You are on page 1of 14

‫القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس‬

‫المجموعة‪ :‬الثانية (‪)02‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬ك ‪ .‬دوايسية‪.‬‬


‫المحور الثالث‪ :‬النظرية العامة للدساتير‪.‬‬

‫إن الدستور ليس حديث النشأة بل نجد آثاره في العهد القديم ‪،‬حيث قام أرسطو بجمع ‪ 108‬مادة‬
‫دستورية تنظم الحياة السياسية في المدن اليونانية وغيرها‪ ،‬غير أن المفهوم الحديث للدستور ظهر في‬
‫بداية القرن الثامن عشر على أساس أنه عبارة عن قانون أساسي في الدولة ينظم السلطات العامة فيها‬
‫ويبين إختصاصاتها وعالقاتها ببعضها البعض‪ ،‬كما يبين حقوق و حريات األفراد وآليات ضمانه‪.‬‬
‫إنطالقا من فكرة "تنشأ‪ ،‬تتطور‪ ،‬ثم تنتهي" إرتأينا إلى تقسيم محورنا هذا وفق الخطة التالية‪:‬‬

‫المحاضرة األولى‪ :‬أنواع الدساتير و أساليب نشأتها‪.‬‬


‫المحاضرة الثانية‪ :‬إجراءات تعديل الدستور‪.‬‬
‫المحاضرة الثالثة‪ :‬أساليب إنهاء الدساتير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس‬
‫المجموعة‪ :‬الثانية (‪)02‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬ك ‪ .‬دوايسية‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬النظرية العامة للدساتير‪.‬‬

‫المحاضرة األولى‪ :‬أنواع الدساتير وأساليب نشأتها‪.‬‬

‫أنواع الدساتير وأساليب‬


‫نشأتها‬

‫تعريف الدستور‪:‬‬

‫كلمة دستور ليست عربية األصل ولم تذكر القواميس العربية القديمة هذه الكلمة ولهذا فإن البعض‬
‫يرجح أنها كلمة فارسية األصل‪ ،‬دخلت اللغة العربية عن طريق اللغة التركية ويقصد بها التأسيس‬
‫أو التكوين أو النظام‪.‬‬
‫‪ -‬فيعرف الدستور على أنه مجموعة القواعد التي تنظم تأسيس السلطة وانتقالها وممارستها‪،‬‬
‫أي تلك التي تتعلق بالتنظيم السياسي‪ .‬أو أنه وثيقة أساسية أقرتها سلطة خاصة وفق إجراءات‬
‫خاصة لتحديد وتنظيم شؤون السلطات ونظام الحكم وإقرار الحقوق والواجبات للمواطنين‪.‬‬

‫‪ -‬وهو أيضا القانون األسمى للدولة‪ ،‬إذ يحدد نظام الحكم في الدولة واختصاصات سلطاتها الثالث‬
‫وتلتزم به كل القوانين األدنى مرتبة في الهرم التشريعي‪ ،‬فالقانون يجب أن يكون مستنبطا من‬
‫لقواعد الدستورية‪.‬‬
‫‪ -‬كما عرفت المبادئ العامة لفقه الدستوري الدستور على أنه مجموعة المبادئ األساسية المنظمة‬
‫لسلطات الدولة و المبينة لحقوق كل من الحكام و المحكومين فيها‪ ،‬والواضعة لألصول الرئيسية‬
‫التي تنظم العالقات بين مختلف سلطاتها العامة‪ ،‬أو هو موجز اإلطارات التي تعمل الدولة‬
‫بمقتضاها في مختلف األمور المرتبطة بالشؤون الداخلية والخارجية‪.‬‬

‫من خالل التعريف تبرز تصنيفات للدساتير من مختلف الزوايا‪ ،‬شكليا‪ ،‬موضوعيا وإجرائيا‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫الدساتير‪:‬‬

‫من حيت الموضوع‪:‬‬ ‫من حيت اإلجراءات‪:‬‬ ‫من حيت الشكل‪:‬‬

‫‪ - )1‬دستور قانون‬
‫‪ - )2‬دستور‬ ‫‪ - )1‬دستور‬ ‫‪ - )2‬دستور‬ ‫‪ - )1‬دستور‬
‫‪ - )2‬دستور برنامج‬ ‫جامد‬ ‫مرن‬ ‫مكتوب أو‬ ‫عرفي‬
‫مدون‬
‫‪ - )3‬دستور سياسي‬

‫‪ - )4‬دستور توافقي‬
‫حظر‬ ‫حظر‬
‫زمني‬ ‫موضوعي‬

‫‪ - )1‬من حيث الشكل‪ :‬وتنقسم إلى‪:‬‬


‫و هو الدستور‬ ‫‪ - )2‬الدستور المكتوب أو المدون‪:‬‬
‫الذي تكون قواعده مكتوبة في وثيقة رسمية‪ ،‬حيث يتولى‬
‫وضعها المؤسس الدستوري وي كون تدوينها وفق‬ ‫العرف نعني به تكرار‬ ‫‪ - )1‬الدستور العرفي‪:‬‬
‫إجراءات معينة وصادرة من هيئة مختصة‪ ،‬ولقد بدأت‬ ‫سلوك الناس في مسألة معينة بطريقة معينة مع‬
‫حركة تدوين الدساتير إلى أعقاب ثورة المستعمرات‬ ‫اإلعتقاد بأن هذا السلوك ملزم لهم قانونا‪ ،‬وبالتالي‬
‫األمريكية على إنجلترا وحصولها على استقاللها وكونت‬ ‫الدستور العرفي قواعده غير مكتوبة في وثيقة رسمية‬
‫دولة فيدرالية‪ ،‬فوضع دستور أمريكا في وثيقة مكتوبة‪،‬‬ ‫بواسطة هيئة رسمية‪ ،‬و إنما تنشأ عن طريق العرف‬
‫وكان للحركة الفكرية في ا لقرن التاسع عشر كذلك أثر‬ ‫نتيجة إتباع السلط ات في الدولة أثناء تنظيم وتسيير‬
‫كبير في ذلك ألنهم كانوا يدعون إلى ضرورة تدوين‬ ‫شؤون السلطة سلوكات معينة مطردة لمدة طويلة‬
‫القواعد المتعلقة بنظام الحك م في الدولة ألنها تحقق الثبات‬ ‫فتحولت إلى عرف ملزم لهذه السلطات‪ ،‬ويعتبر‬
‫و اإلستقرار‪ ،‬ومن ناحية أخرى يعتبر الدستور المدون أو‬ ‫الدستور اإلنجليزي أحسن مثال على الدساتير غير‬
‫المكتوب تحديدا ً للعقد االجتماعي الذي نشأت الجماعة‬ ‫المدونة‪ ،‬فنجد أن القواعد الدستورية التي تقرر النظام‬
‫السياسية على أساسه ويضفي عليها قدسية كما أن كل‬ ‫الملكي و التي تحدد سلطات الملك و تلك التي تقرر‬
‫مواطن يعرف ما له من حقوق التي قد احتفظ عليها‬ ‫األخذ بالنظام البرلماني هي قواعد غير مكتوبة‪ ،‬ولكن‬
‫باعتبارها لصيقة بالطبيعة البشرية و ماله من واجبات‬ ‫هذا ال يعني أنه ال توجد في انجلترا ب عض القواعد‬
‫اتجاه األمة نتيجة لتنازله على بعض حقوقه‪ ،‬فالدستور‬ ‫الدستورية المكتوبة و إنما توجد بعض القواعد مدونة‬
‫كما يقول أحد‪ ،‬الفقهاء " ال يكون إال عندما يصبح‬ ‫مثل الميثاق األكبر "الماجنا كارتا" سنة ‪،1215‬‬
‫بوسعنا وضعه في الجيب"‪.‬‬ ‫وملتمس الحقوق سنة ‪ ،1688‬قانون توارث العرش‬
‫‪...1701‬الخ‬

‫‪3‬‬
‫وتنقسم الدساتير من حيث وظيفتها‪ ،‬مضمونها أو موضوعها إلى‪:‬‬ ‫‪ - )2‬من حيث الموضوع‪:‬‬

‫‪ - )2‬دستور برنامج‪ :‬وهو ذلك الدستور الذي‬ ‫‪ - )1‬دستور قانون‪ :‬وهو دستور تقني يتضمن‬
‫يتضمن برنامج شامل للنهوض بمجال السياسة‬ ‫المبادئ والقواعد القانونية التي تضبط كيان الدولة من‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية‪ ،‬حيث طبق في ظل الحزب‬ ‫خالل بيان السلطات المالكة والعالقات القائمة بينهما‬
‫الواحد‪ ،‬ويكون هذا النوع من الدساتير في الدول ذات‬ ‫و الحقوق والحريات‪ ،‬ونجد هذا النوع من الدساتير في‬
‫التوجه اإلشتراكي‪.‬‬ ‫الدول الليبرالية حيث يسود نظام التعددية الحزبية‪.‬‬

‫‪ - )4‬دستور توافقي‪ :‬وهو ذلك الدستور الذي‬ ‫‪ - )3‬دستور سياسي‪ :‬وهو الدستور الذي يتضمن‬
‫يجمع ويتضمن القواعد والمبادئ التي جاءت بها‬ ‫األحكام التقنية المتصلة بكيفية تنظيم مؤسسات الدولة‪،‬‬
‫مختلف الدساتير األخرى (برنامج‪ ،‬سياسي‪،‬‬ ‫كيفية ممارسة السلطة من خالل تحديد صالحيات‬
‫قانون) مثل دستور الجزائر لسنة ‪.2020‬‬ ‫المؤسسات الدستورية والنظام السياسي الدستوري‬
‫للدولة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫اإلجراءات‪ :‬تنقسم الدساتير من حيث إجراءات تعديلها إلى دساتير جامدة تتسم‬ ‫‪ - )3‬من حيث‬
‫بصعوبة تعديلها وأخرى مرنة سهلة التعديل ‪.‬‬

‫‪ - )2‬الدستور الجامد‪ :‬إن إجراءات تعديل‬ ‫‪ - )1‬الدستور المرن‪ :‬للدستور المرن مميزات‬
‫الدساتير الجامدة مغايرة لإلجراءات التي تتم عن‬ ‫حيث يمتاز بسهولة تعديله وبذلك يساير التطورات‬
‫طريقها تعديل القوانين العادية‪ ،‬أي وفق إجراءات‬ ‫السياسية واإلجتماعية للبالد‪ ،‬كما يجنب البالد‬
‫معينة أو بشروط خاصة‪ ،‬وتختلف هذه الشروط‬ ‫األزمات والثورات التي تحدث من جراء صعوبة‬
‫و اإلجراءات من دستور إلى آخر كما يمكن أن‬ ‫تعديل الدستور‪ ،‬ولكن يؤخذ عليها أن سهولة تعديلها‬
‫يحظر تعديل الدستور‪ ،‬أي هناك الجمود الموضوعي‬ ‫يقلص من قدسيتها وسموها لدى الهيئات العامة‬
‫واإللزامي‪ ،‬والدساتير التي تحظر تعديلها ال تنص‬ ‫الحاكمة ولدى األفراد ويخشى أن تجرى تعديالت‬
‫على حظر التعديل فقط و إنما تلجأ إلى نوعين من‬ ‫ذات أغراض شخصية للحكام‪.‬‬
‫الحظر‪:‬‬
‫والدساتير المرنة هي التي ال تقتصر على الدساتير‬
‫‪ - )1‬الحظر الموضوعي‪ :‬يرد على بعض مواد‬ ‫العرفية وحسب‪ ،‬وإنما تمتد لتشمل الدساتير المدونة‪،‬‬
‫الدستور بحيث ينص على عدم جواز تعديلها مطلقا‬ ‫وقد تكون الدساتير المدونة أو المكتوبة دساتير‬
‫في أي وقت من األوقات مثل دستور الجمهورية‬ ‫مرنة‪ .‬كذلك هو الدستور الذي يمكن تعديله أو تغيير‬
‫الفرنسية الرابعة ‪، 1946‬حيث نص على أن الشكل‬ ‫بعض قواعده ب نفس اإلجراءات التي تعدل بها‬
‫الجمهوري للحكومة ال يمكن أن يكون محال للتعديل‬ ‫القوانين العادية‪ ،‬وبذلك تختفي كل تفرقة بين القواعد‬
‫وهو نفس النص الذي جاء في دستور ‪.1958‬‬ ‫الدستورية المرنة والتشريعات العادية وال يبقى إال‬
‫اإلختالف من الناحية الموضوعية فقط‪ ،‬بحكم‬
‫‪ - )2‬الحظر الزمني‪ :‬وهدفه حماية الدستور من‬ ‫إختالف طبيعة الموضوعات التي يتناولها كل‬
‫التعديل لفترة معينة من الزمن تكون كافية لضمان‬ ‫منهما‪.‬‬
‫نفاذ أحكامه قبل تعديله ويحدث ذلك عادة عند إقامة‬
‫وبالتالي تكون للبرلمان إختصاصات تعديل الدستور‬
‫نظام سياسي جديد بقصد تحقيق اإلستقرار والثبات‬
‫كذلك بواسطة نفس الشروط واألوضاع التي تعدل‬
‫لهذا النظام بنص على منع تعديل الدستور لمدة‬
‫بها القوانين العادية‪ ،‬ومثال ذلك الدستور اإلنجليزي‬
‫معينة ‪ ،‬من أمثلة ذلك ما نص عليه الدستور‬
‫حيث يملك البرلمان اإلنجليزي سلطة تعديل القواعد‬
‫الفرنسي ‪ 1791‬في حظر إجراء اقتراح بتعديله لمدة‬
‫الدستورية العرفية والمكتوبة دون إتباع أي إجراء‬
‫أربع سنوات‪.‬‬
‫خاص‬

‫‪5‬‬
‫أساليب نشأة الدساتير‪:‬‬

‫األساليب الديمقراطية‪:‬‬ ‫األساليب غير الديمقراطية‪:‬‬

‫أسلوب‬ ‫أسلوب‬ ‫أسلوب‬ ‫أسلوب‬


‫اإلستفتاء‬ ‫الجمعية‬ ‫العقد أو‬ ‫المنحة‬
‫التأسيسية‬ ‫اإلتفاق‬

‫ي قصد بأساليب نشأة الدساتير الطرق المتبعة في وضعها‪ ،‬وتختلف هذه الطرق بإختالف الظروف السياسية‬
‫للدولة واضعة الدستور‪ ،‬إذ أنه من الصعوبة اإلتفاق على وجود طريقة يمكن تعميمها على جميع الدول‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار يصنف فقهاء القانون الدستوري أساليب نشأة الدساتير إلى نوعين وذلك وفقًا لمعيار غلبة‬
‫إرادة الحكام أو غلبة إرادة الشعب‪.‬‬

‫وهذان النوعان من األساليب هما ‪:‬‬


‫‪ -‬األساليب غير الديمقراطية ‪.‬‬
‫‪ -‬األساليب الديمقراطية ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫إن الدستور قد يصدر بإرادة الحاكم المنفردة في شكل‬ ‫‪ - )1‬األساليب غير الديمقراطية‪:‬‬
‫منحة‪ ،‬وقد يتم بإتفاق الحاكم مع إرادة الشعب عن طريق التعاقد ‪.‬‬

‫تمثل المنحة األسلوب غير الديمقراطي الخالص في نشأة الدساتير‪ ،‬إذ‬ ‫‪ - )1 ‬أسلوب المنحة‪:‬‬
‫ينفرد الحاكم لوحده وبمحض إرادته منح شعبه وثيقة الدستور بما يتضمنه من تنازل عن بعض‬
‫سلطاته للشعب‪ .‬ظهر هذا األسلوب كطريقة لتجنب إ صطدام الملوك بالثورات الشعبية والقضاء‬
‫على سلطاتهم و لم يظهر هذا األسلوب إال بعد أن تيقن الملوك من قوة وضغط الشعب عليهم‪،‬‬
‫فحاولوا وضع حد إلستياء الشعب بأن يتنازلوا عن بعض سلطاتهم له ضمن وثيقة مكتوبة كي‬
‫يشعر الشعب بأنه يشارك الملك الحكم‪ ،‬ومن أمثلة الدساتير التي صدرت عن طريق المنحة‬
‫الدستور الفرنسي الصادر ‪.1814‬‬
‫‪ - )2 ‬أسلوب العقد أو اإلتفاق‪ :‬نشأ هذا النوع من الدستور بعد انقالب الشعب ضد الملوك‬
‫فيخضعون إلرادتهم‪ ،‬يشركون الشعب أو ممثليه في وضع دستور النظام الجديد‪ ،‬وكذلك فإن هذا‬
‫األسلوب وليد التعاقد بين الحاكم و الشعب‪ ،‬واألمثلة على هذا النوع من الدساتير عديدة منها‪،‬‬
‫الميثاق األعظم في انجلترا سنة ‪ 1215‬حيث صدر بعد ثورة األشراف ضد الملك فأرغم الملك‬
‫على توقيع وثيقة "الماجنا كارتا"‪ ،‬كذلك طريقة وضع دستور فرنسا لسنة ‪ 1830‬عقب قيام ثورة‬
‫الشعب ضد الملك شارل العاشر‪.‬‬

‫تعني هذه الدساتير انتصار الشعب على الحكام وانفراده‬ ‫‪ - )2‬األساليب الديمقراطية‪:‬‬
‫باعتباره صاحب السيادة بوضع الدستور دون تدخل من جانب الحكام ونجد أسلوبين‪:‬‬

‫‪ -‬أسلوب الجمعية التأسيسية ‪.‬‬

‫‪ -‬أسلوب اإلستفتاء الدستوري ‪.‬‬

‫‪ - )1 ‬أسلوب الجمعية التأسيسية (السلطة التأسيسية) ‪:‬‬


‫‪ -‬تعريفها‪ :‬يعود وضع الدساتير في األنظمة الديمقراطية إلى الشعب صاحب السيادة الذي يملك السلطة‬
‫التأسيسية التي تعلوا على جميع السلطات‪ ،‬وهي تأخذ صورتين‪ ( :‬سلطة تأسيسية أصلية‪ ،‬سلطة تأسيسية‬
‫مشتقة)‪.‬‬

‫السلطة األصلية هي هيئة ينتخبها الشعب قصد وضع الدستور أو إلغائه أو وضع دستور جديد‪ ،‬ونجد‬
‫السلطة األصلية للدستور أنها تعرض على الشعب من أجل الموافقة عليها‪ ،‬وقد تكون الجمعية التأسيسية‬
‫أو الفرعية فتكون‬ ‫السلطة المشتقة‬ ‫إذا كانت سلطتها مطلقة في صياغة الدستور و الموافقة عليه‪ ،‬أما‬
‫في حالة تعديل الدستور ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬الحاالت التي تظهر فيها الجمعية التأسيسية‪:‬‬
‫*في حالة الدولة حديثة اإلستقالل‪ :‬وتكون هذه الحالة عندما تنشأ دولة جديدة ولم يكن لها دستور‪،‬‬
‫وقد تكون الدولة نشأت نتيج ة تفكك دولة مركبة إلى عدة دول وبالتالي يؤدي إلى ظهور دولة جديدة ‪.‬‬

‫*في حالة حدوث ثورة أو إنقالب‪ :‬فإنه يحدث تغيير جذري للنظام السياسي يؤدي إلى تغيير الدستور‬
‫عن السلطة التأسيسية ‪.‬‬

‫* في حالة تغيير واسع و شبه شامل في النظام السياسي‪ :‬ال تطبق هذه الحالة إال على الدول‬
‫حديثة اإلستقالل أو التي حدث فيها انقالب وبالتالي ينتج هنا دستور جديد ‪.‬‬

‫‪ -‬خصائص الجمعية التأسيسية‪:‬‬


‫* ‪ -‬تضع الجمعية التأسيسية األصلية الدستور الذي ينشأ سلطات الدولة ويحدد نظامها السياسي ولهذا تكون‬
‫الجمعية مصدر للشرعية ‪.‬‬

‫* ‪ -‬الجمعية التأسيسية لها سلطة مطلقة في وضع الدستور ‪.‬‬

‫‪ - )2 ‬أسلوب اإلستفتاء‪:‬‬
‫‪ -‬تعريفه‪ :‬هو أسلوب ديمقراطي يسمح للشعب بأن يعبر مباشرة عن سيادته من خالل التصويت‬
‫بالموافقة أو الرفض على أي موضوع يهم الدولة بمبادرة من السلطات العامة‪ ،‬وهو وسيلة لمشاركة‬
‫اإلستفتاء على دستور الجزائر لسنة‬ ‫الشعب في ممارسة الحكم باعتباره صاحب السيادة مثل‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ -‬أنواع اإلستفتاء ‪:‬‬
‫بموجب هذا اإلستفتاء يتم التعرف على رأي الشعب في مشروع الدستور‬ ‫* ‪ -‬اإلستفتاء الدستوري‪:‬‬
‫أو تعديل الدستوري‪ ،‬بحيث ال يصبح مشروع التعديل الدستوري ساريا إال بعد إقراره من قبل الشعب‬
‫بواسطة اإلستفتاء‪ ،‬مثل اإلستفتاء على دستور الجزائر لسنة ‪.2020‬‬

‫يعرف بأنه اإلستفتاء الذي تدعو فيه السلطة شعبها باإلدالء برأيه في‬ ‫* ‪ -‬اإلستفتاء السياسي‪:‬‬
‫موضوع يثير الخالف‪ ،‬وتعددت بشأنه وجهات النظر‪ ،‬كاإلقرار على تقرير المصير السياسي للشعوب‪،‬‬
‫وقد يتخذ هذا النوع عدة صور بسبب تنوع موضوعاته على المستوى الداخلي والخارجي‪.‬‬

‫يتعلق بطرح مشروع إقتراح قانون على الشعب بهدف إقراره أو رفضه‪.‬‬ ‫* ‪ -‬اإلستفتاء التشريعي‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس‬
‫المجموعة‪ :‬الثانية (‪)02‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬ك ‪ .‬دوايسية‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬النظرية العامة للدساتير‪.‬‬
‫المحاضرة الثانية‪ :‬إجراءات تعديل الدستور‪.‬‬

‫إجراءات تعديل الدستور‬

‫إجراءات تعديل الدستور‪:‬‬

‫اإلقرار النهائي‬ ‫إعداد مشروع‬ ‫إقرار مبدأ‬ ‫المبادرة‬


‫للتعديل‬ ‫التعديل‬ ‫التعديل‬ ‫بالتعديل‬

‫الظروف التي يحظر فيها تعديل الدستور‬ ‫القيود التي يحظر فيها تعديل الدستور‬

‫إجراءات تعديل الدستور‪:‬‬


‫يعتبر الدستور القانون األعلى للدولة‪ ،‬فإن أمر تعديله ال غنى عنه لمسايرة المستجدات التي قد تطرأ على‬
‫األوضاع االقتصادية‪ ،‬السياسية واالجتماعية في الدولة‪ ،‬إال ّ أن طريقة تعديل الدستور تختلف من دستور‬
‫إلى آخر ‪.‬‬
‫فبغض النظر عن تباين األنظمة الدستورية واختالف اإلجراءات التي تتبعها في تعديل الدستور‪ ،‬يمر هذا‬
‫التعديل بمراحل هي‪:‬‬

‫المبادرة بالتعديل‪ ،‬إقرار مبدأ التعديل‪ ،‬إعداد مشروع التعديل واإلقرار النهائي للتعديل‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أوالً‪ :‬المبادرة بالتعديل‪:‬‬
‫يتباين موقف الدساتير بشأن الجهة التي لها حق المبادرة ب التعديل‪ ،‬فقد يتقرر هذا الحق للحكومة وحدها و‬
‫قد يمنح للبرلمان بمفرده‪ ،‬و قد يتقرر حق اإلقتراح للشعب نفسه‪ ،‬وسبب التباين يعود إلى األهمية التي‬
‫يوليها الدستور لكل هيئة من تلك الهيئات‪ ،‬فالهيئة التي تحظى بالوزن السياسي األكبر يكون لها حق تقديم‬
‫إقتراح تعديل الدستور‪ .‬أما بالنسبة للجزائر‪ ،‬فيمنح الدستور حق المباشرة بالتعديل الدستوري لرئيس‬
‫الجمهورية طبقا ً لنص المادة ‪ 219‬الفقرة األولى من دستور ‪.2020‬‬
‫و يمنح أيضا ً الدستور طبقا ً للمادة ‪222‬منه لثالثة أرباع ‪ 4/3‬أعضاء غرفتي البرلمان بأن يبادروا باقتراح‬
‫تعديل الدستور على رئيس الجمهورية ‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬إقرار مبدأ التعديل‪:‬‬


‫با عتبار أن البرلمان يمثل اإلرادة الشعبية فإن معظم الدساتير تعطيه صالحية الفصل فيما إذا كان هناك‬
‫مبرر لتعديل الدستور من عدمه‪ ،‬غير أن بعض الدساتير تشترط باإلضافة إلى موافقة البرلمان على مبدأ‬
‫تعديل الدستور موافقة الشعب كذلك‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬إعداد مشروع التعديل‪:‬‬


‫تعهد غالبية الدساتير مهمة إعداد مشروع التعديل إلى البرلمان مع اشتراط شروط خاصة‪ ،‬فقد تشترط‬
‫بعض الدساتير إجتماع البرلمان في هيئة مؤتمر‪،‬و تشترط بعض الدساتير األخرى توافر نسبة في حضور‬
‫أغلبية النواب خاصة في التصويت و هناك بعض الدساتير تعهد مهمة إعداد التعديل إلى هيئة خاصة‬
‫تنتخب لهذا الغرض‪ ،‬وتسندها بعض الدساتير إلى الحكومة أو أية جهة أخرى دون البرلمان بمهمة وضع‬
‫مشروع التعديل و بعضها تجيز للشعب إعداد مشروع لتعديل الدستور‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى دستور الجزائر لسنة ‪ ،2020‬فنجد المادة ‪ 221‬تنص على "إذا إرتأت المحكمة الدستورية‬
‫أن مشروع أي تعديل دستوري ال يمس البتة المبادئ العامة التي تحكم المجتمع الجزائري‪ ،‬وحقوق‬
‫اإلنسان والمواطن وحرياتهما‪ ،‬وال يمس بأي كيفية التوازنات األساسية للسلطات والمؤسسات الدستورية‪،‬‬
‫وعللت رأيها‪ ،‬أمكن رئيس الجمهورية أن يصدر القانون الذي يتضمن التعديل الدستوري مباشرة دون أن‬
‫يعرضه على اإلستفتاء الشعبي متى أحرز ثالثة أرباع ‪ 4/3‬أصوات أعضاء غرفتي البرلمان" ‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬اإلقرار النهائي للتعديل‪:‬‬


‫تجعل بعض الدساتير سلطة إقرار التعديل للشعب عن طريق اإلستفتاء الدستوري كما هو الشأن في‬
‫الدستور المصري لسنة ‪، 1971‬ولكن معظم الدساتير تجعل مهمة إقرار التعديل نهائيا إلى الهيئة التي‬
‫تولت مهمة إعداده سواء البرلمان أو هيئة خاصة ‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى الجزائر فإن اإلقرار النهائي على تعديل الدستور يكون كاآلتي‪:‬‬
‫‪10‬‬
‫اإلقرار عن طريق البرلمان‪ :‬وهي بإتباع المبادرة و طريقة اإلجراءات الواردة في المادة‬
‫‪، 221‬أي الوسيلة الثانية التي يملكها رئيس الجمهورية لتعديل الدستور بحيث يعرض مبادرته على‬
‫المجلس الدستوري ‪.‬‬
‫اإلقرار عن طريق اإلستفتاء‪ :‬بإتباع طريقة و إجراءات المادة ‪ ،219‬أي حين يعرض‬
‫رئيس الجمهورية مشروع التعديل على البرلمان الذي يصوت عليه كل غرفة على حدى و يتم‬
‫إقراره عن طريق اإلستفتاء الشعبي وجوبا ‪.‬‬
‫كذلك بإتباع طريقة المادة ‪ 222‬و كذلك يوافق عليها رئيس الجمهورية دون تعديلها مع اإلحتفاظ‬
‫بحق القبول أو الرفض في حالة موافقة يحيلها على اإلستفتاء الشعبي وجوبا ‪.‬‬

‫القيود التي يحظر فيها التعديل‪:‬‬


‫يمكن أن تتمحور القيود الواردة على التعديل الدستوري فيما يلي‪:‬‬

‫‪ - )1‬القيود الموضوعية‪ :‬يتضمن هذا القيد عدم جواز تعديل بعض أحكام الدستور‪ ،‬وذلك نظرا ً‬
‫لسموها وتعل قها بالمقومات األساسية للدولة والتي جاءت على سبيل الحصر في المادة ‪ 223‬من دستور‬
‫‪، 2020‬وهذا النوع من القيد تباين المؤسس الدستوري في مدى إدراجه عبر الدساتير المتعاقبةفي‬
‫الجزائر‬

‫‪ - )2‬القيد الزمني‪ :‬ويقصد به عدم جواز الشروع في تعديل الدستور في بعض األوقات سواء محددة‬
‫أو مؤقتة‪ ،‬حيث ال يوجد حضر زمني دائم‪ ،‬كما يقول الفقه الدستوري "ال يمكن لجيل أن يقيد أجيال‬
‫سابقة"‪ .‬وبالرجوع إلى الجزائر نجد أن هذا القيد كان غائبا في دستور ‪ 1963‬ثم تعاقبت عليه بصراحة‬
‫الدساتير الجزائرية انطالقا من دستور ‪ 1976‬إلى غاية دستور ‪.2020‬‬

‫الظروف التي يحظر فيها التعديل‪:‬‬


‫‪ ‬في حالة شغور منصب رئيس الجمهورية بسبب مرض‪ ،‬وفاة‪ ،‬أو إستقالة حسب ما جاء في المادة‬
‫‪ 94‬من دستور ‪ 2020‬وهذا حظر زمني صريح‪.‬‬

‫‪ ‬في حالة الحرب يتم وقف العمل بالدستور ويتولى رئيس الجمهورية جميع السلطات حسب ما جاء‬
‫في المادة ‪ 101‬من دستور ‪ 2020‬وهذا حظر زمني‪.‬‬

‫‪ ‬في الحالة اإلستثنائية و التي تعبر عن وجود أزمة داخلية تمس باستقرار الدولة‪ ،‬فمن األولوية‬
‫تحقيق األمن و اإلستقرار و ليس تعديل الدستور‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫القانون الدستوري – السنة األولى ليسانس‬
‫المجموعة‪ :‬الثانية (‪)02‬‬ ‫الدكتورة‪ :‬ك ‪ .‬دوايسية‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬النظرية العامة للدساتير‪.‬‬
‫المحاضرة الثالثة‪ :‬أساليب نهاية الدساتير‪.‬‬

‫أساليب نهاية الدساتير‬

‫أساليب نهاية الدساتير‬

‫إنهاء الدساتير بطرق قانونية‬ ‫إنهاء الدساتير بطرق غير قانونية‬

‫‪ - )2‬تغيير وضع‬ ‫‪ - )1‬أسلوب‬ ‫‪ - )2‬اإلنقالب‬ ‫‪ - )1‬الثورة‬


‫الدولة السياسي‬ ‫اإللغاء‬

‫ب) ‪ -‬إذا كان‬ ‫أ) ‪ -‬إذا كان‬


‫الدستور مكتوبا‬ ‫الدستور عرفيا‬

‫أساليب إنهاء الدستور‪:‬‬


‫بالرجوع إلى فكرة "تنشأ‪ ،‬تتطور‪ ،‬ثم تنتهي" ‪،‬فالدساتير مثلما تنشأ بعدة أساليب فإنها تنتهي كذلك بأكثر‬
‫من طريق‪ .‬حيث يصنف فقهاء القانون الدستوري طرق إنهاء الدساتير إلى أسلوبين رئيسيين هما‪:‬‬

‫‪ - )1‬إنهاء الدساتير بطرق غير قانونية ‪.‬‬

‫‪ - )2‬إنهاء الدساتير بطرق قانونية ‪.‬‬


‫‪12‬‬
‫‪ - )1‬إنهاء الدساتير بطرق غير قانونية‪:‬‬
‫وقد يطلق عليه أيضا األسلوب غير العادي‪ ،‬ذلك أنه أسلوب فجائي يتضمن معنى القوة أو العنف في‬
‫إسقاط الدساتير‪ ،‬وهو ال يستند في الواقع على الشرعية القانونية القائمة‪ .‬إذ هو في ذاته أسلوب يعني‬
‫الخروج على الشرعية‪ ،‬ويعتبر أسلوبا ً شائعا ً لدى الدول النامية‪ .‬حيث لعبت الثورات واإلنقالبات دورا ً‬
‫كبيرا ً في إسقاط العديد من الدساتير في دول العالم ‪.‬‬

‫ويتجسد هذا األسلوب في طريقتين هما الثورة واإلنقالب‪:‬‬

‫وتحدث عندما يصبح الشعب أو غالبيته غير راض عن النظام القائم سواء الستبداده أو‬ ‫‪ - )1‬الثورة‪:‬‬
‫لعدم استجابته لمطالب الشعوب و إرادتها في التغيير‪ ،‬فقد تقوم ثورة شاملة لإلطاحة بالنظام وتغييره بنظام‬
‫جديد يمس كافة الجوانب السياسية‪ ،‬اإلجتماعية و اإلقتصادية للدولة ‪.‬‬

‫وهو صراع حول السلطة ينشأ بين أعضاء الطبقة السياسية و الذي يهدف إلى تغيير‬ ‫‪ - )2‬اإلنقالب‪:‬‬
‫شخص أو مجموعة أشخاص و إبعادهم عن السلطة أو تغيير الجهاز الحاكم بمجمله‪ ،‬وفي غالب األحيان‬
‫يكون الجيش العنصر المحرك لإلنقالب والذي يسمى باإلنقالب العسكري و هذه ظاهرة منتشرة في بلدان‬
‫العالم الثالث‪ ،‬كما يمكن لإلنقالب أن يكون مدنيا ً بمشاركة من المدنيين والعسكريين معاً‪ ،‬مثل بعض‬
‫الوزراء و بعض قادة الجيش‪ ،‬وقد يكون اإلنقالب فرديا ً مثل إنقالب نابليون أو جماعيا ً مثل إنقالب مجلس‬
‫الثورة في إطار ما يعرف بالتصحيح الثوري و إلغائهم لدستور ‪.1963‬‬

‫‪ - )2‬إنهاء الدساتير بطرق قانونية‪:‬‬


‫ويقصد بها أيضا ً الطرق العادية إلنهاء الدستور‪ ،‬فإلغاء دستور قائم وتوقيف العمل بأحكامه في هدوء دون‬
‫عنف أو ثورة ووضع دستور بدال ً منه‪ ،‬ألن أحكامه لم تعد تتماشى مع التطورات السياسية اإلجتماعية‬
‫واإل قتصادية للدولة أو نتيجة تغير وضع الدولة‪.‬‬

‫إن إلغاء الدستور باألسلوب العادي يتم تلقائيا ً نتيجة تغير الظروف‬ ‫أوالً‪ :‬أسلوب اإللغاء‪:‬‬
‫السياسية اإلقتصادية واإلجتم اعية ‪،‬حيث يقوم الشعب بوضع دستور جديد مما يعني إلغاء أو إنهاء الدستور‬
‫القائم القديم‪ .‬ويختلف إنهاء الدستور بحسب‪:‬‬

‫فقد يتم ذلك بسهولة‪ ،‬عن طريق‪:‬‬ ‫أ) ‪ -‬إذا كان الدستور عرفيا‪:‬‬
‫‪ ‬إنشاء قواعد عرفية جديدة تتوافر لها أركان العرف المادي و المعنوي‪ ،‬تكون مخالفة للقواعد‬
‫الدستورية القديمة‪.‬‬
‫‪ ‬إصدار دستور مكتوب في شكل قانون من قبل البرلمان يلغي الدستور العرفي‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫الدستور العرفية هو دستور مرن في ذات الوقت‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫ب) ‪ -‬إذا كان الدستور مكتوبا ‪:‬‬
‫إذا كان مرنا‪ ،‬فإن التعديل الجزئي أو الكلي للدستور يتم بنفس الطريقة التي يتم بها تعديل‬
‫القوانين العادية‪ ،‬بمعنى أنه يجوز للبرلمان تعديله جزئياً‪ ،‬أو وضع دستور جديد وإلغاء الدستور‬
‫القائم بذات إجراءات إقرار القوانين العادية‪.‬‬
‫إذا كان جامدا‪ ،‬فإن التعديل الجزئي يتم حسب الطريقة المنصوص عليها‪ ،‬و التي تختلف عن تلك‬
‫المتبعة في التشريعات العادية‪ ،‬وتتبع اإلجراءات المنصوص عليها في الدستور من قبل السلطة‬
‫التي ينص عليها‪.‬‬

‫‪ -‬أما بالنسبة للتعديل الشامل أو اإللغاء الكامل ‪ ،‬فتتجه غالبية الفقه إلى عدم جواز أي سلطة سياسية‬
‫القيام بذلك على أساس أن التعديل الشامل يعني إلغاء الدستور‪ ،‬ووضع دستور آخر محله‪ ،‬وهذا ال يمكن‬
‫أن تملكه أية سلطة منشأة‪ ،‬وإنما هو ملك للسلطة التأسيسية األصلية‪ ،‬في هذه الحالة فإن دستور جديد‬
‫سيوضع حسب األساليب المتبعة في إنشاء الدساتير‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬تغيير وضع الدولة السياسي‪:‬‬


‫ويكون ذلك في وضعية دخول دولة في إتحاد مركزي مع دول أخرى‪ ،‬ففي هذه الحالة ستقوم الدولة‬
‫الجديدة بوضع دستور جديد لها‪ ،‬وتنتهي دساتير كافة الدول الداخلة في اإلتحاد‪ ،‬وذلك ألن شخصيتها‬
‫القانونية الدولية قد انتهت‪ .‬أو تفكك دولة إلى مجموعة من الدول‪ ،‬حيث تقوم كل دولة بوضع دستور جديد‬
‫لها‪ ،‬بعد أن ينتهي دستور الدولة اإلتحادية النتهاء شخصيتها القانونية‪.‬‬

‫‪14‬‬

You might also like