You are on page 1of 13

‫ط‪/‬د‪ .

‬حــــمـريط كمـــال‬ ‫الدفع بعدم دستورية القوانني يف التعديل الدستوري اجلزائري ‪( 6102‬دراسة مقارنة)‬

‫الدفع بعدم دستورية القوانين في التعديل الدستوري الجزائري ‪6102‬‬


‫(دراسة مق ارنة)‬
‫ط‪/‬د‪ .‬ح ـ ـمـريط كم ــال ‪ -‬جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان‬

‫الملـ ـخ ــص‪:‬‬
‫يعترب الدفع بعدم دستورية القوانني آلية جديدة للرقابة يف املنظومة القانونية اجلزائرية‪ ،‬نصت عليها املادة ‪811‬‬
‫من دستور ‪ ،6182‬يف الفصل االول من الباب الثالث حتت عنوان الرقابة‪ .‬متأخرة بذلك قياسا مع العديد من‬
‫الدول ‪.‬كالواليات املتحدة االمريكية وفرنسا‪،‬واسبانيا‪ ،‬واملانيا‪.‬‬
‫ومن خالل حتليل للمادة‪ 811‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 6182‬من منظور مقاربة مرتكزة على محاية احلقوق‬
‫واحلريات‪ ،‬ميكن من استخالص ان املشرع الدستوري حدد للمجلس الدستوري مهمة تتجاوز جمرد محاية النظام‬
‫الدستوري املوضوعي‪ ،‬وذلك عرب ادراج املشرع الدستوري ألول مرة آليات متكن من محاية احلقوق واحلريات من‬
‫طرف احملكمة عرب متكني االطراف يف حال نزاع قضائي من الولوج اىل اجمللس الدستوري يف حال الدفع بعدم‬
‫دستورية‪ ،‬اذا كان القانون الذي سيطبق يف النزاع‪ ،‬ميس باحلقوق واحلريات اليت يضمنها الدستور‪.‬‬

‫‪Résumé :‬‬
‫‪La révision constitutionnelle de mars 2016 a introduit dans la Constitution un‬‬
‫‪article 188 permettant de saisir le Conseil constitutionnel, d’une exception‬‬
‫‪d’inconstitutionnalité sur renvoi de la Cour suprême ou du Conseil d’État,‬‬
‫‪lorsque l’une des parties du procès soutient devant l'une des deux juridictions,‬‬
‫‪qu’une disposition législative dont dépend l’issue du litige porte atteinte aux‬‬
‫‪droits et libertés que la Constitution garantit. Le Conseil constitutionnel doit‬‬
‫‪statuer dans un délai de quatre (4) mois qui suivent la date de sa saisine. Ce délai‬‬
‫‪peut être prorogé une seule fois de quatre (4) mois au maximum.‬‬

‫‪444‬‬ ‫العدد التاسع ــــــــــــــــ جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة‬
‫ط‪/‬د‪ .‬حــــمـريط كمـــال‬ ‫الدفع بعدم دستورية القوانني يف التعديل الدستوري اجلزائري ‪( 6102‬دراسة مقارنة)‬

‫م ـق ــدمــة‬
‫يعد الدستور وثيقة احلقوق واحلريات والواجبات يف كل التشريعات الدستورية‪ ،‬وقد احاطها هذا االخري‬
‫مبجموعة من الضمانات‪ ،‬ولذا يعد غري دستوري كل ما يصدر خمالفا هلا‪ ،‬وتعد الرقابة الدستورية احد الضمانات‬
‫الدستورية لدعم حقوق االنسان وحرياته وال خیفى أن وجود القضاء الدستوري‪ ،‬وان كان غري كاف لوحده يف‬
‫حتقيق االستقرار وخلق الشعور العام بالعدل واإلنصاف واحلماية الكاملة للحقوق واحلريات‪ ،‬يبقى من أھم املعايري‬
‫الدولية املعتربة يف دولة احلقوق واحلريات‪.‬‬
‫وال يكتسب أي نظام دستوري الطابع الدميقراطي إالا إذا كفل لألفراد مجيع حقوق املواطنة‪ ،‬وعلى رأسها احلق‬
‫يف التقاضي؛ دفاعا عن حقوقهم وحرياهتم أمام خمتلف جهات القضاء العادي واإلداري والدستوري؛ وبدون هذا‬
‫تظل احلقوق الدستورية غري مضمونة‪ ،‬وغري مشمولة باحلماية القضائية‪،‬‬
‫احلق احملوري ضمن قائمة حقوق اإلنسان ا‬
‫وعرضة لالنتقاص ما بني سلطة تشريعية تقياد من حدود استعماهلا‪ ،‬وسلطة إدارية تتعسف يف منع ممارستها‬
‫بدعاوى حفظ النظام‪.8‬‬
‫ولذلك حرصت أغلب النظم الدستورية على منح االفراد العديد من الضمانات اليت حتول دون انتهاك احلقوق‬
‫واحلريات‪ ،‬وصار من حقهم الدفع بعدم دستورية القوانني امام القضاء الدستوري يف ما يعتقدون انه ينتهك‬
‫حقوقهم او حرياهتم املضمونة دستوريا‬
‫وقد ظهر هذا النوع من الرقابة ألول مرة يف الواليات املتحدة االمريكية اليت أخذت وتبنت فيها هذه الصورة من‬
‫صور الرقابة‪ ،6‬ومنها انتقلت اىل العديد من الدول ‪.3‬‬
‫اال انه البد من االشارة بانه‪ ،‬وان بدا هذا االسلوب مطابقا للنظام الفرنسي والنظم االوربية اليت تعتمد هذا‬
‫االسلوب من الرقابة‪ ،‬اال انه خیتلف اختالفا جذريا جلهة املفاعيل عنه‪.‬اذ جند ان احملاكم االمريكية تتقيد مبايعرف‬
‫بنظام السوابق القضائية‪ ،‬الذي يفرض على احملاكم ان تتقيد باألحكام اليت تصدرها‪ ،‬مبعىن انه ال جيوز العدول‬
‫عن االجتهاد السابق لذات احملكمة‪ ،‬كما هو مسموح به يف النظام االوريب (الروماين)‪.4‬‬
‫وإدراكا من املشرع الدستوري اجلزائري باألمهية احليوية هلذه اآللية من الرقابة يف حتقيق العدالة الدستورية وكفالة‬
‫احلقوق واحلريات لألفراد ‪،‬ويف بناء دولة عصرية ‪،‬فقد نص يف التعديل الدستوري لسنة ‪، 6182‬على األخذ‬
‫بأسلوب الدفع بعدم الدستورية‪،‬وبذلك فحق إحالة القوانني غري الدستورية على اجمللس الدستوري مل يعد قاصرا‬
‫على الطبقة السياسية‪ ،‬بل أصبح من حق املتقاضني أيضا من خالل قانون الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬مما يشكل ثورة‬
‫حقوقية ونقلة نوعية وخطوة حامسة يف النظام الدستوري اجلزائري‪ .‬االمر الذي أوجد عالقة جديدة بني اجمللس‬
‫الدستوري وكل من حمكمة العليا وجملس الدولة واملواطن‪.‬‬
‫ومما سبق تطرح مسألة الدفع بعدم دستورية القوانني بعض التساؤالت‪ :‬ماذا يقصد بالدفع بعدم دستورية‬
‫القوانني امام القضاء الدستوري؟ ‪،‬وماهي املعايري والشروط املعتمدة لقبوله؟‬

‫‪444‬‬ ‫العدد التاسع ــــــــــــــــ جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة‬
‫ط‪/‬د‪ .‬حــــمـريط كمـــال‬ ‫الدفع بعدم دستورية القوانني يف التعديل الدستوري اجلزائري ‪( 6102‬دراسة مقارنة)‬

‫ولذا سيتم تناول هذا املوضوع يف منظور مقارن يف كل من النظام القانوين اجلزائري‪ ،‬والفرنسي يف مبحثني على‬
‫النحو التايل ‪:‬‬
‫_املبحث األول" ‪:‬مبادئ وشروط إثارة الدفع بعدم الدستورية القوانني يف التشريع الفرنسي‪: QPC‬‬
‫_املبحث الثاين" ‪:‬مبادئ وشروط إثارة الدفع بعدم الدستورية القوانني يف التشريع اجلزائري‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مبادئ وشروط إثارة الدفع بعدم دستورية القوانين في التشريع الفرنسي والجزائري‬
‫وسنعاجل هذا املبحث يف مطلبني يف منظور مقارن على النحو التايل‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مبادئ وشروط إثارة الدفع بعدم دستورية القوانين في التشريع الفرنسي‪:‬‬
‫لقد شكلت التجربة الفرنسية أمنوذجا ملقاومة انفتاح القضاء الدستوري على املواطن بسبب كوابح الثقافة‬
‫القانونية القائمة على مبادئ سيادة القانون وتعبري الربملان عن اإلرادة العامة‪ ،...‬استثناء مل يستطيع يف النهاية أن‬
‫يصمد أمام دعوات االلتحاق باإلرث الدستوري األوريب‪ ،‬وضمان مسو الدستور يف النظام القانوين الوطين‪،‬وتوسيع‬
‫صالحيات اجمللس الدستوري الذي اكتسب " شرعية االجناز" امام خمتلف الفاعلني ‪،‬متجاوزا بذلك احلدود‬
‫املؤسساتية اليت طوقت سياق دسرتته‪.5‬‬
‫وقد اخذ على الدستور الفرنسي يف السابق أنه اليقر لالفراد حبق الطعن امام اجمللس الدستوري‪،‬غري أن صدور‬
‫التعديل الدستوري االخري عام ‪ ، 6111‬حسم اجلدل واتاح للمداعني التقدم بطلب خطي أمام أي مرجع‬
‫قضائي‪ .2‬فقد احدث تعديال لسري الدعوى القضائية سواء امام القضاء االداري‪،‬أو امام القضاء العادي ‪،‬حيث‬
‫اصبح بامكان املتقاضي ‪،‬اثارة املسالة االولية للدستورية ‪،‬االمر الذي أوجد عالقة جديدة بني اجمللس الدستوري‬
‫وكل من حمكمة النقض وجملس الدولة ‪،‬وذلك من واقع ان احالة هذه املسالة تتم بعد فحص جديتها عن طريق‬
‫جهة القضاء العايل لكل من نظام القضاء االداري والقضاء العادي (جملس الدولة وحمكمة النقض )‪،‬ممايعين التزام‬
‫اجمللس الدستوري باحرتام ضرورات الدعوى العادلة‪.7‬‬
‫ويف هذا يقول" جان لوي دبره ‪ ،" Jean-Louis Debré‬رئيس اجمللس الدستوري الفرنسي‪ ،‬ان الدفع‬
‫بعدم دستورية القانون‪ ،‬على الطريقة الفرنسية‪ ،‬يليب حاجة يف منظومة حقوقية‪ ،‬وهو يتميز ببساطته وسرعته‬
‫‪.1‬‬
‫وفاعليته وادارته بشجاعة وحكمة ومسؤولية جتنبا لعدم االستقرار االجتماعي واحلقوقي‬
‫ومما سبق تطرح املسألة الدستورية األولية بعض التساؤالت‪ :‬ماذا يقصد باملسالة الدستورية األولية ؟ ‪،‬وماهي‬
‫شروط قبوهلا؟_ ومن ميلك تصفية املسائل الدستورية األولية قبل إحالتها إىل اجمللس الدستوري؟وكيف يتم ذلك؟‬
‫المطلب األول‪ :‬مبادئ وأهداف المسالة الدستورية ذات األولية‪:‬‬
‫املسألة الدستورية ذات األولية ‪،‬هو إجراء استحدثه التعديل الدستوري ‪ 6111/17/63‬مبوجب إضافة املادة‬
‫‪ 8_28‬من الدستور الفرنسي بنصه على مايلي" عندما يثري احد املتخاصمني أثناء سري الدعوى مسالة عدم‬
‫دستورية قانون حبجة انه ينتهك احلقوق واحلريات احملمية دستوريا ميكن مراجعة اجمللس الدستوري بناء على إحالة‬
‫من جملس الدولة او من حمكمة التمييز ‪.‬حيدد قانون عضوي شروط تطبيق هذه املادة"‪.‬‬

‫‪444‬‬ ‫العدد التاسع ــــــــــــــــ جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة‬
‫ط‪/‬د‪ .‬حــــمـريط كمـــال‬ ‫الدفع بعدم دستورية القوانني يف التعديل الدستوري اجلزائري ‪( 6102‬دراسة مقارنة)‬

‫صدر القانون العضوي اخلاص بإجراءات املراجعة الالحقة يف ‪ 81‬كانون‬ ‫ويف ‪، 6112/86/81‬‬
‫األول‪/‬ديسمرب من العام ‪،6112‬الذي أشارت إليه املادة ‪،8_28‬حيث تطلب ذلك بعض الوقت ‪،‬واعطيت‬
‫السلطات القضائية مهلة ثالثة أشهر إضافية لتتحضر لتطبيق هذا اإلصالح‪.2‬‬
‫ويف ‪ 6181/16/14‬صدر القانون الداخلي املتعلق باإلجراءات القانونية اخلاصة باملسالة الدستورية األولية‬
‫املتبعة أمام اجمللس الدستوري‪ ،81‬الذي دخل حيز التنفيذ اعتبارا من آذار‪/‬مارس ‪.88 6181‬‬
‫‪la question prioritaire de‬‬ ‫وقد مسيت هذه الرقابة _ مسألة األولية الدستورية_ (‬
‫‪ ) constitutionnalité‬والذي أطلق عليه اختصارا ‪، QPC‬اليت تسمح للمتقاضني ‪( Les‬‬
‫)‪ justiciables‬إثارة مسألة عدم الدستورية مبناسبة النظر يف دعوى أمام جهة قضائية إذا ما تبني هلم أن نصا‬
‫تشريعيا ميثل إعتداء على احلقوق و احلريات اليت يكفلها الدستور‪ ،‬علما أن إتصال اجمللس الدستوري باملسألة‬
‫الدستورية يكون بناء على إحالة من جملس الدولة أو من حمكمة النقض‪ ،‬بعد ممارسة نظام التصفية‪ ،‬هتمل تلك‬
‫الطعون اليت ال تتوفر فيها شروط اإلحالة إما برفضها أو عدم قبوهلا و حتيل الطعون اليت تكتسي طابع اجلدية‬
‫الحرتامها الشروط الشكلية و املوضوعية الواجبة يف إثارهتا‪.‬‬
‫وهكذا من املمكن حتديد عدة أهداف ميكن حتقيقها من خالل الدفع بعدم الدستورية أواملسالة الدستورية‬
‫األولية‪ .86‬أمهها‪:‬‬
‫_ إعطاء حق جديد للمتقاضي بتمكينه من االعتداد حبقوقه املضمونة دستوريا‪.‬‬
‫_ تصفية النظام القانوين من املقتضيات غري الدستورية‪.‬‬
‫_ تأمني مسو الدستور يف النظام املعياري الداخلي‪.‬‬
‫ولكن السؤال املطروح ماهي املعايري والشروط املعتمدة لقبول الطعن لعدم إثـ ـقــال كاهل القضاء بدفـوع غري‬
‫جدية؟‬
‫المطلب الثاني" المعايير والشروط المعتمدة لقبول الطعن على أساس المسألة الدستورية األولية‪:‬‬
‫أوضح رئيس اجمللس الدستوري الفرنسي لوران فابيوس يف احملاضرة اليت القاها يف اجلزائر حول " املسألة االولية‬
‫للدستور" ‪،‬أن املسألة االولية الدستورية شكلت مرحلة هامة يف مسار اسناد مهمة البت للمجلس الدستوري‬
‫الفرنسي‪ .‬مشريا اىل ان الفكرة ترمي اىل فتح اجمللس الدستوري جلميع املتاقضني ومتكينهم من االحتجاج على‬
‫دستورية األحكام القانونية اليت مت إصدارها‪ .‬اال انه ال ميكن إثارهتا من العدم ضد أي حكم قانوين‪ .‬موضحا أنه‬
‫يتعني إدراجها يف إطار دعوى جارية أمام جهة قضائية إدارية أو قضائية‪.83‬‬
‫ومن قراءة املادة ‪، 8_ 28‬من التعديل الدستوري الفرنسي ‪ ،846111‬والقانون اخلاص بإجراءات املراجعة‬
‫الالحقة يف ‪، 6112/86/81‬الذي دخل حيز التنفيذ يف مارس ‪.6181‬‬

‫‪444‬‬ ‫العدد التاسع ــــــــــــــــ جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة‬
‫ط‪/‬د‪ .‬حــــمـريط كمـــال‬ ‫الدفع بعدم دستورية القوانني يف التعديل الدستوري اجلزائري ‪( 6102‬دراسة مقارنة)‬

‫ومن خالل القانون الداخلي املتعلق باالجراءات القانونية املتبعة امام اجمللس الدستوري ‪،‬املؤرخ يف ‪ 4:‬فرباير‬
‫‪،85 6181‬اشرتط التحقق من شروط ومعايري‪ ،‬رئيسية جيب فحصها وتتوفر يف النص التشريعي حمل الطعن قبل‬
‫إحالته على اجمللس الدستوري‪ 82‬وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون النص املطعون فيه ينطبق على النزاع بني طريف الدعوى أو بسالمة اإلجراءات ‪،‬أو يشكل ركنا‬
‫أساسي يف احملاكمة‪.‬‬
‫أتاح هذا التعديل وألول مرة ‪ ،‬احلق للمتاقضني يف الطعن باألحكام التشريعية ( ‪disposition‬‬
‫‪ ) législative‬اليت متس حبق من احلقوق أو تنتهك احلريات املكفول دستوريا‪ ،‬ويفرتض هذا النوع من الرقابة‬
‫وجود دعوى عادية سواء كانت دعوى مدنية او جنائية أوأدارية جارية‪ ،‬يلتقي فيها اخلصمان فيطلب احدمها‬
‫عدم تطبيق القانون الذي يستند إليه اخلصم األخر ملخالفة الدستور‪،‬من خالل الدعوى الفرعية وليس عن طريق‬
‫الدعوى االصلية ‪،‬وهذا اليعين ان الدستور قد اعطى للقضاء العادي او االداري احلق يف احلكم بدستورية قانونا‬
‫ما‪،‬بل هو مطالب فقط باحالة القانون املطعون فيه اىل اجمللس الدستوري ‪،‬ووقف املداوالت يف القضية املعنية به‬
‫اىل حني صدور قرار اجمللس الدستوري حول القانون حمل النزاع املنتهك للحقوق واحلريات ‪.‬‬
‫ومن خاصيات التجربة الفرنسية كون األجانب أيضا هلم احلق يف تقدمي الدعوى الدستورية ‪ ،‬ومنها الطعن املقدم‬
‫من طرف اجلزائري م_ رشيد حول احلبس على ذمة التحقيق وتأثريه على كرامة الفرد‪ ،‬ملا التجأت‪ .‬حمكمة التمييز‬
‫ا‬
‫اىل اجمللس الدستوري الفرنسي‪ .87‬وطاملا أن القاضي ميتنع عليه إثارة هذا الدفع من تلقاء نفسه فيكون من املنطقي‬
‫أن من له هذا احلق هم أطراف اخلصومة سواء األصليني منهم أم املتدخلني‪ -‬بالطبع حالة قبول تدخلهم يف‬
‫الدعوى‪ -‬وأكد على هذا املعىن اجمللس الدستوري الفرنسي يف حكمه رقم ‪ 525‬لسنة ‪ 6112‬الصادر يف‬
‫‪.81‬‬
‫‪6112/86/3‬‬
‫ب_ أنه مل يسبق للمجلس الدستوري ‪،‬أن صرح يف حيثيات ومنطوق قراره مبطابقة املقتضى املعين للدستور( الطابع‬
‫اجلديد)‪ ،‬باستثناء حالة تغري الظروف‪ .‬وقد استخدم مفهوم الظروف املتغرية من قبل اجمللس الدستوري يف قرارها‬
‫‪.82‬‬
‫الصادر بتاريخ‪6181/17/31:‬‬
‫وغياب الطابع اجلديد والذي الميكن توظيفه على نطاق واسع ‪،‬اخذا بعني االعتبار للتاويل الذي قدمه‬
‫خبصوصه اجمللس الدستوري يف قراره ل ‪ 3‬ديسمرب ‪، 6112‬املعيار املستخلص من كون املقتضى املطعون فيه‬
‫الجيب أن يكون مصرحا مبطابقته للدستور يف حيثيات ومنطوق قرار اجمللس الدستوري قد مت استعماله أيضا‪،‬‬
‫لكن يف مستوى اقل قرابة ‪ 2‬مرات من قرارات رفض اإلحالة‪.61‬‬
‫ج_ اليكفي اجمللس الدستوري على أن النص التشريعي خمالف للدستور ‪،‬حيث يتوجب أن هذا النص التشريعي‬
‫حمل الطعن ينتهك احلقوق واحلريات املضمونة دستوريا‪.‬واحلقوق واحلريات املكفولة دستوريا هي النصوص اليت‬
‫حتتويها التشريعات االتية‪: 68‬‬
‫_ دستور‪ 4‬تشرين االول لعام ‪ 8251‬وتعدبالته الكاملة ‪.‬‬

‫‪444‬‬ ‫العدد التاسع ــــــــــــــــ جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة‬
‫ط‪/‬د‪ .‬حــــمـريط كمـــال‬ ‫الدفع بعدم دستورية القوانني يف التعديل الدستوري اجلزائري ‪( 6102‬دراسة مقارنة)‬

‫_النصوص اليت احالت اليها ديباجة دستور ‪ 4‬تشرين االول ‪ 8251‬وهي‪:‬‬


‫_ اعالن حقوق االنسان واملواطن عام ‪،8712‬‬
‫وقد أخذ دستور ‪ 8242‬مببادئ إعالن حقوق اإلنسان واملواطن ‪ 8712‬حيث جاء يف مقدمته ما يلي‪:‬‬
‫"‪ ....‬يؤكد على أن الشعب الفرنسي بصورة علنية على حقوق وحريات اإلنسان واملواطن املكرسة يف بيان‬
‫‪.66‬‬
‫احلقوق لسنة ‪ 8712‬وعلى املبادئ األساسية املعرتف هبا يف قوانني اجلمهورية"‬
‫_ديباجة دستور الفرنسي عام ‪. 8242‬‬
‫وهذا ماتبناه دستور اجلمهورية اخلامسة لعام ‪ 8251‬والذي اليزال مطبقا حىت اآلن حيث اقتصرت مقدمته‪،‬‬
‫على مدى متسكه مببادئ احلقوق واحلرية‪،‬ونصت يف املقطع األول منها " إن الشعب الفرنسي يعلن بشكل‬
‫‪.63‬‬
‫إحتفايل تعلقه ومتسكه حبقوق اإلنسان اليت حددها إعالن ‪ 8712‬و اليت أكدهتا وكملتها مقدمته ‪8242‬‬
‫_املبادئ األساسية اليت اعرتفت هبا قوانني اجلمهورية الفرنسية ‪،‬املشار اليها يف ديباجة دستور ‪.8242‬‬
‫‪.64‬‬
‫_امليثاق البيئي لعام ‪، 6114‬وهو نص له قيمة دستورية يكرس حقوق اإلنسان يف جمتمعه وبيئته‬
‫وقد تعرض استبعاد القواعد الدستورية اليت التتعلق باحلقوق واحلريات إىل نقد شديد من بعض الفقه‪،‬‬
‫فاألستاذ؛ ‪ P.Gassi‬يرى أن األحكام الدستورية املستبعدة‪ ،‬متثل من وجهة نظره جوهر الدستور وان استبعادها‬
‫ليس له نظري يف دساتري الدول األوربية ‪،‬فضال عن ذلك ‪،‬فانه توجد عالقة وثيقة بني هذه األحكام الدستورية وبني‬
‫‪. 65‬‬
‫احلقوق واحلريات العامة‬
‫‪.62‬‬
‫د_إضافة إلى كون الطعن المقدم ذو طابع جدي‬
‫وجتدر االشارة على ان هذا االمر قد يتضمن بعض االفراط او سوء االستخدام ‪،‬اما بسبب اجلهل يف القواعد‬
‫املطبقة‪،‬واما عن قصد هبدف تاخري البت يف الدعوى مما يؤدي اىل تكديس امللفات واشغال اجمللس بقضايا غري‬
‫‪.67‬‬
‫مفيدة‪.‬وهلذا االمر استحدث نظام التصفية‬
‫ومن بني املعايري اليت يستند اليها جملس الدولة ‪،‬الستبعاد املسالة الدستورية االولية ‪،‬واالكثر استعماال‪،‬هو‬
‫املستنتج من غ ياب الطابع اجلدي للمسالة ‪،‬على اعتبار ان جملس الدولة يعلل قرابة ‪ 75‬يف املائة من قرارات‬
‫‪.61‬‬
‫رفض االحالة‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مبادئ وشروط إثارة الدفع بعدم دستورية القوانين في الدستوري الجزائري ‪.‬‬
‫يعترب الدفع بعدم دستورية القوانني آلية جديدة للرقابة يف املنظومة القانونية اجلزائرية‪ ،‬نصت عليها املادة ‪811‬‬
‫من دستور ‪ ،6182‬يف الفصل االول من الباب الثالث حتت عنوان الرقابة ‪.‬متأخرة بذلك قياسا مع العديد من‬
‫الدول‪،‬كالواليات املتحدة االمريكية وفرنسا‪.‬واسبانيا ‪،‬واملانيا‪.‬‬
‫ومن خالل حتليل للمادة‪ 811‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 6182‬من منظور مقاربة مرتكزة على محاية‬
‫احلقوق واحلريات ‪،‬ميكن من استخالص ان املشرع الدستوري حدد للمجلس الدستوري مهمة تتجاوز جمرد محاية‬
‫النظام الدس توري املوضوعي ‪،‬وذلك عرب ادراج املشرع الدستوري ألول مرة آليات متكن من محاية احلقوق واحلريات‬

‫‪444‬‬ ‫العدد التاسع ــــــــــــــــ جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة‬
‫ط‪/‬د‪ .‬حــــمـريط كمـــال‬ ‫الدفع بعدم دستورية القوانني يف التعديل الدستوري اجلزائري ‪( 6102‬دراسة مقارنة)‬

‫من طرف احملكمة عرب متكني االطراف يف حال نزاع قضائي من الولوج اىل اجمللس الدستوري يف حال الدفع بعدم‬
‫دستورية اذا كان القانون الذي سيطبق يف النزاع ‪،‬ميس باحلقوق واحلريات اليت يضمنها الدستور‪.‬‬
‫وبذلك فحق إحالة القوانني غري الدستورية على اجمللس الدستوري مل يعد قاصرا على الطبقة السياسية‪ ،‬بل‬
‫أصبح من حق املتقاضني أيضا من خالل قانون الدفع بعدم الدستورية‪ ،62‬مما يشكل ثورة حقوقية ونقلة نوعية‬
‫وخطوة حامسة يف النظام الدستوري اجلزائري‪.‬‬
‫ومن أبرز اإلشكاليات املثارة يف هذا الصدد تلك املرتبطة بقانون املراجعة عن طريق الدفع بعدم دستورية‬
‫القوانني؟وأخرى هتم نظام تصفية الطلبات لتفادي احتمال حدوث اختناق للمجلس الدستوري الذي يتصف‬
‫مبحدودية أعضائه(‪ 86‬عضو) واليت يتشكل من هيئة واحدة؟‪،‬ويف أي درجة من درجات التقاضي ستتم إحالة‬
‫القضية على اجمللس الدستوري ؟وما هي اآلليات االحرتازية اليت ميكن إقرارها لضمان التحقق من جدية الدفع‬
‫بعدم الدستورية؟ و كيف ميكن تفادي أن يتحول قاضي املوضوع إىل قاض دستوري سليب‪.‬؟إضافة إلشكاالت‬
‫متعلقة باآلثار املرتتبة عن قرار اجمللس الدستوري يف جمال الدفع بعدم الدستورية؟‪.‬‬
‫ولالجابة على هذه التساؤالت ‪،‬سنركز دراستنا على النحو التايل‪:‬‬
‫المطلب األول‪:‬ماهية الدفع بعدم الدستورية في القانون الجزائري واهدافها‪:‬‬
‫فإذا كانت الرقابة بطريق الدعوى تتخذ طريق اهلجوم املباشر على القانون حمل النزاع‪،‬فان الرقابة بطريق الدفع‬
‫ليست كذلك ‪ 31‬فهذه الوسيلة‪ ،‬تسمح للخصوم املتضررين اثناء قضية اونزاع منظور امام حماكم املوضوع بالدفع‬
‫بعدم دستورية القانون الذي يراد تطبيقه يف هذه القضية ‪،‬فاذا تبني للمحكمة ان الدفع جدي فاهنا توقف النظر يف‬
‫‪.38‬‬
‫القضية األصلية حلني تقرير دستورية القانون‬
‫وهكذا يتضح ان هذه الطريق متثل "وسيلة دفاعية" ينظر فيها صاحب الشأن اثناء نظر دعواه حىت يراد تطبيق‬
‫قانون عليه مع انه يتضرر منه ‪،‬ويرى عدم دستوريته ‪،‬فيدفع امام احملكمة " بعدم الدستورية"‪.36‬‬
‫وبالرجوع إىل الفقه الدستوري املقارن و مقارنته باألمنوذج اجلزائري ‪ ،‬جند أن النصوص الدستورية احملددة يف‬
‫املادة ‪ 811‬من الدستور اجلزائري "ليست بشكل دقيق دفعا بعدم الدستورية‪ -l’exception -،‬الذي يفرتض‬
‫'' أن القاضي العادي املختص بالنظر يف الدعوى األصلية خمتص أيضا بالبث يف الدعوى الدستورية كما هو احلال‬
‫يف التجربة األمريكية '' ‪ .‬يف حني أن اآلمر يتعلق مبسالة فرعية – ‪ -préjudicielle‬تلزم القاضي الذي أثريت‬
‫أمامه بالتوقف عن البث يف الدعوى األصلية و انتظار صدور قرار عن القاضي الدستوري املختص يف حسم‬
‫‪.33‬‬
‫النزاع"‬
‫وامام تأخر صدور القانون العضوي الذي حيدد كيفية وشروط ممارسة الدفع بعدم الدستورية‪،‬جند انفسنا جمربون‬
‫على وضع سيناريو حمتمل لكيفية متتع املواطن هبذا احلق وذلك من خالل دراسة حتليلية ملواد الدستور املتعلقة‬
‫باملوضوع‪،‬وكذا مقارنة باألنظمة القانونية املختلفة وبناء عليه‪ ،‬فإن هناك عدة نتائج ميكن استخالصها من خالل‬
‫هذه املادة ‪ 811‬من الدستور‪،‬منها‪:‬‬

‫‪444‬‬ ‫العدد التاسع ــــــــــــــــ جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة‬
‫ط‪/‬د‪ .‬حــــمـريط كمـــال‬ ‫الدفع بعدم دستورية القوانني يف التعديل الدستوري اجلزائري ‪( 6102‬دراسة مقارنة)‬

‫‪ _8‬إعطاء حق جديد ميكن للمتقاضي من الدفاع عن حقوقهم وحرياهتم املضمونة دستوريا‪،‬من خالل الولوج غري‬
‫املباشر للقضاء الدستوري مما يشكل نقلة نوعية لتحقيق عدالة دستورية مواطنة (دسرتة حق املواطن)‪.‬‬
‫ان جلوء املواطنني بطريقة اإلدعاء أو الدفع إىل القضاء الدستوري ُمعرتف به اليوم يف غالبية البلدان‪ ،‬وحىت يف‬
‫أكثر الدول العربية باستثناء لبنان ‪.‬النموذج املعياري األكثر داللة‪ ،‬خارج سياق املراجعة الشعبية املفتوحة‬
‫والشكوى‪ ،‬هو الدفع حبسب النظام الفرنسي اجلديد‪ QPC‬مع آليات غربلة ‪.‬يتمياز النهج الفرنسي اجلديد اليوم‬
‫ببساطته وسرعته وفاعليته وادارته بشجاعة وحكمة ومسؤولية جتنبا لعدم اإلستقرار اإلجتماعي واحلقوقي‪.34‬‬
‫‪_6‬استبعد بوضوح الطعن املباشر أمام اجمللس الدستوري حيث يتعني أن مير هذا الطعن وجوبا عن طريق احملكمة‬
‫العليا وجملس الدولة ‪ ".‬وهذا خالف النموذج االملاين حيث جاء يف املادة االوىل من القانون االساسي االملاين "ان‬
‫احلقوق االساسية تلزم السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية وهلا نفاذ مباشر كقوانني واجبة التطبيق"‪ ،‬يف حني‬
‫وضحت مواد أخرى االجراءات الواجبة االتباع اليت تبيح لالفراد تقدمي دعوى دستورية مباشرة امام احملكمة‬
‫الدستورية اذا ما انتهك حق من حقوقهم" ‪.35‬‬
‫كما أجاز الدستور األسباىن ىف الفقرة الثانية من املادة (‪ )828‬منـه رفع الدعوى الدستورية املباشرة بواسطة‬
‫الفرد أمام احمل كمة الدستورية األسبانية بسبب خمالفة احلقوق واحلريات املنصوص عليه ىف الفقرة الثانية من املادة‬
‫)‪ (53‬من الدستـور وهى احلقـوق واحلريات العامة املنصوص عليها ىف الفصل األول من الباب الثاىن من الدستور‪،‬‬
‫ويتوافر هذا احلق لكل شخص طبيعى أو قانوىن له مصلحة مشروعة‪ ،‬وكذلك احلال حملامى الشعب‪ ،‬وجوهر الرقابة‬
‫على دستورية القـرارات مـن خالل الدعوى املباشرة الىت يرفعها األفراد يتمثل ىف أن املدعى ينقل قضيته املوضوعية‬
‫مباشرة إىل احملكمة الدستورية دون أن يتوسط ىف ذلك قرار من احملكمة العادية أو قرار من أية سلطة أخرى‪.32‬‬
‫‪_3‬إن هذا التغيري سيمس كذلك باألساس وظيفة القاضي العادي او االداري ‪،‬الذي كانت مهمته فقط تطبيق‬
‫القانون ‪،‬حيث سيصبح على القاضي من االن فصاعدا اصدار احكام تتعلق بالتصريح مبدى جدية الدفع بعدم‬
‫دستورية قانون‪.‬‬
‫‪_4‬حصر الدفع بعدم الدستورية يف القانون املتعلق باحلقوق واحلريات املكفولة دستوريا مستبعدا إمكانية الطعن يف‬
‫دستورية القرارات اإلدارية واألحكام القضائية‪ .‬فاليكفي أن النص التشريعي خمالف للدستور ‪،‬حيث يتوجب أن‬
‫هذا النص التشريعي حمل الطعن ينتهك احلقوق واحلريات املضمونة دستوريا‪.‬‬
‫‪_5‬أن يوجه الدفع إىل القانون الذي سيطبق يف النزاع أي الذي له انعكاس مباشر على مآل الدعوى املعروضة‬
‫على احملكمة املختصة ‪.‬‬
‫_‪_6‬خطر فردنة القانون ‪ individualisation du droit‬من خالل فتح جمال مراجعة القضاء الدستوري‬
‫للمواطنني كافة‪ ،‬بدون آليات تصفية‪ ،‬مع ما قد يستتبع ذلك من تضخم وجتاوز ‪.‬مع االقرار بضرورة ان تكون‬
‫العدالة الدستورية يف خدمة املواطن‪ ،‬تطرح املبالغة يف املراجعة الفردية وانطالقا من االختبار اشكاليات تنظيمية‬
‫عديدة‪.37‬‬

‫‪444‬‬ ‫العدد التاسع ــــــــــــــــ جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة‬
‫ط‪/‬د‪ .‬حــــمـريط كمـــال‬ ‫الدفع بعدم دستورية القوانني يف التعديل الدستوري اجلزائري ‪( 6102‬دراسة مقارنة)‬

‫‪ _7‬تلعب احملاكم دور املرشح ( املصفي) اليت حيئول دون اإلثقال من أعباء اجمللس الدستوري عرب غربلة الطلبات‬
‫الستبعاد تلك الدفوع اليت تشوهبا اجملاوزات أو التكرار‪ ،‬لكن الطريقة غري املباشرة هلا سيئة واضحة تتمثل يف‬
‫توقف فعاليتها على حنو كبري على قدرة تلك اهليئات على حتديد االحكام العامة اليت قد تكون خمالفة‬
‫للدستور‪،‬ورغبتها يف تقدمي طلبات اىل اجمللس الدستوري ‪.‬‬
‫ولكن السؤال املطروح ماهي املعايري والشروط اليت اعتمدها املشرع الدستوري اجلزائري لقبول الدفع بعدم‬
‫دستورية القوانني ‪،‬وذلك لتفادي وعدم إثـ ـقــال كاهل اجمللس الدستوري بدفـوع غري جدية ؟ وسنحاول االجابة على‬
‫ذلك من خالل القراءة للمادة ‪ 811‬من الدستور ‪،6182‬وذلك يف الفرع الثاين أدناه‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬شروط إثارة الدفع بعدم دستورية قانون أمام الجهات القضائية‪.‬‬
‫إن رفع الدعوى الدستورية بطريق الدفع الفرعي هي أكثر األساليب شيوعا لتحريك الدعوى الدستورية ‪،‬وتكون‬
‫بأن يدفع أمام قاضي املوضوع بعدم دستورية قانون ميس حبق من احلقوق أو حبرية من احلريات اليت يضمنها‬
‫الدستور ‪,‬وهنا ال جياب مبدي الدفع إىل دفعه تلقائيا بل ال بد أن يتأكد القاضي أوال من توفر شروط ‪ ،‬وذلك‬
‫تطبيقا ألحكام للمادة ‪ 811‬من التعديل الدستوري ‪ ،6182‬اليت حتدد شروط تطبيق الدفع بعدم دستورية قانون‬
‫ساري املفعول‪ ،‬يراد تطبيقه بشأن نزاع معروض على احملكمة‪،‬يف حالة االدعاء من صاحب املصلحة ان احلكم‬
‫التشريعي الذي سنطبق على النزاع أنه ميس حبق من احلقوق أو حبرية من احلريات اليت يضمنها الدستور‪ .‬وهناك‬
‫شرط نستنتجه من املادة ‪ 828‬يف الفقرة ‪ 3‬من الدستور ‪،‬وذلك تطبيقا ملبدأ حجية الشيئ املقضي به‪،‬واملتمثلة يف‬
‫مايلي‪:‬‬
‫_أ _ أن يكون الدفع بعدم دستورية قانون مقدم من احد اطراف الدعوى‪:‬‬
‫كل مدع أو مدعى عليه يف قضية معروضة على احملكمة‪ .‬رغم ان النص الدستوري مل حيدد اطراف الدعوى‬
‫‪،‬هل املقصود هم االصليني ام االنظماميني؟وهل جيوز للنيابة العامة وللجمعيات ان ميارسو الدفع بعدم دستورية‬
‫القوانني امام حماكم املوضوع ؟وهل جيوز للمتدخل التبعي كما جيوز للمتدخل األصيل يف الدعوى ‪،‬أن يثري الدفع‬
‫بعدم دستورية القوانني‪31‬؟‬
‫ب_ أن يكون الدفع يستند الى حق او حرية مضمونة دستوريا ‪:‬‬
‫والغرض من اقامة الدفع محاية احلق او احلرية بتقريرها اذا ما نوزع فيها ‪ ،‬فاحلق واحلرية وجهان لعملة واحدة‪،‬هذه‬
‫احلقوق قد تكون فردية وقد تكون مجاعية ‪،‬وبالرجوع اىل ديباجة الدستور جندها تنص يف الفقرة ‪ 86‬على‪ ":‬أن‬
‫الدستور فوق اجلميع ‪،‬وهو القانون االساسي الذي يضمن احلقوق واحلريات الفردية‪. ".....‬ولقد وسع التعديل‬
‫الدستوري اجلزائري لسنة‪ 6182‬يف جمال احلقوق واحلريات وهذا يف اطار تدعيم دولة احلق والقانون ونال هذا‬
‫اجملال بذلك حصة األسد من هذا التعديل‪.32‬‬

‫‪444‬‬ ‫العدد التاسع ــــــــــــــــ جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة‬
‫ط‪/‬د‪ .‬حــــمـريط كمـــال‬ ‫الدفع بعدم دستورية القوانني يف التعديل الدستوري اجلزائري ‪( 6102‬دراسة مقارنة)‬

‫ج_ الطابع الجديد للدفع بعدم الدستورية‪:‬‬


‫جيب االيكون قد سبق صدور قرا ر من اجمللس الدستوري يف موضوع الدفع بعدم الدستورية مرتبطة مبوضوع‬
‫الدعوى ذاهتا‪،‬وهذا ما نستنتجه من املادة ‪ 828‬يف الفقرة ‪ 3‬من الدستور ‪،‬وذلك تطبيقا ملبدأ حجية الشيئ‬
‫املقضي به‪ .‬وهذا من منطلق أن قرارات اجمللس الدستوري غري قابلة ألي وجه من أوجه الطعن مبا يف ذلك طلب‬
‫إعادة النظر‪.‬وهي ملزمة جلميع السلطات االدارية والقضائية‪.‬‬
‫د_ الطابع الجدي للدفع بعدم دستورية القانون ‪:‬‬
‫جيب التاكد من الطابع اجلدي للدفع بعدم الدستورية ‪ ،‬خاصة يف حالة تعسف بعض املتقاضني يف استعمال حق‬
‫الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬مما قد يرتتب عنه "اختناق" اجمللس الدستوري‪ ،‬علما أن هذه األخري يتسم مبحدودية‬
‫أعضائه (‪ 86‬عضو)‪ ،‬وتشكيله من هيئة واحدة‪ ،‬فضال عن ممارسته ملهام أخرى استشارية ويف الطعون االنتخابية‪.‬‬
‫بذلك أن ويقصد النزاع‪ ،‬مبوضوع متصال الدفع يكون أن بالطابع اجلدي املقصود أن إىل رأي فقهي ويذهب‬
‫األصلية الدعوى تطبيقها على ميكن اليت احلالة أو القوانني من قانون بنصوص متعلقة املثارة الدستورية مسألة تكون‬
‫ذلك وعلى املنظورة‪ ،‬الدعوى يف صاحب الشأن منه سيفيد الدستورية بعدم احلكم وأن الوجوه‪ ،‬من وجه أي على‬
‫الدفع رفض قرر عليه املعروض بالنزاع تتصل ال بعدم دستوريتها املطعون احلالة أو القانون أن للقاضي أتضح فإذا‬
‫الدستورية‪ .41‬املسألة التفات دون املوضوعية الدعوى نظر يف واستمر ‪,‬الدستورية بعدم‬
‫و ‪ :‬االحالة غير المباشرة عن طريق مجلس الدولة او المحكمة العليا‪.‬‬
‫ويستشف من القراءة املتأنية للمادة ‪ 811‬من الدستور ‪ ،‬استبعاد خيار الطعن املباشر امام اجمللس الدستوري ‪،‬‬
‫فهذا الطعن يتعني ان مير بوجوبا عن طريق الطعن غري املباشر امام حمكمة املوضوع العادية ‪ ،‬كما هو الشان يف‬
‫اغلب االنظمة الدستورية املقارنة ( فرنسا ‪،‬اسبانيا‪ ،)...‬والسؤال املطروح هل حتيل حماكم املوضوع الدفع بعدم‬
‫الدستورية ‪ ،‬مباشرة اىل اجمللس الدستوري ‪،‬أم البد من وضع وسيلة للتصفية قبل عرض االمر على القضاء‬
‫الدستوري‪48‬؟‬
‫من خالل املادة ‪ 811‬من الدستور‪،‬اقر بازدواجية التصفية ‪،‬امام حماكم املوضوع ‪،‬يتم إحالتها أمام جملس الدولة‬
‫واحملكمة العليا‪ ".‬وهذا وجه جديد من االخطار عن طريق جملس الدولة أو احملكمة العليا بتطبيق نظام االحالة على‬
‫اجمللس الدستوري يف حال االدعاء من صاحب املصلحة ان احلكم التشريعي الذي سينطبق على النزاع خمالف‬
‫لألحكام الواردة يف الدستور‪.46‬‬

‫‪444‬‬ ‫العدد التاسع ــــــــــــــــ جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة‬
‫ط‪/‬د‪ .‬حــــمـريط كمـــال‬ ‫الدفع بعدم دستورية القوانني يف التعديل الدستوري اجلزائري ‪( 6102‬دراسة مقارنة)‬

‫ال ـخـاتـم ــة‪:‬‬


‫تعديل املادة ‪ 811‬من الدستور ‪ 6182‬هو نقطة التحول االكثر امهية يف مسار الرقابة على دستورية القوانني يف‬
‫اجلزائر ‪،‬وقد برز أثر هذا التعديل جليا يف ثالث جماالت‪:‬‬
‫األول على منظومة التشريع اجلزائري ‪ ،‬تطبيق هذه الرقابة ستسمح بإعادة النظر يف دستورية العديد من القوانني‬
‫ومبا سيساهم بشكل اكيد يف تنقية منظومة التشريع اجلزائري من القوانني الغري دستورية ‪.‬‬
‫_الثاين‪ :‬على الدور املعياري للقضاء العادي واإلداري يف ممارسة الرقابة ‪ ،‬حيث سيمس باألساس وظيفة القاضي‬
‫العادي أو اإلداري ‪،‬الذي كانت مهمته فقط تطبيق القانون ‪،‬حيث سيصبح على القاضي من االن فصاعدا‬
‫اصدار احكام تتعلق بالتصريح مبدى جدية الدفع بعدم دستورية قانون‪.‬‬
‫_والثالث ‪:‬محاية حقوق االفراد املضمونة دستوريا‪ .‬وبذلك فحق إحالة القوانني غري الدستورية على اجمللس‬
‫الدستوري مل يعد قاصرا على الطبقة السياسية‪ ،‬بل أصبح من حق املتقاضني أيضا من خالل قانون الدفع بعدم‬
‫الدستورية‪ ،‬مما يشكل ثورة حقوقية ونقلة نوعية وخطوة حامسة يف النظام الدستوري اجلزائري‪.‬‬
‫وبالرغم من ان الدفع بعدم دستورية القوانني امام القضاء الدستوري‪ ،‬تتميز بإجراءات معقدة وطويلة نسبيا حيث‬
‫يستغرق الطعن مدة طويلة للبت فيه‪،‬فضال كونه يهدد استقرار املعامالت يف اجملتمع ألنه يلغي القانون بعد تطبيقه‪،‬‬
‫إال أننا ال ميكن ان نغفل الفوائد الكبرية هلذه الطريقة من الرقابة بفتح اجملال أمام املتقاضني يف املسامهة عن طريق‬
‫الدفع بعدم الدستورية القوانني بتنقية وتنظيف النظام اجلزائري من القوانني الغري دستورية‪.‬وضمانة حقيقة للحقوق‬
‫واحلريات‪.‬‬
‫_ االقـتراحات والـ ــتوصيات‬
‫_اقرتاح احداث هيئة خاصة صلب احملكمة العليا وجملس الدولة للنظر يف وجاهة الطعن ‪.‬‬
‫_ يـ ــشرتط لقبول الدفع بعدم الدستورية أن يتوافر للمدعى فيها مصلحة قانونية وشخصية مباشرة‪ ،‬والىت تعىن‬
‫بإجياز شديد أن يكون قد أصابه ضرر فعلى من جراء تطبيق النص التشريعى غري الدستورى عليه‪.‬‬
‫_ إحداث غرفة للتصفية ثالثة باجمللس الدستوري‪ ،‬وذلك نظرا لضغط امللفات املتعلقة بالدفع بعدم الدستورية اليت‬
‫قد حتال اىل احملكمة العليا وجملس الدولة‪ ،‬ولتفادي تضارب االجتهاد القضائي بني جملس الدولة واحملكمة العليا‬
‫حول إحالة أو عدم إحالة ملفات الدفع اىل اجمللس الدستوري ‪،‬واليت تستلزم اجياد منهجية موحدة ملراقبة جدية‬
‫الدفع بعدم الدستورية ‪.‬‬

‫‪444‬‬ ‫العدد التاسع ــــــــــــــــ جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة‬
‫ حــــمـريط كمـــال‬.‫د‬/‫ط‬ )‫ (دراسة مقارنة‬6102 ‫الدفع بعدم دستورية القوانني يف التعديل الدستوري اجلزائري‬

:‫الهوامش‬
‫ص‬،6883 ‫_سنة‬16 ‫العدد‬، ‫جملة اجمللس الدستوري‬، ‫ آلية الدفع بعدم الدستورية وأثرها يف تفعيل العدالة الدستورية‬، ‫ عبد عليان بوزيان‬-‫ـ ـ د‬8
883_25
614 ‫ص‬،،6117،‫ الطبعة الثامنة‬،‫ديوان املطبوعات اجلامعية‬،‫اجلزء االول‬،‫سعيد بو الشعري_ القانون الدستوري و النظم السياسية املقارنة‬-‫ ـ د‬6
614 ‫ص‬، ‫نفس املرجع السا بق‬،‫سعيد بو الشعري_ القانون الدستوري و النظم السياسية املقارنة‬. ‫د‬.‫ ـ‬3
882 ‫ص‬،،‫أمني عاطف صليبا‬-‫د‬.‫ـ‬4‫ـ‬
‫املختار بن صاحل الصاحلي‬،‫الناشر‬،‫ مطبعة النجاح اجلديدة –الدار البيضاء‬-‫ دعوى الدفع بعدم الدستورية يف التجربة الفرنسية‬،‫حممد اتركني‬-5‫ـ‬
.74‫ ص‬،6183 ‫الطبعة االوىل‬،‫االلغي‬
-6_La question prioritaire de constitutionnalité, 12questions – reponses sur laQPC.
www.conseil-constitutionnel.fr.
‫املركز القومي لالصدارات‬،)‫االجتاهات احلديثة يف رقابة دستورية القوانني يف االنظمة الالتينية(مصر وفرنسا‬،‫ مدحت امحد حممد يوسف غنامي‬-‫ـد‬7‫ـ‬
.21 ‫ص‬،6184 ‫الطبعة االوىل‬،‫القانونية‬
. 861‫ـ‬28 ‫ص‬، 6183،‫ـد_ عصام سليمان‬1 -
.621 ‫ص‬،6184 ‫الطبعة االوىل‬،‫دار بالل بريوت_لبنان‬،‫ اجلزء االول‬،‫ النظرية العامة للقضاء الدستوري‬، ‫ زهري شكر‬.‫ــد‬2‫ـ‬
-10 Règlement intérieur du 4 février 2010 sur la procédure suivie devant le Conseil
constitutionnel pour les questions prioritaires de constitutionnalité
.621 ‫ص‬،6184 ‫الطبعة االوىل‬،‫دار بالل بريوت_لبنان‬،‫ اجلزء االول‬،‫ النظرية العامة للقضاء الدستوري‬، ‫زهري شكر‬-‫ـ د‬88-
_12_Renaud DENOIX de SAINT MARC Membre du Conseil constitutionnel. LA
QUESTION PRIORITAIRE DE CONSTITUTIONNALITÉ , Rencontre avec une
délégation de la Cour constitutionnelle fédérale d'Allemagne – 16 février 201_.
https://translate.google.dz
http://www.aps.dz/ar/algerie ،‫ وكالة األنباء اجلزائرية‬:‫ ـ املصدر‬83‫ـ‬-
14 - ARTICLE 61-1. Lorsque, à l'occasion d'une instance en cours devant une juridiction, il est soutenu qu'une
disposition législative porte atteinte aux droits et libertés que la Constitution garantit, le Conseil constitutionnel
peut être saisi de cette question sur renvoidu Conseil d'etat ou de la Cour de cassation qui se prononce dans un
délai déterminé..
-15 Règlement intérieur du 4 février 2010 sur la procédure suivie devant le Conseil constitutionnel ;OP .cit.
_ 16 - Par Mathieu Disant, Droit de la question prioritaire de constitutionnalité:Editions Lamy, WOLTERS
KLUWER .FRANCE2011.P33.
17_ Décision n° 2010-14/22 QPC du 30 juillet 2010 [Garde á vue]
_18_Considérant, en deuxième lieu, que les termes de l'article 61-1 de la constitution imposaient au législateur
organique de réserver aux seules parties à l'instance le droit de soutenir qu'une disposition législative porte
atteinte aux droits et libertés que la constitution garantit; que par conséquent, la dernière phrase du premier
alinéa de l'article 32-1, qui fait interdiction à la juridiction saisie de soulever d'office une question prioritaire de
constitutionnalité, ne méconnaît pas la constitution".
_ 19 -Décision n° 2010-14/22 QPC du 30 juillet 2010, OP .cit.
_20 - Jean _Marc Sauvè , vic prèsident du conseil d’état ,In Jean _Luc Warsman,Rqpport d’information sur
l’évaluation de la loi organique N° 2009 _1523_du 20 dècembre 2009 relative à l’pplication de l’article 61_1 de
la constitution, Assemblée Nationale N° 2838 .P42.
‫ جملة العلوم القانونية _جامعة‬،‫ الدستوري واثره يف تطور الرقابة على دستورية القوانني يف فرنسا‬6111 ‫ متوز‬63 ‫تعديل‬، ‫علي عيسى اليعقويب‬/‫ـ د‬21
.413_318 ‫ ص‬.67 ‫ العدد‬،6186 ‫السنة‬، ‫بغداد‬
22_ Jean-Eric Gicquel, Comprendre la Constitution de 1958, Textes et commentaire, Lexis
Nexis, 2014, p.53
23 -Jean-Eric Gicquel, Comprendre la Constitution de 1958, op cit., p.3.

444 ‫العدد التاسع ــــــــــــــــ جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة‬
‫ط‪/‬د‪ .‬حــــمـريط كمـــال‬ ‫الدفع بعدم دستورية القوانني يف التعديل الدستوري اجلزائري ‪( 6102‬دراسة مقارنة)‬

‫‪ 24-‬د‪/‬علي عيسى اليعقويب ‪،‬تعديل ‪ 63‬متوز ‪ 6111‬الدستوري واثره يف تطور الرقابة على دستورية القوانني يف فرنسا‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪.413_318‬‬
‫‪ 25-‬د‪-‬عبد املنصف عبد الفتاح حممد ادريس‪ ،‬رقابة املالءمة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬الطبعة االوىل ‪، 6188‬ص ‪.831‬‬
‫‪_26_Renaud DENOIX de SAINT MARC Membre du Conseil constitutionnel. LA‬‬
‫‪QUESTION PRIORITAIRE DE CONSTITUTIONNALITÉ , Rencontre avec une‬‬
‫‪délégation de la Cour constitutionnelle fédérale d'Allemagne – 16 février 201_.‬‬
‫‪https://translate.google.dz‬‬
‫‪-27-‬زهري شكر ‪ ،‬النظرية العامة للقضاء الدستوري‪ ،‬اجلزء االول‪،‬نفس املرجع السابق ‪،‬ص ‪.621‬‬
‫‪-28_ Jean _Marc Sauvè , vic prèsident du conseil d’état ,In Jean _Luc Warsman,Rqpport‬‬
‫‪d’information sur l’évaluation de la loi organique N° 2009 _1523...... op cit., P42.‬‬
‫ـ‪62‬ـ انظر للمادة ‪ 811‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 6182‬اليت تنص على أن ‪ ":‬ميكن اخطار اجمللس الدستوري بالدفع بعدم الدستورية بناء على‬
‫احالة احمل كمة العليا او جملس الدولة ‪،‬عندما يدعي أحد االطراف يف احملاكمة امام جهة قضائية ان احلكم التشريعي الذي يتوقف عليه مآل النزاع ينتهك‬
‫احلقوق واحلريات اليت يضمنها الدستور ‪ ،‬حتدد شروط وكيفيات تطبيق هذه الفقرة مبوجب قانون العضوي"‪.‬‬
‫ـ‪31‬ـ د‪-‬عبد العزيز حممد ساملان‪ ،‬نظم الرقابة على دستورية القوانني (دراسة مقارنة)‪،‬دار الفكر اجلامعي ‪،‬الطبعة الثانية ‪،6184‬ص ‪.848‬‬
‫‪-31-‬د‪-‬عصام سعيد عبد امحد‪،‬الرقابة على دستورية ( دراسة مقارنة)‪،‬املؤسسة احلديثة للكتاب‪،‬الطبعة االوىل ‪،،6183‬ص ‪.467‬‬
‫‪ -32-‬د‪-‬أشرف فايز اللمساوي‪،‬دور الرقابة الدستورية يف محاية احلقوق واحلريات يف اطار التشريعات الوطنية واملواثيق الدولية‪،‬املركز القومي لإلصدارات‬
‫القانونية_ القاهرة‪،،‬الطبعة االوىل ‪،،6112‬ص ‪.82‬‬
‫‪ 33-‬عبد احلق بلفقيه‪،‬قراءة يف الفصل ‪ 833‬من الدستور الدفع بعدم الدستورية‪ ،‬منشور على املوقع ‪:‬‬
‫‪http://www.hespress.com/opinions/235230.html.‬‬
‫ـ‪34‬ـ د_ انطوان مسرة‪،‬املواطن والعدالة الدستورية ‪،‬الكتاب السنوي للمجلس الدستوري اللبناين‪ ،6186،‬اجمللد ‪ ،2‬ص ‪. 15‬‬
‫‪- 35 -‬ايرك برندت ‪،‬مدخل للقانون الدستوري‪،،‬ترمجة د) حممد ثامر‪،‬منشورات زين احلقوقية‪،‬بريوت لبنان‪،‬الطبعة االوىل‪، 6186‬ص ‪42‬‬
‫_‪ _36‬د‪.‬أشرف إمساعيل عزب يكتب‪ :‬حسني سامل والقضاء الدستورى األسباىن‪،‬مقال منشور على موقع ‪:‬‬
‫‪http://www.youm7.com/story/2012/9/12‬‬
‫_ ‪37‬د_ انطوان مسرة‪،‬املواطن والعدالة الدستورية ‪،‬املرجع السابق‪ ،2 ،‬ص‪11‬‬
‫_‪ -38‬الذهيب بدر ‪،‬حق الدفع بعدم الدستورية بني الدستور املغريب والنموذج االملاين‪،‬جملة مسالك للفكر والسياسة واالقتصاد ‪،‬مطبعة النجاح اجلديدة_‬
‫الدار البيضاء السنة الثانية عشرة ‪،6182‬العدد ‪ 31/37‬ص‪.22_17،‬‬
‫_‪ 39‬د_ سلطاين ليلة فاطمية‪،‬احلقوق واحلريات والواجبات يف ظل التعديل الدستوري اجلزائري ‪،6182‬مقال نشر بالعدد‪ 7‬من جملة جيل االحباث‬
‫القانونية املعمقة لشهر اكتوبر‪ ،6182‬ص ‪ 33‬ـ‪.14‬‬
‫ـ‪41‬ـ د_اللمساوي‪ ،‬اشرف فايز‪ ،‬املبادئ الدستورية يف التشريعات الوطنية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬املركز القومي لإلصدرات القانونية‪ ،6181 ،‬ص ‪,54_53‬‬
‫ـ ‪ 48‬ـ د_ يوسف ادريدو ‪ ،‬القانون االداري والعلوم السياسية‪،‬القانونية‪ ،‬جريدة قانونية الكرتونية ‪ ،‬العدد ‪ ،351‬على املوقع‬
‫‪www.alkanounia.con.‬‬
‫ـ‪46‬ـ ـ دـ عمار بوضياف ‪،‬دستور اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية لسنة ‪،6182‬مجع ومقارنة‪،‬جسور للنشر والتوزيع ‪،‬الطبعة األوىل ‪،6182‬ص‬
‫‪.881‬‬

‫‪444‬‬ ‫العدد التاسع ــــــــــــــــ جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زيان عاشور باجللفة‬

You might also like