You are on page 1of 21

‫ماسرت القانون العام و العلوم السياسية‬

‫ختصص التدبري الاداري و املايل‬

‫ادلفع بعدم الرشعية‬


‫دراسة مقارنة‪ ،‬الفصل ‪ 44‬من القانون احملدث للمحامك الادارية ‪.41.90‬‬

‫حتت إرشاف الاستاذ ‪ :‬بوعزاوي‬


‫بومجعة‬
‫من إجناز الطالب ‪ :‬اسامعيل اهلمة‬
‫‪17009988‬‬

‫السنة اجلامعية‬
‫‪2023/202‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫ختضع اإلدارة عند ممارسة نشاطها ملبدأ املرشوعية واذلي يفرض توافق الترصفات اليت تصدر عهنا مع القواعد‬
‫القانونية املوضوعة سلفا و املرشوعية يه رقابة القضاء عىل أعامل اإلدارة وتسمى دعوي املرشوعية أو دعوى اإللغاء‪،‬‬
‫ويه دعوة توجه إىل حممكة متخصصة يف اإللغاء بسبب جتاوز السلطة (الشطط يف استعامل السلطة)‪ .‬ويستعمل لفظي‬
‫املرشوعية والرشعية مكرتادفني عند بعض فقهاء القانون العام واستعمل البعض اآلخر لكمة الرشعية بدل املرشوعية‬
‫عند فقهاء القانون اخلاص‪ ،‬ولكن إذا ما مت التدقيق ما بني املصطلحني‪ ،‬جتد أن هناك اختالف بيهنام فاملرشوعية وترمجهتا‬
‫ابلفرنسية ‪ Legalité‬تعين احرتام قواعد القانون القامئة فعال يف اجملمتع‪ ،‬أي مرشوعية وضعية قانونية قامئة‪ ،‬يف حني تعين‬
‫‪1‬‬
‫لكمة الرشعية اليت تقابلها ابلفرنسية ‪ Legitime‬العداةل وما جيب أن يكون عليه القانون‬
‫فلتحق‪ž‬ق مب‪ž‬دا املرشوعية جيب أن تق‪ž‬وم ادلوةل عىل األس‪ž‬س التالي‪ž‬ة ‪ :‬اوال مب‪ž‬دأ فص‪ž‬ل السلطات‪ ،‬اثني‪ž‬ا خض‪ž‬وع اإلدارة‬
‫للقانون‪ ،‬اثلثا حتديد الاختصاصات اإلدارية بصورة واحضة‪ ،‬رابعا إخضاع اإلدارة لرقابة القضاء‪.‬‬
‫و نتيجة ألمهي‪žž‬ة الق‪žž‬رار اإلداري أكحد امه وس‪žž‬ائل اإلدارة القانوني‪žž‬ة فق‪žž‬د حظي قض‪žž‬اء اإللغ ‪ž‬اء بأمهي‪žž‬ة خاص‪žž‬ة مضن ابيق‬
‫املنازعات اإلدارية الراجئة أمام احملامك اإلدارية ابعتبار أن هذا القضاء يقوم أساس‪ž‬ا عىل ضامن بق‪ž‬اء اإلدارة عن‪žž‬د إص‪žž‬دارها‬
‫لقراراهتا اإلدارية داخل إطار املرشوعية‪.‬‬
‫و يعد ادلفع بعدم الرشعية من ادلفوع اليت يمتسك هبا صاحب املصلحة من اجل البث فامي اذا اكن القرار اذلي بين عليه‬
‫احلمك الاسايس مرشوعا ام ال‪ ،‬و قد تعرف دعوى حفص رشعية القرارت الادارية‪ ،‬عىل اهنا تكل ادلعوى اليت يرفعه‪žž‬ا‬
‫‪2‬‬
‫صاحب الشأن امام القضاء اخملتص بغرض املطالبة بغرض حفص رشعية قرار اداري‪ ،‬و اقرار رشعيته من عدمه‪،‬‬
‫وقد مر تقدير رشعية القرارات اإلداري‪ž‬ة بتط‪ž‬ور اترخيي كبري‪ ،‬حيث ان‪ž‬ه قب‪ž‬ل إحداث احملامك اإلداري‪ž‬ة اكن القايض وه‪ž‬و‬
‫بيت يف املادة اإلداري‪žž‬ة ال ميكل الاختص‪žž‬اص من أجل النظ‪žž‬ر يف رشعية الق‪žž‬رارات اإلداري‪žž‬ة إال إذا اكن ذكل مرتبط‪žž‬ا‬
‫بتحدي‪žž‬د مس‪žž‬ؤولية اإلدارات العمومي‪žž‬ة‪ ،‬م‪žž‬ع ذكل ظ‪žž‬ل أسلوب ادلفع بع‪žž‬دم املرشوعية غري اكف لضامن احرتام الرشعية‬
‫اإلدارية يف غياب دعوى اإللغ‪žž‬اء إال أن‪žž‬ه بع‪žž‬د إحداث اجمللس األعىل حممكة النقض حالي‪žž‬ا مبقتىض ظهري ‪ 27‬شتنرب ‪1957‬‬
‫اذلي أصبح خمتصا وحده ابلنظر يف دعوى اإللغ‪žž‬اء بسبب الشطط يف استعامل السلطة‪ .‬غري أن ه‪žž‬ذا ال مين‪žž‬ع القايض من‬
‫مراقب‪žž‬ة رشعية الق‪žž‬رارات اإلداري‪žž‬ة مبناسبة بت‪žž‬ه يف ادلعوى املرتبط‪žž‬ة هبذه الق‪žž‬رارات ومن مث ف‪žž‬إن القايض اذلي بيت يف‬
‫ادلعوى ه‪žž‬و نفس‪žž‬ه اذلي يق‪žž‬وم بفحص الرشعية وم‪žž‬ع إحداث احملامك اإلداري‪žž‬ة سنة ‪ 1993‬ومن بع‪žž‬دها حمامك الاستئناف‬
‫اإلداري‪žž‬ة يف سنة ‪ ،2006‬استقلت دع‪žž‬وى حفص الرشعية بع‪žž‬دما اكنت جمرد دف‪žž‬ع بفحص الرشعية وه‪žž‬و ادلفع اذلي يمت‬

‫‪ 1‬مليكة الرصوخ‪ ،‬مرشوعية القرارات اإلدارية‪ ،‬مطبعة دار القمل‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،2011 ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ 2‬عامر بوضياف‪ ،‬دعوى الالغاء يف قانون الاجراءات املدنية و الادارية‪ ،‬مطبعة جسور للنرش و التوزيع‪ ،‬ط‪ .2009 ،1‬ص ‪.6‬‬

‫‪2‬‬
‫مبناسبة دعوى راجئة أمام احملامك العادية‪ ،‬ودعوى حفص الرشعية يف ادلعوى ال‪žž‬يت يرفعه‪žž‬ا أحد األشخاص ملطالب‪žž‬ة احملمكة‬
‫بتقدير القرار اإلداري والترصحي بعدم املرشوعية‪،‬‬
‫و ابلت ‪žž‬ايل ف ‪žž‬إذا اكن املغ ‪žž‬رب ق ‪žž‬د أخذ ابحللول املستخلص ‪žž‬ة من الاجهتاد القض ‪žž‬ايئ الفرنيس يف موض ‪žž‬وع حفص رشعية‬
‫القرارات اإلدارية مع بعض التعديالت املتخذة من قبل اجهتاد اجمللس األعىل اذلي حدد جمال الاختصاص يف املوضوع‪،‬‬
‫ف‪žž‬إن ق ‪ž‬انون ‪ 41-90‬اذلي أسند الاختص‪žž‬اص بفحص الرشعية للمحامك اإلداري‪žž‬ة سزييل نسبيا التقيي‪žž‬د اذلي اكن يفرض‪žž‬ه‬
‫اجمللس األعىل خصوص‪žžž‬ا مس‪žžž‬أةل عدم عرقةل أعامل اإلدارات العمومي‪žžž‬ة بسبب احليلوةل دون تنفي‪žžž‬ذ قراراهتا‪ .‬ويف نفس‬
‫الوقت فإن الاختصاص الشامل للقضاء للبت يف ادلعوى من شانه أن يلطف من املفهوم الضيق ملب‪žž‬دأ فص‪žž‬ل السلطات‬
‫‪3‬‬
‫القضائية واإلدارية‪.‬‬
‫و منه وجب حتليل اشاكلية رئيسية متعلقة ابدلفع بعدم املرشوعية‪ ،‬عىل ضوء املادة ‪ 44‬من القانون ‪.41.90‬‬
‫و منه تثار مجموعة من النقط اليت سيمت جردها عىل شلك اسئةل فرعية‪:‬‬
‫ما يه امه حمطات ادلفع بعدم الرشعية ابملغرب؟‬ ‫‪-‬‬
‫و ما يه تطبيقاته ؟‬ ‫‪-‬‬
‫و اىل اي حد ميكن اعتبار ما آل اليه الترشيع حيفظ حقوق الافراد و حرايهتم؟‬ ‫‪-‬‬
‫التصممي ‪:‬‬
‫املبحث الاول ‪ :‬تطور ادلفع بعدم الرشعية‪،‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬تطبيقات ادلفع بعدم الرشعية‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫حسن حصيب‪ ،‬القضاء الاداري املغريب‪ ،‬سلسة دراسات و احباث يف الادارة و القانون‪ ،‬الطبعة الثانية ماي ‪ ،2019‬ص ‪.546‬‬

‫‪3‬‬
‫املبحث الاول ‪ :‬تطور ادلفع بعدم الرشعية‪.‬‬
‫إن مب‪žž‬دأ مراقب‪žž‬ة رشعية الق‪žž‬رارات اإلداري‪žž‬ة من ط‪žž‬رف احملامك القض‪žž‬ائية ع‪žž‬رف من‪žž‬ذ ص‪žž‬دور الظهري ‪ 1913‬املتعل‪žž‬ق‬
‫ابلتنظمي القضايئ‪ ،‬مما يستدعي حتديد طبيعته القانوني‪ž‬ة‪ .‬وجيد ه‪ž‬ذا املب‪ž‬دأ مربره بش‪ž‬لك أسايس يف غي‪ž‬اب طعن من أجل‬
‫الشطط يف استعامل السلطة‪ .‬لكن إبحداث اجمللس الاعىل مبقتىض ظهري ‪ 1957‬املنش‪žžžžžžž‬ئ للطعن ابلشطط يف استعامل‬
‫السلطة عرف قضاء حفص الرشعية أزمة‪ ،‬عىل ال‪ž‬رمغ من أن احملامك القض‪ž‬ائية ويه تبت يف املادة اإلداري‪ž‬ة تراقب ك‪ž‬ذكل‬
‫مرشوعية القرارات اإلدارية‪.‬‬
‫وايحداث احملامك اإلداري ‪žž‬ة مت بعث وإ حي ‪žž‬اء قض ‪žž‬اء حفص الرشعية من جدي ‪žž‬د‪ ،‬ال سامي وأن املرشع أعطى الاختص ‪žž‬اص‬
‫برصحي العبارة لهذه احملامك من أجل تقدير رشعية القرارات اإلدارية‪ .‬و عىل ه‪žž‬ذا الاس‪žž‬اس سنتناول تط‪žž‬ور قض‪žž‬اء حفص‬
‫الرشعية عرب مرحليت الاوىل قبل احداث اجمللس الاعىل‪ ،‬و الثانية بعد احداث اجمللس الاعىل‪.‬‬
‫املطلب الاول ‪ :‬ادلفع بعدم الرشعية قبل احداث اجمللس الاعىل سنة ‪.1957‬‬
‫لقد عرف قض‪ž‬اء حفص الرشعية قب‪ž‬ل إحداث اجمللس األعىل سنة ‪ 1957‬تط‪ž‬ور همام‪ ،‬ألن احملامك خالل ه‪ž‬ذه املرحةل‬
‫حاولت تعويض غياب طعن ابلغاء القرارات اإلدارية غري املرشوعة والتخفيف من اآلاثر املرتتبة من منع هذه احملامك طبقا‬
‫للفقرة اخلامسة من الفصل الثاين من ظهري التنظمي القضايئ من النظر يف لك طلب يراد به إلغ‪žž‬اء ق‪žž‬رار ص‪žž‬ادر عن إدارة‬
‫معومية‪ ،‬وبذكل مل يبق للقايض سوى احلمك عىل اإلدارة بأداء مبالغ مالية‪.‬‬
‫وعىل الرمغ من ذكل فإنه ال يوجد أي نص ترشيعي حيول دون نظر هذه احملامك يف رشعية الق‪žž‬رار إذا اكن من ش‪ž‬أن ذكل‬
‫حتديد مسؤولية ادلوةل أو اإلدارة‪ .‬ذلكل فالقايض يربر اختصاصه لفحص رشعية القرارات اإلدارية انطالقا من كونه ه‪žž‬و‬
‫املؤهل لتطبيق القانون‪ ،‬وابلتايل ال ميكنه تطبيق قرارات إدارية غري مرشوعة‪.‬‬
‫ويطب‪žž‬ق حفص الرشعية س‪žž‬واء يف املادة املدني‪žž‬ة أو التجاري‪žž‬ة أو الزجري‪žž‬ة عىل اعتب‪žž‬ار أن‪žž‬ه ال ميكن تص‪žž‬ور تواجد خمالف‪žž‬ة‬
‫تستحق العق‪žž‬اب يف ه‪žž‬ذا اجملال إال إذا اكن هن‪žž‬اك ق‪žž‬رار إداري غري رشعي‪ .‬وإ ذا اكن مش‪žž‬لك تق‪žž‬دير رشعية الق‪žž‬رارات‬
‫اإلدارية مطروحا منذ فرتة امحلاية‪ ،‬فإن احملامك املغربي‪žž‬ة حاولت اقتب‪žž‬اس اخلط‪žž‬وط الرئيسية للحل‪žž‬ول املوج‪žž‬ودة يف الق‪ž‬انون‬
‫والاجهتاد القض‪žž‬ايئ الفرنسيني يف املوض‪žž‬وع‪ .‬ويف ه‪žž‬ذا اإلط‪žž‬ار ولتوفري امحلاي‪žž‬ة للم‪žž‬وظفني الفرنسيني اذلين يعمل‪žž‬ون يف‬
‫املغرب‪ ،‬فإنه مت سن ظهري فاحت شتنرب ‪ 1928‬ومرسوم فرنيس بتارخي ‪ 23‬نونرب ‪ ،1928‬خيوالن لهؤالء املوظفني إماكني‪žž‬ة‬
‫تق ‪žž‬دمي طع ‪žž‬ون من أجل الشطط يف استعامل السلطة أم ‪žž‬ام جملس ادلوةل الفرنيس خبص ‪žž‬وص الق ‪žž‬رارات الص ‪žž‬ادرة عن‬
‫السلطات اإلدارية فامي يتعلق بنظام املوظفني‪.‬‬
‫ورمغ ذكل فإن القضاء املغ‪ž‬ريب ق‪žž‬د أس‪ž‬س لقض‪ž‬اء حفص الرشعية من خالل العدي‪ž‬د من األحاكم القض‪ž‬ائية‪ ،‬فق‪ž‬د اعتربت‬
‫حممكة الاستئناف ابلرابط‪ ،‬أنه ابستثناء ما يتعل‪žž‬ق ابملوظفني‪ ،‬ف‪žž‬إن الق‪žž‬رارات اإلداري‪žž‬ة الص‪žž‬ادرة من سلطات مغربي‪žž‬ة ال‬

‫‪4‬‬
‫ميكن أن تكون موضوعا للطعن أمام جملس ادلوةل الفرنيس وما دامت حمامك إدارية غري موجودة‪ ،‬فإن احملامك القض‪žž‬ائية جتد‬
‫نفسها جمربة عىل تطبيق خمتلف ق‪žž‬رارات اإلدارة ب‪ž‬دون مراقب‪ž‬ة‪ ،‬رمغ م‪žž‬ا ميكن أن تتضمنه ه‪žž‬ذه الق‪ž‬رارات من خروق‪žž‬ات‬
‫قانونية واحضة‪.‬‬
‫وقد رصحت احملامك القض‪ž‬ائية ابختصاصها يف منازعات ادلوةل املغربي‪ž‬ة معتربة أن ادلفع بع‪ž‬دم الرشعية ميكن قبوهل ابلنسبة‬
‫مجلي‪žž‬ع الق‪žž‬رارات اإلداري‪žž‬ة وب‪žž‬دون أي حتف‪žž‬ظ"‪ ،‬وق‪žž‬د ذهبت إىل أبع‪žž‬د من ذكل ومزيت يف إط‪žž‬ار مراقب‪žž‬ة املرشوعية بني‬
‫الظهائر القوانني والظهائر املراسمي ‪.‬‬
‫واجلدير ابذلكر أن دعوى حفص رشعية القرارات اإلدارية ختتلف من دعوى اإللغاء‪ ،‬حبيث إذا اكنت هذه األخرية تريم‬
‫إىل إلغ‪žž‬اء ق‪žž‬رار إداري غري رشعي بن‪žž‬اء عىل طلب املع‪žž‬ين ابألمر اذلي هل مصلحة يف رف‪žž‬ع ادلعوى ف‪žž‬إن دع‪žž‬وى حفص‬
‫الرشعية متكن القاىض من النظ‪žž‬ر يف ادلعوى‪ .‬وي‪žž‬دفع ابلت‪žž‬ايل أمام‪žž‬ه بع‪žž‬دم رشعية ترصفات اإلدارة‪ ،‬فيق‪žž‬وم ابلنظر يف‬
‫رشعية تكل الترصفات أوال ليمتكن من الاسمترار ابلبت يف ادلعوى األصلية‪ .‬ف‪žž‬إذا تبني هل عدم رشعية الق‪žž‬رار اإلداري‬
‫املعمتد عليه من قبل اإلدارة استبعد تطبيقه يف ادلعوى املعروضة عليه‪.‬‬
‫ويف أغلب احلاالت فإن القرارات اإلدارية الفردية تدفع ابلقايض إىل منح تعويض انطالقا من عدم رشعيهتا‪ ،‬إال أن ذكل‬
‫يرتبط بعدم اقرتاف املوظ‪žž‬ف اخلط‪žž‬إ من جانب‪žž‬ه‪ ،‬حيث إن الق‪žž‬رار اإلداري املراد حفص رشعيته يعترب ق‪žž‬رارا ص‪žž‬ادرا من‬
‫جانب اإلدارة‪ ،‬مع أن النتاجئ املرتبة عنه تسببت يف خسائر مادية للطاعن "‪.‬‬
‫أما ابلنسبة للقرارات التنظميية فإن حممكة الاستئناف ابلرابط اعتربت ب‪ž‬أن أي ق‪žž‬رار تنظميي خمالف للق‪ž‬انون ال ميكن أن‬
‫ترتتب عنه أية نتاجئ قانونية بني أطراف الزناع‪ ،‬وتكتيس هذه القرارات التنظميية القوة التنفيذية يف مواهجة الغري‪.‬‬
‫وبذكل ميكن القول أن عدم وجود طعن لإل لغاء بسبب جتاوز السلطة خالل هذه الفرتة مل مينع احملامك القضائية من مراقب‪žž‬ة‬
‫مرشوعية القرارات اإلدارية‪ ،‬وابلتايل مل حيل دون تركزي وترسيخ قواعد قضاء إداري مستقل‪.‬‬
‫وق‪žž‬د امت‪žž‬دت رقاب‪žž‬ة القايض وجتاوزت الشلكيات والاختص‪žž‬اص إىل حفص موض‪žž‬وع وه‪žž‬دف الق‪žž‬رار اإلداري‪ ،‬حبيث يف‬
‫هذا الصدد رصحت احملمكة بأن املراقبة القضائية للعقوابت املنص‪žž‬وص علهيا يف كن‪žž‬اش التحمالت إلحدى الصفقات جيب‬
‫أن تشمل ليس فقط املسائل املتعلق‪ž‬ة ابلش‪žž‬لك واألخط‪ž‬اء املادي‪ž‬ة للق‪ž‬رار موض‪žž‬وع املراقب‪ž‬ة‪ ،‬لكن أيض‪ž‬ا رشعية العقوابت‬
‫املتخذة ورشعية أسباهبا‪.‬‬
‫كام أن الاحنراف يف السلطة يش‪žž‬لك عدم مرشوعية تربز عىل مستوى الق‪žž‬رارات ال‪žž‬يت ختض‪žž‬ع للسلطة التقديري‪žž‬ة‪ .‬وم‪žž‬ع‬
‫ذكل فإن احملامك بقيت حمرتمة حلدود اختصاصاهتا املنص‪žž‬وص علهيا رصاحة وال‪žž‬يت ال ختوله‪žž‬ا احلل‪žž‬ول حمل اإلدارة أو إعط‪žž‬اء‬
‫أوام‪žž‬ر إلهيا‪ .‬وإ ذا اكن حفص الرشعية يعترب‪ .‬معال يق‪žž‬وم ب‪žž‬ه القايض انطالق‪žž‬ا من مراقب‪žž‬ة املرشوعية اإلداري‪žž‬ة ف‪žž‬إن ذكل ال‬
‫خيوهل حرية الترصف يف هذه املراقبة مثلام أنه ال يتوفر عىل التخصص الاكيف للقيام مبراقبة متطورة‪ ،‬ومن مث ف‪ž‬إن الرقاب‪ž‬ة‬

‫‪5‬‬
‫تنص ‪žž‬ب عىل الالمرشوعية الشلكية املتعلق ‪žž‬ة ابلش ‪žž‬لك والاختص ‪žž‬اص‪ ،‬يف حني يرتدد القايض يف مراقب ‪žž‬ة الالمرشوعية‬
‫املادية املرتبطة أساسا ابملوضوع والسبب والهدف‪.‬‬
‫وتمكن أمهي‪žž‬ة قض‪žž‬اء حفص الرشعية يف كون‪žž‬ه يعترب الب‪žž‬ديل الطبيعي لغي‪žž‬اب مراقب‪žž‬ة مبارشة للرشعية‪ ،‬ويف ه‪žž‬ذا السياق‬
‫اعترب األستاذ دو لوابدير بأن الرقابة ميكن أن تمت عن طري‪ž‬ق اإللغ‪ž‬اء أو حفص الرشعية‪ ،‬وم‪ž‬ا دامت دع‪ž‬وى اإللغ‪ž‬اء غري‬
‫موجودة‪ ،‬فإن السبيل إىل رقاب‪žž‬ة أعامل اإلدارة يمت عن طري‪žž‬ق دع‪žž‬وى حفص الرشعية‪ ،‬وإبحداث الطعن ابإللغ‪žž‬اء بسبب‬
‫الشطط يف استعامل السلطة بع‪žž‬د إنش‪žž‬اء اجمللس األعىل سنة ‪ ،1957‬أصبح التس‪žž‬اؤل يط‪žž‬رح ح‪žž‬ول مربرات اسمترارية‬
‫قضاء حفص الرشعية‪ .‬ذلكل ميكن القول بأن هذا القضاء أصبح من‪žž‬ذ سنة ‪ 1957‬يعيش أزم‪žž‬ة‪ ،‬اسمترت إىل حدود سنة‬
‫‪ ،1993‬ليمت بعثه من جديد بعد إنشاء احملامك اإلدارية وذكل عىل أساس ترشيعي‪.‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬ادلفع بعدم الرشعية بعد احداث اجمللس األعىل ‪.1993 -1957‬‬
‫بعد إحداث الطعن بسبب الشطط يف استعامل السلطة‪ ،‬قيد اجمللس األعىل اختص‪žž‬اص احملامك العادي‪žž‬ة يف جمال حفص‬
‫الرشعية‪ ،‬حبيث أصبح يف وسع املتقاضني منذئذ تقدمي طلباهتم من أجل إلغاء القرارات اإلدارية غري املرشوعة‬
‫وإ ذا اكن بعض الفقه يعتقد أنه مثة اعتبارين أساسيني يس‪ž‬اهامن يف احلف‪ž‬اظ عىل نظ‪ž‬ام حفص الرشعية أم‪ž‬ام احملامك العادي‪ž‬ة‪،‬‬
‫يرتب‪žž‬ط األول بآجال الطعن ابإللغ‪žž‬اء بسبب الشطط يف استعامل السلطة وال‪žž‬يت تمتزي بقرصها حبيث حتدد يف ‪ 60‬يوم‪žž‬ا‪،‬‬
‫وابلتايل فإن الطاعن اذلي يرفض طلبه بسبب عيب يف قواعد املسطرة أو لوس‪ž‬ائل غري مرتك‪ž‬زة عىل أس‪ž‬اس‪ ،‬ال ميكن‪ž‬ه‬
‫أن يقمي طعنا جديدا يصلح من خالهل األخطاء املسطرية أو يقدم وس‪ž‬ائل أخ‪ž‬رى لع‪ž‬دم طلب‪ž‬ه‪ .‬ويرتب‪ž‬ط الاعتب‪ž‬ار الث‪ž‬اين‬
‫ابلنقص احلاصل دلى األ فراد يف العمل بوجود قرارات إدارية‪ ،‬حيث ال يعرف هؤالء هذه القرارات إال حيامن يمت تطبيقها‬
‫عىل وضعياهتم‪ .‬إال أن الفص ‪žž‬ل ‪ 8‬من ظهري التنظمي القض ‪žž‬ايئ لسنة ‪ 1913‬يعترب أن ‪žž‬ه للحمك عىل اإلدارة من أجل إصالح‬
‫اآلاثر الض‪žžžž‬ارة الناجتة عن أعامله‪žžžž‬ا القانوني‪žžžž‬ة‪ ،‬يتعني ابلرضورة عىل القايض أن يفحص رشعية ه‪žžžž‬ذه األعامل‪ .‬ألن عدم‬
‫مرشوعيهتا هو اذلي يشلك خطئا ترتتب عنه مسؤولية اإلدارة‪.‬‬
‫وعىل هذا األساس فقد اعترب اجمللس األعىل بأنه ال يوجد أي نص قانوين مينع من قيام احملامك املنش‪ž‬أة سنة ‪ 1913‬اخملتص‪žž‬ة‬
‫ابلفصل يف دعاوى املسؤولية املرفوعة ضد امجلاعات العمومية بتقدير مرشوعية قرار إداري عن‪žž‬دما يك‪žž‬ون ه‪žž‬ذا التق‪žž‬دير‬
‫رضوراي لتحديد املسؤولية‪ .‬ويف نفس السياق رصحت الغرف‪žž‬ة اإلداري‪žž‬ة بأن‪žž‬ه ال يوجد نص مين‪žž‬ع احملامك املنش‪ž‬أة يف ‪1913‬‬
‫من أن تقوم بتقدير مرشوعية قرار إداري وعىل اخلصوص القرار اذلي يدفع ابلتقادم الرابعي دليون ادلوةل‪.‬‬
‫إن من ش‪ž ž‬أن إحداث الطعن من أجل الشطط يف استعامل السلطة أن يع ‪žž‬زز احلجج الرامي ‪žž‬ة إىل احلد من سلطة احملامك‬
‫العادية‪ ،‬ألنه اكن من املمكن التأكيد عىل أن الطاعن اذلي أصبح ابستطاعته الامتس إلغاء الق‪žž‬رار غري الرشعي من ط‪žž‬رف‬
‫اجمللس األعىل‪ ،‬يتعني عليه أن يستعمل خالهل تقنية طلب اإللغ‪žž‬اء وإ ال لن يسمح هل فامي بع‪žž‬د برف‪žž‬ع ش‪žž‬اكيته يف نزاع آخ‪žž‬ر‬
‫يدفع من خالهل بعدم رشعية هذا القرار‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫إال أن بعض الفقه يعتقد بأن هذا النق‪ž‬اش ق‪ž‬د مت حسمه ‪ ،‬ألن‪ž‬ه يف إط‪ž‬ار ادلعوى اإلداري‪ž‬ة وخصوص‪ž‬ا حيامن يتعل‪ž‬ق األم‪ž‬ر‬
‫بدعوى مسؤولية السلطة العمومية‪ ،‬فإن احملامك القضائية ميكهنا‪ ،‬بل ويتعني علهيا تقدير رشعية القرارات اإلدارية وابلتايل‬
‫تأويلها‪.‬‬
‫ذلكل سمل اجمللس األعىل إبماكنية ادلفع بعدم رشعية قرار تنظميي أصبح هنائيا مبناسبة تطبيقات‪ž‬ه الفردي‪ž‬ة ‪ ،‬ب‪ž‬ل إن الغرف‪ž‬ة‬
‫اإلدارية رصحت بعدم قبولها دلعوى اإللغاء بسبب الشطط يف استعامل السلطة ض‪ž‬د ق‪ž‬رار اإلدارة برفض مراجع‪ž‬ة مثن‬
‫عقد توريد‪ ،‬ألن الطاعن ميكنه احلصول عىل حقوق‪ž‬ه بواسطة دع‪ž‬وى القض‪ž‬اء الش‪ž‬امل املنص‪ž‬وص علهيا يف الفص‪ž‬ل ‪ 8‬من‬
‫ظهري ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬املتعلق ابلتنظمي القضايئ‪ ،‬وليس من شأن حظر أو من‪žž‬ع إلغ‪žž‬اء ق‪žž‬رار إداري املف‪žž‬روض عىل احملامك‬
‫املنشأة هبذا النص احلد من سلطهتا يف تقدير مرشوعيته‪.‬‬
‫وهمام يكن من أمر فإن األزمة اليت عرفها قضاء حفص الرشعية بعد إحداث الطعن ابإللغ‪žž‬اء الشطط يف استعامل السلطة‬
‫واملتجلية أساسا يف اختصاص اجمللس األعىل ابلنظر يف طلب‪žž‬ات إلغ‪žž‬اء الق‪žž‬رارات اإلداري‪žž‬ة غري املرشوعة بن‪žž‬اء عىل طلب‬
‫املعنيني ابأل مر واذلين هلم مصلحة يف رفع ادلعوى‪ ،‬مل حيل دون اسمترارية حفص مرشوعية الق‪žž‬رارات اإلداري‪žž‬ة‪ ،‬ال سامي‬
‫وأن الفص‪žž‬ل يف ادلعوى األصلية يتوق‪žž‬ف أحياان عىل حفص رشعية الق‪žž‬رار اإلداري‪ ،‬ومن هجة اثني‪žž‬ة ف‪žž‬إن سلطة حفص‬
‫الرشعية تعترب اختصاصا اعرتف به املرشع منذ سنة ‪ 1913‬مجليع احملامك‪.‬‬
‫ومع ذكل ميكن تسجيل بعض القيود خبصوص حفص الرشعية سواء يف املادة املدنية حيث اعتربت الغرفة اإلداري‪žž‬ة بأن‪žž‬ه‬
‫يتعني سلوك مسطرة الطعن ابإللغاء بسبب الشطط يف استعامل السلطة عوض دع‪žž‬وى حفص الرشعية م‪žž‬ا دامت ه‪žž‬ذه‬
‫ادلعوى تؤدي إىل إلغاء القرار‪ .‬ويتعلق األمر يف هذه النازةل مبختلف األعامل اليت تتخذ طابعا ماليا‪.‬‬
‫أما يف املادة الزجرية فإن احملمكة قيدت اختصاص‪žž‬ات وسلطات القايض معتربة ب‪ž‬أن تق‪žž‬دير رشعية الق‪žž‬رارات اإلداري‪žž‬ة ال‬
‫ميكن أن يمت إال يف إطار الفقرة ‪ 11‬من الفصل ‪ 609‬من القانون اجلناين‪.‬‬
‫وقد ترتب عن ذكل إشاكلية قانونية حيامن عرض املل‪žž‬ف عىل الغرف‪žž‬ة اإلداري‪žž‬ة ابجمللس األعىل‪ .‬وجتدر اإلش‪žž‬ارة يف األخري‬
‫بأن مقتضيات الفقرة الثانية من الفصل ‪ 25‬من ق‪.‬م‪.‬م متنع عىل القايض مراقب‪žž‬ة دستورية املراسمي وحفص م‪žž‬دى مطابقهتا‬
‫األحاكم ادلستور‪ .‬كام أن مراقب‪žž‬ة مرشوعية الق‪žž‬رارات اإلداري‪žž‬ة من ط‪žž‬رف القايض الع‪žž‬ادي مس‪žž‬أةل شبه منعدم‪žž‬ة من‬
‫‪4‬‬
‫الناحية العملية‪.‬‬
‫اذا يتض‪žž‬ح ان‪žž‬ه قب‪žž‬ل إنش‪žž‬اء اجمللس األعىل سنة ‪ 1957‬اكن القض‪žž‬اء الع‪žž‬ادي ق‪žž‬د درج من زمن بعي‪žž‬د عىل حفص رشعية‬
‫القرارات اإلدارية يف ادلعاوى الرامية إىل احلمك ابلتعويض يف حاةل ما إذا اكن احلمك هبذا التعويض مرتبط بتقدير رشعية‬
‫القرار اإلداري وذكل متاشيا مع املبدا القانوين القائل أن قايض املوضوع ه‪žž‬و قايض ادلفع‪ .‬واكن ادلفع بع‪žž‬دم الرشعية يه‬
‫الوسيةل الوحيدة للمحامك الابتدائية من أجل أن تقرر مسؤولية اإلدارة عن أعاملها القانوني‪žž‬ة غري املرشوعية ‪ ،‬إال ان‪žž‬ه بع‪žž‬د‬
‫‪4‬‬
‫حسن الصحيب‪ ،‬القضاء الاداري املغريب‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.537‬‬

‫‪7‬‬
‫إنشاء اجمللس األعىل نشأت دعوى اإللغاء للمطالب‪žž‬ة إبلغ‪žž‬اء ق‪žž‬رار إداري غري مرشوع‪ .‬و ق‪žž‬د قلص ق‪ž‬انون إحداث اجمللس‬
‫ه‪ž‬ذا الاختص‪ž‬اص عن احملامك العادي‪ž‬ة بع‪ž‬دما أصبح ه‪ž‬و اخملتص ملراقب‪ž‬ة مرشوعية الق‪ž‬رارات اإلداري‪ž‬ة عن طري‪ž‬ق دع‪ž‬وى‬
‫اإللغاء ويه دعوى توجه إىل الغرفة اإلدارية ابجمللس األعىل تسمى دعوى املرشوعية أو دع‪ž‬وى اإللغ‪ž‬اء بسبب الشطط‬
‫يف استعامل السلطة‪ .‬واكن هن‪žž‬اك توجه لبعض احملامك الابتدائي‪žž‬ة وحمامك الاستئناف ابن ادلفع ابلفحص ه‪žž‬و حماوةل لتجاوز‬
‫اجل الطعن ابإللغ‪žž‬اء وقض‪žž‬ت أن‪žž‬ه بع‪žž‬د انش‪žž‬اء اجمللس األعىل ان‪žž‬ه مل يع‪žž‬د متاحا ادلفع بفحص الرشعية أم‪žž‬ام احملامك العادي‪žž‬ة‪،‬‬
‫ويواجه هذا الرأي ان ف‪ž‬وات أجل الطعن ابإللغ‪ž‬اء اذلي خيتص ب‪ž‬ه اجمللس األعىل ال مين‪ž‬ع املع‪ž‬ين ابألمر من احلص‪ž‬ول عىل‬
‫تع‪žž‬ويض عن الق‪žž‬رار اإلداري غري املرشوع اذلي تنظ‪žž‬ر فهيا احملامك العادي‪žž‬ة‪ ،‬مبع‪žž‬ىن أن‪žž‬ه يمت حفص الرشعية من هجة تقرير‬
‫التعويض‪،‬‬
‫والقضاء املغريب قد سبق هل أن بث يف مثل هذه املسائل وذكل يف قرار ‪ Bromet‬بوريم ض‪žž‬د ادلوةل املغربي‪žž‬ة‪ ،‬إذ جاء‬
‫يف القرار املذكور ما ييل ‪" :‬حيث أن الفق‪žž‬رة األوىل من الفص‪žž‬ل ‪ 8‬من ظهري ‪ 1913‬ح‪žž‬ول التنظمي القض‪žž‬ايئ املغري مبقتىض‬
‫ظهري‪ 1928‬تعطي للمحامك املنشأة مبقتىض الظهري ‪ 1913‬الاختص‪žž‬اص الاكم‪žž‬ل للنظ‪žž‬ر يف دعاوى املس‪žž‬ؤولية املرفوعة ض‪žž‬د‬
‫ادلوةل او اية إدارة معومية بسبب أي قرار صادر عهنا ونتج عنه رضر للغري‪ 5،‬و حيث انه إذا اكنت الفقرة اخلامس‪žž‬ة من‬
‫نفس الفصل متنع عىل هذه احملامك البث يف أي طلب رام إىل إلغاء قرار ص‪žž‬ادر عن إدارة معومي‪žž‬ة فإن‪žž‬ه ليس‪žž‬ت هن‪žž‬اك أي‪žž‬ة‬
‫مقتضيات ترشيعية متنع عىل هذه احملامك حفص رشعية أي قرار إداري عندما يكون حفص هذه الرشعية رضوراي لتحديد‬
‫مسؤولية ادلوةل أو اإلدارة‪ .‬و حيث ان دعوى السيد ب‪ž‬ورويم ال يريم موض‪žž‬وعها إىل إلغ‪ž‬اء ق‪žž‬رار السيد م‪žž‬دير الفالحة‬
‫والتجارة والغاابت القايض إبحالته عىل املعاش ‪ ،‬ولكن تريم إىل ترممي الرضر الالحق به من جراء القرار املذكور وذكل‬
‫يف شلك تعويض وإ ن هذا الطلب املرفوع طبقا ملقتضيات الفق‪žž‬رة األوىل من الفص‪žž‬ل الث‪žž‬امن ي‪žž‬دخل يف اختص‪žž‬اص ه‪žž‬ذه‬
‫احملامك‪ ،‬وأن القرار الصادر بعدم اختصاص احملمكة للنظ‪žž‬ر يف الطلب املذكور ق‪žž‬د خ‪žž‬رق ه‪žž‬ذه املقتضيات ويتع‪žž‬رض ابلت‪žž‬ايل‬
‫للنقض‪ .‬وقد قدمت عدة مالحظات ح‪žž‬ول ه‪žž‬ذا الق‪žž‬رار لكه‪žž‬ا تسري يف نفس الاجتاه ال‪žž‬يت ذهب إلي‪žž‬ه وبينت عىل أن‪žž‬ه من‬
‫حق احملامك العادية حفص رشعية القرارات اإلدارية وخاصة الفردية مهنا‪ ،‬وأنه ق‪žž‬د متت اإلش‪žž‬ارة يف ه‪žž‬ذه املالحظ‪žž‬ات إىل‬
‫قرارات صادرة عن حممكة الاستئناف ابلرابط أعطت احلق للمحامك بفحص رشعية الق‪žž‬رارات اإلداري‪žž‬ة الفردي‪žž‬ة مبناسبة‬
‫دعاوى التع‪žž‬ويض املوهجة ض‪žž‬د ادلوةل ومن ه‪žž‬ذه الق‪žž‬رارات الق‪žž‬رار الص‪žž‬ادر بت‪žž‬ارخي ‪ 13/4/1948‬بني ‪ Riolet‬وم‪žž‬دير‬
‫األشغال العمومية‪.6‬‬
‫وقد أكد اجمللس األعىل ذكل يف قراره عدد ‪ 144‬يف قضية بزنايك ض‪žž‬د ادلوةل الص‪žž‬ادر بت‪žž‬ارخي ‪ 18/3/1961‬واذلي جاء‬
‫فيه ما ييل ‪ :‬ليست هناك آية مقتضيات متنع احملامك احملدثة مبقتىض ظمرب ‪ 1913‬اخملتصة للبحث يف دعاوى املسؤولية ض‪žž‬د‬
‫‪7‬‬
‫امجلاعات العمومية من حفص رشعية قرار إداري‪.‬‬

‫‪ 5‬عبد الوهاب رافع و جليةل البشريي توفيق ادلعاوى اإلدارية يف الترشيع املغريب‪ ،‬املطبعة الوراقة الوطنية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،1998 ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ 6‬عبد الوهاب رافع و جليةل البشريي توفيق ادلعاوي الادارية يف الترشيع املغريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ 7‬قرارات حممكة الاستئناف ابلرابط لسنة ‪ 1948‬الصفحة ‪.446‬‬

‫‪8‬‬
‫وانسجاما مع هذا الاجتاه‪ ،‬ذهب اجمللس األ عىل يف احلاةل اخملالفة اليت قد تقيض فهيا تق‪žž‬دير رشعية الق‪žž‬رار إىل إبطاهل‪ ،‬أي‬
‫إىل نتيجة تعادل اإللغاء كام يتحقق يف حاةل القرار املتعلق إبقرار أو برفض اإلقرار بوجود احلق يف مبل‪žž‬غ م‪žž‬ايل إىل ان‪žž‬ه يف‬
‫مثل هذه احلاةل يتعني استعامل دع‪žž‬وى اإللغ‪žž‬اء يسبب الشطط يف استعامل السلطة‪ ،‬الن دع‪žž‬وى التع‪žž‬ويض ستؤدي إىل‬
‫خ‪žž‬رق احلرض اذلي تضمنه الفص‪žž‬ل ‪ 8‬من ظهري التنظمي القض‪žž‬ايئ‪ ،‬أم‪žž‬ا يف املادة الزجري‪žž‬ة‪ ،‬ف‪žž‬إن اجمللس األعىل معل عىل‬
‫تضييق سلطات القايض الزجري إىل اقىص حد وذكل يف قضية "إيف ماص" و اليت سنتطرق له‪ž‬ا الحق‪ž‬ا‪ ،‬حيث ق‪ž‬رر‬
‫إب ن تقدير رشعية القرارات اإلدارية ال تك‪žž‬ون ممكن‪žž‬ة إال يف إط‪žž‬ار الفق‪žž‬رة ‪ 11‬من الفص‪žž‬ل ‪ 609‬من الق‪ž‬انون اجلن‪žž‬ايئ ال‪žž‬يت‬
‫تنص عىل أنه يتعرض للعقاب لك من خالف مرسوما او قرارا صدر عن السلطة اإلدارية بصورة قانونية‪.‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬ادلفع بعدم الرشعية بعد احداث احملامك الادارية‪،‬‬
‫لقد أعطت املادة الثامنة من قانون ‪ 41.90‬يف فقرهتا األخرية الاختصاص للمحامك اإلدارية وفق الرشوط املنص‪žž‬وص‬
‫علهيا يف املادة ‪ 44‬من الق‪ž‬انون املذكور‪ ،‬وأن املادة ‪ 44‬ه‪žž‬ذه ق‪žž‬د أش‪ž‬ارت إىل م‪žž‬ا ييل ‪" :‬إذا اكن احلمك يف قضية معروض‪žž‬ة‬
‫عىل حممكة عادي‪žž‬ة غري زجري‪žž‬ة يتوق‪žž‬ف عىل تق‪žž‬دير رشعية ق‪žž‬رار إداري واكن الزناع يف رشعية الق‪žž‬رار جداي جيب عىل‬
‫احملمكة املثار ذكل أماهما أن تؤجل احلمك يف القضية وحتيل تق‪žž‬دير رشعية الق‪žž‬رار اإلداري حمل الزناع إىل احملمكة اإلداري‪žž‬ة‬
‫أو إىل اجمللس األعىل حبسب اختصاص لك من هاتني اجلهتني القضائيتني كام ه‪žž‬و حمدد يف املادتني ‪ 8‬و‪ 9‬أعاله‪ ،‬ويرتتب‬
‫عىل اإلحاةل رفع املساةل العارضة بقوة القانون إىل اجلهة القض‪žž‬ائية احملال إلهيا البت فهيا‪ .‬للجه‪žž‬ات القض‪žž‬ائية الزجري‪žž‬ة اكم‪žž‬ل‬
‫الوالي‪žž‬ة لتق‪žž‬دير رشعية أي ق‪žž‬رار إداري وق‪žž‬ع المتس‪žž‬ك ب‪žž‬ه أماهما س‪žž‬واء ابعتب‪žž‬اره أساس‪žž‬ا للمتابع‪žž‬ة أو ابعتب‪žž‬اره وسيةل من‬
‫وسائل ادلفاع‪".‬‬
‫إال أن قانون إحداث احملامك اإلدارية قد نزع هذا الاختص‪ž‬اص عن احملامك املدني‪ž‬ة إذ أن‪ž‬ه يف حاةل ادلفع أماهما بع‪ž‬دم رشعية‬
‫القرار اإلداري املؤسس‪žž‬ة علي‪žž‬ه ادلعوى املرفوعة إلهيا فإن‪žž‬ه يتعني علهيا أن توق‪žž‬ف البت يف الزناع املع‪žž‬روض علهيا وحتب‪žž‬ل‬
‫تق‪žž‬دير ه‪žž‬ذه الرشعية عىل احملمكة اإلداري‪žž‬ة اخملتص‪žž‬ة أو عىل اجمللس األعىل حس‪žž‬ب األح‪žž‬وال‪ ،‬وال ميكهنا إطالق‪žž‬ا البت يف‬
‫الزناع املعروض علهيا إال بعد أن تقدر امجلة القضائية اإلدارية رشعية أو عدم رشعية القرار املؤسس عليه ادلعوى‪.‬‬
‫فقبل إحداث احملامك اإلدارية اكنت تستعمل ه‪žž‬ذه اآللي‪žž‬ة لتق‪žž‬دير الرشعية من أجل احلمك ابلتعويض يف دعاوى املس‪žž‬ؤولية‬
‫وترتيب التع‪ž‬ويض عن نش‪žž‬اط أشخاص الق‪ž‬انون الع‪ž‬ام‪ ،‬ولكن بوج‪žž‬ود نص املادة ‪ 44‬فأصبحت دعاوى التع‪ž‬ويض مبا فهيا‬
‫التع‪žžž‬ويض عن ق‪žžž‬رار إداري غري مرشوع من اختص‪žžž‬اص احملامك اإلداري‪žžž‬ة‪ .‬واإلماكني‪žžž‬ة الوحي‪žžž‬دة يه اإلحاةل من احملمكة‬
‫الابتدائي‪žž‬ة العادي‪žž‬ة عن‪žž‬د إاثرت‪žž‬ه عدم مرشوعية ق‪žž‬رار إداري يف قضية أو نزاع م‪žž‬دين‪ ،‬بع‪žž‬دما أصبح هن‪žž‬اك قض‪žž‬اء خمتص‬
‫ملناقشة وحفص قرار إداري إلغ‪ž‬اءا وحفص‪ž‬ا احرتام‪ž‬ا ملب‪ž‬دا الاختص‪ž‬اص الن‪ž‬وعي‪ ،‬فاصبح من الطبيعي أن يمت اإلحاةل ابدلفع‬
‫عىل احملمكة اإلداري‪ž‬ة ليك تبت يف رشعيته واحملمكة اإلداري‪ž‬ة بع‪ž‬د إحاةل ادلفع مبرشوعية ق‪ž‬رار إداري تبت يف ادلفع كام يف‬

‫‪9‬‬
‫اإللغ‪žž‬اء وترصح إم‪žž‬ا برشعيته أو عدم رشعيته أو ترصح أن‪žž‬ه ق‪žž‬رار إداري أو أن‪žž‬ه ليس ق‪žž‬رار إداري‪ ،‬ألن حفص رشعية‬
‫هذا القرار يتوقف عليه البت يف الزناع األصيل‪.‬‬
‫ويتوقف البت يف القضية املدنية املعروضة عىل احملامك املدنية‪.‬‬
‫إن اإلحاةل من طرف قايض املستعجالت أمام حممكة عادية بفحص رشعية ق‪žž‬رار إداري حيامن ع‪žž‬رض علي‪žž‬ه دف‪žž‬ع بفحص‬
‫الرشعية‪ ،‬يعد مساس‪žž‬ا ابجلوهر وخارج عن اختصاص‪žž‬ه‪ ،‬ألن‪žž‬ه ال جيوز لقايض املستعجالت املدني‪žž‬ة اإلحاةل ابدلفع املذكور‬
‫أمام احملامك اإلدارية ألنه مبةل مساسه ابجلوهر‪.‬‬
‫فلجوء قايض املستعجالت الع‪žž‬ادي إىل إحاةل املل‪žž‬ف عىل احملمكة اإلداري‪žž‬ة يف نط‪žž‬اق الفص‪žž‬ل ‪ 44‬املذكور للبت يف رشعية‬
‫القرار اإلداري يعين أنه يطلب من احملمكة اإلدارية الفصل فامي إذا اكن معل اإلدارة داخال يف إطار القانون أم ال‪.‬‬
‫أما اإلحاةل ابدلفع من طرف احملامك العادية من أجل حفص رشعية قرار إداري أم‪žž‬ام اجمللس األعىل (حممكة النقض (حالي‪žž‬ا)‬
‫ألهنا خمتصة طبقا للامدة ‪ 9‬من القانون ‪ 41-90‬احملدث للمحامك اإلدارية ابلبت يف ابتدائيا وانهتائيا يف طلبات اإللغاء بسبب‬
‫جتاوز السلطة املتعلقة ب مق‪ž‬ررات التنظميي‪ž‬ة والفردي‪ž‬ة الص‪ž‬ادرة عن ال‪ž‬وزير األول‪ ،‬وق‪ž‬رارات السلطات اإلداري‪ž‬ة ال‪ž‬يت‬
‫يتعدى نطاق تنفيذها دائرة الاختصاص احمليل حملمكة إدارية‪ ،‬وبتايل يرجع له‪žž‬ا الاختص‪žž‬اص ابدلفع بع‪žž‬دم مرشوعية ق‪žž‬رار‬
‫إداري‪ .‬واملادة ‪ 44‬استثنت القض‪žž‬اء الزج‪žž‬ري من وج‪žž‬وب إحاةل ادلفع بع‪žž‬دم الرشعية عىل القض‪žž‬اء اإلداري للبت في‪žž‬ه‪،‬‬
‫وغاية يف إعطاء املرشع الاختصاص للمحامك الزجرية لتق‪žž‬دير مرشوعية الق‪žž‬رارات اإلداري‪žž‬ة ه‪žž‬و أن حري‪žž‬ة األشخاص ال‬
‫ميكن أن تبقى رهينة إىل حني البت يف هذه الرشعية من طرف احملامك اإلدارية‪ ،‬وأن القض‪žž‬ااي اجلنائي‪žž‬ة تقتيض الرسعة يف‬
‫البت لكوهنا مقي‪žž‬دة ابحلري‪žž‬ة الشخصية وأن‪žž‬ه ال ميكن أن يبقى الشخص مثال رهن الاعتق‪žž‬ال إىل حني البت يف دف‪žž‬ع ه‪žž‬و‬
‫أساس املتابعة املعتقل من أجلها‪ ،‬ذلكل فإن إعطاء احلق للمحامك الزجرية لتقدير رشعية الق‪žž‬رارات اإلداري‪žž‬ة املذكورة في‪žž‬ه‬
‫ضامانت حلقوق املواطنني وينسجم مع األهداف اليت من شاهنا انشئت احملامك اإلدارية‪.8‬‬
‫قب‪žž‬ل إحداث احملامك اإلداري‪žž‬ة اكن هن‪žž‬اك فق‪žž‬ط ادلفع بع‪žž‬دم الرشعية ومل يكن يتص‪žž‬ور احلديث عن دع‪žž‬وى حفص الرشعية‬
‫ك‪žž‬دعوى مستقةل‪ ،‬يطلب مبوهجا املع‪žž‬ين ابألمر الترصحي بع‪žž‬دم رشعية ق‪žž‬رار إداري أم‪žž‬ام احملامك اإلداري‪žž‬ة فق‪žž‬ط وال يطلب‬
‫إلغاءه‪ .‬وقد ذهب بعض الفقه إىل التساؤل ه‪ž‬ل ميكن حفص رشعية ق‪ž‬رار إداري مل يع‪ž‬د ق‪ž‬ابال للطعن ابإللغ‪ž‬اء وهن‪ž‬ا وق‪ž‬ع‬
‫ت‪ž‬أرحج للمحامك اإلداري‪žž‬ة بني اجتاهني‪ ،‬ه‪žž‬ل ميكن قب‪žž‬ول ادلعوى أم عدم قبوله‪žž‬ا لع‪žž‬دم وج‪žž‬ود نص ق‪ž‬انوين ينظمه‪žž‬ا‪ .‬الاجتاه‬
‫األول‪ :‬يق‪ž‬ول بع‪ž‬دم ج‪žž‬واز إطالق وص‪žž‬ف ادلعوى عىل مسطرة حفص الرشعية ال‪žž‬يت ثبت فهيا احملمكة اإلداري‪ž‬ة طاملا أن‪ž‬ه‬
‫ليس هناك مقال مستقل بذكل الطلب ويكون منهتاه تقدير رشعية ق‪žž‬رار إداري‪ ،‬وإ منا ه‪žž‬و جمرد دف‪žž‬ع عارض يث‪žž‬ار ام‪žž‬ام‬
‫هجة قضائية استلزمت قواعد الاختص‪žž‬اص الن‪žž‬وعي سلب الصالحية عهنا من أجل البت في‪žž‬ه‪ .‬وإ لزاهما إبحالت‪žž‬ه عىل هجة‬
‫القضاء اإلداري اذلي يرجع إليه البت يف مجيع املنازعات اإلدارية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫عبد الوهاب رافع و جليةل البشريي توفيق ادلعاوي الادارية يف الترشيع املغريب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 33‬و ‪.35‬‬

‫‪10‬‬
‫ويف مق‪žž‬دمهتا دعاوى الالغ‪žž‬اء ال‪žž‬يت تعترب مسطرة حفص الرشعية إال ج‪žž‬زءا متفرعا عهنا ابلنظر أن موض‪žž‬وعهام واحد ه‪žž‬و‬
‫تق‪žž‬دير رشعية الق‪žž‬رار اإلداري م‪žž‬ع اختالف النت‪žž‬اجئ يف لكهيام‪ ،‬إذ يه يف األوىل إلغ‪žž‬اء الق‪žž‬رار املطع‪žž‬ون في‪žž‬ه بسبب عدم‬
‫مرشوعيته واعتباره اكن مل يصدر‪ ،‬ويف الثانية تقترص عىل استبعاد تطبيقه يف النازةل املعروض‪žž‬ة ال‪žž‬يت اكنت سببا يف إاثرة‬
‫ادلفع‪.9‬‬
‫وحسب وهجة هذا الرأي فصياغة ادلفع يف صورة طلب مستقل أمام احملمكة اإلدارية‪ ،‬إمنا ه‪ž‬و فق‪ž‬ط حتاي‪ž‬ل عىل دع‪ž‬وى‬
‫اإللقاء النه كيف ميكن لشخص فاته أجل الطعن ابإللغاء ملراقب‪žž‬ة املرشوعية ويلجا بع‪žž‬د ذكل إىل احملمكة اإلداري‪žž‬ة من أجل‬
‫التحايل والقفز عىل دع‪žž‬وى اإللغ‪žž‬اء ال‪žž‬يت فات‪žž‬ه أجله‪žž‬ا وأن يطلب حفص املرشوعية ملصلحته ألن الق‪žž‬رار سيبقى هنايئ ولن‬
‫يلغى إمنا فق‪žž‬ط الترصحي بع‪žž‬دم مرشوعيته‪ .‬وه‪žž‬ذا م‪žž‬ا ذهبت إلي‪žž‬ه احملمكة اإلداري‪žž‬ة ابدلار البيض‪žž‬اء سنة ‪" ،2004‬إىل أن‬
‫دع‪žž‬وى حفص رشعية ق‪žž‬رار إداري ال ميكن عرضها عىل القض‪žž‬اء اإلداري إال يف إط‪žž‬ار املسطرة املنص‪žž‬وص علهيا يف املادة‬
‫‪ 44‬من القانون رمق ‪ ،4190‬وأن تقدمي املدعي لهذه ادلعوى مبارشة امام احملمكة اإلدارية يعد إخالال شلكيا يربر الترصحي‬
‫‪10‬‬
‫بعدم قبول دعواه"‪.‬‬

‫‪ 9‬رضا التايدي‪ ،‬طلب حفص الرشعية من جمرد دفع اىل دعوى مستقةل‪ ،‬اجملةل املغربية لإل دارة احمللية و التمنية‪ ،‬سلسةل مواضيع الساعة عدد‪ ،2007 ،55‬ص ‪.102‬‬
‫‪ 10‬حمك صادر عن احملمكة الادارية ادلار البيضاء بتارخي ‪ 01‬مارس ‪،2004‬ملف عدد ‪ 11/2003‬غ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬تطبيقات ادلفع بعدم الرشعية‪،‬‬
‫عرف ادلفع بعدم الرشعية حمطات متعددة يف التجربة املغربية كرست اىل هنج قضايئ ممتزي من خالل املادة ‪ 44‬من‬
‫القانون احملدث للمحامك الادارية‪ ،‬غري ان هذا التط‪žž‬ور حد من صالحيات القايض الزج‪žž‬ري و املدين يف البث يف رشعية‬
‫القرارات الادارية املرتبط‪ž‬ة ب‪ž‬دعوى اصلية‪ ،‬و ه‪ž‬ذا الام‪ž‬ر ميكن اعتب‪ž‬اره راجع‪ž‬ا اىل توكي‪ž‬ل الام‪ž‬ر اىل القض‪ž‬اء اخملتص‬
‫اعتبارانه قبل سنة ‪ 1993‬مل يكن هن‪žž‬اك قض‪žž‬اء اداري خمتص و مستقل للبث يف م‪žž‬دى رشعية الق‪žž‬رارات الاداري‪žž‬ة‪ ،‬و‬
‫ب‪ž‬ذكل سيمت التوس‪ž‬ع يف املط‪ž‬الب الالحق‪ž‬ة لفحص رشعية الق‪ž‬رارات الاداري‪ž‬ة‪ ،‬من قب‪ž‬ل لك من القض‪ž‬اء املدين (املطلب‬
‫الاول) و القضاء الزجر‪( ،‬املطلب الثاين) مث القضاء الاداري (املطلب الثالث)‪.‬‬
‫املطلب الاول ‪ :‬حفص رشعية القرارات الادارية من قبل القضاء املدين‪،‬‬
‫لق‪žžž‬د اكنت احملامك الفرنسية يف املغ‪žžž‬رب‪ ،‬وعىل إثر تطبيق مقتضيات الفص‪žžž‬ل ‪ 8‬من ظهري التنظمي القض‪žžž‬ايئ لسنة‬
‫‪ ،1913‬تبت يف تق‪žž‬دير رشعية النص‪žž‬وص التنظميي‪žž‬ة اإلداري‪žž‬ة وذكل مبناسبة بهتا يف املنازعات اإلداري‪žž‬ة ابستثناء نظ‪žž‬ام‬
‫املوظفني والقرارات اإلدارية اليت يبت فهيا جملس ادلوةل الفرنيس‪،‬‬
‫وابلنسبة للقرارات اإلدارية العادية‪ ،‬فبعد حتفظ احملامك يف البداية‪ ،‬رصحت بع‪žž‬د ذكل حبقه‪žž‬ا يف تق‪žž‬دير رشعية الق‪žž‬رارات‬
‫‪11‬‬
‫اإلدارية الفردية وخصوصا رشعيهتا من الناحية الشلكية‪،‬‬
‫إن إنش‪žž‬اء الطعن ابإللغ‪žž‬اء بسبب الشطط يف استعامل السلطة ق‪žž‬د قلص نسبيا من اللج‪žž‬وء إىل حفص رشعية الق‪žž‬رارات‬
‫اإلداري‪žž‬ة‪ ،‬إال أن مضمون وحفوى الفص‪žž‬ل ‪ 8‬من ظهري التنظمي القض‪žž‬ايئ الق‪žž‬دمي ال يزال س‪žž‬اري املفع‪žž‬ول‪ ،‬حبيث تك‪žž‬ون‬
‫اإلدارة ملزم‪žž‬ة إبصالح اآلاثر الناجتة عن األرضار ال‪žž‬يت تتسبب فهيا أعامله‪žž‬ا القانوني‪žž‬ة‪ ،‬وابلت‪žž‬ايل ف‪žž‬إن حفص الرشعية ه‪žž‬و‬
‫اذلي خيول للقايض احلمك عىل اإلدارة‪ ،‬وبذكل تنشأ مسؤوليهتا‪.‬‬
‫وقد تضمن الفصل ‪ 652‬من ق‪.‬ل‪.‬ع هذا املنحى حيامن نص بأن "أعامل اإلدارة العامة اليت تمت وفق‪žž‬ا ملا يقيض ب‪žž‬ه الق ‪ž‬انون‬
‫وال‪žž‬يت يرتتب عهنا نقص كبري يف انتف‪žž‬اع املكرتي‪ ،‬اكألشغال ال‪žž‬يت تنف‪žž‬ذها اإلدارة والق‪žž‬رارات ال‪žž‬يت تص‪žž‬درها‪ ،‬تبيح هل أن‬
‫يطلب عىل حسب األحوال‪ ،‬إما فسخ العقد أو إنقاصا يف الكراء تناسبا مع ذكل النقص‪ .‬وجيوز أن يرتتب عىل املكري‬
‫التعويض عهنا‪ ،‬إذا اكنت انجتة بسبب فعل أو خطأ يعزى إليه ولك ذكل ما مل يتفق الطرفان عىل خالفه"‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪Cour de Rabat, 26 Octobre 1926, Tribunal de Rabat 22 Avril 1927, Cour de Rabat 7 Mars 1939, Voir A. De Laubadere; le contrôle de la‬‬
‫‪légalité des actes administratifs pars les tribunaux judiciaires du Maroc G.T.M du 7 Août 1943.‬‬

‫‪12‬‬
‫إن تطبيق حفص رشعية معل اإلدارة عرف تطبيقه من خالل حمك حملمكة الرابط بتارخي ‪ 16‬م‪žž‬ارس ‪ ،1962‬ال سامي فامي‬
‫يتعلق ابلفصل ‪ 652‬من ق‪.‬ل‪.‬ع املشار إليه أعاله‪ .‬حبيث رصحت احملمكة بأن "املكرتي رفع ضد اإلدارة دع‪žž‬وى خشصية‬
‫ومبارشة تثري اختصاص احملمكة اإلدارية إبصالح الرضر اذلي حلق به"‪.‬‬
‫بيد أن احملمكة اإلدارية اليت تتحدث عهنا احملمكة ال ميكن أن تكون يه الغرفة اإلداري‪žž‬ة ابجمللس األعىل‪ ،‬ألن ه‪žž‬ذه األخرية‬
‫ال ميكهنا أن تبت مبارشة يف حفص وإ صالح األرضار الالحق ‪žž‬ة ابملترضر حبيث ال ميكن أن تبت بصفهتا حممكة أول درجة‬
‫إال يف املادة اإلدارية‪.‬‬
‫إن املرشع من خالل ق ‪ž‬انون احملامك اإلداري‪žž‬ة ق‪žž‬د استثىن اختص‪žž‬اص القايض غري الزج‪žž‬ري من تق‪žž‬دير رشعية الق‪žž‬رارات‬
‫اإلدارية‪ ،‬عكس مااكن العمل به جاراي قبل دخول أحاكم قانون احملامك اإلدارية حزي التنفيذ‪ ،‬ف‪žž‬الفقرة األوىل من املادة ‪44‬‬
‫تنص عىل أنه "إذا اكن احلمك يف قضية معروض‪žž‬ة عىل حممكة عادي‪žž‬ة غري زجري‪žž‬ة يتوق‪žž‬ف عىل تق‪žž‬دير رشعية ق‪žž‬رار إداري‬
‫واكن الزناع يف رشعية القرار جداي جيب عىل احملمكة املث‪žž‬ار ذكل أماهما أن تؤجل احلمك يف القضية وحتي‪žž‬ل تق‪žž‬دير رشعية‬
‫القرار اإلداري حمل الزناع إىل احملمكة اإلدارية أو إىل اجمللس األعىل ‪"......‬‬
‫لكن ما جتدر اإلشارة إليه هو أن‪žž‬ه إذا اكنت مس‪ž‬أةل من‪žž‬ع القايض غري الزج‪žž‬ري من تق‪žž‬دير رشعية ق‪žž‬رار إداري يف فرنس‪žž‬ا‬
‫ترتكز عىل مبدأ فصل السلطات اإلدارية والقضائية‪ ،‬حبيث ال ميكن مقاضاة اإلدارة إال من ط‪žž‬رف القايض اإلداري وأن‬
‫قي‪ž‬ام القايض الع‪ž‬ادي ب‪ž‬ذكل من ش‪ž‬أنه عرقةل معل اجله‪ž‬از اإلداري‪ ،‬ف‪žž‬إن املرشع املغ‪ž‬ريب رمغ ذكل ظ‪žž‬ل مستلهام للمنوذج‬
‫الفرنيس يف العديد من املبادئ املتضمنة يف قانون ‪،41.90‬‬
‫إن ترصحي املرشع بع‪žž‬دم اختص‪žž‬اص احملامك القض‪žž‬ائية غري الزجري‪žž‬ة يف حفص رشعية الق‪žž‬رارات اإلداري‪žž‬ة يط‪žž‬رح مس ‪ž‬ألتني‬
‫أساسيتني ترتبط األوىل ابألساس القانوين لهذا احلل وتتعلق الثانية ابلصعوابت والعراقيل اليت ميكن أن تنتج عن تطبيق‬
‫هذا النص‪.‬‬
‫املسأةل األوىل‪ :‬األساس القانوين الستثناء احملامك القضائية غري الزجرية من حفص الرشعية‪.‬‬
‫إن تقدير رشعية القرارات اإلدارية من طرف القايض املدين يه النتيجة املنطقية لتطبيق مبدأ فصل السلطات اإلدارية‬
‫والقضائية‪ ،‬ومؤدى هذا املبدأ أن اإلدارة ال ميكن أن حتامك إال من ط‪žž‬رف القايض اإلداري‪ ،‬وابلت‪žž‬ايل ف‪žž‬إن ت‪žž‬دخل القايض‬
‫املدين من شأنه عرقةل معل اإلدارة‪ ،‬إن أمهية قانون ‪ ،41-90‬تتجىل أساسا يف خل‪žž‬ق حمامك متخصص‪žž‬ة يف املادة اإلداري‪žž‬ة‪،‬‬
‫وم‪žž‬ع ذكل ف‪žž‬إن مش‪žž‬الك التن‪žž‬اقض ال‪žž‬يت ميكن أن تق‪žž‬ع بني أحاكم القايض اإلداري وأحاكم القايض الع‪žž‬ادي جد حمدودة يف‬
‫املغرب‪ ،‬مادام اجمللس األعىل هو الهيئة العليا اليت تسهر عىل توحيد الاجهتادات القضائية‪.‬‬
‫املسأةل الثانية‪ :‬الصعوابت املرتبطة بتطبيق النص‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫تتجىل ه‪žž‬ذه الصعوابت يف التأوي‪žž‬ل اذلي ميكن أن يعطي‪žž‬ه القايض الع‪žž‬ادي للزناع اجلدي (‪)contestation sérieuse‬‬
‫"واكن الزناع يف رشعية القرار جداي"‪.‬‬
‫وذلكل فالقايض ميكنه تبين إحدى وضعيتني؛ حبيث إما أنه يقبل مسأةل إاثرة حفص الرشعية‪ ،‬وابلت‪žž‬ايل حيي‪žž‬ل الزناع أم‪žž‬ام‬
‫القايض اإلداري فامي يتعلق ابملسأةل العارضة‪ ،‬وإ ما أنه يثري مسأةل جدية الزناع‪.‬‬
‫إن تبين احلاةل األوىل من ش ‪ž‬أنه أن ي‪žž‬ؤدي إىل عدة سلبيات خصوص‪žž‬ا اكتظ‪žž‬اظ احملامك ابلقض‪žž‬ااي ابلنسبة للقايض من هجة‪،‬‬
‫والتأخري اذلي ميكن أن حيصل يف حل الزناعات من هجة اثنية‪ ،‬اليشء اذلي ال يتفهمه املتقايض بسهوةل‪.‬‬
‫أما ابلنسبة للحاةل الثانية فإن األخذ هبا من شأنه أن يؤدي إىل تعدد الطلبات ليس فقط ابلنسبة ملوضوع الزناع األص‪žž‬يل‬
‫ولكن أيضا ابلنسبة للمسائل التبعي‪žž‬ة‪ ،‬وميكن للط‪žž‬اعن اذلي رفض طلب‪žž‬ه املتعل‪žž‬ق بفحص رشعية ق‪žž‬رار إداري أن يتق‪žž‬دم‬
‫ابستئنافه‪ ،‬وإ ذا مل حيصل عىل أية نتيجة ميكنه أن يتق‪žž‬دم ب‪žž‬دعوى نقض أم‪žž‬ام اجمللس األعىل‪ ،‬ويزي‪žž‬د من صعوبة التوص‪žž‬ل‬
‫إىل إجياد حل للنازةل عدم حتديد أجل البت يف هذه املسائل العارضة يف القانون احملدث للمحامك اإلدارية‪.‬‬
‫بيد أن اجلدي‪ž‬د "الغ‪ž‬ريب" اذلي جاء ب‪ž‬ه ق‪ž‬انون ‪ 80-03‬احملدث حملامك الاستئناف اإلداري‪ž‬ة ه‪ž‬و إقص‪ž‬اء املنازعات املتعلق‪ž‬ة‬
‫بتقدير رشعية القرارات اإلدارية من النقض أمام اجمللس األعىل مبقتىض ما جاء يف املادة ‪ 16‬من قانون ‪.80-03‬‬
‫وابإلضافة إىل الصعوابت الفارطة تنضاف صعوابت أخرى ترتبط ابلرتدد بني احملامك اإلدارية واحملامك العادية اذلي تفرض‪žž‬ه‬
‫إجراءات املسائل العارضة‪ ،‬وهذا من شأنه أن يؤدي إىل تأخري الفصل يف املنازعات اذلي ال يعرفه املتقايض‪.‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬حفص رشعية القرارات الادارية من قبل القضاء الزجري‪،‬‬
‫ينص الفص‪žž‬ل ‪ 260‬من ق‪ž‬انون املسطرة اجلنائي‪žž‬ة يف فقرت‪žž‬ه األوىل عىل أن‪žž‬ه "خيتص القايض اذلي ترف‪žž‬ع إلي‪žž‬ه ادلعوى‬
‫العمومية ابلبت يف أي وجه من وجوه ادلفع يثريه الشخص املهتم يف دفاعه ما مل ينص الق ‪ž‬انون عىل خالف ذكل أو م‪žž‬ا مل‬
‫يستظهر الشخص املهتم حبق عيين عقاري"‪ .‬ميكن القول أن القايض الزج‪žž‬ري يرتك‪žž‬ز عىل منط‪žž‬وق ه‪žž‬ذه الفق‪žž‬رة ليخ‪žž‬ول‬
‫نفسه حق تقدير رشعية القرارات اإلدارية‪ ،‬إال أن هذا احلق يعرف مجموعة من القي‪žž‬ود سطرها القض‪žž‬اء‪ ،‬ويتعل‪žž‬ق األم‪žž‬ر‬
‫هنا بقضية عرفت تطورا همام وطرحت عدة مشالك قانونية و يه قضية إيف ماص «‪»Yves Mas‬‬
‫إذ يقيض الفصل ‪ 28‬من قانون الصحافة الص‪ž‬ادر بت‪ž‬ارخي ‪ 15‬ن‪ž‬وير ‪ 1958‬ب‪ž‬أن نرش الصحف األجنبي‪ž‬ة يمت مبقتىض موافق‪ž‬ة‬
‫متنح لطالهبا يف شلك مرسوم للوزير األول‪ ،‬فطلب السيد إي‪žž‬ف م‪žž‬اص "‪ "MAS‬الرخص‪žž‬ة ال‪žž‬يت ينص علهيا الفص‪žž‬ل ‪28‬‬
‫املذكور ‪ ،‬مفنحت إليه يف شلك رساةل عادية من طرف ال‪ž‬وزير األول‪ ،‬رفعت النقاب‪ž‬ة الوطني‪ž‬ة للصحافة املغربي‪ž‬ة دع‪ž‬وى‬
‫أمام احملمكة اإل قلميية ابدلار البيضاء ضد مدير جريدة "‪ "Le petite marocain‬مطالبة إبدانته ودفع‪ž‬ه تع‪ž‬ويض رمزاي‪،‬‬
‫خلرقه مقتضيات الفصل ‪ ،28‬أصدرت احملمكة حكام بت‪žž‬ارخي ‪ 9‬م‪žž‬ارس ‪ 1964‬رصحت مبوجب‪žž‬ه أن‪žž‬ه حيق للسيد م‪žž‬اص أن‬
‫يصدر جريدته يف انتظار املوافق‪ž‬ة القانوني‪ž‬ة ال‪ž‬يت حيث علهيا الفص‪ž‬ل ‪ .28‬النقاب‪ž‬ة الوطني‪ž‬ة استأنفت احلمك‪ ،‬وقض‪ž‬ت حممكة‬

‫‪14‬‬
‫الاستئناف ابلرابط بت‪žž‬ارخي ‪ 17‬يوني‪žž‬و ‪ 1964‬إبلغ‪ž‬اء احلمك الابت‪žž‬دايئ‪ ،‬وب‪ž‬أداء تع‪žž‬ويض رم‪žž‬زي للنقاب‪žž‬ة من ط‪žž‬رف السيد‬
‫م‪žž‬اص بسبب خمالفت‪žž‬ه للفص‪žž‬ل ‪ ،28‬معتربة أن الرس‪žž‬اةل املقدم‪žž‬ة للسيد م‪žž‬اص ليس‪žž‬ت مرس‪žž‬وما‪ ،‬ألهنا مل تتخذ ال حس‪žž‬ب‬
‫األش‪žž‬اكل وال حس‪žž‬ب املسطرة املعه‪žž‬ودة الختاذ املراسمي‪ ،‬وأن السلطة اإلداري‪žž‬ة ال‪žž‬يت منحت ه‪žž‬ذه الرس‪žž‬اةل ق‪žž‬د خ‪žž‬رقت‬
‫مقتضيات قانون الصحافة بسامهحا للسيد ماص أن ينرش جريدته»‪.‬‬
‫لكن السيد م‪žž‬اص تص‪ž‬دى له‪ž‬ذا احلمك عن طري‪ž‬ق مسطرة النقض أم‪žž‬ام اجمللس األعىل‪ ،‬واعتربت الغرف‪žž‬ة اجلنائي‪žž‬ة أن‪ž‬ه ال‬
‫جيوز للقايض اجلنايئ أن يراقب رشعية املراسمي والقرارات اإلدارية املتخذة يف املواد غري اجلنحية واليت ال ت‪žž‬دخل مضن‬
‫مقتضيات الفصل ‪ 609‬فقرة ‪ 11‬من القانون اجلنايئ وأن الوثيق‪ž‬ة ال‪ž‬يت تق‪ž‬دم هبا السيد "م‪ž‬اص " إىل احملمكة تعترب مق‪ž‬ررا‬
‫إداراي يتضمن ت‪žž‬دابري فردي‪žž‬ة ال ت‪žž‬دخل مضن املراسمي واملق‪žž‬ررات ال‪žž‬يت نص علهيا الفص‪žž‬ل ‪ 609‬وان قض‪žž‬اة الاستئناف‬
‫بقبوهلم تقدير رشعيته قد جتاوزوا حدود سلطهتم‪ ،‬وعرضوا بذكل حمكهم للنقض‪.‬‬
‫بعدما أعيد امللف أمام حممكة الاستئناف للنظر فيه من جديد بعد نقضه وجدت احملمكة نفسها أمام إشاكلية قانوني‪žž‬ة كبرية‬
‫ويه‪:‬‬
‫هل الرساةل املؤرخة يف ‪ 3‬مايو ‪ 1959‬املوقعة من طرف رئيس احلكومة‪ ،‬واليت ترخص للسيد ماص إص‪žž‬دار‬ ‫‪-1‬‬
‫جريدة مؤقتة ريامث يمت البت يف طلبه‪ ،‬توازي مرس‪žž‬وما من الناحي‪žž‬ة القانوني‪žž‬ة وابلت‪žž‬ايل تعترب رشعية رمغ خمالفهتا‬
‫ملقتضيات الفصل ‪28‬؟‬
‫أم أن حممكة الاستئناف متتنع عن اعتبار هذه الرساةل كذكل‪ ،‬لرتى قرارها ملغيـا مـن جديد ؟‬ ‫‪-2‬‬
‫وق‪žž‬د جاء يف حيثي‪žž‬ات ق‪žž‬رار اجمللس األعىل م‪žž‬ا ييل‪" :‬بن‪žž‬اء عىل أن‪žž‬ه ليس للقايض الزج‪žž‬ري أن يت‪žž‬وىل تق‪žž‬دير مرشوعية‬
‫مراسمي وقرارات اختذت بشأن مواد خارجة عن نطاق اخملالفات وال تدخل يف مشموالت الفصل ‪ 609‬يف بنده ‪ 11‬من‬
‫القانون اجلنايئ‪ ،‬وأن الوثيقة اليت تقدم هبا السيد إيف ماص إىل احملمكة مقرر إداري يتضمن تدبريا فرداي ال ي‪ž‬دخل مضن‬
‫املراسمي والقرارات ال‪žž‬يت نص علهيا الفص‪žž‬ل املش‪žž‬ار إلي‪žž‬ه‪ ،‬ف‪žž‬إن قض‪žž‬اة الاستئناف بت‪žž‬ولهيم تق‪žž‬دير مرشوعيته ق‪žž‬د جتاوزوا‬
‫حدود سلطهتم وعرضوا بذكل حمكهم للنقض"‪.‬‬
‫إن موقف اجمللس األعىل هذا اذلي اجته حنو من‪žž‬ع القايض الزج‪žž‬ري من تق‪žž‬دير رشعية الق‪žž‬رارات اإلداري‪žž‬ة‪ ،‬إال يف حدود‬
‫مقتضيات الفص ‪žž‬ل ‪ 609‬الفق ‪žž‬رة ‪ 11‬من الق‪ž ž‬انون اجلن ‪žž‬ايئ‪ ،‬ط ‪žž‬رح إش ‪žž‬اكلية قانوني ‪žž‬ة كبرية بع ‪žž‬د إعادة املل ‪žž‬ف إىل حممكة‬
‫الاستئناف كام سبق أن حددان ذكل من قبل‪ ،‬ويه اعتبار؛ الرساةل املقدمة من ط‪ž‬رف السيد إي‪ž‬ف م‪ž‬اص ت‪ž‬وازي من‬
‫الناحية القانوني‪žž‬ة مرس‪ž‬وما‪ ،‬م‪žž‬ع األخذ بعني الاعتب‪žž‬ار خمالفهتا للفص‪ž‬ل ‪ 28‬من ق‪ž‬انون الصحافة‪ ،‬أو الامتن‪žž‬اع عن اعتباره‪žž‬ا‬
‫كذكل ليمت إلغ‪žž‬اء قراره‪žž‬ا من جدي‪žž‬د؛ خبص‪žž‬وص النقط‪žž‬ة األوىل تبنت حممكة الاستئناف حمك الغرف‪žž‬ة اجلنائي‪žž‬ة دون األخذ‬
‫مببادئ‪žž‬ه لكي‪žž‬ا‪ ،‬حبيث اعرتفت فق‪ž‬ط بع‪ž‬دم اختصاصها طبق‪ž‬ا حلمك النقض دون أن تعرتف ب‪ž‬أن الرس‪ž‬اةل املقدم‪žž‬ة من ط‪ž‬رف‬
‫السيد ماص تعترب من الناحي‪žž‬ة القانوني‪žž‬ة مرس‪žž‬وما‪ ،‬وطلبت من السيد م‪žž‬اص أن يفرس له‪žž‬ا ه‪žž‬ذه النقط‪žž‬ة‪ ،‬فتق‪žž‬دم السيد‬

‫‪15‬‬
‫ماص بطلب تأويل الوثيقة دلى اجمللس األعىل‪ ،‬وبذكل طرحت مسأةل تأويل الق‪ž‬رارات اإلداري‪ž‬ة‪ .‬ذلكل اعتربت الغرف‪ž‬ة‬
‫اإلدارية بأن "اجمللس األعىل ال خيتص بفحص مرشوعية املقررات اإلدارية الفردية إال ابلنسبة للمنازعات ال‪žž‬يت يك‪žž‬ون هل‬
‫فهيا الفصل هنائيا عن طريق دع‪žž‬وى اإللغ‪žž‬اء بسبب الشطط يف استعامل السلطة‪ ،‬وال ميكل ح‪žž‬ق تفسري املع‪žž‬ىن الغ‪žž‬امض‬
‫لهذه املقررات إال يف نطاق ادلعوى املذكورة"‪.‬‬
‫ومن هجة أخ‪žž‬رى حيث أن‪žž‬ه إذا اكن املق‪žž‬رر الف‪žž‬ردي واحض ادلالةل ال يكتسيه أي مغوض أو التب‪žž‬اس مفن الب‪žž‬دهيي أن‪žž‬ه ال‬
‫حاجة إىل تفسريه مطلق‪žž‬ا‪ ،‬ب‪žž‬ل جيب عىل مجي‪žž‬ع احملامك أن تطبق‪žž‬ه حس‪žž‬ب مدلوهل الواحض‪ ،‬أم‪žž‬ا إذا اكنت مقتضيات املق‪žž‬رر‬
‫الف‪žž‬ردي مهبم‪žž‬ة‪ ،‬فيتعني عىل احملمكة اخملتص‪žž‬ة بتطبيق‪žž‬ه أن ترجئ البت يف الزناع وتلمتس من السلطة اإلداري‪žž‬ة املص‪žž‬درة‬
‫للمق‪žž‬رر املذكور أن ت‪žž‬دلها عىل املع‪žž‬ىن احلقيقي اذلي أرادت أن تعطي‪žž‬ه له‪žž‬ذا املق‪žž‬رر عن‪žž‬د إص‪žž‬دارها هل‪ ،‬وأن سلوك ه‪žž‬ذه‬
‫املسطرة غري القضائية يقتضيه حاليا عدم وجود دع‪ž‬وى التفسري وإ ذا اكنت قضية م‪ž‬اص ق‪ž‬د ط‪ž‬رحت مشلكة قانوني‪ž‬ة يف‬
‫جمال حفص الرشعية من ط‪žž‬رف احملامك القض‪žž‬ائية‪ ،‬فإن‪žž‬ه اكن من األوىل أن تلجأ النقاب‪žž‬ة الوطني‪žž‬ة للصحافة بداي‪žž‬ة إىل طلب‬
‫إلغاء اخلطاب املوجه للسيد ماص عن طريق دع‪ž‬وى الشطط يف استعامل السلطة‪ ،‬ألن‪ž‬ه يعترب ق‪ž‬رارا إداراي ص‪ž‬ادرا عن‬
‫رئيس احلكومة ‪ ،‬وق‪ž‬د أابنت ه‪ž‬ذه القضية يف نفس ال‪ž‬وقت عن الف‪ž‬راغ الترشيعي اذلي يعرف‪ž‬ه الق‪ž‬انون املغ‪ž‬ريب واملتجيل‬
‫أساسا يف انعدام دعوى التفسري‪ ،‬كام جاء يف احليثية األخرية حلمك ‪ 1969-11-21‬أمام غي‪žž‬اب هجة قض‪žž‬ائية معين‪žž‬ة قانوني‪žž‬ا‬
‫للبت يف موضوع الرساةل‪ ،‬وأمام عدم بت حممكة الاستئناف يف املوضوع‪ ،‬ويه تبت يف القضية اجلزائية األصلية‪ ،‬ف‪žž‬إن‬
‫م‪ž‬ا ذهب إلي‪ž‬ه اجمللس األعىل من الامتس القض‪ž‬اء للسلطة اإلداري‪ž‬ة املص‪ž‬درة للق‪ž‬رار إعطاءه‪ž‬ا املع‪ž‬ىن احلقيقي اذلي أرادت‪ž‬ه‬
‫ذلكل القرار "الضمين"‪ ،‬إجراء غري مقنع ما دامت للقضاء سلطة الفحص والتفسري اعامتدا عىل واثئق امللف ومستنداته‪،‬‬
‫وانطالقا من مبادئ العداةل واإلنصاف‪ .‬ونعتقد أن توسيع صالحيات احملامك الزجرية للبت يف رشعية الق‪ž‬رارات اإلداري‪ž‬ة‬
‫من خالل حمتوى املادة ‪ 44‬من قانون احملامك اإلدارية قد يس‪ž‬امه يف حل مث‪ž‬ل املش‪ž‬الك القانوني‪ž‬ة ال‪ž‬يت طرحهتا قضية إي‪ž‬ف‬
‫ماص‪.‬‬
‫كام أن الفقرة الثاني‪žž‬ة من الفص‪žž‬ل ‪ 25‬من ق‪.‬م‪.‬م متن‪žž‬ع عىل القايض تق‪žž‬دير مطابق‪žž‬ة املراسمي لدلستور‪ ،‬الختص‪žž‬اص اجمللس‬
‫ادلستوري (احملمكة ادلستورية) يف املوضوع‪.‬‬
‫وإ ذا اكن القايض غري الزجري قد احتفظ ابختصاصه الع‪ž‬ام يف املادة‪ ،‬ف‪žž‬إن القواعد ال‪žž‬يت وضعهتا الغرف‪žž‬ة اإلداري‪ž‬ة ابجمللس‬
‫األعىل ستعرف بعض التغيريات مع قانون ‪ 41-90‬احملدث للمحامك اإلدارية‪.‬‬
‫و خبصوص جتاوز ق‪ž‬انون ‪ 41-90‬لإل ش‪žž‬اكليات القانوني‪žž‬ة لقضية (اي‪žž‬ف م‪žž‬اص) ف‪žž‬إن اختص‪žž‬اص احملامك اإلداري‪žž‬ة يف مراقب‪žž‬ة‬
‫رشعية القرارات اإلدارية يتعارض مع املبادئ القانونية ال‪žž‬يت سطرها حمك ‪ ، Yves Mas‬حيث تنص املادة ‪ 44‬ال سامي‬
‫الفقرة الثانية عىل أنه‪" :‬للجهات القضائية الزجرية اكمل الوالية يف تقدير رشعية أي ق‪žž‬رار إداري وق‪žž‬ع المتس‪žž‬ك ب‪žž‬ه أماهما‬
‫سواء ابعتباره أساسا للمتابعة أو ابعتباره وسيةل من وسائل ادلفاع"‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫وبذكل ميكن حفص رشعية أي قرار إداري أمام القايض الزجري‪ ،‬فإذا اكن القرار مرشوعا يطبق‪žž‬ه عىل احلاةل املعروض‪žž‬ة‬
‫عليه‪ ،‬لكنه يستبعده لكام تبني هل أنه غري مرشوع‪ .‬بيد أن املسأةل تط‪ž‬رح ملعرف‪ž‬ة ه‪ž‬ل اختص‪ž‬اص القايض ينحرص فق‪ž‬ط يف‬
‫البت يف القرارات التنظميية أم يتجاوز ذكل لميت‪žž‬د إىل الق‪žž‬رارات الفردي‪žž‬ة‪ .‬إن الق‪ž‬انون احملدث للمحامك اإلداري‪žž‬ة مل يتحدث‬
‫عن هذه املسأةل مع أن النتاجئ املرتتبة عن بت القايض الزجري يف لكتا احلالتني ختتلف‪.‬‬
‫وبذكل إذا تبني للقايض بأن قرارا تنظمييا غري مرشوع يتعني استبعاده وعدم تطبيقه‪ ،‬فإن ه‪žž‬ذا ال يع‪žž‬ين أن الق‪žž‬رار خيتفي‬
‫هنائيا‪ ،‬حبيث يصبح منعدما فقط يف احلاةل املعروضة أمام القايض وميكن تطبيقه عىل حاةل أخرى إذا مل يدفع املعين ابألمر‬
‫بعدم رشعيته‪ ،‬لكن األمر خيتلف ابلنسبة للقرار الفردي حبيث يكفي استبعاد تطبيقه من طرف القايض ليصبح منعدما‪.‬‬
‫إن املرشع املغريب بنصه عىل الاختصاص الشامل للقايض الزجري‪ ،‬يك‪žž‬ون ق‪žž‬د اختذ منحى ليبريالي‪žž‬ا مقارن‪žž‬ة م‪žž‬ع م‪žž‬ا ه‪žž‬و‬
‫جار به العمل يف فرنسا "‪ ،‬حبيث إن القايض اجلنايئ هل الاختصاص فامي يتعلق ابلقرارات الفردية‪.‬‬
‫وإ ذا اكنت الغرف‪žž‬ة اإلداري‪žž‬ة يف قضية إي‪žž‬ف م‪žž‬اص ق‪žž‬د استبعدت اختص‪žž‬اص احملامك العادي‪žž‬ة ختصيص تأوي‪žž‬ل ق‪žž‬رار إداري‬
‫ف‪žž‬ردي‪ ،‬وأن‪žž‬ه ميكن للقايض مطالب‪žž‬ة السلطة اإلداري‪žž‬ة مص‪žž‬درة الق‪žž‬رار إبعط‪žž‬اء تفسري للق‪žž‬رار‪ ،‬فإهنا احتفظت لنفسها حبق‬
‫إعطاء تأويل للقرار يف إطار دعوى اإللغاء بسبب جتاوز السلطة‪ ،‬ما دام النظام القضايئ ال يتوفر عىل دعوى التفسري‪.‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬حفص رشعية القرارات الادارية من القضاء الاداري‪،‬‬
‫بص‪žž‬دور ق ‪ž‬انون ‪ 41-90‬احملدث للمحامك اإلداري‪žž‬ة ميكن الق‪žž‬ول أن املرشع عاجل إش‪žž‬اكلية تق‪žž‬دير الرشعية من ط‪žž‬رف‬
‫القايض الزجري اليت اكنت قد طرحت مع قضية إيف ماص‪ ،‬ومنع القايض العادي املدين من القي‪ž‬ام هبذه املهم‪ž‬ة‪ ،‬إال أن‪ž‬ه‬
‫خول هذا الاختصاص بشلك موسع للقايض اإلداري وجتدر اإلشارة إىل أن القرارات املتعلقة بتقدير الرشعية أصبحت‬
‫تستأنف أم‪žž‬ام حممكة الاستئناف اإلداري‪žž‬ة بع‪žž‬د ص‪žž‬دور ق‪ž‬انون ‪ 80-03‬احملدث حملامك الاستئناف اإلداري‪žž‬ة‪ ،‬بع‪žž‬دما اكنت‬
‫تبت فهيا الغرف‪žž‬ة اإلداري‪žž‬ة استئنافيا‪ .‬ونالح‪žž‬ظ عىل أن حممكة الاستئناف اإلداري‪žž‬ة تنظ‪žž‬ر يف املنازعات املتعلق‪žž‬ة بتق‪žž‬دير‬
‫رشعية القرارات اإلدارية بصفة استئنافية وهنائية‪.‬‬
‫حاول املرشع من خالل قانون ‪ 41-90‬ت‪žž‬دارك خمتل‪žž‬ف السلبيات ال‪žž‬يت اكن يعرفه‪žž‬ا قض‪žž‬اء اجمللس األعىل اذلي قلص من‬
‫جمال حامي‪žž‬ة احلق‪žž‬وق واحلرايت الفردي‪žž‬ة‪ ،‬ويف ه‪žž‬ذا الص‪žž‬دد ميكن تسجيل مالحظتني خبص‪žž‬وص حفص الرشعية؛ تتعل‪žž‬ق‬
‫األوىل إبزاةل املن‪žž‬ع املوج‪žž‬ود س‪žž‬ابقا واذلي حيول دون تق‪žž‬دير القايض دلستورية املراسمي حبيث تنص الفق‪žž‬رة الثاني‪žž‬ة من‬
‫الفصل ‪ 25‬عىل أنه "ال جيوز للجهات القضائية أن تبت يف دستورية القوانني"‪ .‬وتمتثل املالحظ‪žž‬ة الثاني‪žž‬ة يف أن املادة ‪44‬‬
‫وسعت من جمال تقدير الرشعية‪ ،‬مع ما يرتتب عىل ذكل من متيزي حيامن يتعلق األمر ابلقايض املدين أو القايض اجلنايئ‪.‬‬
‫إن املادة ‪ 44‬من قانون احملامك اإلدارية تمتزي بشموليهتا‪ .‬مفقتضيات الفق‪žž‬رة األوىل من ه‪žž‬ذه املادة حتمي‪žž‬ل حفص الرشعية إىل‬
‫احملامك اإلدارية أو اجمللس األعىل حسب اختصاص لك من هاتني اجلهتني من خالل املادتني ‪ 8‬و‪ ،9‬وه‪žž‬ذا يع‪žž‬ين أن احملامك‬

‫‪17‬‬
‫اإلدارية تبقى خمتصة يف حفص رشعية القرارات اليت لها ارتب‪žž‬اط مبجاالت اختصاصها‪ .‬يف حني ت‪žž‬دخل املق‪žž‬ررات الفردي‪žž‬ة‬
‫والتنظميية الصادرة عن رئيس احلكومة‪ ،‬وكذا قرارات السلطات اإلدارية اليت يتعدى نطاق تنفيذها دائرة الاختص‪žž‬اص‬
‫احمليل حملمكة إدارية تدخل مضن الاستثناء املنصوص عليه يف املادة ‪ 9‬حيث تبقى من اختص‪žž‬اص اجمللس األعىل مبارشة‪،‬‬
‫حبيث تق‪žž‬وم احملامك اإلداري‪žž‬ة واجمللس األعىل حس‪žž‬ب اختص‪žž‬اص لك مهنا بفحص رشعية ه‪žž‬ذه الق‪žž‬رارات مبناسبة ادلعاوى‬
‫املرفوعة أماهما مبارشة‪ ،‬أو عىل إثر الاحاةل علهيا من ط‪žž‬رف احملامك العادي‪žž‬ة غري الزجري‪žž‬ة يف جمال يرج‪žž‬ع إىل الاختص‪žž‬اص‬
‫النوعي للمحامك اإلدارية‪.‬‬
‫ومما جتدر اإلش‪žž‬ارة إلي‪žž‬ه أن حفص رشعية الق‪žž‬رارات اإلداري‪žž‬ة يه مس ‪ž‬أةل عارض‪žž‬ة يتوق‪žž‬ف البت فهيا عىل تق‪žž‬دير رشعية‬
‫الق‪žž‬رار اإلداري‪ ،‬وب‪žž‬ذكل فإهنا ليس‪žž‬ت دع‪žž‬وى مستقةل ب‪žž‬ذاهتا ميكن التوجه إىل القض‪žž‬اء مبارشة بش ‪ž‬أهنا‪ ،‬حس‪žž‬ب مضمن‬
‫املادتني ‪ 8‬و ‪ 44‬من القانون احملدث للمحامك اإلدارية‪.‬‬
‫ذلكل "رصحت حممكة النقض أن الطالبني السيدة نصرية املنوزي والسيد كرمي املنوزي‪ ،‬ملا تقدما بواسطة مق‪žž‬ال بت‪žž‬ارخي‬
‫‪ ، 2010/4/27‬المتس‪žž‬ا في‪žž‬ه ويف إط‪žž‬ار املادتني ‪ 9‬و ‪ 44‬من الق ‪ž‬انون رمق ‪ 41-90‬احملدث للمحامك اإلداري‪žž‬ة‪ ،‬حفص رشعية‬
‫املرسوم رمق ‪ 2-08-438‬الصادر عن ال‪ž‬وزير األول بت‪ž‬ارخي ‪ 2008/10/7‬واملنش‪ž‬ور ابجلري‪ž‬دة الرمسية عدد ‪ 5671‬بت‪ž‬ارخي‬
‫‪ 2008/10/23‬والقايض بتحديد املكل العام البحري للرشيط الساحيل التابع إلقلمي العرائش‪ ،‬يكوانن قد خرق‪žž‬ا مضمون‬
‫املادتني ‪ 8‬و ‪ 44‬من الق ‪ž‬انون احملدث للمحامك اإلداري‪žž‬ة‪ ،‬مما يك‪žž‬ون مع‪žž‬ه الطلب ال‪žž‬رايم إىل حفص الرشعية واملق‪žž‬دم أم‪žž‬ام‬
‫اجمللس األعىل يف إطار املادة ‪ 9‬املذكورة‪ ،‬غري مقبول خلرقه مقتضيات املادتني املذكورتني"‪.‬‬
‫وابلتايل ال تقبل ادلعوى املستقةل بفحص رشعية القرار اإلداري املرفوعة مبارشة أمام احملمكة اإلدارية‪.‬‬
‫وميكن استئناف أحاكم احملامك اإلدارية يف جمال حفص الرشعية أمام حممكة الاستئناف اإلداري‪žž‬ة طبق‪žž‬ا للقواعد املق‪žž‬ررة يف‬
‫املادة ‪ 16‬من قانون حمامك الاستئناف اإلدارية‪.‬‬
‫حيث جتدر اإلش‪žž‬ارة إىل أن‪žž‬ه قب‪žž‬ل ص‪žž‬دور ق ‪ž‬انون ‪ 80-03‬اكنت أحاكم احملامك اإلداري‪žž‬ة يف جمال حفص الرشعية تستأنف‬
‫أمام اجمللس األعىل طبقا للقواعد املقررة يف القانون ‪ .41-90‬إال أ نه بعد صدور القانون احملدث حملامك الاستئناف اإلداري‪žž‬ة‬
‫أصبحت هذه األخرية يه اخملتصة ابلبت يف قضااي حفص الرشعية كدرجة استئنافية وهنائية‪.‬‬
‫لق‪žž‬د اعتربت املادة ‪ 16‬من ق ‪ž‬انون ‪ 80-03‬عىل أن حممكة الاستئناف اإلداري‪žž‬ة تنظ‪žž‬ر يف قض‪žž‬ااي تق‪žž‬دير الرشعية كدرجة‬
‫استئنافية وهنائية‪.‬‬
‫و ابلتايل فتق‪žž‬دير الرشعية يعترب مبثاب‪žž‬ة ادلعوى األولي‪žž‬ة ال‪žž‬يت تسمح للقايض البت يف ادلعوى األصلية‪ ،‬ألن القايض حيامن‬
‫يدفع أمامه أحد األط‪žž‬راف بع‪žž‬دم رشعية ق‪žž‬رار م‪žž‬ا ‪ ،‬فإن‪žž‬ه ينظ‪žž‬ر يف أول األم‪žž‬ر يف م‪žž‬دى رشعية ذكل الق‪žž‬رار من عدم‪žž‬ه‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ويرتتب عىل ذكل أن قايض حفص الرشعية يستبعد تطبيق القرار اإلداري غري الرشعي اذلي استندت علي‪žž‬ه اإلدارة يف‬
‫ادلعوى املعروضة أمامه‪.‬‬
‫وبذكل يكون املرشع قد استثىن يف املادة ‪ 16‬من قانون ‪ 80-03‬احملدث حملامك الاستئناف اإلدارية قضااي تق‪žž‬دير رشعية‬
‫القرارات اإلدارية من النقض‪ ،‬حبيث يقف املتقاضون يف هذا النوع من القضااي عند درجة الاستئناف‪.‬‬
‫إن توقيف التقايض يف ه‪žž‬ذا الن‪žž‬وع من القض‪žž‬اء عن‪žž‬د درجة الاستئناف‪ ،‬يش‪žž‬لك يف اعتقادان ضامن حق‪žž‬وق املتقاض‪žž‬ني يف‬
‫النقض‪ .‬وهمام تكن املربرات ال ‪žž‬يت اعمتدها املرشع يف ه ‪žž‬ذا اإلط ‪žž‬ار‪ ،‬ف ‪žž‬إن نظ ‪žž‬ر اجمللس األعىل يف قض ‪žž‬ااي حفص رشعية‬
‫القرارات اإلدارية كجهة نقض يرتبط مبا للمجلس األعىل من وظيفة أساسية كقاض إداري واليت تمتثل يف خلق احلل‪žž‬ول‬
‫القضائية للقضااي املستعصية عىل حمامك ادلرجة األوىل وادلرجة الثانية‪ .‬هذا فضال عن كون هذا اجلهاز يعترب هيئ‪žž‬ة قض‪žž‬ائية‬
‫يف البالد تسهر عىل ضامن حامي‪žž‬ة واحرتام احلق‪žž‬وق واحلرايت‪ .‬ومن ه‪žž‬ذا املنطل‪žž‬ق ف‪žž‬إن اجمللس األعىل يش‪žž‬لك أمه ضامنة‬
‫قضائية لتقومي اعوجاج م‪žž‬ا يص‪ž‬در من أحاكم عن حمامك ادلرجتني األوىل والثاني‪žž‬ة‪ ،‬ويف نفس ال‪žž‬وقت يش‪žž‬لك مرجع‪ž‬ا له‪ž‬ذه‬
‫احملامك يف هذه القضااي‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫خامتة ‪:‬‬
‫من خالل م‪žž‬ا سبق يتبني أن حفص رشعية الق‪žž‬رارات اإلداري‪žž‬ة تت‪žž‬واله عدة هجات قض‪žž‬ائية‪ ،‬احملامك اإلداري‪žž‬ة وحممكة‬
‫النقض لك يف حدود اختصاصه سواء اكن بناء عىل طلب مستقل أو عن طريق اإلحاةل من طرف احملامك املدنية حسب‬
‫املادة ‪ 44‬من قانون ‪ ،41/90‬مث هناك احملامك الزجرية اليت لها اكمل الصالحية يف تقدير رشعية مجي‪žž‬ع الق‪žž‬رارات اإلداري‪žž‬ة‬
‫و ذكل طبق‪ž‬ا ملقتضيات الفق‪ž‬رة األخرية من املادة ‪ 44‬من ق‪ž‬انون ‪ .41/90‬ذلكل ف‪žž‬ان القايض س‪ž‬واء الزج‪žž‬ري أو اإلداري‬
‫ينظ‪žž‬ر يف م‪žž‬دى رشعية الق‪žž‬رار اإلداري موض‪žž‬وع ادلعوى‪ ،‬ليك يمتكن بع‪žž‬د ذكل من الاسمترار يف النظ‪žž‬ر يف ادلعوى‬
‫األصلية‪ ،‬فإذا تبني هل عدم رشعية القرار اإلداري املعروض عليه استبعد تطبيق‪ž‬ه‪ ،‬أم‪ž‬ا إذا تأك‪ž‬د من رشعيته فان‪ž‬ه يسمتر‬
‫بعد ذكل يف ادلعوى األصلية‪ .‬وذلكل فإنه ميكن القول أن حفص رشعية القرارات اإلدارية س‪žž‬واء عن طري‪žž‬ق اإلحاةل من‬
‫احملامك العادية (املدنية) أو بناء عىل طلبات مستقةل مقدمة من طرف ذوي الش‪ž‬أن‪ ،‬تع‪ž‬د ممكال أساسيا للرقاب‪ž‬ة القض‪ž‬ائية‬
‫عىل أعامل اإلدارة اجملس‪ž‬دة يف ش‪ž‬لك ق‪ž‬رارات إداري‪ž‬ة‪ ،‬ف‪ž‬دعوى حفص الرشعية ودع‪ž‬وى اإللغ‪ž‬اء ودع‪ž‬وى إيق‪ž‬اف تنفي‪ž‬ذ‬
‫القرارات اإلدارية يه لكها ضامانت أساسية من أجل صون وحامية مبدأ املرشوعية وابلتايل املصلحة العامة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفهرس ‪:‬‬
‫مقدمة ‪...........................................................................................................................................:‬‬
‫‪2‬‬
‫املبحث الاول ‪ :‬تطور ادلفع بع‪žž‬دم الرشع ية‪................................................................................................‬‬
‫‪4‬‬
‫املطلب الاول ‪ :‬ادلفع بعدم الرشعية قب‪žž‬ل احداث اجمللس الاعىل سنة ‪.............................................. . 1957‬‬
‫‪4‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬ادلفع بعدم الرشعية بعد احداث اجمللس الاعىل ‪.......................................... . 1994 . 1957‬‬
‫‪5‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬ادلفع بعدم الرشعية بعد احداث احملامك الاداري‪žž‬ة‪............................................................... ،‬‬
‫‪8‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬تطبيقات ادلفع بعدم الرشع ية‪10....................................................................................... ،‬‬
‫املطلب الاول ‪ :‬حفص رشعية القرارات الادارية من قبل القضاء املدين‪10...................................................‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬حفص رشعية القرارات الادارية من قب‪žž‬ل القض‪žž‬اء الزج‪žž‬ري‪................................................. ،‬‬
‫‪12‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬حفص رشعية الق‪žž‬رارات الاداري‪žž‬ة من القض‪žž‬اء الاداري‪..................................................... ،‬‬
‫‪14‬‬
‫خامت ة ‪17......................................................................................................................................... :‬‬
‫الفهرس‪...................................................................................................................................... ................. :‬‬
‫‪18‬‬

‫‪21‬‬

You might also like