You are on page 1of 17

‫جامعة ابن طفيل القنيطرة‬

‫كلية العلوم القانونية والسياسية‬


‫ماستر قانون المنازعات‬
‫عرض تحت عنوان‬

‫مبدأ استقالل السلطة‬


‫القضائية‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫من انجاز الطلبة‪:‬‬

‫د‪ .‬حنان سعيدي‬ ‫وليد أكعبون‬


‫مروان شكري‬
‫المهدي بلقايد‬
‫رضى العمراوي‬
‫خولة عاصمي‬
‫السنة الجامعية‬ ‫سناء مموحسي‬
‫‪2021-2022‬‬ ‫شيماء جدي‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬
‫تعتبر السلطة القضائیة أكثر سلطات الدولة احتكاكا بالمواطن‪ ،‬نظرا لحق ھذا األخیر في اللجوء‬
‫إلیھا مباشرة‪ ،‬فھي الركیزة األساسیة التي تضمن حقوق وحریات األفراد‪ ،‬ونظرا لكون ھذه‬
‫السلطة إحدى السلطات الثالثة للدولة فیجب أن تحظي بحمایة قانونیة تكرس قداسة العدالة في‬
‫الدولة‪ .‬من ھنا یتوجب على الدولة تكریس استقاللیة المؤسسة القضائیة التي تعتبر الركیزة‬
‫األساس لمحاكمة عدالة ودولة القانون‪ ،‬من خالل نصوصھا الدستوریة ومنظومتھا القانونیة‬
‫والتشریعیة ‪ .‬فقد أكد تقریر صادر من األمم المتحدة على أن " السلطة القضائیة منفصلة ومتمیزة‬
‫من حیث أسسھا‪ ،‬وتقنیتھا و أسلوبھا‪ ،‬و الجھاز القضائي بوجه عام جھاز متمیز في كل نظام‬
‫حكم بصرف النظر عن مدى قبول الفصل بین السلطات‪ .‬وإن القضاة عندما عندما یحرمون من‬
‫االستقالل والنزاھة‪ ،‬وعندما یستخدمون إلجازة أوامر السلطة التنفیذیة‪ ،‬أو السلطة التشریعیة‬
‫دون اعتبار للقانون‪ ،‬فإن ما یقیمونه ھو العدل السیاسي‪ ،‬وھو مایعتبر تجاوزا للقانون واستھزاء‬
‫بالعدالة‪ ،‬ومما یجدر تذكره أن القضاة كوحدات وظیفیة بجسم السلطة القضائیة‪ ،‬یتمتعون بسمة‬
‫االستقالل والنزاھة‪ ،‬وتطبیق القانون وفقا لما یملیه الضمیر بشجاعة دون أي عداء‪ ،‬وھذا ھو‬
‫سبب لجوء النظم السیاسیة إلیھم لتوثیق ما یفعلون وإلضفاء صفة المشروعیة علیھا" ‪ .‬إنه و‬
‫بالرغم من أن تحقیق قضاء مستقل وعادل حق من حقوق اإلنسان الذي كرسته العدید من المواثیق‬
‫الدولیة لحقوق اإلنسان‪ ،‬إال أن العدالة في اغلب دول العالم‪ ،‬تشھد تعدیا على استقالل القضاء‪،‬‬
‫وھذا ما یمس بحقوق وحریات األفراد مما یستلزم التدخل وبسط البحث المعمق في كیفیة تحقیق‬
‫استقاللیة السلطة القضائیة‪. 1‬‬
‫ومن أھم العوائق التي تحول دون تحقیق االستقالل الفعلي للسلطة القضائیة في اغلب الدول‬
‫العربیة ومن بینھا دول المغرب الكبیر الجزائر وتونس والمغرب على وجه التحدید ھي مركز‬
‫السلطة التنفیذیة القوي والممیز الذي تتمتع بھا ھذه السلطة في دساتیرھذه الدول فكثیرة ھي ھذه‬
‫الحاالت التي تلجأ فیھا السلطة التنفیذیة إلى إحكام قبضتھا على السلطة القضائیة بالدولة ضاربة‬
‫مبدأ الفصل بین السلط بعرض الحائط وغیر مكترثة بتداعیات ھذه الخطوة‪.‬‬
‫وأثبت المعطى التاریخي أن لمبدأ استقاللیة السلطة القضائیة أھمیة قصوى في حیاة األمم‪ ،‬إذ‬
‫أصبح مقیاسا لمؤشرات التنمیة في دول العالم یحسم في طبیعة ومدى تقدم الدول أو تأخرھا‪.‬‬
‫ولذلك فقد نصت جل دساتیر الدول المتحضرة‪ ،‬على مبدأ استقاللیة السلطة القضائیة عن السلطتین‬
‫التشریعیة والتنفیذیة‪ ،‬بما في ذلك دساتیر المملكة المغربیة‪ .‬إال أن المالحظ‪ ،‬ھو أن الدساتیر‬
‫المغربیة السابقة و خصوصا دستور سنة ‪ ،1996‬لم تكن تعترف للقضاء بوصف السلطة‪ ،‬بحیث‬
‫نص الفصل ‪ 82‬من دستور سنة ‪ 1996‬على أن‪ " :‬القضاء مستقل عن السلطة التشریعیة وعن‬
‫السلطة التنفیذیة"‪.‬‬

‫‪ 1‬أوشان سارة ‪ ،‬طوالبي عصام ‪ ،‬إشكالیة استقاللیة السلطة القضائیة في دول المغرب العربي الجزائر‪ ،‬تونس والمغرب نموذج ‪ ،،‬مقال منشور بمجلة‬
‫صوت القانون ‪ ،‬المجلد السابع العدد ‪/ 7‬ماي ‪. 2020‬‬

‫‪2‬‬
‫وعلى إثر ذلك‪ ،‬كثر الجدل بین فقھاء القانون‪ ،‬واختلفت اآلراء حول طبیعته‪ ،‬ھل ھو وظیفة‪ ،‬أم‬
‫سلطة‪ ،‬أم ھیئة قضائیة؟ حیث أن ھناك من كان یعتبره سلطة‪ ،‬والبعض اآلخر كان یراه وظیفة‪،‬‬
‫في حین ذھب فریق ثالث إلى اعتباره ھیئة قضائیة تختلف طبیعتھا ومھمتھا عن باقي السلط‬
‫األخرى في الدولة‪ ،‬مع العلم بأن اعتبار القضاء سلطة مستقلة كان یلقى قبوال عاما في غالبیة‬
‫النظم القانونیة‪ ،‬وفي عالمنا المعاصر بما في ذلك المغرب‪.‬‬
‫ولقد وضع دستور سنة ‪ 2011‬لبنة أساسیة في استقاللیة السلطة القضائیة‪ ،‬إذ من بین المرتكزات‬
‫التي أشار إلیھا الخطاب الملكي ل ‪ 9‬مارس ‪ 2011‬ضرورة االرتقاء بالقضاء إلى سلطة مستقلة‪،‬‬
‫وبذلك تقرر إحداث المجلس األعلى للسلطة القضائیة برئاسة الملك‪ ،‬وھذه إشارة إلى أن المغرب‬
‫دخل منذ سنة ‪ 2011‬مرحلة فصل السلط‪ ،‬لینھي بذلك الخالف الفقھي الذي كان دائرا في إطار‬
‫دستور سنة ‪ 1996‬حول طبیعة القضاء بالمغرب‪.‬‬
‫وقد حرص أیضا دستور سنة ‪ 2011‬على التأكید على استقالل القضاء‪ ،‬إذ أنه خصص الباب‬
‫السابع منه للسلطة القضائیة – تحت عنوان السلطة القضائیة – وھو ما یفصح بجالء على أن‬
‫دستور ‪ 2011‬اعتبر القضاء إحدى سلطات الدولة الثالث‪ ،‬حیث جاء فیه على أن ‪ ":‬السلطة‬
‫القضائیة مستقلة عن السلطة التشریعیة وعن السلطة التنفیذیة"‬
‫إن موضوع استقالل السلطة القضائیة كان وال یزال یسیل الكثیر من المداد ‪ ،‬فاستقالل القضاء‬
‫باعتباره أحد أھم مرتكزات دولة الحق و القانون جعل ھذا الموضوع مادة تستھوي الباحثین و‬
‫تشد فضولھم البحثي إلیه بالنظر ألھمیته القصوى و ارتباطه الشدید في غالب األحیان إن لم‬
‫یك ون في جمیعھا بالنص الدستوري ‪ ،‬أما عملیا فموضوع االستقالل من عدمه ھو الذي یحدد‬
‫حجم الثقة التي یضعھا المرتفق بمرفق القضاء ‪ ،‬فوجود قضاء مستقل و نزیه ھو األساس الذي‬
‫یدفع األفراد إلى اللجوء إلیه من أجل وضع حد لكل نزاع قد ینشأ بینھم ‪ ،‬و إن انعدام ھذه الثقة‬
‫یضعف الشعور باألمن القضائي لدى المواطن و یجعله في كثیر من األحیان یحجم عن التقدم‬
‫بمطالبه أمامه ‪ ،‬و استقالل السلطة القضائیة الیوم لم تعد أھمیته محصورة في النقاط السالفة بل‬
‫تتعداھا إلى الدور الذي یلعبه ھذا االستقالل في تعزیز جاذبیة الدولة لإلستثمار ‪ ،‬فالمستثمر غالبا‬
‫ما یلجأ إلى دراسة البیئة الجدیدة المحتملة الستثماراته ‪ ،‬ویعتبر استقالل السلطة القضائیة أحد‬
‫أبرز النقاط التي تتناولھا ھذه الدراسة ‪ ،‬كون المستثمر یرى في ھذه السلطة صمام األمان الذي‬
‫یرعى حقوقه في مواجھة الغیر بشكل عام و الدولة مجال االستثمار بشكل خاص ‪ ،‬و بالتالي‬
‫فاستقالل السلطة القضائیة یمكن أن یشكل ركیزة تراھن علیھا الدولة لتحقیق التنمیة االقتصادیة‬
‫و تجاوز عجزھا على استقطاب رؤوس األموال ‪ ،‬و اعتبارا لھذه األھمیة البالغة التي یحظى بھا‬
‫موضوع االستقالل فإننا بدورنا ارتأینا التقدم بھذا اإلسھام في إطار السعي الحثیث للفت االنتباه‬
‫إلى ھذا المبدأ ‪ ،‬الذي یشكل حجر الزاویة في بنیان أنظمة العدالة بالدول الغربیة الدیمقراطیة‬
‫الرائدة في المجال القضائي ‪ ،‬فال دیمقراطیة دون استقالل للسلط و ال عدالة في ظل سلطة قضائیة‬
‫تابعة لسلطة تنفیذیة توجھھا و تستخدمھا كأداة طیعة لتحقیق مآربھا غیر المشروعة في كثیر من‬
‫األحیان ‪.‬‬
‫وللوقوف على أبرز اإلشكاالت وتمظھرات استقالل السلطة القضائیة سنحاول اإلجابة على‬

‫‪3‬‬
‫اإلشكال التالي‪ :‬أين يتموقع التنظيم القانوني المغربي من مبدأ االستقاللية على غرار التجربة‬
‫األجنبية ؟‬

‫وفي مسعانا لإلجابة على ھذا اإلشكال ارتأینا تناول مبدأ استقالل السلطة القضائیة بالبحث من‬
‫خالل التصمیم التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التأصيل الدولي والتشريعي لمبدأ استقالل السلطة القضائية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬استقالل السلطة القضائية‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التأصيل الدولي والتشريعي لمبدأ استقالل السلطة القضائية‬

‫المطلب األول‪ :‬التأصيل الدولي لمبدأ استقالل السلطة القضائية‬


‫إن استقالل القضاء وحیاده أصبح مبدأ عالمیا وجزء من القانون الدولي‪ ،‬كرسته المواثیق الدولیة‬
‫في العدید من المناسبات بھدف تكریس الحق في المحاكمة العادلة التي تستلزم تمتیع القضاة الذین‬
‫ینظرون في الدعوى بإستقاللیة‪ ،‬وھو ما عبرت عنه المواثیق الدولیة المتعلقة بحقوق اإلنسان‪،‬‬
‫بضرورة وجود محكمة مستقلة ومحایدة‪ ،‬وھو حق مطلق غیر قابل ألي استثناء‪.‬‬
‫إن الحق في محاكمة عادلة ال یقتصر على وجود قاضي مستقل ینظر في الدعوى بل یستوجب‬
‫أن تكون السلطة القضائیة مستقلة عن باقي السلطات‪ ،‬في غیر ھذه الحالة تكون الدولة قد أخلت‬
‫بالتزاماتھا الدولیة‪ ،‬وبالتالي فمفھوم اإلستقاللیة یفید كل من القاضي بصفته المنفردة والسلطة‬
‫القضائیة بصفتھا الجماعیة‪.‬‬
‫ھكذا نصت المبادئ األساسیة لألمم المتحدة بشأن استقاللیة السلطة القضائیة التي اعتمدھا مؤتمر‬
‫األمم المتحدة السابع لمنع الجریمة ومعاملة المجرمین الذي انعقد بإیطالیا بمدینة میالنو في الفترة‬
‫الممتدة من ‪ 26‬غشت ‪ 1985‬إلى ‪ 6‬غشت شتنبر ‪ ،1958‬والمكرسة بقراري الجمعیة العامة‪،‬‬
‫األول یحمل رقم ‪ 40/32‬الصادر بتاریخ ‪ 29‬نونبر ‪ 1985‬والثاني یحمل رقم ‪ 40/146‬الصادر‬
‫بتاریخ ‪ 13‬دجنبر من نفس السنة‪ ،‬حیث أصبح لزاما على الدولة بمقتضى ھاذین القرارین كفالة‬
‫إستقالل السلطة القضائیة‪ ،‬وضمان سیر اإلجراءات القضائیة من أجل تحقیق العدالة واحترام‬
‫حقوق االطراف‪ ،‬بل إنه ینبغي على الدولة أن توفر الموارد الكافیة حتى تتمكن السلطة القضائیة‬
‫من أداء مھامھا بطریقة مالئمة ومناسبة وفي الوقت واآلجال المعقولة‪.2‬‬
‫كما نص ھذا المؤتمر على أنه تفصل السلطة القضائیة في المسائل المعروضة علیھا دون تحیز‪،‬‬
‫على أساس الوقائع ووفقا للقانون‪ ،‬ودون تقییدات أو تأثیرات غیر سلیمة أو أي إغراءات أو‬
‫ضغوط أو تھدیدات أو تدخالت‪ ،‬مباشرة كانت أو غیر مباشرة‪ ،‬من أي جھة أو ألي سبب‪.3‬‬
‫كما جاء من خالل الشروط التي وضعتھا اللجنة الدولیة للحقوقین سنة ‪ 1959‬بخصوص وجود‬
‫قضاء مستقل ومحاید‪ ،‬كما قامت سنة ‪ 1981‬بتعریف القضاء المستقل‪ ،‬وتناول الفصل العاشر‬
‫من اإلع الن العالمي لحقوق اإلنسان مبدأ استقاللیة القضاء‪ ،‬عندما نص على أن " لكل شخص‬
‫الحق على قدم المساواة في أن یسمع له في قضیة علنیة وأن تناقش قضیته من طرف محكمة‬
‫مستقلة ونزیھة‪.4‬‬
‫أما على المستوى اإلقلیمي نصت المادة ‪ 8‬من االتفاقیة األمریكیة لحقوق االنسان على أن " لكل‬
‫شخص الحق في محاكمة تتوفر فیھا الضمانات الكافیة وتنظر فیھا محكمة مختصة‪ ،‬ومستقلة‪،‬‬
‫‪ 2‬عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬التنظیم القضائي‪،‬الطبعة السابعة‪ ،‬مطبعة األمنیة‪-‬الرباط ‪ .2022‬ص ‪56-57‬‬
‫‪ 3‬األمم المتحدة حول المبادئ األساسیة بشأن اسقالل السلطة القضائیة‪ ،‬منشورة على الموقع االلكتروني التالي‬
‫‪https://www.ohchr.org/ar/instruments-mechanisms/instruments/basic-principles-independence-judiciary‬‬
‫تمت الزیارة بتاریخ ‪26/06/2022‬‬
‫‪ 4‬محمد الداودي‪ ،‬إسقالل السطلة القضائیة بیم التنصیص القانوني ومتطلبات التطبیق‪ ،‬مقال منشور بالمجلة المغاربیة للرصد القانوني والقضائي‪ ،‬العدد‬
‫الثاني ‪2020‬‬

‫‪5‬‬
‫وحیادیة‪ ،‬منشأة بحكم القانون خالل فترة زمنیة معقولة في إثبات أي تھمة ذات طبیعة جنائیة‬
‫موجھة إلیه للبث في حقوقه وإلتزاماته المدنیة‪ ،‬أو العمالیة‪ ،‬أو المالیة أو ذات أي طابع آخر ‪".‬‬
‫وبعبارة مماثلة نصت المادة ‪ 7‬من المیثاق اإلفریقي لحقوق اإلنسان والشعوب على أن " حق‬
‫التقاضي مكفول للجمیع ویشمل ھذا الحق اللجوء إلى المحاكم الوطنیة المختصة بالنظر في‬
‫الدعوى" و " اعتبار المتھم بريء حتى ثبوت إدانته أمام محكمة مختصة" و " الحق في المحاكمة‬
‫خالل فترة معقولة و بواسطة محكمة محایدة ‪".‬‬
‫ویتعین قراءة ھذه المادة بالموازاة مع المادة ‪ 26‬من المیثاق التي تنص على أنه " یتعین على‬
‫الدول األطراف في ھذا المیثاق ضمان استقالل المحاكم"‪ .‬وأكدت اللجنة اإلفریقیة لحقوق االنسان‬
‫على أنه ینبغي اعتبار المادة ‪ " 7‬غیر قابلة لإلنتقاص " ‪ ،‬حیث أنھا توفر " الحد األدنى من‬
‫الحمایة للمواطنین"‪.5‬‬
‫باإلضافة إلى كل ھذا‪ ،‬ال یجب أن ننسى المیثاق العربي لحقوق االنسان الذي بدوره نص في‬
‫المادة ‪ 13‬منه على أن " لكل شخص الحق في محاكمة عادلة تتوافر فیھا الضمانات الكافیة‬
‫وتجریھا محكمة مختصة ومستقلة ونزیھة ومنشأة سابقا بحكم القانون‪ ،‬وذلك في مواجھة أي تھمة‬
‫جزائیة توجه إلیه أو للبت في حقوقه أو إلتزاماته وتكفل كل دولة طرف لغیر القادرین مالیا‬
‫اإلعانة العدلیة للدفاع عن حقوقھم"‪. 6‬‬
‫وأخیرا‪ ،‬فقد نص المیثاق العالمي للقضاة والذي أقره قضاة من جمیع أنحاء العالم على أن "‬
‫استقالل القاضي مبدأ ال یتجزء وال غنى عنه لحیاد القضاء وفق للقانون‪ .‬ویتعین على جمیع‬
‫المؤسسات والسلطات سواء كانت وطنیة أو دولیة إحترام وحمایة ھذا االستقالل والدفاع عنه"‪.7‬‬
‫وبالتالي نجد كل المواثیق الدولیة واإلقلیمیة والعربیة السابقة أكدت والزالت تؤكد بوضوح تام‬
‫أن مناط المحاكمة العادلة ال یمكن أن یتأتى إال بوجود سلطة قضائیة مستقلة‪ ،‬ووجوب احترام‬
‫ھذه اإلستقاللیة من كافة مؤسسات الدولة ترسیخا لمبدأ الفصل بین السلط‪ ،‬ألنه عندما تنعدم‬
‫استقاللیة القضاء تنعدم مصداقیته وتنعدم معه شرعیته‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬التأصيل التشريعي لمبدأ استقالل السلطة القضائية‬

‫الفقرة االولى‪ :‬التأصيل الدستوري لمبدأ استقالل السلطة القضائية‬


‫ان مبدا استقالل السلطة القضائیة أصبح یتمتع بأھمیة بالغة ال یمكن انكارھا نظرا للدور الفعال‬
‫الذي یلعبه في إطار السلطة القضائیة‪ ،‬وفي خضم باقي السلطات األخرى التشریعیة والتنفیذیة‬
‫وھذا الدور الفعال لھذا المبدأ العریق یتجسد جلیا في التشریع المغربي الذي أحاط استقالل السلطة‬
‫القضائیة ونظمھا بمقتضیات دستوریة وذلك باعتباره سلطة ثالثة داخل الدولة الى جانب السلطة‬

‫‪ 5‬اللجنة الدولیة للحقوقیین‪ ،‬المیادئ الدولیة المتعلقة باستقالل ومسؤولیة القضاة والمحامین وممثلي النیابة العامة‪ ،‬دلیل الممارسین‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫جنیف ‪ .2007‬ص ‪3-4‬‬
‫‪ 6‬المیثاق العربي لحقوق االنسان‪ ،‬القانون رقم ‪ : 270‬ع )‪ (2004/5/23/16‬كما وافق علیه مجلس جامعة الدول العربیة‪.‬‬
‫‪ 7‬المیثاق العالمي للقضاة الذي أقرته رابطة القضاة في ‪ 17‬تشرین الثاني‪/‬نوفمبر ‪ ،1999‬المادة ‪.1‬‬

‫‪6‬‬
‫التشریعیة والتنفیذیة بحیث أصبحت ھاته السلطات تشكل ثالثیا واحدا مستقال ومتكامال ال یطغى‬
‫أحد أجزاء سلطة ما على سلطة أخرى‪.‬‬
‫ان مبدا استقالل السلطة القضائیة یلعب دورا ھاما في حیاة األمم فقد أصبح بمثابة مقیاس‬
‫لمؤشرات ونسب التنمیة في إطاردول العالم بصورة یتبین من خاللھا مدى تقدم الدولة على‬
‫المستوى التنموي او مدى تأخرھا‪.‬‬
‫ولذلك فقد نصت جل دساتیر الدول المتحضرة – الدیمقراطیة – على مبدا استقالل السلطة‬
‫القضائیة عن السلطتین التشریعیة والتنفیذیة‪ ،‬ونخص بالذكر الدساتیر التي جاءت بھا المملكة‬
‫المغربیة اال ان االمر المالحظ والذي كان یطرح نقاشا ھو ان دستور ‪ 1996‬والدساتیر التي‬
‫كانت قبله لم تكن تعترف للقضاء بوصفه " سلطة " وھذا ما جاء في الباب االول من دستور‬
‫‪ 1996‬وتحدیدا الفصل الثاني والذي ورد في احدى فقراته "القضاء مستقل عن السلطة التشریعیة‬
‫‪8‬‬
‫وعن السلطة التنفیذیة "‬
‫وھذا ما أدى الى اثارة جدل واسع بین فقھاء القانون واختلفت اآلراء حول الطبیعة التي یمكن‬
‫اسنادھا الى القضاء ھل ھو وظیفة ام سلطة ام ھیئة فقد ذھب فریق من الفقه الى اعتباره سلطة‬
‫والبعض االخر یراه وظیفة‪ ،‬في حین ذھب فریق ثالث الى اعتباره بمثابة ھیئة قضائیة تختلف‬
‫طبیعتھا ومھمتھا عن باقي السلط األخرى في الدولة مع العلم ان اعتبار القضاء سلطة مستقلة‬
‫كان یلقى قبوال واسعا في غالبیة النظم القانونیة وكذا في عالمنا المعاصر بما في ذلك المغرب‬
‫فدستور ‪ 2011‬جاء وفي طیاته ما یبین ویحسم بان القضاء ھو سلطة مستقلة بذاتھا‪ ،‬فقد وضع‬
‫دستور ‪ 2011‬لبنة أساسیة في استقاللیة السلطة القضائیة اذ جاء الخطاب الملكي لجاللة الملك‬
‫محمد السادس في ‪ 9‬مارس ‪ 2011‬بمرتكزات أساسیة أھمھا ھو ضرورة العمل على االرتقاء‬
‫بالقضاء الى سلطة مستقلة وبالتالي تقرر احداث المجلس األعلى للسلطة القضائیة برئاسة الملك‬
‫وھذه إشارة واضحة تبین ان المغرب دخل منذ سنة ‪ 2011‬في مرحلة فصل السلط لینھي بذلك‬
‫الخالف الفقھي الذي كان دائرا في اطار دستور ‪ 1996‬والدساتیر السابقة حول طبیعة القضاء‬
‫بالمغرب‪.‬‬
‫وبالتالي فمما ال شك فیه ان الدستور المغربي الحالي ‪ 2011‬وانطالقا من مرجعیاته قد نص على‬
‫استقاللیة القضاء والقضاء كوسیلة لضمان حریة االنسان وحقوقه ویعزز الباب المخصص‬
‫‪9‬‬
‫للسلطة القضائیة بتطرقه أیضا للمجلس األعلى للسلطة القضائیة ولحقوق المتقاضین‬
‫فتكریسا لالستقاللیة المنصوص علیھا تم تخویل القضاة ضمانات من بینھا‪:‬‬
‫‪ .1‬تخویل القضاة الحق في حریة التعبیر بما یتالءم مع واجب التحفظ واالخالقیات القضائیة‬
‫و االنخراط في الجمعیات وانشاء جمعیات مھنیة مع احترام واجبات التجرد واستقاللیة‬
‫القضاء (الفصل ‪)111‬‬
‫‪ .2‬عدم عزل قضاة االحكام او نقلھم اال بمقتضى القانون (الفصل ‪)108‬‬

‫‪ 8‬الفصل ‪ 82‬من دستور ‪ 1996‬الذي نص بان " القضاء مستقل عن السلطة التشریعیة والتنفیذیة "‬
‫‪ 9‬نادیة جامع "الوجیز في القانون الدستوري" الطبعة األولى مطابع الرباط نت ‪ 2019‬ص ‪211‬‬

‫‪7‬‬
‫منع التدخل في القضایا المعروضة على القضاء وفي حالة ما إذا اعتبر القاضي ان استقالله‬
‫مھدد یحیل االمر على المجلس األعلى للسلطة القضائیة (الفصل ‪)109‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تأصيل مبدا استقالل السلطة القضائية وفق القانون رقم ‪38.15‬المتعلق‬
‫بالتنظيم القضائي‬

‫فلتنزیل مشروع اصالح منظومة العدالة كان المشرع مقتنعا بضرورة إعادة صیاغة مجموعة‬
‫من المقتضیات الھامة من اجل االرتقاء بھا‪ ،‬فبعد تنصیب المجلس األعلى للسلطة القضائیة‬
‫وانتقال رئاسة النیابة العامة للوكیل العام للملك لدى محكمة النقض‪ ،‬كان لزاما وضع نص‬
‫قانوني یضبط العالقة بین السلطة القضائیة ورئاسة النیابة العامة والوزارة المكلفة بالعدل‬
‫داخل المحاكم وتحدید اختصاصات الوزارة في مجال تدبیر اإلدارة القضائیة‪ .‬ھذا وبالرجوع‬
‫إلى مشروع قانون ‪ 38.15‬المتعلق بالتنظیم القضائي فإنه یتضمن ‪ 120‬مادة (مقابل ‪28‬‬
‫‪10‬‬
‫فصال في القانون الحالي) موزعة على اربعة اقسام‬
‫فبالرغم من أن مشروع ‪ 38.15‬الزال لحد االن في قید التنفیذ‪ ،‬ال یمنعنا ھذا من محاولة‬
‫ت بیان القیمة الموضوعیة المضافة التي جاء بھا‪ ،‬والتي من شأنھا إعطاء دفعة قویة لجل‬
‫مكونات القضاء‪ ،‬خصوصا بعض المستجدات من حیث الموضوع‪ ،‬والتي تمثلت في مجموعة‬
‫من المقتضیات لعل أھمھا في إطار موضوعنا الحالي ھو تأكید المشرع المغربي على أن‬
‫أھم مبدأ یقوم علیه التنظیم القضائي للمملكة‪ ،‬ھو مبدأ استقالل السلطة القضائیة عن السلطة‬
‫‪11‬‬
‫التشریعیة والسلطة التنفیذیة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مظاهر استقالل السلطة القضائية‬

‫المطلب األول‪ :‬استقالل النيابة العامة عن الجهاز التنفيذي‬

‫یتمیز جھاز النیابة العامة بالتراتبیة الوظیفیة لممثلیه ‪ ،‬و ھو ما یترتب عنه أن بعضھم یعتبر‬
‫رئیسا ‪ ،‬و البعض اآلخر مرؤوسا ‪.‬و ھذا الوضع تؤكده بشكل صریح أحكام المادة ‪ 111‬من‬
‫دستور المملكة التي تنص على أنه "یجب على قضاة النیابة العامة تطبیق القانون كما یتعیتعین‬
‫علیھم االلتزام بالتعلیمات الكتابیة القانونیة الصادرة عن السلطة التي یتبعون لھا "‪.‬و تعتبر السلطة‬

‫‪ 10‬لمزید من االطالع یرجى مراجعة مشروع التنظیم القضائي ‪.38.15‬‬


‫‪ 11‬المادة ‪ 4‬من مشروع قانون ‪ ”:38.15‬یقوم التنظیم القضائي على مبدأ استقالل السلطة القضائیة عن السلطة التشریعیة والسلطة التنفیذیة"‬
‫‪8‬‬
‫الرئاسیة في ھذا اإلطار إحدى الصالحیات و الحقوق التي تخول للرئیس سلطة التوجیه ‪ ،‬الرقابة‬
‫و اإلشراف ‪ ،‬وھذا یعني أن على المرؤوس أن یخضع لھا و أن یعمل على تنفیذ التعلیمات‬
‫الكتابیة لرئیسه ‪ ،‬ویستوجب ذلك أن یتقید قاضي النیابة العامة بھا و أن یسعى إلى تنفیذھا‪ 12‬وإال‬
‫تعرض لجزاءات تأذیبیة إلخالله باإللتزام الواجب بتنفیذ تعلیمات رؤسائه و ذلك طبقا للشروط‬
‫التي یحددھا القانون وقد تتراوح ھذه التدابیر بین التوقیف و النقل و اإلحالة على أنظار المجلس‬
‫األعلى للسلطة القضائیة قصد تأدیبه ‪ .‬و قد كان یمارس ھذه المسطرة وزیر العدل باعتباره‬
‫رئیسا لقضاة النیابة العامة بمقتضى المادة ‪51‬و المادة ‪38‬من قانون المسطرة المدنیة ( الصیغة‬
‫القدیمة ) ‪.‬‬
‫وبعد إقرار دستور فاتح یولیوز ‪ 2011‬و إرسائه لمبدأ استقالل السلطة القضائیة أصبح لھذا‬
‫الجھاز رئیس على الصعید الوطني و ھو الوكیل العام للملك لدى محكمة النقض ‪ ،‬وذلك إمعانا‬
‫في إبعاد السلطة التنفیذیة من التدخل في شؤون السلطة القضائیة و تسییره عن طریق اسناد‬
‫‪13‬‬
‫رئاسة النیابة العامة لوزیر العدل ‪.‬‬
‫ففي إطار الوضع السابق لستور ‪ 2011‬یمكن تفسیر األمر على أساس أنه یعود بالقطع إلى‬
‫العالقة القانونیة المتینة و المتشبعة التي تجعلھا غیر قادرة عن االستقالل عن السلطة التنفیذیة ‪،‬‬
‫و ھو مایجعل بداھة جزء ھاما من سلطة القضاء في مجال العدالة الجنائیة ( سلطة المتابعة )‬
‫في ید السلطة التنفیذیة إلى حدود یمكننا أن نقول معھاإن النیابة العامة ال تمثل المجتمع و الدولة‬
‫في الخصومة الجنائیة بل تمثل السلطة التنفیذیة و ھو مس صارخ بمبدأ استقالل السلطة القضائیة‬
‫ركیزة األنظمة الدیمقراطیة و الحجر األساس لنظام العدالة بھا ‪ ،‬وھو الوضع الذي تنبھه له‬
‫المشرع المغربي المدفوع بالرغبة الجامحة نحو بناء قضاء مستقل و نزیه ‪ ،‬ترجمته التحوالت‬
‫الدستوریة العمیقة التي عرفتھا المملكة و التي قادت نحو استقالل جھاز النیابة العامة الذي یشكل‬
‫أحد األضالع الثالث للسلطة القضائیة ( سلطة المتابعة ‪ ،‬سلطة التحقیق ‪ ،‬و سلطة الحكم ) عن‬
‫السلطة التنفیذیة و تعیین الوكیل العام للملك لدى محكمة النقض رئیسا أعلى لقضاة النیابة العامة‬
‫‪ ،‬حیث انتقلت رئاسة النیابة العامة من ید وزیر العدل إلى ید الوكیل العام للملك لدى محكمة‬
‫النقض و لكن دون أن یترتب عن ھذه التغییرات أي مساس بمبدأ خضوع النیابة العامة للسلطة‬
‫الرئاسیة ‪.‬‬
‫ومن بین اإلشكاالت التي كانت تطرح أیضا في ظل الوضع السابق أیضا تلك المرتبطة‬
‫باختصاص النیابة العامة بتحریك الدعوى العمومیة ‪ ،‬فالنیابة العامة باعتبارھا الجھة المخول لھا‬
‫صالحیة ممارسة الدعوى العمومیة ھي التي تملك صالحیة اإلحالة من عدمھا تبعا لسلطتھا‬
‫التقدیریة المعترف لھا بھا في إطار سلطة المالءمة و بالتالي فھي صاحبة القرار إما بأن تحیل‬
‫الملف على أنضار القضاض فیما یتعلق بالقضاء الجزري أو تتخد قرارا بحفظ الملف ‪ ،‬و وزیر‬
‫العدل باعتباره رئیسا لھا سابقا كان یملك سلطة على قرارھا ھذا بطبیعة الحال ‪ ،‬و بالتالي قد‬
‫یحدث أن الوزیر العتبارات سیاسیة قد یمنع النیابة العامة من إحالة الملف على القضاء ألغراض‬

‫‪ 12‬للمزید من االطالع حول السلطة الرئاسیة في القانون اإلداري راجع ‪ :‬محمد بلحاج ‪ ،‬القانون اإلداري المغربي ‪ ،‬المطبعة الملكیة ‪ ،‬الرباط ‪1988،‬‬
‫ص ‪ 66‬و مایعدھا ‪.‬‬
‫‪ 13‬محمد أحداف ‪ ،‬شرح قانون المسطرة المدنیة ‪ ،‬مسطرة البحث التمھیدي ‪ ،‬الجزء األول طبعة ‪ ، 2018‬مطبعة سجلماسة ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫شخصیة ال أساس قانوني لھا و بالتالي تصبح الخصومة الجنائیة في ھذا الخصوص ملكا لوزیر‬
‫العدل ال للدولة و المجتمع و ھو توجه خطیر من وجھة نظرنا قد یعطل سیادة القانون و یفتح‬
‫الباب أمام العدالة السیاسیة ‪ ،‬و أمام عدم إمكانیة مساءلة النیابة العامة تصبح القراءة السابقة أشد‬
‫تھدیدا للعدالة ‪ ،‬فوزیر العدل باعتباره رئیسا لھذا الجھاز ( سابقا ) یعتبر محصنا من المساءلة‬
‫متى كانت اإلجراءات التي باشرھا موافقة للقانون ( ظاھریا ) ولو كانت له دوافع سیاسیة ‪ ،‬و‬
‫ھو ما یعني بأن النیابة العامة یمكن أن تشكل أداة انتقام من المعارضة و الخصوم السیاسیین و‬
‫ھو ماال ینسجم و وصفھا بكونھا خصم شریف تتولى الدفاع عن المجتمع و تحتكر سلطة المتابعة‬
‫من أجل تفعیل حق الدولة في العقاب ‪ ،‬وفي ھذا الخصوص تنص الفقرة األولى من المادة الثانیة‬
‫من قانون المسطرة المدنیة على أنه "یترتب عن كل جریمة الحق في إقامة دعوى عمومیة‬
‫لتطبیق العقوبات ‪ "...‬و اتباطا بھذه الفقرة تنص الفقرة الثانیة من المادة الثالثة "یقیم الدعوى‬
‫العمومیة ویمارسھا قضاة النیابة العامة‪ ،‬كما یمكن أن یقیمھا الموظفون المكلفون بذلك قانونا‪"...‬‬
‫‪.‬‬
‫إن التخوفات التي أبدیناھا سابقا تصبح أكثر حدة إذا ما علمنا بأن أغلب القضایا الجنائیة التي تقل‬
‫مدة العقوبة السجنیة فیھا عن ثالثین سنة ال تخضع لمسطرة التحقیق اإلعدادي بصورة إجباریة‬
‫‪ ،‬و ھو مایعني بأن إخضاع ھذه الجرائم لھذه المسطرة مرھون بالسلطة التقدیریة لجھة المتابعة‬
‫‪ ،‬علما أن قضاء التحقیق ھو الصمانة األبرز للمتھم كونه یسمح بتعمیق البحث و استجالء الحقائق‬
‫بما یخدم المتھم ‪ ،‬و بالتالي فغیاب االستقاللیة الذي یكفل التجرد و النزاھة و مع خضوع النیابة‬
‫العامة لسلطة المتابعة التي یتعین معھا على قضاة النیابة العامة الخضوع لتوجیھات الرئیس و‬
‫أوامره الكتابیة یمكن أن یشكل مدخال واسع الباب نحو تعطیل ھذه المؤسسة الھامة و بالتالي‬
‫اھدار الحقوق تحت ذریعة أن مباشرة مسطرة التحقیق اإلعدادي ال تتم إال في الحالة التي ینص‬
‫القانون على ذلك أو الحالة التي تقدر فیھا النیابة العامة عدم جاھزیة الملف للبث ‪ ،‬و بالتالي‬
‫تجنح النیابة العامة إلى اإلحالة المباشرة للملف على قضاء الحكم في قضایا ذات عقوبات طویلة‬
‫و متوسطة األجل دون بمصلحة المتھم ‪.‬‬
‫إن إقرار استقالل جھاز النیابة العامة عن سلطة وزیر العدل خطوة بالغة األھمیة نؤیدھا من‬
‫وجھة نظرنا فھي من ش أنھا أن تعطي لمیدان العدالة ببالدنا الدفعة الكبیرة في اتجاه بناء جھاز‬
‫قضائي یراعي تطلعات المواطن المغربي و یعید الثقة ( المفقودة ) في مرفق العدالة و یعزز‬
‫من موقف و مصداقیة قطاع االسثتمار الذي یرى كما أسلفنا في دولة الحق و القانون المالذ‬
‫اآلمن لرؤوس األموال ‪ ،‬و بالتالي التالي تتحقق التنمیة االقتصادیة و الرخاء االجتماعي بالدولة‬
‫‪ ،‬كما أن ھذا االختیار ینسجم و الرغبة الدستوریة الرامیة إلى احقاق القانون و المساواة أمامه ‪،‬‬
‫و التي جسدھا التخلي عن تمتیع النواب البرلمانیین بالحصانة المطلقة و حصرھا في التعبیر عن‬
‫الر أي المشروط بعدم المجادلة في الدین اإلسالمي و االحترام الواجب للملك دون المخالفات‬
‫الجنائیة ‪ ،‬وھو مایستفاذ من نص الفصل ‪ 64‬من دستور المملكة حیث نص على أنه "ال یمكن‬
‫متابعة أي عضو من أعضاء البرلمان‪ ،‬وال البحث عنه‪ ،‬وال إلقاء القبض علیه‪ ،‬وال اعتقاله وال‬
‫محاكمته‪ ،‬بمناسبة إبدائه لرأي أو قیامه بتصویت خالل مزاولته لمھامه‪ ،‬ماعدا إذا كان الرأي‬
‫المعبر عنه یجادل في النظام الملكي أو الدین اإلسالمي‪ ،‬أو یتضمن ما یخل باالحترام الواجب‬
‫‪10‬‬
‫للملك‪ ".‬وھي خطوة كذلك تضع نواب المؤسسة التشریعیة في خانة األشخاص الذین یمكن‬
‫متابعتھم بما ینسب إلیھم من جرائم خالفا لما كان معموال به في السابق‪ ،‬وھذا أحد أھم تجلیات‬
‫استقالل السلطة القضائیة عن السلطة التشریعیة ھي األخرى‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إكراهات استقالل السلطة القضائية‬

‫رغم الضمانات التشریعیة الستقالل السلطة القضائیة والخطوة النوعیة التي أتى بھا دستور‬
‫‪ 2011‬بھذا الخصوص‪ ،‬إال أن داء السلطة القضائیة الذي ھو االستقالل لم یتم عالجه بشكل‬
‫كامل بعد‪ ،‬و ذلك راجع لعدة إكراھات الزالت حاضرة و تؤثر بشكل أو بآخر على استقالل‬
‫القضاء التام‪ ،‬فمن المعروف أن المضامین التشریعیة لن تتحقق إال بتنزیلھا على أرض الواقع‪،‬‬
‫و بمالحظة ھذا األخیر نجد عدة عثرات تقف دون اكتمال مالمح االستقالل القضائي التامة‪ ،‬و‬
‫یمكن تقسیم ھاته المعیقات كاآلتي‪:‬‬
‫‪ 1‬التبعية للسلطة التنفيذية‪: 14‬‬
‫من خالل المالحظة الواقعیة والقضائیة‪ ،‬نالحظ أن القضاء خاضع بصفة غیر مرغوب فیھا‬
‫لوزارة العدل باعتبارھا سلطة تنفیذیة‪ ،‬حیث أن الدولة المغربیة تعامل القضاء بمنطق المھنة‬
‫التابعة للحكومة‪ ،‬و ھذا بجعل االعتبارات السیاسیة تطغى على القضائیة أو الحقوقیة بصفة عامة‪.‬‬
‫في الحقیقة ال یمكن إنكار ما جاء به القانون التنظیمي الخاص بالنظام األساسي للقضاة‪ ،‬حیث‬
‫استطاع فعال أن یحل عقدة النیابة العامة بجعلھا تحت سلطة ومراقبة الوكیل العام للملك لدى‬
‫محكمة النقض‪ ،‬عوض الوزیر طبقا لما كان معموال منذ ‪ ،1974‬رغم ذلك‪ ،‬قد آن األوان للتخلص‬
‫من ھاته التبعیة وقتل الخناق على القضاء للرقي باستقالله‪ ،‬وذلك عبر عدة خطوات من بینھا‬
‫یمكن القول أن تصبح مباراة الملحقین القضائیین و تكوینھم من صالحیات المجلس األعلى‬
‫للسلطة القضائیة‪.‬‬
‫و ھاته االشكالیة لیست مطروحة فقط في المغرب‪ ،‬بل تتجاوزھا إلى دول أخرى من قبیل الجزائر‬
‫التي یلعب فیھا أیضا الجھاز التنفیذي أدوارا مھمة تجعله یدلي بسیطرته على القضاة‪ ،15‬فالجھاز‬
‫التنفیذي في الجزائر ھو من ینظم مسابقة لتوظیف القضاة‪ ،‬و ھو من یعین القضاة بمقتضى‬
‫مرسوم رئاسي‪ ،‬بل في بعض الحاالت االستثنائیة یمكن تعیین مستشارین بمجلس الدولة وفق‬
‫بعض الشروط بناء على اقتراح من وزیر العدل‪.‬‬
‫ھناك بعض الدول التي حاولت تجنب االنتقادات التي قد توجه لتسییرھا الجھاز القضائي بالتخلي‬
‫عن فكرة تعیین القضاة‪ ،‬واالعتماد على أسلوب اإلنتخاب‪ ،‬وھذا ھو التوجه الذي اعتمدته الوالیات‬
‫المتحدة األمریكیة‪ ،‬حیث أخذت بنظام اإلنتخاب في تعیین القضاة لمنع الجناز التنفیذي من التدخل‬

‫‪ 14‬أحمد السكسیوي‪ ،‬وضعیة القضاء المغربي‪ :‬إشكالیة االستقالل و سؤال االصالح‪ ،‬جامعة محمد الخامس بالرباط كلیة الحقوق سال‪،2014/12/31 ،‬‬
‫تم االطالع علیه بتاریخ ‪ 2022/06/22‬على تمام الساعة ‪. 21:42‬‬
‫‪ 15‬سارة اوشان‪ ،‬إشكالیة استقالل السلطة القضائیة في دول المغرب العربي‪ ،‬الجزائر تونس و المغرب نموذجا‪ ،‬جامعة الجزائر‪ 1‬مخبر حقوق االنسان‬
‫و القانون الدولي االنساني‪ ، 2020/05/30 ،‬ص ‪.388‬‬

‫‪11‬‬
‫في السلطة القضائیة‪ ،‬و لتكریس استقاللیة أكبر لھذا الوتر الحساس‪ ،‬على اعتبار أن التعیین یمس‬
‫باستقاللیة القضاة في نظر دولة تمجد الفصل بین السلط‪.‬‬

‫‪ 2‬تنقيط القضاة‪:‬‬
‫من بین المعیقات ذات الطابع القانوني التي تحول أیضا دون االستقالل التام و الكامل للسلطة‬
‫القضائیة‪ ،‬فھناك من جھة ترقیة القضاة التي تقوم بناء على تنقیط الرؤساء لھم‪ ،‬و ھذا یطرح‬
‫عدة إشكاالت على المستوى العملي‪ ،‬حیث أن تبعیة القضاة في ترقیتھم لتنقیط الرؤساء من شأنه‬
‫التأثیر على عمل القضاة في بتھم لألحكام‪ ،‬خصوصا إذا ما علمنا أن المعیار في التنقیط ھو الكم‬
‫و لیس الكیف‪ ،‬حیث أن القاضي یرتقي باالعتماد على كم الملفات التي بت فیھا في السنة‪ ،‬و ھذا‬
‫یجعل السادة القضاة یسعون سرعة البت لخلق كمیات كبیرة من القضایا التي تم البت فیھا و ھذا‬
‫لیتم تنقیطھم بشكل جید من قبل الرؤیس و منه االرتقاء في السلم القضائي‪ ،‬لكن االشكال ھنا ھو‬
‫أن سرعة البت في األحكام تأتي على حساب معیار أكثر أھمیة أال و ھو الجودة‪ ،‬فالكم الھائل‬
‫من الدعاوى التي تحال یومیا على القضاة و ضغط عامل السرعة یجعل جودة األحكام و القرارات‬
‫منخفضة و ذلك بعدم التطرق للمقتضیات القانونیة الخاصة بموضوع النازلة عن طریق الخطأ‬
‫الناتج عن االجھاد او إغفال السادة القضاة لمقتضى معین‪ ،‬لكن خطأ القاضي مرتبط بحقوق و‬
‫حریات المواطنین و المواطنات‪ ،‬لذلك یذھب أحد الفقھاء‪ 16‬إلى قوله " ال یمكن لھذا األسلوب‬
‫الكمي الذي ال یعطي للكیف أھمیته الالزمة‪ ،‬أن یتخذ معیارا لتقییم عمل القضاة‪ ،‬ألنه من جھة‬
‫أولى یفتح المجال أمام ترقیة قضاة ال یولون أیة أھمیة للتقنیات الفنیة للقضاء‪ ،‬و یعتمدون على‬
‫الكم دون الكیف‪ ،‬و ألنه من جھة ثانیة یستبعد قضاة ھم أولى بالترقیة من غیرھم‪ ،‬بناء على‬
‫األحكام الرفیعة و اإلجراءات السلیمة و الناجعة التي قاموا بھا‪ .‬و من جھة ثالثة‪ ،‬ألن مثل ھذا‬
‫األسلوب ال یشجع على اإلبداع و االجتھاد القضائي و ھو األمر الذي توخاه المشرع من خالل‬
‫منحه القضاة عدة صالحیات إبان نظرھم في الملفات"‪ .17‬فھذا المعیار الكمي ال یمكن أن یأخذ‬
‫في تعیین القضاة خصوصا إذا ما علمنا أن بعض القضایا التي ال بمكن الفصل فیھا بشكل مبكر‬
‫مثل القضایا العقاریة مثال قد تأخذ أعوام للفصل فیھا‪ ،‬و ھذا لیس فیه عدل بتاتا‪ ،‬كون أن القضایا‬
‫العقاریة ال تقف في نفس الدرجة من الصعوبة مع حوادث السیر أو الحالة المدنیة من حیث‬
‫الصعوبة و اإلجراءات و طول المسطرة‪ ،‬األمر الذي یؤثر بدوره على ترقیة القاضي الذي و‬
‫إن كان لم ببت في قضایا كثیرة و لكن أحكامه ذو جودة عالیة‪ ،‬فلن یختلف اثنان على أن ھذا‬
‫إجحاف في حقه‪.‬‬
‫‪ 3‬العفو الملكي ‪:‬‬
‫بعد العفو الملكي آلیة یمارسھا جاللة الملك نصره هللا تروم إسقاط الصفة اإلجرامیة عن أشخاص‬
‫محكوم علیھم بعقوبات زجریة‪ ،‬و الفكرة ھنا أن القاضي عندما بحكم على متھم باإلدانة و یأتي‬
‫عفو ملكي لذلك الشخص و كأنه لم یرتكب ذلك الفعل الجرمي‪ ،‬فھذا یطرح إشكاالت عملیة‪،‬‬

‫‪ 16‬عبد الكریم الطالب‪ ،‬التنظیم القضائي المغربي دراسة عملیة‪ ،‬جامعة القاضي عیاض كلیة الحقوق بمراكش‪ ،‬مكتبة المعرفة مراكش‪ ،‬الطبعة الخامسة‪،‬‬
‫‪ ،2018‬ص ‪. 26‬‬
‫‪ 17‬عبد الكریم الطالب‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪. .26‬‬

‫‪12‬‬
‫ففضال عن أن ذلك المجرم قد یعود لیرتكب جریمة أخرى‪ ،‬ألنه لم یوقع جزاء في حقه إال ألنه‬
‫یشكل خطرا على استقرار المجتمع‪ ،‬فالعفو یعتبر آلیة للتدخل في اإلختصاص القضائي‪ ،‬حیث‬
‫یصبح الحكم بعد البت في القضیة بال جدوى ألن تنفیذه لم یكتمل بعد‪ ،‬و ھذا األمر شبیه بما ھو‬
‫الحال علیه في الجزائر‪ ،‬حیث یمارس الرئیس ما یصطلح علیه بالعفو الرئاسي و ینطبق علیه‬
‫ما قلناه على العفو الملكي‪.18‬‬
‫‪ 4‬معيقات مرتبطة بمحيط القضاة‪:‬‬
‫من اإلكراھات أیضا و التي غالبا ما یحجم الفقھاء عن التكلم عنھا في كتبھم و ھي مرتبطة‬
‫بمحیط القاضي‪ ،‬و ھي محاولة إغواء القضاة بالمال من أجل ربح القضیة‪ ،‬و لذلك یجب على‬
‫القاضي أن یحصن نفسه ضد ھكذا محاوالت و بقیم المھنة من حیاد و نزاھة و عدم الوقوع في‬
‫فخ ھاته العروض الغیر مشروعة‪ .‬و ھاته اإلشكالیة مطروحة في كافة دول العالم‪ ،‬فلیس ھناك‬
‫دولة تسلم من ظاھرة الرشوة‪ ،‬بل كافة الدول یعاقبون علیھا‪ ،‬و المغرب لیس استثناءا‪ ،‬حیث نجد‬
‫العدید من المقتضیات التي تحث القضاة على التحلي بقیم المھنة‪ ،‬و بشكل ضمني عدم قبول‬
‫الرشوة ( أو الھدیة ) التي قد یعرضھا أحد أطراف النزاع‪.‬‬
‫قد یتبادر إلى ذھن شخص ما أن ھاته الظاھرة ال تأثر على استقالل السلطة القضائیة ألنھا تؤثر‬
‫على القاضي الفرد‪ ،‬لكن في الحقیقة فالسلطة القضائیة متكونة من جمیع القضاة ‪ ،‬وإن كان أحدھم‬
‫أو شریحة منھم مرتشین‪ ،‬فھذا یؤثر بصفة مباشرة على استقالل السلطة القضائیة‪.‬‬

‫سارة اوشان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 395‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪13‬‬
‫خاتمة‬

‫أبدى المشرع المغربي إرادة حقيقية تسعى لتقوية وتوطيد استقالل السلطة القضائية‬
‫بالمغرب‪ ،‬وذلك بدءا من تكريسه لهذا المبدأ دستوريا‪ ،‬وارتقائه بالقضاء إلى سلطة‬
‫مستقلة عن السلطتين التشريعية والتنفيذية‪ ،‬مرورا بإصداره للقانونين التنظيميين‬
‫المتعلقين بالمجلس األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬إذ يعتبر ذلك ترجمة فعلية لمقتضيات‬
‫دستور فاتح يوليوز لسنة ‪ ،2011‬وتوصيات ميثاق إصالح منظومة العدالة فيما‬
‫يتعلق بتوطيد استقاللية السلطة القضائية‪.‬‬
‫وأخيرا‪ ،‬إن المقتضيات الدستورية والتنظيمية الجديدة المتعلقة بالسلطة القضائية‪،‬‬
‫تؤكد بجالء انخراط المشرع المغربي في مسلسل إصالح القضاء وضمان استقالله‪.‬‬
‫إذ يعد استقالل القضاء من المبادئ األساسية والثابتة إلرساء دولة الحق والقانون‪.‬‬
‫غير أنه يتعين على المشرع المغربي أن يالئم أكثر هذه المقتضيات القانونية الجديدة‬
‫المتعلقة باستقالل السلطة القضائية‪ ،‬مع المعايير الدولية الخاصة باستقالل السلطة‬
‫القضائية‪ ،‬وذلك حتى يتحقق للقضاة شروط وظروف ممارستهم لمهامهم على أكمل‬
‫وجه‪ ،‬وبكل استقاللية عن باقي السلط العامة في الدولة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫الكتب‪:‬‬

‫عبد الرحمان الشرقاوي‪ ،‬التنظيم القضائي‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،‬مطبعة األمنية‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫الرباط ‪2022‬‬
‫نادية جامع "الوجيز في القانون الدستوري" الطبعة األولى مطابع الرباط نت‬ ‫‪‬‬
‫‪2019‬‬
‫محمد أحداف‪ ،‬شرح قانون المسطرة المدنية‪ ،‬مسطرة البحث التمهيدي‪ ،‬الجزء‬ ‫‪‬‬
‫األول طبعة ‪2018‬‬
‫عبد الكريم الطالب‪ ،‬التنظيم القضائي المغربي دراسة عملية‪ ،‬جامعة القاضي‬ ‫‪‬‬
‫عياض كلية الحقوق بمراكش‪ ،‬مكتبة المعرفة مراكش‪ ،‬الطبعة الخامسة‪،‬‬
‫‪2018‬‬
‫سارة اوشان‪ ،‬إشكالية استقالل السلطة القضائية في دول المغرب العربي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الجزائر تونس والمغرب نموذجا‪ ،‬جامعة الجزائر‪ 1‬مخبر حقوق االنسان و‬
‫القانون الدولي االنساني‬

‫المواقع والمقاالت‪:‬‬

‫‪ ‬محمد الداودي‪ ،‬استقالل السطلة القضائية بيم التنصيص القانوني ومتطلبات‬


‫التطبيق‪ ،‬مقال منشور بالمجلة المغاربية للرصد القانوني والقضائي‪ ،‬العدد‬
‫الثاني ‪2020‬‬
‫‪ ‬األمم المتحدة حول المبادئ األساسية بشأن اسقالل السلطة القضائية‪،‬‬
‫منشورة على الموقع االلكتروني التالي‬
‫‪15‬‬
‫‪https://www.ohchr.org/ar/instruments- ‬‬
‫‪mechanisms/instruments/basic-principles-independence-‬‬
‫‪judiciary‬‬
‫‪ ‬اللجنة الدولية للحقوقيين‪ ،‬المبادئ الدولية المتعلقة باستقالل ومسؤولية‬
‫القضاة والمحامين وممثلي النيابة العامة‪ ،‬دليل الممارسين‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫جنيف ‪2007‬‬
‫‪ ‬أحمد السكسيوي‪ ،‬وضعية القضاء المغربي‪ :‬إشكالية االستقالل و سؤال‬
‫االصالح‪ ،‬جامعة محمد الخامس بالرباط كلية الحقوق سال‪،2014/12/31 ،‬‬
‫تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 2022/06/22‬على تمام الساعة ‪21:42‬‬

‫‪16‬‬
‫الفهرس‬

‫مقدمة‪2................................................. ........................................................... :‬‬


‫المبحث االول‪ :‬التأصيل الدولي والتشريعي لمبدأ استقالل السلطة القضائية‪5..................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬التأصيل الدولي لمبدأ استقالل السلطة القضائية‪5..............................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬التأصيل التشريعي لمبدأ استقالل السلطة القضائية‪6...........................................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬التأصيل الدستوري لمبدأ استقالل السلطة القضائية ‪6..........................................‬‬
‫اوال‪ :‬استقالل السلطة القضائية في ظل الدستور‪7................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تأصيل مبدا استقالل السلطة القضائية وفق القانون رقم ‪38.15‬المتعلق بالتنظيم القضائي‪8.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مظاهر استقالل السلطة القضائية‪8.........................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬استقالل النيابة العامة عن الجهاز التنفيذي خطوة نحو اإلصالح‪8..........................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إكراهات استقالل السلطة القضائية‪9..........................................................‬‬
‫التبعية للسلطة التنفيذية‪10...................................................................................‬‬
‫تنقيط القضاة‪10...................................................................................................‬‬
‫العفو الملكي‪11....................................................................................................‬‬
‫معيقات مرتبطة بمحيط القضاة‪11.................................................................................‬‬
‫خاتمة‪13............................................................................................................‬‬
‫الئحة المراجع‪14....................................................................................................‬‬

‫‪17‬‬

You might also like