You are on page 1of 20

‫ﻣوﻗﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ‬ www.elkanounia.

com ‫ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌروض زوروا‬

fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
‫ان ا ألسلوب املعمتد حلل تنازع القوانني يف معظم ا ألنظمة القانونية يمتثل يف وضع قواعد للتنازع أأو الس ناد‪ ،‬الت‬

‫ترشد القايض اىل القانون الواجب التطبيق عىل املراكز القانونية ذات العنرص ا ألجنيب‪ ،‬واملغرب كغريه من ادلول يعمتد‬

‫هذا ا ألسلوب حلل التنازع بني القوانني‪ ،‬حبيث معد عىل تضمني ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني وا ألجانب عدة قواعد‬

‫للس ناد‪ .‬وجمال تطبيق قاعدة الس ناد خيتلف ابختلف موضوع هذه القاعدة‪ ،‬وما اذا اكن يتعلق اب ألحوال الشخصية‬

‫أأو العينية ل ألشخاص (فصل أأول) أأو ما اذا اكن هيم جمال ا ألعامل القانونية وغري القانونية (فصل اثين)‪.‬‬

‫الفصل ا ألول‪ :‬ا ألحوال الشخصية والعينية‬


‫س نتناول مفهوم ا ألحوال الشخصية وما يدخل يف نطاق ا ألحوال الشخصية‪ ،‬وكيف عاجل املرشع املغريب يف‬
‫ظ‪.‬و‪.‬م هذه املسأأةل (مبحث أأول) عىل أأن نقف عىل ا ألحوال العينية‪ ،‬ونقصد هنا النظام القانوين ل ألموال املنقوةل‬
‫والعقارات – وقد اصطلحنا علهيا ا ألحوال العينية متيزيا لها عن ا ألحوال اخلصية (مبحث اثين)‪.‬‬

‫املبحث ا ألول‪ :‬ا ألحوال الشخصية‬


‫ان ا ألحوال الشخصية اصطلح نس يب ومرن يتغري بتغري الزمان واملاكن‪ ،‬ذلكل يصعب حتديد مدلوهل ووضع‬
‫تعريف هل‪ ،‬ولك ما ميكن القيام به هو تعداد املسائل الت تدخل يف نطاق ا ألحوال الشخصية‪ ،‬وابس تقرائنا ملواد مدونة‬
‫ا ألرسة املغربية وابيق النصوص القانونية ذات الصةل ابملوضوع‪ ،‬يتبني لنا أأن ا ألحوال الشخصية ميكن تقس ميها اىل‬
‫نظامني‪ ،‬نظام فردي‪ ،‬أأي لصيق ابلشخص ول يتعداه اىل الغري‪ ،‬ويدخل فيه الامس وا ألهلية‪ ،‬ونظام عائيل ويدخل‬
‫فيه مؤسسة الزواج وما يرتتب عهنا من أاثر وكذا النظام املايل للزوجية ابلضافة اىل حل مؤسسة الزواج (الطلق‬
‫وما يف حمكه) (املطلب ا ألول) كام أأن احلاةل الشخصية ميكن أأن تنهتيي ويرتتب عهنا عدة أاثر مثل الرث والوصااي‬
‫(مطلب اثين)‪.‬‬

‫املطلب ا ألول‪ :‬مضمون ا ألحوال الشخصية‬


‫ا ألحوال الشخصية اصطلح قانوين أأجنيب ل جذور ول أأصل هل يف الفقه السليم‪ ،‬فهو يرجع اىل القوانني‬
‫الغربية‪ ،‬حيث ظهر يف ظل مدرسة ا ألحوال اليطالية‪ ،‬و أأخذ به بعد ذكل الفقيه الفرنس ‪ D’Argentré‬وكذا فقهاء‬
‫املدرسة الهولندية‪ ،‬هكذا ظل مفهوم ا ألحوال الشخصية غائبا يف الفقه السليم‪ ،‬ومل تعرفه ادلول العربية السلمية ال‬
‫منذ صدور القوانني الوضعية‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫هكذا اس تعمل املرشع املغريب كعنوان لقانون أأحواهل الشخصية (قبل الغاء هذا القانون واحداث مدونة‬
‫ا ألرسة)‪ ،‬وكذا املرشع التونس اذلي أأطلق هذا القانون "جمةل ا ألحوال الشخصية"‪.‬‬
‫ان املرشع املغريب مل يذكر لفظ ا ألحوال الشخصية يف مدونة ا ألرسة بل يف نصوص ترشيعية أأخرى كام هو‬
‫احلال يف الفصل الرابع ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني ا ألجانب (كام اس تعملت يف فصول أأخرى من هذا الظهري) كام‬
‫اس تعمل هذا اللفظ يف الفصل ‪ 3‬من ظهري اجلنس ية املغربية لس نة ‪( 1958‬مث الغاؤه) وكذكل يف قانون الالزتامات‬
‫والعقود وذكل يف الفصل الثالث وكذكل يف قانون املسطرة املدنية (الباب الثالث من القسم اخلامس)‪.‬‬
‫كام أأن القضاء املغريب يس تعمل هو بدوره هذا املصطلح اذ جاء يف قرار صادر عن اجمللس ا ألعىل بتارخي ‪-7-5‬‬
‫‪ 1971‬ما ييل‪« :‬ان قوانني ا ألحوال الشخصية تعترب من النظام العام اذلي حيق ااثرته يف مجيع املراحل»‪.‬‬
‫ال أأن املرشع املغريب وان اس تعمل لفظ ا ألحوال الشخصية يف أأكرث من نص قانوين‪ ،‬ال أأنه مل يعرف املقصود‬
‫منه كام أأنه مل حيدد نطاقه بنص قانوين رصحي وذكل عىل عكس بعض الترشيعات ا ألخرى(‪.)70‬‬
‫اذ للفظ ا ألحوال الشخصية مفهوم واسع يف النظم القانونية السلمية عنه يف النظم القانونية الغربية‪ ،‬فبيامن‬
‫تدخل املواريث والوصااي مضن املسائل املتعلقة اب ألحوال الشخصية يف النظم ا ألوىل مثل القانون املغريب‪ ،‬فهيي ل تعترب‬
‫من فئة ا ألحوال الشخصية يف النظم الثانية كام هو احلال يف القانون الفرنس‪ ،‬البلجييك‪ ،‬الس باين‪ ،‬وعليه س نتناول‬
‫النظام الفردي ل ألحوال الشخصية (الفقرة ا ألوىل) والنظام العائيل لها (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة ا ألوىل‪ :‬النظام الفردي‬
‫أأول‪ :‬الامس‬
‫تقرر النظم القانونية خملتلف ادلول رضورة أأن يكون للك خشص امس وذكل متيزيا لشخصيته أأو اثباات لهويته‪،‬‬
‫ولهذا معد املرشع املغريب عىل حامية الامس من لك احتيال أأو تزوير وذكل مبقتىض الفصول من ‪ 385‬عىل ‪ 387‬من‬
‫القانون اجلنايئ‪ .‬ومن خلل هذا املنظور يطرح التساؤل يف حاةل الزناع بشأأن هذا الامس‪ ،‬أأي قانون يطبق هل هو‬
‫قانون املوطن أأم القانون الوطين ؟‬
‫اعترب بعض الفقه أأن الامس يتصل بوضع الشخص يف دوةل معينة ل حبالته الشخصية ومن مث فانه خيضع اىل‬
‫قانون املوطن ل اىل القانون الشخيص‪.‬‬
‫بيامن يرى البعض الخر أأن الامس يعترب من العنارص الت تدخل يف احلاةل الشخصية للفرد وعليه فانه يف حاةل‬
‫وقوع نزاع بشأأنه فان القانون اخملتص هو قانون جنس ية الفرد ل قانون املوطن‪.‬‬
‫(‪ )70‬مثل املرشع املرصي اذلي حدد يف املادة ‪ 13‬من قانون نظام القضاء (القانون رمق ‪ 147‬لس نة ‪ )1949‬نطاق ا ألحوال‬
‫الشخصية واذلي جاء فيه‪" :‬تشمل ا ألحوال الشخصية املنصوص علهيا يف املادة السابقة املنازعات واملسائل املتعلقة حباةل‬
‫ا ألشخاص و أأهليهتم أأو املتعلقة بنظام ا ألرسة اكخلطبة والزواج وحقوق الزوجية وواجباهتا املتبادةل واملهر والوصية ونظام‬
‫ا ألموال بني الزوجني والطلق والتطليق والتفريق والبنوة والقرار اب ألبوة واناكرها والعلقة بني ا ألصول والفروع‬
‫والالزتام ابلنفقة ل ألقارب وا ألصهار وتصحيح النسب والتبين والولية والوصاية والقيامة واحلجر والذن ابلدارة وابلغيبة‬
‫واعتبار املفقود ميتا‪ ،‬وكذكل املنازعات واملسائل املتعلقة ابملواريث والوصااي وغريها من الترصفات املضافة اىل ما بعد‬
‫املوت"‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫وحنن نؤيد هذا الاجتاه عىل أأساس أأنه يف حاةل اكتساب خشص جنس ية أأخرى فان مفعولها هذا الاكتساب‬
‫يرسي عىل ا ألطفال القارصين انطلقا من الامس واللقب اذلين حيملهام ا ألب أأو ا ألم ابلنس بة لهؤلء ا ألطفال‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬ا ألهلية‬
‫اذا اكنت ا ألهلية تعين صلحية الشخص للمتتع ابحلقوق والتحمل ابلواجبات ومن مت مبارشة الترصفات القانونية‬
‫املتعلقة هبذه احلقوق أأو تكل الواجبات لنفسه مفا هو القانون الواجب التطبيق يف حاةل الزناع بشأأهنا؟‬
‫حسب مقتضيات الفصل الثالث من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب فان حاةل الفرنس يني وا ألجانب و أأهليهتم‬
‫ختضع لقانوهنم الوطين‪ ،‬وهذا الاجتاه هو اذلي تبناه املرشع املغريب وسارت عليه بعض الترشيعات اللتينية‪ ،‬وعليه‬
‫فلك ما يتعلق ابحلاةل الشخصية ولك ما حتتوي عليه من حقوق‪ ،‬يمت الرجوع يف تنظميه للقانون الوطين للمعين اب ألمر‪.‬‬
‫وا ألهلية نوعان أأهلية وجوب و أأهلية أأداء فهل الك ا ألهليتان خاضعتان للقانون الوطين؟‬
‫‪ -1‬أأهلية الشخص اخلاضعة اىل قانون اجلنس ية‪:‬‬
‫ان ا ألهلية الت ختضع لقانون اجلنس ية يه أأهلية ا ألداء وليس أأهلية الوجوب وهذا ما نس تنتجه من الفصل‬
‫الثالث من قانون الالزتامات والعقود "ا ألهلية املدنية للفرد ختضع لقانون أأحواهل الشخصية‪.‬‬
‫ولك خشص أأهل لللزام والالزتام ما مل يرصح قانون أأحواهل الشخصية بغري ذكل"‬
‫فهذا الفصل يتحدث عن أأهلية ا ألداء‪ ،‬فقط وقد أأخضعها لقانون اجلنس ية‪ ،‬واحلمكة من اخضاع أأهلية ا ألداء‬
‫اىل قانون اجلنس ية وليس اىل قانون املوطن‪ ،‬هو الرغبة يف حامية هذا الشخص أأثناء مبارشته للترصفات القانونية‬
‫وليس حامية هذه الترصفات‪.‬‬
‫فتوفر ا ألهلية هو رشط سابق للترصف القانوين‪ ،‬ومن مث فان هذا الترصف ل يتحقق ال بتوفر مجيع أأراكنه‬
‫وفق ما ينص عىل ذكل الفصل ‪ 2‬من قانون الالزتامات والعقود (ف‪ )2‬وعىل ر أأس هذه ا ألراكن ا ألهلية‪.‬‬
‫ويبدو من الفصل الثاين من قانون الالزتامات والعقود بأأن القاعدة العامة يف أأهلية ا ألداء أأهنا ختضع للقانون‬
‫الشخيص ال اذا ما اس تثناه القانون مثل ما ورد يف املواد ‪ 16-15-12‬من مدونة التجارة‪ ،‬فهذه النصوص حتدد‬
‫رشوط أأهلية القارص ا ألجنيب ليس تطيع مبارشة ا ألعامل التجارية وهذا ما يعرف مبوانع الترصف‪ .‬وكذكل ما ورد يف‬
‫الفصل ‪ 56-15-4‬من قانون الالزتامات والعقود‪.‬‬
‫‪ -2‬أأهلية الشخص اخلاضعة لقانون املوطن‬
‫اذا اكنت أأهلية ا ألداء خاضعة مكبد أأ عام لقانون اجلنس ية‪ ،‬فان أأهلية الوجوب ختضع اىل قانون املوطن‪.‬‬
‫وذكل عىل اعتبار أأن املرشع عند تنظميها ل يس هتدف من ذكل حامية ارادة الشخص نفسه‪ ،‬وامنا يريد من‬
‫خللها فقط حامية املصلحة العامة‪ ،‬ومن ذكل ما تقيض به املادة ‪ 907‬من القانون املدين البلجييك‪ ،‬والت متنع عىل‬
‫الطبيب تلقي الهبات من مرضاه‪.‬‬
‫ومهنا كذكل ما نص عليه الفصلن ‪ 480‬و ‪ 481‬من قانون الالزتامات والعقود والذلان مينعان النائب أأو الوكيل‬
‫أأو املمثل القانوين من أأن يشرتي لنفسه ما أأنيط به بيعه مبقتىض النيابة أأو الواكةل‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫وما نصت عليه كذكل املادة ‪ 18‬من مدونة ا ألرسة من منع القايض من أأن يتوىل بنفسه‪ ،‬تروجي من هل الولية‬
‫عليه من نفسه ول من أأصوهل ول من فروعه‪.‬‬
‫‪ -3‬أأهلية الشخص اخلاضعة لقانون القايض‪:‬‬
‫اذا اكنت أأهلية ا ألداء يه مناط المتيزي بني ا ألشخاص الطبيعيني يف مبارشة حقوقهم‪ ،‬والقيام جبميع الترصفات‬
‫القانونية‪ ،‬فان هذه املامرسة غالبا ما تكون مثار نزاع بني الوطنيني وا ألجانب‪ ،‬أأو بني ا ألجانب اذلين ينمتون اىل دول‬
‫خمتلفة‪ ،‬وذكل بسبب اختلف السن‪ ،‬اللزم لهذه ا ألهلية بني ادلول من هجة أأو اصطدام املصاحل بني هؤلء أأثناء‬
‫حماوةل التنصل من هذه الالزتامات من هجة أأخرى‪.‬‬
‫وقد تساءل الفقه حول القانون الواجب التطبيق عندما يثور نزاع بشأأن أأهلية املتعاقد اذلي يدفع ابلبطلن‬
‫بسبب نقصان أأهليته ابلنس بة لقانونه الوطين رمغ أأنه اكمل ا ألهلية ابلنس بة لقانون دوةل القايض‪ .‬لقد أأثري هذا الشاكل‬
‫مبناس بة قضية معروفة اكنت قد عرضت عىل القضاء الفرنس وتعرف بقضية ‪ ،LIZARDI‬وتتلخص وقائعها يف كون‬
‫شاب مكسيسيك‪ ،‬اكن قد اشرتى جموهرات من بعض احمللت بباريس أأثناء ا ألزمة الاقتصادية لس نة ‪ ،1929‬وملا‬
‫طالبه ادلائنون اب ألداء‪ ،‬دفع ببطلن ترصفه انطلقا من نقص أأهليته حسب قانونه الوطين اذلي حيدد كامل ا ألهلية يف‬
‫‪ 25‬س نة يف حني أأن ‪ LIZARDI‬تعاقد وس نه ‪ 23‬س نة‪ ،‬أأي اكن قد بلغ سن الرشد القانوين حسب القانون الفرنس‬
‫أنذاك اذلي اكن حيدده يف ‪ 21‬س نة‪.‬‬
‫وقد تبىن القضاء الفرنس يف هذه النازةل قاعدة مفادها أأن القانون الشخيص ل يعتد به يف مسائل ا ألهلية‪،‬‬
‫مىت اكن أأحد أأطراف الزناع يمتسك ببطلن هذه ا ألهلية استنادا اىل قانونه الوطين‪ ،‬يف حني أأهنا اكمةل حسب قانون‬
‫دوةل القايض وذكل تأأسيسا عىل مراعاة "املصلحة الوطنية" يف لك املعاملت الت يكون أأحد أأطرافها من ا ألجانب"‪.‬‬
‫وقد اكنت احملامك العرصية يف املغرب يف عهد امحلاية ترحج القانون ادلاخيل املغريب عىل القانون ا ألجنيب مىت اكن‬
‫ا ألمر يتعلق برابطة قانونية خمتلطة بعةل "املصلحة احمللية" أأسوة ابملبد أأ اذلي جاء يف القرار الفرنس أأعله واملعروف‬
‫‪. LIZARDI‬‬
‫ومن القرارات الت ذهبت فهيا اىل ذكل‪ ،‬جند قراري حممكة الاس تئناف ابلرابط ا ألول بتارخي ‪ 3‬ماي ‪1930‬‬
‫والثاين يف ‪ 7‬دجنرب ‪.1940‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬النظام العائيل‬
‫ان الروابط العائلية ختتلف من دوةل ألخرى ذلا فان القوانني املنظمة لها قد ل ختلو من التناقضات خاصة يف‬
‫القضااي املتعلقة ابلزواج والطلق‪ ،‬مما أأاثر الكثري من النظرايت واحللول القانونية‪ ،‬وعليه سوف نقوم بدراسة النظام‬
‫العائيل وفق ما أأقره املرشع املغريب‪:‬‬
‫أأول‪ :‬الزواج‬
‫س نتناول زواج ا ألجانب والزواج اخملتلط‬
‫‪ -1‬زواج ا ألجانب‪:‬‬
‫خيضع لرشوط جوهرية و أأخرى شلكية‬
‫‪80‬‬
‫أأ‪ -‬الرشوط اجلوهرية‪:‬‬
‫جاء يف الفصل ‪ 8‬من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب ما ييل «خيضع احلق يف ابرام الزواج للقانون الوطين للك‬
‫من الزوجني»‪ ،‬وهذا يعد تطبيقا ملا جاء يف الفصل ‪ 3‬من نفس الظهري‪ ،‬فالرشوط اجلوهرية للزواج تدخل يف اطار‬
‫حاةل ا ألشخاص‪ ،‬اكلكفاءة البدنية والرىض واملوانع‪ ...‬ويرجع خبصوصها للقانون الوطين للك من الزوجني‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرشوط الشلكية‪:‬‬
‫يقصد ابلرشوط الشلكية املقتضيات الت تتعلق بشلك ابرام عقد الزواج والجراءات الواجب اتباعها حىت‬
‫يعد العقد حصيحا‪ ،‬وينص الفصل ‪ 11‬من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب عىل ما ييل ‪" :‬ل جيوز للفرنس يني وا ألجانب‬
‫أأن يزتوجوا ال حسب القواعد الت يتعيهنا قانوهنم الوطين‪ ،‬أأو حسب القواعد الت س تعني فامي بعد للحاةل املدنية يف‬
‫منطقة امحلاية الفرنس ية"‪.‬‬
‫وعليه فانه يتعني عىل ا ألجانب اتباع‪ ،‬اما‪:‬‬
‫‪ -1‬تطبيق الشلك املنصوص عليه يف القانون الوطين للزوجني‪:‬‬
‫يف حاةل ما اذا اكن طرفا عقد الزواج من جنس ية واحدة فان تطبيق هذه القاعدة ل يثري أأي مشلك‪ ،‬اذ تطبق‬
‫القاعدة الشلكية املنصوص علهيا يف القانون الوطين للزوجني‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬اذا اكن الزوجان فرنس اجلنس ية‪ ،‬فميكن هلام أأن يربما عقد الزواج أأمام القنصل الفرنس‪.‬‬
‫أأما اذا اكن الزوجان من جنس يتني خمتلفتني واكن قانوهنام الوطين خمتلف وجب يف هذه احلاةل تطبيق القانونني‬
‫معا‪.‬‬
‫وقد حيدث أأن يكون ألحد الزوجني جنس يتني وقانونني وطنيني خمتلفتني‪ ،‬هنا يتعني تطبيق مقتضيات الفصل‬
‫الرابع من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب اذلي ينص "اذا اكن خشص ما حيمل يف أن واحد ابلنس بة اىل عدة دول‬
‫أأجنبية جنس ية لك واحدة مهنا فان القايض املعروض عليه الزناع يعني قانون ا ألحوال الشخصية الواجب التطبيق"‪.‬‬
‫ب‪-‬الشلك املنصوص عليه يف نظام احلاةل املدنية املغرب‬
‫اكن الفصل ‪ 37‬من ظهري ‪ 1915‬عىل أأن ابرام الزواج يلزم أأن يمت علنية وطبقا للرشوط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اشهار الزواج يف ا ألماكن احملددة ابلقانون‬
‫‪ -‬وقوع الزواج يف مقر امجلاعة‬
‫‪ -‬حضور شاهدين‪.‬‬
‫‪ -‬السامح للجمهور حبضور حفل ابرام الزواج‪.‬‬
‫أأما الن وبعد أأن مت الغاء ظهري ‪ 4‬ش تنرب ‪ 1915‬اذلي اكن ينظم احلاةل املدنية ابملغرب وذكل مبقتىض قانون رمق‬
‫‪ 37/99‬املتعلق ابحلاةل املدنية والصادر بتارخي ‪ 3‬أأكتوبر ‪ ،2002‬فانه مل يعد ابماكن ا ألجانب ابرام الزواج دلى ضابط‬
‫احلاةل املدنية املغريب ومن مت مل تعد هلم ال اماكنية واحدة ويه تطبيق القانون الوطين للزوجني‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ -2‬الزواج اخملتلط‪:‬‬
‫لقد أأتيحت الفرصة للقضاء املغريب لتعريف املقصود ابلزواج اخملتلط‪ ،‬اذ جاء يف حمك احملمكة الابتدائية ابدلار‬
‫البيضاء ما ييل‪ ...." :‬لتعريف الزواج اخملتلط جيدر ابحملمكة حرص الفئات املتواجدة عىل أأرض الوطن‪ ،‬والت تتساوى‬
‫يف تطبيق مدونة ا ألحوال الشخصية املغربية أأو العربية أأو غريها فهناك مخس فئات‪:‬‬
‫‪ -1‬املغاربة املسلمون وتطبق علهيم مدونة ا ألحوال الشخصية املغربية‪.‬‬
‫‪ -2‬املسلمون غري املغاربة وخيضعون بدورمه ملدونة ا ألحوال الشخصية املغربية‪.‬‬
‫‪ -3‬املغاربة العربيون وخيضعون لقانون ا ألحوال الشخصية العربية املغربية‪.‬‬
‫‪ -4‬املغاربة غري املسلمني وغري العربيني وخيضعون ملدونة ا ألحوال الشخصية ابس تثناء تعدد الزوجات اذلي‬
‫حيرم علهيم والرضاع والطلق اذلي يتعني الترصحي به قضائيا ويف حاةل الزناع يطبق قانون ا ألب والزوج‪.‬‬
‫‪ -5‬الفئة اخلامسة وتشمل ا ألجانب من غري املسلمني وغري العربيني وهؤلء خيضعون ملقتضيات ظهري الوضعية‬
‫املدنية ل ألجانب‪.‬‬
‫وبعد تصنيف هذه الفئات ميكن للمحمكة تعريف الزواج اخملتلط‪ ،‬بأأنه ذكل الزواج اذلي يقع بني خشص ينمتي‬
‫اىل احدى الفئات ا ألربعة ا ألوىل وخشص ينمتي اىل الفئة اخلامسة‪ ،‬وبعبارة أأخرى هو الزواج اذلي يقع من هجة بني‬
‫مغريب مسمل أأو مسمل غري مغريب أأو مغريب عربي أأو مغريب غري مسمل وغري عربي وبني أأجنيب مسمل وغري عربي"‪.‬‬
‫وهذا الزواج اخملتلط خيضع ملقتضيات ظهري ‪ 4‬مارس ‪ 1960‬بشأأن انعقاد ا ألنكحة بني املغاربة وا ألجنبيات أأو‬
‫املغربيات وا ألجانب‪.‬‬
‫وقد حدد الفصل ا ألول من هذا الظهري اجلهة اخملول لها قانوان ابرام هذا الزواج اذ جاء فيه ما ييل‪:‬‬
‫"ان ا ألنكحة بني املغاربة وا ألجنبيات من هجة‪ ،‬واملغربيات وا ألجانب من هجة أأخرى ما مل تكن ممنوعة يف قانون‬
‫ا ألحوال الشخصية اجلاري عىل الزوج املغريب‪ ،‬جيوز أأن يقوم مبراس مي انعقادها بطلب من الزوجني‪ ،‬ضابط احلاةل‬
‫املدنية وفقا ملقتضيات الظهري الرشيف املشار اليه أأعله املؤرخ يف ‪ 24‬شوال ‪ 1333‬املوافق ل ‪ 4‬ش تنرب ‪1915‬‬
‫(اخلاص بنظام احلاةل املدنية)‪( .‬مت الغاء هذا الظهري)‪.‬‬
‫وبعد صدور مدونة ا ألرسة املغربية أأصبح يطرح اشاكل مدى رساين ظهري ‪ 4‬مارس ‪ 1960‬فكام هو معلوم‬
‫فان مدونة ا ألرسة هته مل تقم ابلغاء هذا الظهري بشلك رصحي ولكن انطلقا من املادة الثانية من املدونة والت حددت‬
‫فهيا نطاق تطبيقها والت جعلت بأأهنا تطبق عىل مجيع املقاربة ولو اكنوا حاملني جلنس ية أأخرى‪ ،‬وكذكل عىل العلقات‬
‫الت يكون فهيا أأحد الطرفني مغربيا‪ ،‬وكذا العلقات الت تكون بني مغربني أأحدهام مسمل‪ ،‬ميكن القول أأن املدونة قد‬
‫أألغت بشلك مضين طهري ‪ 4‬مارس ‪1960‬‬
‫اثنيا‪ :‬العلقات املالية بني الزوجني‬
‫يف القوانني الغربية‪ ،‬جند أأنه قبل ابرام عقد الزواج يعمد الطرفان الراغبان يف ابرام عقد الزواج‪ ،‬اىل ابرام عقد‬
‫ينظم الشؤون املالية بيهنم‪ ،‬فاذا مل يمت ابرام هذا العقد‪ ،‬اعترب الزوجان مزتوجان حتت نظام ا ألموال املشرتكة‪.‬‬
‫أأي حنن أأمام نظامني‪ :‬نظام قانوين‪ ،‬ونظام تعاقدي مفا املقصود هبذين النظامني؟‬
‫‪82‬‬
‫‪ -1‬النظام القانوين‪:‬‬
‫ينص الفصل ‪ 15‬من ظهري الوضعية املدنية عىل ما ييل‪ :‬اذا مل يربم عقد منظم للعلقات املالية بني الزوجني‪،‬‬
‫فان أاثر الزواج عىل أأموال الزوجني من أأصول ومنقولت ختضع لقانون ادلوةل الت اكن ينتسب الهيا الزوج بتارخي‬
‫ابرام الزواج‪ ،‬ول يؤثر عىل نظام تكل ا ألموال تغيري الزوجني أأو أأحدهام جنس ية فامي بعد"‪.‬‬
‫ان قراءة هذا الفصل تبني لنا أأن املرشع املغريب اعترب أأن قانون دوةل الزوج يوم ابرام الزواج هو القانون اذلي‬
‫حيمك العلقات املالية للزوجني يف حاةل عدم ابرام عقد يف هذا الشأأن‪.‬‬
‫ان تطبيق هذه القاعدة يثري عدة اشاكليات‪:‬‬
‫‪ -‬ما هو القانون الواجب التطبيق يف حاةل ما اذا تغريت أأحاكم القانون الوطين للزوج ؟ فأأي قانون يطبق ؟‬
‫‪ -‬وما هو دور النظام العام يف هذا املوضوع؟‬
‫أأ‪ -‬القانون الواجب التطبيق اذا تغري قانون الزوج بعد الزواج‪:‬‬
‫ان املوضوع يتعلق مبسأأةل مدى رجعية القوانني عىل املس توى ادلاخيل‪ ،‬مث تطبيقه عىل مس توى العلقات الت‬
‫هبا عنرص أأجنيب‪ ،‬ذلكل وجب تطبيق القاعدة العامة الت تقيض ابخضاع أاثر العقد للقانون السابق‪ ،‬وهذا ما ميكن أأن‬
‫يفهم من مضمون املادة ‪ ،15‬حيث أأعطت للنظام القانوين للعلقات املالية بني الزوجني صفة قارة‪ ،‬ومن مت فان تغيري‬
‫اجلنس ية ل يؤثر عىل النظام املايل للزوجني‪ ،‬وهذا ما أأكدته حممكة الاس تئناف ابلرابط يف قراراها بتارخي‬
‫‪.1943/2/16‬‬
‫ب‪ -‬دور النظام العام يف هذا اجملال‪:‬‬
‫ل يس تدعي النظام العام ال اذا اكن الزوج املسمل أأجنبيا‪ ،‬ألنه اذا اكن الزوج املسمل مغربيا طبق الفصل ‪15‬‬
‫من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب اذلي يقيض بتطبيق قانون الزوج‪ ،‬وهو قانون ا ألحوال الشخصية‪ ،‬أأي مدونة‬
‫ا ألرسة‪ ،‬فالسلم ل يقر هذا النظام بني املسلمني ول يوجد جمال أخر لتدخل النظام العام يف هذا املوضوع‪.‬‬
‫‪ -2‬النظام التعاقدي‪:‬‬
‫اعتربت العديد من ادلول العقد املنظم للعلقات املالية ما بني الزوجني‪ ،‬عقدا كسائر العقود وابلتايل أأخضعته‬
‫للقانون اذلي حدده الطرفان‪.‬‬
‫مفا هو موقف ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب من هذا العقد ؟ و ألي قانون أأخضعه ؟‬
‫نظم ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب العقد املنظم للعلقات املالية بني الزوجني مبقتىض املادتني ‪ 12‬و ‪ 14‬منه‪،‬‬
‫ومزي ما بني القواعد الشلكية والقواعد املوضوعية‪.‬‬
‫أأ‪ -‬القواعد الشلكية‪:‬‬
‫ان القواعد الشلكية الت تتعلق اببرام العقد ميكن أأن ينظر الهيا من زاويتني‪ ،‬أأول من انحية ابرام العقد‪ ،‬ومن‬
‫انحية اشهاره‪.‬‬
‫‪ -1‬القانون اذلي خيضع هل ابرام العقد‪:‬‬
‫‪83‬‬
‫تنص املادة ‪ 12‬من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب عىل ما ييل‪:‬‬
‫«ان العقد املنظم للعلقات املالية بني الزوجني‪ ،‬يكون حصيحا من حيث الشلك اذا أأبرم حسب قواعد القانون‬
‫الوطين للك من الزوجني أأو عند انعداهما اذا أأبرم حسب القواعد الت يفرضها القانون الفرنس عىل الفرنس يني يف‬
‫فرنسا»‪.‬‬
‫يتضح من النص أأعله أأن شلك العقد خيضع ابدلرجة ا ألوىل لقواعد القانون الوطين للك من الزوجني‪:‬‬
‫‪ -‬فاذا اكن الزوجان من جنس ية واحدة فان قانوهنام الوطين هو اذلي يطبق وسواء أأاكن هذا القانون يفرض‬
‫شالك معينا أأو اكن جيزي للطرفني الاختيار بني شلكني أأو عدة أأشاكل‪.‬‬
‫فاذا اكن القانون الوطين للك من الزوجني مثل يشرتط أأن يكون العقد املنظم للعلقات املالية موثقا‪ ،‬فان‬
‫هذا العقد ل يكون حصيحا ال اذا أأبرم حسب هذا الشلك‪ ،‬وعليه يف هذه الفرضية‪ ،‬يتعني عىل الزوجني ابرام العقد‬
‫املنظم للعلقات املالية اما أأمام فنصل دولهتام أأو دلى موثق عرصي‪ ،‬أأما اذا أأبرما هذا العقد أأمام عدول‪ ،‬فانه ل يقبل‬
‫مهنام ألنه جاء غري حصيح من حيث شلكه‪.‬‬
‫أأما اذا اكن قانوهنام الوطين يعطهيام اخليار بني شلك العقد الرمسي أأو العريف‪ ،‬هنا يبقى هلام اخليار‪ ،‬اما ابرامه‬
‫أأمام قنصل بدلهام‪ ،‬أأو أأمام موثق أأو دلى عدول‪.‬‬
‫أأما يف حاةل ما اذا اكن الزوجان من جنس يتني خمتلفتني‪ ،‬فيجوز أأن يكون العقد يف شلك من ا ألشاكل الت‬
‫يقرها قانون لك مهنام‪ ،‬حبيث اذا اكن القانوانن غري متفقان عىل شلك معني‪ ،‬أكن يفرض أأحد القانونني عقدا موثقا‪ ،‬يف‬
‫حني جيزي القانون الخر العقد العريف‪ ،‬هنا يتعني أأن حيرر العقد حسب قواعد القانون الفرنس‪ ،‬ومن املعلوم أأن‬
‫القانون الفرنس يشرتط أأن يكون العقد موثقا‪.‬‬
‫لكن اذا جاء العمل هبذه القاعدة يف عهد امحلاية‪ ،‬فانه ذكل أأصبح اليوم متجاوزا‪ ،‬فالعقد أأصبح خيضع لقانون‬
‫موطهنام املوحد‪.‬‬
‫‪ -2‬القانون اذلي ختضع هل قواعد اشهار العقد‪:‬‬
‫ان اشهار العقد املنظم للعلقات املالية بني الطرفني يسمح ل ألغيار ابلطلع عىل نوع العقد املنظم لتكل‬
‫العلقة‪ .‬كام أأن القانون املنظم للعقارات احملفظة يقيض بأأنه ل ميكن المتسك يف مواهجة الغري مبقتضيات العقد املنظم‬
‫للعلقات املالية بني الزوجني‪ ،‬بصدد بعض الترصفات اكلهبة‪ ،‬والرهن الرمسي‪ ،‬ال اذا اكنت مسجةل يف السجلت‬
‫العقارية‪.‬‬
‫ب‪ -‬القواعد املوضوعية‪:‬‬
‫بنص الفصل ‪ 14‬من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب عىل ما ييل‪« :‬ان العقد املنظم للعلقات املالية بني‬
‫الزوجني‪ ،‬خيضع من حيث حصته اذلاتية وأاثره للقانون الوطين للزوج بتارخي ابرام الزواج‪ ،‬واذا أأبرم العقد املذكور أأثناء‬
‫قيام الزوجية‪ ،‬فانه خيضع للقانون الوطين للزوجني بتارخي ابرامه‪.‬‬
‫ويعني القانون املذكور نفسه‪ ،‬ما اذا اكن يسوغ للزوجني أأن حييل اىل قانون أخر‪ ،‬وبأأي مقدار‪.‬‬
‫فاذا وقعت هذه الحاةل فان القانون احملال عليه هو اذلي حيمك أاثر العقد املنظم للعلقات املالية بني الزوجني»‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫يتضح من نص املادة أأعله أأن املرشع املغريب مزي بني العقد املربم قبل الزواج والعقد املربم أأثناء العلقات‬
‫الزوجية‪ ،‬مفا هو القانون الواجب التطبيق يف لك من هاتني احلالتني ؟ وما هو نطاقه ؟‬
‫‪ -1‬القانون الواجب التطبيق عىل عقد العلقات املالية‪:‬‬
‫سنتطرق اىل حاةل ابرام العقد قبل الزواج وحاةل ابرام العقد بعد الزواج‪.‬‬
‫‪ ‬يف حاةل ابرام العقد قبل الزواج فان العقد حسب الفصل ‪ 14‬خيضع لقانون الزوج يوم ابرام العقد بغض‬
‫النظر عن القانون الوطين للزوجة‪ ،‬كام أأنه اذا معد الزوج عىل تغيري جنسيته بعد ابرام العقد فان هذا التغيري ل يؤثر‬
‫عىل العقد املنظم للعلقات املالية بني الزوجني‪ ،‬بل يبقى هذا العقد خاضعا من حيث أاثره لقانون ادلوةل الت اكن‬
‫الزوج حيمل جنسيهتا يف اترخي ابرام الزواج‪.‬‬
‫واذا اكن قانون الزوج يسمح للزوجني بأأن حييل ا ألمر اىل قانون أخر‪ ،‬اكن هذا القانون هو الواجب التطبيق‪،‬‬
‫وهذا ما ميكن اس تنتاجه من الفقرة ا ألخرية من الفصل ‪ ،14‬ومع ذكل فان القانون اذلي أأحيل اليه املوضوع‪ ،‬ل ميكن‬
‫تطبيقه اذا تعارضت أأحاكمه مع قانون الزوج‪.‬‬
‫‪ ‬أأما اذا أأبرم العقد أأثناء قيام الزوجية فان هذا العقد خيضع للقانون الوطين للزوجني بتارخي ابرامه‪.‬‬
‫ويتعني التذكري اذا اكن عقد الزواج يضم طرفا مغربيا مسلام أأو أأجنبيا مسلام فان النظام املايل يتعني أأن خيضع‬
‫بصفة اجبارية ملدونة ا ألرسة املغربية الت ل تعرتف ال بنظام فصل ا ألموال‪ ،‬وهذا ما أأكدته املادة ‪ 49‬من مدونة‬
‫ا ألرسة‪ ،‬اذ نصت عىل أأن للك واحد من الزوجني ذمة مالية مس تقةل من ذمة الخر‪ .‬فاملر أأة لها احلرية املطلقة يف‬
‫الترصف يف مالها دون رقابة الزوج‪ ،‬اذ ل ولية للزوج عىل مال زوجته‪.‬‬
‫غري أأنه ل جيوز هلام يف اطار تدبري ا ألموال الت س تكتسب أأثناء قيام الزوجية التفاق عىل استامثرها وتوزيعها‪.‬‬
‫‪ -2‬نطاق القانون الواجب التطبيق‪:‬‬
‫أأاثر الفصل ‪ 14‬من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب الصحة الثابتة للعقد وأاثره و أأخضعهام لقانون الزوج يف حاةل‬
‫ما اذا أأبرم العقد قبل الزواج‪ ،‬وقانون الزوجني يف حاةل ما اذا أأبرم العقد بعد الزواج‪ ،‬مفا املقصود بذاتية العقد؟ وما‬
‫يه أاثر العقد املنظم للعلقات املالية بني الزوجني؟‬
‫فذاتية العقد بقصد هبا الرشوط املوضوعية للعقد من حيث الرضاء وعيوب الرادة وغري ذكل‪ ،‬فهيي ختضع‬
‫لقانون الزوج‪ ،‬أأما فامي يتعلق اب ألهلية فهيي مسأأةل تتصل حباةل الشخص ذاته‪ ،‬وذلكل فاهنا ختضع لقانون عقد الزواج‬
‫نفسه يف القانون املغريب أأي أأهنا ختضع لقانون الزوج والزوجة‪.‬‬
‫أأما ما يتعلق بأاثر العقد املنظم للعلقات املالية بني الزوجني‪ ،‬مفن املعلوم أأن هذه الاثر تتصل ابلعقد وليس‬
‫بشخص الزوجني كام هو ا ألمر ابلنس بة ل ألهلية‪ ،‬ومن مت فاهنا ختضع لقانون العقد أأي أأهنا ختضع لقانون الزوج‪ ،‬ومن‬
‫بني تكل الاثر يف حتديد حقوق والزتامات لك من الزوجني عىل أأموال العقد وكذكل كيفية تصفية ا ألموال يف حاةل‬
‫الطلق أأو بعد الوفاة‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫اثلثا‪ :‬اهناء مؤسسة الزواج‬
‫الطلق والتطليق والانفصال اجلسامين من أأمه املوضوعات الت يثار بشأأهنا تنازع القوانني‪ ،‬هكذا نص الفصل‬
‫‪ 9‬من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب عىل ما ييل‪" :‬للفرنس يني وا ألجانب احلق يف أأن يطلبوا الطلق والفصل‬
‫اجلسامين مبقتىض الرشوط املقررة يف قوانيهنم الوطنية"‪.‬‬
‫ان هذا النص هو نص عام ويرسي عىل الرشوط املوضوعية والشلكية وأاثر الطلق‪ ،‬وينطبق هذا النص‬
‫عىل طلق ا ألجانب أأي عندما يكون طريف العقد أأجنبيني‪ ،‬وكذكل عىل الطلق اذلي يكون أأحد طرفيه فقط‬
‫أأجنبيا‪.‬‬
‫وعليه سنتحدث عن الرشوط اجلوهرية والشلكية للطلق وكذكل أاثره‪.‬‬
‫‪ -1‬الرشوط اجلوهرية للطلق‪:‬‬
‫ان القانون اخملتص حبمك احنلل الرابطة الزوجية يه قوانني ادلول الت ينمتي الهيا لك من الزوجني عن طريق‬
‫رابطة اجلنس ية‪ ،‬وابلتايل ل عربة مبوطن الزوج أأو ابملوطن املشرتك للزوجني‪.‬‬
‫وهذا ما أأكدته حممكة الاس تئناف ابلرابط يف قرار لها بتارخي ‪ 21‬ماي ‪ 1929‬جاء فيه‪ « :‬جيوز للزوجني‬
‫الس بانيني املزتوجني دلى الكنس ية طبق قواعد القانون املدين الس باين‪ ،‬أأن يطلبا فسخ الزواج‪ ،‬وفقا للقانون املذكور‪.‬‬
‫ولكن املادة التاسعة من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب توجب عىل احملامك املغربية أأل تقيض ابلفسخ ال يف احلالت‬
‫الت حيددها القانون الوطين للزوجني»‪.‬‬
‫ففي حاةل اختاذ جنس ية الزوجني‪ ،‬هنا ل يطرح أأي اشاكل‪ ،‬حيث يطبق قانون ادلوةل الت حيمل الطرفان‬
‫جنسيهتا‪ ،‬ومن مت جيوز احلمك ابلطلق أأو الفصل اجلسامين بني الزوجني ال اذا اكن قانوهنم يسمح بذكل‪.‬‬
‫وعليه يتعني عىل احملمكة املعروض علهيا الزناع أأن تتحقق مما اذا اكن القانون الوطين للزوجني جيزي الطلق أأو‬
‫الانفصال اجلسامين‪ ،‬وما يه مربرات الانفصال اجلسامين والقواعد املوضوعية للثبات‪ ،‬وكذا أاثر ذكل مثل حتديد‬
‫النفقة ومسأأةل التعويض املس تحق للزوج غري اخملطئ وكذا الفصل يف مدى اس تحقاق الزوجة الاحتفاظ ابمس زوهجا‬
‫بعد التطليق‪.‬‬
‫لكن السؤال اذلي يطرح هو هل القانون الواجب التطبيق هو القانون الوطين للزوجني‪ ،‬أأثناء ابرام عقد‬
‫الزواج أأم القانون املشرتك بيهنام يف اترخي الطلق ؟ حبيث أأن الفصل التاسع من ظهري الوضعية املدنية ل ألجانب ل‬
‫يتضمن حلل لهذه الشاكلية ؟ يف حني أأن جانبا من الفقه املغريب مييل اىل ا ألخذ ابلقانون املشرتك أأثناء وضع‬
‫ادلعوى‪.‬‬
‫أأما القضاء فانه يسري يف نفس الاجتاه اذلي سلكه الفقه‪ ،‬حيث جاء يف حمك للمحمكة الابتدائية ابدلار البيضاء‬
‫بتارخي ‪ 29‬مارس ‪ 1939‬ما ييل‪" :‬ان القانون الوطين اجلاري عىل الزوجني يف اترخي اقامة دعوى الطلق هو اذلي‬
‫يتعني الرجوع اليه لتحديد ما اذا اكنت ادلعوى مقبوةل"‪.‬‬
‫كام أأن اجمللس ا ألعىل يف قرار هل بتارخي ‪ 16‬يناير ‪ 1962‬مبناس بة الامتس حتويل انفصال جسامين اىل طلق‪،‬‬
‫طرح بأأن لك دعوى ختضع‪ ،‬من حيث املوضوع للقانون اجلاري به اترخي بت احملمكة يف ادلعوى‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫هذا املبد أأ تتفرع عنه نتيجتان‪:‬‬
‫ا ألوىل‪ :‬أأنه ل هيم ما اذا اكن الزوجان حيملت جنس يات خمتلفة عند ابرام عقد الزواج‪ ،‬فا ألساس أأن تكون‬
‫هلام جنس ية واحدة عند رفع ادلعوى‪.‬‬
‫وهذا ما ذهبت اليه حممكة الاس تئناف ابلرابط بتارخي ‪ 14‬نونرب ‪" :1939‬اذا اكتسب الزوج اجلنس ية‬
‫الفرنس ية أأثناء قيام الزوجية‪ ،‬فان القانون الفرنس هو اذلي يصبح واجب التطبيق عىل حالته الشخصية وهو اذلي‬
‫يرسي عىل لك دعوى الطلق"‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬ل عربة ابلتعديلت الت طر أأت عىل القانون الوطين املشرتك بني الزوجني خلل الفرتة السابقة لقامة‬
‫ادلعوى‪ ،‬حيث يطبق القانون الوطين املشرتك بني الزوجني ابلصورة الت هو علهيا يف اترخي اقامة ادلعوى‪.‬‬
‫لكن اذا اكن الزوجان من جنس ية خمتلفة ما هو احلل؟‬
‫هناك اجهتاد قضايئ فرنس يقيض بأأن طلق الزوجني خمتلفي اجلنس ية خيضع لقانون موطهنام املشرتك‪ ،‬لكن‬
‫هذا الاجهتاد القضايئ غري قابل للتطبيق يف املغرب لس ببني‪:‬‬
‫‪ -‬انعدام وجود أأساس ترشيعي‪.‬‬
‫‪ -‬خيالف روح ظهري الوضعية املدنية خاصة الفصل ‪ 9‬منه‪.‬‬
‫أأما القضاء املغريب فانه يذهب اىل رضورة ا ألخذ بقانون الزوجني معا‪ ،‬وهذا ما ذهبت اليه حممكة الاس تئناف‬
‫ابلرابط يف قرار لها بتارخي ‪ 12‬يناير ‪ 1944‬اذ جاء فيه‪" :‬ان القانون احمليل (املغريب) يقر مبد أأ الس يادة التامة لقوانني‬
‫ا ألحوال الشخصية‪ ،‬مفن الواجب اذن أأن حترتم لك قواعد القانون اخلاص عىل قدم املساواة‪ .‬ومىت اكن الزوجان‬
‫خمتلفي اجلنس ية فان التنازع بني قانونهيام املتعلق اب ألحوال الشخصية‪ ،‬جيب أأن يفصل فيه ابضافة أأحدهام للخر‪ ،‬أأي‬
‫بتطبيقهام معا بشلك يؤدي اىل اعطاء لك من القانونني حصته من التطبيق"‪.‬‬
‫ان هذه القاعدة قد تؤدي اىل نتاجئ معقدة اذ ميكن أأن ينتج عهنا أأن يصبح الزواج مفسوخا ابلنس بة ألحد‬
‫الزوجني ويبقى قامئا ابلنس بة للزوج الخر (وهو نفس احلل اذلي اعمتده الفصل ‪ 9‬من ظهري الوضعية املدنية‬
‫ل ألجانب)‪.‬‬
‫لهذا يرى بعض الفقه برضورة تطبيق قانون املوطن املشرتك للزوجني أأو قانون القايض‪.‬‬
‫‪ -2‬الرشوط الشلكية للطلق‪:‬‬
‫س نتناول هنا نقطتني‪ :‬الجراءات املسطرية واحملمكة اخملتصة‪.‬‬
‫‪ -‬الجراءات املسطرية‪:‬‬
‫ان املسطرة الواجب اتباعها يف الطلق يه املنصوص علهيا يف الفرع السادس من الباب الثالث من قانون‬
‫املسطرة املدنية (الفصول من ‪ 212‬اىل ‪.)216‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ -‬احملمكة اخملتصة‪:‬‬
‫ان احملمكة الت تفصل يف طلق ا ألجانب يه احملمكة الت يقع هبا موطن الزوجة‪ ،‬وعىل الرمغ من هذا فان‬
‫اختيار الزوجني للمحمكة أأثناء مثوهلام أأمام القايض امللكف مبهمة الصلح بيهنام‪ ،‬يكون ملزما هلام‪ ،‬ومانعا للك منازعة يف‬
‫الاختصاص احمليل‪ ،‬ويف هذا الس ياق حمكت حممكة الاس تئناف ابلرابط يف قرار لها بتارخي ‪ 1934/3/27‬مؤكدة أأنه‬
‫اذا اكنت مقتضيات القانون السويرسي جتزي للزوجني ذي اجلنس ية السويرسية الاختيار لتقدمي دعوى الطلق أأمام‬
‫حممكة دولهتام أأو أأمام حممكة موطهنام‪ ،‬فان املدعي اذلي حدد اختياره برفعه ادلعوى أأمام احدى احملمكتني (ويه حممكة‬
‫املوطن يف النازةل) ل يبقى لها احلق برفعها اثنية أأمام احملمكة ا ألخرى (حممكة ا ألصل) ول ميكنه أأن ينازع يف اختصاص‬
‫احملمكة اخملتارة‪.‬‬
‫وعليه فان ا ألجانب هلم احلق يف رفع الطلق أأمام احملامك املغربية‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬انهتاء احلاةل الشخصية‬


‫ان احلاةل الشخصية للشخص تنهتيي بوفاته‪ ،‬وواقعه الوفاة هذه تنتج عهنا مجموعة من الاثر س نذكر مهنا مسأأةل‬
‫الرث والوصية‪.‬‬
‫ينص الفصل ‪ 18‬من ظهري الوضعية املدنية عىل ما ييل‪:‬‬
‫خيضع توارث املنقولت وا ألصول املوجودة داخل منطقة امحلاية الفرنس ية ابملغرب لقانون ادلوةل الت ينتسب‬
‫الهيا املوروث فامي يعود اىل تعيني الورثة والرتتيب اذلي يرثون مبقتضاه وا ألنصبة العائدة اىل لك واحد مهنم واملقادير الت‬
‫يتعني علهيم ارجاعها اىل الرتكة واملقدار اذلي جيوز للموروث أأن يترصف به عىل وجه الوصية واملقدار اذلي جيب‬
‫حفظه للورثة‪ ،‬وتنطبق القاعدة نفسها عىل حصة الوصية اذلاتية وأاثرها"‪.‬‬
‫ان نص الفصل أأعله ينطبق مع املادة ا ألوىل من اتفاقية لهاي املربمة يف ‪ 17‬يوليوز ‪ 1905‬املتعلقة بتنازع‬
‫القوانني يف مادة املواريث كام أأهنا تنطبق مع القواعد الرشعية السلمية الت اكن معمول هبا يف املغرب قبل امحلاية‪،‬‬
‫والت اكنت ختضع املواريث لقوانني ا ألجانب الوطنية‪.‬‬
‫مفا يه أأحاكم املرياث وكذا الوصية يف القانون ادلويل اخلاص املغريب‪.‬‬
‫الفقرة ا ألوىل‪ :‬الرتكة‬
‫جند بعض الترشيعات تس ند ا ألموال العقارية يف الرتكة لقانون موقع ذكل العقار‪ ،‬يف حني تس ند املنقول لقانون‬
‫ادلوةل الت تويف فهيا امل ُ َو ِّر ُث‪ ،‬أأما الفصل ‪ 18‬من ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني وا ألجانب فانه أأخضع أأموال الرتكة‬
‫لكها‪ ،‬عقارات اكنت أأو منقولت‪ ،‬للقانون الشخيص لل ُم َو ِّرث وذكل عىل عكس املرشع الفرنس اذلي أأخضع العقار‬
‫لقانون موقعه واملنقول لقانون دوةل املتوىف‪.‬‬
‫مفا هو مضمون قاعدة الس ناد املغربية يف هذا اجملال ومىت يمت استبعادها ؟‬
‫أأول ‪ :‬مضمون قاعدة الس ناد املغربية يف جمال الرتكة‬

‫‪88‬‬
‫أأخضع الفصل ‪ 18‬من ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني وا ألجانب التوارث يف الرتكة للقانون الوطين للمورث‪،‬‬
‫وعليه‪ ،‬فل عربة مبوطن هذا املورث ول مباكن وفاته‪ ،‬ول ابلقانون الوطين للورثة‪.‬‬
‫وهذا ميكن أأن يؤدي اىل عدة مشألك‬
‫*مثل عندما تكون جنس ية امل ُ َو ِّرث متنازع بشأأهنا‪.‬‬
‫فهنا يتعني حتديد جنس ية املورث لتحديد قانونه الوطين‪ ،‬وعليه‪ ،‬فاذا اكن التنازع بني جنس يتني أأجنبيتني‪ ،‬فان‬
‫القايض املغريب طبقا ألحاكم الفصل ‪ 4‬من ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني وا ألجانب حيدد جنس ية املورث وابلتايل‪،‬‬
‫يعني قانون أأحواهل الشخصية‪ .‬أأما اذا اكن التنازع يقع بني جنس ية أأجنبية واجلنس ية املغربية‪ ،‬فان القايض املغريب يرحج‬
‫قانونه الوطين‪.‬‬
‫حسب الفصل ‪ 18‬من الظهري املشار اليه أأعله فان لك ا ألموال املتواجدة فوق الرتاب املغريب‪ ،‬سواء اكنت‬
‫عقارات أأو أأموالا منقوةل‪ ،‬فاهنا ختضع للقانون الوطين لل ُم َو ِّرث‪ ،‬ولكن ماذا عن ا ألموال املوجودة خارج املغرب؟‬
‫يرى الفقيه ‪ P.Decroux‬أأنه ل جمال لتطبيق هذه القاعدة عىل ا ألموال املوجودة داخل املغرب فقط‪ ،‬بل جيب‬
‫تطبيقها أأيضا مكبد أأ عام من مبادئ القانون ادلويل اخلاص املغريب‪ ،‬فامي يتعلق ابلرتاكت املش متةل عىل أأموال موجودة يف‬
‫بلد أأجنبية مىت اكنت تصفية الرتكة معروضة عىل حممكة مغربية‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬استبعاد القانون الوطين اذلي أأشارت اليه قاعدة الس ناد‬
‫جند حاةل عدمي اجلنس ية‪ ،‬فهذا ا ألخري مبا أأنه ل جنس ية هل‪ ،‬فليس هل كذكل قانون وطين‪ ،‬وهنا نعود ألحاكم‬
‫املادة ‪ 2‬من مدونة ا ألرسة املغربية الت أأخضعت اللجئني وعدميي اجلنس ية لنطاقها‪ ،‬وابلتايل فهم خماطبون بأأحاكهما‪.‬‬
‫كام ميكن أأن يستبعد القانون الوطين للموروث اذا اكن خيالف النظام العام يف دوةل القايض‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الوصية‬
‫الوصية يه ترصف ينضاف اىل ما بعد املوت‪ ،‬وقد تطرق الفصل ‪ 18‬من ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني‬
‫وا ألجانب ملسأأةل الوصية‪.‬‬
‫أأول‪ :‬الرشوط الشلكية‬
‫امللحظ أأن الفصل املذكور مل يتعرض لشلك الوصية‪ ،‬لهذا يتعني تطبيق ا ألحاكم الت جاءت يف الفصل ‪10‬‬
‫من هذا الظهري‪ ،‬واذلي يتحدث عن شلك ا ألفعال القانونية وذكل ألن الوصية ترصف قانوين‪.‬‬
‫اذ أأن الفصل ‪ 10‬ينص عىل ما ييل‪" :‬تعترب حصيحة مبنطقة امحلاية الفرنس ية ابملغرب‪ ،‬ا ألفعال القانونية املربمة‬
‫حسب الشلك والرشوط املنصوص علهيا يف قانون ا ألطراف الوطين أأو حسب الشلك والرشوط املنصوص علهيا يف‬
‫قوانني منطقة امحلاية الفرنس ية ابملغرب و أأخريا حسب الشلك والرشوط املنصوص علهيا يف القوانني وا ألعراف احمللية"‪.‬‬
‫وعليه حفسب نص الفصل أأعله يبقى من حق ا ألجنيب أأن يربم وصية بأأحد ا ألشاكل التية‪:‬‬
‫‪ -‬طبقا للشلك أأو ا ألشاكل الت يعيهنا قانونه الوطين‬
‫‪ -‬أأمام العدول أأو أأمام املوثق العربي اذا اكن املويص هيوداي‬
‫‪89‬‬
‫‪ -‬دلى موثق عرصي يف املغرب‪.‬‬
‫لكن تطبيق هذا الفصل (‪ )10‬قد يتعارض أأحياان مع قاعدة من القانون الوطين للمويص‪ ،‬خاصة اذا اكن هذا‬
‫القانون مينع أأو يفرض شالك معينا حبيث يصبح الشلك رشطا جوهراي‪ ،‬مفثل ينص الفصل ‪ 57‬من القانون املدين‬
‫الاجنلزيي‪:‬‬
‫"جيب أأن يوقع املويص وصيته مبحرض شاهدين أأو يؤكد أأماهمام توقيعه ويتعني أأن يمت توقيع الشاهدين بعد توقيع‬
‫املويص وحبضوره"‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فان الاجنلزيي املتواجد يف املغرب ملزم بأأن جيري وصيته يف الشلك املنصوص عليه يف الفصل ‪57‬‬
‫مدين أأجنلزيي وال اكنت ابطةل‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬الرشوط املوضوعية‬
‫فالوصية كام س بق القول‪ ،‬ترصف قانوين مضاف اىل ما بعد املوت‪ ،‬وابلتايل فهيي يف حمك الرتكة‪ ،‬ذلكل فهيي‬
‫ختضع للقانون املغريب‪ ،‬وهذه الوصية يتعني أأن تتوفر فهيا مجموعة من الرشوط اجلوهرية‪ ،‬مهنا ما يتعلق بأأهلية املويص‬
‫و أأهلية املوىص هل‪ ،‬وحتديد ا ألشخاص اذلين ميكن أأن يوىص هلم‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬أاثر الوصية‬
‫ختضع الوصية من حيث أاثرها اىل القانون الوطين للمويص‪ ،‬خاصة فامي يتعلق بتنفيذها وطريقة انتقال ا ألموال‬
‫اىل املوىص هل‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬ا ألحوال العينية (ا ألموال العقارية واملنقوةل)‬
‫ينص الفصل ‪ 17‬من ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني وا ألجانب عىل ما ييل‪« :‬ختضع ا ألموال املوجودة داخل‬
‫منطقة امحلاية الفرنس ية ابملغرب‪ ،‬عقارات اكنت أأو منقولت لترشيع املنطقة املذكورة» يتضح من النص أأعله أأن‬
‫املرشع املغريب أأخضع ا ألموال سواء اكنت منقوةل أأو عقارية لقانون املوقع وعليه س نتناول حاةل العقارات (املطلب‬
‫ا ألول) وكذا حاةل ا ألموال املنقوةل (املطلب الثاين)‪.‬‬

‫املطلب ا ألول‪ :‬العقارات‬


‫ختضع العقارات لقانون حمل وجودها نظر ًا لكوهنا تعد جزءا من اقلمي ادلوةل‪ ،‬ومتس بشلك مبارش مصلحة ادلوةل‬
‫الس ياس ية والاقتصادية‪.‬‬
‫مفا يه احلقوق العينية الت ختضع لقانون موضع املال؟‬
‫احلقوق العينية الت ختضع لقانون املوقع‬
‫احلقوق العينية الت ختضع لقانون املوقع هناك حق امللكية‪ ،‬ابعتباره حقا عينيا أأصليا‪ ،‬وكذكل احلقوق املتفرعة‬
‫عنه كحق الانتفاع والارتفاق‪.‬‬
‫كام أأن احلقوق العينية التبعية ختضع يه بدورها لقانون املوقع كام هو حال الرهن‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬املنقولت‬


‫ان معظم الترشيعات تس ند املنقول لقانون املوقع‪ .‬وفامي خيص الترشيع املغريب فان مقتضيات الفصل ‪ 17‬من‬
‫ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني وا ألجانب تنطبق عىل املنقولت بنفس الكيفية الت تنطبق عىل العقارات‪ ،‬أأي أأن‬
‫املنقولت املوجودة يف املغرب ختضع للقانون املغريب‪.‬‬
‫املنقولت نوعان مادية وغري مادية‪ ،‬فاذا اكنت املنقولت املادية تشغل حزيا يف املاكن ومن مث ل صعوبة يف‬
‫حتديد ماكهنا ما دامت عىل ا ألرايض املغربية ويف املياه القلميية املغربية‪ ،‬لكن ما هو احلل ابلنس بة للمنقولت املوجودة‬
‫يف السفن والطائرات املغربية ؟ مفادامت السفينة أأو الطائرة اب ألرايض املغربية فان البضائع الت هبا تعترب يف ا ألرايض‬
‫املغربية ويطبق علهيا قانون املوقع‪ ،‬أأما السفن والطائرات فهيي منقولت من نوع خاص ابلتايل فهيي ختضع لنظام خاص‪،‬‬
‫مفوقع السفينة يتحدد جبنسيهتا‪.‬‬
‫أأما املنقولت الغري املادية فهيي ا ألش ياء الت ل تقع حتت احلس‪ ،‬ومن أأمثةل املنقولت املعنوية‪ ،‬احلقوق اذلهنية‬
‫كحق املؤلف وحق اخملرتع أأو المنوذج الصناعي‪ ،‬هذه احلقوق اذلهنية تسمى حقوق امللكية ا ألدبية والفنية والصناعية‪.‬‬
‫ان هذه احلقوق يس تحيل أأن يعني لها موقع ألنه ل ميكن حرصها يف ماكن ذلكل فاهنا ختضع يف الغالب‬
‫لتفاقيات دولية‪.‬‬
‫اذن حفسب القاعدة املقررة يف الفصل ‪ 17‬من ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني وا ألجانب فان املنقولت سواء‬
‫اكنت مادية وغري مادية املوجودة ابملغرب ختضع للقانون املغريب ابس تثناء تكل الت ختضع لتفاقيات دولية خاصة‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬تطبيقات قاعدة الس ناد يف جمال‬
‫العلقات العقدية أأو التقصريية‬
‫عندما يمت ابرام العقد ويكون أأحد أأطرافه أأجنبيا‪ ،‬فهل هذا العقد خيضع يف موضوعه وشلكه اىل قانون موقع‬
‫ابرامه ؟ أأم اىل القانون اذلي خيتاره املتعاقدون (املبحث ا ألول) وما هو احلل يف حاةل الالزتامات الناش ئة عن الفعل‬
‫الضار (املبحث الثاين)‪.‬‬

‫املبحث ا ألول‪ :‬العقود‬


‫ان تطور املعاملت واملبادلت التجارية أأدى اىل تدخل عنارص جديدة يف تكوين العقود‪ ،‬قد يكون بعضها‬
‫أأجنبيا وذكل اما بسبب جنس ية املتعاقدين واما بسبب ماكن ابرام أأو تنفيذ العقد‪.‬‬

‫املطلب ا ألول‪ :‬الرشوط الشلكية‬


‫ينص الفصل العارش من ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني وا ألجانب عىل ما ييل‪:‬‬
‫الترصفات القانونية الت ينجزها الفرنس يون أأو ا ألجانب يف منطقة امحلاية الفرنس ية ابملغرب تكون حصيحة من‬
‫حيث الشلك اذا أأبرمت مبقتىض القواعد الت يعيهنا اما القانون الوطين للطرفني واما القانون الفرنس‪ ،‬واما الترشيع‬
‫املوضوع ملنطقة امحلاية الفرنس ية‪ ،‬واما القوانني وا ألعراف احمللية"‪.‬‬
‫من النص أأعله يتبني لنا أأن املرشع املغريب ترك ل ألطراف حرية اختيار القانون الواجب التطبيق عىل‬
‫ترصفاهتم القانونية لكن هذه احلرية ليست مطلقة متاما‪ ،‬بل يه مقيدة‪ ،‬اذ أأن املرشع املغريب حرص القوانني الت ميكن‬
‫ل ألطراف ابرام العقد وفقها‪ ،‬أأي أأنه يبقى ل ألطراف املتعاقدة حرية اختيار أأحد القوانني الت حددهتا املادة العارشة‪،‬‬
‫فالعقود الت تربم داخل املغرب لبد أأن تكون يف أأحد ا ألشاكل املنصوص علهيا يف نص املادة أأعله‪ ،‬لكن ماذا عن‬
‫العقود املربمة خارج املغرب ؟‬
‫الفقرة ا ألوىل‪ :‬شلك العقود املربمة يف املغرب‬
‫أأعطى الفصل العارش للمتعاقدين حق الاختيار بني ثلثة قواعد‪ :‬القانون الوطين للطرفني‪ ،‬القانون الفرنس‬
‫والقوانني و ا ألعراف احمللية‪.‬‬
‫‪ ‬فامي خيص القانون الوطين للطرفني‪ ،‬فاذا اكن قانون جنس ية الطرفني يقر حصة العقد املربم عرفا اكن العقد‬
‫حصيحا‪ ،‬واذا اكن يتطلب شالك معينا فيتعني أأن يربم ا ألطراف العقد حسب الشلك اذلي حيدده قانوهنم الوطين‬
‫‪ ‬أأما فامي يتعلق ابماكنية ابرام العقد حسب الشلك اذلي حيدده القانون الفرنس فامللحظ أأن هذا املقتىض‬
‫أأصبح لغيا وعليه ميكن ل ألطراف ابرام العقد طبقا للقانون املغريب‬

‫‪92‬‬
‫‪ ‬أأما فامي خيص اماكنية ابرام العقد حسب ا ألعراف احمللية‪ ،‬فاملقصود اب ألشاكل الت تقررها القوانني وا ألعراف‬
‫احمللية اكلتوقيف الرشعي والتوثيق العربي‪ ،‬فالتوثيق الرشعي‪ ،‬اكن يمتتع ابختصاص عام يف املغرب همام اكنت جنس ية‬
‫املتعاقدين‪ ،‬وهمام اكن موضوع العقد برشط أأل يكون خمالفا ألحاكم الرشيعة السلمية‪ ،‬وعليه يكون العقد حصيحا اذا‬
‫أأبرم العدول‪ .‬وقد صدرت عدة أأحاكم يف هذا اجملال مهنا قرار حممكة الاس تئناف العرصية ابلرابط الصادر بتارخي ‪2‬‬
‫فرباير ‪.1939‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شلك العقود املربمة خارج املغرب‬
‫مل يتطرق الفصل العارش من ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني وا ألجانب للحاةل الت يربم فهيا العقد خارج‬
‫املغرب‪ ،‬ذلكل معد الفقه عىل اخضاع هذه العقود لقانون املاكن اذلي يربم فيه‪ ،‬مع اعطاء ا ألطراف حرية اختيار أأي‬
‫قانون أخر‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الرشوط اجلوهرية‬
‫بنص الفصل ‪ 13‬من ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني وا ألجانب عىل ما ييل‪:‬‬
‫"تعني الرشوط اجلوهرية للعقود وأاثرها مبقتىض القانون اذلي قصد ا ألطراف رصاحة أأو مضنا اخلضوع هل‪.‬‬
‫ويف حاةل سكوت الطرفني‪ ،‬اذا مل يتبني القانون الواجب تطبيقه ل من طبيعة العقد ول من وضعية املتعاقدين‪،‬‬
‫ول من موقع ا ألموال‪ ،‬متسك القايض بقانون موطهنام املشرتك‪ ،‬فاذا مل يكن هلام موطن مشرتك فبقانوهنام الوطين املشرتك‬
‫وان مل يكن هلام موطن مشرتك ول قانون وطين مشرتك‪ ،‬فبقانون موطن ابرام العقد"‪.‬‬
‫يتضح من نص الفصل أأعله أأن املرشع املغريب أأعطى ا ألولية للقانون اذلي يتفق عليه ا ألطراف رصاحة أأو‬
‫مضنا حلمك الرشوط اجلوهرية لتعاقدهام‪.‬‬
‫وهذا الفصل يعد امتداد ملبد أأ سلطان الرادة عىل مس توى القانون ادلويل اخلاص اذلي أأكده الفصل ‪ 230‬من‬
‫قانون الالزتامات والعقود‪.‬‬
‫أأما يف حاةل سكوت العقد عن حتديد القانون اذلي قصده ا ألطراف فقد معد املرشع املغريب عىل وضع مجموعة‬
‫من القرائن‪ ،‬متكن القايض من حتديد القانون الواجب التطبيق عىل ذكل العقد‪ ،‬وهذه القرائن يه‪:‬‬
‫‪ -1‬طبيعة العقد‬
‫‪ -2‬الوضعية النسبية للمتعاقدين‬
‫‪ -3‬موقع املال‬
‫‪ -4‬املوطن املشرتك للمتعاقدين‬
‫‪ -5‬القانون الوطين املشرتك للمتعاقدين‬
‫‪ -6‬ماكن ابرام العقد‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬القانون الواجب التطبيق عىل الالزتامات‬
‫الناش ئة عن الفعل الضار‬
‫اذا اكن عنرص ا ألطراف هو مركز الثقل يف مسائل ا ألحوال الشخصية الت تشري فهيا قاعدة الس ناد اىل‬
‫قانون جنس ية ا ألطراف‪ .‬وعنرص احملل اذلي يشلك مركز الثقل يف املسائل املتعلقة ابلعلقات املالية الت تشري فهيا‬
‫نفس القاعدة اىل تطبيق قانون ماكن وجود هذا احملل‪ ،‬فان عنرص السبب يف العلقات املرتبطة ابلفعل الضار هو‬
‫اذلي يشلك مركز الثقل مهنا‪ .‬فاىل أأي حد ميكن حتديد ماكن وقوع هذا الفعل الضار‪.‬‬

‫املطلب ا ألول‪ :‬حتديد ماكن وقوع الفعل الضار‬


‫ينص الفصل ‪ 16‬من ظهري الوضعية املدنية للفرنس يني وا ألجانب عىل ما ييل‪ :‬ان الالزتامات الناش ئة عن‬
‫جرمية أأو ش به جرمية فوق تراب منطقة امحلاية الفرنس ية ابملغرب ختضع لترشيع املنطقة املذكورة"‪.‬‬
‫كام أأن الفقه قد أأمجع عىل أأن القانون الواجب التطبيق عىل الالزتامات الناش ئة عن الفعل الضار هو قانون‬
‫ماكن وقوع هذا الفعل‪.‬‬
‫انه من السهوةل مباكن أأن نعترب أأن ماكن وقوع الفعل الضار هو املاكن اذلي ينرصف مفهومه يف القانون العام‬
‫اىل اقلمي ادلوةل اذلي يدخل يف نطاقه القلمي البحري واجلوي والربي‪ ،‬والسفن والطائرات‪ .‬ولكن اىل أأي حد ميكن‬
‫التسلمي هبذا املفهوم‪ ،‬اذا وقع فعل يف دوةل‪ ،‬ونشأأ عنه رضر يف دوةل أأخرى ؟ وما هو احلل يف حاةل وقوع الفعل الضار‬
‫يف ماكن حر‪ ،‬أأو خارج نطاق القلمي اجلغرايف لدلول‪ ،‬كام يف حاةل وقوع التصادم بني السفن يف أأعايل البحار ؟‬
‫يف هذه ا ألمثةل يصعب معرفة ماكن نشوء الالزتامات الناش ئة عن الفعل الضار‪.‬‬
‫يرى جانب من الفقه أأنه يتعني ا ألخذ بقانون ماكن وقوع الفعل الضار‪ ،‬ل ماكن وقوع الرضر‪ ،‬وس ندمه يف ذكل‬
‫وجوب ا ألخذ مباكن وقوع اخلطأأ اذلي هو أأساس املسؤولية التقصريية وكذا العقدية‪.‬‬
‫يف حني يرى فريق أخر أأن املاكن اذلي ينشأأ فيه الالزتام عن الفعل الضار هو ماكن وقوع أأو حتقق الرضر‪.‬‬
‫وهذا الاجتاه الفقهيي تبنته العديد من الترشيعات املقارنة ويبدو أأن املرشع املغريب قد أأخذ هبذا الاجتاه اذ جاء يف‬
‫الفصل ‪ 85‬مكرر من قانون الالزتامات والعقود ما ييل‪" :‬ترفع دعوى املسؤولية الت يقميها املترضر‪ ...‬أأمام احملمكة‬
‫الابتدائية‪ ...‬املوجود يف دائرهتا املاكن اذلي وضع فيه الرضر"‪.‬‬
‫أأما اذا مل يمت حتديد ماكن وقوع الفعل الضار كحاةل الاصطدام بني السفن والطائرات خارج نطاق اقلمي ادلول‪،‬‬
‫فقد اختلفت الراء يف حتديد هذا املاكن‪.‬‬
‫حبيث يرى جانب من الفقه أأنه ماكن دوةل السفينة أأو الطائرة الت ارتكبت اخلطأأ‪ ،‬بيامن يذهب ر أأي أخر اىل‬
‫حتديده انطلقا من ماكن الطرف املترضر ابعتباره أأوىل ابلرعاية‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬أأساس تطبيق قانون ماكن وقوع الفعل الضار‬
‫لقد اعمتد ا ألساس اذلي مبقتضاه جيب تطبيق وقوع الفعل الضار عىل الالزتامات الناش ئة عن هذا الفعل عىل‬
‫مبد أأ القلميية اذلي يعين ابن لك دوةل حيق لها أأن تطبق قانوهنا الوطين عىل ا ألشخاص‪ ،‬وا ألش ياء والوقائع وا ألدوات‬
‫الت تقع فوق اقلميها‪ ،‬عىل اعتبار أأنه هو اذلي يوفر امحلاية لهذه العنارص دون غريه من القوانني‪.‬‬

‫‪95‬‬

You might also like