You are on page 1of 63

‫ا‬

‫ماسو‬
‫القانون والممارسة القضائية‬
‫الفصل األول‬ ‫جاهحة محهد الخاهههال بالرباط أدالنيا*ال ‪ ٧‬ل‪-‬‬
‫ال‪٠‬اااااالا‪1‬ا‪ .١٤1‬خ‪٠٢١،11‬ا‪|١‬ااال‬
‫زعا‪13‬ط اء <‪011011١|٩110‬ا‪0‬ال‪|٩‬ل‪٢1‬الل اه‪0€‬ء‪», 8)1‬ه خا‬

‫وحدةالقضا‪۶‬االدادي‬

‫صفحة مستجدات الساحة القانونية‬


‫عرض صت عنوان‬

‫اشكالية تعفين األحكام الققايهة‬


‫العادوة في موايمة اداوة‬
‫صت إشراف األسنتان‪:‬‬
‫د‪ ٠‬عبدالحافظ ادمينو‬

‫من إعدادالطبة‪ :‬معاناألنصادي‬


‫عبدانجيدامحاللي عبدالصمدغناج اسامة بنشيخ‬

‫‪.‬الموسمانجامعي‪-2018/2017 :‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫قفزة نوعية من أجل ترسيخ مب ادئ المش روعية وس يادة الق انون حيث أص بحت‬ ‫شكل صدور القانون ‪41.90‬‬
‫الدولة شأنها شأن باقي األفراد خاضعة للقانون وملزمة بتطبيقه‪ .‬وهذا يقتضي منها احترام وتنفيذ قوة األمر المقض ي ب ه‬

‫ما دامت هي المسؤولة على فرض هيب ة وقدس ية القض اء‪ .‬فالقض اء اإلداري من ذ بدايت ه عم ل على إص دار العدي د من‬

‫األحكام والقرارات القضائية التي أقرت مسؤولية الدولة والمؤسسات العمومية‪ ،‬إال أن هذه األحك ام والق رارات تبقى في‬

‫غالب األحيان عصية عن التنفيذ‪.‬‬

‫فالتنفيذ هو لحمة الحكم وسداه‪ ،‬إذ ال فائدة للقانون من دون تطبيق‪ ،‬وال قيمة للحكم من دون نفاذ‪ ،‬وه و يمث ل أهم‬

‫مرحلة من مراحل التقاضي والتي غالبا ما تكون عسيرة ومضنية وطويلة األمد‪ ،‬فبدون التنفيذ تصير األحك ام القض ائية‬

‫عديمة الجدوى والفعالية ويفقد الناس ثقتهم في القضاء ويدب اليأس في نفوسهم وتعم الفوضى وينعدم األمن واالس تقرار‬

‫في المجتمع‪ ،‬ويؤدى األمر إلى ""تفكير آخر وهو انحالل الدولة"" كما قال الراحل الحسن الثاني رحمه اهللا‪.‬‬

‫فبقاء األحكام والقرارات القضائية دون تنفيذ ه و ض رب في مب دأ الش رعية في الدول ة‪ ،‬فم اذا يج دي أن يجته د‬

‫القاضي اإلداري في إيجاد الحلول الناجعة بما يتالءم وصون الحقوق والحري ات المش روعة إذا ك ان أحكام ه مص يرها‬

‫"الموت"‪ ،‬فما يطمح إليه كل متقاض من رفع دعواه لدى القضاء اإلداري ليس هو إغن اء االجته اد القض ائي في الم ادة‬

‫اإلدارية بل استصدار حكم لصالحه يحمي المعتدى عليه من طرف اإلدارة مع ترجمة منطوقه على أرض الواقع بتنفيذه‬

‫‪.‬‬

‫فاحترام الدولة لما يصدر عن السلطة القضائية من أحكام وقرارات هو تعب ير عن م دى تق دم الدول ة وتطوره ا‪،‬‬

‫فقد عرضت على رئيس وزراء بريطانيا "ونستون تشرشل" أيام الحرب العالمية‬

‫‪ -1‬محمد قصري‪ ،‬تنفيذ األحكام اإلدارية "الغرامة التهديدية" "الحجز"‪ ،‬مجلة رسالة المحاماة عدد مزدوج ‪ ،31-30‬دجنبر ‪ ،2009‬دار القلم للطباعة والنشر‬

‫والتوزيع الرباط‪ ،‬ص‪53 ،‬‬


‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫الثانية قضية بحكم قضى بمنع تحليق الطائرات العسكرية أثناء انعقاد الجلسات نظرا لإلزعاج الذي تسببه‪ ،‬فك ان جواب ه‬

‫أن قال‪"" :‬ال بد من تنفيذ الحكم فإنه أهون أن يكتب الت‪HH‬اريخ أن انجل‪HH‬ترا ه‪HH‬زمت في الح‪HH‬رب من أن يكتب أنه‪HH‬ا امتنعت‬
‫‪2‬‬
‫عن تنفيذ حكم قضائي""‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن إشكالية تنفيذ األحكام القضائية هي ليست ظاهرة جدي دة ب ل ظ اهرة له ا امت داد ت اريخي‬

‫حتى في الدول التي تعت بر ديمقراطي ة وتح ترم الق انون‪ ،‬وال أدل على ذل ك تل ك المقول ة المش هورة لل رئيس األم ريكي‬

‫األسبق جاكسون سنة ‪ 1832‬لما أصدر قاضي مشهور اسمه مارشار قرارا ضد الدولة فجاء الرئيس األمريكي وقال‪:‬‬

‫القاضي مارشال أصدر هذا القرار فقولوا له أن ينفذه أن استطاع‪.‬‬

‫من الدس تور ‪ ،‬إال أن إش كالية امتن اع‬ ‫فبالرغم من جع ل تنفي ذ األحك ام ملزم ا للجمي ع من خالل الفص ل ‪126‬‬
‫اإلدارة عن تنفيذ األحكام الصادرة في مواجهتها ال تزال قائمة رغم اإلنخفاظ الملحوظ لنس بها حيث أن نس ب المنف ذ من‬

‫األحكام الصادرة ضد اإلدارة انتقلت من ‪29.26‬ه‪/‬ه ستة ‪ 2006‬إلى ‪46.02‬ه‪/‬ه سنة ‪ 2011‬لتصل س نة ‪2016‬‬
‫إلى حوالي ‪67.27‬ه‪/‬ه‪ ،5‬وهي نسب تفيد أن هناك جهود حثيثة من طرف كل المعنيين لتجاوز ه ذه اإلش كالية‪ ،‬إال أن ه‬

‫مع ذلك تبقى قائمة وتخلف آثار سلبية على حقوق المواطنين وتزرع الشك والريبة في مشروعية دولة الحق والقانون‪.‬‬

‫وخالفا للمشرع المغربي الذي تساهل كثيرا في هذا الموضوع‪ ،‬نجد مجموعة من الدول تع املت بح زم م ع ه ذه‬

‫الظاهرة من خالل تجريم اإلمتناع عن تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد الدول ة كم ا ه و علي ه األم ر في مص ر من‬

‫لسنة ‪1952‬؛ الذي يع اقب ب الحبس والع زل‬ ‫خالل المادة ‪ 123‬من قانون العقوبات والمعدلة بالقانون رقم ‪103 8 7‬‬
‫لكل موظف عمومي استعمل سلطة وظيفته في وقف تنفيذ األوامر الصادرة عن الحكومة أو أحكام الق وانين والل وائح أو‬

‫تأخير تحصيل األموال والرسوم‪ ،‬أو وقف تنفيذ حكم أو أمر صادر من أية جعة مختصة‪ ،‬كذلك يعاقب ب الحبس والع زل‬

‫‪ -27‬حميد أمالل‪ ،‬إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارة الصادرة في مواجهة اإلدارة‪ ،‬رسالة لنيل دبل وم الدراس ات العلي ا المتخصص ة في الق انون الخ اص‪ ،‬جامع ة‬
‫من الدس تور‪:‬‬ ‫محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة السويس ي الرب اط‪ ،‬الس نة الجامعي ة ‪ ،2009/2008‬ص‪ - 3/2 :‬الفص ل ‪126‬‬
‫"األحكام النهائية الصادرة عن القضاء ملزمة للجميع‪.‬‬
‫يجب على السلطات العمومية تقديم المساعدة الالزمة أثناء المحاكمة‪ ،‬إذا صدر األمر إليها بذلك ويجب عليها تقديم المساعدة على تنفيذ األحكام‪"".‬‬

‫‪ 8‬للمزيد من المعلومات حول التوجهات الدستورية في مجال تنفيذ األحكام اإلدارية‪ ،‬انظ ر مق ال لألس تاذ محم د ص قلي حس يني‪ ،‬بعن وان ‪:‬‬
‫التوجهات الدستورية في مجال تنفيذ األحكام اإلدارية وآفاق تطبيقها‪.‬‬
‫— في تقرير لمؤسسة الوسيط جاء فيه أنه سنة ‪ 2011‬توصلت المؤسسة بحوالي ‪ 11‬شكاية بعدم تنفيذ األحكام الصادرة ضد اإلدارة أي بنسبة ‪ 0^6‬من األحكام الصادرة في‬

‫مواجهة اإلدارة لم تنفذ‪ ،‬مع العلم أن هذا الرقم يبقى ضئيل مع ما ال يتم تنفيذه خالل السنة والذي ال يصل لعلم هذه المؤسسة‪ ،‬حيث أن اللجوء إليها اختياري فقط وفي غ الب األحي ان ال‬
‫يسفر عن نتائج ‪.‬‬

‫— جمعية عدالة‪ ،‬األمن القضائي وجودة األحكام‪ ،‬ص‪.77 :‬‬

‫‪3‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫كل موظف امتنع عمدا عن تنفيذ حكم مما ذكر‪ ،‬بعد مضي ثمانية أيام منذ إنذاره على يد محضر إذا ك ان تنفي ذ الحكم أو‬

‫األمر داخال في اختصاص الموظف‪.‬‬

‫أما فرنسا فقد عالجت هذه اإلشكالية عبر ثالثة مراحل بدءا بإحداث لجنة التقرير والدراسات سنة ‪ 1963‬وهي‬

‫لجنة قضائية على صعيد مجلس الدولة أسندت لها مهمة النظر في تظلمات المواط نين من الص عوبات ال تي يص ادفونها‬

‫أثناء تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الدولة في مواجهة اإلدارة‪ ،‬إال أن دورها المحدود وعدم ق درتها على الح د من‬

‫والمع دل في‬ ‫هذه الظاهرة دفع المشرع الفرنسي إلحداث مؤسسة الوسيط بمقتضى قانون ص ادر في ‪ 3‬ين اير ‪1973‬‬
‫والذي خوله سلطة توجيه أوامر لإلدارة قصد تنفيذ بعض األحكام التي امتنعت عن تنفيذها أو كانت سببا‬ ‫دجنبر ‪1976‬‬
‫في عرقلة تنفيذها‪ .‬إال أن ه ذا لم يمن ع اإلدارة من التم ادي في ه ذا االمتن اع‪ ،‬فلج أ المش رع الفرنس ي العتم اد أس لوب‬

‫والتي يمكن أن تمتد إلى الموظ ف ال ذي تس بب في ع دم التنفي ذ‬ ‫الغرامة التهديدية بمقتضى قانون ‪ 16‬يوليوز ‪1980‬‬
‫وذلك في إطار المسؤولية التأديبية والمالية للموظف من خالل تقديمه لمحكمة التأديب والمحاسبة المالية ‪.‬‬

‫وفي المغرب تظل هذه اإلشكالية قائمة لعدة أسباب وم بررات األم ر ال ذي دف ع مع ه القض اء اإلداري لالجته اد‬

‫وعيا منه بدوره الهام في حماية الحقوق والحريات وضمان نفاذ قوة األمر المقض ي ب ه إض افة لت دخل ع دة جه ات من‬

‫خالل العديد من المبادرات للتقليل من هذه الظاهرة‪.‬‬

‫فما هي أسباب ومظاهر امتناع اإلدارة عن تنفيذ األحكام القضائية الصادرة في مواجهتها؟ وإلى أي حد س‪HH‬اهم‬

‫القضاء اإلداري والمبادرات القانونية في تجاوز هذه اإلشكالية؟‬

‫‪ -6‬مصطفى التراب‪ ،‬إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارية‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬الع دد ‪ ،27‬أبري ل يوني و ‪ ،1999‬دار النش ر المغربي ة ال دار‬
‫البيضاء‪ ،‬ص‪.24 :‬‬

‫‪ - 7‬الحبيب العطشان‪ ،‬عدم تنفيذ أحكام القضاء اإلداري من طرف اإلدارة‪ ،‬مجلة القضاء والقانون‪ ،‬العدد ‪ 156‬سنة ‪ ،2008‬ص‪.28/27/26 :‬‬

‫للوقوف على حقيقة هذه اإلشكالية وأسبابها والحلول المقدمة لتجاوزها سنعمد لتقسيم هذا الموضوع وف ق تص ميم‬

‫ثنائي إلى مبحثين وفق الشكل التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األسباب الكامنة وراء امتناع اإلدارة عن تنفيذ األحكام القضائية‬
‫الصادرة في مواجهتها وصور هذا االمتناع‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الوسائل والضمانات الممكنة إلجبار اإلدارة على تنفيذ األحكام القضائية‬

‫‪4‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫الصادرة ضدها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫المبحث األول‪ :‬األسباب الكامن ة وراء امتن اع اإلدارة عن تنفي ذ‬
‫األحكام القضائية الصادرة في مواجهتها وصور هذا االمتناع‪.‬‬
‫إذا ك ان مب دأ المش روعية يقص د ب ه أن جمي ع تص رفات اإلدارة يجب أن تك ون خاض عة للق انون‪ ،‬فإن ه من‬

‫الضروري أن يقترن بمبدأ آخر وهو احترام أحكام القضاء وضرورة تنفيذها‪ ،‬ألن الغاية أو الهدف الذي يسعى إلي ه ك ل‬

‫متق اض من استص دار حكم لص الحه ه و الوص ول ب ه إلى مرحل ة تنفي ذه وترجمت ه على أرض الواق ع‪ .‬إال أن هن اك‬

‫مجموعة من األسباب والمشاكل تؤدي في العديد من األحيان إلى التأخر في تنفي ذ الحكم القض ائي الص ادر ض د اإلدارة‬

‫وفي بعض الحاالت تمتنع عن التنفيذ ألسباب ذاتية تتعلق أساسا بالدوافع الشخصية واالعتبارات السياسية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أس باب امتن اع اإلدارة عن تنفي ذ األحك ام القض ائية‬
‫الصادرة في مواجهتها‪.‬‬
‫من الدستور ينص على أن األحكام النهائية الصادرة عن القضاء ملزمة للجميع‪ ،‬وأضاف‬ ‫إذا كان الفصل ‪126‬‬
‫على أن السلطات العمومية يجب عليها تق ديم المس اعدة الالزم ة لتنفي ذ األحك ام القض ائية‪ ،‬ف إن اإلدارة ملزم ة ب احترام‬

‫الدستور الذي يعتبر أسمى قانون‪ ،‬زيادة على أن تنفيذ األحكام القضائية مرتبط في جوهره بسيادة الق انون ومب دأ حرم ة‬

‫القض اء ومص داقية الدول ة‪ ،‬إال أن األم ر في الواق ع يط رح إش كالية عويص ة تض يع فيه ا حق وق المواط نين ومص الح‬

‫المقاوالت‪ ،‬فعندما تأتي مرحلة التنفيذ تتعنت اإلدارة بأسباب ومبررات عديدة بالرغم من كون األحك ام القض ائية ملزم ة‬

‫للجميع حسب الدستور وفي بعض األحيان تكون هذه األسباب والمبررات حقيقية كالنظام الع ام أو نقص االعتم ادات أو‬

‫غياب وسائل التنفيذ الخاصة ضد أشخاص القانون العام‪ ،‬إال أنه في حاالت أخرى تك ون أس باب متعلق ة ب اإلدارة نفس ها‬

‫تدخل فيها االعتب ارات الشخص ية والسياس ية‪ ،‬وتظه ر الني ة الس يئة لإلدارة وتمتن ع عن التنفي ذ وتتمس ك بأس باب خفي ة‬

‫لتعطيل تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضدا‪.‬‬

‫وعموما هناك أسباب موضوعية تتعلق بالنظام العام وأسباب وصعوبات قانوني ة ومادي ة وأس باب ذاتي ة متص لة‬

‫بالدوافع الشخصية واالعتبارات السياسية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األسباب الموضوعية‬


‫تتمثل هذه األسباب في النظام العام والصعوبات المادية والقانونية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أسباب تتعلق بالحفاظ على األمن والنظام العام‬


‫في البداية ال بد من اإلشارة إلى أن مفهوم النظام العام واسع ونسبي يختلف مك ان آلخ ر ومن زمن آلخ ر‪ ،‬ومن‬

‫‪6‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫مجتمع آلخر‪ ،‬ويعرف النظام العام بأنه األسلوب المستخدم في تنظيم الحياة االجتماعية في المجتم ع الواح د عن طري ق‬

‫فرض سلطة القانون التي تمنح األفراد حقوقهم‪ ،‬وتعرفهم بالواجبات القانونية الملزمة لهم‪.‬‬

‫وعلى اعتبار أن من أهم أسباب وجود اإلدارة هو المحافظة على النظام الع ام‪ ،‬بص ور الثالث (الص حة العام ة‪،‬‬

‫السكينة األمة واألمن العام) فإذا كان تنفيذ الحكم القضائي من شأنه المساس باألمن العام ووقوع خلل بالمصالح اإلدارية‬

‫والمرفق العام فإنه ال يتم تنفيذه‪ .‬بعبارة أخرى فبالرغم من كون األحكام القضائية الحائزة لقوة الشيء المقضي به تعت بر‬

‫أصال من أصول الق انون وته دف إلى تحقي ق الطمأنين ة العام ة واالس تقرار في الحق وق والرواب ط االجتماعي ة واألمن‬

‫القضائي‪ ،‬إال أنه في حالة وجود ظروف معينة تستوجب الحفاظ على سالمة الدولة ومن ش أن التنفي ذ أن يع رض لنظ ام‬

‫العام لالضطراب والتوتر فإن للسلطة التنفيذي ة ح ق ت أخير أو تعطي ل تنفي ذ الحكم‪ ،‬وهن ا يتم تق ديم الص الح الع ام على‬

‫الصالح الخاص‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار نجد أن القضاء اإلداري المغ ربي ب دوره يتج ه نح و التأكي د على ج واز تعطي ل تنفي ذ األحك ام‬

‫القضائية في ح االت اس تثنائية‪ ،‬وق د عملت المح اكم اإلداري ة على تحدي د ه ذه الح االت االس تثنائية في احتم ال وق وع‬

‫اضطرابات جماعية تهدد المجتمع وتشكل خطرا على األمن والنظام العام‪ .‬وم ا دام لف ظ النظ ام الع ام يتم يز بالعمومي ة‬

‫والتجريد‪ ،‬فإنه يجب أن يحدد بدقة حتى ال تتخ ذه اإلدارة كحج ة في ك ل م رة ارت أت التملص من تنفي ذ الحكم القض ائي‬

‫الصادر ضدها‪.‬‬

‫ففي العدي د من الح االت نج د اإلدارة تس تعمل عب ارة النظ ام الع ام وتتحجج بع دم تنفي ذها لألحك ام القض ائية‬

‫بالمصلحة العامة وضمان حسي سير المرفق العام‪ ،‬حيث أصبح من أهم المبررات لتملص‬

‫اإلدارة من تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضدها‪ ،‬ففي ظالل سلطة التقديرية الواسعة التي تتمتع بها اإلدارة في تحدي د‬

‫مفهوم النظام العام فإنه يصعب معها إثبات انحرافها أو تجاوزها للسلطة‪.‬‬

‫وبالتالي فإن امتناع اإلدارة عن تنفيذ األحك ام اإلداري ة الص ادرة في حقه ا‪ ،‬وإن ك ان يملي ه واجب الحف اظ على‬

‫النظام العام‪ ،‬فإنه ال يعدو أن يكون مجرد إجراء استثنائي ال يتوسع في تفسيره على حس اب مب دأ الق وة الملزم ة للش يء‬

‫المقضي به‪ ،‬ألن اإلدارة اتلي تتنصل من التزاماتها بتنفيذ األحكام الصادرة ضدها بدعوى أن ه ذا التنفي ذ يتع ارض م ع‬

‫المصلحة العامة‪ ،‬يجب أن تضع في الحسبان أن هناك مصلحة أعلى تتمثل في وجوب احترام القانون‪ ،‬والذي ي دخل في‬

‫سياقه الخضوع ألحكام القضاء‪ ،‬وإعطاء المصداقية لجهاز القضاء‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫دنا‪ :‬قصاالعمدات المالية‬
‫كثيرا ما نجد بعض الفقه يتحدث عن امتناع اإلدارة عن التنفيذ بنوع من التهجم على اإلدارة بشكل ي وحي وك أن‬

‫هاته األخيرة تمتنع عن التنفيذ لمجرد المتعة واس تجابة ل نزوات شخص ية للمس ؤولين عنه ا‪ ،‬لكن في الواق ع نج د أغلب‬

‫حاالت امتناع اإلدارة عن تنفيذ األحكام اإلدارية الصادرة في مواجهتها‪ ،‬ال ترجع إلى تجاهل اإلدارة لمبدأ حجية الش يء‬

‫المقضي به وإنما إلى وجود صعوبات تعترضها أثناء تنفيذ تلك األحكام ومن أهمها وأكثرها نقص االعتمادات المالية‪.‬‬

‫فإن نقص االعتمادات المالية يتعلق أساسا بمبدأ سنوية الميزاني ة المعم ول ب ه في المغ رب‪ ،‬ومعن اه أن ه ميزاني ة‬

‫المؤسسات اإلدارية يتم تخصيصها سنويا‪ ،‬وبالتالي فإنه عند صدور حكم يقضي على اإلدارة بأداء مبلغ مالي ف إن تنفي ذ‬

‫هذا الحكم يصطدم بغياب اعتمادات مخصصة لهذا الغرض داخل الميزانية‪ ،‬ويتم تبعا لذلك انتظ ار برمج ة االعتم ادات‬

‫المناسبة خالل السنة المالية الموالية‪ ،‬باستثناء بعض المؤسسات القليل ة ال تي تنهج سياس ة اس تباقية وتعم ل على برمج ة‬

‫االعتمادات في الباب المخصصة بميزانيتها السنوية لتنفيذ األحكام القضائية وذلك بشكل مسبق‪.‬‬

‫عموما إن فلسفة إعداد الميزانية تفرض توقع النفقات‪ ،‬وبالتالي فاإلدارة العمومية ينبغي أن تقوم بتنظيم الميزاني ة‬

‫السنوية بناء على دراسة ما ستسفر عنه أحكام القضاء من مبالغ مالية‪ ،‬أي إعداد‬

‫‪8‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫دراسات توقعية بشكل س نوي تأخ ذ بعين االعتب ار ع دد األحك ام النهائي ة الص ادرة‪ ،‬باإلض افة إلى توق ع األحك ام ال تي‬

‫ستصدر وحجم المبالغ المحكوم بها من أجل تدبير تنفيذ األحكام الصادرة ضدها‪.‬‬

‫الذي يلزم اإلدارة بتوف ير االعتم اد‬ ‫فالمشرع الفرنسي مثال لحل هذا اإلشكال‪ ،‬تدخل بإصدار القانون ‪80.539‬‬

‫من أجل تنفيذ الحكم القضائي في أجل محدد أقصاه ‪ 4‬أشهر من الحكم الحائز لقوة الشيء المقضي به‪.‬‬

‫ففي كثير من الحاالت التي تكون فيها أحك ام قض ائية تتعل ق ب التعويض أو ف رض غرام ة مالي ة تخت بئ اإلدارة‬

‫وراء انعدام أو قلة الموارد المالية الكفيلة بتنفيذ الحكم القضائي‪ .‬وال بد من اإلشارة إلى أن هذا المبرر المتمث ل في نقص‬

‫االعتمادات المالية اعتبره ج انب من القض اء بأن ه ش طط في اس تعمال الس لطة ويس توجب التع ويض باإلض افة إلى أن‬

‫الدولة يفترض فيها مألة الذمة‪.‬‬

‫وهذا ما يحاول المشرع تجاوزه من خالل مشروع قانون المسطرة المدني ة ال ذي ينص في ه بش كل ص ريح على‬

‫أشهر من تاريخ المصادقة على الميزانية في السنة‬ ‫إلزامية اإلدارة بضرورة هذه االعتمادات وتنفيذ الحكم داخل أجل ‪6‬‬
‫الموالية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الصعوبات القانونية‬


‫القضاء اإلداري يصدر أحكاما ضد اإلدارة إما بإلغاء قراراته ا غ ير المش روعة أو الحكم عليه ا ب التعويض‪ ،‬إال‬
‫‪9‬‬
‫أنه ال يتوفر على سلطة حقيقية إلجبارها على التنفيذ‪ ،‬لعدم توفره على الوسائل القانونية والمادية للقيام بذلك‪.‬‬

‫وتتمثل الصعوبات القانونية في غياب مسطرة خاصة بتنفيذ األحكام القضائية الص ادرة ض د اإلدارة‪ ،‬فب الرجوع‬

‫المح دث اإلداري ة نج د أن ه لم ينص على أي ة مس طرة لبتنفي ذ األحك ام الص ادرة ض د هات ه المح اكم‬ ‫للقانون ‪41.90‬‬

‫بالتنصيص على أن التنفيذ يتم بواسطة كتابة ضبط المحكمة اإلدارية التي أصدرت‬ ‫اإلدارية‪ ،‬حيث اكتفى في المادة ‪49‬‬

‫نصت على أنه تطبق أمام المحاكم اإلدارية القواعد المنصوص عليها في ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬م ا لم ينص الق انون‬ ‫الحكم‪ ،‬والمادة ‪7‬‬
‫على خالف ذلك‪.‬‬

‫ويريد المشرع تجاوز هذا الوضع من خالل تنصيصه في مشروع قانون المس طرة المدني ة ال ذي سيتض من باب ا‬

‫مستقال يتعلق بتنفيذ األحكام القضائية ض د أش خاص الق انون الع ام‪ ،‬ويتض من ه ذا المش روع مقتض يات جدي دة ومهم ة‬

‫بعضها اجتهاد من واضعي هذا المشروع واآلخر مأخوذ من االجتهاد القضائي‪.‬‬

‫‪ -9‬حسن صحيب‪ ،‬القضاء اإلداري المغربي‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلي ة والتنمي ة‪ ،‬الع دد ‪ ،80‬دار النش ر المغ ربي ال دار البيض اء‪ ،‬الطبع ة‬

‫األولى ‪ ،2008‬ص‪.595 :‬‬

‫‪9‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫وهناك صعوبات قانونية أخرى تتمث ل أساس ا في ص عوبة تفس يره الحكم القض ائي أو فهم مقص وده‪ ،‬إال أن ه ذه‬

‫الص عوبة ال تعطي لإلدارة الح ق في التملص من التزاماته ا بتنفي ذ الحكم تنفي ذا ك امال وص حيحا‪ ،‬ألنه ا تمل ك إمكاني ة‬

‫اللجوء إلى الجهة القضائية المصدرة للحكم لتستفسرها عن كيفية تنفي ذ أحكامه ا‪ ،‬حين يك ون هن اك م ا ي دعو للش ك في‬
‫‪10‬‬
‫تفسيرها‪.‬‬

‫وللحد من هذه الصعوبات القانوني ة ال تي ت ؤدي إلى ع دم تنفي ذ الحكم القض ائية‪ ،‬ينبغي أن يك ون منط وق الحكم‬

‫واضحا‪ ،‬ال يتحمل عدة تفسيرات من طرف اإلدارة‪ ،‬وأن يعمل القاضي اإلداري على تحديد كيفي ة تنفي ذه وتعليل ه تعليال‬

‫سليما‪ ،‬حتى يسهل على اإلدارة متابعة إجراءات تنفيذه من جه ة وال يتم فس ح المج ال لإلدارة لالمتن اع عن التنفي ذ لعل ة‬

‫وضوح منطوق الحكم أو صعوبة تفسيره من جهة ثانية‪.‬‬

‫وإذا كانت هذه الصعوبات المادية والقانونية تحول دون تنفيذ األحكام اإلداري ة أو تك ون س ببا في ت أخير تنفي ذها‬

‫فإن هناك حاالت أخرى من امتناع اإلدارة عن تنفيذ لألحكام الصادرة ضدها‪ ،‬لكن هذه الم رة س ببها راج ع إلى تق اعس‬

‫اإلدارة وتعنتها اعتقادا منها أن إقدامها على تنفيذ األحكام هو بمثابة ضعف‪ ،‬وضرب في العمق المتيازاتها واس تقالليتها‬

‫تجاه القضاء‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬األسباب الذاتية المتناع اإلدارة عن التنفيذ‬


‫باإلضافة إلى األس باب الموض وعية الس ابقة‪ ،‬ق د تتمس ك اإلدارة بأس باب خفي ة لتعطي ل تنفي ذ األحك ام اإلداري ة‬

‫الصادرة ضدها أو في مواجهتها‪ ،‬وهذه األسباب الحقيقية كثيرة ومتنوعة‪ ،‬وتع تر أس باب خفي ة ألن ه ال يمكن لإلدارة أن‬

‫تتمسك بها صراحة‪.‬‬

‫ومن أهم هذه األسباب وأكثرها حدوثا في الواقع العملي هناك الدوافع الشخصية واالعتبارات السياسية‪.‬‬

‫اوال‪ ..‬الدوافع الشخصية‬


‫هناك مجموعة من الممارسات واألفكار والمبادئ السلبية لدى بعض رجال اإلدارة تؤثر بشكل واض ح في عم ل‬

‫هذه األخيرة‪ ،‬وفي بعض األحيان تكون من األسباب األساسية لعدم تنفيذ الحكم القض ائي الص ادر عن المح اكم اإلداري ة‬

‫والحائز لقوة الشيء المقضي به بعض العقليات المتواجدة في اإلدارة التي تعتبر أن أحكام القض اء هي مج رد توص يات‬

‫وال تكون ملزمة لها إال إذا كان الحكم يصب في صالح اإلدارة وليس ضدها‪ ،‬ويفسرون تع ديل تنفي ذ األحك ام القض ائية‬

‫بكونهم هم وحدهم العارفون بتقنيات اإلدارة‪ ،‬على اعتبار أن القضاة ال يمكنهم معرفة مشاكلها الداخلية‪ ،‬وهذا كله يجع ل‬

‫رجل اإلدارة المسؤول عن التنفيذ‪ ،‬يعتقد بأن التراجع عن قراره والخض وع للحكم القض ائي الص ادر في ح ق اإلدارات‬
‫‪ -10‬حميد أمالل‪ ،‬إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارية الصادرة في مواجهة اإلدارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪24 :‬‬

‫‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫سيكشف للمواطن عن سوء وسلبية تسييره اإلداري مما يؤدي إلى فقدان الثقة في اإلدارة هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‬

‫هناك بعض األفكار التي تعشش في رؤوس بعض المسؤولين الكبار ب اإلدارة تتمث ل في أن الموظ ف أو الم واطن ال ذي‬

‫يقاضي اإلدارة‪ ،‬إنما يقاضي المسؤول عن اتخاذ القرار وليس اإلدارة‪ ،‬ويعتبر هذا األمر خروجا عن القانون وفيه خطر‬

‫يهدد الدولة والمجتمع‪ ،‬ألنه يؤدي إلى فقدان الثقة في األحكام القضائية‪.‬‬

‫قد يخفي رجل اإلدارة المسؤول عن التنفيذ دوافعه الشخصية وراء المفهوم المطلق لمب دأ الفص ل بين الس لطات‪،‬‬

‫باعتبار هذا المبدأ يحول دون إجبار اإلدارة أو أعوانها المسؤولين عن االنص ياع لتنفي ذ أحك ام القض اء‪ ،‬إال أن اس تقالل‬

‫القضاء عن اإلدارة ال يعني أن نتجاهل كل منهما قرارات اآلخر‪ ،‬ألن ذلك سيترتب عنه فوضى واض طراب في النظ ام‬
‫‪11‬‬
‫العام‪.‬‬

‫من قانون المسطرة المدنية الذي يمن ع على‬ ‫وقد يبرر بعض رجال اإلدارة عدم التنفيذ إلى مضمون الفصل ‪25‬‬
‫المحاكم عرقلة أعمال السلطة العمومية‪ ،‬وقد يتذرع في بعض األحيان بتبريرات ذات‬

‫‪ - 11‬حميد أمالل‪ ،‬إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارية الصادرة في مواجهة اإلدارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27 :‬‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫طابع ش كلي كوج ود عيب في الش كل أو ع دم االختص اص‪ ،‬وذل ك كلم ا رغب في التملص من تنفي ذ األحك ام اإلداري ة‬

‫الصادرة في حق اإلدارة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ا؛ ‪^١‬ءتبالالادت ال‪،‬حا ‪٠‬حأ‪،‬‬


‫وباإلضافة إلى هذه الدوافع الشخصية للموقف المسؤول عن التنفيذ‪ ،‬هناك اعتب ارات سياس ية تس اهم ب دورها في‬

‫عرقلة عملية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة في حق اإلدارة‪.‬‬

‫خصوص ا إذا علمن ا أن أك ثر الجه ات امتناع ا عن تنفي ذ األحك ام القض ائية هي الهيئ ات المحلي ة‪ ،‬حيث تك ون‬

‫المنازعات القضائية نتيجة لوجود خالفات شخصية أو حزبية مما يجعل عملية التنفيذ معقدة‪ ،‬حيث يك ون التنفي ذ منوط ا‬

‫بموظفين غير محايدين وحساس يتهم تج اه الق انون أض عف‪ ،‬مم ا ي ؤدي إلى انته اك مب دأ المش روعية وس يادة الق انون‪،‬‬
‫‪12‬‬
‫وبالتالي يعمدون إلى وضع عقبات مادية وقانونية في وجه تنفيذ األحكام اإلدارية الصادرة في مواجهة إدارتهم‪.‬‬

‫فكل هذه األسباب الذاتية تظل أسبابا خفية تختلقها اإلدارة لتبرير امتناعها عن التنفي ذ‪ ،‬مم ا يص عب المهم ة على‬

‫القاضي اإلداري الذي يجب عليه الوقوف على النوايا الخفية لإلدارة الممتنعة عن التنفيذ‪.‬‬

‫المطلب الثانى‪ :‬مظاهر امتناع اإلدارة عنتنفيذ األحكام اإلدارية‬


‫حين تمتنع اإلدارة عن تنفيذ األحكام القضائية الصادرة في مواجهتها والحائزة لقوة الشيء المقضي به‪ ،‬ف إن ه ذا‬

‫االمتناع ال يتخذ شكال معينا أو صورة واحدة‪ ،‬وإنما يتخذ صورا متعددة(الفقرة األولى)‪.‬كما أنها قد تستخدم عدة أس اليب‬

‫لتعطيل مفعول الحكم ( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬صور امتناع اإلدارة عن التنفيذ‬


‫يتخذ امتناع اإلدارة عن التنفيذ أو عدم احترام مبدأ قوة الشيء المقضي به عدة ص ور‪ .‬ب دءا بالتب اطؤ في التنفي ذ‬

‫(أوال) مرورا بتنفيذ الحكم تنفيذا ناقصا (ثانيا) نهاية بالرفض الصريح (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التباطؤ في التثفين‬


‫يعد التباطؤ في التنفيذ أحد الص ور الش ائعة ال تي تلج أ إليه ا اإلدارة ع ادة‪ ،‬ذل ك لتعطي ل مفع ول الحكم الص ادر‬

‫ضدها وتجنب تنفيذه‪ ،‬كما أنها من الحاالت التي يصعب من خاللها إثبات سوء نية اإلدارة في تنفيذ األحكام الصادرة في‬

‫المجال اإلداري أو حتى تحديد الوقت الالزم لتنفيذ الحكم؛ حيث أن األحكام الصادرة في مواجهة اإلدارة ال تح دد ب وقت‬

‫معين لتنفيذها‪ ،‬وإنما يكون ذلك راجع إلى جه ة اإلدارة ذاته ا‪ ،‬فهي تمل ك س لطة تقديري ة في ه ذا الش أن‪ ،‬غ ير أن ه ذه‬

‫‪ -12‬حسن سعد عبدالواحد‪" ،‬تنفيذ األحكام اإلدارية"‪ ،‬مطابع مجلس الدفاع الوطني‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪ ،1984‬ص ‪.436‬‬

‫‪12‬‬
‫}‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫السلطة التقديرية لإلدارة ليست مطلقة بل يجب أن تكون المدة التي تتم فيها التنفيذ معقول ة ومناس بة‪ ،‬وتق دير ذل ك عائ د‬

‫إلى رقابة القضاء اإلداري‪ .‬مما يجعل مهمة القاضي اإلداري في مراقبة اإلدارة وإلزامها بالتنفيذ في الوقت المناس ب أو‬

‫حتى تحديده أمر صعب‪ ،‬ألن اإلدارة دائما ما تعتبر أن التأخير له ما يبرره ‪ ،‬ولعل عدم تحديد المدة المعقول ة ال تي على‬

‫اإلدارة القيام داخلها بتنفيذ الحكم القضائي النهائي راجع إلى سببين‪:‬‬

‫األول في عدم جواز التنفيذ الجبري ضد اإلدارة‪ ،‬لكونها المتحكمة والمالكة لناصية التنفيذ الجبري‪.‬‬

‫الثاني‪ ،‬يتعلق بضرورة مراجعة جميع المراكز القانونية التي قد تترتب عن الق رار الملغى‪ ،‬خاص ة خالل الف ترة‬

‫الفاصلة بين صدوره وإلغائه‪ ،‬خصوصا اذا تعلق األمر بتنفيذ أحكام اإللغاء وم ا تتطلب ه من وقت ل رد الحق وق والمزاي ا‬

‫التي يكون القرار الملغى قد مس بها‪ ،‬وهو نفس الشيء بالنسبة ألحكام القضاء الشامل‪ ،‬عندما يتعلق األمر بمنح تعويض‬

‫للمتضرر‪ .‬حيث قد تتمسك اإلدارة بمنحها الوقت للتنفيذ‪ ،‬لكونها ال تتوفر على اعتمادات مالية مخصصة للتنفيذ‪.‬‬

‫وال يكفي في هذا المجال تحرير محضر االمتناع عن التنفيذ من طرف عون التنفيذ أو مأمور التنفيذ‪ ،‬حتى نق ول‬

‫أن اإلدارة ممتنعة عن التنفيذ‪ ،‬بل ال بد من معرفة ما إذا ك انت التص ريحات ال واردة على لس ان اإلدارة المنس وبة إليه ا‬

‫تشير إلى امتناعها الصريح وغير المبرر في التنفيذ أم‬

‫‪ -‬حمي د أمالل‪ ،‬إش كالية تنفي ذ األحك ام اإلداري ة الص ادرة في مواجه ة اإلدارة‪ ،‬مرج ع س ابق‪ ،‬ص ‪ 32‬تتض من إش ارة إلى اتخاذه ا إلج راءات من‬
‫اإلجراءات التي تبرر إرجاء التنفيذ‪ ،‬ألن الجهة المخولة بتكييف تص ريحات اإلدارة وإعطائه ا الم دلول الق انوني الس ليم‬
‫‪13‬‬
‫هو القاضي وليس مأمور التنفيذ‬
‫غير أنه أصبح في اآلونة األخيرة يعتد بمحضر االمتناع فقط الذي يحرره مأمور التنفيذ فقط دون التأكد من نوايا‬

‫اإلدارة‪.‬‬

‫حيث جاء في قرار محكمة النقض " لكن حيث إن الطلب كما هو واضح من أوراق الملف ومستنداته أنما يهدف‬

‫من ق‪.‬م‪.‬م سوى التأكد من االمتناع عن تنفيذ حكم‬ ‫إلى استصدار أمر الغرامة التهديدية التي لم يشترط لها الفصل ‪448‬‬
‫قابل للتنفيذ سواء كان عدم التنفيذ كليا أو جزئيا ولم يقرن المقتضى القانوني المذكور الحكم بالغرامة من التأكد من نواي ا‬

‫المحكوم عليه وما إذا كان يتعمد اإلضرار بخصمه أو كان عدم التنفيذ ناتجا عن أمور خارجة عن إرادته "‪.‬‬

‫‪ 13‬محمد قصري‪ ،‬الغرامة التهديدية والحجز في مواجهة اإلدارة الممتنعة عن تنفيذ أحكام وقرارات القضاء اإلداري‪ ،‬منشور بمجلة المح اكم اإلداري ة ‪ ،‬الع دد الخ امس‪ -‬إص دار‬

‫خاص‪ -‬يناير ‪ ،2007‬ص ‪.197‬‬

‫‪ -‬كريم الشكاري‪ ،‬تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد الجماعات الترابية على ضوء مقتضيات الدستور المغربي الجديد‪ ،‬منشور بموقع العلوم القانوني ة‪،‬بت اريخ ‪_12_2017‬‬

‫‪ 25‬على الساعة العاشرة صباحا ^‪0‬ا؛‪٢0‬هء‪٢١٩3٢0‬‬

‫‪1‬‬
‫‪3‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫وما تجدر اإلشارة إليه‪ ،‬أن القانون الفرنسي ق د حم ل مس ؤولية الت أخير في التنفي ذ إلى الش خص المش رف على‬

‫تسيير اإلدارة التي تصدره ضدها األحكام‪ ،‬ولذلك أعطى صالحية لمجلس الدولة من تحدي د الغرام ة ال تي تف رض على‬

‫الشخص المعنوي العام الذي ال يحترم تنفيذ أحكام القضاء‪.‬‬

‫ثاذيا‪:‬التذغبذ الناقص أو الجزئي‬


‫بمقتضى السلطة الممنوحة لإلدارة فإنها قد تقوم بتنفيذ الحكم لكن ظاهرا فقط حتى ال تقع في التماطل أو الت أخير‬

‫جراء الضغوطات التي تمارس عليها‪ .‬لكن هذا التنفيذ ال يكون بشكل حرفي لما جاء في مضمون الحكم‪ ،‬بل تقوم بتنفيذه‬

‫تنفيذا ناقصا ومبتورا بما يتوافق مع رغبتها‪ .‬ألنها استخدمت سلطتها في تنفيذ الحكم القضائي النهائي على غير م ا ج اء‬

‫به الحكم‪ ،‬فكان ذلك مظهرا من المظاهر التي تلجأ إليها اإلدارة‪.‬‬

‫فالواجب على اإلدارة أن تنفذ الحكم تنفيذا صحيحا كامال‪ ،‬مراعية في ذلك ما جاء في منطوقه‪ ،‬وم ا ارتب ط به ذا‬

‫المنطوق من أسباب جوهرية‪ .‬وعن د لج وء اإلدارة إلى ه ذه الص ورة من ص ور االمتن اع فإنه ا تتخ ذها ب ديال لل رفض‬

‫الصريح أو التأخير في التنفيذ فتقوم بالتنفيذ الناقص لكي تتخلص من تبعات الحكم التي ال تتوافق مع إرادتها‪.‬‬

‫والتنفيذ الناقص لألحك ام القض ائية من قب ل اإلدارة يظه ر جلي ا من خالل إغف ال اإلدارة لبعض اآلث ار القانوني ة‬

‫والمادية التي قد يرتبها الحكم عند تنفيذه مثال‪ ،‬كالعمل على إعادة موظ ف اتخ ذ ق رار الع زل في حق ه وتم إلغ اءه بحكم‬

‫قضائي إلى وظيفته أو منصب أقل‪ ،‬غير الذي كان يشغله في السابق‪ ،‬أو حرمانه من حق ه في التع ويض أو في الترقي ة‪.‬‬

‫وهذا النوع من التنفيذ يعد بمثابة عقاب تمارسه اإلدارة في حق المدعي الذي تجرأ وخاصمها أمام القضاء‪.‬‬

‫اث‪:‬لرضاصريحلنيذ‬
‫تعد هذه الصورة أقل الصور التي تلجا إليها اإلدارة‪ ،‬لكونها غالبا م ا تح اول تجنب المواجه ة م ع القض اء‪ .‬كم ا‬

‫أنها تتحاشى أن يقال عنها إنها إدارة غ ير ديمقراطي ة وغ ير متحض رة تخ رق الق انون بش كل عل ني‪ ،‬برفض ها الس افر‬

‫ألحكام القضاء‪ ،‬حتى وإن لجأت اإلدارة إلى هذه الصورة‪ ،‬فإنها تلجأ إليها دون إصدار قرار صريح بالرفض‪ ،‬لهذا نج د‬

‫رفضها غالبا يتخذ شكل ق رار س لبي‪ ،‬وفي حال ة حدوث ه‪ ،‬ليس أم ام ص احب المص لحة في ه ذه الحال ة إال اللج وء إلى‬

‫القضاء من جديد إللغاء قرار االمتناع السلبي أو حتى طلب التعويض عن الضرر عند اللزوم‪.‬‬

‫كما أن اإلدارة قد تمتنع عن تنفيذ الحكم حتى قبل صدوره كما حصل في قضية مطبعة طنجة ض د بلدي ة القص ر‬

‫الكبير‪ « ،‬بحيث تقدم المدعي بطلب يرمي إلى الحكم له بأداء دين ناتج عن عقد توري د أبرم ه م ع البلدي ة‪ ،‬ولم ا أم رت‬

‫المحكمة بإجراء معاينة صحبة خبير‪ ،‬استمع المستشار المقرر إلى رئيس المجلس البلدي الذي صرح له بصفة واض حة‬

‫بأن ما تم توريده إلى الجماعة كان بأمر من الرئيس السابق‪ ،‬وأن هذا األخير هو الذي يجب مطالبت ه ب التعويض‪ ،‬وبأن ه‬

‫‪1‬‬
‫‪4‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫حتى في حالة الحكم على البلدية فإنه لن ينفذ م ا ق د يحكم ب ه عليه ا‪ ،‬وذل ك ألن ه لم يكن ه و رئيس البلدي ة وقت توري د‬

‫السلعة المذكورة‪ ،‬مع أن هذا الرئيس لم ينازع في تسلم البلدية للسلعة موضوع الدين المتنازع بشأنه"‪.‬‬

‫‪ - 16‬ثائرة نزال‪ ،‬إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد اإلدارة‪ ،‬منشورات مجلة مسالك في الفكر والسياسة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،30-29‬السنة ‪ ،2015‬ص‬
‫‪. 175‬‬

‫‪1‬‬
‫‪5‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائيبة صدرة في مواجهة اإلدارة‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أساليب التي تعتمدها اإلدارة في االمتناع عن التنفيذ‬


‫يمكن لإلدارة اللجوء إلى جمي ع الوس ائل لتجنب تنفي ذ أي حكم قض ائي نه ائي ص ادر في حقه ا‪ ،‬بحيث ق د تلج أ‬

‫أحيانا إلى إصدار قرار إداري فردي (أوال)‪ ،‬بل األكثر من ذلك قد تعمد إلى إصدار قرار تنظيمي (ثانيا)‬

‫أوال‪ :‬قرار إداري فردي‬


‫قد تتخذ اإلدارة أسلوب القرار لالمتناع عن التنفيذ في شكل قرار سلبي أو قرار إيجابي‪:‬‬

‫والقرار السلبي حسب حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط "هو الذي ال يتضمن القي ام ب أي إج راء تنفي ذي‬

‫فهو ينفذ بنفسه وينتج أثاره عند صدوره في الحال‪ ،‬وهو بذلك ال يتقيد بأجل الستين يوما للطعن باإللغاء على اعتبار أن ه‬

‫قرار مستمر في أثاره‪ ،‬وأن الطعن فيه يظل مفتوحا طالما تستمر حال ة االمتن اع من ج انب اإلدارة المص درة ل ه س واء‬

‫كان قرارا صريحا أو قرار ضمنيا بالرفض"‬

‫القرار الضمني الصادر عن وزي ر الع دل القاض ي ب رفض إرج اع الط اعن لخط ة العدال ة يجع ل ه ذا ال رفض‬

‫مستمرا في أثاره مما يظل الطعن فيه باإللغاء مفتوحا وغير مقيد بأجل ‪ 60‬يوم المحدد لدعوى اإللغاء ‪.‬‬

‫أم ا الق رار اإلداري اإليج ابي فيظه ر من خالل اتخ اذ اإلدارة لنفس مض مون الق رار الملغى الس ابق لكن دون‬

‫السقوط في العيوب التي أدت إلى إلغائه‪ ،‬وذلك إلضفاء ن وع من المش روعية علي ه‪ ،‬وخاص ة عن د ع دم اح ترام ش كلية‬

‫معينة في إصدار القرار ‪.‬‬

‫ولعل امتناع اإلدارة وتعنتها في االمتناع عن التنفيذ يبقي صاحب المصلحة في دوام ة مفرغ ة وطويل ة ومكلف ة‪،‬‬

‫وأن كان يحق له طلب التعويض عن الضرر بسبب تجاوز السلطة‪.‬‬

‫‪ -17‬حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط رقم ‪ ،2400‬بتاريخ ‪ ،27-6 -2013‬ملف رقم ‪74-5-2013‬منشور بموقع العلوم القانوني ة ا^‪0‬ءا‪٢0‬هء‪3٢0‬ا^‪/.‬ح ا‪/‬ح ا‪٨/‬ا‪،‬‬
‫بتارخ ‪ 25-12-2017‬على الساعة ‪ 10‬صباحا‪.‬‬
‫حميد أمالل‪ ،‬إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارية الصادرة في مواجهة اإلدارة‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪39‬‬
‫ويعتبر حكم " فابريكي" من األحكام الشهيرة ال تي تع بر بش كل واض ح عن ه ذه الوض عية‪ ،‬إذ ص در ق رار من‬

‫مجلس الدولة الفرنسي بإلغاء قرار عزل الس يد ف ابريكي من عمل ه كح ارس في البلدي ة إال أن العم دة امتن ع عن التنفي ذ‬

‫بإصدار قرار صريح بعدم التنفيذ تحت طائلة استحالة إرجاع الموظف لحالته األص لية‪ ،‬ليت ولى بع د ذل ك مجلس الدول ة‬

‫من جديد إلغاء القرار‪ .‬وقد تكرر األمر ‪ 7‬مرات ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪6‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫وفي المغرب نعرض لقضية ابو القاسم العلوي ال تي اس تمرت من س نة ‪ 1965‬إلى س نة ‪ ،1981‬ال ذي ك ان‬

‫يعمل خليفة‪ ،‬فص در ق رار بعزل ه من عمل ه‪ ،‬فطعن في ه باإللغ اء‪ ،‬فأص در المجلس األعلى ق رار بإلغائ ه‪ ،‬إال أن وزي ر‬

‫الداخلية امتنع عن تنفيذ الحكم‪ .‬فطعن من جديد في قرار عدم تنفيذ الحكم‪ ،‬فصدر من جديد المجلس األعلى ق رار بإلغ اء‬

‫قرار وزير الداخلية‪ ،‬غير أن هذه األخيرة امتنعت مرة أخرى عن تنفي ذ الحكم الث اني‪ ،‬فتوج ه في األخ ير إلى المحكم ة‬

‫اإلقليمية بالرباط مطالبا بالتعويض عما لحقه من أضرار‪ ،‬فصدر الحكم لصالحه‪.‬‬

‫ثاذإ‪:‬ا‪ :‬قرار تنظيمي‬


‫يمكن أن نلمس هذا األسلوب في رغبة اإلدارة لتغيير قوانينها التنظيمية الداخلية‪ ،‬وذلك بم ا تتم يز ب ه من س لطة‬

‫وامتياز في التنفيذ الجبري والمباشر ألعمالها اإلدارية‪.‬‬

‫وهذا التغيير للقوانين الداخلية لإلدارة ليس من أجل المصلحة العامة بل نوع من المناورة والتحاي ل ال ذي تنهج ه‬

‫اإلدارة‪ ،‬حتى تتجنب تنفيذ الحكم القضائي المكتسب لقوة الشيء المقضي به‪.‬‬

‫فمثال قد تلجأ اإلدارة إلى إضافة بعض الشروط الجدي دة للول وج إلى إح دى الوظ ائف أو المباري ات ح تى تح رم‬

‫المحكوم له من وظيفته بعلة عدم استيفاءه للشروط المنصوص عليها في نظامها الداخلي‪.‬‬

‫ولعل تعنت اإلدارة وامتناعها عن التنفيذ ستترتب عنه أثار سلبية ليس فق ط على حس اب المتض رر ال ذي تض يع‬

‫حقوقه‪ ،‬بل أيضا على حساب العدالة التي تصبح أحكامها غير ذات معنى بسبب خرق مبدأ حجية األمر المقضي به‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الوس ائل والض مانات الممكن ة لتنغي ذ األحك ام‬
‫اإلدارية الصادرة ضد اإلدارة‬
‫إن هدف كل متقاضي من اللجوء للقضاء ليس هو الرغبة في صدور حكم قضائي لص الحه وفق ط ب ل ه و تنفي ذ‬

‫هذا الحكم القضائي واالستفادة الفعلية من منطوقه‪ ،‬إال أنه ولألسباب التي أثرناها في المبحث السابق لطالما يواجه تنفي ذ‬

‫األحكام القضائية خاصة في مواجهة اإلدارة بعدة صعوبات وعراقيل‪ ،‬لكونها تتمت ع بامتي ازات الس لطة العام ة وته دف‬

‫لحماية المصالح العامة التي تعود بالنفع على المجتمع ككل‪ .‬األمر الذي يؤدي إلى التضييق على الحقوق والحري ات من‬

‫جهة وكذا التنقيص من قيمة األحكام القضائية والضرب في هيبة مرفق القضاء‪ ،‬وبالتالي تنصل دولة الحق والقانون من‬

‫مسؤولياتها‪ .‬أال أنه ولمواجهة هذه اإلشكالية تم ابتداع العديد من الحلول لهذه الظ اهرة رغم نس بيتها وع دم ق درتها على‬

‫تجاوز اإلشكال بص فة مطلق ة‪ ،‬إال أنه ا تبقى ذات أث ر ايج ابي‪ .‬حيث تم اللج وء للعدي د من الض مانات من قبي ل ف رض‬

‫الغرامة التهديدية على اإلدارة الممتنع ة عن التنفي ذ وك ذا اللج وء إلى إمكاني ة الحج ز على أم وال اإلدارة الممتنع ة عن‬

‫التنفيذ(المطلب األول)‪ ،‬كما أنه ولتج اوز الف راغ التش ريعي ال ذي ك انت تع اني من ه مس ألة تنفي ذ األحك ام الص ادرة في‬

‫} ‪{ 17‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫مواجهة اإلدارة عمل المش رع في إط ار مس ودة مش روع ق انون المس طرة المدني ة على تخص يص ب اب مس تقل لتنفي ذ‬

‫األحكام القضائية في مواجهة أشخاص القانون العام‪ ،‬كما عمدت الجهات المعنية على اللجوء لبعض اإلج راءات البديل ة‬

‫وال تي من ش أنها التقليص من ه ذه الظ اهرة وال دفع بتنفي ذ األحك ام الص ادرة في مواجه ة اإلدارة نح و األم ام(المطلب‬

‫الثاني)‪ .‬وهو ما سنتطرق إليه في هذا المبحث‪.‬‬

‫‪-‬إضافة إلى الغرامة التهديدية والحجز فهناك بعض العساطر األخرى التى يمكن للمحكوم لصالحهم سلوكها في مواجهة اإلدارة الممتنع ة عن‬ ‫‪19‬‬

‫التنفيذ‪ ،‬إال أنها تبقى‪.‬حلول نسبية غير قادرة على جبر اإلدارة الممتنعة عن الرضوخ للحكم المكتسب لقوة األمر المقضي به‪ ،‬من ه ذه الحل ول‬
‫اللجوء لرفع دعوى اإللغاء في مواجهة قرار اإلدارة باالمتن اع عن التنفي ذ داخ ل أج ل ‪ 60‬يوم ا قراره ا باالمتن اع‪ ،‬وتبث المحكم ة في ه ذه‬
‫الدعوى؛ إال أنها كما قلن ا ح ل نس بي فق ط ألن اإلدارة ال تي امتنعت عن االس تجابة للحكم الص ادر في حقه ا أوال فمن الب ديهي أن تمتن ع عن‬
‫االستجابة لقرار المحكمة بإلغاء قرارها باالمتناع‪ .‬كما يمكن للمحكوم لصالحه سلوك دع وى التع ويض ض د اإلدارة المتناعه ا عن التنفي ذ أو‬
‫تأخرها فيه أو لتنفيذها الناقص‪ .‬وهذه الحلول هي التي كانث مخولة معتضرر من امتناع اإلدارة قبل اعتماد الغرامة التهديدي ة والحج ز‪ ،‬وهي‬
‫حلول كما أكد الدكتور آمال المشرفي تظهر مدى العجز الذي كان يعاني منه القضاء في إعطاء فعالية ألحكامه وقراراته المكتسبة لقوة األم ر‬
‫المقضي به‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬والوسائل القانونية والقضائية لجبر اإلدارة على تنفيذ‬
‫األحكام الصادرة في مواجهتها‪.‬‬
‫بالرجوع للقانون المحدث للمحاكم اإلدارية نجد أنه ال يتضمن أي إج راءات بخص وص تنفي ذ األحك ام الص ادرة‬

‫من نفس القانون‬ ‫في مواجهة اإلدارة‪ ،‬باستثناء المادة ‪ 49‬التي تخص الجهة المكلفة بالتنفيذ‪ .17 16 15 14‬إال أن المادة ‪7‬‬
‫تحيلنا إلى قواعد المسطرة المدنية في كل ما يتعل ق ب اإلجراءات أم ام المح اكم اإلداري ة م ا لم ينص ق انون على خالف‬

‫ذلك‪.‬‬

‫وبالتالي فإن القضاء غالبا ما يلجأ لقانون المسطرة المدنية خاصة الب اب الث الث من القس م التاس ع من ه والمتعل ق‬

‫بالتنفيذ الج بري لألحك ام ‪ ،‬فيعم د إلى س لوك إج راءين ه امين لج بر اإلدارة على التنفي ذ رغم االنتق ادات الكث يرة ال تي‬

‫وجهت لهاتين الوسيلتين نظ را لتنافيهم ا وخصوص يات المنف ذ علي ه وال تي هي اإلدارة‪ .‬وه اتين الوس يلتين هم ا تقري ر‬

‫على أنه‪"" :‬يتم التنفيذ بواسطة كتابة ضبط المحكمة اإلدارية التي أصدرت الحكم‪.‬‬ ‫‪ -14‬تنص المادة ‪ 49‬من القانون ‪41.90‬‬
‫ويمكن كمة النقض أن تعهد تنفيذ قرارالها إلى محكمة إدارية‪"".‬‬

‫‪ -15‬وذلك من الفصل ‪ 428‬إلى الفصل ‪.451‬‬


‫من ق‪.‬م‪.‬م "" إذا رفض المنفذ عليه أداء التزام بعمل أو خالف التزاما باالمتناع عن عمل‪ ،‬أثبت عون التنفي ذ ذل ك في محض ره‪ ،‬وأخ بر ال رئيس ال ذي يحكم‬ ‫‪ -‬تنص المادة ‪448‬‬
‫غرامة لهديدية ما لم يكن سبق الحكم بحا‪.‬‬
‫‪ 16‬يمكن للمستفيد من الحكم أن يطلب عالوة على ذلك التعويض من المحكمة التي أصدرته‪"".‬‬

‫‪ -17‬محمد قصري‪ ،‬تنفيذ األحكام اإلدارية "الغرامة التهديدية" "الحجز"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.60/59‬‬

‫} ‪{ 18‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫الغرامة التهديدية في مواجهة اإلدارة الممتنعة عن التنفيذ(الفقرة األولى) وكذا وسيلة الحجز على أموال اإلدارة الممتنع ة‬

‫عن التنفيذ(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬فرض الغرامة التهديدية ضد اإلدارة الممتنعة عن التنفيذ‪.‬‬


‫من ق‪.‬م‪.‬م لل دائن‬ ‫يمكن تعريف الغرامة التهديدي ة بأنه ا وس يلة قانوني ة منحه ا المش رع بمقتض ى الم ادة ‪448‬‬
‫لتمكينه من الحصول على التنفيذ العيني متى كان األمر يتعلق بالقيام بعمل أو االمتناع عن عمل لص يق بش خص المنف ذ‬

‫عليه‪ ،‬ممكن وجائز قانونا وتلزم إرادته في تنفي ذه وال تس عف في ه إج راءات التنفي ذ األخ رى‪ .‬ومن خص ائص الغرام ة‬

‫التهديدية؛ أنها تهديدية أوال وتحكمية وال يقضى بها إال بناء على طلب‪ ،‬وهي تنقلب في نهاي ة األم ر إلى تع ويض يح دد‬

‫تبعا لطبيعة الضرر وأهميته ومداه الناتج عن االمتناع عن التنفيذ مع األخذ بعين االعتبار تعنت المدين ‪.‬‬

‫إال أنه إذا كان تحديد الغرامة التهديدية في مواجهة أشخاص القانون الخاص أمرا طبيعيا وال خالف فيه إذ تعتبر‬

‫وسيلة فعالة إلجبار الشخص على تنفيذ الحكم الصادر في حقه‪ .‬إال أن تطبيقها على أشخاص القانون العام يطرح العدي د‬

‫من اإلشكاالت خاصة أن اإلدارة تحصل على ما لها من حقوق وتنفذ ما عليها من التزام ات دون إك راه أو إجب ار‪ ،‬كم ا‬

‫أن طلب الغرامة التهديدية يتنافى وقاعدة قاض ي اإللغ اء يقض ي وال ي دير‪ ،20 19 18‬ورغم ذل ك ف إن القض اء يس لك في‬

‫إجباره اإلدارة على التنفيذ طريق الغرامة التهديدية‪.‬‬

‫وقد أيد القضاء الفرنسي وكذا المغربي تطبيق الغرامة التهديدية على اإلدارة الممتنعة عن التنفيذ لع دم وج ود م ا‬

‫من مسودة مشروع قانون المسطرة المدنية أشخاص القانون الع ام المقص ودين في ه ذا اإلط ار في‪ :‬الدول ة وإدارابح ا والمؤسس ات العمومي ة‬ ‫‪ —18‬حددت المادة ‪24-451‬‬
‫والجماعات الترابية وهيئابحا‪.‬‬
‫— حسن صحيب‪ ،‬القضاء اإلداري المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.612 :‬‬

‫‪ 19‬نص المشرع الفرنسي صراحة على جواز الحكم بعرامة بحديدية ضد اإلدارة عتد عدم تنفيذها لألحكام بمقتضى القانون رقم ‪ 539.80‬بتاريخ ‪ 16‬يوليوز ‪ ،1980‬إال أنه قبل‬
‫صدور هذا القانون كان مجلس الدولة يقضى بعدم اختصاصه في تحديدها— وإذا حكمت بحا إحدى الجاكم اإلدارية فإنه كان يلغيها بال رحم ة‪ ،‬وذل ك بحج ة اح ترام مب دأ الفص ل بين‬
‫السلطات‪ ،‬إذ كان يلجأ إلى أسلوب االلتزام التخييري الذي يقوم على تخيير اإلدارة بالتنفيذ خالل فترة محددة أو دفع تعويض عن الضرر التاتج عن ع دم التتفي ذ‪ .‬إلى أمن ص در ق انون‬

‫الذي سمح للقاضي اإلداري بفرض الغرامة التهديدية‪.‬‬ ‫‪1980‬‬


‫حميد أمالل‪ ،‬إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارية الصادرة في مواجهة اإلدارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.53 :‬‬

‫س‪ ،‬بتاريخ ‪ ،1998/4/3‬في قضية محمد عطاوي ضد الجماعة القروية بتونفيت‪ ،‬وال ذي ج اء في أح د حيثيات ه‪"" :‬حيث اتض ح أن‬ ‫— حكم إدارية مكتاس‪ ،‬ملف رقم ‪1/98/3‬‬ ‫‪27‬‬

‫الحكم موضوع التنفيذ يتمثل في إلغاء قرار العزل مع ما يترتب عن ذلك من آثار قانونية‪ ،‬لذلك فإن األمر يتعلق بتنفيذ عيني يتمثل في التزام الجكوم علي ه بإرج اع الم دعي إلى الحال ة‬
‫التي كانت قبل الحكم بإلغاء قرار العزل‪.‬‬

‫ق م م في فقرته األولى‪ ،‬فإنه يحق لرئيس الجكمة أن يصدر أمرا بغرامة بحديدية يؤديها الجكوم عليه عن كل فترة يمتتع فيها عن التنفيذ‪ .‬حيث أنه ال‬ ‫حيث إنه بمقتضى الفصل ‪448‬‬
‫شيء يمنع من إقرار الغرامة التهديدية في مواجهة اإلدارة أو المسؤول اإلداري نتيجة امتناعهما غير المبرر عن التنفيذ‪.......................‬‬
‫‪ 20‬حيث إنه في غياب أية وسيلة إلرغام الجكوم عليه على الرضوخ لمقتضيات الحكم وتنفيذه‪ ،‬فإننا نرى أن طلب تحديد الغرامة التهديدية في محله مما نرى مع ه االس تجابة للطب‪"".‬‬

‫أحمد بوعشيق‪ ،‬الدليل العملي لالجتهاد القضائي في المادة اإلدارية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬سلسلة دالئل التيسير‪ ،‬منشورات الجلة المغربي ة لإلدارة الجلي ة والتنمي ة‪ ،‬ع دد ‪ ،2004 ،16‬ص‬

‫‪.563‬‬

‫} ‪{ 19‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫‪21‬‬
‫"اإلدارة‬
‫في قضية عبد القادر‬ ‫يمنع من تطبيقها‪ ،‬وذلك بالعديد من القرارات واألحكام ‪ .‬ومنها الحكم الصادر عن إدارية الرباط‬

‫من ق انون المس طرة المدني ة‬ ‫العاشيري ضد وزير التربية الوطنية‪ ،‬والذي جاء في حيثياته‪"" :‬وحيث أن الفص ل ‪448‬‬
‫الذي ينص على أن الغرامة التهديدية كوسيلة إلجبار المحكوم عليه على التنفيذ قد ورد ضمن الب اب الث الث من الق انون‬

‫المذكور المتعلق بالقواعد العامة بشأن التنفيذ الجبري لألحكام‪.‬‬

‫وحيث إن المحاكم اإلدارية تطبق القواعد المقررة في قانون المسطرة المدنية ما لم ينص قانون على خالف ذل ك‬

‫طبقا للمادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪.41.90‬‬

‫وحيث ال يوجد نص قانوني يستثني اإلدارة من ف رض غرام ة تهديدي ة عليه ا في حال ة امتناعه ا عن تنفي ذ حكم‬

‫قضائي صدر في مواجهتها‪""...،‬‬

‫وبالتالي حكمت المحكمة بانعقاد اختصاصها نوعيا للبث في طلب المدعين بتقرير غرام ة تهديدي ة على الم دعى‬

‫عليهم قصد إجبارهم على التنفيذ‪.‬‬

‫وقد استحسن بعض الفق ه ه ذا التوج ه‪ ،‬حيث اعت بر ال دكتور آم ال المش رفي في تعلي ق ل ه على ه ذا الحكم؛ أن‬

‫الغرامة التهديدية المحكوم بها في هذه القضية لضمان حق ملكية المدعين‪ ،‬تع د خط وة ايجابي ة كب يرة للتص دي ل رفض‬

‫اإلدارة تنفيذ األحكام الصادرة ضدها‪ ،‬حيث أن القاضي اإلداري أظهر استعدادا لمواجهة هذا الرفض المخل بمبدأ سيادة‬

‫القانون‪ ،‬فلم يعد يكتفي كما كان يفعل من قب ل‪ ،‬باعتب ار ع دم تنفي ذ حكم ح ائز لق وة الش يء المقض ي ب ه‪ ،‬يش كل أساس ا‬

‫لدعوى اإللغاء ودعوى التع ويض‪ ،‬مم ا يع د اعتراف ا ص ريحا ب العجز ال ذي ك ان يع اني من ه إلعط اء فعالي ة ألحكام ه‬

‫وقراراته المختومة بالصيغة التنفيذية‪ .‬فالغرض من لجوء المواطن للقضاء ليس هو إغناء االجته اد القض ائي في الم ادة‬

‫اإلدارية‪ ،‬بل إن ذل ك يك ون من اج ل استص دار حكم لص الحه يحمي حقوق ه المعت دى عليه ا من ط رف اإلدارة‪ ،‬وه ذه‬

‫الحماية تبقى نظرية ما لم ينفذ هذا الحكم‪ .‬وهذا ما بدأ القاضي اإلداري يعمل به من خالل تقرير الغرامة التهديدي ة ال تي‬

‫تبقى مبدئيا أكثر فعالية من االقتصار على القول بأن عدم التنفيذ يفتح حق التقاضي عن طريق اإللغاء والتعويض ‪.‬‬

‫ومن أجل استيعاب فكرة فرض الغرامة التهديدية كوسيلة إلجب ار اإلدارة عن التنفي ذ‪ ،‬فإن ه يتعين علين ا التط رق‬

‫للتمييز الحاصل بين دعوى التع ويض ودع وى اإللغ اء في ف رض ه ذه الغرام ة وموق ف محكم ة النقض المغربي ة من‬

‫ذلك(أوال)‪ ،‬كما يتعين علين ا التط رق إلمكاني ة فرض ها في مواجه ة ممث ل الش خص المعن وي شخص يا لرفض ه التنفي ذ‬

‫والموقف القضائي العام من ذلك(ثانيا)‪ ،‬مع اإلشارة للمستجدات التشريعية التي من الم رتقب أن ي أتي به ا تع ديل ق انون‬

‫‪ 21‬حكم إدارية الرباط عدد ‪ ،134‬بترخ ‪ ،1997/3/6‬أشار إليه أحمد بوعشيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.551 :‬‬

‫} ‪{ 20‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬ ‫‪22‬‬
‫المسطرة المدنية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التمييز يين دعوى اإللغاء ودعوى التعويض في فرض الغرامة التهديدية‬
‫ما ينبغي اإلشارة إليه أن اممجلس األعلى س ابقا تمحكم ة النقض حالي ا‪ -‬ق د ع رف تط ورا في م ا يتعل ق بكيفي ة‬

‫إعمال الغرامة التهديدية في مواجهة أشخاص القانون العام الممتنعة عن التنفيذ‪ ،‬حيث ميز في البداية بين قض اء اإللغ اء‬

‫وقضاء التعويض‪ ،‬وقرر عدم إمكاني ة إجب ار اإلدارة عن التنفي ذ عن طري ق الغرام ة التهديدي ة إال عن دما يتعل ق األم ر‬

‫بدعوى اإللغاء‪ ،25 24 23‬بالنظر لكونها دعوى عينية يتوقف تنفيذها على تدخل من اإلدارة المحكوم عليها‪ .‬وهذا ما ترجم‬

‫من خالل العديد من األحكام والقرارات القضائية‪.‬‬

‫ففي قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ ،2006/02/22‬والذي أك د في إح دى حيثيات ه على أن ه‪ " :‬حيث‬

‫من قانون المسطرة المدنية المحتج بها في حالة ما إذا ك ان‬ ‫يحكم بالغرامة التهديدية المنصوص عليها في الفصل ‪448‬‬
‫األمر يتعلق بأداء التزام بعمل أو خالف االلتزام باالمتناع عن عمل‪ ،‬والح ال أن الحكم الم دعى االمتن اع عن تنفي ذه من‬

‫قبل المستأنف عليها قضى بمبالغ مالية والتي تطبق بشأنها قواعد التنفيذ الجبري المنصوص عليها في الب اب الث الث من‬

‫القسم التاسع من قانون المسطرة المدنية إن كان هناك مجال لتطبيقها في مواجهتها‪ ،‬الش يء ال ذي يتعين مع ه التص ريح‬

‫بتأييد األمر المستأنف‪".‬‬

‫وهو ما تم تبني ه في ق رار ح ديث ص ادر عن محكم ة االس تئناف اإلداري ة بم راكش ‪ ،‬وال ذي ج اء في حيثيات ه‪:‬‬

‫""وصح ما عاب المستأنف الحكم المستأنف بهذا الخصوص ذلك أن الغرام ة التهديدي ة تن درج ض من إج راءات التنفي ذ‬

‫الجبري لألحكام ويتجلى الهدف من الحكم بها في إجبار المحكوم عليه غلى تنفي ذ الحكم الص ادر ض ده بالقي ام بعم ل أو‬

‫من ق‪.‬م‪.‬م ال تي تنص‬ ‫االمتناع عن عمل في حالة رفضه وامتناعه الصريح عن التنفيذ طبق ا لمقتض يات الفص ل ‪448‬‬
‫على أنه‪ :‬إذا رفض المنفذ عليه أداء التزام أو خ الف التزام ا باالمتن اع عن عم ل أثبت ع ون التنفي ذ ذل ك في محض ره‪،‬‬

‫وأخبر الرئيس الذي يحكم بغرامة تهديدية‪...‬‬

‫ورث ة‬ ‫‪ - 22‬آمال المشرفي‪ ،‬الغرامة التهديدية وتنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد اإلدارة ‪ ،‬تعليق على حكم المحكمة اإلدارية بالرباط عدد ‪ 134‬بتاريخ ‪ 6‬م ارس ‪1997‬‬
‫أبريل‪-‬يوذو ‪ ،1998‬ص‪.79 :‬‬ ‫العشيري‪ ،‬الحلة المغربية لإلدارة الحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪23‬‬
‫‪ -23‬محمد قصري‪ ،‬الغرامة التهديدية والحجز في مواجهة اإلدارة الممتنعة عن تنفيذ أحكام القض اء اإلداري واإلش كاليات المطروح ة‪ ،‬مرج ع س ابق‪ ،‬ص‪:‬‬

‫‪.194‬‬

‫‪ -24‬قرار محكمة النقض عدد ‪ ،149‬الصادر بتاريخ ‪ ،2006/02/22‬ملف إداري عدد ‪ ،2003/2/4/1/1609‬أورده محمد قصري‪ ،‬الغرامة التهديدي ة والحج ز في‬

‫مواجهة اإلدارة الممتنعة عن تنفيذ أحكام القضاء اإلداري واإلشكاليات المطروحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.195‬‬

‫‪ -25‬حكم إدارية مراكش عدد ‪ ،1075‬بتاريخ ‪ 2016/6/22‬في الملف اإلداري رقم ‪ ،2016/7202/562‬أورده محمد قصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.195 :‬‬

‫} ‪{ 21‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫وحيث إنه بالرجوع إلى الحكم المحتج باالمتناع عن تنفيذ مقتضياته يتبين أنه إنما قضي بمب الغ مالي ة وهي غ ير‬

‫مخاطبة بالمقتضى القانوني أعاله‪ ،‬بل تطبق بش أنها قواع د التنفي ذ الج بري المنص وص عليه ا في الب اب الث الث القس م‬

‫التاسع من قانون المسطرة المدنية إن كان مجال لتطبيقها‪...‬‬

‫وحيث إنه اعتبارا لما ذكر يبقى الحكم المستأنف فيما آل إليه من رفض غرامة تهديدية وبصرف النظر عن باقي‬

‫وسائل االس تئناف المث ارة ق د ج انب الص واب ويتعين ل ذلك التص ريح بإلغائ ه والحكم تص دي ا ب رفض الطلب وإبق اء‬

‫الصائر على رافعه‪".‬‬

‫وبالت الي يتض ح أن ه ذا االتج اه يؤك د على أن الغرام ة التهديدي ة ال يمكن تقريره ا في مواجه ة اإلدارة إال‬

‫بخصوص دعاوى اإللغاء؛ أي الدعاوى العينية التي يل زم تنفي ذها ت دخال مباش را من المحك وم علي ه؛ أي تل ك المتعلق ة‬

‫برفض تنفيذ حكم أو قرار يقضي بالقيام بعمل أو االمتناع عنه‪ ،‬أما دعاوى التعويض فال تسري عليها الغرامة التهديدي ة‬

‫إلمكانية تطبيق باقي وسائل التنفيذ الجبري األخرى‪.‬‬

‫من ق‪.‬م‪.‬م وأق ر بالغرام ة التهديدي ة في كاف ة القض ايا‬ ‫إال أن جانب آخر من القضاء تجاوز حرفية المادة ‪448‬‬
‫حتى ولو لم تكن تقضي بعمل أو االمتناع عن عمل‪ ،‬وذلك دون تمييز بين دعاوى اإللغاء ودعاوى التع ويض‪ ،‬وه ذا م ا‬

‫ذهب إليه رئيس المحكمة اإلدارية بالرباط في أمره الصادر ‪ 2008/07/23‬الذي جاء فيه‪:26‬‬

‫""حيث تعتبر الغرامة التهديدية وسيلة قانونية إلجبار المحكوم علي ه على التنفي ذ م تى ك ان األم ر يتعل ق بالقي ام‬

‫بعمل أو االمتناع عنه لصيق بشخص المنفذ عليه وتلزم إرادته في تنفيذه دون أن تسعف فيه إج راءات التنفي ذ الج بري‪،‬‬

‫وشرط في ذلك أن يكون التنفيذ ممكنا وجائزا وامتناع المنفذ عليه غير مبرر سواء يتعل ق األم ر بحكم ص ادر في إط ار‬

‫دعوى اإللغاء أو القضاء الشامل مادام أن إمكانية التنفيذ الجبري غير ممكنة في حقه""‬

‫وقد أي د بعض الفق ه ه ذا االتج اه حيث يؤك د على أن نفس الم بررات ال تي ت دعو إلى تحدي د الغرام ة في إط ار‬

‫القضاء الشامل المعتمدة من طرف محكمة النقض هي نفس ها المتاح ة إلعماله ا في إط ار قض اء اإللغ اء وأن ه ال داعي‬

‫للتفرقة بين الدعويين فيما يخص تحديد الغرامة التهديدية مادام أن النتيجة واحدة وهي امتناع اإلدارة عن التنفيذ‪ ،‬وتعل ق‬

‫التنفيذ بإرادتها المنفردة‪ ،‬ذلك أن مبدأ الفصل بين السلطات وما يستتبعه من استقالل اإلدارة وعدم توجي ه أوام ر له ا‪ ،‬لم‬

‫يتخذ إال ليضمن للموظفين العموميين حرية الحركة وليس عدم االلتزام بقوة الشيء المقضي به‪.‬‬

‫‪ -26‬محمد قصري‪ ،‬الغرامة التهديدية والحجز في مواجهة اإلدارة الممتنعة عن تنفيذ أحكام القض اء اإلداري واإلش كاليات المطروح ة‪ ،‬مرج ع س ابق‪ ،‬ص‪:‬‬

‫‪.197‬‬

‫} ‪{ 22‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫وعموما فقد عمل المشرع على تجاوز هذا التمييز من خالل تعديله للمادة ‪ 448‬من قانون المسطرة المدنية من‬

‫خالل مسودة المشروع الجديد الذي أكد على إمكانية فرض الغرامة التهديدية على الممتن ع عن التنفي ذ دون التمي يز بين‬

‫وال ذي‬ ‫دعوى اإللغاء أو دعوى التعويض‪ ،‬وخول سلطة فرضها لقاضي التنفيذ الذي تم تعيينه بمقتضى المادة ‪2-451‬‬

‫من‬ ‫يختص في إصدار األوامر المتعلقة بالتنفيذ وكذا اإلشراف ومراقبة س ائر إج راءات التنفي ذ طبق ا للم ادة ‪3- 451‬‬
‫مسودة المشروع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إمكانية فرض الغرامة التهديدية في مواجهة استي عن التنفيذ اش ‪١‬ا»داا‬


‫لم يقف القضاء اإلداري عن هذا الحد‪ ،‬بل استطاع فرض الغرامة التهديدية في مواجهة المسؤول عن ع دم تنفي ذ‬

‫أبري ل‬ ‫الحكم القضائي‪ ،‬وأول مبادرة جريئة وشجاعة في هذا الش أن هي الحكم الص ادر عن إداري ة مكن اس بت اريخ ‪3‬‬

‫‪ 1998‬في قضية العطاوي ضد رئيس جماعة تونفيت والذي يتعلق برفض رئيس المجلس تنفيذ حكم إلغاء قرار عزل‬

‫الس‪HH‬يد "محم د عط اوي" من وظيف ة جماعي ة‪ ،‬ومن التخلي عن الق رار الملغى‪ ،‬وإرج اع الط اعن إلى وظيفت ه وتس وية‬
‫‪28 27‬‬
‫وبالتالي تم فرض الغرامة التهديدية ضد رئيس الجماعة شخصيا لكونه ساهم في عرقل ة التنفي ذ‬ ‫وضعيته اإلدارية‪،‬‬

‫معتمدا على فكرة المسؤولية الشخصية للموظف الممتنع عن التنفيذ ‪.‬‬

‫وتواترت بعدها األوامر عن المحاكم اإلدارية والتي تحكم فيها بالغرامة التهديدية الشخصية في مواجهة اآلم رين‬

‫بالصرف في اإلدارة من وزراء ورؤساء جماعات ترابية‪ ،‬ومن أمثلتها األمر عدد ‪ 2251‬الصادر ضد السيد الحسين‬

‫الوردي وزير الصحة بتاريخ ‪ ،2015/9/1‬وكذا األمر عدد ‪ 2165‬الصادر بتاريخ ‪ 2015/8/11‬ضد السيد فتح‬

‫اهللا ولعلو رئيس المجلس الجماعي للرباط‪ ،‬وكذا األمر عدد ‪ 3262‬الصادر بتاريخ ‪ 2016/8/30‬ضد السيد رشيد‬

‫بلمختار بن عبد اهللا بصفته الشخصية‪ ،‬وجاء في هذه األوامر أن تحديد الغرام ة التهديدي ة لإلجب ار على تنفي ذ األحك ام‬

‫من ق‪.‬م‪.‬م بالمنف‪HH‬ذ علي‪HH‬ه وليس‬ ‫الصادرة ضد اإلدارة يكون في مواجهة الممتنع عن التنفيذ والذي أس ماه الفص ل ‪448‬‬
‫المحكوم عليه‪ ،‬وهي عبارة يتجاوز معناها شخص هذا ال خير لتتسع لكل من يقوم مقامه في التنفيذ وين درج ض من ه ذا‬

‫المفهوم ممثل الشخص المعنوي العام المحكوم عليه ‪ ،‬شرط أن يكون امتناعه غير مبرر‪ ،‬كما أن االختصاص في تحديد‬

‫‪ -3427‬محمد قصري‪ ،‬تنفيذ األحكام اإلدارية "الغرامة التهديدية" "الحجز"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.70/74‬‬
‫‪ -3528‬تنص المادة" ‪ 448‬من معودة مشروع قانون المسطرة المدنية على ما يلى‪"" :‬يمكن لقاض التنفيذ أن يأمر بناءا على طلب أو تلقائيا بغرام ة تهديدي ة‬
‫على المنفذ عليه إن لم تكن محددة سالفا فى السند التنفيذي بصرف النظر عن حق طالب التنفيذ فى طلب التعويض عن الضرر الحاصل له جراء التأخر فى‬
‫التنفيذ‪".‬‬

‫} ‪{ 23‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬ ‫‪31 30 29‬‬
‫‪.‬‬ ‫الغرامة يبقى لرئيس المحكمة اإلدارية طالما أنه المشرف علة التنفيذ‬

‫وقد أبدى األستاذ محمد قصري الوكيل القضائي للمملكة بهذا الخصوص مجموعة من المالحظات‪:‬‬

‫لقد حدد القانون مجال اختصاص القضاء اإلداري حيث ال ينعقد له اختصاص البت في نزاع أو مسألة‬ ‫‪.1‬‬
‫في مواجهة شخص عادي‪ ،‬وبالتالي ف إن الحكم بالغرام ة التهديدي ة في مواجه ة الش خص الممتن ع عن التنفي ذ ال ين درج‬
‫ضمن االختصاص النوعي للمحاكم اإلداري ة‪ ،‬ويؤك د على أن تخوي ل القض اء اإلداري لنفس ه ح ق البت في المس ؤولية‬
‫الشخصية للموظف الممتنع عن التنفيذ هو خروج عن قواعد وضوابط االختصاص النوعي كما وضعها المشرع‪.‬‬

‫أكثر مم ا يحتم ل‪ ،‬ألن ه ذا الفص ل يتح دث عن المنف ذ علي ه‬ ‫كما أن هذا االتجاه يحمل الفصل ‪448‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وليس عن الشخص المكلف بالتنفيذ‪ ،‬والفرق واضح بين المفهومين والذمم المالية مستقلة‪.‬‬

‫ويضيف على أنه حتى ولو اعتبرنا امتناع الموظف عن التنفيذ خطأ شخصي فإن ه يجب أن يس اءل في‬ ‫‪.3‬‬
‫إطار المسؤولية التقصيرية وليس على أساس الفصل ‪ 448‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫وب النظر العتب ار الغرام ة التهديدي ة وس يلة إلجب ار المحك وم علي ه بالتنفي ذ فإنه ا تطب ق في مواجه ة‬ ‫‪.4‬‬
‫المخاطب بالحكم وال يمكن أن تمتد إلى الغير‪ ،‬وم ادام الش خص ال ذاتي الممث ل للش خص المعن وي ال يع بر عن إرادت ه‬

‫ولكن يعبر عن إرادة الشخص المعنوي الذي يمثله‪ ،‬فالمساءلة ال ينبغي أن توج ه إال ض د ه ذا الش خص المعن وي الع ام‬

‫وليس ضد ممثله القانوني‪.‬‬

‫وما يؤكد كل هذه المالحظات هو صدور ق رارات اس تئنافية أي دت األوام ر المس تأنفة في مب دئها إال أنه ا ق امت‬

‫والذي‬ ‫بتعديلها‪ ،‬كالقرار الصادر عن محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط تحت عدد ‪ 642‬المؤرخ في ‪2016/9/28‬‬

‫في مبدئه مع تعديله وذل ك بجع ل الغرام ة التهديدي ة المحك وم به ا في مواجه ة وزارة‬ ‫أيد األمر االبتدائي عدد ‪1683‬‬
‫الصحة عوض السيد الحسين الوردي بصفته الشخصية ‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع في إطار تعديله لقانون المسطرة المدنية عمل على الحسم في ه ذه النقط ة وذل ك‬

‫على إمكانية فرض الغرامة التهديدية في حالة رفض التنفيذ في مواجهة شخص الق انون‬ ‫بالتأكيد في المادة ‪24- 451‬‬
‫‪ -29‬أحمد عشيق أحمد بوعشيق‪ ،‬الدليل العملي لالجتهاد القضائي في المادة اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.564/563/562‬‬
‫والتي تنص‪ "" :‬إذا رفض المنفذ عليه القيام بعمل أو االمتناع عنه أو‬ ‫‪ - 30‬وهذا ما أكد عليه المشرع في مسودة مشروع تعديل قانون المسطرة المدنية بموجب المادة ‪24 -451‬‬
‫أداء مبلغ مالي أثبت المكلف بالتنفبذ ذلك في محضره وأخبر قاضي التنفيذ الذي يأمر غرامة تجديدية في مواجهة شخص القانون العام المنفذ علي ه أو المس ؤول شخص يا عن التنفي ذ أو‬
‫عليهما معا‪"".‬‬

‫‪ -31‬محمد قصري‪ ،‬الغرامة التهديدية والحجز في مواجهة اإلدارة الممتنعة عن تنفيذ أحكام القض اء اإلداري واإلش كاليات المطروح ة‪ ،‬مرج ع س ابق‪ ،‬ص‪:‬‬

‫‪.201‬‬

‫} ‪{ 24‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫العام المنفذ عليه أو المسؤول شخصيا عن التنفيذ أو عليهما معا من طرف قاضي التنفيذ بعد إثبات االمتناع بمحضر من‬

‫طرف المكلف بالتنفيذ‪.‬‬

‫وعلى الرغم من جرأة القض اء اإلداري في ف رض الغرام ة التهديدي ة على اإلدارة الممتنع ة عن التنفي ذ أو على‬

‫ممثل الشخص المعنوي العام شخصيا‪ ،‬إال أن ذلك لن يضع حدا لتعنت اإلدارة التي‬

‫‪ -39‬محمد قصري‪ ،‬الغرامة التهديدية والحجز في مواجهة اإلدارة الممتنعة عن تنفي ذ أحك ام القض اء اإلداري واإلش كاليات المطروح ة‪ ،‬مرج ع‪ ،‬ص‪.203 :‬‬
‫ترفض أداء الغرامة التهديدية‪ ،‬كما أن هذه الغرامة عند تصفيتها تتح ول إلى تع ويض األم ر ال ذي يص طدم م ع امتن اع‬
‫جديد لإلدارة‪ ،‬ذلك أن الذي لم يرضخ للحكم األصلي فمن الطبيعي أنه لن يرضخ للحكم بأداء الغرام ة ال تي تتح ول إلى‬
‫تعويض‪ ،‬مما يزيد من تعقد األمور وحرمان المواطنين المحكوم لصالحهم من حقوقهم‪ .‬كما أن الغرام ة التهديدي ة وعلى‬
‫فرض أنها ستفيد في جبر اإلدارة على تنفيذ األحكام الصادرة بالتعويض إال أنها ال تعتبر حال لتنفيذ دعاوى اإللغاء التي‬
‫تقتضي صدور قرار من اإلدارة بإرجاع الوضع لما كان عليه‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الحجز على أموال اإلدارة الممتنعة عن التنفيذ‪.‬‬
‫يعتبر الحجز على األموال صورة من صور التنفيذ الجبري لألحكام القضائية المعم ول به ا في ق انون المس طرة‬

‫المدنية والمنصوص عليها في الباب الرابع من القسم التاسع المتعلق بطرق التنفي ذ‪ ،‬إال أن ه إذا ك ان الحج ز على أم وال‬

‫الخواص أمرا طبيعيا وال إشكال فيه فإن الحجز على أم وال األش خاص المعنوي ة العام ة يط رح العدي د من اإلش كاالت‬

‫نظرا ألن هذا الحجز قد يؤدي إلى عرقلة سير المرفق العمومي بانتظام وباضطراد‪ .‬إال أن هذا لم يمنع القضاء المغربي‬

‫من إعمال مسطرة الحجز على األموال الخاصة للدولة دون األموال العامة‪ ،40‬وذل ك الف تراض حس ن الني ة في اإلدارة‬

‫في تسديد ما بذمتها لكونها توصف بالرجل الشريف تطبيق ا لنظري ة الش رف واليس ر‪ ،41‬إال أن الواق ع العملي ينفي ك ل‬

‫هذا‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن القضاء اإلداري المغربي تأثر في البداية بنظرية اليسر والشرف وجاءت أحكامه منص بة‬

‫في اتجاه منع جواز سلوك مسطرة الحجز على أموال اإلدارة ألنها ليست هي الضمان العام لدائنيها‪ ،‬إال أن ه ذه الفك رة‬

‫تطورت وأصبح القاضي اإلداري يلجأ إلى الحجز من أج ل إجب ار اإلدارة على التنفي ذ س واء ب الحجز التنفي ذي أو ل دى‬

‫الغير‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة في هذا اإلطار إلى أنه يتعين التمييز بين األموال العامة والخاصة للدولة‪ ،‬ذلك أن األموال العامة هي كل ما تملكه الدولة وسائر األشخاص المعنوية العام ة من‬ ‫—‬
‫منقوالت وعقارات تخصص لتحقيق المنفعة العام‪ ،‬وقد أضفى عليها المشرع حماية خاصة فأقر عدم قابلية الحجز عليها وعدم جواز تملكها بالتقادم ورتب عدة عقوبات في حالة الماس‬

‫بحا‪ .‬حميد أمالل‪ ،‬إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارية الصادرة في مواجهة اإلدارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.60/59‬‬

‫يقول أصحاب هاته النظرية أنه إذا انعدمت طرق التنفيذ الجبرية ضد اإلدارة التي تمنع من الحجز على أموالها العامة فألبح ا توص ف بالرج ل الش ريف ال ذي يفي بالتزامات ه‬ ‫—‬
‫المالية ولكونه دائما يعتبر مليء الذمة‪ ،‬ويعبر عن ذلك الفيير بقوله‪" :‬أن دائن الدولة لن يكون بحاجة أصال الستخدام طرق التنفي ذ ض دها طالم ا أن الدول ة بحكم تعريفه ا مليئ ة الذم ة‬
‫وموسرة كما أنه يجب النظر إليها دائما كرجل شريف"‪.‬‬

‫} ‪{ 25‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫محمد قصري‪ ،‬تنفيذ األحكام اإلدارية "الغرامة التهديدية" "الحجز" مرجع سابق‪ ،‬ص‪.86 :‬‬ ‫—‬

‫أوال‪ :‬الحجزالتنفيذي‪:‬‬

‫إذا كانت مسألة عدم قابلية األموال العمومية للحجز تجعل ه ذه األم وال تتمت ع بحماي ة قانوني ة‪ ،‬ف إن ذل ك يفتق ر‬

‫للمبرر القانوني حينما يتبين امتناع الشخص المعنوي العام عن تنفيذ حكم قضائي حائز لق وة الش يء المقض ي ب ه ب دون‬

‫ض د المكتب الوط ني‬ ‫أي مبرر ‪ .‬وه ذا م ا أقرت ه المحكم ة اإلداري ة بوج دة في األم ر االس تعجالي ع دد ‪2001/77‬‬
‫للكهرباء‪ ،‬والتي أكدت في أحد حيثياته على ما يلي‪"" :‬وحيث إنه إذا كان ال يج وز الحج ز على الم ال فليس لك ون ه ذه‬

‫األموال غير قابلة للحجز ما دام أنه ال يوجد أي نص يمنع من ذلك‪ ،‬بل لكون الدولة والمؤسس ات العمومي ة التابع ة له ا‬

‫من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬ولكن في حالة االمتناع غير المبرر عن تنفيذ‬ ‫مليئة الذمة وال يخشى عسرها حسب مقتضيات المادة ‪138‬‬
‫األحكام القضائية الحائزة لقوة األمر المقضي به كما هو األمر في نازلة الحال حيث يحرص المحج وز علي ه على ع دم‬

‫التنفيذ ليس إنكارا لحق طالب التنفيذ فيما يطالب به‪ ،‬بل لمجرد تق ادم المطالب ة بإرج اع ال دين موض وع الس ند التنفي ذي‬

‫وكون أموال المكتب ال تقبل الحجز‪ ،‬فتصبح مالءة الذم ة غ ير مجدي ة في التنفي ذ ذل ك أن التنفي ذ ال يش ترط في ه عس ر‬

‫المدين بل مجرد عدم الوفاء بدون مبرر‪ ،‬ل ذلك ف المبررات التقليدي ة المحتج به ا على رد الحج ز في مواجه ة أش خاص‬

‫القانون العام من يسر وثقة وقواعد المحاسبة تصبح غير ذي فائدة في تعطيل إجراء الحجز‪ .‬إذ أن يسر المدين ال يح ول‬

‫دون التنفيذ عليه أما الثقة في اإلدارة فتعت بر مفهوم ا متج اوزا إذ أن من المف روض أن التنفي ذ لن يج ري إال إذا امتنعت‬

‫اإلدارة عن الوفاء بالتزاماته ا‪ ،‬وقواع د المحاس بة ال يمكن بح ال أن تك ون ح ائال دون التنفي ذ‪ ،‬ثم إن م دلول المص لحة‬

‫العامة الذي يتركز عليه قاعدة عدم قابلية األموال العامة للحجز يجب أن يعاد فيها النظر باالسترشاد بمبادئ النظام العام‬

‫المتمثلة من باب أولى في احترام مبدأ المشروعية وسيادة القانون ومبدأ قوة الشيء المقض ي ب ه ال ذي باحترام ه يح ترم‬

‫النظام العام‪ .‬ألجل ذلك يبقى الدفع المجرد بعدم قابلية أموال المكتب الوطني للكهرباء للحجز باعتباره مؤسس ة عمومي ة‬

‫غ ""‪ 33 32‬غير مؤسس‪.‬‬

‫وهذا هو االتجاه الذي تسير عليه أغلب المحاكم اإلدارية بالمغرب‪ ،‬وتج در اإلش ارة إلى أن من اط إيق اع الحج ز‬

‫التنفيذي على منقوالت المرفق العمومي هو تقدير ما إذا كانت تل ك المنق والت الزم ة لس ير المرف ق أم ال‪ ،‬حيث أن ه ال‬

‫يجوز الحجز على سيارة اإلسعاف وال على شاحنة جمع النفايات ألنه هذه المنقوالت تعد ضرورية لسير المرفق الع ام‪،‬‬

‫من ق‪.‬م‪.‬م الذي يمنع الحجز على الكتب واألدوات الالزمة لمهنة المحجوز عليه‪.‬‬ ‫وذلك قياسا على الفصل ‪458‬‬

‫‪ -32‬حسن صحيب‪ ،‬القضاء اإلداري الغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.611 :‬‬


‫‪ -33‬أحمد بوعشيق‪ ،‬الدليل العملي لالجتهاد القضائي في المادة اإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.601‬‬

‫} ‪{ 26‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫وتطبيقا لهذا االتج اه تم الحج ز على أم وال بلدي ة ب ني ادرار لتنفي ذ حكم قض ى عليه ا ب أداء مب الغ مالي ة لفائ دة‬

‫المسمى هرو محمد وتم حجز منقوالت هذه البلدية ممثلة في سيارة وتلفاز ومكيف باعتب ار أن ه ذه المنق والت ال يض ر‬

‫بيعها واستيفاء الدين المستحق على البلدية بسير المرفق البلدي‪.36 35 34‬‬

‫ولهذه الوسيلة دور مهم في جبر اإلدارة على التنفيذ تفاديا للحجز على أموالها‪ ،‬وهذا ما حصل بمناسبة تنفيذ حكم‬

‫إلزامي ونهائي بالحجز على مجموعة من السيارات بالملف التنفيذي عدد ‪ 22/98‬الصادر عن إدارية فاس في مواجهة‬

‫اإلدارة الممتنعة عن التنفيذ وتقرر تحديد تاريخ بيعها بالمزاد العلني غير أن المجلس المنف ذ علي ه ولتف ادي الحج ز ب ادر‬

‫إلى تنفيذ الحكم تلقائيا تفاديا لبيع المحجوزات ووفى بالتزامه المالي موضوع السند التنفيذي ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحجز لدى ‪١‬ل‪،‬فيحال‪:‬‬


‫يندرج الحجز لدى الغير ضمن وسائل التنفيذ الجبري لألحكام وهو منظم في الفصول من ‪ 488‬إلى ‪ 496‬من‬

‫من‬ ‫ق‪.‬م‪.‬م ويجري الحجز لدى الغير إما بن اء على س ند تنفي ذي أو ب أمر يص دره رئيس المحكم ة طبق ا للفص ل ‪491‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬م ‪.‬‬

‫وتتصف مسطرة الحجز لدى الغير بكونها تط ال أم وال المحك وم علي ه الموج ودة بين ي دي الغ ير باعتب ار ه ذا‬

‫األخير مدينا للمحكوم عليه بتلك األموال ما دام أن القانون الم دني يجع ل أم وال الم دين جميعه ا ض مانا لديون ه ويج يز‬

‫بالتالي إمكانية تتبعها ولو كانت بيد الغير وإجباره على تسلمها‪.37‬‬

‫وقد مر الحجز لدى الغير كوسيلة إلجبار اإلدارة على التنفي ذ بع دة مراح ل واتخ ذ القض اء بش أنه مجموع ة من‬

‫المواقف؛ ففي البداية كان هناك اجتهاد قار ينص على عدم جواز الحجز على األموال العمومية ثم استقر بع د ذل ك على‬

‫إمكانية اقتصار الحجز على الحسابات الخصوصية‪ ،‬وفي مرحلة ثالثة أضحى توجه القضاء اإلداري يج يز الحج ز على‬

‫الميزانية العامة للدولة على اعتبار أنه ليس هناك نص يحظر الحجز على األموال العمومية‪ ،‬وعلى اعتب ار أن االمتن اع‬

‫عن التنفيذ يجعل مالءة ذم ة اإلدارة كم برر لع دم الحج ز عليه ا م بررا متج اوزا‪ ،‬وفي مرحل ة أخ يرة ص درت أحك ام‬

‫بتصحيح الحجز على حساب الخزينة العامة للملكة لدى بنك المغرب واعتبار الخازن العام منفذا عليه مع إمكاني ة الحكم‬

‫عليه بغرامة تهديدية شخصية‪.‬‬

‫‪ -34‬محمد قصري‪ ،‬تنفيذ األحكام اإلدارية "الغرامة التهديدية" "الحجز"‪ ،‬مرجع سابق ص‪.96 :‬‬
‫‪ -35‬محمد قصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.99 :‬‬

‫من قانون المسطرة المدنية‪" :‬يتم حجز ما للمدين لدى الغير بناء على سند تنفيذي أو بأمر يصدره رئيس المحكمة االبتدائية بناء على طلب بشرط‬ ‫‪ -36‬المادة ‪491‬‬
‫‪37‬الرجوع إليه عند وجود صعوبة"‬

‫} ‪{ 27‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫ومن أب رز الق رارات في ه ذا اإلط ار قض ية فاطم‪HH‬ة العنص‪HH‬ري ض‪HH‬د المكتب الجه‪HH‬وي لالس‪HH‬تثمار الفالحي‬

‫باللوكوس‪ ،‬ففي هذه القض ية ص در ابت دائيا عن إداري ة الرب اط حكم يقض ي ب أداء المكتب الجه وي لالس تثمار الفالحي‬

‫درهم م ع النف اذ المعج ل في ح دود الرب ع‪ ،‬لكن المكتب‬ ‫باللوكوس لفائدة المدعية تعويضا م دنيا ق دره ‪8.000.000‬‬
‫المحكوم عليه امتنع عن التنفيذ‪ ،‬وأمام هذا الرفض لجأت المدعية إلى مس طرة الحج ز ل دى الغ ير‪ ،‬وتم بن اء على الحكم‬

‫االبتدائي المشار إليه والذي يشكل سندا تنفي ذيا حج ز المبل غ المح دد في الرب ع والمش مول بالنف اذ المعج ل على حس اب‬

‫المكتب المذكور بين يدي الخزينة العامة للملكة‪ .‬وتقدمت المدعية إلى السيد رئيس المحكمة اإلدارية بالرباط بصفته ه ذه‬

‫بطلب تلتمس فيه التصديق على هذا الحجز‪ ،‬فاستجاب رئيس المحكمة لهذا الطلب‪ ،‬وأصدر أمرا يجيز فيه حج ز أم وال‬

‫المؤسسات العمومية في حالة رفضها بدون مبرر تنفيذ حكم قضائي صادر في مواجهتها في غياب نص قانوني ص ريح‬

‫يمنع من ذلك‪.‬‬

‫حيث برر القاضي ال دفع المق دم من ط رف المكتب بكون ه مؤسس ة عمومي ة وأن أموال ه أم وال عام ة ال يج وز‬

‫الحجز عليها بأنه بالرغم من أن أموال المكتب تقدم كإعانات من طرف الدول ة إال أن ه بمج رد تحويله ا لحس اب المكتب‬

‫بصفته مؤسسة عمومية فإنها تدخل في الذمة المالية لهذا الشخص المعنوي الذي له كيان ذاتي خاص ويس تقل تمام ا عن‬

‫ميزانية الدولة‪ ،‬وهذا يجعل مصدر أمواله ال‬

‫‪ -47‬محمد قصري‪ ،‬الغرامة التهديدية والحجز في مواجهة اإلدارة الممتنع ة عن تنفي ذ أحك ام القض اء اإلداري واإلش كاليات المطروح ة‪ ،‬مرج ع س ابق‪ ،‬ص‪:‬‬

‫‪.207‬‬

‫اعتبار له في إمكانية حجزها‪ .‬وأضاف أن السبب الرئيسي في عدم جواز الحجز على األموال العمومية هو كونها مليئ ة‬

‫الذمة أي أنها قادرة على الوفاء بكل ديونها مما يجعل الدائن في مأمن من عسرها وال يخشى على حقوق ه من الض ياع‪،‬‬

‫وال حاجة له في اللجوء للحجز على أموالها‪ ،‬إال أن هذا المبدأ ال يؤخذ على إطالقيته حيث يستبعد تماما في حالة امتن اع‬

‫اإلدارة عن اإلذع ان لحكم ص ادر في مواجهته ا‪ ،‬إذ ال يج وز االحتم اء وراء ه ذا المب دأ لش كل حكم ح ائز لق وة األم ر‬

‫المقضي به وإلضاعة حق‪ .‬كما أنه ال يوجد أي نص قانوني يعفي أي محكوم عليه من تنفيذ األحكام القض ائية الص ادرة‬

‫في مواجهته سواء كان مؤسسة عمومية أو غيرها مادام الحكم مذيل بالصيغة التنفيذية ‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه من بين المساطر التي أص بح اللج وء إليه ا مت داوال ه و لج وء المحك وم ل ه مباش رة إلى‬

‫الحجز على حساب الخزينة العامة للمملكة المفتوح لدى بنك المغرب بعلة عدم تنفي ذ الخزين ة العام ة لألحك ام القض ائية‬

‫بتصحيح الحجز‪ .‬وغالبا ما يكون هذا الحجز مترتبا على حكم سابق بالمصادقة على حجز لدى الغير بين يدي الخزين ة‪،‬‬

‫} ‪{ 28‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫بمعنى أن الحكم األصلي سند الحجز كان هو الحكم الذي صدر في مواجهة ادارة واعتبرت ممتتعة عن تنفيذه‪ ،‬ببوشرت‬

‫في حقها مسطرة الحجز‪ ,‬لدى الغير بين يدي الخزينة‪ ،‬ولما لم ينفذ الحكم األول القاضي بالمصادقة على الحجز أضحت‬

‫الخ‪,‬ينة هي المخاطبة بالحج‪ ,‬الث اني ال ذي يتم إيقاع ه ل دى بن ك المغ رب‪ .‬ومن الق رارات الص ادرة به ذا الش أن الق رار‬

‫والذي أقر ب الحج‪ ,‬على حس اب الخ‪,‬ين ة العام ة‬ ‫اإلستئنافي الصادر عن إدارية الرباط بتاريخ ‪ 21‬نونبر ‪201639 38‬‬
‫للمملكة المفتوح ل دى بن ك المغ رب بس بب رفض ها تنفي ذ حج‪ ,‬على حس اب رئاس ة الحكوم ة المتناعه ا عن تنفي ذ حكم‬

‫قضائي صدر ضدها‪.‬‬

‫وعموما فإن وسيلة الحج‪ ,‬على أموال الدولة تبقى وسيلة فعال ة لمواجه ة امتن اع اإلدارة عن التنفي ذ ب دون م برر‬

‫وذلك حماية لمبدأ المش روعية وس يادة الق انون‪ ،‬إال أن م ا يالح ظ ه و أن ه ذه الوس يلة ق د تك ون فعال ة لتنفي ذ األحك ام‬

‫الصادرة بالتعويض‪ ،‬أما األحكام والقرارات الصادرة عن قضاء اإللغ اء فتبقى في الغ الب عص ية عن ه ذه اإلج راءات‬

‫لكونها تتطلب تدخال من طرف اإلدارة من أجل تصحيح الوضعية الناتجة عن القرار ال تي تم إلغ اؤه‪ .‬األم ر ال ذي يل زم‬

‫معه التفكير في حلول بديلة لتجاوز هذه اإلشكالية‪.‬‬

‫المطلب الثانى‪ :‬اإلجراءات البديلة والحلول التشريعية لتج اوز إش كالية‬


‫تنفيذ األحكام الصادرة ضد اإلدارة‬
‫إن إشكالية تنفيذ األحكام الصادرة ضد اإلدارة تعد من اإلشكاليات الراهنة التي تستوجب الت دخل من أج ل إيج اد‬

‫ال ذي نص في الفص ل‬ ‫حلول له‪ ،‬بعد فشل الوسائل المستعملة كضمانات للتنفيذ‪ ،‬خصوصا بع د ص دور دس تور‪2011‬‬

‫منه"األحكام الصادرة عن القضاء ملزم ة للجمي ع‪ ،"...‬كم ا أن الفص ل الس ادس من الدس تور نص على تس اوي‬ ‫‪126‬‬
‫جميع األشخاص أمام القانون بما فيهم السلطات العمومية‪.‬‬

‫ومن أجل تجاوز إشكالية التنفي ذ فق د عملت المحكم ة اإلداري ة على إب رام ع دة اتفاقياتودي ة م ع ع دة مؤسس ات‬

‫عمومية لحل هذا المشكل سيرا على هدي الخطاب الملكي لعاه ل البالد ال ذي ألق اه بمناس بة إفتت اح الس نة التش ريعة في‬

‫‪ ( ،40‬فقرة أولى)‪ ،‬واليمكن كذلك إغفال المبادرة التي قامت بها السلطة التنفيذي ة في ه ذا الص دد‬ ‫‪ 16‬أكتوبر ‪2016‬‬

‫‪ - 38‬آمال المشرفي‪ ،‬الحجز لدى الغير لتنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد المؤسسات العمومية‪ ،‬تعلي ق على األم ر االس تعجالي الص ادر عن المحكم ة اإلداري ة بالرب اط ع دد‬

‫‪ 182‬بتارخ ‪ ،1997/9/24‬اخلة المغربية لإلدارة اخلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ 24‬يوليوزغشت ‪ ،1998‬دار الشر المغربة‪-‬الدار البيضاء‪ ،‬ص‪.94/92 :‬‬

‫‪ -39‬محمد قصري‪ ،‬الغرامة التهديدية والحج‪ ,‬في مواجهة اإلدارة الممتنعة عن تنفي ذ أحك ام القض اء اإلداري واإلش كاليات المطروح ة‪ ،‬مرج ع س ابق‪ ،‬ص‬

‫‪.212‬‬

‫‪40‬الفصل السادسة دستور المملكة المغربية لسنة‪ " 2011‬القانون هو أسمى تعبير عن إرادة األمة‪.‬والجميع‪ ،‬أشخاصا ذاتيين أو إعتباريين‪ ،‬بما فيهم السلطت العمومي ة‪ ،‬متس اوون‬

‫} ‪{ 29‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫وذلك بإحداث لجنة وزارية مهمتها البحث عن الحلول لهذه اإلشكالية في انتظار صدور القانون المعدل لقانون المس طرة‬

‫المدنية الذي يتضمن مجموعة من المقتضيات التي من شأنها أن تحل إشكالية عدم تنفي ذ األحك ام الص ادرة عن د دخول ه‬

‫حيز التطبيق (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬اإلجراءات البديلة لحل إشكالية تنفي ذ الق رارات الص ادرة ض د‬
‫اإلدارة‬
‫إذا كان المبدأ العام يقضي بوجوب تنفيذ األحكام والقرارات النهائية الصادرة ضد خاسر الدعوى‪ ،‬فإن االس تثناء‬

‫في ذلك مرده لوجود صعوبات مادية وواقعية أو قانونية‪ ،‬خصوصا إذا كان التنفي ذ في مواجه ة أش خاص الق انون الع ام‬

‫الذي يستتبع في كثير من األحيان باللجوء إلى إجراءات التنفيذ الجبري التي لها بالغ األث ر على المص لحة العام ة وعلى‬

‫حسن سير المرفق العام خصوصا عندما يتم الحجز على إعتمادات اإلدارة لدى الخزينة العامة ‪.‬‬

‫وقد قامت المحكمة اإلدارية بالرباط بتوقيع اتفاقيات مع ع دد من اإلدارات والمؤسس ات العمومي ة تحت إش راف‬

‫وزارة العدل سيرا على هدي خطاب صاحب الجاللة الذي ألقاه بمناسبة إفتت اح الس نة التش ريعية في الس ادس عش ر من‬

‫أكتوبر سنة‪ ،2016‬كإجراء ودي لتفادي عدم تنفيذ األحكام الصادرة في مواجهة أشخاص القانون العام‪.‬‬

‫وقد لقيت هذه المبادرة اس تجابة من ل دن مجموع ة من اإلدارات والمؤسس ات العمومي ة ال تي تعت بر جه ة منف ذا‬

‫عليها‪ ،‬حيث وقعت على التزامات كتابية تقضي بتنفيذ األحكام القض ائية الص ادرة ض دها‪ ،‬وال تي ال ت زال قي د مس طرة‬

‫التنفيذ في ظل جدولة زمنية محددة بمقتضى االتفاقيات‪.‬‬

‫و الغاية من هذه االتفاقيات هو تحقيق موازنة بين حقوق طالب التنفيذ وبين ضمان حسن سير المرفق العام الذي‬

‫تشرف عليه اإلدارة‪.‬‬

‫ولحد اآلن تم توقيع عدة اتفاقيات بخصوص تنفيذ األحكام القضائية مع الجهات التالية‪:‬‬

‫وزارة التربية الوطنية‪.‬‬ ‫<‬

‫وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك‪.‬‬ ‫<‬

‫وزارة الطاقة والمعادن "الوزارة المنتدبة لدى وزارة الطاقة المكلفة بالماء"‪.‬‬ ‫<‬

‫أمامه‪ ،‬وملزمون باإلمتثال له‪"...‬‬


‫مقتطف من الخطاب الملكي" كما أن المواطن يشتكي بكثرة ‪ ،‬من طول وتعقيد المساطر القضائية‪ ،‬ومن عدم تنفيذ األحكام ‪،‬وخاصة في مواجهة اإلدارة‪،‬فمن غير المفهوم أن تلب‬
‫اإلدارة للمواطن حقوقه‪ ،‬وهي التي بب أن تصولها وتدافع عنها‪ .‬وكيف لمسؤول ألن يعرقل حصوله عليها وقد صدر بشألها حكم قضائي لهائي؟ كما أنه من غير المعق ول‪ ،‬أن ال تق وم‬
‫اإلدارة حتى بتسديد ما بذمتها من ديون للمقاوالت الصغرى والمتوسطة ‪ ،‬بدل دعمها وتشجيعها‪ ،‬إعتبارا لدورها الهام في التنمية والتشغيل"‬

‫} ‪{ 30‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫المديرية العامة للضرائب‪.‬‬ ‫<‬

‫الصندوق الوطني للتقاعد و التأمين‪.‬‬ ‫<‬

‫‪ - 52‬مصطفى سيمو‪ ،‬مسجدات تنفيذ أحكام القضاء اإلداري‪ ،‬مجلة المحاكم اإلدارية‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ ،2017‬ص‪.219 ،‬‬
‫النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد‪.‬‬ ‫<‬

‫المكتب الوطني للسكك الحديدية‪.‬‬ ‫<‬

‫وكالة التجهيزات والمساكن العسكرية‪.‬‬ ‫<‬

‫وكالة تهيئ ضفتي أبي رقراق‪.‬‬ ‫<‬


‫جماعة الرباط‪.‬‬ ‫<‬
‫جماعة سال‪.‬‬ ‫<‬

‫جماعة وزان‪.‬‬ ‫<‬


‫جماعة تطوان‪.‬‬ ‫<‬
‫جماعة طنجة‪.‬‬ ‫<‬

‫ولفهم مضمون هذه االتفاقيات التي لها نفس البن ود وإن اختلفت الجه ة األخ رى الموقع ة على ه ذه االتفاقي ة م ع‬

‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬وسوف نتعرض لهذه االتفاقيات بالدراسة والتحليل عن طريق تجزئتها للعناصر التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األساس القانوني لهذه االتفاقيات‬


‫إن لجوء القضاء إلى عقد اتفاقيات مع المنفذ عليه من أجل ضمان تنفيذ األحكام الصادرة ض ده يع د خروج ا عن‬

‫مبدأ القاعدة الدستورية التي تقضي بتنفيذ األحكام المكتسبة لقوة الشيء المقضي به‪.‬‬

‫من ظهير االلتزامات والعقود‪ ،‬وال ذي يعت بر الس ند الق انوني لعق د‬ ‫إال أنه بالرجوع إلى مقتضيات الفصل ‪243‬‬
‫هذه االتفاقيات‪ ،‬والذي نص على أنه " إذا لم يكن هناك إال مدين واحد‪ ،‬لم يج‪H‬بر ال‪H‬دائن على أن يس‪H‬توفي االل‪H‬تزام على‬

‫أجزاء‪ ،‬ولو كان هذا االلتزام قابال للتجزئة‪ ،‬وذلك ما لم يتفق على خالفه ما لم يتعلق األمر بالكمبياالت‪.‬‬

‫مع ذلك يسوغ للقضاة‪ ،‬مراعاة منهم لمركز المدين‪ ،‬ومع إستعمال هذه السلطة في نط‪H‬اق ض‪H‬يق‪ ،‬وأن يمنح‪H‬وه‬

‫آجاال معتدلة للوفاء‪ ،‬وأن يوقفوا إجراءات المطالبة‪ ،‬مع إبقاء األشياء على حالها"‬

‫ومن الفص ل أعاله يمكن الق ول أن ه ذه االتفاقي ات الموقع ة بين القض اء واإلدارات والمؤسس ات العمومي ة‬

‫} ‪{ 31‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫بخصوص تنفيذ األحكام تهدف إلى منح آجال للمدين ال ذي في مقامن ا ه ذا ه و اإلدارة المنف ذ عليه ا مراع اة لمركزه ا‪،‬‬

‫ولكونها تسير مرفقا عاما يهدف لتحقيق المصلحة العامة‪ ،‬مما يسوغ معه سلوك هذا اإلجراء الودي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬القضايا المتفق على تنفيذها‬


‫تنص المادة األولى من االتفاقيات على أن القضايا المعني ة به ا هي جمي ع دع اوى الموض وع المرتبط ة ب األداء‬

‫والتعويض واإللغاء‪ ،‬دون القضايا االس تعجالية و قض ايا إيق اف تنفي ذ الق رارات اإلداري ة وال ديون العمومي ة فهي غ ير‬

‫مشمولة بهذه االتفاقيات‪.‬‬

‫ثالثئا‪ :‬مدة تنفيذ األحكام‬


‫بالرجوع للمادة الثانية من االتفاقيات فإننا نجدها تلزم الجهة المنفذ عليها بتنفيذ األحكام المذيلة بالص يغة التنفيذي ة‬

‫التي تم إرسال إعذار بشأن تنفيذها قبل تاريخ توقي ع اتفاقي ة بخص وص تنفي ذ األحك ام‪ ،‬داخ ل أج ل س تة أش هر بالنس بة‬

‫لإلدارات العمومية و ثالثة أشهر بالنسبة للمؤسسات العمومية وشركات الدولة أي المقاوالت العمومية‪.‬‬

‫وتبتدئ هذه المدة من تاريخ التوقيع على االتفاقية‪ ،‬كما يمكن تمدي د ه ذا األج ل عن د االقتض اء بطلب من الجه ة‬

‫المنفذ عليها وبعد موافقة رئيس المحكمة بعد تأكده من جدية التنفيذ‪.‬‬

‫أما بالنسبة لملفات التنفيذ الجديدة‪،‬فإن الجه ة المنف ذ عليه ا ملزم ة بتنفي ذها داخ ل نفس اآلج ال المتف ق عليه ا في‬

‫المادة الثانية‪ ،‬والتي تبتدئ من تاريخ توصل الجهة المنفذ عليها بمراسلة من الجهة المشرف على التنفيذ بواسطة مراسلة‬

‫إدارية عادية مرفقة بنسخة تنفيذية للحكم موضوع طلب التنفيذ طبقا ألحكام المادة الثالثة من االتفاقيات‪ ،‬كما يمكن تمدي د‬

‫هذه اآلجل بطلب من الجهة المنفذ عليها بعد موافقة رئيس المحكمة بعد تأكده من جدية التنفيذ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬ايقاف النتفين‬


‫لقد نصت المادة الرابعة من االتفاقيات على توقيف جميع مساطر التنفيذ غير الرضائية خالل المدة المتفق عليه ا‬

‫خصوصا فيما يتعلق بالحجوزات والغرامات التهديدية وباقي المساطر األخرى‪ ،‬س واء أك انت ه ذه األخ يرة رائج ة بين‬

‫يدي مأموري إجراءات التنفيذ أو بين يدي المفوضين القضائيين‪ ،‬وهذه هي الغاية الجوهرية من هذه االتفاقيات‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة الى أن طلبات إيقاف التنفيذ أمام محكمة النقض أو الطلبات الرامية إلى إثارة ص عوبة في التنفي ذ‬

‫أو تلك الرامية إلى إيقاف التنفيذ المعجل‪ ،‬ال يمكنها إيق اف اآلج ال المنص وص عليه ا في االتفاقي ات إال بمقتض ى ق رار‬

‫قض ائي ص ادر بإيق اف التنفي ذ‪ ،‬لكن في ح ال إنص رام األج ل الم ذكور دون البت في ه ذه الطلب ات من ط رف الجه ة‬

‫القضائية المختصة فإن التنفيذ يبقى متوقفا إلى حين البت فيها طبقا للمادة الخامسة من هذه االتفاقيات‪.‬‬

‫} ‪{ 32‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫خامس ‪ :‬تتبع نفذاالتاقية‬
‫طبقا للمادة السادسة من االتفاقيات فإن الجهة المنفذ عليها ملزمة بإخبار الجهة المشرفة على التنفيذ فور تنفيذ كل‬

‫حكم صادر ضدها‪ ،‬بغض النظ ر عن طريق ة التنفي ذ ال تي ق د تتم إم ا بالص لح أو بطريق ة أخ رى‪،‬وه ذا ض مانا لتمكين‬

‫المحكمة من تتبع حسن تنفيذ بنود االتفاقية‪.‬‬

‫سادسا ‪ ٠٠‬جزاء إخالل االدار‪ ،‬الموقعة على ا التفاقية بالتزاماتها‪.‬‬


‫لقد تضمنت المادة السابعة من االتفاقيات جزاء إخالل اإلدارة بالتزاماتها المحددة في بنود االتفاقية‪ ،‬حيث نص ت‬

‫على الرجوع إلى إجراءات التنفيذ الجبري في حال عدم تنفيذ الجهة المتفق عليها لألحكام الص ادرة ض دها داخ ل الم دة‬

‫المتفق عليها بموجب االتفاقية وداخل المدد اإلضافية عند االقتضاء‪.‬‬

‫كما أن االتفاقية تعد الغية في حال صدور ت راخي في التنفي ذ لخمس م رات متك ررة بع د منح أج ل ث اني مدت ه‬

‫خمسة عشر يوما للجهة المنفذ عليها في كل حالة من الحاالت بمقتضى رسالة تذكيرية ثانية‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬تننيداالتعة‬
‫إن تاريخ دخول االتفاقية حيز التنفيذ يكون إبتداءا من اليوم الموالي لتوقيعه ا طبق ا لمقتض يات الم ادة الثامن ة من‬

‫االتفاقية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬المبادرة الحكومية لمعالجة إشكالية تنفيذ األحكام الص ادرة ض د‬
‫اإلدارة والحلول التشريعية المرتقبة‬
‫أمام تنامي المنازعات ال تي تتس بب فيه ا اإلدارة و وج ود ع دد من اإلكراه ات ال تي تح ول دون تنفي ذ األحك ام‬

‫القضائية الصادرة ضدها الشيء الذي قد يس بب ض ررا بحق وق الم واطن المتقاض ي أو المق اوالت أو ب اإلدارة نفس ها‪،‬‬

‫ولذلك فإن إيجاد حل لهذه اإلشكالية اصبح ضرورة حتمية لما يكتسيه من أهمية بالغة وطابع إستعجالي‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد بادرت السلطة التنفيذية في سبيل إيجاد حل لهذه اإلشكالية إلى إحداث لجن ة وزاري ة (أوال)‪ ،‬في‬

‫إنتظار صدور مشروع قانون المسطرة المدنية الذي مقتضيات تعد بمثابة حلول تشريعية جذرية لهذه اإلشكالية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المبادرة الحكومية لتجاوز اشكالية تنفيذ ا؛ ‪^١‬دكاعه الصادرة ضد االدارة‬


‫لقد عملت السلطة التنفيذية على إحداث لجنة وزارية لمعالجة تنفيذ األحكام القض ائية المتعلق ة بأش خاص الق انون‬

‫العام‪ ،‬وذلك بمقتضى منشور أصدرته في السابع من دجنبر من سنة ‪ 2017‬تحت عدد ‪ 15 /2017‬والذي حثت من‬

‫خالله مختل ف القطاع ات الوزاري ة على تعميم ه على كاف ة المص الح اإلداري ة التابع ة له ا وك ذا المؤسس ات العمومي ة‬

‫الخاضعة لوصايتها‪ ،‬والسهر على تط بيق مض امينه واإلل تزام بمقتض ياته من أج ل تك ريس الق انون و إحترام ا لحرم ة‬

‫} ‪{ 33‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫القضاء‪.‬‬

‫وتأتي هذه المبادرة في سياق محاولة إيجاد حلول ناجعة لهذه اإلشكالية ومحاول ة ت دليل الص عوبات واإلكراه ات‬

‫التي تحول دون تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد أشخاص القانون العام أو تلك ال تي ت ؤدي إلى الت أخر في تنفي ذها‪،‬‬

‫والتي من جملتها عدم إمكانية الحجز على أموال الدولة باإلضافة إلى ارتفاع وتيرة المنازعات التي تتسبب فيها اإلدارة‪.‬‬

‫كما أن تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد اإلدارة يثير عدة إشكاالت جمة أهمها غي اب إط ار ق انوني متكام ل‬

‫يأخذ بعين اإلعتبار خصوصية التنفي ذ في مواجه ة اإلدارة‪ ،‬باإلض افة إلى ض عف اإلعتم ادات الالزم ة للتنفي ذ ووج ود‬

‫مساطر إدارية معقدة لذلك‪ ،‬مما يدفع للقول بأن هذه اإلشكالية ما هي إال نتيجة للنق ائص ال تي تع تري ت دبير المنازع ات‬

‫اإلدارية‪.‬‬

‫ولمحاولة إيجاد حلول ناجعة وجذرية لهذه اإلشكالية فإنه يتعين البحث على الس بل الكفيل ة بالحيلول ة دون تن امي‬

‫المنازعات التي تتسبب فيها اإلدارة‪ ،‬وكذلك البحث على الوسائل الكفيلة للدفاع عن حسن سير المرفق الذي تشرف عليه‬

‫اإلدارة ‪.‬‬

‫ومن أجل تحقيق كل ما سبق ذكره من الغايات واألهداف المنش ودة أنيطت به ذه اللجن ة الوزاري ة ال تي يترأس ها‬

‫رئيس الحكومة أو الس لطة الحكومي ة المنتدب ة من قبل ه له ذه الغاي ة مجموع ة من المه ام لمعالج ة ه ذه اإلش كالية وهي‬

‫كاآلتي‪:‬‬

‫ا البحث عن سبل الوقاية لتفادي القرارات وامممارسات اإلدارية التي من شأنها التسبب في المنازعات‪.‬‬

‫تأهيل المصالح القانونية وتلك المكلفة بالمنازعات‪ ،‬وتكوين الموارد البشرية المعنية‪.‬‬ ‫ك‪١‬‬

‫مراجعة اإلطار القانوني المنظم للوكالة القضائية بما يمكنها من اإلضطالع بأدوارها‬ ‫ك‪١‬‬

‫كاملة على مستوى الوقاية والدفاع والمصالحة وضمان التنسيق الوثيق مع القطاعات المعنية وتجاوبها‪.‬‬

‫إعادة النظر في في مجموعة من المقتضيات القانونية التي تهم منازعات أشخاص‬ ‫ك‪١‬‬

‫القانون الع ام‪ ،‬ال س يما على مس توى المس طرة القض ائية‪ ،‬أخ ذنا بعين اإلعتب ار خصوص يات الش خص المعن وي الع ام‬

‫كمتقاضي‪ ،‬خاصة على مستوى اآلجال‪.‬‬

‫تأهيل مؤسسة الخبرة القضائية‪.‬‬ ‫ك‪١‬‬

‫إعداد إطار قانوني خاص بالتنغيذ في مواجهة أشخاص القانون العام‪ ،‬يوازن بين‬ ‫ك‪١‬‬

‫إلزامية تنفيذ األحكام القضائية الحائزة لقوة الشيء المقضي به وبين ضرورة ضمان إستمرارية المرفق العام‪.‬‬

‫} ‪{ 34‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫ا اجاد الحلول العملية الالزمة لسسريع تنفيذ األحكام العالقة‪.‬‬

‫وتتألف هذه اللجنة من السادة‪:‬‬

‫ووزير الدولة المكلف بحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫ووزير العدل‪.‬‬

‫الين للحكومة‪.‬‬

‫وزير االقتصاد والمالية‪.‬‬ ‫‪٠‬‬

‫«وزير التربية الوطنية والتكويذ المهني والتعليم العالي والبحث العلمي‪.‬‬

‫ووزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء‪.‬‬

‫وزير الصحة‪.‬‬ ‫‪٠‬‬

‫الوزير المنتدب رئيس الحكومة المكلف بإصالح اإلدارة وبالوظيفة العمومية ‪.‬‬ ‫‪٠‬‬
‫الوكيل القضائي للمملكة‪.‬‬ ‫‪٠‬‬

‫ولتحقيق األهداف المتوخاة من إحداث هذه اللجنة فإن رئيس اللجنة له الحق في دعوة أي عض و في الحكوم ة أو‬

‫أي شخص يرى فائدة في حضوره للمشاركة في أشغالها‪.‬‬

‫كما تحدث لجنة تقنية لدى ه ذه اللجن ة الوزاري ة تتك ون من ممثلي الس لطات الم ذكورة ‪ ،‬ومهمته ا هي تحض ير‬

‫وإعداد النصوص القانونية و المقترحات العملية المرتبطة بالنق ط والمح اور ال تي أني ط أم ر معالجته ا للجن ة الوزاري ة‬

‫وعرضها على أنظار هذه األخيرة‪ ،‬أما بالنسبة لكتابة أعمال اللجنتين فأمرها معهود إلى الوكالة القضائية للملكة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن التساؤل المطروح في هذه الصدد حول مدى نجاعة وفعالية هذا اإلجراء‪ ،‬خصوصا أم ام‬

‫عدم وجود أي نص يلزم اإلدارة بالتنفيذ‪ ،‬وهذا يدفعنا للتساؤل حول ما تضمنته مسودة مشروع ق انون المس طرة المدني ة‬

‫من مستجدات حول هذا الموضوع‪.‬‬

‫‪ ٠‬انيا‪ :‬اشكالية تنفيذ ا؛ ‪^١‬دئئاعه الصادرة ضد االدارة على ضوء مشروع الهخمة المدنية‬
‫غني عن البيان أن المنازعات اإلدارية تنفرد بمجموعة من الخصوصيات‪ ،‬مما يجعل تنفي ذ األحك ام الص ادرة‬

‫ضد اإلدارة تعترضها عدة صعوبات تحول دون تنفيذها‪ ،‬وهذا مرده بالخصوص لوجود فراغ تشريعي في ه ذا الص دد‪،‬‬

‫} ‪{ 35‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫رغم إحالة مقتضيات القانون ‪ 41/90‬على قواعد المسطرة المدنية التي تقضي باللجوء إلى إجراءات التنفي ذ الج بري‬

‫كلما امتنع المنفذ عليه عن تنفيذ الحكم الصادر ضده‪ ،‬إال أنها لم تنظم حاالت امتناع أشخاص القانون العام عن التنفيذ ‪.‬‬

‫وال أحد ينكر أن المنازعات التي تكون اإلدارة طرفا فيها تكون معقدة بحيث يجب التوفيق بين مص الح الط رف‬

‫المتنازع مع اإلدارة وصون حقوقه المكفولة بموجب الدستور‪ ،‬وبين المصلحة العام ة ال تي تقتض ي الحف اظ على حس ن‬

‫سير المرفق واستمراريته‪.‬‬

‫وأمام تنامي األحك ام الص ادرة في مواجه ة اإلدارة ‪ ،‬وفش ل وس ائل التنفي ذ الج بري في مواجهته ا‪ ،‬وجب على‬

‫المشرع التدخل لحل إشكالية عدم تنفيذ األحكام الصادرة ضد اإلدارة التي تعد خرقا سافرا للقواعد الدستورية‪.‬‬

‫وإذا ما تفحصنا مسودة مشروع قانون المسطرة المدنية فإننا نجد المشرع ق د خص ص لتنفي ذ األحك ام القض ائية‬

‫الصادرة في مواجهة أشخاص القانون العام الباب الثالث مكرر من القس م التاس ع وأف رد له ا س بع م واد‪ ،‬وال تي ج اءت‬

‫بالعديد من األمور اإليجابية إال أن هذا ال يخلوا من بعض الثغرات التي قد تعرقل التنفيذ على اإلدارة‪.‬‬

‫والجديد في هذا الشأن هو ما جاءت به الفقرة الرابعة من المادة ‪ 20-451‬والتي أكدت على إنه إذا تعلق التنفيذ‬

‫بأداء مبلغ مالي ولم تتوفر اعتمادات في ميزانية السنة الجارية لتنفيذه‪ ،‬تم هذا التنفيذ داخل أجل أقصاه تس عون يوم ا من‬

‫تاريخ المصادقة على ميزانية السنة الموالية‪ ،‬أما إذا تعلق التنفيذ بالقيام بعمل أو االمتن اع عن ه‪ ،‬أمكن لقاض ي التنفي ذ أن‬

‫يمنح مهلة بناء على طلب أقصاه تسعون يوما من يوم اإلعذار بالتنفيذ‬

‫هذا إضافة إلقرار مسؤولية الرؤساء اإلداريين للمرافق العمومية ك ل في ح دود إختصاص ه‪ ،‬عن تنفي ذ األحك ام‬

‫من مسودة المشروع‪ ،‬كما أنه تم تحديد حاالت االمتناع عن التنفيذ عند إنصرام المدد‬ ‫والقرارات طبقا للفصل‪22-451‬‬

‫والتي تعتبر كذلك من المستجدات التي راعت مركز الجهة المنفذ عليها والتي‬ ‫المنصوص عليها في الفصل ‪20-451‬‬
‫هي في هذا المقام اإلدارة وذالك من أجل‬

‫من مسود المشروع‪ :‬يكون الرؤساء اإلداريون للمرافق العمومية المعنية‪ ،‬كل في حدود إختصاصه‪ ،‬مؤولين عن التنفيذ ب القوانين الجاري بحا العمل‪".‬‬ ‫المادة ‪23-451‬‬
‫خول هذا الفصل للقاضي إمكانية إعطاء مهل قانونية للجهة المنفذ عليها‪،‬لكن بعد إنصرام هذه المدة يعتبر المنفذ علية في حالة امتناع‪ ،‬وهذه الحاالت هي‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬إذا تعلق األمر بالقيام بعمل أو االمتناع عنه‪ ،‬أمكن لقاضي التنفيذ أن يمنح مهلة بناء على طلب أقصاها تسعون يوما من يوم اإلعذار بالتنفيذ‬

‫الحالة الثانية‪ :‬اذا تعلق باداء مبلغ مالي ولم توفر اعتمادات في ميزانية السنة الجارية لتنفيذه‪،‬تم هذا التنفيذ داخل اجل اقصاه تسعون يوما من تاريخ المصادقة على الميزانية‪ .‬ضمان‬

‫أقرت إمكانية توقيع الغرامة التهديدية في مواجهة‬ ‫استمرارية المرفق العام الذي تشرف عليه‪ ،‬كما أن المادة ‪24-451‬‬

‫} ‪{ 36‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫شخص القانون العام المنفذ عليه أو المسؤول شخصيا عن التنفيذ أو هما معا عند االمتناع عن التنفيذ وذلك برفض القيام‬

‫بعمل أو االمتناع عن أداء مبلغ التعويض بعد إثبات المكلف بالتنفي ذ ذل ك وه ذا المس تجد يعت بر حال له ذه اإلش كالية في‬

‫حالة امتناع المسؤول عن التنفيذ‪.‬‬

‫ورغم اعتقاد البعض أن مسودة المش روع ج اءت بح ل يع د ج ذريا نظ را لك ون االمتن اع عن التنفي ذ ق د يك ون‬

‫شخصيا من طرف الممثل القانوني رغم عدم وجود أي صعوبة من صعوبات التنفيذ‪ ،‬إال أن المشكل قد يطرح في حال ة‬

‫كون االمتناع عن التنفيذ ما هو إال نتيجة لوجود ص عوبة تح ول دون ذل ك‪ ،‬أو أن امتناع ه بالخص وص يه دف لض مان‬

‫حسن سير المرفق العام واستمراريته أو لعدم كفاية االعتمادات المرصودة لتنفيذ األحكام مما يجع ل اإلش كالية تق وم من‬

‫جديد ‪.‬‬

‫إال أنه مع كل هذه المقتضيات فهي تبقى مجرد مسودة ولم تتحول إلى مشروع من قبل الحكوم ة‪ ،‬والمش روع لم‬

‫يتحول إلى قانون من قبل البرلمان وهي قبل هذا وذاك الزالت خاضعة لكل المراجعات اإليجابية والسلبية ‪.‬‬

‫وفي إنتظار صدور قانون المسطرة المدنية الذي يرجى أن يكون ما تض منه من مس تجدات تس تطيع ح ل ه ذه‬

‫اإلشكالية التي عقدت بشأنها مجموعة من الندوات وتناولتها مجموعة من المنابر اإلعالمي ة نظ را ألهميته ا‪ ،‬وم ا يمكن‬

‫استشرافه من خالل استقراء تطلعات اآلراء هو أن الكل ب ات مع وال على المس تجدات ال تي تتض منها مس ودة مش روع‬

‫قانون المسطرة المدنية ال تي س تمأل ه ذا الف راغ التش ريع‪ ،‬إال أن التس اؤل المط روح كي ف س يتعامل القض اء م ع ه ذه‬

‫المستجدات‪.‬‬

‫‪ -55‬عبد الرحمان بن عمرو‪ ،‬تنفيذ األحكام القضائية الصادرة في مواجهة أشخاص القانون العام بين النصوص الحالية ومسودة مشروع قانون بتتميم وتغيير‬
‫قانون المسطرة المدنية‪ ،‬مجلة المناظرة‪ ،‬العدد ‪ 18‬يونيو ‪ ،2016‬ص‪.25‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫خالصة للقول‪ ،‬فرغم كل المجهودات المبذولة من كل الجهات المعنية بمس ألة تنفي ذ األحك ام القض ائية الص ادرة‬

‫ضد اإلدارة‪ ،‬إال أن األرقام والنسب المهولة ألحكام التعويض واإللغاء التي لم تنفذ تظهر حجم اآلفة كما عبرت عن ذلك‬

‫مؤسس ة الوس يط ال تي ته دد الحق وق والحري ات وت زرع الش ك في دول ة الح ق والق انون‪ ،‬حيث بلغت حس ب آخ ر‬

‫اإلحصائيات حجم المبالغ المالية المحك وم به ا بص فة نهائي ة على الدول ة وإداراته ا ومؤسس اتها العمومي ة والجماع ات‬

‫} ‪{ 37‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫مليار سنتيم وهي أحكام لم تجد بعد طريقها إلى التنفيذ رغم مرور العشرات من الس نين على‬ ‫الترابية إلى أكثر من ‪32‬‬

‫صيرورة بعضها قابال للتنفيذ‪ ،‬أما األحكام النهائية القاضية باإللغاء والتي بدورها لم تنفذ لغاية اآلن فتقدر بالمئات‪.41‬‬

‫كل هذا يدفعنا للتساؤل عن المسؤول عن عدم التنفيذ وعرقلته رغم ك ل ه ذه الجه ود المبذول ة؟ فمن خالل م ا تم‬

‫دراسته يتبين أن عمق المشكل في هذا الموضوع إنما يكمن في عدم سيادة القانون وعدم اح ترام األحك ام القض ائية عن‬

‫طريق تنفيذها‪ .‬والمس ؤول األول واألساس ي عن خ رق الق انون وع دم س يادته من ط رف اإلدارة ه و الدول ة المغربي ة‬

‫بمكوناتها التشريعية والتنفيذية والقضائية‪.‬‬

‫من‬ ‫فالسلطة التنفيذي ة مس ؤولة عن ع دم تنفي ذ األحك ام الص ادرة عليه ا ألنه ا تخ رق مقتض يات الفص ل ‪126‬‬
‫الدستور والسلطة التشريعية مسؤولة كذلك عن عدم س نها لنص وص تش ريعية لس د الثغ رات الموج ودة وع دم محاس بة‬

‫ومؤاخذة اإلدارة في شخص رئيس الحكومة عن عدم التنفي ذ‪ ،‬والس لطة القض ائية مجس دة في رؤس اء المح اكم مس ؤولة‬

‫ألنها ال تفعل جميع النصوص المتعلقة بالتنفيذ الجبري وهذا يعتبر خطأ قضائيا يحمل الدولة مسؤولية عن ذلك‪.‬‬

‫لكل هذا فإننا نقترح من أجل تجاوز هذه اإلشكالية وتعزيز الثقة في دولة الحق والقانون وضمان الفعالية ألحك ام‬

‫القضاء‪ ،‬ما يلي‪:‬‬

‫تجريم فعل االمتناع عن تنفيذ األحكام القضائية وذلك بتحديد أركان هذه الجريمة ضمن قواعد الق انون‬ ‫‪-‬‬

‫الجنائي على غرار ما هو معمول به في مصر وبعض القوانين األخرى المقارنة‪.‬‬

‫تحديد المنفذ عليه بشكل واضح في منطوق األحكام تفاديا ألي اعتراض من طرف المخاطبين به‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫رصد اعتمادات مالية كافية في الباب المتعلق بتنفيذ األحكام القض ائية بالميزاني ة الفرعي ة يك ون غ ير‬ ‫‪-‬‬

‫قابل للتحويل ويقوم على اعتبارات حقيقية وواقعية تشكل ضمانة لتنفيذ هذه األحكام‪.‬‬

‫ضرورة تدخل المشرع بنص صريح يوضح فيه األشياء غير القابلة للحجز‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫التسريع في إخراج التعديل المرتقب لقانون المسطرة المدنية وتخوي ل اللج ان المختص ة ك ل الوس ائل‬ ‫‪-‬‬

‫الالزمة لصياغة نصوص قانونية متينة ال يمكن التطاول عليها‪.‬‬

‫وب النظر لك ون ه ذا المش كل يعت بر سياس يا باألس اس حيت أن ه عن دما تص بح جمي ع مكون ات الدول ة‬

‫التشريعية والتنفيذية والقضائية كلها غير راغبة أو غير قادرة أو عاجزة عن تنفيذ األحكام القضائية وذلك ضدا‬

‫‪ -41‬عبد الرحمان بن عمرو‪ ،‬تنفيذ األحكام القضائية الصادرة في مواجه ة أش خاص الق انون الع ام بين النص وص الحالي ة ومس ودة مش روع ق انون بتتميم‬
‫وتغيير قانون المسطرة المدنية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26 :‬‬

‫} ‪{ 38‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫على القانون وضدا على مبدأ قوة األمر المقضي به‪ ،‬فإن المشكل يصبح متجاوزا لمبدأ سيادة القانون وأحكامه‪،‬‬

‫ليصبح مش كال سياس يا بك ل المق اييس‪ ،‬والمش اكل السياس ية ال تع الج إال بالوس ائل السياس ية وال تي تتجلى في‬

‫نض االت الجم اهير المنظم ة فكري ا وسياس يا ونقابي ا واجتماعي ا وجمعوي ا لف رض إقام ة مجتم ع الديمقراطي ة‬

‫والعدالة االجتماعية وسيادة القانون واستقالل القضاء وتنفيذ أحكامه‬

‫} ‪{ 39‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫الئحة المصادر والمراجع‬
‫^القوانين والمناشير‪:‬‬

‫ظهير شريف رقم ‪ 1.91,225‬صادر في ‪ 22‬ربي ع األول ‪ 10( 1414‬س بتمبر ‪ )1993‬بتنفي ذ‬ ‫‪.1‬‬
‫القانون رقم ‪ 41.90‬المح دث بموجب ه مح اكم إداري ة‪ ،‬الجري دة الرس مية ع دد ‪ 4227‬بت اريخ ‪18‬‬
‫جمادى األولى ‪( 1414‬نوفمبر ‪ ،)1993‬ص ‪.2168‬‬

‫ظهير شريف بمثابة ق انون رقم ‪ 1.74.447‬بت اريخ ‪ 11‬رمض ان ‪ 28( 1394‬ش تنبر ‪)1974‬‬ ‫‪.2‬‬
‫بالمصادقة على نص ق انون المس طرة المدني ة‪ ،‬الجري دة الرس مية ع دد ‪ 3230‬مك رر‪ ،‬بت اريخ ‪13‬‬
‫رمضان ‪ 30( 1394‬شتنبر ‪ )1974‬ص‪.2741‬‬

‫مسودة مشروع قانون المسطرة المدنية‪ ،‬نسخة مؤقتة اإلثنين ‪ 12‬ين اير ‪ ،2015‬الموق ع اإللك تروني‬ ‫‪.3‬‬
‫لوزارة" العدل المغربية ‪5٤1£6.£0٧.^9‬ألا‪١٨/.‬د‬

‫منشور رقم ‪ 2017/15‬للسيد رئيس الحكومة الموجه للسيد وزير الدولة والسيدات والسادة" الوزراء‬ ‫‪.4‬‬
‫والوزراء المنتدبين وكتاب الدولة والمن دوبين الس امين والمن دوب الع ام‪ ،‬الص ادر بت اريخ ‪ 18‬ربي ع‬

‫األول ‪ 1439‬الموافق ل ‪ 07‬دجن بر ‪ ،2017‬بش أن إح داث لجئ ة وزاري ة لمعالج ة إش كالية تنفي ذ‬
‫األحكام القضائية المتعلقة بأشخاص القانون العام‪.‬‬

‫منشور رقم ‪/80‬د للس يد ال وزير األول موج ه للس يدين وزي ري الدول ة والس ادة" ال وزراء‪ ،‬الص ادر‬ ‫‪.5‬‬
‫بتاريخ ‪ 23‬رمضان ‪ 1413‬الموافق ل ‪ 17‬مارس ‪ ،1993‬بشأن تنفيذ األحكام والقرارات القضائية‪.‬‬

‫منشور للسيد الوزير األول موجه للسيدين وزيري الدولة والسادة الوزراء وكتاب الدول ة‪ ،‬رقم ‪37/9‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪ ،8‬الصادر بتاريخ ‪ 8‬جم ادى األولى ‪ ،1419‬المواف ق ل‪ 31‬غش ت ‪ ،1998‬بش أن تنفي ذ األحك ام‬
‫والقرارات النهائية‪.‬‬

‫‪٠‬الكتب‪:‬‬

‫أحمد بوعشيق‪ ،‬الدليل العملي لالجتهاد القضائي في المادة اإلدارية‪ ،‬سلسلة دالئل التيس ير‪ ،‬منش ورات‬ ‫‪.7‬‬
‫المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ 16‬سئة ‪.2004‬‬

‫جمعية عدالة‪ ،‬األمن القضائي وجودة األحكام‪.‬‬ ‫‪.8‬‬

‫‪4‬‬
‫‪0‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫حسن سعد عبدالواحد‪" ،‬تنفيذ األحكام اإلدارية"‪ ،‬مطابع مجلس الدفاع الوطني‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪1984‬‬ ‫‪.9‬‬

‫حسن صحيب‪ ،‬القضاء اإلداري المغربي‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلي ة والتنمي ة‪ ،‬الع دد‬ ‫‪.10‬‬

‫‪ ،80‬دار النشر المغربي الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2008‬‬

‫^الرسائل‪:‬‬

‫حميد أمالل‪ ،‬إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارة الصادرة في مواجهة اإلدارة‪ ،‬رسالة لني ل دبل وم الدراس ات‬ ‫‪.11‬‬
‫العليا المتخصص ة في الق انون الخ اص‪ ،‬جامع ة محم د الخ امس‪ ،‬كلي ة العل وم القانوني ة واالقتص ادية‬

‫واالجتماعية السويسي الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2009/2008‬‬

‫^المقاالت‪:‬‬

‫آمال المشرفي‪ ،‬الحجز لدى الغير لتنفيذ األحكام القضائية الصادرة ض د المؤسس ات العمومي ة‪ ،‬تعلي ق‬ ‫‪.12‬‬

‫على األمر االستعجالي الصادر عن المحكمة االدارية بالرب اط ع دد ‪ 182‬بت اريخ ‪،1997/09/24‬‬

‫فاطمة العنصري ضد مدير المكتب الجهوي لالس تثمار الفالحي ب اللوكوس‪ ،‬المجل ة المغربي ة لإلدارة‬

‫المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ 24‬يوليوز‪-‬غشت ‪ ،1998‬دار النشر المغربية‪ -‬الدار البيضاء‪.‬‬

‫آمال المشرفي‪ ،‬الغرام ة التهديدي ة وتنفي ذ األحك ام القض ائية الص ادرة ض د اإلدارة‪ ،‬تعلي ق على حكم‬ ‫‪.13‬‬
‫المحكمة اإلدارية بالرباط عدد ‪ 134‬بتاريخ ‪ 6‬م ارس ‪ 1997‬في قض ية ورث ة العش يري‪ ،‬المجل ة‬

‫المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ 23‬أبريل‪ -‬يونيو ‪ ،1998‬دار النشر المغربية‪-‬الدار البيضاء‪.‬‬

‫ثائرة نزال‪ ،‬إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ض د اإلدارة‪ ،‬منش ورات مجل ة مس الك في الفك ر‬ ‫‪.14‬‬
‫والسياسة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،30-29‬السنة ‪ ،2015‬ص ‪. 175‬‬

‫الحبيب العطشان‪ ،‬عدم تنفيذ أحكام القضاء اإلداري من طرف اإلدارة‪ ،‬مجلة‬ ‫‪.15‬‬
‫القضاء والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،156‬سنة ‪.2008‬‬

‫عبد الرحمان بن عمرو‪ ،‬تنفيذ األحكام القضائية الصادرة في مواجهة أشخاص‬ ‫‪.16‬‬
‫القانون العام بين النصوص الحالية ومسودة مش روع ق انون بتتميم وتغي ير ق انون المس طرة المدني ة‪،‬‬

‫) ‪( 41‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫مجلة المناظرة‪ ،‬العدد ‪ 18‬يونيو ‪.2016‬‬

‫كريم الشكاري‪ ،‬تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد الجماعات الترابية على‬ ‫‪.17‬‬
‫ضوء مقتضيات الدستور المغربي الجديد‪ ،‬منشور بموق ع العل وم القانوني ة‪،‬بت اريخ ‪25_12_2017‬‬

‫على الساعة العاشرة" صباحا ^‪0‬ء‪1.‬؛‪٢0‬لء‪^3٢0‬‬

‫محمد صقلي حسيني‪ ،‬بعنوان ‪ :‬التوجهات الدستورية في مجال تنفيذ األحكام‬ ‫‪.18‬‬
‫اإلدارية وآفاق تطبيقها‪.‬‬

‫محمد قصري‪ ،‬الغرامة التهديدية والحجز في مواجهة اإلدارة الممتنعة عن تنفيذ‬ ‫‪.19‬‬

‫أحك ام القض اء اإلداري واإلش كاليات المطروح ة‪ ،‬مجل ة المح اكم اإلداري ة‪ ،‬الع دد الخ امس‪ ،‬ين اير‬

‫‪.2017‬‬

‫محمد قصري‪ ،‬تنفيذ األحكام اإلدارية "الغرامة التهديدية" "الحجز"‪ ،‬مجلة رسالة‬ ‫‪.20‬‬
‫المحاماة عدد مزدوج ‪ ،31-30‬دجنبر ‪ ،2009‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع الرباط‪.‬‬

‫مصطفى التراب‪ ،‬إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارية‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية‬ ‫‪.21‬‬
‫والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬أبريل يونيو ‪ ،1999‬دار النشر المغربية الدار البيضاء‪.‬‬

‫مصطفى سيمو‪ ،‬مستجدات تنفيذ أحكام القضاء اإلداري‪ ،‬مجلة المحاكم اإلدارية‪،‬‬ ‫‪.22‬‬
‫العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪.2017‬‬

‫‪ ٠‬تقارير‬

‫المجلس األعلى‪ ،‬تقرير حول تدبير المنازعات القضائية للدولة‪ ،‬نونبر ‪.2015‬‬ ‫‪.23‬‬

‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬

‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائيبة صدرة في مواجهة اإلدارة‬
‫الملحق‬
‫األول‪:‬‬

‫‪15/7112/681)1-4‬‬ ‫المملكة المغربية‬


‫وزارة العدل والحريات‬
‫اصل الحكم المحفوظ بكتابة الضبط‬ ‫المحكمة اإلدارية بالرباط‬
‫بالمحكمة اإلدارية بالرباط‬
‫قسم القضاء الشامل حكمرقم‪:‬‬
‫‪ 4745‬بتاريخ‪2015/11/11 :‬‬
‫طفر‪5‬م‪15/7112/681 :‬‬

‫القاعدة‬
‫تصفية الغرامة التهديدية تعتبر كتعويض ممن وح لط الب التنفي ذ نتيج ة المض رر ال ذي تع رض ل ه‬
‫جراء امتناع وإصرار المنفذ عليه على تعنته في تنفيذ المقرر القضائي وبالتالي فإن مبلغها ال يمكن‬
‫احتسابه بعدد ايام االمتناع عن التنفيذ ولكن يخضع للسلطة التقديرية للمحكمة المصفية لها ‪ 1‬ن ‪1‬‬
‫ذعم‪٠‬‬
‫‪1‬‬
‫باسم جاللة الملك وطبقا للقانون‬

‫بتاريخ ‪2015/11/11‬‬
‫أصدرت المحكمة اإلدارية بالرباط وهي متكونة من السادة ‪:‬‬
‫رئيسا‬ ‫أمينةناوني‬
‫رحال صابر ‪....................................................‬مقررا‬
‫عبد الرحمان تزكيني ‪..........................................‬عضوا‬
‫مفوضا ملكيا‬ ‫بحضور السيد محمد كولي‬
‫كأتب الضبط‬ ‫وبمساعدة السيدة مليكة حاجي‬

‫الحكم اآلتي نصه ‪:‬‬

‫بين المدعي ‪ :‬المصطفى لكريشي‪.‬‬


‫عنوانه ‪ ،32 :‬زنقة ابن طفيل — العرائش‪.‬‬
‫نائبه ‪ :‬األستاذ الهاشمي الجباري‪ ،‬محام بهيئة الرباط‬

‫من جهة‬
‫وبين المدعى عليه ‪:‬‬
‫‪ -‬الدولةفيشخصرنيس الحكومة بمقر رئاسة لحكومة بالرباط‪.‬‬
‫‪ -‬وزيرالتربية الوطنية والمتكوين لمهني بالرباط‪.‬‬
‫‪ -‬الوكياللقضائيللمملكةبمكاتبه بوزارة االقتصاد والمالية بالرباط‪.‬‬

‫منجهة أخرى‬

‫بر‪ ٨‬ع‬

‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫‪)15/7112/681(2-4‬‬
‫الوقائع‬

‫والمؤداة‬ ‫بناء على المقال االفتتاحي للدعوى المسجل بصندوق هذه المحكمة بتاريخ ‪20 1 5/1 0/ 1 2‬‬
‫عنه الرسوم القضائية حسب الوصل رقم ‪ 193918‬يعرض من خالله المدعي بواسطة نائب ه ان ه استص در حكم ا‬
‫عن هذه المحكمة بتاريخ ‪ 29‬مارس ‪ 2011‬تحت عدد ‪ 1276‬في الملف رقم ‪ 2010/8/353‬قضى باحقيته‬
‫في الحصول على التعويضات اليومية المخولة عن فترة التكوين بالمركز الجهوي لتكوين األساتذة بطنج ة‪ .‬وان ه ق ام‬
‫بجميع إجراءات التنفيذ من اجل تنفيذ منط وق الحكم لكن دون ج دوى فتم تحري ر محض ر امتناععنالتنفي ذ بت اريخ ‪4‬‬
‫وانه سبق له ان تقدم بطلب تصفية الغرامة التهديدية المحددة في مبلغ ‪ 500,00‬درهم عن كل يوم‬ ‫مارس ‪.2013‬‬
‫صدر فيها حكم تحت عدد‬ ‫تاخير عن التنفيذ عن الفترة الممتدة من ‪ 4‬مارس ‪ 2013‬إلى غاية ‪ 14‬نونبر ‪2013‬‬
‫‪ 4484‬بتاريخ ‪ 013/12/30‬في الملف ‪ 2012/71 12/695‬قضى على المدعى عليها (وزارة التربب ة‬
‫الوطنية) بان تؤدي له مبلغ ‪ 20 000,00‬درهم عن تصفية الغرامةالتهديدية المحكوم بها كما تق دم بطلب تص فية‬
‫الغارمة التهديدية عن الفترة الممتدة من ‪ 15‬نوفمبر ‪ 2013‬إلى غاية ‪ 2‬يوني و ‪ 2014‬ص در بش أنها حكم ع دد‬
‫‪ 4401‬بتاريخ ‪ 2014/07/21‬حدد له تعويضا قدره ‪ 20.000,00‬درهم وفي مرة ثالثة تقدم بطلب تص فية‬
‫الغرامة التهديدي ة عن الف ترة من ويوني و ‪ 2014‬إلى ‪ 31‬دس مبر ‪ 2014‬قض ت فيه ا المحكم ة بتع ويض ق دره‬
‫‪ 18.000,00‬درهم ‪ ٠‬وان امتن اع اإلدارة ال زال مسترس ال‪ .‬ألج ل ذل ك فه و يلتمس ي الحكم بتص فية الغرام ة‬
‫التهديدية عن الفترة من ‪ 1‬يناير ‪ 2015‬إلى غاية ‪ . 2015/06/30‬وباداء المدعى عليها وزارة التربية الوطنية‬
‫والتكوين المهني لفائدته مبلغ ‪ 91500,00‬درهم مع الفوائد القانونية من تاريخ صدور الحكم إلحى يوم التنفدذ‬
‫وبناء على األمر بتبليغ نسخ من المقال إلى المدعى عليهم وتوصلهم وتقاعسهم عن الجواب‪.‬‬
‫وبناء على باقي األوراق المدرجة بالملف‪.‬‬
‫وبناء على إدراج القضية بالجلسة العلنية المنعقدة بتاريخ ‪. 201 5/ 1 1/04‬‬
‫وبناء على المناداة على األطراف ومن ينوب عنهم وتخلفهم عن الحضور غم التوصل‪ ،‬اعتبرت المحكمة‬
‫القضية ج اهزة واعطيت الكلم ة للس يدة المف وض الملكي ال تي بس طت تقريره ا ال رامي إلى االس تجابة للطلب‪،‬‬
‫فقررت المحكمة حجز القضية للمداولة قصد النطق بالحكم اآلتي بعده بجلسة ‪- 2015/11/11‬‬
‫وبعد المداولة طبقا للقانون‬
‫في الشكل ‪ :‬حيث قدم الطلب مستوفيا كافة الشروط الشكلية فهو مقبول‪.‬‬
‫فى الموضوع ‪ :‬حيث إن مؤدى الطلب هو الحكم بتصفية الغرامة التهديدية عن الفترة الممتدة من‬
‫‪ 1‬يناير ‪ 2015‬إلى غاية ‪ 201 5/06/30‬حسب منطوق األمر رقم ‪ 879‬الصادر عن هذه المحكمة‬
‫وب اداء وزارة التربي ة الوطني ة‬‫في المل ف رقم ‪ 2013/7101/912‬بت اريخ ‪2013/10/30‬‬
‫والتكوين المهني للمدعي مبلغ ‪91.500,00‬درهم مع الفوائ د القانوني ة ابت داء من ت اريخ ص دور الحكم‬
‫إلى يوم التنفيذ مع النفاذ المعجل وتحميل المدعى عليهم الصائر‪.‬‬

‫‪15/712/681)3-4‬‬

‫وحيث إنه بمقتضى الفصل ‪ 448‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬فإنه إذا رفض المنفذ عليه أداء إلزام‬
‫بعمل او خالف إلزاما باالمتن اع عن عم ل‪ ،‬أثبت ع ون التنفي ذ ذل ك في محض ر واخ بر ال رنيس ال ذي يحكم‬
‫بغرامة تهديدية ما لم يكن س بق الحكم به ا‪ ،‬ويمكن للمس تفيد من الحكم ان يطلب عالوة على ذل ك التع ويض‬
‫‪.‬‬ ‫منالمحكمة التي اصدرته‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪5‬‬
‫"إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة اإلدارة‬

‫وحيث إنه س بق له ذه المحكم ة ان ام رت بمقتض ى األم رن االس تعجالي رقم و ‪87‬في الملف‬
‫‪ 201 3/71 01/912‬بت اريخ‪ ،2013/10/30‬بتحدي د لغرام ة سحمه‪٠‬ش هرا‪٠‬اال التربي ة‬
‫اليدلذيةواتكوبن المهتن‪ ،‬ملليذ البيهو اته هم لقنيلمكعوقًاي ذ رن الكلي ة الي اليتن اللكيجناللم اع عن اللي ة‬
‫الذه لمد ‪4‬طرسوئهئيئابئالئئصضه|ضنىااده ال يوجد بالملف مايفيد أن الوزارة لمدعى عليها ق د ق امت‬
‫‪٠٠‬‬ ‫باستننافه الشيء الذي بحعلهقايال للتنفيذ‪.‬‬
‫وحيث إن المدعي استصدر عن هذه المحكمة حكما بتصفية الغرامة‬

‫بين ‪ 4‬مارس ‪ 2013‬إلى غاية ‪ 14‬نونبر ‪ . 2013‬والثاني عن الفترة من ذا دونبزح ‪ 2013‬إلى غاية‬
‫‪ 2‬يوني و ‪ 2014‬والث الث عن الف ترة الممت دة من ‪ 3‬يوليووكاك ة!يلمدعيس ميها أظ رت طى االمتن اع‬
‫عنتتفي ذالحكمرقم ‪ 1276‬فى الملنح‪3‬ت‪8٧3‬احلس يالددالمنتاعغنالقلكيدتتدامنتاريخ ‪ 1‬ونل ر ‪ 2015‬إلى‬
‫غاية ‪ 30‬يؤنيو ‪ 2015‬وانه أم ام ثب وت امتن اع الجه ة الم دعى عليه ا عن التنفي ذ يكونالطلب الرامي إلى‬
‫تصفية الغرامة لتهديدية مبررا ويتعين لبت يه‪. .‬‬
‫" وحيثإنهمن المستقرعليه فقها وقضاء ان لغرامة لتهديدية عند تصفيتها تعت بر كتع ويض ممن وح لط الب‬
‫التنفيذ نتيجة الضرر الذي تعرض إليه جراء ‪١‬مذتاع دؤص رار المنف ذ علي ه على تعنت ه في تنفي ذ المق رر‬
‫القضائيوبالتالي فإن مبلغهًا ال يمكن احتسابه بعد ايام االمتن اع ولكنه ا تخض ع للس لطة التقديري ة للمحكم ة‬
‫المصفية لها انطالقا من حجم الضرر الذي اصاب طالبها ومقدار تعنت االدارة المنفذ عليها‪ .‬وأن المحكمة‬
‫ترى لمالها من سلطة تقديرية واعتب ارا لك ل المعطي ات الض رورية تق دير التع ويض المناس ب عن الم دة‬
‫المطلوبة في مبلغ‬

‫وحيث ان طلب الشاذ المعجل ليس له ما بيرره بالملف‪ ،‬مما يتعين رفضه‪ .‬وحيث إن خاسر‬
‫الدعوى يتحمل مصاريفها‪.‬‬

‫‪{ 46 1‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬

‫‪)15/7 112/681(4-4‬‬

‫المنطوق‬

‫وتطبيقا لمقتضيات القانون ‪ 90/41‬المحدثة بموجبه المحاكم اإلدارية والفصل‬


‫‪ 448‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫لهذه األسباب‬

‫حكمت المحكمة اإلدارية علنيا‪ ،‬ابتدائياوبمثابةحضوري‪:‬‬

‫ب‪1‬فيلحالعوب‪1‬د|ء|لدولةضشتهنرذلسالحكومةوزارة|لذربيةالودية والكولن المه‪II‬ني‬


‫في شنصررزرها لفتدة الميعه تاواضال قترم وااللممافرايتدربج‬

‫‪ 2015‬ورفض باش االبات و‪ - .‬ص‬ ‫سق‪5‬ا‪ 20‬إلى ‪0‬‬

‫بهذا صدر الحكم في اليوم والشهر والسنة أعاله‬

‫الرئيس‬ ‫المقرر‬ ‫كاتى الضبط‬


‫عجا‬

‫‪4‬‬
‫‪7‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫الملحق‬
‫الثاني‪:‬‬
‫المملكت المغيت‬

‫وزاصة ا لتريت الوطنيت ى الكوين المهني‬

‫لتريت ا لوطيت‬ ‫قطاع االمكمتاإلاصدت‬


‫بالواط‬

‫اتفاتية‬

‫بحان ملهإ اعفار قضائية‬


‫إن األحكام القض انية النهاني ة ق د تبقى مج رد ش رح نظ ري للق انون م ا لم يتم تنفي ذها‪ ،‬وإذا ك انت حص يلة‬
‫الدعوى ونتيجتها هي الحكم القضائي النهائي‪ ،‬فإن هذا الحكم ال قيمة له إن لم يترجم عن طريق تنفيذه‪.‬‬

‫ولما كان التنفيذ في مواجهة أشخاص الق انون الع ام يس تتبع في كث ير من األحي ان اللج وء إلى بعض‬
‫إجراءات التنفيذ الجبري التي تبقى على أهميتها و قانونيتها‪ ،‬ذات تاثير بالغ على المصلحة العام ة و خصوص ا‬
‫منها إجراءات الحجز على اعتمادات اإلدارة لدى الخزينة العامة للمملكة و غيرها و التي قد تحدث ارتباك ا في‬
‫تسيير المرفق العمومي فإن وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني (قطاع التربية الوطنية) كجهة منفذ عليه ا‬
‫في عديد من ملفات التنفيذ المفتوحة بالمحكمة اإلدارية بالرباط أو المحالة إلى ه ذه األخ يرة من مح اكم إداري ة‬
‫اخرى في إطار اإلنابة للتنفيذ‪ ،‬تعتزم بإرادة كبيرة تنفيذ األحكام القضائية التي ال ت زال قي د مس طرة التنفي ذ في‬
‫ظل جدولة زمنية واضحة محددة بمقتضى هذه اإلتفاقية التي تاتي في إطار الموازنة بين حقوق طالبي التنفيذ و‬
‫بين ضرورة تامين حسن سير المرفق العام الذي تشرف عليه وزارة التربية الوطنية و التك وين المه ني كجه ة‬
‫منفذ عليها‬

‫من للين االلسراست و المنيد اتي ‪ ٠ ٠‬علم ‪ ٢‬ما يلي‪ ":‬إن ا لم يكن هل ك إال م دن‬ ‫‪ /١١١١‬رط مدي متعين الصل ‪243‬‬
‫واحد‪ ،‬لم بجبر الدان عليى ان يستوفى االلتزامعد اج زاء‪ ،‬ولوك ان ه ذاااللتزام قاباللتجزن ة‪ ،‬وذل ك م الم تف ق على‬
‫خالفه إالإذاتعاق مر بالكمبياالت‪.‬‬
‫مع ذلك‪ ،‬يسوغ للفصاة‪ ،‬مراعاة‪ -‬متهم لمز كز االين‪ ،‬وع اسصالحطقحخلم تطأق ضيق‪ ،‬أن بهخحوه آج اال‬
‫مشلة للفاء‪ ،‬وان يوقفوا إبراءات المطغخدثخنفيك ‪,‬ألشياء صالها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪8‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارةاإلشهاد على هذا اإلتفاق‬
‫بناء علىذللك تم ومه الخميس ‪ 24‬نونبر ‪ 2016‬بمقر المحكمة اإلدارية بالرباط‬
‫بحضور كل من ‪:‬‬
‫‪ ,‬السيدمصطفىسيمو رئيس المحكمة اإلدارية بالرباط‪ - .‬بصفته مسؤوال عن‬

‫المحكمة و عن التنفيذ بها‬


‫‪ ٠‬السيد عبد العالى األقرابة عن وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني (قطاع‬
‫التربية الوطنية) بصفته مدير الشؤون القانونية و المنازعات‪ -‬جهة منفذ عليها‪-‬‬

‫وقد تم اإلتفاق على ما يلي‪:‬‬

‫المادة األولى ‪:‬‬


‫تدخل ضمن القضايا المشمولة بهذه اإلتفاقية جميع أحك ام دع اوى الموض وع المرتبط ة ب األداء و التع ويض و‬
‫اإللغاء دون القضايا اإلستعجالية أو قضايا إيقاف تنفيذ القرارات اإلدارية والديون العمومية‪.‬‬

‫المادة الثانية ‪:‬‬


‫تلتزم الجهة المنفذ عليها‪ ،‬بخصوص ملفات التنفيذ التي تم إرسال إعذار بالتنفيذ بش‪HH‬انها قب ل ت اريخ توقي ع ه ذه‬
‫االتفاقية‪ ،‬بتنفيذ األحكام المذيلة بالصيغة التنفيذية المتعلقة بها داخل اجل سنة أشهر تبتدى من تاريخ هذا التوقيع‪.‬‬

‫جج‬
‫المادة الثالثة ‪:‬‬

‫بالنسبة لملفات التنفيذ الجديدة‪ ،‬تقوم الجهة المشرفة على التنفيذ بمراسلة الجهة المنفذ عليها بواسطة مراسلة‬
‫إدارية عادية مرفقة بنسخة تنفيذية للحكم موضوع طلب التنفيذ تبين فتح ملف تنفيذي جذيد بالمحكمة‪ .‬و تلتزم‬
‫الجهة المنفذ عليها تبعا لذلك بتنفيذ االحكام المذيلة بالصيغة التنفيذية المتعلقة بها يخل اجل ستة اعهر تبتدى من‬
‫تاريخ توصلها بالمراسلة المذكورة‪.‬‬

‫المادة الرابعة ‪:‬‬


‫تتوق ف خالل م دة س تة أش هر في الح التين المش ار إليهم ا فيكلمن الم ادتين الثاني ة و الثالث ة اعاله‪ ،‬جمي ع مس اطر‬
‫التنفيذغيرالرض انية خاص ة م ا يتعل ق ب الحجوزات و الغرام ات التهديدي ة و ب اقي المس اطرالمختلفة‪ ،‬وس واءكانت‬
‫المساطررانجة بين يدي ماموري إجراءات التنفيذ أو المفوضين القضائيين‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪9‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬ ‫المادة الخامسة‪-‬‬
‫ال توقف طلبات إيقاف التنفيذ أمام محكمة النقض او الرامية إلى إثارة صعوبة في التنفيذ او إلى إيقاف التنفيذ المعج ل‬
‫األجل المنصوص عليهفي هذه اإلتفاقي ة إال في ح ال ص دور ق رار قض انى يقض ي بإيق اف التنفي ذ‪ ،‬إال أن ه في ح ال‬
‫انصرام األجل المذكور دون البت في هذه الطلبات من طرف الجهات القضائية المختصة‪ ،‬فإن التنفيذ يبقى متوقفا إلى‬
‫حين هذا البت‪.‬‬

‫المادة السادسة‪:‬‬
‫يتعين على الجهة المنفذ عليها إخبار الجهة المش رفة على التنفي ذ ف ور ك ل عملي ة تص فية لمل ف تنفي ذي من‬
‫طرفها‪ ،‬سواء تمذلك عن طريق الصلح او أي طريقة أخرى‪.‬‬

‫المادة السابعة‪:‬‬

‫يتم عند االقتضاء استئناف إجراءات التنفيذ الجبري إذا تبين أن الجهة المنفذ عليها لم تبادر إلى التنفي ذ داخ ل‬
‫مدة ستة أشهر المتفق عليها‪ .‬و تعتبر هذه االتفاقية الغي ة في ح ال ح دوث مث ل ه ذا ال تراخي لخمس م رات‬
‫متكررة بقيت كلها بدون تسوية بعدمنح أجل ثاني للمنفذ عليها في كل حالة من ه ذه الح االت ال يتج اوز ‪15‬‬
‫يوما بمقتضى رسالة تذكيرية ثانية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪0‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬

‫ككقلبييييذعخل هذه االتفاقية عيزاسذض‪١‬ليومالصالي س‬

‫‪.0‬‬ ‫توقيع البيديفييب المحكمة اإلدارية بالرب اط توقي ع السيدمديرالش ؤون القانوني ة والمنازع ات‬
‫دل ‪||٠1.‬مغ‪1‬ل‪٠‬ءا‪٧‬‬ ‫حرل‬

‫‪-‬‬
‫‪٠‬ب‬

‫‪5‬‬
‫‪1‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬

‫‪5‬‬
‫‪2‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫‪٦‬أ‪٣‬ع| ه‪٠‬ه‪ ٠‬ه‪٠‬م‪٠‬غم‪٠‬غ‪٠‬غ‪٠‬هـ‪٠‬غ‪٠‬غ‪٠‬ب‪٠‬خ‪٠‬غ‪ ٠‬ع| ‪ ٠- ٠٠‬ه| غ‪* ،‬أام‬

‫اتفاقية‬ ‫]‬
‫بشأن تنفيذ األحكام القضائية‬ ‫)‬
‫)‬ ‫بين‬ ‫‪1‬‬
‫؛‬ ‫جماعة طنجة والمحكمة اإلدارية بالرباط‬ ‫»‬
‫الديياجة‪:‬‬
‫إن األحكام القضائية النهانية قد تبقى مجرد شرح نظري للق انون م ا لم يتم تنفي ذها‪ ،‬وإذا ك انت حص يلة‬
‫الدعوى ونتيجتها هي الحكم القضاني النهاني‪ ،‬فإن هذا الحكم ال قيمة له إن م يترجم عن طريق تنفيذه‪.‬‬
‫ولما ك ان التنفي ذ في مواجه ة اش خاص الق انون الع ام يس تتبع في كث ير من األحي ان اللج وء الى بعض‬
‫إجراءاتالتنفي ذ الج بري ال تىقبقى على أهميته ا وقانونيته ا‪ ،‬ذات ت افير ب الغ على المص لحة العام ة وخضوص ا منه ا‬
‫إجراءات الحجز على اعتمادات اإلدارة لدى الخزين ة العام ة للمملك ة وغيره ا وال تي ق د تح دث ارتباك ا في تس يير‬
‫المرفق العمومي‪ .‬ف إن جماع ة طنج ة كجه ة منف ذ عليه ا في عدي د من ملف ات التنفي ذ المفتوح ة بالمحكم ة اإلداري ة‬
‫بالرباط‪ ،‬تعتزم بإرادة كبيرة تنفيذ األحكام القضائية التي ال تزال قيد مسطرة التنفي ذ في ظ ل جدول ة زمني ة واض حة‬
‫محددة بمقتضى هذه االتفاقية التي تاتى فى إطار الموازنة بين حقوق طالبي التنفيذ وبين ضرورة ت امين حس ن س ير‬
‫المرفق العام الذي تشرف عليه جماعة طنجة كجهة منفذ عليها‪.‬‬

‫وعلى هدي مقتضيات الفصل ‪ 243‬من قانون االلتزامات والعق ود ال تي نص ت على م ا يلى‪ « :‬إذا لم‬
‫يكن هناك إال مدين واحد‪ ،‬لم يجبر الدانن على ان يستوفي االلتزام على أجزاء‪ ،‬ولو كان هذا االلتزام ق ابال للتجزئ ة‪،‬‬
‫وذلك ما لم يتفق على خالفه إال إذا تعلق األمر بالكمبياالت‪.‬‬
‫ومع ذلك يسوغ للقضاة مراعاة منهم لمركز الم دين‪ ،‬وم ع اس تعمال ه ذه الس لطة في نط اق ض يق‪ ،‬أن‬
‫يمنحوه آجاال معتدلة للوفاء‪ ،‬وأن يوقفوا إجراءات المطالبة‪ ،‬مع إبقاء األشياء على حالها‪.‬‬

‫بناء على مقرر المجلس الجماعي لمدينة طنجة عدد ‪ 2017/98‬بتاريخ ‪ 14‬مارس ‪ ،2012‬المتخذ‬
‫خالل دورته االستثنائية لشهر مارس ‪ 2017‬والقاض ي بالمص ادقة بإجم اع أعض ائه الحاض رين على اتفاقي ة بين‬
‫جماعة طنجة والمحكمة اإلدارية بالرباط بشان تنفيذ األحكام القضائية‪.‬‬

‫بناء على ذلك تم االتفاق يومه ‪ 17‬مارس ‪ 2017‬بين كل من السيدين‪:‬‬

‫مصطفى سيمو رنيس المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬بصفته مسؤوال عن المحكمة وعن التنفيذ بها‪.‬‬ ‫*‬
‫محمد البشير العبدالوي رئيس مجلس جماعة طنجة‪ ،‬بصفته جهة منفذ عليها‪.‬‬ ‫*‬

‫} ‪{ 53‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫وقد تم االتفاق على مايلي‪:‬‬
‫اكاده األور‪:‬‬
‫تدجل فمن القضايا المشمولة بهذه االتفاقية جميع احكام دعاوي الموضوع المرتبطة باالداء‬
‫والتعويض واإللغاء دون التضايا االستعجالية او قضايا إيقاف تلفيذ القرارات اإلدارية والديون‬
‫العمومية‪.‬‬
‫المادة الثانية‪ -‬ةةجةجعقةئ عليها وموافقة رنيس المحكمة بعد تاكده من جدية التنفيذ‪.‬‬

‫ا تحثكشي سسن لسبدبي شه الهمية يبةط‬


‫‪1‬ينيسرسلة يهة اسسة‬

‫المادة الرابعة‪:‬‬

‫التنفيذ‬ ‫ال توقف طلبات إيقاف التنفيذ امام محكمة النقض أو الرامية إلى إثارة صعوبة في التنفيذ أو إلى إيقاف‬
‫في‬ ‫المعجل األجل المنصوص عليه في هذه االتفاقية إال في حال صدور قرار قضاني يقضي بإيقاف التنفيذ‪ ،‬إال انه‬
‫يبقى‬ ‫حال انصرام األجل المذكور دون البت في هذه الطلبات من طرف الجهات القضائية المختصة‪ ،‬فإن التنفيذ‬
‫تتوقف خالل مدة ستة أشهر في الحالتين المشار إليهما في كل من المادتين الثانية والثالثة اعاله‪،‬‬
‫جميع مساطرالتنفيذغيرالرضانيةخاصة مايتعلق بالحجوزات والغرامات التهديدي ة وب اقي المس اطرتفة‪ ،‬آس و‬
‫كانت المساطررانجة بين يدي ماموري إجراءات التنفيذأوالمفوضين القضائيين‪.‬‬
‫المادة الخامسة‪:‬‬

‫متوقفا إلى حين هذا البت‪.‬‬


‫المادة السادسة‪:‬‬
‫يتعين على الجهة المنفذ عليها إخبار الجهة المشرفة على التنفيذ فور كل عملية تصفية لملف تنفيذي من‬
‫طرفها‪ ،‬سواء تم ذلك عن طريق الصلح أو أي طريقة أخرى‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪4‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬

‫يتم عند االقتضاء استنناف إجراءات التنفيذ الجبري إذا تبين ان الجهة المنفذ عليها لم تب ادر إلى التنفي ذ‬
‫داخل مدة ستة أشهر المتفق عليها والمدد المضافة عند االقتضاء‪ .‬وتعتبر هذه االتفاقية الغية في حال ح دوث مث ل‬

‫‪5‬‬
‫‪5‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫هذا التراخي لخمس مرات متكررة بقيت كلها بدون تسوية بعد منح اجل ثان للمنفذ عليها فيكلحالةمنهذه الحاالت ال‬
‫يتجاوز خمسة عشر يوما (‪ )15‬بمقتضى رسالة تذكيرية ثانية‬

‫تدخل هذه االتفاقية حيز التنفيذ في اليوم الموالي لتوقيعها‪.‬‬

‫ايدة الثامنة‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫الملحق الثالث‪:‬‬

‫‪.‬بلماتس ا هجن‬
‫ع|ش‬
‫ع‬ ‫السبدان والسادة‬ ‫‪7‬ا‪0٠‬الا‬
‫المفنثي العام المكلف بالشؤون اإلدارية‬
‫المفلش العامالمكف بالشؤونا لتبوبة‬

‫مديران ومدبريامصالع لمركزية‬

‫المديران والمديرن اإلفلبميان‬

‫ب ‪| ,;٠١٠٠‬ال|‪٠‬؛|لذدا‪٠‬ةسص االلوث م‬

‫من اليبي سسض من‬ ‫ملعفة نسذإلك لسداإلخرادولنشد‬

‫— رحسةيةحة‪٠”|٠‬‬

‫‪5‬‬
‫‪7‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫‪2017‬‬ ‫للطتكة دلب‪; ٠‬بدبء مب‬
‫‪0‬‬

‫مق ست ‪7‬لئك‪5‬ل‬

‫الى‬
‫السيد وفع اللولة‬
‫والسيات والسادة الوزراء والورراء المنتسين وكلي الولة‬
‫والمنسويين السامين والمسسوي العام‬

‫الموحيع‪ .‬إحات لجة وزنية لمعالجة إشكالية تفيذ األحكم التصانة المتسقة احص القاود‬
‫العام‬

‫سالم ثام وجود موالتا اإلمام‪،‬‬


‫األحم التضانية المعلعة أشخاص القاون العام مساة تصح عدي‬

‫محدتضتداريتهقيسبمرالتشكدتسعشر‪.‬مسسدترتشة‬

‫‪٠‬دم كبت ‪,‬الءم ستة المسة ماس ود االح مية ضذ المكين الي‬

‫كي ان إشكالية تمفيذ األحكم التضاثية هي كنلك شيجة للقنص القي تعترى تدبر ملرءت أشخاص القاتوت العام‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬فإذاكن إيجاد حل ناجع لإلشكاليات المرتبطة بتنفيذ األحكم الص ادرة ض د أش خاص الق اون الم ام‬
‫كسي أهية بالفة وطابعا استمجاليا‪ ،‬فإه يععين للكب اب على الس بل الكيل ة بالحيلول ة دون ت اي المنازءتالتيتتس ببفيا‬
‫اإلدارة من جة‪ ،‬وعلىكفية أمين لدفاععن هذه األخيرة على أحسن وجه‪ ،‬من جة أخرى‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪8‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫ومن أجل ذلك‪ ،‬فق د تق رر‪ ،‬بمقتض ى ه ذا المنش ور‪ ،‬إح داث لجن ة وزاره ة لمعالج ة ه ذه اإلش كالية‪،‬‬
‫يترأسها رئس الحكومة أو السلطة الحكومية المنتدبة منقبله لهذه الغاية‪.‬‬
‫وتتولى هذه اللجتة على ا لخصوص معالجة النقط التالية‪:‬‬
‫سبل الوقاية من المنازءات لتفادي القرارات والممارسات اإلدارية التي من شأنه التسبب في‬ ‫‪-‬‬
‫المنازءات؛‬
‫تأهيل المصال القائونية وتلك المكلفة بالمنازعات‪ ،‬وتكون الموارد البشرية المعنية؛‬ ‫‪-‬‬
‫مراجعة اإلطار القانولي المنظم للوكل ة القض انية للمملك ة بم ا يمكه ا من اض طالع بأدوارهاكمل ة‬ ‫‪-‬‬
‫المعئيةتجاويا؛‬ ‫على مستوى الوقاية والدفاع والمصالحة وضان التنسيق الوثيق مع القطاعات‬
‫إعادة النظر في مجموءة من المقتضيات القانونية التي يم منازءات أشخاص الق اتون الع ام‪ ،‬الس يا‬ ‫‪-‬‬
‫على مستوى المسطرة القضانية‪ ،‬أخنا من ‪١٩‬عبار خصوصيات الشخص المعنوي الع ام كتق اض‪،‬‬
‫خاصة على مستوى األجال؛‬
‫تأهيل مؤسسة الخيرة القضائية؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬إعداد إطار قالوني خاص بالتنفيذ في مواجمجة أشخاص الق اتون الع ام‪ ،‬ي وازن بين إلرامي ة تنفي ذ‬
‫األحكام القضائية الحاءزة لقوة الشيء المقضي به ويين ضرورة صيان استمرارية المرفق لعام؛‬
‫إيجاد الحلول العملية الالزمة لتسريع تنفيذ األحكم العالقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتتألف اللجنة المذكؤرة من السادة‪:‬‬

‫‪ -‬وزير الدولة المكلق بحقوق اإلنسان؛‬


‫وزد الداحلية؛‬ ‫‪-‬‬
‫وزير العدل؛‬ ‫‪-‬‬
‫األمين العام للحكومة؛‬ ‫‪-‬‬
‫ورير القتصاد والمالية؛‬ ‫‪-‬‬
‫وزر التربية الوطنية والتكوعن المهني والتعلي العالي والبحث العلي؛‬ ‫‪-‬‬
‫وتير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء؛‬ ‫‪-‬‬

‫وؤير لصحة؛‬ ‫‪-‬‬


‫الوزر المنتدب لدى رئيس الحكومة المكق إصالح اإلدارة وبالوظيفة العمومية؟‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 1‬الوكل القضافي لمملكة‪،‬‬

‫سم م‪ ٩‬س‪١ - ٠‬رأسمي ‪ -‬ره بلت سل *كر‬

‫‪5‬‬
‫‪9‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫م ض البة دبرة اي عشوآض ق الحية أو لفي ص *بى م؛ في ض‪ ٠‬للمشاركة في أشغالها‪.‬‬

‫وتح دن الى ه ذه اللجةلج ة تقي ه تك ود من ني الس لطلت الم ذكورة‪ ،‬تك ف ‪1‬يج ل وس ادالموص الماون ة‬
‫والتزحات السلة الميبصة؛الغل وافاودالمشار إيا اال‪ .‬وري ءلى أنظار اللجئة الوزارية‪.‬‬

‫وييهد إلن |بأ اسابة للهذ اآلم إعالكاة الجسين المذورني‬


‫؛ثر‪٠‬اسقبا;جوسالؤسعغااكورشكا»‪1‬سخ|‪<-‬داد‪.‬ة‪-‬ب م‪ .‬وكن ا اأمح رةأو الموسس ان لس ومية اش م؛وه ش ‪٠‬ت‬

‫كلى علهـ امذب؛االلرام بمشضيله‪ ،‬وذللكريسال سيادة القاون واحراما لحرمة التضاء‬

‫‪٠‬‬ ‫وع غاش ايبك ‪,‬الالم‪.‬‬

‫ث ‪٠‬ي~‬

‫‪6‬‬
‫‪0‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫الفسرص‬
‫ضد ‪4‬ة‪2 .............................................................................................. :‬‬
‫‪٠۵٥٠ ^١‬؛ ضابساداءساعاإلداوةضسد ‪١‬ألحكامساتجةسادوة في ‪4‬و^تاو&و( هذا االتنا ‪6 ...€‬‬
‫المطلب األول سبابامتذاعاإلد ‪١‬رةءن تنفيذ األحكامساب ‪١‬ضادرةضموسها‪6 ................. .‬‬
‫غضةاألو^‪:‬األسيبالمضوءية ‪7 ....................................................................‬‬
‫اوال‪ :‬اسيبتتل)ي^غءأل‪.‬ئول‪¥‬ا^ ‪7 ..............................................................‬‬
‫اي‪ :‬ذض^االءتماداتالملية ‪8 ....................................................................‬‬
‫ااال^عويتالضذوية ‪9 ............................................................................‬‬
‫سوة ثية األسباب ستةال^نتنائع الد اوة عئ التنغغذ ‪10 .........................................‬‬
‫اوال‪ :‬دو‪^¥‬ية ‪11 ................................................................................‬‬
‫اي‪1 :‬الءتي(ت ‪1‬ايسية ‪12 ......................................................................‬‬
‫المطب___الث ‪1‬ذي‪1 ^4 :‬ه(ا ‪4‬تح___ا‪€‬االداوةءئتذغي___ذاأل<ك ‪^1‬االدا(ه___ة‪12 ........................‬‬
‫الضرةاألو^‪0 :‬ووا ‪4‬تح‪£‬االداوة ءئلت‪:‬غيذ ‪12 .................................................‬‬
‫‪1‬وال‪:‬التي* ‪{1‬فيلتغيذ ‪13 ........................................................................‬‬
‫اي‪:‬لتذغيذ ‪1‬لح^او ‪^1‬ئي ‪14 ....................................................................‬‬
‫اثا‪ :‬الر^ل^<<_‪£‬لتذغيذ ‪15 ...................................................................‬‬
‫^‪ ،<^،‬الثانية‪ :‬اسابيب التي تعتمدها احاالداوةفياحم ‪،،٠١‬ت__ذاذع عئ التنغغ__ذ ‪..................‬‬
‫‪ 16‬اوال‪«:‬ر!<د ‪*4‬رد ‪16 ................................................................... 4‬‬
‫اي‪ :‬ر(تذ‪£‬يم^ ‪17 ...............................................................................‬‬
‫اصهحه الثاني‪ :‬الوسائل والضمانات الممكنة بتحفيك ابآل^حكام اغج^داددجة الهبادوة ضد‬
‫االداوة ‪18 ..............................................................................................‬‬
‫سلب االول وب^القامسة وسسةداإل ‪۵‬اوسسد ‪١‬ألحكامسادوة‬
‫^*وجتا ‪19 ...........................................................................................‬‬

‫‪6‬‬
‫‪1‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫الغقدالى‪:‬فدضالغدامةالتهديدداإلداوةاسةضص ‪19 ...........٠‬‬
‫اوال‪::‬لتم؛‪.‬عزلنحءوىاإللغاء وحءوىالت<اودضضفرضالغجدة ال ‪٦‬تددذية ‪ 22 ...‬انع‪ :‬بنح‬
‫^سعة*دضلغد* ةل‪£‬ا د! ‪٠‬دة^*;اا ‪^7‬ةا ‪ *~4‬ذ“أ‪“£‬لذ غ ع ■ *‪;^:‬ا‪24 .................. -‬‬
‫الغقدةاثذية‪:‬احجؤىوالإلدا(ةال ‪4‬تذةة^لذغيذ ‪27 ....................................................‬‬
‫اوالحجزالتك‪28 ............................................................................... :‬‬
‫سإ‪ :‬احجؤلد“^‪29 ............................................................................. :‬‬
‫سلب الثاني؛ اإلجداعادح اسدة !والحلول التشددبة لتجاوز اشكالية نتفين ال<‪£‬ا ‪1٠4‬درةصد ‪1‬إلد‬
‫‪1‬رة ‪32 ..............................................................................................‬‬
‫الغقدداألولى‪:‬االات بديلة لحل إسالية نتغفل اقداراتسادوذضداالداوة‬
‫‪33 ...................................................................................................‬‬
‫‪1‬وال‪:‬الس^لقذوذي^ك ‪1‬التفقع^ ‪34 ...........................................................‬‬
‫ايا‪ :‬لقصاداالتغ“لىتذغكا ‪35 ......................................................................‬‬
‫اثأ‪ :‬دةتذغعذاال<^ ‪35 ...........................................................................‬‬
‫<اباا ‪:‬ادقا&تع ‪35 ...............................................................................‬‬
‫خ^ا ‪:‬تت ‪2‬تذغلل االتفاقية ‪36 ..................................................................‬‬
‫سادسا “ جؤ اخالل اإلحارهالموقعة علىاالتاغشةبالتؤاماذها ‪36 ...........................٠‬‬
‫ساب^ا‪ :‬تذغ;ذاالتفقية ‪36 .......................................................................‬‬
‫ال ‪1‬لق<لداالثاذ؛‪١ .‬ة ‪ :‬المشباحدداة ا ‪٢١‬اعزاآل_ة‪١ .‬جا ‪١١‬جة |ا‪،‬لىعال؛‪١ .‬ت آ ‪٠‬حغعأك‬
‫األحكامالصادرة حصد‬
‫اإلحا(ةوحواللتشدعةالدتق\ة ‪37 ....................................................................‬‬
‫اني_____ا‪ :‬ص^^ألع_____ة‬ ‫اوال‪:‬المباددةالحكوميةذجاوزإساليةتغغلآلحكامساددةض_____د االدارة ‪37‬‬
‫ذنغ ;ناال<^^أ^االدرة صداالدارة ‪£‬لى صو ‪9‬شدو‪£‬ال"سة اادنعة ‪39 .....................‬‬
‫‪42 ............................................................................................. :££1±‬‬
‫^ ‪(3 ^4‬ا(^‪44 ........................................................................................ £‬‬

‫‪6‬‬
‫‪2‬‬
‫إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة‬
‫"اإلدارة‬
‫‪48 ............................................................................................... :^01‬‬
‫‪52‬‬ ‫سقس‪.................................... .٠‬‬
‫سق‪0‬ث‪60 ......................................................................................... :‬‬
‫‪64 ............................................................................................... ^(2$‬‬

‫‪6‬‬
‫‪3‬‬

You might also like