You are on page 1of 16

‫الفصل األول‪:‬‬

‫رفع الدعوى االستعجالية في مجال الصفقات‬


‫العمومية‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬رفع الدعوى االستعجالية في مجال الصفقات العمومية‪.‬‬

‫يعت ‪%%‬بر رف ‪%%‬ع ال ‪%%‬دعوى االس ‪%%‬تعجالية آلي ‪%%‬ة اس ‪%%‬تحدثها املش ‪%%‬رع الجزائ ‪%%‬ري ألول م ‪%%‬رة في ق ‪%%‬انون اإلج ‪%%‬راءات‬
‫املدني ‪%% %‬ة وإلداري ‪%% %‬ة ‪ , 09/08‬وق ‪%% %‬د منح املش ‪%% %‬رع الجزائ ‪%% %‬ري في ه ‪%% %‬ذا الق ‪%% %‬انون لكل من ل ‪%% %‬ه مص ‪%% %‬لحة في اب ‪%% %‬رام‬
‫الص ‪%% %‬فقة العمومي ‪%% %‬ة‪ ،‬ان يرف ‪%% %‬ع دع‪%% %‬وى قض ‪%% %‬ائيةْ اس‪%% %‬تعجالية ام‪%% %‬ام املحكم ‪%% %‬ة اإلداري‪%% %‬ة املختص ‪%% %‬ة‪ ،‬في حال‪%% %‬ة‬
‫االخالل وع ‪%% %‬دم ال ‪%% %‬تزام أح ‪%% %‬د الط ‪%% %‬رفين باملب ‪%% %‬ادئ ال ‪%% %‬تي تق ‪%% %‬وم عليه ‪%% %‬ا عملي ‪%% %‬ات اب ‪%% %‬رام الص ‪%% %‬فقات العمومي ‪%% %‬ة‬
‫واملنص‪%%‬وص عليه‪%%‬ا في ق‪%%‬انون الص‪%%‬فقات العمومي‪%%‬ة ‪ 15/247‬املع‪%%‬دل بالق‪%%‬انون ‪ 12/23‬ال‪%%‬ذي يح‪%%‬دد القواع‪%%‬د‬
‫العام ‪%%‬ة املتعلق ‪%%‬ة بالص ‪%%‬فقات العمومي ‪%%‬ة‪ ،‬و املتمثل ‪%%‬ة في مب ‪%%‬دا املس ‪%%‬اواة و الش ‪%%‬فافية و مب ‪%%‬دا حري ‪%%‬ة الوص ‪%%‬ول‬
‫للطلبات‪,‬‬
‫املبحث األول‪ :‬اإلطار املفاهيمي للدعوى االستعجالية في مجال الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تعتبر الدعوى االستعجالية في مجال الصفقات العمومية من بين الوسائل القانونية والقضائية‬
‫املستحدثة في التشريع الجزائري وهي جزء مهم في منازعات الصفقات العمومية‪.‬‬

‫ولهذا يستلزم علينا اإلشارة لتعريف الدعوى االستعجالية في مجال الصفقات العمومية (املطلب األول)‬
‫دون ان ننسى التطرق ألسباب تكريس الدعوى االستعجالية في مجال الصفقات العمومية (املطلب‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬تعريف الدعوى االستعجالية في مجال الصفقات العمومية‪.‬‬

‫لم يشير املشرع الجزائري الى أي تعريف او وصف للقضاء االستعجالي في مجال الصفقات العمومية‬
‫وبقي مكتفيا بما جاء في نص املادة ‪ 918‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ‪ 08/09‬املعدل واملتمم‬
‫بقانون رقم ‪" 22/13‬يأمر قاضي االستعجال بالتدابير املؤقتة‪ ،‬ال ينظر في اسم الحق ويفصل في اقرب‬
‫اآلجال"‪ 1‬ترك ذلك للفقه و القضاء ‪.‬‬

‫الدعوى االستعجالية في مجال الصفقات العمومية مصطلح قانوني اصيل مركب من مصطلحين دقيقين‬
‫وهما الدعوى االستعجالية والصفقة العمومية البد من تعريف كل واحدة منهما على حدى‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الدعوى االستعجالية‪.‬‬

‫يختلف تعريفه بالنظر الى الزاوية التي يرى منها‪ ،‬ولقد أحجم املشرع عن تعريف قضاء االستعجال‬
‫تاركا ذلك للفقه والقضاء وقد عرفه األستاذ" مير يعنهاك " ‪ Merigenhak‬بقوله " هو اجراء يكون‬
‫الهدف منه الفصل بأقصى سرعة ممكنة في القضايا املستعجلة وفي الحالة التي يثير فيها السندات‬
‫واالحكام إشكاالت تتعلق بتنفيذها‪ ،‬لكن فقط بطريقة مؤقتة ‪.2‬‬

‫ان الدعوى كما مر بنا هي اجراء قضائي واما االستعجال فعرف بانه‪ ":‬الصدر الذي ال يتحمل تأخيرا‬
‫لتفاديه"‪.‬‬

‫او وضعية يخشى ان تصبح غير قابلة لإلصالح‪ ،‬او حالة يستحيل معالجتها فيما لو اتبعت إجراءات‬
‫التقاضي في املوضوع الذي يستغرق وقتا أطول‪.‬‬
‫‪ 1‬المادة ‪ 918‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية قانون رقم ‪ 08/09‬مؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪ 1429‬الموافق ‪25‬‬
‫فبراير سنة ‪ 2008‬المعدل بقانون رقم ‪ 22/13‬يوليو ج‪.‬ر ‪ 48‬سنة ‪.2022‬‬

‫‪.12‬‬ ‫حسين بن شيخ اث ملويا‪ ،‬المنتقى في قضاء االستعجال اإلداري‪ ،‬دار همومة الجزائر ‪ ،2008‬ص‬ ‫‪2‬‬
‫و هك‪%% %‬ذا يمكن تعري‪%% %‬ف ال‪%% %‬دعوى االس‪%% %‬تعجالية بانه‪%% %‬ا‪ " :‬اج‪%% %‬راء قض‪%% %‬ائي يطلب رفعه‪%% %‬ا من القاضي املختص‬
‫اتخاذ التدابير التحفظية الضرورية املؤقتة لتدارك جبر الضرر الحاصل او الذي سيقع ‪.1‬‬

‫وهي اجراء تحفظي‪ :‬القضاء املستعجل ال يفصل في حقوق املتنازع عليها‪.‬‬

‫و هي اج‪%%‬راء ض‪%%‬روري م‪%%‬ؤقت‪ :‬اقتض‪%%‬ته اح‪%%‬دى ح‪%%‬االت االس‪%%‬تعجال املنص‪%%‬وص عليه‪%%‬ا قانون‪%%‬ا يتم الفص‪%%‬ل فيه‪%%‬ا‬
‫‪2‬‬
‫بموجب امر مؤقت و ينتهي اثر التدبير بالفصل باملوضوع‬

‫وعرف‪%%‬ه ج‪%%‬انب من الفق‪%%‬ه بان‪%%‬ه‪ " :‬الفص‪%%‬ل في املنازع‪%%‬ات ال‪%%‬تي يخشى عليه‪%%‬ا من ف‪%%‬وات ال‪%%‬وقت فص‪%%‬ال مؤقت‪%%‬ا ال‬
‫يمس باص ‪%%‬ل الح ‪%%‬ق و انم ‪%%‬ا يقتص ‪%%‬ر على الحكم باتخ ‪%%‬اذ اج ‪%%‬راء وق ‪%%‬تي مل ‪%%‬زم لط ‪%%‬رفين بقص ‪%%‬د املحافظ ‪%%‬ة عل ‪%%‬ىى‬
‫األوضاع القائمة او احترام الحقوق الظاهرة او صيانة مصالح الطرفين املتنازعين"‪.‬‬

‫ويعرفه جانب اخر من الفقه بانه‪ :‬قضاء وقتي يهدف الى حماية قضائية وقتية "‪.‬‬

‫وفي حين عرفت ‪%%‬ه محكم ‪%%‬ةالنقض املص ‪%%‬رية بقوله ‪%%‬ا‪ " :‬يق ‪%%‬وم اختص ‪%%‬اص القض ‪%%‬اء بال ‪%%‬دعوى املس ‪%%‬تعجلة على‬
‫ت‪%%‬وافر الخط‪%%‬ر و االس‪%%‬تعجال ال‪%%‬ذي ي‪%%‬برر تدخل‪%%‬ه الص‪%%‬دار ق‪%%‬رار وق‪%%‬تي ي‪%%‬راد ب‪%%‬ه رد ع‪%%‬دوان يب‪%%‬دو للوهل‪%%‬ة األولى‬
‫انه يغير حق و منع خطر ال يمكن تداركه او يخشى استعجاله اذا ما فات الوقت ‪.3‬‬

‫و في الفق ‪%%‬ه الفرنسي نج ‪%%‬د ب ‪%%‬ان االس ‪%%‬تعجال ه ‪%%‬و الط ‪%%‬ابع املتم ‪%%‬يز لواقع ‪%%‬ة م ‪%%‬ا و ال ‪%%‬ذي بامكان ‪%%‬ه ان ينتج م ‪%%‬الم‬
‫يخضع لعالج ضررا ال يمكن جبره دون ان تكون بالضرورة امام خطر وشيك الوقوع ‪.‬‬

‫فالخطر وشيك الوقوع هو فقط التقصي األقصى لالستعجال ‪.4‬‬

‫وفي حين توجد عدة تعاريف لالستعجال ‪ ، l’urgence‬و ال‪%‬تي تختل‪%‬ط ب‪%‬التعريف املعطى لقض‪%‬اء االس‪%‬تعجال‬
‫‪5‬‬
‫و على ذلك نجد التعريفات التالية‪:‬‬

‫_عرفت األستاذة امينة النمر االستعجال بقولها‪ " :‬الض‪%‬رورة ال‪%‬تي ال تحم‪%‬ل ت‪%‬اخيرا‪ ،‬او ان‪%‬ه الخط‪%‬ر املباش‪%‬ر‬
‫الذي ال يكفي في اتقائه رفع الدعوى بالطريق املعتاد حتى مع تقصير املواعيد "‪.‬‬

‫_ويرى األستاذ أبو الوفا بان االستعجال‪ ":‬يتحقق كلما توافر امر يتضمن خطرا داهما او يتضمن ض‪%%‬ررا‬
‫ال يمكن تالفيه اذا لجا الخصوم الى القضاء العادي"‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪.‬بوحمودة عطا هللا‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ ،‬دار همومة الجزائر ‪ ،2011‬ص ‪.152‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ 3‬لحسين ايث الشيح اث ملويا المرجع السابق ص‪.12‬‬
‫‪ 4‬نفس المرجع ص ‪.13‬‬
‫‪ 5‬لحسين بن شيخ اث ملويا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫ومهم ‪%%‬ا يكن في ه ‪%%‬ذه اآلراء من تف ‪%%‬اوت‪ ،‬ف ‪%%‬ان اكمله ‪%%‬ا و اكثره ‪%%‬ا تحدي ‪%%‬دا ال يمكن ان يكون من املرون ‪%%‬ة بحيث‬
‫يص‪%%‬لح قاع‪%%‬دة عام‪%%‬ة لكل الظ‪%%‬روف و األح‪%%‬وال‪ ،‬ف‪%%‬ان تق‪%%‬دير االس‪%%‬تعجال يخض‪%%‬ع لعناص‪%%‬ر كث‪%%‬يرة في الوق‪%%‬ائع و‬
‫القانون و تختلف باختالف الدعاوى‪.1‬‬

‫التعريف القضائي للصفقة العمومية‪:‬‬

‫تع ‪%%‬رف الص ‪%%‬فقات العمومي ‪%%‬ة من ط ‪%%‬رف املش ‪%%‬رع الجزائ ‪%%‬ري في مختل ‪%%‬ف ق ‪%%‬وانين الص ‪%%‬فقات اال ان القض ‪%%‬اء‬
‫اإلداري الجزائ‪%%‬ري عن‪%%‬د فص‪%%‬له في بعض املنازع‪%%‬ات ق‪%%‬دم تعريف‪%%‬ا للص‪%%‬فقات العمومي‪%%‬ة‪ ،‬اذ ال م‪%%‬انع في إعط‪%%‬اء‬
‫تعري‪%%‬ف للص‪%%‬فقات العمومي‪%%‬ة من ط‪%%‬رف الجه‪%%‬ة القض‪%%‬ائية في املادة اإلداري‪%%‬ة مث‪%%‬ل‪ :‬مجلس الدول‪%%‬ة و ه‪%%‬ذا ه‪%%‬و‬
‫ال ‪%%‬دور الط ‪%%‬بيعي لجه ‪%%‬ة القض ‪%%‬اء ال ‪%%‬ذي تف ‪%%‬رض علي ‪%%‬ه تفس ‪%%‬ير و تحلي ‪%%‬ل لتعري ‪%%‬ف الص ‪%%‬فقات العمومي ‪%%‬ة اذ كان‬
‫ينط‪%%‬وي على مص‪%%‬طلحات غامض‪%%‬ة من هن‪%%‬ا اوجب علين‪%%‬ا اتب‪%%‬اع اجته‪%%‬ادات القض‪%%‬اء و اض‪%%‬افاته‪ ،‬ع‪%%‬رف القض‪%%‬اء‬
‫اإلداري الجزائ‪%%‬ري الص‪%%‬فقات العمومي‪%%‬ة في ق‪%%‬رار ل‪%%‬ه غ‪%%‬ير منش‪%%‬ور م‪%%‬ؤرخ في ‪ 17‬ديس‪%%‬مبر‪ 2002‬ح‪%%‬ول قض‪%%‬ية‬
‫رئيس مجلس ش‪%% % %‬عبي البل‪%% % %‬دي لبلدي‪%% % %‬ة لب‪%% % %‬وة والي‪%% % %‬ة بس‪%% % %‬كرة ض‪%% % %‬د (ق‪-‬ا) تحت رقم ‪ 6215‬فه‪%% % %‬رس ‪ 873‬الى‬
‫الق ‪%%‬ول"‪..........‬وحيث ان تع ‪%%‬رف الص ‪%%‬فقات العمومي ‪%%‬ة بانه ‪%%‬ا عق ‪%%‬د يرب ‪%%‬ط الدول ‪%%‬ة ب ‪%%‬الخواص ح ‪%%‬ول مقاول ‪%%‬ة او‬
‫انجاز مشروع او أداء خدمات‪. "..........‬‬

‫و هن‪%% %‬ا ق‪%% %‬د حص‪%% %‬ر مجلس الدول‪%% %‬ة مفه‪%% %‬وم الص‪%% %‬فقات العمومي‪%% %‬ة بانه‪%% %‬ا الرب‪%% %‬اط عق‪%% %‬دي بين الدول‪%% %‬ة و اح‪%% %‬د‬
‫الخواص انه يمكن للوالية او البلدية او املؤسسة العمومية التعاقد و ليس محصور فقط للدولة ‪.2‬‬

‫كم ‪%%‬ا اس ‪%%‬تعمل مجلس الدول ‪%%‬ة مص ‪%%‬طلح مقاول ‪%%‬ة و ه ‪%%‬و ذو املفه ‪%%‬وم املدني وكان املف ‪%%‬روض علي ‪%%‬ه اس ‪%%‬تعمال‬
‫مصطلح عقد االشغال العامة وهو عقد اداري املتوافق مع تنظيم الصفقة العومية‪.‬‬

‫و ق‪%%‬د عرفت‪%%‬ه املحكم‪%%‬ة اإلداري‪%‬ة في مص‪%%‬ر بان‪%‬ه‪ ":‬العق‪%%‬د ال‪%‬ذي يبرم‪%‬ه شخص معن‪%%‬وي ع‪%‬ام بقص‪%%‬د إدارة مرف‪%%‬ق‬
‫ع ‪%%‬ام او بمناس ‪%%‬بة تس ‪%%‬ييره ان تأخ ‪%%‬ذ نيت ‪%%‬ه في االخ ‪%%‬ذ بأس ‪%%‬لوب الق ‪%%‬انون الع ‪%%‬ام وذل ‪%%‬ك يتض ‪%%‬من العق ‪%%‬د ش ‪%%‬رطا‬
‫النعقاد الصفقة العمومية وتتعلق بالنظام العام‪.3‬‬

‫التعريف الفقهي للصفقة العمومية‪:‬‬

‫لق ‪%%‬د وردت بعض التعريف ‪%%‬ات الفقهي ‪%%‬ة للص ‪%%‬فقات العمومي ‪%%‬ة من بينه ‪%%‬ا م ‪%%‬ا تبن ‪%%‬اه الفقي ‪%%‬ه الفرنسي " ان ‪%%‬دري‬
‫ديلوي ‪%%‬ادي" فعرفه ‪%%‬ا على انه ‪%%‬ا‪ ":‬عق ‪%%‬ود بمقتض ‪%%‬اها يل ‪%%‬تزم املتعاق ‪%%‬د القي ‪%%‬ام باعم ‪%%‬ال لفائ ‪%%‬دة اإلدارة العمومي ‪%%‬ة‬

‫‪ 1‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.13‬‬


‫‪ 2‬مصطفى قيصر‪-‬جميلة قدور‪ ،‬تحديث مفهوم الصفقة‪ ،‬مجلة القانون العام الجزائري و المقارن‪ ،‬المجلد الثامن العدد‪ ، 01‬ماي ‪ ،2022‬ص‪.5‬‬
‫‪ 3‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.6-5‬‬
‫مقاب‪%%‬ل ثمن مح‪%%‬دد" وورد في تعري‪%%‬ف اخ‪%%‬ر ان الص‪%%‬فقة العمومي‪%%‬ة" عق‪%%‬د مكت‪%%‬وب بين ط‪%%‬رفين او اك‪%%‬ثر يل‪%%‬تزم‬
‫األطراف بتنفيذ ما اتفق عليه"‪.‬‬

‫كم‪%%‬ا عرف‪%%‬ه الفق‪%%‬ه ك‪%%‬ذلك العق‪%%‬د اإلداري على ان‪%%‬ه‪ ":‬العق‪%%‬د ال‪%%‬ذي يبرم‪%%‬ه شخص من اشخاص الق‪%%‬انون الع‪%%‬ام‬
‫بقص‪%%‬د إدارة مرف‪%%‬ق ع‪%%‬ام او بمناس‪%%‬بة تس‪%%‬ييره‪ ،‬وتظه‪%%‬ر في‪%%‬ه نيت‪%%‬ه في االخ‪%%‬ذ بأس‪%%‬لوب الق‪%%‬انون الع‪%%‬ام ويتض‪%%‬من‬
‫العقد شرطا او شروط غير مالوفة في عقود القانون الخاص‪.1‬‬

‫وعلي ‪%%‬ه ب ‪%%‬الجمع بين املص ‪%%‬طلحين ال ‪%%‬دعوى االس ‪%%‬تعجالية والص ‪%%‬فقات العمومي ‪%%‬ة على ان ق ‪%%‬د منح املش ‪%%‬رع في‬
‫ق ‪%%‬انون اإلج ‪%%‬راءات املدني ‪%%‬ة واإلداري ‪%%‬ة لكل من ل ‪%%‬ه مص ‪%%‬لحة في اب ‪%%‬رام الص ‪%%‬فقة العمومي ‪%%‬ة‪ ،‬ان يرف ‪%%‬ع دع ‪%%‬وى‬
‫قض‪%%‬ائية اس‪%%‬تعجالية ام‪%%‬ام املحكم‪%%‬ة اإلداري‪%%‬ة املختص‪%%‬ة في حال‪%%‬ة وج‪%%‬ود اخالل بالتزام‪%%‬ات االش‪%%‬هار و املنافس‪%%‬ة‬
‫التي تخضع لها عمليات ابرام الصفقات العمومية‪.2‬‬

‫و هذا ما تم النص عليه في الباب الخامس من ق‪%‬انون اإلج‪%‬راءات املدي‪%‬ة و اإلداري‪%‬ة ‪ 09-08‬املع‪%‬دل بق‪%‬انون‬
‫‪ 13-23‬املعن‪%%‬ون باالس‪%‬تعجال في م‪%‬ادة اب‪%‬رام العق‪%%‬ود و الص‪%%‬فقات في نص املادتين ‪946‬و‪" :947‬يج‪%%‬وز اخط‪%%‬ار‬
‫املحكمة اإلداري‪%‬ة بعريض‪%‬ة وذل‪%‬ك في حال‪%‬ة االخالل بالتزام‪%‬ات االش‪%‬هار او املنافس‪%‬ة ال‪%‬تي تخض‪%‬ع له‪%‬ا عملي‪%‬ات‬
‫ابرام العقود اإلدارية و الصفقات العمومية ‪.‬‬

‫يتم هذا االخط‪%‬ار من قب‪%‬ل كل من ل‪%‬ه مص‪%‬لحة في اب‪%‬رام العق‪%‬د وال‪%‬ذي ق‪%‬د يتض‪%‬رر من ه‪%‬ذا االخالل وك‪%‬ذلك‬
‫ملمث‪%% %‬ل الدول‪%% %‬ة على مس‪%% %‬توى الوالي‪%% %‬ة اذا اب‪%% %‬رم العق‪%% %‬د او س‪%% %‬يبرم من ط‪%% %‬رف جماع‪%% %‬ة إقليمي‪%% %‬ة او مؤسس‪%% %‬ة‬
‫عمومية محلية ‪.‬‬

‫يجوز اخطار املحكمة اإلدارية قبل ابرام العقد ‪.‬‬

‫يمكن للمحكم ‪%%‬ة اإلداري ‪%%‬ة ان ت ‪%%‬امر املتسبب في االخالل باالمتث ‪%%‬ال اللتزامات ‪%%‬ه وتح ‪%%‬دد االج ‪%%‬ل ال ‪%%‬ذي يجب ان‬
‫يمتثل فيه‪.‬‬

‫ويمكن لها أيضا الحكم بغرامة تهديدية تسري من تاريخ انقضاء االجل املحدد‪.‬‬

‫ويمكن له‪%%‬ا ك‪%%‬ذلك وبمج‪%%‬رد اخطاره‪%%‬ا ان ت‪%%‬امر بتاجي‪%%‬ل امض‪%%‬اء العق‪%%‬د الى نهاي‪%%‬ة اإلج‪%%‬راءات وملدة ال تتج‪%%‬اوز‬
‫‪ 20‬يوما"‪.3‬‬

‫‪ 1‬اغانس حبيب الرحمان‪ ،‬تحديد مفهوم الصفقة العمومية في ظل المرسوم الرئاسي ‪ 15/247‬استجابة لتحديثات الدولة الراهنة‪ ،‬مجلة األستاذ الباحث‬
‫للدراسات القانونية و السياسية ‪،‬العدد‪ ،2016 ،2‬ص‪.43‬‬
‫‪ 2‬طيبون حكيم‪ ،‬منازعات الصفقة العمومية رسالة ماجستار تخصص دولة و مؤسسات عمومية‪ ،‬كلية الحقوق جامعة الجزلئر ‪ 1‬سنة ‪.2013-2012‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 946‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪.‬‬
‫"تفص‪%%‬ل املحكم‪%%‬ة اإلداري‪%%‬ة في اج‪%%‬ل عش‪%%‬رين(‪ )20‬يوم‪%%‬ا تس‪%%‬ري من ت‪%%‬اريخ اخطاره‪%%‬ا بالطلب‪%%‬ات املقدم‪%%‬ة طبق‪%%‬ا‬
‫للمادة ‪ 946‬أعاله"‪.1‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬أسباب تكريس الدعوى االستعجالية في مجال الصفقات العمومية‪.‬‬

‫ان املتبع لحركة التشريع الجزائري يالح‪%%‬ظ بال ش‪%‬ك التهميش التش‪%‬ريعي للقض‪%%‬اء االس‪%‬تعجالي اإلداري على‬
‫م‪%% %‬دى تع ‪%% %‬اقب النص ‪%% %‬وص القانوني ‪%% %‬ة ال‪%% %‬تي س‪%% %‬بقت ق ‪%% %‬انون اإلج ‪%% %‬راءات املدني ‪%% %‬ة و اإلداري‪%% %‬ة ‪ 08/09‬فق ‪%% %‬انون‬
‫اإلجراءات املدنية و اإلدارية السابق ‪ 90/23‬جاء ه‪%%‬زيال ج‪%‬دا في ه‪%%‬ذا املج‪%‬ال و لم يتض‪%‬من اال م‪%‬ادة وحي‪%‬دة‬
‫وهي ‪ 171‬ال ‪%% %‬تي نظمت بش ‪%% %‬كل س ‪%% %‬طحي احكام القض ‪%% %‬اء االس ‪%% %‬تعجالي في املواد املدني ‪%% %‬ة و اإلداري ‪%% %‬ة على ح ‪%% %‬د‬
‫سواء رغم االختالف الكبير بينهما ‪.‬‬

‫ولع ‪%% %‬ل اهم إش ‪%% %‬كالية تط ‪%% %‬رح به ‪%% %‬ذا الص ‪%% %‬دد هي م ‪%% %‬اهي األس ‪%% %‬باب ال ‪%% %‬تي دعت املش ‪%% %‬رع الجزائ ‪%% %‬ري الى تق ‪%% %‬نين‬
‫االستعجالي قبل التعاقد في هذه املرحلة بالذات ؟‬

‫يمكن رد ذلك الى أسباب عدة نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ _1‬تن‪%%‬امي األهمي‪%%‬ة القانوني‪%%‬ة و االقتص‪%%‬ادية للص‪%%‬فقة العمومي‪%%‬ة في الجزائ‪%%‬ر خاص‪%%‬ة في ظ‪%%‬ل تشجيع سياس‪%%‬ة‬
‫االستثمار التي تنتهجها الدولة و املبالغ الهائلة التي رصدت لهذا الغرض ‪ ،‬فالخزينة العمومية باتت بوابة‬
‫رئيسية لتمويل الصفقات العمومية ‪.‬‬

‫‪ _2‬االنتهاكات الخطيرة لقواعد العالنية و املنافسة التي يفرضها نتظيم الصفقات العمومي‪%%‬ة‪ ،‬مم‪%%‬ا ادى الى‬
‫اب ‪%%‬رام و تنفي ‪%%‬ذ عق ‪%%‬ود تق ‪%%‬وم أساس ‪%%‬ا على االمش ‪%%‬روعية‪ ،‬وه ‪%%‬و م ‪%%‬ا اث ‪%%‬ر س ‪%%‬لبا على املن ‪%%‬اخ االستثماري باحج ‪%%‬ام‬
‫املستثمرين على التق‪%%‬دم بعط‪%%‬اء اتهم من جه‪%%‬ة طن‪%%‬ا منهم انه‪%%‬ا لن تحظى ب‪%%‬القبول س‪%%‬لفا الن مع‪%%‬ايير االختي‪%%‬ار‬
‫تج‪%% %‬افي قواع‪%% %‬د العالني‪%% %‬ة و املنافس‪%% %‬ة و املس‪%% %‬اواة ال‪%% %‬تي من املف‪%% %‬ترض ان ترتك‪%% %‬ز عليه‪%% %‬ا الص‪%% %‬فقات العمومي‪%% %‬ة‬
‫وتبدين مبالغ هائلة من األموال العامة من جهة اخرى‪.2‬‬

‫‪_3‬رغب ‪%%‬ة املش ‪%%‬رع في ت ‪%%‬امين اك ‪%%‬بر ق ‪%%‬در من ش ‪%%‬فافية املنافس ‪%%‬ة عن ‪%%‬د اب ‪%%‬رام العق ‪%%‬ود اإلداري ‪%%‬ة بع ‪%%‬د ان ثبت ان‬
‫هن‪%%‬اك فراغ‪%%‬ا تش‪%%‬ريعيا فيم‪%%‬ا يتعل‪%%‬ق بوج‪%%‬ود دع‪%%‬وى تصحيحية ووقائي‪%%‬ة س‪%%‬ابقة على اب‪%%‬رام العق‪%%‬د‪ ،‬ف‪%%‬دعوى‬
‫اإللغ‪%‬اء املوجه‪%‬ة ض‪%‬د الق‪%‬رارات اإلداري‪%‬ة املنفص‪%‬لة عن العق‪%‬د ظه‪%‬رت كطعن عقيم لف‪%‬ترة طويل‪%‬ة من ال‪%‬زمن‬
‫ذل ‪%%‬ك ان اإلدارة تس ‪%%‬ارع في اغلب األحي ‪%%‬ان الى اب ‪%%‬رام العق ‪%%‬د قب ‪%%‬ل بت القاضي في دع ‪%%‬واه بحكم نه ‪%%‬ائي وذل ‪%%‬ك‬
‫‪ 1‬المادة ‪ 947‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪.‬‬
‫‪ 2‬د‪.‬زواوي عباس‪ ،‬الدعوى االستعجالية في ظل قانون ‪08/09‬المتضمن اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية العدد ‪ ،30/31‬ص‪.8‬‬
‫فص‪%%‬ال عن ان إلغ‪%%‬اء الق‪%%‬رار املعيب ال ي‪%%‬ؤثر على وج‪%%‬ود الص‪%%‬فقة ال‪%%‬تي تبقى قائم‪%%‬ة وناف‪%%‬ذة ح‪%%‬نى يطلب اح‪%%‬د‬
‫أطرافه ‪%%‬ا الغاءه ‪%%‬ا ام ‪%%‬ام قاضي العق ‪%%‬د‪ ،‬وه ‪%%‬و م ‪%%‬ا أك ‪%%‬ده املف ‪%%‬وض رومي ‪%%‬و في قض ‪%%‬ية "‪ " martin‬بقول ‪%%‬ه‪ " :‬انن ‪%%‬ا ال‬
‫ننكر ان قيمة اإللغاء في هذه الحالة نظرية"‪.1‬‬

‫‪ _4‬ت‪%%‬اثر املش‪%%‬رع الجزائ‪%%‬ري بنظ‪%%‬يره الفرنسي ال‪%%‬ذي خق‪%%‬ق تط‪%%‬ورا كب‪%%‬يرا في حماي‪%%‬ة مب‪%%‬ادئ املس‪%%‬اواة العالني‪%%‬ة و‬
‫املنافسة اثناء مرحلة ابرام الصفقة العمومية وذلك عن طريق اليتين متكاملتين هما التش‪%%‬ريع و االجته‪%%‬اد‬
‫‪2‬‬
‫القضائي‪.‬‬

‫‪ 1‬زواوي عباس‪ ،‬مرجع سابق ص‪.8‬‬


‫‪ 2‬د‪.‬شقمي سهام‪ ،‬مطبوعة بيداغوجية حول مقياس االعمال و التصرفات االتفاقية‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية جامعة باجي مخطار عنابة‪،2023،‬‬
‫ص‪.126‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬شروط قبول الدعوى االستعجالية في مجال رفعها ‪.‬‬

‫ان شروط قبول الدعوى اإلدارية عامة و االدعوى االستعجالية بصفة خاصة ‪ ،‬هي تلك‬
‫الشروط الضرورية التي يجب توفرها لعرض قضية على القاضي اإلداري و التي تسمح له‬
‫وتلزمه في نفس الوقت ان يفصل في موضوع النزاع ‪ ،‬وينتج عن عدم احترام هذه الشروط‬
‫عدم قبول الدعوى اإلدارية أي وبصفة مبدئية وعامة اليتطرق القاضي اإلداري ملوضوع‬
‫القضية حتى ولو تبين له ان طلب املدعي مؤسس‪.‬‬

‫لرفع الدعوى االستعجالية البد من توافر جملة من الشروط والتي تنقسم الى شروط‬
‫موضوعية وشروط شكلية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشروط املوضوعية لرفع الدعوى االستعجالية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شرط االستعجال‪.‬‬

‫كما اشرنا سابقا املقصود باالستعجال هو ضرورة الحصول على الحماية القانونية العاجلة‬
‫التي ال تتحقق معها باتباع اإلجراءات العادية للتقاضي‪ ،‬وذلك نتيجة ظروف تمثل خطرا عن‬
‫حقوق الخصوم او يتضمن ضررا قد يتعذر تداركه واصالحه‪ ،‬اذا ما انتظر الفصل في‬
‫قضايا املوضوع وهو امر يختص بفخصه وتقديره قاضي األمور املستعجلة حسبما يظهر في‬
‫ظروف الدعوىى‪.‬‬

‫تمت اإلشارة الى هذا الشرط في كل من املواد ‪ 919،921،924،925‬من قانون اإلجراءات‬


‫املدنية و اإلدارية املعدل و املتتم بالقانون ‪ 13-22‬دون ان تعطي تعريفا لها بالرغم من انه‬
‫شرط جوهري لرفع الدعوى االستعجالية‪ ،‬ودون تبيان او ذكر حاالت االستعجال ‪ ،‬بل‬
‫ترك املجال واسعا لالجتهاد القضائي ولفقهاء القانون في تحديد مفهوم االستعجال‪ ،‬وفي‬
‫الحقيقة ان اية محاولة من املشرع لتعريف حالة االستعجال او وضع صياغة قائمة‬
‫حصرية لها ‪ ،‬يعني تقييد سلطة القاضي اما القاضي االستعجالي يستشفها من خالل ظروف‬
‫و وقائع كل منازعة تعرض عليه‪ ،‬النه هو األقرب ملعايشة الواقع من املشرع الذي ال‬
‫يستطيع حصر جميع حاالت االستعجال مهما قام بالتنبا‪،‬ذلك ملرونة مفهوم االستعجال‬
‫وعدم حصره‪ ،‬وتغيره بتغير الزمان و املكان و الوقائع ‪.‬‬

‫وفي مجال الصفقات العمومية فاالستعجال يكون عند وجود حالة استعجال ملح معلل‬
‫بخطر داهم او وجود خطر وشيك يتعرض له ملك او استثمار قد تجسد في امليدان‪.‬‬

‫ان قضاء االستعجال بالطبيعة تاسس من خالل حالة االستعجال‪ ،‬فهذه الحالة نجدها في أي‬
‫قضاء استعجالي سواء العادي او اإلداري‪ ،‬يعتبر شرط االستعجال من النظام العام أي ال‬
‫يمكن االتفاق على مخالفته ويثيره القاضي من تلقاء نفسه‪ ،‬وفي حالة عدم توفر عنصر‬
‫االستعجال ال يتم قبول الدعوى طبقا لنص املادة ‪ 924‬من قانون اإلجراءات املدنية و‬
‫اإلدارية املعدل و املتمم بالقانون ‪ " 22/13‬عندما ال يتوفر االستعجال في الطلب او يكون‬
‫غير مؤسس‪ ،‬يرفض قاضي االستعجال هذا الطلب بامر مسبب"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عدم املساس باصل الحق‪.‬‬

‫شرط االستعجال وحده ال يكفي لرفع الدعوى االستعجالية او العالن القاضي لالمور‬
‫املستعجلة التي تكون من اختصاصه بالنظر في الطلبات املستعجلة‪،‬فزيادة على شرط‬
‫االستعجال البد من توفر شرط اخر يتمثل في شرط عدم املساس باصل الحق‪.‬‬

‫ان قاضي االستعجال ال يدخل ضمن اختصاصه الخوض في موضوع الحق من حيث التملك‬
‫او االرتفاق او االبطال طبقا لنص املادة ‪ 303‬من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية املعدل‬
‫و املتمم بالقانون ‪ 22/13‬و التي تضمنت‪ ":‬ال يمس االمر االستعجالي اصل الحق‪ ،‬وهو معجل‬
‫النفاذ بكفالة او بدونها رغم كل طرق الطعن‪ ،‬كما انه غير قابل للمعارضة وال العتراض على‬
‫النفاذ املعجل"‪.‬‬

‫األصل العام هو ان القضاء املستعجل يتدخل التخاذ تدابير مؤقتة وتحفظية تمس باصل‬
‫الحق أي ال تمس باساس الحق‪ ،‬وان احتمال وجود الحق يكفي لبدء اإلجراءات‬
‫االستعجالية‪ ،‬ويقتصر دور القاضي االستعجالي على النظر و البحث في األمور الواضحة‬
‫التي تشير الى احتمال وجود الحق او عدم وجوده‪ ،‬وقد اشارت املادة ‪ 918‬من قانون‬
‫اإلجراءات املدنية و اإلدارية املعدل و املتمم بالقانون ‪ 23/12‬على هذا الشرط بصريح‬
‫العبارة‪.......":‬ال ينظر في اصل الحق‪ "......‬ويقصد بعدم املساس باصل الحق ان قاضي‬
‫االستعجال يامر باتخاذ تدابير ذات طابع مؤقت‪ ،‬ويبقي األمور على حالها‪ ،‬بحيث ال يتعرض‬
‫للمسائل املوضوعية‪ ،‬النه لو تعرض لها فانه ال يترك لقاضي املوضوع ما يفصل فيه‪ ،‬وهو‬
‫غير مختص بالنطق بتدابير تمس املوضوع او حقوق طرفي النزاع‪ ،‬لكون اللجوء اليه انما‬
‫الهدف منه اما اتخاذ تدبير حقيقي بحت لوتدبير تحفظي‪.‬‬

‫ويقصد أيضا باصل الحق استنادا الى قرار شهير صادر عن املحكمة العليا مؤرخ في‬
‫‪ ،18/11/1985‬والذي يحتوي منطوقه على مايلي‪ ":‬ان املقصود باصل الحق الذي يمتنع‬
‫قاضي األمور املستعجلة عن املساس به هو السبب القانوني والذي يحدد الحقوق و‬
‫االلتزامات بالتفسير و التاويل الذي من شانه املساس بموضوع النزاع القانوني بينهما بل‬
‫يتعين عليه ان يترك جوهر النزاع سليما ليفصل فيه قاضي املوضوع املختص دون غيره‪.‬‬

‫وعليه ان شرط عدم املساس باصل الحق يتميز بكونه اجراء يمنح للقاضي سلطة اتخاذ‬
‫تدابير نهائية كتوجيه امر اللدارة باالمتثال اللتزاماتها‪ ،‬وتعليق امضاء العقد او تأجيل‬
‫امضاءه‪ ،‬وحذف بعض بنود العقد‪ ،‬والحكم بالغرامة التهديدية‪ ،‬وهذا حسب نص املادة‬
‫‪ 946‬من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية املعدل و املتمم بالقانون ‪. 22/13‬‬

‫ثالثا‪ :‬شرط الجدية‬

‫توفر الجدية يعتبر أيضا شرط لرفع الدعوى االستعجالية‪ ،‬فاحتمال لوجود حق هو ما‬
‫يثبت ويؤكد جدية طلب املدعي‪ ،‬فبغياب الحق أي عدم توفر شرط الجدية ‪ ،‬ال يمكن رفع‬
‫الدعوى االستعجالية وال يتم قبولها وترتبط جدية الطلب بتوافر حالتين هما‪:‬‬

‫‪_ 1‬وجود تكريس الحق املراد حمايته‪ :‬ويعني هذا ان الحق الذي يطالب بحمايته يجب ان‬
‫يكون مكرس قانونا‪ ،‬فاذا كان املتعهد يطلب حماية حقه في املساواة مع جميع املشاركين وفي‬
‫تكريس مبدا الشفافية‪ ،‬هنا يكون طلبه جدي يحتوي على شرط الجدية‪ ،‬ويكون طلبه‬
‫مؤسس قانونا‪ ،‬اما اذا تم اقصائه بسبب حالة من حاالت االقصاء فان دعواه االستعجالية‬
‫ال محل لها النطلبه غير مؤسس قانونا‪ ،‬مادة‪ 46‬من قانون الصفقات العمومية ‪. 23/12‬‬

‫‪_2‬تبيان القاضي احتمال وجود حق من خالل الوقائع‪ :‬حسب نص املادة ‪ 924‬من قانون‬
‫اإلجراءات املدنية واإلدارية والذي جاء ب‪" :‬عندما ال يتوفر االستعجال في الطلب او يكون‬
‫غير مؤسس‪ ،‬يرفض قاضي االستعجال هذا الطلب بامر مسبب"‪ ،‬اذا البد من القاضي تبيان‬
‫و التأكد من اذا كان هناك اخالل او مساس بالتزامات االشهار أي العلنية او املنافسة اللذان‬
‫يعدان عنصران اساسيان لصحة الصفقة العمومية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬شرط الضرر‪.‬‬

‫نصت املادة ‪ 946‬في فقرتها الثانية من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية املعدل و املتمم‬
‫بالقانون ‪ 22/13‬على‪ " :‬كل من له مصلحة في ابرام العقد والذي قد يتضرر من هذا‬
‫االخالل‪.".......‬‬

‫من خالل اطالعنا على نص املادة أعاله نستنتج ان الضرر يعتبر شرط لرفع الدعوى‬
‫االستعجالية‪ ،‬ويقصد به األذى الذي يصيب شخص ما نتيجة املساس بحق من حقوقه او‬
‫بمصلحة مشروعة له‪ ،‬ويكون في صورة انقاص من املزايا ومن الحقوق و املصالح املشروعة‬
‫التي خولها لها القانون للشخص وهذا ما يترتب عليه وضعه في مركز قانوني اسوا من ذي‬
‫قبل‪ ،‬الضرر الذي نص عليه املشرع في املادة ‪ 946‬سابقة الذكر هو الضرر املحتمل أي‬
‫الضرر الذي لم يقع بعد بل يحتمل وقوعه‪،‬لكن هذا ال يعني ان الضرر الواقع ال يعتد به‬
‫املشرع الجزائري فاملتضرر فعال هو من له الحق في رفع هذه الدعوى اكثر فطبيعة الحال‬
‫النه منح حق رفع الدعوى عندما يكون الضرر محتمل فمنح أيضا الحق لرفع الدعوى‬
‫عندما يكون الضرر مؤكد وفعلي أي وقع‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬شرط الصفة و املصلحة‪.‬‬

‫ا_شرط الصفة‪:‬‬
‫يقصد بالصفة هي ان يكون رافع الدعوى هو نفسه صاحب الحق (املصلحة) التي اعتدي‬
‫عليها‪ ،‬تتوفر صفة رافع الدعوى بتوفر ثبوت املصلحة في اقامتها اعماال الصل " ال دعوى‬
‫دون مصلحة"‪ ،‬زيادة على الضرر الواقع بسبب االخالل بالتزامات االشهار و املنافسة‪ ،‬أي ان‬
‫على املدعي اثبات ان له مصلح في احترام إجراءات االشهار و املنافسة لو بصيغة أخرى يجب‬
‫عليه ان يثبت ان هناك ضرر وقع من خالل عدم احترام اإلجراءات و بالتالي اذا وجد‬
‫الضرر وجدت املصلحة واذا كانت املصلحة يتوفر شرط الصفة‪ ،‬ولكن تتوفر الصفة أيضا‬
‫بدون توفر الضرر و املصلحة لدى ممثل الدولة على مستوى الوالية‪ ،‬فيعتبر حارس‬
‫للمشروعية املتعلقة بابرام الصفقات العمومية‪ ،‬اذ يجوز لكل ممثل للدولة على مستوى‬
‫الوالية ان يثير دعوى القضاء املستعجل‪ ،‬اذا كان هناك اخالل بالتزامات االشهار و‬
‫املنافسة‪.‬‬

‫وهذا ما جاءت به املادة ‪ 946‬الفقرة ‪ 2‬من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية املعدل و‬
‫املتمم بالقانون ‪ 22/13‬و التي تضمنت‪ " :‬يتم هذا االخطار من قبل كل من له مصلحة في‬
‫ابرام العقد والذي قد يتضرر م هذا االخالل وكذلك ملمثل الدولة عل مستوى الوالية اذا‬
‫ابرم العقد او سيبرم من طرف جماعة إقليمية او مؤسسة عمومية محلية"‪.‬‬

‫اذا فالصفة تكتسب بناءا على املصلحة الخاصة باملدع وبحكم القانون‪.‬‬

‫ب_شرط املصلحة‪:‬‬

‫يقصد باملصلحة املنفعة التي يحققها رافع الدعوى وقت اللجوء الى القضاء فهي تشكل‬
‫الدافع وراء الدعوى والهدف من تحريكها‪"،‬فال دعوى بدون مصلحة"‪.‬‬

‫ال يمكن قبول أي دعوى بشكل عام و الدعوى االستعجالية بشكل خاص مالم يكن لصاحبها‬
‫منفعة من رفعها‪ ،‬فاملصلحة هي األساس و الهدف املرجو من رفع الدعوى‪ ،‬وقد تكون قاىمة‬
‫او محتملة‪.‬‬
‫فتكون قائمة‪ :‬حينما يكون األساس القائم عليه هو حق او مركز قانوني أي يكون هناك‬
‫ضرر قائم والحق بالحق او املركز القانوني فتكون املصلحة هنا قائمة كحماية الحق او‬
‫املركز القانوني‪.‬‬

‫وتكون محتملة‪ :‬اذا لم يكن الضرر قائم والحق بالحق او املركز القانوني فتكون املصلحة‬
‫هنا قائمة كحماية الحق او املركز القنوني‪.‬‬

‫وتكون محتملة‪ :‬اذا لم يكن الضرر قائم وفعلي قد تتولد املصلحة مستقبال وقد ال تتولد‬
‫وبالرغم من انها مصلحة غير مؤكدة اال ان املشرع اقرها وهي مصلحة يحميها القانون‪ ،‬طبقا‬
‫للمادة ‪ 946‬من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية املعدل و املتمم بالقانون ‪.23/12‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الشكلية لرفع الدعوى االستعجالية‪.‬‬

‫باإلضافة الى الشروط املوضوعية الواجب توافرها في الدعوى االستعجالية البد من توافر‬
‫شروط شكلية لرفعها و التي سنتطرق لها كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االخالل بالتزامات االشهار و املنافسة‪.‬‬

‫يعتبر شرط االخالل بالتزامات االشهار و املنافسة شرط أساسي لرفع الدعوى االستعجالية‬
‫وهو من اهم الشروط ولكي يتوفر هذا الشرط هناك بعض الحاالت او الصور التي اذا‬
‫تحققت نكون امام اخالل بالتزامات االشهار و املنافسة‪ ،‬ولكن قبل التطرق لذكر هذه‬
‫الحاالت يجب التطرق الى املقصود بقواعد اإلعالن و املنافسة ‪.‬‬

‫يعتبر االشهار عن اعالن الصفقة العمومية اجراء الزامي حسب املادة ‪ 46‬من قانون‬
‫الصفقات العمومية ‪ 23/12‬بحيث نصت على ان‪ " :‬يكون اللجوء الى االشهار الزاميا عن‬
‫طريق النشرة الرسمية لصفقات املتعامل العمومي‪ ،‬وعن طريق الصحافة املكتوية‪،‬‬
‫والصحافة االلكترونية املعتمدة‪ ،‬بالنسبة الشكال ابرام الصفقات العمومية املذكورة في‬
‫املادتين ‪ 39‬و ‪ 42‬من هذا القانون عند االقتضاء ‪.‬‬
‫يكون اللجوء الى االشهار الزاميا أيضا عن طريق البوابة االلكترونية للصفقات العمومية‪،‬‬
‫وفق الشروط التي تحدد بموجب قرار من الوزير املكلف باملالية بالنسبة الشكال االبرام‬
‫املذكورة أعاله‪ ،‬بما في ذلك اجراء االستشارة املنصوص عليه في املادة ‪ 18‬من هذا القانون ‪.‬‬

‫تخضع لقواعد اإلجراءات املنصوص عليها في هذه املادة املصالح املتعاقدة املذكورة في املادة‬
‫‪ 9‬وكل الهيئات املذكورة في املواد ‪ 12‬و ‪ 4‬من هذا القانون"‪.‬‬

‫ويعرف االشهار بانه التزام اإلدارة باإلعالن املسبق عن تاريخ ومكان اجراء الصفقة ‪ ،‬وهذا‬
‫حتى يكون من يريد املشاركة في الصفقة على علم بها ويتسنى له املشاركة فيها وتقديم‬
‫عرضه حسب الشروط‪.‬‬

‫بينما يتيح مبدا املنافسة فرصة للمشاركة في الصفقة أي فتح املجال امام كل من استقطب‬
‫امر الصفقة اهتمامه بعيدا عن أي تمييز او تهميش‪ ،‬مع تطبيق شفافية اإلجراءات و‬
‫املساواة بين جميع املرشحين‪.‬‬

‫كال من اإلعالن و املنافسة عنصران اساسيان نص عليهما قانون الصفقات العمومية ويعد‬
‫اخالال وخرقا وانتهاكا اللتزامات االشهار واملنافسةاي فعل من األفعال التالية‪:‬‬

‫ا_ خرق قواعد اإلعالن عن الصفقة العمومية‪:‬‬

‫كما ذكرنا سابقا اإلعالن عن الصفقة او االشهار يعد اجراء جوهري والزامي‪ ،‬فعدم‬
‫اإلعالن عن الصفقة نهائيا و عدم االشهار عنها عن طريق النشرة الرسمية لصفقات‬
‫املتعامل العمومي و عن طريق الصحافة املكتوبة و الصحافة االلكترونية املعتمدة وعن‬
‫طريق البوابة االلكترونية للصفقات يعد خرق لقواعد اإلعالن عن الصفقة العمومية‬
‫حسب املادة ‪ 46‬من قانون الصفقات العمومية ‪.23/12‬‬

‫ب_ اختيار املصلحة املتعاقدة الجراء ابرام غير مناسب‪:‬‬

‫بالرجوع الى قانون الصفقات العمومية لقد حدد املشرع الجزائري اليات ابرام الصفقات‬
‫العمومية في الفصل األول من الباب الثالث فاي خروج عن هذه االليات يعد اخالل بقواعد‬
‫املنافسة‪ ،‬ومثال عن ذلك تبرم الصفقات العمومية وفقا الجراء طلب العروض او اجراء‬
‫التفاوض حسب نص املادة ‪ 37‬من قانون الصفقات العمومية ‪ ،23/12‬فاذا قامت املصلحة‬
‫املتعاقدة بابرام صفقة عمومية عن طريق اجراء التفاوض ولم تكن تتوفر حاالت اللجوء‬
‫الى اجراء التفاوض املنصوص عليها في املواد ‪ 41‬و ‪ 42‬اذا في هذه الحالة نكون امام اخالل‬
‫وانتهاك لقواعد املنافسة‪.‬‬

‫ج_ مخالفة املواصفات والخصوصيات التقنية‪:‬‬

You might also like