Professional Documents
Culture Documents
fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
ان ا ألسلوب املعمتد حلل تنازع القوانني يف معظم ا ألنظمة القانونية يمتثل يف وضع قواعد للتنازع أأو الس ناد ،الت
ترشد القايض اىل القانون الواجب التطبيق عىل املراكز القانونية ذات العنرص ا ألجنيب ،واملغرب كغريه من ادلول يعمتد
هذا ا ألسلوب حلل التنازع بني القوانني ،حبيث معد عىل تضمني ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني وا ألجانب عدة قواعد
للس ناد .وجمال تطبيق قاعدة الس ناد خيتلف ابختلف موضوع هذه القاعدة ،وما اذا اكن يتعلق اب ألحوال الشخصية
أأو العينية ل ألشخاص (فصل أأول) أأو ما اذا اكن هيم جمال ا ألعامل القانونية وغري القانونية (فصل اثين).
77
هكذا اس تعمل املرشع املغريب كعنوان لقانون أأحواهل الشخصية (قبل الغاء هذا القانون واحداث مدونة
ا ألرسة) ،وكذا املرشع التونس اذلي أأطلق هذا القانون "جمةل ا ألحوال الشخصية".
ان املرشع املغريب مل يذكر لفظ ا ألحوال الشخصية يف مدونة ا ألرسة بل يف نصوص ترشيعية أأخرى كام هو
احلال يف الفصل الرابع ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني ا ألجانب (كام اس تعملت يف فصول أأخرى من هذا الظهري) كام
اس تعمل هذا اللفظ يف الفصل 3من ظهري اجلنس ية املغربية لس نة ( 1958مث الغاؤه) وكذكل يف قانون الالزتامات
والعقود وذكل يف الفصل الثالث وكذكل يف قانون املسطرة املدنية (الباب الثالث من القسم اخلامس).
كام أأن القضاء املغريب يس تعمل هو بدوره هذا املصطلح اذ جاء يف قرار صادر عن اجمللس ا ألعىل بتارخي -7-5
1971ما ييل« :ان قوانني ا ألحوال الشخصية تعترب من النظام العام اذلي حيق ااثرته يف مجيع املراحل».
ال أأن املرشع املغريب وان اس تعمل لفظ ا ألحوال الشخصية يف أأكرث من نص قانوين ،ال أأنه مل يعرف املقصود
منه كام أأنه مل حيدد نطاقه بنص قانوين رصحي وذكل عىل عكس بعض الترشيعات ا ألخرى(.)70
اذ للفظ ا ألحوال الشخصية مفهوم واسع يف النظم القانونية السلمية عنه يف النظم القانونية الغربية ،فبيامن
تدخل املواريث والوصااي مضن املسائل املتعلقة اب ألحوال الشخصية يف النظم ا ألوىل مثل القانون املغريب ،فهيي ل تعترب
من فئة ا ألحوال الشخصية يف النظم الثانية كام هو احلال يف القانون الفرنس ،البلجييك ،الس باين ،وعليه س نتناول
النظام الفردي ل ألحوال الشخصية (الفقرة ا ألوىل) والنظام العائيل لها (الفقرة الثانية).
الفقرة ا ألوىل :النظام الفردي
أأول :الامس
تقرر النظم القانونية خملتلف ادلول رضورة أأن يكون للك خشص امس وذكل متيزيا لشخصيته أأو اثباات لهويته،
ولهذا معد املرشع املغريب عىل حامية الامس من لك احتيال أأو تزوير وذكل مبقتىض الفصول من 385عىل 387من
القانون اجلنايئ .ومن خلل هذا املنظور يطرح التساؤل يف حاةل الزناع بشأأن هذا الامس ،أأي قانون يطبق هل هو
قانون املوطن أأم القانون الوطين ؟
اعترب بعض الفقه أأن الامس يتصل بوضع الشخص يف دوةل معينة ل حبالته الشخصية ومن مث فانه خيضع اىل
قانون املوطن ل اىل القانون الشخيص.
بيامن يرى البعض الخر أأن الامس يعترب من العنارص الت تدخل يف احلاةل الشخصية للفرد وعليه فانه يف حاةل
وقوع نزاع بشأأنه فان القانون اخملتص هو قانون جنس ية الفرد ل قانون املوطن.
( )70مثل املرشع املرصي اذلي حدد يف املادة 13من قانون نظام القضاء (القانون رمق 147لس نة )1949نطاق ا ألحوال
الشخصية واذلي جاء فيه" :تشمل ا ألحوال الشخصية املنصوص علهيا يف املادة السابقة املنازعات واملسائل املتعلقة حباةل
ا ألشخاص و أأهليهتم أأو املتعلقة بنظام ا ألرسة اكخلطبة والزواج وحقوق الزوجية وواجباهتا املتبادةل واملهر والوصية ونظام
ا ألموال بني الزوجني والطلق والتطليق والتفريق والبنوة والقرار اب ألبوة واناكرها والعلقة بني ا ألصول والفروع
والالزتام ابلنفقة ل ألقارب وا ألصهار وتصحيح النسب والتبين والولية والوصاية والقيامة واحلجر والذن ابلدارة وابلغيبة
واعتبار املفقود ميتا ،وكذكل املنازعات واملسائل املتعلقة ابملواريث والوصااي وغريها من الترصفات املضافة اىل ما بعد
املوت".
78
وحنن نؤيد هذا الاجتاه عىل أأساس أأنه يف حاةل اكتساب خشص جنس ية أأخرى فان مفعولها هذا الاكتساب
يرسي عىل ا ألطفال القارصين انطلقا من الامس واللقب اذلين حيملهام ا ألب أأو ا ألم ابلنس بة لهؤلء ا ألطفال.
اثنيا :ا ألهلية
اذا اكنت ا ألهلية تعين صلحية الشخص للمتتع ابحلقوق والتحمل ابلواجبات ومن مت مبارشة الترصفات القانونية
املتعلقة هبذه احلقوق أأو تكل الواجبات لنفسه مفا هو القانون الواجب التطبيق يف حاةل الزناع بشأأهنا؟
حسب مقتضيات الفصل الثالث من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب فان حاةل الفرنس يني وا ألجانب و أأهليهتم
ختضع لقانوهنم الوطين ،وهذا الاجتاه هو اذلي تبناه املرشع املغريب وسارت عليه بعض الترشيعات اللتينية ،وعليه
فلك ما يتعلق ابحلاةل الشخصية ولك ما حتتوي عليه من حقوق ،يمت الرجوع يف تنظميه للقانون الوطين للمعين اب ألمر.
وا ألهلية نوعان أأهلية وجوب و أأهلية أأداء فهل الك ا ألهليتان خاضعتان للقانون الوطين؟
-1أأهلية الشخص اخلاضعة اىل قانون اجلنس ية:
ان ا ألهلية الت ختضع لقانون اجلنس ية يه أأهلية ا ألداء وليس أأهلية الوجوب وهذا ما نس تنتجه من الفصل
الثالث من قانون الالزتامات والعقود "ا ألهلية املدنية للفرد ختضع لقانون أأحواهل الشخصية.
ولك خشص أأهل لللزام والالزتام ما مل يرصح قانون أأحواهل الشخصية بغري ذكل"
فهذا الفصل يتحدث عن أأهلية ا ألداء ،فقط وقد أأخضعها لقانون اجلنس ية ،واحلمكة من اخضاع أأهلية ا ألداء
اىل قانون اجلنس ية وليس اىل قانون املوطن ،هو الرغبة يف حامية هذا الشخص أأثناء مبارشته للترصفات القانونية
وليس حامية هذه الترصفات.
فتوفر ا ألهلية هو رشط سابق للترصف القانوين ،ومن مث فان هذا الترصف ل يتحقق ال بتوفر مجيع أأراكنه
وفق ما ينص عىل ذكل الفصل 2من قانون الالزتامات والعقود (ف )2وعىل ر أأس هذه ا ألراكن ا ألهلية.
ويبدو من الفصل الثاين من قانون الالزتامات والعقود بأأن القاعدة العامة يف أأهلية ا ألداء أأهنا ختضع للقانون
الشخيص ال اذا ما اس تثناه القانون مثل ما ورد يف املواد 16-15-12من مدونة التجارة ،فهذه النصوص حتدد
رشوط أأهلية القارص ا ألجنيب ليس تطيع مبارشة ا ألعامل التجارية وهذا ما يعرف مبوانع الترصف .وكذكل ما ورد يف
الفصل 56-15-4من قانون الالزتامات والعقود.
-2أأهلية الشخص اخلاضعة لقانون املوطن
اذا اكنت أأهلية ا ألداء خاضعة مكبد أأ عام لقانون اجلنس ية ،فان أأهلية الوجوب ختضع اىل قانون املوطن.
وذكل عىل اعتبار أأن املرشع عند تنظميها ل يس هتدف من ذكل حامية ارادة الشخص نفسه ،وامنا يريد من
خللها فقط حامية املصلحة العامة ،ومن ذكل ما تقيض به املادة 907من القانون املدين البلجييك ،والت متنع عىل
الطبيب تلقي الهبات من مرضاه.
ومهنا كذكل ما نص عليه الفصلن 480و 481من قانون الالزتامات والعقود والذلان مينعان النائب أأو الوكيل
أأو املمثل القانوين من أأن يشرتي لنفسه ما أأنيط به بيعه مبقتىض النيابة أأو الواكةل.
79
وما نصت عليه كذكل املادة 18من مدونة ا ألرسة من منع القايض من أأن يتوىل بنفسه ،تروجي من هل الولية
عليه من نفسه ول من أأصوهل ول من فروعه.
-3أأهلية الشخص اخلاضعة لقانون القايض:
اذا اكنت أأهلية ا ألداء يه مناط المتيزي بني ا ألشخاص الطبيعيني يف مبارشة حقوقهم ،والقيام جبميع الترصفات
القانونية ،فان هذه املامرسة غالبا ما تكون مثار نزاع بني الوطنيني وا ألجانب ،أأو بني ا ألجانب اذلين ينمتون اىل دول
خمتلفة ،وذكل بسبب اختلف السن ،اللزم لهذه ا ألهلية بني ادلول من هجة أأو اصطدام املصاحل بني هؤلء أأثناء
حماوةل التنصل من هذه الالزتامات من هجة أأخرى.
وقد تساءل الفقه حول القانون الواجب التطبيق عندما يثور نزاع بشأأن أأهلية املتعاقد اذلي يدفع ابلبطلن
بسبب نقصان أأهليته ابلنس بة لقانونه الوطين رمغ أأنه اكمل ا ألهلية ابلنس بة لقانون دوةل القايض .لقد أأثري هذا الشاكل
مبناس بة قضية معروفة اكنت قد عرضت عىل القضاء الفرنس وتعرف بقضية ،LIZARDIوتتلخص وقائعها يف كون
شاب مكسيسيك ،اكن قد اشرتى جموهرات من بعض احمللت بباريس أأثناء ا ألزمة الاقتصادية لس نة ،1929وملا
طالبه ادلائنون اب ألداء ،دفع ببطلن ترصفه انطلقا من نقص أأهليته حسب قانونه الوطين اذلي حيدد كامل ا ألهلية يف
25س نة يف حني أأن LIZARDIتعاقد وس نه 23س نة ،أأي اكن قد بلغ سن الرشد القانوين حسب القانون الفرنس
أنذاك اذلي اكن حيدده يف 21س نة.
وقد تبىن القضاء الفرنس يف هذه النازةل قاعدة مفادها أأن القانون الشخيص ل يعتد به يف مسائل ا ألهلية،
مىت اكن أأحد أأطراف الزناع يمتسك ببطلن هذه ا ألهلية استنادا اىل قانونه الوطين ،يف حني أأهنا اكمةل حسب قانون
دوةل القايض وذكل تأأسيسا عىل مراعاة "املصلحة الوطنية" يف لك املعاملت الت يكون أأحد أأطرافها من ا ألجانب".
وقد اكنت احملامك العرصية يف املغرب يف عهد امحلاية ترحج القانون ادلاخيل املغريب عىل القانون ا ألجنيب مىت اكن
ا ألمر يتعلق برابطة قانونية خمتلطة بعةل "املصلحة احمللية" أأسوة ابملبد أأ اذلي جاء يف القرار الفرنس أأعله واملعروف
. LIZARDI
ومن القرارات الت ذهبت فهيا اىل ذكل ،جند قراري حممكة الاس تئناف ابلرابط ا ألول بتارخي 3ماي 1930
والثاين يف 7دجنرب .1940
الفقرة الثانية :النظام العائيل
ان الروابط العائلية ختتلف من دوةل ألخرى ذلا فان القوانني املنظمة لها قد ل ختلو من التناقضات خاصة يف
القضااي املتعلقة ابلزواج والطلق ،مما أأاثر الكثري من النظرايت واحللول القانونية ،وعليه سوف نقوم بدراسة النظام
العائيل وفق ما أأقره املرشع املغريب:
أأول :الزواج
س نتناول زواج ا ألجانب والزواج اخملتلط
-1زواج ا ألجانب:
خيضع لرشوط جوهرية و أأخرى شلكية
80
أأ -الرشوط اجلوهرية:
جاء يف الفصل 8من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب ما ييل «خيضع احلق يف ابرام الزواج للقانون الوطين للك
من الزوجني» ،وهذا يعد تطبيقا ملا جاء يف الفصل 3من نفس الظهري ،فالرشوط اجلوهرية للزواج تدخل يف اطار
حاةل ا ألشخاص ،اكلكفاءة البدنية والرىض واملوانع ...ويرجع خبصوصها للقانون الوطين للك من الزوجني.
ب -الرشوط الشلكية:
يقصد ابلرشوط الشلكية املقتضيات الت تتعلق بشلك ابرام عقد الزواج والجراءات الواجب اتباعها حىت
يعد العقد حصيحا ،وينص الفصل 11من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب عىل ما ييل " :ل جيوز للفرنس يني وا ألجانب
أأن يزتوجوا ال حسب القواعد الت يتعيهنا قانوهنم الوطين ،أأو حسب القواعد الت س تعني فامي بعد للحاةل املدنية يف
منطقة امحلاية الفرنس ية".
وعليه فانه يتعني عىل ا ألجانب اتباع ،اما:
-1تطبيق الشلك املنصوص عليه يف القانون الوطين للزوجني:
يف حاةل ما اذا اكن طرفا عقد الزواج من جنس ية واحدة فان تطبيق هذه القاعدة ل يثري أأي مشلك ،اذ تطبق
القاعدة الشلكية املنصوص علهيا يف القانون الوطين للزوجني.
وعليه ،اذا اكن الزوجان فرنس اجلنس ية ،فميكن هلام أأن يربما عقد الزواج أأمام القنصل الفرنس.
أأما اذا اكن الزوجان من جنس يتني خمتلفتني واكن قانوهنام الوطين خمتلف وجب يف هذه احلاةل تطبيق القانونني
معا.
وقد حيدث أأن يكون ألحد الزوجني جنس يتني وقانونني وطنيني خمتلفتني ،هنا يتعني تطبيق مقتضيات الفصل
الرابع من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب اذلي ينص "اذا اكن خشص ما حيمل يف أن واحد ابلنس بة اىل عدة دول
أأجنبية جنس ية لك واحدة مهنا فان القايض املعروض عليه الزناع يعني قانون ا ألحوال الشخصية الواجب التطبيق".
ب-الشلك املنصوص عليه يف نظام احلاةل املدنية املغرب
اكن الفصل 37من ظهري 1915عىل أأن ابرام الزواج يلزم أأن يمت علنية وطبقا للرشوط التالية:
-اشهار الزواج يف ا ألماكن احملددة ابلقانون
-وقوع الزواج يف مقر امجلاعة
-حضور شاهدين.
-السامح للجمهور حبضور حفل ابرام الزواج.
أأما الن وبعد أأن مت الغاء ظهري 4ش تنرب 1915اذلي اكن ينظم احلاةل املدنية ابملغرب وذكل مبقتىض قانون رمق
37/99املتعلق ابحلاةل املدنية والصادر بتارخي 3أأكتوبر ،2002فانه مل يعد ابماكن ا ألجانب ابرام الزواج دلى ضابط
احلاةل املدنية املغريب ومن مت مل تعد هلم ال اماكنية واحدة ويه تطبيق القانون الوطين للزوجني.
81
-2الزواج اخملتلط:
لقد أأتيحت الفرصة للقضاء املغريب لتعريف املقصود ابلزواج اخملتلط ،اذ جاء يف حمك احملمكة الابتدائية ابدلار
البيضاء ما ييل ...." :لتعريف الزواج اخملتلط جيدر ابحملمكة حرص الفئات املتواجدة عىل أأرض الوطن ،والت تتساوى
يف تطبيق مدونة ا ألحوال الشخصية املغربية أأو العربية أأو غريها فهناك مخس فئات:
-1املغاربة املسلمون وتطبق علهيم مدونة ا ألحوال الشخصية املغربية.
-2املسلمون غري املغاربة وخيضعون بدورمه ملدونة ا ألحوال الشخصية املغربية.
-3املغاربة العربيون وخيضعون لقانون ا ألحوال الشخصية العربية املغربية.
-4املغاربة غري املسلمني وغري العربيني وخيضعون ملدونة ا ألحوال الشخصية ابس تثناء تعدد الزوجات اذلي
حيرم علهيم والرضاع والطلق اذلي يتعني الترصحي به قضائيا ويف حاةل الزناع يطبق قانون ا ألب والزوج.
-5الفئة اخلامسة وتشمل ا ألجانب من غري املسلمني وغري العربيني وهؤلء خيضعون ملقتضيات ظهري الوضعية
املدنية ل ألجانب.
وبعد تصنيف هذه الفئات ميكن للمحمكة تعريف الزواج اخملتلط ،بأأنه ذكل الزواج اذلي يقع بني خشص ينمتي
اىل احدى الفئات ا ألربعة ا ألوىل وخشص ينمتي اىل الفئة اخلامسة ،وبعبارة أأخرى هو الزواج اذلي يقع من هجة بني
مغريب مسمل أأو مسمل غري مغريب أأو مغريب عربي أأو مغريب غري مسمل وغري عربي وبني أأجنيب مسمل وغري عربي".
وهذا الزواج اخملتلط خيضع ملقتضيات ظهري 4مارس 1960بشأأن انعقاد ا ألنكحة بني املغاربة وا ألجنبيات أأو
املغربيات وا ألجانب.
وقد حدد الفصل ا ألول من هذا الظهري اجلهة اخملول لها قانوان ابرام هذا الزواج اذ جاء فيه ما ييل:
"ان ا ألنكحة بني املغاربة وا ألجنبيات من هجة ،واملغربيات وا ألجانب من هجة أأخرى ما مل تكن ممنوعة يف قانون
ا ألحوال الشخصية اجلاري عىل الزوج املغريب ،جيوز أأن يقوم مبراس مي انعقادها بطلب من الزوجني ،ضابط احلاةل
املدنية وفقا ملقتضيات الظهري الرشيف املشار اليه أأعله املؤرخ يف 24شوال 1333املوافق ل 4ش تنرب 1915
(اخلاص بنظام احلاةل املدنية)( .مت الغاء هذا الظهري).
وبعد صدور مدونة ا ألرسة املغربية أأصبح يطرح اشاكل مدى رساين ظهري 4مارس 1960فكام هو معلوم
فان مدونة ا ألرسة هته مل تقم ابلغاء هذا الظهري بشلك رصحي ولكن انطلقا من املادة الثانية من املدونة والت حددت
فهيا نطاق تطبيقها والت جعلت بأأهنا تطبق عىل مجيع املقاربة ولو اكنوا حاملني جلنس ية أأخرى ،وكذكل عىل العلقات
الت يكون فهيا أأحد الطرفني مغربيا ،وكذا العلقات الت تكون بني مغربني أأحدهام مسمل ،ميكن القول أأن املدونة قد
أألغت بشلك مضين طهري 4مارس 1960
اثنيا :العلقات املالية بني الزوجني
يف القوانني الغربية ،جند أأنه قبل ابرام عقد الزواج يعمد الطرفان الراغبان يف ابرام عقد الزواج ،اىل ابرام عقد
ينظم الشؤون املالية بيهنم ،فاذا مل يمت ابرام هذا العقد ،اعترب الزوجان مزتوجان حتت نظام ا ألموال املشرتكة.
أأي حنن أأمام نظامني :نظام قانوين ،ونظام تعاقدي مفا املقصود هبذين النظامني؟
82
-1النظام القانوين:
ينص الفصل 15من ظهري الوضعية املدنية عىل ما ييل :اذا مل يربم عقد منظم للعلقات املالية بني الزوجني،
فان أاثر الزواج عىل أأموال الزوجني من أأصول ومنقولت ختضع لقانون ادلوةل الت اكن ينتسب الهيا الزوج بتارخي
ابرام الزواج ،ول يؤثر عىل نظام تكل ا ألموال تغيري الزوجني أأو أأحدهام جنس ية فامي بعد".
ان قراءة هذا الفصل تبني لنا أأن املرشع املغريب اعترب أأن قانون دوةل الزوج يوم ابرام الزواج هو القانون اذلي
حيمك العلقات املالية للزوجني يف حاةل عدم ابرام عقد يف هذا الشأأن.
ان تطبيق هذه القاعدة يثري عدة اشاكليات:
-ما هو القانون الواجب التطبيق يف حاةل ما اذا تغريت أأحاكم القانون الوطين للزوج ؟ فأأي قانون يطبق ؟
-وما هو دور النظام العام يف هذا املوضوع؟
أأ -القانون الواجب التطبيق اذا تغري قانون الزوج بعد الزواج:
ان املوضوع يتعلق مبسأأةل مدى رجعية القوانني عىل املس توى ادلاخيل ،مث تطبيقه عىل مس توى العلقات الت
هبا عنرص أأجنيب ،ذلكل وجب تطبيق القاعدة العامة الت تقيض ابخضاع أاثر العقد للقانون السابق ،وهذا ما ميكن أأن
يفهم من مضمون املادة ،15حيث أأعطت للنظام القانوين للعلقات املالية بني الزوجني صفة قارة ،ومن مت فان تغيري
اجلنس ية ل يؤثر عىل النظام املايل للزوجني ،وهذا ما أأكدته حممكة الاس تئناف ابلرابط يف قراراها بتارخي
.1943/2/16
ب -دور النظام العام يف هذا اجملال:
ل يس تدعي النظام العام ال اذا اكن الزوج املسمل أأجنبيا ،ألنه اذا اكن الزوج املسمل مغربيا طبق الفصل 15
من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب اذلي يقيض بتطبيق قانون الزوج ،وهو قانون ا ألحوال الشخصية ،أأي مدونة
ا ألرسة ،فالسلم ل يقر هذا النظام بني املسلمني ول يوجد جمال أخر لتدخل النظام العام يف هذا املوضوع.
-2النظام التعاقدي:
اعتربت العديد من ادلول العقد املنظم للعلقات املالية ما بني الزوجني ،عقدا كسائر العقود وابلتايل أأخضعته
للقانون اذلي حدده الطرفان.
مفا هو موقف ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب من هذا العقد ؟ و ألي قانون أأخضعه ؟
نظم ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب العقد املنظم للعلقات املالية بني الزوجني مبقتىض املادتني 12و 14منه،
ومزي ما بني القواعد الشلكية والقواعد املوضوعية.
أأ -القواعد الشلكية:
ان القواعد الشلكية الت تتعلق اببرام العقد ميكن أأن ينظر الهيا من زاويتني ،أأول من انحية ابرام العقد ،ومن
انحية اشهاره.
-1القانون اذلي خيضع هل ابرام العقد:
83
تنص املادة 12من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب عىل ما ييل:
«ان العقد املنظم للعلقات املالية بني الزوجني ،يكون حصيحا من حيث الشلك اذا أأبرم حسب قواعد القانون
الوطين للك من الزوجني أأو عند انعداهما اذا أأبرم حسب القواعد الت يفرضها القانون الفرنس عىل الفرنس يني يف
فرنسا».
يتضح من النص أأعله أأن شلك العقد خيضع ابدلرجة ا ألوىل لقواعد القانون الوطين للك من الزوجني:
-فاذا اكن الزوجان من جنس ية واحدة فان قانوهنام الوطين هو اذلي يطبق وسواء أأاكن هذا القانون يفرض
شالك معينا أأو اكن جيزي للطرفني الاختيار بني شلكني أأو عدة أأشاكل.
فاذا اكن القانون الوطين للك من الزوجني مثل يشرتط أأن يكون العقد املنظم للعلقات املالية موثقا ،فان
هذا العقد ل يكون حصيحا ال اذا أأبرم حسب هذا الشلك ،وعليه يف هذه الفرضية ،يتعني عىل الزوجني ابرام العقد
املنظم للعلقات املالية اما أأمام فنصل دولهتام أأو دلى موثق عرصي ،أأما اذا أأبرما هذا العقد أأمام عدول ،فانه ل يقبل
مهنام ألنه جاء غري حصيح من حيث شلكه.
أأما اذا اكن قانوهنام الوطين يعطهيام اخليار بني شلك العقد الرمسي أأو العريف ،هنا يبقى هلام اخليار ،اما ابرامه
أأمام قنصل بدلهام ،أأو أأمام موثق أأو دلى عدول.
أأما يف حاةل ما اذا اكن الزوجان من جنس يتني خمتلفتني ،فيجوز أأن يكون العقد يف شلك من ا ألشاكل الت
يقرها قانون لك مهنام ،حبيث اذا اكن القانوانن غري متفقان عىل شلك معني ،أكن يفرض أأحد القانونني عقدا موثقا ،يف
حني جيزي القانون الخر العقد العريف ،هنا يتعني أأن حيرر العقد حسب قواعد القانون الفرنس ،ومن املعلوم أأن
القانون الفرنس يشرتط أأن يكون العقد موثقا.
لكن اذا جاء العمل هبذه القاعدة يف عهد امحلاية ،فانه ذكل أأصبح اليوم متجاوزا ،فالعقد أأصبح خيضع لقانون
موطهنام املوحد.
-2القانون اذلي ختضع هل قواعد اشهار العقد:
ان اشهار العقد املنظم للعلقات املالية بني الطرفني يسمح ل ألغيار ابلطلع عىل نوع العقد املنظم لتكل
العلقة .كام أأن القانون املنظم للعقارات احملفظة يقيض بأأنه ل ميكن المتسك يف مواهجة الغري مبقتضيات العقد املنظم
للعلقات املالية بني الزوجني ،بصدد بعض الترصفات اكلهبة ،والرهن الرمسي ،ال اذا اكنت مسجةل يف السجلت
العقارية.
ب -القواعد املوضوعية:
بنص الفصل 14من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب عىل ما ييل« :ان العقد املنظم للعلقات املالية بني
الزوجني ،خيضع من حيث حصته اذلاتية وأاثره للقانون الوطين للزوج بتارخي ابرام الزواج ،واذا أأبرم العقد املذكور أأثناء
قيام الزوجية ،فانه خيضع للقانون الوطين للزوجني بتارخي ابرامه.
ويعني القانون املذكور نفسه ،ما اذا اكن يسوغ للزوجني أأن حييل اىل قانون أخر ،وبأأي مقدار.
فاذا وقعت هذه الحاةل فان القانون احملال عليه هو اذلي حيمك أاثر العقد املنظم للعلقات املالية بني الزوجني».
84
يتضح من نص املادة أأعله أأن املرشع املغريب مزي بني العقد املربم قبل الزواج والعقد املربم أأثناء العلقات
الزوجية ،مفا هو القانون الواجب التطبيق يف لك من هاتني احلالتني ؟ وما هو نطاقه ؟
-1القانون الواجب التطبيق عىل عقد العلقات املالية:
سنتطرق اىل حاةل ابرام العقد قبل الزواج وحاةل ابرام العقد بعد الزواج.
يف حاةل ابرام العقد قبل الزواج فان العقد حسب الفصل 14خيضع لقانون الزوج يوم ابرام العقد بغض
النظر عن القانون الوطين للزوجة ،كام أأنه اذا معد الزوج عىل تغيري جنسيته بعد ابرام العقد فان هذا التغيري ل يؤثر
عىل العقد املنظم للعلقات املالية بني الزوجني ،بل يبقى هذا العقد خاضعا من حيث أاثره لقانون ادلوةل الت اكن
الزوج حيمل جنسيهتا يف اترخي ابرام الزواج.
واذا اكن قانون الزوج يسمح للزوجني بأأن حييل ا ألمر اىل قانون أخر ،اكن هذا القانون هو الواجب التطبيق،
وهذا ما ميكن اس تنتاجه من الفقرة ا ألخرية من الفصل ،14ومع ذكل فان القانون اذلي أأحيل اليه املوضوع ،ل ميكن
تطبيقه اذا تعارضت أأحاكمه مع قانون الزوج.
أأما اذا أأبرم العقد أأثناء قيام الزوجية فان هذا العقد خيضع للقانون الوطين للزوجني بتارخي ابرامه.
ويتعني التذكري اذا اكن عقد الزواج يضم طرفا مغربيا مسلام أأو أأجنبيا مسلام فان النظام املايل يتعني أأن خيضع
بصفة اجبارية ملدونة ا ألرسة املغربية الت ل تعرتف ال بنظام فصل ا ألموال ،وهذا ما أأكدته املادة 49من مدونة
ا ألرسة ،اذ نصت عىل أأن للك واحد من الزوجني ذمة مالية مس تقةل من ذمة الخر .فاملر أأة لها احلرية املطلقة يف
الترصف يف مالها دون رقابة الزوج ،اذ ل ولية للزوج عىل مال زوجته.
غري أأنه ل جيوز هلام يف اطار تدبري ا ألموال الت س تكتسب أأثناء قيام الزوجية التفاق عىل استامثرها وتوزيعها.
-2نطاق القانون الواجب التطبيق:
أأاثر الفصل 14من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب الصحة الثابتة للعقد وأاثره و أأخضعهام لقانون الزوج يف حاةل
ما اذا أأبرم العقد قبل الزواج ،وقانون الزوجني يف حاةل ما اذا أأبرم العقد بعد الزواج ،مفا املقصود بذاتية العقد؟ وما
يه أاثر العقد املنظم للعلقات املالية بني الزوجني؟
فذاتية العقد بقصد هبا الرشوط املوضوعية للعقد من حيث الرضاء وعيوب الرادة وغري ذكل ،فهيي ختضع
لقانون الزوج ،أأما فامي يتعلق اب ألهلية فهيي مسأأةل تتصل حباةل الشخص ذاته ،وذلكل فاهنا ختضع لقانون عقد الزواج
نفسه يف القانون املغريب أأي أأهنا ختضع لقانون الزوج والزوجة.
أأما ما يتعلق بأاثر العقد املنظم للعلقات املالية بني الزوجني ،مفن املعلوم أأن هذه الاثر تتصل ابلعقد وليس
بشخص الزوجني كام هو ا ألمر ابلنس بة ل ألهلية ،ومن مت فاهنا ختضع لقانون العقد أأي أأهنا ختضع لقانون الزوج ،ومن
بني تكل الاثر يف حتديد حقوق والزتامات لك من الزوجني عىل أأموال العقد وكذكل كيفية تصفية ا ألموال يف حاةل
الطلق أأو بعد الوفاة.
85
اثلثا :اهناء مؤسسة الزواج
الطلق والتطليق والانفصال اجلسامين من أأمه املوضوعات الت يثار بشأأهنا تنازع القوانني ،هكذا نص الفصل
9من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب عىل ما ييل" :للفرنس يني وا ألجانب احلق يف أأن يطلبوا الطلق والفصل
اجلسامين مبقتىض الرشوط املقررة يف قوانيهنم الوطنية".
ان هذا النص هو نص عام ويرسي عىل الرشوط املوضوعية والشلكية وأاثر الطلق ،وينطبق هذا النص
عىل طلق ا ألجانب أأي عندما يكون طريف العقد أأجنبيني ،وكذكل عىل الطلق اذلي يكون أأحد طرفيه فقط
أأجنبيا.
وعليه سنتحدث عن الرشوط اجلوهرية والشلكية للطلق وكذكل أاثره.
-1الرشوط اجلوهرية للطلق:
ان القانون اخملتص حبمك احنلل الرابطة الزوجية يه قوانني ادلول الت ينمتي الهيا لك من الزوجني عن طريق
رابطة اجلنس ية ،وابلتايل ل عربة مبوطن الزوج أأو ابملوطن املشرتك للزوجني.
وهذا ما أأكدته حممكة الاس تئناف ابلرابط يف قرار لها بتارخي 21ماي 1929جاء فيه « :جيوز للزوجني
الس بانيني املزتوجني دلى الكنس ية طبق قواعد القانون املدين الس باين ،أأن يطلبا فسخ الزواج ،وفقا للقانون املذكور.
ولكن املادة التاسعة من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب توجب عىل احملامك املغربية أأل تقيض ابلفسخ ال يف احلالت
الت حيددها القانون الوطين للزوجني».
ففي حاةل اختاذ جنس ية الزوجني ،هنا ل يطرح أأي اشاكل ،حيث يطبق قانون ادلوةل الت حيمل الطرفان
جنسيهتا ،ومن مت جيوز احلمك ابلطلق أأو الفصل اجلسامين بني الزوجني ال اذا اكن قانوهنم يسمح بذكل.
وعليه يتعني عىل احملمكة املعروض علهيا الزناع أأن تتحقق مما اذا اكن القانون الوطين للزوجني جيزي الطلق أأو
الانفصال اجلسامين ،وما يه مربرات الانفصال اجلسامين والقواعد املوضوعية للثبات ،وكذا أاثر ذكل مثل حتديد
النفقة ومسأأةل التعويض املس تحق للزوج غري اخملطئ وكذا الفصل يف مدى اس تحقاق الزوجة الاحتفاظ ابمس زوهجا
بعد التطليق.
لكن السؤال اذلي يطرح هو هل القانون الواجب التطبيق هو القانون الوطين للزوجني ،أأثناء ابرام عقد
الزواج أأم القانون املشرتك بيهنام يف اترخي الطلق ؟ حبيث أأن الفصل التاسع من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب ل
يتضمن حلل لهذه الشاكلية ؟ يف حني أأن جانبا من الفقه املغريب مييل اىل ا ألخذ ابلقانون املشرتك أأثناء وضع
ادلعوى.
أأما القضاء فانه يسري يف نفس الاجتاه اذلي سلكه الفقه ،حيث جاء يف حمك للمحمكة الابتدائية ابدلار البيضاء
بتارخي 29مارس 1939ما ييل" :ان القانون الوطين اجلاري عىل الزوجني يف اترخي اقامة دعوى الطلق هو اذلي
يتعني الرجوع اليه لتحديد ما اذا اكنت ادلعوى مقبوةل".
كام أأن اجمللس ا ألعىل يف قرار هل بتارخي 16يناير 1962مبناس بة الامتس حتويل انفصال جسامين اىل طلق،
طرح بأأن لك دعوى ختضع ،من حيث املوضوع للقانون اجلاري به اترخي بت احملمكة يف ادلعوى.
86
هذا املبد أأ تتفرع عنه نتيجتان:
ا ألوىل :أأنه ل هيم ما اذا اكن الزوجان حيملت جنس يات خمتلفة عند ابرام عقد الزواج ،فا ألساس أأن تكون
هلام جنس ية واحدة عند رفع ادلعوى.
وهذا ما ذهبت اليه حممكة الاس تئناف ابلرابط بتارخي 14نونرب " :1939اذا اكتسب الزوج اجلنس ية
الفرنس ية أأثناء قيام الزوجية ،فان القانون الفرنس هو اذلي يصبح واجب التطبيق عىل حالته الشخصية وهو اذلي
يرسي عىل لك دعوى الطلق".
الثانية :ل عربة ابلتعديلت الت طر أأت عىل القانون الوطين املشرتك بني الزوجني خلل الفرتة السابقة لقامة
ادلعوى ،حيث يطبق القانون الوطين املشرتك بني الزوجني ابلصورة الت هو علهيا يف اترخي اقامة ادلعوى.
لكن اذا اكن الزوجان من جنس ية خمتلفة ما هو احلل؟
هناك اجهتاد قضايئ فرنس يقيض بأأن طلق الزوجني خمتلفي اجلنس ية خيضع لقانون موطهنام املشرتك ،لكن
هذا الاجهتاد القضايئ غري قابل للتطبيق يف املغرب لس ببني:
-انعدام وجود أأساس ترشيعي.
-خيالف روح ظهري الوضعية املدنية خاصة الفصل 9منه.
أأما القضاء املغريب فانه يذهب اىل رضورة ا ألخذ بقانون الزوجني معا ،وهذا ما ذهبت اليه حممكة الاس تئناف
ابلرابط يف قرار لها بتارخي 12يناير 1944اذ جاء فيه" :ان القانون احمليل (املغريب) يقر مبد أأ الس يادة التامة لقوانني
ا ألحوال الشخصية ،مفن الواجب اذن أأن حترتم لك قواعد القانون اخلاص عىل قدم املساواة .ومىت اكن الزوجان
خمتلفي اجلنس ية فان التنازع بني قانونهيام املتعلق اب ألحوال الشخصية ،جيب أأن يفصل فيه ابضافة أأحدهام للخر ،أأي
بتطبيقهام معا بشلك يؤدي اىل اعطاء لك من القانونني حصته من التطبيق".
ان هذه القاعدة قد تؤدي اىل نتاجئ معقدة اذ ميكن أأن ينتج عهنا أأن يصبح الزواج مفسوخا ابلنس بة ألحد
الزوجني ويبقى قامئا ابلنس بة للزوج الخر (وهو نفس احلل اذلي اعمتده الفصل 9من ظهري الوضعية املدنية
ل ألجانب).
لهذا يرى بعض الفقه برضورة تطبيق قانون املوطن املشرتك للزوجني أأو قانون القايض.
-2الرشوط الشلكية للطلق:
س نتناول هنا نقطتني :الجراءات املسطرية واحملمكة اخملتصة.
-الجراءات املسطرية:
ان املسطرة الواجب اتباعها يف الطلق يه املنصوص علهيا يف الفرع السادس من الباب الثالث من قانون
املسطرة املدنية (الفصول من 212اىل .)216
87
-احملمكة اخملتصة:
ان احملمكة الت تفصل يف طلق ا ألجانب يه احملمكة الت يقع هبا موطن الزوجة ،وعىل الرمغ من هذا فان
اختيار الزوجني للمحمكة أأثناء مثوهلام أأمام القايض امللكف مبهمة الصلح بيهنام ،يكون ملزما هلام ،ومانعا للك منازعة يف
الاختصاص احمليل ،ويف هذا الس ياق حمكت حممكة الاس تئناف ابلرابط يف قرار لها بتارخي 1934/3/27مؤكدة أأنه
اذا اكنت مقتضيات القانون السويرسي جتزي للزوجني ذي اجلنس ية السويرسية الاختيار لتقدمي دعوى الطلق أأمام
حممكة دولهتام أأو أأمام حممكة موطهنام ،فان املدعي اذلي حدد اختياره برفعه ادلعوى أأمام احدى احملمكتني (ويه حممكة
املوطن يف النازةل) ل يبقى لها احلق برفعها اثنية أأمام احملمكة ا ألخرى (حممكة ا ألصل) ول ميكنه أأن ينازع يف اختصاص
احملمكة اخملتارة.
وعليه فان ا ألجانب هلم احلق يف رفع الطلق أأمام احملامك املغربية.
88
أأخضع الفصل 18من ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني وا ألجانب التوارث يف الرتكة للقانون الوطين للمورث،
وعليه ،فل عربة مبوطن هذا املورث ول مباكن وفاته ،ول ابلقانون الوطين للورثة.
وهذا ميكن أأن يؤدي اىل عدة مشألك
*مثل عندما تكون جنس ية امل ُ َو ِّرث متنازع بشأأهنا.
فهنا يتعني حتديد جنس ية املورث لتحديد قانونه الوطين ،وعليه ،فاذا اكن التنازع بني جنس يتني أأجنبيتني ،فان
القايض املغريب طبقا ألحاكم الفصل 4من ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني وا ألجانب حيدد جنس ية املورث وابلتايل،
يعني قانون أأحواهل الشخصية .أأما اذا اكن التنازع يقع بني جنس ية أأجنبية واجلنس ية املغربية ،فان القايض املغريب يرحج
قانونه الوطين.
حسب الفصل 18من الظهري املشار اليه أأعله فان لك ا ألموال املتواجدة فوق الرتاب املغريب ،سواء اكنت
عقارات أأو أأموالا منقوةل ،فاهنا ختضع للقانون الوطين لل ُم َو ِّرث ،ولكن ماذا عن ا ألموال املوجودة خارج املغرب؟
يرى الفقيه P.Decrouxأأنه ل جمال لتطبيق هذه القاعدة عىل ا ألموال املوجودة داخل املغرب فقط ،بل جيب
تطبيقها أأيضا مكبد أأ عام من مبادئ القانون ادلويل اخلاص املغريب ،فامي يتعلق ابلرتاكت املش متةل عىل أأموال موجودة يف
بلد أأجنبية مىت اكنت تصفية الرتكة معروضة عىل حممكة مغربية.
اثنيا :استبعاد القانون الوطين اذلي أأشارت اليه قاعدة الس ناد
جند حاةل عدمي اجلنس ية ،فهذا ا ألخري مبا أأنه ل جنس ية هل ،فليس هل كذكل قانون وطين ،وهنا نعود ألحاكم
املادة 2من مدونة ا ألرسة املغربية الت أأخضعت اللجئني وعدميي اجلنس ية لنطاقها ،وابلتايل فهم خماطبون بأأحاكهما.
كام ميكن أأن يستبعد القانون الوطين للموروث اذا اكن خيالف النظام العام يف دوةل القايض.
الفقرة الثانية :الوصية
الوصية يه ترصف ينضاف اىل ما بعد املوت ،وقد تطرق الفصل 18من ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني
وا ألجانب ملسأأةل الوصية.
أأول :الرشوط الشلكية
امللحظ أأن الفصل املذكور مل يتعرض لشلك الوصية ،لهذا يتعني تطبيق ا ألحاكم الت جاءت يف الفصل 10
من هذا الظهري ،واذلي يتحدث عن شلك ا ألفعال القانونية وذكل ألن الوصية ترصف قانوين.
اذ أأن الفصل 10ينص عىل ما ييل" :تعترب حصيحة مبنطقة امحلاية الفرنس ية ابملغرب ،ا ألفعال القانونية املربمة
حسب الشلك والرشوط املنصوص علهيا يف قانون ا ألطراف الوطين أأو حسب الشلك والرشوط املنصوص علهيا يف
قوانني منطقة امحلاية الفرنس ية ابملغرب و أأخريا حسب الشلك والرشوط املنصوص علهيا يف القوانني وا ألعراف احمللية".
وعليه حفسب نص الفصل أأعله يبقى من حق ا ألجنيب أأن يربم وصية بأأحد ا ألشاكل التية:
-طبقا للشلك أأو ا ألشاكل الت يعيهنا قانونه الوطين
-أأمام العدول أأو أأمام املوثق العربي اذا اكن املويص هيوداي
89
-دلى موثق عرصي يف املغرب.
لكن تطبيق هذا الفصل ( )10قد يتعارض أأحياان مع قاعدة من القانون الوطين للمويص ،خاصة اذا اكن هذا
القانون مينع أأو يفرض شالك معينا حبيث يصبح الشلك رشطا جوهراي ،مفثل ينص الفصل 57من القانون املدين
الاجنلزيي:
"جيب أأن يوقع املويص وصيته مبحرض شاهدين أأو يؤكد أأماهمام توقيعه ويتعني أأن يمت توقيع الشاهدين بعد توقيع
املويص وحبضوره".
وعليه ،فان الاجنلزيي املتواجد يف املغرب ملزم بأأن جيري وصيته يف الشلك املنصوص عليه يف الفصل 57
مدين أأجنلزيي وال اكنت ابطةل.
اثنيا :الرشوط املوضوعية
فالوصية كام س بق القول ،ترصف قانوين مضاف اىل ما بعد املوت ،وابلتايل فهيي يف حمك الرتكة ،ذلكل فهيي
ختضع للقانون املغريب ،وهذه الوصية يتعني أأن تتوفر فهيا مجموعة من الرشوط اجلوهرية ،مهنا ما يتعلق بأأهلية املويص
و أأهلية املوىص هل ،وحتديد ا ألشخاص اذلين ميكن أأن يوىص هلم.
اثلثا :أاثر الوصية
ختضع الوصية من حيث أاثرها اىل القانون الوطين للمويص ،خاصة فامي يتعلق بتنفيذها وطريقة انتقال ا ألموال
اىل املوىص هل.
90
املبحث الثاين :ا ألحوال العينية (ا ألموال العقارية واملنقوةل)
ينص الفصل 17من ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني وا ألجانب عىل ما ييل« :ختضع ا ألموال املوجودة داخل
منطقة امحلاية الفرنس ية ابملغرب ،عقارات اكنت أأو منقولت لترشيع املنطقة املذكورة» يتضح من النص أأعله أأن
املرشع املغريب أأخضع ا ألموال سواء اكنت منقوةل أأو عقارية لقانون املوقع وعليه س نتناول حاةل العقارات (املطلب
ا ألول) وكذا حاةل ا ألموال املنقوةل (املطلب الثاين).
92
أأما فامي خيص اماكنية ابرام العقد حسب ا ألعراف احمللية ،فاملقصود اب ألشاكل الت تقررها القوانني وا ألعراف
احمللية اكلتوقيف الرشعي والتوثيق العربي ،فالتوثيق الرشعي ،اكن يمتتع ابختصاص عام يف املغرب همام اكنت جنس ية
املتعاقدين ،وهمام اكن موضوع العقد برشط أأل يكون خمالفا ألحاكم الرشيعة السلمية ،وعليه يكون العقد حصيحا اذا
أأبرم العدول .وقد صدرت عدة أأحاكم يف هذا اجملال مهنا قرار حممكة الاس تئناف العرصية ابلرابط الصادر بتارخي 2
فرباير .1939
الفقرة الثانية :شلك العقود املربمة خارج املغرب
مل يتطرق الفصل العارش من ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني وا ألجانب للحاةل الت يربم فهيا العقد خارج
املغرب ،ذلكل معد الفقه عىل اخضاع هذه العقود لقانون املاكن اذلي يربم فيه ،مع اعطاء ا ألطراف حرية اختيار أأي
قانون أخر.
املطلب الثاين :الرشوط اجلوهرية
بنص الفصل 13من ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني وا ألجانب عىل ما ييل:
"تعني الرشوط اجلوهرية للعقود وأاثرها مبقتىض القانون اذلي قصد ا ألطراف رصاحة أأو مضنا اخلضوع هل.
ويف حاةل سكوت الطرفني ،اذا مل يتبني القانون الواجب تطبيقه ل من طبيعة العقد ول من وضعية املتعاقدين،
ول من موقع ا ألموال ،متسك القايض بقانون موطهنام املشرتك ،فاذا مل يكن هلام موطن مشرتك فبقانوهنام الوطين املشرتك
وان مل يكن هلام موطن مشرتك ول قانون وطين مشرتك ،فبقانون موطن ابرام العقد".
يتضح من نص الفصل أأعله أأن املرشع املغريب أأعطى ا ألولية للقانون اذلي يتفق عليه ا ألطراف رصاحة أأو
مضنا حلمك الرشوط اجلوهرية لتعاقدهام.
وهذا الفصل يعد امتداد ملبد أأ سلطان الرادة عىل مس توى القانون ادلويل اخلاص اذلي أأكده الفصل 230من
قانون الالزتامات والعقود.
أأما يف حاةل سكوت العقد عن حتديد القانون اذلي قصده ا ألطراف فقد معد املرشع املغريب عىل وضع مجموعة
من القرائن ،متكن القايض من حتديد القانون الواجب التطبيق عىل ذكل العقد ،وهذه القرائن يه:
-1طبيعة العقد
-2الوضعية النسبية للمتعاقدين
-3موقع املال
-4املوطن املشرتك للمتعاقدين
-5القانون الوطين املشرتك للمتعاقدين
-6ماكن ابرام العقد.
93
املبحث الثاين :القانون الواجب التطبيق عىل الالزتامات
الناش ئة عن الفعل الضار
اذا اكن عنرص ا ألطراف هو مركز الثقل يف مسائل ا ألحوال الشخصية الت تشري فهيا قاعدة الس ناد اىل
قانون جنس ية ا ألطراف .وعنرص احملل اذلي يشلك مركز الثقل يف املسائل املتعلقة ابلعلقات املالية الت تشري فهيا
نفس القاعدة اىل تطبيق قانون ماكن وجود هذا احملل ،فان عنرص السبب يف العلقات املرتبطة ابلفعل الضار هو
اذلي يشلك مركز الثقل مهنا .فاىل أأي حد ميكن حتديد ماكن وقوع هذا الفعل الضار.
94
املطلب الثاين :أأساس تطبيق قانون ماكن وقوع الفعل الضار
لقد اعمتد ا ألساس اذلي مبقتضاه جيب تطبيق وقوع الفعل الضار عىل الالزتامات الناش ئة عن هذا الفعل عىل
مبد أأ القلميية اذلي يعين ابن لك دوةل حيق لها أأن تطبق قانوهنا الوطين عىل ا ألشخاص ،وا ألش ياء والوقائع وا ألدوات
الت تقع فوق اقلميها ،عىل اعتبار أأنه هو اذلي يوفر امحلاية لهذه العنارص دون غريه من القوانني.
95