Professional Documents
Culture Documents
2024
1شورش حسن عمر ،ضوابط استقالل المحكمة اإلحتادية العليا في العراق من حيث التشكيل (دراسة مقارنة) ،مجلة كلية القانون والعلوم القانونية
والسياسية ،العراق ،المجلد ،06العدد ،21الجزء األول ،سنة ،2017ص 425
2دستور فرنسا الصادر عام 1958شامال تعديالته لغاية عام .2008
3القانون األساسي لجمهورية ألمانيا اإلحتادية وفق تعديل 28مارس .2019
4دستور الكويت لسنة .1962
5صادر بتاريخ 08مجادى األولى 1393الموافق 09يونيو 1973،ج ر ،عدد ،936ص.03
1
فأصبح اجمللس ادلس توري حيتل املاكنة الرابعة يف سمل املؤسسات ادلس تورية ابعتباره هيئة مس تقةل عن القضاء العادي،
يمتتع ابختصاصات أوسع يف الرقابة عىل دس تورية القوانني.
أضف ذلكل التطورات ادلس تورية اليت جاء هبا دس تور ،2011اذلي ومس بكونه دس تور لصك احلقوق ،حيث توس يع
الاختصاص وجتويد الرشوط واملساطر وتنويع االحاالت لتشمل حق املواطن يف ادلفع بعدم دس تورية بعض القوانني املثارة
يف قضية أمام احملمكة.
ان طبيعــة املوضوع تســتلزم الاســتعانة مبقاربــات ومنــاجه متاكملــة من قبيل املهنج الوظيفي واملهنجني البنيوي يف بعض
الحيان لن التنـاول املتعـدد اجلوانـب هـو الكفيـل مبسـاعدتنا علـى ابـراز خمتلـف املظـاهر اخلصوصية املسطرية أمام احملمكة
ادلس تورية.
من هذا املنطلق يدفعنا لطرح اشاكلية أساس ية تركز لنا حماور العرض ،يه اكليت ،ما يه اخلصوصية املسطرية الصدار
الحاكم من طرف القايض ادلس توري؟
من أجل متحيص ومقاربة االشاكلية الساس ية للبحث ،س نعمل عىل االجابة عىل الس ئةل الفرعية التية:
هل هامك قواعد خاصة يلزتم هبا أعضاء احملمكة ادلس تورية؟
هل تطبق نفس اجراءات املسطرة املدنية ابعتبارها رشيعة عامة؟
هل تطبق نفس اجراءات املسطرة اجلنائية عند التحقيق؟
مايه اخلصوصية للمنازعات ذات طبيعة ادارية الناش ئة عن تطبيق اختصاصات احملمكة ادلس تورية؟
ولالحاطـة ابملوضـوع مبختلـف جوانبـه حاولنـا مـن خـالل املبحث الول تقـدمي مسـامهة يف متيزي املسطرة ادلس تورية ،يف
حــني حاولنا يف املبحث الثــاين عالقة القايض ادلس توري واملساطر القضائية العادية.
2
املطلب الول :متيزي املسطرة ادلس تورية
الفرع الول :مسطرة كتابية جمانية
ان أصل قوانني الاجراءات هو القانون املدين ،وابلتايل فاالنطالق منه يفيد يف فهم ورشح دواعي اختيار العمل اما
ابملسطرة الكتابية أو الشفوية أو ادماهجام احياان ،حيث ان املبدأ العام اكن معموال به اترخييا أمام القضاء العادي يف املغرب،
يف الاجراءات واملرافعات ،هو الكتابية يف املسطرة منذ ظهري 1913اىل حدود ،1974حيث اعطى املرشع بعد ذكل
ماكن واسعة لشفوية املسطرة رغبة يف التبس يط .ولعل التفسري اذلي يقدم لهنج املسطرة الكتابية أمام القضاء العادي هو
أنه لكام وجدان أمام قضية عويصة ،يكون من الامور اجلوهرية أن تصوغ اس تدالال قانونيا رصينا ،يفيد ادلقة والرتابط
املنطقي ،فوهجت احلاجة تظهر يف نص مكتوب ،بشلك أفضل مما تكون عليه شفواي ،لكن هذا يأيت من قبيل تمكةل الربهنة
اليت تكون ابلساس بعد انطالق اجراءات ادلعوى واملرافعات.6
وابالنتقال اىل حقل القضاء ادلس توري ،نتساءل ملاذا اختار املرشع املغريب ادلعوى اىل العمل ابلفكرة املسطرة
االجرائية(الكتابية) ملا قبل 1974؟ وملاذا اس متر القضاة ابلغرفة ادلس تورية يف العمل ابملسطرة الكتابية بعد ،1974رمغ ان
اغلهبم اكنوا عاديني ينمتون همنيا اىل اجمللس الاعىل للقضاء؟ امل تكن هناك مس تجدات من شأهنا ان تقود اىل الانفتاح عىل
املسطرة الشفوية يف املنازعات الانتخابية؟ وهل القانون تنظميي رمق 066.13يقيد القايض ادلس توري للعمل ابملسطرة
الكتابية وحدها؟
تفيد التجارب ادلس تورية ،أنه رمغ لك مراحل املسطرة أمام القضاة ابحملامك واجملالس ادلس تورية تكون كتابيه ،فهناك
التقرير ادلس توري اذلي يعرضه القايض املقرر يف املداوةل ،اذلي يكون كتابيا ،وميكن ان يقدم شفواي اثناء املداوةل ،لكن
داخل مراحل هذه املسطرة املكتوبة ال يستبعد مثال تبادل وهجات النظر أو افاكر شفوية عرب الهاتف ،أو من خالل طلب
القايض املقرر لبعض الرشوحات والتوضيحات من الربملانيني ،وزراء أو أساتذة جامعيني أو واثئق أو معلومات من اقسام
وزاريه معينه ،ويه اجراءات ال تدخل يف السري الرمسي للمسطرة ،7اذا تضلوا مكتوبة يف احلاالت اليت ال تمت فهيا اجامتعات
رمسية بني القايض املقرر وهذه الطراف ،8حيث يف احلاةل اخملالفة تتحول املسطرة اىل شفوية.
ويف احملمكة ادلس تورية املغربية ،يالحظ أن التفسري الواسع ملقتضيات القانون التنظميي رمق 066.13جعل القايض
ادلس توري خيلط ما بني الرسية يف العمل القضايئ من هجة وعدم" اختاذ أي موقف علين أو الادالء بأي فتوى يف القضااي
اليت س بق للمجلس ادلس توري انقض فهيا أو يتحمل ان يصدر منه قرارا يف شأهنا…" من هجة اخرى ،وهو ما حيول دون
انفتاح القايض ادلس توري عىل أطراف معينه يف الزناع ادلس توري مثال ،ابس تثناء حاالت حمدودة يقوم فهيا الرئيس احملمكة
ادلس تورية بطلب راي المانة العامة للحكومة يف بعض القضااي .وهذا السلوك الانفتاحني عىل المانة العامة للحكومة من
6عبد الرحيم المنار السليمي ،مناهج عمل القاضي الدستوري ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية،
الطبعة األولى ،2006 ،ص .136
7
Favoreu (Louis) et Philip (loie), «Le conseil consututionnel». Que sais je ? PUF.5e éd., Novembre 1991. p. 24
8
Entretien avec M. José Manuel Cardosa da costa (Président du tribunal constitutionnel Portugais) menée par
D.Rousseau. Revue cahiers du conseil constitutionnel, n° 10, (octobre 2002, février 2003).
3
طرف احملمكة ادلس تورية يفرس اىل كون بعض الرؤساء للمجلس اكن جيمع ابالزدواجية يف هذا اجملال :رئاسة اجمللس وصفة
الامني العام السابق للحكومة.9
مقابل ذكل ،تبقى املسطرة الكتابية رصفه يف عالقة احملمكة ادلس تورية ابملؤسسة الربملانية ،وان بدأة ظهرت ممارسات
ممثةل يف اللقاءات اليت ميكن تفسريها ببحث القايض ادلس توري عن مسطرة شفوية غري رمسية يف عالقته ابلربملانيني
والساتذة اجلامعيني ،وهو ما يعكسه حتليل سلوك خنبة القضاة ادلس توريني املنمتني همنيا اىل اجلامعة من خالل تنظمي بعض
اللقاءات العلمية اليت لها عالقة مبواضيع معروضة بصفة دورية عىل احملمكة ادلس تورية.
ويالحظ أن التنصيص بصفة رصحية عىل املسطرة الكتابية أمام احملمكة ادلس تورية ورد يف مواد من القانون تنظميي رمق
066.13يف الفروع املتعلق ابملنازعات يف انتخاابت أعضاء الربملان واخلاص ابالحاالت من السادة النواب ورئيس
احلكومة ،وقد جاء مقروان ابجملانية يف ادلعوى الانتخابية ،وهو ما يثري تساؤلني اثنني:
اوال ،هل التنصيص بصفة رصحية عىل عريضة مكتوبة يف املنازعات الانتخابية معناه مبفهوم اخملالفة ،اذلي يطبقه القايض
ادلس توري نفسه يف التفسري للنصوص القانونية ،ان هناك اماكنية لفتح ابب املسطرة الشفوية أمام الربملانيني واحلكومة يف
املنازعات ادلس تورية؟
اثنيا ،وبنفس الاس تنتاج مبفهوم اخملالفة ،هل اجملانية يف الطعون تشمل املنازعات الانتخابية وحدها ،وابلتايل فان احاالت
رئيس احلكومة أو أعضاء الربملان لقوانني عادية أمام احملمكة ادلس تورية ،تكون معيبة دس توراي يف حاةل عدم تأديهتا للرسوم
القضائية؟
يف اجلواب عىل التساؤل ،يقدم رئيس اجمللس ادلس توري تفسريا العامتد اجملانية يف احلالتني معا ،املنازعات ادلس تورية
والانتخابية ،انطالقا من نقطتني اثنتني:
.1ان احاةل القوانني العادية أمام احملمكة ادلس تورية تمت من أطراف ذات صفة معومية (اشخاص معومية).
.2ان ادلعوى احملركة أمام القايض ادلس توري يف املنازعات الانتخابية يه دعوى" شعبية" مرتبطة مبسطرة لها
طابع حتقيقي ،تكون اجملانية فهيا مالزمة للعريضة أو الطعن.10
واذا اكن من املمكن قبول التفسري املقدم خلاصية اجملانية يف ادلعوى الانتخابية ،رمغ أهنا ليست دعوى شعبية لوجود
اهجزة معومية من حقها ممارسة الطعن ايضا (العامل مثال) ،فان ذكل ال ميكن قبوهل يف التفسري اذلي يقدم حلاهل اجملانية يف
املنازعات ادلس تورية (احاةل القوانني العادية) ،حيث أن معيار وجود اشخاص معومية ليس حاسام يف هذا اجملال ،ما دامت
ادلوةل نفسها ممثةل من طرف رئيس احلكومة يف منازعاهتا أمام القضاء العادي (املدين ،اجلنايئ…) وملزمة بدفع الصائر
القضائية يف دعوهيا.
وتطرح ،اضافة اىل ذكل ،اشاكلية وجود احملايم يف مسطرة انتخابية مكتوبة أمام القايض ادلس توري ،مفقتضيات القانون
التنظميي 066.13تنص عىل وجوب أن تكون العرائض" مضاء من احصاهبا أو من حمايم مسجل يف جدول احدى هيئات
احملامني ابملغرب" ،حيث ان القانون التنظميي حل بذكل اشاكال تطبيقيا يف احدى جوانبه ،قبل ان يثار أمام اجمللس
ادلس توري ،وان اكنت هناك اس متراريه لنوع من الغموض املسطري عىل هذا املس توى حول حدوث متثيلية احملايم للطاعن
يف املنازعات الانتخابية ،خاصة ،وان تقارير اجمللس ادلس توري املغريب تفيد ان اشرتاط الزامية احملايم يف املسطرة الانتخابية
4
من شأهنا ان تقلص حرية التقايض ،رمغ ان السؤال اذلي يطرح نفسه ،يف هذه احلاةل هو :ما يه وظيفة احملايم يف مسطرة
كتابية أمام جملس دس توري ال يسمح ابملرافعات الشفوية وال بتنظمي مقابالت وجلسات حبث بني القضاة املقررين واحملامني،
ما دام ان امس القايض املقرر يكون رساي؟
لنصل اىل ثالثة اس تنتاجات أساس ية:
أوال ،ان ازدواجية تسري اىل املسطرة أمام القايض ادلس توري ،بوجود الشفوية اىل جانب الكتابية ،من ش أنه ان يقيد
املسطرة ادلس تورية خلاصية الرسية يف قضااي لها ارتباط بسري املؤسسات الس ياس ية.
اثنيا ،مقابل ذكل ،فاملسطرة الكتابية أمام القايض ادلس توري حتد من حضور اخلرباء القانونيني والطراف املعنية (فرق
برملانية ،واقسام وزارية ،مجعيات ومواطنني…) ،اليت تنهتيي هممهتا يف املسطرة مبجرد اعداد امللف واحالته عىل احملمكة
ادلس تورية.
اثلثا ،ان املسطرة الكتابية ،تكون ذات فعالية أمام القايض ادلس توري فقط يف احلاالت اليت تكون فهيا مقرونة بضامانت
اكفيه لتطبيق مبدأ احلضورية.11
5
ابلقضااي التنازعية اليت تعمتد املقابةل بني العنارص القانونية والوقائية فيكون ضامنة أساس ية لطراف الزناع .15فاملنازعات
ادلس تورية ،يه حضورية بطبيعهتا ،اذا حيدث أن يتقدم برملانيون بطعن يف قانون عادي أمام احملمكة ادلس تورية ،فينطلق
العمل يف بدايته بنقاش حضوري من الصحافة أي من خارج دائرة القضاء ادلس توري ،16الن الطعن ادلس توري املنازعات
يف حد ذاته معال خيلق فضاء للحضور من الربملان اىل الشارع قبل وصوهل اىل القايض ادلس توري ،اذلي يصعب عليه يف
هذه احلاةل اعامل مسطرة غري حضورية ،ففي التجارب القضائية ادلس تورية املقارنة ،مثل التجربة الفرنس ية ،الحظ يف
مراحل معينة ،أن اجمللس ادلس توري يبادر اىل تأسيس مصطلح حضورية ،وذكل نتيجة لبصامت تغيري حيملها أما رئيس
اجمللس ادلس توري أو قضاه ادلس توريني همنيني يف املؤسسة ،مكبادرة الرئيس ابدين يف اجمللس ادلس توري الفرنيس(
) 1995 1986اىل ادلعوى القامة عالقة ،أو" مد جرس قضايئ" ،بني القضاة املقررين يف اجمللس ادلس توري ومقرري
اللجان الربملانية املعنية ،زايدة عىل ممثيل أطراف االحاةل الربملانية يف القوانني العادية ،وذكل ليك يمتكن لك طرف من أطراف
املنازعة ادلس تورية من تقدمي مالحظاته التمكيلية ورشوحاته أمام القضاة ادلس توريني املقررين ،اال ان هذه املبادرة رفضت
من طرف رؤساء برملانيني ،17وأن اكن ذكل ال ينفي ممارسة مصطلح حضورية غري رمسية بني اجمللس ادلس توري الفرنيس
والربملان ،بل أن بعض الفقهيي يف القضاء ادلس توري يوسع هذه املسطرة غري الرمسية ابضافة ما يسمى" ابلبواب املفتوحة"
يف املنازعات ادلس تورية اليت تسمح جملموعات اجملمتع املدين( مجعيات حقوقية وهمنية) بتقدمي مالحظاهتا حول القوانني العادية
حمل الزناع ومض مضمون هذه املالحظات اىل واثئق امللف.
ويف جتربة احملمكة ادلس تورية املغربية ,مينح القانون التنظميي رمق ،066.13صالحيه للطراف املعنية ابحاةل القوانني
العادية اببداء مالحظاهتم يف املوضوع املعروض أمام اجمللس ادلس توري ،لكن املامرسة ،تبني أن القايض ادلس توري يوظف
مبدأ احلضورية بنوع من املرونة السلبية اليت جتعهل ضعيفا ،حيث أنه ال يبعد تطبيق املبدأ هنائيا كام أنه ال يأخذ مبفهومه
الواسع ،فهو ال يسمح لطراف االحاةل ابحلضور اىل اجمللس ادلس توري ،وان اكن يشعر بعد سلطات احاةل القوانني العادية
مبارشة( كرئيس احلكومة) و يكتفي بأشعار أطراف أخرى( نصاب أعضاء جمليس الربملان) عن طريق سلطات وساطة(
رئيس جملس النواب أو رئيس جملس املستشارين) ،هذا الاشعار اذلي يعتربه القايض ادلس توري جمرد معلية تقنية ليس
لها عالقة بتطبيق مبدأ احلضورية( حقوق ادلفاع واملساواة أمام القايض يف الوسائل وادلفعات…) ما دامت فكره الاشعار
تكون مرفقة يف ذهنية القايض ادلس توري بعدم الزامية اجلواب ،وتقدمي مالحظات حول القانون موضوع الطعن ،وتبني
حمتوايت تأشريات القرارات الصادرة بصدد طعوين يف القوانني العادية( قرارات الهوائيات املقعرة) القرار الصادر خبصوص
طعن يف قانون املالية لس نة ،2002أن املسطرة املتبعة من طرف اجمللس ادلس توري ليست حضورية ،اذا اعمتد القايض
ادلس توري عىل رسائل الطعون وحدها ،دون أن يفتح اماكنية التبادل املالحظات بني الربملانيني والمانة العامة للحكومة،
اضافة اىل كون القايض ادلس توري يبتعد حلد الان عن هنج ما يسمى مبسطرة احلضورية غري الرمسية وذكل حبجة الرسية
والاس تقاللية.
15
« Procédure et traitement de la saisine recevable ». Rapport établi par Dominique Favre, présenté au travaux
du 2ème congrès de l'ACCPUF. Op cite... p. 641-656.
16
Favoreu (Louis) - Philip (Loec). « Le conseil constitutionnel! ». Que sais-je ? EdPUF (Novembre 1991). p.24-25.
17
« Les modes de décision du juge constitutionnel », Rapport Français présenté par Monsieur Dutheillet
deLamothe, au séminaire international de justice constitutionnelle organisé par le centre d'études
constitutionnelles el administratives de l'université catholique de Louvain à Bruxelles les 6 et 7 Décembre 2001.
6
أما يف املنازعات الانتخابية فان القانون تنظميي رمق 066.13للقايض ادلس توري سلطة تقديرية يف تطبيق< حضورية
اس تثنائية> ،بعد أن ألزم الطاعن بأن يشفع عرضيته مبستندات االثبات ،ومنح أجال اس تثنائيا لتمكةل عنارص مذكرته ،حيث
أن القايض ادلس توري يش تغل مبنطقي املذكرة الوحيدة ،لكيال يرتك اجملال مفتوحا أمام الطراف (الطاعن واملطعون ضده)
لتعقيب وتبادل الجوبة ،واذ مل ن يقدم الطاعن اجلزء املتبقي من مستنداته يف املذكرة التمكيلية داخل الاجل اذلي حيدده
القايض ادلس توري ،فانه يقيض بعدم قبول الطعن برمته.18
وبذكل ،فانه بغض النظر عن الجال الاس تثنائية املمنوحة للطاعن ليك يمكل مستندات االثبات ،فان املسطرة الانتخابية
أمام القايض ادلس توري تكون غري حضورية ،اذ تقفوا يف حدود املذكرة الصلية للطاع واملذكرة اجلوابية املضادة للمطعون
ضده ،اضافة اىل ذكل ،فان اجمللس ادلس توري رصح يف عديد من قراراته برفض طلبات الطعن لعيوب شلكية ،كحاالت
عدم توضيح عنوان املطعون ضده أو حمل سكناه ،دون ما يعترب خرقا رصحيا حلقوق ادلفاع من طرف القايض ادلس توري
املغريب ،لنصل اىل ثالث اس تنتاجات أساس ية:
أوال ،ان القايض ادلس توري املغريب اختار الغموض يف معهل داخل املسطرة الانتخابية ،حيث أنه أمام غيايب اجل
حمدد من طرف القانون التنظميي رمق 066.13ترفضه بعد انرصام التعقيبات واملذكرات اجلوابية لطراف ادلعوى الانتخابية،
فانه يف العديد من القرارات رصح بعدم قبول أجوبة أحد طريف املنازعة حبجة أهنا وضعت خارج الاجل ،دون ان حيدد
هذا الاجل املمنوح ،رمغ أنه ليس هناك أجل واحد ،بل الجال ختتلف وتتغري من قضية اىل اخرى ،ويه عادة ما حتدد
من طرف كتابة الضبط ،اليشء اذلي ال ينتج فقط مسطرة غري حضورية بل الجال التقديرية توزع يف ادلعاوى الانتخابية
بدون معايري ،جتعل من الطراف غري متساوية أمام القضاء ادلس توري.
اثنيا ،ان املسطرة احلضورية ،لكون القايض ادلس توري املغريب مل يؤسس يف قراراته ذات الطبيعة املنازعات دس توراي
وانتخابيا حلقوق ادلفاع ،مكبدأ هل قمية دس تورية مرتبط ابحلقوق واحلرايت ،وان اكنت الغرفة ادلس تورية تبدو متقدمة اىل
حد ما عىل اجمللس ادلس توري احلايل يف اعرتافها حبقوق ادلفاع يف املساةل الانتخابية ،اذ أهنا اوردت يف العديد من قراراهتا
العبارة التالية ...<:وان هذه البياانت أساس ية ابعتبارها ضامان حلقوق ادلفاع ويرتتب عن انعداهما عدم قبول الطلب وابلتايل
رفضه…> ،ويه تتعلق ابملقررات الصادرة خبصوص احلاالت اليت ال يوحض فهيا الطاعن حمل سكناه ،صفته وعنو أنه أو
حمل السكنة وعنوان املطعون ضده.
اثلثا ،ان تضخم املنازعات الانتخابية والطابع الاس تعجايل للطعون ادلس تورية وطبيعة املوارد البرشية املوجودة داخل
اجمللس ادلس توري ،اضافة ،اىل القطيعة املوجودة بني العمل الاداري والعمل القضايئ يف اجمللس ادلس توري ،لكها عوامل
حتول دون التأسيس ملبدأ احلضورية يف املسطرة ادلس تورية وهو ما ينعكس عىل اجلودة يف القرار ادلس توري.
ومعوما ،فان احلفاظ عىل املسطرة أمام القايض ادلس توري يف شلكها الكتايب دون الانفتاح عىل الشفوي ،لن مينحها
للمسطرة طابعا حضوراي وال الشفافية الاكفية ،كام أن التطور القضايئ يظل بطيئا دون ممارسة نوع من احلضورية غري
الرمسية خارج املساطر الشلكية الصارمة.
18
Benjelloun (Ab). Débats, in l'accès au juge constitutionnel... op cite. p. 632.
7
املطلب الثاين :القايض ادلس توري واملساطر القضائية العادية
ان انامتء القايض ادلس توري املغريب ملنظومة ذات أصل الفرنيس ،ال يعين الانفتاح عىل نفس مسارات التطور يف العالقة
بني القايض ادلس توري والقايض العادي ،نظرا الختالف الثقافات والعقليات يف التجربتني ،ولكن هذا ال ينفي يف نفس
الوقت عالقة القايض ادلس توري املغريب ابملساطر العادية يف معهل ،بتوظيف الاجراءات املتبعة يف املنازعات املدنية (فرع
أول) ،واملنازعات اجلنائية (فرع اثين) واملنازعات االدارية (فرع اثلث).
19 19
Benjelloun (Ab). Débats, in l'accès au juge constitutionnel... op cite. p. 632.
8
قبول الطلب للتخلف يف صفة املدعى يف الادعاء ،ويه عالقة ابحلق املطالبة به بواسطة ادلعوى ،وبني وجود مستندات
أو اثبااتت لكوهنا غري منتجة يف ادلعوى ،ففي احلاةل الوىل ،أي عدم ادالء املدعي بأي وثيقة اصال ،حيمك القاضيان
ادلس توري واملدين بعدم قبول الطلب ،ويكون من حقي املدعي أن يعيد نفس ادلعوى أمام القايض املدين مىت حصل
س ند يثبت ادعاءه ،وهو أمر ال جيوز أمام القايض ادلس توري يف الطعن الانتخايب ،الن الطلع الول ال يوقف الاجل
أمامه ولو حصل الطاعن عىل املستندات تثبت خروقات العملية الانتخابية ،ويف احلاةل الثانية ،أي عندما يعجز املدعي
سواء أمام القايض ادلس توري أو املدين عن اثبات دعواه ،حيمك الكهام برفض الطلب.
رابع ،اورد اجمللس ادلس توري املغريب يف بعض تقاريره ،فكرة اماكنية ااثرته يف بعض القرارات الصادرة عنه لوسائل
ودفعات غري مثارة اصال من طرف الطاعنني يف مذكراهتم ،20لكن الرجوع اىل قرارات اجمللس ادلس توري نفسه ،يف
املنازعات ادلس تورية أو الانتخابية ال يبني ذكل ،بل يوحض ان القايض ادلس توري يوظف مقتضيات املادة 3من القانون
املسطرة املدنية اليت تلزم القايض املدين ابلبث يف حدود طلبات الطراف ،اذ ان اجهتادات اجمللس ادلس توري تبني
بوضوح أنه مل يس بق للقايض ادلس توري ان جتاوز حدود طلبات اخلصوم أو حمك مبا مل يطلب منه ،وان اكن قد س بق هل
ان قىض ابقل مما طلبه منه الطاعنون خارج جمال املنازعات الانتخابية.
خامسا ،وتتجىل يف عدم قدره القايض ادلس توري عن فصل قاموس الاحاكم والقرارات الصادرة يف القضااي املدنية،
حيث أنه من املصطلحات اليت اس تعملت بكرثة ،اىل حد يثري الانتباه يف القرارات ادلس تورية الصادرة يف املادة الانتخابية
جند مصطلح" بدأية جحة" او" أدين جحة" اليت وظفها القايض ادلس توري املغريب يف رفض العديد من الطعون الانتخابية،
وهام مصطلحان هلام عالقة ابملادة االثباتية يف القانون املدين ،يفيدان الواثئق واملستندات اليت ميكهنا ان تمكل قناعة القايض
يف النازةل موضوع ادلعوى.
لكن ،لك هذه املالحظات ال تنفي بعض مظاهر القطيعة اليت حدثت يف معل القايض ادلس توري ،بينه وبني مهنجية
القايض املدين ،ذكل بتخليه عن اصدار القرارات المتهيدية يف املادة الانتخابية اليت اكنت قرارات شبهية ابلحاكم المتهيدية
اليت يصدرها القايض املدين ليفتح مبوجهبا لطراف الزناع اجراء خربه وتقدمي واس تنتاجات حولها لتدعمي املذكرة الصلية
الفتتاح ادلعوى وهو نفس التوجه اذلي سلكه القايض ادلس توري قبل ان يتخىل عنه ،حيث أصدر يف السابق قرارات
متهيدية يعني مبقتضاها قاضيا دس توراي للتحقيق.
ليس املقصود يف عالقة القايض ادلس توري بقانون املسطرة اجلنائية هو القيام بتحديد أسلوب املراقبة ادلس تورية
الختيارات س ياسة اجلنائية ،اليت ترتمج يف التحكمي املس متر بني حدود احرتام ممارسة السلطة من هجة ،واحلقوق واحلرايت
اجلوهرية من هجة اخرى ،21كام أن المر ال يتعلق بتعميق ما هو سائد يف ادلراسات القضائية ادلس تورية احلالية22.
20
Kolly. Débats, in l'accès au juge constitutionnel. op. cit. p. 663.
21
Bük (Valentine), «Le conseil constitutionnel et les réformes pénales». in Revue cahiers du conseil
constitutionnel. n° 10 (Octobre 2000 à février 2001).
22
Casorla (F). «les magistrats du parquel et le conseil constitutionnel». in droit constitutionnel et pénal. sous la
direction de J.Pradel, Travaux de l'institut des sciences criminclles de Poitiers, n° 21-2000 Cujas. p. 31
9
كام ان الهدف ليس هو البحث يف عالقة القايض ادلس توري املغريب ابلقانون اجلنايئ ما دامت مل تطرح بعد ،وهو نفس
اليشء ابلنس بة لعالقة ادلعوى ادلس تورية ابدلعوى اجلنائية ،رمغ التقاهئام يف نقطة مشرتكه لها ارتباط مبجال احلقوق
واحلرايت الساس ية .لكن لك ذكل ،ال ينفي وجود عالقة وصل تأثريية لبعض ادوات العمل القضايئ اجلنايئ يف القايض
ادلس توري اليت تمتظهر يف احلاالت التية:
اوال ،التحقيق الانتخايب ،ويه اماكنية تيحها القانون التنظميي رمق 066.13املتعلق ابحملمكة ادلس تورية اليت ال تدقق يف
هذه املسطرة ،اليشء اذلي جعل القايض ادلس توري املغريب يهنج القواعد االجرائية املرتبة للتحقيق يف القضااي اجلنائية،
وذكل جبمعه منطي التحقيق الذلان يقوم هبام القايض اجلنايئ :التحقيق اجلنايئ ،ابالس امتع اىل الطراف املعنية يف مقر معهل(
أي داخل احملمكة ذات الاختصاص الرتايب) ،وهو احلد الادىن ،وانتقاهل اىل احملامك اجملاورة اذا اقتضت حاجات التحقيق
ذكل ،كحد اقىص (،الفصل 74من قانون املسطرة اجلنايئ) .هذين المنطني مجعهام القايض ادلس توري يف معلية التحقيق
واحدة ،ابنتقاهل اىل مقرات احملامك دلوائر الانتخابية موضوع الزناع.23
واذا اكنت املسطرة اجلنائية قد جعلت التحقيق الزايم يف القضااي اجلنائية واختياري يف القضااي اجلنيه( الفصل 86من
قانون املسطرة اجلنائية) ،فان القايض ادلس توري حول هذه االماكنية ابلقانون التنظميي رمق 066.13اىل سلطه تقديرية يف
التحقيق ،يرفض ويقبل فهيا توظيف املسطرة بناء عىل معايري غري واحضة ،يعمتد فهيا عىل قناعاته من خالل ما تثريه أطراف
موضوع الزناع الانتخايب ،وتزداد خطورة هذه السلطة التقديرية ،يف العمل ابلتحقيق أو رفضه ،يف كون اغلب احلاالت
اليت جلا فهيا القايض ادلس توري اىل التحقيق قادته اىل الغاء العمليات الانتخابية موضوع الطعون.
اثنيا ،الاس امتع اىل شهود ،حيث ان الشهادة يف القانون املسطرة اجلنائية تعد من وسائل االثبات يف امليدان اجلنايئ،
ويه تكل الترصحيات اليت يديل هبا الشهود أمام قايض التحقيق أو هيئه احلمك بعد أداء الميني القانوين .24فالقايض ادلس توري
بدوره يعمتد عىل شهادة الشهود يف التحقيقات اليت جيرهيا عىل اثر الطعون الانتخابية ،لكن ،عىل عكس القايض اجلنايئ،
فالشهادة ليست حامسه يف االثبات اذلي يتقدم به الطاعنون .واضافة اىل الشهادة ،فان القايض ادلس توري يشرتك مع
القايض اجلنايئ يف رفض الرشطة والصور الفوتوغرافية يف االثبات وخيتلفان يف القوة االثباتية للشواهد الطبية ،اليت ال تعد
جحة اثبات اكفية عند القايض ادلس توري.25
اثلثا ،جحيت حمارض ماكتب التصويت ،حيث تزنل مزنةل حمارض الرشطة القضائية عند القايض اجلنايئ ،26فرمغ ان
العديد من طلبات الغاء الانتخاابت املقدمة اىل اجمللس ادلس توري ،يكون موضوعها ابذلات هو طعن يف سالمة حمارض
ماكتب التصويت .فان اجمللس رفض دامئا التشكيك يف القوة الثبوتية لهذه احملارض .كام ان هذه احملارض تس تعمل يف احلاةل
املعاكسة ايضا ،مكعيار اللغاء العمليات الانتخابية ،ويف احلالتني معا ،حمارض الرشطة القضائية عند القادة اجلنايئ وحمارض
ماكتب التصويت دلى القايض ادلس توري ،يتبني ان المر يتعلق بثقة القضاء بشقيه ادلس توري واجلنايئ يف اهجزته
املساعدة أكرث من دفعات وطعون الافراد العاديني.
23الحاالت التي لجأ فيها القاضي الدستوري إلى التحقيق هي نادرة ،الكن المالحظ أن أغلب هذه التحقيقات أدت نتائجها إلى إلغاء نتائج الدوائر
االنتخابية فيها.
24مضمون قرار الغرفة الجنائية بالمجلس األعلى رقم 7875بتاريخ ،1989/12/02أورده عبد الواحد العلمي في" قانون المسطرة الجنائية"،
سلسلة" تشريعات جنائية" ،الطبعة األولى ،مطبعة النجاح الجديدة ،2000 ،ص .64
25أنظر على سبيل المثال ،القرار رقم 30-94بتاريخ 25يوليوز ( 1994جريدة الرسمية عدد 4268بتاريخ .)1994/08/10
26القاضي الدستوري ال يعتبر محاضر الشرطة القضائية في حالة النزاعات االنتخابية حجة كافية وحاسمة في اإلثبات ،راجع القرار رقم -99
293بتاريخ 17أبريل ( 1999الجريدة الرسمية عدد 4684بتاريخ 22أبريل .)1999
10
ورمغ ذكل ،فامنا يالحظ عىل هذه العالقة بني القايض ادلس توري والقانون املسطرة اجلنائية ،أهنا تبقى حمدودة يف اجلانب
الاجرايئ ،ابس تعارة ادلس توري لبعض تقنيات القادة اجلنايئ يف االثبات ،دون ان متتد هذه العالقة اىل اجلوهر اذلي يربط
عادة بني القاضيني ادلس توري واجلنايئ واملمتثةل يف حامية احلقوق الفردية وامجلاعية.
مفجال املراقبة ،يشلك بذكل معلية مشرتكه بني القضاءين ادلس توري والاداري ،رمغ اختالفهام يف توظيف مرجعيات
املراقبة ،اذ يبدو القايض الاداري اثناء بيث يف حاالت الرشطة يف اس تعامل السلطة االدارية اكرث حرية يف هاميش املناورة
الاجهتادية من القايض ادلس توري ،ويه مساةل ميكن مالحظهتا يف املامرسة القضائية ابملغرب ،حيث ان جمال البث عند
القضاء الاداري اوسع منه دلى القايض ادلس توري ،فهو يعلن اختصاصه للنظر يف جماالت متعددة ،ما دام القانون احملدث
للمحامك االدارية قد صيغ مبصطلحات عامة ،تعطي للقايض الاداري حرية يف حتديد حميط اختصايص.
ومعوما ،فالقايض ادلس توري خيتلف عن القايض الاداري يف تلقيه لالحاالت ،وليست دعاوى ،ويلتقيان يف اطار
املنازعات ،وخاصة الانتخابية مهنا ،اليت حتول القايض ادلس توري اىل قايض عادي ،28اذ يقود املسطرة مثل القايض
الاداري ،ويقوم بضم الطعون وعدم قبول الطلبات اليت تفتقد اىل الرشوط الشلكية ،ويبارش بعض الاجراءات اليت تقتضهيا
سري ادلعاوى مثل التحقيق والانتقال اىل اماكن أو دوائر الزناع الانتخايب ،وينظم جلسات البحث لالس امتع اىل الطراف
اليت قد تفيد يف ادلعاوى ،وذكل لتطعمي التقرير ببعض املالحظات التمكيلية ،كام ميكنه ان يطلب بعض الواثئق والبياانت
من الادارات املعنية.
ودلراسة حمددات هذه العالقة بني القايض ادلس توري واملنازعات االدارية ابملغرب ،يالحظ ان اجمللس ادلس توري
نفسه حيترض هذه العالقة اذ أنه يف احدى تقاريره املنشورة حول تطبيقات< مبدأ املساواة> يف املغرب ،التجأ اىل قرارات
الغرفة الادارية ابجمللس الاعىل( املساواة يف تويل املناصب العمومية ،املساواة يف حتمل التاكليف العامة ،املساواة أمام
القانون يف املادة الاقتصادية) ،مربرا هذه العملية بكون القضاء الاداري يف املغرب اقدم جتربة من ادلس توري ،وان هذا
الاخري كثريا ما يعود اىل اجهتادات املادة االدارية لسد الثغرات والنقائص اليت ميكن ان حيملها الاجهتاد القضايئ
ادلس توري ،29بل ان انشاء الغرفة ادلس تورية ،يف نظر القايض ادلس توري املغريب جاء لتمكهل املراقبة الرشعية العادية
املس ندة للغرفة االدارية ابجمللس الاعىل.30
27
FROMONT (Michel). La justice constitutionnelle en France ou l'exception Française. in le nouveau
)constitutionnalisme (Mélanges en l'honneur de Gérard Conac. Ed Economica. 2001 p. 175-176.
28
Robert (Jacques). Neuf années de conseil constitutionnel (Entretien)… op cite, p. 1757.
29
Favoreu (Louis) et Loëc (Philip). Le conseil constitutionnel. Que Sais je? PUF. 5° éd. 1991 p. 26.
30
Menouni (Ab). L’expérience du conseil constituonnel marocain. Site internet : précis...
11
ويمتزي الامتداد والتداخل املسطري واملهنجي ،بني القاضيني الاداري وادلس توري ،يف املنازعات الانتخابية ابخلصوص
اليت نذكر مهنا احلاالت التية:
أوال ،وجوب ادخال املرحش الفائز يف مقال الطعن حيث أن القايض ادلس توري والاداري ال خيتلفان يف كون ادلعوى
الانتخابية خشصية ،وان الطعن ليس موهجا اصال ضد العملية الانتخابية ،ومن مث وجوب ادخال امس املرحش الفائز يف
املقال الافتتايح لدلعوى أو عريضة الطعن ،ويالحظ هبذا اخلصوص ان موقف القادم الاداري يف تعليهل حلاالت عدم
قبول ادلعاوى الانتخابية اليت تنقصها الشلكيات الساس ية ،يبدو واحضا اذا ما قورن مبواقف القايض ادلس توري.
اثنيا ،حرية االثبات يف املادة الانتخابية ،وتوفر القاضيني ادلس توري والاداري عىل سلطة تقديرية واسعة يف تقيمي هذه
الوسائل ،والزام الطاعن ابيضاح مدى تأثري مدعاه من وقائع غري حمددة عىل النتيجة العملية الانتخابية.
اثلثا ،املفهوم الضيق قول الانتخاابت يف مهنجية البث عند القايض ادلس توري والاداري ،حيث ان العملية الانتخابية
تشمل وقف ما ورد يف اجهتادهام القضاء مراحل الاقرتاع وفرض الصوات واحصاهئا واعالن النتاجئ ،هذه املراحل احلرصية،
يه اليت يرتتب علهيا ابطال الانتخاابت اذا مل جتري وفق احاكم القانون.
رابع ،اغالق ماكتب التصويت قبل الوقت احملدد لها قانوان ،كسبب من أس باب اجلوهرية لبطال الانتخاابت ،حيث
يبدو يف هذه النقطة القايض الاداري متقدما عىل القايض ادلس توري ،ذكل أنه اعترب هذا السبب موجبا البطال العملية
الانتخابية بغض النظر عن عدد الاصوات اليت حتتوهيا املاكتب املوضوع الاغالق اذا ما قورنت ابلصوات احملصل علهيا
من طرف املرحش الفائز ،وهو السبب اذلي ال يعتربه اجمللس ادلس توري موجبا البطال العملية الانتخابية اال اذا اكن عدد
الاصوات بني الطاعن واملطعون فيه ضئيال.
12
خامتة:
ان لك احلاالت املذكورة يف املنازعات املدنية واجلنائية أو االدارية تبني بصامت القضاة العاديني املعينني ابجمللس
ادلس توري ،حيث اس تطاعوا نقل جتربهتم اىل العمل القضاء ادلس توري ،اليشء اذلي يعكس اس مترارية نفس تقنيات البث
املس تعمةل يف املنازعات ادلس تورية والانتخابية ،اىل درجة أنه يصعب حاليا ،ومن خالل حفص الاجهتاد القضايئ ادلس توري
املوجود ،احلديث عن قايض دس توري مس تقل مبهناجيته وطريقة تفكريه عن القانون والاجراءات املسطري العادية.
فاالشاكل السايس يف معل القايض ادلس توري املغريب ،هو يف اس مترارية توظيف املساطر العادية بطريقة جامدة سواء
يف املنازعات ادلس تورية أو الانتخابية ،اليشء اذلي جيعهل يفكر يف الطعون الواردة من الربملانيني( حاةل الطعن يف القوانني
العادية) أو من املرحشني الانتخابيني ،بكوهنا طعون خواص ،وهو ما حيد من لك عالقات الانفتاح املمكنة للقايض
ادلس توري ابحمليط الس يايس والاقتصادي والاجامتعي ،ويعوق تطوره يف جمال التأسيس احلقويق بضامن احلرايت الفردية
وامجلاعية ،اذ يصعب وفق التفكري املسطري واملهنج السائد حاليا دلى القايض ادلس توري ابملغرب ،قبول طعون افراد أو
منظامت جامعية يف معلية انتخابية خرقت فهيا القوانني وحقوق أساس ية ،أو تصور قايض دس توري منفتح مرسطيا عىل
عرائض مكتوبة من طرف مؤسسات اجملمتع املدين ،يف اطار طعن انتخايب من طرف مخس أعضاء جملس النواب و أربعون
عضوا من جملس املستشارين.
13
الحئة ابملراجع:
كتب:
شورش حسن معر ،ضوابط اس تقالل احملمكة االحتادية العليا يف العراق من حيث التشكيل (دراسة مقارنة)،
جمةل لكية القانون والعلوم القانونية والس ياس ية ،العراق ،اجملدل ،06العدد ،21اجلزء الول ،س نة .2017
عبد الواحد العلمي ،قانون املسطرة اجلنائية ،سلسةل ترشيعات جنائية ،الطبعة الوىل ،مطبعة النجاح اجلديدة،
.2000
عبد الرحمي املنار السلميي ،مناجه معل القايض ادلس توري ،منشورات اجملةل املغربية لالدارة احمللية والتمنية،
سلسةل مؤلفات وأعامل جامعية ،الطبعة الوىل.2006 ،
دساتري:
دس تور اململكة املغربية لس نة .1996
دس تور اململكة املغربية لس نة .2011
دس تور فرنسا الصادر عام 1958شامال تعديالته لغاية عام .2008
دس تور الكويت لس نة .1962
قوانني:
القانون التنظميي رمق 066.13املتعلق ابحملمكة ادلس تورية ،ظهري رشيف رمق 1.14.139صادر يف 16من شوال
13(1435أغسطس )2014بتنفيذ القانون التنظميي رمق 066.13املتعلق ابحملمكة ادلس تورية ،اجلريدة الرمسية
عدد 6288بتارخي 8ذو القعدة 4(1435سبمترب ،)2014ص .6661
قانون املسطرة املدنية ،ظهري رشيف مبثابة قانون رمق 1.74.447بتارخي 11رمضان )28 1394ش تنرب )1974
ابملصادقة عىل نص قانون املسطرة املدنية.
قانون املسطرة اجلنائية ،كام مت تعديهل وتمتميه مبقتىض القانون رمق 23.05والقانون رمق 24.05اجلريدة الرمسية عدد
5374بتارخي 28من شوال ( 1426فاحت ديسمرب.(2005
القانون رمق 41.90احملدث مبوجبه حمامك ادارية ،ظهري رشيف رمق 1.91.225صادر يف 22من ربيع األول 1414
)10سبمترب ،(1993اجلريدة الرمسية عدد 4227بتارخي 18جامدى األوىل 3 ( 1414نومفرب ،)1993ص
.2168
القانون السايس مجلهورية أملانيا االحتادية وفق تعديل 28مارس .2019
14
:مراجع ابلفرنس ية
Ouvrages :
Favoreu (Louis) et Philip (loie), «Le conseil consututionnel». Que sais je ? PUF.5e
éd., Novembre 1991.
Bük (Valentine), «Le conseil constitutionnel et les réformes pénales». in Revue
cahiers du conseil constitutionnel. n° 10 (Octobre 2000 à février 2001).
Benjelloun (Abdell Aziz). « La recevabilité des saisines », rapport de synthèse
devant le 2ème congrès de l'Association des cours constitutionnelles ayant en
partage l'usage du Français, sur le thème : L'accès au juge constitutionnel op cite.
Schrameck (Olivier), «quelques observations sur le principe du contradictoire». in
l'Etat de droit, mélanges en l'honneur de Guy Braibant, Dalloz. 1996.
FROMONT (Michel). La justice constitutionnelle en France ou l'exception
Française. in le nouveau constitutionnalisme (Mélanges en l'honneur de Gérard
Conac. Ed Economica. 2001
Rapports:
« Les modes de décision du juge constitutionnel », Rapport Français présenté par
Monsieur Dutheillet deLamothe, au séminaire international de justice
constitutionnelle organisé par le centre d'études constitutionnelles el
administratives de l'université catholique de Louvain à Bruxelles les 6 et
7 Décembre 2001.
« Procédure et traitement de la saisine recevable ». Rapport établi par Dominique
Favre, présenté au travaux du 2ème congrès de l'ACCPUF
15
الفهرس:
مقدمة1................................................................... :
املطلب الول :متيزي املسطرة ادلس تورية 3........................................
الفرع الول :مسطرة كتابية جمانية 3............................................
الفرع الثاين :مسطرة رسية غري حضورية 5......................................
املطلب الثاين :القايض ادلس توري واملساطر القضائية العادية 8.......................
الفرع الول :القايض ادلس توري واملسطرة املدنية 8...............................
الفرع الثاين :القايض ادلس توري وقانون املسطرة اجلنائية 9.........................
الفرع الثالث :القايض ادلس توري والاجراءات االدارية 11........................
خامتة13.................................................................. :
الحئة ابملراجع14............................................................:
16