذا الفراغ واستدراكو لو بالنص عمييا في التعديالت الالحقة‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‬
‫أغفل المشرع ذكر نوعي الحصانة البرلمانية والتفرقة بينيما‪ ،‬بل إكتفى بالنص عمى لفظ" الحصانة‬
‫‪1‬‬
‫البرلمانية "دون تمييز بين نوعيو‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تكريس الحصانة البرلمانية في النظام الداخمي لمجمس األمة‬
‫نص النظام الداخمي لمجمس األمة الصادر سنة‪2 1998‬عمى مبدأ الحصانة البرلمانية في المادتين‬
‫‪93‬و ‪ 94‬منو‪ ،‬وتناوليا بصفة غير مباشرة في نص المادتين ‪ 91‬و‪ 99‬منو ‪،‬وذلك عندما نص عمى‬
‫إجراءات إسقاط الميمة البرلمانية واقصاء العضو والتي تسقط معيا تمقائيا الحصانة البرلمانية‪ ،‬كما تناوليا‬
‫أيضا في نص المادتين ‪ 10‬و‪ 13‬من النظام الداخمي لمجمس األمة لسنة‪ ،3 1999‬وبدوره لم يدرج‬
‫‪4‬‬
‫في أحكام الحصانة البرلمانية‪ ،‬إذ إكتفى بما‬ ‫التعديل األخير لمنظام الداخمي لمجمس األمة لسنة‪2000‬‬
‫ذىب إليو النظام الداخمي لمجمس األمة لسنة ‪1999‬ولم يتطرق إلى بداية سريان ىذه الحصانة ومدتيا‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫باإلضافة إلى اإلجراءات المطموبة والمعمول بيا لتنازل العضو عنيا إ راديا‪.‬‬
‫اما النظام الداخمي االخير لمجمس االمة الصادر في ‪ ،63031‬فقد نص عمى مبدأ الحصانة‬
‫البرلمانية في مواده من ‪ 331‬الى ‪ ،336‬حيث نصت المادة ‪ 331‬فقرة ‪ 03‬عمى‪" :‬الحصانة البرلمانية‬
‫العمجمس االمة معترف بيا طبقا الحكام المادة ‪ 339‬من الدستور"‪.‬‬

‫‪ -1‬رفيق منصوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪10،‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬النظام الداخمي لمجمس األمة‪ ،‬المؤرخ في ‪ 33‬جانفي ‪ ،3661‬الصادر بالجريدة الرسمية العدد ‪ ، 08‬لسنة ‪1998‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬النظام الداخمي لمجمس األمة‪ ،‬المؤرخ في ‪ 39‬اكتوبر ‪ ،3666‬الصادر بالجريدة الرسمية العدد‪ ، 84‬لسنة ‪3666‬‬
‫‪ -4‬النظام الداخمي لمجمس األمة المعدل‪ ،‬المؤرخ في‪ 31‬ديسمبر ‪ ،3000‬الصادر بالجريدة الرسمية العدد ‪ ، 77‬لسنة‬
‫‪2000‬‬
‫‪ -5‬منصوري رفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪10‬‬
‫‪ -6‬النظام الداخمي لمجمس االمة‪ ،‬المؤرخ في ‪ 33‬غشت ‪ ،3031‬الصادر بالجريدة الرسمية العدد ‪ ،16‬لسنة ‪3031‬‬

‫‪45‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اما الفقرة الثانية فنصت عمى‪" :‬يمكن لعضو مجمس االمة ان يتنازل طوعا عن حصانتو البرلمانية‬
‫بتصريح مكتوب يودع لدى مكتب المجمس"‪.‬‬
‫اما المواد من ‪ 331‬الى ‪ 336‬فنصت عمى اجراءات رفع الحصانة و اجراءات تجريدىا واسقاط‬
‫العضوية و االقصاء‪.‬‬
‫لم يتطرق ىذا القانون كذلك الى بداية سريان الحصانة ومدتيا‪ ،‬باالضافة الى ىذا اغفل المشرع‬
‫ذكر نوعي الحصانة البرلمانية و التفرقة بينيما‪.‬‬
‫ان ما يميز النظامين الداخميين لغرفتي البرلمان ىو تشابو أسموب نصيما ومعالجتيما لمبدأ‬
‫الحصانة البرلمانية‪ ،‬إذ تكاد النصوص التي تتناول ىذه األخيرة أن تتطابق فيما بينيا‪ ،‬سواء في األسموب‬
‫أو في المدلول والمعنى‪ ،‬وعميو فنفس النقائص المسجمة في النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني‬
‫‪1‬‬
‫سجمت في النظام الداخمي لمجمس األمة‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬نطاق الحصانة البرلمانية‬


‫مما سبق تطرقنا الى ان الحصانة ىي امتياز دستوري مقرر ألعضاء البرلمان بصفاتيم ال‬
‫بأشخاصيم‪ ،‬سواء كانوا منتخبين او معينين‪ ،‬يتيح ليم اثناء قياميم بواجباتيم البرلمانية حرية الرأي‬
‫والتعبير دون أية مسؤولية جنائية او مدنية تترتب عمى ذلك‪.‬‬
‫الحصانة البرلمانية نوعان‪ :‬حصانة موضوعية تقتصر عمى الجرائم القولية والفعمية التي يرتكبيا‬
‫العضو البرلماني داخل المجمس‪ ،‬اما الثانية فيي حصانة اجرائية والتي تعني عدم جواز اتخاذ أي‬
‫اجراءات جنائية ضد أي عضو من اعضاء البرلمان إال بعد الحصول عمى اذن البرلمان ‪.‬‬
‫لمحصانة في جانبيا الموضوعي واالجرائي مجال ونطاق يتحدد بالنظر الى االشخاص المشمولون‬
‫بيذه الحماية‪ ،‬كما يتحدد كذلك بالنظر الى موضوع ومضمون الحصانة‪ ،‬اضافة الى النطاق الزمني‬
‫والمكاني الذي تسري من خاللو ىذه الحصانة‪ ،‬ليذا خصصنا مطميبن ‪:‬االول نطاق الحصانة من حيث‬
‫االشخاص والموضوع اما الثاني يتضمن نطاق الحصانة من حيث الزمان ومن حيث المكان ‪.‬‬

‫‪ -1‬رفيق منصوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪13‬‬

‫‪46‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطمب االول ‪:‬نطاق الحصانة البرلمانية من حيث االشخاص و الموضوع‬


‫تختمف دساتير الدول في التطبيق العممي لمحصانة الموضوعية واالجرائية من حيث االشخاص‪،‬‬
‫حيث انجر عن ىذا االختالف التساؤل االتي‪:‬ىل تشمل الحصانة البرلمانية بنوعييا اعضاء البرلمان‬
‫وحدىم او تتعداىم الى غيرىم سواء في البرلمان او خارجو ألشخاص ليم ارتباط بالبرلمان؟‪ ،‬وتختمف‬
‫ايضا حول نطاق الحصانة من حيث الموضوع ىل تقتصر عمى االقوال واآلراء الصادرة عن العضو‬
‫داخل البرلمان او تشمل االسئمة الشفوية والكتابية واالستجوابات التي توجو الى الوزراء؟ وىذا ما ستتم‬
‫االجابة عنو في مايمي ‪:‬‬
‫الفرع االول‪ :‬من حيث االشخاص‬
‫اوال‪-‬الحصانة الموضوعية‬
‫ان الحصانة البرلمانية ضمانة دستورية مرتبطة بالشخص عضو البرلمان وال يمكن أن يستفيد منيا‬
‫غيره‪ ،‬وىذا ما أقره المؤسس الدستوري في المادة ‪ 126‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 3039‬في فقرتيا‬
‫األولى‪ ،‬فيذه الضمانة تشمل أعضاء البرلمان بغرفتيو المعينين أو المنتخبين منيم‪ ،‬سواء األعضاء‬
‫السابقين الذين انتيت عيدتيم أو األعضاء الممارسين الحاليين لمياميم النيابية في إطار العيدة التي‬
‫انتخبوا فييا‪ ،‬فيؤالء األعضاء المشمولين بالحصانة الموضوعية تمنع عنيم أية مسؤولية جزائية أو مدنية‬
‫في إطار ما صدر عنيم من آراء وأفكار وتصويت بمناسبة ممارستيم لميامو البرلمانية‪.‬‬
‫ان كان األصل في اقتصار الحصانة البرلمانية الموضوعية عمى أعضاء البرلمان فقط‪ ،‬فيل يمكن‬
‫أن يمتد النطاق الشخصي لمحصانة الموضوعية لغير أعضاء البرلمان‪ ،‬كالصحفيين الذين ينقمون ما يدور‬
‫في جمسات البرلمان من أقوال واراء مع ما تتضمنو ىذه المناقشات من جرائم يعاقب عمييا قانون‬
‫العقوبات‪ ،‬باإلضافة إلى األشخاص الذين تستعين بيم المجان في أداء مياميا بالنظر لمكفاءات العممية‬
‫‪1‬‬
‫التي يتمتعون بيا‪ ،‬وكذا موظفي البرلمان‪.‬‬
‫إن نطاق الحماية في بعض الدول األنجموسكسونية ككندا وىولندا وسويس ار مثال‪ ،‬يسري عمى كل‬
‫األشخاص الذين يشاركون في المناقشات البرلمانية كالوزارء مثال‪ ،‬كما تتسع حرية التعبير في أستراليا‬
‫والمممكة المتحدة لتشمل كل شخص يشارك في األشغال البرلمانية من موظفين ومحامين وشيود‪ ،‬فقد‬

‫‪ -1‬فريد دبوشة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪30‬‬

‫‪47‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫قامت ايرلندا بالمصادقة عمى تعديل قانوني يضمن لمشيود الذين يتم استدعائيم لممثول أمام المجنة‬
‫البرلمانية‪ ،‬حصانة مطمقة بخصوص حرية التعبير‪ ،‬تحول دون متابعتيم قضائيا عن األقوال التي أدلو بيا‬
‫خالل اجتماعات المجان‪ ،‬وبالتالي فإن تطبيق الحصانة البرلمانية في جانبيا الشخصي أكثر اتساعا‪،‬‬
‫بحيث تشمل أشخاص ليسوا أعضاء في البرلمان‪ ،‬بالنسبة لمدول التي تنتيج النظام االنجميزي‪ ،‬خالفا لذلك‬
‫قيدت البمدان التي حذت حذو التقاليد الفرنسية من نطاق الحصانة البرلمانية ليقتصر عمى أعضاء‬
‫البرلمان فقط‪ ،‬ورغم ذلك نالحظ أن القضاء الفرنسي يعترف لمشيود الذين يمثمون أمام المجنة البرلمانية‬
‫لتقصي الحقائق‪ ،‬بحق االستفادة من عدم المسؤولية البرلمانية عمى أساس القانون الصادر بتاريخ ‪29‬‬
‫جويمية ‪ 1881‬المتعمق بحرية الصحافة‪ ،‬كما نالحظ أيضا أن التشريع الفرنسي قد مدد النطاق الشخصي‬
‫لمحصانة الموضوعية لغير أعضاء البرلمان‪.‬‬
‫يجوز لمصحافيين أن ينقموا بحسن نية وقائع جمسات المجمس‪ ،‬وكل أقوال وآراء أعضاء البرلمان‬
‫حتى ولو تضمنت سبا وقذفا وانتقادا لمحكومة‪ ،‬وال تكون ىناك أية مسؤولية ال مدنية وال جزائية‪ ،‬غير أن‬
‫الشرط الوحيد ىو أن تنقل وقائع الجمسات البرلمانية والمداخالت كما ىي دون زيادة‪ ،‬وبالتالي إذا تجاوزت‬
‫الصحافة نقل المناقشات البرلمانية إلى التعميق عمييا‪ ،‬فإنو تتعرض لحق الرد من جانب من تناوليم‬
‫التعميق أو النشر‪.‬‬
‫يرى جانب من الفقو ضرورة عدم امتداد نطاق الحصانة الموضوعية إلى غير أعضاء البرلمان‪ ،‬من‬
‫رجال اإلعالم وما ينشروه من مناقشات تدور وقائعيا في البرلمان ألنيم ليسوا في حاجة إلى ضمانة عدم‬
‫المسؤولية‪ ،‬ما دام دورىم يقتصر فقط عمى ترديد ما جاء في الجمسات عمى لسان أعضاء البرلمان و‬
‫‪1‬‬
‫المسجل في محضر جمساتو‪ ،‬دون أية إضافة عمى ذلك‪.‬‬
‫ثانيا ‪-‬الحصانة اإلجرائية‪:‬‬
‫عمى النقيض من الحدود الشخصية لمحصانة الموضوعية‪ ،‬والتي يتسع نطاقيا ليشمل حاالت يدخل‬
‫في نطاقيا أشخاصاً آخرين ليسوا متمتعين بالصفة البرلمانية أو النيابية‪ ،‬فإن الحدود الشخصية لمحصانة‬
‫اإلجرائية ليا مفيوم ضيق جدًا يقتصر عمى من يتمتع بالصفة البرلمانية أو النيابية فقط‪ ،‬أي أن الحصانة‬

‫اإلجرائية حصانة شخصية‪ ،‬ولذلك يشترط الفقو الدستوري لمتمتع بيذه الحصانة أن يكون الشخص عضواً‬
‫بالبرلمان‪ ،‬وتبدأ بمجرد انتخاب العضو أو تعيينو‪.2‬‬

‫‪ -1‬فريد دبوشة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪33،33‬‬


‫‪-2‬عمي بن عبد المحسن التويجري‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ص ‪91،91‬‬

‫‪48‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الحصانة قاصرة عمى حماية عضو البرلمان من أي اجراء جنائي يتخذ نحوه‪ ،‬ألنو يجب أن يحال‬
‫‪1‬‬
‫دون انتزاعو من مقعده أثناء دور االنعقاد‪ ،‬فيي ترمي إلى ىذا الغرض وحده دون أي غرض آخر‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬من حيث الموضوع‬
‫اوال‪:‬الحصانة الموضوعية‬
‫يرى االستاذ فادال (‪ )vadel‬في كتابو الحقوق الدستورية " أن الغاية من الحصانة النيابية ىي‬
‫تمكين النائب من التعبير بأكمل ما يمكن من الحرية عن إرادة األمة"‪ ،‬كما أن الحصانة وضعت لمصمحة‬
‫الوطن‪ ،‬و في بعض األحيان » الفقيو'' موريس ىوريو ''يرى يجب االفصاح عمنا بكل الحقيقة‪ ،‬حتى و لو‬
‫تضمنت سبا أو تجريحا لشخصيات معينة‪ .‬إن المتمعن لفحوى الرأيين السابقين يدرك أن الحصانة‬
‫البرلمانية وضعت من أجل تمكين أعضاء البرلمان لمقيام بالوظيفة النيابية دون خوف‪ ،‬أو وجل من ىيمنة‬
‫السمطة التنفيذيو ودون الخشية من العقاب‪ ،‬فالبرلماني محمي من كل المخططات الرامية إلى المساس بو‬
‫والميددة لو‪ ،‬واليدف من تقرير ىذا المبدأ مثمما سمف القول ىو حماية الوظيفة البرلمانية‪ ،‬ومقصور عمى‬
‫اآلراء واألفكار دون اشتماليا عمى أفعال البرلماني‪ ،‬مثل االعتداء بالضرب أو ارتكاب جريمة قتل حتى‬
‫ولو حدثت داخل مبنى البرلمان‪ ،‬والحصانة الموضوعية قاصرة عمى جرائم القول والكتابة‪ ،‬ومرتبطة بمدة‬
‫العيدة وأداء الوظيفة البرلماني‪ ،‬وسواء كان ىذا الجرم واقع عمى عضو برلماني آخر أم عمى شخص من‬
‫عامة الناس‪ ،‬وسواء حدث أثناء حديث عضو البرلمان بقبة البرلمان‪ ،‬أم أثناء فترة الراحة بين الجمسات‪.‬‬
‫إذا كانت الفقرة األولى من المادة‪ 339‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 3039‬قد تطرقت إلى الحصانة‬
‫الموضوعية من حيث األشخاص‪ ،‬فإن الفقرة الثانية جسدت نطاقيا من حيث الموضوع‪ ،‬لما عبرت بأن‬
‫الحصانة الموضوعية تشمل الجرائم القولية المتمثمة في األلفاظ‪ ،‬والعبارات الصادرة عن شخص البرلماني‬
‫وتحمل تكييفا جنائيا معاقب عميو‪ ،‬وكان ذلك أثناء تأدية الميام البرلمانية‪.2‬‬
‫الحقيقة أن ىذه الحصانة ال تقتصر عمى مجرد الخطب واألقوال واآلراء فقط‪ ،‬إنما تتعمق بكل‬
‫أنشطة أعضاء البرلمان في مختمف أجيزتو‪ ،‬وتكون ليا صمة بالعمل البرلماني‪ ،‬فنجد المناقشات‬
‫والمداوالت التي تتم في جمسات البرلمان‪ ،‬أو المجان أواقتراح مشاريع القوانين‪ ،‬األسئمة الشفوية والكتابية‬
‫الموجية لموزراء والتحقيقات واالستجوابات‪ ،‬لذلك يجب أن يأخذ مصطمح العمل البرلماني تعبي ار أوسع‪.‬‬

‫‪-1‬عمي بن عبد المحسن التويجري‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ص ‪91،91‬‬


‫‪-2‬فاتح يحياوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪11‬‬

‫‪49‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫سبق وأن أشرنا انو ال يوجد رأي لممجمس الدستوري الجزائري حول تفسير العمل البرلماني‪ ،‬وبذلك فإنو‬
‫يخرج من دائرة الحصانة البرلمانية كل اآلراء‪ ،‬واألقوال التي ال تتعمق بالوظيفة البرلمانية‪ ،‬حتى وان‬
‫صدرت داخل مبنى البرلمان ومثال ذلك الرأي المدلى بو ألحدى الجرائد الصحفية وكان يحمل في طياتو‬
‫سبا أو قذفا ضد أحد األشخاص يستوي في ذلك أن يكون شخص عادي أو برلماني أو وزير‪ ،‬لكن إن‬
‫كان ترديدا لما صدر عنو حرفيا بغرفة المجمس‪ ،‬فإنو يتمتع بالحصانة طالما ال يوجد قرار صادر عن‬
‫البرلمان يحظر إفشاء ما دار بالجمسات‪ ،‬وىو االتجاه الذي سارت عميو أغمبية الدول‪ ،‬غير أنو في المممكة‬
‫المتحدة أن اآلراء المعبر عنيا خارج البرلمان من طرف األعضاء إعادة لما استعمل في إطار المناقشات‬
‫لن تكون محمية ضد دعاوى القذف والسب‪ ،‬كممة أو فعل عضو خارج البرلمان‪.1‬‬
‫إذا كان المؤسس الدستوري المصري قد حصر مبدأ الحصانة الموضوعية في اآلراء واألفكار عمى‬
‫تمك الصادرة داخل البرلمان أو في لجانو مثل لجان التحقيق‪ ،‬فإننا نجد دساتير أخرى وسعت من ىذا‬
‫المبدأ وجعمتو متكامال لكل األفكار واآلراء الصادرة عن عضو البرلمان بمناسبة أدائو لميامو البرلمانية‬
‫حتى وان كانت خارج البرلماني فالعبرة ىي االرتباط بالنشاط البرلماني‪ ،‬و ىو ما ذىب إليو المؤسس‬
‫الدستوري الجزائري في المادة ‪ 339‬فقرة الثانية من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،3039‬فالبرلماني يستطيع أن‬
‫يقول ما يراه مناسبا‪ ،‬سواء داخل المجمس أو في لجان أو في أية رقعة يؤدي بيا ميامو البرلمانية‪ ،‬ميما‬
‫كانت ىذه اآلراء و األلفاظ تحمل قدحا و شتما في حق أي شخص‪ ،‬حتى و إن كانت تدعو إلى المطالبة‬
‫باالنقالب عمى النظام أو الدعوة إلى العصيان‪ ،‬فال تممك النيابة العامة وىي ممثمة لمحق العام أو غيرىا‬
‫حق مباشرة الدعوى عن طريق االستدعاء المباشر أو عن طريق االدعاء المدني أو بواسطة دعوى عادية‬
‫ضد عضو البرلمان بسبب ماعبر عنو من ألفاظ وعبارات تحمل تكييفا جنائيا‪ ،‬طالما أنو محمي بالحصانة‬
‫البرلمانية‪ ،‬وطالما أن ذلك صدر أثناء العيدة وبسبب الوظيفة البرلمانية‪ ،‬فال يمكن مباشرة دعوى جزائية‬
‫وال مدنية ضد شخص البرلماني‪ ،‬وىذا ينسحب عمى أي طرف آخر غير النيابة العامة عمى أن يكون‬
‫لحقو ضرر بسبب ىذه اآلراء‪ ،‬فالحظر ىنا عام وسببو أن عضو البرلمان ىو ممثل ولسان األمة‪ ،‬وفي‬
‫حمايتو حماية لألمة جمعاء‪ 2،‬وىو ما جسده النائب المصري" لويس فانوس "لمفيوم األمة أثناء تدخمو‬
‫حول مسألة سفر المحمل و الكسوة الشريفة لمكعبة والذي أثار ضجة بسبب عقيدتو الدينية كونو مسيحي‬

‫‪ -1‬فاتح يحياوي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪11،16‬‬


‫‪ -2‬فاتح يحياوي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪11،16‬‬

‫‪50‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لست ىنا مسيحيا أو قبطيا ولكنني مصري ولي حق وفرد عمى ذلك االستغراب أنا ممثل األمة أن أتكمم‬
‫في كل موضوع‪.‬‬
‫لقد اختمفت دساتير الدول في األخذ بالحصانة البرلمانية بين التقييد واإلطالق‪ ،‬فقد جعميا المؤسس‬
‫الدستوري المصري مقيده‪ ،‬فرغم النص عمى إباحة القذف الصادر عن أعضاء مجمس الشعب بموجب‬
‫نص المادة ‪ 302‬من قانون العقوبات المصري‪ ،‬إال انو جعل ذلك معمقا عمى شرط ارتباط ىذا القذف‬
‫بأعمال الوظيفة البرلمانية‪ ،‬و ىذا ما ذىبت إليو محكمة النقض في حكميا الصادر في سنة ‪،3610‬‬
‫بينما جعميا المؤسس الكويتي بموجب المادة ‪ 330‬من الدستور مطمقة‪ ،‬وىو ما سار عميو كذلك المؤسس‬
‫الجزائري في نص المادة ‪331‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،3039‬لكن في مقابل ذلك نجد دوال أخرى‬
‫استثنت دساتيرىا بعض الجرائم القولية من االستفادة بميزة الحصانة البرلمانية‪ ،‬فنجد الدستور المغربي في‬
‫الفصل التاسع والثالثين منو‪ ،‬أخرج الرأي الذي يجادل في النظام الممكي أو الدين اإلسالمي أو ما يتضمن‬
‫إخالل باالحترام الواجب لمممك من دائرة الحصانة البرلمانية‪ ،‬وتم إقرار ىذه االستثناءات بعد حادثة اتيام‬
‫ثالثة نواب بمشاركتيم في مؤامرة لقمب نظام الحكم‪ ،‬وتم سجنيم ليتم إقرار االستثناءات في دستور‬
‫‪1‬‬
‫‪.1972‬‬
‫عمى ضوء ما سبق ان عضو البرلمان وان كان ح ار فيما يبديو من افكار وآراء في المجمس النيابي‪،‬‬
‫اال انو يصبح شخصا عاديا ويسأل مساءلة جنائية ومدنية اذا تمت ىذه االفكار او االراء خارج اطار‬
‫عممو النيابي‪ ،‬حتى وان ابدىا داخل المجمس النيابي نفسو‪ ،‬كما ان ىذه الحصانة ليس ليا محل ولو قام‬
‫العضو بإدالء االراء واألقوال التي تتضمن افشاء اسرار العمميات العسكرية والحربية والدبموماسية‬
‫واالقتصادية والصناعية واالخبار والمعمومات المتعمقة بالقوات المسمحة وتشكيالتيا او س ار من اسرار‬
‫الدفاع عن البالد‪ ،‬وذلك الن المحافظة عمى امن البالد يمثل التزاما يقع عمى عاتق مجمس النواب ويعاقب‬
‫عميو‪ ،‬وكذلك لو قام العضو بإدالء حديث صحفي ألحد مندوبي الصحف سواء كان في المجمس او‬
‫ممرات المجمس النيابي او في االستراحة المخصصة لألعضاء داخل المجمس‪ ،‬او في اماكن ال يباشر‬
‫فييا العضو ميام عضويتو واشتمل ىذا الحديث عمى سب او قذف ضد احد االفراد او المسؤولين في‬
‫الحكومة‪ ،‬كما انو ال محل ليذه الحصانة في حال عارض مسالة ما او يصوت بطرقة معينة مقابل نفع‬
‫‪2‬‬
‫خاص وذلك الن ىذه الحصانة مقررة لخدمة الصالح العام ‪.‬‬

‫‪ -1‬فاتح يحياوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪10،16‬‬


‫‪ -2‬سالم صالح خميس‪ ،‬مرجع سابق من ص ‪ 11‬الى ص ‪11‬‬

‫‪51‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪-‬الحصانة االجرائية‬
‫يتحدد ىذا النطاق بما ورد في نص المادة ‪331‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 3039‬الذي يشير إلى‬
‫اإلجراءات الواجب إتباعيا في غير حالة التمبس ضد عضو البرلمان في حالة اتيانو فعل يعاقب عميو‬
‫القانون‪ ،‬وتتمثل ىذه اإلجراءات مثمما أشارت إليو المادة في ضرورة الحصول عمى إذن من المجمس‬
‫النيابي الذي يتبع لو عضو البرلمان حسب األحوال‪ ،‬سواء كان تابع لممجمس الشعبي الوطني أو لمجمس‬
‫األمة‪ ،‬فيذه اإلجراءات تعتبر قيد عمى السمطات التنفيذية والقضائية‪.‬‬
‫إن المقصود بنطاق الحصانة ضد اإلجراءات الجنائية ىو مجموع المواضيع التي تشمميا وتغطييا‬
‫الحصانة البرلمانية‪ ،‬ولذلك نالحظ أن ىذه الحصانة مقصورة فقط عمى اإلجراءات الجنائية دون المدنية‪،‬‬
‫ما يعني أن مجال الحصانة األجرائية محدود ومعنى ىذا أنو بإمكان أي شخص مباشرة دعوى مدنية ضد‬
‫عضو البرلمان دون التقيد بضرره توافر شرط اإلذن‪ ،‬الذي يعتبر كقيد من قيود رفع الدعوى العمومية‬
‫حسب المادة ‪331‬من التعديل الدستوري الجزائري لسنة ‪.3039‬‬
‫يثور التساؤل حول ماىية اإلجراءات الجنائية ؟ أو ماالمقصود بالضبط باإلجراءات الجنائية ؟‬
‫إن إعطاء مفيوم عام لمصطمح اإلجراءات الجنائية يعني أن تشمل الحصانة البرلمانية كافة‬
‫اإلجراءات الجنائية المعروفة في قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬كاإلعالن واالستجواب األمر بالضبط‬
‫واإلحضار واألمر بالتفتيش أو تفتيش المسكن أو المحل أو محاصرة العضو أوابعاده إلى جية معينة أو‬
‫وضعو في الحبس االحتياطي أو الوضع تحت اإلقامة الجبرية أو تحريك الدعوى العمومية ضد العضو‪.‬‬
‫أما اإلجراءات التحفظية األخرى أو إجراءات جمع األدلة مثل سماع شيود المعاينة وانتداب‬
‫الخبراء‪ ،‬فيمكن اتخاذ مثل ىذه اإلجراءات دون الرجوع إلى المجمس المعني وطمب اإلذن‪ ،‬فيي ال تمس‬
‫‪1‬‬
‫شخص عضو البرلمان وال تمنعو من أداء ميامو البرلمانية‪.‬‬
‫كما أنو يطرح السؤال بصدد دراسة الحصانة اإلجرائية من حيث الموضوع حول الجرائم التي تشمميا‬
‫الحصانة‪ ،‬السيما وأن ىناك تقسيم وتكييف ليا بسبب جسامة الفعل والعقوبة المسمطة عميو‪ ،‬وىي تنقسم‬
‫إلى ثالثة أنواع ‪ :‬الجنايات‪ ،‬الجنح‪ ،‬المخالفات‪.‬‬
‫بالنسبة لممؤسس الفرنسي فقد حصر نطاق الحصانة اإلجرائية من حيث الموضوع عمى الجنايات‬
‫والجنح‪ ،‬وىو ما نص عميو الدستور الفرنسي لسنة ‪ 3611‬عميو الفقرة الثانية من المادة ‪ 2 26‬بنصيا‪:‬‬

‫‪ -1‬يحياوي فاتح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪ 13‬و‪13‬‬


‫‪-2‬الدستور الفرنسي المؤرخ في ‪ 01‬اكتوبر ‪3611‬‬

‫‪52‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪« Aucun membre du Parlement ne peut faire l'objet, en matière‬‬


‫‪criminelle ou correctionnelle, d'une arrestation ou de toute autre‬‬
‫‪mesure privative ou restrictive de liberté qu'avec l'autorisation du‬‬
‫‪Bureau de l'assemblée dont il fait partie. Cette autorisation n'est pas‬‬
‫‪requise en cas de crime ou délit flagrant ou de condamnation‬‬
‫‪définitive».‬‬
‫نرى ىنا انو استثنى المخالفات من التطبيق‪ ،‬غير انو مع ذلك نجد أن التقاليد البرلمانية لفرنسا قد‬
‫تضمنت المطالبة بوقف السير في محاكمة العضو بشأن مخالفة حتى ينتيي دور االنعقاد‪ ،‬فقد حدث أن‬
‫تدخل مجمس النواب الفرنسي في قضية اتيام أحد النواب بتاريخ ‪03‬جوان ‪ 1906‬و إحالتو عمى محكمة‬
‫المخالفات بتيمة مخالفة الئحة المحال العمومية‪ ،‬وبناءا عمى موافقة النيابة العامة فقد تم تأجيل النظر في‬
‫الدعوى إلى ما بعد انتياء دور االنعقاد و تكرر الموقف مرة ثانية عندما اتيم نائب آخر في ‪ 15‬جوان‬
‫‪1906‬بمخالفة الئحة مرورية‪ ،‬كما تدخمت رئاسة مجمس النواب لدى النائب العام لتأجيل النظر في‬
‫قضية مخالفة زيادة السرعة عن الحد القانوني‪ ،‬والمحركة ضد عضو البرلمان‪ ،‬واستنادا إلى ذلك طالب‬
‫الرأي مؤخ ار بامتداد نطاق الحصانة إلى المخالفات بسبب وجود مخالفات عمى قدركبير من الخطورة مثل‬
‫‪1‬‬
‫المخالفات الضريبية ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لممؤسس المصري فيرى جانب من الفقو أن عمومية نص المادة ‪ 99‬من الدستور‬
‫المصري ‪ ،3031‬ونص المادة ‪ 359‬من الالئحة الداخمية لممجمس الشعبي المصري‪ :‬بأنو ال عبرة بما إذا‬
‫كانت الجريمة المسندة إلى عضو البرلمان جناية أو جنحة أومخالفة ففي كل األحوال تسري أحكام‬
‫الحصانة ضد اإلجراءات الجنائية‪ ،‬بينما أتجو جانب من الرأي إلى أن تقرير الحصانة البرلمانية تقتصر‬
‫‪2‬‬
‫عمى نوعين من الجرائم ىما ‪:‬الجنايات و الجنح دون المخالفات ‪.‬‬
‫ىذا وان كانت الحقيقة من استثناء المخالفات لو ما يبرره‪ ،‬باإلضافة إلى أن اإلجراءات الجنائية‬
‫التي تتخذ في حالة مخالفات ال يمكنيا أن تعرقل‪ ،‬وتمنع أداء عضو البرلمان لميامو‪ ،‬إال أن نص المادة‬
‫‪99‬من الدستور واضح و جمي‪ ،‬إذ أن اإلجراءات الجنائية تغطي عمى عضو البرلمان ميما كانت‬
‫الجريمة المرتكبة تطبيقا لممبدأ القانوني ال اجتياد مع النص‪ ،‬بينما نص المؤسس الجزائري في نص المادة‬
‫‪331‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 3039‬بصراحة‪ ،‬وحدد نطاق الحصانة اإلجرائية من ىذه الناحية بقولو ‪:‬‬
‫"ال يجوز الشروع في متابعة أي نائب أو عضو مجمس األمة بسبب جناية أو جنحة إال بتنازل صريح‬

‫‪-1‬فاتح يحياوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪13‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 116‬من الالئحة الداخمية لممجمس الشعبي المصري‬

‫‪53‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫منو أو بإذن حسب الحالة من المجمس الشعبي الوطني أو مجمس األمة‪ ،‬ويظير من النص أن المؤسس‬
‫الدستوري الجزائري قد سمك نيج المؤسس الفرنسي عندما حصر اإلجراءات الجنائية عمى الجنايات‬
‫والجنح‪ ،‬دون امتدادىا لممخالفات‪ ،‬وبذلك فإن نص المادة جاء متماشيا مع الحكمة التي من أجميا تقررت‬
‫‪1‬‬
‫الحصانة البرلمانية‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬نطاق الحصانة من حيث الزمان و المكان‬

‫لمحصانة البرلمانية مدى زماني ومكاني تطبق فييما أحكاميا إذ ترتبط ىذه األخيرة ارتباطا وثيقا‬
‫بالمكان الذي يمارس فيو النائب ميامو النيابية إضافة إلى المدة الزمنية التي يمارس فييا ىذه الميام‪.‬‬

‫الفرع االول‪ :‬نطاق الحصانة البرلمانية من حيث الزمان‬

‫البد من التفريق من خالل دراسة ىذا الفرع بين نوعي الحصانة البرلمانية الموضوعي واإلجرائي‬
‫وذلك باالستناد لتفصيل الوارد في النصوص التشريعية وتفسير الفقو الدستوري ليا‪ ،‬وذلك في مايمي‪:‬‬

‫اوال ‪:‬الحصانة الموضوعية‪:‬‬

‫ىي الفترة الزمنية التي يتمتع بيا اعضاء البرلمان بالحصانة الموضوعية طيمة مدة نيابتيم و قياميم‬
‫بالميمة ال وظيفية البرلمانية‪ ،‬فال يمكن ان تمارس عمييم كل انواع التيديد او اجراء ضدىم وتمتد ىذه‬
‫الحصانة حتى بعد انتياء العيدة البرلمانية‪ ،‬وىي بيذا المعنى تكون ابدية‪ ،‬فال يمكن ان نتصور بعد‬
‫انتياء عيدة عضو البرلمان ان تحرك ضده دعوى السب والقذف كان يشغميا اثناء تادية وظيفتو‬
‫‪2‬‬
‫البرلمانية‪.‬‬

‫تسري الحصانة الموضوعية بداية من التعيين أو من بداية ظيور نتيجة االنتخابات في المجالس‬
‫التي تقر بو‪ ،‬وىنا يثار التساؤل عن لحظة سريان الحصانة الموضوعية؟ أو متى يمكن لعضو مجمس‬
‫النواب أن يتمتع بيذا النوع من الحصانة؟ لإلجابة عمى ىذا التساؤل سنكون أمام ثالث احتماالت‪ ،‬وىي‪:‬‬

‫‪-3‬إنيا تبدأ بمجرد انتخاب العضو دون توقفيا عمى أداء اليمين القانونية باعتبار أن الشخص‬
‫يصبح عضوا في مجمس النواب بمجرد إعالن انتخابو‪.‬‬

‫‪ -1‬فاتح يحياوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪11،11‬‬


‫‪ -2‬محمد اقيس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪11‬‬

‫‪54‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-3‬إنيا تبدأ بعد أداء اليمين القانونية باعتبار أن الشخص لن يستطيع ممارسة نشاطو البرلماني إال‬
‫بعد أداء اليمين‪ ،‬وىو ما نصت عميو بعض الدساتير‪ ،‬إذ يفيم منيا قبل أداء اليمين لن يكون بمقدور‬
‫عضو البرلمان القيام بأي نشاط نيابي‪ ،‬وبدون القدرة عمى مباشرة نشاط العضوية تختفي عنو الحصانة‬
‫وحكمتيا‪.‬‬

‫‪-1‬إنيا تبدأ منذ تاريخ دعوة عضو مجمس النواب إلى أول إجتماع‪ ،‬فقد نصت بعض الدساتير أن‬
‫مدة الدورة االنتخابية لممجمس النيابي تبدأ بأول جمسة لو‪.‬‬

‫ىذا وتجدر اإلشارة إلى أن الحصانة الموضوعية تستمر مع عضو المجمس‪ ،‬ومن ثم فإن كل ما‬
‫يبديو من أراء وأفكار خالل عضويتو ال يسأل عنيا حتى بعد انتياء عضويتو بالمجمس‪ ،‬وأيضا في حالة‬
‫انتياء مدة المجمس سواء كانت منتيية بحل البرلمان أم باستقالتو العضو لظروف معينة‪.‬‬

‫إن ديمومة ىذه الحصانة أمر منطقي‪ ،‬إذ لو كانت مؤقتة أي يقتصر سريانيا عمى فترة العضوية‬
‫أدى ذلك إلى انعدام أو قمة فائدتيا‪ ،‬إذ تجعل عضو مجمس النواب أمام سيل من الدعاوى الجنائية والمدنية‬
‫بمجرد أن تزول عضويتو‪ ،‬فإذا كان األمر كذلك فإن ىذه المسألة يمكن أن تكون عقبة في وجو عضو‬
‫مجمس النواب ورادعا عمى عدم اإلبداع وممارسة نشاطو بحرية‪ ،‬وعميو فإنو يؤثر عمى نشاط البرلماني‬
‫‪1‬‬
‫وحريتو و تجعمو مقيدا في إبداء رأيو‪.‬‬

‫في إطار المدى الزمني لمحصانة الموضوعية أثار بعض الباحثين أنو لما كان اليدف أو الحكمة‬
‫من الحصانة الموضوعية ىي حماية حرية الرأي و الفكر لعضو البرلمان أثناء مباشرة عممو النيابي‪ ،‬فإنو‬
‫يكون من المنطقي أن يرتبط ىذا االمتياز بالفترة التي يمارس فييا ىذا العمل بالفعل‪ ،‬ومن ثم يمكن القول‬
‫أن ىذه الحصا نة ترتبط في إعماليا أو التمسك بيا ببداية دور االنعقاد سواء كان دو ار عاديا أم غير‬
‫عادي‪ ،‬ومن ثم ال يجوز إعماليا أو التمسك بيا‪ ،‬مما يعني أنو ال أثر ليا فيما بين أدوار االنعقاد‪ .‬في‬
‫رأينا أن من المناسب أن يمتد النطاق الزمني ليذه الحصانة فيشمل العطمة البرلمانية‪ ،‬أي أن عضو‬
‫مجمس النواب غير مسؤول عن أرائو التي يدلي بيا بسبب ممارستو الوظيفة البرلمانية سواء انعقاد الدورة‬
‫‪2‬‬
‫أو خارجيا‪.‬‬

‫‪-1‬احمد عمي عبود الخفاجي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ص‪316،311‬‬


‫‪ -2‬محمد رمضان بطيخ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪11‬‬

‫‪55‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪-‬الحصانة اإلجرائية‪.‬‬

‫تعني الحصانة االجرائية ىنا الفترة الزمنية التي يتمتع بيا عضو المجمس النيابي بالحصانة ضد‬
‫اإلجراءات الجزائية‪ ،‬إذ يمزم أخذ اإلذن من المجمس قبل اتخاذ أي إجراءات ضد عضو المجمس النيابي‬
‫إذ كان البرلمان منعقدا أو من رئيس المجمس النيابي إذا كان البرلمان غير منعقد‪ ،‬واإلذن ىنا يعد إجراء‬
‫إلزامي وحتمي في غير حالة التمبس بالجريمة في جميع األحوال‪ ،‬وال أثر إليقاف جمسات المجمس النيابي‬
‫أو تأجيميا عن ىذه الحصانة‪ ،‬و ىناك اختالف بين الدول في المدى الزمني لتطبيق الحصانة اإلجرائية‬
‫لعضو المجمس النيابي فبعضيا تنص عمى أن‪ :‬اإلجراءات الجزائية والقاء القبض خارج دورات االنعقاد‬
‫جائزة‪ ،‬وكانت بعض الحكومات في فرنسا احتراما منيا لممجمس وتجنب االحتكاك بو‪ ،‬تعمن بأنيا لن‬
‫تباشر أي إجراءات جزائية بين الدورتين بل ستؤخرىا حتى ينعقد المجمس وتطمب اإلذن منو بالمالحقة‪،‬‬
‫وبذلك فإن بداية سريان ىذه الحصانة ىو من تاريخ أول دورة لمبرلمان‪ ،‬وان كان غالبية الفقياء يذىبون‬
‫إلى أن عضو البرلمان يتمتع بالحصانة من تاريخ إعالن نتيجة انتخابو عمى أساس أن العضو يستمد ىذا‬
‫الحق من عممية االنتخاب‪ ،‬ولذلك حتى ولو تم تقديم طعن في صحة عضويتو‪ ،‬فإن األصل ىو صحة‬
‫‪1‬‬
‫عضويتو حتى يتقرر بطالنيا‪.‬‬

‫يتضح مما سبق أن الحصانة اإلجرائية مؤقتة أي لفترة محدودة فيي تزول وتنتيي بمجرد انتياء‬
‫العضوية عن العضو‪ ،‬فيي ال تسري عمى كل من يفقد الحصانة بأي شكل من األشكال‪ ،‬أو ضبطو‬
‫متمبسا بالجريمة‪ ،‬فيجوز بعدىا اتخاذ كافة اإلجراءات الجنائية‪ ،‬عمى عكس الحصانة الموضوعية التي‬
‫يمتد أثرىا إلى ما بعد فقدان العضو لعضويتو بالمجمس‪ ،‬بحيث تحميو طوال حياتو‪ ،‬باإلضافة إلى أن ىذه‬
‫الحصانة تقتصر عمى الدعاوي الجنائية‪ ،‬بعكس الحصانة الموضوعية التي تشمل الدعاوى المدنية‬
‫‪2‬‬
‫والجنائية‪.‬‬

‫‪ -1‬احمد عمي عبود الخفاجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬من ص ‪ 311‬الى ص ‪311‬‬


‫‪-2‬احمد عمي عبود الخفاجي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪316،390‬‬

‫‪56‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نطاق الحصانة من حيث المكان‬

‫المقصود بنطاق الحصانة البرلمانية من حيث المكان ىو معرفة المساحة الجغرافية التي يمكن‬
‫لعضو مجمس النواب أن يتمتع فييا بالحصانة فيل تقتصر عمى مساحة معينة؟ أو تمتد لتقرر حمايتو‬
‫ضمن مساحة أوسع ؟‬

‫اوال ‪-‬الحصانة الموضوعية‪:‬‬

‫يتحدد النطاق المكاني ليذه الحصانة بالمكان الذي يمارس فيو العضو ميامو وصالحيتو النيابية‬
‫ويدلي فيو بأقوالو وأرائو‪ ،‬فإذا كان ذلك داخل المجمس أو بمناسبة عممو في إحدى المجان فإنو يتمتع‬
‫بالحصانة الموضوعية وال يمكن متابعتو أو مساءلتو عن تمك األفكار واالراء واألقوال والكتابات التي‬
‫أبداىا‪ ،‬أما إذا أدلى بيا خارج المجمس أو داخمو لكن ليست بمناسبة أدائو لوظيفتو فإنو يسأل عما أدلى بو‬
‫من أراء وأقوال وتصريحات‪ .‬ىذه القاعدة التي تحمل في طياتيا مالمح عن تضييق النطاق المكاني‬
‫لمحصانة الموضوعية ليست مطمقة إذ تأخذ بيا بعض الدول فقط‪ ،‬في حين تذىب دول أخرى إلى إطالق‬
‫ىذه الضمانة لتشمل األقوال واألراء التي يدلي بيا العضو ولو خارج المجمس أو المجان بشرط أن تكون‬
‫بمناسبة أدائو لميامو‪ ،‬فالمشرع الفرنسي مثال لم يقصر ىذه الضمانة عمى ما يبديو العضو من أقوال‬
‫داخل البرلمان إنما ربطيا بمباشرة العضو ألعمال وظيفتو دون تحديد لمكان معين ونفس الشيئ ذىب إليو‬
‫‪1‬‬
‫المشرع الجزائري ‪.‬‬

‫يجب أن ال يغيب عن البال أن الحصانة الموضوعية ال تغطي بشكل تمقائي كل ما يدلي بو‬
‫العضو من رأي‪ ،‬وانما يشترط أن يكون ذلك الرأي صاد ار عن العضو بمناسبة مباشرتو العمل النيابي‪ ،‬واال‬
‫كان مسؤوال عنو جنائيا و مدنيا حسب األحوال‪ ،‬وبعبارة أخرى ال تغطي الحصانة الموضوعية كل ما‬
‫يصدر عن أعضاء البرلمان من آراء‪ ،‬إذ قد يحاسب ىؤالء األعضاء عن تمك اآلراء حتى إذا صدرت‬
‫داخل المجمس وذلك عندما تكون عديمة الصمة بالعمل النيابي وكانت تشكل جريمة جنائية في نفس‬
‫‪2‬‬
‫الوقت‪.‬‬

‫‪ -1‬رفيق منصوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪19،11‬‬


‫‪-2‬احمد عمي عبود الخفاجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪391،396‬‬

‫‪57‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لقد ذىب بعض الفقياء إلى أن قصر الحصانة الموضوعية عمى إبداء ال أري و األفكار داخل‬
‫المجمس ولجانو‪ ،‬أمر يحتاج إلى تعديل بحيث تسري خارج المجمس مادام العضو يبدي أفكاره وآراءه‬
‫بصفتو عضو في المجمس‪ ،‬فاألفكار و اآلراء التي يبدييا األعضاء في جمسات المجمس و لجانو ال يجوز‬
‫أن تظل حبيسة في المجمس أو يغمق عمييا داخل ذلك المجمس‪ ،‬وانما يتعين أن يسمح ليا بالخروج إلى‬
‫‪1‬‬
‫الرأي العام‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬الحصانة اإلجرائية‪:‬‬

‫النطاق المكاني لمحصانة اإلجرائية فإنو ال يختمف كثي ار عن النطاق المكاني لمحصانة الموضوعية‬
‫إذ أنيا تقتصر عمى المجمس وعمى لجانو فقط‪ ،‬ولكن اإلشكال الذي يثار في ىذا الشأن ىو أنو ىل يجوز‬
‫أن تمتد ىذه الحصانة لتشمل منزل العضو أو مسكنو‪ ،‬وفي ىذا الشأن ينقسم الفقو إلى رأيين من يؤيدىا‬
‫وينادي بتوسيعيا لتشمل منزل العضو‪ ،‬لكن في ىذه الحالة يبقى إجراء التفتيش مرتبطا بالحصول عمى‬
‫إذن من المجمس‪ ،‬ومنيم من ذىب إلى أن الحصانة البرلمانية لم تكن لتشمل مسكن العضو ألنو اعترف‬
‫بيا لمعضو من أجل ضمان حضوره في المجمس وفي الدورات واالشتراك في المناقشات وال توجد لمسكنو‬
‫‪2‬‬
‫صمة بيذا البتة‪.‬‬

‫إن الحكمة من تقرير المؤسس الدستوري لمحصانة اإلجرائية ىو رغبتو في الضمان ليمكن أعضاء‬
‫البرلمان من أداء مياميم في التشريع‪ ،‬والرقابة عمى أعمال السمطة التنفيذية‪ ،‬وىم في مأمن من تيديدىا‬
‫‪3‬‬
‫باتخاذ اإلجراءات الجزائية ضدىم‪ ،‬وكذلك إعاقتيم من الوصول إلي البرلمان لممارسة أعماليم ‪.‬‬

‫قد نص عمييا المؤسس الدستوري الجزائري في نص المادة‪ 331‬من التعديل الدستوري ‪3039‬‬
‫بالقول‪":‬ال يجوز الشروع في متابعة أي نائب أو عضو مجمس األمة بسبب جريمة أو جنحة إال بتنازل‬
‫صريح منو أو بإذن حسب الحالة من المجمس الشعبي الوطني أو مجمس األمة الذي يقرر رفع الحصانة‬
‫عنو بأغمبية أعضاءه "‪.‬‬

‫‪ -1‬احمد عمي عبود الخفاجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪396،391‬‬


‫‪ -2‬رفيق منصوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪19‬‬
‫‪-3‬عمي بن عبد المحسن التويجري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪91‬‬

‫‪58‬‬
‫النظام القانوني للحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مما سبق شرحو‪ ،‬فإن الحصانة اإلجرائية تتمثل في عدم مباشرة مجموعة من اإلجراءات القانونية‬
‫ضد عضو البرلمان بسبب جريمة اقترفيا‪ ،‬إال بعد اتخاذ مجموعة من التدابير القانونية‪ ،‬طالما أنيا مرتبطة‬
‫بعضو البرلمان فال يمكن أن يستفيد منيا غيره‪ ،‬حتى وان كان من عائمتو‪ ،‬وال حتى الشريك في الجريمة‪.‬‬

‫لما كانت الحصانة البرلمانية مبنية عمى قاعدة إجرائية مؤداىا استئذان البرلمان قبل مباشرة أي‬
‫إجراءات جزائية ضد العضو‪ ،‬فيي توقف اتخاذ اإلجراءات دون رفع صفة الجرم‪ ،‬وبسبب ذلك نجد أن‬
‫دساتير العالم تحرص عمى تحريم اتخاذ إجراءات جنائية ضد أعضاء البرلمان فيما عدا حاالت التمبس‬
‫إال بعد أخذ إذن المجمس‪ ،‬وىو ما جسده المؤسس الدستوري الجزائري في نص المادة ‪ 331‬من التعديل‬
‫‪1‬‬
‫الدستوري لسنة ‪.3039‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن ارتكاب العضو جنحة إخبار أمره لسمطات المختصة ال يعني إعفاؤه من‬
‫اإلجراءات االنضباطية المقررة في النظام الداخمي إذ رأى المجمس ذلك‪ ،‬ألن في ىذه المسألة مخالفتين ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫مخالفة لمقانون العام بارتكاب الجريمة‪ ،‬ومخالفة لنظام الداخمي لممجمس باإلخالل في نظام الجمسة‪.‬‬

‫‪ -1‬فاتح يحياوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪11‬‬


‫‪ -2‬احمد عمي عبود الخفاجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪311‬‬

‫‪59‬‬
‫إنتهاء الحصانة البرلمانية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفصل الثالث‬

‫إنتهاء الحصانة‬
‫البرلمانية‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفصل الثالث‪ :‬انتهاء الحصانة البرلمانية‬

‫إن العمل البرلماني مرتبط بالعيدة البرلمانية‪ ،‬فيي ليست ميمة أبدية بل مقيدة بأجل أو‬
‫مدة محددة مثل أي وظيفة أو ميمة أخرى‪ ،‬فمن المنطقي أن تنقضي ىذه العيدة نتيجة ألسباب‬
‫حددتيا الدساتير واألنظمة الداخمية لغرفتي البرلمان‪ ،‬فالمشرع منح الحصانة البرلمانية ألعضاء‬
‫البرلمان بمراكزىم القانونية ال بذواتو الفصل الثاني‪ ،‬وىذا االمتياز ينتيي إما ألسباب ليا عالقة‬
‫بالمجمس في حد ذاتو‪ ،‬او ألسباب انقضاء الميمة البرلمانية متعمقة أساسا بعضو البرلمان‪.‬‬

‫تتشابو الدساتير العربية والقوانين المنظمة ليا في أسباب نياية العضوية البرلمانية‪ ،‬حيث‬
‫تعرضت إلى ىذا الموضوع من حيث اإلشارة إلى الحاالت العادية وغير العادية النتياء‬
‫الحصانة‪.‬‬

‫ليذا سنتعرض في ىذا الفصل إلى مسألة انتياء الحصانة البرلمانية وزواليا من خالل‬
‫مبحثين‪:‬‬

‫نتعرض في األول إلى الحاالت العادية النتياء ىذه الحصانة‪ ،‬ونتطرق في الثاني إلى‬
‫الحاالت غير العادية النتيائيا‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول‪ :‬النهاية الطبيعية لمحصانة البرلمانية‬

‫تنتيي الحصانة البرلمانية التي يتمتع بيا أعضاء البرلمان بانتياء مدة المجمس‪ ،‬وىي‬
‫النياية الطبيعية لكل حصانة إجرائية‪ ،‬ومدة ىذه الحصانة تبدو مختمفة‪ ،‬وذلك تبعا لمنظام‬
‫السياسي القائم في الدولة‪ ،‬ويقصد بالحاالت العادية النتياء الحصانة البرلمانية ىي تمك الحاالت‬
‫التي تنتيي بيا حصانة النواب بصورة طبيعية دون أي تدخل أو طمب سواء من المجمس أو من‬
‫جية التحقيق المختصة‪ ،‬وىذه الحاالت مرتبطة بالحضور الطبيعي لنائب في البرلمان وجودا‬
‫وعدما‪ ،‬واستم اررية والية البرلمان ضمن المدة القانونية‪ .‬سنتعرض في ىذا المبحث إلى دراسة ىذه‬
‫الحاالت‪ :‬انتياء المدة وحل البرلمان (مطمب أول)‪ ،‬وفاة العضو واستقالتو(مطمب ثاني)‪.‬‬

‫المطمب األول‪:‬انتهاء مدة البرلمان أو حمو‬

‫تنتيي العضوية البرلمانية نتيجة ألسباب عادية أو طبيعية؛ إما بانتياء مدة العضوية‬
‫لممجمس المحددة دستوريا‪ ،‬أو إما عن طريق الحل بالنسبة لمغرفة المنتخبة سواء كان الحل تمقائي‬
‫‪1‬‬
‫بقوة القانون‪ ،‬أو قيام رئيس الجميورية بذلك بناءا عمى سمطتو التقديرية التي خوليا لو الدستور‪.‬‬

‫تتفق الدول محل الدراسة في انتياء مدة العضوية كطريق عادي لنياية العضوية ولكنيا‬
‫تختمف بخصوص الحل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬انتهاء مدة البرلمان‬

‫يعتبر انتياء مدة المجمس؛ أو ما يعبر عنو في التشريع الجزائري بالعيدة النيابية وىي‬
‫الحالة األصمية لنياية الحصانة البرلمانية؛ نياية طبيعية إذ يعتبر العضو في ىذه الحالة كسائر‬
‫األفراد العاديين‪ ،‬يسأل عما اقترفو من جرائم سواء أثناء عيدتو النيابية أو بعدىا‪ ،‬كذلك يستثنى‬
‫من المتابعة والمساءلة عن األقوال واآلراء التي أدلى بيا العضو أثناء تمتعو بالصفة النيابية‬
‫والمرتبطة بميامو التشريعية والرقابية؛ وىي المدة التي يتمتع بيا المنتخب في حال فوزه‬
‫باالنتخابات بالعضوية البرلمانية‪ ،‬والتي قد حددتيا المادة ‪ 119‬من التعديل الدستوري ‪2016‬‬
‫بخمس سنوات بالنسبة لممجمس الشعبي الوطني‪ ،‬وستة سنوات بالنسبة لمجمس األمة وتجدد ىذه‬

‫‪-1‬نوال لصمج‪ ،‬مكانة عضو البرلمان في الدساتير العربية‪ ،‬رسالة لنيل شيادة دوكتوراه‪ ،‬كمية الحقوق و العموم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2016-2015‬ص ‪101‬‬

‫‪61‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المدة كل ثالث سنوات؛ ال يمكن أن تمدد المدة إال لظروف خطيرة جدا من شأنيا استحالة إجراء‬
‫االنتخابات التشريعية في وقتيا المحدد‪ ،‬وفي ىذه الحالة يبقى العضو متمتعا بالحصانة‬
‫‪1‬‬
‫البرلمانية‪.‬‬

‫بانتياء ىذه المدة تنتيي العضوية البرلمانية وتزول عن األعضاء صفة العضوية‪ ،‬وتجرى‬
‫االنتخابات في ظرف ‪ 03‬أشير لتجديد عضوية المجالس النيابية‪ ،‬النقضاء المدة النيابية‬
‫الجارية‪ ،‬وال يمكن تمديد ميمة البرلمان إال في ظروف خطيرة جدا ال تسمح بإجراء انتخابات‬
‫عادية‪ ،‬حيث يثبت البرلمان المنعقد بغرفتيو المجتمعتين ىذه الحالة بقرار بناءا عمى اقتراح رئيس‬
‫‪2‬‬
‫الجميورية واستشارة المجمس الدستوري‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬حل البرلمان‬

‫يصنف بعض الفقياء حل البرلمان ضمن الحاالت العادية النتياء الحصانة‪ .‬كون ىذه‬
‫الحالة ال يد لعضو البرلمان فييا وال عالقة لمبرلمان ذاتو أو جية التحقيق بوجودىا؛ حيث يقصد‬
‫بحل البرلمان ىو انتياء مدة المجمس قبل انتياء المدة المحددة لو في الدستور‪3،‬كما ويقصد بو‬
‫‪4‬‬
‫ايضا انياء مدة المجمس النيابي قبل المدة القانونية المقررة لنيابة اي نياية الفصل التشريعي ‪.‬‬

‫يعتبر حل البرلمان أحد األسمحة التي تمتمكيا السمطة التنفيذية في مواجية صالحية‬
‫البرلمان في مساءلة الحكومة وحجب الثقة عنيا‪ ،‬وفق األنظمة السياسية المختمفة لمدول‪ ،‬والتي‬
‫تعتمد وضع سياسية متوازنة وصالحيات قانونية متقابمة لكل سمطة في مواجية السمطات‬
‫‪5‬‬
‫األخرى‪.‬‬

‫‪-1‬عبد اهلل بوقفة‪ ،‬الدستور الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2005‬ص‪306‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 102‬فقرة ‪ 04‬و ‪ 05‬من دستور الجزائر لسنة ‪1996‬‬
‫‪ -3‬ابراىيم مالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪139‬‬
‫‪ -4‬فواز لجمط‪ ،‬الضمانات الدستورية لحماية مبدأ الشرعية‪ ،‬اطروحة لنيل شيادة دكتوراه في الحقوق‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2015\2014 ،‬ص‪121‬‬
‫‪ -5‬ابراىيم مالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪139‬‬

‫‪62‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مما الشك فيو أن الحل ال يتقرر إال إذا وقع انسداد سياسي في عالقة الحكومة بالبرلمان‪،‬‬
‫ومنو وعمى وجو الخصوص عدم الموافقة عمى مخطط عمل الحكومة‪.‬‬

‫إذا فحق الحل ىو سالح تمتمكو السمطة التنفيذية في مواجية السمطة التشريعية( المجمس‬
‫الشعبي الوطني)‪ ،‬ويكون ذلك في أغمب األحوال عند حدوث نزاع بين الحكومة والبرلمان‪.‬‬
‫والحل في الدول العربية وغيرىا من الدول التي تأخذ بنظام لغرفتين ال يمس الغرفة المعينة‪ ،‬وانما‬
‫يمس فقط الغرفة المنتخبة‪ ،‬ألن االنتخاب عادة ما يأتي بكتل مختمفة ليس ليا نفس وجيات‬
‫النظر‪ ،‬وبالتالي تصطدم ىذه الكتل مع الرئيس‪ 1،‬ولمحل صورتان ىما‪:‬‬

‫أوال‪:‬الحل الوجوبي(التمقائي)‬

‫انفردت بو الجزائر ومصر في دستورىا الحالي ‪ ،2014‬حيث نصت عميو المادة ‪ 82‬من‬
‫الدستور الجزائري سنة ‪ 1996‬والمادة ‪ 146‬من دستور مصر لسنة ‪ ،2014‬وىناك من أسماه‬
‫كذلك الحل البرلماني ألن البرلمان يتمتع بقسط من االستقاللية في االلتجاء إلى الحل الوجوبي‬
‫أي بقوة القانون‪ ،‬ويتم في الج ازئر في حالة تعين الحكومة مرتين ورفض برنامجيا لممرة الثانية‪،‬‬
‫حيث ينحل البرلمان وجوبا وتعاد االنتخابات التشريعية‪ ،‬فالحل الوجوبي في الجزائر مرتبط برغبة‬
‫المجمس الشعبي الوطني‪ ،‬وكذلك المؤسس الدستوري يطمب من الغرفة األولى أن ال تمارس بما‬
‫‪2‬‬
‫ليا من اختصاص دستوري‪.‬‬

‫يرجع الفقو الجزائري أسباب الحل الوجوبي لمعديد من األسباب من بينيا‪:‬‬

‫‪ -1‬إن التشكيمة عمى مستوى المجمس الشعبي الوطني مفتتة وغير منسجمة‪ ،‬وال توجد أغمبية‬
‫برلمانية معينة سواء لحزب واحد‪ ،‬أو إلتالف حزبي الذي يسمح ألية حكومة أن تنتقد أي برنامج‬
‫سياسي‪ .‬وبالتالي ىناك ضرورة حتمية لحل ىذا المجمس والرجوع إلى الشعب‪ ،‬من أجل البحث‬
‫عن تشكيمة برلمانية جديدة تتوفر فييا أغمبية برلمانية تمكن من تسيير شؤون البالد‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد بركات‪ ،‬النظام القانوني لعضو البرلمان دراسة مقارنة‪،‬أطروحة لنيل شيادة الدكتوراه‪ ،‬كمية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪،2014-2013 ،‬ص‪159‬‬
‫‪-2‬عبد اهلل بوقفة‪ ،‬آليات تنظيم السمطة السياسية في النظام السياسي الجزائري‪ ،‬دراسة مقارنة الجزائر‪ ،‬دار ىومة‬
‫لمنشر والتوزيع‪ ،2003 ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪307‬‬

‫‪63‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -2‬ألن الحكومة الجديدة عادت بنفس البرنامج الذي سبق لممجمس رفضو‪ ،‬من حيث‬
‫الجوىر عمى األقل أي أن أسباب الرفض الزلت قائمة من طرف نفس األغمبية البرلمانية‪ .‬وىذه‬
‫الحالة تعبر عن وجود خمل جوىري بين السمطتين واألغمبية البرلمانية لممجمي الشعبي الوطني‪،‬‬
‫والتي يكون ليا برنامج سياسي آخر مختمف عن برنامج الحكومة‪ .‬كما أن المادة ‪ 82‬من الفقرة‬
‫‪ 02‬تطرح إشكالية في حالة بقاء الحكومة بصفة مؤقتة إلى غاية انتخاب مجمس جديد‪ ،‬إذن حل‬
‫المجمس الشعبي الوطني يصبح ضروري لتحكيم الشعب في ىذا الخالف‪.‬‬

‫يمكن لحل المجمس الشعبي الوطني أن يتيح فرصة لرئيس الجميورية‪ ،‬أو يفتح لو مجال‬
‫إجراء تغيرات سواء عمى مستوى المجمس أو عمى مستوى الحكومة نفسيا ( بحكم استقالتيا نتيجة‬
‫‪1‬‬
‫الحل) وذلك ألغراض مختمفة‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬الحل الرئاسي‬

‫اتفقت كل األنظمة و الدساتير العربية أن موضوع الدراسة يقوم عمى الحل الرئاسي‪ ،‬وذلك‬
‫يكون بناءا عمى رغبة رئيس الجميورية وباقتراح منو ويكون بموجب مرسوم رئاسي‪ ،‬ولكنيم‬
‫اختمفوا في حاالت الحل الرئاسي ففي الجزائر فإن الحل الرئاسي مرىون بحالتين ىما‪:‬‬

‫‪ -1‬حالة طمب رئيس الحكومة من المجمس الشعبي الوطني أن يصوت لو بثقة ويرفض ىذا األخير‪،‬‬
‫فإن رئيس الحكومة يقدم استقالة حكومتو‪ ،‬ويمكن لرئيس الجميورية قبل قبول االستقالة االلتجاء‬
‫‪2‬‬
‫إلى احكام المادة ‪ 129‬من التعديل الدستوري لسنة ‪.2016‬‬

‫‪ -2‬الحالة التي ال يوجد فييا أي نزاع بين المجمس الشعبي الوطني والحكومة حيث أن فكرة‬
‫الحل صادرة من رئيس الجميورية وحده‪ ،‬الذي يرى أن البرلمان لم يعد يمثل اتجاىات األمة مما‬
‫يتطمب إنياء حياة البرلمان وذلك قبل مباشرة الحل‪ ،‬فإن رئيس الجميورية يستشير شخصيات‬
‫‪3‬‬
‫رئيسية ىامة في الدولة‪.‬‬

‫‪ -1‬نوال لصمج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪110‬‬


‫‪-2‬نوال لصمج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪111 ،110‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 129‬من دستور الجزائر لسنة ‪1996‬‬

‫‪64‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطمب الثاني‪ :‬وفاة عضو البرلمان أو استقالتو‬

‫إلى جانب الحاالت السابقة توجد حالتين إضافيتين لزوال العضوية البرلمانية‪ ،‬حالة وفاة‬
‫عضو البرلمان التي سندرسيا في الفرع األول واالستقالة التي تعتبر ىذه األخيرة من وسائل‬
‫انتياء العضوية في مجمس النواب في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حالة وفاة عضو البرلمان‬

‫تعتبر الوفاة النياية الطبيعية لشغور المنصب البرلماني وزوال جميع الحصانات‬
‫الموضوعية واإلجرائية‪ ،‬حيث إذا توفي العضو تزول عنو العضوية البرلمانية من يوم وفاتو‪،‬‬
‫وتحسب لو الفترة التي قضاىا في البرلمان عيدة كاممة ميما كانت مدتيا ليستفيد منيا ذوي‬
‫‪1‬‬
‫حقوقو وىي مرتبطة بمنحة التقاعد‪.‬‬

‫كما يمكن أن ينطبق عميو نفس الحكم واإلجراء‪ ،‬كالذي ينطبق عمى انقضاء العيدة النيابية‬
‫لمعضو بسبب الوفاة حدوث مانع قانوني آخر كالحجر عميو‪ ،‬أي كل ما من شأنو عدم تمكينو من‬
‫‪2‬‬
‫أداء ميامو نيائيا مع اثبات ذلك‪.‬‬

‫اذا توفي عضو في البرلمان يجب تعويضو‪ ،‬أما بالنسبة لممجمس الشعبي الوطني‪ ،‬ويعود‬
‫االستخالف لمفائز األخير التابع لمعضو المتوفى حسب نص المادة رقم ‪ 105‬من القانون‬
‫العضوي ‪ 310-16‬الذي يتعمق بنظام االنتخابات‪ ،‬أما بالنسبة لعضو المتوفى في مجمس األمة‬
‫يكون استخالفو عن طريق انتخابات جزئية عمى مستوى الوالية‪ ،‬وذلك حسب نص المادة رقم‬
‫‪4‬‬
‫‪ 132‬من القانون العضوي السالف الذكر‪.‬‬

‫‪ -1‬ابراىيم مالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪323‬‬


‫‪ -2‬امينة سعود‪ ،‬النظام القانوني لعضو البرلمان في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2014-2013 ،‬ص‪38‬‬
‫‪ -3‬القانون العضوي ‪ ،10-16‬المؤرخ في ‪ 25‬غشت ‪ ،2016‬يتعمق بنظام االنتخابات‪ ،‬الصادر باجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪ ،50‬لسنة ‪2016‬‬
‫‪-4‬سعيد بوشعير‪ ،‬النظام السياسي الجزائري"دراسة تحميمية لطبيعة نظام الحكم في ضوء دستور ‪ ، "1996‬الجزء‬
‫الرابع "السمطة التشريعية والمراقية‪" ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪34‬‬

‫‪65‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تشير التقاليد البرلمانية عمى أنو بعد أن يعمن رئيس المجمس إلى األعضاء وفاة عضو من‬
‫أعضاء المجمس‪ ،‬فإن الحكومة تشارك في تأبين العضو المتوفى‪ ،‬كما تشارك المجموعات‬
‫‪1‬‬
‫البرلمانية المختمفة أو الحزب أو المجموعة التي ينتمي ليا العضو المتوفى في ىذا التأبين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬استقالة عضو البرلمان‬

‫اوال‪:‬تعريف االستقالة‪:‬‬

‫ىي طمب مكتوب يتقدم بو العضو موضوعو طمب إنياء عضويتو بصورة دائمة أو‬
‫تخميو عنيا‪ ،‬وعميو فإن الحصانة النيابية تزول في حالة موافقة مجمس النواب عمى استقالة‬
‫عضو المجمس التابع لو‪ ،‬إال أن إجراءات إنياء العضوية في المجمس عن طريق االستقالة‬
‫‪2‬‬
‫تختمف من دستور إلى آخر وكذلك من تشريع إلى آخر‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬أسباب االستقالة‪:‬‬

‫يتفق معظم الفقياء بأنو ال توجد أسباب محددة لالستقالة من البرلمان‪ ،‬فقد تكون نتيجة‬
‫لعدم القدرة عمى القيام بالواجب النيابي‪ ،‬أو لمرض ال يتمكن معو العضو أو النائب في‬
‫مواصمة عممو البرلماني أو تكون االستقالة بسبب التعيين في منصب أو وظيفة تتنافى مع‬
‫‪3‬‬
‫العيدة البرلمانية‪.‬‬

‫‪ :1‬قبول االستقالة لعدم قدرة النائب أو العضو القيام بالواجب النيابي‪:‬‬

‫الشك أن العضوية في البرلمان تتطمب من العضو أو النائب القدرة عمى القيام بميامو‬
‫البرلمانية عمى أكمل وجو‪ ،‬فدورات انعقاد البرلمان تستغرق وقتا طويال دون انقطاع في بعض‬

‫‪-1‬ابراىيم مالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪323‬‬


‫‪-2‬سالم صالح خميس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪142‬‬
‫‪ -3‬الميمود بومامي ‪ ،‬اسقاط العضوية البرلمانية في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجيستير‬
‫في الحقوق‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،2015\ 2014 ،‬ص ص‪،32‬‬
‫‪33‬‬

‫‪66‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫األحيان‪ ،‬مما يؤثر عمى القدرة الصحية والذىنية لمنائب أو العضو؛ األمر الذي تحول معو‬
‫مواصمة حضور جمسات البرلمان مما يميد لحالة أكثر تأثي ار من االستقالة وىي كثرة الغيابات‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫فاألولى لالستقالة والمجوء إلى استخالف النائب المستقيل‪.‬‬

‫‪:2‬قبول االستقالة بمناسبة التعيين في منصب يتنافى و العهدة البرلمانية‪:‬‬

‫يعتبر ىذا السبب من نتائج مبدأ عدم جواز الجمع بين العضوية في البرلمان وبين‬
‫الوظائف العامة في الحكومة بمعناىا الواسع‪ .‬وذلك ضمانا لمفصل العضوي بين السمطتين‬
‫التشريعية والتنفيذية بعدم السماح بالجمع بين العضوية في البرلمان والعضوية في الحكومة‪ ،‬وىو‬
‫ما أكدتو المادة ‪ 122‬من التعديل الدستوري الحالي بقوليا‪":‬ميمة النائب وعضو مجمس األمة‬
‫وطنية‪ ،‬قابمة لتجديد وال يمكن الجمع بينيا وبين ميام ووظائف أخرى"‪.‬‬

‫أشارت الدساتير الجزائرية إلى موضوع االستقالة بالنسبة لعضو البرلمان‪ ،‬إلى غاية التعديل‬
‫الدستوري لسنة ‪ ،2016‬الذي نصت المادة ‪ 125‬منو عمى أن"يحدد عضوي الحاالت التي يقبل‬
‫فييا البرلمان استقالة أعضائو"؛ إما تكون االستقالة إرادية بمحض إرادة العضو‪ ،‬أو تمقائية بقوة‬
‫‪2‬‬
‫القانون‪.‬‬

‫أ‪-‬االستقالة االرادية‪:‬‬

‫لم يتطرق الدستور الج ازئري‪ ،‬والقانون الخاص بحقوق وواجبات عضو البرلمان واألنظمة‬
‫الداخمية إلى تبيان طريقة واج ارءات وشكل تقديم االستقالة‪ ،‬وعدم صدور القانون العضوي المنظم‬
‫لالستقالة المنصوص عمييا سابقا في المادة ‪521‬من التعديل الدستوري‪ .2016‬وقياسا عمى‬
‫الدساتير المقارنة واألنظمة الداخمية المنظمة لعمل البرلمان‪ ،‬يرى الفقو الجزائري عمى أنو البد من‬
‫إتباع إجراءات معينة لتقديم االستقالة أىميا‪:3‬‬

‫‪-1‬الميمود بومامي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪33‬‬


‫‪- -2‬المادة ‪ 108‬من دستور الجزائر لسنة ‪1996‬‬
‫‪ -3‬نوال لصمج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪104‬‬

‫‪67‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫_ البد أن تكون االستقالة مكتوبة وموقعة ومؤرخة بتاريخ تقديميا‪.‬‬

‫_ البد أن تقدم بصفة فردية وشخصية إلى رئيس الغرفة التي ينتمي إلييا العضو‪ ،‬وىذا يعني‬
‫منع اإلستقالة الجماعية‪.‬‬

‫_ أن تكون مبررة وتتضمن السبب أو األسباب التي أدت إلييا ) التعبير عن موقف سياسي‪،‬‬
‫المرض الذي يحول دون االستمرار في أداء الميمة النيابية‪ ،‬اختيار وظيفة أو ميمة انتخابية‬
‫أخرى تتنافى مع النيابة في البرلمان ‪....‬الخ)‪.‬‬

‫_ يقدم رئيس الغرفة االستقالة ومرفقاتيا إن وجدت إلى المجنة المكمفة بإثبات العضوية ) المجنة‬
‫القانونية أثناء الفترة التشريعية ( لوضع تقرير بخصوصيا يقدم إلى المجمس المصادق عميو‬
‫وبالتالي إعالن حالة شغور) يمكن لمجنة أن تستمع إلى المعني)‪.‬‬

‫‪-‬في حالة استقالة رئيس المجمس نفسو‪ ،‬تقدم االستقالة إلى ىيئة التنسيق المكمفة بإثبات حالة‬
‫‪1‬‬
‫الشغور طبقا لمنظام الداخمي لمغرفتين‪.‬‬

‫ب‪-‬اإلستقالة التلقائية‬

‫من اآلثار المترتبة عمى جمع الوظائف والميام ىو االستقالة التمقائية؛ ويعني أن يضع‬
‫المعني نفسو في موضع يستمزم اعتباره مستقبال بحكم القانون‪ ،‬ويعمن مكتب الغرفة المعنية شغور‬
‫المقعد في األجل المحدد في الفقرة ‪ 22‬من المادة ‪ 29‬من القانون العضوي المتعمق بحاالت‬
‫التنافي‪ ،‬ويبمغ ق ارره إلى العضو المعني والى الحكومة والى المجمس الدستوري‪.‬أما في حالة شغور‬
‫مقعده بسبب حالة التنافي‪ ،‬يتم استخالفو وفقا لألحكام المنصوص عمييا في التشريع الساري‬
‫المفعول‪.2‬‬

‫بالرجوع إلى النصوص الدستورية الجزائرية‪ ،‬لم تذكر موضوع االستقالة التمقائية في دستور‬
‫‪ 5691‬بالنسبة لنواب المجمس الوطني‪ ،‬لكن ورد في دستور ‪ 5699‬بموجب المادة‪ 521‬منو‬
‫ودستور ‪ 5616‬بموجب المادة ‪ 522‬منو‪ ،‬ودستور ‪ 5669‬بموجب المادة ‪ 521‬منو والمادة‬

‫‪-1‬نوال لصمج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪104‬‬


‫‪ -2‬سعيد بوشعير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪37‬‬

‫‪68‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪125‬من التعديل الدستوري ‪ ،2016‬فاالستقالة ليست باألمر اليين‪ ،‬فيي ليست مجرد إنياء لعيدة‬
‫برلمانية متعمقة بشخص‪ ،‬ولكنيا متعمقة أيضا بإرادة شعبية‪ ،‬لذلك استدرك المشرع األمر في‬
‫القانون العضوي المتعمق بحاالت التنافي ونظم االستقالة من ناحية الشكل والمضمون‪ ،‬لكن‬
‫اإلشكال حسب الفقو الجزائري ىو أنو إذا قدم عضو البرلمان تصريحا غير صحيح أو ناقص‬
‫إلخفاء حاالت التنافي تطبق عميو عقوبات التصريح الكاذب‪ ،‬لكن النص لم يوضح وضعية‬
‫العضو بعد ذلك فيل تطبق في حقو العقوبة برفع الحصانة عميو فقط أم يخضع إلجراءات فقدان‬
‫الصفة البرلمانية باالستقالة تمقائيا أو وجوبا كما تقضي المادتان‪ 26‬و‪ 55‬من القانون العضوي‬
‫‪1‬‬
‫‪ 02-12‬؟‬

‫ثالثا‪:‬شروط االستقالة‪:‬‬

‫‪-1‬أن يكون طمب االستقالة مكتوبا‪:‬‬

‫ىذا الشرط يعني عدم جواز تقديم االستقالة شفويا‪ ،‬و عدم جواز تقديميا ىاتفيا‪ ،‬فإشتراط‬
‫الكتابة ال يعني أن تتقيد االستقالة بصيغة أو ألفاظ معينة‪ ،‬بل تستفاد الرغبة من أي عبارة تدل‬
‫عمى رغبة العضو في إعتزال الخدمة بصفة جدية‪.‬‬

‫‪-2‬أن يكون طمب االستقالة خاليا من أي قيد أو شرط‪:‬‬

‫بموجب ىذا الشرط فإن طمب االستقالة الذي يقترن أو يعمق عمى شرط يعتبر كأن لم يكن‪،‬‬
‫ذلك ألن اقتران االستقالة بشروط‪ ،‬أو تضمنيا بعض القيود يثير الشك في الرغبة في ترك الخدمة‬
‫إذ قد يكون ىدفو من تقديم االستقالة ليس إنياء الخدمة و إنما حث اإلدارة لتحقيق مطالبو‪ ،‬إال‬
‫‪2‬‬
‫أنو إذا قدم استقالتو وعين فييا موعدا لمقبول فيجوز قبوليا من تاريخ ذلك الموعد أو قبمو‪.‬‬

‫‪-1‬سعيد بوشعير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪38‬‬


‫‪ -2‬سالم صالح خميس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪145‬‬

‫‪69‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-3‬أن يكون طمب االستقالة صادر عن رضا صحيح‪:‬‬

‫يجب أن يكون صادر من رضا صحيح ال يشوبو عيب من عيوب الرضا كاإلكراه عمى‬
‫االستقالة‪ ،‬أو استعمال وسائل احتيالية تجبره عمى االستقالة‪ ،‬أو استعمال وسائل احتيالية تجبره‬
‫عمى االستقالة‪ ،‬وفي مثل ىذه األحوال يستطيع أن يطمب إلغاء قرار قبول االستقالة والتعويض‬
‫‪1‬‬
‫عنو إن كان لو مقتضى‪.‬‬

‫رابعا‪-‬إجراءات نظر االستقالة و البت فيها‪:‬‬

‫في غياب القانون العضوي المنظم لموضوع االستقالة من البرلمان‪ ،‬نعتمد في ذلك عمى‬
‫النظام رقم ‪ 16/98‬لممجمس الشعبي الوطني الممغى‪ ،‬فوفقا لممادة ‪23‬منو توجو طمبات االستقالة‬
‫إلى الرئيس المجمس الشعبي الوطني أو إلى رئيس مجمس األمة بحسب الحالة‪ ،‬فيقوم الرئيس‬
‫بإخطار مكتب المجمس في أقرب جمسة من أجل دراسة و فحص مضمون االستقالة سواء من‬
‫الناحية الشكمية أو الموضوعية‪ ،‬ومن ثم يطرح طمب االستقالة لمبت فيو نيائيا‪.‬‬

‫ال ترتب االستقالة أثرىا إال من تاريخ التأشير عمييا بالقبول وليس من تاريخ تقديميا فيظل‬
‫‪2‬‬
‫لمنائب أو العضو المستقيل صفة البرلماني بما يترتب عمييا من حقوق ووجبات‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬النهاية غير الطبيعية( االستثنائية) لمحصانة البرلمانية‬

‫تعرضنا في المبحث السابق الى الحاالت العادية النتياء الحصانة البرلمانية‪ ،‬اما من خالل‬
‫ىذا المبحث سنتعرض الى الحاالت الغير عادية النتياء الحصانة البرلمانية‪ ،‬حيث تنتيي‬
‫العضوية البرلمانية نياية غير طبيعية السباب متصمة بالعضو‪ ،‬وىناك من يطمق عمييا بالحاالت‬
‫االستثنائية النتياء العضوية‪ ،‬وتعني نياية العضوية في البرلمان قبل نياية والية المجمس‪ ،‬ويقصد‬
‫بيا ايضا تمك الحاالت التي يكون سببيا غير طبيعي وانما يتعمق بسمطة جيات التحقيق في‬
‫اتخاذ اجراءات ضد العضو البرلماني بمناسبة ارتكابو لجريمة من الجرائم المنصوص عمييا في‬
‫القوانين العقابية ‪.‬‬

‫‪-1‬سالم صالح خميس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪145‬‬


‫‪ -2‬الميمود بومامي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪35‬‬

‫‪70‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطمب االول‪:‬حالة تمبس العضو و اقصاءه واسقاط العضوية عنو‬

‫سنتعرض في ىذا المطمب الى ثالثة الحاالت غير العادية لزوال الحصانة البرلمانية؛ حالة‬
‫التمبس و حالة االسقاط وحالة االقصاء‪ ،‬حيث سنعرج بالتفصيل شرح وتوضيح كل حالة ‪:‬‬

‫الفرع االول‪:‬حالة تمبس العضو بجناية او جنحة‬

‫اوال‪:‬تعريف حالة تمبس العضو بجناية اوجنحة‬

‫ُيقصد بمفظ الجناية" ‪:‬الجرم الذي يستوجب عقوبة اإلعدام أو الحبس مدة تتجاوز‬
‫الثالث سنوات دون حاجة الى إثبات إدانة المجرم في السابق‪".‬‬
‫كما ُيقصد بحالة التمبس أنيا التقارب الزمني بين وقت اقتراف الجريمة ووقت اكتشافيا‪،‬‬
‫بحيث تستدعي ىذه الحالة سرعة اتخاذ االجراءات الجزائية حياليا حتى ال يترتب عمى التراخي‬
‫في اتخاذىا ضياع الحقيقة ‪.‬‬
‫يرى البعض أن المقصود بالتمبُّس ىنا ىو التمبُّس الحقيقي الذي يقع كمشاىدة ىذه الجريمة حال‬
‫ارتكابيا دون حاالت التمبُّس االعتباري‪ ،‬الذي يتضمن باقي حاالت التمبس المنصوص عمييا‬
‫‪1‬‬
‫والتي ال يحصل فييا مشاىدة مباشرة لمسموك المادي لمجريمة‪.‬‬

‫حاالت التمبس بالجناية أو الجنحة حددىا المشرع الج ازئري في نص المادة ‪ 41‬من‬
‫قانون االجراءات الجزائية‪ ،2‬وبالتالي فان ضبط عضو البرلمان بحالة من حاالت التمبس‬
‫المنصوص عمييا في المادة ‪ 41‬المذكورة أعاله يمكن توقيفو ويخطر بذلك مكتب المجمس‬
‫الشعبي الوطني أو مكتب مجمس األمة حسب الحالة فو ار‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد عمر مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 90‬و‪91‬‬


‫‪ -2‬امر رقم ‪ ،02-11‬المؤرخ في ‪ 23‬فيفري ‪ ،2011‬يتمم االمر ‪ ،155-66‬المتضمن قانون االجراءات‬
‫الجزائية‪ ،‬الصادر بالجريدة الرسمية لسنة ‪2011‬‬

‫‪71‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كما يمكن المكتب المخطر أن يطمب إيقاف المتابعة إطالق سراح النائب أو عضو‬
‫مجمس األمة‪ ،‬عمى أن يعمل فيما بعد بأحكام المادة‪ 127‬من التعديل الدستوري لسنة‬
‫‪1‬‬
‫‪.2016‬‬

‫يذىب المشرع الجزائري إلى إقرار جواز ضبط العضو وايقافو في حالة تمبسو بالجريمة‬
‫دون الحاجة إلى الحصول عمى إذن من المجمس فيما يخص ىذا اإلجراء‪ .‬وذلك عمى أن يخطر‬
‫بذلك مكتب المجمس الشعبي الوطني أو مجمس األمة فو ار‪ ،‬وألن الحصانة البرلمانية تيدف إلى‬
‫منع إتخاذ أي إجراء جزائي في حق العضو‪ ،‬ولما كان إجراء إيقاف العضو وضبطو يعد من‬
‫قبيل االجراءات الجزائية ولكن ال يشترط الحصول عمى إذن من المجمس الذي يتبع إليو العضو‬
‫لتطبيقو عميو في حالة تمبسو بالجريمة‪ ،‬فيذا يعني أن حالة التمبس من شأنيا أن تكون سببا أو‬
‫حالة لزوال الحصانة البرلمانية عن العضو‪ ،‬لكن يبقى ىذا الزوال مؤقتا بحيث أنو يرتبط بصدور‬
‫اإلذن من المجمس‪ ،‬فإذا أصدر ىذا األخير اإلذن جازت المتابعة واذا رفض إصداره أطمق سراح‬
‫‪2‬‬
‫العضو مباشرة‪.‬‬
‫مبررت استثناء حالة التمبس بجناية ‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬ا‬
‫‪ -1‬الخضوع لنطاق الحصانة ‪:‬فنطاق الحصانة البرلمانية المنصوص عميو في الدستور‬
‫والقوانين األخرى يستثني حالة التمبس من أحكام الحصانة‪ ،‬وعميو فإن االلتزام بنطاق‬
‫الحصانة يقتضي استثناء حالة التمبس‪.‬‬
‫‪ -2‬الجريمة المتمبس بيا تستوجب اإلسراع في اتخاذ اإلجراءات الجنائية‪ ،‬وذلك خشية‬
‫ضياع األدلة أو انحراف مجريات التحقيق‪.‬‬
‫‪ - 3‬انتفاء شبية التعسف السياسي أو مظنة الكيدية‪ ،‬بسبب وضوح األدلة واحتمال الخطأ‬
‫في التقدير أو وجود الخصومة وافتعاليا من اآلخرين ضعيف االحتمال‪.‬‬
‫‪ - 4‬المحافظة عمى النظام العام وتحقيق العدالة الجنائية‪ ،‬حيث إن عدم القبض عمى‬
‫العضو حينما يكون الفاعل األصمي لمجريمة وىو في حالة تمبس‪ ،‬بينما يتم القبض عمى شركائو‬

‫‪ -1‬سعيد اوصيف‪ ،‬البرلمان الجزائري في ظل دستور ‪ 28‬نوفمبر ‪ 1996‬المعدل و المتمم‪ ،‬اطروحة لنيل شيادة‬
‫الدكتوراه‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ، 2016 ، ،‬ص‪161‬و‪162‬‬
‫‪ -2‬رفيق منصوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪103‬‬

‫‪72‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اآلخرين في الحال ودون أي قيد‪ ،‬سيؤدي حتماً لمفوضى واالضطراب وىدر العدالة‪.‬‬
‫استناداً لما سبق فإن أي عضو من أعضاء البرلمان يتم ضبطو في حالة تمبس بالجريمة‬
‫فإنو يمكن القبض عميو فو اًر‪ ،‬فالحصانة البرلمانية اإلجرائية المقررة لو تزول ىنا وال يبقى ليا‬
‫‪1‬‬
‫أثر‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬حالة االقصاء‬
‫االقصاء ىو تجريد عضو البرلمان من ميمتو او عيدتو البرلمانية عقابا لو عمى جرم‬
‫اقترفو يخل بشرف المينة النيابية‪ ،‬بحيث يصبح غير مؤىال لتمثيل االمة والتعبير عن ارادتيا‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وىو االمر الذي يستدعي عزلو و طرده من البرلمان بعد ثبوت الجرم بحكم قضائي عادة‪.‬‬
‫باستقراء المادة رقم ‪ 124‬من التعديل الدستور الجزائري لسنة ‪ ،2016‬نستخمص أنو في‬
‫حالة ما إذا ارتكب أي عضو في المجمسين أي فعل يخل بشرف المينة‪ ،‬يجرد من منصبو‪،‬‬
‫ولكن بشرط الحصول عمى األغمبية البسيطة ألعضاء المجمسين‪.3‬‬
‫باستقراء الدساتير السابقة نجد انو تم النص عمييا ألول مرة في دستور ‪ 1976‬في المادة‬
‫‪ ،135‬ونص عميو ايضا في المادة ‪ 101‬من دستور ‪ 1989‬والمادة ‪ 107‬من دستور ‪،1996‬‬
‫وأضاف التعديل الدستوري األخير لسنة ‪ 2016‬في المادة ‪ 117‬منو‪ ،‬حالة أخرى لمتجريد من‬
‫الميمة النيابية‪ ،‬وىي حالة تغيير الحزب الذي ينتمي إليو" بحيث يحضر عمييم التجوال‬
‫السياسي‪".‬‬
‫يعمن المجمس الدستوري شغور المقعد بعد اخطاره من رئيس الغرفة المعنية ويحدد القانون‬
‫كيفيات استخالفو‪ ،‬غير أن النائب الذي استقال من حزبو أو أبعد منو يحتفظ بعيدتو بصفتو نائب‬
‫غير منتمي‪ .‬لكن ما يالحظ عمى ىذه المادة أنو نص عمى تجريد العضو الذي يغير حزبو‬
‫‪4‬‬
‫السياسي طوعا‪.‬‬

‫‪-1‬محمد عمر مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪92‬‬


‫‪ -2‬سامية العايب‪ ،‬مكانة السمطة التشريعية في النظام الدستوري الجزائري طبقا لدستور ‪ ،1996‬مذكرة لنيل‬
‫شيادة الماجيستير‪ ،‬كمية الحقوق و العموم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ ،1945‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪53‬‬
‫‪ -3‬امنية شعباني‪ ،‬السمطة التشريعية عمى ضوء دستور ‪ ،2016‬مذكرة لنيل شيادة الماستر‪ ،‬كمية الحقوق‬
‫والعموم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة ‪ ،‬بجاية‪ ،‬الجزائر‪ ،2017\2016 ،‬ص‪21‬‬
‫‪ -4‬حياة صحراوي‪ ،‬ضمانات استقاللية السمطة التشريعية في الدساتير الجزائرية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر‪،‬‬
‫كمية الحقوق‪ ،‬جامعة امحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس الجزائر‪ ،2016\ 2015،‬ص‪30‬‬

‫‪73‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يتم االستخالف بموجب إج ارءات خاصة‪ ،‬فاالستخالف في المجمس الشعبي الوطني نتيجة‬
‫شغور مقعد النائب بسبب الوفاة أو االستقالة أو حدوث مانع قانوني باإلقصاء أو بسبب قبولو‬
‫وظيفة عضو في الحكومة أو عضوية في المجمس الدستوري‪ .‬يكون المترشح المترتب مباشرة‬
‫بعد المترشح األخير المنتخب في القائمة الذي يخمفو خالل الفترة النيابية المتبقية والجية المكمفة‬
‫بالتصريح ىي مكتب المجمس الشعبي الوطني‪ .‬وفي مجمس األمة فاالستخالف في كل الحاالت‬
‫‪1‬‬
‫يتم عن طريق إج ارء انتخابات جزئية بعد إعالن مكتب المجمس عن حالة الشغور ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬حالة اسقاط العضوية‬
‫اوال‪:‬تعريف اسقاط العضوية‬
‫يعرف إسقاط العضوية عمى أنو فقدان الصفة؛ أي اسقاط صفة العضوية عن العضو‬
‫‪2‬‬
‫البرلماني بتجريدىا منو‪ ،‬والتالي انتياء عيدتو نيائيا ووجوبا من طرف الجية المختصة بذلك‪.‬‬
‫يعرف ايضا عمى انو الحكم الذي بواسطتو يسقط المجمس النيابي بسبب تغيب شروط العضوية‬
‫‪3‬‬
‫في البرلمان بعد اعالن نتائج االنتخابات او فقدىا ‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬أسباب إسقاط العضوية‬
‫اختمفت دساتير الدول تارة وتشابيت في أسباب إسقاط العضوية تارة أخرة‪ ،‬ففي الجزائر‬
‫نصت الدساتير المتعاقبة عمى أسباب سقوط العضوية ذلك بداية من دستور ‪ 1976‬بموجب‬
‫المادة ‪ 34‬منو التي نصت عمى أن "كل نائب ال يستوفي شروط النيابة‪ ،‬أو أصبح غير مستوف‬
‫ليا يتعرض إلسقاط صفتو النيابية"‪ .‬وىو أيضا نفس ما جاءت بو نصوص المواد ‪100‬من‬
‫دستور ‪ ،1989‬والمادة ‪123‬من التعديل الدستوري ‪ 2016‬التي نصت عمى أن "كل نائب أو‬
‫عضو مجمس األمة ال يستوفي شروط قابمية انتخابو أو يفقدىا يتعرض لسقوط ميمتو‬
‫‪4‬‬
‫البرلمانية"‪.‬‬

‫‪-1‬نوال لصمج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪121‬‬


‫‪ -2‬فريد بن سميم‪ ،‬البرلمان في الدساتير‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة بن‬
‫يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2016-2015 ،‬ص‪34‬‬
‫‪-3‬الميمود بومامي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪09‬‬
‫‪ -4‬نوال لصمج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪116،115‬‬

‫‪74‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫عميو تتضح من نصوص الدساتير الج ازئرية أنيا ركزت عمى سببين إلسقاط العضوية‬
‫البرلمانية وىما‪:‬‬
‫‪-1‬عدم استيفاء شروط القابمية لالنتخاب وذلك حسب ما جاءت بو المادة ‪ 62‬من‬
‫التعديل الدستوري ‪ 2016‬التي نصت عمى " لكل مواطن تتوافر فيو الشروط القانونية أن ينتخب‬
‫وينتخب‪ .‬انطالقا من نص المادة التي سبق ذلك القانون العضوي ‪ 10-16‬المتعمق بنظام‬
‫االنتخابات‪ ،1‬الشروط الموضوعية واإلجرائية لمترشح لعضوية البرلمان وذلك بموجب نصوص‬
‫المواد ‪ 124‬و‪ 125‬و‪ 126‬و‪ 127‬كما شددت األنظمة الداخمية عمى إمكانية توافر ىذه الشروط‬
‫في المترشح‪.‬‬
‫‪ -2‬فقدان شروط العضوية ‪:‬قد يفقد عضو البرلمان شرط من شروط العضوية البرلمانية‬
‫بعد انتخابو أو تعيينو‪ ،‬الشروط الالزمة لمترشيح لمعضوية‪ ،‬وكذلك االستمرار فييا‪ ،‬إال أن ىذه‬
‫الشروط ليست من طبيعة واحدة‪ ،‬فبعضيا ال يتصور فقدان شرط السن أو شرط ثبوت أداء‬
‫الخدمة الوطنية)العسكرية (أو اإلعفاء منو‪ ،‬لكن ىناك شروط أخرى يتصور فقدانيا بعد ثبوتيا‬
‫مثل ‪:‬فقدان الجنسية‪ ،‬أو الشطب من جداول االنتخاب)القائمة االنتخابية(‪ ،‬فإذا فقد أحد أعضاء‬
‫البرلمان شرطا من ىذه الشروط فإنو يفقد عضويتو بالبرلمان‪.2‬‬
‫ثالثا‪:‬إج ارءات إسقاط العضوية‬
‫تسقط عضوية النائب أو العضو في الجزائر من قبل مكتب المجمس الشعبي الوطني أو‬
‫مكتب مجمس األمة بناء عمى إشعار من وزير العدل‪ .‬ويحول مكتب المجمس طمب إسقاط‬
‫العضوية إلى المجنة المكمفة بالشؤون القانونية بالنسبة لممجمس الشعبي الوطني‪ ،‬أو مكتب المجنة‬
‫المكمفة بالشؤون القانونية واإلدارية وحقوق اإلنسان بالنسبة لمجمس األمة‪ ،‬وتستمع إلى النائب أو‬
‫العضو المعني‪ ،‬وعند قبوليا الطمب تحول المسألة عمى المجمس الشعبي الوطني أو مجمس األمة‬
‫من أجل البت باالقتراع السري بأغمبية أعضائو في جمسة مغمقة بعد االستماع إلى تقرير المجنة‬
‫‪3‬‬
‫والنائب المعني الذي يمكنو االستعانة بزمالئو ‪.‬‬

‫‪-1‬القانون العضوي رقم ‪ ،10-16‬المؤرخ في ‪ 25‬غشت ‪ ،2016‬المتعمق بنظام االنتخابات‪ ،‬الصادر بالجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ ،50‬لسنة ‪2016‬‬
‫‪-2‬نوال لصمج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪116‬‬
‫‪ -3‬نوال لصمج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪119 ،117،‬‬

‫‪75‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطمب الثاني‪ :‬حالة طمب االذن وتنازل العضو عن الحصانة ووجوده في حالة من‬
‫حاالت التنافي‬
‫نص المشرع الجزائري عمى انو ال يجوز متابعة أي نائب او عضو بسبب ارتكابو لجناية‬
‫او جنحة(فرع اول)‪ ،‬اال بتنازل صريح منو(فرع ثاني) او باذن من المجمس‪ ،‬كما ال يمكن ليذا‬
‫النائب او العضو الجمع بين وظائف حددىا القانون مع العضوية في البرلمان (فرع ثالث)‪.‬‬
‫الفرع االول‪:‬حالة طمب االذن من المجمس برفع الحصانة‬
‫اذا قام العضو البرلماني بارتكاب جناية او جنحة فال يجوز لمجية المختصة بتحريك‬
‫الدعوى ضده‪،‬اال باذن من المجمس التابع لو‪ ،‬وىذا ما سنعرج لو في ىذا العنصر من خالل‬
‫اعطاء مفيوم لالذن‪ ،‬والجية المختصة بتقديم ىذا الطمب‪ ،‬ثم الى اجراءتو ثم دراستو من طرف‬
‫المجنة القانونية و اخي ار موقف المجمس البرلماني اما بالرفض او القبول ‪.‬‬
‫اوال‪:‬مفهوم االذن‬
‫االذن‪:‬ىو ذلك االجراء الذي يصدر عن جية معينة‪ ،‬معبرة فيو عن عدم اعتراضيا‬
‫وموافقتيا عمى السير في اجراءات الدعوى الجنائية ضد الشخص المنتمي الييا وظيفيا بسبب‬
‫فعل اجرامي ارتكبو معاقب عميو قانونا ‪.‬‬
‫أما اذا عدنا لمفقو فنجد عدة تعريفات في ىذا الشأن‪ ،‬فقد عرفو فريق من الفقو ‪" :‬بانو‬
‫اجراء يصدر من جية معينة تعبر بو عن عدم اعتراضيا و السماح بالسير في اجراءات الدعوى‬
‫‪1‬‬
‫الجنائية ضد شخص معين ينتمي الييا او بصدد جريمة معينة ارتكبت ضدىا ‪".‬‬
‫لقد اشترط المؤسس الدستوري وجوب االذن في متابعة عضو البرلمان‪ ،‬حرصا منو عمى‬
‫عدم عرقمة ميمة ىذا االخير وعدم تحويمو عن تركيزه والوقوف ضد كل اعتداء عمى العضو‬
‫وعمى البرلمان من التيم التي ال اساس ليا من الصحة‪ .‬والغاية منيا االنتقام من العضو وبالتالي‬
‫السير الحسن لمسمطة التشريعية‪ .‬ليذا ترك المؤسس الدستوري السمطة التقديرية لممجمس التابع لو‬
‫العضو –حسب الحالة– سواء مجمس شعبي وطني او مجمس االمة‪ .‬فيل ىذه االجراءات المراد‬

‫‪-1‬نور الدين رباطي‪ ،‬الحصانة البرلمانية في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬رسالة لنيل شيادة ماجستير‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق‪ ،‬المركز الجامعي الشيخ العربي التبسي‪ ،‬تبسة‪ ،‬الجزائر‪ ،2006-2005،‬ص‪84‬‬

‫‪76‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫البدء فييا جدية تيدف لحماية المجتمع من الجرائم التي يرتكبيا العضو ام انيا مجرد اداعات‬
‫‪1‬‬
‫كيدية انتقامية تيدف لالحاطة بعضو البرلمان وابعاده عن مكانو ومقعده في المجمس التابع لو ؟‬
‫ثانيا ‪:‬الجهة المختصة بتقديم الطمب‬
‫قبل الولوج إلى إج ارءات رفع الحصانة اإلج ارئية عن العضو وكيفيات تقديم الطمب وشروط‬
‫فإنو من األجدر بنا أوال معرفة الجية التي ليا حق تقديم الطمب‪ .‬فبالرجوع إلى نص المادة ‪72‬‬
‫من النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني والمادة ‪ 125‬من النظام الداخمي لمجمس األمة لسنة‬
‫‪ ،2017‬نجد أن المشرع الجزائري قد أعطى ىذا الحق حص ار لوزير العدل‪ ،‬فيو الشخص الوحيد‬
‫صاحب اإلختصاص في توجيو طمب رفع الحصانة البرلمانية‪ ،‬إذ يقوم ىذا األخير بإيداع الطمب‬
‫لدى مكتب المجمس التابع لو العضو المعني حسب الحالة‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬اجراءات طمب رفع الحصانة‬
‫أما عن إج ارءات طمب رفع الحصانة فبالرجوع إلى الممارسة النيابية واألعراف البرلمانية‪،‬‬
‫في الجزائر نجد أنو في حالة ثبوت الجريمة في حق النائب وقبل الشروع في إتخاذ االجراءات‬
‫الجزائية ضده‪ ،‬تقوم النيابة العامة عن طريق وزير العدل برفع طمب إلى رئيس الغرفة التي ينتمي‬
‫إلييا العضو المعني‪ ،‬وىذا عمال بنص المادة ‪ 72‬من النظام الداخمي الحالي لممجمس الشعبي‬
‫الوطني التي تنص أنو" يودع طمب رفع الحصانة البرلمانية لدى مكتب المجمس الوطني الشعبي‬
‫من قبل وزير العدل"‪ ،‬كما نصت الفقرة األولى من المادة ‪ 125‬من النظام الداخمي لمجمس‬
‫األمة‪ 2017‬أنو" تودع طمبات رفع الحصانة من أجل المتابعة القضائية لدى مكتب المجمس من‬
‫‪2‬‬
‫قبل وزير العدل "بعد إيداع الطمب لدى مكتب المجمس المعني‪.‬‬
‫رابعا‪:‬دراسة الطمب من طرف المجنة القانونية‬
‫بالرجوع إلى نصوص المواد ‪ 72‬الفقرة الثانية و‪ 125‬من األنظمة الداخمية لممجمس‬
‫الشعبي الوطني ومجمس األمة‪ ،‬نجد أنو مباشرة بعد تقديم طمب رفع الحصانة عن العضو‬
‫المعني‪ ،‬يقوم رئيس المجمس بحسب الحال بإحالة الطمب ومرفقاتو إلى المجنة المكمفة بالشؤون‬

‫‪ -1‬نور الدين رباطي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪84‬‬


‫‪ -2‬رفيق منصوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪93،92‬‬

‫‪77‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫القانونية لممجمس الشعبي الوطني والى المجنة القانونية واإلدارية وحقوق اإلنسان لمجمس األمة‬
‫من أجل دراستو ‪.‬‬
‫كغيرىا من أنظمة برلمانات الدول‪ ،‬فإن األنظمة الداخمية لمجمسي البرلمان الجزائري تشترط‬
‫التأكد من جدية طمب رفع الحصانة والبحث والتأكد من جدية الطمب‪ ،‬والنظر في جوىر القضية‬
‫حتى يكون قرار موافقة أعضاء البرلمان عمى رفع الحصانة مبني عمى قناعة راسخة‪ ،‬وأن زميميم‬
‫متورط في القضية‪ ،‬ويقتصر دور المجنة عمى إعداد تقريرىا خالل ميعاد شيرين من تاريخ‬
‫‪1‬‬
‫اإلحالة عمييا‪ ،‬وبعد انتياء المجنة من إعداد تقريرىا تقوم بإحالة الممف عمى المجمس‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬موقف المجمس النيابي من طمب رفع الحصانة‬
‫بعد د ارسة المجنة لمطمب واعداد تقرير‪ ،‬بشأن نقمو إلى المجمس‪ ،‬يقوم ىذا األخير بالفصل‬
‫في الطمب إما بالرفض أو القبول وذلك بموجب مداولة سرية‪ ،‬وبالرجوع إلى النظامين الداخميين‬
‫لغرفتي البرلمان نجد أن المدة المحددة لممجمس لمرد عمى الطمب ىي ثالثة أشير‪.‬‬
‫بعد إستالم المجمس لمتقرير‪ ،‬يصبح الممف محل مناقشة وتصويت عمى مستوى المجمس‪،‬‬
‫إذ يعقد ىذا األخير جمسة مغمقة يتم فييا التصويت عمى الق ارر باإلقت ارع السري وذلك بعد السماع‬
‫لمقرر المجنة والعضو المعني الذي يمكنو اإلستعانة بأحد زمالئو لمدفاع عنو‪ ،‬وىذا عمال بنص‬
‫المادة ‪ 22‬من النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني التي نصت عمى أنو" يفصل المجمس‬
‫الشعبي الوطني في جمسة مغمقة باإلقتراع السري‪ ،‬بأغمبية أعضائو بعد اإلستماع إلى تقرير‬
‫المجنة والنائب المعني الذي يمكنو اإلستعانة بأحد زمالئو‪" .‬عمى إثر ذلك يتخذ المجمس إحدى‬
‫ىذه المواقف إما الموافقة عمى الطمب بأغمبية أعضائو أو رفض الموافقة أو السكوت عن الرد‪.2‬‬
‫‪ -1‬حالة موافقة المجمس عمى الطمب‬
‫في حالة موافقة المجمس عمى رفع الحصانة البرلمانية عن العضو فإن ىذا األخير‬
‫اإلجرءات‬
‫ا‬ ‫يصبح كأي فرد عادي يخضع لقواعد القانون العام السيما نصوص قانون‬
‫الجزئية وقانون العقوبات وبالتالي يمكن لمنيابة العامة إتخاذ كافة اإلجراءات الج ازئية في سبيل‬
‫ا‬
‫الحكم في القضية محل المتابعة‪ ،‬إذ يسمح في ىذه الحالة إستجواب المعني واصدار األوامر‬

‫‪ -1‬فاتح يحياوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 105‬الى ص ‪107‬‬


‫‪ -2‬رفيق منصوري‪ ,‬المرجع سابق‪ ،‬ص‪93‬‬

‫‪78‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫القضائية ضده والقاء القبض عميو وحبسو مؤقتا واخضاعو إلجراءات التوقيف لمنظر‪ ،‬وال يجوز‬
‫لمعضو اإلحتجاج بسريان عضويتو في البرلمان في مواجية العدالة‪ ،‬إذ تعتبر الحصانة التي كان‬
‫يتمتع بيا ىي الحد الفاصل بينو وبين المتابعة الج ازئية‪ ،‬ولما كانت ىذه الحصانة قد رفعت عنو‬
‫وفقا الج ارءات وضوابط قانونية فإنو يصبح كأي فرد عادي معرض لممتابعة والمحاكمة‪.1‬‬
‫‪-2‬حالة رفض المجمس لمطمب‬
‫إرتئ المجمس الذي ينتسب إليو العضو‪ ،‬أن الطمب غير جدي أو أن الغرض منو ىو‬
‫عرقمة العضو عن ممارسة ميامو النيابية وأن اإلتيامات كانت كيدية‪ ،‬فإنو يرفض طمب رفع‬
‫الحصانة عن العض‪ ،‬ويبقى ىذا األخير متمتعا بالحصانة البرلمانية ويسقط كل اج ارء إتخذ ضد‬
‫العضو المعني تحت طائمة البطالن‪ ،‬ولجية الحكم أن تقضي بيذا البطالن من تمقاء نفسيا‪ ،‬كما‬
‫‪2‬‬
‫يممك العضو حق الدفع بيا في أي مرحمة كانت عمييا الدعوى‪.‬‬
‫لإلشارة أيضا فإنو ال يجوز إتخاذ ىذه اإلجراءات في حالة رضا العضو إال بعد تنازل‬
‫صريح منو ووفقا إلجراءات قانونية محددة مسبقا‪.‬‬
‫‪ -3‬حالة سكوت المجمس عن الرد‬
‫لم ينص المشرع الج ازئري عمى ىذه الحالة وىذا ما قد يفتح المجال لمعديد من التأويالت‬
‫التي يمكن أن تكون في بعض الحاالت خاطئة‪ .‬ومن المتعارف أن في القانون والممارسة العممية‬
‫أن سكوت اإلدارة أو الجية المخطرة بعد إنقضاء اآلجال القانونية‪ ،‬يعني الرفض الضمني من‬
‫طرفيا‪ ،‬في حين ىنالك من يذىب إلى إعتبار ىذا السكوت موافقة عمى الطمب‪.3‬‬
‫في ىذا الصدد نجد أن المشرع المصري عكس المشرع الج ازئري فصل في أمر سكوت‬
‫المجمس النيابي عن الرد بعد إنقضاء اآلجال المحددة قانونا‪ ،‬إذ إعتبر ىذا السكوت قبوال ضمني‬
‫‪4‬‬
‫من طرف المجمس‪.‬‬

‫‪ -1‬رفيق منصوري‪ ,‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪93،94‬‬


‫‪ -2‬فاتح يحياوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪114‬‬
‫‪ -3‬شرون حسينة‪ ،‬الحصانة البرلمانية ‪ ،‬مجمة المفكر‪ ،‬عدد ‪ ،05‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬دون سنة‪،‬‬
‫ص‪158‬‬
‫‪ -4‬رفيق منصوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪96‬‬

‫‪79‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫سادسا‪:‬اآلثار المترتبة عه طلة رفع الحصاوة وصدور اإلذن‬


‫إن إحالة طمب رفع الحصانة البرلمانية عن العضو من طرف الجية المختصة ورد‬
‫المجمس عمى ىذا الطمب سواء بالرفض أو القبول ينتج عنو آثار قانونية عديدة‪ ،‬فرفض المجمس‬
‫يحول دون متابعة العضو ويمنع إتخاذ أي إجراء ج ازئي ضده‪ ،‬ويقع في دائرة البطالن كل إجراء‬
‫من شأنو المساس بحرمتو الشخصية وعرقمة أدائو لميامو النيابية‪ .‬واذا كان من الثابت أنو إذا‬
‫إجرء ج ازئي‬
‫قرر المجمس رفض طمب رفع الحصانة عن العضو‪ ،‬فإنو يترتب عنو بطالن أي ا‬
‫يتخذ ضده‪ ،‬وان مخالفة ق ارر المجمس بالرفض يعرض الجية المتابعة لممساءلة الج ازئية وفقا‬
‫لنص المادة ‪ 111‬من قانون العقوبات الج ازئري‪ 1‬في حالة إصرارىا عمى المتابعة‪.‬‬
‫لكن ىذا الرفض ال ينفي الصفة الجرمية لمفعل‪ ،‬وال يمنع العقاب عمى العضو في حالة‬
‫ثبوت إدانتو إنما يعطميا فقط إذ يبقى العضو معرض لممساءلة والمتابعة متى إنتيت عيدتو‬
‫النيابية أو سقطت عنو الصفة النيابية التي ينجر عنيا سقوط الحصانة البرلمانية عنو واعتباره‬
‫كأي فرد عادي‪.‬‬
‫أما في حالة موافقة المجمس عمى الطمب فإن العضو يصبح مثمو مثل األف ارد العاديين‬
‫وتسقط عنو الحصانة البرلمانية ويكون لمنيابة العامة الحق في إتخاذ اجراءات ج ازئية ضده دون‬
‫أي عائق‪.‬‬
‫إن صدور اإلذن من المجمس ال يعني ثبوت الجريمة في حق العضو فالمتيم بريء إلى‬
‫أن تثبت جية نظامية إدانتو‪ ،‬كما أن رفضو ال يعني براءتو‪ ،‬بيد أن د ارسة المجمس والمجنة‬
‫لمطمب إنما يكون ذو طابع سياسي وليس قضائي اليدف منو التأكد من عدم وجود الكيدية في‬
‫اإلدعاء وليس ثبوت الجريمة في حقو‪.‬‬
‫ما تجدر اإلشارة إليو في ىذا المقام ىو أن إجراء رفع الحصانة عن العضو اجراء مغاير‬
‫تماما إلج ارء إسقاط العضوية عنو‪ ،‬فرفع الحصانة ال يعني سقوط عضوية النائب عمى مستوى‬
‫المجمس إذ يبقى منتسبا إليو ب اربطة العضوية‪ ،‬ىذا عمى أساس أنو يمكن أن يحكم في األخير‬
‫‪2‬‬
‫ببراءة المتيم وترجع األمور إلى نصابيا ويستعيد العضو منصبو وحصانتو البرلمانية‪.‬‬

‫‪-1‬امر رقم ‪ ،155-66‬المؤرخ في ‪ 06‬جوان ‪ ،1966‬يتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم بالقانون رقم‬
‫‪ ،01-14‬الصادر بالجريدة الرسمية العدد ‪ ،07‬لسنة ‪2014‬‬
‫‪ -2‬فاتح يحياوي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪112‬‬

‫‪80‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع الثاني‪:‬حالة تنازل العضو عن الحصانة‬


‫اوال‪:‬مفهوم حالة التنازل‬
‫من اسباب زوال الحصانة البرلمانية عن العضو ىو التنازل الصريح منو‪ ،‬وتعني كممة‬
‫الصراحة ىو ان يصرح العضو عن تنازلو عن الحصانة ويكون التصريح كتابيا‪ ،‬حيث ال يدع‬
‫مجاال لمشك وال يستطيع الرجوع فيو‪ ،‬وبالتنازل يصبح العضو شخص عادي تقام عميو االجراءات‬
‫الجزائية في حال ارتكابو الجريمة ولمنيابة العامة اتخاذ االجراءات القانونية ضده‪.1.‬‬
‫ثانيا‪:‬اجراءات التنازل عن الحصانة البرلمانية‬
‫‪ -1‬تقديم طمب التنازل لرئيس المجمس‪:‬‬
‫فيجب عمى العضو الذي يرغب في التنازل عن حصانتو تقديم طمب رسمي لرئيس‬
‫ويشترط في ىذا الطمب أن يرفق‬
‫المجمس‪ ،‬يتضمن رغبتو في رفع الحصانة البرلمانية المقررة لو‪ُ ٔ،‬‬
‫مبررت الطمب وظروفو‪ ،‬كما يشترط فيو أن يقدم مكتوباً ‪.‬‬
‫بو مذكرة مسببة توضح ا‬
‫لدرسة الطمب والتوصية بشأنو‪:‬‬
‫‪ -2‬إحالة الطمب لمجنة القانونية ا‬
‫ويعمم المجمس بذلك‬
‫ُيحيل رئيس المجمس الطمب المقدم من العضو إلى المجنة القانونية‪ُ ،‬‬
‫بالري‬
‫في اول جمسة لو‪ ،‬حيث تبحث المجنة ىذا الطمب وتدرسو وتقدم تقريرىا إليو مشفوعاً أ‬
‫القانوني والتوصية التي توصمت إلييا‪.2‬‬
‫‪ - 3‬التصويت عمى الطمب من قبل المجمس‪:‬‬
‫يناقش المجمس تقرير المجنة القانونية حول طمب التنازل عن الحصانة وتوصياتيا‪ ،‬ويتم‬
‫مناقشتو من خالل االستماع الراء اثنين من األعضاء الموافقين واثنين من الرافضين‪ ،‬ومن ثم يتم‬
‫التصويت عمى الطمب بحيث يأخذ المجمس ق ارره برفع الحصانة عن العضو إذا وافق األغمبية‬
‫‪3‬‬
‫المطمقة) نصف أعضاء المجمس الحاضرين‪.)1+‬‬
‫ومثال ذلك تنازل العضوين جمال ولد عباس وسعيد بركات طوعا عن الحصانة لدى‬
‫مكتب مجمس االمة‪ ،‬وذلك بعد ان رفع وزير العدل حافظ االختام طمب رفع الحصانة عن‬

‫‪ -1‬محمد اقيس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪92‬‬


‫‪-2‬محمد عمر مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪106‬‬
‫‪-3‬محمد عمر مراد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪ 106‬و‪108‬‬

‫‪81‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫النائبين الى مكتب مجمس االمة‪ ،‬و لكن قبل اجتماع المكتب لدراسة ممفي العضوين‪ ،‬قر ار ىذين‬
‫االخرين التنازل طواعية عن الحصانة البرلمانية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬وجود عضو البرلمان في حالة من حاالت التنافي‬
‫اوال ‪:‬تعريف حاالت التنافي‬
‫المقصود بحاالت التنافي بنصيا"يقصد بالتنافي بمفيوم ىذا القانون ‪ ،‬الجمع بين العضوية‬
‫في البرلمان وعيدة انتخابية أخرى أو بينيا وبين الميام أو الوظائف أو األنشطة المحددة في‬

‫المواد أدناه‪".‬‬
‫تنقضي العيدة البرلمانية والعضوية في البرلمان‪ ،‬في حالة ما اذا وجد عضو البرلمان في‬
‫حالة من حاالت التنافي واختار المنصب الذي ينافي تمك العيدة‪ ،‬كماجاء نظام التنافي تكريسا‬
‫إلضفاء قد ار من المصداقية والشفافية عمى ىذه المسؤوليات والحث عمى عدم الجمع بينيا وبين‬
‫مين أخرى تحول دون تفرغ عضو البرلمان لمميام التي انتخب وعين من أجميا‪ ،‬فالجمع يتنافى‬
‫مع واجبات السمطة الرئاسية التي يخضع بمقتضاىا الموظف المرؤوس لرئيسو خضوعا تاما‪،‬‬
‫إضافة إلى الخوف من استغالل الموظف لوظيفتو في خدمة أغراضو اإلنتخابية‪ ،‬كما يمكن‬
‫‪1‬‬
‫لممشرع أن يمنع الجمع بين عيدتين انتخابيتين ‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬حاالت التنافي مع العهدة البرلمانية‪.‬‬
‫لقد حدد القانون العضوي رقم ‪ 202-12‬الحاالت التنافي وتتمثل فيمايمي‪:‬‬
‫‪-‬نصت المادة ‪ 03‬تتنافى العيدة البرلمانية مع ‪:‬‬
‫‪ -‬وظيفة عضو في الحكومة‪- .‬العضوية في المجمس الدستوري‪- .‬عيدة انتخابية اخرى في‬
‫مجمس شعبي منتخب‪- .‬وظيفة او منصب في الييئات واالدارات العمومية والجماعات‬
‫االقميمية والمؤسسات العمومية او العضوية في اجيزتيا او ىياكميا االجتماعية‪ - .‬وظيفة او‬
‫منصب في مؤسسة او شركة او تجمع تجاري او مالي او صناعي او حرفي او فالحي‪- .‬‬
‫ممارسة نشاط تجاري‪- .‬مينة حرة شخصيا او باسمو‪- .‬مينة القضاء‪- .‬وظيفة او منصب‬

‫‪ -1‬حياة صحراوي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪32،31‬‬


‫‪ -2‬قانون عضوي ‪ ،02-12‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،2012‬يحدد حاالت التنافي مع العيدة البرلمانية ‪،‬الصادر‬
‫بالجريدة الرسمية ‪،‬العدد االول‪ ،‬لسنة ‪2012‬‬

‫‪82‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫لدى دولة اجنبية او منظمة دولية حكومية او غير حكومية‪ - .‬رئاسة االندية الرياضية‬
‫‪1‬‬
‫االحترافية واالتحادات‪.‬‬
‫لقد اورد القانون العضوي ‪ 02- 12‬استثناءات عمى قاعدة المنع ولكنو جعميا ذات طابع‬
‫مؤقت وتتمثل في حالتين وىي‪:‬‬
‫‪-‬نشاطات مؤقتة ألغراض عممية أو ثقافية أو انسانية أو شرفية ال تؤثر عمى الممارسة‬
‫العادية لمعيدة بعد موافقة مكتب الغرفة المعنية‪.‬‬
‫‪-‬ميمة مؤقتة لصالح الدولة ال تتجاوز سنة ‪.‬‬
‫أن المؤسس الدستوري بإق ارره حاالت التنافي مع العيدة البرلمانية يستيدف تجنيب عضو‬
‫البرلمان الجمع بين وضعين قانونيين قد يمحق ضر ار بميمتو البرلمانية‪ ،‬وينشأ تعارضا بين ميمتو‬
‫ومصالحو‪،‬كما كان قصده من وراء ذلك تمكين عضو البرلمان من التفرغ كميا لميمتو‬
‫‪2‬‬
‫البرلمانية‪،‬حتى يبقى وفيا لثقة الشعب ويظل متحمسا لتطمعاتو‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬اجراءات وآثار التنافي مع العهدة البرلمانية‪.‬‬
‫إلقرار حالة التنافي مع العيدة البرلماني البد من احترام جممة من اإلجراءات‪ ،‬والتنافي‬
‫مع العيدة البرلمانية يرتب آثار‪:‬‬
‫‪-1‬إجراءات التنافي مع العهدة البرلمانية‪.‬‬
‫سنتطرق ليذه اإلجراءات في ظل القانون العضوي ‪ 02-12‬وتتمثل ىذه اإلجراءات في‪:‬‬
‫‪-‬ايداع تصريح لدى مكتب الغرفة المعنية يذكر فيو العيدة أو الوظائف أو الميام أو األنشطة‬

‫التي يمارسيا ولو بدون مقابل وذلك خالل ‪ 30‬يوما الموالية لتنصيب أجيزة الغرفة‪ ،‬كذلك يتعين‬

‫عمى عضو البرلمان الذي يقبل اثناء عيدتو البرلمانية وظيفة أو عيدة انتخابية اخرى أو ميمة او‬
‫نشاط‪ ،‬أن يودع تصريحا بذلك لدى مكتب الغرفة المعنية خالل نفس األجل‪ ،‬بعدىا يحيل المكتب‬
‫التصريح عمى المجنة المكمفة بالشؤون القانونية التي تبدي رأييا بشأنو في أجل ال يتعدى ‪30‬‬
‫يوما من تاريخ اخطارىا‪ ،‬وفي الحالة التي يكون فييا العضو في حالة التنافي‪ ،‬يبمغ المكتب‬
‫العضو المعني بذلك ويمنحو ميمة ثالثين يوما لالختيار بين عيدتو البرلمانية واالستقالة‪ ،‬ويجب‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 03‬من القانون العضوي ‪ ،02-12‬يحدد حاالت التنافي حاالت التنافي مع العيدة البرلمانية‬
‫‪-2‬صحراوي حياة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪34‬‬

‫‪83‬‬
‫اوتهاء الحصاوة البرلماوية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫عمى عضو البرلمان أن يتجنب تقديم أي تصريح غير صحيح أو ناقص إلخفاء حاالت التنافي‬
‫‪1‬‬
‫واال طبقت عميو عقوبات التصريح الكاذب‪.‬‬
‫‪-2‬اآلثار المترتبة عمى الوقوع في حالة التنافي‪.‬‬
‫اذا وجد عضو البرلمان في حالة من حاالت التنافي تسقط عضويتو‪ ،‬اذ تسقط عضوية‬
‫النائب في المجمس الذي كان ينتمي اليو بمجرد اثبات عضويتو في المجمس الشعبي الوطني‪.‬‬
‫كذلك القانون العضوي ‪ 01-12‬رتب عمى وجود عضو البرلمان في حالة من حاالت‬
‫التنافي االستقالة بحيث يعتبر عضو البرلمان الموجود في حالة من حاالت التنافي مستقيال‬
‫‪2‬‬
‫تمقائيا‪.‬‬

‫‪ -1‬حياة صحراوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪35،34‬‬


‫‪ -2‬حياة صحراوي المرجع السابق‪ ،‬ص‪36‬‬

‫‪84‬‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة‬

‫لقد تعرضنا في ىذا البحث كخطوة ولوج الى الموضوع وىو مفيوم الحصانة البرلمانية‪،‬‬
‫اين استعرضنا مختمف التعاريف المقدمة من طرف الفقو‪ ،‬ثم تطرقنا الى نشأة وتطور ىذه‬
‫الضمانة في بعض الدول العربية والغربية‪.‬‬

‫فالحصانة البرلمانية عرفت عدة تعريفات؛ وان كانت جميعيا تصب في نفس المعنى‪ ،‬فيي‬
‫امتياز دستوري يمنح ألعضاء البرلمان لمقيام بواجباتيم البرلمانية وحمايتيم من أي مالحظة‬
‫قضائية او اتخاذ أي اجراءات جنائية تعيق ممارسة ميامو عمى اكمل وجو‪.‬‬

‫لقد تبين لنا ان الحصانة البرلمانية لم تستقر عمى ىذا المفيوم إال بعد قطعيا ألشواط عدة‬
‫ومرورىا بعدة تحوالت‪ ،‬فجذور الحصانة البرلمانية المتغمغمة في التاريخ تعود الى النظام البرلماني‬
‫البريطاني سنة ‪ ،6188‬التي تعتبر ميدا ليذه الحصانة الى ان ىذه االخيرة لم تبقى حبيسة‬
‫لمنظام البرلماني البريطاني‪ ،‬اذ لحقتيا فرنسا التي تبمورت فييا بعد ان اخذتيا منيا‪ ،‬لتشمل فيما‬
‫بعد باقي الدول العربية‪.‬‬

‫من خالل ما سبق لم يوفق الفقو الدستوري في اعطاء مفيوم موحد لمحصانة البرلمانية‪،‬‬
‫حيث ذىب غالبية الفقو الدستوري بتقسيم ىذه الحصانة الى حصانة موضوعية تقتصر عمى‬
‫الجرائم القولية والفعمية التي يرتكبيا العضو البرلماني داخل المجمس‪ ،‬اما الثانية فيي حصانة‬
‫اجرائية والتي تعني عدم جواز اتخاذ أي اجراءات جنائية ضد أي عضو من اعضاء البرلمان إال‬
‫بعد الحصول عمى اذن البرلمان ‪.‬‬
‫نظ ار لتأثير الحصانة البرلمانية عمى الدور التشربعي والرقابي لمنائب‪ ،‬فقد اتجو المشرع‬
‫الجزائري في دستور ‪ 6611‬في المواد ‪ 16‬و ‪ 13‬و تعاقبتو الدساتير المتتالية بنصيا عمى‬
‫الضمانة‪ ،‬اذ نص دستور ‪ 6691‬في المواد ‪ ،616 ،618 ،619‬ودستور ‪ 6686‬في المواد‬
‫‪ 601 ،601 ،601‬من دستور‪ ،‬ودستور ‪ 6661‬في المواد ‪ ،666 ،660 ،606‬وانتقمت في‬
‫التعديل الدستوري لسنة ‪ 3061‬في المواد ‪. 638 ،639 ،631‬‬

‫‪85‬‬
‫خاتمة‬
‫من المعموم أن لمحصانة البرلمانية بشقييا نطاقا من حيث األشخاص حيث ترتبط ىذه‬
‫الضمانة بالشخص عضو البرلمان وال يمكن أن يستفيد منيا غيره‪ .‬وىذا ما أقرتو المادة ‪ 631‬من‬
‫التعديل الدستوري لسنة‪ ،3061‬كما أن ليا نطاقا موضوعي الذي يشمل كل ما يتعمق بعضو‬
‫البرلمان من حيث إبدائو من أقوال واراء خالل مدة عممة بالمجمس‪ .‬كما ان لمحصانة البرلمانية‬
‫مدى زمني ومكاني تطبق فيو أحكاميا‪ ،‬إذ يتمثل النطاق الزمني في الفترة الزمنية التي يتمتع بيا‬
‫عضو البرلمان من بداية سريان عممو كعضو في البرلمان إلى غاية إنقضاء عيدتو البرلمانية‪،‬‬
‫أما فيما يخص النطاق المكاني فيو يتحدد بالمكان الذي يمارس فيو العضو ميامو وصالحيتو‬
‫النيابية‪.‬‬

‫الحصانة البرلمانية ليست ابدية بل مقيدة باجل او بمدة محددة مثل اي وظيفة او ميمة‬
‫اخرى‪ ،‬فمن المنطقي ان تنقضي ىذه العيدة نتيجة السباب عادية اما باستنفاذ المدة المحددة‬
‫دستوريا‪ ،‬او في حالة حل البرلمان الذي يقتصر عمى المجمس الشعبي الوطني حسب المادة‬
‫‪ 619‬من التعديل الدستوري ‪3061‬؛ اذ لرئيس الجميورية السمطة التقديرية لحمو‪.‬‬

‫زيادة عمى الحالتين السابقتين تنقضي الحصانة البرلمانية ايضا بتقديم العضو البرلماني‬
‫استقالو من المجمس التابع لو‪ ،‬اما اذا توفي تزول عنو العضوية البرلمانية عن يوم وفاتو‬
‫وتحتسب لو الفترة التي قضاىا في البرلمان عيدة كاممة ميما كانت مدتيا‪ ،‬كما قد تزول بصفة‬
‫استثنائية في حالة التمبس بالجريمة فيتم ايقافو وىذا يعتبر سببا لزوال الحصانة البرلمانية‪.‬‬

‫اما في حالة اذا اقترف النائب فعال يخل بشرف وظيفتو‪ ،‬فانو يجرد ويقصى من منصبو‪،‬‬
‫ويعتبر كذلك طمب االذن سببا من اسباب انقضاء الحصانة؛ فيو اجراء يصد عن جية معينة‬
‫يعبر فيو عن عدم اعتراضيا وموافقتيا عمى السير في اجراءات الدعوى الجنائية ضد الشخص‬
‫المنتمي الييا بسبب فعل اجرامي ارتكبو يعاقب قانونا‪ ،‬وىنا حالتين ايضا ىما التنازل العضو عن‬
‫الحصانة صراحة‪ ،‬اواذا اختار العضو وظيفة او منصب يتنافى مع العضوية البرلمانية‪.‬‬

‫من خالل التعمق والغوص في موضوع الدراسة وتفاصيميا استخمصنا مجموعة ومن‬
‫النتائج و التوصيات اىميا‪:‬‬

‫‪86‬‬
‫خاتمة‬
‫اوال‪ :‬النتائج‬

‫‪ -‬تنص معظم دساتير العالم عمى نصوص خاصة تعطي العضاء البرلمان امتيازات‬
‫وحقوق خاصة تمكنيم من اداء مياميم التشريعية والرقابية عمى اكمل وجو‪ ،‬وتعتبر‬
‫الحصانة البرلمانية اىم وابرز ىذه االمتيازات‪.‬‬
‫‪ -‬ان الحصانة البرلمانية ليست مقررة العضاء البرلمان فقط‪ ،‬بل ىناك افراد في بعض‬
‫الييئات تعترف ليم التشريعات الدستورية في مختمف الدول بضمانة الحصانة من بينيم‬
‫القضاة‪ ،‬السفراء‪ ،‬المبعوثين الدبموماسين‪ ،‬ورؤساء الدول وبعض االشخاص االخرين‬
‫كالمحامين وغيرىم‪.‬‬
‫‪ -‬ان بداية نشأة الحصانة البرلمانية في انجمت ار ثم انتقمت الى الدول االخرى‪.‬‬
‫‪ -‬نستنتج ان المؤسس الدستوري في الدساتير التي سبقت دستور ‪ ،6661‬كانت تتكمم عمى‬
‫الحصانة النيابية بدال من الحصانة البرلمانية‪ ،‬وىذا راجع الى احادية البرلمان اي كان‬
‫البرلمان يتكون من غرفة واحدة‪ ،‬اما في دستور ‪ 6661‬فاصبح البرلمان يتكون من‬
‫غرفتين (المجمس الشعبي الوطني و مجمس االمة)‪.‬‬
‫‪ -‬تشمل الحصانة البرلمانية الموضوعية االراء التي يبدييا البرلمان اثناء البرلماني‪ ،‬وكذلك‬
‫االفكار التي يعبر عنيا عضو البرلمان خارج البرلمان بمناسبة تأدية عممو فيو‪.‬‬
‫‪ -‬تعني الحصانة االجرائية عدم جواز اتخاذ اية اجراءات جنائية ضد اي من اعضاء‬
‫البرلمان في غير حالة التمبس بالجريمة اال بعد صدور اذن المجمس التابع لو ويطمق‬
‫عمييا الحصانة ضد االجراءات الجنائية‪.‬‬
‫‪ -‬تختمف الحصانة البرلمانية عن غيرىا من الحصانات منيا الحصانة الدستورية والحصانة‬
‫الدبموماسية‪ ،‬حيث ان ىاتين االخرتين تمتدان لتشمل الزوج او الزوجة وافراد االسرة‪،‬‬
‫اما الحصانة البرلمانية فيي شخصية تقتصر عمى العضو فقط‪.‬‬
‫‪ -‬يتحدد نطاق الحصانة البرلمانية االجرائية باالفعال غير المرتبطة بالوظيفة البرلمانية‪،‬‬
‫والمحصورة في القضايا الجنائية‪ ،‬وتتعمق خصوصا باالفعال االجرامية المرتكبة من قبل‬
‫عضو البرلمان ممثمة في الجنايات والجنح دون المخالفات ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫خاتمة‬
‫‪ -‬تنتيي الحصانة البرلمانية عدة حاالت منيا انتياء ومدة العضوية‪ ،‬حل البرلمان‪ ،‬وفاة‬
‫العضو‪،‬االستقالة‪،‬حالة التمبس بجناية‪ ،‬حالة طمب االذن من المجمس برفع الحصانة‪،‬حالة‬
‫موافقة المجمس عمى التنازل عن الحصانة البرلمانية‪.‬‬
‫‪ -‬ال تقبل االستقالة المقدمة من العضو إال بعد موافقة المجمس‪ ،‬وال تسقط الحصانة‬
‫البرلمانية عن العضو بمجرد تقديم طالب االستقالة قبل موافقة المجمس‪.‬‬
‫‪ -‬ان الحصانة البرلمانية ال تمتد الى حالة التمبس‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االقتراحات و التوصيات‬

‫عمى ضوء ما درسناه واستخمصناه من دراسة ىذا الموضوع نقدم االقتراحات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬نظ ار لألىمية البالغة لموضوع الحصانة البرلمانية وتطور مفيوميا في العصر الحديث‪،‬‬
‫وقمة المؤلفات و المراجع المتخصصة في ىذا الموضوع‪ ،‬نأمل ان يتم دراستو وتناولو‬
‫بعناية فائقة واىتمام كبير‪ ،‬واجراء دراسات موسعة حول ىذه الضمانة‪.‬‬
‫‪ -‬انشاء اعالم برلماني‪ ،‬لتقريب صورة البرلمان لممواطن وليكون عمى عمم بما يحدث داخل‬
‫البرلمان‪.‬‬
‫‪ -‬يجب ان تصاغ حرية التعبير المقررة ألعضاء البرلمان في االطار الصحيح لمميام‬
‫البرلمانية‪،‬بما يضمن ىيبة مؤسسة البرلمان وحرمتيا‪ ،‬ودون ان تتحول ىذه الحرية الى‬
‫وسيمة قد يسيئ عضو البرلمان استعماليا‪ ،‬من سب وقذف واىانة لألفراد والمؤسسات‬
‫والرموز الدستورية‪ ،‬وذلك بتقييد اعضاء البرلمان باستعمال الفاظ الئقة ومحترمة ومناسبة‬
‫لكل رأي يراد االدالء بو‪.‬‬
‫‪ -‬وضع جزاءات تأديبية صارمة لحسن سير الجمسات البرلمانية بصورة الئقة ومحترمة‬
‫وبعيدة عن كل انواع الشتم و السب‪ ،‬وىذا بما يميق و المكانة التي يمارسونيا‪.‬‬

‫من خالل ما تطرقنا اليو‪ ،‬فانو من الضروري سد النقص التشريعي والغموض في‬
‫النصوص القانونية المؤطرة لمحصانة البرلمانية‪ ،‬حيث انيا استغمت اسوأ استغالل من طرف‬
‫اعضاء البرلمان‪ ،‬وذلك بتعديل النصوص الدستورية التي تعتبر عقبة امام النيابة العامة‪ ،‬تمنع‬

‫‪88‬‬
‫خاتمة‬
‫اية متابعة قضائية ضد اي عضو في حالة ارتكابو الفعال خارج الميام البرلمانية‪ ،‬وىذا كمو في‬
‫اعتماد المؤسس الدستوري عمى حماية العيدة بكامميا وليس الدورة البرلمانية فقط‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمة المراجع‬
‫والمصادر‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -I‬المصادر ‪:‬‬
‫‪-1‬القران الكريم‬

‫‪-2‬الدساتير‪:‬‬

‫أ‪ -‬دساتير الجمهورية الجزائرية‪:‬‬


‫‪ .1‬دستور الجميورية الجزائرية ‪ ،1963‬المؤرخ في ‪ 11‬سبتمبر ‪ ،1963‬الصادر بالجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪ 64‬لسنة ‪1963‬‬

‫‪ .2‬دستور الجميورية الجزائرية ‪1976‬المعدل والمتمم‪ ،‬الصادر بموجب االمر ‪ ،97-76‬المؤرخ في ‪22‬‬
‫نوفمبر ‪ ،1976‬الجريدة الرسمية العدد لسنة ‪1974‬‬
‫‪ .3‬دستور الجميورية الجزائرية ‪ ،1989‬الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،18-89‬المؤرخ في ‪28‬‬
‫فيفري ‪ ،1989‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 45‬لسنة ‪1989‬‬
‫‪ .4‬دستور الجميورية الجزائرية ‪ ،1996‬الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،438-96‬المؤرخ في ‪28‬‬
‫نوفمبر ‪ ،1996‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 76‬لسنة ‪1996‬‬
‫‪ .5‬التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2112‬الصادر بموجب القانون ‪ ، 13-12‬المؤرخ في ‪ 11‬افريل ‪،2112‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪ 25‬لسنة ‪2112‬‬
‫‪ .6‬التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2118‬الصادر بموجب القانون ‪ ،19-18‬المؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر ‪،2118‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪ 63‬لسنة ‪2118‬‬
‫‪ .7‬التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2116‬الصادر بموجب القانون ‪ 11-16‬المؤرخ في ‪ 6‬مارس ‪،2116‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪ 76‬لسنة ‪2116‬‬
‫ب ‪ -‬الدستور الفرنسي لسنة ‪ ،1958‬المؤرخ في ‪ 14‬اكتوبر ‪1958‬‬

‫ت‪ -1 -‬الدستور المصري لسنة ‪ ،1971‬المؤرخ في ‪ 11‬سبتمبر ‪ ،1971‬الصادر بالجريدة الرسمية العدد‬
‫‪36‬‬

‫‪90‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -2‬الدستور المصري لسنة ‪ ،2114‬المؤرخ في ‪ 15‬جانفي ‪ ،2114‬الصادر بالجريدة الرسمية العدد‬


‫‪13‬‬

‫‪-3‬القوانين العضوية‪:‬‬

‫‪ .1‬قانون عضوي ‪ ،12-12‬المؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،2112‬يحدد حاالت التنافي م العيدة البرلمانية‪،‬‬


‫الصادر بالجريدة الرسمية‪ ،‬العدد االول‪ ،‬لسنة ‪2112‬‬
‫‪ .2‬القانون العضوي ‪ ،11-16‬المؤرخ في ‪ 25‬غشت ‪ ،2116‬يتعمق بنظام االنتخابات‪ ،‬الصادر باجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ ،51‬لسنة ‪2116‬‬
‫‪-4‬القوانين العادية‪:‬‬

‫‪ .1‬االمر رقم ‪ ،155-66‬المؤرخ في ‪ 16‬جوان ‪ ،1966‬يتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم بالقانون‬
‫رقم ‪ ،11-14‬الصادر بالجريدة الرسمية العدد ‪ ،17‬لسنة ‪2114‬‬
‫‪ .2‬قانون رقم‪ ، 11-77‬المؤرخ في ‪ 16‬اوت ‪ ،1977‬يتعمق بالقانون الداخمي لممجمس الشعبي الوطني‪،‬‬
‫الصادر بالجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 66‬لسنة‪1977‬‬
‫‪ .3‬قانون رقم‪ 11-01‬المؤرخ في ‪ 31‬جانفي سنة‪ ، 2001‬يتعمق بعضو البرلمان‪ ،‬الصادر بالجريدة‬
‫الرسمية العدد‪ 19‬لسنة ‪2111‬‬
‫‪ .4‬امر رقم ‪ ،12-11‬المؤرخ في ‪ 23‬فيفري ‪ ،2111‬يتمم االمر ‪ ،155-66‬المتضمن قانون االجراءات‬
‫الجزائية‪ ،‬الصادر بالجريدة الرسمية لسنة ‪2111‬‬
‫‪-5‬االنظمة الداخمية لغرفتي البرلمان‪:‬‬
‫‪ .1‬النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني‪ ،‬المؤرخ في ‪ 22‬جويمية ‪ ،1997‬الصادر بالجريدة الرسمية‬
‫العدد‪ 53‬لسنة ‪1997‬‬
‫‪ .2‬النظام الداخمي لمجمس األمة‪ ،‬المؤرخ في ‪ 22‬جانفي ‪ ،1998‬الصادر بالجريدة الرسمية العدد ‪، 08‬‬
‫لسنة ‪1998‬‬
‫‪ .3‬النظام الداخمي لمجمس األمة‪ ،‬المؤرخ في ‪ 26‬اكتوبر ‪ ،1999‬الصادر بالجريدة الرسمية العدد‪، 84‬‬
‫لسنة ‪1999‬‬
‫‪ .4‬النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني‪ ،‬المؤرخ في ‪ 31‬يوليو ‪ ،2111‬الصادر بالجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪ 46‬لسنة ‪2000‬‬
‫‪ .5‬النظام الداخمي لمجمس األمة المعدل‪ ،‬المؤرخ في‪ 17‬ديسمبر ‪ ،2111‬الصادر بالجريدة الرسمية العدد‬
‫‪ ،77‬لسنة‪2000‬‬

‫‪91‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .6‬النظام الداخمي لمجمس االمة‪ ،‬المؤرخ في ‪ 22‬غشت ‪ ،2117‬الصادر بالجريدة الرسمية العدد ‪،49‬‬
‫لسنة ‪2117‬‬

‫‪ -II‬المراجع‪:‬‬

‫أ‪ -‬الكتب‪:‬‬

‫بالمغة العربية‬

‫‪ .1‬ابراىيم عبد العزيز شيحا‪ ،‬النظام الدستوري المبناني‪ ،‬دار الجامعة لمطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬جامعة‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر ‪1983‬‬
‫‪ .2‬أحمد عمي عبود الخفاجي‪ ،‬الحصانة البرلمانية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬المركز العربي لمنشر والتوزي ‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫مصر‪2117 ،‬‬
‫‪ .3‬جمال الدين أبو الفضل ‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار الكتاب العممية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪2112 ،‬‬
‫‪ .4‬رمضان محمد بطيخ‪ ،‬الحصانة البرلمانية وتطبيقاتيا في مصر‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪1994‬‬
‫‪ .5‬سعيد بوشعير‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬النظم السياسية‪ ،‬الطبعة‬
‫الخامسة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪2113 ،‬‬
‫‪ .6‬سعيد بوشعير‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار ىومة لمنشر والتوزي ‪ ،‬الجزائر‪1993‬‬
‫‪ .7‬سعيد بوشعير‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪ ،‬دراسة تحميمية لطبيعة نظام الحكم في ضوء دستور‬
‫‪ ،1996‬الجزء الراب ‪ ،‬السمطة التشريعية والمراقبة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪2113 ،‬‬
‫‪ .8‬سالم صالح خميس‪ ،‬الحصانة النيابية في ظل األنظمة الدستورية المعاصرة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬المكتب‬
‫الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪2117 ،‬‬
‫‪ .9‬عبد اهلل بوقفة‪ ،‬آليات تنظيم السمطة السياسية في النظام السياسي الجزائري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار ىومة‬
‫لمنشر والتوزي ‪ ،‬الجزائر‪2113 ،‬‬
‫‪ .11‬فتحي سرور‪ ،‬القانون الدستوري الجنائي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،‬سنة ‪2112‬‬

‫‪92‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .11‬محمد بركات‪ ،‬النظام القانوني لعضو البرلمان‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪2113 ،‬‬
‫‪ .12‬محمد رفعت عبد الوىاب‪ ،‬النظم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪1999 ،‬‬
‫‪ .13‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون العقوبات المبناني‪ ،‬القسم العام‪ ،‬المجمد األول‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دون‬
‫دار نشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1999 ،‬‬
‫‪ .14‬نداوي حني‪ ،‬الحصانة البرلمانية وكيفية زواليا‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دون دار نشر‪ ،‬العراق‪.2113 ،‬‬
‫‪ .15‬وسيم حسام الدين األحمد‪ ،‬الحصانات القانونية‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪2111 ،‬‬

‫بالمغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪1-Mainght(joseph), le privillège parlmentaire au canad, 2éme édition, québec1‬‬
‫‪2-marc verdyssen ,conours et enjeux du droit constitionnel pénale,bruscelle, 1985‬‬

‫ب‪-‬الرسائل والمذكرات الجامعية‪:‬‬


‫‪ )1‬رسائل الدكتوراه‬
‫‪ .1‬إبراىيم مالوي‪ ،‬النظام القانوني لعضو البرلمان‪ ،‬اطروحة لنيل شيادة الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪.2118-2117،‬‬
‫‪ .2‬سعيد أوصيف‪ ،‬البرلمان الجزائري في ظل دستور‪ 28‬نوفمبر ‪ 1996‬المعدل والمتمم‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫شيادة الدكتوراه‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪2116،‬‬
‫‪ .3‬فواز لجمط‪ ،‬ضمانات دستورية لحماية مبدأ الشرعية‪ ،‬أطروحة لنيل شيادة الدكتوراه‪ ،‬كمية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪2115-2114 ،‬‬
‫‪ .4‬محمد بركات‪ ،‬النظام القانوني لعضو البرلمان دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة لنيل شيادة الدكتوراه في‬
‫القانون العام‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪2114-2113 ،‬‬
‫‪ .5‬ناجي شنوف‪ ،‬حصانة موظفي الدولة في األداء السياسي اإلسالمي ونظم الحكم الوضعية‪ ،‬النظام‬
‫البرلماني نموذجا‪ ،‬اطروحة لنيل شيادة الدكتوراه‪ ،‬كمية العموم السياسية‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪،‬‬
‫الجزائر‪2119-2118 ،‬‬
‫‪ .6‬نوال لصمج‪ ،‬مكانة عضو البرلمان في الدساتير العربية‪ ،‬اطروحة لنيل شيادةالدكتوراه‪ ،‬كمية الحقوق‬
‫والعموم سياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪2116-2115،‬‬

‫‪93‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ )2‬مذكرات الماجستير‪:‬‬
‫‪ .1‬أحمد بومدين‪ ،‬الحصانة البرلمانية دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة ابي بكر بمقايد‪ ،‬تممسان‪2115-2114 ،‬‬
‫‪ .2‬أمينة سعود‪ ،‬النظام القانوني لعضو البرلمان في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‪،‬‬
‫كمية الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪2114-2113،‬‬
‫‪ .3‬سامية العايب‪ ،‬مكانة السمطة التشريعية في النظام الدستوري الجزائري طبقا لدستور ‪ ،1996‬مذكرة‬
‫لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة ‪8‬ماي ‪ 1945‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪-2114 ،‬‬
‫‪2115‬‬
‫‪ .4‬عثمان دشيشة‪ ،‬الحصانة البرلمانية وأثرىا عمى الدعوى العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة ماجستير‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪2111-2111 ،‬‬
‫‪ .5‬عمي بن محسن التويجري‪ ،‬الحصانة البرلمانية ومدى إمكانية تطبيقاتيا عمى أعضاء مجمس الشورى‬
‫السعودي‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬كمية الدراسات العميا‪ ،‬جامعة نايف العربية لمعموم األمنية‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬المممكة العربية السعودية‪1426-1425 ،‬‬
‫‪ .6‬عمار ياسر‪ ،‬الحصانة البرلمانية والعفو الخاص واثرىما عمى مكافحة الفساد في فمسطين‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شيادة الماجستير‪،‬المركز الفمسطيني الستقالل المحماة والقضاة مساواة‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة غزة‪،‬‬
‫فمسطين‪2115 ،‬‬
‫‪ .7‬فاتح يحياوي‪ ،‬الحصانة البرلمانية في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في‬
‫القانون العام‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪2111-2111 ،‬‬
‫‪ .8‬فريد بن سميم‪ ،‬البرلمان في الدساتير‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬كمية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة بن يوسف بن خدة ‪،‬الجزائر‪2116-2115 ،‬‬
‫‪ .9‬فريد دبوشة‪ ،‬الحصانة البرلمانية في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة بن‬
‫يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪2117-2116،‬‬
‫‪ .11‬محمد أقيس‪ ،‬الحصانة البرلمانية في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في‬
‫القانون العام‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة‪2114 ،‬‬

‫‪94‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .11‬محمد عمر مراد‪ ،‬الحصانة البرلمانية في فمسطين دراسة مقارنة‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‪ ،‬كمية‬
‫الشريعة والقانون‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،‬فمسطين‪2115،‬‬
‫‪ .12‬مزياني لوناس‪ ،‬إنتفاء السيادة التشريعية لمبرلمان في ظل الدستور الجزائري لسنة‪ ،1996‬مذكرة لنيل‬
‫شيادة الماجستير‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪2111 ،‬‬
‫‪ .13‬مشعل العازمي‪ ،‬الحصانة البرلمانية دراسة مقارنة بين األردن والكويت‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‬
‫في القانون العام‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪2111،‬‬
‫‪ .14‬ميمود بومامي‪ ،‬إسقاط العضوية البرلمانية في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة‬
‫الماجستير في الحقوق‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪2115-2114 ،‬‬
‫‪ .15‬نور الدين رباطي‪ ،‬الحصانة البرلمانية في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير‪،‬‬
‫كمية الحقوق‪ ،‬جامعة العربي التبسي‪ ،‬تبسة‪2116-2115،‬‬
‫‪ )3‬مذكرات الماستر‪:‬‬
‫‪ .1‬أمينة شعباني‪ ،‬السمطة التشريعية عمى ضوء دستور ‪،2116‬مذكرة لنيل شيادة الماستر‪ ،‬كمية الحقوق‬
‫والعموم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة‪ ،‬بجاية الجزائر‪2117-2116 ،‬‬
‫‪ .2‬حياة صح اروي‪ ،‬ضمانات استقاللية السمطة التشريعية في الدساتير الجزائرية‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة‬
‫الماستر في القانون العام‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة محمد بوقرة ‪،‬بومرداس‪2116-2115،‬‬
‫‪ .3‬رفيق منصوري‪ ،‬الحصانة البرلمانية وتطبيقاتيا في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر‪ ،‬كمية الحقوق‬
‫والعموم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬الجزائر‪211512116 ،‬‬

‫ج‪ -‬المقاالت‬
‫‪ .1‬حسينة شرون‪ ،‬الحصانة البرلمانية‪ ،‬مجمة المفكر‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‬
‫‪2111،‬‬
‫‪ .2‬عباس ميخاليف‪ ،‬الحصانة البرلمانية‪ ،‬مجمة النائب‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2113 ،‬المجمس الشعبي الوطني‪،‬‬
‫الجزائر‬
‫‪ .3‬عبد االلو البناني‪،‬الحصانة البرلمانية كوسيمة لتعزيز قدرات البرلمانيين العرب‪ ،‬مجمة الفكر البرلماني‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2116 ،11‬مجمس االمة‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ .4‬عبد العزيز الشافي‪ ،‬الحصانة النيابية‪ ،‬مجمة الجيش المبناني‪ ،‬العدد ‪2118 ،284‬‬

‫‪95‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .5‬عمار بو ضياف‪ ،‬مبدأ حصانة القاضي ضد العزل‪ ،‬مجمة الحقوق‪ ،‬العدد الراب ‪ ،‬جامعة الكويت‪،‬‬
‫‪1994‬‬
‫‪ .6‬عمر فرحاتي‪ ،‬مبدأ الحصانة البرلمانية في الدول العربية‪ ،‬مجمة المفكر‪ ،‬العدد الثالث‪،2118 ،‬‬
‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪.‬‬

‫د‪ -‬المواقع‬
‫‪ .1‬أحمد رياض‪ ،‬الحصانة البرلمانية‪ ،‬مناعة مؤقتة الموق ‪ ،www.bashaev.arg‬تاريخ االطالع‬
‫‪21‬ماي ‪2119‬‬

‫‪2118‬‬ ‫سنة‬ ‫المتمدن‪،‬العدد‪،2293‬‬ ‫الحوار‬ ‫منتدى‬ ‫البرلمانية‪،‬‬ ‫الحصانة‬ ‫كاظم‪،‬‬ ‫‪ .2‬زىير‬


‫الموق ‪ ،www.ahwar.org‬تاريخ االطالع ‪ 18‬ماي ‪2119‬‬

‫‪ .3‬عادل الحياوي‪ ،‬الحصانة والنواب المتيمون بقضايا جزائية من قبل العدالة‪ .‬انظر‬
‫الموق ‪ http://www.ammonnews.net.doc‬تاريخ االطالع ‪ 18‬ماي ‪2119‬‬

‫‪ .4‬محمد رضا‪،‬الحصانة البرلمانية انظر الوق ‪ http://www.parlamany.com‬تاريخ االطالع ‪26‬‬


‫ماي ‪2119‬‬

‫‪ .5‬الموق الرسمي لمجمس األمة‪ ،http://www.majliselouma.dz‬تاريخ االطالع ‪ 26‬ماي ‪2119‬‬

‫‪96‬‬
‫الفهرس‬

‫الفهرس‬
‫الفهرس‬

‫الفهرس‬

‫مقدمة‪..............................................................................‬ص ‪1‬‬

‫الفصل االول‪ :‬مفهوم الحصانة البرلمانية‪...............................................‬ص‪5‬‬

‫المبحث االول‪ :‬مفهوم الحصانة البرلمانية ونشأته‪.......................................‬ص‪6‬‬

‫المطمب االول ‪:‬تعريف الحصانة البرلمانية ‪.............................................‬ص‪6‬‬

‫الفرع االول ‪:‬الحصانة البرلمانية لغة‪.....................................................‬ص‪6‬‬

‫اوال ‪:‬الحصانة لغة واصطالحا ‪..........................................................‬ص‪6‬‬

‫ثانيا‪:‬البرلمان لغة واصطالحا‪............................................................‬ص‪7‬‬


‫الفرع الثاني‪:‬تعريف الحصانة البرلمانية اصطالحا ‪.......................................‬ص‪8‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬تمييز الحصانة البرلمانية عن غيرىا من االصطالحات االخرى‪.............‬ص‪9‬‬

‫اوال‪:‬تمييز الحصانة البرلمانية عن الحصانة الدستورية‪...................................‬ص‪10‬‬

‫ثانيا ‪:‬تمييز الحصانة البرلمانية عن الحصانة الدبموماسية‪..............................‬ص ‪11‬‬

‫ثالثا‪ :‬تمييز الحصانة البرلمانية عن الحصانة القضائية ‪.................................‬ص‪12‬‬


‫رابعا‪:‬التمييز الحصانة البرلمانية عن الحصانة الوظيفية ‪................................‬ص‪14‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬نشأة و تطور الحصانة البرلمانية‪.......................................‬ص‪15‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نشأة الحصانة البرلمانية في الدول االوروبية‪...............................‬ص‪15‬‬

‫أوال‪ :‬نشأة و تطور الحصانة البرلمانية في إنجمت ار‪.......................................‬ص‪15‬‬

‫ثانيا‪ :‬نشاة وتطور الحصانة البرلمانية في فرنسا‪........................................‬ص‪16‬‬

‫‪97‬‬
‫الفهرس‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نشأة و تطور الحصانة البرلمانية في الدول العربية‪........................‬ص‪17‬‬

‫أوال‪ :‬نشأة و تطور الحصانة البرلمانية في الجزائر‪....................................‬ص‪17‬‬

‫ثانيا‪ :‬نشأة الحصانة البرلمانية في مصر‪...............................................‬ص‪18‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع الحصانة البرلمانية وطبيعتها‪..................................‬ص‪99‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬أنواع الحصانة البرلمانية‪..............................................‬ص‪19‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الحصانة الموضوعية‪.....................................................‬ص‪20‬‬

‫أوال‪ :‬خصائص الحصانة الموضوعية‪...................................................‬ص‪21‬‬

‫ثانيا‪ :‬حدود الحصانة الموضوعية‪......................................................‬ص‪22‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحصانة اإلجرائية‪........................................................‬ص‪23‬‬

‫أوال‪ :‬خصائص الحصانة اإلجرائية‪....................................................‬ص ‪24‬‬

‫ثانيا‪ :‬حدود الحصانة اإلجرائية‪.........................................................‬ص‪25‬‬

‫المطمب الثاني ‪:‬الطبيعة القانونية لمحصانة البرلمانية‪....................................‬ص‪26‬‬

‫الفرع االول‪:‬التكييف القانوني لمحصانة البرلمانية‪.......................................‬ص‪27‬‬

‫اوال‪:‬الحصانة البرلمانية سبب شخصي لمنع تطبيق العقاب‪..............................‬ص‪28‬‬


‫ثانيا‪:‬الحصانة البرلمانية سبب النتفاء األىمية القانونية‪...................................‬ص‪28‬‬
‫ثالثا‪:‬الحصانة البرلمانية نتيجة لمانع اجرائي ‪..........................................‬ص‪28‬‬
‫رابعا‪:‬الحصانة البرلمانية كمانع من موانع العقاب‪.......................................‬ص‪29‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬االثار القانونية المترتبة عن الحصانة البرلمانية ‪...........................‬ص‪29‬‬
‫اوال ‪:‬الجزاءات التأديبية المقررة في الجزائر‪.............................................‬ص‪30‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الجزاءات التأديبية في التشريعات المقارنة‪...................................... .‬ص‪31‬‬

‫‪98‬‬
‫الفهرس‬

‫الفصل الثاني‪ :‬النظام القانوني لمحصانة البرلمانية ‪....................................‬ص‪35‬‬


‫المبحث األول‪:‬تكريس الحصانة البرلمانية‪.............................................‬ص‪37‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬تكريس الحصانة البرلمانية في دساتير الجزائر‪..........................‬ص‪37‬‬

‫الفرع األول‪ :‬في دستور ‪........................................................1963‬ص‪37‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬في دستور ‪.........................................................1976‬ص‪38‬‬

‫الفرع الرابع‪:‬في دستور‪..........................................................1989‬ص‪39‬‬

‫الفرع الرابع‪:‬في دستور ‪.........................................................1996‬ص‪40‬‬

‫المطمب الثاني ‪:‬تكريس الحصانة البرلمانية في القانون المتعمق بعضو البرلمان وفي النظامين‬
‫الداخميين لممجمس الشعبي الوطني و لمجمس االمة ‪....................................‬ص‪42‬‬
‫الفرع االول ‪:‬تكريس الحصانة البرلمانية في القانون المتعمق بعضو البرلمان‪..............‬ص‪42‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬تكريس الحصانة البرلمانية في النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني ولمجمس‬
‫االمة ‪................................................................................‬ص‪43‬‬
‫اوال ‪ :‬تكريسيا في النظام الداخمي لممجمس الشعبي الوطني‪..............................‬ص‪44‬‬
‫ثانيا ‪:‬تكريسيا في النظام الداخمي لمجمس األمة‪.........................................‬ص‪45‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬نطاق الحصانة البرلمانية ‪...........................................‬ص ‪77‬‬
‫المطمب االول ‪:‬نطاق الحصانة البرلمانية من حيث االشخاص و الموضوع‪.............‬ص ‪47‬‬
‫الفرع االول ‪:‬من حيث االشخاص‪......................................................‬ص‪47‬‬
‫اوال‪-‬الحصانة الموضوعية‪.............................................................‬ص‪47‬‬
‫ثانيا ‪-‬الحصانة اإلجرائية‪..............................................................‬ص‪48‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬من حيث الموضوع‪........................................................‬ص‪49‬‬
‫اوال‪:‬الحصانة الموضوعية‪..............................................................‬ص‪49‬‬
‫ثانيا‪-‬الحصانة االجرائية‪...............................................................‬ص‪52‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬نطاق الحصانة من حيث الزمان والمكان‪...............................‬ص‪54‬‬

‫‪99‬‬
‫الفهرس‬

‫الفرع االول‪ :‬نطاق الحصانة البرلمانية من حيث الزمان‪.................................‬ص‪54‬‬

‫اوال ‪:‬الحصانة الموضوعية‪.............................................................‬ص‪54‬‬

‫ثانيا‪-‬الحصانة اإلجرائية‪...............................................................‬ص‪56‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نطاق الحصانة من حيث المكان‪.........................................‬ص‪57‬‬

‫اوال ‪-‬الحصانة الموضوعية‪ ...........................................................‬ص‪57‬‬

‫ثانيا‪:‬الحصانة اإلجرائية‪................................................................‬ص‪58‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬انتهاء الحصانة البرلمانية ‪.............................................‬ص‪60‬‬

‫المبحث األول‪ :‬النهاية الطبيعية لمحصانة البرلمانية‪...................................‬ص‪69‬‬

‫المطمب األول‪:‬انتياء مدة البرلمان أو حمو‪..............................................‬ص‪61‬‬

‫الفرع األول‪ :‬انتياء مدة البرلمان‪.......................................................‬ص‪61‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬حل البرلمان‪............................................................‬ص‪62‬‬

‫أوال‪:‬الحل الوجوبي(التمقائي)‪............................................................‬ص‪63‬‬

‫ثانيا‪:‬الحل الرئاسي‪....................................................................‬ص‪64‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬وفاة عضو البرلمان أو استقالتو ‪.......................................‬ص‪65‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حالة وفاة عضو البرلمان‪..................................................‬ص‪65‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬استقالة عضو البرلمان‪....................................................‬ص‪66‬‬

‫اوال‪:‬تعريف االستقالة‪..................................................................‬ص‪66‬‬

‫ثانيا‪:‬أسباب االستقالة‪..................................................................‬ص‪66‬‬

‫‪100‬‬
‫الفهرس‬

‫ثالثا‪:‬شروط االستقالة‪..................................................................‬ص‪69‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬النهاية غير الطبيعية لمحصانة البرلمانية ( االستثنائية )‪...............‬ص‪70‬‬

‫المطمب االول‪:‬حالة تمبس العضو واقصاءه و اسقاط العضوية عنو‪......................‬ص‪71‬‬

‫الفرع االول‪:‬حالة تمبس العضو بجناية او جنحة‪.........................................‬ص‪71‬‬

‫اوال ‪:‬تعريف حالة تمبس العضو بجناية اوجنحة‪.........................................‬ص‪71‬‬

‫ثانيا‪:‬مبررات استثناء حالة التمبس بجناية ‪..............................................‬ص‪72‬‬


‫الفرع الثاني‪:‬حالة االقصاء‪............................................................‬ص‪73‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬حالة اسقاط العضوية‪......................................................‬ص‪74‬‬
‫اوال‪:‬تعريف اسقاط العضوية‪............................................................‬ص‪74‬‬
‫ثانيا‪:‬أسباب إسقاط العضوية‪...........................................................‬ص‪74‬‬
‫ثالثا‪:‬إجراءات إسقاط العضوية‪.........................................................‬ص‪75‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬حالة طمب االذن وتنازل العضو عن الحصانة ووجوده في حالة من حاالت‬
‫التنافي‪................................................................................‬ص‪76‬‬
‫الفرع االول‪:‬حالة طمب االذن من المجمس برفع الحصانة ‪...............................‬ص‪76‬‬
‫اوال‪:‬مفيوم االذن‪......................................................................‬ص‪76‬‬
‫ثانيا ‪:‬الجية المختصة بتقديم الطمب ‪...................................................‬ص‪77‬‬
‫ثالثا‪:‬اجراءات طمب رفع الحصانة ‪.....................................................‬ص‪77‬‬
‫رابعا‪:‬دراسة الطمب من طرف المجنة القانونية‪...........................................‬ص‪77‬‬
‫خامسا‪ :‬موقف المجمس النيابي من طمب رفع الحصانة‪.................................‬ص‪78‬‬
‫سادسا‪:‬اآلثار المترتبة عن طمب رفع الحصانة وصدور اإلذن‪............................‬ص‪80‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬حالة تنازل العضو عن الحصانة ‪..........................................‬ص‪81‬‬
‫اوال‪:‬مفيوم حالة التنازل ‪...............................................................‬ص‪81‬‬
‫ثانيا‪:‬اجراءات التنازل عن الحصانة البرلمانية‪...........................................‬ص‪81‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬وجود عضو البرلمان في حالة من حاالت التنافي‪...........................‬ص‪82‬‬

‫‪101‬‬
‫الفهرس‬

‫اوال ‪:‬تعريف حاالت التنافي‪............................................................‬ص‪82‬‬


‫ثانيا‪:‬حاالت التنافي مع العيدة البرلمانية‪................................................‬ص‪82‬‬
‫ثالثا‪:‬اجراءات وآثار التنافي مع العيدة البرلمانية‪.........................................‬ص‪84‬‬
‫خاتمة‪................................................................................‬ص‪85‬‬
‫قائمة المراجع‪.......................................................................‬ص ‪90‬‬
‫الفهرس‪............................................................................‬ص‪97‬‬

‫‪102‬‬
‫ملخص‬

‫ و ذلك‬،‫الحصانة البرلمانيةهي امتياز يضمن لمنائب الحرية في القيام بمهامه البرلمانية‬


.‫بعدم مسائمته عما يبديه من اراء خالل مشاركته في العمل البرلماني‬

‫ ثم انتقمت الى‬،‫تعتبر الدول الغربية مهدا لمحصانة البرلمانية بدءا ببريطانيامرو ار بفرنسا‬
.‫باقي الدول العربية منها الجزائر و مصر‬

‫تنقسم الحصانة البرلمانية بالنظر الى مضمونها الى حصانة برلمانية موضوعية تتعمق‬
‫ اما الحصانة‬،‫باألقوال و االراء و التصريحات التي يدلي بها العضو اثناء تأدية مهامه النيابية‬
‫ وقد كرست جميع‬،‫االجرائية فتتعمق بمختمف االجراءات الجزائية التي يمكن اتخاذها ضد العضو‬
‫ المعدل‬3669 ‫ إلى دستور‬،3691 ‫الدساتير الجزائرية مبدأ الحصانة البرلمانية بدءا من دستور‬
.‫ منه‬369 ‫من خالل المادة‬6139 ‫في‬

‫تنقضي الحصانة البرلمانية عن العضو البرلماني؛ في حالة التمبس وذلك بايقافه و اخطار‬
‫ كما تنتهي ايضابتنازل العضو عنها تقديم‬،‫المجمس التابع له العضو بعد اخذ االذن من رئيس‬

‫وقد تزول الحصانة البرلمانية بانتهاء العهدة البرلمانية او في حالة حل البرلمان وغيرها من‬
.‫الحاالت االخرى‬

Abstrecte :
Parliamentary immunity is a privilege that guarantees the freedom of the MP to carry
out his parliamentary duties, by not questioning his opinions during his participation in
parliamentary work.
Western countries are considered the cradle of parliamentary immunity starting with
Britain through France, and then moved to the rest of the Arab countries, including Algeria
and Egypt.
Parliamentary immunity is divided according to its content to substantive parliamentary
immunity related to the statements, views and statements made by the member in the
performance of his parliamentary duties. Procedural immunity relates to the various
criminal measures that may be taken against the member. All Algerian constitutions have
enshrined the principle of parliamentary immunity starting with the 1963 Constitution , To
the 1996 Constitution amended in 2016 through Article 126 thereof.
The parliamentary immunity of a member of parliament expires; in the case of flagrante
delicto, by suspending it and informing the council of the member after receiving the
permission of a president.
Parliamentary immunity may be removed by the end of the parliamentary term or in the
case of dissolution of the parliament and other cases.

You might also like