You are on page 1of 3

‫املحاضرة األولى‪ :‬املبادئ التي يقوم عليها النظام القضائي الجزائري‬

‫يرتكز النظام القضائي الجزائري كغيره من النظم على جملة من املبادئ واألسس منها ما هو مستمد‬
‫من الدستور‪ ،‬وبعضها اآلخر مستمد من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ونحاول أن نذكر أهم هذه‬
‫املبادئ‪:‬‬

‫املطلب األول‪ :‬مبدأ استقاللية القضاء‬

‫أي أن القضاء يمثل سلطة قائمة بذاتها إلى جانب السلطتين التشريعية والتنفيذية‪ .‬وقد نصت‬
‫املادة ‪ 156‬من دستور ‪ 1996‬املعدل صراحة على هذه االستقاللية بنصها " السلطة القضائية مستقلة‬
‫وتمارس في إطار القانون"‪.‬‬

‫فال يحق للسلطات األخرى التدخل في عمل السلطة القضائية تحت أي ظرف كان‪ ،‬أو بمعنى آخر القاض ي‬
‫مستقل وال يخضع إال لضميره وال يجب أن تكون عليه أي ضغوط من أي ناحية‪ ،‬كما نصت املادة ‪ 165‬على‬
‫أنه " ال يخضع القاض ي إال للقانون" ‪.‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬مبدأ التقاض ي على درجتين‬

‫من املبادئ الجوهرية في اإلجراءات‪ ،‬مبدأ التقاض ي على درجتين ‪ ،‬ومقتض ى هذا املبدأ أنه يجوز‬
‫للخصم الذي يخفق في دعواه أمام املحكمة التي نظرت في قضيته ألول مرة أن يلجأ مرة ثانية إلى جهة أعلى‬
‫درجة إلعادة النظر في قضاء املحكمة التي أصدرت الحكم املطعون فيه‪ ،‬فاملادة ‪ 6‬من القانون الجديد‪،‬‬
‫تضمنت مبدأ التقاض ي على درجتين مالم ينص القانون على خالف ذلك‪ ،‬فإذا تعرضت املحكمة ملوضوع‬
‫الدعوى وأصدرت فيه حكما حاسما للنزاع حول هذا املوضوع فإن سلطتها تنقض ي بشأن ذلك النزاع‪ ،‬وال‬
‫يعد لها أية والية في إعادة بحثه أو تعديل قضائها ولو باتفاق الخصوم‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬مبدأ ازدواجية القضاء‬

‫تم تكريس هذه االزدواجية من خالل املادة ‪ 171‬من دستور ‪ 1996‬املعدل التي نصت على أنه تمثل‬
‫املحكمة العليا الهيئة املقومة ألعمال املجالس القضائية واملحاكم‪ .‬يمثل مجلس الدولة الهيئة املقومة‬
‫ألعمال الجهات القضائية اإلدارية‪.‬‬
‫تضمن املحكمة العليا ومجلس الدولة توحيد االجتهاد القضائي في جميع أنحاء البالد ويسهران على احترام‬
‫القانون‪.‬‬

‫تفصل محكمة التنازع في حاالت تنازع االختصاص بين هيئات القضاء العادي وهيئات القضاء اإلداري"‬
‫ً‬
‫وتجسيدا لهذا املبدأ نصت املادة األولى من القانون ‪ 09-08‬املتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية "‬
‫تطبق أحكام هذا القانون على الدعاوى املرفوعة أمام الجهات القضائية العادية والجهات القضائية‬
‫اإلدارية ‪.‬‬

‫املطلب الرابع ‪ :‬حق اللجوء إلى القضاء‬

‫إن حق اللجوء للقضاء من الحقوق العامة التي تثبت للمتقاض ي وهي الحقوق التي يكفلها الدستور‬
‫ً‬
‫في مادتيه ‪ 158‬و‪ 168‬التي رتبت للمتقاض ي حقوقا ال يجوز الحد منها إال في الحدود التي رسمها القانون‪ ،‬ومن‬
‫ثم فلكل شخص مهما كانت طبيعته وجنسه أو دينه حق اللجوء للقضاء بقصد الحصول على الحماية‬
‫ً‬
‫القضائية‪ ،‬كمانصت املادة ‪ 03‬ق إ م إ في فقرتها األولى على أنه " يجوز لكل شخص يدعي حقا رفع الدعوى‬
‫أمام القضاء للحصول على ذلك الحق أو حمايته‪".‬‬

‫املطلب الخامس‪ :‬مبدأ املساواة أمام القضاء‬

‫وهو من املبادئ الدستورية‪ ،‬حيث نصت املادة ‪ 158‬من دستور ‪ 1996‬املعدل على أنه " أساس‬
‫القضاء مبادئ الشرعية واملساواة‪ .‬الكل سواسية أمام القضاء‪ ،‬وهو في متناول الجميع ويجسده احترام‬
‫القانون‪.‬‬

‫ونصت املادة ‪ 2/3‬من ق إ م إ على أنه يستفيد الخصوم أثناء سير الخصومة من فرص متكافئة لعرض‬
‫طلباتهم ووسائل دفاعهم‪ .‬فالقانون القضائي يخاطب األشخاص بصفتهم ال بذواتهم باستثناء حالة‬
‫الحصانة‪.‬‬

‫املطلب السادس‪ :‬مبدأ مجانية القضاء‬

‫إذا كان الكل سواسية أمام القضاء فهو في متناول الجميع فإن القضاء كمرفق عام يقوم بمهمة‬
‫نبيلة تتمثل في فض النزاعات وتنظيم العالقات بين األفراد وحماية الحريات‪ ،‬هذه األهمية جعلت القضاء‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يكون في خدمة األفراد مجانا وتحت تصرفهم ‪ ،‬فاألفراد ال يقدمون مقابال لعمل القاض ي‪ ،‬كما أن الرسوم‬
‫املطلوبة لرفع الدعوى ال تخل بمبدأ املجانية ألنها تشكل مساهمة رمزية في األعباء‪ ،‬وحتى ال تفتح الباب لكل‬
‫من هب ودب أن يلجأ للقضاء في النزاعات القضائية غير املهمة‪ ،‬وهناك بعض الفئات تستفيد من نظام‬
‫املساعدة القضائية‪.‬‬

‫املطلب السابع‪ :‬مبدأ الوجاهية‬

‫يراد بالوجاهية اتخاذ كافة اإلجراءات في مواجهة الخصوم بطريق يمكنهم من العلم بها سواء عن‬
‫طريق إجرائها في حضورهم كإبداء الطلبات والدفوع واجراء التحقيقات أو عن طريق إعالنهم بها أو تمكينهم‬
‫من االطالع عليها ومناقشتها‪ ،‬والهدف من هذا املبدأ ضمان تطبيق حق الدفاع للخصوم عبر اإلحاطة بكل‬
‫اإلجراءات وتمكينهم من الرد عليها‪.‬‬

‫والوجاهية إلزام يقع على الخصوم والقاض ي على حد سواء‪ ،‬فأطراف الخصومة يباشرون دعواهم بما يكفل‬
‫عدم الجهالة لدى الطرف اآلخر‪ ،‬كما يقع على القاض ي تمكين األطراف بما يدعيه كل واحد منهم‪.‬‬

‫املطلب الثامن‪ :‬مبدأ علنية الجلسات‬

‫األصل في سير الجلسات أن تتم بشكل علني إلضفاء الثقة والطمأنينة ووقوف الكافة على إجراءات‬
‫التقاض ي التي يتساوى بالنسبة لها جميع املتقاضين‪ ،‬فالعالنية هي إحدى الضمانات لعدم التحيز واملراد‬
‫بالعلنية تمكين املواطنين من حضور الجلسة ومتابعة مجرياتها‪ ،‬ويعود للقاض ي في كل األحوال ضبط سير‬
‫الجلسة وتمنح العالنية ثقة للجمهور في عدالة أحكام القضاء‪.‬‬

‫فاملادة ‪ 7‬من القانون الجديد‪ ،‬تنص على أن الجلسات علنية‪ ،‬مالم تمس العلنية بالنظام العام واآلداب‬
‫العامة أو حرمة األسرة‪ .‬وللمحكمة من تلقاء نفسها أو بناء على طلب أحد الخصوم عقد الجلسة في سرية‬
‫بغرفة املشورة‪ ،‬محافظة على النظام العام أو مراعاة اآلداب أو حرمة األسرة في أية دعوى تنظرها‬

‫املطلب التاسع‪ :‬حق الدفاع‬

‫ألطراف الخصومة أمام القضاء حق الدافع سواء كانوا مدعين أو مدعى عليهم أو متدخلين‪ ،‬طاملا‬
‫أن لهم صفة الخصم في الدعوى‪ ،‬فللمدعي أن يبدي ما شاء من أوجه الدفاع وللمدعى عليه ومن هو في‬
‫مركزه من الخصوم ‪ ،‬أن يبدئ ما شاء من أوجه الدفاع والدفوع لتفادي االستجابة لطلبات خصمه‪ ،‬فحق‬
‫الدفاع حينئذ هو األهلية املمنوحة للمواطن لشرح طلباته بكل طريق مشروع ‪ ،‬مدعيا كان أو مدعى عليه‪.‬‬

You might also like