You are on page 1of 19

‫قانون الزواج المدني‬

‫في إمارة أبوظبي‬


‫سؤال و جواب‬

‫د‪ .‬أحمد عبد الظاهر‬


‫أستاذ القانون الجنائي بجامعة القاهرة‬
‫المستشار القانوني بدائرة القضاء – أبو ظبي‬
‫قانون الزواج المدني‬
‫في إمارة أبو ظبي‬
‫سؤال & جواب‬

‫الدكتور أحمد عبد الظاهر‬


‫أستاذ القانون الجنائي بجامعة القاهرة‬
‫المستشار القانوني بدائرة القضاء – أبو ظبي‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬
‫في الثاني من شهر ربيع اآلخر ‪1443‬ه الموافق السابع من شهر نوفمبر سنة ‪2021‬م‪ ،‬صدر القانون‬
‫رقم (‪ )14‬لسنة ‪ 2021‬في شأن األحوال الشخصية لألجانب غير المسلمين في إمارة أبو ظبي‪ ،‬ونشر بالجريدة‬
‫الرسمية في الخامس عشر من نوفمبر ‪ 2021‬م‪ ،‬وبدأ العمل به بعد شهر من تاريخ نشره (راجع‪ :‬الجريدة‬
‫الرسمية– إمارة أبو ظبي– العدد الحادي عشر‪ -‬السنة الخمسون ‪ 15 -‬نوفمبر ‪2021‬م)‪.‬‬

‫وبتاريخ الثالث من شهر جمادى األولى ‪1443‬ه الموافق الثامن من ديسمبر ‪2021‬م‪ ،‬صدر القانون‬
‫رقم (‪ )15‬لسنة ‪ 2021‬بتعديل بعض أحكام القانون رقم (‪ )14‬لسنة ‪2021‬م في شأن األحوال الشخصية‬
‫لألجانب غير المسلمين في إمارة أبو ظبي‪ ،‬ودخل حيز السريان اعتبا اًر من يوم الخامس عشر من ديسمبر‬
‫‪2021‬م‪ .‬وطبقاً للمادة األولى من القانون الجديد‪ ،‬تم استبدال عنوان القانون رقم (‪ )14‬لسنة ‪2021‬م‪ ،‬بحيث‬
‫أصبح عنوانه هو‪ :‬القانون رقم (‪ )14‬لسنة ‪ 2021‬في شأن الزواج المدني وآثاره في إمارة أبو ظبي‪ .‬وجدير‬
‫بالذكر أيضاً في هذا الصدد أن المادة الثانية من القانون الجديد قد نصت على استعمال عبارة «المخاطب‬
‫ال أيضاً من عبارة «األجنبي غير المسلم» أينما وردت في‬ ‫بأحكام هذا القانون» بد ً‬
‫ال من كلمة «األجنبي»‪ ،‬وبد ً‬
‫القانون رقم (‪ )14‬لسنة ‪2021‬م‪ ،‬سواء وردت بصيغة المفرد أو بصيغة المثنى أو بصيغة الجمع‪.‬‬

‫وبالنظر ألن تنفيذ وتطبيق أي قانون يتطلب إصدار بعض النصوص واألحكام التفصيلية التنفيذية‪ ،‬لذا‬
‫يخول القانون لرئيس دائرة القضاء صالحية إصدار اللوائح والق اررات الالزمة لتنفيذ هذا القانون‪ .‬وبناء على هذا‬
‫التفويض التشريعي‪ ،‬صدر قرار رئيس دائرة القضاء في إمارة أبو ظبي رقم (‪ )8‬لسنة ‪ 2022‬بشأن اعتماد‬
‫الئحة إجراءات الزواج والطالق المدني في إمارة أبو ظبي (راجع‪ :‬الجريدة الرسمية‪ -‬إمارة أبو ظبي‪ -‬العدد‬
‫الثامن‪ -‬السنة الواحدة والخمسون ‪ 31 -‬أغسطس ‪2022‬م)‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وإدراكاً ألهمية هذا القانون‪ ،‬ورغبة في تيسير العلم به والوقوف على مضمونه وفحواه بالنسبة للمخاطبين‬
‫بأحكامه‪ ،‬بحيث يتسنى لهم معرفة كافة حقوقهم وواجباتهم طبقاً له‪ ،‬ارتأينا من المالئم تبسيط عرض هذا القانون‪،‬‬
‫من خالل طريقة السؤال والجواب‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫س‪ :‬لماذا صدر هذا القانون؟ وما هي األسباب الداعية إلى صدوره؟‬
‫ج‪ :‬قبل صدور القانون رقم (‪ )14‬لسنة ‪ 2021‬في شأن األحوال الشخصية لألجانب غير المسلمين في إمارة‬
‫أبو ظبي‪ ،‬كان الحكم القانوني واجب التطبيق بالنسبة لغير المسلمين‪ ،‬وبالنسبة لغير المواطنين بوجه عام‪ ،‬هو‬
‫الحكم الوارد في المادة األولى البند الثاني من القانون االتحادي رقم (‪ )28‬لسنة ‪ 2005‬في شأن األحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬بنصها على أن «تسري أحكام هذا القانون على مواطني دولة اإلمارات العربية المتحدة ما لم يكن‬
‫لغير المسلمين منهم أحكام خاصة بطائفتهم وملتهم‪ ،‬كما تسري أحكامه على غير المواطنين ما لم يتمسك‬
‫أحدهم بتطبيق قانونه»‪.‬‬

‫وإذا كان غير المواطن مجهول الجنسية أو متعدد الجنسيات‪ ،‬فإن المادة الرابعة والعشرين من قانون‬
‫المعامالت المدنية االتحادي رقم (‪ )5‬لسنة ‪1985‬م تنص على أن «يطبق قانون دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫في حالة مجهولي الجنسية أو الذين تثبت لهم جنسيات متعددة في وقت واحد‪ .‬على أن األشخاص الذين تثبت‬
‫لهم في وقت واحد جنسية دولة اإلمارات العربية المتحدة وجنسية دولة أخرى فإن قانون دولة اإلمارات هو الذي‬
‫يجب تطبيقه»‪.‬‬

‫وفي حالة تمسك غير المواطن بتطبيق قانونه األجنبي‪ ،‬يتعين عليه إثبات وجود القانون األجنبي الواجب‬
‫التطبيق وتحديد مدلوله‪ .‬فإذا تعذر عليه ذلك‪ ،‬يطبق قانون دولة اإلمارات العربية المتحدة (المادة الثامنة‬
‫والعشرون من قانون المعامالت المدنية االتحادي رقم ‪ 5‬لسنة ‪1985‬م)‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫كذلك‪ ،‬تنشأ عادة بعض اإلشكاليات في حالة تعدد الشرائع في الدولة األجنبية‪ .‬ولذلك‪ ،‬تنص المادة‬
‫الخامسة والعشرون من قانون المعامالت المدنية االتحادي رقم (‪ )5‬لسنة ‪1985‬م على أنه «إذا ظهر من‬
‫األحكام الواردة في المواد السابقة أن القانون الواجب تطبيقه هو قانون دولة معينة تتعدد فيها الشرائع فإن القانون‬
‫الداخلي في تلك الدولة هو الذي يحدد أي شريعة منها يجب تطبيقها‪ .‬فإذا لم يوجد نص طبقت الشريعة الغالبة‬
‫أو قانون الموطن حسب األحوال»‪.‬‬

‫كذلك‪ ،‬قد يثور التساؤل بصدد تطبيق القانون األجنبي عما إذا كانت األحكام واجبة التطبيق منه تخالف‬
‫الشريعة اإلسالمية أو النظام العام أو اآلداب في دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ .‬بيان ذلك أن المادة السابعة‬
‫والعشرين من قانون المعامالت المدنية االتحادي رقم (‪ )5‬لسنة ‪1985‬م‪ ،‬قبل تعديلها بموجب المرسوم بقانون‬
‫اتحادي رقم (‪ )30‬لسنة ‪2020‬م‪ ،‬كانت تنص على أن «ال يجوز تطبيق أحكام قانون عينته النصوص السابقة‬
‫إذا كانت هذه األحكام تخالف الشريعة اإلسالمية أو النظام العام أو اآلداب في دولة اإلمارات العربية المتحدة»‪.‬‬
‫ويدق األمر في هذا الصدد وذلك بالنظر ألن المادة الثالثة من قانون المعامالت المدنية االتحادي تنص على‬
‫أن « يعتبر من النظام العام األحكام المتعلقة باألحوال الشخصية كالزواج والميراث والنسب واألحكام المتعلقة‬
‫بنظم الحكم وحرية التجارة وتداول الثروات وقواعد الملكية الفكرية وغيرها من القواعد واألسس التي يقوم عليها‬
‫المجتمع وذلك بما ال يخالف األحكام القطعية والمبادئ األساسية للشريعة اإلسالمية»‪ .‬وإزاء اإلشكاليات‬
‫والتساؤالت المثارة بشأن مدى مخالفة بعض أحكام األحوال الشخصية األجنبية للنظام العام في الدولة‪ ،‬وبموجب‬
‫المرسوم بقانون اتحادي رقم (‪ )30‬لسنة ‪2020‬م‪ ،‬تم تعديل المادة السابعة والعشرين من قانون المعامالت‬
‫المدنية االتحادي‪ ،‬بحيث غدا نصها كما يلي‪« :‬ال يجوز تطبيق أحكام قانون عينته النصوص (‪،)11( ،)10‬‬
‫(‪ )26( ،)25( ،)24( ،)23( ،)22( ،)21( ،)20( ،)19( ،)18‬من هذا القانون‪ ،‬إذا كانت هذه األحكام‬
‫تخالف الشريعة اإلسالمية أو النظام العام أو اآلداب في دولة اإلمارات العربية المتحدة»‪.‬‬

‫وعلى هذا النحو‪ ،‬يبدو جلياً أن أحكام القانون االتحادي رقم (‪ )28‬لسنة ‪ 2005‬في شأن األحوال‬
‫الشخصية كانت تجد طريقها إلى التطبيق ع لى عديد نزاعات األحوال الشخصية ذات الصلة بغير المواطنين‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫إما ألن غير المواطن مجهول الجنسية أو متعدد الجنسيات‪ ،‬وإما لعدم استطاعة من يتمسك بالقانون األجنبي‬
‫إثبات وجود هذا القانون أو تحديد مدلوله‪ ،‬أو بسبب تعارض القانون األجنبي مع النظام العام في المجتمع‬
‫اإلما راتي‪ .‬وغني عن البيان في هذا الصدد أن تشريعات األحوال الشخصية في معظم دول العالم تقوم على‬
‫أساس ديني‪ .‬ولذلك‪ ،‬وفيما يتعلق بالقانون االتحادي رقم (‪ )28‬لسنة ‪ 2005‬في شأن األحوال الشخصية‪ ،‬تنص‬
‫المادة الثانية منه على أن «‪ . 1‬يرجع في فهم النصوص التشريعية في هذا القانون‪ ،‬وتفسيرها‪ ،‬وتأويلها‪ ،‬إلى‬
‫أصول الفقه اإلسالمي وقواعده‪ .2 .‬تطبق نصوص هذا القانون على جميع المسائل التي تناولتها في لفظها أو‬
‫فحواها‪ ،‬ويرجع في تفسيرها واستكمال أحكامها إلى المذهب الفقهي الذي أخذت منه‪ .3 .‬إذا لم يوجد نص في‬
‫هذا القانون يحكم بمقتضى المشهور من مذهب مالك ثم مذهب أحمد ثم مذهب الشافعي ثم مذهب أبي حنيفة»‪.‬‬

‫ومنظو اًر إلى األمور على هذا النحو‪ ،‬كان من الطبيعي أن تتجه اإلرادة التشريعية في إمارة أبو ظبي‬
‫إلى كفالة حق غير المواطنين من غير المسلمين في الخضوع لقانون أحوال شخصية متعارف عليه دولياً وقريب‬
‫لهم من حيث الثقافة والعادات واللغة‪.‬‬

‫س‪ :‬ما هي أهداف هذا القانون؟‬


‫ج‪ :‬طبقاً للمادة الثانية منه‪« ،‬يهدف هذا القانون إلى تحقيق ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬توفير آلية قضائية مرنة ومتطورة للفصل في منازعات األحوال الشخصية الخاصة باألجانب‪.‬‬

‫‪ .2‬تعزيز مكانة اإلمارة وتنافسيتها عالميا كونها إحدى الوجهات األكثر جذباً للمواهب والكفاءات البشرية‪.‬‬

‫‪ .3‬ريادة اإلمارة في إصدار أول قانون مدني لتنظيم مسائل األسرة لألجانب وفقاً ألفضل الممارسات الدولية‪.‬‬

‫‪ .4‬كفالة حق المخاطب بأحكام هذا القانون في خضوعه لقانون متعارف عليه دولياً وقريب له من حيث الثقافة‬
‫والعادات واللغة‪.‬‬

‫‪ .5‬تحقيق وحماية المصالح الفضلى للطفل‪ ،‬وال سيما في حالة انفصال األبوين‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ .6‬تقليل التشاحن والخالفات الناتجة عن الطالق‪.‬‬

‫‪ .7‬الحفاظ على دور األب واألم في مرحلة ما بعد الطالق»‪.‬‬

‫س‪ :‬من هم األشخاص الذين يسري عليهم هذا القانون؟ وبعبارة أخرى‪ ،‬من هم المخاطبين‬
‫بأحكام هذا القانون؟‬
‫ج‪ :‬وفقاً للمادة األولى منه‪ ،‬يتحدد «المخاطب بأحكام هذا القانون» في كل من «األجنبي أو المواطن‪ ،‬غير‬
‫ذكر كان أو أنثى»‪.‬‬
‫المسلم‪ ،‬اً‬

‫س‪ :‬متى يُطبق هذا القانون؟‬


‫ج‪ :‬تحدد المادة الثالثة من هذا القانون نطاق تطبيقه‪ ،‬بنصها على أنه‪:‬‬

‫«‪ .1‬إذا تم الزواج وفقاً لهذا القانون‪ ،‬يكون هو الواجب التطبيق فيما يتعلق بآثار الزواج وانحالله‪.‬‬

‫‪ .2‬يكون هذا القانون واجب التطبيق على الوصايا والتركات الخاصة بالمخاطبين بأحكامه‪ ،‬متى كانت التركة‬
‫أو المال الموصى به موجوداً بالدولة»‪.‬‬

‫س‪ :‬ما هو المقصود بالزواج المدني؟‬


‫ج‪ :‬أوردت المادة األولى من القانون تعريف الزواج المدني بأنه « اقتران رجل وامرأة أجنبيين وغير مسلمين على‬
‫سبيل التأبيد‪ ،‬وفق أحكام هذا القانون»‪.‬‬

‫أما المادة األولى من الئحة إجراءات الزواج والطالق المدني في إمارة أبو ظبي‪ ،‬المعتمدة بموجب قرار رئيس‬
‫دائرة القضاء رقم (‪ )8‬لسنة ‪2022‬م‪ ،‬فقد أوردت تعريفاً للزواج المدني بأنه «الزواج الذي يتم إجراؤه وتسجيله‬
‫وفًقا للقوانين واللوائح دون االعتداد بشريعة دينية محددة»‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫س‪ :‬ما هي شروط انعقاد الزواج المدني؟‬
‫ج‪ :‬يشترط لعقد الزواج المدني أن تتوافر الشروط التالية‪:‬‬

‫عاما ميالدية على األقل‪ ،‬ويثبت السن بموجب أي وثيقة رسمية صادرة‬
‫‪ .1‬بلوغ كالً من الزوج والزوجة (‪ً )18‬‬
‫عن الدولة التي ينتمي إليها كل منهما بجنسيته‪.‬‬

‫قانونا‬
‫‪ .2‬أن يعبر كال الزوجين صراحة أمام قاضي التوثيقات عن موافقته على الزواج‪ ،‬وعدم وجود ما يحول ً‬
‫دون االعتداد برضاه‪.‬‬

‫‪ .3‬توقيع الزوجين على نموذج اإلفصاح‪.‬‬

‫‪ .4‬أال يكون الزواج بين األخوة أو من األبناء أو األحفاد أو األعمام أو األخوال‪.‬‬

‫‪ .5‬أي شروط أخرى يصدر بها قرار من الرئيس‪.‬‬

‫س‪ :‬ما هي إجراءات عقد الزواج المدني؟‬


‫ج‪ :‬يجوز لألجنبي عقد زواجه أمام قاضي التوثيقات في الدائرة‪ ،‬من خالل تقديم طلب وفقاً للنموذج المعد لهذا‬
‫الغرض‪ ،‬وذلك بمراعاة الشروط واإلجراءات األخرى المنصوص عليها في هذا القانون‪ .‬ويعفى المخاطب بأحكام‬
‫هذا القانون من تقديم شهادة الفحص الطبي قبل الزواج‪.‬‬

‫ويتم إجراء الزواج من خالل تعبئة الزوجين للنموذج المعد لذلك أمام قاضي التوثيقات وللزوجين االتفاق‬
‫على شروط العقد ويتم االعتداد فيما بينهما بما ورد بهذا العقد من حقوق الزوج والزوجة خالل فترة الزواج‬
‫وحقوق ما بعد الطالق‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ويتعين أن يتضمن نموذج عقد الزواج إفصاح الزوجين عن وجود أي عالقة زوجية أخرى سابقة ألي‬
‫منهما مع بيان تاريخ وقوع الطالق‪ ،‬واإلقرار بعدم وجود أي عالقة زوجية قائمة‪.‬‬

‫وقد نص القانون على أن يصدر بقرار من الرئيس أو من يفوضه النموذج المعتمد لعقد الزواج المدني‬
‫مزدوج اللغة‪ .‬وبناء على هذا التفويض التشريعي‪ ،‬صدر القرار اإلداري رقم (‪ )10‬لسنة ‪ 2022‬باعتماد النماذج‬
‫الذكية التفاعلية مزدوجة اللغة (عربي – إنجليزي) الالزمة لتطبيق قانون الزواج المدني وآثاره‪ ،‬متضمناً النص‬
‫– في المادة الثانية منه – على أن «تعتمد شهادة الزواج المدني مزدوجة اللغة (عربي – إنجليزي) المرافقة لهذا‬
‫القرار»‪.‬‬

‫وبعد التحقق من توافر كافة شروط عقد الزواج المدني‪ ،‬وبعد استيفاء اإلجراءات سالفة الذكر‪ ،‬يقوم‬
‫قاضي التوثيقات بالتصديق على عقد الزواج‪ ،‬ويتم قيده في السجل المعد لهذا الغرض‪ .‬إذ استلزم القانون‬
‫استحداث وإنشاء سجل خاص للزواج المدني‪ ،‬وهو « السجل الذي تمسكه الدائرة وتقيد به عقود زواج األجانب‬
‫ويتضمن كافة عقود زواج األجانب التي يتم إبرامها أو توثيقها أمام الدائرة»‪.‬‬

‫س‪ :‬هل توجد أحكام خاصة بالطالق في هذا القانون؟ وهل يمكن أن يقع باإلرادة المنفردة ألي‬
‫من الزوجين؟ وبعبارة أخرى‪ ،‬هل يجوز للزوجة تحديدا ً أن تطلب بإرادتها المنفردة إيقاع‬
‫الطالق؟‬
‫ج‪ :‬طبقاً للمادة السادسة من القانون‪ ،‬يكفي لتوقيع الطالق‪ ،‬أن يبدي أحد الزوجين أمام المحكمة رغبته في‬
‫االنفصال وعدم االستمرار في العالقة الزوجية‪ ،‬دون الحاجة لتبرير ذلك الطلب أو بيان الضرر أو إلقاء اللوم‬
‫على الطرف اآلخر‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فإن الطالق وفق هذا القانون هو طالق باإلرادة المنفردة (‪ .)no fault divorce‬ولذلك يعرف‬
‫هذا القانون الطالق بأنه «إنهاء عقد الزواج باإلرادة المنفردة ألي من الزوجين دون حاجة إلثبات الضرر»‪.‬‬

‫س‪ :‬ما هي إجراءات الطالق؟‬


‫ج‪ :‬يجوز ألي من الزوجين طلب الطالق دون الحاجة إلثبات الضرر‪ ،‬وذلك وفق النموذج المعد لذلك في‬
‫المحكمة‪ ،‬ويتم الطالق بحكم المحكمة بعد إعالن الطرف اآلخر‪.‬‬

‫ويتم توقيع الطالق في الجلسة األولى من قيد الدعوى أمام المحكمة‪ ،‬ودون الحاجة لعرض القضية‬
‫على التوجيه األسري‪.‬‬

‫س‪ :‬ماذا عن الطلبات المالية المترتبة على الطالق؟‬


‫ج‪ :‬بعد صدور حكم الطالق‪ ،‬للزوجة تقديم طلب إلى المحكمة للحصول على حكم بالنفقة من زوجها السابق‪،‬‬
‫ويتم إضافة أي طلبات الحقة للطالق أمام المحكمة وفًقا للنموذج المعد لذلك «نموذج طلبات ما بعد الطالق»‪،‬‬
‫وفي حال عدم االتفاق على شروط أو ضوابط تقرير تلك النفقة أو الطلبات المالية األخرى في عقد الزواج‪،‬‬
‫يخضع قبول الطلب ومدته للسلطة ال تقديرية للقاضي بعد تقييم العوامل التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬عدد سنوات الزواج‪ ،‬وبحيث يزيد مقدار النفقة بزيادة عدد سنوات الزواج‪.‬‬

‫‪ .2‬سن الزوجة‪ ،‬بحيث تنخفض قيمة النفقة بانخفاض سن الزوجة والعكس صحيح‪.‬‬

‫‪ .3‬الحالة االقتصادية لكل من الزوجين‪ ،‬وذلك وفًقا لتقرير خبرة حسابي يقوم بإعداده أحد الخبراء المعتمدين‬
‫لدى الدائرة يتم ندبه من المحكمة لتقييم الوضع االقتصادي لكل من الزوجين‪.‬‬

‫‪ .4‬مدى مساهمة الزوج في الطالق عن طريق اإلهمال أو الخطأ أو اقترافه أي فعل أدى إلى الطالق‪.‬‬

‫‪ .5‬تعويض أي من الزوجين لآلخر عن أي ضرر مادي أو معنوي لحق به بسبب الطالق‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ .6‬األضرار المالية التي أصابت أي من الزوجين من جراء توقيع الطالق باإلرادة المنفردة‪.‬‬

‫‪ .7‬تكفل األب (الطليق) بمصاريف وتكاليف حضانة األم لألبناء أثناء الحضانة المشتركة‪ ،‬وذلك لفترة مؤقتة‬
‫ال تتجاوز سنتين وفقاً لما يسفر عنه تقرير الخبرة الحسابي‪.‬‬

‫‪ .8‬مدى اهتمام الزوجة برعاية األبناء من عدمه‪.‬‬

‫‪ .9‬في كل األحوال‪ ،‬تسقط نفقة الزوجة في حالة زواجها من رجل آخر‪.‬‬

‫ويجوز تقديم طلب جديد لتعديل النفقة كل سنة أو وفقاً لتغير ظروف الحال‪.‬‬

‫س‪ :‬هل ثمة أحكام خاصة في هذا القانون فيما يتعلق بحضانة األوالد؟‬
‫ج‪ :‬قرر هذا القـ ـانون مبدأ مستحدثاً جديداً فيما يتعلق بحضـ ـ ـانة األوالد‪ ،‬وهو مبدأ «الحض ـ ـانة المشتركة»‬
‫(‪ .)joint custody‬والمراد بالحضانة المشتركة هو « حق الوالدين في ممارسة دورهم في تربية ورعاية األبناء‬
‫ٍ‬
‫متساو ومشترك وحق األبناء في عدم حرمانهم من أحد الوالدين بسبب الطالق»‪ .‬إذ ينص‬ ‫بعد االنفصال بشكل‬
‫هذا القانون على أن « حضانة األبناء حق مشترك ومتساو لألب واألم بعد وقوع الطالق‪ ،‬وهي كذلك حق لألبناء‬
‫ظا على الصحة النفسية للمحضون‬
‫في عدم استئثار أحد األبوين دون اآلخر بحق تربية ورؤية االبن‪ ،‬وذلك حفا ً‬
‫والحد من آثار الطالق على األبناء»‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬فإن األصل في حضانة األوالد هو اشتراك األب واألم معاً في مسؤولية تربية األوالد بعد وقوع‬
‫الطالق‪ ،‬ما لم يطلب أحدهما التنازل كتابة أمام المحكمة عن حقه في الحضانة أو تقديم طلب للمحكمة بعزل‬
‫الطرف اآلخر من الحضانة المشتركة وإسقاط حقه في الحضانة ألي سبب تقبله المحكمة مثل عوارض األهلية‬
‫أو خطورة اشتراك الشخص في الحضانة أو عدم قيام الحاضن المشترك بمهامه‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫وفي حالة اختالف األب واألم في أي أمر من أمور الحضانة المشتركة‪ ،‬يحق ألي منهما التقدم بطلب‬
‫للمحكمة وفق النموذج المعد لهذا الغرض لالعتراض أو طلب تدخل المحكمة للفصل في األمر محل الخالف‪.‬‬

‫س‪ :‬ما هو الحكم في حالة الخالفات الناتجة عن الحضانة المشتركة؟‬


‫بناء على طلب أي من األبوين‬
‫مناسبا لمصلحة المحضون‪ ،‬وذلك ً‬
‫ً‬ ‫ج‪ :‬للمحكمة السلطة التقديرية لتقرير ما تراه‬
‫بعد وقوع الطالق‪.‬‬

‫س‪ :‬ما هي قواعد وآليات توزيع اإلرث طبقا ً لهذا القانون؟ وهل توجد قواعد وأحكام خاصة‬
‫واجبة التطبيق على المخاطبين بأحكامه؟‬
‫ج‪ :‬نظم هذا القانون قواعد توزيع اإلرث فيما يتعلق بالمخاطبين بأحكامه‪ ،‬بحيث يخول «للمورث المخاطب‬
‫بأحكام هذا القانون الحق في ترك وصية بكامل ما يملك من أموال موجودة في الدولة لمن أراد»‪.‬‬

‫وفي حالة عدم وجود وصية‪ ،‬فإن نصف اإلرث يذهب إلى الزوج أو الزوجة والنصف اآلخر يوزع‬
‫بالتساوي بين األبناء ال فرق في ذلك بين ذكر وأنثى‪ ،‬وإذا لم يكن للمتوفى أي أطفال فإن الميراث يؤول إلى‬
‫والدي المتوفى بالتساوي بينهما‪ ،‬أو يؤول النصف إلى أحدهما حال عدم وجود اآلخر‪ ،‬ويؤول النصف اآلخر‬
‫إلى أشقاءه‪ ،‬وفي حال عدم وجود األبوين يؤول الميراث إلى أشقاءه ويوزع بينهم بالتساوي ال فرق في ذلك بين‬
‫ذكر وأنثى‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬يجوز ألي من ورثة المخاطب بأحكام هذا القانون طلب تطبيق القانون واجب التطبيق على‬
‫التركة وفقاً لألحكام المنصوص عليها في قانون المعامالت المدنية‪ ،‬وذلك ما لم توجد وصية مسجلة على‬
‫خالف ذلك‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫س‪ :‬هل ثمة إجراءات معينة لفتح ملف التركة وتوزيعها؟‬
‫ج‪ :‬فيما يتعلق بإجراءات فتح ملف التركة وتوزيعها‪ ،‬خول القانون لرئيس دائرة القضاء أو من يفوضه صالحية‬
‫إصدار دليل إرشادي بشأن إجراءات التركات لألجانب غير المسلمين المخاطبين بأحكام هذا القانون‪.‬‬

‫س‪ :‬كيف يتم تسجيل وصايا األجانب وفقا ً لهذا القانون؟‬


‫ج‪ :‬يتم تسجيل وصايا األجانب في السجل المعد لذلك وفًقا لإلجراءات المعمول بها بالدائرة‪ ،‬ويصدر رئيس‬
‫دائرة القضاء الق اررات والدليل اإلرشادي لتسجيل وتنفيذ وصايا األجانب‪.‬‬

‫وللزوجين تعبئة نموذج تسجيل وصايا غير المسلمين أثناء توقيع عقد الزواج لبيان كيفية توزيع المال‬
‫في حالة وفاة أي منهما‪.‬‬

‫وجدير بالذكر في هذا الصدد أن «الوصية» هي «إفصاح المخاطب بأحكام هذا القانون عن رغبته‬
‫بالتصرف في أمواله أو في أي جزء منها بعد وفاته وفق أحكام هذا القانون»‪.‬‬

‫س‪ :‬ما هي الحاالت التي يثبت فيها نسب المولود؟ وكيف يتم ذلك؟‬
‫ارً يتضمن شروط وإجراءات‬
‫ج‪ :‬يثبت نسب الطفل بالزواج أو بإقرار األب واألم‪ ،‬ويصدر رئيس دائرة القضاء قر ا‬
‫استخراج شهادة ميالد الطفل‪.‬‬

‫س‪ :‬هل يلزم في قضايا األحوال الشخصية لألجانب العرض مسبقا ً على التوجيه األسري؟‬
‫ج‪ :‬نص القانون على استثناء قضايا األحوال الشخصية لألجانب من العرض على التوجيه األسري‪ ،‬مؤكداً‬
‫على أن « تستثنى قضايا الطالق الخاصة باألجانب من العرض على لجان التوجيه األسري‪ ،‬وتعرض مباشرة‬
‫على المحكمة إلصدار الحكم من الجلسة األولى»‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫س‪ :‬هل ثمة أحكام معينة في هذا القانون يتمايز فيها الرجل عن المرأة؟‬
‫ج‪ :‬يتبنى هذا القانون مبدأ المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات‪ ،‬بحيث يؤكد على أن «يراعى في‬
‫تطبيق أحكام هذا القانون المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات ويسري ذلك بوجه خاص في األمور‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬الشهادة‪ ،‬المساواة في الشهادة أمام المحكمة‪ ،‬وبحيث يعتد بشهادة المرأة األجنبية أمام المحكمة مثلها مثل‬
‫شهادة الرجل المخاطب بأحكام هذا القانون دون تفرقة‪.‬‬

‫‪ .2‬اإلرث‪ ،‬المساواة بين المرأة والرجل في توزيع اإلرث حسب أحكام هذا القانون‪ ،‬دون االعتداد بجنس أو دين‬
‫أو جنسية الوارث‪.‬‬

‫‪ .3‬الحق في توقيع الطالق‪ ،‬للزوج والزوجة‪ ،‬على حد سواء‪ ،‬كل بإرادته المنفردة‪ ،‬طلب توقيع الطالق‪ ،‬دون‬
‫اإلخالل بحقوقهم المتعلقة بالطالق‪.‬‬

‫‪ .4‬الحضانة المشتركة‪ ،‬يتساوى المرأة والرجل في الحق في حضانة الطفل بشكل مشترك حتى بلوغه سن‬
‫الـ(‪ )16‬عاماً‪ ،‬وبعدها يكون للطفل حرية االختيار»‪.‬‬

‫س‪ :‬هل توجد محكمة متخصصة لنظر قضايا األحوال الشخصية لألجانب غير المسلمين؟‬
‫ج‪ :‬حرص هذا القانون على استحداث محكمة متخصصة لنظر قضايا األحوال الشخصية لألجانب غير‬
‫المسلمين‪ ،‬بحيث نص على أن تنشأ في إمارة أبو ظبي محكمة متخصصة لنظر قضايا األحوال الشخصية‬
‫للمخاطبين بأحكام هذا القانون‪.‬‬

‫كذلك‪ ،‬ومراعاة لخصوصية وذاتية هذه المحكمة‪ ،‬وبالنظر ألن المخاطبين بها هم من غير المسلمين‪،‬‬
‫لذلك حرص القانون على بيان تشكيل المحكمة وإضفاء نوع من الخصوصية والذاتية على هذا التشكيل‪ ،‬بنصه‬
‫على أن تشكل هذه المحكمة من قاض فرد‪ ،‬ويجوز أن يكون القاضي غير مسلم‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬وبالنظر ألن المخاطبين بهذا القانون هم في األغلب األعم من األحوال من غير‬
‫الناطقين باللغة العربية‪ ،‬لذلك حرص القانون على تقرير أن تكون كافة نماذج وإجراءات المحكمة مزدوجة اللغة‪،‬‬
‫بالعربية واإلنجليزية‪.‬‬

‫س‪ :‬متى ينعقد االختصاص لهذه المحكمة؟ وما هي الدعاوى التي تختص بنظرها؟‬
‫ج‪ :‬تختص المحكمة بنظر الدعاوى المتعلقة بمسائل األحوال الشخصية للمخاطبين بأحكام هذا القانون التي‬
‫ترفع على المواطنين منهم‪ ،‬واألجانب الذين لهم موطن‪ ،‬أو محل إقامة‪ ،‬أو محل عمل في إمارة أبو ظبي‪.‬‬

‫كما تختص المحكمة بنظر الدعاوى المتعلقة باألحوال الشخصية التي ترفع على المخاطب بأحكام هذا‬
‫القانون الذي ليس له موطن‪ ،‬أو محل إقامة‪ ،‬أو محل عمل في اإلمارة‪ ،‬وذلك في األحوال اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬إذا كانت الدعوى معارضة في عقد زواج يراد إبرامه في اإلمارة وفقاً لهذا القانون‪.‬‬

‫‪ .2‬إذا كانت الدعوى متعلقة بطلب فسخ عقد زواج‪ ،‬أو بطالنه‪ ،‬أو بالطالق‪ ،‬وكانت الدعوى مرفوعة من زوجة‬
‫مواطنة‪ ،‬أو زوجة فقدت جنسية الدولة‪ ،‬متى كانت أي منهما لها موطن أو محل إقامة في اإلمارة‪.‬‬

‫‪ .3‬إذا كانت الدعوى متعلقة بطلب نفقة للزوجة‪ ،‬أو االبن القاصر‪ ،‬متى كان لهما موطن أو محل إقامة‪ ،‬أو‬
‫محل عمل في اإلمارة‪.‬‬

‫‪ .4‬إذا كانت الدعوى متعلقة بمسألة من مسائل األحوال الشخصية التي تخضع لتطبيق هذا القانون‪ ،‬وكان‬
‫المدعي مواطناً‪ ،‬أو كان أجنبياً له موطن أو محل إقامة‪ ،‬أو محل عمل باإلمارة‪ ،‬وذلك إذا لم يكن للمدعى عليه‬
‫موطن أو محل إقامة معروف في الخارج‪.‬‬

‫‪ .5‬إذا كان له موطن مختار في اإلمارة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫س‪ :‬ما هو الحكم في حالة خلو هذا القانون من نص خاص بشأن واقعة أو مسألة معينة تتعلق‬
‫باألحوال الشخصية للمخاطبين بأحكامه؟‬
‫ج‪ :‬في حالة خلو هذا القانون من نص خاص بشأن واقعة مسألة معينة تتعلق باألحوال الشخصية للمخاطبين‬
‫بأحكامه‪ ،‬تسري القوانين والتشريعات السارية في الدولة واإلمارة‪ ،‬فيما لم يرد بشأنه نص خاص في هذا القانون‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫مبنى محكمة أبو ظبي لألسرة المدنية‬

‫‪16‬‬
‫نموذج شهادة الزواج المدني‬

‫‪17‬‬

You might also like