Professional Documents
Culture Documents
ماسو
القانون والممارسة القضائية
الفصل األول جاهحة محهد الخاهههال بالرباط أدالنيا*ال ٧ل-
ال٠اااااالا1ا .١٤1خ٠٢١،11ا|١ااال
زعا13ط اء <011011١|٩110ا0ال|٩ل٢1الل اه0€ء», 8)1ه خا
وحدةالقضا۶االدادي
.الموسمانجامعي-2018/2017 :
مقدمة:
قفزة نوعية من أجل ترسيخ مب ادئ المش روعية وس يادة الق انون حيث أص بحت شكل صدور القانون 41.90
الدولة شأنها شأن باقي األفراد خاضعة للقانون وملزمة بتطبيقه .وهذا يقتضي منها احترام وتنفيذ قوة األمر المقض ي ب ه
ما دامت هي المسؤولة على فرض هيب ة وقدس ية القض اء .فالقض اء اإلداري من ذ بدايت ه عم ل على إص دار العدي د من
األحكام والقرارات القضائية التي أقرت مسؤولية الدولة والمؤسسات العمومية ،إال أن هذه األحك ام والق رارات تبقى في
فالتنفيذ هو لحمة الحكم وسداه ،إذ ال فائدة للقانون من دون تطبيق ،وال قيمة للحكم من دون نفاذ ،وه و يمث ل أهم
مرحلة من مراحل التقاضي والتي غالبا ما تكون عسيرة ومضنية وطويلة األمد ،فبدون التنفيذ تصير األحك ام القض ائية
عديمة الجدوى والفعالية ويفقد الناس ثقتهم في القضاء ويدب اليأس في نفوسهم وتعم الفوضى وينعدم األمن واالس تقرار
في المجتمع ،ويؤدى األمر إلى ""تفكير آخر وهو انحالل الدولة"" كما قال الراحل الحسن الثاني رحمه اهللا.
فبقاء األحكام والقرارات القضائية دون تنفيذ ه و ض رب في مب دأ الش رعية في الدول ة ،فم اذا يج دي أن يجته د
القاضي اإلداري في إيجاد الحلول الناجعة بما يتالءم وصون الحقوق والحري ات المش روعة إذا ك ان أحكام ه مص يرها
"الموت" ،فما يطمح إليه كل متقاض من رفع دعواه لدى القضاء اإلداري ليس هو إغن اء االجته اد القض ائي في الم ادة
اإلدارية بل استصدار حكم لصالحه يحمي المعتدى عليه من طرف اإلدارة مع ترجمة منطوقه على أرض الواقع بتنفيذه
.
فاحترام الدولة لما يصدر عن السلطة القضائية من أحكام وقرارات هو تعب ير عن م دى تق دم الدول ة وتطوره ا،
فقد عرضت على رئيس وزراء بريطانيا "ونستون تشرشل" أيام الحرب العالمية
-1محمد قصري ،تنفيذ األحكام اإلدارية "الغرامة التهديدية" "الحجز" ،مجلة رسالة المحاماة عدد مزدوج ،31-30دجنبر ،2009دار القلم للطباعة والنشر
أن قال"" :ال بد من تنفيذ الحكم فإنه أهون أن يكتب التHHاريخ أن انجلHHترا هHHزمت في الحHHرب من أن يكتب أنهHHا امتنعت
2
عن تنفيذ حكم قضائي""
وتجدر اإلشارة إلى أن إشكالية تنفيذ األحكام القضائية هي ليست ظاهرة جدي دة ب ل ظ اهرة له ا امت داد ت اريخي
حتى في الدول التي تعت بر ديمقراطي ة وتح ترم الق انون ،وال أدل على ذل ك تل ك المقول ة المش هورة لل رئيس األم ريكي
األسبق جاكسون سنة 1832لما أصدر قاضي مشهور اسمه مارشار قرارا ضد الدولة فجاء الرئيس األمريكي وقال:
من الدس تور ،إال أن إش كالية امتن اع فبالرغم من جع ل تنفي ذ األحك ام ملزم ا للجمي ع من خالل الفص ل 126
اإلدارة عن تنفيذ األحكام الصادرة في مواجهتها ال تزال قائمة رغم اإلنخفاظ الملحوظ لنس بها حيث أن نس ب المنف ذ من
األحكام الصادرة ضد اإلدارة انتقلت من 29.26ه/ه ستة 2006إلى 46.02ه/ه سنة 2011لتصل س نة 2016
إلى حوالي 67.27ه/ه ،5وهي نسب تفيد أن هناك جهود حثيثة من طرف كل المعنيين لتجاوز ه ذه اإلش كالية ،إال أن ه
مع ذلك تبقى قائمة وتخلف آثار سلبية على حقوق المواطنين وتزرع الشك والريبة في مشروعية دولة الحق والقانون.
وخالفا للمشرع المغربي الذي تساهل كثيرا في هذا الموضوع ،نجد مجموعة من الدول تع املت بح زم م ع ه ذه
الظاهرة من خالل تجريم اإلمتناع عن تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد الدول ة كم ا ه و علي ه األم ر في مص ر من
لسنة 1952؛ الذي يع اقب ب الحبس والع زل خالل المادة 123من قانون العقوبات والمعدلة بالقانون رقم 103 8 7
لكل موظف عمومي استعمل سلطة وظيفته في وقف تنفيذ األوامر الصادرة عن الحكومة أو أحكام الق وانين والل وائح أو
تأخير تحصيل األموال والرسوم ،أو وقف تنفيذ حكم أو أمر صادر من أية جعة مختصة ،كذلك يعاقب ب الحبس والع زل
-27حميد أمالل ،إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارة الصادرة في مواجهة اإلدارة ،رسالة لنيل دبل وم الدراس ات العلي ا المتخصص ة في الق انون الخ اص ،جامع ة
من الدس تور: محمد الخامس ،كلية العلوم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة السويس ي الرب اط ،الس نة الجامعي ة ،2009/2008ص - 3/2 :الفص ل 126
"األحكام النهائية الصادرة عن القضاء ملزمة للجميع.
يجب على السلطات العمومية تقديم المساعدة الالزمة أثناء المحاكمة ،إذا صدر األمر إليها بذلك ويجب عليها تقديم المساعدة على تنفيذ األحكام"".
8للمزيد من المعلومات حول التوجهات الدستورية في مجال تنفيذ األحكام اإلدارية ،انظ ر مق ال لألس تاذ محم د ص قلي حس يني ،بعن وان :
التوجهات الدستورية في مجال تنفيذ األحكام اإلدارية وآفاق تطبيقها.
— في تقرير لمؤسسة الوسيط جاء فيه أنه سنة 2011توصلت المؤسسة بحوالي 11شكاية بعدم تنفيذ األحكام الصادرة ضد اإلدارة أي بنسبة 0^6من األحكام الصادرة في
مواجهة اإلدارة لم تنفذ ،مع العلم أن هذا الرقم يبقى ضئيل مع ما ال يتم تنفيذه خالل السنة والذي ال يصل لعلم هذه المؤسسة ،حيث أن اللجوء إليها اختياري فقط وفي غ الب األحي ان ال
يسفر عن نتائج .
3
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
كل موظف امتنع عمدا عن تنفيذ حكم مما ذكر ،بعد مضي ثمانية أيام منذ إنذاره على يد محضر إذا ك ان تنفي ذ الحكم أو
أما فرنسا فقد عالجت هذه اإلشكالية عبر ثالثة مراحل بدءا بإحداث لجنة التقرير والدراسات سنة 1963وهي
لجنة قضائية على صعيد مجلس الدولة أسندت لها مهمة النظر في تظلمات المواط نين من الص عوبات ال تي يص ادفونها
أثناء تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الدولة في مواجهة اإلدارة ،إال أن دورها المحدود وعدم ق درتها على الح د من
والمع دل في هذه الظاهرة دفع المشرع الفرنسي إلحداث مؤسسة الوسيط بمقتضى قانون ص ادر في 3ين اير 1973
والذي خوله سلطة توجيه أوامر لإلدارة قصد تنفيذ بعض األحكام التي امتنعت عن تنفيذها أو كانت سببا دجنبر 1976
في عرقلة تنفيذها .إال أن ه ذا لم يمن ع اإلدارة من التم ادي في ه ذا االمتن اع ،فلج أ المش رع الفرنس ي العتم اد أس لوب
والتي يمكن أن تمتد إلى الموظ ف ال ذي تس بب في ع دم التنفي ذ الغرامة التهديدية بمقتضى قانون 16يوليوز 1980
وذلك في إطار المسؤولية التأديبية والمالية للموظف من خالل تقديمه لمحكمة التأديب والمحاسبة المالية .
وفي المغرب تظل هذه اإلشكالية قائمة لعدة أسباب وم بررات األم ر ال ذي دف ع مع ه القض اء اإلداري لالجته اد
وعيا منه بدوره الهام في حماية الحقوق والحريات وضمان نفاذ قوة األمر المقض ي ب ه إض افة لت دخل ع دة جه ات من
فما هي أسباب ومظاهر امتناع اإلدارة عن تنفيذ األحكام القضائية الصادرة في مواجهتها؟ وإلى أي حد سHHاهم
-6مصطفى التراب ،إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارية ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،الع دد ،27أبري ل يوني و ،1999دار النش ر المغربي ة ال دار
البيضاء ،ص.24 :
- 7الحبيب العطشان ،عدم تنفيذ أحكام القضاء اإلداري من طرف اإلدارة ،مجلة القضاء والقانون ،العدد 156سنة ،2008ص.28/27/26 :
للوقوف على حقيقة هذه اإلشكالية وأسبابها والحلول المقدمة لتجاوزها سنعمد لتقسيم هذا الموضوع وف ق تص ميم
المبحث األول :األسباب الكامنة وراء امتناع اإلدارة عن تنفيذ األحكام القضائية
الصادرة في مواجهتها وصور هذا االمتناع.
المبحث الثاني :الوسائل والضمانات الممكنة إلجبار اإلدارة على تنفيذ األحكام القضائية
4
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
الصادرة ضدها.
5
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
المبحث األول :األسباب الكامن ة وراء امتن اع اإلدارة عن تنفي ذ
األحكام القضائية الصادرة في مواجهتها وصور هذا االمتناع.
إذا ك ان مب دأ المش روعية يقص د ب ه أن جمي ع تص رفات اإلدارة يجب أن تك ون خاض عة للق انون ،فإن ه من
الضروري أن يقترن بمبدأ آخر وهو احترام أحكام القضاء وضرورة تنفيذها ،ألن الغاية أو الهدف الذي يسعى إلي ه ك ل
متق اض من استص دار حكم لص الحه ه و الوص ول ب ه إلى مرحل ة تنفي ذه وترجمت ه على أرض الواق ع .إال أن هن اك
مجموعة من األسباب والمشاكل تؤدي في العديد من األحيان إلى التأخر في تنفي ذ الحكم القض ائي الص ادر ض د اإلدارة
وفي بعض الحاالت تمتنع عن التنفيذ ألسباب ذاتية تتعلق أساسا بالدوافع الشخصية واالعتبارات السياسية.
المطلب األول :أس باب امتن اع اإلدارة عن تنفي ذ األحك ام القض ائية
الصادرة في مواجهتها.
من الدستور ينص على أن األحكام النهائية الصادرة عن القضاء ملزمة للجميع ،وأضاف إذا كان الفصل 126
على أن السلطات العمومية يجب عليها تق ديم المس اعدة الالزم ة لتنفي ذ األحك ام القض ائية ،ف إن اإلدارة ملزم ة ب احترام
الدستور الذي يعتبر أسمى قانون ،زيادة على أن تنفيذ األحكام القضائية مرتبط في جوهره بسيادة الق انون ومب دأ حرم ة
القض اء ومص داقية الدول ة ،إال أن األم ر في الواق ع يط رح إش كالية عويص ة تض يع فيه ا حق وق المواط نين ومص الح
المقاوالت ،فعندما تأتي مرحلة التنفيذ تتعنت اإلدارة بأسباب ومبررات عديدة بالرغم من كون األحك ام القض ائية ملزم ة
للجميع حسب الدستور وفي بعض األحيان تكون هذه األسباب والمبررات حقيقية كالنظام الع ام أو نقص االعتم ادات أو
غياب وسائل التنفيذ الخاصة ضد أشخاص القانون العام ،إال أنه في حاالت أخرى تك ون أس باب متعلق ة ب اإلدارة نفس ها
تدخل فيها االعتب ارات الشخص ية والسياس ية ،وتظه ر الني ة الس يئة لإلدارة وتمتن ع عن التنفي ذ وتتمس ك بأس باب خفي ة
وعموما هناك أسباب موضوعية تتعلق بالنظام العام وأسباب وصعوبات قانوني ة ومادي ة وأس باب ذاتي ة متص لة
6
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
مجتمع آلخر ،ويعرف النظام العام بأنه األسلوب المستخدم في تنظيم الحياة االجتماعية في المجتم ع الواح د عن طري ق
فرض سلطة القانون التي تمنح األفراد حقوقهم ،وتعرفهم بالواجبات القانونية الملزمة لهم.
وعلى اعتبار أن من أهم أسباب وجود اإلدارة هو المحافظة على النظام الع ام ،بص ور الثالث (الص حة العام ة،
السكينة األمة واألمن العام) فإذا كان تنفيذ الحكم القضائي من شأنه المساس باألمن العام ووقوع خلل بالمصالح اإلدارية
والمرفق العام فإنه ال يتم تنفيذه .بعبارة أخرى فبالرغم من كون األحكام القضائية الحائزة لقوة الشيء المقضي به تعت بر
أصال من أصول الق انون وته دف إلى تحقي ق الطمأنين ة العام ة واالس تقرار في الحق وق والرواب ط االجتماعي ة واألمن
القضائي ،إال أنه في حالة وجود ظروف معينة تستوجب الحفاظ على سالمة الدولة ومن ش أن التنفي ذ أن يع رض لنظ ام
العام لالضطراب والتوتر فإن للسلطة التنفيذي ة ح ق ت أخير أو تعطي ل تنفي ذ الحكم ،وهن ا يتم تق ديم الص الح الع ام على
الصالح الخاص.
وفي هذا اإلطار نجد أن القضاء اإلداري المغ ربي ب دوره يتج ه نح و التأكي د على ج واز تعطي ل تنفي ذ األحك ام
القضائية في ح االت اس تثنائية ،وق د عملت المح اكم اإلداري ة على تحدي د ه ذه الح االت االس تثنائية في احتم ال وق وع
اضطرابات جماعية تهدد المجتمع وتشكل خطرا على األمن والنظام العام .وم ا دام لف ظ النظ ام الع ام يتم يز بالعمومي ة
والتجريد ،فإنه يجب أن يحدد بدقة حتى ال تتخ ذه اإلدارة كحج ة في ك ل م رة ارت أت التملص من تنفي ذ الحكم القض ائي
الصادر ضدها.
ففي العدي د من الح االت نج د اإلدارة تس تعمل عب ارة النظ ام الع ام وتتحجج بع دم تنفي ذها لألحك ام القض ائية
بالمصلحة العامة وضمان حسي سير المرفق العام ،حيث أصبح من أهم المبررات لتملص
اإلدارة من تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضدها ،ففي ظالل سلطة التقديرية الواسعة التي تتمتع بها اإلدارة في تحدي د
مفهوم النظام العام فإنه يصعب معها إثبات انحرافها أو تجاوزها للسلطة.
وبالتالي فإن امتناع اإلدارة عن تنفيذ األحك ام اإلداري ة الص ادرة في حقه ا ،وإن ك ان يملي ه واجب الحف اظ على
النظام العام ،فإنه ال يعدو أن يكون مجرد إجراء استثنائي ال يتوسع في تفسيره على حس اب مب دأ الق وة الملزم ة للش يء
المقضي به ،ألن اإلدارة اتلي تتنصل من التزاماتها بتنفيذ األحكام الصادرة ضدها بدعوى أن ه ذا التنفي ذ يتع ارض م ع
المصلحة العامة ،يجب أن تضع في الحسبان أن هناك مصلحة أعلى تتمثل في وجوب احترام القانون ،والذي ي دخل في
7
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
دنا :قصاالعمدات المالية
كثيرا ما نجد بعض الفقه يتحدث عن امتناع اإلدارة عن التنفيذ بنوع من التهجم على اإلدارة بشكل ي وحي وك أن
هاته األخيرة تمتنع عن التنفيذ لمجرد المتعة واس تجابة ل نزوات شخص ية للمس ؤولين عنه ا ،لكن في الواق ع نج د أغلب
حاالت امتناع اإلدارة عن تنفيذ األحكام اإلدارية الصادرة في مواجهتها ،ال ترجع إلى تجاهل اإلدارة لمبدأ حجية الش يء
المقضي به وإنما إلى وجود صعوبات تعترضها أثناء تنفيذ تلك األحكام ومن أهمها وأكثرها نقص االعتمادات المالية.
فإن نقص االعتمادات المالية يتعلق أساسا بمبدأ سنوية الميزاني ة المعم ول ب ه في المغ رب ،ومعن اه أن ه ميزاني ة
المؤسسات اإلدارية يتم تخصيصها سنويا ،وبالتالي فإنه عند صدور حكم يقضي على اإلدارة بأداء مبلغ مالي ف إن تنفي ذ
هذا الحكم يصطدم بغياب اعتمادات مخصصة لهذا الغرض داخل الميزانية ،ويتم تبعا لذلك انتظ ار برمج ة االعتم ادات
المناسبة خالل السنة المالية الموالية ،باستثناء بعض المؤسسات القليل ة ال تي تنهج سياس ة اس تباقية وتعم ل على برمج ة
االعتمادات في الباب المخصصة بميزانيتها السنوية لتنفيذ األحكام القضائية وذلك بشكل مسبق.
عموما إن فلسفة إعداد الميزانية تفرض توقع النفقات ،وبالتالي فاإلدارة العمومية ينبغي أن تقوم بتنظيم الميزاني ة
السنوية بناء على دراسة ما ستسفر عنه أحكام القضاء من مبالغ مالية ،أي إعداد
8
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
دراسات توقعية بشكل س نوي تأخ ذ بعين االعتب ار ع دد األحك ام النهائي ة الص ادرة ،باإلض افة إلى توق ع األحك ام ال تي
ستصدر وحجم المبالغ المحكوم بها من أجل تدبير تنفيذ األحكام الصادرة ضدها.
الذي يلزم اإلدارة بتوف ير االعتم اد فالمشرع الفرنسي مثال لحل هذا اإلشكال ،تدخل بإصدار القانون 80.539
من أجل تنفيذ الحكم القضائي في أجل محدد أقصاه 4أشهر من الحكم الحائز لقوة الشيء المقضي به.
ففي كثير من الحاالت التي تكون فيها أحك ام قض ائية تتعل ق ب التعويض أو ف رض غرام ة مالي ة تخت بئ اإلدارة
وراء انعدام أو قلة الموارد المالية الكفيلة بتنفيذ الحكم القضائي .وال بد من اإلشارة إلى أن هذا المبرر المتمث ل في نقص
االعتمادات المالية اعتبره ج انب من القض اء بأن ه ش طط في اس تعمال الس لطة ويس توجب التع ويض باإلض افة إلى أن
وهذا ما يحاول المشرع تجاوزه من خالل مشروع قانون المسطرة المدني ة ال ذي ينص في ه بش كل ص ريح على
أشهر من تاريخ المصادقة على الميزانية في السنة إلزامية اإلدارة بضرورة هذه االعتمادات وتنفيذ الحكم داخل أجل 6
الموالية.
وتتمثل الصعوبات القانونية في غياب مسطرة خاصة بتنفيذ األحكام القضائية الص ادرة ض د اإلدارة ،فب الرجوع
المح دث اإلداري ة نج د أن ه لم ينص على أي ة مس طرة لبتنفي ذ األحك ام الص ادرة ض د هات ه المح اكم للقانون 41.90
بالتنصيص على أن التنفيذ يتم بواسطة كتابة ضبط المحكمة اإلدارية التي أصدرت اإلدارية ،حيث اكتفى في المادة 49
نصت على أنه تطبق أمام المحاكم اإلدارية القواعد المنصوص عليها في ق.م.م .م ا لم ينص الق انون الحكم ،والمادة 7
على خالف ذلك.
ويريد المشرع تجاوز هذا الوضع من خالل تنصيصه في مشروع قانون المس طرة المدني ة ال ذي سيتض من باب ا
مستقال يتعلق بتنفيذ األحكام القضائية ض د أش خاص الق انون الع ام ،ويتض من ه ذا المش روع مقتض يات جدي دة ومهم ة
-9حسن صحيب ،القضاء اإلداري المغربي ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلي ة والتنمي ة ،الع دد ،80دار النش ر المغ ربي ال دار البيض اء ،الطبع ة
9
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
وهناك صعوبات قانونية أخرى تتمث ل أساس ا في ص عوبة تفس يره الحكم القض ائي أو فهم مقص وده ،إال أن ه ذه
الص عوبة ال تعطي لإلدارة الح ق في التملص من التزاماته ا بتنفي ذ الحكم تنفي ذا ك امال وص حيحا ،ألنه ا تمل ك إمكاني ة
اللجوء إلى الجهة القضائية المصدرة للحكم لتستفسرها عن كيفية تنفي ذ أحكامه ا ،حين يك ون هن اك م ا ي دعو للش ك في
10
تفسيرها.
وللحد من هذه الصعوبات القانوني ة ال تي ت ؤدي إلى ع دم تنفي ذ الحكم القض ائية ،ينبغي أن يك ون منط وق الحكم
واضحا ،ال يتحمل عدة تفسيرات من طرف اإلدارة ،وأن يعمل القاضي اإلداري على تحديد كيفي ة تنفي ذه وتعليل ه تعليال
سليما ،حتى يسهل على اإلدارة متابعة إجراءات تنفيذه من جه ة وال يتم فس ح المج ال لإلدارة لالمتن اع عن التنفي ذ لعل ة
وإذا كانت هذه الصعوبات المادية والقانونية تحول دون تنفيذ األحكام اإلداري ة أو تك ون س ببا في ت أخير تنفي ذها
فإن هناك حاالت أخرى من امتناع اإلدارة عن تنفيذ لألحكام الصادرة ضدها ،لكن هذه الم رة س ببها راج ع إلى تق اعس
اإلدارة وتعنتها اعتقادا منها أن إقدامها على تنفيذ األحكام هو بمثابة ضعف ،وضرب في العمق المتيازاتها واس تقالليتها
تجاه القضاء.
الصادرة ضدها أو في مواجهتها ،وهذه األسباب الحقيقية كثيرة ومتنوعة ،وتع تر أس باب خفي ة ألن ه ال يمكن لإلدارة أن
ومن أهم هذه األسباب وأكثرها حدوثا في الواقع العملي هناك الدوافع الشخصية واالعتبارات السياسية.
هذه األخيرة ،وفي بعض األحيان تكون من األسباب األساسية لعدم تنفيذ الحكم القض ائي الص ادر عن المح اكم اإلداري ة
والحائز لقوة الشيء المقضي به بعض العقليات المتواجدة في اإلدارة التي تعتبر أن أحكام القض اء هي مج رد توص يات
وال تكون ملزمة لها إال إذا كان الحكم يصب في صالح اإلدارة وليس ضدها ،ويفسرون تع ديل تنفي ذ األحك ام القض ائية
بكونهم هم وحدهم العارفون بتقنيات اإلدارة ،على اعتبار أن القضاة ال يمكنهم معرفة مشاكلها الداخلية ،وهذا كله يجع ل
رجل اإلدارة المسؤول عن التنفيذ ،يعتقد بأن التراجع عن قراره والخض وع للحكم القض ائي الص ادر في ح ق اإلدارات
-10حميد أمالل ،إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارية الصادرة في مواجهة اإلدارة ،مرجع سابق ،ص24 :
1
0
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
سيكشف للمواطن عن سوء وسلبية تسييره اإلداري مما يؤدي إلى فقدان الثقة في اإلدارة هذا من جهة ،ومن جهة أخرى
هناك بعض األفكار التي تعشش في رؤوس بعض المسؤولين الكبار ب اإلدارة تتمث ل في أن الموظ ف أو الم واطن ال ذي
يقاضي اإلدارة ،إنما يقاضي المسؤول عن اتخاذ القرار وليس اإلدارة ،ويعتبر هذا األمر خروجا عن القانون وفيه خطر
يهدد الدولة والمجتمع ،ألنه يؤدي إلى فقدان الثقة في األحكام القضائية.
قد يخفي رجل اإلدارة المسؤول عن التنفيذ دوافعه الشخصية وراء المفهوم المطلق لمب دأ الفص ل بين الس لطات،
باعتبار هذا المبدأ يحول دون إجبار اإلدارة أو أعوانها المسؤولين عن االنص ياع لتنفي ذ أحك ام القض اء ،إال أن اس تقالل
القضاء عن اإلدارة ال يعني أن نتجاهل كل منهما قرارات اآلخر ،ألن ذلك سيترتب عنه فوضى واض طراب في النظ ام
11
العام.
من قانون المسطرة المدنية الذي يمن ع على وقد يبرر بعض رجال اإلدارة عدم التنفيذ إلى مضمون الفصل 25
المحاكم عرقلة أعمال السلطة العمومية ،وقد يتذرع في بعض األحيان بتبريرات ذات
- 11حميد أمالل ،إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارية الصادرة في مواجهة اإلدارة ،مرجع سابق ،ص.27 :
1
1
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
طابع ش كلي كوج ود عيب في الش كل أو ع دم االختص اص ،وذل ك كلم ا رغب في التملص من تنفي ذ األحك ام اإلداري ة
الصادرة في حق اإلدارة.
خصوص ا إذا علمن ا أن أك ثر الجه ات امتناع ا عن تنفي ذ األحك ام القض ائية هي الهيئ ات المحلي ة ،حيث تك ون
المنازعات القضائية نتيجة لوجود خالفات شخصية أو حزبية مما يجعل عملية التنفيذ معقدة ،حيث يك ون التنفي ذ منوط ا
بموظفين غير محايدين وحساس يتهم تج اه الق انون أض عف ،مم ا ي ؤدي إلى انته اك مب دأ المش روعية وس يادة الق انون،
12
وبالتالي يعمدون إلى وضع عقبات مادية وقانونية في وجه تنفيذ األحكام اإلدارية الصادرة في مواجهة إدارتهم.
فكل هذه األسباب الذاتية تظل أسبابا خفية تختلقها اإلدارة لتبرير امتناعها عن التنفي ذ ،مم ا يص عب المهم ة على
القاضي اإلداري الذي يجب عليه الوقوف على النوايا الخفية لإلدارة الممتنعة عن التنفيذ.
االمتناع ال يتخذ شكال معينا أو صورة واحدة ،وإنما يتخذ صورا متعددة(الفقرة األولى).كما أنها قد تستخدم عدة أس اليب
(أوال) مرورا بتنفيذ الحكم تنفيذا ناقصا (ثانيا) نهاية بالرفض الصريح (ثالثا).
ضدها وتجنب تنفيذه ،كما أنها من الحاالت التي يصعب من خاللها إثبات سوء نية اإلدارة في تنفيذ األحكام الصادرة في
المجال اإلداري أو حتى تحديد الوقت الالزم لتنفيذ الحكم؛ حيث أن األحكام الصادرة في مواجهة اإلدارة ال تح دد ب وقت
معين لتنفيذها ،وإنما يكون ذلك راجع إلى جه ة اإلدارة ذاته ا ،فهي تمل ك س لطة تقديري ة في ه ذا الش أن ،غ ير أن ه ذه
-12حسن سعد عبدالواحد" ،تنفيذ األحكام اإلدارية" ،مطابع مجلس الدفاع الوطني ،القاهرة ،سنة ،1984ص .436
12
}
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
السلطة التقديرية لإلدارة ليست مطلقة بل يجب أن تكون المدة التي تتم فيها التنفيذ معقول ة ومناس بة ،وتق دير ذل ك عائ د
إلى رقابة القضاء اإلداري .مما يجعل مهمة القاضي اإلداري في مراقبة اإلدارة وإلزامها بالتنفيذ في الوقت المناس ب أو
حتى تحديده أمر صعب ،ألن اإلدارة دائما ما تعتبر أن التأخير له ما يبرره ،ولعل عدم تحديد المدة المعقول ة ال تي على
اإلدارة القيام داخلها بتنفيذ الحكم القضائي النهائي راجع إلى سببين:
األول في عدم جواز التنفيذ الجبري ضد اإلدارة ،لكونها المتحكمة والمالكة لناصية التنفيذ الجبري.
الثاني ،يتعلق بضرورة مراجعة جميع المراكز القانونية التي قد تترتب عن الق رار الملغى ،خاص ة خالل الف ترة
الفاصلة بين صدوره وإلغائه ،خصوصا اذا تعلق األمر بتنفيذ أحكام اإللغاء وم ا تتطلب ه من وقت ل رد الحق وق والمزاي ا
التي يكون القرار الملغى قد مس بها ،وهو نفس الشيء بالنسبة ألحكام القضاء الشامل ،عندما يتعلق األمر بمنح تعويض
للمتضرر .حيث قد تتمسك اإلدارة بمنحها الوقت للتنفيذ ،لكونها ال تتوفر على اعتمادات مالية مخصصة للتنفيذ.
وال يكفي في هذا المجال تحرير محضر االمتناع عن التنفيذ من طرف عون التنفيذ أو مأمور التنفيذ ،حتى نق ول
أن اإلدارة ممتنعة عن التنفيذ ،بل ال بد من معرفة ما إذا ك انت التص ريحات ال واردة على لس ان اإلدارة المنس وبة إليه ا
-حمي د أمالل ،إش كالية تنفي ذ األحك ام اإلداري ة الص ادرة في مواجه ة اإلدارة ،مرج ع س ابق ،ص 32تتض من إش ارة إلى اتخاذه ا إلج راءات من
اإلجراءات التي تبرر إرجاء التنفيذ ،ألن الجهة المخولة بتكييف تص ريحات اإلدارة وإعطائه ا الم دلول الق انوني الس ليم
13
هو القاضي وليس مأمور التنفيذ
غير أنه أصبح في اآلونة األخيرة يعتد بمحضر االمتناع فقط الذي يحرره مأمور التنفيذ فقط دون التأكد من نوايا
اإلدارة.
حيث جاء في قرار محكمة النقض " لكن حيث إن الطلب كما هو واضح من أوراق الملف ومستنداته أنما يهدف
من ق.م.م سوى التأكد من االمتناع عن تنفيذ حكم إلى استصدار أمر الغرامة التهديدية التي لم يشترط لها الفصل 448
قابل للتنفيذ سواء كان عدم التنفيذ كليا أو جزئيا ولم يقرن المقتضى القانوني المذكور الحكم بالغرامة من التأكد من نواي ا
المحكوم عليه وما إذا كان يتعمد اإلضرار بخصمه أو كان عدم التنفيذ ناتجا عن أمور خارجة عن إرادته ".
13محمد قصري ،الغرامة التهديدية والحجز في مواجهة اإلدارة الممتنعة عن تنفيذ أحكام وقرارات القضاء اإلداري ،منشور بمجلة المح اكم اإلداري ة ،الع دد الخ امس -إص دار
-كريم الشكاري ،تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد الجماعات الترابية على ضوء مقتضيات الدستور المغربي الجديد ،منشور بموقع العلوم القانوني ة،بت اريخ _12_2017
1
3
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
وما تجدر اإلشارة إليه ،أن القانون الفرنسي ق د حم ل مس ؤولية الت أخير في التنفي ذ إلى الش خص المش رف على
تسيير اإلدارة التي تصدره ضدها األحكام ،ولذلك أعطى صالحية لمجلس الدولة من تحدي د الغرام ة ال تي تف رض على
جراء الضغوطات التي تمارس عليها .لكن هذا التنفيذ ال يكون بشكل حرفي لما جاء في مضمون الحكم ،بل تقوم بتنفيذه
تنفيذا ناقصا ومبتورا بما يتوافق مع رغبتها .ألنها استخدمت سلطتها في تنفيذ الحكم القضائي النهائي على غير م ا ج اء
به الحكم ،فكان ذلك مظهرا من المظاهر التي تلجأ إليها اإلدارة.
فالواجب على اإلدارة أن تنفذ الحكم تنفيذا صحيحا كامال ،مراعية في ذلك ما جاء في منطوقه ،وم ا ارتب ط به ذا
المنطوق من أسباب جوهرية .وعن د لج وء اإلدارة إلى ه ذه الص ورة من ص ور االمتن اع فإنه ا تتخ ذها ب ديال لل رفض
الصريح أو التأخير في التنفيذ فتقوم بالتنفيذ الناقص لكي تتخلص من تبعات الحكم التي ال تتوافق مع إرادتها.
والتنفيذ الناقص لألحك ام القض ائية من قب ل اإلدارة يظه ر جلي ا من خالل إغف ال اإلدارة لبعض اآلث ار القانوني ة
والمادية التي قد يرتبها الحكم عند تنفيذه مثال ،كالعمل على إعادة موظ ف اتخ ذ ق رار الع زل في حق ه وتم إلغ اءه بحكم
قضائي إلى وظيفته أو منصب أقل ،غير الذي كان يشغله في السابق ،أو حرمانه من حق ه في التع ويض أو في الترقي ة.
وهذا النوع من التنفيذ يعد بمثابة عقاب تمارسه اإلدارة في حق المدعي الذي تجرأ وخاصمها أمام القضاء.
اث:لرضاصريحلنيذ
تعد هذه الصورة أقل الصور التي تلجا إليها اإلدارة ،لكونها غالبا م ا تح اول تجنب المواجه ة م ع القض اء .كم ا
أنها تتحاشى أن يقال عنها إنها إدارة غ ير ديمقراطي ة وغ ير متحض رة تخ رق الق انون بش كل عل ني ،برفض ها الس افر
ألحكام القضاء ،حتى وإن لجأت اإلدارة إلى هذه الصورة ،فإنها تلجأ إليها دون إصدار قرار صريح بالرفض ،لهذا نج د
رفضها غالبا يتخذ شكل ق رار س لبي ،وفي حال ة حدوث ه ،ليس أم ام ص احب المص لحة في ه ذه الحال ة إال اللج وء إلى
القضاء من جديد إللغاء قرار االمتناع السلبي أو حتى طلب التعويض عن الضرر عند اللزوم.
كما أن اإلدارة قد تمتنع عن تنفيذ الحكم حتى قبل صدوره كما حصل في قضية مطبعة طنجة ض د بلدي ة القص ر
الكبير « ،بحيث تقدم المدعي بطلب يرمي إلى الحكم له بأداء دين ناتج عن عقد توري د أبرم ه م ع البلدي ة ،ولم ا أم رت
المحكمة بإجراء معاينة صحبة خبير ،استمع المستشار المقرر إلى رئيس المجلس البلدي الذي صرح له بصفة واض حة
بأن ما تم توريده إلى الجماعة كان بأمر من الرئيس السابق ،وأن هذا األخير هو الذي يجب مطالبت ه ب التعويض ،وبأن ه
1
4
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
حتى في حالة الحكم على البلدية فإنه لن ينفذ م ا ق د يحكم ب ه عليه ا ،وذل ك ألن ه لم يكن ه و رئيس البلدي ة وقت توري د
السلعة المذكورة ،مع أن هذا الرئيس لم ينازع في تسلم البلدية للسلعة موضوع الدين المتنازع بشأنه".
- 16ثائرة نزال ،إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد اإلدارة ،منشورات مجلة مسالك في الفكر والسياسة واالقتصاد ،العدد ،30-29السنة ،2015ص
. 175
1
5
إشكالية تنفيذ األحكام القضائيبة صدرة في مواجهة اإلدارة
أحيانا إلى إصدار قرار إداري فردي (أوال) ،بل األكثر من ذلك قد تعمد إلى إصدار قرار تنظيمي (ثانيا)
والقرار السلبي حسب حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط "هو الذي ال يتضمن القي ام ب أي إج راء تنفي ذي
فهو ينفذ بنفسه وينتج أثاره عند صدوره في الحال ،وهو بذلك ال يتقيد بأجل الستين يوما للطعن باإللغاء على اعتبار أن ه
قرار مستمر في أثاره ،وأن الطعن فيه يظل مفتوحا طالما تستمر حال ة االمتن اع من ج انب اإلدارة المص درة ل ه س واء
القرار الضمني الصادر عن وزي ر الع دل القاض ي ب رفض إرج اع الط اعن لخط ة العدال ة يجع ل ه ذا ال رفض
مستمرا في أثاره مما يظل الطعن فيه باإللغاء مفتوحا وغير مقيد بأجل 60يوم المحدد لدعوى اإللغاء .
أم ا الق رار اإلداري اإليج ابي فيظه ر من خالل اتخ اذ اإلدارة لنفس مض مون الق رار الملغى الس ابق لكن دون
السقوط في العيوب التي أدت إلى إلغائه ،وذلك إلضفاء ن وع من المش روعية علي ه ،وخاص ة عن د ع دم اح ترام ش كلية
ولعل امتناع اإلدارة وتعنتها في االمتناع عن التنفيذ يبقي صاحب المصلحة في دوام ة مفرغ ة وطويل ة ومكلف ة،
-17حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط رقم ،2400بتاريخ ،27-6 -2013ملف رقم 74-5-2013منشور بموقع العلوم القانوني ة ا^0ءا٢0هء3٢0ا^/.ح ا/ح ا٨/ا،
بتارخ 25-12-2017على الساعة 10صباحا.
حميد أمالل ،إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارية الصادرة في مواجهة اإلدارة ،مرجع سابق ،ص 39
ويعتبر حكم " فابريكي" من األحكام الشهيرة ال تي تع بر بش كل واض ح عن ه ذه الوض عية ،إذ ص در ق رار من
مجلس الدولة الفرنسي بإلغاء قرار عزل الس يد ف ابريكي من عمل ه كح ارس في البلدي ة إال أن العم دة امتن ع عن التنفي ذ
بإصدار قرار صريح بعدم التنفيذ تحت طائلة استحالة إرجاع الموظف لحالته األص لية ،ليت ولى بع د ذل ك مجلس الدول ة
1
6
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
وفي المغرب نعرض لقضية ابو القاسم العلوي ال تي اس تمرت من س نة 1965إلى س نة ،1981ال ذي ك ان
يعمل خليفة ،فص در ق رار بعزل ه من عمل ه ،فطعن في ه باإللغ اء ،فأص در المجلس األعلى ق رار بإلغائ ه ،إال أن وزي ر
الداخلية امتنع عن تنفيذ الحكم .فطعن من جديد في قرار عدم تنفيذ الحكم ،فصدر من جديد المجلس األعلى ق رار بإلغ اء
قرار وزير الداخلية ،غير أن هذه األخيرة امتنعت مرة أخرى عن تنفي ذ الحكم الث اني ،فتوج ه في األخ ير إلى المحكم ة
اإلقليمية بالرباط مطالبا بالتعويض عما لحقه من أضرار ،فصدر الحكم لصالحه.
وهذا التغيير للقوانين الداخلية لإلدارة ليس من أجل المصلحة العامة بل نوع من المناورة والتحاي ل ال ذي تنهج ه
اإلدارة ،حتى تتجنب تنفيذ الحكم القضائي المكتسب لقوة الشيء المقضي به.
فمثال قد تلجأ اإلدارة إلى إضافة بعض الشروط الجدي دة للول وج إلى إح دى الوظ ائف أو المباري ات ح تى تح رم
المحكوم له من وظيفته بعلة عدم استيفاءه للشروط المنصوص عليها في نظامها الداخلي.
ولعل تعنت اإلدارة وامتناعها عن التنفيذ ستترتب عنه أثار سلبية ليس فق ط على حس اب المتض رر ال ذي تض يع
حقوقه ،بل أيضا على حساب العدالة التي تصبح أحكامها غير ذات معنى بسبب خرق مبدأ حجية األمر المقضي به.
المبحث الثاني :الوس ائل والض مانات الممكن ة لتنغي ذ األحك ام
اإلدارية الصادرة ضد اإلدارة
إن هدف كل متقاضي من اللجوء للقضاء ليس هو الرغبة في صدور حكم قضائي لص الحه وفق ط ب ل ه و تنفي ذ
هذا الحكم القضائي واالستفادة الفعلية من منطوقه ،إال أنه ولألسباب التي أثرناها في المبحث السابق لطالما يواجه تنفي ذ
األحكام القضائية خاصة في مواجهة اإلدارة بعدة صعوبات وعراقيل ،لكونها تتمت ع بامتي ازات الس لطة العام ة وته دف
لحماية المصالح العامة التي تعود بالنفع على المجتمع ككل .األمر الذي يؤدي إلى التضييق على الحقوق والحري ات من
جهة وكذا التنقيص من قيمة األحكام القضائية والضرب في هيبة مرفق القضاء ،وبالتالي تنصل دولة الحق والقانون من
مسؤولياتها .أال أنه ولمواجهة هذه اإلشكالية تم ابتداع العديد من الحلول لهذه الظ اهرة رغم نس بيتها وع دم ق درتها على
تجاوز اإلشكال بص فة مطلق ة ،إال أنه ا تبقى ذات أث ر ايج ابي .حيث تم اللج وء للعدي د من الض مانات من قبي ل ف رض
الغرامة التهديدية على اإلدارة الممتنع ة عن التنفي ذ وك ذا اللج وء إلى إمكاني ة الحج ز على أم وال اإلدارة الممتنع ة عن
التنفيذ(المطلب األول) ،كما أنه ولتج اوز الف راغ التش ريعي ال ذي ك انت تع اني من ه مس ألة تنفي ذ األحك ام الص ادرة في
} { 17
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
مواجهة اإلدارة عمل المش رع في إط ار مس ودة مش روع ق انون المس طرة المدني ة على تخص يص ب اب مس تقل لتنفي ذ
األحكام القضائية في مواجهة أشخاص القانون العام ،كما عمدت الجهات المعنية على اللجوء لبعض اإلج راءات البديل ة
وال تي من ش أنها التقليص من ه ذه الظ اهرة وال دفع بتنفي ذ األحك ام الص ادرة في مواجه ة اإلدارة نح و األم ام(المطلب
-إضافة إلى الغرامة التهديدية والحجز فهناك بعض العساطر األخرى التى يمكن للمحكوم لصالحهم سلوكها في مواجهة اإلدارة الممتنع ة عن 19
التنفيذ ،إال أنها تبقى.حلول نسبية غير قادرة على جبر اإلدارة الممتنعة عن الرضوخ للحكم المكتسب لقوة األمر المقضي به ،من ه ذه الحل ول
اللجوء لرفع دعوى اإللغاء في مواجهة قرار اإلدارة باالمتن اع عن التنفي ذ داخ ل أج ل 60يوم ا قراره ا باالمتن اع ،وتبث المحكم ة في ه ذه
الدعوى؛ إال أنها كما قلن ا ح ل نس بي فق ط ألن اإلدارة ال تي امتنعت عن االس تجابة للحكم الص ادر في حقه ا أوال فمن الب ديهي أن تمتن ع عن
االستجابة لقرار المحكمة بإلغاء قرارها باالمتناع .كما يمكن للمحكوم لصالحه سلوك دع وى التع ويض ض د اإلدارة المتناعه ا عن التنفي ذ أو
تأخرها فيه أو لتنفيذها الناقص .وهذه الحلول هي التي كانث مخولة معتضرر من امتناع اإلدارة قبل اعتماد الغرامة التهديدي ة والحج ز ،وهي
حلول كما أكد الدكتور آمال المشرفي تظهر مدى العجز الذي كان يعاني منه القضاء في إعطاء فعالية ألحكامه وقراراته المكتسبة لقوة األم ر
المقضي به.
المطلب األول :والوسائل القانونية والقضائية لجبر اإلدارة على تنفيذ
األحكام الصادرة في مواجهتها.
بالرجوع للقانون المحدث للمحاكم اإلدارية نجد أنه ال يتضمن أي إج راءات بخص وص تنفي ذ األحك ام الص ادرة
من نفس القانون في مواجهة اإلدارة ،باستثناء المادة 49التي تخص الجهة المكلفة بالتنفيذ .17 16 15 14إال أن المادة 7
تحيلنا إلى قواعد المسطرة المدنية في كل ما يتعل ق ب اإلجراءات أم ام المح اكم اإلداري ة م ا لم ينص ق انون على خالف
ذلك.
وبالتالي فإن القضاء غالبا ما يلجأ لقانون المسطرة المدنية خاصة الب اب الث الث من القس م التاس ع من ه والمتعل ق
بالتنفيذ الج بري لألحك ام ،فيعم د إلى س لوك إج راءين ه امين لج بر اإلدارة على التنفي ذ رغم االنتق ادات الكث يرة ال تي
وجهت لهاتين الوسيلتين نظ را لتنافيهم ا وخصوص يات المنف ذ علي ه وال تي هي اإلدارة .وه اتين الوس يلتين هم ا تقري ر
على أنه"" :يتم التنفيذ بواسطة كتابة ضبط المحكمة اإلدارية التي أصدرت الحكم. -14تنص المادة 49من القانون 41.90
ويمكن كمة النقض أن تعهد تنفيذ قرارالها إلى محكمة إدارية"".
-17محمد قصري ،تنفيذ األحكام اإلدارية "الغرامة التهديدية" "الحجز" ،مرجع سابق ،ص .60/59
} { 18
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
الغرامة التهديدية في مواجهة اإلدارة الممتنعة عن التنفيذ(الفقرة األولى) وكذا وسيلة الحجز على أموال اإلدارة الممتنع ة
عليه ،ممكن وجائز قانونا وتلزم إرادته في تنفي ذه وال تس عف في ه إج راءات التنفي ذ األخ رى .ومن خص ائص الغرام ة
التهديدية؛ أنها تهديدية أوال وتحكمية وال يقضى بها إال بناء على طلب ،وهي تنقلب في نهاي ة األم ر إلى تع ويض يح دد
تبعا لطبيعة الضرر وأهميته ومداه الناتج عن االمتناع عن التنفيذ مع األخذ بعين االعتبار تعنت المدين .
إال أنه إذا كان تحديد الغرامة التهديدية في مواجهة أشخاص القانون الخاص أمرا طبيعيا وال خالف فيه إذ تعتبر
وسيلة فعالة إلجبار الشخص على تنفيذ الحكم الصادر في حقه .إال أن تطبيقها على أشخاص القانون العام يطرح العدي د
من اإلشكاالت خاصة أن اإلدارة تحصل على ما لها من حقوق وتنفذ ما عليها من التزام ات دون إك راه أو إجب ار ،كم ا
أن طلب الغرامة التهديدية يتنافى وقاعدة قاض ي اإللغ اء يقض ي وال ي دير ،20 19 18ورغم ذل ك ف إن القض اء يس لك في
وقد أيد القضاء الفرنسي وكذا المغربي تطبيق الغرامة التهديدية على اإلدارة الممتنعة عن التنفيذ لع دم وج ود م ا
من مسودة مشروع قانون المسطرة المدنية أشخاص القانون الع ام المقص ودين في ه ذا اإلط ار في :الدول ة وإدارابح ا والمؤسس ات العمومي ة —18حددت المادة 24-451
والجماعات الترابية وهيئابحا.
— حسن صحيب ،القضاء اإلداري المغربي ،مرجع سابق ،ص.612 :
19نص المشرع الفرنسي صراحة على جواز الحكم بعرامة بحديدية ضد اإلدارة عتد عدم تنفيذها لألحكام بمقتضى القانون رقم 539.80بتاريخ 16يوليوز ،1980إال أنه قبل
صدور هذا القانون كان مجلس الدولة يقضى بعدم اختصاصه في تحديدها— وإذا حكمت بحا إحدى الجاكم اإلدارية فإنه كان يلغيها بال رحم ة ،وذل ك بحج ة اح ترام مب دأ الفص ل بين
السلطات ،إذ كان يلجأ إلى أسلوب االلتزام التخييري الذي يقوم على تخيير اإلدارة بالتنفيذ خالل فترة محددة أو دفع تعويض عن الضرر التاتج عن ع دم التتفي ذ .إلى أمن ص در ق انون
س ،بتاريخ ،1998/4/3في قضية محمد عطاوي ضد الجماعة القروية بتونفيت ،وال ذي ج اء في أح د حيثيات ه"" :حيث اتض ح أن — حكم إدارية مكتاس ،ملف رقم 1/98/3 27
الحكم موضوع التنفيذ يتمثل في إلغاء قرار العزل مع ما يترتب عن ذلك من آثار قانونية ،لذلك فإن األمر يتعلق بتنفيذ عيني يتمثل في التزام الجكوم علي ه بإرج اع الم دعي إلى الحال ة
التي كانت قبل الحكم بإلغاء قرار العزل.
ق م م في فقرته األولى ،فإنه يحق لرئيس الجكمة أن يصدر أمرا بغرامة بحديدية يؤديها الجكوم عليه عن كل فترة يمتتع فيها عن التنفيذ .حيث أنه ال حيث إنه بمقتضى الفصل 448
شيء يمنع من إقرار الغرامة التهديدية في مواجهة اإلدارة أو المسؤول اإلداري نتيجة امتناعهما غير المبرر عن التنفيذ.......................
20حيث إنه في غياب أية وسيلة إلرغام الجكوم عليه على الرضوخ لمقتضيات الحكم وتنفيذه ،فإننا نرى أن طلب تحديد الغرامة التهديدية في محله مما نرى مع ه االس تجابة للطب"".
أحمد بوعشيق ،الدليل العملي لالجتهاد القضائي في المادة اإلدارية ،الجزء األول ،سلسلة دالئل التيسير ،منشورات الجلة المغربي ة لإلدارة الجلي ة والتنمي ة ،ع دد ،2004 ،16ص
.563
} { 19
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
21
"اإلدارة
في قضية عبد القادر يمنع من تطبيقها ،وذلك بالعديد من القرارات واألحكام .ومنها الحكم الصادر عن إدارية الرباط
من ق انون المس طرة المدني ة العاشيري ضد وزير التربية الوطنية ،والذي جاء في حيثياته"" :وحيث أن الفص ل 448
الذي ينص على أن الغرامة التهديدية كوسيلة إلجبار المحكوم عليه على التنفيذ قد ورد ضمن الب اب الث الث من الق انون
وحيث إن المحاكم اإلدارية تطبق القواعد المقررة في قانون المسطرة المدنية ما لم ينص قانون على خالف ذل ك
وحيث ال يوجد نص قانوني يستثني اإلدارة من ف رض غرام ة تهديدي ة عليه ا في حال ة امتناعه ا عن تنفي ذ حكم
وبالتالي حكمت المحكمة بانعقاد اختصاصها نوعيا للبث في طلب المدعين بتقرير غرام ة تهديدي ة على الم دعى
وقد استحسن بعض الفق ه ه ذا التوج ه ،حيث اعت بر ال دكتور آم ال المش رفي في تعلي ق ل ه على ه ذا الحكم؛ أن
الغرامة التهديدية المحكوم بها في هذه القضية لضمان حق ملكية المدعين ،تع د خط وة ايجابي ة كب يرة للتص دي ل رفض
اإلدارة تنفيذ األحكام الصادرة ضدها ،حيث أن القاضي اإلداري أظهر استعدادا لمواجهة هذا الرفض المخل بمبدأ سيادة
القانون ،فلم يعد يكتفي كما كان يفعل من قب ل ،باعتب ار ع دم تنفي ذ حكم ح ائز لق وة الش يء المقض ي ب ه ،يش كل أساس ا
لدعوى اإللغاء ودعوى التع ويض ،مم ا يع د اعتراف ا ص ريحا ب العجز ال ذي ك ان يع اني من ه إلعط اء فعالي ة ألحكام ه
وقراراته المختومة بالصيغة التنفيذية .فالغرض من لجوء المواطن للقضاء ليس هو إغناء االجته اد القض ائي في الم ادة
اإلدارية ،بل إن ذل ك يك ون من اج ل استص دار حكم لص الحه يحمي حقوق ه المعت دى عليه ا من ط رف اإلدارة ،وه ذه
الحماية تبقى نظرية ما لم ينفذ هذا الحكم .وهذا ما بدأ القاضي اإلداري يعمل به من خالل تقرير الغرامة التهديدي ة ال تي
تبقى مبدئيا أكثر فعالية من االقتصار على القول بأن عدم التنفيذ يفتح حق التقاضي عن طريق اإللغاء والتعويض .
ومن أجل استيعاب فكرة فرض الغرامة التهديدية كوسيلة إلجب ار اإلدارة عن التنفي ذ ،فإن ه يتعين علين ا التط رق
للتمييز الحاصل بين دعوى التع ويض ودع وى اإللغ اء في ف رض ه ذه الغرام ة وموق ف محكم ة النقض المغربي ة من
ذلك(أوال) ،كما يتعين علين ا التط رق إلمكاني ة فرض ها في مواجه ة ممث ل الش خص المعن وي شخص يا لرفض ه التنفي ذ
والموقف القضائي العام من ذلك(ثانيا) ،مع اإلشارة للمستجدات التشريعية التي من الم رتقب أن ي أتي به ا تع ديل ق انون
21حكم إدارية الرباط عدد ،134بترخ ،1997/3/6أشار إليه أحمد بوعشيق ،مرجع سابق ،ص.551 :
} { 20
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة 22
المسطرة المدنية.
أوال :التمييز يين دعوى اإللغاء ودعوى التعويض في فرض الغرامة التهديدية
ما ينبغي اإلشارة إليه أن اممجلس األعلى س ابقا تمحكم ة النقض حالي ا -ق د ع رف تط ورا في م ا يتعل ق بكيفي ة
إعمال الغرامة التهديدية في مواجهة أشخاص القانون العام الممتنعة عن التنفيذ ،حيث ميز في البداية بين قض اء اإللغ اء
وقضاء التعويض ،وقرر عدم إمكاني ة إجب ار اإلدارة عن التنفي ذ عن طري ق الغرام ة التهديدي ة إال عن دما يتعل ق األم ر
بدعوى اإللغاء ،25 24 23بالنظر لكونها دعوى عينية يتوقف تنفيذها على تدخل من اإلدارة المحكوم عليها .وهذا ما ترجم
ففي قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ،2006/02/22والذي أك د في إح دى حيثيات ه على أن ه " :حيث
من قانون المسطرة المدنية المحتج بها في حالة ما إذا ك ان يحكم بالغرامة التهديدية المنصوص عليها في الفصل 448
األمر يتعلق بأداء التزام بعمل أو خالف االلتزام باالمتناع عن عمل ،والح ال أن الحكم الم دعى االمتن اع عن تنفي ذه من
قبل المستأنف عليها قضى بمبالغ مالية والتي تطبق بشأنها قواعد التنفيذ الجبري المنصوص عليها في الب اب الث الث من
القسم التاسع من قانون المسطرة المدنية إن كان هناك مجال لتطبيقها في مواجهتها ،الش يء ال ذي يتعين مع ه التص ريح
وهو ما تم تبني ه في ق رار ح ديث ص ادر عن محكم ة االس تئناف اإلداري ة بم راكش ،وال ذي ج اء في حيثيات ه:
""وصح ما عاب المستأنف الحكم المستأنف بهذا الخصوص ذلك أن الغرام ة التهديدي ة تن درج ض من إج راءات التنفي ذ
الجبري لألحكام ويتجلى الهدف من الحكم بها في إجبار المحكوم عليه غلى تنفي ذ الحكم الص ادر ض ده بالقي ام بعم ل أو
من ق.م.م ال تي تنص االمتناع عن عمل في حالة رفضه وامتناعه الصريح عن التنفيذ طبق ا لمقتض يات الفص ل 448
على أنه :إذا رفض المنفذ عليه أداء التزام أو خ الف التزام ا باالمتن اع عن عم ل أثبت ع ون التنفي ذ ذل ك في محض ره،
ورث ة - 22آمال المشرفي ،الغرامة التهديدية وتنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد اإلدارة ،تعليق على حكم المحكمة اإلدارية بالرباط عدد 134بتاريخ 6م ارس 1997
أبريل-يوذو ،1998ص.79 : العشيري ،الحلة المغربية لإلدارة الحلية والتنمية ،عدد 23
-23محمد قصري ،الغرامة التهديدية والحجز في مواجهة اإلدارة الممتنعة عن تنفيذ أحكام القض اء اإلداري واإلش كاليات المطروح ة ،مرج ع س ابق ،ص:
.194
-24قرار محكمة النقض عدد ،149الصادر بتاريخ ،2006/02/22ملف إداري عدد ،2003/2/4/1/1609أورده محمد قصري ،الغرامة التهديدي ة والحج ز في
مواجهة اإلدارة الممتنعة عن تنفيذ أحكام القضاء اإلداري واإلشكاليات المطروحة ،مرجع سابق ،ص .195
-25حكم إدارية مراكش عدد ،1075بتاريخ 2016/6/22في الملف اإلداري رقم ،2016/7202/562أورده محمد قصري ،مرجع سابق ،ص.195 :
} { 21
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
وحيث إنه بالرجوع إلى الحكم المحتج باالمتناع عن تنفيذ مقتضياته يتبين أنه إنما قضي بمب الغ مالي ة وهي غ ير
مخاطبة بالمقتضى القانوني أعاله ،بل تطبق بش أنها قواع د التنفي ذ الج بري المنص وص عليه ا في الب اب الث الث القس م
وحيث إنه اعتبارا لما ذكر يبقى الحكم المستأنف فيما آل إليه من رفض غرامة تهديدية وبصرف النظر عن باقي
وسائل االس تئناف المث ارة ق د ج انب الص واب ويتعين ل ذلك التص ريح بإلغائ ه والحكم تص دي ا ب رفض الطلب وإبق اء
وبالت الي يتض ح أن ه ذا االتج اه يؤك د على أن الغرام ة التهديدي ة ال يمكن تقريره ا في مواجه ة اإلدارة إال
بخصوص دعاوى اإللغاء؛ أي الدعاوى العينية التي يل زم تنفي ذها ت دخال مباش را من المحك وم علي ه؛ أي تل ك المتعلق ة
برفض تنفيذ حكم أو قرار يقضي بالقيام بعمل أو االمتناع عنه ،أما دعاوى التعويض فال تسري عليها الغرامة التهديدي ة
من ق.م.م وأق ر بالغرام ة التهديدي ة في كاف ة القض ايا إال أن جانب آخر من القضاء تجاوز حرفية المادة 448
حتى ولو لم تكن تقضي بعمل أو االمتناع عن عمل ،وذلك دون تمييز بين دعاوى اإللغاء ودعاوى التع ويض ،وه ذا م ا
ذهب إليه رئيس المحكمة اإلدارية بالرباط في أمره الصادر 2008/07/23الذي جاء فيه:26
""حيث تعتبر الغرامة التهديدية وسيلة قانونية إلجبار المحكوم علي ه على التنفي ذ م تى ك ان األم ر يتعل ق بالقي ام
بعمل أو االمتناع عنه لصيق بشخص المنفذ عليه وتلزم إرادته في تنفيذه دون أن تسعف فيه إج راءات التنفي ذ الج بري،
وشرط في ذلك أن يكون التنفيذ ممكنا وجائزا وامتناع المنفذ عليه غير مبرر سواء يتعل ق األم ر بحكم ص ادر في إط ار
دعوى اإللغاء أو القضاء الشامل مادام أن إمكانية التنفيذ الجبري غير ممكنة في حقه""
وقد أي د بعض الفق ه ه ذا االتج اه حيث يؤك د على أن نفس الم بررات ال تي ت دعو إلى تحدي د الغرام ة في إط ار
القضاء الشامل المعتمدة من طرف محكمة النقض هي نفس ها المتاح ة إلعماله ا في إط ار قض اء اإللغ اء وأن ه ال داعي
للتفرقة بين الدعويين فيما يخص تحديد الغرامة التهديدية مادام أن النتيجة واحدة وهي امتناع اإلدارة عن التنفيذ ،وتعل ق
التنفيذ بإرادتها المنفردة ،ذلك أن مبدأ الفصل بين السلطات وما يستتبعه من استقالل اإلدارة وعدم توجي ه أوام ر له ا ،لم
يتخذ إال ليضمن للموظفين العموميين حرية الحركة وليس عدم االلتزام بقوة الشيء المقضي به.
-26محمد قصري ،الغرامة التهديدية والحجز في مواجهة اإلدارة الممتنعة عن تنفيذ أحكام القض اء اإلداري واإلش كاليات المطروح ة ،مرج ع س ابق ،ص:
.197
} { 22
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
وعموما فقد عمل المشرع على تجاوز هذا التمييز من خالل تعديله للمادة 448من قانون المسطرة المدنية من
خالل مسودة المشروع الجديد الذي أكد على إمكانية فرض الغرامة التهديدية على الممتن ع عن التنفي ذ دون التمي يز بين
وال ذي دعوى اإللغاء أو دعوى التعويض ،وخول سلطة فرضها لقاضي التنفيذ الذي تم تعيينه بمقتضى المادة 2-451
من يختص في إصدار األوامر المتعلقة بالتنفيذ وكذا اإلشراف ومراقبة س ائر إج راءات التنفي ذ طبق ا للم ادة 3- 451
مسودة المشروع.
أبري ل الحكم القضائي ،وأول مبادرة جريئة وشجاعة في هذا الش أن هي الحكم الص ادر عن إداري ة مكن اس بت اريخ 3
1998في قضية العطاوي ضد رئيس جماعة تونفيت والذي يتعلق برفض رئيس المجلس تنفيذ حكم إلغاء قرار عزل
السHHيد "محم د عط اوي" من وظيف ة جماعي ة ،ومن التخلي عن الق رار الملغى ،وإرج اع الط اعن إلى وظيفت ه وتس وية
28 27
وبالتالي تم فرض الغرامة التهديدية ضد رئيس الجماعة شخصيا لكونه ساهم في عرقل ة التنفي ذ وضعيته اإلدارية،
وتواترت بعدها األوامر عن المحاكم اإلدارية والتي تحكم فيها بالغرامة التهديدية الشخصية في مواجهة اآلم رين
بالصرف في اإلدارة من وزراء ورؤساء جماعات ترابية ،ومن أمثلتها األمر عدد 2251الصادر ضد السيد الحسين
الوردي وزير الصحة بتاريخ ،2015/9/1وكذا األمر عدد 2165الصادر بتاريخ 2015/8/11ضد السيد فتح
اهللا ولعلو رئيس المجلس الجماعي للرباط ،وكذا األمر عدد 3262الصادر بتاريخ 2016/8/30ضد السيد رشيد
بلمختار بن عبد اهللا بصفته الشخصية ،وجاء في هذه األوامر أن تحديد الغرام ة التهديدي ة لإلجب ار على تنفي ذ األحك ام
من ق.م.م بالمنفHHذ عليHHه وليس الصادرة ضد اإلدارة يكون في مواجهة الممتنع عن التنفيذ والذي أس ماه الفص ل 448
المحكوم عليه ،وهي عبارة يتجاوز معناها شخص هذا ال خير لتتسع لكل من يقوم مقامه في التنفيذ وين درج ض من ه ذا
المفهوم ممثل الشخص المعنوي العام المحكوم عليه ،شرط أن يكون امتناعه غير مبرر ،كما أن االختصاص في تحديد
-3427محمد قصري ،تنفيذ األحكام اإلدارية "الغرامة التهديدية" "الحجز" ،مرجع سابق ،ص .70/74
-3528تنص المادة" 448من معودة مشروع قانون المسطرة المدنية على ما يلى"" :يمكن لقاض التنفيذ أن يأمر بناءا على طلب أو تلقائيا بغرام ة تهديدي ة
على المنفذ عليه إن لم تكن محددة سالفا فى السند التنفيذي بصرف النظر عن حق طالب التنفيذ فى طلب التعويض عن الضرر الحاصل له جراء التأخر فى
التنفيذ".
} { 23
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة 31 30 29
. الغرامة يبقى لرئيس المحكمة اإلدارية طالما أنه المشرف علة التنفيذ
وقد أبدى األستاذ محمد قصري الوكيل القضائي للمملكة بهذا الخصوص مجموعة من المالحظات:
لقد حدد القانون مجال اختصاص القضاء اإلداري حيث ال ينعقد له اختصاص البت في نزاع أو مسألة .1
في مواجهة شخص عادي ،وبالتالي ف إن الحكم بالغرام ة التهديدي ة في مواجه ة الش خص الممتن ع عن التنفي ذ ال ين درج
ضمن االختصاص النوعي للمحاكم اإلداري ة ،ويؤك د على أن تخوي ل القض اء اإلداري لنفس ه ح ق البت في المس ؤولية
الشخصية للموظف الممتنع عن التنفيذ هو خروج عن قواعد وضوابط االختصاص النوعي كما وضعها المشرع.
أكثر مم ا يحتم ل ،ألن ه ذا الفص ل يتح دث عن المنف ذ علي ه كما أن هذا االتجاه يحمل الفصل 448 .2
وليس عن الشخص المكلف بالتنفيذ ،والفرق واضح بين المفهومين والذمم المالية مستقلة.
ويضيف على أنه حتى ولو اعتبرنا امتناع الموظف عن التنفيذ خطأ شخصي فإن ه يجب أن يس اءل في .3
إطار المسؤولية التقصيرية وليس على أساس الفصل 448من ق.م.م.
وب النظر العتب ار الغرام ة التهديدي ة وس يلة إلجب ار المحك وم علي ه بالتنفي ذ فإنه ا تطب ق في مواجه ة .4
المخاطب بالحكم وال يمكن أن تمتد إلى الغير ،وم ادام الش خص ال ذاتي الممث ل للش خص المعن وي ال يع بر عن إرادت ه
ولكن يعبر عن إرادة الشخص المعنوي الذي يمثله ،فالمساءلة ال ينبغي أن توج ه إال ض د ه ذا الش خص المعن وي الع ام
وما يؤكد كل هذه المالحظات هو صدور ق رارات اس تئنافية أي دت األوام ر المس تأنفة في مب دئها إال أنه ا ق امت
والذي بتعديلها ،كالقرار الصادر عن محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط تحت عدد 642المؤرخ في 2016/9/28
في مبدئه مع تعديله وذل ك بجع ل الغرام ة التهديدي ة المحك وم به ا في مواجه ة وزارة أيد األمر االبتدائي عدد 1683
الصحة عوض السيد الحسين الوردي بصفته الشخصية .
وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع في إطار تعديله لقانون المسطرة المدنية عمل على الحسم في ه ذه النقط ة وذل ك
على إمكانية فرض الغرامة التهديدية في حالة رفض التنفيذ في مواجهة شخص الق انون بالتأكيد في المادة 24- 451
-29أحمد عشيق أحمد بوعشيق ،الدليل العملي لالجتهاد القضائي في المادة اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .564/563/562
والتي تنص "" :إذا رفض المنفذ عليه القيام بعمل أو االمتناع عنه أو - 30وهذا ما أكد عليه المشرع في مسودة مشروع تعديل قانون المسطرة المدنية بموجب المادة 24 -451
أداء مبلغ مالي أثبت المكلف بالتنفبذ ذلك في محضره وأخبر قاضي التنفيذ الذي يأمر غرامة تجديدية في مواجهة شخص القانون العام المنفذ علي ه أو المس ؤول شخص يا عن التنفي ذ أو
عليهما معا"".
-31محمد قصري ،الغرامة التهديدية والحجز في مواجهة اإلدارة الممتنعة عن تنفيذ أحكام القض اء اإلداري واإلش كاليات المطروح ة ،مرج ع س ابق ،ص:
.201
} { 24
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
العام المنفذ عليه أو المسؤول شخصيا عن التنفيذ أو عليهما معا من طرف قاضي التنفيذ بعد إثبات االمتناع بمحضر من
وعلى الرغم من جرأة القض اء اإلداري في ف رض الغرام ة التهديدي ة على اإلدارة الممتنع ة عن التنفي ذ أو على
ممثل الشخص المعنوي العام شخصيا ،إال أن ذلك لن يضع حدا لتعنت اإلدارة التي
-39محمد قصري ،الغرامة التهديدية والحجز في مواجهة اإلدارة الممتنعة عن تنفي ذ أحك ام القض اء اإلداري واإلش كاليات المطروح ة ،مرج ع ،ص.203 :
ترفض أداء الغرامة التهديدية ،كما أن هذه الغرامة عند تصفيتها تتح ول إلى تع ويض األم ر ال ذي يص طدم م ع امتن اع
جديد لإلدارة ،ذلك أن الذي لم يرضخ للحكم األصلي فمن الطبيعي أنه لن يرضخ للحكم بأداء الغرام ة ال تي تتح ول إلى
تعويض ،مما يزيد من تعقد األمور وحرمان المواطنين المحكوم لصالحهم من حقوقهم .كما أن الغرام ة التهديدي ة وعلى
فرض أنها ستفيد في جبر اإلدارة على تنفيذ األحكام الصادرة بالتعويض إال أنها ال تعتبر حال لتنفيذ دعاوى اإللغاء التي
تقتضي صدور قرار من اإلدارة بإرجاع الوضع لما كان عليه.
الفقرة الثانية :الحجز على أموال اإلدارة الممتنعة عن التنفيذ.
يعتبر الحجز على األموال صورة من صور التنفيذ الجبري لألحكام القضائية المعم ول به ا في ق انون المس طرة
المدنية والمنصوص عليها في الباب الرابع من القسم التاسع المتعلق بطرق التنفي ذ ،إال أن ه إذا ك ان الحج ز على أم وال
الخواص أمرا طبيعيا وال إشكال فيه فإن الحجز على أم وال األش خاص المعنوي ة العام ة يط رح العدي د من اإلش كاالت
نظرا ألن هذا الحجز قد يؤدي إلى عرقلة سير المرفق العمومي بانتظام وباضطراد .إال أن هذا لم يمنع القضاء المغربي
من إعمال مسطرة الحجز على األموال الخاصة للدولة دون األموال العامة ،40وذل ك الف تراض حس ن الني ة في اإلدارة
في تسديد ما بذمتها لكونها توصف بالرجل الشريف تطبيق ا لنظري ة الش رف واليس ر ،41إال أن الواق ع العملي ينفي ك ل
هذا.
وتجدر اإلشارة إلى أن القضاء اإلداري المغربي تأثر في البداية بنظرية اليسر والشرف وجاءت أحكامه منص بة
في اتجاه منع جواز سلوك مسطرة الحجز على أموال اإلدارة ألنها ليست هي الضمان العام لدائنيها ،إال أن ه ذه الفك رة
تطورت وأصبح القاضي اإلداري يلجأ إلى الحجز من أج ل إجب ار اإلدارة على التنفي ذ س واء ب الحجز التنفي ذي أو ل دى
الغير.
وتجدر اإلشارة في هذا اإلطار إلى أنه يتعين التمييز بين األموال العامة والخاصة للدولة ،ذلك أن األموال العامة هي كل ما تملكه الدولة وسائر األشخاص المعنوية العام ة من —
منقوالت وعقارات تخصص لتحقيق المنفعة العام ،وقد أضفى عليها المشرع حماية خاصة فأقر عدم قابلية الحجز عليها وعدم جواز تملكها بالتقادم ورتب عدة عقوبات في حالة الماس
بحا .حميد أمالل ،إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارية الصادرة في مواجهة اإلدارة ،مرجع سابق ،ص .60/59
يقول أصحاب هاته النظرية أنه إذا انعدمت طرق التنفيذ الجبرية ضد اإلدارة التي تمنع من الحجز على أموالها العامة فألبح ا توص ف بالرج ل الش ريف ال ذي يفي بالتزامات ه —
المالية ولكونه دائما يعتبر مليء الذمة ،ويعبر عن ذلك الفيير بقوله" :أن دائن الدولة لن يكون بحاجة أصال الستخدام طرق التنفي ذ ض دها طالم ا أن الدول ة بحكم تعريفه ا مليئ ة الذم ة
وموسرة كما أنه يجب النظر إليها دائما كرجل شريف".
} { 25
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
محمد قصري ،تنفيذ األحكام اإلدارية "الغرامة التهديدية" "الحجز" مرجع سابق ،ص.86 : —
أوال :الحجزالتنفيذي:
إذا كانت مسألة عدم قابلية األموال العمومية للحجز تجعل ه ذه األم وال تتمت ع بحماي ة قانوني ة ،ف إن ذل ك يفتق ر
للمبرر القانوني حينما يتبين امتناع الشخص المعنوي العام عن تنفيذ حكم قضائي حائز لق وة الش يء المقض ي ب ه ب دون
ض د المكتب الوط ني أي مبرر .وه ذا م ا أقرت ه المحكم ة اإلداري ة بوج دة في األم ر االس تعجالي ع دد 2001/77
للكهرباء ،والتي أكدت في أحد حيثياته على ما يلي"" :وحيث إنه إذا كان ال يج وز الحج ز على الم ال فليس لك ون ه ذه
األموال غير قابلة للحجز ما دام أنه ال يوجد أي نص يمنع من ذلك ،بل لكون الدولة والمؤسس ات العمومي ة التابع ة له ا
من ق.ل.ع ،ولكن في حالة االمتناع غير المبرر عن تنفيذ مليئة الذمة وال يخشى عسرها حسب مقتضيات المادة 138
األحكام القضائية الحائزة لقوة األمر المقضي به كما هو األمر في نازلة الحال حيث يحرص المحج وز علي ه على ع دم
التنفيذ ليس إنكارا لحق طالب التنفيذ فيما يطالب به ،بل لمجرد تق ادم المطالب ة بإرج اع ال دين موض وع الس ند التنفي ذي
وكون أموال المكتب ال تقبل الحجز ،فتصبح مالءة الذم ة غ ير مجدي ة في التنفي ذ ذل ك أن التنفي ذ ال يش ترط في ه عس ر
المدين بل مجرد عدم الوفاء بدون مبرر ،ل ذلك ف المبررات التقليدي ة المحتج به ا على رد الحج ز في مواجه ة أش خاص
القانون العام من يسر وثقة وقواعد المحاسبة تصبح غير ذي فائدة في تعطيل إجراء الحجز .إذ أن يسر المدين ال يح ول
دون التنفيذ عليه أما الثقة في اإلدارة فتعت بر مفهوم ا متج اوزا إذ أن من المف روض أن التنفي ذ لن يج ري إال إذا امتنعت
اإلدارة عن الوفاء بالتزاماته ا ،وقواع د المحاس بة ال يمكن بح ال أن تك ون ح ائال دون التنفي ذ ،ثم إن م دلول المص لحة
العامة الذي يتركز عليه قاعدة عدم قابلية األموال العامة للحجز يجب أن يعاد فيها النظر باالسترشاد بمبادئ النظام العام
المتمثلة من باب أولى في احترام مبدأ المشروعية وسيادة القانون ومبدأ قوة الشيء المقض ي ب ه ال ذي باحترام ه يح ترم
النظام العام .ألجل ذلك يبقى الدفع المجرد بعدم قابلية أموال المكتب الوطني للكهرباء للحجز باعتباره مؤسس ة عمومي ة
وهذا هو االتجاه الذي تسير عليه أغلب المحاكم اإلدارية بالمغرب ،وتج در اإلش ارة إلى أن من اط إيق اع الحج ز
التنفيذي على منقوالت المرفق العمومي هو تقدير ما إذا كانت تل ك المنق والت الزم ة لس ير المرف ق أم ال ،حيث أن ه ال
يجوز الحجز على سيارة اإلسعاف وال على شاحنة جمع النفايات ألنه هذه المنقوالت تعد ضرورية لسير المرفق الع ام،
من ق.م.م الذي يمنع الحجز على الكتب واألدوات الالزمة لمهنة المحجوز عليه. وذلك قياسا على الفصل 458
} { 26
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
وتطبيقا لهذا االتج اه تم الحج ز على أم وال بلدي ة ب ني ادرار لتنفي ذ حكم قض ى عليه ا ب أداء مب الغ مالي ة لفائ دة
المسمى هرو محمد وتم حجز منقوالت هذه البلدية ممثلة في سيارة وتلفاز ومكيف باعتب ار أن ه ذه المنق والت ال يض ر
بيعها واستيفاء الدين المستحق على البلدية بسير المرفق البلدي.36 35 34
ولهذه الوسيلة دور مهم في جبر اإلدارة على التنفيذ تفاديا للحجز على أموالها ،وهذا ما حصل بمناسبة تنفيذ حكم
إلزامي ونهائي بالحجز على مجموعة من السيارات بالملف التنفيذي عدد 22/98الصادر عن إدارية فاس في مواجهة
اإلدارة الممتنعة عن التنفيذ وتقرر تحديد تاريخ بيعها بالمزاد العلني غير أن المجلس المنف ذ علي ه ولتف ادي الحج ز ب ادر
إلى تنفيذ الحكم تلقائيا تفاديا لبيع المحجوزات ووفى بالتزامه المالي موضوع السند التنفيذي .
من ق.م.م ويجري الحجز لدى الغير إما بن اء على س ند تنفي ذي أو ب أمر يص دره رئيس المحكم ة طبق ا للفص ل 491
ق.م.م .
وتتصف مسطرة الحجز لدى الغير بكونها تط ال أم وال المحك وم علي ه الموج ودة بين ي دي الغ ير باعتب ار ه ذا
األخير مدينا للمحكوم عليه بتلك األموال ما دام أن القانون الم دني يجع ل أم وال الم دين جميعه ا ض مانا لديون ه ويج يز
بالتالي إمكانية تتبعها ولو كانت بيد الغير وإجباره على تسلمها.37
وقد مر الحجز لدى الغير كوسيلة إلجبار اإلدارة على التنفي ذ بع دة مراح ل واتخ ذ القض اء بش أنه مجموع ة من
المواقف؛ ففي البداية كان هناك اجتهاد قار ينص على عدم جواز الحجز على األموال العمومية ثم استقر بع د ذل ك على
إمكانية اقتصار الحجز على الحسابات الخصوصية ،وفي مرحلة ثالثة أضحى توجه القضاء اإلداري يج يز الحج ز على
الميزانية العامة للدولة على اعتبار أنه ليس هناك نص يحظر الحجز على األموال العمومية ،وعلى اعتب ار أن االمتن اع
عن التنفيذ يجعل مالءة ذم ة اإلدارة كم برر لع دم الحج ز عليه ا م بررا متج اوزا ،وفي مرحل ة أخ يرة ص درت أحك ام
بتصحيح الحجز على حساب الخزينة العامة للملكة لدى بنك المغرب واعتبار الخازن العام منفذا عليه مع إمكاني ة الحكم
-34محمد قصري ،تنفيذ األحكام اإلدارية "الغرامة التهديدية" "الحجز" ،مرجع سابق ص.96 :
-35محمد قصري ،مرجع سابق ،ص.99 :
من قانون المسطرة المدنية" :يتم حجز ما للمدين لدى الغير بناء على سند تنفيذي أو بأمر يصدره رئيس المحكمة االبتدائية بناء على طلب بشرط -36المادة 491
37الرجوع إليه عند وجود صعوبة"
} { 27
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
ومن أب رز الق رارات في ه ذا اإلط ار قض ية فاطمHHة العنصHHري ضHHد المكتب الجهHHوي لالسHHتثمار الفالحي
باللوكوس ،ففي هذه القض ية ص در ابت دائيا عن إداري ة الرب اط حكم يقض ي ب أداء المكتب الجه وي لالس تثمار الفالحي
درهم م ع النف اذ المعج ل في ح دود الرب ع ،لكن المكتب باللوكوس لفائدة المدعية تعويضا م دنيا ق دره 8.000.000
المحكوم عليه امتنع عن التنفيذ ،وأمام هذا الرفض لجأت المدعية إلى مس طرة الحج ز ل دى الغ ير ،وتم بن اء على الحكم
االبتدائي المشار إليه والذي يشكل سندا تنفي ذيا حج ز المبل غ المح دد في الرب ع والمش مول بالنف اذ المعج ل على حس اب
المكتب المذكور بين يدي الخزينة العامة للملكة .وتقدمت المدعية إلى السيد رئيس المحكمة اإلدارية بالرباط بصفته ه ذه
بطلب تلتمس فيه التصديق على هذا الحجز ،فاستجاب رئيس المحكمة لهذا الطلب ،وأصدر أمرا يجيز فيه حج ز أم وال
المؤسسات العمومية في حالة رفضها بدون مبرر تنفيذ حكم قضائي صادر في مواجهتها في غياب نص قانوني ص ريح
يمنع من ذلك.
حيث برر القاضي ال دفع المق دم من ط رف المكتب بكون ه مؤسس ة عمومي ة وأن أموال ه أم وال عام ة ال يج وز
الحجز عليها بأنه بالرغم من أن أموال المكتب تقدم كإعانات من طرف الدول ة إال أن ه بمج رد تحويله ا لحس اب المكتب
بصفته مؤسسة عمومية فإنها تدخل في الذمة المالية لهذا الشخص المعنوي الذي له كيان ذاتي خاص ويس تقل تمام ا عن
-47محمد قصري ،الغرامة التهديدية والحجز في مواجهة اإلدارة الممتنع ة عن تنفي ذ أحك ام القض اء اإلداري واإلش كاليات المطروح ة ،مرج ع س ابق ،ص:
.207
اعتبار له في إمكانية حجزها .وأضاف أن السبب الرئيسي في عدم جواز الحجز على األموال العمومية هو كونها مليئ ة
الذمة أي أنها قادرة على الوفاء بكل ديونها مما يجعل الدائن في مأمن من عسرها وال يخشى على حقوق ه من الض ياع،
وال حاجة له في اللجوء للحجز على أموالها ،إال أن هذا المبدأ ال يؤخذ على إطالقيته حيث يستبعد تماما في حالة امتن اع
اإلدارة عن اإلذع ان لحكم ص ادر في مواجهته ا ،إذ ال يج وز االحتم اء وراء ه ذا المب دأ لش كل حكم ح ائز لق وة األم ر
المقضي به وإلضاعة حق .كما أنه ال يوجد أي نص قانوني يعفي أي محكوم عليه من تنفيذ األحكام القض ائية الص ادرة
في مواجهته سواء كان مؤسسة عمومية أو غيرها مادام الحكم مذيل بالصيغة التنفيذية .
وتجدر اإلشارة إلى أنه من بين المساطر التي أص بح اللج وء إليه ا مت داوال ه و لج وء المحك وم ل ه مباش رة إلى
الحجز على حساب الخزينة العامة للمملكة المفتوح لدى بنك المغرب بعلة عدم تنفي ذ الخزين ة العام ة لألحك ام القض ائية
بتصحيح الحجز .وغالبا ما يكون هذا الحجز مترتبا على حكم سابق بالمصادقة على حجز لدى الغير بين يدي الخزين ة،
} { 28
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
بمعنى أن الحكم األصلي سند الحجز كان هو الحكم الذي صدر في مواجهة ادارة واعتبرت ممتتعة عن تنفيذه ،ببوشرت
في حقها مسطرة الحجز ,لدى الغير بين يدي الخزينة ،ولما لم ينفذ الحكم األول القاضي بالمصادقة على الحجز أضحت
الخ,ينة هي المخاطبة بالحج ,الث اني ال ذي يتم إيقاع ه ل دى بن ك المغ رب .ومن الق رارات الص ادرة به ذا الش أن الق رار
والذي أقر ب الحج ,على حس اب الخ,ين ة العام ة اإلستئنافي الصادر عن إدارية الرباط بتاريخ 21نونبر 201639 38
للمملكة المفتوح ل دى بن ك المغ رب بس بب رفض ها تنفي ذ حج ,على حس اب رئاس ة الحكوم ة المتناعه ا عن تنفي ذ حكم
وعموما فإن وسيلة الحج ,على أموال الدولة تبقى وسيلة فعال ة لمواجه ة امتن اع اإلدارة عن التنفي ذ ب دون م برر
وذلك حماية لمبدأ المش روعية وس يادة الق انون ،إال أن م ا يالح ظ ه و أن ه ذه الوس يلة ق د تك ون فعال ة لتنفي ذ األحك ام
الصادرة بالتعويض ،أما األحكام والقرارات الصادرة عن قضاء اإللغ اء فتبقى في الغ الب عص ية عن ه ذه اإلج راءات
لكونها تتطلب تدخال من طرف اإلدارة من أجل تصحيح الوضعية الناتجة عن القرار ال تي تم إلغ اؤه .األم ر ال ذي يل زم
ال ذي نص في الفص ل حلول له ،بعد فشل الوسائل المستعملة كضمانات للتنفيذ ،خصوصا بع د ص دور دس تور2011
منه"األحكام الصادرة عن القضاء ملزم ة للجمي ع ،"...كم ا أن الفص ل الس ادس من الدس تور نص على تس اوي 126
جميع األشخاص أمام القانون بما فيهم السلطات العمومية.
ومن أجل تجاوز إشكالية التنفي ذ فق د عملت المحكم ة اإلداري ة على إب رام ع دة اتفاقياتودي ة م ع ع دة مؤسس ات
عمومية لحل هذا المشكل سيرا على هدي الخطاب الملكي لعاه ل البالد ال ذي ألق اه بمناس بة إفتت اح الس نة التش ريعة في
( ،40فقرة أولى) ،واليمكن كذلك إغفال المبادرة التي قامت بها السلطة التنفيذي ة في ه ذا الص دد 16أكتوبر 2016
- 38آمال المشرفي ،الحجز لدى الغير لتنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد المؤسسات العمومية ،تعلي ق على األم ر االس تعجالي الص ادر عن المحكم ة اإلداري ة بالرب اط ع دد
182بتارخ ،1997/9/24اخلة المغربية لإلدارة اخلية والتنمية ،عدد 24يوليوزغشت ،1998دار الشر المغربة-الدار البيضاء ،ص.94/92 :
-39محمد قصري ،الغرامة التهديدية والحج ,في مواجهة اإلدارة الممتنعة عن تنفي ذ أحك ام القض اء اإلداري واإلش كاليات المطروح ة ،مرج ع س ابق ،ص
.212
40الفصل السادسة دستور المملكة المغربية لسنة " 2011القانون هو أسمى تعبير عن إرادة األمة.والجميع ،أشخاصا ذاتيين أو إعتباريين ،بما فيهم السلطت العمومي ة ،متس اوون
} { 29
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
وذلك بإحداث لجنة وزارية مهمتها البحث عن الحلول لهذه اإلشكالية في انتظار صدور القانون المعدل لقانون المس طرة
المدنية الذي يتضمن مجموعة من المقتضيات التي من شأنها أن تحل إشكالية عدم تنفي ذ األحك ام الص ادرة عن د دخول ه
الفقرة األولى :اإلجراءات البديلة لحل إشكالية تنفي ذ الق رارات الص ادرة ض د
اإلدارة
إذا كان المبدأ العام يقضي بوجوب تنفيذ األحكام والقرارات النهائية الصادرة ضد خاسر الدعوى ،فإن االس تثناء
في ذلك مرده لوجود صعوبات مادية وواقعية أو قانونية ،خصوصا إذا كان التنفي ذ في مواجه ة أش خاص الق انون الع ام
الذي يستتبع في كثير من األحيان باللجوء إلى إجراءات التنفيذ الجبري التي لها بالغ األث ر على المص لحة العام ة وعلى
حسن سير المرفق العام خصوصا عندما يتم الحجز على إعتمادات اإلدارة لدى الخزينة العامة .
وقد قامت المحكمة اإلدارية بالرباط بتوقيع اتفاقيات مع ع دد من اإلدارات والمؤسس ات العمومي ة تحت إش راف
وزارة العدل سيرا على هدي خطاب صاحب الجاللة الذي ألقاه بمناسبة إفتت اح الس نة التش ريعية في الس ادس عش ر من
أكتوبر سنة ،2016كإجراء ودي لتفادي عدم تنفيذ األحكام الصادرة في مواجهة أشخاص القانون العام.
وقد لقيت هذه المبادرة اس تجابة من ل دن مجموع ة من اإلدارات والمؤسس ات العمومي ة ال تي تعت بر جه ة منف ذا
عليها ،حيث وقعت على التزامات كتابية تقضي بتنفيذ األحكام القض ائية الص ادرة ض دها ،وال تي ال ت زال قي د مس طرة
و الغاية من هذه االتفاقيات هو تحقيق موازنة بين حقوق طالب التنفيذ وبين ضمان حسن سير المرفق العام الذي
ولحد اآلن تم توقيع عدة اتفاقيات بخصوص تنفيذ األحكام القضائية مع الجهات التالية:
وزارة الطاقة والمعادن "الوزارة المنتدبة لدى وزارة الطاقة المكلفة بالماء". <
} { 30
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
المديرية العامة للضرائب. <
- 52مصطفى سيمو ،مسجدات تنفيذ أحكام القضاء اإلداري ،مجلة المحاكم اإلدارية ،العدد الخامس ،يناير ،2017ص.219 ،
النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد. <
ولفهم مضمون هذه االتفاقيات التي لها نفس البن ود وإن اختلفت الجه ة األخ رى الموقع ة على ه ذه االتفاقي ة م ع
المحكمة اإلدارية ،وسوف نتعرض لهذه االتفاقيات بالدراسة والتحليل عن طريق تجزئتها للعناصر التالية:
مبدأ القاعدة الدستورية التي تقضي بتنفيذ األحكام المكتسبة لقوة الشيء المقضي به.
من ظهير االلتزامات والعقود ،وال ذي يعت بر الس ند الق انوني لعق د إال أنه بالرجوع إلى مقتضيات الفصل 243
هذه االتفاقيات ،والذي نص على أنه " إذا لم يكن هناك إال مدين واحد ،لم يجHبر الHدائن على أن يسHتوفي االلHتزام على
أجزاء ،ولو كان هذا االلتزام قابال للتجزئة ،وذلك ما لم يتفق على خالفه ما لم يتعلق األمر بالكمبياالت.
مع ذلك يسوغ للقضاة ،مراعاة منهم لمركز المدين ،ومع إستعمال هذه السلطة في نطHاق ضHيق ،وأن يمنحHوه
آجاال معتدلة للوفاء ،وأن يوقفوا إجراءات المطالبة ،مع إبقاء األشياء على حالها"
ومن الفص ل أعاله يمكن الق ول أن ه ذه االتفاقي ات الموقع ة بين القض اء واإلدارات والمؤسس ات العمومي ة
} { 31
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
بخصوص تنفيذ األحكام تهدف إلى منح آجال للمدين ال ذي في مقامن ا ه ذا ه و اإلدارة المنف ذ عليه ا مراع اة لمركزه ا،
ولكونها تسير مرفقا عاما يهدف لتحقيق المصلحة العامة ،مما يسوغ معه سلوك هذا اإلجراء الودي.
والتعويض واإللغاء ،دون القضايا االس تعجالية و قض ايا إيق اف تنفي ذ الق رارات اإلداري ة وال ديون العمومي ة فهي غ ير
التي تم إرسال إعذار بشأن تنفيذها قبل تاريخ توقي ع اتفاقي ة بخص وص تنفي ذ األحك ام ،داخ ل أج ل س تة أش هر بالنس بة
لإلدارات العمومية و ثالثة أشهر بالنسبة للمؤسسات العمومية وشركات الدولة أي المقاوالت العمومية.
وتبتدئ هذه المدة من تاريخ التوقيع على االتفاقية ،كما يمكن تمدي د ه ذا األج ل عن د االقتض اء بطلب من الجه ة
المنفذ عليها وبعد موافقة رئيس المحكمة بعد تأكده من جدية التنفيذ.
أما بالنسبة لملفات التنفيذ الجديدة،فإن الجه ة المنف ذ عليه ا ملزم ة بتنفي ذها داخ ل نفس اآلج ال المتف ق عليه ا في
المادة الثانية ،والتي تبتدئ من تاريخ توصل الجهة المنفذ عليها بمراسلة من الجهة المشرف على التنفيذ بواسطة مراسلة
إدارية عادية مرفقة بنسخة تنفيذية للحكم موضوع طلب التنفيذ طبقا ألحكام المادة الثالثة من االتفاقيات ،كما يمكن تمدي د
هذه اآلجل بطلب من الجهة المنفذ عليها بعد موافقة رئيس المحكمة بعد تأكده من جدية التنفيذ.
خصوصا فيما يتعلق بالحجوزات والغرامات التهديدية وباقي المساطر األخرى ،س واء أك انت ه ذه األخ يرة رائج ة بين
يدي مأموري إجراءات التنفيذ أو بين يدي المفوضين القضائيين ،وهذه هي الغاية الجوهرية من هذه االتفاقيات.
وتجدر اإلشارة الى أن طلبات إيقاف التنفيذ أمام محكمة النقض أو الطلبات الرامية إلى إثارة ص عوبة في التنفي ذ
أو تلك الرامية إلى إيقاف التنفيذ المعجل ،ال يمكنها إيق اف اآلج ال المنص وص عليه ا في االتفاقي ات إال بمقتض ى ق رار
قض ائي ص ادر بإيق اف التنفي ذ ،لكن في ح ال إنص رام األج ل الم ذكور دون البت في ه ذه الطلب ات من ط رف الجه ة
القضائية المختصة فإن التنفيذ يبقى متوقفا إلى حين البت فيها طبقا للمادة الخامسة من هذه االتفاقيات.
} { 32
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
خامس :تتبع نفذاالتاقية
طبقا للمادة السادسة من االتفاقيات فإن الجهة المنفذ عليها ملزمة بإخبار الجهة المشرفة على التنفيذ فور تنفيذ كل
حكم صادر ضدها ،بغض النظ ر عن طريق ة التنفي ذ ال تي ق د تتم إم ا بالص لح أو بطريق ة أخ رى،وه ذا ض مانا لتمكين
على الرجوع إلى إجراءات التنفيذ الجبري في حال عدم تنفيذ الجهة المتفق عليها لألحكام الص ادرة ض دها داخ ل الم دة
كما أن االتفاقية تعد الغية في حال صدور ت راخي في التنفي ذ لخمس م رات متك ررة بع د منح أج ل ث اني مدت ه
خمسة عشر يوما للجهة المنفذ عليها في كل حالة من الحاالت بمقتضى رسالة تذكيرية ثانية.
سابعا :تننيداالتعة
إن تاريخ دخول االتفاقية حيز التنفيذ يكون إبتداءا من اليوم الموالي لتوقيعه ا طبق ا لمقتض يات الم ادة الثامن ة من
االتفاقية.
الفقرة الثانية :المبادرة الحكومية لمعالجة إشكالية تنفيذ األحكام الص ادرة ض د
اإلدارة والحلول التشريعية المرتقبة
أمام تنامي المنازعات ال تي تتس بب فيه ا اإلدارة و وج ود ع دد من اإلكراه ات ال تي تح ول دون تنفي ذ األحك ام
القضائية الصادرة ضدها الشيء الذي قد يس بب ض ررا بحق وق الم واطن المتقاض ي أو المق اوالت أو ب اإلدارة نفس ها،
ولذلك فإن إيجاد حل لهذه اإلشكالية اصبح ضرورة حتمية لما يكتسيه من أهمية بالغة وطابع إستعجالي.
وفي هذا الصدد بادرت السلطة التنفيذية في سبيل إيجاد حل لهذه اإلشكالية إلى إحداث لجن ة وزاري ة (أوال) ،في
إنتظار صدور مشروع قانون المسطرة المدنية الذي مقتضيات تعد بمثابة حلول تشريعية جذرية لهذه اإلشكالية (ثانيا).
العام ،وذلك بمقتضى منشور أصدرته في السابع من دجنبر من سنة 2017تحت عدد 15 /2017والذي حثت من
خالله مختل ف القطاع ات الوزاري ة على تعميم ه على كاف ة المص الح اإلداري ة التابع ة له ا وك ذا المؤسس ات العمومي ة
الخاضعة لوصايتها ،والسهر على تط بيق مض امينه واإلل تزام بمقتض ياته من أج ل تك ريس الق انون و إحترام ا لحرم ة
} { 33
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
القضاء.
وتأتي هذه المبادرة في سياق محاولة إيجاد حلول ناجعة لهذه اإلشكالية ومحاول ة ت دليل الص عوبات واإلكراه ات
التي تحول دون تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد أشخاص القانون العام أو تلك ال تي ت ؤدي إلى الت أخر في تنفي ذها،
والتي من جملتها عدم إمكانية الحجز على أموال الدولة باإلضافة إلى ارتفاع وتيرة المنازعات التي تتسبب فيها اإلدارة.
كما أن تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد اإلدارة يثير عدة إشكاالت جمة أهمها غي اب إط ار ق انوني متكام ل
يأخذ بعين اإلعتبار خصوصية التنفي ذ في مواجه ة اإلدارة ،باإلض افة إلى ض عف اإلعتم ادات الالزم ة للتنفي ذ ووج ود
مساطر إدارية معقدة لذلك ،مما يدفع للقول بأن هذه اإلشكالية ما هي إال نتيجة للنق ائص ال تي تع تري ت دبير المنازع ات
اإلدارية.
ولمحاولة إيجاد حلول ناجعة وجذرية لهذه اإلشكالية فإنه يتعين البحث على الس بل الكفيل ة بالحيلول ة دون تن امي
المنازعات التي تتسبب فيها اإلدارة ،وكذلك البحث على الوسائل الكفيلة للدفاع عن حسن سير المرفق الذي تشرف عليه
اإلدارة .
ومن أجل تحقيق كل ما سبق ذكره من الغايات واألهداف المنش ودة أنيطت به ذه اللجن ة الوزاري ة ال تي يترأس ها
رئيس الحكومة أو الس لطة الحكومي ة المنتدب ة من قبل ه له ذه الغاي ة مجموع ة من المه ام لمعالج ة ه ذه اإلش كالية وهي
كاآلتي:
ا البحث عن سبل الوقاية لتفادي القرارات وامممارسات اإلدارية التي من شأنها التسبب في المنازعات.
تأهيل المصالح القانونية وتلك المكلفة بالمنازعات ،وتكوين الموارد البشرية المعنية. ك١
مراجعة اإلطار القانوني المنظم للوكالة القضائية بما يمكنها من اإلضطالع بأدوارها ك١
كاملة على مستوى الوقاية والدفاع والمصالحة وضمان التنسيق الوثيق مع القطاعات المعنية وتجاوبها.
إعادة النظر في في مجموعة من المقتضيات القانونية التي تهم منازعات أشخاص ك١
القانون الع ام ،ال س يما على مس توى المس طرة القض ائية ،أخ ذنا بعين اإلعتب ار خصوص يات الش خص المعن وي الع ام
إعداد إطار قانوني خاص بالتنغيذ في مواجهة أشخاص القانون العام ،يوازن بين ك١
إلزامية تنفيذ األحكام القضائية الحائزة لقوة الشيء المقضي به وبين ضرورة ضمان إستمرارية المرفق العام.
} { 34
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
ا اجاد الحلول العملية الالزمة لسسريع تنفيذ األحكام العالقة.
ووزير العدل.
الين للحكومة.
الوزير المنتدب رئيس الحكومة المكلف بإصالح اإلدارة وبالوظيفة العمومية . ٠
الوكيل القضائي للمملكة. ٠
ولتحقيق األهداف المتوخاة من إحداث هذه اللجنة فإن رئيس اللجنة له الحق في دعوة أي عض و في الحكوم ة أو
كما تحدث لجنة تقنية لدى ه ذه اللجن ة الوزاري ة تتك ون من ممثلي الس لطات الم ذكورة ،ومهمته ا هي تحض ير
وإعداد النصوص القانونية و المقترحات العملية المرتبطة بالنق ط والمح اور ال تي أني ط أم ر معالجته ا للجن ة الوزاري ة
وعرضها على أنظار هذه األخيرة ،أما بالنسبة لكتابة أعمال اللجنتين فأمرها معهود إلى الوكالة القضائية للملكة.
وتجدر اإلشارة إلى أن التساؤل المطروح في هذه الصدد حول مدى نجاعة وفعالية هذا اإلجراء ،خصوصا أم ام
عدم وجود أي نص يلزم اإلدارة بالتنفيذ ،وهذا يدفعنا للتساؤل حول ما تضمنته مسودة مشروع ق انون المس طرة المدني ة
٠انيا :اشكالية تنفيذ ا؛ ^١دئئاعه الصادرة ضد االدارة على ضوء مشروع الهخمة المدنية
غني عن البيان أن المنازعات اإلدارية تنفرد بمجموعة من الخصوصيات ،مما يجعل تنفي ذ األحك ام الص ادرة
ضد اإلدارة تعترضها عدة صعوبات تحول دون تنفيذها ،وهذا مرده بالخصوص لوجود فراغ تشريعي في ه ذا الص دد،
} { 35
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
رغم إحالة مقتضيات القانون 41/90على قواعد المسطرة المدنية التي تقضي باللجوء إلى إجراءات التنفي ذ الج بري
كلما امتنع المنفذ عليه عن تنفيذ الحكم الصادر ضده ،إال أنها لم تنظم حاالت امتناع أشخاص القانون العام عن التنفيذ .
وال أحد ينكر أن المنازعات التي تكون اإلدارة طرفا فيها تكون معقدة بحيث يجب التوفيق بين مص الح الط رف
المتنازع مع اإلدارة وصون حقوقه المكفولة بموجب الدستور ،وبين المصلحة العام ة ال تي تقتض ي الحف اظ على حس ن
وأمام تنامي األحك ام الص ادرة في مواجه ة اإلدارة ،وفش ل وس ائل التنفي ذ الج بري في مواجهته ا ،وجب على
المشرع التدخل لحل إشكالية عدم تنفيذ األحكام الصادرة ضد اإلدارة التي تعد خرقا سافرا للقواعد الدستورية.
وإذا ما تفحصنا مسودة مشروع قانون المسطرة المدنية فإننا نجد المشرع ق د خص ص لتنفي ذ األحك ام القض ائية
الصادرة في مواجهة أشخاص القانون العام الباب الثالث مكرر من القس م التاس ع وأف رد له ا س بع م واد ،وال تي ج اءت
بالعديد من األمور اإليجابية إال أن هذا ال يخلوا من بعض الثغرات التي قد تعرقل التنفيذ على اإلدارة.
والجديد في هذا الشأن هو ما جاءت به الفقرة الرابعة من المادة 20-451والتي أكدت على إنه إذا تعلق التنفيذ
بأداء مبلغ مالي ولم تتوفر اعتمادات في ميزانية السنة الجارية لتنفيذه ،تم هذا التنفيذ داخل أجل أقصاه تس عون يوم ا من
تاريخ المصادقة على ميزانية السنة الموالية ،أما إذا تعلق التنفيذ بالقيام بعمل أو االمتن اع عن ه ،أمكن لقاض ي التنفي ذ أن
يمنح مهلة بناء على طلب أقصاه تسعون يوما من يوم اإلعذار بالتنفيذ
هذا إضافة إلقرار مسؤولية الرؤساء اإلداريين للمرافق العمومية ك ل في ح دود إختصاص ه ،عن تنفي ذ األحك ام
من مسودة المشروع ،كما أنه تم تحديد حاالت االمتناع عن التنفيذ عند إنصرام المدد والقرارات طبقا للفصل22-451
والتي تعتبر كذلك من المستجدات التي راعت مركز الجهة المنفذ عليها والتي المنصوص عليها في الفصل 20-451
هي في هذا المقام اإلدارة وذالك من أجل
من مسود المشروع :يكون الرؤساء اإلداريون للمرافق العمومية المعنية ،كل في حدود إختصاصه ،مؤولين عن التنفيذ ب القوانين الجاري بحا العمل". المادة 23-451
خول هذا الفصل للقاضي إمكانية إعطاء مهل قانونية للجهة المنفذ عليها،لكن بعد إنصرام هذه المدة يعتبر المنفذ علية في حالة امتناع ،وهذه الحاالت هي:
الحالة األولى :إذا تعلق األمر بالقيام بعمل أو االمتناع عنه ،أمكن لقاضي التنفيذ أن يمنح مهلة بناء على طلب أقصاها تسعون يوما من يوم اإلعذار بالتنفيذ
الحالة الثانية :اذا تعلق باداء مبلغ مالي ولم توفر اعتمادات في ميزانية السنة الجارية لتنفيذه،تم هذا التنفيذ داخل اجل اقصاه تسعون يوما من تاريخ المصادقة على الميزانية .ضمان
أقرت إمكانية توقيع الغرامة التهديدية في مواجهة استمرارية المرفق العام الذي تشرف عليه ،كما أن المادة 24-451
} { 36
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
شخص القانون العام المنفذ عليه أو المسؤول شخصيا عن التنفيذ أو هما معا عند االمتناع عن التنفيذ وذلك برفض القيام
بعمل أو االمتناع عن أداء مبلغ التعويض بعد إثبات المكلف بالتنفي ذ ذل ك وه ذا المس تجد يعت بر حال له ذه اإلش كالية في
ورغم اعتقاد البعض أن مسودة المش روع ج اءت بح ل يع د ج ذريا نظ را لك ون االمتن اع عن التنفي ذ ق د يك ون
شخصيا من طرف الممثل القانوني رغم عدم وجود أي صعوبة من صعوبات التنفيذ ،إال أن المشكل قد يطرح في حال ة
كون االمتناع عن التنفيذ ما هو إال نتيجة لوجود ص عوبة تح ول دون ذل ك ،أو أن امتناع ه بالخص وص يه دف لض مان
حسن سير المرفق العام واستمراريته أو لعدم كفاية االعتمادات المرصودة لتنفيذ األحكام مما يجع ل اإلش كالية تق وم من
جديد .
إال أنه مع كل هذه المقتضيات فهي تبقى مجرد مسودة ولم تتحول إلى مشروع من قبل الحكوم ة ،والمش روع لم
يتحول إلى قانون من قبل البرلمان وهي قبل هذا وذاك الزالت خاضعة لكل المراجعات اإليجابية والسلبية .
وفي إنتظار صدور قانون المسطرة المدنية الذي يرجى أن يكون ما تض منه من مس تجدات تس تطيع ح ل ه ذه
اإلشكالية التي عقدت بشأنها مجموعة من الندوات وتناولتها مجموعة من المنابر اإلعالمي ة نظ را ألهميته ا ،وم ا يمكن
استشرافه من خالل استقراء تطلعات اآلراء هو أن الكل ب ات مع وال على المس تجدات ال تي تتض منها مس ودة مش روع
قانون المسطرة المدنية ال تي س تمأل ه ذا الف راغ التش ريع ،إال أن التس اؤل المط روح كي ف س يتعامل القض اء م ع ه ذه
المستجدات.
-55عبد الرحمان بن عمرو ،تنفيذ األحكام القضائية الصادرة في مواجهة أشخاص القانون العام بين النصوص الحالية ومسودة مشروع قانون بتتميم وتغيير
قانون المسطرة المدنية ،مجلة المناظرة ،العدد 18يونيو ،2016ص.25
خاتمة:
خالصة للقول ،فرغم كل المجهودات المبذولة من كل الجهات المعنية بمس ألة تنفي ذ األحك ام القض ائية الص ادرة
ضد اإلدارة ،إال أن األرقام والنسب المهولة ألحكام التعويض واإللغاء التي لم تنفذ تظهر حجم اآلفة كما عبرت عن ذلك
مؤسس ة الوس يط ال تي ته دد الحق وق والحري ات وت زرع الش ك في دول ة الح ق والق انون ،حيث بلغت حس ب آخ ر
اإلحصائيات حجم المبالغ المالية المحك وم به ا بص فة نهائي ة على الدول ة وإداراته ا ومؤسس اتها العمومي ة والجماع ات
} { 37
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
مليار سنتيم وهي أحكام لم تجد بعد طريقها إلى التنفيذ رغم مرور العشرات من الس نين على الترابية إلى أكثر من 32
صيرورة بعضها قابال للتنفيذ ،أما األحكام النهائية القاضية باإللغاء والتي بدورها لم تنفذ لغاية اآلن فتقدر بالمئات.41
كل هذا يدفعنا للتساؤل عن المسؤول عن عدم التنفيذ وعرقلته رغم ك ل ه ذه الجه ود المبذول ة؟ فمن خالل م ا تم
دراسته يتبين أن عمق المشكل في هذا الموضوع إنما يكمن في عدم سيادة القانون وعدم اح ترام األحك ام القض ائية عن
طريق تنفيذها .والمس ؤول األول واألساس ي عن خ رق الق انون وع دم س يادته من ط رف اإلدارة ه و الدول ة المغربي ة
من فالسلطة التنفيذي ة مس ؤولة عن ع دم تنفي ذ األحك ام الص ادرة عليه ا ألنه ا تخ رق مقتض يات الفص ل 126
الدستور والسلطة التشريعية مسؤولة كذلك عن عدم س نها لنص وص تش ريعية لس د الثغ رات الموج ودة وع دم محاس بة
ومؤاخذة اإلدارة في شخص رئيس الحكومة عن عدم التنفي ذ ،والس لطة القض ائية مجس دة في رؤس اء المح اكم مس ؤولة
ألنها ال تفعل جميع النصوص المتعلقة بالتنفيذ الجبري وهذا يعتبر خطأ قضائيا يحمل الدولة مسؤولية عن ذلك.
لكل هذا فإننا نقترح من أجل تجاوز هذه اإلشكالية وتعزيز الثقة في دولة الحق والقانون وضمان الفعالية ألحك ام
تجريم فعل االمتناع عن تنفيذ األحكام القضائية وذلك بتحديد أركان هذه الجريمة ضمن قواعد الق انون -
تحديد المنفذ عليه بشكل واضح في منطوق األحكام تفاديا ألي اعتراض من طرف المخاطبين به. -
رصد اعتمادات مالية كافية في الباب المتعلق بتنفيذ األحكام القض ائية بالميزاني ة الفرعي ة يك ون غ ير -
قابل للتحويل ويقوم على اعتبارات حقيقية وواقعية تشكل ضمانة لتنفيذ هذه األحكام.
ضرورة تدخل المشرع بنص صريح يوضح فيه األشياء غير القابلة للحجز. -
التسريع في إخراج التعديل المرتقب لقانون المسطرة المدنية وتخوي ل اللج ان المختص ة ك ل الوس ائل -
وب النظر لك ون ه ذا المش كل يعت بر سياس يا باألس اس حيت أن ه عن دما تص بح جمي ع مكون ات الدول ة
التشريعية والتنفيذية والقضائية كلها غير راغبة أو غير قادرة أو عاجزة عن تنفيذ األحكام القضائية وذلك ضدا
-41عبد الرحمان بن عمرو ،تنفيذ األحكام القضائية الصادرة في مواجه ة أش خاص الق انون الع ام بين النص وص الحالي ة ومس ودة مش روع ق انون بتتميم
وتغيير قانون المسطرة المدنية ،مرجع سابق ،ص.26 :
} { 38
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
على القانون وضدا على مبدأ قوة األمر المقضي به ،فإن المشكل يصبح متجاوزا لمبدأ سيادة القانون وأحكامه،
ليصبح مش كال سياس يا بك ل المق اييس ،والمش اكل السياس ية ال تع الج إال بالوس ائل السياس ية وال تي تتجلى في
نض االت الجم اهير المنظم ة فكري ا وسياس يا ونقابي ا واجتماعي ا وجمعوي ا لف رض إقام ة مجتم ع الديمقراطي ة
} { 39
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
الئحة المصادر والمراجع
^القوانين والمناشير:
ظهير شريف رقم 1.91,225صادر في 22ربي ع األول 10( 1414س بتمبر )1993بتنفي ذ .1
القانون رقم 41.90المح دث بموجب ه مح اكم إداري ة ،الجري دة الرس مية ع دد 4227بت اريخ 18
جمادى األولى ( 1414نوفمبر ،)1993ص .2168
ظهير شريف بمثابة ق انون رقم 1.74.447بت اريخ 11رمض ان 28( 1394ش تنبر )1974 .2
بالمصادقة على نص ق انون المس طرة المدني ة ،الجري دة الرس مية ع دد 3230مك رر ،بت اريخ 13
رمضان 30( 1394شتنبر )1974ص.2741
مسودة مشروع قانون المسطرة المدنية ،نسخة مؤقتة اإلثنين 12ين اير ،2015الموق ع اإللك تروني .3
لوزارة" العدل المغربية 5٤1£6.£0٧.^9ألا١٨/.د
منشور رقم 2017/15للسيد رئيس الحكومة الموجه للسيد وزير الدولة والسيدات والسادة" الوزراء .4
والوزراء المنتدبين وكتاب الدولة والمن دوبين الس امين والمن دوب الع ام ،الص ادر بت اريخ 18ربي ع
األول 1439الموافق ل 07دجن بر ،2017بش أن إح داث لجئ ة وزاري ة لمعالج ة إش كالية تنفي ذ
األحكام القضائية المتعلقة بأشخاص القانون العام.
منشور رقم /80د للس يد ال وزير األول موج ه للس يدين وزي ري الدول ة والس ادة" ال وزراء ،الص ادر .5
بتاريخ 23رمضان 1413الموافق ل 17مارس ،1993بشأن تنفيذ األحكام والقرارات القضائية.
منشور للسيد الوزير األول موجه للسيدين وزيري الدولة والسادة الوزراء وكتاب الدول ة ،رقم 37/9 .6
،8الصادر بتاريخ 8جم ادى األولى ،1419المواف ق ل 31غش ت ،1998بش أن تنفي ذ األحك ام
والقرارات النهائية.
٠الكتب:
أحمد بوعشيق ،الدليل العملي لالجتهاد القضائي في المادة اإلدارية ،سلسلة دالئل التيس ير ،منش ورات .7
المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد 16سئة .2004
4
0
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
حسن سعد عبدالواحد" ،تنفيذ األحكام اإلدارية" ،مطابع مجلس الدفاع الوطني ،القاهرة ،سنة 1984 .9
حسن صحيب ،القضاء اإلداري المغربي ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلي ة والتنمي ة ،الع دد .10
^الرسائل:
حميد أمالل ،إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارة الصادرة في مواجهة اإلدارة ،رسالة لني ل دبل وم الدراس ات .11
العليا المتخصص ة في الق انون الخ اص ،جامع ة محم د الخ امس ،كلي ة العل وم القانوني ة واالقتص ادية
^المقاالت:
آمال المشرفي ،الحجز لدى الغير لتنفيذ األحكام القضائية الصادرة ض د المؤسس ات العمومي ة ،تعلي ق .12
على األمر االستعجالي الصادر عن المحكمة االدارية بالرب اط ع دد 182بت اريخ ،1997/09/24
فاطمة العنصري ضد مدير المكتب الجهوي لالس تثمار الفالحي ب اللوكوس ،المجل ة المغربي ة لإلدارة
آمال المشرفي ،الغرام ة التهديدي ة وتنفي ذ األحك ام القض ائية الص ادرة ض د اإلدارة ،تعلي ق على حكم .13
المحكمة اإلدارية بالرباط عدد 134بتاريخ 6م ارس 1997في قض ية ورث ة العش يري ،المجل ة
المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد 23أبريل -يونيو ،1998دار النشر المغربية-الدار البيضاء.
ثائرة نزال ،إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ض د اإلدارة ،منش ورات مجل ة مس الك في الفك ر .14
والسياسة واالقتصاد ،العدد ،30-29السنة ،2015ص . 175
الحبيب العطشان ،عدم تنفيذ أحكام القضاء اإلداري من طرف اإلدارة ،مجلة .15
القضاء والقانون ،العدد ،156سنة .2008
عبد الرحمان بن عمرو ،تنفيذ األحكام القضائية الصادرة في مواجهة أشخاص .16
القانون العام بين النصوص الحالية ومسودة مش روع ق انون بتتميم وتغي ير ق انون المس طرة المدني ة،
) ( 41
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
مجلة المناظرة ،العدد 18يونيو .2016
كريم الشكاري ،تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد الجماعات الترابية على .17
ضوء مقتضيات الدستور المغربي الجديد ،منشور بموق ع العل وم القانوني ة،بت اريخ 25_12_2017
محمد صقلي حسيني ،بعنوان :التوجهات الدستورية في مجال تنفيذ األحكام .18
اإلدارية وآفاق تطبيقها.
محمد قصري ،الغرامة التهديدية والحجز في مواجهة اإلدارة الممتنعة عن تنفيذ .19
أحك ام القض اء اإلداري واإلش كاليات المطروح ة ،مجل ة المح اكم اإلداري ة ،الع دد الخ امس ،ين اير
.2017
محمد قصري ،تنفيذ األحكام اإلدارية "الغرامة التهديدية" "الحجز" ،مجلة رسالة .20
المحاماة عدد مزدوج ،31-30دجنبر ،2009دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع الرباط.
مصطفى التراب ،إشكالية تنفيذ األحكام اإلدارية ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية .21
والتنمية ،العدد ،27أبريل يونيو ،1999دار النشر المغربية الدار البيضاء.
مصطفى سيمو ،مستجدات تنفيذ أحكام القضاء اإلداري ،مجلة المحاكم اإلدارية، .22
العدد الخامس ،يناير .2017
٠تقارير
المجلس األعلى ،تقرير حول تدبير المنازعات القضائية للدولة ،نونبر .2015 .23
4
2
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
4
3
إشكالية تنفيذ األحكام القضائيبة صدرة في مواجهة اإلدارة
الملحق
األول:
القاعدة
تصفية الغرامة التهديدية تعتبر كتعويض ممن وح لط الب التنفي ذ نتيج ة المض رر ال ذي تع رض ل ه
جراء امتناع وإصرار المنفذ عليه على تعنته في تنفيذ المقرر القضائي وبالتالي فإن مبلغها ال يمكن
احتسابه بعدد ايام االمتناع عن التنفيذ ولكن يخضع للسلطة التقديرية للمحكمة المصفية لها 1ن 1
ذعم٠
1
باسم جاللة الملك وطبقا للقانون
بتاريخ 2015/11/11
أصدرت المحكمة اإلدارية بالرباط وهي متكونة من السادة :
رئيسا أمينةناوني
رحال صابر ....................................................مقررا
عبد الرحمان تزكيني ..........................................عضوا
مفوضا ملكيا بحضور السيد محمد كولي
كأتب الضبط وبمساعدة السيدة مليكة حاجي
من جهة
وبين المدعى عليه :
-الدولةفيشخصرنيس الحكومة بمقر رئاسة لحكومة بالرباط.
-وزيرالتربية الوطنية والمتكوين لمهني بالرباط.
-الوكياللقضائيللمملكةبمكاتبه بوزارة االقتصاد والمالية بالرباط.
منجهة أخرى
بر ٨ع
4
4
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
)15/7112/681(2-4
الوقائع
والمؤداة بناء على المقال االفتتاحي للدعوى المسجل بصندوق هذه المحكمة بتاريخ 20 1 5/1 0/ 1 2
عنه الرسوم القضائية حسب الوصل رقم 193918يعرض من خالله المدعي بواسطة نائب ه ان ه استص در حكم ا
عن هذه المحكمة بتاريخ 29مارس 2011تحت عدد 1276في الملف رقم 2010/8/353قضى باحقيته
في الحصول على التعويضات اليومية المخولة عن فترة التكوين بالمركز الجهوي لتكوين األساتذة بطنج ة .وان ه ق ام
بجميع إجراءات التنفيذ من اجل تنفيذ منط وق الحكم لكن دون ج دوى فتم تحري ر محض ر امتناععنالتنفي ذ بت اريخ 4
وانه سبق له ان تقدم بطلب تصفية الغرامة التهديدية المحددة في مبلغ 500,00درهم عن كل يوم مارس .2013
صدر فيها حكم تحت عدد تاخير عن التنفيذ عن الفترة الممتدة من 4مارس 2013إلى غاية 14نونبر 2013
4484بتاريخ 013/12/30في الملف 2012/71 12/695قضى على المدعى عليها (وزارة التربب ة
الوطنية) بان تؤدي له مبلغ 20 000,00درهم عن تصفية الغرامةالتهديدية المحكوم بها كما تق دم بطلب تص فية
الغارمة التهديدية عن الفترة الممتدة من 15نوفمبر 2013إلى غاية 2يوني و 2014ص در بش أنها حكم ع دد
4401بتاريخ 2014/07/21حدد له تعويضا قدره 20.000,00درهم وفي مرة ثالثة تقدم بطلب تص فية
الغرامة التهديدي ة عن الف ترة من ويوني و 2014إلى 31دس مبر 2014قض ت فيه ا المحكم ة بتع ويض ق دره
18.000,00درهم ٠وان امتن اع اإلدارة ال زال مسترس ال .ألج ل ذل ك فه و يلتمس ي الحكم بتص فية الغرام ة
التهديدية عن الفترة من 1يناير 2015إلى غاية . 2015/06/30وباداء المدعى عليها وزارة التربية الوطنية
والتكوين المهني لفائدته مبلغ 91500,00درهم مع الفوائد القانونية من تاريخ صدور الحكم إلحى يوم التنفدذ
وبناء على األمر بتبليغ نسخ من المقال إلى المدعى عليهم وتوصلهم وتقاعسهم عن الجواب.
وبناء على باقي األوراق المدرجة بالملف.
وبناء على إدراج القضية بالجلسة العلنية المنعقدة بتاريخ . 201 5/ 1 1/04
وبناء على المناداة على األطراف ومن ينوب عنهم وتخلفهم عن الحضور غم التوصل ،اعتبرت المحكمة
القضية ج اهزة واعطيت الكلم ة للس يدة المف وض الملكي ال تي بس طت تقريره ا ال رامي إلى االس تجابة للطلب،
فقررت المحكمة حجز القضية للمداولة قصد النطق بالحكم اآلتي بعده بجلسة - 2015/11/11
وبعد المداولة طبقا للقانون
في الشكل :حيث قدم الطلب مستوفيا كافة الشروط الشكلية فهو مقبول.
فى الموضوع :حيث إن مؤدى الطلب هو الحكم بتصفية الغرامة التهديدية عن الفترة الممتدة من
1يناير 2015إلى غاية 201 5/06/30حسب منطوق األمر رقم 879الصادر عن هذه المحكمة
وب اداء وزارة التربي ة الوطني ةفي المل ف رقم 2013/7101/912بت اريخ 2013/10/30
والتكوين المهني للمدعي مبلغ 91.500,00درهم مع الفوائ د القانوني ة ابت داء من ت اريخ ص دور الحكم
إلى يوم التنفيذ مع النفاذ المعجل وتحميل المدعى عليهم الصائر.
15/712/681)3-4
وحيث إنه بمقتضى الفصل 448من قانون المسطرة المدنية ،فإنه إذا رفض المنفذ عليه أداء إلزام
بعمل او خالف إلزاما باالمتن اع عن عم ل ،أثبت ع ون التنفي ذ ذل ك في محض ر واخ بر ال رنيس ال ذي يحكم
بغرامة تهديدية ما لم يكن س بق الحكم به ا ،ويمكن للمس تفيد من الحكم ان يطلب عالوة على ذل ك التع ويض
. منالمحكمة التي اصدرته.
4
5
"إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة اإلدارة
وحيث إنه س بق له ذه المحكم ة ان ام رت بمقتض ى األم رن االس تعجالي رقم و 87في الملف
201 3/71 01/912بت اريخ ،2013/10/30بتحدي د لغرام ة سحمه٠ش هرا٠اال التربي ة
اليدلذيةواتكوبن المهتن ،ملليذ البيهو اته هم لقنيلمكعوقًاي ذ رن الكلي ة الي اليتن اللكيجناللم اع عن اللي ة
الذه لمد 4طرسوئهئيئابئالئئصضه|ضنىااده ال يوجد بالملف مايفيد أن الوزارة لمدعى عليها ق د ق امت
٠٠ باستننافه الشيء الذي بحعلهقايال للتنفيذ.
وحيث إن المدعي استصدر عن هذه المحكمة حكما بتصفية الغرامة
بين 4مارس 2013إلى غاية 14نونبر . 2013والثاني عن الفترة من ذا دونبزح 2013إلى غاية
2يوني و 2014والث الث عن الف ترة الممت دة من 3يوليووكاك ة!يلمدعيس ميها أظ رت طى االمتن اع
عنتتفي ذالحكمرقم 1276فى الملنح3ت8٧3احلس يالددالمنتاعغنالقلكيدتتدامنتاريخ 1ونل ر 2015إلى
غاية 30يؤنيو 2015وانه أم ام ثب وت امتن اع الجه ة الم دعى عليه ا عن التنفي ذ يكونالطلب الرامي إلى
تصفية الغرامة لتهديدية مبررا ويتعين لبت يه. .
" وحيثإنهمن المستقرعليه فقها وقضاء ان لغرامة لتهديدية عند تصفيتها تعت بر كتع ويض ممن وح لط الب
التنفيذ نتيجة الضرر الذي تعرض إليه جراء ١مذتاع دؤص رار المنف ذ علي ه على تعنت ه في تنفي ذ المق رر
القضائيوبالتالي فإن مبلغهًا ال يمكن احتسابه بعد ايام االمتن اع ولكنه ا تخض ع للس لطة التقديري ة للمحكم ة
المصفية لها انطالقا من حجم الضرر الذي اصاب طالبها ومقدار تعنت االدارة المنفذ عليها .وأن المحكمة
ترى لمالها من سلطة تقديرية واعتب ارا لك ل المعطي ات الض رورية تق دير التع ويض المناس ب عن الم دة
المطلوبة في مبلغ
وحيث ان طلب الشاذ المعجل ليس له ما بيرره بالملف ،مما يتعين رفضه .وحيث إن خاسر
الدعوى يتحمل مصاريفها.
{ 46 1
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
)15/7 112/681(4-4
المنطوق
لهذه األسباب
4
7
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
الملحق
الثاني:
المملكت المغيت
اتفاتية
ولما كان التنفيذ في مواجهة أشخاص الق انون الع ام يس تتبع في كث ير من األحي ان اللج وء إلى بعض
إجراءات التنفيذ الجبري التي تبقى على أهميتها و قانونيتها ،ذات تاثير بالغ على المصلحة العام ة و خصوص ا
منها إجراءات الحجز على اعتمادات اإلدارة لدى الخزينة العامة للمملكة و غيرها و التي قد تحدث ارتباك ا في
تسيير المرفق العمومي فإن وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني (قطاع التربية الوطنية) كجهة منفذ عليه ا
في عديد من ملفات التنفيذ المفتوحة بالمحكمة اإلدارية بالرباط أو المحالة إلى ه ذه األخ يرة من مح اكم إداري ة
اخرى في إطار اإلنابة للتنفيذ ،تعتزم بإرادة كبيرة تنفيذ األحكام القضائية التي ال ت زال قي د مس طرة التنفي ذ في
ظل جدولة زمنية واضحة محددة بمقتضى هذه اإلتفاقية التي تاتي في إطار الموازنة بين حقوق طالبي التنفيذ و
بين ضرورة تامين حسن سير المرفق العام الذي تشرف عليه وزارة التربية الوطنية و التك وين المه ني كجه ة
منفذ عليها
من للين االلسراست و المنيد اتي ٠ ٠علم ٢ما يلي ":إن ا لم يكن هل ك إال م دن /١١١١رط مدي متعين الصل 243
واحد ،لم بجبر الدان عليى ان يستوفى االلتزامعد اج زاء ،ولوك ان ه ذاااللتزام قاباللتجزن ة ،وذل ك م الم تف ق على
خالفه إالإذاتعاق مر بالكمبياالت.
مع ذلك ،يسوغ للفصاة ،مراعاة -متهم لمز كز االين ،وع اسصالحطقحخلم تطأق ضيق ،أن بهخحوه آج اال
مشلة للفاء ،وان يوقفوا إبراءات المطغخدثخنفيك ,ألشياء صالها.
4
8
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارةاإلشهاد على هذا اإلتفاق
بناء علىذللك تم ومه الخميس 24نونبر 2016بمقر المحكمة اإلدارية بالرباط
بحضور كل من :
,السيدمصطفىسيمو رئيس المحكمة اإلدارية بالرباط - .بصفته مسؤوال عن
جج
المادة الثالثة :
بالنسبة لملفات التنفيذ الجديدة ،تقوم الجهة المشرفة على التنفيذ بمراسلة الجهة المنفذ عليها بواسطة مراسلة
إدارية عادية مرفقة بنسخة تنفيذية للحكم موضوع طلب التنفيذ تبين فتح ملف تنفيذي جذيد بالمحكمة .و تلتزم
الجهة المنفذ عليها تبعا لذلك بتنفيذ االحكام المذيلة بالصيغة التنفيذية المتعلقة بها يخل اجل ستة اعهر تبتدى من
تاريخ توصلها بالمراسلة المذكورة.
4
9
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة المادة الخامسة-
ال توقف طلبات إيقاف التنفيذ أمام محكمة النقض او الرامية إلى إثارة صعوبة في التنفيذ او إلى إيقاف التنفيذ المعج ل
األجل المنصوص عليهفي هذه اإلتفاقي ة إال في ح ال ص دور ق رار قض انى يقض ي بإيق اف التنفي ذ ،إال أن ه في ح ال
انصرام األجل المذكور دون البت في هذه الطلبات من طرف الجهات القضائية المختصة ،فإن التنفيذ يبقى متوقفا إلى
حين هذا البت.
المادة السادسة:
يتعين على الجهة المنفذ عليها إخبار الجهة المش رفة على التنفي ذ ف ور ك ل عملي ة تص فية لمل ف تنفي ذي من
طرفها ،سواء تمذلك عن طريق الصلح او أي طريقة أخرى.
المادة السابعة:
يتم عند االقتضاء استئناف إجراءات التنفيذ الجبري إذا تبين أن الجهة المنفذ عليها لم تبادر إلى التنفي ذ داخ ل
مدة ستة أشهر المتفق عليها .و تعتبر هذه االتفاقية الغي ة في ح ال ح دوث مث ل ه ذا ال تراخي لخمس م رات
متكررة بقيت كلها بدون تسوية بعدمنح أجل ثاني للمنفذ عليها في كل حالة من ه ذه الح االت ال يتج اوز 15
يوما بمقتضى رسالة تذكيرية ثانية.
5
0
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
.0 توقيع البيديفييب المحكمة اإلدارية بالرب اط توقي ع السيدمديرالش ؤون القانوني ة والمنازع ات
دل ||٠1.مغ1ل٠ءا٧ حرل
-
٠ب
5
1
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
5
2
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
٦أ٣ع| ه٠ه ٠ه٠م٠غم٠غ٠غ٠هـ٠غ٠غ٠ب٠خ٠غ ٠ع| ٠- ٠٠ه| غ* ،أام
اتفاقية ]
بشأن تنفيذ األحكام القضائية )
) بين 1
؛ جماعة طنجة والمحكمة اإلدارية بالرباط »
الديياجة:
إن األحكام القضائية النهانية قد تبقى مجرد شرح نظري للق انون م ا لم يتم تنفي ذها ،وإذا ك انت حص يلة
الدعوى ونتيجتها هي الحكم القضاني النهاني ،فإن هذا الحكم ال قيمة له إن م يترجم عن طريق تنفيذه.
ولما ك ان التنفي ذ في مواجه ة اش خاص الق انون الع ام يس تتبع في كث ير من األحي ان اللج وء الى بعض
إجراءاتالتنفي ذ الج بري ال تىقبقى على أهميته ا وقانونيته ا ،ذات ت افير ب الغ على المص لحة العام ة وخضوص ا منه ا
إجراءات الحجز على اعتمادات اإلدارة لدى الخزين ة العام ة للمملك ة وغيره ا وال تي ق د تح دث ارتباك ا في تس يير
المرفق العمومي .ف إن جماع ة طنج ة كجه ة منف ذ عليه ا في عدي د من ملف ات التنفي ذ المفتوح ة بالمحكم ة اإلداري ة
بالرباط ،تعتزم بإرادة كبيرة تنفيذ األحكام القضائية التي ال تزال قيد مسطرة التنفي ذ في ظ ل جدول ة زمني ة واض حة
محددة بمقتضى هذه االتفاقية التي تاتى فى إطار الموازنة بين حقوق طالبي التنفيذ وبين ضرورة ت امين حس ن س ير
المرفق العام الذي تشرف عليه جماعة طنجة كجهة منفذ عليها.
وعلى هدي مقتضيات الفصل 243من قانون االلتزامات والعق ود ال تي نص ت على م ا يلى « :إذا لم
يكن هناك إال مدين واحد ،لم يجبر الدانن على ان يستوفي االلتزام على أجزاء ،ولو كان هذا االلتزام ق ابال للتجزئ ة،
وذلك ما لم يتفق على خالفه إال إذا تعلق األمر بالكمبياالت.
ومع ذلك يسوغ للقضاة مراعاة منهم لمركز الم دين ،وم ع اس تعمال ه ذه الس لطة في نط اق ض يق ،أن
يمنحوه آجاال معتدلة للوفاء ،وأن يوقفوا إجراءات المطالبة ،مع إبقاء األشياء على حالها.
بناء على مقرر المجلس الجماعي لمدينة طنجة عدد 2017/98بتاريخ 14مارس ،2012المتخذ
خالل دورته االستثنائية لشهر مارس 2017والقاض ي بالمص ادقة بإجم اع أعض ائه الحاض رين على اتفاقي ة بين
جماعة طنجة والمحكمة اإلدارية بالرباط بشان تنفيذ األحكام القضائية.
مصطفى سيمو رنيس المحكمة اإلدارية بالرباط ،بصفته مسؤوال عن المحكمة وعن التنفيذ بها. *
محمد البشير العبدالوي رئيس مجلس جماعة طنجة ،بصفته جهة منفذ عليها. *
} { 53
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
وقد تم االتفاق على مايلي:
اكاده األور:
تدجل فمن القضايا المشمولة بهذه االتفاقية جميع احكام دعاوي الموضوع المرتبطة باالداء
والتعويض واإللغاء دون التضايا االستعجالية او قضايا إيقاف تلفيذ القرارات اإلدارية والديون
العمومية.
المادة الثانية -ةةجةجعقةئ عليها وموافقة رنيس المحكمة بعد تاكده من جدية التنفيذ.
المادة الرابعة:
التنفيذ ال توقف طلبات إيقاف التنفيذ امام محكمة النقض أو الرامية إلى إثارة صعوبة في التنفيذ أو إلى إيقاف
في المعجل األجل المنصوص عليه في هذه االتفاقية إال في حال صدور قرار قضاني يقضي بإيقاف التنفيذ ،إال انه
يبقى حال انصرام األجل المذكور دون البت في هذه الطلبات من طرف الجهات القضائية المختصة ،فإن التنفيذ
تتوقف خالل مدة ستة أشهر في الحالتين المشار إليهما في كل من المادتين الثانية والثالثة اعاله،
جميع مساطرالتنفيذغيرالرضانيةخاصة مايتعلق بالحجوزات والغرامات التهديدي ة وب اقي المس اطرتفة ،آس و
كانت المساطررانجة بين يدي ماموري إجراءات التنفيذأوالمفوضين القضائيين.
المادة الخامسة:
5
4
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
يتم عند االقتضاء استنناف إجراءات التنفيذ الجبري إذا تبين ان الجهة المنفذ عليها لم تب ادر إلى التنفي ذ
داخل مدة ستة أشهر المتفق عليها والمدد المضافة عند االقتضاء .وتعتبر هذه االتفاقية الغية في حال ح دوث مث ل
5
5
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
هذا التراخي لخمس مرات متكررة بقيت كلها بدون تسوية بعد منح اجل ثان للمنفذ عليها فيكلحالةمنهذه الحاالت ال
يتجاوز خمسة عشر يوما ( )15بمقتضى رسالة تذكيرية ثانية
ايدة الثامنة:
5
6
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
الملحق الثالث:
.بلماتس ا هجن
ع|ش
ع السبدان والسادة 7ا0٠الا
المفنثي العام المكلف بالشؤون اإلدارية
المفلش العامالمكف بالشؤونا لتبوبة
ب | ,;٠١٠٠ال|٠؛|لذدا٠ةسص االلوث م
— رحسةيةحة٠”|٠
5
7
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
2017 للطتكة دلب; ٠بدبء مب
0
مق ست 7لئك5ل
الى
السيد وفع اللولة
والسيات والسادة الوزراء والورراء المنتسين وكلي الولة
والمنسويين السامين والمسسوي العام
الموحيع .إحات لجة وزنية لمعالجة إشكالية تفيذ األحكم التصانة المتسقة احص القاود
العام
محدتضتداريتهقيسبمرالتشكدتسعشر.مسسدترتشة
٠دم كبت ,الءم ستة المسة ماس ود االح مية ضذ المكين الي
كي ان إشكالية تمفيذ األحكم التضاثية هي كنلك شيجة للقنص القي تعترى تدبر ملرءت أشخاص القاتوت العام.
لذلك ،فإذاكن إيجاد حل ناجع لإلشكاليات المرتبطة بتنفيذ األحكم الص ادرة ض د أش خاص الق اون الم ام
كسي أهية بالفة وطابعا استمجاليا ،فإه يععين للكب اب على الس بل الكيل ة بالحيلول ة دون ت اي المنازءتالتيتتس ببفيا
اإلدارة من جة ،وعلىكفية أمين لدفاععن هذه األخيرة على أحسن وجه ،من جة أخرى.
5
8
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
ومن أجل ذلك ،فق د تق رر ،بمقتض ى ه ذا المنش ور ،إح داث لجن ة وزاره ة لمعالج ة ه ذه اإلش كالية،
يترأسها رئس الحكومة أو السلطة الحكومية المنتدبة منقبله لهذه الغاية.
وتتولى هذه اللجتة على ا لخصوص معالجة النقط التالية:
سبل الوقاية من المنازءات لتفادي القرارات والممارسات اإلدارية التي من شأنه التسبب في -
المنازءات؛
تأهيل المصال القائونية وتلك المكلفة بالمنازعات ،وتكون الموارد البشرية المعنية؛ -
مراجعة اإلطار القانولي المنظم للوكل ة القض انية للمملك ة بم ا يمكه ا من اض طالع بأدوارهاكمل ة -
المعئيةتجاويا؛ على مستوى الوقاية والدفاع والمصالحة وضان التنسيق الوثيق مع القطاعات
إعادة النظر في مجموءة من المقتضيات القانونية التي يم منازءات أشخاص الق اتون الع ام ،الس يا -
على مستوى المسطرة القضانية ،أخنا من ١٩عبار خصوصيات الشخص المعنوي الع ام كتق اض،
خاصة على مستوى األجال؛
تأهيل مؤسسة الخيرة القضائية؛ -
-إعداد إطار قالوني خاص بالتنفيذ في مواجمجة أشخاص الق اتون الع ام ،ي وازن بين إلرامي ة تنفي ذ
األحكام القضائية الحاءزة لقوة الشيء المقضي به ويين ضرورة صيان استمرارية المرفق لعام؛
إيجاد الحلول العملية الالزمة لتسريع تنفيذ األحكم العالقة. -
وتتألف اللجنة المذكؤرة من السادة:
5
9
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
م ض البة دبرة اي عشوآض ق الحية أو لفي ص *بى م؛ في ض ٠للمشاركة في أشغالها.
وتح دن الى ه ذه اللجةلج ة تقي ه تك ود من ني الس لطلت الم ذكورة ،تك ف 1يج ل وس ادالموص الماون ة
والتزحات السلة الميبصة؛الغل وافاودالمشار إيا اال .وري ءلى أنظار اللجئة الوزارية.
كلى علهـ امذب؛االلرام بمشضيله ،وذللكريسال سيادة القاون واحراما لحرمة التضاء
ث ٠ي~
6
0
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
الفسرص
ضد 4ة2 .............................................................................................. :
٠۵٥٠ ^١؛ ضابساداءساعاإلداوةضسد ١ألحكامساتجةسادوة في 4و^تاو&و( هذا االتنا 6 ...€
المطلب األول سبابامتذاعاإلد ١رةءن تنفيذ األحكامساب ١ضادرةضموسها6 ................. .
غضةاألو^:األسيبالمضوءية 7 ....................................................................
اوال :اسيبتتل)ي^غءأل.ئول¥ا^ 7 ..............................................................
اي :ذض^االءتماداتالملية 8 ....................................................................
ااال^عويتالضذوية 9 ............................................................................
سوة ثية األسباب ستةال^نتنائع الد اوة عئ التنغغذ 10 .........................................
اوال :دو^¥ية 11 ................................................................................
اي1 :الءتي(ت 1ايسية 12 ......................................................................
المطب___الث 1ذي1 ^4 :ه(ا 4تح___ا€االداوةءئتذغي___ذاأل<ك ^1االدا(ه___ة12 ........................
الضرةاألو^0 :ووا 4تح£االداوة ءئلت:غيذ 12 .................................................
1وال:التي* {1فيلتغيذ 13 ........................................................................
اي:لتذغيذ 1لح^او ^1ئي 14 ....................................................................
اثا :الر^ل^<<_£لتذغيذ 15 ...................................................................
^ ،<^،الثانية :اسابيب التي تعتمدها احاالداوةفياحم ،،٠١ت__ذاذع عئ التنغغ__ذ ..................
16اوال«:ر!<د *4رد 16 ................................................................... 4
اي :ر(تذ£يم^ 17 ...............................................................................
اصهحه الثاني :الوسائل والضمانات الممكنة بتحفيك ابآل^حكام اغج^داددجة الهبادوة ضد
االداوة 18 ..............................................................................................
سلب االول وب^القامسة وسسةداإل ۵اوسسد ١ألحكامسادوة
^*وجتا 19 ...........................................................................................
6
1
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
الغقدالى:فدضالغدامةالتهديدداإلداوةاسةضص 19 ...........٠
اوال::لتم؛.عزلنحءوىاإللغاء وحءوىالت<اودضضفرضالغجدة ال ٦تددذية 22 ...انع :بنح
^سعة*دضلغد* ةل£ا د! ٠دة^*;اا ^7ةا *~4ذ“أ“£لذ غ ع ■ *;^:ا24 .................. -
الغقدةاثذية:احجؤىوالإلدا(ةال 4تذةة^لذغيذ 27 ....................................................
اوالحجزالتك28 ............................................................................... :
سإ :احجؤلد“^29 ............................................................................. :
سلب الثاني؛ اإلجداعادح اسدة !والحلول التشددبة لتجاوز اشكالية نتفين ال<£ا 1٠4درةصد 1إلد
1رة 32 ..............................................................................................
الغقدداألولى:االات بديلة لحل إسالية نتغفل اقداراتسادوذضداالداوة
33 ...................................................................................................
1وال:الس^لقذوذي^ك 1التفقع^ 34 ...........................................................
ايا :لقصاداالتغ“لىتذغكا 35 ......................................................................
اثأ :دةتذغعذاال<^ 35 ...........................................................................
<اباا :ادقا&تع 35 ...............................................................................
خ^ا :تت 2تذغلل االتفاقية 36 ..................................................................
سادسا “ جؤ اخالل اإلحارهالموقعة علىاالتاغشةبالتؤاماذها 36 ...........................٠
ساب^ا :تذغ;ذاالتفقية 36 .......................................................................
ال 1لق<لداالثاذ؛١ .ة :المشباحدداة ا ٢١اعزاآل_ة١ .جا ١١جة |ا،لىعال؛١ .ت آ ٠حغعأك
األحكامالصادرة حصد
اإلحا(ةوحواللتشدعةالدتق\ة 37 ....................................................................
اني_____ا :ص^^ألع_____ة اوال:المباددةالحكوميةذجاوزإساليةتغغلآلحكامساددةض_____د االدارة 37
ذنغ ;ناال<^^أ^االدرة صداالدارة £لى صو 9شدو£ال"سة اادنعة 39 .....................
42 ............................................................................................. :££1±
^ (3 ^4ا(^44 ........................................................................................ £
6
2
إشكالية تنفيذ األحكام القضائية الصادرة" في مواجهة
"اإلدارة
48 ............................................................................................... :^01
52 سقس.................................... .٠
سق0ث60 ......................................................................................... :
64 ............................................................................................... ^(2$
6
3