You are on page 1of 25

‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ؛ مجلة علمية محكمة تصدر عن عيادة البحث العلمئ والذراسات العلياء ‪1587

7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫‪.‬المحكمة الدستوربة ودورها في الرقابة على دستوربة القوانين في األردن‬

‫د‪ .‬عبدالرؤوف احمد الكساسبة‬


‫‪.‬كلية الحقوق ‪ -‬جامعة مؤتة‬
‫د‪ .‬سالم حمود العضايلة‬
‫‪.‬كلية الحقوق ‪ -‬جامعة مؤتة‬
‫ملخص‬
‫تعتبر الرقابة على دستورية القوانين الوسيلة األفضل لضمان احترام الدستور وسموه على كافة القواعد‬
‫القانونية فى المنظومة الهرمية التشريعية؛ وتأخذ هذه الرقابة شكلين‪ :‬سياسية من خالل هيئة سياسية؛ قضائية‬
‫وبدأت رقابة دستورية القوانين في األردن مع مطلع الخمسينيات أمام المحاكم العادية عن طريق رقابة‬
‫‪ (١١‬لسنة ‪ 1992‬تم النص بالمادة (‪ )9‬منه على) االمتناع؛ اال انه ومع صدور قانون محكمة العدل العليا رقم‬
‫وقف العمل بالقانون المخالف للدستور والنظام المخالف للقانون أو الدستورء وبقي االمر كذلك الى أن جاءت‬
‫التعديالت الدستورية عام ‪ 2011‬التي تتضمن إنشاء هيئة قضائية مستقلة باسم المحكمة الدستورية لتقوم بمهمة‬
‫الرقابة على دستورية القوانين واألنظمة من خالل عملية الطعن المباشر لجهات محددة على سبيل الحصرء‬
‫‪.‬والطعن غير المباشر من خالل الدعاوى المنظورة أمام القضاء‬
‫وانتهت هذه الدراسة الى ضرورة توسعة اختصاصات المحكمة الدستورية التى جاءت على سبيل الحصرء‬
‫اضافة الى توسيع مظلة الطعن المباشر ومنح هذا الحق الى جهات أخرى غير الجهات التي حصر المشرع‬
‫صالحية الطعن المباشر لهاء وكذلك العمل على فصل الطعون غير المباشرة المثارة أمام القضاء االداري من‬
‫التبعية لمحكمة التمييزء وأيضًا اعفاء المتقدمين بالطعن غير المباشر أمام المحكمة الدستورية من الرسوم‬
‫‪.‬القضائية‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الرقابة القضائية؛ الرقابة الدستورية؛ الطعن المباشرء الطعن غير المباشر؛ المحكمة‬

‫الدستورية‬

‫‪29‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ؛ مجلة علمية محكمة تصدر عن عيادة البحث العلمئ والذراسات العلياء ‪1587 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫تتا عام ‪ 16‬تت تتاف ‪01767 11117611211 011511111101721‬‬


‫سمل تمل نا كتحهما آه جاللمتصم تت تاقتتف عط‪1‬‬
‫ستملدمول ونكت نما تلد !‪ 11‬رحها أآه تجالتتعة‪ , 1‬بتاعا تمدتمتالخ ىذ ‪.‬أمتتةتلعل رذ ‪101.‬‬

‫سماعول ونكت نما طد‪101:‬ا سما آه جالسسعة‪ , 1‬متلعلنما خ‪-‬لم ‪ 11.‬مستعلة‪101. 5‬‬

‫‪1-1‬‬

‫ص ‪6‬م‪ 16‬عغطا عتناقته ما تيقتت أقعط عطا كه ل‪0:6‬ت‪101‬فمه قا كنح‪ 18‬آه بجاتلقصمتاطتا قم غطا تتعئده ‪5101761112726‬‬
‫وب ف‪5‬قط ععصفللك عي مصعاونية لمعتطععوععلط عتتقاقتع‪ 1‬عط صا قعليده لقع‪ 1‬غط لله عله تسحقا آه جاتامتتم ‪510‬‬
‫اتكتام د ما ‪60‬عمطانتة ‪ 18‬لقطا ‪,‬مععالتتتتدمه لمتعتمنار عه لمعتتتاموم م ترط لعتصمادتم قا نقطا لمعتتتناوم ‪:‬قتتتره‪1‬‬

‫قنطا ‪01110056 506011160 101‬‬

‫محتاف لقتاقنا عط ص‪ 19505 1‬باق عط صا ‪ 51210‬ص‪ 10102‬صا نم‪ 1‬آه تاتلق‪ 001101‬القم عط تتعتده‬
‫‪510176111207266‬‬
‫عط آه ععصدنوق‪ 1‬عغطا طتدد م‪ 1107/7676‬ععاتاز عط ترط ‪5‬ت‪ 12‬عط عصتخاصوطصة أمص آه ععصمللكت تس عط طع‪010‬ئ‬
‫‪1‬‬
‫عستكمممه نم‪ 1‬عط آه اعد عصتققعه ‪0‬ع‪1‬م‪ 51‬بها عتصعة عط آه (‪ )9‬علعتاتة ‪ 1992,‬آه ‪ 110. 12‬تتحق‪ 1‬تتام ‪510016‬‬
‫آه ‪ 155020726‬غطا لختصنا عصقطه أمطه تل وعمنتط‪ 1‬صمتتنهطتا قدصم لله تتحما يمستك‪5‬مطمه صسعاوتر؟ عط سد صمتانط القم‬
‫لم‪ 1‬أصعاد م‪ 101‬صة آه لمعصطقتاطفاي عط ‪0‬ع‪1‬ننال‪ 106‬طعتطا ‪ 2011,‬صا قنصعصل دعسم لقصمتانطتاث>‪1‬مه عطا‬
‫ععصقللك تصن آه عافقا عغطا ممتطاتم ما عله صا تتام لقصمتابهتاقصم غطا آه عتتمه عط اهنا ‪ 5100‬قتتتت‪1‬مه‬
‫م صتقاتف آه ععتغللقط أمععتك عط طعتتامفعطا مصعاوثرة لقصة ‪ 185‬آه بباللقصمتابهتاتصفه عط ‪81050762‬‬

‫©لماعتونار ص‪118 1‬ال‪5‬نتح‪ 18‬عط طعنامتط ععدعللقطه أمع‪ 10017‬عط اه تجا ‪17‬قناا‪.0115 2‬‬

‫آه ععصدء عط صد لعتانتسنا عتة لقصمتابة تاكسم عط آه وعتاتصمطانتة عط تقطا ‪0‬علتتاعصم تزافته؟ عط متتمطة ‪10‬‬
‫م طعت طعا «تمتقاقاع‪ 16‬ترط لعطتعءم؟ عمط صقطا تغطاه ‪05‬تق‪0‬ط عتغطاه علتتاء‪ 10‬ما ‪ 0660‬عع دعللقطه معتل‬
‫قدعدللقطه امعتنم‪ 1‬عطا عستتمقتدمه؟ آه تجتلويععع‪ 1‬عط لع»معمتصم‪ 12‬فكلة تراعنة عط ‪ 110107‬الطع‪11‬‬
‫ق العث كه بتامللة‪ 85‬آه تتاف عط نه إلعصعلصعمو‪ 1‬عطا تصمط ععتاغناز تدا كقامنتصاة عط عتطاءط لتطعناو‪10‬ط‬

‫لف‪1‬ع‪01‬ناز تتت‪ 10‬عد للقطه نم‪ 1001‬ما عسصتتباططة ‪.16 161167108 11056‬‬

‫ععتغللقتاء ‪ 10016‬عع دعللقطء أمععتل ‪,‬ععصمالتعضن؟ لقصمتاهتاقدصمه كعصقالكتص؟ لمتعتتس ‪ 170108:‬ترعكز‬


‫تاف [‪072‬ه‪01051101 1‬‬

‫‪30‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ‪ ,‬مجاة علمية محّك ة تصدر عن عادة البحث العلم والدراسات العلياء ‪15577 7436-2519‬‬
‫امجاد (‪ )7‬الممحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬
‫‪:‬المقدمة‬
‫يعد الفصٍل بين السلطات واعتماد مبداأ المشروعية ووجود رقابة على دستورية على القوانين» من أهم‬

‫‪ ٠‬كما ويات من المسلمات في الدولة الحديثة أن يقوم تنظيم السلطات فيها على أساس مميزات الدولة القانونية‬
‫وجود السلطة التأسيسية في القمة؛ لتقوم على وضع الدستور؛ ثم يأتي بعد ذلك السلطة التشريعية المختصة بوضع‬
‫‪.‬القوانين العادية وأخيرًا السلطة التنفيذية التي تقوم بوضع األنظمة وتنفيذ القوانين‬

‫وبناًء على ذلك الترتيب الهرمي للمنظومة التشريعية يمنح الدستور مرتبة السمو والعلو على كافة التشريعات‬
‫االخرى؛ واستنادًا لهذا السمو وإلحكام الرقابة على هذه المنظومة الهرمية في عمل السلطات وإحاطة النصوص‬
‫الدستورية بآلية تكبح جماح هذه السلطات وتجبرها على احترام أحكام الدستور؛ فإن المشرع الدستوري اهتدى إلى‬
‫‪.‬إيجاد نوع من الرقابة أسماه الرقابة على دستورية القوانين‬

‫ففي األردن استجاب المشرع الدستوري إلى رغبة األغلبية المؤيدة والمطالبة بإيجاد رقابة دستورية على‬
‫القوانين» حيث قام بإدخال أهم التعديالت في عام‪ 1٠70‬على دستور عام ‪957١‬؛ التي تتضمن إنشاء هيئة مستقلة‬
‫للقيام بهذه الرقابة أطلق عليها المحكمة الدستورية وأفرد لها الفصل الخامس من الدستور حيث صدر قانونًا‬
‫و في هذا الدراسة سنحاول بيان دور‪ 70٠7‬لسنة(‪ )١5‬للمحكمة بموجب المادة (‪ )28‬من الدستور تحت رقم‬
‫المحكمة الدستورية في الرقابة على دستورية القوانين واألنظمة؛ وبيان آلية الطعن المباشر والغير المباشر أمامها‬
‫‪.‬خاصٌة بعد إصدار قانون المحكمة اإلدارية الذي جعل التقاضي أمامها على درجتين‬
‫‪:‬مشكلة الدراسة‬

‫تباينت الدول في اتجاهاتها بتنظيم موضوع الرقابة على دستورية القوانين واألنظمة؛ وعندما قرر األردن‬
‫األخذ بالرقابة على دستوربة القوانين بالنص عليها في الفصل الخامس من الدستور؛ فضل أن يأخذ بالرقابة عن‬
‫طريق إنشاء هيئة قضائية مستقلة تحت مسمى المحكمة الدستورية ‪-‬وهذا شيء يحمد للمشرع‪ -‬ولكن وكأي‬
‫معالجة لموضوع جديد جاء األمر منقوصًا حيث برزت عدة اشكاليات‪ :‬منها حصر االختصاص لهذه المحكمة‬
‫بنوعين هما‪ :‬دستورية القوانين وتفسير نصوص الدستور فقط رغم امكانية توسيع هذا االختصاص لتشمل مواضيع‬
‫ذات اثر قانوني مهم إضافة الى ضرورة فصل الطعون المثارة أمام القضاء االداري عن التبعية لمحكمة التمييز‬
‫وكان حربًا بالمشرع اسناد النظر بهذه الطعون الى المحكمة اإلدارية العليا لتقرر هي إحالته للمحكمة الدستورية‬
‫أو رفضه توافقًا مع الفصل بين القضاء االداري والعادي؛ ومن االشكاليات التي اثارها البحث أيضًا مدى إمكانية‬
‫تعديل الدستور وقانون المحكمة الدستورية بإعطاء جهات أخرى في المجتمع‪ :‬كمؤسسات المجتمع المدني‬
‫‪.‬والنقابات واالفراد حق الطعن المباشر لدى المحكمة‬

‫‪:‬أهداف الدراسة‬
‫‪:‬جاءت هذه الدراسة لتحقيق األهداف التالية‬

‫‪31‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ؛ مجلة علمية محكمة تصدر عن عيادة البحث العلمئ والذراسات العلياء ‪1587 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫‪.‬أوًال‪ :‬تحديد مفهوم الرقابة على دستورية القوانين وما هي أساليبه‬


‫ثانيًا‪ :‬بيان تجارب الدول المختلفة ومواقفها من نوعي الرقابة سواء القضائية أم السياسية وبيان النماذج التي‬
‫‪.‬استخدمتها في الرقابة القضائية‬
‫ثالثًا‪ :‬بيان التطور الذي جرى على الرقابة على دستورية القوانين في األردن من َم طلع الخمسينات إلى تاريخ إقرار‬
‫‪ .3٠0٠١‬التعديالت الدستورية عام‬
‫رابعًا‪ :‬بيان المسلك الذي فضله المشرع الدستوري االردني للرقابة على دستورية القوانين وذلك من خالل دراسة‬
‫‪.‬إجراءات الطعن أمام المحكمة الدستورية‬
‫‪:‬أسئلة الدراسة‬
‫‪ ١.‬ما مدى االعتداد بتشكيلة المحكمة الدستورية من حيث اختصاص أعضائها‪-‬‬
‫‪.‬ما مدى كفاية االختصاصات الممنوحة للمحكمة الدستورية لبسط رقابتها على دستورية القوانين‪"-‬‬
‫ما مدى صواب ارتباط القضاء اإلداري بمحكمة التمييز في حال إثارة دستوربة أي قانون أمام القضاء‪"-‬‬
‫‪.‬اإلداري‬
‫؛‪-‬ما مدى صواب حصر حق الطعن المباشر أمام المحكمة الدستورية بمجلس الوزراء ومجلسي النواب‬
‫‪.‬واالعيان؟ حارمًا جهات أخرى من هذا الحق‬
‫‪ ٠‬ما مدى صواب فرض رسوم إضافية على الطعن الفرعي بدستورية القوانين؛ ولماذا ال ُيعاد الرسم في حال‪-‬‬

‫‪.‬تبّين صواب هذا الطعن‬

‫‪32‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ؛ مجلة علمية محكمة تصدر عن عيادة البحث العلمئ والذراسات العلياء ‪1587 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬
‫المبحث األول‬

‫ماهية الرقابة على دستوربة القوانين‬

‫ُيعتبر مبدا المشروعية من أهم وأخطر عناصر الدولة القانونية ويعني خضوع الحكام والمحكومين للقواعد‬
‫القانونية المطلقة َأَيًا كان خطاب هذه القواعد؛ وأَيًا كان مصدرها ومستواها في التدرج الهرمي؛ فالمشروعية صفٌة‬
‫ُتطلق على كل ما هو ُم تفق مع القانون ومطابق له؛ ومع وجود تفاوٍت في السلطات التشريعية فإّن ذلك ُيغضي‬
‫إلى حدوث تفاوٍت في التشريع الذي تسن هذه السلطات مما ُيوجب أن يتقيد كل تشريع بالتشريع األعلى منه‬
‫درجة؛ فال يجوز أن يتعارض تشريٌع فرعي مع آخر عادي؛ كما ال يجوز ألّي منهما أن يتعارض مع تشريع‬
‫)(‪ .‬دستوري‬

‫وإذا كان الدستور يسمو على جميع السلطات العامة في الدولة؛ فإّن سموه يغدو بال مراء مجرد لفٍظ‬
‫أجوف غير ذي مضمون إذا كان بمقدور هيئات الدولة انتهاكه دون أن يكون هناك ثمة جزاء يتقزر على ذلك‬
‫وهنا نلحظ مغزى كالم الفقيه بيردو الذي وصف حالة انتهاك الدستورء حيث تكون هيبته عقيمة إذا كان بوسع‬
‫"!‪.‬أجهزة الدولة انتهاكها دون التعرض لعقاٍب ما‬

‫ما بالنسبة للسلطة التشريعية؛ فإنها قد تصدر من التشريعات ما يخالف أحكام الدستور نصًا وروحًا؛ سواء‬
‫كان ذلك بطريقة صريحٍة أو ضمنية؛ وهنا تصبح السلطة التشريعية مجاوزة لحدود اختصاصاتهاء؛ وتعتبر‬
‫التشريعات الصادرة غير دستورية جزاؤها البطالن المترتقب على عدم الدستورية؛ هو النتيجة الحتمية لتقرير السمو‬
‫!‪.‬الشكلي للدستور‬

‫وعليه فإّن الوسيلة التي يمكن بها التحقق من احترام السلطة التشريعية فيما تضعه من قوانين ألحكام‬

‫‪.‬الدستور وقواعده هي ما يعرف أو ُيعّبر عنه بالرقابة على دستورية القوانين‬

‫عصفورء سعد المبادئ األساسية في القانون الدستوري والنظم السياسية؛ منشأة المعارف؛ االمكندرية؛ ‪ 61986‬ص‪(() 45‬‬
‫انظر‪ :‬محفوظ عبد المنعم» عالقة الفرد بالسلطة (دراسة مقارنة)» المجلد (‪ »)7‬ط‪١‬ء عالم الكتب للنشرء القاهرة ‪ 14454‬ص‪.5١7‬‬

‫‪] ٠/602,‬ا ‪.‬نا‪, ©.‬كانهم عالالةنكأطاتصك‪ 2‬أأذتك 'علرمانماون م أو ‪,‬عوام‪373 ,1984 .‬‬

‫شيحاء إبراهيم؛ الوجيز في النظم السياسية والقانون الدستوري» دراسة تحليلية للنظام الدستوري اللبناني؛ الدار الجامعية للنشر والتوزيع» )(‬
‫بيروت» (د‪.‬ت)ء‬
‫ص‪.5٠7‬انظر‪ :‬عبد العال» المحمد حسين» القانون الدستوري واألنظمة السياسية؛ دار النهضة؛ مطبعة جامعة القاهرة؛ ‪ 1997‬ص‪١7‬‬
‫انظر‪ :‬خليل‬
‫محسنء القانون الدستوري والنظم السياسية» منشأة المعارف» االسكندرية ‪ 1447‬ص‪١٠‬‬

‫السنهوري» عبد الرزاق أحمد؛ مخالفة التشريع للدستور واالنحراف في استعمال السلطة التشريعية؛ مجلة مجلس الدولة؛ السنة (؟)؛ دار )(‬
‫النشر للجامعات‬
‫‪ ١١‬وبقّر ر الفقيه السنهوري أّن الجزاء الواقع على التشريع المخالف للدستور والمنطوي على ‪ .‬ص‪ ٠9874‬المصرية» القاهرة؛ ينايرء‬
‫انحراف في استعمال‬
‫‪.‬السلطة التشريعية هو البطالن‬

‫‪33‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ؛ مجلة علمية محكمة تصدر عن عيادة البحث العلمئ والذراسات العلياء ‪1587 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫وفي هذا المبحث الذي سيتضمن ثالثة مطالب» سْثّين مفهوم الرقابة على دستورية القوانين في مطلب‬
‫أول؛ ثم ُنبّين صورها في مطلٍب ثاٍن ؛ وفي المطلب الثالث لين األساليب الُم تبعة في الرقابة القضائية على‬
‫‪.‬دستورية القوانين‬

‫المطلب األول‬
‫مفهوم الرقابة على دستوربة القوانين‬

‫يصعب التصور َأْن الرقابة على دستورية القوانين يمكن أن تثار إال في ظل دستور جامد نسبي‬
‫؛ وهذا يعني أن ال يكون في مقدور السلطة التشريعية تعديل أحكام الدستور بإتباع)‪(191068 01000 60051‬‬
‫نفس القواعد واإلجراءات المقّر رة لوضع وتعديل القوانين العادية؛ مما ُيعِد م التمييز بين النصوص الدستورية‬
‫والقوانين العادية؛ إذ تتساوى مرتبة التشريع الدستوري مع التشريع العادي؛ ولذلك فإّن النصوص الدستورية تحاط‬
‫بشيء من المناعة؛ بحيث ال يمكن تعديلها أو تنقيحها إّال بإتباع إجراءات خاصة‪ .‬ولذلك فإن بطالن القوانين‬
‫‪!.‬المخالفة للدستور الجامد نتيجًة طبيعية لجموده وسموه على القوانين العادية التي ال ُيمكنها تعديله‬

‫كما تجدر اإلشارة إلى أن القصد من جعل الدستور جامدًا هو تحقيق موائمة بين عاملي المحافظة‬
‫والتطورء فالميل إلى المحافظة ُيؤدي إلى تقوية عنصر الجمود في الدستور؛ مّم ا يؤدي إلى ظهور التفاوت بين‬
‫(‪.‬الدستور والقانون العادي الذي بدوره ُيظهر الحاجة إلى رقابة أشد لدستورية القوانين‬

‫وأضف إلى ذلك بأّن الحاجة إلى الرقابة الدستورية تكون أكبر في النظام البرلماني منها في النظام‬
‫الديمقراطي شبه المباشرء وذلك ألّن الناخبون في النظام شبه المباشر يشاركون البرلمان بعض سلطاته مما يعمل‬
‫‪.‬على الحد من تجاوز البرلمان لالختصاصات المحّد دة له دستوريًا‬

‫كما أن الرقابة على دستورية القوانين ال يمكن أن تُثثار إال إذا كان القانون مخالفًا للدستور مخالفة‬
‫موضوعيةا"؛ لصدور القانون صحيحًا ومستوفيًا لجميع الشكليات واإلجراءات التي حتمها الدستورء فالقانون إذا‬
‫صدر مخالفًا للدستور في شكله فإنه ال ُيعتبر قانونًا بالمعنى الصحيح وبكون في حكم العدم وولد ميتًا؛ء وعلى‬
‫‪.‬القاضي عدم تطبيقه؛ وهذه القاعدة ُم سّلم بها أساسًا في مختلف الدول فقهًا وقضاًء دون خالف يستحق الذكر‬

‫كمه ‪ 016210000051110,‬انال ‪8‬ا عد ‪7‬و‪ 2‬طأع‪2‬صمنارك كأصعتصعاع ‪ ١2 1/1209:‬م ‪ 1928,‬عنابنع ‪0 .1.5 ,442‬‬
‫بعصألح ال‬
‫‪/‬‬
‫انظر‪ :‬الوحيدي»ء فتحي» ضمانات نفاذ القواعد الدستورية» رسالة دكتوراه» جامعة القاهرةء ‪ 14547‬ص‪.48١‬‬
‫ص‪ ٠5978‬انظر‪ :‬الباز» علي السيد» الرقابة على دستورية القوانين في مصر (دراسة مقارنة)» دار الجامعات المصرية» القاهرة؛‬
‫‪4 .‬‬
‫خليل» محسن» مرجع سابق»؛ ص‪0 ١٠‬‬
‫متوليء عبد الحميد» القانون الدستوري واالنظمة السياسية» مقارنة بالمباديء الدستورية في الشريعة االسالمية؛ منشأة المعارف )‪(7‬‬
‫االسكندرية» ص‪ -7 ١‬اال‬
‫الجرف» طعيمة» القانون الدستوري ومبادئ النظام الدستوري في الجمهورية المتحدة»‪-‬الكتاب األول‪ »-‬النظرية العامة للقانون )‪9‬‬
‫الدستوري؛ دار المحامي‬
‫للطباعة» القاهرق (دت)؛ ص‪47‬اء أيضًا‪ :‬الطماوي» سليمان» النظم السياسية والقانون الدستوري» دراسة مقارنة؛ القاهرق مطبعة عين‬
‫شمس» ممحكاء‬
‫‪.‬ص‪7/7‬أ؟‬

‫‪34‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ؛ مجلة علمية محكمة تصدر عن عيادة البحث العلمئ والذراسات العلياء ‪1587 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫وعلى ذلك فإّن الرقابة على دستورية القوانين من الناحية الموضوعيةا"؛ هي المحور األساسي الذي تدور عليه‬
‫‪.‬هذه الرقابة‬

‫الرقابة‬ ‫ويقدم القانون الدستوري المقارن وسيلتين مختلفتين لتحقيق الرقابة على دستورية القوانين أحدهما‬
‫القانون‬ ‫‪.‬السياسية!")» وهي رقابة وقائية سابقة على صدور القانون» واألخرى رقابة قضائيةا" الحقة على صدور‬
‫النزاع‬ ‫ومنها ما يكفل إلغاء القانون المخالف للدستورء ومنها ما يكتفي باالمتناع عن تطبيق هذا القانون في‬
‫القضاء‬ ‫‪.‬المنظور أمام‬

‫المطلب الثاني‬
‫أساليب الرقابة على دستوربة القوانين‬

‫استقرت الدول منذ زمن بعيد في تنظيمها لرقابة مشروعية ما يصدر عن السلطة التنفيذية من أعماٍل‬
‫قانونيٍة عن طريق اإللغاء القضائي سواء ما أخذ منها بنظام القضاء الموحد أو نظام القضاء المزدوج‪ ,‬إال أن هذه‬
‫الدول اختلفت وترددت في الحلول الواجبة اإلتباع بشأن تنظيم رقابة دستورية القوانين أو ما ُيسمى بالتحقق من‬
‫‪.‬مطابقة القانون ألحكام الدستور‬

‫وَتكُم ن سّر هذا التردد لما لهذه المشكلة من طابع سياسي في المقام األول؛ فالسلطة التشريعية وهي هيئٍة‬
‫»ُم نتخبة ُتعَبر عن رأي األمة وإرادتهاء؛ والتشكيك في صحة هذه األعمال أمٌز وال شك ُيثير الكثير من الحساسيات‬

‫وصحة التشريع من الناحية الموضوعية‪ُ :‬تعني أن يصدر التشريع موافقًا ألحكام الدستور نًص ًا وروحًا» فإن خالف التشريع العادي )(‬
‫أحكام الدستور ُأَع ْثَر‬
‫باطًال وغير دستوري؛ انظر‪ :‬الخطيب» نعمان» الوسيط في النظم السياسية والقانون الدستوري» دار الثقافة للنشر والتوزيع» ط‪7١‬ء عمان»‬
‫‪7014‬‬
‫ص ‪480‬‬
‫‪:‬وتعد فرنسا مهد هذا النوع من الرقابة‪ .‬وحول هذا النوع من الرقابة يمكن الرجوع تفصيًال إلى )(‬
‫ص‪ ٠‬؟ وما بعدها‪.‬عبد ‪ 7008١0‬سالمان» عبد العزيز محمد نظم الرقابة على دستورية القوانين (دراسة مقارنة)» مطبعة سعد سمك؛‬
‫العظيم عبد السالم عبد‬
‫ص‪ 44‬وما بعدها‪.‬أحمد محمد ‪» 199١1‬الحميد» الرقابة على دستورية القوانين (دراسة مقارنة)؛ اللواء للطبع والتوزيع؛ شبين الكوم‬
‫أمين» حدود السلطة‬
‫‪:‬التشريعية (دراسة مقارنة)» رسالة دكتوراه» جامعة القاهرة» ‪ 7001‬ص ‪ 144‬وما بعدها‪ .‬ومن الفقه الغربي يراجع‬
‫نا‪ 0156| 001510100009, 5 01000, ©.‬عا ‪:‬با مزااطط أ ‪ 05‬ناوال‪.61.5 0.9 ,1991 ,28:15 ,.‬‬
‫كانم ‪,‬عمالون ‪, 7 6011000,‬قعناوا‪0‬نام‪061166‬نا ‪1210 )6..(:‬اا‪.0.180 ,1989 ,0‬‬
‫‪:‬وُتعد أميركا مهد هذا النوع من الرقابة‪ .‬وحول هذا النوع من الرقابة يمكن الرجوع تفصيًال إلى )(‬
‫ص‪ 57١‬وما بعدها‪.‬الشريف» ‪ 7٠٠٠4‬مرزه؛ إسماعيل؛ مبادئ القانون الدستوري والعلم السياسي؛ ط » دار المالك للنشرء (د‪.‬ع)‬
‫عزيزه» دراسة في الرقابة‬
‫‪ ١‬رأفت وحيد» إبراهيم» ‪ .‬على دستورية التشريع؛ جامعة الكويتء ‪ 1988‬ص”‪.١‬عبد العال» محمد حسين» مرجع سابق» ص‪47‬‬
‫القانون الدستوريء‬
‫‪:‬المطبعة العصرية» القاهرة» ‪ 1979‬ص‪ .١٠‬ومن الفقه الغربي يراجع‬
‫م ‪ 1977,‬كلدم د‪6.0.‬يا ‪00,‬تال‪ 702, 3 60‬وال‪2‬ا ‪ 0051‬أتصنك عل كصتقه اطانامعة كه أم ‪ 0106‬عاط ‪164656 .‬‬
‫‪/‬بصمعال اعطعناا‬
‫ياه ‪ 0.312‬بأأه ‪.‬صه ‪00‬تال‪, 260‬ا‪0008‬ثانا ‪ 005‬أأماك عوك اعناطقانا ‪ 11616,‬ما صعنزانال‬

‫بأأه ‪.‬ضه ‪ 00500000,‬تمتك عله عالقاصمعددعاع اعاصداا ‪:‬او‪0.124 560102 760‬‬

‫‪35‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ؛ مجلة علمية محكمة تصدر عن عيادة البحث العلمئ والذراسات العلياء ‪1587 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫وال سيما في البالد التي يسود فيها النظام النيابي الذي تتأكد فيه مكانة السلطة التشريعية كُم عبر عن اإلزادة العامة‬
‫)(‪.‬لألمة وسيادتها‬

‫وإزاء الطابع السياسي لمشكلة الرقابة على دستوربة القوانين ال نرى عجبًا أن نجد تباينًا في الوسائل التي‬
‫لجأت إليها الدساتير لتنظيم أمر هذه الرقابة؛ فمنها ما تبنى نظام الرقابة السياسية حيث عهد لهيئة سياسية؛‬
‫بمهمة القيام بمراقبة دستورية القوانين» بينما عزف أكثرها عن اتباع هذا النظام» وأخذ )ندوتانا‪(20:9806 ©0‬‬
‫بنظام الرقابة القضائية؛ فأقز لهيئٍة قضائيٍة (|ا©‪/1010016000‬ال‪ )0019806‬حق التثبت من مطابقة القانون ألحكام‬
‫‪.‬الدستور والتحقق من دستورية القوانين‬

‫وتبعًا لذلك يقسم الفقه أساليب كفالة احترام أحكام الدستور إلى أسلويين!"‪ :‬األول‪ :‬أسلوب الرقابة السياسية‬
‫والثاني‪ :‬أسلوب الرقابة القضائية؛ وحيث أن لكٍل من هذين األسلوبين أكثر من وجه»؛ فمن أوجه الرقابة السياسية‬
‫ما هو سابق على صدور القانون؛ ومنها ما هو الحق؛ كما أّن من أوجه الرقابة القضائية ما يكفل إلغاء القانون‬
‫المخالف للدستورء أو ما يكتفي باالمتناع عن تطبيق هذا القانون على الدعوى المنظورة أمام القضاء؛ وعليه‬
‫‪.‬سنتناول األسلوبين بإيجاز في الفروع اآلتية‬

‫الفرع األول‬

‫أسلوب الرقابة السياسية (‪54008‬ا‪ ©0‬ا‪)600100‬‬


‫ُتنيط بعض الدساتير أمر الرقابة على دستورية القوانين بهيئٍة سياسيٍة للتأكد من مدى مطابقة أحكام‬
‫القانون للدستورء وعادًة تنص هذه الدساتير على كيفية تشكيل هذه الهيئة؛ وهذا ما نادى به الفقيه كلسن فى‬
‫نظريته التى قال بها سنة ‪- 19748‬وقد تبّنت عدة دول أوروبية هذه النظرية!‪ -‬حيث تتولى مهمة الرقابة هيئة‬
‫سياسيٍة محّد دة للتأكد من مطابقة القانون ألحكام الدستورء وتتسم مهامها الرقابية بسبق صدور القانون والحيلولة‬
‫دون ذلك إذا كان مخالفًا‪ .‬وتنادي هذه النظرية أيضًا بعدم األخذ بالرقابة على دستورية القوانين بواسطة محاكم‬

‫‪!).‬خاصة ألن ذلك سيؤدي إلى تسيس القضاء؛ وهو ما يعرف باألسلوب القضائي‬

‫شيحاء إبراهيم؛ مرجع سابق» ص‪٠1 6١‬ء )(‬

‫انظر‪ :‬تفصيًال حول هذين األسلويين» الشاعرء رمزي» النظرية العامة للقانون الدستوري؛ دار النهضة العربية؛ القاهرة» ط» ‪() 197‬‬
‫ص‪ 48‬شكريء‬
‫علي يوسف»؛ مبادئ القانون الدستوري والنظم السياسية؛ ط‪ 706 4‬ص‪ .707‬كمال أبو المجدء أحمد؛ الرقابة على دستورية القوانين في‬
‫الواليات المتحدة‬
‫ص‪ » ٠9978‬ص‪ 47‬وما بعدهاء الباز» علي السيد» مرجع سابق‪ ٠978‬األمريكية واألقليم المصري» ريسالة دكتوراه» جامعة القاهرة؛‬
‫‪ 57.‬وما بعدها‬

‫بيع أنور» فتح الباب» الرقابة على أعمال السلطة التشريعية» ودور المجلس الدستوري في فرنساء دار النهضة العربية؛ القاهرة؛( )(‬
‫‪ 6700‬ص‪7١‬‬

‫عاك ‪ 0216‬وناعت أ سال‪ ١8., 8 6212016‬عاطم فا نيل عنابه عاا‪110002‬ن ‪0115‬م تاكن ‪0 928 ,0011511101, 8‬‬
‫‪0‬فكا>ا كصواء‬
‫‪0.7٠‬‬

‫‪ :٠‬صعزانال‪ 121601161‬ىاه ‪. 280,‬م ‪, 1947,‬كانم ‪١02,‬مثتاناتاتأ‪0115‬ه أأصتك عاك اعناطقاا‬

‫‪36‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ‪ ,‬مجاة علمية محّك ة تصدر عن عادة البحث العلم والدراسات العلياء ‪15577 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫وُتعتبر فرنسا بحق مهد الرقابة السياسية؛ ال بل الوطن األم لهاء حيث نادى بها أحد رجال الثورة الفرنسية‬
‫المشهورين؛ وُيدعى (سييز ‪)5167/65‬؛ وذلك بإنشاء عضو أو هيئة جديدة تكون بمثابة الحارس للدستور؛ وتتكون‬
‫من أعضاء يتم تعينهم أول مرة من قبل الجمعية التأسيسية!)؛ ولكن هذا االقتراح لم يؤخذ به بحجة أن هذه الهيئة‬
‫"!‪.‬أو ذلك المجلس سوف ُيصبح سلطة ال تعلوها سلطة أخرى وينتهي ي إلى تقييد كل السلطات داخل الدولة‬

‫عاد سييز اليقدم نة نفس اقتراحه السابق والُم تمثل بتشكيل هيئة‪ ١79595‬وعند مناقشة مشروع دستور سنة‬
‫للتحقق من مطابقة القوائم العادية للدستور» حيث وجد اقتراحه هذه المزة قبوًال وأستحدثت هيئة بإسم مجلس الشيوخ‬
‫الحامي للدستور (‪1‬ل‪)5301 ©00560/816‬؛ ولم يكتب لهذا المجلس النجاح بسبب ظروف وعوامل أحاطت‬
‫ليتضمن النص على الرقابة على دستورية القوانين وذلك عن طريق هيئٍة ‪ ١8087‬بإنشائه؛ ثم جاء دستور عام‬
‫سياسيٍة أطلق عليها مجلس الشيوخ المحافظ على الدستورء وفي عام ‪ 1899‬أصبح من حق مجلس الشيوخ أن‬
‫ُيعارض إصدار القوانين بصورة عامة؛ ثم ما لبث أن أنتهى دوره إلى مجرد هيئة تشريعية دون أن يبق لدوره أثر‬
‫ُيذكر في المحافظة أو حراسة الدستور لتفشل تجربة الرقابة على دستورية القوانين بواسطة هيئة سياسية‪ .‬ا‬

‫وبعدها جاء دستور عام ‪ 15476‬لْينشًا لجنة لمراقبة الدستورية حيث أطلق عليها اللجنة الدستورية‬
‫وتألفت اللجنة من ثالثة عشر عضوًا"؛ وكانت تختص بالنظر في دستورية القوانين )‪((©6001160001601000‬‬
‫التي تّم ت الموافقة عليها في المجلس النيابي» بحيث يقف حقها في الرقابة عند مجرد اقتراح إجراء المراجعة‬
‫الدستورية؛ مّم ا أضفى عليها الصفة االستشارية؛ فأمست مجرد وسيلة للتوفيق والتحكيم داخل البرلمان الفرنسي؛‬
‫ثٌم جاء دستور ‪ِ 1508‬ليتوج هذه المحاوالت؛ وهذه التجارب وبنشيء المجلس الدستوري؛ ونظرًا لتغير الظروف‬
‫السياسية؛ فبات من الضروري األخذ بمبدًا دستورية القوانين» وأن توكل هذه المهمة إلى جهٍة قادرٍة على جعل هذا‬
‫المبداأ محترمًا من جميع السلطات؛ واستقز الرأي في هذا الدستور على أن تكون الجهة المختصة بالرقابة على‬
‫‪ .(١‬دستورية القوانين هي المجلس الدستوري حيث نظمها بالمواد من (‪)087-17‬‬

‫ص‪ .777‬انظر‪ :‬شيحاء ابراهيم» مرجع سابق» ص ‪» 7٠٠٠647217‬انظر‪ :‬مرزه؛ اسماعيل» مرجع سابق )(‬
‫‪.‬انظر‪ :‬الشكري» مرجع سابق» ص؟‪() 48‬‬
‫ركانوظ بأماآلالمق؟ عنن ‪ 22‬صمثتاامه ع‪2‬دمواساو‪0‬ا ‪/ 56‬اع‪١‬ا‪5‬ك الموسامع ‪ 0050008,‬أأولك عونا ‪, ©6015‬نا‪10‬انا‪[8‬ا‬
‫‪21166‬ا‪/‬ا‬
‫‪281992, ٠‬‬

‫انظر‪ :‬فتح الباب» ربيع أنور» مرجع سابق؛ ص‪١٠‬‬

‫بسيوني» عبد الغني عبد الل النظم السياسية والقانون الدستوري؛ اإلسكندرية؛ منشأة المعارف» ‪19959‬؛ مرجع سابق» ‪ 19919‬ص ‪0‬‬
‫‪8584.‬‬

‫من اآلتي‪ :‬رئيس الجمهورية‪-‬رئيسًا؛ رئيس الجمعية الوطنية‪ .‬رئيس مجلس ‪ ١ ١547‬من دستور‪ 9‬وتتألف هذه اللجنة وفقًا للمادة )‪9‬‬
‫الجمهورية؛ تسعة أعضاء‬
‫تنتخبهم الجهة الوطنية من غير أعضاءهاء ثالثة أعضاء ينتخبهم مجلس الجمهورية من غير أعضاءه‪ .‬انظر‪ :‬فتح الباب» ربيع أنور»‬
‫مرجع سابقء‬
‫‪*.‬ص‬

‫‪.‬حول هذه الظروف واألوضاع تفصيًال‪ :‬فتح الباب» ربيع أنور» مرجع سابق» ص‪(©) 5-1/4 4‬‬

‫م ‪ 011020124001526... . 200015, 60628,‬كاأمان كنا دوتأامعامام داوك عوعانوم أ[ ‪.226-239 .11(0‬‬

‫‪ ١4‬أشار له فتح الباب ‪.‬ربيع انور» مرجع سابق ص‬

‫‪37‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ؛ مجلة علمية محكمة تصدر عن عيادة البحث العلمئ والذراسات العلياء ‪1587 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫وأشارت المادة (‪ )27‬من الدستور الفرنسي إلى أَن المجلس الدستوري ([‪ 800056 00051101008‬ا)‬
‫يتكون من تسعة أعضاء» وإلى جانبهم أعضاء آخرين بقوٍة القانون» وهم رؤساء الجمهوربة السابقون؛ وئعين رئيس‬
‫الجمهورية رئيس المجلس من بين هؤالء األعضاء؛ وبعيدًا عن كيفية تكوين المجلس واإلجراءات المتبعة أمامه!""؛‬
‫فقد نّصت المادة (‪ )11‬من الدستور على اختصاصات هذا المجلس وتنقسم إلى نوعين‪ :‬االختصاصات الوجوبية‬
‫(‪.‬واالختصاصات االختيارية‬

‫الفرع الثاني‬
‫أسلوب الرقابة القضائية‬

‫مع انتفاء الثقة في كفاية وفعالية الرقابة السياسية؛ وفشل هذا األسلوب سواء من حيث أسسه المنطقية؛ أو‬
‫تطبيقاته العملية؛ لكونه ينصب على رقابة دستورية مشروعات القوانين» وليست رقابة على دستورية القوانين» فقد‬
‫اتجهت األنظمة الدستورية إلى البحث عن فلسفٍة أخرى للرقابة الدستورية؛ بحيث تتوالها هيئة تكون أكثر قدرة على‬
‫إعمالهاء وتكون أكثر فاعلية في مواجهة السلطة التشريعية؛» وصون أحكام الدستور من شطط هذه السلطة؛‬
‫‪. '".‬وبتحقق ذلك في جعل ممارسة رقابة الدستورية من اختصاص هيئٍة قضائية‬

‫وُتعد الواليات المتحدة األمريكية الوطن األم لهذا النوع حيث ترمز الرقابة القضائية إلى صفة الهيئة التي‬
‫تباشرهاء وهذا النوع من الرقابة األكثر شيوعًا في العمل؛ ويقوم على أساس تدخل الجهاز القضائي إلصدار حكم‬
‫)"!‪.‬بمدى توافق أو عدم توافق تشريع ُم عين مع الدستور‬

‫وُيرجع الفقهاء نشأة الرقابة القضائية في الواليات المتحدة األمريكية إلى عدة عوامل منهاأ©‪ :‬الشكل‬
‫الفيدرالي للواليات المتحدة األمريكية وحكومة الواليات؛ وجمود الدستور األميركي وعلوه على القوانين العادية؛‬
‫والسوابق التاريخية والدستوربة قبل إنشاء االتحاد األميركي؛ وكذلك تأثير أفكار بعض الفقهاء كأفكار مونتسكيو‬

‫‪ (١.‬فتح البابء ربيع أنور» مرجع سابق» ص‪)487-84‬‬


‫انظر‪ :‬الشريف» عزيزه» مرجع سابق» ص‪7١‬‬
‫انظر‪ :‬اندرية هوريو» القانون الدستوري والمؤسسات السياسية الدستورية؛ ترجمة علي مقّلد؛ شفيق حداد؛ عبد الحسن سعد؛ اإلصابة للنشر؛‬
‫بيروت؛ ط‪7‬ء‬
‫‪.‬جا ص‪ .588-507‬انظر‪ :‬بسيوني؛ عبد الغني عبد الله مرجع سابق؛ ص ‪159/7 859‬‬

‫() الشكري؛ علي يوسف؛ مرجع سابق» ص‪.5©5‬انظر‪ :‬سالمان؛ عبد العزبز» مرجع سابق»؛ ص‪.٠١0٠‬‬

‫‪. 164 0‬م ‪ 1977,‬كانم ‪...‬ا ‪١0002 360,‬نان‪ 0005‬أأمتك عل كصتقه‪1‬اطنامع قعام هط «(‪ ).11‬عاط ‪/‬صنصعل اعطعناا‬
‫أشار له أحمد محمد أمين» مرجع سابق» ص »‪19+‬‬

‫‪ )9.‬الشكري؛ علي يوسف» مرجع سابق» ص‪477‬‬

‫©)_للتفصيل حول هذه العوامل انظر‪ :‬السيد البازء علي السيدء مرجع سابق» ص؟‪.48١-7١‬عصفور» سعده المبادئ األساسية في القانون‬
‫الدستوري والنظم‬
‫‪ .‬سابق» ص ‪» ١986010-17‬السياسية» منشأة المعارف‪ ,‬االسكندرية‬

‫‪38‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ‪ ,‬مجاة علمية محّك ة تصدر عن عادة البحث العلم والدراسات العلياء ‪15577 7436-2519‬‬
‫لمجاد (‪ )7‬اللمحق() لعام ‪2021‬م‬

‫الخاصة بضرورة وجود سلطة قضائية مستقلة؛ وجهود المحكمة العليا األميركية ودورها الكبير في قيام الرقابة‬
‫!‪.‬القضائية على دستورية القوانين وهذا العامل من أهم العوامل من هذا المجال‬
‫وتباينت مواقف الدول" التي تبنت أسلوب الرقابة القضائية؛ إّال أنه ُيمكن تقسيمها تبعًا لألثر الذي يترتب على‬
‫إجراء الرقابة بالنسبة للقوانين الُم خالفة ألحكام الدستور إلى أسلوبين رئيسيين» أولهما الرقابة عن طريق الدعوى‬
‫األصلية (إلغاء)» واآلخر عن طريق الدفع بعدم الدستورية (االمتناع)‪(.‬؟‬
‫األسلوب األول‪ :‬الرقابة عن طريق الدعوى األصلية (رقابة االلغاء)‪ :‬ويوصف هذا األسلوب بالهجومي‬
‫وتجيز هذه الرقابة لبعض المحاكم الخاصة إبطال القانون غير الدستوري في مواجهة الكافة‪ .‬أي )‪(©//011905‬‬
‫إنهاء العمل به بحيث ال يكون ثمة جدوى من االستناد إليه‪ )"!.‬بناء على طلب من رافع الدعوى الذي يجب أن‬
‫تتوافر فيه شروط معينة يحددها المشرع!)‪ .‬ولخطورة هذا النوع من الرقابة فإّن االتجاه الغالب في الدول التي تأخذ‬
‫!‪.‬به جعلته مركزيًاء أي تركيز سلطة البت في دستورية القوانين في يد محكمة واحدة دون بقية المحاكم في الدولة‬

‫وبناًء على ما تقّد م فإن هذه الرقابة ُيمكن أن تاشر بالنسبة لقانون صدر فعًال عن طريق دعوى ترفع الى‬
‫جهة قضائية تملك الحكم بإلغائه كما ُيمكن َأْن تاشر بالنسبة لمشروع القانون قبل صدوره؛ بحيث يمنح رئيس‬
‫الدولة الحق باالعتراض على أي قانون اقرِه البرلمان واحالة هذا القانون الى المحكمة المختصة ليتوقف مصير‬
‫‪ (").‬القانون على الحكم الصادر من هذه المحكمة كما يمكن ان يمنح هذا الحق ألي من سلطات الدولة االخرى‬

‫‪ (١‬محفوظ عبد المنعم»؛ مرجع سابق» ص‪ .3714‬مرزه؛ اسماعيل؛ مرجع سابق؛ ص‪ .1١-8/١88‬متولي؛ عبد الحميد» مرجع )‬
‫سابق» ص‪ .7 8٠‬وتجدر اإلشارة‬
‫إلى أنه كثيرًا ما يرتبط نشأة الرقابة في الواليات المتحدة األمريكية؛ بالحكم الشهير الذي أصدره (جون مارشال) في قضية ماربوري ضد‬
‫ماديسون‬
‫حيث كان أول ُحكم ُيقّر ر عدم دستورية قانون اتحادي لمخالفته للدستور ‪ ٠807‬في فبراير عام ) ‪1/‬ال‪/2:‬ا(‪٠/. 1/1201800‬‬
‫‪.‬اإلتحادي‬

‫() انظر‪ :‬من الفقه العربي‪ :‬مرزه؛ اسماعيل» مرجع سابق» ص‪ 7١‬وما بعدها‪ .‬الشريف» عزيزه»؛ مرجع سابق» ص‪ 6١‬وما بعدها‪.‬‬
‫البحري» حسن» الرقابة‬
‫ص ‪ .#‬من‪» 7٠٠0‬المتبادلة من السلطة التشريعية والتقويم لضمان لنفاذ القاعدة الدستورية (دراسة مقارنة)» رسالة دكتوراه» عين شمس‬
‫‪:‬الفقه الغربي‬
‫بأأه رضه ‪ 015100008,‬أأمفتك عاك اعناصقانا ‪,‬هما صعزانال ‪.0312‬‬
‫بأأه ‪,‬رضه ‪ 0010500002,‬أأمفتك عوك كصتق انام قعامأع‪10‬ام ‪,‬ع اطع ‪/‬بصصع[ا لعطعناا ‪.0169‬‬
‫وهناك بعض الدول جمعت بين األسلوبين في الرقابة القضائية عن طريق الدفع الفرعي وطريقة اإللغاء‪ .‬وعليه فإّن هذه األساليب )(‬
‫تتمحور حول‪ :‬الرقابة عن‬
‫طريق الدعوى األصلية (اإللغاء)(‪ )6000016 021+ 1/0160 80000‬والرقابة عن طريق الدفع بعدم الدستورية انظر تفصيال‪:‬‬
‫الشكري؛ علي يوسف» مرجع‬
‫‪.‬سابق» صض‪4148‬‬
‫الشريف» عزيزه؛ مرجع سابق» ص‪.7١١١‬عصفور» سعد» مرجع سابق؛ ص ‪4‬ال )‪9‬‬
‫الخطيب؛ نعمان؛ مرجع سابق» ص‪ .207‬وتجدر اإلشارة إلى أن بعض الدساتير نصت على تحديد حصري للهيئات التي تحق لها ©‬
‫الطعن بعدم دستورية‬
‫‪ ٠‬كمال الغالي؛ مبادئ القانون الدستوري والنظم السياسية؛ ‪ .١98‬أحد القوانين ومن ذلك على سبيل المثال‪ :‬الدستور السوري الصادر على‬
‫منشورات جامعة‬
‫‪ ١728‬ص‪ .١©7‬أشار لذلك‪ :‬البحري؛ حسن مصطفى» مرجع سابق» ص‪ ٠994‬دمشقء‬
‫() وللمزيد حول صور ممارسة هذه الرقابة (المركزية والالمركزية) يراجع‪ :‬محفوظ عبد المنعم» مرجع سابق؛ ص‪ ٠77‬وما بعدهاء‬
‫حيث أشار إلى ما أثير من‬
‫‪ ٠١ ٠574‬اكتوير عام وجهات النظر حول هذا الموضوع (مركزية والالمركزية الرقابة القضائية) والتي أثيرت في مؤتمر باريس في‬
‫وتحديدًا مقال كلسن؛‬
‫ص‪64‬‬
‫مرزه؛ اسماعيل» مرجع سابق» ص‪() 57‬‬

‫‪39‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ؛ مجلة علمية محكمة تصدر عن عيادة البحث العلمئ والذراسات العلياء ‪1587 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫األسلوب الثاني‪ :‬الرقابة عن طريق الدفع بعدم الدستورية(رقابة االمتناع)‪ُ :‬يعد النوع من الرقابة وسيلة دفاعية‬

‫من صاحب الشأن إذ يتم الدفع بعدم دستورية القانون أثناء نظر الدعوى؛ وليس برفع دعوى )‪(©/06605‬‬

‫أصلية ضد هذا القانون؛ ومهمة القاضي في حال تيقنه من مخالفة القانون ألحكام الدستور أن يمتنع عن تطبيقه‬

‫على الدعوى الُم ثارٍة أمامه» ويترتب على ذلك أن يبق القانون ساريًا ونافذًا‪ .‬وُيمكن تطبيقه على حاالت أخرى ألّن‬

‫‪!".‬حكم القاضي باالمتناع عن التطبيق ال ُيعُد إبطاًال للقانون‬

‫وتعد الواليات المتحدة األمريكية الدولة األم التي أخذت بهذا النظام؛ ثم انتقل منها إلى كثير من دول أمريكا‬

‫الالتينية» وُتباشر المحاكم األمريكية رقابتها لدستورية القوانين بأساليب ثالثة‪ :‬وهي الدفع بعدم الدستورية واألمر‬

‫‪:‬القضائي والحكم التقريري؛ نتناولها بإيجاز‬

‫‪-١‬الدفع بعدم الدستوربة!‪ :‬يفترض هذا األسلوب وجود دعوى منظورة أمام القضاء؛ فيدفع المتهم أو المّد عى‬
‫عليه أو المدعئ امام المحكمة بأنها تستند إلى قانون غير دستوري؛ ويكون اختصاص المحكمة بفحص‬
‫دستورية القانون حينئٍذ ُم تفرعًا عن الدعوى المنظورة أمامهاء أي ثابتًا بطريتي عارض ((‪ )110108018‬فإن‬
‫انتهت المحكمة من فحصها للقانون إلى أّنه متعارٌض مع الدستور امتنعت عن تطبيقه وفصلت في الدعوى‬
‫"( ‪ .‬تبعًا لذلك‬

‫األمر القضائي)‪ :‬هو طريق يسمح بمهاجمة القانون قبل تطبيقه أو تنفيذه ويموجب هذا األسلوب ‪-‬الذي‪"-‬‬
‫ابتدعه األفراد في انكلترا حينما كانوا يلجئون إلى مستشار الملك إلنصافهم‪ -‬يجوز ألي فرد أن يلجأ إلى‬
‫المحكمة المختصة بطلٍب إليقاف تنفيذ أي قانون لعدم دستوريته وأن من شأن تنفيذه أن ُيلحق به ضررًا‬
‫وذلك دون أن يكون ثمة دعوى سابقة؛ فإذا ما تبين للمحكمة أن ذلك القانون مخالف للدستور أصدرت أمرًا‬
‫‪.‬قضائيًا إلى الموظف المختص بعدم التنفيذ‬

‫الحكم التقريري!‪ :‬بمقتضى هذا األسلوب يستطيع الفرد أْن يلجأ إلى المحكمة طاعنًا بمدى دستورية قانون‪»-‬‬

‫معين ُيراد تطبيقه عليه‪ .‬وفي هذه الحالة يجب على الجهة المخّو لة بتطبيق القانون الترثث في تنفيذه إلى أن‬

‫انظر منه الفقه الغربي‪ 0.316.:‬بأأه ‪.‬ضه ‪,‬ا©‪000‬تانال‪ 005‬أأذتك عوك اعناطقانا ‪017616,‬ما صعزانال ‪0‬‬
‫وأيضًا‪ :‬البحري» حسن مصطفىء مرجع سابق» ص ‪ .7‬شيحاء إبراهيم؛ مرجع سابق؛» ص‪ .775‬العطارء فؤادء النظم السياسية‬
‫والقانون الدستوري؛ دار‬
‫الهرم العلمية؛ القاهرة؛ ص‪.٠١٠*8‬‬

‫حول هذه األساليب يراجع‪ :‬عصفور» سعد مرجع سابق» ص‪717-17‬؛ ومرزه؛ اسماعيل» مرجع سابق صش ‪.١ 189-97‬العطار» )‬
‫فؤاد» مرجع سابقء‬
‫‪© ٠‬؛ الطماوي؛ سليمان» مرجع سابق» ص ‪ ١7-8788‬ص‪.١٠7-”7١١7‬الخطيب؛ نعمان» مرجع سابق؛ ص‪٠‬‬

‫‪.‬وهذا ما أرساه حكم ‪/2:01/ 1/. 1/801800‬ا سنة ‪ 807‬من قبل القاضي مارشال )(‬

‫‪.‬انظر‪ :‬البازء السيد علي» مرجع سابق» ص ‪.77١١‬الشاعر» رمزي» مرجع سابق» ص‪9) _4487‬‬

‫‪.‬الخطيب؛ نعمان» مرجع سابق» ص ‪() 8 659‬‬

‫‪40‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ؛ مجلة علمية محكمة تصدر عن عيادة البحث العلمئ والذراسات العلياء ‪1587 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬
‫يصدر حكم ُيقّز ر مدى دستورية ذلك القانون؛ فإن حكمت المحكمة بدستورية ذلك القانون قامت بتطبيقه وتنفيذ‬

‫‪.‬اإلجراءات المطلوية به؛ وأثر هذا الطلب سواء بالرفض أو القبول ال ينعكس إال على من تقّر ر لمصلحته‬

‫المبحث الثاني‬
‫الرقابة على دستورية القوانين في األردن‬

‫‪ ١‬الذي ساد في عهد اإلمارة؛ أم‪ ١97‬غفلت الدساتير الثالث التي تعاقبت على األرين سواًء دستور‬
‫دستوري ‪ 1987 147‬عن النص على الرقابة على دستوربة القوانين؛ وبقي هذا الوضع إلى أن جاءت التعديالت‬
‫الموسعة على الدستور لعام ‪ 007011‬إذ تضمنت إنشاء محكمة دستورية؛ وتحديدًا في الفصل الخامس من‬
‫الدستور الذي تصدرته المادة (‪ )28‬وجاء فيها‪' :‬تنشًا بقانون محكمٍة دستوربة يكون مقّر ها في العاصمة؛ وُتعتبر‬
‫‪'.‬هيئٌة مستقلة قائمة بذاتهاء وتؤلف من تسعة أعضاء على األقل من بينهم الرئيس يعينهم الملك‬

‫ومن نقطة البدء هذه؛ فإن المشّر ع يكون قد استبعد الرقابة عن طريق هيئة سياسية ليقر إنشاء هيئة‬
‫‪.‬قضائية لثمارس الرقابة على دستورية القوانين واألنظمة‬

‫وسنتناول في هذا المبحث نموذج الرقابة القضائية على دستورية القوانين في األردن (مطلب أول) ثم‬
‫‪( ١‬مطلب ثاٍن ) ثم نتناول كيفية هذه الرقابة بعد‪ 700‬نتتاول كيفية هذه الرقابة قبل التعديالت الدستورية لسنة‬
‫‪( ٠١٠١.‬مطلب ثالث) التعديالت الدستورية لسنة‬

‫المطلب األول‬

‫نموذج الرقابة القضائية على دستوربة القوانين في األردن‬

‫تعني الرقابة على دستورية القوانين ‪-‬كما اسلفنا أن الب في مصير دستوربة قانوٍن ما يعود إلى هيئٍة‬
‫قضائيٍة ؛ أي إلى محكمةء إال أنه البد من تحربك هذه الرقابة بناءة على طلب؛ فالمحكمة ال ُيمكنها أن تنظر من‬
‫!‪.‬تلقاء نفسها في دستورية قانون معين؛ وإنما يكون ذلك بطريق الدعوى أو الدفع‬

‫وإذا ما تفحصنا األنظمة الدستوربة في الدول والتي أخذت بالرقابة القضائية على دستوربة القوانين نجد أّْن‬
‫‪:‬هذه األنظمة تقدم لنا ثالثة نماذج رئيسة نستعرضها باختصار كاآلتي‬

‫‪: 7011/٠١/١‬تم نشر التعديالت الدستورية بالجريدة الرسمية بالعدد الصادر بتاريخ )(‬
‫‪ 0‬أحمد سعيد» عصام الرقابة على دستورية القوانين (دراسة مقارنة) المؤسسة الحديثة للكتاب» لبنان» طاء ‪ 6709‬ص‪.58٠‬‬

‫‪41‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ؛ مجلة علمية محكمة تصدر عن عيادة البحث العلمئ والذراسات العلياء ‪1587 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫النموذج األول‪ُ :‬و سمى هذا بالنموذج أو النظام األمريكي» حيث نشًا واكتمل في الواليات المتحدة األمريكية؛‬
‫وُيعرف باسم ال مركزية الرقابة القضائية؛ حيث أّن الرقابة ال تكون مركّر ِة في محكمة واحدة؛ كما وبطلق عليه‬
‫نظام الرقابة الشائعة؛ ألنه شائع االستخدام لجميع المحاكم في السلم القضائي؛ ولكن ما يجدر اإلشارة له هو أنه‬
‫بالرغم من ممارسته من قبل جميع المحاكم؛ فال يوجد ما يمنع أن تمارس هذه المحاكم مهمتها في الرقابة تحت‬
‫!‪.‬إشراف محكمة ُغ ليا لها القرار النهائي‬

‫وطريقة ممارسة الرقابة وفقًا لهذا النموذج تتم عن طريق دفع ُيقدمُه أحد الخصوم أثناء نظر قضيٍة منظورة‬
‫أمام القضاء؛ ولذلك ُيوصف هذا األسلوب بالدفاعي أو العرضي حيث أّن صاحب الشأن يقرر أّن ضررًا سيلحق‬
‫به من جراء قانون يراه غير دستوري؛ وتوصف هذه الرقابة بأنها محّد دة أو محسوسة حيث تثار مسألة الدستورية‬
‫فيها بمناسبة اتصالها بدعوى منظورة أمام القضاء على عكس الرقابة القضائية المجردة التي ُتثار عن طريق‬
‫! ‪.‬الدعوى الدستورية المباشرة‬
‫النموذج الثاني‪ :‬وبسمى هذا النموذج من نماذج الرقابة القضائية المركزية بالنموذج األوروبي؛ حيث تنفرد إحدى‬
‫المؤسسات القضائية بسلطة رقابة الدستورية؛ وذلك بموجب نصوص الدستور‪ "".‬وبموجب هذا النموذج فإّن الدول‬
‫اختلفت في تحديد الهيئة أو المؤسسة القضائية التي ُتسند لها مهمة الرقابة القضائية؛ فمنها ما قام بإسناد مهمة‬
‫الفصل في مشروعية القوانين واتفاقها مع أحكام الدستور إلى الهيئة التي تكون لها مكانة الصدارة في التدرج‬
‫الهرمي؛ في حين فّض ل البعض إسناد المهمة إلى محكمة ُم تخصصة وتحت مسمياٍت مختلفٍة؛ كالمكمة‬
‫‪.‬الدستورية الخاصة‬

‫واتجهت بعض الدول الى أسلوب آخر وذلك بجعل الرقابة الدستورية من اختصاص المحكمة العليا في‬
‫النظام القضائي كمحكمة النقض أو المحكمة العليا أو محكمة التمييز» حيث تقوم هذه المحكمة بمباشرة الرقابة‬
‫الدستورية إلى جانب اختصاصاتها القضائية األصيلة؛ والغالب أّن الدول التي تأخذ بنظام القضاء الموّح د تعتنق‬
‫)*‪.‬مثل هذا األسلوب‬
‫النموذج الثالث‪ :‬وبسمى النموذج المختلط في الرقابة القضائية؛ وُيعرف كذلك بالنموذج (األمريكي‪ -‬األوروبي)؛‬
‫وفيه يتم المزج بين األسلوب المركزي واألسلوب الالمركزية في الرقابة القضائية؛ وجوهر هذا النظام أنه وبالرغم‬

‫أحمد سعيد؛ عصام؛ مرجع سابق؛ ص‪ .١©7-١١١‬انظر‪ :‬أبو المجدء أحمد كمال؛ مرجع سابق؛ ص‪ .١"1-16١7‬انظر من الفقه )((‬
‫‪:‬الغربي‬
‫م ‪0116 1951,‬ل سقال ‪016017, 10 60,‬عالفو مقع انع صصح ما صمتاعنا‪00١‬ا" رق د‪ 20‬ووه‪.292.‬‬

‫‪ .7١‬أبو زيدء محمد عبد الحميد‪ .‬مبدًا المشروعية وضمان تطبيقه» النسر الذهبي للطباعة» القاهرة؛ ‪ 007‬ص‪() 4‬‬

‫أحمد سعيدء؛ عصام؛ مرجع سابق» ص‪0 7٠‬‬

‫ص‪ .4-11+‬عصفور» سعدء مرجع سابق»‪» ٠597‬انظر‪ :‬بدوي» ثروت» موجز القانون الدستوري» دار النهضة العربية القاهرة )‪9‬‬
‫ص‪78-1‬الء‬

‫‪42‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ؛ مجلة علمية محكمة تصدر عن عيادة البحث العلمئ والذراسات العلياء ‪1587 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫من النص على محكمة عليا للرقابة الدستورية؛ إّال أّن باقي المحاكم في السّلم القضائي لها الحق ببت النظر‬
‫بدستوربة أي قانون لقاء دفع يثار امامها وتمتنع عن تطبيقه إذا تبّين مخالفته للدستور ‪7.‬‬

‫اما بخصوص االردن فعندما أسندت َم َهمة تعديل الدستور في االردن إلى لجنٍة خاصٍة؛ كان في ذهنها ال‬
‫بل من أولى أولوياتها في التعديل هو إيجاد رقابة على دستورية القوانين في األردن؛ فرأت استبعاد الرقابة السياسية‬
‫‪ُ.‬م تخذًة من أسلوب الرقابة القضائية الذي انتشر في معظم دول العالم وسيلٌة للرقابة‬

‫ولكن ويعد استقرارها على أسلوب رقابة الدستورية القضائية؛ وجدت اللجنة نفسها مجبرًة على االختيار بين‬
‫نموذجين انتشرا في العالم» وهما النموذج الالمركزي الذي ُيعطي الرقابة إلى جميع المحاكم في السلم القضائي؛ أو‬
‫‪.‬النموذج المركزي الذي يقوم على إنشاء جهٍة قضائيٍة واحدة لُم مارسة الرقابة القضائية‬

‫وخسم أمر المشاورات حول كيفية ممارسة الرقابة القضائية على دستورية القوانين لصالح األسلوب‬
‫المركزي» وذلك بإنشاء محكمة دستورية لتكون هيئة قضائية مستقلة؛ وورد النص عليها في الفصل الخامس من‬
‫‪.‬الدستور؛ وتحديدًا في المادة (‪)84-17‬‬

‫فنصت المادة (‪ )28‬بإنشاء محكمة دستورية بقانون يكون مقرها العاصمة بحيث ُتعتبر هيئٍة مستقلٍة قائمة‬
‫بذاتهاء وتؤلف من تسعة أعضاء على األقل من بينهم الرئيس ُيعّيِنهم الملك لمدة ستة سنوات غير قابلة للتجديدء‬
‫وفي المادة (‪ )09‬خّيدت اختصاصات المحكمة والتي تمّثلت في الرقابة على دستورية القوانين واألنظمة النافذة؛‬
‫‪.‬وكذلك حق تفسير الدستور‬

‫ثم بينت المادة (‪ )1/10‬حق األفراد في الطعن بدستوربة أي قانون أو نص دستوري سُيطبق عليهم» وذلك‬
‫بطريق غير مباشرء حيث يستطيع أي من أطراف الدعوى المنظورة أمام المحاكم إثارة الدفع بعدم الدستورية؛‬
‫وعلى المحكمة إذا كان الدفغ جدي إحالته إلى المحكمة التي ُيحّد دها القانون لغايات إحالة الدفع إلى المحكمة‬
‫‪.‬الدستورية‬

‫المطلب الثاني‬
‫‪ ٠01١‬الرقابة على دستوربة القوانين قبل تعديالت عام‬

‫بغياب النصوص الدستورية التي تمنح المحاكم حق الرقابة على دستورية القوانين؛ بدأ الفقه يبحث عن‬
‫‪ ١‬وتحت ضغط المطالبات بإعمال‪ 7٠008‬إمكانية ايجاد أو إنشاء جهاز خاص ُيمارس هذه الرقابة؛» وفي مطلع عام‬
‫رقابة الدستورية؛ تم تشكيل لجنٍة للبحث في إمكانية ذلك‪ .‬إال أّن اللجنة توصلت إلى عدم وجود ضرورٍة في ظل‬

‫‪ ١177‬أحمد سعيد؛ عصام؛ الرقابة على دستورية القوانين» مرجع سابق» ص )(‬

‫‪43‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ؛ مجلة علمية محكمة تصدر عن عيادة البحث العلمئ والذراسات العلياء ‪1587 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫لعام ‪ 1497‬وفي ِظ ْل وجود المجلس العالي(‪ )١7‬وجود بعض النصوص في قانون محكمة العدل العليا رقم‬
‫(‪.‬لتفسير الدستور الذي اعتبره جانبًا من الفقه جهًٌد قادرة على ممارسة الرقابة الدستورية على القوانين‬

‫‪ ٠١‬مرت‪ -70‬وبناة على ذلك ُيمكن القول بأّن الرقابة على دستورية القوانين في األردن ‪-‬ما قبل‬
‫‪:‬بمرحلتين‬
‫الذي أفضى إلى إنشاء المجلس العالي‪ ١957‬المرحلة األولى‪ :‬بدأت هذه المرحلة بتعديل المادة (‪ )251/‬من دستور‬
‫لتفسير الدستورا"؛ الذي أجاز لنفسه مراقبة أعمال الرقابة على دستوربة القوانين» ومارس المجلس هذه الرقابة‬
‫واقعًا حيث اعتبر إصدار قانون للخدمة المدنية مخالفًا ألحكام الدستور"؛ ثم ما لبث أن أجاز لنفسه الرقابة‬
‫»السابقة على مشروعات القوانين قبل إصدارهاء وذلك حينما قّز ر عدم دستورية مشروع قانون نقابة المعلمين‬
‫وتالحقت قرارات المجلس التي ترسخ حقه في الرقابة الدستورية؛ ولم ُيسجل للمجلس أن رفض أي طلب يتعلق‬
‫‪.‬بهذه الرقابة‬

‫ونتيجة لذلك اختلف الفقه القانوني األردني ما بين مؤيٍد ومنكر؛ حيث وصل األمر بالمؤيدين إلى اعتبار‬
‫)*!‪.‬المجلس بمثابة محكمة دستورية رافضًا فكرة البحث في إنشاء محكمة دستورية في ظل وجوده‬

‫وقد كان للفقه األردني!” وتحديد بداية الستينات دور مهم في تشجيع القضاء على ممارسة الرقابة‬
‫القضائية على دستورية القوانين حيث كان المحامون يبّينون في مرافعاتهم أمامه الدور الذي لعبه القضاء األمريكي‬
‫والمصري في ممارسة هذا النوع من الرقابة؛» ولكن ومع ذلك فقد كان القضاء يتردد في بسط رقابته على دستورية‬
‫القوانين» وذلك بحجة أّن ممارستها للرقابة الدستورية هو تعٍد واعتداٍء على مبدًا سيادة األمة ومبدًا الفصل بين‬
‫)"( ‪.‬السلطات‬

‫ولكن سرعان ما عدل القضاء االردني عن موقفه المنكر ليتخذ موقفًا مغايرًا في بسط رقابة االمتناع على‬
‫دستورية القوانين؛ ولكٌن االستقرار النهائي على نسق واحد لم يتحقق حيث عاودت محكمة االستثناف وانكرت حقها‬
‫في ذلك؛ بخالف محكمة التمييز احتفظت لنفسها بهذا الحق”"؛ وذلك من خالل حكمها بأَن تنظيم درجات المحاكم‬

‫نفيس مدانات؛ المجلس العالي لتفسير الدستور هل هو محكمة دستورية؛ بحث منشور في مجلة دمشق للعلوم االقتصادية القانونية؛ مجلد _)(‬
‫عدد ‪7‬ء‪٠9‬‬
‫ص‪ #/‬ا ووجد من ينكر حق المجلس العالي ببسط رقابته على دستورية القوانين بحجٍة أنه ال يوجد أي سند دستوري يعطي لهذا ‪٠7‬‬
‫المجلس الحق‬

‫عدد‪ ٠6‬بمثل هذه الرقابة» شطناوي؛ علي تفسير المجلس العالي للنصوص الدستورية؛ مجلة دراسات علوم الشربعة والقانون؛ مجلد‬ ‫‪١‬‬
‫‪ 19457.‬ص‪4‬‬

‫يتكون المجلس العالي لتفسير الدستور من رئيس مجلس األعيان رئيسًا وثالثة أعضاء من مجلس األعيان منتخبون سريًا؛ وخمسة _ )(‬
‫قضاة من محكمة التمييز‬
‫‪.‬ومحكمة االستثناف‬

‫بتاريخ‪ ١578/1‬قرار تفسيري رقم )‬ ‫‪ ١ ١768‬منشور في الجريدة الرسمية؛ عدد‪»٠178/1/‬‬

‫‪ ١9‬مدانات» نفيس» مرجع سابق؛ ص‪)_8‬‬

‫‪.‬انظر تفصيًال‪ :‬الخطيب؛ نعمان» مرجع سابق؛ ص‪ .8 7١‬ص‪) 801/‬‬

‫‪ ١‬ص ‪ 70٠9‬المومني» صباح موسىء الرقابة على دستورية القوانين» دراسة مقارنة تحليلية؛ الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع» ط )‬
‫‪157.‬‬

‫الخطيب؛ نعمان» مرجع سابق؛ ص‪) .١٠8‬‬

‫‪44‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ؛ مجلة علمية محكمة تصدر عن عيادة البحث العلمئ والذراسات العلياء ‪1587 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫واختصاصاتها ال يكون إال بقانون صادر عن السلطة التشريعية؛ وكذلك حكمها بأن تنظيم المسائل المتعلقة بتعيين‬
‫‪ (١"١.‬من الدستور) الموظفين وعزلهم واإلشراف عليهم وصالحياتهم ال يكون إّال بنظام مستقل استنادًا للمادة‬

‫فالثابت أّن ‪ ١984‬وفيما يخص موقف محكمة العدل العليا والذي تّو لت محكمة التمييز ممارسته لغاية‬
‫موقف محكمة التمييز أنعكس على موقف محكمة العدل العليا حيث كان قضاؤها ‪-‬محكمة العدل‪ُ -‬م شّك ل من‬
‫قضاة محكمة التمييز وفقًا لما جاء في المادة (‪ )9‬من قانون تشكيل المحاكم النظامية رقم (‪ )776‬لعام ‪07.14067‬‬
‫وعليه فإن هذه الرقابة في هذه المرحلة اتسمت برقابة االمتناع وليس رقابة الغاء ومورست بدون وجود نص‬
‫©‪ .‬دستوري وإنما استمد القضاء حقه في هذه الرقابة من واجبه بعدم تطبيق القانون غير الدستوري‬
‫والذي استقلت فيه محكمة العدل العليا عن‪ (١١ ١989‬لسنة) المرحلة الثانية‪ :‬في هذه المرحلة صدر القانون رقم‬
‫محكمة التمييزء وتٌم بيان اختصاصاتها في المادة التاسعة منه؛ حيث أجاز نص المادة (‪ )9‬من القانون ألي‬
‫متضرر من ذوي المصلحة أن يتقّد م بطلب إلغاء أي قرار أو إجراء صادر بموجب أي قانون يخالف الدستور أو‬
‫أي نظام يخالف القانون والدستور" وهذا النص الذي ارتكزت عليه اللجنة المؤلفة عام ‪ 70058‬لتقول بأٌن محكمة‬
‫‪ (١١‬لسنة) العدل العليا مخولة بموجبه برقابة الدستورية حيث تّم التأكيد على النص ذاته في قانون المحكمة رقم‬
‫ووفقًا لهذا النص فقد ُم نح القضاء وألول مز صالحية الرقابة على دستورية القوانين واألنظمة؛ مما حدا‪١7‬‬
‫بالمحكمة ترسيخ ما بدأته سابقًا وهو استقرارها على مبدًا اإلقرار لنفسها بحق الرقابة على دستورية القوانين‬
‫واألنظمة؛ فأصدرت العديد من القرارات التي جاءت بالعديد من القضايا ولتقرر وبصريح العبارة بأّن النصوص‬
‫‪.‬المذكورة غير دستورية وال يعمل بها‪ "!.‬دون حرمان بقية المحاكم على اختالفها من ممارسة رقابة االمتناع‬

‫المطلب الثالث‬
‫‪ ٠01١‬الرقابة على دستوربة القوانين بعد تعديالت عام‬

‫عارض جانب من الفقدأ*! التقليدي الرقابة على دستورية القوانين باعتبارها تدخًال في أعمال السلطة‬
‫التشريعية الُم عّبر الوحيد عن اإلدارة العامةء ولكون هذا النوع من الرقابة يتعارض مع مبدًا الفصل بين السلطاتء‬
‫‪!©.‬إال أْن تلك االعترارضات وجدت من يرى خالف ما ذهبت اليه مؤبٌد األخذ بالرقابة الدستورية على القوانين‬

‫انظر‪ :‬المادة (‪ )9‬من قانون تشكيل المحاكم رقم ‪ 77‬لسنة ‪' 19557‬تشكيل محكمة التمييز من رئيس وعدد من القضاة حسب _)(‬
‫الحاجة؛ وتعقد بصفتها‬
‫‪...".‬محكمة تمييز ومحكمة عدل عليا من رئيس وأريعة قضاة على األقل‬

‫‪.‬الخطيب» نعمان» مرجع سابق»؛ ص‪5817‬‬

‫الخطيب؛ نعمان» مرجع سابق؛ ص‪.١٠8‬‬

‫‪ ٠١‬نفيس مدانات» مرجع سابق»؛ ص‬

‫‪ ١١١‬شطناوي؛ علي» مرجع سابق» ص‬

‫‪45‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ؛ مجلة علمية محكمة تصدر عن عيادة البحث العلمئ والذراسات العلياء ‪1587 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫وعندما حانت الفرصة إلجراء تعديٍل شامل على الدستور األردني لعام ‪ 1987‬عاد موضوع الرقابة على‬
‫دستورية القوانين وإيجاد جهٍة للقيام بهذه المهمة يطفو على السطح؛ ال بل أخذ األولوية في البحث الذي توصل‬
‫‪.‬إلى أّن األخذ بالرقابة القضائية هو األنسب في ظل دستور جامٍد ونظام برلماني‬

‫وعليه فقد رأت اللجنة المكلفة بإجراء التعديالت وضع فصٍل خاص في الدستور ينص في أولى)؛ مواده‬
‫إنشاء هيئٍة قضائيٍة مستقلة للقيام بهذه المهمة‪.‬وثركت مهمة إنشاء هذه الهيئة وتفصيالتها للسلطة التشريعية؛‬
‫!وإصدار قانون خاص بها‪ .‬وبالفعل فقد استجابت السلطة التشريعية سريعًا ليصدر قانون المحكمة الدستورية‬
‫الذي تضمن (‪ )77‬مادة؛ تمنحها الشخصية االعتيادية وتبين طريقة تشكيلها!"» واختصاصاتها وإجراءات الطعن‬
‫‪.‬أمامها‬

‫وبخصوص تشكيل هذه المحكمة فإننا نتفق مع المشرع فيما جاء ضمن المادة (‪ !)/6‬من قانون‬
‫المحكمة من شروط عضوبتها لما افضت اليه هذه الفقرة من رفد المحكمة بذوي الخبرات القانونية؛ اال اننا نعيب‬
‫على المشرع ما جاء في الفقرة (ب) من ذات المادة التي اباحت انضمام اعضاء لها من خارج السلك القانوني؛‬
‫حيث جاء في هذه الفقرة جواز انضمام اعضاء لها ممن تنطبق عليها شروط العضوية في مجلس االعيان أ مما‬
‫يعني انضمام اعضاء لها ليسوا من ذوي الخبرات القانونية؛ وهذا يتتافى مع طبيعة عملها كمحكمة في المقام‬
‫األول وكمحكمة دستورية تعني بأهم القوانين التي تسير في هداها القوانين االخرى في المقام الثاني؛ ولهذا نتمنى‬
‫على المشرع قصر العضوية في هذه المحكمة على الفئات التي ذكرتهم الفقرة (أ) من المادة (‪ )7‬والغاء ما جاء‬
‫‪.‬في الفقرة (ب) من هذه المادة‬

‫‪.‬الفصل الخامس المادة (‪)_)84-17‬‬

‫والمعمول به بعد نشرة ب‪ : 7١٠7/17/7‬المنشور في الجريدة الرسمية بتاريخ‪ ١ 70٠7‬لسنة قانون المحكمة الدستورية رقم )(‬ ‫‪١7١‬‬
‫يوم‬

‫جاء تشكيل المحكمة بنص المادة (*) من القانون حيث أشار البند األول من الفقرة (أ) منها إلى أن عدد أعضاءها بمن فيهم )(‬
‫»الرئيس ‪ 9‬ولمدة ‪ 76‬سنوات‬
‫حيث يغادر ‪ 4‬أعضاء‪ ٠8‬وفي البند (‪ )7‬من الفقرة ذاتها ُيعين ثالثة أعضاء؛ كل سنتين حتى نصل إلى سنة ‪7018‬؛ حيث يكون العدد‬
‫أكملوا مدتهم‬
‫‪.‬ونكون بصدد ‪ 9‬أعضاء متفاوتين بالمدة من ‪ 7-1‬سنوات» وتسير وتيرة التعيين على أساس خروج ؟ كل سنتين وتعيين ؟ بدًال منهم‬

‫جاء في المادة (‪ )1‬قانون المحكمة الدستوربة‪ .‬أ‪ .‬يشترط فيمن يعين عضوا في المحكمة ما يلي ‪ - 1.‬أن يكون أردنيًا وال يحمل )‪9‬‬
‫‪ .‬جنسية دولة أخرى ‪2.‬‬
‫أن يكون قد بلغ الخمسين من العمر ‪ . 3.‬أن يكون من أي من الفئات التالية اوًال ‪ :‬ممن خدموا قضاة في محكمتي التمييز والعدل‬
‫‪ ٠‬ثانيًا ‪ :‬من العليا‬
‫أساتذة القانون في الجامعات الذين يحملون رتبة األستاذية‪ .‬ثالثا ‪ :‬من المحامين الذين أمضوا مدة ال تقل عن خمس عشرة سنة في‬
‫المحاماة‪ .‬ب‪ .‬يجب أن‬
‫يكون أحد أعضاء المحكمة من المختصين الذين تنطبق عليهم شروط العضوية في مجلس األعيان على أن يكون قد بلغ الخمسين من‬
‫‪.‬العمر‬

‫حددت المادة (‪ )14‬شروط العضوية في مجلس االعيان حيث جاٍء فيها‪ " :‬يشترط في عضو مجلس االعيان زيادة على الشروط ‪0‬‬
‫المعينة في المادة (‪)75‬‬
‫من هذا الدستور ان يكون قد أتم اريعين سنة شمسية من عمره وان يكون من احدى الطبقات اآلتية‪ :‬رؤساء الوزراء والوزراء الحاليون‬
‫والسابقون ومن اشغل‬
‫سابقًا مناصب السفراء والوزراء المفوضين ورؤساء مجلس النواب ورؤساء وقضاة محكمة التمييز ومحاكم االستئناف النظامية والشرعية‬
‫والضباط‬
‫المتقاعدون من رّتبة امير لواء فصاعدًا والتواب السابقون الذين انتخبوا للنيابة ال اقل من مرتين ومن ماثل هؤالء من الشخصيات الحائزين‬
‫على ثقة الشعب‬
‫‪.‬واعتماده بأعمالهم وخدماتهم لالمة والوطن‬

‫‪46‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ؛ مجلة علمية محكمة تصدر عن عيادة البحث العلمئ والذراسات العلياء ‪1587 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫ومما يؤؤخذ على قانون المحكمة الدستورية أيضًا هو حصر اختصاصاتها بالرقابة على دستورية القوانين‬
‫واالنظمة وتفسير نصوص الدستور ‪-‬كما جاء في المادة (‪ )4‬من قانونهال)‪ -‬وال نرى مبررا بحصر هذه‬
‫االختصاصات في هذين االمرين فقطء حيث تجاهل المشرع اختصاصات اخرى هي من صميم وطبيعة عمل هذه‬
‫المحكمة؛ مثل الرقابة على مشاريع القوانين قبل اقرارها كوسيلة وقائية تجنبنا التشريع غير الدستوري؛ أو منح‬
‫المحكمة الرقابة على تعديل النصوص الدستورية في حال توجه مجلس االمة الى اجراء أي تعديل عليهاء تجنبًا‬
‫للتعارض بينها وبين النصوص الدستورية االخرى»؛ أو حتى ازالة أي تعارض فيما بين النصوص الدستورية عموما‬
‫‪.‬فيما لو وجدت‬

‫أما بخصوص إجراءات الطعن أمام المحكمة الدستورية فهي تتم أما بممارسة الطعن المباشر أو ممارسة‬
‫الطعن غير المباشرء حيث أعطى قانون المحكمة المذكور ممارسة الطعن المباشر لثالث جهات فقط‪ :‬مجلس‬
‫األعيان؛ ومجلس النوابء ومجلس الوزراء!"؛ والحقيقة فإن حصر حق الطعن المباشر لهذه الجهات الثالث أمرًا‬
‫منتقدًا؛ فلماذا ال يتم توسيع الجهات المسموح لها بالطعن المباشر أسوًة بالعديد من المحاكم الدستورية في الدول‬
‫االخرى؛ كأن يسمح المشرع مثًال‪ :‬للنقابات أو مؤسسات المجتمع المدني أو االفراد وكل ذي مصلحة بهذا الحق؛‬
‫الن حصره بهذه الجهات الثالث؛ فوت الفرصة على الكثير ‪-‬ممن يمكن لهم تصويب أي عوار دستوري‪ -‬التقدم‬
‫بهذا الطعن خاصة ان مساس القوانين غير الدستورية بهذه الجهات يكون اكثر من الجهات التي سمح لها‬
‫‪.‬بممارسة هذا الطعن‬

‫والمالحظ على الطعن المباشر من قبل الجهات الثالث أته لم ُيقّيِد بأي شرط سواء من قبل المشرع‬
‫الدستوري أو القانوني حيث تّم افتررض المصلحة والصفة والجّد ية؛ وبتقّز ر الطعن من إحدى هذه الجهات بقرار‬
‫يتخذه المجلس على َأْن ُيقَدم الطعن الى المحكمة الدستورية موقع من رئيس الجهة الطاعنة متضمنًا أسم القانون‬
‫أو النظام المطعون فيه ورقمه أو أي مادة أو أكثر منه ووجه المخالفة؛ وُيرسل نسخة من الطعن المقدم إلى‬
‫‪.‬الجهتين األخريين» وألّي منهما َأْن يقّد م رده للمحكمة خالل عشرة أيام من تاريخ تسليمة الطلب‬

‫أما بخصوص الطعن غير المباشر بعدم الدستورية؛ فقد أعطى المشرع هذا النوع من الطعن أل طرف‬
‫من أطراف أي دعوى منظورة أمام المحاكم بشتى أنواعها ودرجاتها من خالل الدفع بعدم دستورية أي قانوٍن أو‬
‫نظام واجب التطبيق على الدعوى المنظورة‪ .‬وهذا ما نصت عليه المادة (‪ )18‬من الدستورء التي جاء فيها‪' :‬في‬
‫الدعوى المنظورة أمام المحاكم يجوز ألٍّي من أطراف الدعوى إثارة الدفع بعدم الدستورية؛ وعلى المحكمة إْن‬

‫جاء في المادة (‪ )4‬من قانون المحكمة الدستورية‪ " :‬تختص المحكمة بما يلي‪ :‬أ‪-‬الرقابة على دستورية القوانين واالنظمة النافذة ب‪0 -‬‬
‫تفسير نصوص‬
‫"الدستور‬
‫‪ (١.‬من الدستور االردني‪ )1‬المادة_)‬

‫‪47‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ‪ ,‬مجاة علمية محّك ة تصدر عن عادة البحث العلم والدراسات العلياء ‪15577 7436-2519‬‬
‫لمجلد (‪ )7‬المحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬
‫وجدت أّن الدفع ِح ّد ُي؛ ُتحيله إلى المحكمة التي ُيحّندها القانون لغاية البت في أمر إحالته إلى المحكمة‬
‫‪".‬الدستورية‬
‫يتبّين لنا من هذا النص أته يجوز الدفع غير المباشر بعدم دستورية أي قانون أو نظام؛ أو أي نص‬
‫‪:‬منهما إذا توافرت الشروط التالية‬
‫‪ ١.‬وجود دعوى منظورة أمام المحاكم األردنية بشتى أنواعها ودرجاتها‪-‬‬
‫‪.‬أن يقوم أي من أطراف الدعوى بإثارة الدفع مباشرة أمام المحكمة الناظرة للدعوى ‪"-‬‬
‫‪.‬جدية الدفع الُم ثار أمام المحكمة ‪-‬‬
‫وقد ترك المشرع الدستوري للمشرع العادي عند وضع القانون الشروط واإلجراءات الخاصة بالطعن غير‬
‫‪.‬المباشر وإضافة ما يراه من شروط تعّز ز هذا الدفع‬
‫وبالتفصيل فإّن المشّر ع منح أي طرف من أطراف دعوٌّى منظورًة أمام المحاكم األردنية على اختالف‬
‫أنواعها ودرجاتها حق الدفع بعدم دستورية أي مادة أو أكثر من قانوٍن أو نظام مطبق في الدعوىء والمشرع هنا لم‬
‫ُيميز بين الشخص الطبيعي أو االعتباري أصيًال كان أو ُم تدخًال؛ واعتبر ُكًال منهما صاحب حق في الطعن؛‬
‫‪.‬وصاحب مصلحٍة في نفس الوقت‬
‫وبتضح لنا من خالل هذا النص بأّن المشّر ع لم يستثن أي دعوى من أحكام الدفع بعدم الدستورية سواًء‬
‫كانت مدنية أو إدارية أو جزائية؛ ولم يشترط كذلك نوع المحكمة الناظرة للدعوى سواء نظاميًة كانت أو خاصٌة أو‬
‫"(‪.‬دينيٌة‪ ,‬وبكافة درجاتها‬
‫ويقدم الدفع بعدم الدستورية أمام المحكمة الناظرة للدعوى بموجب مذكرة ُم ِبِيٌن فيها اسم القانون أو النظام‬
‫أو المادة والمواد المطلوب الدفع بعدم دستوربتهاء وعلى المحكمة الناظرة للدعوى الرد على طلبه في مدة ال تزيد‬
‫على خمسة عشر يومًا من تاريخ تقديم هذا الدفع؛ فاذا وجدت ان الدفع جدي اوقفت النظر في الدعوى واحالته‬
‫لمحكمة التمييز التي بدورها تنظر مدى جدية ومنطقية هذا الطلب قبل احالته للمحكمة الدستورية؛ واذا وجدت‬
‫محكمة الموضوع خالف ذلك فلها عدم اجابة الطلب ولمقدم الطلب الطعن بقرار المحكمة مع الحكم بموضوع‬
‫الدعوى؛ وجاء ذلك في المادة (‪/١١‬ج) من قانون المحكمة بأنه‪ ..." :‬إذا وجدت المحكمة الُم ختصة الناظرة‬
‫للدعوى أّن القانون أو النظام الذي أثير الدفع بعدم دستوريته واجب التطبيق على موضوع الدعوى» وأن الدفع‬
‫جّد ي؛ توقف المحكمة النظر في الدعوى وتحيل الدفع إلى محكمة التمييز لغايات البث في أمر إحالته إلى‬
‫‪".‬المحكمة؛ ويكون قرار المحكمة الناظرة للدعوى بعدم اإلحالة قابًال للطعن مع موضوع الدعوى‬

‫أثير حق الطعن بالطعن بعدم الدستورية إذا كان الناظر للمحكمة هيئة ذات اختصاص قضائي‪ .‬ولكن اإلجابة القاطعة أتت بالنفي وذلك )‬
‫عمًال بالنص‬
‫‪ ١٠١ ١١‬والذي ُيشير إلى أّن الطعن بعدم الدستورية يكون في الدعاوى المنظورة أمام الدستوري في المادة (‪ )10‬والنص القانوني بالمواد‬
‫‪.‬المحاكم‬

‫‪48‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ‪ ,‬مجاة علمية محّك ة تصدر عن عادة البحث العلم والدراسات العلياء ‪15577 7436-2519‬‬
‫لمجلد (‪ )7‬المحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫وهنا يجب أن نقف عند شرط الجدّية لإلحالة من المحكمة المختصة الذي أورده الدستور في المادة‬
‫؛ حيث جاء فيه‪ ..." :‬وعلى المحكمة إذا وجدت أّن الدفع جّد ي ُتحيله إلى المحكمة التي ُيحّتدها القانون"؛)‪(7/1‬‬
‫وقد تّم تحديدها في قانون المحكمة حيث ورد النص على أْن تكون المحكمة هي محكمة التمييز حيث تنعقد بهيئٍة‬
‫ثالثيٍة على األقل وتصدر قراراتها خالل شهر من تاريخ ورود الدعوى إليهاء وإذا وافقت على اإلحالة فتقوم بتبليغ‬
‫‪.‬األطراف بذلك؛ وبستمر وقف نظر الدعوى إلى حين البت في الدفع من قبل المحكمة الدستورية‬

‫وكرست الجدية المادة (‪/١١‬ج‪ )١/‬من قانون المحكمة؛ ولكن ما هو المقصود بالدفع الجّد ي؟ فقد قيل أن‬
‫الدفع الجّد ي هو الدفع الذي ال يستهدف إطالة أمد النزاع في الدعوى الموضوعية المنظورة؛ ومن هنا فالدفع الذي‬
‫ُيقصد منه المماطلة والتسويف والذي ال جدوى منه وغير مؤثر كل ذلك ُيعٌد دفعًا غير جّد ي‪ !.‬وقد َأَبدى جانبًا‬
‫من الفقه اهتمامه بتحديد الجّد ية حيث اشترط أن يكون الدفع ُم نتجًا في الفصل في الدعوى!"؛ وأن يكون هناك‬
‫!‪.‬اختالفًا في وجهات النظر حوله ؛ ويكفي أن تكون المسألة الدستورية محل شك‬

‫وفي المادة (‪/11‬د) أ" من القانون ذاته؛ اشار المشرع إلى الدفع بعدم الدستورية الذي ُيثار أمام محكمة‬
‫العدل العليا التي يتوجب عليها بعد التيقن من جدية هذا الدفع احالته الى محكمة التمييز لتقرر االخيرة احالته‬
‫للمحكمة الدستوربة أم ال ومن خالل قراءة الفقرة (د) يتضح أَن المشّر ع أشار إلى محكمة العدل العلياء في حين‬
‫أن قانون القضاء اإلداري انشًا بديًال عنها محكمة باسم محكمة القضاء االداري على درجتين؛ بحيث ُتسمى‬
‫‪.‬الدرجة األولى المحكمة اإلدارية والدرجة الثانية والنهائية المحكمة اإلدارية العليا‬

‫وعليه فإّن إحداث درجتين للقضاء اإلداري جعل من الممكن جدًا أن ُيثار الدفع ألول مّر ٍة أمام المحكمة‬
‫اإلدارية وهي محكمة الدرجة األولى؛ وهنا نتمنى على المشرع َأْن ُيشير إلى أّن الدفع الُم ثار يجب أن ُيحّو ل بعد‬
‫التأكد من جّد يته إلى المحكمة اإلدارية الُعليا وليس للتمييز بحيث تنعقد بهيئة ثالثية على األقل وتبت في األمر؛‬
‫فإن رفضت قبول اإلحالة ُتعيدة للمحكمة اإلدارية؛ وإْن قبلت وتأكدت من الجّد ية فتحيله مباشرة إلى المحكمة‬
‫الدستورية؛ وليس الى محكمة التمييز توافقًا مع الفصل بين القضاء اإلداري والقضاء العادي؛ كما ويجب على‬
‫المشرع من ناحية ثانية أن يعطي الحق للمحكمة اإلدارية العليا في اإلحالة المباشرة للمحكمة الدستوربة إذا كان‬
‫‪.‬الدفع قد أثير أمامها ألول مزة‬

‫أما فيما يتعلف بالرسوم التي فرضها المشرع في المادة (‪ )7‬من نظام رسوم الدفع بعدم الدستورية رقم‬
‫‪ )15 (١‬دينارًا من بحيث يستوفى عند تقديم مذكرة الدفع بعدم الدستورية ألول مّرة رسم مقدار‪ (١١ 70٠7‬لسنة)‬
‫‪ ١١١7١‬الباز؛ علي السيد؛ مرجع سابق؛ ص‬
‫‪.‬الشاعر» رمزي» مرجع سابق؛ ص ‪88 +‬‬
‫‪ .‬النسورء فهد أبو العثم؛ القضاء الدستوري بين النظرية والتطبيق؛ دار الثقافة للنشر والتوزيع؛ عمان؛ ‪ ©7016‬ص‪74 60‬‬

‫جاءت هذه الفقرة عندما كان القضاء االداري في االردن على درجة واحدة ممثًال بمحكمة العدل العليا وقبل استحداث محكمة القضاء‬
‫االداري على درجتين‬
‫‪ 70٠6‬بموجب قانون القضاء اإلداري رقم‪ )77( :‬لسنة‬

‫‪49‬‬
‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ؛ مجلة علمية محكمة تصدر عن عيادة البحث العلمئ والذراسات العلياء ‪1587 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫الذي يتقدم بهذا الدفع‪ .‬كما يستوفى مقدار الرسم ذاته في حال الطعن بقرار عدم إجابة الدفع من محكمة الموضوع‬

‫إلى محكمة االستئناف أو التمييزء وهذا الرسم واجب األداء ابتداء عند إثارة الدفع بعدم الدستورية أمام محكمة‬

‫الموضوع‪ ,‬وإّن أي إجراء تقوم به المحكمة قبل دفع الرسم ُيعد باطًال‪ .‬وال يعفى منه من تثبت جدية المخاصمة‬

‫القضائية؛ كما أّن دفع الرسم ألول مّز ة أمام محكمة الموضوع ال يعفي من دفع الرسم مز ثانيًة عند الطعن بقرار‬

‫‪.‬عدم إحالة الدفع أمام محكمة االستثناف أو التمييز‬

‫وفي هذا الشأن نتمنى على المشرع إعفاء الطاعن بدستورية أي نص من الرسوم المقررة طالما أن محكمة‬

‫الموضوع وجدت في الطعن جدية تبرره؛ وظهرت هذه الجدية جليًا من خالل اجابة محكمة التمييز له؛ خاصة اذا‬

‫أخذت المحكمة الدستورية بصحة ما ذهب اليه هذا الطعن؛ وخطا ما ذهب اليه المشرع‪,‬؛ وبالتالي ليس من العدالة‬

‫تحميل الطاعن أي رسوم قضائية تجاه خطًأ تشريعي؛ خاصة أننا ال نرى ان دفع الرسوم هو الفيصل الوحيد‬

‫للتعبير عن جدية الطاعن بل على العكس يمكن لمن اراد التسويف ان يطعن ويدفع الرسوم المقررة للمماطلة‬

‫وكسبا للوقت؛ وان كان وال بد من الرسوم فبالحد االدنى اعفاء الطاعن من الرسوم في حال اكدت المحكمة‬

‫‪.‬الدستورية صحة الطعن الذي تقدم به‬

‫‪:‬الخاتمة‬

‫تناولت الدراسة آلية الطعن بدستوربة القوانين في األردن من خالل دراسة النماذج السائدة في عدد من‬

‫‪.‬الدول وخلصت إلى النتائج والتوصيات اآلتية‬

‫‪:‬النتائج‬

‫‪ ١‬أخذ المشرع بأسلوب الرقابة القضائية رغم اختالف مؤهالت أعضاء المحكمة الدستورية‪-‬‬

‫"‪ -‬حّد د المشرع اختصاص المحكمة الدستورية على سبيل الحصر مما يحرمها من بسط رقابتها على العديد من‬
‫الجوانب الدستورية في النظام القانوني األردني كالرقابة على دستورية مشاريع القوانين أو التعديالت الممكنة‬
‫‪.‬على نصوص الدستور نفسه‬

‫*‪ -‬جعل المشرع محكمة التمييز بوابة المرور للمحكمة الدستورية مّم ا أضفى عليها محكمة دستورية سلبية؛‬
‫خاصة أمام الطعون المثارة أمام القضاء اإلداري رغم أّن األصل الفصل بينها وبين القضاء اإلداري وعدم‬
‫‪.‬تبعية احداهما لألخرى‬

‫؛‪ -‬فرض المشرع رسوم إضافية على المتقاضيين لقاء الطعن أمام المحكمة الدستورية مما ُيشكل عائقًا اضافيًا‬
‫للجوء إليهاء باعتبار ان دفع الرسوم يعبر عن الجدية في الطعن بينما تبرز الجدية من خالل الدعوى‬
‫‪.‬المنظورة أمام القضاء‬

‫‪50‬‬
‫رحب‬

‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ؛ مجلة علمية محكمة تصدر عن عيادة البحث العلمئ والذراسات العلياء ‪1587 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫حصر المشرع حق الطعن المباشر بالسلطة التنفيذية والتشريعية ومجلس الوزراء حارمًا مؤسسات المجتمع‬
‫‪.‬المدني والنقابات واألفراد من هذا الحق رغم مساس القوانين بهم اكثر ممن منحوا هذا الحق‬

‫‪:‬التوصيات‬
‫‪:-‬نتمنى على المشرع الدستوري والعادي االخذ بالتوصيات االتية‬

‫‪-١‬‬
‫‪-‬‬

‫‪.‬قصر عضوية المحكمة الدستورية على المتخصصين بالقانون فقط دون أن تتضمن عضوًا غير قانوني‬
‫التوسع في االختصاصات الممنوحة إلى المحكمة الدستورية» وليس االقتصار فقط على الرقابة على دستورية‬
‫القوانين وتفسير الدستورء كالنظر في مشاريع القوانين ومراجعة نصوص الدستور عند إجراء أي تعديٍل عليه‬
‫‪.‬تجنبًا ألي تعارض محتمل بين نصوصه‬

‫تعديل المادة (‪/11‬ج‪ )1/‬من قانون المحكمة الدستورية؛ بحيث تحل المحكمة االدارية العليا محل محكمة‬
‫التمييز بخصوص الطعون المقدمة امام القضاء االداريء وذلك بإحالة الطعن المثار بعدم الدستورية أمام‬
‫المحكمة اإلدارية إلى المحكمة اإلدارية العليا وتشكيل هيئة ثالثية لدى االخيرة لهذه الغاية؛ ومنها مباشرًة الى‬
‫‪.‬المحكمة الدستورية دون المرور بمحكمة التمييزء توافقا مع مبدأ الفصل بين القضائين‬

‫إعفاء الطعون الفرعية المثارة أمام القضاء بعدم الدستورية من األفراد من الرسوم القضائية إذا توفرت الجدية‬
‫في الطعن من خالل السير بالدعوى المنظورة ومن خالل استجابة محكمة الموضوع لهذا الطعن والسير به‬
‫حسب االصول وصوًال للمحكمة الدستورية؛ أو بالحد االدنى إعفاء الطاعن من الرسوم في حال ثبت صحة‬
‫‪.‬الطعن الذي تقدم به بحكم من المحكمة الدستورية‬

‫السماح للنقابات ومؤسسات المجتمع المدني واألفراد وكل ذي مصلحة؛ بالطعن المباشر بدستورية القوانين‬
‫‪.‬أمام المحكمة مباشرًة؛ لما لذلك من انعكاس ايجابي علي دستوربة القوانين واالنظمة‬

‫‪51‬‬
‫انفد‬

‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ؛ مجلة علمية محكمة تصدر عن عيادة البحث العلمئ والذراسات العلياء ‪1587 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫المصادر والمراجع‬

‫‪ ٠‬أبو زيد؛ محمد عبد الحميد؛ مبدًا المشروعية وضمان تطبيقه؛ النسر الذهبى للطباعة» القاهرة ‪.7٠7‬‬

‫‪.‬أحمد سعيد» عصام» الرقابة على دستورية القوانين (دراسة مقارنة)؛ المؤسسة الحديثة للكتاب؛ لبنان ط‪1‬ء ؟‪701‬‬
‫‪ .7٠0٠‬أحمد محمد أمين» حدود السلطة التشريعية (دراسة مقارنة)؛ رسالة دكتوراه» جامعة القاهرة‬

‫‪ ٠‬اندرية هوريو» القانون الدستوري والمؤسسات السياسية الدستورية؛ ترجمة على مقّلد؛ شفيق حداد؛ عبد الحسن سعدء اإلصابة‬

‫‪ ١5/97‬للنشرء بيبروت»؛ طك‬

‫‪ .‬البازء على السيد الرقابة على دستورية القوانين فى مصر (دراسة مقارنة) دار الجامعات المصرية؛ القاهرة باحق‬
‫‪ ٠‬البحري» حسن مصطفى؛ الرقابة المتبادلة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية كضمان لنفاذ القاعدة الدستورية (دراسة‬

‫‪ .٠٠١7‬مقارنة) رسالة دكتوراه» جامعة عين شمس؛‬

‫‪ ٠‬بدوي؛ ثروت؛ موجز القانون الدستوريء دار النهضة العربية القاهرة لفاس‬
‫‪ ٠‬بسيوني؛ عبد الغني عبد الله النظم السياسية والقانون الدستوري؛ اإلسكندرية؛ منشأة المعارف» ‪15417‬‬
‫‪ .٠‬الجرفء طعيمة؛ القانون الدستوري ومبادئ النظام الدستوري في الجمهورية المتحدة؛‪-‬الكتاب األول‪-‬؛ النظرية العامة‬

‫‪.‬للقانون الدستوري» دار المحامي للطباعة» القاهرة؛ (د‪.‬ت)‬


‫‪ .٠ .٠٠١٠8‬الخطيب؛ نعمان؛ الوسيط في النظم السياسية والقانون الدستوري؛ دار الثقافة للنشر والتوزيع» ط‪17‬؛ عمانء‬
‫خليل» محسن» القانون الدستوري والنظم السياسية؛ منشأة المعارف؛» االمكندرية؛ ‪1587‬‬
‫رأفت» وحيد» إبراهيم» القانون الدستوري» المطبعة العصرية» القاهرة؛ ‪. 1571‬‬
‫‪» .٠٠٠١‬سالمان؛ عبد العزيز محمد» نظم الرقابة على دستورية القوانين (دراسة مقارنة)؛ مطبعة سعد سمك؛ ‪.‬‬
‫السنهوري؛ عبد الرزاق أحمدء مخالفة التشريع للدستور واإلنحراف في استعمال السلطة التشريعية؛ مجلة مجلس الدولة؛‬
‫‪.‬السئة (©)» دار النشر للجامعات المصرية» القاهرة؛ يناير» ‪1587‬‬
‫الشاعرء رمزي» النظرية العامة للقانون الدستوري» دار النهضة العربية؛ القاهرة» ط ‪1987‬‬
‫‪.‬الشريف» عزيزه؛ دراسة في الرقابة على دستورية التشريع؛ جامعة الكويتء ‪. 1986‬‬
‫عدد ‪١‬ء‪ ٠4‬شطناوي؛ علي؛ تفسير المجلس العالي للنصوص الدستورية؛ مجلة دراسات علوم الشريعة والقانون؛ مجلد ‪.‬‬
‫ا‬
‫‪ .٠٠٠4‬شكري» علي يوسف؛ مبادئ القانون الدستوري والنظم السياسية؛ ط ‪.‬‬
‫شيحاء إبراهيم»؛ الوجيز في النظم السياسية والفانون الدستوري» دراسة تحليلية للنظام الدستوري اللبناني؛ الدار الجامعية‬
‫‪.‬للنشر والتوزيع؛ بيروت» (د‪.‬ت)‬
‫‪» ٠588‬الطماوي»؛ سليمان» النظم السياسية والقانون الدستوري» دراسة مقارنة؛ القاهرة» مطبعة عين شمس‬
‫عبد العال» محمد حسين القانون الدستوري واألنظمة السياسية» دار النهضة؛ مطبعة جامعة القاهرة؛ ‪1947‬‬
‫عبد العظيم عبد السالم عبد الحميد؛ الرقابة على دستورية القوانين (دراسة مقارنة)؛ اللواء للطبع والتوزيع» شبين الكوم‬
‫‪11‬‬
‫عصفور» سعدء المبادئ األساسية في القانون الدستوري والنظم السياسية؛ منشأة المعارف» اإلسكندرية» ‪1986‬‬

‫‪52‬‬
‫فا‬

‫الف‬

‫مجلة جامعة الحسين بن طالل للبحوث ‪ ,‬مجلة علمية محكة تصدر عن عبادة البحث العلمئ والدراسات العلياء ‪1597 7436-2519‬‬
‫المجلد (‪ )7‬الملحق(‪ )4‬لعام ‪2021‬م‬

‫‪.‬العطارء فؤاد؛ النظم السياسية والقانون الدستوري» دار الهرم العلمية»؛ القاهرة‬
‫‪.‬الغالي» كمال» مبادئ القانون الدستوري والنظم الدستورية؛ منشورات جامعة دمشق؛ ‪1994‬‬
‫فتح الباب» ربيع أنورء الرقابة على أعمال السلطة التشريعية ودور المجلس الدستوري في فرنساء دار النهضة العربية؛‬
‫‪ ٠٠٠١ .‬القاهرق‬
‫كمال أبو المجدء أحمدء الرقابة على دستورية القوانين في الواليات المتحدة األمريكية واإلقليم المصريء رسالة دكتوراه؛‬
‫جامعة القاهرة ‪197668‬‬
‫متولي» عبد الحميد» القانون الدستوري واألنظمة السياسية؛ المقارنة بالمبادئ الدستورية في الشربعة اإلسالمية» منشأة‬
‫‪.‬المعارف؛ اإلمكندرية» ‪1994‬‬

‫‪ ١6‬محفوظ عبد المنعم» عالقة الغرد بالسلطة (دراسة مقارنة) المجلد (‪ )7‬طاء عالم الكتب للنشرء القاهرق ‪.‬‬
‫‪ .٠‬مدانات» ؛ نفيس» ؛ المجلس العالى لتفسير الدستور هل هو محكمة دستورية؛ بحث منشور فى مجلة دمشق للعلوم االقتصادية‬

‫عدد ‪ ٠87‬القانونية؛ مجلد‬ ‫‪١١١‬‬

‫‪ .٠‬مرزد إسماعيل» مبادٌئ القانون الدستوري والعلم السياسى؛ ط ؟ء دار المالك للنشرء (د‪.‬ع) ىم‬

‫المومنى» صباح موسى» الرقابة على دستورية القوانين» دراسة مقارنة تحليلية؛ الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع» طاء‬
‫ااا‬

‫افر النسورء فهد أبو العثم» القضاء الدستوري بين النظرية والتطبيق؛ دار الثقافة للنشر والتوزيع» عمان» ‪7‬‬
‫‪ ١7‬حر الوحيدي؛ فتحى؛ ضمائنات فاذ الفواعد الدستورية؛ رسالة دكتوراه؛ جامعة القاهرق‬
‫‪:‬المراجع األجنبية‬

‫‪. 0051100,‬ا عاك ع العصصفناه ا سنال‪ 12 301-63‬بطعقاتءا كموا‪ ١8‬ابه عاا ‪001051 01000‬عمأدن‬

‫‪, 1989.‬كايهم حماا‪ 08‬بططثااف ‪ 7‬كعنوزامنمفع‪1‬ومنا ‪(:‬ن‪ )0.‬لتعزااو‪0‬‬


‫ال‪ ©.‬بطمثااهه ‪ 0056| 6005000002, 5‬ما ‪:‬با) مزائطظ آه با) نور‪.1991 ,0815 ,].‬‬

‫‪ 00500000021, 1947.‬أأدضك وك عانهامعصضعاع اعسصقاا ‪660196 702:‬‬

‫ب« با ا ب‬

‫‪ 1928.‬عزاطام ‪ 01016‬ناك‬

‫‪, 815,20 60,1947.‬ا‪0002‬نان‪ 005‬اتذضك عه اعسمقاا ‪ 072-:‬عا صعزاال ‪5.‬‬

‫‪ 6‬اونا ‪ 586,‬ك‪/‬اطقاك القنمفه ‪,‬اعصطماناتك‪0‬فه انافك و كا‪, 0606‬تنقيا مدقاال ‪6.‬‬


‫بأفاتالره؟ عننما ‪ 22‬دصونتاامع ‪.1992 ,05‬‬

‫‪1١0008 0‬نانة‪ 00059‬أدص عه كدتقهاامنمع كعاماع‪ )11.11(, 00‬طح بصم اعدعناا ‪7.‬‬
‫ل‪.6.‬ا‪.1977 ,205 ,.‬‬

‫عال بام ‪7 10‬أمعصعنوو مقوتعصسم ما ممتاعنمدصادا؟ رق اعمة ووه ‪١/0016 19518.‬‬

‫‪, ©...,‬كااقم ‪ 800150210776,‬أأذضك 'علرواسواونا م أن ‪,‬و‪, 1601‬ا‪9. 6028/١‬‬


‫ال‬ ‫‪1984.‬‬

‫بيه ذا كمقه ‪,‬عا‪ 6810000105100 2‬انال ‪.‬قا فك ©أرمطتعمابك كأمعصصعاط ‪:‬اعدصداا بعطااد‪/‬اا ‪10.‬‬

‫‪1928.‬‬

‫‪53‬‬

You might also like