Professional Documents
Culture Documents
313 -323
*خديجت لعريبي
Abstract
The Algerian administrative judicial system has known many reforms through various
Keywords:
constitutional amendments, perhaps most notably, the constitutional founder’s
administrative courts
announcement of the establishment of administrative courts of appeal under the
of appeal;
constitutional amendment of 2020, which is a qualitative leap to enshrine the state of
its competencies;
the right and the law.
structure;
Thus the structures of the administrative judicial system, which now consists of the
its composition.
conseil d’état, administrative courts of appeal and administrative courts, have been
completed and have become more in line with its ordinary judicial counterpart, this
study aims to highlight the legal basis and structure of the administrative courts of
appeal, as well as to study their competencies under the legal amendments of the legal
system of administrative disputes.
- Iمقدمة
إن المتتبع لحركة التشرٌع فً الجزائر خاصة بعد دستور سنة ٌ 6991الحظ أن الدولة دخلت فً مرحلة من
اإلصالحات على مختلؾ األصعدة ،وعلى صعٌد النظام القضائً تم اإلنتقال من نظام وحدة القضاء المطبق منذ فجر
اإلستقالل إلى نظام إزدواجٌة القضاء الذي أقره المؤسس الدستوري صراحة بموجب المادة 650من دستور سنة
، 69911حٌث رسم المشرع بذلك معالم القضاء اإلداري الذي ٌعلوه مجلس الدولة وقاعدته المحاكم اإلدارٌة ،وتبعا
لذلك صدر القانون العضوي رقم 26-99المتعلق بمجلس الدولة والقانون رقم 20-99المتعلق بالمحاكم اإلدارٌة.
وتبعا لذلك عهد المشرع لمجلس الدولة إختصاص الفصل فً الطعون باإلستئناؾ المرفوعة ضد األحكام واألوامر
الصادرة إبتدائٌا عن المحاكم اإلدارٌة صاحبة الوالٌة العامة فً المنازعات اإلدارٌة ،2وقد أثار إختصاصه بالنظر فً
الطعون باإلستئناؾ جملة من اإلشكاالت القانونٌة من بٌنها:
-تؽ ٌٌر الطبٌعة القانونٌة لمجلس الدولة وتحوٌله من محكمة قانون إلى محكمة وقائع وهذا ما ٌتنافى مع دوره
الدستوري األصلً والمتمثل فً التقوٌم واإلجتهاد القضائً.
-تعقٌد اإلجراءات القضائٌة.
-إبعاد القضاء عن المتقاضٌن وإطالة أمد النزاع.
وإستدراكا لذلك ولمعالجة هذه ا إلشكاالت القانونٌة أعلن المؤسس الدستوري بموجب المادة 679من التعدٌل
الدستوري لسنة 0202عن إستحداث هٌئة قضائٌة جدٌدة فً الهرم القضائً اإلداري والمتمثلة فً المحاكم اإلدارٌة
لإلستئناؾ كدرجة ثانٌة للتقاضً فً المادة اإلدارٌة محدثا بذلك إنسجام بٌن النظام القضائً اإلداري ونظٌره النظام
القضائً العادي ،حٌث إكتملت هٌاكل القضاء اإلداري وأصبح ٌتكون من هرم قاعدته المحاكم اإلدارٌة وتتوسطه
المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ وٌعلوه مجلس الدولة ،كما تم دسترة مبدأ التقاضً على درجتٌن فً المادة اإلدارٌة بموجب
المادة 615من الدستور ،وتبعه ذلك تحٌٌن المنظومة القانونٌة الخاصة بالمنازعة اإلدارٌة فمستها ٌد اإللؽاء والتعدٌل.
وإشكالٌة بحثنا تتمحور حول األساس القانونً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ؟ وكٌؾ تم تنظٌمها؟ وماهً
اإلختصاصات المخولة لها؟
لإلجابة على هذه اإلشكالٌة قسمت هذه الدراسة إلى ثالث محاور:
المحور األول :األساس القانونً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ
المحور الثانً :التنظٌم الهٌكلً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ
المحور الثالث :إختصاصات المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ.
وقد إعتمدت الدراسة على المنهج الوصفً لوصؾ الهٌكل التنظٌمً لهذه الهٌئة القضائٌة ،إضافة إلى المنهج التحلٌلً
من خالل تحلٌل النصوص القانونٌة الناظمة للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ (هٌكلتها وإختصاصاتها).
لقد تبنى المؤسس الدستوري بموجب المادة 650من دستور سنة 36991على صعٌد التنظٌم القضائً نظام
إزدواجٌة القضاء حٌث أعلن عن مٌالد مجلس الدولة كهٌئة مقومة ألعمال الجهات القضائٌة اإلدارٌة ،4دون تحدٌد
المقصود بهذه الجهات القضائٌة ،وبتارٌخ 02ماي 6999صدر القانون رقم 520-99الخاص بالمحاكم اإلدارٌة وبقً
الوضع على حاله رؼم التعدٌل الدستوري لسنة 60261الذي لم ٌحمل فً طٌاته الجدٌد بالنسبة للقضاء اإلداري.7
وبصدور التعدٌل الدستوري لسنة 80202نصت المادة 679منه فً فقرتها الثانٌة على ما ٌلًٌ" :مثل مجلس الدولة
الهٌئة المقومة ألعمال المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ والمحاكم اإلدارٌة والجهات األخرى الفاصلة فً المواد اإلدارٌة".
وبهذ ا تكون نص هذه المادة قد أعلنت صراحة عن مٌالد المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ كدرجة ثانٌة للتقاضً فً المادة
314
النظبم القبنوني للوحبكن اإلداريت لإلستئنبف
اإلدارٌة 9وهذا إعماال لمبدأ التقاضً على درجتٌن ،وبهذا تكون قد إكتملت هٌاكل النظام القضائً اإلداري الوطنً.
تطبٌقا لنص الدستور صدر األمر رقم 1026-06المتضمن القانون العضوي المتعلق بنظام االنتخابات والذي أشار
فً بعض نصوصه إلى إمكانٌة الطعن باإلستئناؾ أمام المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ فٌما ٌخص المنازعات االنتخابٌة.11
وبتارٌخ 5ماي 0200وبموجب القانون رقم 1227-00المتضمن التقسٌم القضائً تم اإلعالن رسمٌا عن إحداث
ست ( ) 1محاكم إدارٌة لإلستئناؾ تقع مقراتها بالجزائر ووهران وقسنطٌنة وورقلة وتامنؽست وبشار ،وهذا ما نصت
علٌه أحكام المادة 29من نفس المنظومة القانونٌة ،وبإحداث المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ ٌكون المشرع قد أعلن
صراحة عن هٌاكل النظام القضائً اإلداري.
وبإعتقادنا أن اإلعالن الرسمً عن إنشاء المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ تم بموجب القانون رقم 27-00أعاله حٌث
نص المشرع بموجب المادة 29منه على ما ٌلً" :تحدث ست ( )1محاكم إدارٌة لإلستئناؾ ،"....فنالحظ إستخدام
مصطلح "تحدث" فً حٌن أن المؤسس الدستوري وبموجب المادة 679من الدستور نص على مهام مجلس الدولة
كهٌئة مقومة ألعمال المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ والمحاكم اإلدارٌة ولم ٌفرد هذه األخٌرة بنص خاص ٌعلن عن إحداثها
أو إنشائها أو تأسٌسها.
وبتارٌخ 61جوان 0200صدر القانون العضوي رقم 6213-00المتعلق بالتنظٌم القضائً حٌث حدد المشرع
بموجب المادة 20منه هٌاكل النظام القضائً اإلداري والمتمثلة فً مجلس الدولة والمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ
والمحاكم اإلدارٌة ،كما خصص الفصل األول من الباب الرابع منه للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ وحدد تشكٌلتها
وإختصاصاتها بموجب أحكام المادتٌن 02-09منه ،كما بٌن فً المواد من 00إلى 09من نفس القانون تنظٌم المحاكم
اإلدارٌة لإلستئناؾ وحدد مهام محافظ الدولة ،وأخضع اإلجراءات المتبعة أمامها ألحكام قانون اإلجراءات المدنٌة
واإلدارٌة ،ونص على تحدٌد كٌفٌات التسٌٌر اإلداري والمالً لها عن طرٌق التنظٌم.
ثم صدر بعد ذلك القانون العضوي رقم 66-00المعدل والمتمم للقانون العضوي رقم 26-99المتعلق بتنظٌم مجلس
الدولة وإختصاصاته ،14حٌث نصت المادة 62منه على إختصاص مجلس الدولة بالفصل فً الطعون باإلستئناؾ ضد
القرارات الصادرة عن المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لمدٌنة الجزائر فً دعاوى اإللؽاء والتفسٌر وتقدٌر المشروعٌة
للقرارات اإلدارٌة الصادرة عن السلطات اإلدارٌة المركزٌة والهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة.
كما نصت المادتٌن 66-0منه على إختصاص مجلس الدولة فً الطعون بالنقض والقضاٌا المخولة له بموجب
نصوص خاصة ،وهذا ما ٌفهم منه صراحة إحالة إختصاص الفصل فً الطعون باإلستئناؾ للمحاكم اإلدارٌة
لإلستئناؾ.
ثم بعد ذلك صدر القانون رقم 60-00المعدل والمتمم للقانون رقم 29-29المتضمن قانون اإلجراءات المدنٌة
واإلدارٌة ،15حٌث خصص المشرع الباب األول مكرر لإلجراءات المتبعة أمام المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ ،حدد
إختصاصاتها ،تشكٌلتها ،أجال رفع الدعوى ،وقؾ التنفٌذ ،الفصل فً القضٌة ،والطعن فً األوامر اإلستعجالٌة.
تطبٌقا ألحكام القانون رقم 27-00المتضمن التقسٌم القضائً صدر المرسوم التنفٌذي رقم 005-00الذي ٌحدد
دوائر اإلختصاص اإلقلٌمً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ ،16حٌث نصت المادة األولى منه على تحدٌد دوائر اإلختصاص
اإلقلٌمً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ تطبٌقا ألحكام المادة 62من القانون رقم 27-00المتضمن التقسٌم القضائً.
وتم تحدٌد ذلك بموجب الملحق األول لهذا المرسوم ،كما تم رفع عدد المحاكم اإلدارٌة إلى ثمان وخمسٌن ()59
محكمة عبر كامل التراب الوطنً ،على أن تنصب المحاكم اإلدارٌة الجدٌدة تدرٌجٌا عند توفر جمٌع الشروط
الضرورٌة لسٌرها.
وتطبٌقا ألحكام المادة 09من القانون العضوي رقم – 62-00السالؾ الذكر -صدر المرسوم التنفٌذي رقم 602-00
الذي ٌحدد كٌفٌات التسٌٌر اإلداري والمالً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ ،17والذي نص على إحداث أمانة عامة لدى
المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ ٌسٌرها أمٌن عام ٌوضع تحت سلطة محافظ الدولة وٌعتبر اآلمر الثانوي بصرؾ مٌزانٌة
315
خديجت لعريبي
المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ ،كما ٌكلؾ األمٌن العام باإللتزام بنفقات تسٌٌر المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ وتصفٌتها
واألمر بصرفها فً حدود اإلعتمادات الممنوحة ،كما ٌتولى مجال التسٌٌر اإلداري.
المحور الثاني :التنظيم الهيكلي للمحاكم اإلدارية لإلستئناف
تقتضً دراسة التنظٌم الهٌكلً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ التطرق إلى هٌكلتها (أوال) ثم تشكٌلتها (ثانٌا).
أوال :الهيكلة
نصت المادة 00من القانون العضوي رقم – 62-00السالؾ الذكر -على تنظٌم المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ فً
شكل ؼرؾٌ ،حدد عددها حسب طبٌعة وحجم النشاط القضائً بموجب أمر من رئٌسها وذلك بعد إستطالع رأي محافظ
الدولة.
وبناء علٌه نالحظ أن المشرع أسند مهمة تنظٌم المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ إلى رئٌسها وٌستند فً ذلك على طبٌعة
وحجم النشاط القضائً لهذه الهٌئة ،مع ضرورة األخذ برأي محافظ الدولة ،مع العلم أن المشرع لم ٌحدد عدد هذه
الؽرؾ.
كما أجاز المشرع بموجب الفقرة الثانٌة من المادة 00أعاله وعند اإلقتضاء تقسٌم ؼرؾ المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ
إلى أقسام ٌحدد عددها حسب طبٌعة وحجم النشاط القضائً لهذه الهٌئة ،وٌتم ذلك بموجب أمر من رئٌس المحكمة
اإلدارٌة لإلستئناؾ وذلك بعد إستطالع رأي محافظ الدولة.
ثانيا :التشكيلة
لقد خصص المشرع الفصل األول من الباب الرابع من القانون العضوي رقم – 62-00السالؾ الذكر -للمحاكم
اإلدارٌة لإلستئناؾ ،وأفرد تشكٌلتها بقسم خاص حٌث نصت المادة 02منه على أنه تتشكل المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ
من:
-قضاة الحكم،
-1قضاة الحكم:
أ -رئٌس برتبة مستشار بمجلس الدولة على األقل ،فقد فرض المشرع فً رئٌس المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ أن ٌكون
برتبة مستشار أي ٌحوز من الخبرة والكفاءة ما ٌخوله لتولً هذا المنصب ،ونؤٌد صنع المشرع فً ذلك نظرا
لخصوصٌة المنازعات اإلدارٌة.
أما عن صالحٌاته فقد خوله المشرع صالحٌة توزٌع قضاة الحكم فً بداٌة كل سنة قضائٌة على الؽرؾ أو األقسام
بموجب أمر وذلك بعد إستطالع رأي محافظ الدولة ،كما ٌجوز له أن ٌرأس أي ؼرفة أو قسم وهذا ما نصت علٌه أحكام
المادة 7من القانون العضوي رقم 62-00أعاله.
كما خول له المشرع صالحٌة تحدٌد أٌام وساعات وأماكن إنعقاد جلسات المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ فً بداٌة كل
سنة قضائٌة وٌتم ذلك بموجب أمر بعد إستطالع رأي محافظ الدولة وفق نص المادة 9من نفس المنظومة القانونٌة.
كما ٌحدد الجلسات خالل العطلة القضائٌة بموجب أمر ٌتضمن عدد وساعة وٌوم ونوع الجلسات ،وٌعٌن القضاة
المكلفٌن بالعمل أثناءها وذلك بعد إستطالع رأي محافظ الدولة ،وهذا ما نصت علٌه المادة 62من نفس القانون ،ومن
هنا ٌ مكننا القول أن المشرع منح صالحٌات متعددة لرئٌس المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ وإستوجب إلصدار أوامره
الخاصة بتوزٌع القضاة وتحدٌد زمان ومكان إنعقاد جلسات المحكمة وؼٌرها ضرورة إستطالع رأي محافظ الدولة دون
تحدٌد الطبٌعة القانونٌة لهذا الرأي من حٌث مدى إلزامٌته.
316
النظبم القبنوني للوحبكن اإلداريت لإلستئنبف
كما أن تطبٌق القواعد العامة تسمح بتخوٌل رئٌس المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ إضافة إلى مساهمته فً العمل
القضائً القٌام بأعمال إدارٌة تتعلق بالتسٌٌر واإلشراؾ اإلداري على المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ.18
هذا وألزم المشرع رئٌس المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ أن ٌوجه فً نهاٌة كل سنة تقرٌرا مرفقا بتقارٌر المحاكم
اإلدارٌة التابعة لها إلى رئٌس مجلس الدولة حول صعوبات تنفٌذ األحكام والقرارات القضائٌة ومختلؾ اإلشكاالت
المعاٌنة وإقتراح الحلول المالئمة لها وهذا ما نصت علٌه المادة 999من القانون رقم 60-00المعدل والمتمم لقانون
اإل جراءات المدنٌة واإلدارٌة ،وبدورنا نؤٌد فعل المشرع وهذا ما من شأنه ضمان تنفٌذ األحكام القضائٌة تجسٌدا لهٌبة
القضاء من جهة وحماٌة لحقوق األفراد من جهة ثانٌة ،باإلضافة إلى الحد من تعنت وتعسؾ اإلدارة العامة على تنفٌذ
األحكام القضائٌة الصادرة ضدها.
ب -نائب رئٌس أو نائبٌن إثنٌن ( )0عند اإلقتضاء ،وبموجب نص المادة 05من القانون العضوي رقم – 62-00
السالؾ الذكر -فً حالة حدوث مانع لرئٌس المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ ٌخلفه نائبه ،وفً حالة حدوث مانع ألحد القضاة
ٌستخلفه قاض آخر بموجب أمر من رئٌس المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ.
ج -هذا باإلضافة إلى رؤساء ؼرؾ ،ورؤساء أقسام عند اإلقتضاء ،ومستشارٌن لهم صفة القضاة ٌقومون بتكوٌن
التشكٌالت القضائٌة للفصل فً القضاٌا المطروحة أمامهم.19
هذا وإستوجب المشرع بموجب المادة 00من القانون العضوي رقم 62-00أعاله أن تفصل المحاكم اإلدارٌة
لإلستئنا ؾ بتشكٌلة جماعٌة ما لم ٌنص القانون على خالؾ ذلك ،وهو ما أكدته المادة 922مكرر 5من قانون
اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة ،وتتكون هذه التشكٌلة من ثالثة ( )0قضاة على األقل من بٌنهم رئٌس ومساعدان إثنان ()0
برتبة مستشار.
وٌفهم من نص المادتٌن 922-00مكرر 5أعاله أن المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ تتشكل من قضاة مجتمعٌن ،وحسنا
فعل المشرع عندما فرض التشكٌلة الجماعٌة ألن القضاء اإلداري هو قضاء إجتهادي ،كما أن ذلك ٌسمح بتعاون القضاة
بما لهم من خبرة وكفاءة لحسم النزاع المعروض علٌهم.20
أما عن المهام المنوطة به فهً محددة بموجب قانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة والنصوص الخاصة ،21وتتمثل فً
تقدٌم إلتماساته بعد إحالة الملؾ إلٌه من قبل القاضً وفق أحكام المادة 901منه ،وتقدٌم تقرٌره المكتوب إضافة إلى
تقدٌم مالحظات شفوٌة حول كل قضٌة قبل ؼلق باب المرافعات وهذا ما نصت علٌه أحكام المواد من 997إلى 922
من نفس القانون.
-3كتابة الضبط:
تضم المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ كتابة ضبط خولها المشرع مهام ال تختلؾ عن مهام كتابة ضبط الجهات القضائٌة
األخرى ،حٌث تقٌد عرٌضة إفتتاح الدعوى بسجل خاص وتؤشر على إٌداع مختلؾ المذكرات والمستندات وفق أحكام
المادة 922مكرر 7من القانون رقم – 60-00السالؾ الذكر ،-كما تتولى تبلٌػ المذكرات ومذكرات الرد مع الوثائق
المرفقة بها إلى الخصوم وذلك تحت إشراؾ القاضً المقرر وهذا ما نصت علٌه المادة 909من نفس القانون،
باإلضافة إلى ذلك ٌتم إخطار الخصوم بتارٌخ الجلسة من طرؾ أمانة الضبط وفق أحكام المادة 922مكرر 9التً
أحالت بدورها إلى تطبٌق أحكام المادة 971من قانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة.
باإلضافة إلى ذلك تتولى أمانة ضبط المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ حفظ أصول األحكام واألوامر لكل قضٌة ،كما أجاز
لها المشرع وبصفة إستثنائٌة تبلٌػ األحكام واألوامر إلى الخصوم بناء على أمر من رئٌس المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ
وهذا ما نصت علٌه المادة 922مكرر 9من القانون رقم – 60-00السالؾ الذكر -التً أحالتنا إلى تطبٌق أحكام
317
خديجت لعريبي
حدد المشرع بموجب المادة 7من القانون رقم 60-00المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة
اإلختصاص اإلقلٌمً (أوال) والنوعً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ (ثانٌا).
نصت المادة 9من القانون رقم 27-00المتضمن التقسٌم القضائً على إنشاء ست ( )1محاكم إدارٌة لإلستئناؾ،
هذا وال تطرح قواعد اإلختصاص اإلقل ٌمً أي إشكال قانونً إذ ٌعود للمنظم مهمة رسم المعالم الجؽرافٌة واإلقلٌمٌة لكل
محكمة إدارٌة لإلستئناؾ عن طرٌق التنظٌم 22وهذا ما أكدته المادة 62من القانون رقم 27-00والتً نصت على أن
دوائر إختصاص المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ ٌحدد عن طرٌق التنظٌم ،وتطبٌقا لذلك صدر المرسوم التنفٌذي رقم -00
005حٌث نصت المادة 20منه على أن دوائر اإلختصاص اإلقلٌمً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ تحدد طبقا للملحق
األول بهذا المرسوم.
وبتفحص هذا الملحق نالحظ أن المنظم حدد إختصاص إقلٌمً لكل محكمة إدارٌة لإلستئناؾ كما ٌلً:
-6المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ بالجزائر تشمل 62محاكم إدارٌة تابعة لدائرة إختصاصها وهً :الجزائر ،البلٌدة،
البوٌرة ،تٌزي وزو ،الجلفة ،المدٌة ،المسٌلة ،بومرداس ،تٌبازة ،عٌن الدفلى.
-0المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لوهران تشمل 60محكمة إدارٌة تابعة لدائرة إختصاصها وهً :وهران ،تلمسان،
تٌارت ،سعٌدة ،سٌدي بلعباس ،مستؽانم ،معسكر ،البٌض ،تٌسمسٌلت ،عٌن تموشنت ،ؼلٌزان ،الشلؾ.
-0المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لقسنطٌنة تشمل 65محكمة إدارٌة تابعة لدائرة إختصاصها وهً :قسنطٌنة ،أم البواقً،
باتنة ،بجاٌة ،جٌجل ،سطٌؾ ،سكٌكدة ،عنابة ،قالمة ،برج بوعرٌرٌج ،الطارؾ ،سوق أهراس ،مٌلة ،تبسة ،خنشلة.
-0المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لورقلة تشمل 66محكمة إدارٌة تابعة لدائرة إختصاصها وهً :ورقلة ،ؼرداٌة،
األؼواط ،الوادي ،بسكرة ،أوالد جالل ،إٌلٌزي ،توقرت ،جانت ،المؽٌر ،المنٌعة.
-5المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لتامنؽست تشمل 0محاكم إدارٌة تابعة لدائرة إختصاصها وهً :تامنؽست ،إن صالح،
إن قزام.
-1المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لبشار تشمل 7محاكم إدارٌة تابعة لدائرة إختصاصها وهً :بشار ،أدرار ،تندوؾ،
النعامة ،تٌمٌمون ،برج باجً مختار ،بنً عباس.
نالحظ أن اإلختصاص اإلقلٌمً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ الست ٌؽطً 59محكمة إدارٌة عبر كامل التراب
الوطنً بعد رفع عدد المحاكم اإلدارٌة إلى ثمان وخمسٌن ( )59محكمة عبر كامل التراب الوطنً 23كما نصت على
ذلك المادة 0من المرسوم التنفٌذي رقم – 005-00السالؾ الذكر ،-والذي حدد الملحق الثانً منه دوائر إختصاصها
اإلقلٌمً التً أصبحت تؽطً 59والٌة بعد رفع عدد الوالٌات بموجب المادة 20من القانون رقم 60-69المعدل
والمتمم للقانون رقم 29-90المتضمن التنظٌم اإلقلٌمً للبالد.24
بعد إستحداث المؤسس الدستوري للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ بموجب المادة 679من دستور سنة 0202واكبتها
عدة إصالحات تشرٌعٌة ،تطبٌقا لذلك صدر القانون العضوي رقم 62-00المتعلق بالتنظٌم القضائً حٌث نصت المادة
09منه الواردة فً الفصل األول من الباب الرابع المعنون بـ" :المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ" على ما ٌلً" :تعد المحكمة
اإلدا رٌة لإلستئناؾ جهة إستئناؾ لألحكام واألوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارٌة.
318
النظبم القبنوني للوحبكن اإلداريت لإلستئنبف
نالحظ من نص المادة أعاله أن المشرع نصب المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ كقاضً إستئناؾ فً الهرم القضائً
اإلداري الذي ٌعلوه مجلس ا لدولة وقاعدته المحاكم اإلدارٌة ،وخول المشرع لهذه الجهة القضائٌة صالحٌة النظر فً
إستئناؾ األحكام واألوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارٌة ،كما عهد لها إختصاص الفصل فً القضاٌا المخولة لها
بموجب نصوص خاصة.
وتضٌؾ المادة 922مكرر من القانون رقم 60-00المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة بقولها" :
تختص المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ بالفصل فً إستئناؾ األحكام واألوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارٌة.
وتختص المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ للجزائر بالفصل كدرجة أولى فً دعاوى إلؽاء وتفسٌر وتقدٌر مشروعٌة
القرارات اإلدارٌة الصادرة عن السلطات اإلدارٌة المركزٌة والهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة".
بإستقراء نص المادتٌن 09و 922مكرر أعاله نستنتج أن المشرع حدد إختصاص المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ
بموجب القانون العضوي رقم 62-00المتعلق بالتنظٌم القضائً والمتمثل فً الفصل فً إستئناؾ األحكام واألوامر
الصادرة عن المحاكم اإلدارٌة ،باإلضافة إلى إختصاصها بالفصل فً القضاٌا المخولة لها بموجب نصوص خاصة ،أي
أن المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لها إختصاصٌن إذ تعد قاضً إستئناؾ تفصل فً الطعون باإلستئناؾ ضد األحكام
واألوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارٌة صاحبة الوالٌة العامة فً المنازعات اإلدارٌة ،كما تتولى الفصل كقاضً أول
درجة فً القضاٌا المخولة لها بموجب نصوص خاصة.
وبذلك ٌكون المشرع قد أزال اإلشكاالت القانونٌة المطروحة سابقا والمتعلقة بإختصاص مجلس الدولة بالنظر فً
إستئناؾ أحكام المحاكم اإلدارٌة والتً كانت محل إنتقاد الكثٌر من الفقهاء نظرا لإلختصاصات المنوطة بهذه الهٌئة من
جهة ،باإلضافة إلى مساس ذلك بمبدأ التقاضً على درجتٌن من جهة أخرى.
وحري بنا اإلشارة أن المادة 922مكرر أعاله أضافت إختصاص آخر للمحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ للجزائر ،فإلى
جانب إختصاصها بالفصل فً إستئناؾ أحكام وأوامر المحاكم اإلدارٌة التابعة لدائرة إختصاصها كؽٌرها من المحاكم
اإلدارٌة لإلستئناؾ ،تختص كذلك بالفصل كدرجة أولى فً دعاوى إلؽاء وتفسٌر وتقدٌر مشروعٌة القرارات اإلدارٌة
الصادرة عن السلطات اإلدارٌة المركزٌة والهٌئات العمومٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة.
وبناء علٌه ٌكون المشرع قد سحب من مجلس الدولة إختصاصه كدرجة أولى وأخٌرة للفصل فً دعاوى اإللؽاء
والتفسٌر وتقدٌر المشروعٌة فً القرارات اإلدارٌة الصادرة عن السلطات اإلدارٌة المركزٌة والهٌئات العمومٌة الوطنٌة
والمنظمات المهنٌة الوطنٌة كما كانت تنص على ذلك المادة 9من القانون العضوي رقم 60-66المتضمن
إختصاصات مجلس الدولة.
ومن جانبنا نثمن فعل المشرع بسحب هذا اإلختصاص من مجلس الدولة والذي شكل إنتهاك صارخ لمبدأ التقاضً
على درجتٌن بحجب طرٌق من طرق الطعن المكفولة قانونا وهو طرٌق اإلستئناؾ ،25وكذلك حتى ٌتفرغ هذا األخٌر
ألداء دوره الدستوري المنوط به والمتمثل فً تقوٌم أعمال المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ والمحاكم اإلدارٌة والجهات
األخرى الفاصلة فً المواد اإلدارٌة ،وضمان توحٌد اإلجتهاد القضائً فً جمٌع أنحاء البالد والسهر على إحترام
القانون كما نصت على ذلك المادة 679من التعدٌل الدستوري لسنة .0202
ؼٌر أن المشرع وبموجب القانون العضوي رقم – 66-00السالؾ الذكر -عهد لمجلس الدولة بإختصاص الفصل فً
إستئناؾ القرارات الصادرة عن المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لمدٌنة الجزائر فً دعاوى إلؽاء وتفسٌر وتقدٌر مشروعٌة
القرارات اإلدارٌة الصادرة عن السلطات اإلدارٌة المركزٌة والهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة
وهذا ما نصت علٌه المادة 62من القانون السالؾ الذكر ،وهو ما أكدته أٌضا أحكام المادة 920من القانون رقم -00
60المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة.
وبناء علٌه ٌمكن القول أن المؤسس الدستوري وبموجب التعدٌل الدستوري األخٌر وبإستحداثه للمحاكم اإلدارٌة
لإلستئناؾ وتخوٌلها سلطة النظر فً الطعون باإلستئناؾ المرفوعة ضد األحكام واألوامر الصادرة عن المحاكم اإلدارٌة
ٌكون قد خص مجلس الدولة كهٌئة قضائٌة علٌا بالنظر فً الطعون بالنقض وهذا ما من شأنه تخفٌؾ الضؽط على هذه
الهٌئة ألداء دورها الدستوري من جهة ،وتكرٌس مبدأ التقاضً على درجتٌن كضمانة لحقوق األفراد من جهة أخرى.
319
خديجت لعريبي
ؼٌر أن المشرع وبموجب القانون العضوي رقم – 66-00السالؾ الذكر أبقى على دور مجلس الدولة كقاضً
إستئناؾ فً القرارات الصادرة عن المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لمدٌنة الجزائر ،ومن هنا ٌمكننا القول أن المشرع
وبإنشائه للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ كهٌئة تتوسط الهرم القضائً اإلداري منح لها إختصاص النظر فً الطعون
باإلستئناؾ وهذا هو اإلختصاص األصلً لها ،كما خولها إختصاص الفصل كقاضً أول درجة فً القضاٌا المخولة لها
بموجب نصوص خاصة.
وأفرد المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ للجزائر للفصل كدرجة أولى فً دعاوى اإللؽاء والتفسٌر وتقدٌر المشروعٌة ضد
القرارات اإلدارٌة الصادرة عن الجهات المذكورة فً المادة 922مكرر أعاله.
أي أن المشرع لم ٌحصر إختصاص المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ للنظر فً الطعون باإلستئناؾ فقط ،ضؾ إلى ذلك
وإذا كان المؤسس الدستوري قد ضبط إختصاصات مجلس الدولة بموجب المادة 679من الدستور ،ؼٌر أن المشرع
تدخل بموجب القانون العضوي رقم 66-00المتعلق بمجلس الدولة والقانون رقم 60-00المعدل والمتمم لقانون
اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة وأضاؾ إختصاصات أخرى لهذه الهٌئة ،حٌث منحه إختصاص النظر كقاضً إستئناؾ فً
القرارات الصادرة عن المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لمد ٌنة الجزائر ،ومن هنا ٌمكننا القول أن المشرع إستحدث هٌئتٌن
قضائٌتٌن لإلستئناؾ فً النظام القضائً اإلداري المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ منجهة ومجلس الدولة من جهة أخرى.
هذا وحري بنا اإلشارة هنا أن المشرع وبموجب قانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة وقع فً تناقض عند تحدٌد
إختصاص المحاكم اإلدارٌة والمحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ لمدٌنة الجزائر فٌما ٌخص منازعات الهٌئات العمومٌة
الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة.
فمن جهة وبموجب المادة 0من القانون رقم 60-00المعدلة والمتممة للمادة 922من قانون اإلجراءات المدنٌة
واإلدارٌة نص المشرع على أن المحاكم اإلدارٌة هً جهات الوالٌة العامة فً المنازعات اإلدارٌة ،كما تختص بالفصل
فً أول درجة بحكم قابل لإلستئناؾ فً جمٌع القضاٌا التً تكون الدولة أو الوالٌة أو البلدٌة أو إحدى المؤسسات
العمومٌة ذات الصبؽة اإلدارٌة أو الهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة طرفا فٌها ،بمعنى أن المحاكم
اإلدارٌة تفصل كقاضً أول درجة بحكم قابل لإلستئناؾ فً المنازعات المتعلقة بالهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات
المهنٌة الوطنٌة.
ومن جهة أخرى نص المشرع بموجب المادة 922مكرر من نفس المنظومة القانونٌة على إختصاص المحكمة
اإلدارٌة لإلستئناؾ للجزائر بالفصل كدرجة أولى ولٌس كقاضً إستئناؾ فً دعاوى اإللؽاء والتفسٌر وتقدٌر
المشروعٌة للقرارات اإلدارٌة الصادرة عن الهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة ،وتكون قراراتها قابلة
للطعن باإلستئناؾ أمام مجلس الدولة كما نصت على ذلك المادة 920من نفس القانون.
بتدقٌق المالحظة فً نص المادتٌن 922و 922مكرر أعاله ،نالحظ أن المشرع فٌما ٌخص القضاٌا التً تكون
الهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة طرفا فٌها جعلها تارة من إختصاص المحاكم اإلدارٌة التً تفصل
ف ٌها كقاضً أول درجة بحكم قابل لإلستئناؾ أمام المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ ،لٌعود المشرع وبنفس القانون ٌنص على
أن نزاعات الهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة تفصل فٌها المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ للجزائر
كدرجة أولى بقرار قابل للطعن باإلستئناؾ أمام مجلس الدولة.
ومنه ٌمكننا القول رؼم أن المشرع خطى خطوة مهمة بإستحداث المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ كجهة قضائٌة تتوسط
هٌاكل القضاء اإلداري ؼٌر أنه لم ٌوفق فً ضبط إختصاصات هذه الهٌئات.
باإلضافة إلى ذلك خول المشرع بموجب المادة 0من القانون رقم 60-00التً تعدل وتتمم المادة 929من قانون
اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة لرئٌس مجلس الدولة صالحٌة الفصل فً تنازع اإلختصاص بٌن محكمة إدارٌة ومحكمة
إدارٌة لإلستئناؾ ،كما عهد لرئٌس المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ صالحٌة الفصل فً تنازع اإلختصاص بٌن محكمتٌن
إدارٌتٌن تابعتٌن لدائرة إختصاص نفس المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ.
وبالنسبة لطبٌعة اإلختصاص فقد أحالتنا المادة 922مكرر 0إلى تطبٌق أحكام المادة 927من قانون اإلجراءات
المدنٌة واإلدارٌة ،والتً نصت على أن اإلختصاص النوعً واإلقلٌمً من النظام العامٌ ،جوز إثارته من أحد الخصوم
فً أٌة مرحلة كانت علٌها الدعوى ،كما ٌجب إثارته تلقائٌا من طرؾ القاضً.
320
النظبم القبنوني للوحبكن اإلداريت لإلستئنبف
خاتمة:
ٌبدو لنا من خالل هذه الدراسة الموجزة للنظام القانونً للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ أن المشرع وبإستحداث هذه
الجهة القضائٌة ٌكون قد أكمل بناء هٌاكل النظام القضائً اإلداري كمظهر من مظاهر دولة الحق والقانون لما لها من
دور مهم فً حماٌة الحقوق والحرٌات.
وٌحسب للمشرع الجزائري هذه الخطوة المهمة على الصعٌد القضائً والتً أحدث بموجبها إنسجام وتناسق بٌن
جهات القضاء اإلداري ونظٌرتها جهات القضاء العادي ،كما تم تبسٌط إجراءات التقاضً فً المادة اإلدارٌة وتقرٌب
العدالة من المواطن.
فضال على ذلك فإن إنشاء المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ سٌنعكس إٌجابا على مجلس الدولة كجهة قضائٌة علٌا بعد
سحب إختصاصاته كقاضً أول وآخر درجة وقاضً إستئناؾ ،فٌتفرغ لممارسة إختصاصه األصلً المتعلق بالفصل
فً الطعون بالنقض إضافة إلى دوره التقوٌمً واإلجتهادي.
-تتمٌز المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ بأساس دستوري ٌتجسد فً نص المادة 179من الدستور ،إضافة إلى أسس
تشرٌعٌة وتنظٌمٌة متعددة.
-تنظم المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ فً شكل ؼرؾ ٌ مكن تقسٌمها إلى أقسام عند اإلقتضاءٌ ،حدد عددها حسب طبٌعة
وحجم النشاط القضائً.
-حدد المنظم بموجب المرسوم التنفٌذي رقم 435-22عدد المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ بست ( )6محاكم تؽطً 58
محكمة إدارٌة عبر كامل التراب الوطنً.
-دسترة مبدأ التقاضً على درجتٌن فً المادة اإلدارٌة بموجب المادة 165من التعدٌل الدستوري لسنة .2222
-إكتمال هٌاكل القضاء اإلداري بإستحداث المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ ومنحها إختصاص الفصل فً الطعون
باإلستئناؾ لٌسترجع بذلك مجلس الدولة إختصاصه األصلً والمتمثل فً النظر فً الطعون بالنقض ،إضافة إلى دوره
التقوٌمً واإلجتهادي الذي خصه به المؤسس الدستوري.
-ترتب على إنشاء محاكم إدارٌة لإلستئناؾ ضرورة إعادة النظر فً قواعد توزٌع اإلختصاص بٌن جهات القضاء
اإلداري ،حٌث إحتفظت المحكمة اإلدارٌة بدورها كجهة والٌة عامة للفصل فً المنازعات اإلدارٌة كقاضً أول درجة
بحكم قابل لإلستئناؾ أمام المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ ،وبالمقابل إسترجع مجلس الدولة إختصاصه األصلً كقاضً
نقض.
-عهد المشرع للمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ ممارسة إختصاص قاضً اإلستئناؾ وهذا ما ٌوحً بسحب هذا اإلختصاص
من مجلس الدولة الذي مارسه لحقبة زمنٌة طوٌلة وطالته العدٌد من اإلشكاالت القانونٌة واإلنتقادات ،لكن بالمقابل تدخل
المشرع بموجب المادة 922ق.إ.م.إ وأبقى لمجلس الدولة ممارسة إختصاص الفصل فً الطعون فً اإلستئناؾ فً
مجال ضٌق ومحدود.
-إستحدث المشرع بم وجب التعدٌل الدستوري األخٌر ومختلؾ اإلصالحات التشرٌعٌة المواكبة له جهتٌن لإلستئناؾ فً
المادة اإلدارٌة ،المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ ،ومجلس الدولة بالنسبة لقرارات المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ للجزائر
العاصمة بخصوص النزاعات المتعلقة بالهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة.
-ضرورة سن قانون إجرائً خاص بالمنازعة اإلدارٌة ومستقل عن إجراءات التقاضً أمام جهات القضاء العادي.
321
خديجت لعريبي
-مواكبة لإلصالحات التشرٌعٌة للمنظومة القانونٌة الخاصة بالمنازعات اإلدارٌة ال بد من سن قانون خاص بالمحاكم
اإلدارٌة لإلستئناؾ.
-ضرورة تدخل المشرع إلزالة اللبس والتناقض فٌما ٌخص قواعد توزٌع اإلختصاص بٌن هٌاكل القضاء اإلداري،
بمنح المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ إختصاص الفصل فً الطعون باإلستئناؾ المرفوعة ضد أحكام المحاكم اإلدارٌة،
وسحب إختصاص قاضً اإلستئناؾ المخول لمجلس الدولة بخصوص قرارات المحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ للجزائر
العاصمة لٌتفرغ لممارسة إختصاص الفصل فً الطعون بالنقض فقطن إضافة إلى دوره التقوٌمً واإلجتهادي
واإلستشاري.
-ضرورة تدخل المشرع إلزالة التناقض بٌن أحكام المادتٌن 822و 922مكرر من قانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة
بخصوص المنازعات المتعلقة بالهٌئات العمومٌة الوطنٌة والمنظمات المهنٌة الوطنٌة والتً جعلها من إختصاص
المحاكم اإلدارٌة تارة ،والمحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ للجزائر العاصمة تارة أخرى.
الهوامش:
- 1عمار بوضٌاؾ ،توزٌع قواعد اإلختصاص القضائً بٌن مجلس الولة والمحاكم اإلدارٌة فً التشرٌع الجزائري ،مجلة
التواصل ،العدد ،2226 ،17ص .182
- 2الفاسً فاطمة الزهراء ،المحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ فً الجزائر –األسس واألثار ،-مجلة الدراسات القانونٌة المقارنة ،العدد
،21المجلد ،2223 ،29ص .312
- 3التعدٌل الدستوري لسنة ،1996الصادر بموجب المرسوم الرئاسً رقم 438-96المؤرخ فً 27دٌسمبر ٌ ،1996تعلق
بإصدار نص تعدٌل الدستور المصادق علٌه فً إستفتاء 28نوفمبر ،1996ج.ر عدد 76 :المؤرخة فً 28دٌسمبر .1996
- 4عمار بوضٌاؾ ،القضاء اإلداري فً الجزائر ،دراسة وصفٌة تحلٌلٌة مقارنة( ،د.ط) ،جسور للنشر والتوزٌع ،الجزائر،
،2228ص .95
- 5القانون رقم 22-98المؤرخ فً 32ماي ٌ ،1998تعلق بالمحاكم اإلدارٌة ،ج.ر عدد 37 :المؤرخة فً 21جوان .1998
- 6التعدٌل الدستوري لسنة ،2216الصادر بموجب القانون رقم 21-16المؤرخ فً 26مارس ٌ ،2216تضمن التعدٌل
الدستوري ،ج.ر عدد 14 :المؤرخة فً 27مارس .2216
- 7ؼالبً بوزٌد ،مكً حمشة ،النظام القانونً للمحكمة اإلدارٌة لإلستئناؾ فً الجزائر ،مجلة المفكر ،العدد ،21المجلد ،18
،2223ص .325
- 8التعدٌل الدستوري لسنة 2222الصادر بموجب المرسوم الرئاسً رقم 442-22المؤرخ فً 32دٌسمبر ٌ ،2222تعلق
بإصدار التعدٌل الدستوري المصادق علٌه فً إستفتاء أول نوفمبر ،2222ج.ر عدد 82 :المؤرخة فً 32دٌسمبر .2222
- 9الفاسً فاطمة الزهراء ،المرجع السابق ،ص .314
- 10األمر رقم 21-21المؤرخ فً 12مارس ،2221المتعلق بنظام االنتخابات ،ج.ر عدد 17 :المؤرخة فً 12مارس .2221
- 11أنظر المادة 129من األمر رقم ،21-21القانون نفسه.
- 12القانون رقم 27-22المؤرخ فً 25ماي ٌ ،2222تضمن التقسٌم القضائً ،ج.ر عدد 32 :المؤرخة فً 14ماي .2222
- 13القانون العضوي رقم 12-22المؤرخ فً 29جوان ٌ ،2222تعلق بالتنظٌم القضائً ،ج.ر عدد 41 :المؤرخة فً 16جوان
.2222
- 14القانون العضوي رقم 11-22المؤرخ فً 29جوان ٌ ،2222عدل وٌتمم القانون العضوي رقم 21-98المؤرخ فً 32ماي
1998والمتعلق بتنظٌم مجلس الدولة وسٌره وإختصاصاته ،ج.ر عدد 41 :المؤرخة فً 16جوان .2222
- 15القانون رقم 13-22المؤرخ فً ٌ 12ولٌو ٌ ،2222عدل وٌتمم القانون رقم 29-28المؤرخ فً 25فٌفري 2228والمتضمن
قانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة ،ج.ر عدد 48 :المؤرخة فً ٌ 17ولٌو .2228
- 16المرسوم التنفٌذي رقم 435-22المؤرخ فً 11دٌسمبر ٌ ،2222حدد دوائر اإلختصاص اإلقلٌمً للمحاكم اإلدارٌة
لإلستئناؾ والمحاكم اإلدارٌة ،ج.ر عدد 84 :المؤرخة فً 14دٌسمبر .2222
- 17المرسوم التنفٌذي رقم 122-23المؤرخ فً 18مارس ٌ ،2223حدد كٌفٌات التسٌٌر اإلداري والمالً للمحاكم اإلدارٌة
والمحاكم اإلدارٌة لإلستئناؾ ،ج.ر عدد 18 :المؤرخة فً 21مارس .2223
- 18محمد الصؽٌر بعلً ،الوسٌط فً المنازعات اإلدارٌة( ،د.ط) ،دار العلوم للنشر والتوزٌع ،عنابة ،الجزائر ،2229 ،ص .82
- 19محمد الصؽٌر بعلً ،الوجٌز فً اإلجراءات القضائٌة اإلدارٌة( ،د.ط) ،دار العلوم للنشر والتوزٌع ،عنابة ،الجزائر،2212 ،
ص .14
- 20عمار بوضٌاؾ ،القضاء اإلداري فً الجزائر ،دراسة وصفٌة تحلٌلٌة مقارنة ،المرجع السابق ،ص .127
- 21أنظر المادة 36من القانون العضوي رقم ،12-22السالؾ الذكر.
322
النظبم القبنوني للوحبكن اإلداريت لإلستئنبف
- 22عمار بوضٌاؾ ،القضاء اإلداري فً الجزائر ،دراسة وصفٌة تحلٌلٌة مقارنة ،المرجع السابق ،ص .117
- 23الفاسً فاطمة الزهراء ،المرجع السابق ،ص .316
- 24القانون رقم 12-19المؤرخ فً 11دٌسمبر ٌ 2219عدل وٌتمم القانون رقم 29-84المؤرخ فً 24فٌفري 1984والمتعلق
بالتنظٌم اإلقلٌمً للبالد ،ج.ر عدد 78 :المؤرخة فً 18دٌسمبر .2219
-المرسوم الرئاسً رقم 117-21المؤرخ فً 22مارس ٌ 2221تمم المرسوم رقم 79-84المؤرخ فً 23أفرٌل 1984الذي
ٌحدد أسماء الوالٌات ومقارها ،ج.ر عدد 22 :المؤرخة فً 25مارس .2221
- 25عمار بوضٌؾ ،دعوى اإللؽاء فً قانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة ،دراسة تشرٌعٌة وقضائٌة وفقهٌة ،الطبعة األولى،
جسور للنشر والتوزٌع ،الجزائر ،2229 ،ص .127-126
323