You are on page 1of 15

‫جامعة طرابلس‬

‫ّ‬
‫كلية القانون‬
‫ّ‬
‫مكتب الدراسات العليا ‪ /‬قسم القانون اخلاص‬

‫حبث بعنوان‪:‬‬

‫شـطـب االسـتئـنـاف‬

‫إعداد‪:‬‬
‫حممد أمحد األمحر‬

‫رقم القيد‪2181420 :‬‬

‫‪2019‬‬
‫الـمحتويـــات‬

‫مقدّمـة‪1..................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬مسوغاتّالشطبّفيّخصومةّاالستئناف‪3.....................................‬‬
‫أ‪ -‬معنى الغياب في القانون اللّيبي‪3.....................................................‬‬
‫ب‪ -‬الحاالت المرتّبة لشطب االستئناف‪4...............................................‬‬

‫ثانياّ‪ّ:‬اآلثارّالمترتبةّعلىّشطبّاالستئناف‪8.........................................‬‬
‫أ‪ -‬أثر شطب االستئناف على الحكـم المستأنف‪8.......................................‬‬
‫ب‪ -‬أثر شطب االستئناف على مصير الخصومة ‪9...................................‬‬

‫خاتمة‪11.................................................................................‬‬
‫المصادرّوالـمراجع‪12..................................................................‬‬
‫ّ‬
‫مقدمة‬

‫انطالقاا م ماان اعتبااار الخصااومة وساايلةم لمباشاارو وفي ااة الق اااهج ومني اا م فااي أ اه‬
‫ي ليا وهاو المطالباة الق اائيّة علاى النحاو الا‬ ‫أعمالهج فمتى ما ب أت بالعمل االفتتاح ّ‬
‫تستمر في نشاطيا وتتااب أعماليااج الواحا تلاو‬ ‫ّ‬ ‫يج فإنّه ي ب أن‬
‫رسمه القانون اإل رائ ّ‬
‫اآلخرج حتى تصل إلى ه فيا المنشو (‪ )1‬ج بص ور حكم فاصل في النّزاع وقاط ل ابر‬
‫متحركاة تتتااب فيياا اإل اراهات تتابعاا م زمنياا م قيقاا م بتسلسال‬
‫ّ‬ ‫الخصومةج فياي كفااهرو‬
‫منطقي بحيث يب و ك ّل عمل من أعماليا شرطا م منطقيا م للعمل ال يليه(‪.)2‬‬
‫أن الخصومة ق تصاب بحالة مر يّة شا و ك مو ال عوى النا م عن شاطبيا‬ ‫بي ّ‬
‫لغيبة الخصوم أو ع م ح اور الما ّعيج ها ل الحالاة الطارئاة أو العار اة تاى ّ إلاى‬
‫يج فينقط تسلسل اإل راهاتج ويتوقف ان فاع الخصومة نحاو‬ ‫استبعا أ ّ نشاط إ رائ ّ‬
‫فاإن ها ل الحالاة ال تاى ّ ائماا م إلاى انقطااع الخصاومة فقا‬
‫غايتيا المنشو و‪ .‬وم لك ّ‬
‫لتستمر في ان فاعيا من يا وصاوالم إلاى صا ور حكام‬ ‫ّ‬ ‫مرو أخرىج‬‫يعو ليا النشاط ّ‬
‫فاصل فييا‪.‬‬
‫أن المشارع قا‬‫إن النافر لنص الما و ‪ 102‬من قاانون المرافعاات الليباي يارى ّ‬‫ّ‬
‫رتّب أثرا م على شطب ال عوى وهو استبعا ها من ا ول الق اايا المت اولاة ما بقائياا‬
‫وبقاه كافاة اآلثاار المترتباة علييااج فيال وفّاق المشارع فاي اساتعمال مصاطلش الشاطب‬
‫رغم أن ال عوى تبقى قائمة محت فة بكافة آثارها م إمكان استئناف سيرها بع لك؟‬
‫إن كلمة " شطب ال عوى" تحمل معنى أكثر مان الما لول الا‬ ‫في الواق يمكن القول ّ‬
‫المشرع ‪ .‬لك ّ‬
‫أن المتبا ر إلى الا هن أن الشاطب يعناي الازوال واإلبعاا ج وهاو‬ ‫ّ‬ ‫قص ل‬
‫أصل الم يوم اللغو للكلمة كما ور في ع ي من المعا م اللغويّة(‪. )3‬‬

‫راغبج النفريّة العامة للعمل الق ائيج االسكن ريّة‪ :‬ار المعارفج ‪1974‬ج ص ‪.641‬‬ ‫‪ -1‬و‬
‫‪ -2‬فتحي واليج نفريّة البطالن في قانون المرافعاتج ط‪1‬ج اإلسكن ريّة‪ :‬منشأو المعارفج ‪1960‬ج ص ‪.48‬‬
‫‪ -3‬محم مرت ى الزبي ج مع م تاج العروس من واهر القاموسج الم ل األولج بيروت‪ :‬مكتبة الحياوج ( ‪.‬ت)جص‪.317‬‬

‫‪1‬‬
‫أن المصطلحات ي ب أن تكون انعكاسا م للواق وصاورو م معبارو عناه جفاإن ها ا‬ ‫وبما ّ‬
‫المعنى اللغو بعي بعض الشي عن المعنى القانوني ال أرا المشارع إساباغه علاى‬
‫مصااطلش الشااطب ج وربمااا كااان بإمكانااه اختيااار أل اااف أخاارى أكثاار ات ّساااقا م ما المعنااى‬
‫وأو ش تعبيارا م عناه كاـ"وقف نفار الا عوى" أو" ت ميا الا عوى" أو "إيقااف تا اول‬
‫ال عوى"‪.‬‬
‫سااأحاول فاااي هااا ا البحاااث تساااليط ال ااوه علاااى شاااطب الااا عوى فاااي خصاااومة‬
‫االستئناف وما يطرحه ه ا المو وع من تساىالت من حيث م ى تنفيم المشارع لاهج‬
‫أكان تنفيما م متكاامالم؟ أم اكت اى باإلحالاة إلاى القواعا المطبّقاة أماام ال ر اة األولاى ؟‬
‫المشرع في لك صائبام؟ وما هو مصير الحكم المستأنف‬ ‫ّ‬ ‫وإن فعل لك فيل كان مسلك‬
‫ومصير الخصومة إ ا شطب االستئناف؟‬
‫وحتااى ال ناا ور فااي طااواحين األفكااارج ونتااول فااي هاااليز األساائلةج فسااأحاول‬
‫بمسااوغات الشااطب فااي‬
‫ّ‬ ‫اإل ابااة علااى هاا ل التساااىالت ماان خااالل قساام ّأول معنااون‬
‫خصااومة االسااتئناف ج وقساام ثااان أتناااول فيااه أثاار ها ا الشااطب علااى الحكام المسااتأنف‬
‫وعلى مصير الخصومة كك ّل‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أوال‪ :‬مسوغات الشطب يف خصومة االستئناف ‪.‬‬

‫يحمل شطب االستئناف ات الم يوم ال يعنيه شطب الا ّعوى أماام ال ر اة األولاىج‬
‫أ استبعا نفر الطعان باالساتئناف مان عا ا الطعاون المنفاورو أماام محكماة االساتئنافج‬
‫وألن الغيااب يمثّاال ال كاارو الرئيسااة فااي النفااام القااانوني للشااطبج عليااه سااأتناول فااي ال قاارو‬
‫األولى من ه ا القسم عر ا م مو زا م لتبيان معنى الغياب في القانون الليبي (أ)جحتاى يتسانّى‬
‫لنااا ون خلااط أو إبيااام فياام الحاااالت المرتبااة للشااطب فااي خصااومة االسااتئناف التااي س ايتم‬
‫استعرا يا في ال قرو الثانية (ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬معنى الغياب يف القانون اللييب‪.‬‬


‫المشارع ائماامج لاك أنّاه ينبغاي احتارام حاق الا فاع فاي‬
‫ّ‬ ‫يثير غياب الخصم مشاكلةم أماام‬
‫انب الخصم الغائبج وإعمال مب أ الموا ية فال ي ان ون ساماع فاعاهج فقا يكاون غائباا م‬
‫لع م علمه بقيام الخصومة أو بتاريخ ال لسة المح و لنفرهااج ومان ناحياة أخارى ي اب أن‬
‫ال يى غياب الخصوم إلى تعطيل الوفي ة الق ائيّةج خاصة إ ا كاان غيااب الخصام نابعاا م‬
‫عاان سااوه نيّااة ج قاصاا ا م بااه عرقلااة أ اه الق اااه لوفي تااه(‪)1‬ج فيكااون للمحكمااة أن تشااطب‬
‫ال عوى أو تحكم فييا لك أن الغياب ال يمن ائما م من نفرها وال ّ‬
‫سير فييا‪.‬‬
‫المشرع الليبي أسوو بالتشريعات الح يثةج هي ع م إلزام الخصام‬ ‫ّ‬ ‫إن القاع و التي تبنّاها‬
‫ّ‬
‫صاات المااا و ‪ 92‬مرافعااات علااى أنّااه (فااي اليااوم المع ايّن لنفاار‬‫بالح ااور شخصاايامج حيااث ن ّ‬
‫الا عوى يح اار الخصااوم بأن ساايم أو يحفاار عاانيم ماان يو ّكلونااه ماان المحااامين‪ ...‬ولياام أن‬
‫ينيبوا عنيم من يختارونه من األقارب أو األصيار إلى ال ّر ة الثالثة‪) ...‬ج وعليه ال يعتبار‬
‫من قبل الغياب ع م ح ور الخصوم شخصيامج إ ا ح ر عنيم ممثلون ليام(‪ .)2‬وفاي الواقا‬
‫أنّه في اليوم المعين لنفر االستئناف يمكن للخصوم الح ور بأن سيم أو يح ار عانيم مان‬
‫يوكلون مان المحاامينج ولايس للمتقا اين أن ينيباوا عانيم إالّ المحاامين المقباولين للمرافعاة‬
‫أمام ها ل المحااكم(‪)3‬ج والا أو اب القاانون االساتعانة بيام أماام محااكم االساتئناف عا ا ماا‬
‫تعلّق بمسائل األحوال الشخصيّة‪.‬‬
‫ولكاان ال ي وتنااا أن ننااول إلااى أن المشاارع الليبااي ق ا خاارج عاان قاع ا و ع ا م إلاازام الخصاام‬
‫بالح ور شخصيا م في نص الماا و ‪ 103‬مكارر والم اافة بمقت اى القاانون رقام ‪ 12‬لسانة‬
‫‪)1996( 1425‬ج والتي عل فييا ح اور الازوج وا باا م إ ا ماا أمارت المحكماة بإح اارل‬
‫في الا ّعاوى المتعلّقاة بطلاب الطاالفج وفاي حاال امتناعاه ون عا ر مشاروع فللمحكماة أن‬
‫تص ر حكميا بحقه غيابيا م حكما م غير قابل للطعن‪.‬‬
‫‪ -1‬فتحي واليج الوسيط في قانون الق اه الم نيج ط‪2‬جالقاهرو‪ :‬ار الني ة العربيةج ‪1981‬ج ص ‪.643‬‬
‫‪ -2‬الكوني علي أعبو وج قانون علم الق اه (النشاط الق ائي)ج ط‪2‬ج طرابلس‪ :‬المركز القومي للبحوث وال راسات العلميّةج ‪2003‬ج ص‪.274‬‬
‫‪ -3‬نبيل إسماعيل عمرج الوسيط في الطعن باالستئنافج اإلسكن رية‪ :‬ار ال امعة ال ي وج ‪2000‬ج ص‪.568‬‬

‫‪3‬‬
‫أن قانون المرافعات في ما تياه رقام ‪ 102‬ج ‪103‬ج(*) قا اعتا ّ‬ ‫ومن ال ير بالمالحفة ّ‬
‫بأن مناط اعتبار الخصم متغيّبا م يكون بع م ح اورل فاي ال لساة األولاىج ثام ااه فاي ناص‬‫ّ‬
‫الما و ‪ 105‬وأعطى الحق للخصم ال اعتبر متغيّبا م أن يح ر في ال عوى طالما لم تح ز‬
‫أن من أعتبر متغيّبا م في ال لسة األولىج ي وز له الح اور فاي‬ ‫للحكمج وبالتالي يمكن القول ّ‬
‫أ لسة أخرى ويعتبر في ه ل الحالة حا رام‪ .‬و هب قانون ا اراهات المحااكم الشارعية‬
‫صات الماا و ‪ 22‬مناه علاى أنّاه " إ ا ح ار الما عي أو الما ّعى‬‫إلى ات ه ا الرأ حياث ن ّ‬
‫عليه في أية لسة اعتبرت الخصومة ح ورية في حقه"‪.‬‬
‫شطر من‬
‫ٌ‬ ‫وما منا بص الح يث عن فكرو الغيابج فحر ٌ بنا التطرف إلى ما أشار إليه‬
‫فقياه القانون الليبي والمقارن بالقول أن ع م الح ور ال يقص به ائماا م الغيااب ال ساماني‬
‫أ غيبااة شااخص الخصاام عاان ال لسااة(‪)1‬ج فالغياااب فااي القااانون قا ال يكااون مرا فاا م للغياااب‬
‫ال علاايج فاال يعتباار الخصاام غائباا م إ ا قا ّم ما كرو ب فاعااه حتااى ولااو كااان غائباا م عاان ال لسااة‬
‫فعالم(‪)2‬ج ول لك إ ا ما افتتحت الخصومة بصحي ة من الم ّعي يبيّن فيياا طلباتاه وأ لتاهج ّ‬
‫فاإن‬
‫الخصومة تعتبر ح وريّة بالنسبة لهج ولو لم يح ر أ لسة من لساتيا(‪.)3‬‬
‫يرى مع ّ الورقة أنه باستقرار نصاوص القاانون الليباي النّافماة للح اور والغياابج وعلاى‬
‫و ااه الخصااوص الماوا ‪92‬ج ‪102‬ج ‪103‬ج فإنّااه يصااعب القااول بإمكانيّااة و ا ها ا الاارأ‬
‫ي حيااث اااهت ها ل النصااوص بصاايا ازمااة ي ياام منيااا ّ‬
‫أن‬ ‫ال قيااي مو ا التّطبيااق العملا ّ‬
‫يج وال زيا و‪.‬‬‫الغياب هو ع م الح ور ال سمان ّ‬
‫بع ه ا البيان المو ز ل كرو الغياب فاي القاانون الليبايج ننتقال إلاى اساتعراض الحااالت‬
‫المرتبة لشطب االستئناف م اي اح ما تتميز به من خصوصايّة عان شاطب الا عوى أماام‬
‫ال ر ة األولى‪.‬‬
‫ّ‬
‫ب‪ -‬احلاالت املرتبة لشطب االستئناف‪.‬‬
‫شرع قانون المرافعات الليبي نصا م خاصا م لشطب االساتئنافج إالّ أنّاه قا كار فاي‬ ‫لم ي ّ‬
‫ما تّااه رقاام (‪ )327‬علااى أنّااه "ي اار علااى ق ايّة االسااتئناف مااا ي اار ماان القواعا علااى‬
‫الق ايا أمام محكمة ال ر ة األولاى ساواه فيماا يتعلّاق بااإل راهات أو باألحكاام ماالم يانص‬
‫القانون على غيرل"‪.‬‬

‫سبق كرلج ص ‪.644 -643‬‬ ‫‪ -1‬فتحي واليج الوسيط في قانون الق اه الم نيج مر‬
‫‪ -2‬الكوني علي أعبو وج مر سبق كرلج ص‪.274‬‬
‫‪ -3‬أحم ملي يج ركو الخصومة الم نيّةج ط‪2‬ج القاهرو‪ :‬ار الني ة العربيةج‪1991‬ج ص‪.25‬‬
‫(*) الما و ‪ 102‬مرافعات ( إ ا لم يح ر الم عى وال الم عى عليه في ال لسة األولى قررت المحكمة بع التأك من صحة اإلعالن شطب‬
‫ال عوىج فإ ا حفر الم عى عليه وح ل از له طلب شطب ال عوى أو السير فيياج وفي ه ل الحالة تقرر المحكمة اعتبار الم عي متغيبا‪)...‬ج‬
‫الما و ‪( 103‬إ ا لم يح ر الم عى عليه في ال لسة األولى قررت المحكمة من تلقاه ن سيا اعتبارل متغيبامج و لك بع التحقق من صحة إعالنه)‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وباعتبار محكمة االستئناف محكمة مو اوع تعيا بحاث ماا تناازع فياه الخصاوم بشاأن‬
‫المقاررو بصا‬
‫ّ‬ ‫الق اه الصا ر من ال ّر اة األولاىج ّ‬
‫فاإن االساتئناف يخ ا لا ات القواعا‬
‫نص خاصج وباستقراه‬ ‫ال عوى المبت أو الوار و في نص الما و (‪)102‬ج ع ا ما ور بشأنه ّ‬
‫نص الما و ‪ 102‬يمكن بيان الحاالت التي ترتّب شطب االستئناف‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬تغيّب المستأنف والمستأنف عليه عن ال لساة األولاى المحا ّ و لنفار الطعانج‬
‫وهنااا تقا ّارر المحكمااة ماان تلقاااه ن ساايا شااطب الطعاان ماان ا ول الطعااون المت اولااة أمااام‬
‫المحاكمج بع التأ ّك من صحة اإلعاالنج والمقصاو هناا صاحة إعاالن المساتأنف ا ل ّ‬
‫ألن‬
‫المستأنف هو راف االستئناف وال يحتاج إلعالن(‪.)1‬‬
‫الحالااة الثانيااة‪ :‬غياااب المسااتأنف ألكثاار ماان لسااتين ماان ال لسااات الالحقااة لل لسااة األولااى‬
‫المح و لنفار الطعانج حياث يكاون للمحكماة سالطة تقريار الشاطب إ ا لام يطلاب المساتأنف‬
‫عليه السير فييا‪.‬‬
‫أما ّ فيما يتعلّق بغياب المستأنف عن ال لسة األولى في خصومة االستئنافج فقا أور‬
‫قانون المرافعات حكما م خاصا م بيا في ال قرو الثانية مان الماا و (‪)318‬ج حياث ااه فيياا أنّاه‬
‫"إ ا غاب المساتأنف فاي ال لساة األولاىج أحيلات الق ايّة ل لساة أخارى ويحايط قلام الكتّااب‬
‫قارر القا اي مان‬ ‫المستأنف علما م بموع هاج فإ ا غاب المستأنف في ال لسة األخارى أي اا م ّ‬
‫تلقاه ن سه اعتبار االستئناف كأن لم يكن"‪.‬‬
‫أن غياب المستأنف عن ال لساة األولاى فاي خصاومة االساتئناف‬ ‫يالحف من ه ا النص ّ‬
‫يختلااف عاان غياااب الما ّعي عاان ال لسااة األولااى فااي الا عوى المبتا أوج لااك أن غيابااه أمااام‬
‫ال ر ة األولىج ي تش الخياار للما ّعى علياه باين طلاب شاطب الا ّعوى ويقاف ور المحكماة‬
‫حين اك عن ح األمر بشطبيا(*)ج وإما أن يطلب الم عى عليه اعتبار الم ّعي متغيّباامج وفاي‬
‫ه ل الحالة يتعيّن على المحكمة االستمرار في نفرها إلى حين ال صل فييا‪.‬‬
‫أ ّمااأ غياااب المسااتأنف عاان ال لسااة األولااى فااي خصااومة االسااتئناف فااال ي ااتش الم ااال‬
‫للمستأنف عليه للخيروج وال يترتّب عن غياباه شاطب االساتئنافج بال تقاوم المحكماة بإحالاة‬
‫الق ااية إلااى لسااة أخاارىج فااال ي اـوز ال ص اـل فااي االستئن اـاف أو شطب اـه إالّ بع اـ إعااا و‬
‫إعـالن المستأن يـن بمـوعاـ ال لساـة ال ياـ و حياث ق ات المحكماة العلياا فاي الطعان رقام‬
‫‪ 51/172‬ف الصااـا ر سااانة ‪ 2006‬بأنّااه ( وقااا كااان الثابااات ماان الصاااورو ّ‬
‫الرسااميّة مااان‬
‫محا ر لسات المحكمة المطعون في حكميا المو عة من الطاعنج أنّه لم يح ر أح ٌ من‬
‫قررت الـسير في‬ ‫المـسـتأن يـن في ال لسـة األولى المحـ و لنفر االستئنـاف ّ‬
‫وأن المحكمـة ّ‬

‫‪ -1‬أحم عمر أبوزقيّةج قانون المرافعات ( روس مو زو لطالب القانون)ج ج‪1‬ج بنغاز ‪ :‬منشورات امعة قاريونسج ‪2003‬ج ص‪.194‬‬
‫(*)أ ازت الما و ‪ 21‬من قانون ا راهات المحاكم الشرعية للم ّعى عليه أن يطلب الحكم باعتبار ال عوى كأن لم تكن في حال غياب الم ّعي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ال عوى في غياب المستأن ينج في حين كاان عليياا إعاا و إعالنيماا بموعا ال لساة إعمااالم‬
‫لحكااام الماااا و ‪ 318‬مرافعااااتج وإ خاااالف الحكااام المطعاااون فياااه هااا ا النفااار وفصااال فاااي‬
‫االستئناف ون إعاا و إعاالن المساتأن ين بصا تييما فإنّاه يكاون قا خاالف القاانون) (‪ .)1‬وفاي‬
‫تكرر غياب المستأنف بع لك اعتبر االستئناف كأن لم يكن‪.‬‬ ‫حال ّ‬
‫أن المشرع الليبي لم يبيّن المقصو بل ف "ال لسة األولى في االساتئناف"‬ ‫ت ر اإلشارو إلى ّ‬
‫أهي لسة التح يرج أم لسة المرافعة؟ ج واستتب لاك ت ااربا م باين أحكاام المحااكم علاى‬
‫استقر عليه ق اه المحكمة العليا (أن المقصو بال لسة األولاى‬ ‫ّ‬ ‫اختالف ر اتياج إالّ أن ما‬
‫هي ال لسة التي تعقب طور التحقيق مباشارو م وتسامى لساة المرافعاة)ج وبالتاالي ال منااص‬
‫إالّ بالقول أن غياب المستأنف في ال لسة األولى هو ع م ح اورل فاي لساة المرافعاة (‪)2‬ج‬
‫أ ّماااا الغيااااب فاااي لساااات التّحقياااق قبااال المرافعاااة فيااان م عناااه تأ يااال ال لساااة ّ‬
‫ألن اعتباااار‬
‫سا فيااهج وال يطبّاق إالّ حيثمااا يار نا ٌ‬
‫اص‬ ‫االسااتئناف كااأن لاام يكاان هااو اازاه ي ااب عا م التو ّ‬
‫صريش بشأنهج وق عبرت عن لك المحكمة العليا في الطعان ‪18/34‬ف سانة ‪ 1972‬بقولياا‬
‫أن ه ا ال زاه ي ب إعماله في أ يق الح و "(‪.)3‬‬ ‫" ّ‬

‫ومن ال ير بالمالحفة أن المشرع ق سكت عن ملة من ال ر يات التي من الممكن‬


‫ي مان لاك ماثالم فر اية ح اور المساتأنف فاي ال لساة‬ ‫أن تش ّكل لبساا م علاى الصاعي العملا ّ‬
‫األولااى وماان ثاام غيابااه فااي ال لسااة التااي تليياااج عااالوو م علااى فر ايّة ح ااور المسااتأنف‬
‫والمستأنف عليه في ال لسة األولى ومن ث ّم غيابيما في ال لسة الالحقة ليا !‬
‫ياارى معا ّ الورقااة بخصااوص فر ايّة غياااب المسااتأنف عاان ال لسااة التاليااة لل لسااة األولااى التاي‬
‫ألن نص ال قرو ‪ 2‬من الما و‬ ‫ح رهاج فأنّه ليس للمحكمة أن تأمر باعتبار االستئناف كأن لم يكن ّ‬
‫‪ 318‬نص استثنائي ال ينطبق إال في حالة غياب المستأنف عن ال لسة األولى فاال ينبغاي القيااس‬
‫ألن الشاطب‬‫عليهج وليس ليا أن تشطب االستئناف حتى وإن قلنا بالقياس على نص الما و ‪ّ ( 102‬‬
‫إنّما يكون إما بغياب المستأنف في ال لسة األولى(‪ ))4‬أو في لستين تاليتين لياا ولايس فاي واحا و‬
‫فقط من ال لسات التالية لل لسة األولىج وب لك يمكن القول أناه للمساتأنف علياه أن يطلاب اعتباار‬
‫المستأنف متغيّبا م فيكون علاى المحكماة الساير فاي نفار االساتئنافج وفاي حالاة ساكوت المساتأنف‬
‫عليه ليا أن ت صل في الق ية إ ا كانت مييأو م ل لكج أو تأمر بإحالة الق يّة إلى لسة أخرى‪.‬‬

‫أمااا مااا يتعلّااق ب ر ايّة ح ااور المسااتأنف والمسااتأنف عليااه فااي ال لسااة األولااى وماان ث ا ّم‬
‫إن مـن الممكـن أن يكون األقـرب إلى الصـواب القـول‬ ‫غيابيمـا في ال لسة الالحقــة لياج فـ ّ‬
‫‪ -1‬نقض ليبيج طعن م ني رقم ‪ 172‬لسنة ‪ 51‬فج لسة ‪2006/12/3‬ج مأخو من‪ :‬م موعة أحكام المحكمة العليا‪-‬الق اه الم ني‪-‬‬
‫منشورات المحكمة العلياج ج‪3‬ج ‪2006‬ج ص‪.2048‬‬
‫‪ -2‬نقض ليبيج طعن م ني رقم ‪ 374‬لسنة ‪ 42‬فج لسة ‪2000/3/11‬ج مأخو من‪ :‬م موعة أحكام المحكمة العلياج منشورات المحكمة‬
‫العلياج ج‪1‬ج ‪2000‬ج ص‪151‬‬
‫‪ -3‬نقض ليبيج طعن م ني رقم ‪ 34‬لسنة ‪ 18‬فج لسة ‪1972/6/6‬ج مأخو عن خلي ة سالم ال يميج شرح قانون المرافعات الم نية‬
‫والت اريةج بنغاز ‪ :‬ار ال يلج ‪2013‬ج ص‪.420‬‬
‫‪ -4‬مصط ى كامل كيرلج قانون المرافعات الليبيج بيروت‪ :‬ار صا ر ج منشورات ال امعة الليبيةج ‪.‬تج ص ‪.514‬‬
‫‪6‬‬
‫بإمكانية المحكمة ال صال فاي االساتئناف إ ا كانات ميياأو م لا لكج أو أن تاأمر بشاطبه ت ا ياا م‬
‫لتراكم الق ايا ما ام أطراف الخصومة أن سيم لم يعيروا اهتماميم ليا بغيابيم عنيا‪.‬‬
‫وبااالر وع إلااى موقااف الق اانون ال رنسااي ن ا أنااه شا ّارع الشااطب ك اازاه لع ا م نشاااط‬
‫الخصوم ميعا م ‪ -‬الما ّعي و الما ّعى علياه ‪ -‬وإهمااليم أو فتاور ه ّماتيم فاي القياام باألعماال‬
‫اإل رائيّة المطلوبة منيم(‪.)1‬‬
‫بنص خاص بشطب االستئناف (نص الما و ‪ 915‬ال ع ّل ونقّش بالمرسوم رقم‬ ‫ّ‬ ‫ف اه‬
‫أن المسااتأنف ي ااب‬‫انص ّ‬
‫‪ 511-89‬فااي يوليااو ‪ 1989‬بمو ااب المااا و ‪ .)20‬أو ااش ها ا الا ّ‬
‫عليه خالل أربعة أشير من التقرير باالستئنافج أن ياو ع قلام الكتّااب م كراتاهج ماالم يحا ّ‬
‫له قا ي التح ير(*) م ّو أقصر‪ .‬وإ ا لم يح ث لك تشطب ال عوى من ال ا اول بقارار ال‬
‫يقبل الطعن فيه وترسل حينئ نسخة إلى المستأنف بخطاب عا إلى موطنه ال علي أو إلى‬
‫محل إقامته‪ .‬وه ا الشطب يحرم المستأنف من ك ّل أثر واقفج بخاالف الحااالت التاي يكاون‬
‫التن ي المىقّت ممنوعا م بنص القانون‪.‬‬
‫إن شطب االستئناف في القانون ال رنسي إنّما هو زاه علاى إخاالل المساتأنف باالتزام‬ ‫ّ‬
‫قانوني بتحقيق نتي ةج في رورو قياماه بإيا اع م ّكراتاه قلام كتّااب المحكماة خاالل أربعاة‬
‫أشااير ماان تاااريخ التقرياار باالسااتئناف‪ .‬في ااب عليااه ‪-‬عاان طريااق وكيلااه‪ -‬أن يقااوم باإليا اع‬
‫خالل ه ل الميلةج ميما كلّ ه األمارج وال يع ياه الازعم بو او سابب أ نباي حاال ون قياماه‬
‫(‪)2‬‬
‫ب لك‪.‬‬
‫ه ا ا هااو شااطب االسااتئناف كمااا نفمااه المشا ّارع ال رنسااي‪ .‬وهااو ال يتحقااق فااي حالااة ع ا م‬
‫الح ااور وإنّمااا فااي حالااة ع ا م إيا اع المسااتأنف الما ّكرات خااالل أربعااة أشااير ماان تاااريخ‬
‫ص خ اـاص ينف اـمه أم اـام‬ ‫التقرياار باالسااتئناف‪ .‬أ ّم اـا ع ا م ح ااور المسااتأنف فااال يو اـ ن اـ ّ‬
‫تانص‬
‫ّ‬ ‫محكمة االساتئناف‪ .‬لا لك يطبّاق ناص الماا و ‪ 468‬الا ي ّ‬
‫انفم غيااب الما ّعي والتاي‬
‫على أنّه (يمكن للم ّعي عليه طلب ال صل في المو وعج وللقا ي التأ يل ل لساة الحقاةج‬
‫قرر حالة انع ام األثر)(●)‪.‬‬ ‫ويمكن له تلقائيا م أن ي ّ‬
‫آثار قانونيّة فاعلة تحقق الغارض‬ ‫وألنّه ال وى من تشري نفام الشطب إ ا لم تكن له ٌ‬
‫اارع مااان أ لاااهج لااا لك يساااتو ب األمااار اساااتعراض اآلثاااار المترتباااة علاااى شاااطب‬
‫الااا شا ّ‬
‫االستئناف في القسم الثاني من ه ا البحث‪.‬‬
‫‪ -1‬أحم هن ج مر سبق كرل ج ص‪.32‬‬
‫(*) قا ي التح ير في القانون ال رنسي هو قاض يقوم بإ راهات التح ير التي تي ف إلى تنشيط تحقيق ال عوى لموا ية إهمال الخصومج‬
‫كالقيام بالصلش والتوفيقج وفحص ال فوع والطلبات العار ة‪.‬‬
‫‪ -2‬المر ن سهج ص‪.34‬‬
‫ي يعرف بـ "انع ام األثر" يكون بقرار من القا ي لعقاب الم ّعي أو المستأنف لع م قيامه بإ راه معيّن‬
‫(●) يو في القانون ال رنسي نفام قانون ّ‬
‫مطلوب منه خالل م ّو معيّنةج كغيابه أو ع م تق يمه طلب القي خالل شيرين بع تقريرل باالستئناف‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬اآلثار املرتتبة على شطب االستئناف‪.‬‬

‫أن شااطب‬ ‫إ ّن المااتمعّن فااي التنفاايم التشااريعي للشااطب فااي قااانون المرافعااات يالحااف ّ‬
‫ال ا ّ عوى ال يع ا و أن يكااون قاارارا م ماان القاارارات التااي تااأمر بيااا المحكمااةج أو إ اارا مه ماان‬
‫إ ااراهات اإل ارو الق ااائية(●) كمااا يص ا ه المشا ّارع ال رنساايج فيااو ال ي صاال فااي مو ااوع‬
‫الا عوى وال تنتياي بااه الخصاومة فيياا(‪)1‬ج ويساتتب لاك عا م خ ااوعه للقواعا التاي تا ّ‬
‫انفم‬
‫األحكام فال رورو لتسبيبه(‪)2‬ج وللمحكماة العا ول عناه(‪)3‬ج وال ي اوز الطعان فياه اساتقالالم‬
‫إالّ م الحكم المنيي للخصومة كلّيا(‪.)4‬‬
‫اسااااااتنا ا م إلااااااى مااااااا ساااااابق تباااااارز أهميّااااااة اسااااااتعراض اآلثااااااار المترتّبااااااة علااااااى‬
‫قـرار الشطـب في فقرتين متتاليتينج أستو ش في األولى أثر شطب االستئناف علاى الحكام‬
‫المساتأنف (أ) ج ثا ّم ساأبيّن فاي ال قارو الثانياة أثار شاطب االساتئناف علاى مصاير الخصاومة‬
‫(ب) ‪.‬‬
‫ُ‬
‫أ‪ -‬أثر شطب االستئناف على احلكم الـمستأنف‪.‬‬

‫يترتب عن الشطب في حالتي الغياب األولى والثانية اآلنف كرهما (والمتعلقتان بتغيّب‬
‫المستأنف والمستأنف عليه عن ال لسة األولاى ج وغيااب المساتأنف ألكثار مان لساتين مان‬
‫أن شطب االستئناف فييما ال يىثّر على و او االساتئناف‬ ‫ال لسات الالحقة لل لسة األولى) ّ‬
‫"أن شاطب الا عوى ال‬ ‫وال على فاعليّتهج وأ ّك ت على لك محكمة النقض المصارية بقولياا ّ‬
‫ي عل الحكم االبت ائي انتيائياامج ألنّاه لايس بحكام فاي الخصاومةج بال يعتبار االساتئناف قائماا م‬
‫حتااى يق ااى فيااه "(‪)5‬ج وبالتااالي فااإن الطعاان باالسااتئناف يف ا ّل محت ف اا م بكافااة آثااارل رغاام‬
‫الشطبج وكماا هاو معلاوم ّ‬
‫أن مان أها ّم آثاار االساتئناف إيقااف التن يا ج وبالتاالي يفا ّل التن يا‬
‫موقوفا م طوال فترو الشطبج حتى يع ل االستئناف فيص ر حكام فاي مو اوعهج وفاي حاال‬
‫سك المستأنف عليه باعتبار االساتئناف كاان لام يكان ج‬ ‫ع م تع يله وفوات م و ّ ‪ 60‬يوما م وتم ّ‬
‫تزول الخصومة في االستئناف ويزول األثر الواقفج حيث يعتبر الحكم االبت ائي نيائيا م(‪.)6‬‬

‫(●) إ راهات اإل ارو الق ائيّة هي أعمال ات طبيعة إ اريّة بحتةج الي ف منيا تنفيم قيام المحاكم بوفي تيا الق ائيّة والوالئيّةج ولتمكين‬
‫المرفق الق ائي من أ اه نشاطهج وهي عار ة عن ه ا النشاط تسبقه أو تعاصرل لتم ّي الطريق ل عله ممكنام‪.‬‬
‫‪ -1‬نقض مصر ج طعن رقم ‪ 3962‬لسنة ‪ 72‬فج لسة ‪.2006 /3/2‬ج مأخو من‪ :‬البوابة االلكترونية لمحكمة النقض المصريّةج‬
‫‪WWW.CC.GOV.EG‬‬
‫‪ -2‬أحم أبو الوفاج نفرية األحكام في قانون المرافعاتج ط‪3‬ج اإلسكن رية‪ :‬منشأو المعارفج ‪1977‬ج ص‪.191‬‬
‫م‬
‫‪ -3‬عز ال ين ال يناصور ج حام عكازج التعليق على قانون المرافعاتج ج‪1‬ج ط‪11‬ج ‪2003‬ج ص‪ - 926‬أنفر أي ا نقض مصر ج طعن رقم‬
‫‪ 2794‬لسنة ‪68‬فج لسة ‪1999/6/8‬ج في‪ :‬البوابة القانونية لمحكمة النقض المصريةج ‪WWW.CC.GOV.EG‬‬
‫‪ -4‬عب الحمي المنشاو ج التعليق على قانون المرافعاتجط‪4‬جاإلسكن رية‪ :‬منشأو المعارفج‪2008‬ج ص‪.157‬‬
‫‪ -5‬نقض م ني مصر ج طعن رقم ‪ 22‬لسنة ‪14‬فج لسة ‪1944/12/7‬ج مأخو من‪ :‬محم عاب ينج خصومة االستئناف أمام المحاكم الم نيّةج‬
‫االسكن ريّة‪ :‬منشأو المعارفج ‪1987‬ج ص‪.286‬‬
‫‪ -6‬أحم هن ج مر سابقج ص‪.31‬‬
‫‪8‬‬
‫وفيما يتعلّق باعتبار االستئناف كأن لم يكان فاي حالاة غيااب المساتأنف عان ال لساة األولاى‬
‫وتأ يل الق ية إلى لسة أخرى فغاب فييا أي امج فإن ال زاه المترتاب عان لاك أقساى و‬
‫أز ر إ ينتج عنه صيرورو الحكم االبت ائي انتيائيا م إ ا كان ميعا االستئناف ق انق ى(‪.)1‬‬
‫اارعه القاااانون ال رنساااي بخصاااوص أثااار شاااطب االساااتئناف علاااى الحكااام‬
‫أ ّماااا ماااا شا ّ‬
‫المستأنفج فق رتّبت عليه الما و ‪ 915‬من قانون المرافعات ال رنسي أثرا م خاصا م يتمثّل فاي‬
‫حرمان االستئناف من أثرل الموقف‪ .‬أ أنّه بم ر شاطب االساتئنافج يازول أثارل الموقاف‬
‫ويمكن تن ي الحكم االبت ائيج ولكن لك ال يعني أن الحكم االبت ائي أصب ّش انتيائيامج بل يبقى‬
‫كما هوج ويمكن ت ي الخصومة بع الشطبج بت ي قي الطعن باالستئناف بال ول و لك‬
‫بإي اع الم ّكرات‪ .‬فال زاه لشطب االستئناف يتمثّل فاي م ّار حرماان االساتئناف مان أثارل‬
‫الموقف(‪.)2‬‬
‫بع استعراض أثر شطب االستئناف علاى الحكام المساتأنفج حاان الوقات الساتعراض أثارل‬
‫على مصير الخصومة ككل من حيث مو ها وإمكانية إعا و سيرها فيما بع أو زواليا‪.‬‬

‫ب‪ -‬أثر شطب االستئناف على مصري اخلصومة ‪.‬‬

‫‪ -1‬مجود اخلصومة املشطوبة‪.‬‬


‫شاطب هااو مااو الخصااومةج‬ ‫يمكاان القااول أن األثاار التلقااائي المباشاار المترتاب علااى ال ّ‬
‫سير فيياج فالخصومة ال اما و ال تعتبار صاالحة ألن‬ ‫باستبعا ها من ول ال لسات وع م ال ّ‬
‫ي من أ ّ نوعج ومن طرف أ ّ شخص‪.‬‬ ‫يباشر فييا أ ّ نشاط إ رائ ّ‬
‫ولكن ه ا ال مو ال يعني زوال الخصومةج حيث تفا ّل رغام الشاطب منت اةم لكافّاة آثاار‬ ‫ّ‬
‫اص عليااه صااراحةم فااي‬ ‫(‪)3‬‬
‫المطالبااة الق ااائيّةج مان قطا للتّقااا م وسااريان لل وائا ج وهااو مااا نا ّ‬
‫الما و ‪ 102‬مرافعاات باالقول" ويترتّاب علاى شاطب الا ّعوى اساتبعا ها مان ال لساات ون‬
‫المسااس باآلثااار المترتّبااة علااى رفعياااج وهااو مااا أكا ت عليااه محكمااة الاانقض المصااريّة فااي‬
‫أن (شااطب ال ا عوى ال يعنااي زوالياااج إ تبقااى‬ ‫الطعاان رقاام ‪ 178‬لساانة ‪ 54‬ق ااائيّةج قائل اةم ّ‬
‫مرفوعاااةم منت اااةم آلثارهاااا اإل رائيّاااة و المو اااوعيّةج وإن اساااتبع ت مااان ااا ول الق اااايا‬
‫ساابقة‬‫المت اولة أمام المحكمةج وهو ال يىثّر في صاحة اإل اراهات التالياة لرفا الا ّعوى وال ّ‬
‫عليياج وال ينال مان أثارهااج إ يترتّاب علاى طلاب أ مان أطرافياا – فاي الميعاا ‪ -‬الساير‬
‫فييا من النقطة التي وق ت عن ها بحكم الشطب‪ .‬ويتعيّن علييا أن تعرض لما سبق أن أبا ال‬
‫ساك بيااج‬ ‫الخصوم أماميا من طلبات و فوع وأو ه فاع ون حا ة لمعااو و إبا ائيا أو التم ّ‬
‫‪ -1‬أحم عمر أبوزقيّةج مر سبق كرلج ص‪.266‬‬
‫‪ -2‬أحم هن ج مر سبق كرلج ص‪.33‬‬
‫‪ -3‬خلي ة سالم ال يميج مر سبق كرلج ص‪.303‬‬

‫‪9‬‬
‫يتباا ر إلاى‬ ‫امنام)(‪ .)1‬ولكان الساىال الا‬ ‫مالم يتنازل عنيا صاحب المصالحة صاراحةم أو‬
‫ال هنج هل يبقى ه ا ال مو مستمرا م إلى األب ؟‬

‫‪ -2‬انتهاء مجود اخلصومة املشطوبة‪.‬‬


‫أن هنااك مصايرا م‬ ‫ال تستمر حال ال مو التاي تصايب الخصاومة إلاى األبا ج فاال با ّ مان ّ‬
‫مالقيياااج فإ ّمااا أن ينبعااث فييااا النشاااط ماان ي ا فتعاااو ساايرهاج وإمااا أن تنق ااي انق ااا مه‬
‫مبتسرا م فتعتبر كأن لم تكن‪ .‬وفيما يلي بيان لكلتا الحالتين‪:‬‬
‫س اير فااي الخصااومةج أ تع يليااا أو إثارتيااا بع ا الشااطبج‬ ‫(‪ -)1‬أن يطلااب أح ا الخصااوم ال ّ‬
‫صات علاى لاك الماا و‬ ‫و لك خـالل ميعا (‪ )60‬يـوما م في الـ عاوى الم نية والت اريّة كما ن ّ‬
‫‪ 102‬من قانون المرافعات بقوليا "وفاي ميا األحاوال تعتبار الا عوى كاأن لام تكان إ ا لام‬
‫يطلااب الخصااوم إعااا و السااير فييااا بع ا الشااطب م ا ّو تزي ا علااى سااتين يومااا"ج أ ّمااا بالنساابة‬
‫فاإن ميعاا تع يلياا يكاون‬ ‫لل ّ عاوى التاي يسار بشاأنيا قاانون إ اراهات المحااكم الشارعيّة ّ‬
‫خاالل ساتة أشاير ماان تااريخ األمار بشااطبيا(*)ج ويكاون ها ا التع ياال بمو اب إعاالن يا‬
‫يو ّ ه إلى الخصمج فتستأنف ال عوى أماام المحكماة بكا ّل ماا أبا فيياا مان طلباات و فاوعج‬
‫وما ص ر بشأنيا من أوامر وقاراراتج كاإلحالاة للتحقياق أو الخباروج وينتياي با لك م عاول‬
‫(‪)2‬‬
‫الشطب‪.‬‬
‫وياات ّم التع ياال فااي الغالااب األعاا ّم بواسااطة المسااتأنف فيااو الاا يقاا عليااه عاابه تساايير‬
‫الخصومةج ولكن ي وز أي ا م للمستأنف عليه تع يليا باعتبارل طرفا م في الخصومة له الحق‬
‫م (‪)3‬‬
‫في تسييرها أي ا‪.‬‬
‫(‪ -)2‬انق اااه م ا ّو (‪ )60‬يوم اا م علااى تاااريخ األماار بالشااطب ون أن يطلااب أح ا الخصااوم‬
‫سااير فااي الخصااومةج أو انق اااه سااتة أشااير فااي الاا عاوى التااي يساار بشااأنيا قااانون‬ ‫ال ّ‬
‫بقوو القانون وفقاا م لانص ال قارو‬
‫إ راهات المحاكم الشرعيّةج فإن ال عوى تعتبر كأن لم تكن ّ‬
‫الثالثة من الما و ‪ 102‬مرافعات آن اة الا كرج وها ا ال ازاه توقّعاه المحكماة مان تلقااه ن سايا‬
‫بم ّر تحقّق سببه و ون توقّاف علاى الا ّف باه مان أحا ألن الغاياة مان تقريارل هاي تالفاي‬
‫تااراكم الق ااايا أمااام المحاااكم‪ .‬وبالتااالي فا ّ‬
‫اإن الخصااومة فااي ها ل الحالااة تاازول ماان الو ااو‬
‫وينع م ك ّل أثر على رفعياا ويعاو الخصاوم با لك إلاى الحالاة التاي كاانوا عليياا قبال رفعياا‬
‫وكأن ال عوى لم تو قط‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -1‬نقض مصر ج طعن رقم ‪ 178‬لسنة ‪ 54‬فج لسة ‪1989 /10/30‬ج مأخو من‪ :‬البوابة القانونية لمحكمة النقض المصريةج‬
‫‪WWW.CC.GOV.EG‬‬
‫(*) الما و (‪ )20‬من قانون ا راهات المحاكم الشرعيّة‪ :‬إ ا لم يح ر الم عي وال الم عى عليهج أو ح ر الم عى عليه وح ل وامتن عن‬
‫ال وابج ق ت المحكمة –بع التحقق من صحة اإلعالنات –شطب ال عوىج وألزمت الم عي بالمصاريف فإ ا بقيت ال عوى مشطوبة ستة‬
‫أشير ولم يطلب الم عي السير فييا اعتبرت كأن لم تكن‪.‬‬
‫‪ -2‬خلي ة سالم ال يميج مر سبق كرل ج ص‪303.‬‬
‫‪ -3‬أحم هن ج مر سبق كرلج ص‪.112‬‬

‫‪10‬‬
‫خـــاتـمــة‬

‫نخلااص م ّمااا تق ا ّم أن شااطب ال ا عوى هااو إ ااراه أو ا ل المشا ّارع لتنفاايم عماال‬
‫المحاااكمج و لااك باسااتبعا الق ااايا التااي أهماال أصااحابيا ح ااور لساااتياج فطالمااا ّ‬
‫أن‬
‫ويقرر‬
‫ّ‬ ‫فإن القا ي ي ب أن يتوقّف عن نفرها‬ ‫الخصوم توقّ وا عن االهتمام ب عواهم ّ‬
‫أن ه ا الشطب ال يىثّر على و و ال عوى وال على الحق فييا أو الحاق‬ ‫ت مي هاج إالّ ّ‬
‫المو ااوعي المطلااوب بمقت اااهاج باال تفا ّل الا عوى المشااطوبة محت فاةم ب ثارهااا فااي‬
‫فاإن مصايرها‬‫حالة ال مو طوال ستين يوماا م حتاى يقاوم أحا الخصاوم بتع يليااج وإالّ ّ‬
‫سيكون إلى الزوال‪.‬‬
‫المشرع الليبي لم ي ا تنفيماا م متكاامالم‬
‫ّ‬ ‫الحفنا من خالل ه ل الورقة البحثيّة ّ‬
‫أن‬
‫لشااطب االسااتئنافج وإنّمااا أخ ا االسااتئناف ل ا ات القواع ا المقا ّاررو بص ا ال ر ااة‬
‫اص خاااصج رغاام مااا يثياارل لااك فااي أغلااب األحيااان ماان‬ ‫األولااى عا ا مااا ور بشااأنه نا ّ‬
‫صعوبات عمليّة فاي التطبياقج فكاان األ ا ى أن ي ار فاي قاانون المرافعاات نصاوص‬
‫صة بشاطب االساتئناف يباين فياه الحااالت التاي ترتّاب لاك واألثار الناا م عان ها ا‬ ‫خا ّ‬
‫الشطب‪.‬‬
‫ون ا عو المشا ّارع الليبااي إلااى توحي ا الم ا ّو التااي يساامش خالليااا بتع ياال ال ا ّ عوى‬
‫فاإن قاانون إ اراهات‬‫أن قاانون المرافعاات قا علياا ‪ 60‬يومااج ّ‬ ‫المشطوبةج ف ي حاين ّ‬
‫ينص على م ّو تبلا ستة أشير‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المحاكم الشرعيّة ال يزال‬
‫كما نييب بالمشرع أن ي ا حا ا م لل ا ل الا ائر حاول ع يا مان فر ايات الغيااب‬
‫بع ال لسة األولى لالساتئناف حتاى يسا ّيل علاى ق ااو المحااكمج ويقطا الطرياق أماام‬
‫ت ارب األحكام الق ائيّة التي تمثل عنوانا م للحقيقة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الـمصادر والـمراجع‬
‫ّ‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬الـمصادر‪.‬‬

‫‪ -1‬محم مرت ى الزبي ج مع م تاج العروس من واهر القاموسج بيروت‪ :‬مكتبة الحياوج ‪.‬ت‪.‬‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬الـمراجع‪.‬‬

‫أ‪ -‬الكتب‪.‬‬
‫‪ -1‬أحم أبو الوفاج نفرية األحكام في قانون المرافعاتج ط‪3‬ج اإلسكن رية‪ :‬منشأو المعارفج ‪.1977‬‬

‫‪ -2‬أحم عمر أبوزقيّةج قانون المرافعات ( روس مو زو لطالب القانون)ج ج‪1‬ج بنغااز ‪ :‬منشاورات‬
‫امعة قاريونسج ‪.2003‬‬

‫‪ -3‬أحم ملي يج ركو الخصومة الم نيّةج ط‪2‬ج القاهرو‪ :‬ار الني ة العربيةج ‪.1991‬‬

‫‪ -4‬أحم هن ج شطب ال عوىج اإلسكن رية‪ :‬ار ال امعة ال ي وج ‪.2008‬‬

‫‪ -5‬الكااوني علااي أعبااو وج قااانون علاام الق اااه (النشاااط الق ااائي)ج ط‪2‬ج طاارابلس‪ :‬المركااز القااومي‬
‫للبحوث وال راسات العلميّةج ‪.2003‬‬

‫يلج ‪.2013‬‬ ‫‪ -6‬خلي ة سالم ال يميج شرح قانون المرافعات الم نية والت اريةج بنغاز ‪ :‬ار ال‬

‫‪ -7‬عب الحمي المنشاو ج التعليق على قانون المرافعاتجط‪4‬جاإلسكن رية‪ :‬منشأو المعارفج ‪.2008‬‬

‫‪ -8‬عز ال ين ال يناصور ج حام عكازج التعليق على قانون المرافعاتج ج‪1‬ج ط‪11‬ج ‪.2003‬‬

‫‪ -9‬فتحي واليج الوسيط في قانون الق اه الم نيج ط‪2‬ج القاهرو‪ :‬ار الني ة العربيةج ‪.1981‬‬

‫‪ -10‬فتحي واليج نفريّة البطالن في قانون المرافعاتج ط‪1‬ج اإلسكن ريّة‪ :‬منشأو المعارفج ‪.1960‬‬

‫‪ -11‬محم عاب ينج خصومة االستئناف أمام المحاكم الم نيةج اإلسكن رية‪ :‬منشأو المعارفج ‪.1987‬‬

‫‪ -12‬مصط ى كامل كيرلج قانون المرافعات الليبيج بيروت‪ :‬ار صا ر للنشر ج ‪.‬ت‪.‬‬

‫‪ -13‬نبيل إسماعيل عمرج الوسيط في الطعن باالستئنافج اإلسكن رية‪ :‬ار ال امعة ال ي وج‪. 2000‬‬

‫راغبج النفريّة العامة للعمل الق ائيج االسكن ريّة‪ :‬ار المعارفج ‪.1974‬‬ ‫‪ -14‬و‬

‫‪12‬‬
‫ب‪ -‬األحكام القضائيّة‪.‬‬

‫‪ -1‬نقض ليبيج طعن م ني رقم ‪ 34‬لسنة ‪ 18‬فج لسة ‪1972/6/6‬ج مأخو عن خلي ة سالم‬
‫ال يميج شرح قانون المرافعات الم نية والت اريةج بنغاز ‪ :‬ار ال يلج ‪.2013‬‬
‫‪ -2‬نقض ليبيج طعن م ني رقم ‪ 374‬لسنة ‪ 42‬فج لسة ‪2000/3/11‬ج مأخو مان‪ :‬م موعاة أحكاام‬
‫المحكمة العليا‪-‬الق اه الم ني‪ -‬ج منشورات المحكمة العلياج ج‪1‬ج ‪.2000‬‬

‫‪ -3‬نقض ليبيج طعن م ني رقم ‪ 172‬لسنة ‪ 51‬فج لسة ‪2006/12/3‬ج مأخو من‪ :‬م موعة أحكام‬
‫المحكمة العليا ‪-‬الق اه الم ني‪-‬ج منشورات المحكمة العلياج ج‪3‬ج ‪.2006‬‬

‫‪ -4‬نـقـض مصـر ج طعـن رقم ‪ 22‬لسنـة ‪ 14‬فج ـلسـة ‪1944/12/7‬ج مأخو من‪ :‬محم عاب ينج‬
‫خصومة االستئناف أمام المحاكم الم نيّةج اإلسكن رية‪ :‬منشأو المعارفج ‪.1987‬‬

‫‪ -5‬نقـض مصـر ج طعن رقم ‪ 178‬لسنة ‪ 54‬فج لسة ‪1989 /10/30‬ج مأخو من‪ :‬البوابة‬
‫القانونية لمحكمة النقض المصرية ج ‪WWW.CC.GOV.EG‬‬

‫‪ -6‬نقـض مصـر ج طعـن رقم ‪ 2794‬لسنـة ‪ 68‬فج لسة ‪1999/6/8‬جمأخو من‪ :‬البوابة القانونية‬
‫لمحكمة النقض المصرية ج ‪WWW.CC.GOV.EG‬‬

‫‪ -7‬نقـض مصر ج طعـن رقم ‪ 3962‬لسنة ‪ 72‬فج لسة ‪2006 /3/2‬ج مأخو من‪ :‬البوابة القانونية‬
‫لمحكمة النقض المصرية ج ‪WWW.CC.GOV.EG‬‬

You might also like