Professional Documents
Culture Documents
ال قواعد الدستورية تعتبر أسمى قواعد قانونية داخل الدولة .ويقتضي مبدأ سمو الدستور خضوع الحكام والمحكومين ألحكامه ،كما يقتضي توفير األساليب الكفيلة باحترام هذه
األحكام حتى ال تتم مخالفتها .وهذه التقنية تدعى :مراقبة دستورية القوانين
سمو الدستور
يترتب على هذا السمو نتيجتان هامتان هما :توسيع مبدأ الشرعية ،وتحريم التفويض في االختصاصات التي منحها الدستور (سمو موضوعي).
يشكل الدستور بسموه قمة الشرعية في الدولة ،وعلى جميع الحكام االلتزام بأحكامه وان كانت تصرفاتهم باطلة .من جهة ثانية ،يمنح الدستور السلطات والهيئات الحاكمة
اختصاصات محددة لكل منها .وهذه االختصاصات ال تعتبر حقوقا شخصية أو مزايا خاصة لمن يمارسها ،كما ينبغي ألية سلطة أو هيئة حاكمة أن تتصرف في هذه
االختصاصات عن طريق تفويضها ما عدا إذا أجاز لها الدستور ذلك .ويترتب على السمو الشكلي للدستور احتالله لقمة التدريج الهرمي للنظام القانوني في الدولة ،بحيث يمنع
على السلطة التشريعية ان تخرج على قواعده فيما تسنه من قوانين(دساتير الجامدة).
تدرج القوانين
نشير إلى أن سمو الدستور موضوعيا وشكليا يقتضي تشكل وضعية لتدرج القوانين .وهذا السمو يتطلب وضع المقتضيات الدستورية في وضع أسمى من باقي القواعد القانونية.
ففي فرنسا والمغرب مثال تأتي المعاهدات الدولية بعد الدستور مباشرة بحيث ال يلتزم هذان البلدان من األعمال االتفاقية إال بما يتوافق ومقتضيات دستورهما .وكلما كانت بعض بنود
هذه األعمال مخالفة للدستور كلما استدعي ذلك إجراء تحفظات ( )Réservesمن قبل السلطات الموقعة على االتفاق.
في ميدان التشريع يلي الدستور مباشرة القوانين التنظيمية ألنها تتمم مقتضيات الدستور في مجال يتعلق بتنظيم السلطات ،وتأتي بعد ذلك القوانين العادية ،ثم مراسيم القوانين (أو
المراسيم التشريعية )Décrets-loisوهي التي تخول نواب األمة صالحية وضعها وتنفيدها للحكومة رغم انتمائها لمجال القوانين العادية ،ولكن خالل ظرف محدود ولغاية معينة
على أن تعرض في أجل محدد على البرلمان) .ومن الدستور تنحدر مباشرة التشريعات والقوانين التي يخول الدستور لرئيس الدولة صالحية وضعها وتطبيقها في حالة االستثناء.
تعد الواليات المتحدة األمريكية أول بلد ظهرت فيه طريقة الرقابة على دستورية القوانين ومنه انتشرت إلى العديد من دول العالم ،فنظ ار لصمت دستور 1787على تنظيم الرقابة
القضائية على دستورية القوانين قررت المحكمة االتحادية العليا ( ) Supreme court of the United Statesحق القضاء في التأكد من دستورية القوانين في حكمها الشهير
الخاص بقضية ماربوري Marburyضد (ماديسون )Madisonبرئاسة القاضي ماشارل ( )Marshallوذلك عام .1803
استندت المحكمة في حكمها إلى أن الدستور األمريكي هو القانون األساسي للبالد ،وينبغي أن تكون السلطة التشريعية مقيدة في نشاطها بحدود هذا القانون األساسي المكتوب،
ويبطل التشريع إذا خالف الدستور،
نجد أن معظم األجهزة التي أنيطت بها مهمة الرقابة الدستورية قد انقسمت إلى نوعين :أجهزة طابع سياسي ،وأخرى ذات طابع قضائي .والتجربة المغربية في هذا الشأن لها
طابعها الخاص حيث تماس الرقابة من قبل جهاز مختلط سياسي -قضائي.
ا لرقابة السياسية هي رقابة وقائية تسبق صدور القانون ومن ثم تحول دون صدوره إذا خالف نصا في الدستور وتقوم بها لجنة سياسية يتم اختيار أعضائها بواسطة السلطة
التشريعية أو باالشتراك مع السلطة التنفيذية ،فالرقابة تمارس على مشروعات القوانين
-أنها رقابة سابقة على صدور القانون ال تهدف إلى التحقق من مدى دستوريته ،وبالتالي فان هذه الرقابة تهدف الى الحيلولة دون صدور القانون المخالف للدستور
-تتولى مهمة هذه الرقابة هيئة سياسية ،يكون اختيار أعضائها بواسطة السلطة التشريعية وحدها أو باالشتراك مع السلطة التنفيذية ،وتستمد الرقابة السياسية أساسها من مبدأ الفصل
بين السلطات ،باعتبار أن هذا المبدأ يقوم على أنه ال يجوز للسلطة القضائية التدخل في أعمال السلطة التشريعية ،وبهذه الرقابة يتمكن البرلمان من تفادي سيطرة القضاء وتدخله
عيوب الرق ابة السياسية
-إن الهيئة السياسية التي تقوم بمهمة الرقابة على دستورية القوانين ليست بمنأى من الخضوع للنزوات السياسية .فالهيئة التي يتم تشكيلها بالتعيين من قبل البرلمان تكون عرضة ألن
تكون تابعة لها ،وبالتالي تفقد السبب من وجودها وهو الرقابة على نشاطه وأما اذا كان التعيين بواسطة السلطة التنفيذية تصبح ملتزمة لتلك السلطة في تعليماتها وبالتالي فان رقابتها
ألعمال السلطة التشريعية مثار لتصادم مستمر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية .وأما اذا كان تشكيل الهيئة بطريق االنتخاب من قبل الشعب فان ذلك يؤدي الى سيطرة
االتجاهات السياسية ذاتها التي تسيطر على البرلمان وبالتالي تنعدم القيمة من انشائها.
افتقار القائمين على أمر هذه الهيئة للقدرة الفنية على بحث ودراسة المشاكل القانونية حيث ان هذه الرقابة تتميز بطبيعة قانونية خاصة تفترض في القائمين بها ضرورة توافر -
الكفاءة القانونية ال مكان تحديد مدى تطابق القوانين التي تصدرها السلطة التشريعية مع أحكام الدستور.
تكون الرقابة مركزية فيعهد الرقابة لجهة قضائية واحده يكون الحق للمواطن رفع دعوى أصلية مباشرة أمام المحكمة الدستورية العليا او المحكمة العليا ،ففي هذه الصورة يقوم
صاحب الشأن بمهاجمه القانون الذي يدعي عدم دستوريته طالباً إلغاءه لمخالفته نصوص الدستور .
هذه الط ريقة تخصص محكمة دستورية تتولى الفصل في دستورية القوانين ،حيث ان هذه المحكمة قد تكون محكمة دستورية عليا وقد تكون المحكمة العليا وذلك طبقاً لما ينص
عليه دستور كل دولة.
حيث ان في هذه الطريقة يفترض وجود دعوى أمام محكمة جنائية أو مدنية أو إدارية وهناك قانون معين مطلوب تطبيقه في هذا النزاع حينئذ يقوم الخصم بالمطلوب تطبيق
القانون عليه بالدفع بعدم دستورية ذلك القانون.
إذا ما تأكد قاضي الموضوع من جدية ذلك الدفع وأنه يخالف الدستور ،فال يقوم بإلغاء ذلك القانون ،وانما فقط يمتنع عن تطبيقه في القضية المطروحة.ولذلك فان القانون يبقى
قائماً وموجود بل وأكثر من ذلك يمكن لمحكمة أخرى أن تطبق ذات القانون في قضية أخرى إذا لم يدفع بعدم دستوريته ( من الناحية النظرية ولكن من الناحية الواقعية فان المحكمة
التي قضت بعدم دستوريته تمتنع عن تطبيقه في النزاع وكذلك في المنازعات األخرى ،وقد تمتنع أيضا المحاكم األخرى عن تطبيقه إذا كان الحكم صادر من محكمة عليا.
لذلك فان طريقة الدفع الفرعي هي طريقة دفاعية تستهدف فقط استبعاد تطبيق القانون في قضية ما وال تستهدف إلغاءه.
الرق ابة عن طريق الدفع المقترن بدعوى عدم الدستورية ( الجمع بينهما):
هناك دساتير تبنت الجمع بين الطريقتين االلغاء واالمتناع ،حيث انه يمكن اثناء نظر دعوى قضائية يراد فيها تطبيق قانون معين ان يدفع احد افراد الدعوى بعدم دستورية
القانون المراد تطبيقه في هذه الدعوى امام ذات المحكمة التي تنظر فيها ،فال تتعرض المحكمة للفصل في هذا الدفع بل توقف نظر الدعوى ،ويحال الطعن بعدم الدستورية القانون
الى محكمة أخرى تختص بالفصل في دستورية القوانين ،ويكون للحكم الصادر حجية مطلقة عامة.ومن الدول التي أخذت بهذا األسلوب مصر.
تولدت هذه التجربة في ظل دستور 1962الذي أناط مهمة الرقابة على دستورية القوانين بغرفة دستورية كمؤسسة سياسية ،قضائية أو جهاز مختلط.
تعتبر مؤسسة سياسي ة ألن الملك كان له حق تعيين بعض أعضائها ،كما كان يحق ذلك أيضا لرئيس البرلمان ،ويمكن اختيار أعضائها خارج أسالك القضاء ،وبإمكانها أن
تضم شخصيات سياسية نظ ار لصفتهم السياسية.
كما تعد مؤسسة قضائية ألنها كانت تشتغل حسب إجراءات قضائية ،وتابعة للمجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) كأعلى درجات القضاء .وعلى العموم فإنها تكتسي طابعها
القضائي من رئاستها المكونة من الرئيس األول للمجلس األعلى سابقا (وهو قاضي) ،وتوفر أعضائها على استقاللية من خالل استقالل القضاء وحياده من خالل نظامها،
واختصاصها بالبت في النزاعات التي تحدث بين الحكومة والبرلمان ،ومسطرة إصدار أحكامها ،وحيثيات ق ارراتها ،وحجية األمر المقضي به التي كانت تتمتع بها أحكامها .لقد نص
دستور 1962على تركيبها من الرئيس األول للمجلس األعلى وقاضي من الغرفة اإلدارية (التابعة للمجلس األعلى سابقا) وأستاذ بكلية الحقوق وعضوين يعين أحدهما رئيس مجلس
النواب واآلخر رئيس مجلس المستشارين (حيث كان المغرب آنذاك يأخذ بنظام المجلسين).
لم يغير دستور 1970هذه التركيبة إال بحذف العضو المعين من طرف رئيس مجلس المستشارين ألن المغرب أصبح يتوفر على مجلس واحد هو مجلس النواب .أما دستور
1972فقد أدخل تعديال على تركيبة هذه الغرفة بحيث أصبحت تتكون باإلضافة إلى الرئيس األول للمجلس األعلى من ثالثة أعضاء يعينهم الملك وثالثة أعضاء يعينهم رئيس
مجلس النواب .كما نصت جميع الدساتير على إسناد رئاستها إلى الرئيس األول للمج لس األعلى سابقا تركي از للصبغة القضائية ،وترك الباب مفتوحا الختيار األعضاء المعينين –
بالظهير أو من لدن رئيس مجلس النواب – حيث كانوا يختارون إما من بين القضاة أو من خارج أسالك القضاء ،وكان بإمكان رئيس مجلس النواب أن يختار شخصيات من خارج
مجلس النواب للقيام بمهمة الرقابة.
صالحيات هذه المؤسسة فقد كانت محددة ضمن إحالة إجبارية في النظر في دستورية القوانين التنظيمية والقانون الداخلي للبرلمان ومراقبة صحة عمليات االستفتاء ،ودفع
الحكومة بعدم قبول مقترح قانون ال يدخل في مجال القانون ،والمنازعات االنتخابية .من هنا فإن هذه الغرفة لم يكن بإمكانها التدخل أو إبداء رأيها أثناء اإلعالن عن حالة االستثناء.
المالحظ أن صالحيات هذه الغرفة كانت بعيدة عن أن تكون ذات صبغة قضائية أو سياسية بالمفهوم الواسع .حيث طرق المراقبة القضائية كانت منعدمة سواء طريقة الدفع
(ألن الفصل 25من قانون المسطرة المدنية يمنع على المحاكم النظر في دستورية القوانين) أو طريقة الدعوى (ألن الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى سابقا كانت تمتنع عن النظر
في دعاوي الشطط المرفوعة ضد الظهائر الملكية سواء تضمنت تدبي ار فرديا أو تشريعيا ،ومن ثم فإنها تضفي الحصانة المطلقة على هذه الظهائر ،كذلك ألن األفراد والنواب والفرق
البرلمانية لم يكن بإمكانهم اللجوء إلى الغرفة الدستورية حيث كان هذا الحق يناط فقط برئيس مجلس النواب أو الوزير األول ،وألن هذه الغرفة لم تكن مختصة في النظر في دستورية
القوانين العادية).كما أن أن حق اللجوء إلى هذه الغرفة كان منحص ار في الوزير األول أو رئيس مجلس النواب بالنسبة لرقابة القوانين التنظيمية والقانون الداخلي لمجلس النواب،
ومعلوم أن هذه الرقابة كانت إجبارية.
استجابة لتحوالت الحياة السياسية المغربية ولمطالب أحزاب المعارضة الواردة ضمن مذكرتها الموجهة إلى الملك في يونيو ،1992كان من بين أهم التجديدات التي جاءت بها
المراجعة الدستورية ل 1992/09/04إحداث مجلس دستوري يحل محل الغرفة الدستورية .وتبعا لما جاءت به هذه المراجعة وما ستتممه مراجعة ، 1996/09/13و بموجب
الدستور الجديد لسنة 2011تم التنصيص صراحة في الفصل 129منه على إحداث محكمة دستورية تمارس االختصاص المسند إليها بفصول الدستور و بأحكام القوانين التنظيمية
و من هنا سنعمل على توضيح تأليف المحكمة الدستورية من منظور القانون 66.13المحدث للمحكمة الدستورية ثم سنحاول جرد أهم االختصاصات الموكول لها من خالل إبراز
أهم المستجدات المتعلقة بالدفع بعدم دستورية القوانين .
تتألف المحكمة الدستورية من 12عضوا يعينون لمدة تسع سنوات غير قابلة للتجديد ،ينقسم هؤالء األعضاء إلى فئتين:
-فئة معينة :يعين الملك خمسة أعضاء من هذه الفئة بشكل منفرد وعضو سادس باقتراح من رئيس المجلس العلمي األعلى.
-فئة منتخبة :ثالثة أعضاء منها ينتخبون على مستوى مجلس النواب ،وثالثة أعضاء على مستوى مجلس المستشارين.
وذلك بواسطة االقتراع السري بأغلبية ثلثي األعضاء الذين يتألف منهم كل مجلس.
المشرع الدستوري أبقى على نفس عدد األعضاء بالمقارنة مع عدد أعضاء المجلس الدستوري ،كما تم تقليص العدد الذي كان يتم تعيينه من قبل الملك بشكل مطلق من ستة
أعضاء إلى خمسة أعضاء مع تعيين العضو السادس باقتراح من رئيس المجلس العلمي األعلى مما يوحي بالتحديد المسبق النتماء العضو المقترح إلى المجلس المذكور.
كما تم إعمال المنهجية الديمقراطية في اختيار نصف األعضاء الذين ينتخبون من طرف المؤسسة التشريعية ،وذلك باشتراط عنصر االنتخاب بدل التعيين الذي كان يتم من
قبل رئيسي مجلسي البرلمان واستشارة الفرق البرلمانية ،مع الرفع من نصاب التصويت باشتراط أغلبية الثلثين من األعضاء الذين يتألف منهم كل مجلس وعدم االكتفاء باألغلبية
المطلقة .
يؤدي أعضاء المحكمة الدستورية بعد تعيينهم وقبل ممارسة مهامهم اليمين أمام الملك
تتخذ المحكمة الدستورية ق ارراتها بأغلبية ثلثي أعضائها ومن أجل الحفاظ على وتيرة سير عمل المحكمة الدستورية في الحالة التي يتعذر على أحد مجلسي البرلمان أو هما معا
انتخاب فئة األعضاء الخاصة بهما داخل األجل القانوني المحدد للتجديد يجوز للمحكمة أن تمارس اختصاصاتها وتتخذ قراراتها بحضور ستة من أعضائها على األقل وذلك وفق
نصاب ال يحتسب فيه األعضاء الذين لم يتم انتخابهم بعد حيث يوحي األمر هنا باالقتصار على األعضاء المعينين من طرف الملك فقط وذلك إلى غاية انتخاب باقي األعضاء
من لدن البرلمان.
نالحظ أن المشرع الدستوري قد تشدد وألول مرة في اختيار أعضاء المحكمة الدستورية باشتراط الكفاءة والنزاهة والتجرد باإلضافة إلى التجربة الواسعة والتكوين العالي ،زيادة على
توسيع هامش حاالت التنافي بالنسبة للمهام التي ال يمكن الجمع بينها وبين عضوية المحكمة الدستورية استحضا ار لعوامل استقاللية أعضاء المحكمة.
تحال إلى المحكمة الدستورية القوانين التنظيمية قبل إصدار األمر بتنفيذها ،واألنظمة الداخلية لكل من مجلس النواب ومجلس المستشارين قبل الشروع في تطبيقها .وتبت
المحكمة في هذه الحاالت داخل أجل شهر من تاريخ اإلحالة .غير أن هذا األجل يخفض في حالة االستعجال إلى ثمانية أيام ،بطلب من الحكومة .وتؤدي اإلحالة إلى المحكمة
الدستورية في هذه الحاالت ،إلى وقف سريان أجل إصدار األمر بالتنفيذ.
تبت في الطعون المتعلقة بانتخاب أعضاء البرلمان .في أجل سنة ،ابتداء من تاريخ انقضاء أجل تقديم الطعون إليها .،غير أن للمحكمة تجاوز هذا األجل بموجب قرار
معلل ،إذا استوجب ذلك عدد الطعون المرفوعة إليها ،أو استلزم ذلك الطعن المقدم إليها.
في حالة ما إذا صرحت المحكمة الدستورية ،إثر إحالة الملك ،أو رئيس مجلس المستشارين ،أو سدس أعضاء المجلس األول ،أو ربع أعضاء المجلس الثاني ،األمر إليها،
أن التزاما دوليا يتضمن بندا يخالف الدستور ،فإن المصادقة على هذا االلتزام ال تقع إال بعد مراجعة الدستور.
تختص المحكمة الدستورية بالنظر في كل دفع متعلق بعدم دستورية قانون ،أثير أثناء النظر في قضية ،وذلك إذا دفع أحد األطراف بأن القانون ،الذي سيطبق في النزاع،
يمس بالحقوق وبالحريات التي يضمنها الدستور.
المحكمة الدستورية تمارس رقابة قبلية وبعدية في نفاذ القانون ،أي رقابة قبل صدور ظهير تنفيذ القانون ورقابة بعد صدور ظهير تنفيذ القانون في حالة ما إذا أثيرت عدم
دستورية النص القانوني في إحدى القضايا التي ثبت فيها المحاكم العادية نتيجة مساسه بالحقوق والحريات التي يضمنها الدستور.
أصحاب الحق في الدفع بعدم دستورية القانون نوعان :النوع األول ،هم أصحاب الحق العام الذي يأتي قبل صدور ظهير تنفيذ القانون .والنوع الثاني هم أصحاب الحق الخاص
الذي يتمخض بعد صدور تنفيذ القانون.
استنادا إلى مقتضيات الفقرة الثالثة من الفصل 132من الدستور يمكن للملك ،وكذا لكل من رئيس الحكومة ،أو رئيس مجلس النواب ،أو رئيس مجلس المستشارين ،أو ُخمس
أعضاء مجلس النواب أو أربعين عضوا من أعضاء مجلس المستشارين ،أن يحيلوا القوانين ،قبل إصدار األمر بتنفيذها ،إلى المحكمة الدستورية ،لتبت في مطابقتها للدستور.
أصبح ،من اآلن فصاعدا ،لكل متقاضي أمام المحاكم العادية الحق في الدفع بعدم دستورية النص القانوني الذي سيعتمده القاضي في حكمه أمام المحكمة الدستورية إذا كان
هذا النص يمس بالحقوق والحريات التي يضمنها الدستور – كما أشرنا إلى ذلك سابقا.
المادة 28من القانون التنظيمي رقم – 066.13السالف الذكر – المتعلق بالمحكمة الدستورية قد أرجأت التطرق إلى شروط واجراءات ممارسة المحكمة الدستورية
الختصاصاتها في مجال النظر في كل دفع بعدم دستورية القانون – أو إحدى مقتضياته – ،واكتفت بالتنصيص على أن هذا األمر سيحدده قانون تنظيمي الحق.