Professional Documents
Culture Documents
السنة اجلامعية
2023/202
مقدمة :
ختضع اإلدارة عند ممارسة نشاطها ملبدأ املرشوعية واذلي يفرض توافق الترصفات اليت تصدر عهنا مع القواعد
القانونية املوضوعة سلفا و املرشوعية يه رقابة القضاء عىل أعامل اإلدارة وتسمى دعوي املرشوعية أو دعوى اإللغاء،
ويه دعوة توجه إىل حممكة متخصصة يف اإللغاء بسبب جتاوز السلطة (الشطط يف استعامل السلطة) .ويستعمل لفظي
املرشوعية والرشعية مكرتادفني عند بعض فقهاء القانون العام واستعمل البعض اآلخر لكمة الرشعية بدل املرشوعية
عند فقهاء القانون اخلاص ،ولكن إذا ما مت التدقيق ما بني املصطلحني ،جتد أن هناك اختالف بيهنام فاملرشوعية وترمجهتا
ابلفرنسية Legalitéتعين احرتام قواعد القانون القامئة فعال يف اجملمتع ،أي مرشوعية وضعية قانونية قامئة ،يف حني تعين
1
لكمة الرشعية اليت تقابلها ابلفرنسية Legitimeالعداةل وما جيب أن يكون عليه القانون
فلتحقžق مبžدا املرشوعية جيب أن تقžوم ادلوةل عىل األسžس التاليžة :اوال مبžدأ فصžل السلطات ،اثنيžا خضžوع اإلدارة
للقانون ،اثلثا حتديد الاختصاصات اإلدارية بصورة واحضة ،رابعا إخضاع اإلدارة لرقابة القضاء.
و نتيجة ألمهيžžة القžžرار اإلداري أكحد امه وسžžائل اإلدارة القانونيžžة فقžžد حظي قضžžاء اإللغ žاء بأمهيžžة خاصžžة مضن ابيق
املنازعات اإلدارية الراجئة أمام احملامك اإلدارية ابعتبار أن هذا القضاء يقوم أساسžا عىل ضامن بقžاء اإلدارة عنžžد إصžžدارها
لقراراهتا اإلدارية داخل إطار املرشوعية.
و يعد ادلفع بعدم الرشعية من ادلفوع اليت يمتسك هبا صاحب املصلحة من اجل البث فامي اذا اكن القرار اذلي بين عليه
احلمك الاسايس مرشوعا ام ال ،و قد تعرف دعوى حفص رشعية القرارت الادارية ،عىل اهنا تكل ادلعوى اليت يرفعهžžا
2
صاحب الشأن امام القضاء اخملتص بغرض املطالبة بغرض حفص رشعية قرار اداري ،و اقرار رشعيته من عدمه،
وقد مر تقدير رشعية القرارات اإلداريžة بتطžور اترخيي كبري ،حيث انžه قبžل إحداث احملامك اإلداريžة اكن القايض وهžو
بيت يف املادة اإلداريžžة ال ميكل الاختصžžاص من أجل النظžžر يف رشعية القžžرارات اإلداريžžة إال إذا اكن ذكل مرتبطžžا
بتحديžžد مسžžؤولية اإلدارات العموميžžة ،مžžع ذكل ظžžل أسلوب ادلفع بعžžدم املرشوعية غري اكف لضامن احرتام الرشعية
اإلدارية يف غياب دعوى اإللغžžاء إال أنžžه بعžžد إحداث اجمللس األعىل حممكة النقض حاليžžا مبقتىض ظهري 27شتنرب 1957
اذلي أصبح خمتصا وحده ابلنظر يف دعوى اإللغžžاء بسبب الشطط يف استعامل السلطة .غري أن هžžذا ال مينžžع القايض من
مراقبžžة رشعية القžžرارات اإلداريžžة مبناسبة بتžžه يف ادلعوى املرتبطžžة هبذه القžžرارات ومن مث فžžإن القايض اذلي بيت يف
ادلعوى هžžو نفسžžه اذلي يقžžوم بفحص الرشعية ومžžع إحداث احملامك اإلداريžžة سنة 1993ومن بعžžدها حمامك الاستئناف
اإلداريžžة يف سنة ،2006استقلت دعžžوى حفص الرشعية بعžžدما اكنت جمرد دفžžع بفحص الرشعية وهžžو ادلفع اذلي يمت
1مليكة الرصوخ ،مرشوعية القرارات اإلدارية ،مطبعة دار القمل ،الطبعة األوىل ،2011 ،ص .27
2عامر بوضياف ،دعوى الالغاء يف قانون الاجراءات املدنية و الادارية ،مطبعة جسور للنرش و التوزيع ،ط .2009 ،1ص .6
2
مبناسبة دعوى راجئة أمام احملامك العادية ،ودعوى حفص الرشعية يف ادلعوى الžžيت يرفعهžžا أحد األشخاص ملطالبžžة احملمكة
بتقدير القرار اإلداري والترصحي بعدم املرشوعية،
و ابلت žžايل ف žžإذا اكن املغ žžرب ق žžد أخذ ابحللول املستخلص žžة من الاجهتاد القض žžايئ الفرنيس يف موض žžوع حفص رشعية
القرارات اإلدارية مع بعض التعديالت املتخذة من قبل اجهتاد اجمللس األعىل اذلي حدد جمال الاختصاص يف املوضوع،
فžžإن ق žانون 41-90اذلي أسند الاختصžžاص بفحص الرشعية للمحامك اإلداريžžة سزييل نسبيا التقييžžد اذلي اكن يفرضžžه
اجمللس األعىل خصوصžžžا مسžžžأةل عدم عرقةل أعامل اإلدارات العموميžžžة بسبب احليلوةل دون تنفيžžžذ قراراهتا .ويف نفس
الوقت فإن الاختصاص الشامل للقضاء للبت يف ادلعوى من شانه أن يلطف من املفهوم الضيق ملبžžدأ فصžžل السلطات
3
القضائية واإلدارية.
و منه وجب حتليل اشاكلية رئيسية متعلقة ابدلفع بعدم املرشوعية ،عىل ضوء املادة 44من القانون .41.90
و منه تثار مجموعة من النقط اليت سيمت جردها عىل شلك اسئةل فرعية:
ما يه امه حمطات ادلفع بعدم الرشعية ابملغرب؟ -
و ما يه تطبيقاته ؟ -
و اىل اي حد ميكن اعتبار ما آل اليه الترشيع حيفظ حقوق الافراد و حرايهتم؟ -
التصممي :
املبحث الاول :تطور ادلفع بعدم الرشعية،
املبحث الثاين :تطبيقات ادلفع بعدم الرشعية،
3
حسن حصيب ،القضاء الاداري املغريب ،سلسة دراسات و احباث يف الادارة و القانون ،الطبعة الثانية ماي ،2019ص .546
3
املبحث الاول :تطور ادلفع بعدم الرشعية.
إن مبžžدأ مراقبžžة رشعية القžžرارات اإلداريžžة من طžžرف احملامك القضžžائية عžžرف منžžذ صžžدور الظهري 1913املتعلžžق
ابلتنظمي القضايئ ،مما يستدعي حتديد طبيعته القانونيžة .وجيد هžذا املبžدأ مربره بشžلك أسايس يف غيžاب طعن من أجل
الشطط يف استعامل السلطة .لكن إبحداث اجمللس الاعىل مبقتىض ظهري 1957املنشžžžžžžžئ للطعن ابلشطط يف استعامل
السلطة عرف قضاء حفص الرشعية أزمة ،عىل الžرمغ من أن احملامك القضžائية ويه تبت يف املادة اإلداريžة تراقب كžذكل
مرشوعية القرارات اإلدارية.
وايحداث احملامك اإلداري žžة مت بعث وإ حي žžاء قض žžاء حفص الرشعية من جدي žžد ،ال سامي وأن املرشع أعطى الاختص žžاص
برصحي العبارة لهذه احملامك من أجل تقدير رشعية القرارات اإلدارية .و عىل هžžذا الاسžžاس سنتناول تطžžور قضžžاء حفص
الرشعية عرب مرحليت الاوىل قبل احداث اجمللس الاعىل ،و الثانية بعد احداث اجمللس الاعىل.
املطلب الاول :ادلفع بعدم الرشعية قبل احداث اجمللس الاعىل سنة .1957
لقد عرف قضžاء حفص الرشعية قبžل إحداث اجمللس األعىل سنة 1957تطžور همام ،ألن احملامك خالل هžذه املرحةل
حاولت تعويض غياب طعن ابلغاء القرارات اإلدارية غري املرشوعة والتخفيف من اآلاثر املرتتبة من منع هذه احملامك طبقا
للفقرة اخلامسة من الفصل الثاين من ظهري التنظمي القضايئ من النظر يف لك طلب يراد به إلغžžاء قžžرار صžžادر عن إدارة
معومية ،وبذكل مل يبق للقايض سوى احلمك عىل اإلدارة بأداء مبالغ مالية.
وعىل الرمغ من ذكل فإنه ال يوجد أي نص ترشيعي حيول دون نظر هذه احملامك يف رشعية القžžرار إذا اكن من شžأن ذكل
حتديد مسؤولية ادلوةل أو اإلدارة .ذلكل فالقايض يربر اختصاصه لفحص رشعية القرارات اإلدارية انطالقا من كونه هžžو
املؤهل لتطبيق القانون ،وابلتايل ال ميكنه تطبيق قرارات إدارية غري مرشوعة.
ويطبžžق حفص الرشعية سžžواء يف املادة املدنيžžة أو التجاريžžة أو الزجريžžة عىل اعتبžžار أنžžه ال ميكن تصžžور تواجد خمالفžžة
تستحق العقžžاب يف هžžذا اجملال إال إذا اكن هنžžاك قžžرار إداري غري رشعي .وإ ذا اكن مشžžلك تقžžدير رشعية القžžرارات
اإلدارية مطروحا منذ فرتة امحلاية ،فإن احملامك املغربيžžة حاولت اقتبžžاس اخلطžžوط الرئيسية للحلžžول املوجžžودة يف القžانون
والاجهتاد القضžžايئ الفرنسيني يف املوضžžوع .ويف هžžذا اإلطžžار ولتوفري امحلايžžة للمžžوظفني الفرنسيني اذلين يعملžžون يف
املغرب ،فإنه مت سن ظهري فاحت شتنرب 1928ومرسوم فرنيس بتارخي 23نونرب ،1928خيوالن لهؤالء املوظفني إماكنيžžة
تق žžدمي طع žžون من أجل الشطط يف استعامل السلطة أم žžام جملس ادلوةل الفرنيس خبص žžوص الق žžرارات الص žžادرة عن
السلطات اإلدارية فامي يتعلق بنظام املوظفني.
ورمغ ذكل فإن القضاء املغžريب قžžد أسžس لقضžاء حفص الرشعية من خالل العديžد من األحاكم القضžائية ،فقžد اعتربت
حممكة الاستئناف ابلرابط ،أنه ابستثناء ما يتعلžžق ابملوظفني ،فžžإن القžžرارات اإلداريžžة الصžžادرة من سلطات مغربيžžة ال
4
ميكن أن تكون موضوعا للطعن أمام جملس ادلوةل الفرنيس وما دامت حمامك إدارية غري موجودة ،فإن احملامك القضžžائية جتد
نفسها جمربة عىل تطبيق خمتلف قžžرارات اإلدارة بžدون مراقبžة ،رمغ مžžا ميكن أن تتضمنه هžžذه القžرارات من خروقžžات
قانونية واحضة.
وقد رصحت احملامك القضžائية ابختصاصها يف منازعات ادلوةل املغربيžة معتربة أن ادلفع بعžدم الرشعية ميكن قبوهل ابلنسبة
مجليžžع القžžرارات اإلداريžžة وبžžدون أي حتفžžظ" ،وقžžد ذهبت إىل أبعžžد من ذكل ومزيت يف إطžžار مراقبžžة املرشوعية بني
الظهائر القوانني والظهائر املراسمي .
واجلدير ابذلكر أن دعوى حفص رشعية القرارات اإلدارية ختتلف من دعوى اإللغاء ،حبيث إذا اكنت هذه األخرية تريم
إىل إلغžžاء قžžرار إداري غري رشعي بنžžاء عىل طلب املعžžين ابألمر اذلي هل مصلحة يف رفžžع ادلعوى فžžإن دعžžوى حفص
الرشعية متكن القاىض من النظžžر يف ادلعوى .ويžžدفع ابلتžžايل أمامžžه بعžžدم رشعية ترصفات اإلدارة ،فيقžžوم ابلنظر يف
رشعية تكل الترصفات أوال ليمتكن من الاسمترار ابلبت يف ادلعوى األصلية .فžžإذا تبني هل عدم رشعية القžžرار اإلداري
املعمتد عليه من قبل اإلدارة استبعد تطبيقه يف ادلعوى املعروضة عليه.
ويف أغلب احلاالت فإن القرارات اإلدارية الفردية تدفع ابلقايض إىل منح تعويض انطالقا من عدم رشعيهتا ،إال أن ذكل
يرتبط بعدم اقرتاف املوظžžف اخلطžžإ من جانبžžه ،حيث إن القžžرار اإلداري املراد حفص رشعيته يعترب قžžرارا صžžادرا من
جانب اإلدارة ،مع أن النتاجئ املرتبة عنه تسببت يف خسائر مادية للطاعن ".
أما ابلنسبة للقرارات التنظميية فإن حممكة الاستئناف ابلرابط اعتربت بžأن أي قžžرار تنظميي خمالف للقžانون ال ميكن أن
ترتتب عنه أية نتاجئ قانونية بني أطراف الزناع ،وتكتيس هذه القرارات التنظميية القوة التنفيذية يف مواهجة الغري.
وبذكل ميكن القول أن عدم وجود طعن لإل لغاء بسبب جتاوز السلطة خالل هذه الفرتة مل مينع احملامك القضائية من مراقبžžة
مرشوعية القرارات اإلدارية ،وابلتايل مل حيل دون تركزي وترسيخ قواعد قضاء إداري مستقل.
وقžžد امتžžدت رقابžžة القايض وجتاوزت الشلكيات والاختصžžاص إىل حفص موضžžوع وهžžدف القžžرار اإلداري ،حبيث يف
هذا الصدد رصحت احملمكة بأن املراقبة القضائية للعقوابت املنصžžوص علهيا يف كنžžاش التحمالت إلحدى الصفقات جيب
أن تشمل ليس فقط املسائل املتعلقžة ابلشžžلك واألخطžاء املاديžة للقžرار موضžžوع املراقبžة ،لكن أيضžا رشعية العقوابت
املتخذة ورشعية أسباهبا.
كام أن الاحنراف يف السلطة يشžžلك عدم مرشوعية تربز عىل مستوى القžžرارات الžžيت ختضžžع للسلطة التقديريžžة .ومžžع
ذكل فإن احملامك بقيت حمرتمة حلدود اختصاصاهتا املنصžžوص علهيا رصاحة والžžيت ال ختولهžžا احللžžول حمل اإلدارة أو إعطžžاء
أوامžžر إلهيا .وإ ذا اكن حفص الرشعية يعترب .معال يقžžوم بžžه القايض انطالقžžا من مراقبžžة املرشوعية اإلداريžžة فžžإن ذكل ال
خيوهل حرية الترصف يف هذه املراقبة مثلام أنه ال يتوفر عىل التخصص الاكيف للقيام مبراقبة متطورة ،ومن مث فžإن الرقابžة
5
تنص žžب عىل الالمرشوعية الشلكية املتعلق žžة ابلش žžلك والاختص žžاص ،يف حني يرتدد القايض يف مراقب žžة الالمرشوعية
املادية املرتبطة أساسا ابملوضوع والسبب والهدف.
وتمكن أمهيžžة قضžžاء حفص الرشعية يف كونžžه يعترب البžžديل الطبيعي لغيžžاب مراقبžžة مبارشة للرشعية ،ويف هžžذا السياق
اعترب األستاذ دو لوابدير بأن الرقابة ميكن أن تمت عن طريžق اإللغžاء أو حفص الرشعية ،ومžا دامت دعžوى اإللغžاء غري
موجودة ،فإن السبيل إىل رقابžžة أعامل اإلدارة يمت عن طريžžق دعžžوى حفص الرشعية ،وإبحداث الطعن ابإللغžžاء بسبب
الشطط يف استعامل السلطة بعžžد إنشžžاء اجمللس األعىل سنة ،1957أصبح التسžžاؤل يطžžرح حžžول مربرات اسمترارية
قضاء حفص الرشعية .ذلكل ميكن القول بأن هذا القضاء أصبح منžžذ سنة 1957يعيش أزمžžة ،اسمترت إىل حدود سنة
،1993ليمت بعثه من جديد بعد إنشاء احملامك اإلدارية وذكل عىل أساس ترشيعي.
املطلب الثاين :ادلفع بعدم الرشعية بعد احداث اجمللس األعىل .1993 -1957
بعد إحداث الطعن بسبب الشطط يف استعامل السلطة ،قيد اجمللس األعىل اختصžžاص احملامك العاديžžة يف جمال حفص
الرشعية ،حبيث أصبح يف وسع املتقاضني منذئذ تقدمي طلباهتم من أجل إلغاء القرارات اإلدارية غري املرشوعة
وإ ذا اكن بعض الفقه يعتقد أنه مثة اعتبارين أساسيني يسžاهامن يف احلفžاظ عىل نظžام حفص الرشعية أمžام احملامك العاديžة،
يرتبžžط األول بآجال الطعن ابإللغžžاء بسبب الشطط يف استعامل السلطة والžžيت تمتزي بقرصها حبيث حتدد يف 60يومžžا،
وابلتايل فإن الطاعن اذلي يرفض طلبه بسبب عيب يف قواعد املسطرة أو لوسžائل غري مرتكžزة عىل أسžاس ،ال ميكنžه
أن يقمي طعنا جديدا يصلح من خالهل األخطاء املسطرية أو يقدم وسžائل أخžرى لعžدم طلبžه .ويرتبžط الاعتبžار الثžاين
ابلنقص احلاصل دلى األ فراد يف العمل بوجود قرارات إدارية ،حيث ال يعرف هؤالء هذه القرارات إال حيامن يمت تطبيقها
عىل وضعياهتم .إال أن الفص žžل 8من ظهري التنظمي القض žžايئ لسنة 1913يعترب أن žžه للحمك عىل اإلدارة من أجل إصالح
اآلاثر الضžžžžارة الناجتة عن أعاملهžžžžا القانونيžžžžة ،يتعني ابلرضورة عىل القايض أن يفحص رشعية هžžžžذه األعامل .ألن عدم
مرشوعيهتا هو اذلي يشلك خطئا ترتتب عنه مسؤولية اإلدارة.
وعىل هذا األساس فقد اعترب اجمللس األعىل بأنه ال يوجد أي نص قانوين مينع من قيام احملامك املنشžأة سنة 1913اخملتصžžة
ابلفصل يف دعاوى املسؤولية املرفوعة ضد امجلاعات العمومية بتقدير مرشوعية قرار إداري عنžžدما يكžžون هžžذا التقžžدير
رضوراي لتحديد املسؤولية .ويف نفس السياق رصحت الغرفžžة اإلداريžžة بأنžžه ال يوجد نص مينžžع احملامك املنشžأة يف 1913
من أن تقوم بتقدير مرشوعية قرار إداري وعىل اخلصوص القرار اذلي يدفع ابلتقادم الرابعي دليون ادلوةل.
إن من شž žأن إحداث الطعن من أجل الشطط يف استعامل السلطة أن يع žžزز احلجج الرامي žžة إىل احلد من سلطة احملامك
العادية ،ألنه اكن من املمكن التأكيد عىل أن الطاعن اذلي أصبح ابستطاعته الامتس إلغاء القžžرار غري الرشعي من طžžرف
اجمللس األعىل ،يتعني عليه أن يستعمل خالهل تقنية طلب اإللغžžاء وإ ال لن يسمح هل فامي بعžžد برفžžع شžžاكيته يف نزاع آخžžر
يدفع من خالهل بعدم رشعية هذا القرار.
6
إال أن بعض الفقه يعتقد بأن هذا النقžاش قžد مت حسمه ،ألنžه يف إطžار ادلعوى اإلداريžة وخصوصžا حيامن يتعلžق األمžر
بدعوى مسؤولية السلطة العمومية ،فإن احملامك القضائية ميكهنا ،بل ويتعني علهيا تقدير رشعية القرارات اإلدارية وابلتايل
تأويلها.
ذلكل سمل اجمللس األعىل إبماكنية ادلفع بعدم رشعية قرار تنظميي أصبح هنائيا مبناسبة تطبيقاتžه الفرديžة ،بžل إن الغرفžة
اإلدارية رصحت بعدم قبولها دلعوى اإللغاء بسبب الشطط يف استعامل السلطة ضžد قžرار اإلدارة برفض مراجعžة مثن
عقد توريد ،ألن الطاعن ميكنه احلصول عىل حقوقžه بواسطة دعžوى القضžاء الشžامل املنصžوص علهيا يف الفصžل 8من
ظهري 12غشت 1913املتعلق ابلتنظمي القضايئ ،وليس من شأن حظر أو منžžع إلغžžاء قžžرار إداري املفžžروض عىل احملامك
املنشأة هبذا النص احلد من سلطهتا يف تقدير مرشوعيته.
وهمام يكن من أمر فإن األزمة اليت عرفها قضاء حفص الرشعية بعد إحداث الطعن ابإللغžžاء الشطط يف استعامل السلطة
واملتجلية أساسا يف اختصاص اجمللس األعىل ابلنظر يف طلبžžات إلغžžاء القžžرارات اإلداريžžة غري املرشوعة بنžžاء عىل طلب
املعنيني ابأل مر واذلين هلم مصلحة يف رفع ادلعوى ،مل حيل دون اسمترارية حفص مرشوعية القžžرارات اإلداريžžة ،ال سامي
وأن الفصžžل يف ادلعوى األصلية يتوقžžف أحياان عىل حفص رشعية القžžرار اإلداري ،ومن هجة اثنيžžة فžžإن سلطة حفص
الرشعية تعترب اختصاصا اعرتف به املرشع منذ سنة 1913مجليع احملامك.
ومع ذكل ميكن تسجيل بعض القيود خبصوص حفص الرشعية سواء يف املادة املدنية حيث اعتربت الغرفة اإلداريžžة بأنžžه
يتعني سلوك مسطرة الطعن ابإللغاء بسبب الشطط يف استعامل السلطة عوض دعžžوى حفص الرشعية مžžا دامت هžžذه
ادلعوى تؤدي إىل إلغاء القرار .ويتعلق األمر يف هذه النازةل مبختلف األعامل اليت تتخذ طابعا ماليا.
أما يف املادة الزجرية فإن احملمكة قيدت اختصاصžžات وسلطات القايض معتربة بžأن تقžžدير رشعية القžžرارات اإلداريžžة ال
ميكن أن يمت إال يف إطار الفقرة 11من الفصل 609من القانون اجلناين.
وقد ترتب عن ذكل إشاكلية قانونية حيامن عرض امللžžف عىل الغرفžžة اإلداريžžة ابجمللس األعىل .وجتدر اإلشžžارة يف األخري
بأن مقتضيات الفقرة الثانية من الفصل 25من ق.م.م متنع عىل القايض مراقبžžة دستورية املراسمي وحفص مžžدى مطابقهتا
األحاكم ادلستور .كام أن مراقبžžة مرشوعية القžžرارات اإلداريžžة من طžžرف القايض العžžادي مسžžأةل شبه منعدمžžة من
4
الناحية العملية.
اذا يتضžžح انžžه قبžžل إنشžžاء اجمللس األعىل سنة 1957اكن القضžžاء العžžادي قžžد درج من زمن بعيžžد عىل حفص رشعية
القرارات اإلدارية يف ادلعاوى الرامية إىل احلمك ابلتعويض يف حاةل ما إذا اكن احلمك هبذا التعويض مرتبط بتقدير رشعية
القرار اإلداري وذكل متاشيا مع املبدا القانوين القائل أن قايض املوضوع هžžو قايض ادلفع .واكن ادلفع بعžžدم الرشعية يه
الوسيةل الوحيدة للمحامك الابتدائية من أجل أن تقرر مسؤولية اإلدارة عن أعاملها القانونيžžة غري املرشوعية ،إال انžžه بعžžد
4
حسن الصحيب ،القضاء الاداري املغريب ،مرجع سابق ،ص .537
7
إنشاء اجمللس األعىل نشأت دعوى اإللغاء للمطالبžžة إبلغžžاء قžžرار إداري غري مرشوع .و قžžد قلص قžانون إحداث اجمللس
هžذا الاختصžاص عن احملامك العاديžة بعžدما أصبح هžو اخملتص ملراقبžة مرشوعية القžرارات اإلداريžة عن طريžق دعžوى
اإللغاء ويه دعوى توجه إىل الغرفة اإلدارية ابجمللس األعىل تسمى دعوى املرشوعية أو دعžوى اإللغžاء بسبب الشطط
يف استعامل السلطة .واكن هنžžاك توجه لبعض احملامك الابتدائيžžة وحمامك الاستئناف ابن ادلفع ابلفحص هžžو حماوةل لتجاوز
اجل الطعن ابإللغžžاء وقضžžت أنžžه بعžžد انشžžاء اجمللس األعىل انžžه مل يعžžد متاحا ادلفع بفحص الرشعية أمžžام احملامك العاديžžة،
ويواجه هذا الرأي ان فžوات أجل الطعن ابإللغžاء اذلي خيتص بžه اجمللس األعىل ال مينžع املعžين ابألمر من احلصžول عىل
تعžžويض عن القžžرار اإلداري غري املرشوع اذلي تنظžžر فهيا احملامك العاديžžة ،مبعžžىن أنžžه يمت حفص الرشعية من هجة تقرير
التعويض،
والقضاء املغريب قد سبق هل أن بث يف مثل هذه املسائل وذكل يف قرار Brometبوريم ضžžد ادلوةل املغربيžžة ،إذ جاء
يف القرار املذكور ما ييل " :حيث أن الفقžžرة األوىل من الفصžžل 8من ظهري 1913حžžول التنظمي القضžžايئ املغري مبقتىض
ظهري 1928تعطي للمحامك املنشأة مبقتىض الظهري 1913الاختصžžاص الاكمžžل للنظžžر يف دعاوى املسžžؤولية املرفوعة ضžžد
ادلوةل او اية إدارة معومية بسبب أي قرار صادر عهنا ونتج عنه رضر للغري 5،و حيث انه إذا اكنت الفقرة اخلامسžžة من
نفس الفصل متنع عىل هذه احملامك البث يف أي طلب رام إىل إلغاء قرار صžžادر عن إدارة معوميžžة فإنžžه ليسžžت هنžžاك أيžžة
مقتضيات ترشيعية متنع عىل هذه احملامك حفص رشعية أي قرار إداري عندما يكون حفص هذه الرشعية رضوراي لتحديد
مسؤولية ادلوةل أو اإلدارة .و حيث ان دعوى السيد بžورويم ال يريم موضžžوعها إىل إلغžاء قžžرار السيد مžžدير الفالحة
والتجارة والغاابت القايض إبحالته عىل املعاش ،ولكن تريم إىل ترممي الرضر الالحق به من جراء القرار املذكور وذكل
يف شلك تعويض وإ ن هذا الطلب املرفوع طبقا ملقتضيات الفقžžرة األوىل من الفصžžل الثžžامن يžžدخل يف اختصžžاص هžžذه
احملامك ،وأن القرار الصادر بعدم اختصاص احملمكة للنظžžر يف الطلب املذكور قžžد خžžرق هžžذه املقتضيات ويتعžžرض ابلتžžايل
للنقض .وقد قدمت عدة مالحظات حžžول هžžذا القžžرار لكهžžا تسري يف نفس الاجتاه الžžيت ذهب إليžžه وبينت عىل أنžžه من
حق احملامك العادية حفص رشعية القرارات اإلدارية وخاصة الفردية مهنا ،وأنه قžžد متت اإلشžžارة يف هžžذه املالحظžžات إىل
قرارات صادرة عن حممكة الاستئناف ابلرابط أعطت احلق للمحامك بفحص رشعية القžžرارات اإلداريžžة الفرديžžة مبناسبة
دعاوى التعžžويض املوهجة ضžžد ادلوةل ومن هžžذه القžžرارات القžžرار الصžžادر بتžžارخي 13/4/1948بني Rioletومžžدير
األشغال العمومية.6
وقد أكد اجمللس األعىل ذكل يف قراره عدد 144يف قضية بزنايك ضžžد ادلوةل الصžžادر بتžžارخي 18/3/1961واذلي جاء
فيه ما ييل :ليست هناك آية مقتضيات متنع احملامك احملدثة مبقتىض ظمرب 1913اخملتصة للبحث يف دعاوى املسؤولية ضžžد
7
امجلاعات العمومية من حفص رشعية قرار إداري.
5عبد الوهاب رافع و جليةل البشريي توفيق ادلعاوى اإلدارية يف الترشيع املغريب ،املطبعة الوراقة الوطنية ،الطبعة األوىل ،1998 ،ص .32
6عبد الوهاب رافع و جليةل البشريي توفيق ادلعاوي الادارية يف الترشيع املغريب ،مرجع سابق ،ص .33
7قرارات حممكة الاستئناف ابلرابط لسنة 1948الصفحة .446
8
وانسجاما مع هذا الاجتاه ،ذهب اجمللس األ عىل يف احلاةل اخملالفة اليت قد تقيض فهيا تقžžدير رشعية القžžرار إىل إبطاهل ،أي
إىل نتيجة تعادل اإللغاء كام يتحقق يف حاةل القرار املتعلق إبقرار أو برفض اإلقرار بوجود احلق يف مبلžžغ مžžايل إىل انžžه يف
مثل هذه احلاةل يتعني استعامل دعžžوى اإللغžžاء يسبب الشطط يف استعامل السلطة ،الن دعžžوى التعžžويض ستؤدي إىل
خžžرق احلرض اذلي تضمنه الفصžžل 8من ظهري التنظمي القضžžايئ ،أمžžا يف املادة الزجريžžة ،فžžإن اجمللس األعىل معل عىل
تضييق سلطات القايض الزجري إىل اقىص حد وذكل يف قضية "إيف ماص" و اليت سنتطرق لهžا الحقžا ،حيث قžرر
إب ن تقدير رشعية القرارات اإلدارية ال تكžžون ممكنžžة إال يف إطžžار الفقžžرة 11من الفصžžل 609من القžانون اجلنžžايئ الžžيت
تنص عىل أنه يتعرض للعقاب لك من خالف مرسوما او قرارا صدر عن السلطة اإلدارية بصورة قانونية.
املطلب الثالث :ادلفع بعدم الرشعية بعد احداث احملامك الادارية،
لقد أعطت املادة الثامنة من قانون 41.90يف فقرهتا األخرية الاختصاص للمحامك اإلدارية وفق الرشوط املنصžžوص
علهيا يف املادة 44من القžانون املذكور ،وأن املادة 44هžžذه قžžد أشžارت إىل مžžا ييل " :إذا اكن احلمك يف قضية معروضžžة
عىل حممكة عاديžžة غري زجريžžة يتوقžžف عىل تقžžدير رشعية قžžرار إداري واكن الزناع يف رشعية القžžرار جداي جيب عىل
احملمكة املثار ذكل أماهما أن تؤجل احلمك يف القضية وحتيل تقžžدير رشعية القžžرار اإلداري حمل الزناع إىل احملمكة اإلداريžžة
أو إىل اجمللس األعىل حبسب اختصاص لك من هاتني اجلهتني القضائيتني كام هžžو حمدد يف املادتني 8و 9أعاله ،ويرتتب
عىل اإلحاةل رفع املساةل العارضة بقوة القانون إىل اجلهة القضžžائية احملال إلهيا البت فهيا .للجهžžات القضžžائية الزجريžžة اكمžžل
الواليžžة لتقžžدير رشعية أي قžžرار إداري وقžžع المتسžžك بžžه أماهما سžžواء ابعتبžžاره أساسžžا للمتابعžžة أو ابعتبžžاره وسيةل من
وسائل ادلفاع".
إال أن قانون إحداث احملامك اإلدارية قد نزع هذا الاختصžاص عن احملامك املدنيžة إذ أنžه يف حاةل ادلفع أماهما بعžدم رشعية
القرار اإلداري املؤسسžžة عليžžه ادلعوى املرفوعة إلهيا فإنžžه يتعني علهيا أن توقžžف البت يف الزناع املعžžروض علهيا وحتبžžل
تقžžدير هžžذه الرشعية عىل احملمكة اإلداريžžة اخملتصžžة أو عىل اجمللس األعىل حسžžب األحžžوال ،وال ميكهنا إطالقžžا البت يف
الزناع املعروض علهيا إال بعد أن تقدر امجلة القضائية اإلدارية رشعية أو عدم رشعية القرار املؤسس عليه ادلعوى.
فقبل إحداث احملامك اإلدارية اكنت تستعمل هžžذه اآلليžžة لتقžžدير الرشعية من أجل احلمك ابلتعويض يف دعاوى املسžžؤولية
وترتيب التعžويض عن نشžžاط أشخاص القžانون العžام ،ولكن بوجžžود نص املادة 44فأصبحت دعاوى التعžويض مبا فهيا
التعžžžويض عن قžžžرار إداري غري مرشوع من اختصžžžاص احملامك اإلداريžžžة .واإلماكنيžžžة الوحيžžžدة يه اإلحاةل من احملمكة
الابتدائيžžة العاديžžة عنžžد إاثرتžžه عدم مرشوعية قžžرار إداري يف قضية أو نزاع مžžدين ،بعžžدما أصبح هنžžاك قضžžاء خمتص
ملناقشة وحفص قرار إداري إلغžاءا وحفصžا احرتامžا ملبžدا الاختصžاص النžوعي ،فاصبح من الطبيعي أن يمت اإلحاةل ابدلفع
عىل احملمكة اإلداريžة ليك تبت يف رشعيته واحملمكة اإلداريžة بعžد إحاةل ادلفع مبرشوعية قžرار إداري تبت يف ادلفع كام يف
9
اإللغžžاء وترصح إمžžا برشعيته أو عدم رشعيته أو ترصح أنžžه قžžرار إداري أو أنžžه ليس قžžرار إداري ،ألن حفص رشعية
هذا القرار يتوقف عليه البت يف الزناع األصيل.
ويتوقف البت يف القضية املدنية املعروضة عىل احملامك املدنية.
إن اإلحاةل من طرف قايض املستعجالت أمام حممكة عادية بفحص رشعية قžžرار إداري حيامن عžžرض عليžžه دفžžع بفحص
الرشعية ،يعد مساسžžا ابجلوهر وخارج عن اختصاصžžه ،ألنžžه ال جيوز لقايض املستعجالت املدنيžžة اإلحاةل ابدلفع املذكور
أمام احملامك اإلدارية ألنه مبةل مساسه ابجلوهر.
فلجوء قايض املستعجالت العžžادي إىل إحاةل امللžžف عىل احملمكة اإلداريžžة يف نطžžاق الفصžžل 44املذكور للبت يف رشعية
القرار اإلداري يعين أنه يطلب من احملمكة اإلدارية الفصل فامي إذا اكن معل اإلدارة داخال يف إطار القانون أم ال.
أما اإلحاةل ابدلفع من طرف احملامك العادية من أجل حفص رشعية قرار إداري أمžžام اجمللس األعىل (حممكة النقض (حاليžžا)
ألهنا خمتصة طبقا للامدة 9من القانون 41-90احملدث للمحامك اإلدارية ابلبت يف ابتدائيا وانهتائيا يف طلبات اإللغاء بسبب
جتاوز السلطة املتعلقة ب مقžررات التنظمييžة والفرديžة الصžادرة عن الžوزير األول ،وقžرارات السلطات اإلداريžة الžيت
يتعدى نطاق تنفيذها دائرة الاختصاص احمليل حملمكة إدارية ،وبتايل يرجع لهžžا الاختصžžاص ابدلفع بعžžدم مرشوعية قžžرار
إداري .واملادة 44استثنت القضžžاء الزجžžري من وجžžوب إحاةل ادلفع بعžžدم الرشعية عىل القضžžاء اإلداري للبت فيžžه،
وغاية يف إعطاء املرشع الاختصاص للمحامك الزجرية لتقžžدير مرشوعية القžžرارات اإلداريžžة هžžو أن حريžžة األشخاص ال
ميكن أن تبقى رهينة إىل حني البت يف هذه الرشعية من طرف احملامك اإلدارية ،وأن القضžžااي اجلنائيžžة تقتيض الرسعة يف
البت لكوهنا مقيžžدة ابحلريžžة الشخصية وأنžžه ال ميكن أن يبقى الشخص مثال رهن الاعتقžžال إىل حني البت يف دفžžع هžžو
أساس املتابعة املعتقل من أجلها ،ذلكل فإن إعطاء احلق للمحامك الزجرية لتقدير رشعية القžžرارات اإلداريžžة املذكورة فيžžه
ضامانت حلقوق املواطنني وينسجم مع األهداف اليت من شاهنا انشئت احملامك اإلدارية.8
قبžžل إحداث احملامك اإلداريžžة اكن هنžžاك فقžžط ادلفع بعžžدم الرشعية ومل يكن يتصžžور احلديث عن دعžžوى حفص الرشعية
كžžدعوى مستقةل ،يطلب مبوهجا املعžžين ابألمر الترصحي بعžžدم رشعية قžžرار إداري أمžžام احملامك اإلداريžžة فقžžط وال يطلب
إلغاءه .وقد ذهب بعض الفقه إىل التساؤل هžل ميكن حفص رشعية قžرار إداري مل يعžد قžابال للطعن ابإللغžاء وهنžا وقžع
تžأرحج للمحامك اإلداريžžة بني اجتاهني ،هžžل ميكن قبžžول ادلعوى أم عدم قبولهžžا لعžžدم وجžžود نص قžانوين ينظمهžžا .الاجتاه
األول :يقžول بعžدم جžžواز إطالق وصžžف ادلعوى عىل مسطرة حفص الرشعية الžžيت ثبت فهيا احملمكة اإلداريžة طاملا أنžه
ليس هناك مقال مستقل بذكل الطلب ويكون منهتاه تقدير رشعية قžžرار إداري ،وإ منا هžžو جمرد دفžžع عارض يثžžار امžžام
هجة قضائية استلزمت قواعد الاختصžžاص النžžوعي سلب الصالحية عهنا من أجل البت فيžžه .وإ لزاهما إبحالتžžه عىل هجة
القضاء اإلداري اذلي يرجع إليه البت يف مجيع املنازعات اإلدارية.
8
عبد الوهاب رافع و جليةل البشريي توفيق ادلعاوي الادارية يف الترشيع املغريب ،مرجع سابق ،ص 33و .35
10
ويف مقžžدمهتا دعاوى الالغžžاء الžžيت تعترب مسطرة حفص الرشعية إال جžžزءا متفرعا عهنا ابلنظر أن موضžžوعهام واحد هžžو
تقžžدير رشعية القžžرار اإلداري مžžع اختالف النتžžاجئ يف لكهيام ،إذ يه يف األوىل إلغžžاء القžžرار املطعžžون فيžžه بسبب عدم
مرشوعيته واعتباره اكن مل يصدر ،ويف الثانية تقترص عىل استبعاد تطبيقه يف النازةل املعروضžžة الžžيت اكنت سببا يف إاثرة
ادلفع.9
وحسب وهجة هذا الرأي فصياغة ادلفع يف صورة طلب مستقل أمام احملمكة اإلدارية ،إمنا هžو فقžط حتايžل عىل دعžوى
اإللقاء النه كيف ميكن لشخص فاته أجل الطعن ابإللغاء ملراقبžžة املرشوعية ويلجا بعžžد ذكل إىل احملمكة اإلداريžžة من أجل
التحايل والقفز عىل دعžžوى اإللغžžاء الžžيت فاتžžه أجلهžžا وأن يطلب حفص املرشوعية ملصلحته ألن القžžرار سيبقى هنايئ ولن
يلغى إمنا فقžžط الترصحي بعžžدم مرشوعيته .وهžžذا مžžا ذهبت إليžžه احملمكة اإلداريžžة ابدلار البيضžžاء سنة " ،2004إىل أن
دعžžوى حفص رشعية قžžرار إداري ال ميكن عرضها عىل القضžžاء اإلداري إال يف إطžžار املسطرة املنصžžوص علهيا يف املادة
44من القانون رمق ،4190وأن تقدمي املدعي لهذه ادلعوى مبارشة امام احملمكة اإلدارية يعد إخالال شلكيا يربر الترصحي
10
بعدم قبول دعواه".
9رضا التايدي ،طلب حفص الرشعية من جمرد دفع اىل دعوى مستقةل ،اجملةل املغربية لإل دارة احمللية و التمنية ،سلسةل مواضيع الساعة عدد ،2007 ،55ص .102
10حمك صادر عن احملمكة الادارية ادلار البيضاء بتارخي 01مارس ،2004ملف عدد 11/2003غ.
11
املبحث الثاين :تطبيقات ادلفع بعدم الرشعية،
عرف ادلفع بعدم الرشعية حمطات متعددة يف التجربة املغربية كرست اىل هنج قضايئ ممتزي من خالل املادة 44من
القانون احملدث للمحامك الادارية ،غري ان هذا التطžžور حد من صالحيات القايض الزجžžري و املدين يف البث يف رشعية
القرارات الادارية املرتبطžة بžدعوى اصلية ،و هžذا الامžر ميكن اعتبžاره راجعžا اىل توكيžل الامžر اىل القضžاء اخملتص
اعتبارانه قبل سنة 1993مل يكن هنžžاك قضžžاء اداري خمتص و مستقل للبث يف مžžدى رشعية القžžرارات الاداريžžة ،و
بžذكل سيمت التوسžع يف املطžالب الالحقžة لفحص رشعية القžرارات الاداريžة ،من قبžل لك من القضžاء املدين (املطلب
الاول) و القضاء الزجر( ،املطلب الثاين) مث القضاء الاداري (املطلب الثالث).
املطلب الاول :حفص رشعية القرارات الادارية من قبل القضاء املدين،
لقžžžد اكنت احملامك الفرنسية يف املغžžžرب ،وعىل إثر تطبيق مقتضيات الفصžžžل 8من ظهري التنظمي القضžžžايئ لسنة
،1913تبت يف تقžžدير رشعية النصžžوص التنظمييžžة اإلداريžžة وذكل مبناسبة بهتا يف املنازعات اإلداريžžة ابستثناء نظžžام
املوظفني والقرارات اإلدارية اليت يبت فهيا جملس ادلوةل الفرنيس،
وابلنسبة للقرارات اإلدارية العادية ،فبعد حتفظ احملامك يف البداية ،رصحت بعžžد ذكل حبقهžžا يف تقžžدير رشعية القžžرارات
11
اإلدارية الفردية وخصوصا رشعيهتا من الناحية الشلكية،
إن إنشžžاء الطعن ابإللغžžاء بسبب الشطط يف استعامل السلطة قžžد قلص نسبيا من اللجžžوء إىل حفص رشعية القžžرارات
اإلداريžžة ،إال أن مضمون وحفوى الفصžžل 8من ظهري التنظمي القضžžايئ القžžدمي ال يزال سžžاري املفعžžول ،حبيث تكžžون
اإلدارة ملزمžžة إبصالح اآلاثر الناجتة عن األرضار الžžيت تتسبب فهيا أعاملهžžا القانونيžžة ،وابلتžžايل فžžإن حفص الرشعية هžžو
اذلي خيول للقايض احلمك عىل اإلدارة ،وبذكل تنشأ مسؤوليهتا.
وقد تضمن الفصل 652من ق.ل.ع هذا املنحى حيامن نص بأن "أعامل اإلدارة العامة اليت تمت وفقžžا ملا يقيض بžžه الق žانون
والžžيت يرتتب عهنا نقص كبري يف انتفžžاع املكرتي ،اكألشغال الžžيت تنفžžذها اإلدارة والقžžرارات الžžيت تصžžدرها ،تبيح هل أن
يطلب عىل حسب األحوال ،إما فسخ العقد أو إنقاصا يف الكراء تناسبا مع ذكل النقص .وجيوز أن يرتتب عىل املكري
التعويض عهنا ،إذا اكنت انجتة بسبب فعل أو خطأ يعزى إليه ولك ذكل ما مل يتفق الطرفان عىل خالفه".
11
Cour de Rabat, 26 Octobre 1926, Tribunal de Rabat 22 Avril 1927, Cour de Rabat 7 Mars 1939, Voir A. De Laubadere; le contrôle de la
légalité des actes administratifs pars les tribunaux judiciaires du Maroc G.T.M du 7 Août 1943.
12
إن تطبيق حفص رشعية معل اإلدارة عرف تطبيقه من خالل حمك حملمكة الرابط بتارخي 16مžžارس ،1962ال سامي فامي
يتعلق ابلفصل 652من ق.ل.ع املشار إليه أعاله .حبيث رصحت احملمكة بأن "املكرتي رفع ضد اإلدارة دعžžوى خشصية
ومبارشة تثري اختصاص احملمكة اإلدارية إبصالح الرضر اذلي حلق به".
بيد أن احملمكة اإلدارية اليت تتحدث عهنا احملمكة ال ميكن أن تكون يه الغرفة اإلداريžžة ابجمللس األعىل ،ألن هžžذه األخرية
ال ميكهنا أن تبت مبارشة يف حفص وإ صالح األرضار الالحق žžة ابملترضر حبيث ال ميكن أن تبت بصفهتا حممكة أول درجة
إال يف املادة اإلدارية.
إن املرشع من خالل ق žانون احملامك اإلداريžžة قžžد استثىن اختصžžاص القايض غري الزجžžري من تقžžدير رشعية القžžرارات
اإلدارية ،عكس مااكن العمل به جاراي قبل دخول أحاكم قانون احملامك اإلدارية حزي التنفيذ ،فžžالفقرة األوىل من املادة 44
تنص عىل أنه "إذا اكن احلمك يف قضية معروضžžة عىل حممكة عاديžžة غري زجريžžة يتوقžžف عىل تقžžدير رشعية قžžرار إداري
واكن الزناع يف رشعية القرار جداي جيب عىل احملمكة املثžžار ذكل أماهما أن تؤجل احلمك يف القضية وحتيžžل تقžžدير رشعية
القرار اإلداري حمل الزناع إىل احملمكة اإلدارية أو إىل اجمللس األعىل "......
لكن ما جتدر اإلشارة إليه هو أنžžه إذا اكنت مسžأةل منžžع القايض غري الزجžžري من تقžžدير رشعية قžžرار إداري يف فرنسžžا
ترتكز عىل مبدأ فصل السلطات اإلدارية والقضائية ،حبيث ال ميكن مقاضاة اإلدارة إال من طžžرف القايض اإلداري وأن
قيžام القايض العžادي بžذكل من شžأنه عرقةل معل اجلهžاز اإلداري ،فžžإن املرشع املغžريب رمغ ذكل ظžžل مستلهام للمنوذج
الفرنيس يف العديد من املبادئ املتضمنة يف قانون ،41.90
إن ترصحي املرشع بعžžدم اختصžžاص احملامك القضžžائية غري الزجريžžة يف حفص رشعية القžžرارات اإلداريžžة يطžžرح مس žألتني
أساسيتني ترتبط األوىل ابألساس القانوين لهذا احلل وتتعلق الثانية ابلصعوابت والعراقيل اليت ميكن أن تنتج عن تطبيق
هذا النص.
املسأةل األوىل :األساس القانوين الستثناء احملامك القضائية غري الزجرية من حفص الرشعية.
إن تقدير رشعية القرارات اإلدارية من طرف القايض املدين يه النتيجة املنطقية لتطبيق مبدأ فصل السلطات اإلدارية
والقضائية ،ومؤدى هذا املبدأ أن اإلدارة ال ميكن أن حتامك إال من طžžرف القايض اإلداري ،وابلتžžايل فžžإن تžžدخل القايض
املدين من شأنه عرقةل معل اإلدارة ،إن أمهية قانون ،41-90تتجىل أساسا يف خلžžق حمامك متخصصžžة يف املادة اإلداريžžة،
ومžžع ذكل فžžإن مشžžالك التنžžاقض الžžيت ميكن أن تقžžع بني أحاكم القايض اإلداري وأحاكم القايض العžžادي جد حمدودة يف
املغرب ،مادام اجمللس األعىل هو الهيئة العليا اليت تسهر عىل توحيد الاجهتادات القضائية.
املسأةل الثانية :الصعوابت املرتبطة بتطبيق النص.
13
تتجىل هžžذه الصعوابت يف التأويžžل اذلي ميكن أن يعطيžžه القايض العžžادي للزناع اجلدي ()contestation sérieuse
"واكن الزناع يف رشعية القرار جداي".
وذلكل فالقايض ميكنه تبين إحدى وضعيتني؛ حبيث إما أنه يقبل مسأةل إاثرة حفص الرشعية ،وابلتžžايل حييžžل الزناع أمžžام
القايض اإلداري فامي يتعلق ابملسأةل العارضة ،وإ ما أنه يثري مسأةل جدية الزناع.
إن تبين احلاةل األوىل من ش žأنه أن يžžؤدي إىل عدة سلبيات خصوصžžا اكتظžžاظ احملامك ابلقضžžااي ابلنسبة للقايض من هجة،
والتأخري اذلي ميكن أن حيصل يف حل الزناعات من هجة اثنية ،اليشء اذلي ال يتفهمه املتقايض بسهوةل.
أما ابلنسبة للحاةل الثانية فإن األخذ هبا من شأنه أن يؤدي إىل تعدد الطلبات ليس فقط ابلنسبة ملوضوع الزناع األصžžيل
ولكن أيضا ابلنسبة للمسائل التبعيžžة ،وميكن للطžžاعن اذلي رفض طلبžžه املتعلžžق بفحص رشعية قžžرار إداري أن يتقžžدم
ابستئنافه ،وإ ذا مل حيصل عىل أية نتيجة ميكنه أن يتقžžدم بžžدعوى نقض أمžžام اجمللس األعىل ،ويزيžžد من صعوبة التوصžžل
إىل إجياد حل للنازةل عدم حتديد أجل البت يف هذه املسائل العارضة يف القانون احملدث للمحامك اإلدارية.
بيد أن اجلديžد "الغžريب" اذلي جاء بžه قžانون 80-03احملدث حملامك الاستئناف اإلداريžة هžو إقصžاء املنازعات املتعلقžة
بتقدير رشعية القرارات اإلدارية من النقض أمام اجمللس األعىل مبقتىض ما جاء يف املادة 16من قانون .80-03
وابإلضافة إىل الصعوابت الفارطة تنضاف صعوابت أخرى ترتبط ابلرتدد بني احملامك اإلدارية واحملامك العادية اذلي تفرضžžه
إجراءات املسائل العارضة ،وهذا من شأنه أن يؤدي إىل تأخري الفصل يف املنازعات اذلي ال يعرفه املتقايض.
املطلب الثاين :حفص رشعية القرارات الادارية من قبل القضاء الزجري،
ينص الفصžžل 260من قžانون املسطرة اجلنائيžžة يف فقرتžžه األوىل عىل أنžžه "خيتص القايض اذلي ترفžžع إليžžه ادلعوى
العمومية ابلبت يف أي وجه من وجوه ادلفع يثريه الشخص املهتم يف دفاعه ما مل ينص الق žانون عىل خالف ذكل أو مžžا مل
يستظهر الشخص املهتم حبق عيين عقاري" .ميكن القول أن القايض الزجžžري يرتكžžز عىل منطžžوق هžžذه الفقžžرة ليخžžول
نفسه حق تقدير رشعية القرارات اإلدارية ،إال أن هذا احلق يعرف مجموعة من القيžžود سطرها القضžžاء ،ويتعلžžق األمžžر
هنا بقضية عرفت تطورا همام وطرحت عدة مشالك قانونية و يه قضية إيف ماص «»Yves Mas
إذ يقيض الفصل 28من قانون الصحافة الصžادر بتžارخي 15نžوير 1958بžأن نرش الصحف األجنبيžة يمت مبقتىض موافقžة
متنح لطالهبا يف شلك مرسوم للوزير األول ،فطلب السيد إيžžف مžžاص " "MASالرخصžžة الžžيت ينص علهيا الفصžžل 28
املذكور ،مفنحت إليه يف شلك رساةل عادية من طرف الžوزير األول ،رفعت النقابžة الوطنيžة للصحافة املغربيžة دعžوى
أمام احملمكة اإل قلميية ابدلار البيضاء ضد مدير جريدة " "Le petite marocainمطالبة إبدانته ودفعžه تعžويض رمزاي،
خلرقه مقتضيات الفصل ،28أصدرت احملمكة حكام بتžžارخي 9مžžارس 1964رصحت مبوجبžžه أنžžه حيق للسيد مžžاص أن
يصدر جريدته يف انتظار املوافقžة القانونيžة الžيت حيث علهيا الفصžل .28النقابžة الوطنيžة استأنفت احلمك ،وقضžت حممكة
14
الاستئناف ابلرابط بتžžارخي 17يونيžžو 1964إبلغžاء احلمك الابتžžدايئ ،وبžأداء تعžžويض رمžžزي للنقابžžة من طžžرف السيد
مžžاص بسبب خمالفتžžه للفصžžل ،28معتربة أن الرسžžاةل املقدمžžة للسيد مžžاص ليسžžت مرسžžوما ،ألهنا مل تتخذ ال حسžžب
األشžžاكل وال حسžžب املسطرة املعهžžودة الختاذ املراسمي ،وأن السلطة اإلداريžžة الžžيت منحت هžžذه الرسžžاةل قžžد خžžرقت
مقتضيات قانون الصحافة بسامهحا للسيد ماص أن ينرش جريدته».
لكن السيد مžžاص تصžدى لهžذا احلمك عن طريžق مسطرة النقض أمžžام اجمللس األعىل ،واعتربت الغرفžžة اجلنائيžžة أنžه ال
جيوز للقايض اجلنايئ أن يراقب رشعية املراسمي والقرارات اإلدارية املتخذة يف املواد غري اجلنحية واليت ال تžžدخل مضن
مقتضيات الفصل 609فقرة 11من القانون اجلنايئ وأن الوثيقžة الžيت تقžدم هبا السيد "مžاص " إىل احملمكة تعترب مقžررا
إداراي يتضمن تžžدابري فرديžžة ال تžžدخل مضن املراسمي واملقžžررات الžžيت نص علهيا الفصžžل 609وان قضžžاة الاستئناف
بقبوهلم تقدير رشعيته قد جتاوزوا حدود سلطهتم ،وعرضوا بذكل حمكهم للنقض.
بعدما أعيد امللف أمام حممكة الاستئناف للنظر فيه من جديد بعد نقضه وجدت احملمكة نفسها أمام إشاكلية قانونيžžة كبرية
ويه:
هل الرساةل املؤرخة يف 3مايو 1959املوقعة من طرف رئيس احلكومة ،واليت ترخص للسيد ماص إصžžدار -1
جريدة مؤقتة ريامث يمت البت يف طلبه ،توازي مرسžžوما من الناحيžžة القانونيžžة وابلتžžايل تعترب رشعية رمغ خمالفهتا
ملقتضيات الفصل 28؟
أم أن حممكة الاستئناف متتنع عن اعتبار هذه الرساةل كذكل ،لرتى قرارها ملغيـا مـن جديد ؟ -2
وقžžد جاء يف حيثيžžات قžžرار اجمللس األعىل مžžا ييل" :بنžžاء عىل أنžžه ليس للقايض الزجžžري أن يتžžوىل تقžžدير مرشوعية
مراسمي وقرارات اختذت بشأن مواد خارجة عن نطاق اخملالفات وال تدخل يف مشموالت الفصل 609يف بنده 11من
القانون اجلنايئ ،وأن الوثيقة اليت تقدم هبا السيد إيف ماص إىل احملمكة مقرر إداري يتضمن تدبريا فرداي ال يžدخل مضن
املراسمي والقرارات الžžيت نص علهيا الفصžžل املشžžار إليžžه ،فžžإن قضžžاة الاستئناف بتžžولهيم تقžžدير مرشوعيته قžžد جتاوزوا
حدود سلطهتم وعرضوا بذكل حمكهم للنقض".
إن موقف اجمللس األعىل هذا اذلي اجته حنو منžžع القايض الزجžžري من تقžžدير رشعية القžžرارات اإلداريžžة ،إال يف حدود
مقتضيات الفص žžل 609الفق žžرة 11من القž žانون اجلن žžايئ ،ط žžرح إش žžاكلية قانوني žžة كبرية بع žžد إعادة املل žžف إىل حممكة
الاستئناف كام سبق أن حددان ذكل من قبل ،ويه اعتبار؛ الرساةل املقدمة من طžرف السيد إيžف مžاص تžوازي من
الناحية القانونيžžة مرسžوما ،مžžع األخذ بعني الاعتبžžار خمالفهتا للفصžل 28من قžانون الصحافة ،أو الامتنžžاع عن اعتبارهžžا
كذكل ليمت إلغžžاء قرارهžžا من جديžžد؛ خبصžžوص النقطžžة األوىل تبنت حممكة الاستئناف حمك الغرفžžة اجلنائيžžة دون األخذ
مببادئžžه لكيžžا ،حبيث اعرتفت فقžط بعžدم اختصاصها طبقžا حلمك النقض دون أن تعرتف بžأن الرسžاةل املقدمžžة من طžرف
السيد ماص تعترب من الناحيžžة القانونيžžة مرسžžوما ،وطلبت من السيد مžžاص أن يفرس لهžžا هžžذه النقطžžة ،فتقžžدم السيد
15
ماص بطلب تأويل الوثيقة دلى اجمللس األعىل ،وبذكل طرحت مسأةل تأويل القžرارات اإلداريžة .ذلكل اعتربت الغرفžة
اإلدارية بأن "اجمللس األعىل ال خيتص بفحص مرشوعية املقررات اإلدارية الفردية إال ابلنسبة للمنازعات الžžيت يكžžون هل
فهيا الفصل هنائيا عن طريق دعžžوى اإللغžžاء بسبب الشطط يف استعامل السلطة ،وال ميكل حžžق تفسري املعžžىن الغžžامض
لهذه املقررات إال يف نطاق ادلعوى املذكورة".
ومن هجة أخžžرى حيث أنžžه إذا اكن املقžžرر الفžžردي واحض ادلالةل ال يكتسيه أي مغوض أو التبžžاس مفن البžžدهيي أنžžه ال
حاجة إىل تفسريه مطلقžžا ،بžžل جيب عىل مجيžžع احملامك أن تطبقžžه حسžžب مدلوهل الواحض ،أمžžا إذا اكنت مقتضيات املقžžرر
الفžžردي مهبمžžة ،فيتعني عىل احملمكة اخملتصžžة بتطبيقžžه أن ترجئ البت يف الزناع وتلمتس من السلطة اإلداريžžة املصžžدرة
للمقžžرر املذكور أن تžžدلها عىل املعžžىن احلقيقي اذلي أرادت أن تعطيžžه لهžžذا املقžžرر عنžžد إصžžدارها هل ،وأن سلوك هžžذه
املسطرة غري القضائية يقتضيه حاليا عدم وجود دعžوى التفسري وإ ذا اكنت قضية مžاص قžد طžرحت مشلكة قانونيžة يف
جمال حفص الرشعية من طžžرف احملامك القضžžائية ،فإنžžه اكن من األوىل أن تلجأ النقابžžة الوطنيžžة للصحافة بدايžžة إىل طلب
إلغاء اخلطاب املوجه للسيد ماص عن طريق دعžوى الشطط يف استعامل السلطة ،ألنžه يعترب قžرارا إداراي صžادرا عن
رئيس احلكومة ،وقžد أابنت هžذه القضية يف نفس الžوقت عن الفžراغ الترشيعي اذلي يعرفžه القžانون املغžريب واملتجيل
أساسا يف انعدام دعوى التفسري ،كام جاء يف احليثية األخرية حلمك 1969-11-21أمام غيžžاب هجة قضžžائية معينžžة قانونيžžا
للبت يف موضوع الرساةل ،وأمام عدم بت حممكة الاستئناف يف املوضوع ،ويه تبت يف القضية اجلزائية األصلية ،فžžإن
مžا ذهب إليžه اجمللس األعىل من الامتس القضžاء للسلطة اإلداريžة املصžدرة للقžرار إعطاءهžا املعžىن احلقيقي اذلي أرادتžه
ذلكل القرار "الضمين" ،إجراء غري مقنع ما دامت للقضاء سلطة الفحص والتفسري اعامتدا عىل واثئق امللف ومستنداته،
وانطالقا من مبادئ العداةل واإلنصاف .ونعتقد أن توسيع صالحيات احملامك الزجرية للبت يف رشعية القžرارات اإلداريžة
من خالل حمتوى املادة 44من قانون احملامك اإلدارية قد يسžامه يف حل مثžل املشžالك القانونيžة الžيت طرحهتا قضية إيžف
ماص.
كام أن الفقرة الثانيžžة من الفصžžل 25من ق.م.م متنžžع عىل القايض تقžžدير مطابقžžة املراسمي لدلستور ،الختصžžاص اجمللس
ادلستوري (احملمكة ادلستورية) يف املوضوع.
وإ ذا اكن القايض غري الزجري قد احتفظ ابختصاصه العžام يف املادة ،فžžإن القواعد الžžيت وضعهتا الغرفžžة اإلداريžة ابجمللس
األعىل ستعرف بعض التغيريات مع قانون 41-90احملدث للمحامك اإلدارية.
و خبصوص جتاوز قžانون 41-90لإل شžžاكليات القانونيžžة لقضية (ايžžف مžžاص) فžžإن اختصžžاص احملامك اإلداريžžة يف مراقبžžة
رشعية القرارات اإلدارية يتعارض مع املبادئ القانونية الžžيت سطرها حمك ، Yves Masحيث تنص املادة 44ال سامي
الفقرة الثانية عىل أنه" :للجهات القضائية الزجرية اكمل الوالية يف تقدير رشعية أي قžžرار إداري وقžžع المتسžžك بžžه أماهما
سواء ابعتباره أساسا للمتابعة أو ابعتباره وسيةل من وسائل ادلفاع".
16
وبذكل ميكن حفص رشعية أي قرار إداري أمام القايض الزجري ،فإذا اكن القرار مرشوعا يطبقžžه عىل احلاةل املعروضžžة
عليه ،لكنه يستبعده لكام تبني هل أنه غري مرشوع .بيد أن املسأةل تطžرح ملعرفžة هžل اختصžاص القايض ينحرص فقžط يف
البت يف القرارات التنظميية أم يتجاوز ذكل لميتžžد إىل القžžرارات الفرديžžة .إن القžانون احملدث للمحامك اإلداريžžة مل يتحدث
عن هذه املسأةل مع أن النتاجئ املرتتبة عن بت القايض الزجري يف لكتا احلالتني ختتلف.
وبذكل إذا تبني للقايض بأن قرارا تنظمييا غري مرشوع يتعني استبعاده وعدم تطبيقه ،فإن هžžذا ال يعžžين أن القžžرار خيتفي
هنائيا ،حبيث يصبح منعدما فقط يف احلاةل املعروضة أمام القايض وميكن تطبيقه عىل حاةل أخرى إذا مل يدفع املعين ابألمر
بعدم رشعيته ،لكن األمر خيتلف ابلنسبة للقرار الفردي حبيث يكفي استبعاد تطبيقه من طرف القايض ليصبح منعدما.
إن املرشع املغريب بنصه عىل الاختصاص الشامل للقايض الزجري ،يكžžون قžžد اختذ منحى ليبرياليžžا مقارنžžة مžžع مžžا هžžو
جار به العمل يف فرنسا " ،حبيث إن القايض اجلنايئ هل الاختصاص فامي يتعلق ابلقرارات الفردية.
وإ ذا اكنت الغرفžžة اإلداريžžة يف قضية إيžžف مžžاص قžžد استبعدت اختصžžاص احملامك العاديžžة ختصيص تأويžžل قžžرار إداري
فžžردي ،وأنžžه ميكن للقايض مطالبžžة السلطة اإلداريžžة مصžžدرة القžžرار إبعطžžاء تفسري للقžžرار ،فإهنا احتفظت لنفسها حبق
إعطاء تأويل للقرار يف إطار دعوى اإللغاء بسبب جتاوز السلطة ،ما دام النظام القضايئ ال يتوفر عىل دعوى التفسري.
املطلب الثالث :حفص رشعية القرارات الادارية من القضاء الاداري،
بصžžدور ق žانون 41-90احملدث للمحامك اإلداريžžة ميكن القžžول أن املرشع عاجل إشžžاكلية تقžžدير الرشعية من طžžرف
القايض الزجري اليت اكنت قد طرحت مع قضية إيف ماص ،ومنع القايض العادي املدين من القيžام هبذه املهمžة ،إال أنžه
خول هذا الاختصاص بشلك موسع للقايض اإلداري وجتدر اإلشارة إىل أن القرارات املتعلقة بتقدير الرشعية أصبحت
تستأنف أمžžام حممكة الاستئناف اإلداريžžة بعžžد صžžدور قžانون 80-03احملدث حملامك الاستئناف اإلداريžžة ،بعžžدما اكنت
تبت فهيا الغرفžžة اإلداريžžة استئنافيا .ونالحžžظ عىل أن حممكة الاستئناف اإلداريžžة تنظžžر يف املنازعات املتعلقžžة بتقžžدير
رشعية القرارات اإلدارية بصفة استئنافية وهنائية.
حاول املرشع من خالل قانون 41-90تžžدارك خمتلžžف السلبيات الžžيت اكن يعرفهžžا قضžžاء اجمللس األعىل اذلي قلص من
جمال حاميžžة احلقžžوق واحلرايت الفرديžžة ،ويف هžžذا الصžžدد ميكن تسجيل مالحظتني خبصžžوص حفص الرشعية؛ تتعلžžق
األوىل إبزاةل املنžžع املوجžžود سžžابقا واذلي حيول دون تقžžدير القايض دلستورية املراسمي حبيث تنص الفقžžرة الثانيžžة من
الفصل 25عىل أنه "ال جيوز للجهات القضائية أن تبت يف دستورية القوانني" .وتمتثل املالحظžžة الثانيžžة يف أن املادة 44
وسعت من جمال تقدير الرشعية ،مع ما يرتتب عىل ذكل من متيزي حيامن يتعلق األمر ابلقايض املدين أو القايض اجلنايئ.
إن املادة 44من قانون احملامك اإلدارية تمتزي بشموليهتا .مفقتضيات الفقžžرة األوىل من هžžذه املادة حتميžžل حفص الرشعية إىل
احملامك اإلدارية أو اجمللس األعىل حسب اختصاص لك من هاتني اجلهتني من خالل املادتني 8و ،9وهžžذا يعžžين أن احملامك
17
اإلدارية تبقى خمتصة يف حفص رشعية القرارات اليت لها ارتبžžاط مبجاالت اختصاصها .يف حني تžžدخل املقžžررات الفرديžžة
والتنظميية الصادرة عن رئيس احلكومة ،وكذا قرارات السلطات اإلدارية اليت يتعدى نطاق تنفيذها دائرة الاختصžžاص
احمليل حملمكة إدارية تدخل مضن الاستثناء املنصوص عليه يف املادة 9حيث تبقى من اختصžžاص اجمللس األعىل مبارشة،
حبيث تقžžوم احملامك اإلداريžžة واجمللس األعىل حسžžب اختصžžاص لك مهنا بفحص رشعية هžžذه القžžرارات مبناسبة ادلعاوى
املرفوعة أماهما مبارشة ،أو عىل إثر الاحاةل علهيا من طžžرف احملامك العاديžžة غري الزجريžžة يف جمال يرجžžع إىل الاختصžžاص
النوعي للمحامك اإلدارية.
ومما جتدر اإلشžžارة إليžžه أن حفص رشعية القžžرارات اإلداريžžة يه مس žأةل عارضžžة يتوقžžف البت فهيا عىل تقžžدير رشعية
القžžرار اإلداري ،وبžžذكل فإهنا ليسžžت دعžžوى مستقةل بžžذاهتا ميكن التوجه إىل القضžžاء مبارشة بش žأهنا ،حسžžب مضمن
املادتني 8و 44من القانون احملدث للمحامك اإلدارية.
ذلكل "رصحت حممكة النقض أن الطالبني السيدة نصرية املنوزي والسيد كرمي املنوزي ،ملا تقدما بواسطة مقžžال بتžžارخي
، 2010/4/27المتسžžا فيžžه ويف إطžžار املادتني 9و 44من الق žانون رمق 41-90احملدث للمحامك اإلداريžžة ،حفص رشعية
املرسوم رمق 2-08-438الصادر عن الžوزير األول بتžارخي 2008/10/7واملنشžور ابجلريžدة الرمسية عدد 5671بتžارخي
2008/10/23والقايض بتحديد املكل العام البحري للرشيط الساحيل التابع إلقلمي العرائش ،يكوانن قد خرقžžا مضمون
املادتني 8و 44من الق žانون احملدث للمحامك اإلداريžžة ،مما يكžžون معžžه الطلب الžžرايم إىل حفص الرشعية واملقžžدم أمžžام
اجمللس األعىل يف إطار املادة 9املذكورة ،غري مقبول خلرقه مقتضيات املادتني املذكورتني".
وابلتايل ال تقبل ادلعوى املستقةل بفحص رشعية القرار اإلداري املرفوعة مبارشة أمام احملمكة اإلدارية.
وميكن استئناف أحاكم احملامك اإلدارية يف جمال حفص الرشعية أمام حممكة الاستئناف اإلداريžžة طبقžžا للقواعد املقžžررة يف
املادة 16من قانون حمامك الاستئناف اإلدارية.
حيث جتدر اإلشžžارة إىل أنžžه قبžžل صžžدور ق žانون 80-03اكنت أحاكم احملامك اإلداريžžة يف جمال حفص الرشعية تستأنف
أمام اجمللس األعىل طبقا للقواعد املقررة يف القانون .41-90إال أ نه بعد صدور القانون احملدث حملامك الاستئناف اإلداريžžة
أصبحت هذه األخرية يه اخملتصة ابلبت يف قضااي حفص الرشعية كدرجة استئنافية وهنائية.
لقžžد اعتربت املادة 16من ق žانون 80-03عىل أن حممكة الاستئناف اإلداريžžة تنظžžر يف قضžžااي تقžžدير الرشعية كدرجة
استئنافية وهنائية.
و ابلتايل فتقžžدير الرشعية يعترب مبثابžžة ادلعوى األوليžžة الžžيت تسمح للقايض البت يف ادلعوى األصلية ،ألن القايض حيامن
يدفع أمامه أحد األطžžراف بعžžدم رشعية قžžرار مžžا ،فإنžžه ينظžžر يف أول األمžžر يف مžžدى رشعية ذكل القžžرار من عدمžžه.
18
ويرتتب عىل ذكل أن قايض حفص الرشعية يستبعد تطبيق القرار اإلداري غري الرشعي اذلي استندت عليžžه اإلدارة يف
ادلعوى املعروضة أمامه.
وبذكل يكون املرشع قد استثىن يف املادة 16من قانون 80-03احملدث حملامك الاستئناف اإلدارية قضااي تقžžدير رشعية
القرارات اإلدارية من النقض ،حبيث يقف املتقاضون يف هذا النوع من القضااي عند درجة الاستئناف.
إن توقيف التقايض يف هžžذا النžžوع من القضžžاء عنžžد درجة الاستئناف ،يشžžلك يف اعتقادان ضامن حقžžوق املتقاضžžني يف
النقض .وهمام تكن املربرات ال žžيت اعمتدها املرشع يف ه žžذا اإلط žžار ،ف žžإن نظ žžر اجمللس األعىل يف قض žžااي حفص رشعية
القرارات اإلدارية كجهة نقض يرتبط مبا للمجلس األعىل من وظيفة أساسية كقاض إداري واليت تمتثل يف خلق احللžžول
القضائية للقضااي املستعصية عىل حمامك ادلرجة األوىل وادلرجة الثانية .هذا فضال عن كون هذا اجلهاز يعترب هيئžžة قضžžائية
يف البالد تسهر عىل ضامن حاميžžة واحرتام احلقžžوق واحلرايت .ومن هžžذا املنطلžžق فžžإن اجمللس األعىل يشžžلك أمه ضامنة
قضائية لتقومي اعوجاج مžžا يصžدر من أحاكم عن حمامك ادلرجتني األوىل والثانيžžة ،ويف نفس الžžوقت يشžžلك مرجعžا لهžذه
احملامك يف هذه القضااي.
19
خامتة :
من خالل مžžا سبق يتبني أن حفص رشعية القžžرارات اإلداريžžة تتžžواله عدة هجات قضžžائية ،احملامك اإلداريžžة وحممكة
النقض لك يف حدود اختصاصه سواء اكن بناء عىل طلب مستقل أو عن طريق اإلحاةل من طرف احملامك املدنية حسب
املادة 44من قانون ،41/90مث هناك احملامك الزجرية اليت لها اكمل الصالحية يف تقدير رشعية مجيžžع القžžرارات اإلداريžžة
و ذكل طبقžا ملقتضيات الفقžرة األخرية من املادة 44من قžانون .41/90ذلكل فžžان القايض سžواء الزجžžري أو اإلداري
ينظžžر يف مžžدى رشعية القžžرار اإلداري موضžžوع ادلعوى ،ليك يمتكن بعžžد ذكل من الاسمترار يف النظžžر يف ادلعوى
األصلية ،فإذا تبني هل عدم رشعية القرار اإلداري املعروض عليه استبعد تطبيقžه ،أمžا إذا تأكžد من رشعيته فانžه يسمتر
بعد ذكل يف ادلعوى األصلية .وذلكل فإنه ميكن القول أن حفص رشعية القرارات اإلدارية سžžواء عن طريžžق اإلحاةل من
احملامك العادية (املدنية) أو بناء عىل طلبات مستقةل مقدمة من طرف ذوي الشžأن ،تعžد ممكال أساسيا للرقابžة القضžائية
عىل أعامل اإلدارة اجملسžدة يف شžلك قžرارات إداريžة ،فžدعوى حفص الرشعية ودعžوى اإللغžاء ودعžوى إيقžاف تنفيžذ
القرارات اإلدارية يه لكها ضامانت أساسية من أجل صون وحامية مبدأ املرشوعية وابلتايل املصلحة العامة.
20
الفهرس :
مقدمة ...........................................................................................................................................:
2
املبحث الاول :تطور ادلفع بعžžدم الرشع ية................................................................................................
4
املطلب الاول :ادلفع بعدم الرشعية قبžžل احداث اجمللس الاعىل سنة .............................................. . 1957
4
املطلب الثاين :ادلفع بعدم الرشعية بعد احداث اجمللس الاعىل .......................................... . 1994 . 1957
5
املطلب الثالث :ادلفع بعدم الرشعية بعد احداث احملامك الاداريžžة............................................................... ،
8
املبحث الثاين :تطبيقات ادلفع بعدم الرشع ية10....................................................................................... ،
املطلب الاول :حفص رشعية القرارات الادارية من قبل القضاء املدين10...................................................
املطلب الثاين :حفص رشعية القرارات الادارية من قبžžل القضžžاء الزجžžري................................................. ،
12
املطلب الثالث :حفص رشعية القžžرارات الاداريžžة من القضžžاء الاداري..................................................... ،
14
خامت ة 17......................................................................................................................................... :
الفهرس...................................................................................................................................... ................. :
18
21