You are on page 1of 8

‫بســـم ﷲ الرحمـــن الرحيـــم‬

‫الموضوع‪ { -:‬أنواع وعيوب التشريع }‬


‫الطالب ‪ -:‬سلطان دخل هللا حمد الحجايا‬
‫" لعناية الدكتور بدر أبو تايه المحترم "‬

‫التشريع األساسي (الدستور)‪:‬‬


‫يعد التشريع األساسي الوثيقه األهم واالسمى في أي نظام‬
‫قانوني وذلك ألنه يتناول األسس التي تقوم عليها الدولة‪ ،‬اال‬
‫انه ال بد من التأكيد بأن وجود الدوله يسبق وجود التشريع‬
‫األساسي‪ ،‬والسلطه المختصه بسن التشريع األساسي هي‬
‫السلطة التأسيسية‪.‬‬
‫وتتنوع أساليب أو طرق سن الدساتير والمتمثلة ب‪:‬المنحة‪،‬‬
‫العقد‪ ،‬االستيفاء الشعبي‪ ،‬الجمعية التأسيسية المنتخبة‪ ،‬وما يهمنا‬
‫هنا األسلوب الذي سن بموجبه الدستور األردني حيث يتبين‬
‫لنا من ديباجة الدستور بأن اسلوب سنه هو العقد‪.‬‬

‫تعريف التشريع‪:‬‬
‫هو سن قواعد قانونية في صورة مكتوبة واعطائها قوة االلزام‬
‫بواسطة السلطة التي يمنحها الدستور االختصاص بذالك‪،‬‬
‫ويطلق اصطالح التشريع أيضا ُ على القواعد القانونية ذاتها أو‬
‫على النص التي تضعه هذه السلطة‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بأنواع الدستور‪ ،‬فتعدد انواع الدساتير بحسب‬
‫الزاوية التي يتم النظر إليها للدستور‪:‬فمن حيث المظهر‬
‫الخارجي تقسم الدساتير إلى دساتير عرفيه ودساتير مكتوبه‪،‬‬
‫ااما من حيث تعديلها فتقسم إلى دساتير جامده ودساتير مرنه‪،‬‬
‫و الدستور الجامد هو الدستور الذي يتطلب تعديله إجراءات‬
‫اكثر تشددا وتعقيدا من تعديل القوانين العاديه‪ ،‬اما الدستور‬
‫المرن فهو الدستور الذي يتم تعديله بذات إجراءات تعديل‬
‫القوانين العاديه‪ ،‬وبالتالي فإن جمود الدستور ال يعني انه غير‬
‫قابل للتعديل‪.‬‬
‫*ما يهمنا هنا أن الدستور األردني يعد من الدساتير المكتوبه‬
‫الجامده التي تتمثل مظاهر جموده بما يلي‪:‬‬

‫‪)1‬ان تعديل الدستور يتطلب اغلبيه خاصه هذه االغلبيه هي‬


‫موافقة اكثرية ثلثي األعضاء الذين يتألف منهم كل من مجلس‬
‫النواب واالعيان‪.‬‬

‫‪)2‬إن اعتراض الملك على تعديل الدستور هو اعتراض مطلق‬


‫مانع من اصدار التعديل وليس توقيفي‪.‬‬

‫‪)3‬ان التصويت على تعديل الدستور يتم بالتصويت العلني‬


‫بالمناداه على األعضاء بأسمائهم وليس برفع االيدي‪.‬‬
‫التشريع العادي(الرئيسي)‪:‬‬

‫القانون‪:‬‬
‫يأتي التشريع العادي بالمرتبه الثانيه في قاعدة هرم التدرج‬
‫التشريعي‪ ،‬وسمي بالتشريع الرئيسي ألنه التشريع الذي ينظم‬
‫العالقات بين األفراد في المجتمع‪ ،‬ولقد اصطلح عليه بالقانون‬
‫لتمييزه عن باقي التشريعات‪ ،‬وبالتالي عندما نطلق على‬
‫التشريع الرئيسي بالقانون فال نقصد بذلك القانون وفق مفهومه‬
‫العام الذي سبق تبينه في بداية هذه المادة‪.‬‬
‫والسلطة المختصة دستوري بسن التشريع الرئيسي هي السلطه‬
‫التشريعيه التي تناط بمجلس االمه والملك‪.‬‬
‫والتشريع الرئيسي يمر بمراحل اربع لسنه هي‪:‬‬

‫*المرحلة األولى‪:‬‬
‫مرحلة االقتراح واإلعداد‪ ،‬وهنا ال بد من االشاره الى ان‬
‫القانون قبل اقراره والمصادقه عليه يسمى مشروع قانون‪،‬‬
‫ومن يقترح مشروع قانون هما جهتان‪:‬الحكومه‪ ،‬أو عشرة‬
‫اعضاء على االقل من مجلس العيان او النواب‪ ،‬أما من يعد‬
‫مشروع القانون هو جهاز اداري متخصص يتبع لمجلس‬
‫الوزراء يسمى ديوان التشريع والرأي‪.‬‬
‫*المرحلة الثانية‪:‬‬
‫مرحلة المناقشة والتصويت‪ ،‬وفي هذه المرحلة تتم مناقشة‬
‫مشروع القانون من قبل مجلس األمة‪ ،‬والمجلس الذي يعرض‬
‫عليه المشروع ابتداء هو مجلس النواب بحيث يتم بعد مناقشة‬
‫مشروع القانون مناقشه عامة من قبل أعضاء المجلس احالته‬
‫للجنه المختصة داخل المجلس‪ ،‬وبعد ذلك يتم التصويت على‬
‫مشروع القانون مادة مادة ومن ثم التصويت على مشروع‬
‫القانون بمجمله‪ ،‬ولكي تتم الموافقه عليه ال بد من أن يحصل‬
‫القانون على اكثرية أصوات األعضاء الحاضرين ما عدا‬
‫الرئيس‪ ،‬وفي هذه الحاله يتم رفع مشروع القانون المقر من‬
‫قبل مجلس النواب إلى مجلس االعيان لتتم مناقشته والتصويت‬
‫عليه بذات الطريقه‪.‬‬
‫اما اذا رفض مجلس النواب مشروع القانون فال يعني ذلك‬
‫اسقاطه حيث يتم رفعه إلى مجلس االعيان‪ ،‬وفي حالة رفض‬
‫مجلس االعيان له ال يجوز تقديمه للمجلس في الدوره ذاتها‪،‬‬
‫انا اذا أقره مجلس االعيان معدال او غير معدل فيتم إعادته‬
‫لمجلس النواب‪ ،‬فإذا رفض مجلس النواب للمره الثانيه فيتم‬
‫عقد جلسة مشتركة برئاسة رئيس مجلس االعيان ويشترط‬
‫لقبول مشروع القانون ان يوافق عليه اكثرية ثلثي األعضاء‬
‫الحاضرين فإذا تمت الموافقه عليه يتم رفعه لجاللة الملك‬
‫للمصادقه عليه انا في حال رفضه فال يجوز تقديمه للمجلس‬
‫في الدوره ذاتها‪.‬‬
‫*المرحلة الثالثة‪:‬مرحلة التصديق‪ .‬كل مشروع قانون يوافق‬
‫عليه مجلسا النواب واالعيان يرفع إلى جاللة الملك للمصادقه‬
‫عليه‪ ،‬ولقد منح الدستور الملك فترة ستة أشهر من تاريخ رفعه‬
‫اليه للمصادقه عليه وهنا نميز بين ثالثة فروض‪:‬األول أن‬
‫يصادق الملك على مشروع القانون صراحه وفي هذه الحالة‬
‫يمكن القول باكتمال الوجود القانوني للتشريع‪ ،‬وأما ان تمضي‬
‫فترة الستة أشهر دون تصديق عليه صراحة وفي هذه الحالة‬
‫يعتبر التشريع مصدق ضمنا‪ ،‬والفرض االخير ان يرد جاللة‬
‫الملك خالل فترة الستة أشهر مشروع القانون مع بيان اسباب‬
‫عدم التصديق وفي هذه الحالة يعاد المشروع لمجلس االمه فإذا‬
‫اقرة باغلبية ثلثي األعضاء الذين يتألف منهم كل مجلس يجب‬
‫في هذه الحالة اصداره اما اذا لم يحصل على تلك االغلبيه فال‬
‫يجوز إعادة النظر فيه في نفس الدوره النيابه‪.‬‬

‫المرحلة الرابعة‪:‬النفاذ‪.‬‬
‫ان اكتمال الوجود القانوني للتشريع ال يكفي لسريانه والتزام‬
‫المخاطبين بأحكامه بمضمونه بل ال بد من اجتياز المرحلة‬
‫االخيره وهي النفاذ التي تتكون من امرين هما‪:‬اإلصدار‬
‫والنشر‪ ،‬و اإلصدار يعني ذلك األمر الذي يوجهه جاللة الملك‬
‫للسلطة التنفيذيه لوضع القانون موضع التنفيذ‪ ،‬حيث يعد بمثابة‬
‫شهادة ميالد للتشريع بموجبه يتم اإلقرار بوجود تشريع جديد‬
‫يضاف إلى التشريعات في الدوله‪ ،‬انا النشر فيقصد به العملية‬
‫التي يهدف منها احاطة المخاطبين بأحكام التشريع علما به‬
‫فالنشر هي وسيلة علم بالقانون حتى يضبط االفراد سلوكهم في‬
‫ضوء التشريع الجديد فال يمكن الزام المواطنين بالتشريع مالم‬
‫يتمكنوا من العلم بأحكامه ونصوصه‪ ،‬ووسيلة العلم التي اقرها‬
‫الدستور هي النشر في الجريدة الرسميه ولقد حدد الدستور‬
‫المدة التي يسري بها مفعول التشريع وهي ثالثين يوما من‬
‫تاريخ نشره في الجريده الرسميه او من التاريخ الذي يتم تحديده‬
‫في التشريع‪ ،‬وبعد مرور تلك المدة ال يجوز ألي كان ان يعتذر‬
‫بجهله بالقانون‪.‬‬

‫التشريع الفرعي‪:‬‬
‫وهو التشريع الذي يأتي في قاعدة هرم التدرج التشريعي‬
‫ويعرف في النظام القانوني األردني بالنظام وفي االنظمه‬
‫المقارنه بالالئحة‪ ،‬ويعرف بأنه التشريع الذي تسنه السلطة‬
‫التنفيذيه بمقتضى االختصاص األصيل المخول لها بالدستور‬
‫انا لتنفيذ احكام التشريع العادي‪ ،‬أو لضبط الحقوق والحريات‬
‫بهدف المحافظه على النظام العام‪ ،‬أو لتنظيم سير المرافق‬
‫العامة‪.‬‬
‫وبالتالي فإن االنظمة على ثالثة انواع هي‪:‬انظمه تنفيذيه‬
‫وسندها في الدستور األردني نص الماده (‪ )31‬من الدستور‪،‬‬
‫أنظمة الضبط االداري وسندها في الدستور األردني المادتين‬
‫‪124‬و‪ 125‬على وجه التحديد أنظمة الضبط االداري في ظل‬
‫الظروف االستثنائيه حيث ال يوجد سند في الدستور ألنظمة‬
‫الضبط االداري في ظل الظروف العادية‪ ،‬االنظمه المستقلة‬
‫ومثالها نظام الخدمة المدنيه الصادر باالستناد لنص المادة ‪120‬‬
‫من الدستور‪.‬‬
‫عيوب التشريع ‪:‬‬
‫على الرغم من مزايا التشريع التي جعلت التشريع يحتل مكان‬
‫الصدارة بالنسبة لمصادر القانون األخرى فإنة لم يسلم من‬
‫بعض االنتقادات التي وجهت إليه وأهمها‬
‫‪-١‬التشريع قد يأتي غير مالئم لظروف المجتمع وحاجاته‪ ،‬ذلك‬
‫ان التشريع يصدر بوحي من سلطة مختصه وقد ال توفق في‬
‫تبين ظروف الجماعة وتقدير حاجياتها فتأتي القواعد التي‬
‫تسنها غير مالئمة لتلك الظروف وقاصرة عن الوفاء بهذه‬
‫الحاجات وقد ال تريد هذه السلطة بالتشريع االستجابة لحاجات‬
‫وأوضاع المجتمع القائمة وأنما قد تصب فيه ما تؤمن به هي‬
‫من مبادئ فال يلقى القبول في نفوس المخاطبين به وتكثر‬
‫مخالفتها له‪.‬‬
‫وهذا بخالف العرف الذي ينشأ ذاتيا ً تبعا ً لحاجات الجماعة‬
‫وبتطورها ويتفق دائما ً مع رغابتها وال يحاول األشخاص‬
‫مخالفة أحكامه‪.‬‬

‫‪-٢‬أتصافة بالجمود وتخلفة عن مسايرة التطور في المجتمع‪.‬‬


‫ان القواعد التشريعية وان جائت عند وضعها مالئمة لظروف‬
‫المجتمع فإن صبها في نصوص مكتوبة تحدد مدلولها وترسم‬
‫حدودها يضفي عليها من الجمود ما يقف بها عن مسايرة‬
‫التطور والوفاء بما يجد من حاجات‪ ،‬فإذا تغيرت تلك الظروف‬
‫أصبحت هذه القواعد غير مالئمة‪ ،‬وقد يقعد الشارع عن تعديلها‬
‫على النحو الذي يستجيب لمقتضيات التطور‪.‬‬
‫*وفي هذا يتميز العرف عن التشريع إذ بفضل مرونة العرف‬
‫ونبوعه من حاجات الجماعه فإنه يسهل مسيرته للتطورات‬
‫االجتماعية واالقتصادية التي قد تطرأ عليه‪.‬‬

‫‪_٣‬أن المشرع قد يتعجل في سن تشريع جديد فيأتي هذا‬


‫التشريع قاصرا ً أو معيبا ً إو متعارضا ً مع غيرة من التشريعات‬
‫فيضطر المشرع عندئذً الى تعديل ما سنة من تشريع وقد‬
‫تتالحق التعديالت مما يؤدي إلى زعزعة ثقة الناس بالقانون‬
‫واألخالل باالستقرار الواجب تأمينة للمعامالت في المجتمع‪.‬‬

‫~ تم بحمد ﷲ ~‬

‫*المراجع‬
‫أنواع التشريع‪ .‬المدخل لعلم القانون لدكتور عباس الصراف وجورج حزبون‬
‫تعريف التشريع‪ .‬المدخل لعلم القانون الدكتور عوض الزعبي‬
‫عيوب التشريع‪ .‬المدخل لعلم القانون الدكتور عوض الزعبي‪،‬‬

You might also like