You are on page 1of 11

Revue des Sciences Humaines Vol –34 N°4, December 2023–pp.

313 -323

Legal system of administrative courts of


appeal

Received: 16/08/2023; Accepted: 01/10/2023

‫*خديجت لعريبي‬

)‫ (الجزائر‬1 ‫جبهعت اإلخوة هنتوري قسنطينت‬

‫النظام القانوني للمحاكم اإلدارية لإلستئناف‬


:‫الكلمات المفتاحية‬
‫المحاكم اإلدارٌة‬ ‫ملخص‬
‫لإلستئناؾ؛‬
‫إختصاصاتها؛‬ ‫ ولعل أبرزها‬،‫لقد عرؾ النظام القضائً اإلداري الجزائري العدٌد من اإلصالحات عبر مختلؾ التعدٌالت الدستورٌة‬
‫هٌكلتها؛‬ ‫ والتً تعتبر‬،0202 ‫إعالن المؤسس الدستوري عن إنشاء محاكم إدارٌة لإلستئناؾ بموجب التعدٌل الدستوري لسنة‬
.‫تشكٌلتها‬ .‫خطوة هامة لتكرٌس دولة الحق والقانون وحماٌة الحقوق والحرٌات‬
‫وبهذه الخطوة ٌكون المشرع قد أكمل هٌاكل النظام القضائً اإلداري والذي أصبح ٌتشكل من ثالث مستوٌات المحاكم‬
.‫اإلدارٌة فً القاعدة وتعلوها المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ ومجلس الدولة فً قمة الهرم القضائً اإلداري‬
،‫تهدؾ هذه الدراسة إلى تسلٌط الضوء على األساس القانونً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ وهٌكلتها وتشكٌلتها‬
‫باإلضافة إلى دراسة إختصاصاتها فً ظل التعدٌالت القانونٌة التً مست المنظومة القانونٌة الخاصة بالمنازعة‬
.‫اإلدارٌة‬

Abstract
The Algerian administrative judicial system has known many reforms through various
Keywords:
constitutional amendments, perhaps most notably, the constitutional founder’s
administrative courts
announcement of the establishment of administrative courts of appeal under the
of appeal;
constitutional amendment of 2020, which is a qualitative leap to enshrine the state of
its competencies;
the right and the law.
structure;
Thus the structures of the administrative judicial system, which now consists of the
its composition.
conseil d’état, administrative courts of appeal and administrative courts, have been
completed and have become more in line with its ordinary judicial counterpart, this
study aims to highlight the legal basis and structure of the administrative courts of
appeal, as well as to study their competencies under the legal amendments of the legal
system of administrative disputes.

* Corresponding author, e-mail: khadidja.laribi@umc.edu.dz


Doi:

 Constantine 1 University, Algeria, 2023.


E-ISSN : 2588-2007 ---Journal homepage : http://revue.umc.edu.dz/index.php/h
‫خديجت لعريبي‬

‫‪ - I‬مقدمة‬
‫إن المتتبع لحركة التشرٌع فً الجزائر خاصة بعد دستور سنة ‪ٌ 6991‬الحظ أن الدولة دخلت فً مرحلة من‬
‫اإلصالحات على مختلؾ األصعدة‪ ،‬وعلى صعٌد النظام القضائً تم اإلنتقال من نظام وحدة القضاء المطبق منذ فجر‬
‫اإلستقالل إلى نظام إزدواجٌة القضاء الذي أقره المؤسس الدستوري صراحة بموجب المادة ‪ 650‬من دستور سنة‬
‫‪ ، 69911‬حٌث رسم المشرع بذلك معالم القضاء اإلداري الذي ٌعلوه مجلس الدولة وقاعدته المحاكم اإلدارٌة‪ ،‬وتبعا‬
‫لذلك صدر القانون العضوي رقم ‪ 26-99‬المتعلق بمجلس الدولة والقانون رقم ‪ 20-99‬المتعلق بالمحاكم اإلدارٌة‪.‬‬
‫وتبعا لذلك عهد المشرع لمجلس الدولة إختصاص الفصل فً الطعون باإلستئناؾ المرفوعة ضد األحكام واألوامر‬
‫الصادرة إبتدائٌا عن المحاكم اإلدارٌة صاحبة الوالٌة العامة فً المنازعات اإلدارٌة‪ ،2‬وقد أثار إختصاصه بالنظر فً‬
‫الطعون باإلستئناؾ جملة من اإلشكاالت القانونٌة من بٌنها‪:‬‬
‫‪ -‬تؽ ٌٌر الطبٌعة القانونٌة لمجلس الدولة وتحوٌله من محكمة قانون إلى محكمة وقائع وهذا ما ٌتنافى مع دوره‬
‫الدستوري األصلً والمتمثل فً التقوٌم واإلجتهاد القضائً‪.‬‬
‫‪ -‬تعقٌد اإلجراءات القضائٌة‪.‬‬
‫‪ -‬إبعاد القضاء عن المتقاضٌن وإطالة أمد النزاع‪.‬‬
‫وإستدراكا لذلك ولمعالجة هذه ا إلشكاالت القانونٌة أعلن المؤسس الدستوري بموجب المادة ‪ 679‬من التعدٌل‬
‫الدستوري لسنة ‪ 0202‬عن إستحداث هٌئة قضائٌة جدٌدة فً الهرم القضائً اإلداري والمتمثلة فً المحاكم اإلدارٌة‬
‫لإلستئناؾ كدرجة ثانٌة للتقاضً فً المادة اإلدارٌة محدثا بذلك إنسجام بٌن النظام القضائً اإلداري ونظٌره النظام‬
‫القضائً العادي‪ ،‬حٌث إكتملت هٌاكل القضاء اإلداري وأصبح ٌتكون من هرم قاعدته المحاكم اإلدارٌة وتتوسطه‬
‫المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ وٌعلوه مجلس الدولة‪ ،‬كما تم دسترة مبدأ التقاضً على درجتٌن فً المادة اإلدارٌة بموجب‬
‫المادة ‪ 615‬من الدستور‪ ،‬وتبعه ذلك تحٌٌن المنظومة القانونٌة الخاصة بالمنازعة اإلدارٌة فمستها ٌد اإللؽاء والتعدٌل‪.‬‬
‫وإشكالٌة بحثنا تتمحور حول األساس القانونً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ؟ وكٌؾ تم تنظٌمها؟ وماهً‬
‫اإلختصاصات المخولة لها؟‬
‫لإلجابة على هذه اإلشكالٌة قسمت هذه الدراسة إلى ثالث محاور‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬األساس القانونً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ‬
‫المحور الثانً‪ :‬التنظٌم الهٌكلً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ‬
‫المحور الثالث‪ :‬إختصاصات المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ‪.‬‬
‫وقد إعتمدت الدراسة على المنهج الوصفً لوصؾ الهٌكل التنظٌمً لهذه الهٌئة القضائٌة‪ ،‬إضافة إلى المنهج التحلٌلً‬
‫من خالل تحلٌل النصوص القانونٌة الناظمة للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ (هٌكلتها وإختصاصاتها)‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬األساس القانوني للمحاكم اإلدارية لإلستئناف‬


‫تستمد المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ وجودها القانونً من مجموعة من النصوص التشرٌعٌة والتنظٌمٌة والمتمثلة فً‬
‫األساس الدستوري (أوال)‪ ،‬واألساس التشرٌعً (ثانٌا)‪ ،‬واألساس التنظٌمً (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األساس الدستوري للمحاكم اإلدارية لإلستئناف‬

‫لقد تبنى المؤسس الدستوري بموجب المادة ‪ 650‬من دستور سنة ‪ 36991‬على صعٌد التنظٌم القضائً نظام‬
‫إزدواجٌة القضاء حٌث أعلن عن مٌالد مجلس الدولة كهٌئة مقومة ألعمال الجهات القضائٌة اإلدارٌة‪ ،4‬دون تحدٌد‬
‫المقصود بهذه الجهات القضائٌة‪ ،‬وبتارٌخ ‪ 02‬ماي ‪ 6999‬صدر القانون رقم ‪ 520-99‬الخاص بالمحاكم اإلدارٌة وبقً‬
‫الوضع على حاله رؼم التعدٌل الدستوري لسنة ‪ 60261‬الذي لم ٌحمل فً طٌاته الجدٌد بالنسبة للقضاء اإلداري‪.7‬‬

‫وبصدور التعدٌل الدستوري لسنة ‪ 80202‬نصت المادة ‪ 679‬منه فً فقرتها الثانٌة على ما ٌلً‪ٌ" :‬مثل مجلس الدولة‬
‫الهٌئة المقومة ألعمال المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ والمحاكم اإلدارٌة والجهات األخرى الفاصلة فً المواد اإلدارٌة"‪.‬‬

‫وبهذ ا تكون نص هذه المادة قد أعلنت صراحة عن مٌالد المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ كدرجة ثانٌة للتقاضً فً المادة‬
‫‪314‬‬
‫النظبم القبنوني للوحبكن اإلداريت لإلستئنبف‬

‫اإلدارٌة‪ 9‬وهذا إعماال لمبدأ التقاضً على درجتٌن‪ ،‬وبهذا تكون قد إكتملت هٌاكل النظام القضائً اإلداري الوطنً‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األساس التشريعي للمحاكم اإلدارية لإلستئناف‬

‫تطبٌقا لنص الدستور صدر األمر رقم ‪ 1026-06‬المتضمن القانون العضوي المتعلق بنظام االنتخابات والذي أشار‬
‫فً بعض نصوصه إلى إمكانٌة الطعن باإلستئناؾ أمام المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ فٌما ٌخص المنازعات االنتخابٌة‪.11‬‬

‫وبتارٌخ ‪ 5‬ماي ‪ 0200‬وبموجب القانون رقم ‪ 1227-00‬المتضمن التقسٌم القضائً تم اإلعالن رسمٌا عن إحداث‬
‫ست (‪ ) 1‬محاكم إدارٌة لإلستئناؾ تقع مقراتها بالجزائر ووهران وقسنطٌنة وورقلة وتامنؽست وبشار‪ ،‬وهذا ما نصت‬
‫علٌه أحكام المادة ‪ 29‬من نفس المنظومة القانونٌة‪ ،‬وبإحداث المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ ٌكون المشرع قد أعلن‬
‫صراحة عن هٌاكل النظام القضائً اإلداري‪.‬‬

‫وبإعتقادنا أن اإلعالن الرسمً عن إنشاء المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ تم بموجب القانون رقم ‪ 27-00‬أعاله حٌث‬
‫نص المشرع بموجب المادة ‪ 29‬منه على ما ٌلً‪" :‬تحدث ست (‪ )1‬محاكم إدارٌة لإلستئناؾ‪ ،"....‬فنالحظ إستخدام‬
‫مصطلح "تحدث" فً حٌن أن المؤسس الدستوري وبموجب المادة ‪ 679‬من الدستور نص على مهام مجلس الدولة‬
‫كهٌئة مقومة ألعمال المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ والمحاكم اإلدارٌة ولم ٌفرد هذه األخٌرة بنص خاص ٌعلن عن إحداثها‬
‫أو إنشائها أو تأسٌسها‪.‬‬

‫وبتارٌخ ‪ 61‬جوان ‪ 0200‬صدر القانون العضوي رقم ‪ 6213-00‬المتعلق بالتنظٌم القضائً حٌث حدد المشرع‬
‫بموجب المادة ‪ 20‬منه هٌاكل النظام القضائً اإلداري والمتمثلة فً مجلس الدولة والمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ‬
‫والمحاكم اإلدارٌة‪ ،‬كما خصص الفصل األول من الباب الرابع منه للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ وحدد تشكٌلتها‬
‫وإختصاصاتها بموجب أحكام المادتٌن ‪ 02-09‬منه‪ ،‬كما بٌن فً المواد من ‪ 00‬إلى ‪ 09‬من نفس القانون تنظٌم المحاكم‬
‫اإلدارٌة لإلستئناؾ وحدد مهام محافظ الدولة‪ ،‬وأخضع اإلجراءات المتبعة أمامها ألحكام قانون اإلجراءات المدنٌة‬
‫واإلدارٌة‪ ،‬ونص على تحدٌد كٌفٌات التسٌٌر اإلداري والمالً لها عن طرٌق التنظٌم‪.‬‬

‫ثم صدر بعد ذلك القانون العضوي رقم ‪ 66-00‬المعدل والمتمم للقانون العضوي رقم ‪ 26-99‬المتعلق بتنظٌم مجلس‬
‫الدولة وإختصاصاته‪ ،14‬حٌث نصت المادة ‪ 62‬منه على إختصاص مجلس الدولة بالفصل فً الطعون باإلستئناؾ ضد‬
‫القرارات الصادرة عن المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لمدٌنة الجزائر فً دعاوى اإللؽاء والتفسٌر وتقدٌر المشروعٌة‬
‫للقرارات اإلدارٌة الصادرة عن السلطات اإلدارٌة المركزٌة والهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة‪.‬‬

‫كما نصت المادتٌن ‪ 66-0‬منه على إختصاص مجلس الدولة فً الطعون بالنقض والقضاٌا المخولة له بموجب‬
‫نصوص خاصة‪ ،‬وهذا ما ٌفهم منه صراحة إحالة إختصاص الفصل فً الطعون باإلستئناؾ للمحاكم اإلدارٌة‬
‫لإلستئناؾ‪.‬‬

‫ثم بعد ذلك صدر القانون رقم ‪ 60-00‬المعدل والمتمم للقانون رقم ‪ 29-29‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنٌة‬
‫واإلدارٌة‪ ،15‬حٌث خصص المشرع الباب األول مكرر لإلجراءات المتبعة أمام المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ‪ ،‬حدد‬
‫إختصاصاتها‪ ،‬تشكٌلتها‪ ،‬أجال رفع الدعوى‪ ،‬وقؾ التنفٌذ‪ ،‬الفصل فً القضٌة‪ ،‬والطعن فً األوامر اإلستعجالٌة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬األساس التنظيمي للمحاكم اإلدارية لإلستئناف‬

‫تطبٌقا ألحكام القانون رقم ‪ 27-00‬المتضمن التقسٌم القضائً صدر المرسوم التنفٌذي رقم ‪ 005-00‬الذي ٌحدد‬
‫دوائر اإلختصاص اإلقلٌمً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ‪ ،16‬حٌث نصت المادة األولى منه على تحدٌد دوائر اإلختصاص‬
‫اإلقلٌمً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ تطبٌقا ألحكام المادة ‪ 62‬من القانون رقم ‪ 27-00‬المتضمن التقسٌم القضائً‪.‬‬

‫وتم تحدٌد ذلك بموجب الملحق األول لهذا المرسوم‪ ،‬كما تم رفع عدد المحاكم اإلدارٌة إلى ثمان وخمسٌن (‪)59‬‬
‫محكمة عبر كامل التراب الوطنً‪ ،‬على أن تنصب المحاكم اإلدارٌة الجدٌدة تدرٌجٌا عند توفر جمٌع الشروط‬
‫الضرورٌة لسٌرها‪.‬‬

‫وتطبٌقا ألحكام المادة ‪ 09‬من القانون العضوي رقم ‪– 62-00‬السالؾ الذكر‪ -‬صدر المرسوم التنفٌذي رقم ‪602-00‬‬
‫الذي ٌحدد كٌفٌات التسٌٌر اإلداري والمالً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ‪ ،17‬والذي نص على إحداث أمانة عامة لدى‬
‫المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ ٌسٌرها أمٌن عام ٌوضع تحت سلطة محافظ الدولة وٌعتبر اآلمر الثانوي بصرؾ مٌزانٌة‬
‫‪315‬‬
‫خديجت لعريبي‬

‫المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ‪ ،‬كما ٌكلؾ األمٌن العام باإللتزام بنفقات تسٌٌر المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ وتصفٌتها‬
‫واألمر بصرفها فً حدود اإلعتمادات الممنوحة‪ ،‬كما ٌتولى مجال التسٌٌر اإلداري‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬التنظيم الهيكلي للمحاكم اإلدارية لإلستئناف‬
‫تقتضً دراسة التنظٌم الهٌكلً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ التطرق إلى هٌكلتها (أوال) ثم تشكٌلتها (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الهيكلة‬

‫نصت المادة ‪ 00‬من القانون العضوي رقم ‪– 62-00‬السالؾ الذكر‪ -‬على تنظٌم المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ فً‬
‫شكل ؼرؾ‪ٌ ،‬حدد عددها حسب طبٌعة وحجم النشاط القضائً بموجب أمر من رئٌسها وذلك بعد إستطالع رأي محافظ‬
‫الدولة‪.‬‬

‫وبناء علٌه نالحظ أن المشرع أسند مهمة تنظٌم المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ إلى رئٌسها وٌستند فً ذلك على طبٌعة‬
‫وحجم النشاط القضائً لهذه الهٌئة‪ ،‬مع ضرورة األخذ برأي محافظ الدولة‪ ،‬مع العلم أن المشرع لم ٌحدد عدد هذه‬
‫الؽرؾ‪.‬‬

‫كما أجاز المشرع بموجب الفقرة الثانٌة من المادة ‪ 00‬أعاله وعند اإلقتضاء تقسٌم ؼرؾ المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ‬
‫إلى أقسام ٌحدد عددها حسب طبٌعة وحجم النشاط القضائً لهذه الهٌئة‪ ،‬وٌتم ذلك بموجب أمر من رئٌس المحكمة‬
‫اإلدارٌة لإلستئناؾ وذلك بعد إستطالع رأي محافظ الدولة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التشكيلة‬

‫لقد خصص المشرع الفصل األول من الباب الرابع من القانون العضوي رقم ‪– 62-00‬السالؾ الذكر‪ -‬للمحاكم‬
‫اإلدارٌة لإلستئناؾ‪ ،‬وأفرد تشكٌلتها بقسم خاص حٌث نصت المادة ‪ 02‬منه على أنه تتشكل المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ‬
‫من‪:‬‬

‫‪ -‬قضاة الحكم‪،‬‬

‫‪ -‬قضاة محافظة الدولة‪.‬‬

‫‪ -1‬قضاة الحكم‪:‬‬

‫وتضم هذه المؤسسة حسب ما نصت علٌه المادة ‪ 02‬أعاله من‪:‬‬

‫أ‪ -‬رئٌس برتبة مستشار بمجلس الدولة على األقل‪ ،‬فقد فرض المشرع فً رئٌس المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ أن ٌكون‬
‫برتبة مستشار أي ٌحوز من الخبرة والكفاءة ما ٌخوله لتولً هذا المنصب‪ ،‬ونؤٌد صنع المشرع فً ذلك نظرا‬
‫لخصوصٌة المنازعات اإلدارٌة‪.‬‬

‫أما عن صالحٌاته فقد خوله المشرع صالحٌة توزٌع قضاة الحكم فً بداٌة كل سنة قضائٌة على الؽرؾ أو األقسام‬
‫بموجب أمر وذلك بعد إستطالع رأي محافظ الدولة‪ ،‬كما ٌجوز له أن ٌرأس أي ؼرفة أو قسم وهذا ما نصت علٌه أحكام‬
‫المادة ‪ 7‬من القانون العضوي رقم ‪ 62-00‬أعاله‪.‬‬

‫كما خول له المشرع صالحٌة تحدٌد أٌام وساعات وأماكن إنعقاد جلسات المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ فً بداٌة كل‬
‫سنة قضائٌة وٌتم ذلك بموجب أمر بعد إستطالع رأي محافظ الدولة وفق نص المادة ‪ 9‬من نفس المنظومة القانونٌة‪.‬‬

‫كما ٌحدد الجلسات خالل العطلة القضائٌة بموجب أمر ٌتضمن عدد وساعة وٌوم ونوع الجلسات‪ ،‬وٌعٌن القضاة‬
‫المكلفٌن بالعمل أثناءها وذلك بعد إستطالع رأي محافظ الدولة‪ ،‬وهذا ما نصت علٌه المادة ‪ 62‬من نفس القانون‪ ،‬ومن‬
‫هنا ٌ مكننا القول أن المشرع منح صالحٌات متعددة لرئٌس المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ وإستوجب إلصدار أوامره‬
‫الخاصة بتوزٌع القضاة وتحدٌد زمان ومكان إنعقاد جلسات المحكمة وؼٌرها ضرورة إستطالع رأي محافظ الدولة دون‬
‫تحدٌد الطبٌعة القانونٌة لهذا الرأي من حٌث مدى إلزامٌته‪.‬‬

‫‪316‬‬
‫النظبم القبنوني للوحبكن اإلداريت لإلستئنبف‬

‫كما أن تطبٌق القواعد العامة تسمح بتخوٌل رئٌس المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ إضافة إلى مساهمته فً العمل‬
‫القضائً القٌام بأعمال إدارٌة تتعلق بالتسٌٌر واإلشراؾ اإلداري على المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ‪.18‬‬

‫هذا وألزم المشرع رئٌس المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ أن ٌوجه فً نهاٌة كل سنة تقرٌرا مرفقا بتقارٌر المحاكم‬
‫اإلدارٌة التابعة لها إلى رئٌس مجلس الدولة حول صعوبات تنفٌذ األحكام والقرارات القضائٌة ومختلؾ اإلشكاالت‬
‫المعاٌنة وإقتراح الحلول المالئمة لها وهذا ما نصت علٌه المادة ‪ 999‬من القانون رقم ‪ 60-00‬المعدل والمتمم لقانون‬
‫اإل جراءات المدنٌة واإلدارٌة‪ ،‬وبدورنا نؤٌد فعل المشرع وهذا ما من شأنه ضمان تنفٌذ األحكام القضائٌة تجسٌدا لهٌبة‬
‫القضاء من جهة وحماٌة لحقوق األفراد من جهة ثانٌة‪ ،‬باإلضافة إلى الحد من تعنت وتعسؾ اإلدارة العامة على تنفٌذ‬
‫األحكام القضائٌة الصادرة ضدها‪.‬‬

‫ب‪ -‬نائب رئٌس أو نائبٌن إثنٌن (‪ )0‬عند اإلقتضاء‪ ،‬وبموجب نص المادة ‪ 05‬من القانون العضوي رقم ‪– 62-00‬‬
‫السالؾ الذكر‪ -‬فً حالة حدوث مانع لرئٌس المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ ٌخلفه نائبه‪ ،‬وفً حالة حدوث مانع ألحد القضاة‬
‫ٌستخلفه قاض آخر بموجب أمر من رئٌس المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ‪.‬‬

‫ج‪ -‬هذا باإلضافة إلى رؤساء ؼرؾ‪ ،‬ورؤساء أقسام عند اإلقتضاء‪ ،‬ومستشارٌن لهم صفة القضاة ٌقومون بتكوٌن‬
‫التشكٌالت القضائٌة للفصل فً القضاٌا المطروحة أمامهم‪.19‬‬

‫هذا وإستوجب المشرع بموجب المادة ‪ 00‬من القانون العضوي رقم ‪ 62-00‬أعاله أن تفصل المحاكم اإلدارٌة‬
‫لإلستئنا ؾ بتشكٌلة جماعٌة ما لم ٌنص القانون على خالؾ ذلك‪ ،‬وهو ما أكدته المادة ‪ 922‬مكرر ‪ 5‬من قانون‬
‫اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة‪ ،‬وتتكون هذه التشكٌلة من ثالثة (‪ )0‬قضاة على األقل من بٌنهم رئٌس ومساعدان إثنان (‪)0‬‬
‫برتبة مستشار‪.‬‬

‫وٌفهم من نص المادتٌن ‪ 922-00‬مكرر ‪ 5‬أعاله أن المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ تتشكل من قضاة مجتمعٌن‪ ،‬وحسنا‬
‫فعل المشرع عندما فرض التشكٌلة الجماعٌة ألن القضاء اإلداري هو قضاء إجتهادي‪ ،‬كما أن ذلك ٌسمح بتعاون القضاة‬
‫بما لهم من خبرة وكفاءة لحسم النزاع المعروض علٌهم‪.20‬‬

‫‪ -2‬قضاة محافظة الدولة‪:‬‬

‫وتتشكل هذه المصلحة من‪:‬‬

‫‪ -‬محافظ دولة برتبة مستشار بمجلس الدولة على األقل‪،‬‬

‫‪ -‬محافظ دولة مساعد أو إثنٌن (‪ )0‬عند اإلقتضاء‪.‬‬

‫أما عن المهام المنوطة به فهً محددة بموجب قانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة والنصوص الخاصة‪ ،21‬وتتمثل فً‬
‫تقدٌم إلتماساته بعد إحالة الملؾ إلٌه من قبل القاضً وفق أحكام المادة ‪ 901‬منه‪ ،‬وتقدٌم تقرٌره المكتوب إضافة إلى‬
‫تقدٌم مالحظات شفوٌة حول كل قضٌة قبل ؼلق باب المرافعات وهذا ما نصت علٌه أحكام المواد من ‪ 997‬إلى ‪922‬‬
‫من نفس القانون‪.‬‬

‫‪ -3‬كتابة الضبط‪:‬‬

‫تضم المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ كتابة ضبط خولها المشرع مهام ال تختلؾ عن مهام كتابة ضبط الجهات القضائٌة‬
‫األخرى‪ ،‬حٌث تقٌد عرٌضة إفتتاح الدعوى بسجل خاص وتؤشر على إٌداع مختلؾ المذكرات والمستندات وفق أحكام‬
‫المادة ‪ 922‬مكرر ‪ 7‬من القانون رقم ‪– 60-00‬السالؾ الذكر‪ ،-‬كما تتولى تبلٌػ المذكرات ومذكرات الرد مع الوثائق‬
‫المرفقة بها إلى الخصوم وذلك تحت إشراؾ القاضً المقرر وهذا ما نصت علٌه المادة ‪ 909‬من نفس القانون‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك ٌتم إخطار الخصوم بتارٌخ الجلسة من طرؾ أمانة الضبط وفق أحكام المادة ‪ 922‬مكرر ‪ 9‬التً‬
‫أحالت بدورها إلى تطبٌق أحكام المادة ‪ 971‬من قانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك تتولى أمانة ضبط المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ حفظ أصول األحكام واألوامر لكل قضٌة‪ ،‬كما أجاز‬
‫لها المشرع وبصفة إستثنائٌة تبلٌػ األحكام واألوامر إلى الخصوم بناء على أمر من رئٌس المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ‬
‫وهذا ما نصت علٌه المادة ‪ 922‬مكرر ‪ 9‬من القانون رقم ‪– 60-00‬السالؾ الذكر‪ -‬التً أحالتنا إلى تطبٌق أحكام‬
‫‪317‬‬
‫خديجت لعريبي‬

‫المادتٌن ‪ 995-990‬من قانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬إختصاصات المحاكم اإلدارية لإلستئناف‬

‫حدد المشرع بموجب المادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪ 60-00‬المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة‬
‫اإلختصاص اإلقلٌمً (أوال) والنوعً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اإلختصاص المكاني واإلقليمي‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 27-00‬المتضمن التقسٌم القضائً على إنشاء ست (‪ )1‬محاكم إدارٌة لإلستئناؾ‪،‬‬
‫هذا وال تطرح قواعد اإلختصاص اإلقل ٌمً أي إشكال قانونً إذ ٌعود للمنظم مهمة رسم المعالم الجؽرافٌة واإلقلٌمٌة لكل‬
‫محكمة إدارٌة لإلستئناؾ عن طرٌق التنظٌم‪ 22‬وهذا ما أكدته المادة ‪ 62‬من القانون رقم ‪ 27-00‬والتً نصت على أن‬
‫دوائر إختصاص المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ ٌحدد عن طرٌق التنظٌم‪ ،‬وتطبٌقا لذلك صدر المرسوم التنفٌذي رقم ‪-00‬‬
‫‪ 005‬حٌث نصت المادة ‪ 20‬منه على أن دوائر اإلختصاص اإلقلٌمً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ تحدد طبقا للملحق‬
‫األول بهذا المرسوم‪.‬‬

‫وبتفحص هذا الملحق نالحظ أن المنظم حدد إختصاص إقلٌمً لكل محكمة إدارٌة لإلستئناؾ كما ٌلً‪:‬‬

‫‪ -6‬المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ بالجزائر تشمل ‪ 62‬محاكم إدارٌة تابعة لدائرة إختصاصها وهً‪ :‬الجزائر‪ ،‬البلٌدة‪،‬‬
‫البوٌرة‪ ،‬تٌزي وزو‪ ،‬الجلفة‪ ،‬المدٌة‪ ،‬المسٌلة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬تٌبازة‪ ،‬عٌن الدفلى‪.‬‬

‫‪ -0‬المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لوهران تشمل ‪ 60‬محكمة إدارٌة تابعة لدائرة إختصاصها وهً‪ :‬وهران‪ ،‬تلمسان‪،‬‬
‫تٌارت‪ ،‬سعٌدة‪ ،‬سٌدي بلعباس‪ ،‬مستؽانم‪ ،‬معسكر‪ ،‬البٌض‪ ،‬تٌسمسٌلت‪ ،‬عٌن تموشنت‪ ،‬ؼلٌزان‪ ،‬الشلؾ‪.‬‬

‫‪ -0‬المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لقسنطٌنة تشمل ‪ 65‬محكمة إدارٌة تابعة لدائرة إختصاصها وهً‪ :‬قسنطٌنة‪ ،‬أم البواقً‪،‬‬
‫باتنة‪ ،‬بجاٌة‪ ،‬جٌجل‪ ،‬سطٌؾ‪ ،‬سكٌكدة‪ ،‬عنابة‪ ،‬قالمة‪ ،‬برج بوعرٌرٌج‪ ،‬الطارؾ‪ ،‬سوق أهراس‪ ،‬مٌلة‪ ،‬تبسة‪ ،‬خنشلة‪.‬‬

‫‪ -0‬المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لورقلة تشمل ‪ 66‬محكمة إدارٌة تابعة لدائرة إختصاصها وهً‪ :‬ورقلة‪ ،‬ؼرداٌة‪،‬‬
‫األؼواط‪ ،‬الوادي‪ ،‬بسكرة‪ ،‬أوالد جالل‪ ،‬إٌلٌزي‪ ،‬توقرت‪ ،‬جانت‪ ،‬المؽٌر‪ ،‬المنٌعة‪.‬‬

‫‪ -5‬المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لتامنؽست تشمل ‪ 0‬محاكم إدارٌة تابعة لدائرة إختصاصها وهً‪ :‬تامنؽست‪ ،‬إن صالح‪،‬‬
‫إن قزام‪.‬‬

‫‪ -1‬المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لبشار تشمل ‪ 7‬محاكم إدارٌة تابعة لدائرة إختصاصها وهً‪ :‬بشار‪ ،‬أدرار‪ ،‬تندوؾ‪،‬‬
‫النعامة‪ ،‬تٌمٌمون‪ ،‬برج باجً مختار‪ ،‬بنً عباس‪.‬‬

‫نالحظ أن اإلختصاص اإلقلٌمً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ الست ٌؽطً ‪ 59‬محكمة إدارٌة عبر كامل التراب‬
‫الوطنً بعد رفع عدد المحاكم اإلدارٌة إلى ثمان وخمسٌن (‪ )59‬محكمة عبر كامل التراب الوطنً‪ 23‬كما نصت على‬
‫ذلك المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفٌذي رقم ‪– 005-00‬السالؾ الذكر‪ ،-‬والذي حدد الملحق الثانً منه دوائر إختصاصها‬
‫اإلقلٌمً التً أصبحت تؽطً ‪ 59‬والٌة بعد رفع عدد الوالٌات بموجب المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 60-69‬المعدل‬
‫والمتمم للقانون رقم ‪ 29-90‬المتضمن التنظٌم اإلقلٌمً للبالد‪.24‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلختصاص النوعي‬

‫بعد إستحداث المؤسس الدستوري للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ بموجب المادة ‪ 679‬من دستور سنة ‪ 0202‬واكبتها‬
‫عدة إصالحات تشرٌعٌة‪ ،‬تطبٌقا لذلك صدر القانون العضوي رقم ‪ 62-00‬المتعلق بالتنظٌم القضائً حٌث نصت المادة‬
‫‪ 09‬منه الواردة فً الفصل األول من الباب الرابع المعنون بـ‪" :‬المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ" على ما ٌلً‪" :‬تعد المحكمة‬
‫اإلدا رٌة لإلستئناؾ جهة إستئناؾ لألحكام واألوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارٌة‪.‬‬

‫وتختص أٌضا بالفصل فً القضاٌا المخولة لها بموجب نصوص خاصة"‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫النظبم القبنوني للوحبكن اإلداريت لإلستئنبف‬

‫نالحظ من نص المادة أعاله أن المشرع نصب المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ كقاضً إستئناؾ فً الهرم القضائً‬
‫اإلداري الذي ٌعلوه مجلس ا لدولة وقاعدته المحاكم اإلدارٌة‪ ،‬وخول المشرع لهذه الجهة القضائٌة صالحٌة النظر فً‬
‫إستئناؾ األحكام واألوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارٌة‪ ،‬كما عهد لها إختصاص الفصل فً القضاٌا المخولة لها‬
‫بموجب نصوص خاصة‪.‬‬

‫وتضٌؾ المادة ‪ 922‬مكرر من القانون رقم ‪ 60-00‬المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة بقولها‪" :‬‬
‫تختص المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ بالفصل فً إستئناؾ األحكام واألوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارٌة‪.‬‬

‫وتختص أٌضا بالفصل فً القضاٌا المخولة لها بموجب نصوص خاصة‪.‬‬

‫وتختص المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ للجزائر بالفصل كدرجة أولى فً دعاوى إلؽاء وتفسٌر وتقدٌر مشروعٌة‬
‫القرارات اإلدارٌة الصادرة عن السلطات اإلدارٌة المركزٌة والهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة"‪.‬‬

‫بإستقراء نص المادتٌن ‪ 09‬و ‪ 922‬مكرر أعاله نستنتج أن المشرع حدد إختصاص المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ‬
‫بموجب القانون العضوي رقم ‪ 62-00‬المتعلق بالتنظٌم القضائً والمتمثل فً الفصل فً إستئناؾ األحكام واألوامر‬
‫الصادرة عن المحاكم اإلدارٌة‪ ،‬باإلضافة إلى إختصاصها بالفصل فً القضاٌا المخولة لها بموجب نصوص خاصة‪ ،‬أي‬
‫أن المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لها إختصاصٌن إذ تعد قاضً إستئناؾ تفصل فً الطعون باإلستئناؾ ضد األحكام‬
‫واألوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارٌة صاحبة الوالٌة العامة فً المنازعات اإلدارٌة‪ ،‬كما تتولى الفصل كقاضً أول‬
‫درجة فً القضاٌا المخولة لها بموجب نصوص خاصة‪.‬‬

‫وبذلك ٌكون المشرع قد أزال اإلشكاالت القانونٌة المطروحة سابقا والمتعلقة بإختصاص مجلس الدولة بالنظر فً‬
‫إستئناؾ أحكام المحاكم اإلدارٌة والتً كانت محل إنتقاد الكثٌر من الفقهاء نظرا لإلختصاصات المنوطة بهذه الهٌئة من‬
‫جهة‪ ،‬باإلضافة إلى مساس ذلك بمبدأ التقاضً على درجتٌن من جهة أخرى‪.‬‬

‫وحري بنا اإلشارة أن المادة ‪ 922‬مكرر أعاله أضافت إختصاص آخر للمحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ للجزائر‪ ،‬فإلى‬
‫جانب إختصاصها بالفصل فً إستئناؾ أحكام وأوامر المحاكم اإلدارٌة التابعة لدائرة إختصاصها كؽٌرها من المحاكم‬
‫اإلدارٌة لإلستئناؾ‪ ،‬تختص كذلك بالفصل كدرجة أولى فً دعاوى إلؽاء وتفسٌر وتقدٌر مشروعٌة القرارات اإلدارٌة‬
‫الصادرة عن السلطات اإلدارٌة المركزٌة والهٌئات العمومٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة‪.‬‬

‫وبناء علٌه ٌكون المشرع قد سحب من مجلس الدولة إختصاصه كدرجة أولى وأخٌرة للفصل فً دعاوى اإللؽاء‬
‫والتفسٌر وتقدٌر المشروعٌة فً القرارات اإلدارٌة الصادرة عن السلطات اإلدارٌة المركزٌة والهٌئات العمومٌة الوطنٌة‬
‫والمنظمات المهنٌة الوطنٌة كما كانت تنص على ذلك المادة ‪ 9‬من القانون العضوي رقم ‪ 60-66‬المتضمن‬
‫إختصاصات مجلس الدولة‪.‬‬

‫ومن جانبنا نثمن فعل المشرع بسحب هذا اإلختصاص من مجلس الدولة والذي شكل إنتهاك صارخ لمبدأ التقاضً‬
‫على درجتٌن بحجب طرٌق من طرق الطعن المكفولة قانونا وهو طرٌق اإلستئناؾ‪ ،25‬وكذلك حتى ٌتفرغ هذا األخٌر‬
‫ألداء دوره الدستوري المنوط به والمتمثل فً تقوٌم أعمال المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ والمحاكم اإلدارٌة والجهات‬
‫األخرى الفاصلة فً المواد اإلدارٌة‪ ،‬وضمان توحٌد اإلجتهاد القضائً فً جمٌع أنحاء البالد والسهر على إحترام‬
‫القانون كما نصت على ذلك المادة ‪ 679‬من التعدٌل الدستوري لسنة ‪.0202‬‬

‫ؼٌر أن المشرع وبموجب القانون العضوي رقم ‪– 66-00‬السالؾ الذكر‪ -‬عهد لمجلس الدولة بإختصاص الفصل فً‬
‫إستئناؾ القرارات الصادرة عن المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لمدٌنة الجزائر فً دعاوى إلؽاء وتفسٌر وتقدٌر مشروعٌة‬
‫القرارات اإلدارٌة الصادرة عن السلطات اإلدارٌة المركزٌة والهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة‬
‫وهذا ما نصت علٌه المادة ‪ 62‬من القانون السالؾ الذكر‪ ،‬وهو ما أكدته أٌضا أحكام المادة ‪ 920‬من القانون رقم ‪-00‬‬
‫‪ 60‬المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة‪.‬‬

‫وبناء علٌه ٌمكن القول أن المؤسس الدستوري وبموجب التعدٌل الدستوري األخٌر وبإستحداثه للمحاكم اإلدارٌة‬
‫لإلستئناؾ وتخوٌلها سلطة النظر فً الطعون باإلستئناؾ المرفوعة ضد األحكام واألوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارٌة‬
‫ٌكون قد خص مجلس الدولة كهٌئة قضائٌة علٌا بالنظر فً الطعون بالنقض وهذا ما من شأنه تخفٌؾ الضؽط على هذه‬
‫الهٌئة ألداء دورها الدستوري من جهة‪ ،‬وتكرٌس مبدأ التقاضً على درجتٌن كضمانة لحقوق األفراد من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪319‬‬
‫خديجت لعريبي‬

‫ؼٌر أن المشرع وبموجب القانون العضوي رقم ‪– 66-00‬السالؾ الذكر أبقى على دور مجلس الدولة كقاضً‬
‫إستئناؾ فً القرارات الصادرة عن المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لمدٌنة الجزائر‪ ،‬ومن هنا ٌمكننا القول أن المشرع‬
‫وبإنشائه للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ كهٌئة تتوسط الهرم القضائً اإلداري منح لها إختصاص النظر فً الطعون‬
‫باإلستئناؾ وهذا هو اإلختصاص األصلً لها‪ ،‬كما خولها إختصاص الفصل كقاضً أول درجة فً القضاٌا المخولة لها‬
‫بموجب نصوص خاصة‪.‬‬

‫وأفرد المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ للجزائر للفصل كدرجة أولى فً دعاوى اإللؽاء والتفسٌر وتقدٌر المشروعٌة ضد‬
‫القرارات اإلدارٌة الصادرة عن الجهات المذكورة فً المادة ‪ 922‬مكرر أعاله‪.‬‬

‫أي أن المشرع لم ٌحصر إختصاص المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ للنظر فً الطعون باإلستئناؾ فقط‪ ،‬ضؾ إلى ذلك‬
‫وإذا كان المؤسس الدستوري قد ضبط إختصاصات مجلس الدولة بموجب المادة ‪ 679‬من الدستور‪ ،‬ؼٌر أن المشرع‬
‫تدخل بموجب القانون العضوي رقم ‪ 66-00‬المتعلق بمجلس الدولة والقانون رقم ‪ 60-00‬المعدل والمتمم لقانون‬
‫اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة وأضاؾ إختصاصات أخرى لهذه الهٌئة‪ ،‬حٌث منحه إختصاص النظر كقاضً إستئناؾ فً‬
‫القرارات الصادرة عن المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لمد ٌنة الجزائر‪ ،‬ومن هنا ٌمكننا القول أن المشرع إستحدث هٌئتٌن‬
‫قضائٌتٌن لإلستئناؾ فً النظام القضائً اإلداري المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ منجهة ومجلس الدولة من جهة أخرى‪.‬‬

‫هذا وحري بنا اإلشارة هنا أن المشرع وبموجب قانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة وقع فً تناقض عند تحدٌد‬
‫إختصاص المحاكم اإلدارٌة والمحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لمدٌنة الجزائر فٌما ٌخص منازعات الهٌئات العمومٌة‬
‫الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة‪.‬‬

‫فمن جهة وبموجب المادة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ 60-00‬المعدلة والمتممة للمادة ‪ 922‬من قانون اإلجراءات المدنٌة‬
‫واإلدارٌة نص المشرع على أن المحاكم اإلدارٌة هً جهات الوالٌة العامة فً المنازعات اإلدارٌة‪ ،‬كما تختص بالفصل‬
‫فً أول درجة بحكم قابل لإلستئناؾ فً جمٌع القضاٌا التً تكون الدولة أو الوالٌة أو البلدٌة أو إحدى المؤسسات‬
‫العمومٌة ذات الصبؽة اإلدارٌة أو الهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة طرفا فٌها‪ ،‬بمعنى أن المحاكم‬
‫اإلدارٌة تفصل كقاضً أول درجة بحكم قابل لإلستئناؾ فً المنازعات المتعلقة بالهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات‬
‫المهنٌة الوطنٌة‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى نص المشرع بموجب المادة ‪ 922‬مكرر من نفس المنظومة القانونٌة على إختصاص المحكمة‬
‫اإلدارٌة لإلستئناؾ للجزائر بالفصل كدرجة أولى ولٌس كقاضً إستئناؾ فً دعاوى اإللؽاء والتفسٌر وتقدٌر‬
‫المشروعٌة للقرارات اإلدارٌة الصادرة عن الهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة‪ ،‬وتكون قراراتها قابلة‬
‫للطعن باإلستئناؾ أمام مجلس الدولة كما نصت على ذلك المادة ‪ 920‬من نفس القانون‪.‬‬

‫بتدقٌق المالحظة فً نص المادتٌن ‪ 922‬و ‪ 922‬مكرر أعاله‪ ،‬نالحظ أن المشرع فٌما ٌخص القضاٌا التً تكون‬
‫الهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة طرفا فٌها جعلها تارة من إختصاص المحاكم اإلدارٌة التً تفصل‬
‫ف ٌها كقاضً أول درجة بحكم قابل لإلستئناؾ أمام المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ‪ ،‬لٌعود المشرع وبنفس القانون ٌنص على‬
‫أن نزاعات الهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة تفصل فٌها المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ للجزائر‬
‫كدرجة أولى بقرار قابل للطعن باإلستئناؾ أمام مجلس الدولة‪.‬‬

‫ومنه ٌمكننا القول رؼم أن المشرع خطى خطوة مهمة بإستحداث المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ كجهة قضائٌة تتوسط‬
‫هٌاكل القضاء اإلداري ؼٌر أنه لم ٌوفق فً ضبط إختصاصات هذه الهٌئات‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك خول المشرع بموجب المادة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ 60-00‬التً تعدل وتتمم المادة ‪ 929‬من قانون‬
‫اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة لرئٌس مجلس الدولة صالحٌة الفصل فً تنازع اإلختصاص بٌن محكمة إدارٌة ومحكمة‬
‫إدارٌة لإلستئناؾ‪ ،‬كما عهد لرئٌس المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ صالحٌة الفصل فً تنازع اإلختصاص بٌن محكمتٌن‬
‫إدارٌتٌن تابعتٌن لدائرة إختصاص نفس المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ‪.‬‬

‫وبالنسبة لطبٌعة اإلختصاص فقد أحالتنا المادة ‪ 922‬مكرر ‪ 0‬إلى تطبٌق أحكام المادة ‪ 927‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنٌة واإلدارٌة‪ ،‬والتً نصت على أن اإلختصاص النوعً واإلقلٌمً من النظام العام‪ٌ ،‬جوز إثارته من أحد الخصوم‬
‫فً أٌة مرحلة كانت علٌها الدعوى‪ ،‬كما ٌجب إثارته تلقائٌا من طرؾ القاضً‪.‬‬
‫‪320‬‬
‫النظبم القبنوني للوحبكن اإلداريت لإلستئنبف‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫ٌبدو لنا من خالل هذه الدراسة الموجزة للنظام القانونً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ أن المشرع وبإستحداث هذه‬
‫الجهة القضائٌة ٌكون قد أكمل بناء هٌاكل النظام القضائً اإلداري كمظهر من مظاهر دولة الحق والقانون لما لها من‬
‫دور مهم فً حماٌة الحقوق والحرٌات‪.‬‬

‫وٌحسب للمشرع الجزائري هذه الخطوة المهمة على الصعٌد القضائً والتً أحدث بموجبها إنسجام وتناسق بٌن‬
‫جهات القضاء اإلداري ونظٌرتها جهات القضاء العادي‪ ،‬كما تم تبسٌط إجراءات التقاضً فً المادة اإلدارٌة وتقرٌب‬
‫العدالة من المواطن‪.‬‬

‫فضال على ذلك فإن إنشاء المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ سٌنعكس إٌجابا على مجلس الدولة كجهة قضائٌة علٌا بعد‬
‫سحب إختصاصاته كقاضً أول وآخر درجة وقاضً إستئناؾ‪ ،‬فٌتفرغ لممارسة إختصاصه األصلً المتعلق بالفصل‬
‫فً الطعون بالنقض إضافة إلى دوره التقوٌمً واإلجتهادي‪.‬‬

‫وبناء علٌه توصلت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬تتمٌز المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ بأساس دستوري ٌتجسد فً نص المادة ‪ 179‬من الدستور‪ ،‬إضافة إلى أسس‬
‫تشرٌعٌة وتنظٌمٌة متعددة‪.‬‬

‫‪ -‬تنظم المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ فً شكل ؼرؾ ٌ مكن تقسٌمها إلى أقسام عند اإلقتضاء‪ٌ ،‬حدد عددها حسب طبٌعة‬
‫وحجم النشاط القضائً‪.‬‬

‫‪ -‬تتشكل المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ من قضاة حكم وقضاة محافظة دولة‪.‬‬

‫‪ -‬حدد المنظم بموجب المرسوم التنفٌذي رقم ‪ 435-22‬عدد المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ بست (‪ )6‬محاكم تؽطً ‪58‬‬
‫محكمة إدارٌة عبر كامل التراب الوطنً‪.‬‬

‫‪ -‬دسترة مبدأ التقاضً على درجتٌن فً المادة اإلدارٌة بموجب المادة ‪ 165‬من التعدٌل الدستوري لسنة ‪.2222‬‬

‫‪ -‬إكتمال هٌاكل القضاء اإلداري بإستحداث المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ ومنحها إختصاص الفصل فً الطعون‬
‫باإلستئناؾ لٌسترجع بذلك مجلس الدولة إختصاصه األصلً والمتمثل فً النظر فً الطعون بالنقض‪ ،‬إضافة إلى دوره‬
‫التقوٌمً واإلجتهادي الذي خصه به المؤسس الدستوري‪.‬‬

‫‪ -‬ترتب على إنشاء محاكم إدارٌة لإلستئناؾ ضرورة إعادة النظر فً قواعد توزٌع اإلختصاص بٌن جهات القضاء‬
‫اإلداري‪ ،‬حٌث إحتفظت المحكمة اإلدارٌة بدورها كجهة والٌة عامة للفصل فً المنازعات اإلدارٌة كقاضً أول درجة‬
‫بحكم قابل لإلستئناؾ أمام المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ‪ ،‬وبالمقابل إسترجع مجلس الدولة إختصاصه األصلً كقاضً‬
‫نقض‪.‬‬

‫‪ -‬عهد المشرع للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ ممارسة إختصاص قاضً اإلستئناؾ وهذا ما ٌوحً بسحب هذا اإلختصاص‬
‫من مجلس الدولة الذي مارسه لحقبة زمنٌة طوٌلة وطالته العدٌد من اإلشكاالت القانونٌة واإلنتقادات‪ ،‬لكن بالمقابل تدخل‬
‫المشرع بموجب المادة ‪ 922‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ وأبقى لمجلس الدولة ممارسة إختصاص الفصل فً الطعون فً اإلستئناؾ فً‬
‫مجال ضٌق ومحدود‪.‬‬

‫‪ -‬إستحدث المشرع بم وجب التعدٌل الدستوري األخٌر ومختلؾ اإلصالحات التشرٌعٌة المواكبة له جهتٌن لإلستئناؾ فً‬
‫المادة اإلدارٌة‪ ،‬المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ‪ ،‬ومجلس الدولة بالنسبة لقرارات المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ للجزائر‬
‫العاصمة بخصوص النزاعات المتعلقة بالهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة‪.‬‬

‫وبناء على هذه النتائج توصً الدراسة بما ٌلً‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة سن قانون إجرائً خاص بالمنازعة اإلدارٌة ومستقل عن إجراءات التقاضً أمام جهات القضاء العادي‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫خديجت لعريبي‬

‫‪ -‬مواكبة لإلصالحات التشرٌعٌة للمنظومة القانونٌة الخاصة بالمنازعات اإلدارٌة ال بد من سن قانون خاص بالمحاكم‬
‫اإلدارٌة لإلستئناؾ‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة تدخل المشرع إلزالة اللبس والتناقض فٌما ٌخص قواعد توزٌع اإلختصاص بٌن هٌاكل القضاء اإلداري‪،‬‬
‫بمنح المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ إختصاص الفصل فً الطعون باإلستئناؾ المرفوعة ضد أحكام المحاكم اإلدارٌة‪،‬‬
‫وسحب إختصاص قاضً اإلستئناؾ المخول لمجلس الدولة بخصوص قرارات المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ للجزائر‬
‫العاصمة لٌتفرغ لممارسة إختصاص الفصل فً الطعون بالنقض فقطن إضافة إلى دوره التقوٌمً واإلجتهادي‬
‫واإلستشاري‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة تدخل المشرع إلزالة التناقض بٌن أحكام المادتٌن ‪ 822‬و ‪ 922‬مكرر من قانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة‬
‫بخصوص المنازعات المتعلقة بالهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة والتً جعلها من إختصاص‬
‫المحاكم اإلدارٌة تارة‪ ،‬والمحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ للجزائر العاصمة تارة أخرى‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ - 1‬عمار بوضٌاؾ‪ ،‬توزٌع قواعد اإلختصاص القضائً بٌن مجلس الولة والمحاكم اإلدارٌة فً التشرٌع الجزائري‪ ،‬مجلة‬
‫التواصل‪ ،‬العدد ‪ ،2226 ،17‬ص ‪.182‬‬
‫‪ - 2‬الفاسً فاطمة الزهراء‪ ،‬المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ فً الجزائر –األسس واألثار‪ ،-‬مجلة الدراسات القانونٌة المقارنة‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،21‬المجلد ‪ ،2223 ،29‬ص ‪.312‬‬
‫‪ - 3‬التعدٌل الدستوري لسنة ‪ ،1996‬الصادر بموجب المرسوم الرئاسً رقم ‪ 438-96‬المؤرخ فً ‪ 27‬دٌسمبر ‪ٌ ،1996‬تعلق‬
‫بإصدار نص تعدٌل الدستور المصادق علٌه فً إستفتاء ‪ 28‬نوفمبر ‪ ،1996‬ج‪.‬ر عدد‪ 76 :‬المؤرخة فً ‪ 28‬دٌسمبر ‪.1996‬‬
‫‪ - 4‬عمار بوضٌاؾ‪ ،‬القضاء اإلداري فً الجزائر‪ ،‬دراسة وصفٌة تحلٌلٌة مقارنة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬جسور للنشر والتوزٌع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2228‬ص ‪.95‬‬
‫‪ - 5‬القانون رقم ‪ 22-98‬المؤرخ فً ‪ 32‬ماي ‪ٌ ،1998‬تعلق بالمحاكم اإلدارٌة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪ 37 :‬المؤرخة فً ‪ 21‬جوان ‪.1998‬‬
‫‪ - 6‬التعدٌل الدستوري لسنة ‪ ،2216‬الصادر بموجب القانون رقم ‪ 21-16‬المؤرخ فً ‪ 26‬مارس ‪ٌ ،2216‬تضمن التعدٌل‬
‫الدستوري‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪ 14 :‬المؤرخة فً ‪ 27‬مارس ‪.2216‬‬
‫‪ - 7‬ؼالبً بوزٌد‪ ،‬مكً حمشة‪ ،‬النظام القانونً للمحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ فً الجزائر‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬العدد ‪ ،21‬المجلد ‪،18‬‬
‫‪ ،2223‬ص ‪.325‬‬
‫‪ - 8‬التعدٌل الدستوري لسنة ‪ 2222‬الصادر بموجب المرسوم الرئاسً رقم ‪ 442-22‬المؤرخ فً ‪ 32‬دٌسمبر ‪ٌ ،2222‬تعلق‬
‫بإصدار التعدٌل الدستوري المصادق علٌه فً إستفتاء أول نوفمبر ‪ ،2222‬ج‪.‬ر عدد‪ 82 :‬المؤرخة فً ‪ 32‬دٌسمبر ‪.2222‬‬
‫‪ - 9‬الفاسً فاطمة الزهراء‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫‪ - 10‬األمر رقم ‪ 21-21‬المؤرخ فً ‪ 12‬مارس ‪ ،2221‬المتعلق بنظام االنتخابات‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪ 17 :‬المؤرخة فً ‪ 12‬مارس ‪.2221‬‬
‫‪ - 11‬أنظر المادة ‪ 129‬من األمر رقم ‪ ،21-21‬القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ - 12‬القانون رقم ‪ 27-22‬المؤرخ فً ‪ 25‬ماي ‪ٌ ،2222‬تضمن التقسٌم القضائً‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪ 32 :‬المؤرخة فً ‪ 14‬ماي ‪.2222‬‬
‫‪ - 13‬القانون العضوي رقم ‪ 12-22‬المؤرخ فً ‪ 29‬جوان ‪ٌ ،2222‬تعلق بالتنظٌم القضائً‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪ 41 :‬المؤرخة فً ‪ 16‬جوان‬
‫‪.2222‬‬
‫‪ - 14‬القانون العضوي رقم ‪ 11-22‬المؤرخ فً ‪ 29‬جوان ‪ٌ ،2222‬عدل وٌتمم القانون العضوي رقم ‪ 21-98‬المؤرخ فً ‪ 32‬ماي‬
‫‪ 1998‬والمتعلق بتنظٌم مجلس الدولة وسٌره وإختصاصاته‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪ 41 :‬المؤرخة فً ‪ 16‬جوان ‪.2222‬‬
‫‪ - 15‬القانون رقم ‪ 13-22‬المؤرخ فً ‪ٌ 12‬ولٌو ‪ٌ ،2222‬عدل وٌتمم القانون رقم ‪ 29-28‬المؤرخ فً ‪ 25‬فٌفري ‪ 2228‬والمتضمن‬
‫قانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪ 48 :‬المؤرخة فً ‪ٌ 17‬ولٌو ‪.2228‬‬
‫‪ - 16‬المرسوم التنفٌذي رقم ‪ 435-22‬المؤرخ فً ‪ 11‬دٌسمبر ‪ٌ ،2222‬حدد دوائر اإلختصاص اإلقلٌمً للمحاكم اإلدارٌة‬
‫لإلستئناؾ والمحاكم اإلدارٌة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪ 84 :‬المؤرخة فً ‪ 14‬دٌسمبر ‪.2222‬‬
‫‪ - 17‬المرسوم التنفٌذي رقم ‪ 122-23‬المؤرخ فً ‪ 18‬مارس ‪ٌ ،2223‬حدد كٌفٌات التسٌٌر اإلداري والمالً للمحاكم اإلدارٌة‬
‫والمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪ 18 :‬المؤرخة فً ‪ 21‬مارس ‪.2223‬‬
‫‪ - 18‬محمد الصؽٌر بعلً‪ ،‬الوسٌط فً المنازعات اإلدارٌة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزٌع‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،2229 ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ - 19‬محمد الصؽٌر بعلً‪ ،‬الوجٌز فً اإلجراءات القضائٌة اإلدارٌة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزٌع‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪،2212 ،‬‬
‫ص ‪.14‬‬
‫‪ - 20‬عمار بوضٌاؾ‪ ،‬القضاء اإلداري فً الجزائر‪ ،‬دراسة وصفٌة تحلٌلٌة مقارنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫‪ - 21‬أنظر المادة ‪ 36‬من القانون العضوي رقم ‪ ،12-22‬السالؾ الذكر‪.‬‬
‫‪322‬‬
‫النظبم القبنوني للوحبكن اإلداريت لإلستئنبف‬

‫‪ - 22‬عمار بوضٌاؾ‪ ،‬القضاء اإلداري فً الجزائر‪ ،‬دراسة وصفٌة تحلٌلٌة مقارنة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ - 23‬الفاسً فاطمة الزهراء‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.316‬‬
‫‪ - 24‬القانون رقم ‪ 12-19‬المؤرخ فً ‪ 11‬دٌسمبر ‪ٌ 2219‬عدل وٌتمم القانون رقم ‪ 29-84‬المؤرخ فً ‪ 24‬فٌفري ‪ 1984‬والمتعلق‬
‫بالتنظٌم اإلقلٌمً للبالد‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪ 78 :‬المؤرخة فً ‪ 18‬دٌسمبر ‪.2219‬‬
‫‪ -‬المرسوم الرئاسً رقم ‪ 117-21‬المؤرخ فً ‪ 22‬مارس ‪ٌ 2221‬تمم المرسوم رقم ‪ 79-84‬المؤرخ فً ‪ 23‬أفرٌل ‪ 1984‬الذي‬
‫ٌحدد أسماء الوالٌات ومقارها‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‪ 22 :‬المؤرخة فً ‪ 25‬مارس ‪.2221‬‬
‫‪ - 25‬عمار بوضٌؾ‪ ،‬دعوى اإللؽاء فً قانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة‪ ،‬دراسة تشرٌعٌة وقضائٌة وفقهٌة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫جسور للنشر والتوزٌع‪ ،‬الجزائر‪ ،2229 ،‬ص ‪.127-126‬‬

‫‪323‬‬

You might also like