Professional Documents
Culture Documents
الفصل، بين السلطات براهمية رابح
الفصل، بين السلطات براهمية رابح
السياسيـ ـة
ــ والعل ـوم
الحق ـ ـوق ـ ـ
ـ كليـة
ــ
إلى من أرى التفاؤل بعينيه والسعادة في ضحكته ‚إلى سندي طيلة حياتي ‚
رمز المسؤولية واإلرادة ″أبي الغالي و قرة عيني‟
إلى النفس البريئة و الشمعة التي أنارت وسط دفئ األسرة ″بثينة ‟
القدي
ر أتمنى التوفيق والفالح من اهلل العلي
المقدمة
يعترب مبدأ الفصل بُت السلطات حجر الزاكية يف أم نظاـ دديقراطي ،ك قد ساعد ىذا اؼببدأ على ظهور
االذباىات ك اؼببادئ الدديقراطية اليت هتدؼ إُف ضماف اغبريات األساسية لإلنساف ك مقاكمة الظلم ك االستبداد
كَف يكن اؼببدأ معركفا يف التشريعات القددية ،إذ كانت السلطة حقا شخصيا للحاكم تتجمع يف يده فيمارس
اختصاصاهتا كافة كيستأثر جبميع امتيازاهتا.
ك يف القرنُت السادس عشر ك السابع عشر ظهرت ؿباكالت للحد من السلطة اؼبطلقة ،ك توزيع السلطات
على ىيئات متعددة سبارس عملها مشًتكة ،نظرا ألف تركيز السلطة يف يد اغباكم كاف يؤدم إُف أخطار بالغة
اؼبدل على اغبريات الفردية ،ك يدفع اغباكم لالستبداد ك الطغياف.
ك كاف مبدأ الفصل بُت السلطات من اؼببادئ اؽبامة اليت اىتم هبا الفكر الفلسفي اإلنسآف حيث ارتبط
ىذا اؼببدأ باسم الفيلسوؼ الفرنسي الشهَت مونتيسكيو ،فبعد أف قسم ىذا األخَت كظائف الدكلة إُف
ثالث:تنفيذية ،تشريعية ك قضائية ،رأل ضركرة فصلها ك توزيعها على ىيئات مستقلة ،ألف ذبميعها يف يد ىيئة
كاحدة يؤدم إُف االستبداد ،على أف يكوف ىذا الفصل بُت تلك اؽبيئات ال ينصرؼ إُف ؾبرد توزيع السلطة ،بل
يتعداه إُف تنظيم العالقة بينها.
ك قد ظهر مبدأ الفصل بُت السلطات كسالح من أسلحة الكفاح ضد اغبكومات اؼبطلقة اليت كانت
تعمد إُف تركيز صبيع السلطات يف يدىا ،ك كوسيلة للتخلص من استبداد اؼبلوؾ ك سلطتهم اؼبطلقة.
ك فكرة تقسيم كظائف الدكلة إُف كظيفة تنفيذية ك تشريعية ك قضائية ،كاستئثار كل سلطة من سلطات
الدكلة إلحدل ىذه الوظائف ؽبا تاريخ قدٔف ،فقد أشار الفيلسوؼ اليونآف أرسطو إُف مبدأ الفصل بُت السلطات
عن طريق بياف الوظائف األساسية للسلطة ك ىي كظيفة اؼبداكلة ،كظيفة األمر ،كظيفة العدالة .1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1سعيد بوشعَت" ،القانون الدستوري و النظم السياسية المقارنة " ،طرؽ فبارسة السلطة(أسس األنظمة السياسية كتطبيقات عنها) ،ج ،2ط 3
ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،اعبزائر ،1999 ،ص .165
أ
المقدمـــــــــة
ك كذلك فإف أفالطوف قد رأل ضركرة توزيع كظائف الدكلة ك أعماؽبا اؼبختلفة على ىيئات متعددة مع
إقامة التوازف ك التعاكف فيما بينها حىت ال تستبد ىيئة باغبكم يف الدكلة فتضطرب أحواؽبا .
أما جوف لوؾ فيُعترب أكؿ فقيو عرب عن مبدأ الفصل بُت السلطات بنظريات عامة ،حيث قسم سلطات
الدكلة إُف أربع ىيئات:اؽبيئة التشريعية تسن القوانُت ،اؽبيئة التنفيذية مهمتها تنفيذ القوانُت كاحملافظة على األمن
اؽبيئة االربادية ك خصائصها إعالف اغبرب ك إقرار السلم ك عقد اؼبعاىدات ،ك القياـ جبميع العالقات مع الدكؿ
،1أما مونتيسكيو فقد كضع نظرية األخرل ،ىيئة التاج ك تتوُف خصائص اؼبلوؾ ك حقوقهم ك امتيازاهتم كافة
الفصل بُت السلطات ك اليت اقًتنت باظبو يف مؤلفو الشهَت (ركح القوانُت) ك أصبحت سبثل حجر الزاكية لدراسات
القانوف الدستورم ،كتزايدت ىذه النظرية مع تزايد أعماؿ الدكلة ك تفرعها .2
ك قد عرؼ مبدأ الفصل بُت السلطات انتشارا كاسعا ؼبا لو من فضائل كمزايا ،فهو دبثابة أفضل ضماف
ؼبمارسة اغبقوؽ ك اغبريات الفردية ،ك حصن منيع ضد استبداد اغبكاـ ك تسلطهم ،كما يفيد يف توزيع الوظائف
الرئيسية للدكلة على سلطات ـبتلفة يف ظل تعدد كظائف الدكلة ك تشعبها ،غَت أنو ك على غرار اؼببادئ األخرل
تعرض عبملة من االنتقادات ،ك من أمهها أف تطبيق اؼببدأ يؤدم إُف تعدد اؽبيئات ك بالتاِف إضعاؼ السلطة يف
الدكلة كتشتيت اؼبسؤكلية بُت السلطات على كبو يصعب ربديدىا ،كذلك أثبت الواقع العملي ىيمنة ك سيطرة
سلطة على باقي السلطات األخرل ك ىو ما يشوه ؼبفهوـ النظرم للمبدأ.
من ىذا اؼبنطلق اختلف فقهاء القانوف العاـ يف تفسَتىم ؼببدأ الفصل بُت السلطات ،فمنهم من تبٌت
الفصل اعبامد(اؼبطلق) بُت السلطات ،إذ اعتربكا ذلك السبيل الوحيد لتحقيق غاية اؼببدأ األساسية ؼبنع التعسف
ك االستبداد ،ك استندكا يف تفسَتىم لذلك إُف أف األمة صاحبة السيادة سبلك ثالث سلطات ،ك كل كاحدة سبثل
جزءا منفصال من السيادة ،ك عندما زبتار األمة فبثليها فإهنا تفوض كل من ىذه السلطات إُف ىيئة عامة مستقلة
ك متخصصة ،ك يًتتب على ذلك قياـ فصل مطلق بُت السلطات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1فريد علواش ك نبيل قرقور "،مبدأ الفصل بين السلطات في الدساتير الجزائرية" ،ؾبلة االجتهاد القضائي ،العدد ،04جامعة بسكرة2008 ،
ص .225
2سليماف ؿبمد الطماكم"،النظم السياسية و القانون الدستوري" ،دراسة مقارنة ،دار الفكر العريب ،القاىرة ،1988 ،ص.285
ب
المقدمـــــــــة
أما الرأم الثآف فيذىب يف اذباه األخذ بالفصل اؼبرف بُت السلطات على أساس أف سلطة الدكلة كحدة
ال تتجزأ ،غَت أف للدكلة ثالث كظائف (تشريعية ،تنفيذية ،قضائية) ك ىذه الوظائف جيب أف توزع على ىيئات
ثالث ،تباشرىا بالتنسيق مع بعضها البعض ك ليس بصفة مطلقة ،ك أساسهم يف ذلك أف ىذه الوظائف سبارس
ألجل ربقيق الصاٌف العاـ.
ك بالنسبة للجزائر فقد اختلفت مواقف الدساتَت اعبزائرية اؼبتعاقبة من فكرة مبدأ الفصل بُت السلطات
فًتاكحت بُت الرفض الصريح ك بُت االعتماد الضمٍت للمبدأ باعتباره أساس لتنظيم السلطات العامة يف الدكلة
ك من اؼبعركؼ أف التجربة الدستورية اعبزائرية مرت دبرحلتُت متمايزتُت ،أما اؼبرحلة األكُف فغاب فيها مبدأ الفصل
بُت السلطات ك كاف ذلك يف دستور 1963ك دستور 1976اللذاف تبنيا الدمج التاـ للسلطات ،ك رفض فكرة
مبدأ الفصل بُت السلطات ،ك اُعتمد يف ىذه اؼبرحلة على كحدة القيادة كالسلطة ك اغبزب.
أما اؼبرحلة الثانية فكاف ميالدىا بعد األحداث اليت عرفتها البالد يف 05أكتوبر ،1988ك اليت أتت
بالتغيَت اعبذرم ،فقد انبثق عن اإلصالحات اليت جرت يف تلك الفًتة إصدار دستور 1989الذم يعترب انطالقة
جديدة للتنظيم السياسي ك الدستورم يف اعبزائر ،بتبٍت التعددية السياسية ك التخلي عن االشًتاكية ك إقرار الفصل
بُت السلطات ،حىت ك إف َف يكن بصريح العبارة لكن يفهم ضمنيا من خالؿ قراءة نصوص الدستور ك كذا كيفية
تنظيمو للسلطات العامة يف الدكلة ،ك كذلك اغباؿ بالنسبة لدستور 1996فلم يأيت جبديد فيما خيص التنصيص
على مبدأ الفصل بُت السلطات صراحة من خالؿ األحكاـ الواردة يف نصوصو ،بل كل ما أضافو ىو تبنيو للثنائية
الربؼبانية بإنشاء غرفة ثانية(ؾبلس األمة) ،ك كذا االزدكاجية القضائية بإعمالو للقضاء اإلدارم إُف جانب القضاء
العادم.ك دبا أف الفصل بُت السلطات يقوـ على أساس استقاللية كل سلطة يف مباشرة اختصاصاهتا مع ضركرة
كجود تعاكف ك رقابة متبادلة فيما بينها ،خاصة بُت السلطتُت التنفيذية ك التشريعية ك عليو ستنصب دراستنا
1996ؿباكلُت إبراز كيفية تنظيم ؼبوضوع الفصل بُت السلطات يف النظاـ الدستورم اعبزائرم على دستور
السلطات فيو ك طبيعة العالقة بينها.
ج
المقدمـــــــــة
-أمهية الدراسة:إف دراسة موضوع تطبيق الفصل بُت السلطات يف النظاـ الدستورم اعبزائرم يكتسي أمهية بالغة
كوف اعبزائر تعمل على مواكبة النظم الدديقراطية اليت تعتمد أساسا يف تنظيم سلطاهتا على ىذا اؼببدأ لكونو من
أىم الضمانات لتحقيق اغبريات العامة ك اغبفاظ عليها.
-دكافع اختيار اؼبوضوع:تظهر أسباب اختيارنا ؽبذا اؼبوضوع كوف مبدأ الفصل بُت السلطات أعطيت لو تفسَتات
متعددة كـبتلفة فهناؾ من فسره على أساس الفصل اعبامد بُت السلطات ،ك ىناؾ من فهمو على أساس الفصل
اؼبرف بُت السلطات ،ك رغبة منا يف معرفة التفسَت اغبقيقي ؽبذا اؼببدأ ك الذم تبناه اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم .
-إشكالية البحث :يف سبيل الوصوؿ إُف ربليل اؼبوضوع مت طرح اإلشكالية الرئيسية التالية:
كيف عاًف اؼبشرع اعبزائرم مبدأ الفصل بُت السلطات ،ك ما ىي أىم تطبيقات ىذا اؼببدأ يف ظل دستور
1996؟
-1كيف نظم دستور 1996السلطات العامة ،باعتباره الدستور سارم اؼبفعوؿ اليوـ؟
-3ىل النصوص الدستورية ك القانونية اؼبنظمة ؽبذه العالقة قد حققت التوازف اؼبطلوب ؟
لإلجابة على ىذه اإلشكاالت ك يف سبيل اإلحاطة جبوانب اؼبوضوع استندنا على اؼبنهج التارخيي لسرد
بعض الوقائع اليت عرفها النظاـ السياسي اعبزائرم ،كما اعتمدنا على اؼبنهج التحليلي من خالؿ استقراء للنصوص
القانونية ك ربليلها سواء أحكاـ الدستور أك بعض القوانُت ك األنظمة الداخلية لغرفيت الربؼباف.
د
الفصل األول
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور
1996
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
على الرغم من إقرار دستور 1989صبلة من التغَتات اعبذرية ك اعبهو رية خاصة من جانب اؼبمارسة
السياسية بإقراره التعددية اغبزبية السياسية ،ك كذا تنظيمو للسلطات العامة يف البالد ،ك تأكيد اجمللس الدستورم
على األخذ دببدأ الفصل بُت السلطات ،إال أف البالد عرفت أكضاعا متوترة يف سنة 1991كىذا عقب تعليق
التشريعمات ،فبعد استقالة رئيس اعبمهورية يف 11جانفي 1992ك كشفو عن حل اجمللس الشعيب الوطٍت يف
04جانفي ،11992ك ىي حالة َف تعرفها اعبزائر منذ االستقالؿ .دخلت اعبزائر مرحلة فراغ دستورم كؿباكلة
لسد ىذه األزمة،انعقد اجمللس األعلى لألمن ك أعلن عن استحداث ؾبلس أعلى للدكلة خولت لو فبارسة
صالحيات رئيس اعبمهورية اؼبنصوص عليها دستوريا ،2ك استتبع دبجلس كطٍت استشارم ،3مهمتها العمل على
استمرارية الدكلة ك مؤسساهتا ،ك قد استمرت ىذه اؼبرحلة إُف غاية إجراء االنتخابات الرئاسية يف 1995أين
عرفت البالد منحى آخر خاصة بعد إجراء تعديالت على دستور ،1989ك متخض عن ىذه التعديالت إصدار
دستور 1996اؼبصادؽ عليو يف االستفتاء الشعيب ليوـ 28نوفمرب ،41996ىذا األخَت أريد من خاللو إعطاء
نفس جديد للنظاـ السياسي اعبزائرم من خالؿ تدارؾ النقائص اؼبسجلة يف دستور ،1989ك اػبركج من األزمة
السياسية ك الفراغ الدستورم الذم عرفتهما البالد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1مت حل اجمللس الشعيب الوطٍت دبوجب اؼبرسوـ الرئاسي رقم 01-92اؼبؤرخ يف (1992/01/04اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد 2الصادرة
بتاريخ .)1991/01/08
2مت إعالف إقامة ؾبلس أعلى للدكلة بتاريخ ( 1992/01/14اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد 03الصادرة بتاريخ .)1992/01/15
6من إعالف إقامة ؾبلس أعلى للدكلة ك حددت صالحياتو دبوجب اؼبرسوـ الرئاسي رقم 3مت النص على اجمللس الوطٍت االستشارم يف الفقرة
39 -92اؼبؤرخ يف (1992/02/04اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد 10الصادرة بتاريخ .)1992/02/09
438-69اؼبؤرخ يف ( 1996/12/07اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد 4مت إصدار دستور 1996دبوجب اؼبرسوـ الرئاسي رقم
76الصادرة بتاريخ .)1996/12/08
6
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
لقد نظم دستور 1996السلطات يف الباب الثآف منو ربت عنواف تنظيم السلطات ك ىذا على غرار
لكنو تراجع عن دستور ،1989ك أبقى على ثنائية السلط ة التنفيذية (رئيس اعبمهورية ك رئيس اغبكومة )،
منصب رئيس اغبكومة ك الذم استبدؿ بالوزير األكؿ من خالؿ التعديل الدستورم لسنة ، 12008ك لعل أىم
ميزة يف دستور 1996قيامو على أساس ثنائية السلطة التشريعية اليت تتكوف من اجمللس الوطٍت الشعيب ك ؾبلس
األمة ،ك كذا اعتنق ثنائية السلطة القضائية (القضاء العادم ك القضاء اإلدارم) ك ؼبعرفة كيف نظم ىذا الدستور
السلطات ك اختصاصاهتا سنتطرؽ إُف تنظيم كل سلطة على حد ا.
التنفيذيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة
ــ السلط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة
ـ المطلب األول :
،1989ك قد خص ىذا أبقى دستور 1996على نظاـ ثنائية السلطة التنفيذية اليت أقرىا دستور
الدستور السلطة التنفيذية بسبعة ك عشرين ( )27مادة يف الفصل األكؿ من الباب الثآف ربت عنواف تنظيم
السلطات إضافة إُف مواد أخرل زبص صالحيات رئيس اعبمهورية يف مواجهة باقي السلطات ،ك عليو فالسلطة
التنفيذية يف النظاـ السياسي اعبزائرم كفقا لدستور 1996تتشكل من رئيس اعبمهورية ك اغبكومة.
الجمهوري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة
ـــ الفرع األول:رئيس
يعد رئيس اعبمهورية الرئيس األعلى للسلطة التنفيذية يف النظاـ السياسي اعبزائرم دبوجب ما خولو
ك أعضائها الدستور من صالحيات كاسعة سبكنو من قيادة ك تنفيذ السياسة العامة يف الدكلة كتعيُت اغبكومة
ك إهناء مهامها فبا جيعلو يف قمة ىرـ السلطة التنفيذية ،ك يف مركز فبتاز سواء داخل ىذه السلطة أك مقارنة مع
باقي السلطات الدستورية ،ك علة ذلك طريقة انتخابو اؼبباشر من قبل الشعب ك عدـ مسؤكليتو السياسية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1أحدث منصب الوزير األكؿ دبوجب القانوف رقم 19-08 :اؼبؤرخ يف 2008 11/15اؼبتعلق بتعديل دستور ( 1996اعبريدة الرظبية للجمهورية
اعبزائرية عدد 63الصادرة بتاريخ .)2008/11/16
7
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
يتم انتخاب رئيس اعبمهورية عن طريق االقًتاع العاـ اؼبباشر ك السرم ،1ك لكي يعترب فائزا يف االنتخابات
جيب أف حيصل على األغلبية اؼبطلقة من أصوات الناخبُت اؼبعرب عنها .ك بعد إقرار التعددية اغبزبية كنظاـ ينجم
القانوف العضوم 01-12 عنو تعدد اؼبتنافسُت يف االنتخابات الرئاسية أقر القانوف االنتخايب الصادر دبوجب
يتعلق بنظاـ االنتخابات ،2يف مادتو 134اليت تنص على ":جيرم انتخاب رئيس اعبمهورية باالقًتاع على اسم
كاحد يف دكرين باألغلبية اؼبطلقة لألصوات اؼبعرب عنها" ،ك ذلك يف ظرؼ ثالثُت ( )30يوما السابقة النقضاء
مدة رئاسة اعبمهورية ،فإذا َف حيصل أحد اؼبًتشحُت على األغلبية اؼبطلقة ينظم دكر ثآف يساىم فيو اؼبًتشحاف
االثناف اللذاف أحرزا أكرب عدد من األصوات خالؿ الدكر األكؿ .
ك عن شركط الًتشح لرئاسة اعبمهورية فإف اؼبؤسس الدستورم يف اؼبادة 73من الدستور حدد صبلة من
الشركط تتمثل يف :
،كؽبذا من اؼبنطقي أف يكوف -اعبنسية اعبزائرية األصلية:إف منصب رئيس اعبمهورية يتسم باألمهية البالغة
الشخص الذم يتوُف رئاسة ىذا اؼبنصب األساس ك اؼبهم جزائريا أصيال ،ك يعترب ىذا الشرط ضركريا ألف حامل
اعبنسية اعبزائرية أصال يكوف أكثر ارتباطا ك سبسكا بالوطن ك األمة ك مصاغبها .3
-اإلسالـ :أف يدين اؼبًتشح باإلسالـ ىذا الشرط ىو النتيجة اؼبنطقية غبكم اؼبادة 02من الدستور اليت تنص
على ":إف دين الدكلة ىو اإلسالـ" ،فمن غَت اؼبعقوؿ أف حيكم الشعب اؼبسلم رئيس غَت مسلم رغم صعوبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1انظر اؼبادة 71من دستور .1996
2راجع يف ذلك القانوف العضوم 01-12اؼبؤرخ يف 2012/01/12يتضمن نظاـ االنتخابات(اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد 01الصادرة
8
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
إثبات ذلك من الناحية العملية ،ك عدـ كجود معيار كاضح يبُت إسالـ شخص من عدمو ،ك ما ىي الوثيقة اليت
يتقدـ هبا اؼبًتشح يثبت هبا إسالمو. 1
-السن :حيث جيب أف يكوف سن اؼبًتشح أربعُت( )40سنة كاملة يوـ االنتخاب ،ك ىو سن من اؼبفًتض أف
يتمتع الفرد فيها باغبنكة ك التجربة ؼبمارسة السلطة ك توِف الرئاسة ك ىو سن النبوة .2باإلضافة إُف شركط أخرل
تتمثل يف التمتع باغبقوؽ اؼبدنية ك السياسية ،إثبات اعبنسية اعبزائرية لزكج اؼبًتشح ،إثبات اؼبشاركة يف ثورة أكؿ
نوفمرب 1954ك إذا كاف مولودا قبل جويلية ،1942إثبات عدـ تورط األبوين يف أعماؿ ضد ثورة 01نوفمرب
1954إذا كاف مولودا بعد جويلية .1942
أف يقدـ اؼبًتشح تصرحيا علنيا دبمتلكاتو العقارية ك اؼبنقولة داخل الوطن ك خارجو .3
تكوف العهدة الرئاسية خبمس سنوات قابلة للتجديد حسب نص اؼبادة 74من التعديل الدستورم لسنة
" 2008مدة اؼبهمة الرئاسية طبس ( )05سنوات ،ديكن ذبديد انتخاب رئيس اعبمهورية " ،بعدما كانت مدة
ك رئيس اعبمهورية غَت مسؤكؿ مدنيا عن األفعاؿ العهدة الرئاسية طبس سنوات قابلة للتجديد مرة كاحدة،
ك األقواؿ اليت تصدر منو أثناء أداء مهامو ،ك يعود سبب ذلك إُف صفتو التمثيلية ،غَت أنو بالرجوع إُف نص اؼبادة
158من الدستور اليت أقر من خالؽبا اؼبؤسس الدستورم مسؤكلية رئيس اعبمهورية اعبنائية عن األفعاؿ اليت ديكن
كصفها باػبيانة العظمى عن طريق تأسيس ؿبكمة عليا زبتص دبحاكمتو ،ك قد أككل اؼبؤسس الدستورم ربديد
شركط ك إجراءات ؿباكمة رئيس اعبمهورية إُف اؼبشرع عن طريق تنظيم ذلك دبوجب قانوف عضوم .4
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ادريس بوكرا "،نظام انتخاب رئيس الجمهورية في الجزائر "،ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،اعبزائر ، 2007،ص.20
2ماجد راغب اغبلو "،الدولة في ميزان الشريعة ،النظم السياسية "،دار اؼبطبوعات اعبامعية ،اإلسكندرية ،مصر ، 1999،ص .187
3حوؿ ىذا الشرط انظر اؼبادة 04ك ما بعدىا من األمر 04-97اؼبؤرخ يف 1997/01/11اؼبتعلق بالتصريح باؼبمتلكات (اعبريدة الرظبية
للجمهورية اعبزائرية عدد 03الصادرة بتاريخ . ) 1997/01/12
4انظر اؼبادة 158من دستور .1996
9
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
فيما خيص صالحيات رئيس اعبمهورية فقد منح دستور 1996على غرار دستور 1989صالحيات
جد كاسعة ك خاصة يف اغباالت الغَت عادية .
-سلطة التعيُت :مت توزيع االختصاص يف التعيُت بُت رئيس اعبمهورية ك رئيس اغبكومة يف ظل دستور 28نوفمرب
، 1996فالقاعدة أف سلطة التعيُت يف كظائف الدكلة ـبولة أصال كاختصاص عاـ لرئيس اغبكومة لتنفيذ برناؾبو
إال ما خولتو النصوص صراحة لرئيس اعبمهورية كاستثناء ،أما بعد التعديل الدستورم لسنة 2008فإف رئيس
1
اعبمهورية انفرد بسلطة التعيُت حيث أف اغبكومة تتشكل من الوزير األكؿ الذم خيتاره ك يعينو رئيس اعبمهورية
ك من الوزراء الذين يتم تعيينهم من قبل رئيس اعبمهورية بعد استشارة الوزير األكؿ ،فقد نصت اؼبادة 79من
التعديل الدستورم لسنة 2008على أنو "يعُت رئيس اعبمهورية أعضاء اغبكومة بعد استشارة الوزير األكؿ ".
فأصبحت صالحيات الوزير األكؿ جد ؿبدكدة ك تتم بعد موافقة رئيس اعبمهورية عليها ك بالرجوع إُف
أحكاـ الدستور ،فإف لرئيس اعبمهورية حرية تعيُت مساعديو يف السلطة التنفيذية فهو الذم يعُت اؼبوظفُت اؼبدنيُت
ك العسكريُت ك كذا التعيينات اليت تتم يف ؾبلس الوزراء ،تعيُت رئيس ؾبلس الدكلة ،األمُت العاـ للحكومة ؿبافظ
بنك اعبزائر ،القضاة مسؤكلو أجهزة األمن ك الوالة ،يعُت كذلك ثلث أعضاء ؾبلس األمة ،ك أعضاء يف اجمللس
الدستورم ،يعُت أعضاء يف اجمللس اإلسالمي .2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1تنص اؼبادة 77فقرة 05من دستور 1996اؼبعدلة دبوجب اؼبادة 05من القانوف رقم 19-08على أف" رئيس اعبمهورية يعُت الوزير األكؿ
ك ينهي مهامو ".
2انظر اؼبواد 172، 164 ، 101، 78من دستور .1996
10
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
-رئاسة ؾبلس الوزراء :يشكل ؾبلس الوزراء اعبهاز الذم تتم فيو تداكؿ ـبتلف القرارات اليت هتم األمة برئاسة
رئيس اعبمهورية حيث تنص اؼبادة 4/ 77من الدستور على أف رئيس اعبمهورية يرأس ؾبلس الوزراء .
-قيادة الدفاع الوطٍت ك السياسة اػبارجية :كرس دستور 1996قاعدة عامة تتمثل يف انفراد رئيس اعبمهورية
دبجاؿ الدفاع الوطٍت ،ك ىذا حسب نص اؼبادة 77فقرة " 2 ،1ىو القائد األعلى للقوات اؼبسلحة للجمهورية
يتوُف القيادة العليا عبميع القوات اؼبسلحة ".
يبقى من االختصاصات اغبصرية لرئيس اعبمهورية لكونو من القطاعات اغبساسة ك السيادية .
كيف ؾباؿ الشؤكف اػبارجية فتنص اؼبادة 77فقرة 3من دستور 1996على أف رئيس اعبمهورية
"يقرر السياسات اػبارجية لألمة ك يوجهها ".
باإلضافة إُف ىذه االختصاصات اغبصرية لرئيس اعبمهورية ىناؾ عدة صالحيات خوؿ الدستور فبارستها
1
حيث يصادؽ على معاىدات التحالف ك اإلرباد ك اؼبتعلقة باغبدكد ك بقانوف األشخاص بشرط موافقة الربؼباف
،ك ىذه السلطة التنظيمية اؼبستقلة لرئيس ك يقوـ دبمارسة السلطة التنظيمية يف اجملاؿ غَت اؼبخصص للقانوف
اعبمهورية ال جيوز لرئيس اغبكومة التدخل فيها ك ىي ؾباؿ كاسع ال يتقيد فيو الرئيس إال بأحكاـ الدستور ،2ك قد
جاء يف نص اؼبادة 125من دستور 1996ك اؼبعدلة دبوجب اؼبادة 13من القانوف 19-08ما يلي":ديارس
رئيس اعبمهورية السلطة التنظيمية يف اؼبسائل غَت اؼبخصصة للقانوف " ك لو كذلك صالحيات التشريع عن طريق
األكامر يف حاالت ؿبددة دستوريا ،3ك ىذا يعترب تدخل يف اجملاؿ التشريعي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1مولود ديداف" ،مباحث في القانون الدستوري و النظم السياسية" ،دار بلقيس للنشر اعبزائر، 2007 ،ص.231
2عمار بوضياؼ "،الوجيز في القانون اإلداري" ،دار رحيانة ،اعبزائر، 1999،ص . 86
3تنص اؼبادة 124على ":لرئيس اعبمهورية أف يشرع بأكامره يف حالة شغور اجمللس الشعيب الوطٍت أك بُت دكريت الربؼباف .ديكن لرئيس اعبمهورية أف
يشرع بأكامر يف اغبالة االستثنائية اؼبذكورة يف اؼبادة 93من الدستور ".
11
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
باعتباره حامي الدستور ك ؾبسدا لوحدة الدكلة داخليا ك خارجيا ،فقد اسندت لو سلطات ك صالحيات متعلقة
بدديومة الدكلة ك ىذه الصالحيات قد يكوف ؽبا تأثَت بالغ يف سَت ك تنظيم اؼبؤسسات الدستورية للجمهورية
ك قد سبس حىت حبقوؽ األفراد ك حرياهتم اؼبعًتؼ هبا قانونيا ،حيث خوؿ دستور 1996لرئيس اعبمهورية إقراره
حالة الطوارئ ك اغبصار ك ىذا إذا دعت الضركرة اؼبلحة لذلك ،ك كذلك إقرار اغبالة االستثنائية يف حالة ما إذا
كانت فيها البالد مهددة خبطر يضر دبؤسساهتا أك استقالؽبا أك سالمة تراهبا .
كما ديكن لرئيس اعبمهورية إعالف حالة التعبئة العامة ك حالة اغبرب .1
تعد اغبكومة طرفا ثانيا يف السلطة التنفيذية كوهنا تتشكل من الوزير األكؿ اؼبعُت من قبل رئيس اعبمهورية
ك من أعضاء اغبكومة الذين يتم تعيينهم من قبل رئيس اعبمهورية بعد استشارة الوزير األكؿ .
77من دستور 1996ك اؼبعدلة سنة 2008 جاء يف الفقرة اػبامسة ك السابعة من نص اؼبادة
ما يلي ":يضطلع رئيس اعبمهورية باإلضافة إُف السلطات اليت زبوؽبا إياه صراحة أحكاـ أخرل يف الدستور
بالسلطات ك الصالحيات اآلتية -5 -...:يعُت الوزير األكؿ كينهي مهامو -7 -....ديكنو أف يعُت نائبا أك عدة
نواب للوزير األكؿ بغرض مساعدة الوزير األكؿ يف فبارسة كظائفو ،ك ينهي مهامو"...
فاؼبالحظ أف الوزير األكؿ يعُت من طرؼ رئيس اعبمهورية ،كما أف لو أف يعُت نائب الوزير األكؿ أك عدة
نواب ،لكن َف تشًتط أحكاـ الدستور أم شركط أك قيود على رئيس اعبمهورية عند إختياره للوزير األكؿ ،فمن
الناحية الدستورية ك النظرية ال يوجد أم قيد على حرية الرئيس يف اختيار الوزير األكؿ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1انظر اؼبواد 95، 94، 93، 91من دستور .1996
12
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
لكن ىذا ال يعٍت أف رئيس اعبمهورية يتمتع باغبرية ؼبطلقة يف اختيار الوزير األكؿ ،فباعتباره ؾبسدا لوحدة
األمة ك ضامنا الستقرار اؼبؤسسات الدستورية ،عليو أف يراعي لدل البحث عن الشخص اؼبناسب ؼبنصب الوزير
األكؿ العديد من االعتبارات ،ك من أمهها الكفاءة ك السمعة ك االنتماء السياسي .1
كإف كاف ىذا األخَت غَت ملزـ باختيار رئيس األغلبية يف الربؼباف إال أنو من الناحية العملية ك السياسية
عليو أف يراعي التوجو السياسي السائد ك اختيار الشعب ،ك ىذا أمر منطقي خاصة أف الوزير األكؿ ال ديكنو
فبارسة كظائفو إال إذا حظي ـبطط عملو باؼبوافقة من طرؼ الربؼباف ،2ك ىكذا يضمن رئيس اعبمهورية استمرار
ك بقاء اغبكومة قائمة لدل تعيُت رئيسها.
-1شرط الكفاءة :يف ظل التعددية السياسية قد يصل اجملتمع إُف مرحلة من الوعي السياسي ك الثقايف ،فبا يرتب
عنو كجود معارضة تراقب النشاط اغبكومي ،ك ؽبذا ينبغي على رئيس اعبمهورية أف يراعي ىذا الشرط حىت يكوف
الوزير األكؿ مؤىال علميا ك سياسيا ،فالكفاءة ال تقتصر على ربصيل شهادة تؤىل حاملها للمنصب ،ك إمنا البد
من مراعاة اؼبمارسة ك التجربة ك مدل قدرة الشخص على مواجهة اؼبشاكل ك إجياد اغبلوؿ.
-2شرط السمعة :شرط السمعة الطيبة مكمل للشرط األكؿ حىت يلقى الوزير األكؿ التأييد من قبل األغلبية
لضماف قباح برنامج رئيس اعبمهورية ك تفادم معارضة كاسعة قد تعيقو يف مهامو.
-3شرط اإلنتماء السياسي:إف رئيس اعبمهورية ؾبرب على اختيار الوزير األكؿ زعيم األغلبية يف الربؼباف ك ىذا من
الناحية العملية ،ك ليس من الناحية الدستورية ،ك ىذه حقيقة ال ديكن ذباىلها تفاديا غبدكث انسداد بُت
اغبكومة ك الربؼباف يف حالة اختيار الوزير األكؿ خارج عن األغلبية الربؼبانية ،لكن ذبربة اعبزائر فريدة من نوعها يف
ىذا اجملاؿ زبرج عن القالب النظرم ك الفرضيات اليت تنصب حوؿ األغلبية الرئاسية ك الربؼبانية اليت ترظبها قواعد
التعددية السياسية ،ك قد مت ذباىل ىذا االعتبار السياسي عدة مرات ك عُت الوزير األكؿ ليس بزعيم األغلبية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1فوزم أكصديق "،النظام الدستوري الجزائري ووسائل التعبير المؤسساتي "،الطبعة ، 2ديواف اؼبطبوعات اعبامعية اعبزائر 2008،ص .195
2سعيد بوشعَت "،النظام السياسي الجزائري" ،مرجع سابق ،ص .291
13
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
الربؼبانية ك ىذا يًتجم إضافة إُف سلطة تعيُت الوزير األكؿ ىي صالحية انفرادية مطلقة لرئيس اعبمهورية بل جعل
بذلك الوزير األكؿ تابع ك خاضع لو أكثر من أف يكوف فبثل األغلبية الربؼبانية ،ك باػبصوص بعد تعديل اؼبادة 79
من دستور 1996على إثر التعديل الدستورم لسنة .1 2008
يعيـ ـة
المطلب الثاني:السلطة التشر ـ
تبٌت اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم نظاـ الثنائية الربؼبانية من خالؿ دستور ،1996حيث نصت اؼبادة 98
منو على أنو ":ديارس السلطة التشريعية برؼباف يتكوف من غرفتُت ك مها اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة ،ك لو
السيادة يف إعداد القانوف ك التصويت عليو "ك هبذا استحدثت غرفة ثانية يف الربؼباف تسمى ؾبلس األمة .2
ذبدر اإلشارة أف تبٍت نظاـ الثنائية الربؼبانية َف يكن كليد الصدفة ،بل كاف نتيجة خلفيات أخذ شكل
مربرات منها السياسية ك القانونية ىذا من جهة ،كمن جهة أخرل فإف إنشاء نظاـ الغرفتُت أصبح مساحة جديدة
للتعبَت ك اغبوار على اؼبستول السياسي من أجل ربسُت التمثيل الوطٍت للشعب ك األقاليم ،باإلضافة لكونو
أحسن طريقة لضماف استقرار استمرارية الدكلة ك االنتقاؿ اؽبادئ للسلطة يف حالة الشغور.
يتشكل من نواب ينتخبوف على أساس االقًتاع العاـ اؼبباشر ك السرم على القوائم اؼبرشحة من طرؼ
األحزاب أك األحرار ،ؼبدة طبس ( )05سنوات قابلة للتجديد ،3ك بعدد يساكم ناتج ؾبموع اؼبقاعد اؼبخصصة
لكل دائرة انتخابية كما اعتمد يف انتخاب أعضاء اجمللس الشعيب الوطٍت على طريقة االقًتاع النسيب .4
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1مت تعديل اؼبادة 79من دستور 1996دبوجب اؼبادة 6من القانوف رقم .19-08
2عرفت اعبزائر قبل دستور 1996نظاـ أحادية الغرفة الربؼبانية (دستور 1963عرؼ بتسمية "اجمللس الوطٍت" ،دستورا 1976ك 1989عرؼ
بتسمية اجمللس الشعيب الوطٍت ).
3انظر اؼبادتُت 102، 101من دستور . 1996
4ؼبزيد من التفاصيل راجع األحكاـ اؼبتعلقة بانتخاب أعضاء اجمللس الشعيب الوطٍت ،كفقا للقانوف العضوم ( 01-12اؼبادة 84ك ما بعدىا ).
14
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
تكوف العضوية يف اجمللس بتوفر عدة شركط نوردىا على النحو اآليت:
-السن :جيب على اؼبًتشح للنيابة يف اجمللس الشعيب الوطٍت أف يكوف بالغا من العمر 25سنة على األقل
يوـ االقًتاع سواء كاف رجال أك امرأة (يف ظل األمر 07-97حدد السن بػ 28سنة ).
األمر 07-97نص على جنسية -اعبنسية :جيب أف يكوف اؼبًتشح ذك جنسية جزائرية (يف ظل
جزائرية أصلية أك مكتسبة منذ مدة تزيد عن طبس( )05سنوات كاملة).
-أف ال يكوف قد سبق اغبكم عليو هنائيا بسبب ارتكابو أفعاؿ كصفها القانوف جبناية أك جنحة مهما
كانت طبيعتها .
-أال يكوف من الذين كاف سلوكهم أثناء ثورة التحرير الوطٍت ضد اؼبصلحة الوطنية
يتشكل ىذا اجمللس من عدد يساكم على األكثر نصف أعضاء اجمللس الشعيب الوطٍت ك ينتخب ثلثي
ك الوالئية بعدد ()2/3أعضائو عن طريق االقًتاع الغَت مباشر ك السرم من بُت أعضاء اجملالس الشعبية البلدية
عضوين عن كل كالية مهما بلغ عدد سكاهنا ،ك حسب منوذج االقًتاع اؼبتعدد األظباء يف دكر كاحدة على
مستول الوالية ،ك يكوف التصويت إجباريا إال يف حالة حدكث مانع ،ك يفوز يف االنتخابات اؼبًتشحوف اغباصلوف
على أكرب عدد من األصوات ،ك يف حالة تعادؿ األصوات يفوز اؼبًتشح األكرب سنا .1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ؼبزيد من التفاصيل راجع األحكاـ اؼبتعلقة بانتخاب أعضاء ؾبلس األمة كفقا للقانوف العضوم ( 01-12اؼبادة 104ك ما بعدىا ).
15
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
أما الثلث الباقي فيتم تعيينهم من طرؼ رئيس اعبمهورية من بُت الشخصيات ك الكفاءات الوطنية يف
اجملاالت العلمية ك اؼبهنية ك االجتماعية بغض النظر عن الدائرة االنتخابية اليت يقيموف هبا ،ك تدكـ مدة العضوية
06سنوات على أف ذبدد التشكيلة بالنصف كل ثالث سنوات .1
أما فيما خيص الشركط الواجب توفرىا يف اؼبًتشح لعضوية ؾبلس األمة فهي نفسها بالنسبة للمًتشح
)40سنة يف ظل األمر لعضوية اجمللس الشعيب الوطٍت مع تسجيل اختالفات بسيطة كالسن احملددة بأربعُت (
، 07-97ك طبس ك ثالثوف ( )35سنة يف ظل القانوف العضوم . 01-12
يتمتع أعضاء الربؼباف بغرفتُت باغبصانة الربؼبانية مدة نيابتهم ك مهمتهم الربؼبانية فال ديكن أف يتابعوا أك
يوقفوا ،ك ال ديكن أف ترفع عليهم دعوة مدنية أك جزائية أك يسلط عليهم أم ضغط بسبب ما عربكا عنو من آراء
أك تلفظوا بو من كالـ ،أك بسبب تصويتهم خالؿ فبارسة مهامهم الربؼبانية ،2كتعترب مهمة النائب ك عضو ؾبلس
األمة كطنية ،قابلة للتجديد كال ديكن اعبمع بينو ك بُت مهاـ أك كظائف أخرل .3
على ىذا األساس حددت حاالت التنايف مع العهدة الربؼبانية سواء كاف نائبا يف اجمللس الشعيب الوطٍت أك
عضوا يف ؾبلس األمة حيث يفقد الربؼبآف ىذه الصفة يف حالة قبولو ؼبنصب حكومي أك انتخابو كعضو باجمللس
الدستورم ،أك فبارسة النشاط أك مهنة حرة شخصيا أك باظبو ،أك مهنة القضاء أك كظيفة أك منصب لدل دكلة
أجنبية ،أك رئاسة أندية رياضية أك اربادات مهنية .4
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1انظر اؼبادة ( 101فقرة )3ك اؼبادة ( 102فقرة ) 3، 2من دستور . 1996
2انظر اؼبادة 109من دستور .1996
3انظر اؼبادة 105من دستور .1996
4انظر اؼبادة 03من القانوف العضوم 02-12اؼبؤرخ يف 2012/01/12الذم حيدد حاالت التنايف مع العهدة الربؼبانية (اعبريدة الرظبية
للجمهورية اعبزائرية عدد 01الصادرة بتاريخ .)2012/01/14
16
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
أكال:ىياكل الربؼباف
09من القانوف العضوم احملدد لتنظيم إف ىياكل كل غرفة من غرؼ الربؼباف متماثلة طبقا لنص اؼبادة
اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة ك عملهما ك كذا العالقات الوظيفية بينهما ك بُت اغبكومة ،1ك تتمثل ىياكل
الربؼباف يف :
-1األجهزة الدائمة للربؼباف :تتلخص ىذه األجهزة على مستول كال اجمللسُت يف الرئيس مكتب اجمللس ،اللجاف
الدائمة .
* الرئيس :بعد أف تتوفر يف الرئيس الشركط العامة للعضوية يف الربؼباف ،سواء كاف نائبا يف اجمللس الشعيب الوطٍت أك
عضوا يف ؾبلس األمة ،فإنو يتم انتخاب رئيس على مستول كل غرفة من طرؼ نواب اجمللس أك أعضاء ؾبلس
األمة حسب اغبالة كفقا االقًتاع السرم. 2
تتمثل مهاـ رئيس اجمللس ك احملددة كفقا للنظاـ الداخلي لكل من اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة
ك ىي صالحيات متشاهبة ك متقاربة باعتبارىا صالحيات تنظيمية داخلية 3ك اليت نوجزىا فيما يلي:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1قانوف عضوم رقم 02-99اؼبؤرخ يف 1999/03/08متعلق بتنظيم اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة ك عملهما ك كذا العالقات الوظيفية
بينهما ك بُت اغبكومة (اعبريدة الرظبية للجمهورية عبزائرية عدد 15الصادر بتاريخ .)1999/03/19
2انظر اؼبادة 3من النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت اؼبؤرخ يف ( 2000/07/30اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد 46الصادرة بتاريخ
،)2000/07/30ك اؼبادة 6من النظاـ الداخلي جمللس األمة اؼبؤرخ يف ( 1999/12/28اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد 84الصادرة
بتاريخ .)1999/12/28
3انظر اؼبادة 9من النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت ،ك اؼبادة 8من النظاـ الداخلي جمللس األمة.
17
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
-تقدٔف االستشارة لرئيس اعبمهورية قبل تطبيق أحكاـ اؼبواد 95، 94، 93، 91 :من الدستور اؼبتعلقة على
التواِف حباالت الطوارئ ،اغبصار ،اغبالة االستثنائية كالتعبئة العامة حالة اغبرب.
-ديكن لرئيس اجمللس الشعيب الوطٍت أف يرأس الربؼباف اؼبنعقد بغرفتيو جملتمعتُت مها يف حالة توِف رئيس ؾبلس األسرة
رئاسة الدكلة طبقا ألحكاـ اؼبادة 88من الدستور ،كيف حالة موافقة على تطبيق حاالت الطوارئ،اغبصار كاغبرب
90من الدستور .1كما أسند الدستور لرئيس كاالستثنائية يف فًتة شغور منصبو رئاسة اعبمهورية طبقا للمادة
األمة صالحيات التالية :
-استشارة رئيس ؾبلس األمة قبل ازباذ قرار حل اجمللس الشعيب الوطٍت طبقا لنص اؼبادة 129من الدستور.
-استشارة رئيس ؾبلس األمة قبل تطبيق أحكاـ اؼبواد . 95، 94،93 ، 91
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1عمار عوابدم" ،رئاسة البرلمان في القانون البرلماني الجزائري"،ؾبلة اؼبفكر الربؼبآف ،العدد ،5اعبزائر ،2004 ،ص .105
18
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
-يتوُف رئيس ؾبلس األمة رئاسة الدكلة يف حالة ثبوت اؼبانع كإعالف اؼبانع أك شعور منصب رئيس اعبمهورية طبقا
ألحكاـ اؼبادة 88من الدستور.
-يرأس ؾبلس الربؼباف اؼبنعقد بغرفتيو اجملتمعتُت معا بدعوة من رئيس اعبمهورية أك بدعوة من رئيس ؾبلس األمة يف
حاالت ؿبددة حصَتيا بأحكاـ الدستور .1
*مكتب اجمللس :يضم كل ؾبلس مكتبا يتكوف من رئيس اجمللس كخصصو نواب بالنسبة جمللس األمة ،كرئيس
اجمللس كتسعة نواب بالنسبة للمجلس الشعيب الوطٍت ،مع سباثل يف طريقة االنتخاب يف نظامي اجمللسُت ،على أف
2
حد ادىا النظامُت
.أما عن مهاـ مكتب اجمللس فقد ّد ينتخب نواب الرئيس ؼبدة سنة كاحدة قابلة للتجديد
الداخليُت للمجلسُت كىي متقاربة كمتماثلة إُف حد كبَت،كتتمثل فيما يلي:
تنظيم سَت جلسات اجمللس ،ضبط جدكؿ أعماؿ اعبلسات كمواعيد عقدىا باستشارة اغبكومة ربديد
أمناط اإلقًتاع ،ربديد كيفيات تطبيق النظاـ الداخلي دبوجب تعليمات عامة اؼبصادقة على اؽبيكل التنظيمي
للمصاٌف اإلدارية كعلى كيفيات مراقبة اؼبصاٌف اؼبالية للمجلس ،دراسة مشركع ميزانية اجمللس كاؼبصادقة عليو
كإحالتو على عبنة اؼبالية كاؼبيزانية للمجلس الشعيب الوطٍت .بالرجوع إُف اؼبادة 14من النظاـ الداخلي للمجلس
الشعيب الوطٍت قبده ديارس صالحيات أخرل كىي :ربديد القواعد اػباصة اؼبطبقة على ؿباسبة (ـ ش ك) ،السهر
على توفَت اإلمكانيات البشرية كاؼبادية كالعلمية غبسن سَت أشغاؿ اللجاف ،البت يف قابلية اقًتاحات القوانُت
كاللوائح اؼبالية ك اإلدارية ؿ (ـ ش ك) ،تقدٔف حصيلة سنوية على نشاطو كتوزيعها على النواب متابعة النشاط
التشريعي كالربؼبآف للمجلس كاقًتاح كسائل تطويره اإلشراؼ على إصدار نشريات إعالمية ،متابعة عالقات اجمللس
مع الربؼباف كاالربادات الربؼبانية.
* اللجاف الدائمة :تنص اؼبادة 117من الدستور 1996على أف ":يشكل اجمللس الشعيب الوطٍت كؾبلس
14من القانوف العضوم 02 - 99اليت تنص األمة عباهنما الدائمة يف إطار نظامهما الداخلي" ككذا اؼبادة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1انظر اؼبواد 177 ،176 ،130 ،102 ،95 ،93 ،91 ،88من دستور .1996
2انظر اؼبادتُت 10 ،9من النظاـ الداخلي جمللس األمة ،ك اؼبادتُت 12 ،11من النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت.
19
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
على أنو ":ينشئ اجمللس الشعيب الوطٍت كؾبلس األمة ضمن أعضائهما عبانا دائمة حيدد النظاـ الداخلي لكل
غرفة عددىا كمهامها كفقا ألحكاـ اؼبادة 117من الدستور" اجمللس الشعيب الوطٍت ( )12عبنة دائمة ، 1كما أف
ؾبلس األمة حيتول على تسعة ( )09عباف دائمة ،2حسب النظاـ الداخلي لكل ؾبلس.
-2اؽبيئات االستشارية
حدد النظاـ الداخلي لكل ؾبلس ىذه اؽبيئات كىي ىيئة الرؤساء ،ىيئة التنسيق كاجملموعات الربؼبانية.
*ىيئة الرؤساء :تتكوف من أعضاء اؼبكتب كرؤساء اللجاف الدائمة للمجلس ،كذبتمع بدعوة من رئيس اجمللس
بالنسبة للمجلس الشعيب الوطٍت .أما بالنسبة جمللس األمة فتتكوف من رئيس اجمللس كنواب الرئيس كرؤساء اللجاف
كذبتمع كل ( )15يوما خالؿ الدكرات أك بدعوة من رئيس ؾبلس األمة .
زبتص ىذه اؽبيئة بإعداد جدكؿ أعماؿ دكرات اجمللس ،ربضَت دكرة اجمللس كتقييمها تنظيم سَت اللجاف
الدائمة كالتنسيق بُت أعماؽبا ،تنظيم أشغاؿ اجمللس كإعداد مشركع اعبدكؿ الزمٍت عبلسات اجمللس الشعيب الوطٍت
أك عبلسات ؾبلس األمة .3
* ىيئة التنسيق :تتكوف ىذه اؽبيئة لكال الغرفتُت من أعضاء اؼبكتب كرؤساء اللجاف الدائمة للمجلس كرؤساء
اجملموعات الربؼبانية ،تلعب ىذه اؽبيئة دكرا استشاريا من خالؿ ربضَت جدكؿ األعماؿ ،تنظيم أشغاؿ اجمللس
كحسن أدائو ككذلك توفَت الوسائل الضركرية لسَت اجملموعات الربؼبانية ككذلك تنسيق بُت صبيع الكتل
الربؼبانية.ففي اجمللس الشعيب الوطٍت ذبتمع ىيئة التنسيق بدعوة من رئيس اجمللس أك بطلب من ؾبموعتُت برؼبانيتُت
على األقل أما بالنسبة جمللس األمة فتجتمع ىذه اؽبيئة بدعوة من رئيس اجمللس كل شهر على األقل خالؿ
الدكرات ،كما ديكن دعوهتا لالجتماع عند االقتضاء ،أك بطلب من ؾبموعة برؼبانية كاحدة عند الضركرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1انظر اؼبادة 19من النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت.
2انظر اؼبادة 16من النظاـ الداخلي جمللس األمة.
3انظر اؼبادة 49من النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت ،ك اؼبادة 47من النظاـ الداخلي جمللس األمة.
20
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
* اجملموعات الربؼبانية :حسب النظاـ الداخلي لكل ؾبلس فإنو ديكن تشكيل ؾبموعات برؼبانية على مستول كل
غرفة ىذا على أساس االنتماء اغبزيب ،حيث تتكوف اجملموعة الربؼبانية من عشرة ( )10أعضاء على األقل .1
ثانيا:اختصاصات الربؼباف
تعترب مهمة التشريع من أبرز ما يقوـ بو الربؼباف ،فدكره األكؿ ىو كضع القانوف بشكليو العضوم العادم
لتنظيم حياة اجملتمع ك الدكلة ،ففي دستور 1996كبإدراجو الفرؽ الثانية (ؾبلس األمة) أصبح كل مشركع أك
2كلقد خص اقًتاح قانوٓف موضوع مناقشة من طرؼ اجمللس الشعيب الوطٍت كؾبلس األمة حىت تتم اؼبصادقة عليو
دستور 1996الربؼباف دبجالت متنوعة ديارس فيها صالحياتو التشريعية كصلت إُف ثالثوف ( )30ؾباال 3كما
يالحظ ىو التميز بُت قائمتُت من اؼبواضيع ،فاألكُف ـبصصة للربؼباف الذم إليو كحده ربديد القواعد اؼبتعلقة باؼبواد
اليت تضمنتها كمثاؽبا حقوؽ األشخاص ككاجباهتم األساسية ال سيما نظاـ اغبريات العمومية كضباية اغبريات
الفردية ككاجبات اؼبواطنُت كقواعد نقل اؼبلكية من القطاع العاـ إُف القطاع اػباص .أما القائمة الثانية فيكتفي فيها
الربؼباف بتحديد القواعد العامة كمثاؽبما القواعد العامة اؼبتعلقة بالتعليم كالبحث العلمي .مع ترؾ القواعد التفصيلية
4
للسلطة التنفيذية .كأضافت اؼبادة 123ؾباال آخر يعترب اختصاصا أصيال للربؼباف يف ؾباؿ القوانُت العضوية
)3/4أعضاء ؾبلس حيث تتم اؼبصادقة على القانوف العضوم باألغلبية اؼبطلقة للنواب كباألغلبية ثالثة أرباع (
األمة ،مع خضوع نص القانوف العضوم للرقابة الدستورية من طرؼ اجمللس الدستورم ( اؼبادة 123فقرة )2،3
من الدستور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1انظر اؼبادتُت 51 ،50من النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت ،ك اؼبادتُت 49 ،48من النظاـ الداخلي جمللس األمة.
2تنص اؼبادة 120من دستور 1996على أنو":جيب أف يكوف كل مشركع أك اقًتاح قانوف موضوع مناقشة من طرؼ اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس
21
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
باإلضافة إُف االختصاص األصيل للربؼباف كاؼبتمثل يف التشريع يصطلح دبهاـ كصالحيات أخرل
كالصالحيات االستشارية اؼبذكورة سابقا ككذا الرقابة على أعماؿ السلطة التنفيذية كاليت سنتطرؽ إليها من خالؿ
دراسة العالقة بُت السلطة التشريعية كالسلطة التنفيذية .
تنص اؼبادة 152من دستور 1996على ما يلي ":سبثل احملكمة العليا اؽبيئة اؼبقومة ألعماؿ اجملالس
القضائية كاحملاكم .
كيؤسس ؾبلس دكلة كهيئة مقومة ألعماؿ اعبهات القضائية اإلدارية .تضمن احملكمة العليا كؾبلس الدكلة
توحيد االجتهاد القضائي يف صبيع أكباء البالد كيسهراف على احًتاـ القانوف تؤسس ؿبكمة تنازع تتوُف الفصل يف
تنص اؼبادة 153من الدستور على حاالت تنازع االختصاص بُت احملكمة العليا كؾبلس الدكلة" .ككذلك
ما يلي":حيدد قانوف عضوم تنظيم احملكمة العليا ،كؾبلس الدكلة كؿبكمة التنازع ،كعملهم ،كاختصاصاهتم
األخرل".
كمن استقرار اؼبادتُت اؼبذكورتُت أعاله ،يظهر أف اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم تبٌت ازدكاجية السلطة
كؿبكمة تنازع كهيئة القضائية من خالؿ دستور ،1996فاعتمد ىرـ القضاء العادم كىرـ القضاء اإلدارم،
قضائية تعمل على حل التنازع حوؿ االختصاص بُت احملكمة العليا كؾبلس الدكلة .
إذا تناكلنا اؽبيكل القضائي اعبزائرم ضمن التطورات الدستورية اليت شهدىا قبد أف اؼبشرع الدستورم قبل
دستور 1996إعتنق مبدأ كحدة اؽبيئة القضائية اليت ؽبا صبيع الصالحيات يف الفصل ك يف كافة اؼبنازعات مهما
كانت طبيعتها كدرجتها ضمن التسلسل القضائي على أساس القانوف اؼبدٓف ك مبادئ الشريعة اإلسالمية
1996 ك كانت تنسب إُف جهة كاحدة ىي القضاء العادم إُف أف ظهر االستفتاء الدستورم لشهر نوفمرب
حيث انتقلت الدكلة إُف مرحلة االزدكاجية القضائية (قضاء عادم ،قضاء إدارم).
22
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
يتكوف القضاء العادم من احملاكم مث اجملالس القضائية ،كاحملكمة العليا كهيئة قضاء قانوف
كربتول احملاكم:تعد احملاكم القضائية الدرجة األكُف للتقاضي سبتاز باختصاص مبدئي جيعلها ذات الوالية العامة،
ىذه احملاكم على أقساـ حيدد عددىا كزير العدؿ لكن يف إطار عدد أدْف ىو 07أقساـ لكل ؿبكمة.
-اجملالس القضائية:تعد اجملالس القضائية الدرجة الثانية للتقاضي حبيث تنظر يف األحكاـ الصادرة عن احملاكم عن
طريق االستئناؼ ،كتنقسم اجملالس القضائية إُف 04غرؼ ( اعبزائية ،اؼبدنية ،األحداث كغرفة االهتاـ ).
حيث سبثل ؿبكمة -احملكمة العليا :تعترب احملكمة العليا ىي أعلى ىيئة قضائية يف قمة ىرـ القضاء العادم،
نقض باعتبارىا ؿبكمة قانوف .
جاء نص اؼبادة 152من الدستور ينص على تأسيس ؾبلس الدكلة،كهيئة قضائية عليا كعلى تأسيس
جهات قضائية إدارية دنيا لكن دكف ربديدىا أك ربديد تسميتها.
-1ؾبلس الدكلة :نظم القانوف العضوم رقم 01-98اؼبؤرخ يف 30مام ،1998قواعد تنظيم ؾبلس الدكلة
كؾباالت اختصاصاتو.1
04غرؼ ك 08أقساـ ،كىيئات أ-تنظيم ؾبلس الدكلة :حيتول ؾبلس الدكلة على ىيئات قضائية متكونة من
استشارية ،ىي اعبمعية العامة كاللجنة الدائمة ،إضافة إُف النيابة العامة اليت تتشكل من ؿبافظ دكلة كمساعدين لو
ب-اختصاصات ؾبلس الدكلة :جمللس الدكلة اختصاصات ذات طابع قضائي كاختصاصات ذات طابع
استشارم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1راجع القانوف العضوم 01-98اؼبؤرخ يف 1998/05/30اؼبتعلق باختصاصات ؾبلس الدكلة ك تنظيمو ك عملو(اعبريدة الرظبية للجمهورية
اعبزائرية ،عدد 37الصادرة بتاريخ .)1998/06/01
23
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
-االختصاصات ذات الطابع القضائي:كىي اليت حددهتا اؼبواد من 09على 11من القانوف العضوم رقم -98
01فهو ديارس صالحياتو القضائية،كقاضي أكؿ كآخر درجة ،ككقاضي استئناؼ ككقاض نقض.
-االختصاصات ذات الطابع االستشارم:يقدـ ؾبلس الدكؿ رأيو يف إطار اعبمعية العامة أك اللجنة الدائمة حوؿ
مشاريع النصوص ذات الطابع التشريعي كفقا للمادة 04من القانوف العضوم رقم 01-98
-2احملاكم اإلدارية :مت تأسيس احملاكم اإلدارية بواسطة القانوف العادم رقم 02-98اؼبؤرخ يف 30مام 1998
كالذم حدد ؾباؿ اختصاصاهتا كنظم ىياكلها .1
أ-تنظيم احملاكم اإلدارية :اعبدير باإلشارة ىو أف قانوف تنظيم احملاكم اإلدارية ىو قانوف عادم رقم ، 02-98كأف
الدستور كاف كاضحا يف ىذه اؼبسألة من خالؿ اؼبادة 123فقرة 05من دستور ، 1996كاليت نصت على أف
الربؼباف يشرع بقوانُت عضوية يف القانوف األساسي للقضاء كالتنظيم القضائي ،إذ كاف من اؼبفركض أف يشرع
الربؼباف يف ؾباؿ تنظيم احملاكم اإلدارية كاليت ىي جزء من التنظيم القضائي عن طريق قانوف عضوم كليس قانوف
عادم ،خاصة عند اإلطالع على ىذا القانوف فإنو ال حيتوم إال على تسع ( )09مواد معظمها ربيل على التنظيم
ىي صورة من صور اسًتجاع السلطة التنفيذية الختصاصات السلطة التشريعية ،كىذا سيؤثر على تنظيم السلطة
القضائية كاستقالليتها ،ألف ضمانة استقاللية السلطة القضائية ستستوجب إصدار قوانُت عضوية لتنظيمها كما ىو
منصوص عليو يف الدستور كأف يكوف النص القانوٓف أكثر تفصيال ككضوحا ،كال يفتح اجملاؿ كاسعا أماـ التنظيم
للسلطة التنفيذية ،لتهمل ىذه الضمانة كيستبعد.
02-98كاؼبرسوـ التنفيذم رقم 356-98اؼبؤرخ يف 14نوفمرب كبناء عليو فإف كل من القانوف رقم
، 1998نظما القواعد اليت تؤطر احملاكم اإلدارية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1راجع القانوف العضوم 02-98اؼبؤرخ يف 1998/05/30اؼبتعلق باحملاكم اإلدارية (اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد 37الصادرة
بتاريخ .)1998/06/ 01
24
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
ربتوم كل ؿبكمة على غرؼ يًتاكح عددىا من 01إُف 03كتنقسم الغرفة إُف أقساـ عددىا من 02
إُف ،04علما أف ربديد عدد الغرؼ أك األقساـ أك تسميتها يعود إُف كزير العدؿ .
ب-اختصاصات احملاكم اإلدارية :تعترب احملاكم اإلدارية ىي اعبهات القضائية ذات الوالية العامة يف اؼبادة اإلدارية
كربديد أنواع النزاعات الذم يعود إُف احملاكم اإلدارية فقد أحاؿ القانوف رقم 02-98إُف اؼبادة 07من قانوف
اإلجراءات اؼبدنية .
حسب القواعد اليت تسرم على ج-االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية :زبتص احملاكم اإلدارية إقليميا،
الغرؼ اإلدارية للمجالس القضائية يف ىذا اجملاؿ .
-3ؿبكمة التنازع :أسست ؿبكمة التنازع كهيئة دستورية دبوجب الفقرة 4من اؼبادة 152من دستور 1996
كنظمت دبوجب القانوف العضوم رقم 03-98اؼبؤرخ يف 03جواف 1998كمقرىا اعبزائر العاصمة ،1حيث
االختصاص بُت اعبهات القضائية اػباضعة للنظاـ خوؿ ؽبا اختصاص كحيد يتمثل يف الفصل يف منازعات
القضائي العادم كاعبهات القضائية اػباضعة للنظاـ القضائي اإلدارم ،سواء تعلق األمر دبسألة التنازع السليب أك
التنازع اإلجيايب يف الفصل يف نفس النزاع.
-تشكيلة احملكمة :تتشكل احملكمة من سبعة ( )07قضاة ،من بينهم رئيس احملكمة ،يعُت الرئيس ؼبدة ثالثة
سنوات بالتناكب ،من بُت قضاة احملكمة العليا أك ؾبلس الدكلة ،حيث يتوُف رئاسة جلسات ؿبكمة التنازع ،أما يف
كيعُت صبيع أعضاء ؿبكمة التنازع من قبل رئيس حالة كجود مانع غبضوره ،يستخلفو القاضي األكثر أقدمية،
اعبمهورية باقًتاح من كزير العدؿ كبعد األخذ بالرأم اؼبطابق للمجلس األعلى للقضاء.
حيث تعترب قرارات ؿبكمة التنازع ملزمة لقضاء النظاـ القضائي اإلدارم كقضاء النظاـ القضائي العادم
كىي غَت قابلة ألم طعن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1راجع القانوف العضوم 03-98اؼبؤرخ يف 1998/06/03اؼبتعلق باختصاصات ؿبكمة التنازع ك تنظيمها ك عملها( اعبريدة الرظبية للجمهورية
اعبزائرية عدد 39الصادرة بتاريخ .)1998/06/07
25
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
تضطلع السلطة القضائية بوظائف ؿبددة طبقا ألحكاـ الدستور ،ك سبارس اختصاصاهتا دكف تدخل
السلطة التنفيذية ك التشريعية ضمانا الستقاللية السلطة القضائية ،ك تتمثل ىذه االختصاصات يف تفسَت األحكاـ
ك النصوص اليت جاءت يف صورة مبهمة ،باإلضافة إُف تطبيق تلك األحكاـ على اؼبنازعات بُت
األشخاص(أشخاص طبيعية أك معنوية) ك الفصل فيها بأحكاـ هنائية.
أكال:سلطة التفسَت
تنطوم النصوص القانونية الصادرة عن اؼبشرع على الكثَت من النقائص ك عدـ تصورىا عبميع األكضاع
اؼبمكنة ؼبعاعبة الظواىر ك اؼبسائل اليت تطرح على السلطة القضائية حيث خوؿ ؽبذه األخَتة سلطة تفسَت القوانُت
فالكثَت من النصوص القانونية تتضمن عدة معآف يف آف كاحد ك ىو ما يطرح إشكالية تطبيقها عند النظر يف
اؼبنازعات بُت األشخاص ،ك يعقد ىذا االختصاص للسلطة القضائية سواء من تلقاء نفسها ،حيث تعترب كمرحلة
من مراحل الفصل يف الدعول باعتبار أف القاضي ال ديكنو التهرب ك رفض اغبكم يف حالة غموض النص القانوٓف
بل جيب عليو إجياد اغبلوؿ اؼبمكنة للنزاع ،مرتكزا على التقاليد ك األعماؿ التحضَتية للنصوص خاصة اؼببادئ
العامة للقانوف ،ك ىو ما يصطلح عليو باالجتهاد القضائي .
ك إذا كاف اؼبؤسس الدستورم لسنة َ 1996ف ينص على سلطة التفسَت اؼبخولة للسلطة القضائية ،فإنو
،1ك ال تقتصر سلطة التفسَت حدد اعبهات القضائية اليت تسهر على تنظيمو االجتهاد القضائي ك توحيده
اؼبمنوحة للقاضي على القواعد القانونية اليت ىي من صنع السلطة التشريعية ك التنفيذية ،كإمنا تتعدل ذلك إُف
العقود اؼبربمة بُت األشخاص القانونية طبقا لألشكاؿ اؼبفركضة قانونا على أساس أهنا تتضمن أحكاما اتفاقية
تكوف دبثابة قواعد مكملة للقانوف ىذا من جهة ،ك من جهة أخرل سبارس اعبهات القضائية اإلدارية سلطة
التفسَت دبوجب رفع دعول قضائية من أجل تفسَت تصرفات قانونية ،قرارات إدارية أك عقود إدارية)سواء دبوجب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1حددت اعبهات القضائية اليت تسهر على تنظيم االجتهاد القضائي دبوجب اؼبادة 152من الدستور ك اؼبتمثلة يف احملكمة العليا ك ؾبلس الدكلة.
26
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
اإلحالة من اعبهات القضائية العادية اليت يتوقف فصلها يف القضية على اؼبعٌت اغبقيقي للقرار ،أك دبوجب رفع
دعول أصلية مباشرة أماـ اعبهات القضائية اإلدارية طبقا للجهة اؼبصدرة للقرار اإلدارم.
ثانيا:سلطة التنفيذ
أثارت مسالة التنفيذ القانوٓف خالفا فقهيا حوؿ جدكل كجود سلطة قضائية كيف ىذا الصدد ظهرت
نظريتاف ـبتلفتاف ،أما النظرية األكُف فًتل أنو ال كجود ؼببدأ الفصل بُت السلطات يف ظل عدـ كجود سلطة
قضائية مستقلة عن السلطة التنفيذية ك التشريعية.
ك بالنسبة للنظرية الثانية فًتل أنو ىناؾ سلطتُت فقط أما سلطة تشريع القوانُت ك سلطة تنفيذىا ،باعتبار
أف الفصل يف اؼبنازعات ىو يف هناية األمر مظهر من مظاىر تنفيذ القوانُت ،ك ىنا تقوـ السلطة التنفيذية بوظيفتُت
(الوظيفة القانونية ك الوظيفة اإلدارية) ك ىذا ما كرسو اؼبؤسس الدستورم الفرنسي .1
ك قد عرب اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم يف دستور 1996على سلطة التنفيذ يف اؼبادة 146ك اليت جاء
143على"ينظر القضاة يف الطعن يف فيها ما يلي":خيتص القضاة باصدار األحكاـ " ككذلك نصت اؼبادة
قرارات السلطات اإلدارية".
فوظيفة السلطة القضائية ال تنحصر يف تفسَت القانوف ،ك إمنا تتعدل ذلك إُف تطبيقو على األشخاص
لتحديد حقوؽ ككاجبات األطراؼ اؼبتنازعة ك تقوـ بتنفيذ األحكاـ الصادرة عنها ك اغبائزة لقوة الشيء اؼبقضي
فيو ،سواء ضد األشخاص الطبيعيُت أك ضد السلطة العامة .ك يف ىذا اإلطار يتمتع بسلطات تقديرية كاسعة أثناء
فصلو يف القضايا اؼبعركضة أمامو ،ك ىو ؿبصن ضد كل أشكاؿ التدخل ك الضغط من جانب السلطة التشريعية
أك التنفيذية ،فال حيق لإلدارة أك الربؼباف توجيو عمل القاضي أك إعطاء أمر يؤثر على استقالليتو ك بالتاِف فهو ال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1عبد اغبميد يوسف"،مبدأ الفصل بين السلطات في ظل النظام الدستوري الجزائري" ،مذكرة من أجل اغبصوؿ على شهادة اؼباجستَت يف اغبقوؽ
27
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
خيضع إال للقانوف ك ضمَته اؼبهٍت ،ىذا اؼببدأ الذم نصت عليو أحكاـ الدستور يكرس بشكل دقيق مبدأ الفصل
بُت السلطات ك يضمن استقاللية للسلطة القضائية ؼبمارسة كظائفها.
مع تبياف اختصاصاهتا 1996بزبصيصو فصل كامل لكل سلطة إف تنظيم السلطات يف دستور
كحدكدىا ال يعٍت عدـ كجود أم عالقة بينها ،بل ىناؾ ما يربط بُت السلطات من مظاىر التعاكف كالرقابة اؼبتبادلة
خاصة بُت السلطتُت التشريعية كالتنفيذية ،حبيث إذا ذباكزت إحدل السلطات اختصاصاهتا أك أساءت استعماؿ
سلطتها تصدت ؽبا السلطة األخرل لتوقيفها عند حدىا ،ك ىذا ىو جوىر التطبيق اؼبرف ؼببدأ الفصل بُت
السلطات ،ك اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم اعتمد مبدأ التخصيص الوظيفي لكل من السلطة التشريعية ك السلطة
التنفيذية تدعيما ؼببدأ الفصل اؼبرف بُت السلطات.
إذا كاف مبدأ الفصل بُت السلطات يقتضي ضركرة تقسيم كظائف الدكلة إُف ثالث :الوظيفة التشريعية
ك الوظيفة التنفيذية ك الوظيفة القضائية ،حبيث تستقل كل سلطة دبمارسة كظيفة بعينها ،إال أف اؼبقصود بالفصل
بُت السلطات ىو الفصل اؼبرف القائم على كجود عالقة تعاكف ك مشاركة يف فبارسة اختصاصات السلطات بعضها
البعض ذلك نظرا ؼبا أكده التطبيق العملي من استحالة فكرة الفصل اؼبطلق بُت السلطات على أرض الواقع
ك تتجلى مظاىر التعاكف يف النظاـ الدستورم اعبزائرم خاصة بُت السلطتُت التشريعية ك التنفيذية يف عدة ؾباالت.
أ-اؼببادرة دبشاريع القوانُت :فقد نصت اؼبادة 119من دستور ،1996كاؼبعدلة يف 2008على أنو " :لكل من
الوزير األكؿ كالنواب حق اؼببادرة بالقوانُت ،تكوف اقًتاحات القوانُت قابلة للمناقشة إذا قدمها عشركف ( )20
نائبا،"....إذ تتوُف اغبكومة من خالؿ دكائرىا الوزارية اؼبختصة مهمة إعداد مشركع سبهيدم للقانوف اؼبراد تقدديو
28
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
للربؼباف كفقا للشركط الشكلية احملددة بنص أحكاـ القانوف العضوم( ، 1)02-99ك الشركط اؼبوضوعية احملددة
باؼبادة 121من الدستور.
ب -دراسة النص على مستول اللجاف الربؼبانية :باإلضافة إُف مشاركة اغبكومة يف عملية اؼببادرة بالقوانُت عن
طريق تقدٔف اغبكومة ؼبشاريع القوانُت تتدخل ىذه األخَتة يف اؼبرحلة الالحقة لعملية اؼببادرة ك اؼبتمثلة يف دراسة
النص على مستول اللجاف الدائمة كما تتدخل اغبكومة عند دراسة اللجنة اؼبختصة القًتاحات القوانُت .2
ج -تدخل اغبكومة يف إجراءات اؼبناقشة ك التصويت :ك ذلك بإحالة اللجنة اؼبختصة تقريرىا عن مشركع أك اقًتاح
القانوف إُف اجمللس ،مرحلة اؼبناقشة ،فبالرجوع إُف اؼبواد من 32إُف 36من القانوف ،02-99فإف اؼبرحلة األكُف
يتم فيها االستماع ؼبمثل اغبكومة يف حالة مشركع القانوف أك إُف مندكب أصحاب اقًتاح القانوف يف حالة اقًتاح
القانوف ك يف اغبالتُت يتم االستماع ؼبقرر اللجنة اؼبختصة مث إُف اؼبتدخلُت الذين عليهم مراعاة عدد من القيود .3
يساىم رئيس اعبمهورية يف عملية التشريع عن طريق بعض اآلليات تتمثل يف سلطة إصدار القوانُت
ك نشرىا ،سلطة التنظيم ،حق االعًتاض على القوانُت.
إف سرياف القوانُت ك تطبيقها ال يتم بعد سنها من قبل الربؼباف ،ك إمنا يقتضي االمر أف توقع من طرؼ
رئيس اعبمهورية الذم أقر لو الدستور حق إصدار القوانُت ،كىي عملية تضفي الصفة اإللزامية على النصوص
القانونية مباشرة بعد نشره يف اعبريدة الرظبية ،ك ديكن لرئيس اعبمهورية أف يطلب من الربؼباف قراءة ثانية للنص
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1انظر اؼبادة 20من القانوف العضوم .02-99
2تنص اؼبادة 27من القانوف العضوم 02-99على أنو":للجاف الدائمة بالربؼباف اغبق يف أف تستمع يف إطار جدكؿ أعماؽبا ك صالحياهتا إُف فبثل
اغبكومة ،كما ديكنها االستماع إُف أعضاء اغبكومة كلما دعت الضركرة لذلك".
3انظر اؼبواد من 75إُف 79من النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت ك اؼبواد من 84إُف 88من النظاـ الداخلي جمللس األمة ك اػباصة
بإجراءات االنضباط .
29
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
اؼبقدـ إليهم إلصداره ،ك ذلك يف أجل ثالثوف ( )30يوما اؼبوالية إلقراره من قبل الربؼباف ،ك ديكن ؽبى إصدار
القوانُت اؼبالية بأكامر بعد انقضاء مدة 75يوـ من إيداعها لدل الربؼباف دكف اؼبصادقة عليها.
ثانيا:سلطة التنظيم
كىي السلطة اليت تشمل اجملاؿ الذم خيرج عن اختصاص اؼبشرع فيعود لرئيس اعبمهورية ك ؾباؿ تنفيذ
القوانُت الذم يعود لرئيس اغبكومة ،ك قد كاف إقرار الدساتَت ؽبذه السلطة نتيجة للتحوالت العميقة اليت عرفتها
اجملتمعات بداية من هناية اغبرب العاؼبية األكُف ك اليت أهنت عهد احتكار االختصاص التشريعي من طرؼ الربؼباف
باعتباره فبثل اإلرادة العامة ،ك يف اؼبقابل تصاعد تدخل اغبكومة اؼبستمر يف تنظيم العالقات اؼبختلفة خاصة إثر
استخداـ أسلوب ربديد اجملاؿ التشريعي الذم ينشط فيو الربؼباف ،ك قد أدل إدراج التنظيمات إُف جانب القانوف
يف اؽبرـ القانوٓف إُف تقليص دكر السلطة التشريعية ك تعاظم دكر السلطة التنفيذية ،ك أصبحت ىذه األخَتة ذات
اختصاص غَت مقيد تتوُف مهمة التنظيم دبفهومو العاـ ك اؼبتمثل يف تنفيذ القوانُت ك التشريع غَت اؼبخصصة
للربؼباف.1
125من دستور 1996على":ديارس رئيس اعبمهورية السلطة التنظيمية يف اؼبسائل غَت تنص اؼبادة
اؼبخصصة للقانوف ،يندرج تطبيق القوانُت يف اجملاؿ التنظيمي الذم يعود للوزير األكؿ".ك الشيء اؼبستخلص من
ىذا النص أف لرئيس اعبمهورية سلطة تنظيمية كاسعة ك غَت ؿبددة ك مستقلة ،ك قد مت ربديدىا ربديدا سلبيا ،فبا
جعل ؾباؽبا كاسعا يطاؿ كافة اؼبيادين ك اجملاالت باستثناء ما ىو مقرر جملاؿ القانوف ك احملدد دبوجب اؼبادتُت
122ك 123من الدستور،ك ديارس رئيس اعبمهورية السلطة التنظيمية دبوجب التوقيع على مراسيم رئاسية .2
إف االعًتاض على القوانُت حق مكرس دستورا ك قانونا لرئيس اغبكومة ك لرئيس اعبمهورية ،كل يف ؾباؿ
اختصاصو حيث ديارس ىذا اغبق يف مواجهة السلطة التشريعية مواجهة دديقراطية مقيدة جبميع األطراؼ ،خاصة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1سليماف ؿبمد الطماكم" ،النظم السياسية و القانون الدستوري" ،مرجع سابق ،ص .496-495
2ؿبمد الصغَت بعلي "،الوجيز في المنازعات اإلدارية" ،دار العلوـ ،عنابة ،2002،ص .11
30
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
ك أف الغرض منو لفت انتباه أعضاء الربؼباف ال سيما نواب اجمللس الشعيب الوطٍت مرة أخرل إُف قانوف سبق ك أف
صوتوا عليو ،إذ يطلب منهم رئيس اعبمهورية القراءة الثانية للنص قصد إدخاؿ التعديالت الضركرية على بعض
أحكامو،ك اؼبالحظ أف القراءة الثانية بالرغم من طابع التعاكف الذم توحي بو ،إال أهنا يف حقيقتها أداة مراقبة
ككسيلة غَت مباشرة إلقحاـ السلطة التنفيذية يف العمل التشريعي ،ك ىذا يعترب قيدا آخر من قيود السلطة التنفيذية
على السلطة التشريعية ،حبيث يكوف غبق االعًتاض تأثَت كبَت على حرية قرارات اجملالس النيابية ك يعرب عن تعارض
كجهات النظر بُت رئيس اعبمهورية ك الربؼباف ،ك من ناحية أخرل فهو كسيلة جد مهمة لردع األغلبية الربؼبانية يف
حالة ىيمنتها ك توظيف القانوف لصاغبها .1
1996يتبُت لنا أف رئيس اعبمهورية ديكنو فبارسة حق االعًتاض على ك بالرجوع إُف أحكاـ دستور
القوانُت اؼبصادؽ عليها من قبل الربؼباف ،ك ىذا ما نصت عليو اؼبادة 127من الدستور":ديكن رئيس اعبمهورية
أف يطلب إجراء مداكلة ثانية يف قانوف مت التصويت عليو يف غضوف الثالثُت ( )30يوما اؼبوالية لتاريخ إقراره .ك يف
ىذه اغبالة ال يتم إقرار القانوف إال بأغلبية ثلثي ( )2/3أعضاء اجمللس الشعيب الوطٍت".
إف تطبيق مبدأ الفصل بُت السلطات ال يعٍت انعداـ الصلة بُت السلطات ،كإمنا ىناؾ عالقة تأثَت ك تأثر
متبادلة بينها ،حيث سبلك السلطة التشريعية آليات رقابية تستخدمها يف مواجهة السلطة التنفيذية ك دبقتضاىا
رباكؿ إيقاؼ أك اغبد من ىيمنة السلطة التنفيذية ،ك باؼبقابل سبلك ىذه األخَتة آليات دبوجبها تؤثر ك تضغط
على السلطة التشريعية.ىذه العملية كلها من أجل اغبفاظ على التوازف بُت السلطات يف الدكلة ك منع االستبداد
كاالستئثار بالسلطة من قبل جهة معينة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1فتاح شباح " ،تصنيف األنظمة السياسية اللبيرالية على أساس مبدأ الفصل بين السلطات (دراسة حالة النظم السياسي الجزائري)" ،مذكرة
لنيل شهادة اؼباجستَت يف العلوـ السياسية ،جامعة باتنة ،2008-2007ص .175
31
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
تتمثل كسائل الرقابة الربؼبانية على أعماؿ اغبكومة ك اليت تؤدم إُف إعماؿ اؼبسؤكلية السياسية للحكومة يف :
إف النظاـ الدستورم اعبزائرم يعتمد على السلطة التنفيذية ،إذ قبد رئيس اعبمهورية الذم يًتأس ؾبلس
الوزراء ك يف مرتبة أقل منو يأيت الوزير األكؿ الذم يًتأس اجتماع اغبكومة ،فيقدـ ـبطط العمل إُف اجمللس الشعيب
الوطٍت إلجراء مناقشتو ك اؼبوافقة عليو أك رفضو ،حيث يلتزـ الوزير األكؿ بتقدٔف ىذا الربنامج (اؼبخطط) يف أجل
( )45يوما من تعيُت اغبكومة ،عُف اجمللس الشعيب الوطٍت ك الذم يكوف مطالبا بالتصويت عليو يف ظرؼ ( )10
أياـ على األكثر من تاريخ تقدديو يف اعبلسة ،ليقدـ بعدىا ك يف ظرؼ 10أياـ من موافقة الغرفة األكُف عليو
1
،ك األثر القانوٓف لتقدٔف ـبطط عمل اغبكومة قد يكوف عرضا عن ذات اؼبخطط جمللس األمة للموافقة عليو
سلبيا ك بالتاِف تنعقد اؼبسؤكلية السياسية للحكومة ك تستقيل كجوبيا.
حيث تنص اؼبادة 81من دستور ،1996كاؼبعدلة يف 2008على ما يلي ":يقدـ الوزير األكؿ
استقالة اٌفكوـة لرئيس اعبمهورية يف حالة عدـ موافقة اجمللس الشعيب الوطٍت على ـبطط عملو".2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1انظر اؼبواد 48، 47، 46من القانوف العضوم .02-99
2مت تعديل نص اؼبادة 81من دستور 1996دبوجب اؼبادة 8من القانوف رقم . 19-08
32
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
لكي تستطيع اغبكومة أف تستمر يف أداء مهامها ك اؼبتمثلة يف تنفيذ الربنامج الذم كافق عليو اجمللس
الشعيب الوطٍت جيب عليها أف تقدـ بيانا سنويا عن السياسة العامة للحكومة لتبُت ما مت تطبيقو من برناؾبها خالؿ
السنة اؼباضية ك ما ىو يف طور التطبيق ،ك عرض الصعوبات اليت اعًتضتو ك اآلفاؽ اؼبستقبلية ،على أف يتبع ذلك
مناقشة للبياف من قبل النواب سبكنهم من االطالع عليو أكثر ك ربديد موقفهم من سياسة اغبكومة .1
ك ديكن للوزير األكؿ أف يطلب التصديق كاؼبوافقة على بياف السياسة العامة بعد اؼبناقشة ك يتوُف مكتب
اجمللس الشعيب الوطٍت التنظيم ك اإلشراؼ عن اؼبناقشة العامة اليت زبتتم باقًتاح الئحة أك إيداع ملتمس رقابة من
طرؼ النواب .
*الالئحة:
إف اقًتاح الئحة أك عدة لوائح بشأف بياف السياسة العامة اؼبقدـ من طرؼ اغبكومة ىو حق ـبوؿ للنواب
ديكنهم من إبداء رأيهم ،ك مراقبة نشاط اغبكومة دكريا ،2غَت أف اقًتاح الالئحة خيضع لضوابط ك شركط
تتمثل يف:
-أف تقدـ يف أجل اثنُت ك سبعُت ( )72ساعة اؼبوالية الختتاـ اؼبناقشة اػباصة ببياف السياسة العامة.
يعترب التصويت على الالئحة اليت تؤيد اغبكومة دبثابة منح الثقة لصاٌف اغبكومة ،خاصة إذا رأل النواب
أف بياف السياسة العامة الذم قدمتو اغبكومة أكضح مدل تفآف اغبكومة يف ذبسيد برناؾبها الذم كافق عليو
النواب أكؿ مرة ،ك أما إذا مت التصويت على الئحة تدين اغبكومة خاصة إذا كانت ؾبموعة من الربؼبانيُت غَت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1رياض دنش " ،الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة الجزائرية في ظل التعديل الدستوري لسنة ،" 1996ؾبلة اؼبنتدل القانوٓف ،العدد 01
جامعة بسكرة ، 2005ص.120
2سعيد بوالشعَت "،النظام السياسي الجزائري "،مرجع سابق ،ص.395
33
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
راضية على البياف ،ك غَت قادرة على توفَت النصاب اؼبطلوب لنجاح الئحة اللوـ ،فإف ىذا يعترب إنذار للحكومة
بإمكانية عرقلة عملها مستقبال من خالؿ رفض للمصادقة على مشاريع القوانُت اليت تتقدـ هبا أمامهم .1
هبذا اإلجراء اػبطَت الذم بإمكاف إذا كانت السلطة التنفيذية سبلك حق حل اجمللس الشعيب الوطٍت،
رئيس اعبمهورية استعمالو يف أم غبظة للحد من تعسف النواب ،فإف ىؤالء بإمكاهنم حق اقًتاح ملتمس رقابة
ينصب على عمل اغبكومة ،ك إذا سبت اؼبصادقة عليو فإنو يؤدم إُف استقالة اغبكومة ،2ك ىذا ما نصت عليو
اؼبادة 137من الدستور":إذا صادؽ اجمللس الشعيب الوطٍت على ملتمس الرقابة ،يقدـ الوزير األكؿ استقالة
حكومتو إُف رئيس اعبمهورية".
-ال يتدخل أثناء اؼبناقشات اليت تسبق التصويت على ملتمس الرقابة إال مندكب أصحاب ملتمس الرقابة ك نائب
يرغب يف التدخل ضد ملتمس الرقابة أك لتأييده.
-ال يتم التصويت على ملتمس الرقابة إال بعد مركر ثالث ( )03أياـ من تاريخ إيداعو ،3للسماح للحكومة
ك مؤيديها من النواب إجراء االتصاالت الالزمة للدفاع عن سياستها ك إقناع النواب بالوقوؼ عبانبها عند
التصويت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1عمار عباس "،الرقابة البرلمانية على عمل الحكومة في النظام الدستوري الجزائري "،اعبزائر :دار اػبلدكنية للنشر ك التوزيع ،2006،ص.267
34
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
تستقيل اغبكومة أك تباشر مهامها دبجرد مصادقة نواب اجمللس الشعيب الوطٍت على ملتمس الرقابة بعد
التصويت عليو بأغلبية 3/2النواب ،ك عليو فاجمللس الشعيب الوطٍت دينح للحكومة تأشَت الدخوؿ يف العمل
باؼبوافقة على برناؾبها ،ك ىو اؼبخوؿ قانونا دبنع اغبكومة من مواصلة عملها ،ك ذلك بالتصويت اإلجيايب على
ملتمس الرقابة ،ك إقامة اؼبسؤكلية السياسية على اغبكومة .1
إف اؼبمارسة السياسية يف اعبزائر يف ظل التعددية أفرزت أف اغبكومات اؼبتعاقبة ك ما أكثر عددىا َف ذبرأ
على تقدٔف البياف السنوم عن السياسة العامة أماـ الربؼباف ،ك ىو ما جيعل كل اآلليات اؼبتعلقة بو معطلة ،لعدـ
كجود إلزاـ .
تتمثل كسائل الرقابة الربؼبانية على أعماؿ اغبكومة دكف أف يًتتب عنها آثار تؤدم إُف إعماؿ مسؤكلية
اغبكومة فيما يلي :
السػ ػؤاؿ
-1ػ ػ
134من لقد أقر دستور 1996حق طرح األسئلة على أم عضو يف اغبكومة دبوجب نص اؼبادة
الدستور ك اليت تنص على ...":ديكن أعضاء الربؼباف أف يوجهوا أم سؤاؿ شفوم أك كتايب إُف عضو يف
68إُف )75 اغبكومة "....كما أف القانوف العضوم 02-99نظم القواعد اػباصة باألسئلة يف مواد من (
ك أضاؼ النظاـ الداخلي جمللس األمة أحكاما تفصيلية أخرل يف مواده من ( 74اُف .)76بينما َف يتضمن اجمللس
الشعيب الوطٍت إال مادة كاحدة خاصة باألسئلة الشفوية .2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1انظر اؼبادة 61فقرة 3من القانوف العضوم .02-99
2تنص اؼبادة 68من النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت على أنو ":تطبيقا للمادة 71من القانوف العضوم الذم حيدد تنظيم اجمللس الشعيب
الوطٍت ك ؾبلس األمة كعملها ك كذا العالقات الوظيفية بينها ك بُت اغبكومة ،يقدر مكتب اجمللس مدة طرح السؤاؿ الشفوم ك رد عضو اغبكومة عليو
ك تعقيبهما حسب عدد األسئلة ك مواضيعها "
35
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
كما أف أحكاـ اؼبادة 05من القانوف اؼبتعلق بعضو الربؼباف ،1تنص على أنو من مهاـ عضو الربؼباف
فبارسة الرقابة ك التشريع ك سبثيل الشعب ك التعبَت عن انشغاالتو .ك يتضح من خالؿ النظاـ القانوٓف لألسئلة
الشفوية ك الكتابية أف فبارسة حق الرقابة بواسطتها لو شقُت ،فاألكؿ يتمثل يف حق عضو الربؼباف توجيو أم سؤاؿ
إُف أم عضو يف اغبكومة ،أما الشق الثآف ىو إمكانية إجراء مناقشة عبواب عضو اغبكومة إذا اعترب اعبواب
الشفوم أك الكتايب غَت مقنع ك يستدعي تفاصيل أكثر ،2ك قد حددت أحكاـ القانوف العضوم الذم حيدد
تنظيم اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة كعملهما ككذا العالقات الوظيفية بينهما ك بُت اغبكومة كيفية
استعماؿ ىذه الوسيلة .3
-2االستجواب
1996على ىذه اآللية أك الوسيلة يف ؼبادة 133اليت تنص على ما يلي" :ديكن أعضاء نص دستور
عاما ال يضع أم قيود ك اكتفى بذكر
الربؼباف استجواب اغبكومة يف إحدل قضايا الساعة" ،فنص ىذه اؼبادة جاء ّد
أطراؼ االستجواب اؼبتمثلُت يف أعضاء الغرفتُت كاعبهة اليت يوجو إليها االستجواب ىي اغبكومة ،ك بالرجوع إُف
القانوف العضوم 02-99قبده حدد الشركط ك الضوابط اؼبنظمة الستعماؿ ىذه اآللية حيث أكدت اؼبادة 65
الفقرة 2على ما جاء يف الدستور فقد نصت على أنو ":يبلغ رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت أك رئيس األمة نص
االستجواب الذم يوقعو حسب اغبالة على األقل ثالثوف ( )30نائبا أك ثالثوف ( )30عضوا يف ؾبلس األمة إُف
رئيس اغبكومة خالؿ الثمآف ك األربعُت ( )48ساعة اؼبوالية إليداعو".
73من النظاـ الداخلي جمللس األمة حددت أما عن اعبهة اليت يدعوا إليها االستجواب فنجد اؼبادة
مكتب ؾبلس األمة كجهة كحيدة اليت يودع لديها االستجواب "يودع نص االستجواب لدل مكتب ؾبلس األمة
ك يوزع على األعضاء ك يعلق دبقر اجمللس".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للجمهورية اعبزائرية عدد09الصادرة بتاريخ 2001/01/31اؼبتعلق بعضو الربؼباف (اعبريدة الرظبية 1القانوف رقم 01-01اؼبؤرخ يف
.)2001/02/04
2انظر اؼبادة 134فقرة 3من دستور .1996
3انظر اؼبواد من 68إُف 75من القانوف العضوم .02-99
36
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
ك يبقى االستجواب يف النظاـ السياسي اعبزائرم ال يؤدم إُف اؼبسؤكلية الفردية ك ال اعبماعية ك دكف
فعالية نتيجة استناد اغبكومة إُف أغلبية برؼبانية ربوؿ دكف ظهور أم معارضة ؽبا ك بالتاِف حىت ك إف مت ربط إثارة
اؼبسؤكلية السياسية للحكومة بنجاح االستجواب فأف األغلبية اؼبؤيدة للحكومة ال تسمح بازباذ قرار يعكس إرادة
اغبكومة .1
161من دستور 1996على أنو " :ديكن لكل غرفة من الربؼباف يف إطار اختصاصاهتا أف تنص اؼبادة
تنشئ يف أم كقت عباف ربقيق يف قضايا ذات مصلحة عامة " ىذا يعٍت أنو يف حالة عدـ اقتناع أعضاء إحدل
الغرفتُت بالتوضيحات ك البيانات اؼبقدمة من قبل السلطة التنفيذية ك أرادت الوقوؼ على اغبقيقة اؼبيدانية فلها أف
،2ك الغرض من تنشئ عباف ربقيق خاصة هبا كوسيلة للكشف عن الفساد يف بعض القطاعات أك اإلدارات
تشكيل عباف ربقيق ىو تقصي اغبقائق ك إبالغ الربؼباف حبقيقة ما توصلت إليو عن طريق صبع األدلة ك القرائن
كشهادات األطراؼ الذين ديكن أف تستمع إليهم ،كما تبدم رأيها يف التقرير الذم ترفعو للمجلس .3
تكتسي اؼبيزانية العامة للدكلة طابع قانوف اؼبالية من الناحية الشكلية بعد مناقشتها ك التصويت عليها
ك إقرارىا من طرؼ الربؼباف ،ك رغم أمهيتو إال أّف دكر الربؼباف فيو يبقى ضعيفا حىت بعد مرحلة اإلعداد ك يرجع
ذلك إُف:
اإلجراءات اؼبتخذة على مستول -دراسة مشركع قانوف اؼبالية مت برعاية اغبكومة اليت تتواجد يف كل
الربؼباف ،حيث تبدأ بإيداع اؼبشركع لدل مكتب اجمللس الشعيب الوطٍت الذم حييلو على عبنة اؼبالية ك اؼبيزانية اليت
ربدد يف أكؿ اجتماع ؽبا جدكؿ أعماؽبا ك منهجية الدراسة ك االستماع ،ك تتوج أعماؽبا بتقدٔف تقرير إُف اجمللس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1رياض دنش ،مرجع سابق ،ص .126، 125
2
عمار عباس ،مرجع سابق ،ص.105
3عن كيفية تشكيل ك عمل عباف التحقيق راجع اؼبواد من 76إُف 86من القانوف العضوم .02-99
37
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
الشعيب الوطٍت من طرؼ مقرر اللجنة لتبدأ بعدىا جلسات اجمللس الشعيب الوطٍت ،ك تنطلق األشغاؿ عادة بعرض
كزير اؼبالية ؼبشركع قانوف اؼبالية ،مث تتدخل عبنة اؼبالية ك اؼبيزانية لتقدٔف تقريرىا لتبدأ تدخالت النواب حوؿ اؼبشركع
ك التعديالت اؼبقًتحة عليو إف كجدت ليأيت رد كزير اؼبالية عليها .1
ك يف حالة عدـ اؼبصادقة على مشركع قانوف اؼبالية من طرؼ الربؼباف يف األجل احملدد فإف رئيس
اعبمهورية يصدر مشركع قانوف اؼبالية بأمر لو قوة قانوف اؼبالية .2
إف الغاية من الرقابة على تنفيذ اؼبيزانية ىي التأكد من احًتاـ اإلجازة اليت منحها الربؼباف للحكومة يف
جباية اإليرادات ك صرؼ النفقات ،ك تتحقق ىذه الرقابة بإلزاـ اغبكومة بعد إقفاؿ السنة اؼبالية ك بعد التنفيذ
الفعلي النهائي لكل عمليات اؼبالية ( نفقات ك إيرادات) بتقدٔف حساب ختامي للسلطة التشريعية تبُت فيو ما مت
ربصيلو فعال من إيرادات ك ما مت صرفو من نفقات ،ك مدل مطابقة ذلك يف اؼبيزانية العامة ،حيث تنص اؼبادة
160من الدستور على ":تقدـ اغبكومة لكل غرفة من الربؼباف عرضا عن استعماؿ االعتمادات اؼبالية اليت أقرهتا
لكل سنة مالية ،زبتتم السنة اؼبالية فيما خيص الربؼباف بالتصويت على قانوف يتضمن تسوية ميزانية السنة اؼبالية
اؼبعنية من قبل كل غرفة من الربؼباف" .فاغبكومة ملزمة بتقدٔف عرض سنوم عن استعماؽبا لالعتمادات اؼبالية اليت
أقرىا الربؼباف لكل سنة مالية ،ك لكن ىذه السلطة األساسية ك الرقابية ال ديارسها الربؼباف بسبب امتناع السلطة
التنفيذية عن تقدٔف تقرير سنوم عن كيفية استعماؽبا للموارد اؼبالية اؼبوفرة عن طريق قانوف اؼبالية ،إُف جانب عدـ
النص على اآلثار ك اعبزاءات اليت ذبرب اغبكومة ك ربميلها كل اؼبسؤكلية يف اغبفاظ على اؼباؿ العاـ .3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1عقيلة خرباشي "،العالقة الوظيفية بين الحكومة و البرلمان" ،دار اػبلدكنية للنشر ك التوزيع ،اعبزائر ، 2007،ص .162-161
2انظر اؼبادة 44من القانوف العضوم .02-99
3عقيلة خرباشي ،مرجع سابق ،ص .168
38
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
يف مقابل امتالؾ السلطة التشريعية لوسائل ك آليات للتأثَت على السلطة التنفيذية ربوز ىذه األخَتة
أدكات للتأثَت على السلطة التشريعية يف إطار الرقابة اؼبتبادلة بُت السلطتُت ضماف لتحقيق التوازف بينهما ك منع
كل سلطة من التعدم على األخرل .
1996من غرفتُت مها اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة يتكوف الربؼباف يف اعبزائر يف ظل دستور
ك ىذا األخَت خيضع يف تشكيل أعضائو إُف مبدأ االنتخاب ك التعيُت حيث يتمتع رئيس اعبمهورية بسلطة تعيُت
ثلث أعضائو من بُت الكفاءات الوطنية ،حيث تنص اؼبادة 101فقرة 3من الدستور على ما يلي":يعُت رئيس
اعبمهورية الثلث اآلخر من أعضاء ؾبلس األمة من بُت الشخصيات ك الكفاءات الوطنية يف اجملاالت العلمية
ك الثقافية ك اؼبهنية ك االقتصادية ك االجتماعية "كما جيدد نصف أعضاء ؾبلس األمة أثناء مدة العضوية األكُف.1
يكوف ذلك من خالؿ ربديد جدكؿ األعماؿ ك دعوة الربؼباف لإلنعقاد يف دكرات غَت عادية .
-1ربديد جدكؿ أعماؿ الربؼباف :تنص اؼبادة 98من دستور 1996على ":ديارس السلطة التشريعية
برؼباف يتكوف من غرفتُت ك مها اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة ،ك لو السيادة يف إعداد القانوف ك التصويت
عليو"من خالؿ استقراء ىذه اؼبادة يتبُت لنا أف الربؼباف لو كامل اغبرية ك السيادة يف مباشرة أعمالو ،ىذا ال يعٍت
أف لو اغبرية اؼبطلقة حيث تلعب اغبكومة دكرا فعاال من خالؿ ضبط جدكؿ األعماؿ ك ربديد اؼبواضيع اليت تكوف
ؿبل دراسة ك مناقشة ك تصويت ،سواء كاف ذلك على مستول الغرفة األكُف أك على مستول الغرفة الثانية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1انظر اؼبادة 181من دستور . 1996
39
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
فاغبكومة طرؼ فاعل يف العملية ك تتمتع حبق األكلوية يف ترتيب جدكؿ أعماؿ الدكرة ،األمر الذم جيعل الربؼباف
يف موقف ضعيف.1
إذا كاف اجتماع الربؼباف يف دكرات عادية ؿبدد -2دعوة الربؼباف لالنعقاد يف دكرات غَت عادية :
بنصوص الدستور ك كذلك القانوف العضوم اؼبتعلق بتنظيم اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة ك عملهما ك
،2فإف اجتماعو يف دكرة غَت عادية يكوف رىينة إرادة رئيس كذا العالقات الوظيفية بينهما ك بُت اغبكومة
اعبمهورية كما ديكن ؿلوزير األكؿ أف يقدـ طلبا إُف رئيس اعبمهورية مفاده طلب استدعاء الربؼباف لالنعقاد لدكرة
غَت عادية ،ك يكوف اجتماع الربؼباف يف ىذه الدكرة دبوجب مرسوـ رئاسي . 3
إف حل الربؼباف يصيب الغرفة األكُف فيبعد فبثلي الشعب عن مراقبة السلطة التنفيذية ك مشاركتها يف كضع
السياسة العامة للدكلة لذلك فإف اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم أحاط ىذه التقنية بشركط ؼبنع تعسف رئيس الدكلة
يف اللجوء إليها ،4ك يف ىذا الصدد فإف اؼبادة 129من دستور 1996كاؼبعدلة يف ، 2008قد نصت على
أنو ":ديكن لرئيس اعبمهورية أف يقرر حل اجمللس الشعيب الوطٍت ،أك إجراء انتخابات تشريعية قبل أكاهنا "ك اغبل
يف ىذه اغبالة يكوف باإلرادة اؼبنفردة لرئيس اعبمهورية ،كما قد يكوف تلقائيا ك ىذا يف حالة عدـ موافقة اجمللس
،ك َف حيصل الشعيب الوطٍت على ـبطط عمل الوزير األكؿ ك استقالة ىذه األخَتة ،مث تعيُت حكومة جديدة
برناؾبها ىي األخرل على موافقة ؾبلس الشعيب الوطٍت فإف ىذا األخَت ينحل كجوبا ك ىذا عمال باؼبادة 82فقرة1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ضبيد ؿبديد "،التشريع باألوامر في دستور 1996و تأثيره على استقاللية البرلمان" ،الطبعة األكُف ،مطبعة الفنوف البيانية ،اعبزائر 2008،
ص.279
2انظر اؼبادة 118فقرة 1من دستور ، 1996ك اؼبعدلة يف 2008دبوجب اؼبادة 13من القانوف رقم .19-08
انظر كذلك اؼبادة 5من القانوف العضوم . 02-99
3تنص اؼبادة 4فقرة 3من القانوف العضوم 02-99على مايلي ":حيدد اؼبرسوـ الرئاسي اؼبتضمن دعوة الربؼباف لعقد دكرة غَت عادية ،جدكؿ
أعماؿ الدكرة".
4تتمثل شركط حل اجمللس الشعيب الوطٍت اؼبنصوص عليها دستوريا يف استشارة كل من رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت ك رئيس ؾبلس األمة ك كذا
الوزير األكؿ .
40
مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996 الفصل األول
،ك مثل من الدستور اليت تنص على أنو ":إذا َف ربصل من جديد موافقة اجمللس الشعيب الوطٍت ينحل كجوبا "
ىذا جيعل النواب ديتنعوف عن نزع الثقة من اغبكومة خوفا من ازباذ قرار اغبل ضدىم ك الذم يعترب سالح ديتلكو
رئيس اعبمهورية للضغط على الربؼباف كما أشرنا إليو سابقا .
41
منتتنتنتتنتا
الفصل الثاني
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
َف يكتف اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم بإشراؾ السلطة التنفيذية يف فبارسة الوظيفة التشريعية مع الربؼباف
جنبا إُف جنب ك ىذا بدء من اؼببادرة إُف غاية إصدار النص التشريعي ،بل مكنها من أف تشرع يف اجملاؿ اػباص
بالربؼباف بصفة منفردة ،دبعٌت أف القاعدة اليت تقضي بأف مهمة الربؼباف ىي سن القواعد العامة ك اجملردة ك اؼبعربة
عن اإلرادة الشعبية ،ك أف مهمة تنفيذ ىذه القواعد ترجع إُف السلطة التنفيذيةَ ،ف تعد تتماشى ك التحوؿ
السياسي الذم شهدتو األنظمة السياسية ،كما أف قاعدة ربليل اجملاؿ القانوٓف ك إطالؽ العناف للمجاؿ التنظيمي
َف تواجو كل الصعاب.
كما قد حيدث يف بعض مراحل اغبياة الدستورية كحاالت غياب اؼبؤسسة التشريعية غيابا عاديا ،نظرا
ألف الربؼباف ال ينعقد بصفة دائمة ،كما قد حيل الربؼباف ك جيمد نشاطو ،ك يف كلتا اغبالتُت قد تستدعي الظركؼ
تنظيم بعض اؼبسائل يف اجملاؿ العائد دستوريا للربؼباف ،كما قد تكوف موجودة ك منعقدة لكن التشريعات ال تكفي
ؼبواجهة الظركؼ ك األكضاع االستثنائية.
فاؼبؤسس الدستورم اعبزائرم يف مثل ىذه اغباالت أسند كظيفة التشريع إُف السلطة التنفيذية أساسا
رئيس اعبمهورية ك ىذا باستعماؿ آلية دستورية تسمى األكامر ىذا من جهة ،كمن جهة أخرل فقد مكن اؼبؤسس
الدستورم السلطة التنفيذية ك أساسا رئيس اعبمهورية بأف يشرع مباشرة دكف النظر إُف اغباالت السابقة دبعٌت أنو
يستطلع رأم الشعب يف مواضيع ىامة يرل فيها ضركرة الرجوع إُف مبدأ السيادة الشعبية ،ك قد يتعلق األمر باجملاؿ
التشريعي دبوجب آلية االستفتاء ،كبالتاِف نالحظ تدخل رئيس اعبمهورية يف اختصاصات السلطة التشريعية ك إف
كاف ىذا ال يتعارض مع تطبيق مبدأ الفصل بُت السلطات يف حد ذاتو إال أنو يف غياب قوة عكسية ديتلكها
الربؼباف يف مواجهة السلطة التنفيذية إُف اختالؿ بُت السلطتُت.
ك عن العالقة بُت السلطة القضائية ك السلطة التنفيذية فهي غَت متكافئة ،حيث تذىب إُف ىيمنة رئيس
اعبمهورية على اؼبؤسسة القضائية من خالؿ تدخلو يف تعيُت أفرادىا ك الدكر الفعاؿ الذم يلعبو يف سَت مرفق
43
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
1996على استقاللية السلطة القضائية العدالة من خالؿ اجمللس األعلى للقضاء ،بالرغم من إقرار دستور
ك ىذا يف غياب كسائل فعالة سبلكها ىذه األخَتة من أجل تقييد سلطة رئيس اعبمهورية.
يقوـ مبدأ الفصل بُت السلطات يف جوىره على نظاـ التوازف بُت السلطتُت التشريعية ك التنفيذية ،ك ذلك
بتزكيد كل سلطة بوسائل للتأثَت على السلطة األخرل لضماف التوازف ك منع االعتداء من جانب السلطتُت ،أما ما
يالحظ يف النظاـ الدستورم اعبزائرم ،ك من خالؿ دراستنا لتنظيم السلطات العامة يف دستور 1996ك طبيعة
العالقة بينها ك كذا االختصاصات اؼبخولة لكل سلطة يتجلى لنا تفوؽ رئيس اعبمهورية على الربؼباف يف ؾباؿ
التشريع سواء يف الظركؼ العادية أك الظركؼ االستثنائية،ك ذلك المتالكو كسائل ضغط فعالة على الربؼباف.
مكن اؼبؤسس الدستورم لرئيس اعبمهورية حق فبارسة االختصاص التشريعي بشكل مباشر عن طريق
التشريع باألكامر ،ك ىي تنطوم على قدر كبَت من اػبطورة على اغبياة التشريعية للربؼباف ألهنا تؤسس قاعدة قانونية
قوية النفراد رئيس اعبمهورية بالقانوف لغياب ضوابط حقيقية ربد من استعماؽبا ،كما ديكن لرئيس اعبمهورية أف
جيد ؾباال تشريعيا من خاللو يشرع عن طريق اؼبراسيم الرئاسية كأداة للتعبَت عن التشريع اغبكومي.
األصل أف اؼبواد التشريعية احملجوزة للربؼباف ال ديكن التنازؿ عنها أك تفويضها لسلطة أخرل ك لكن
استمرارية النشاط التشريعي بصفة منتظمة ديثل أمرا مستحيال ،إما بسبب غيبة الربؼباف أك بسبب اغبالة االستثنائية
ك لتفادم ىذا العطل أمكن رئيس اعبمهورية من مد مشاركتو التشريعية بصفة منافسة للتشريع الربؼبآف عن طريق
األكامر التشريعية ،لكن فبارسة ىذا االختصاص خيضع لشركط ،حيث عبأ اؼبؤسس الدستورم إُف إحاطة حق
استعماؿ األكامر اؼبخوؿ لرئيس اعبمهورية جبملة من القيود ك الشركط كرد البعض منها صراحة ضمن فحول اؼبادة
124من الدستور أما البعض اآلخر فقد مت استيفائو بصورة ضمنية ،كما ديكن لرئيس التشريع يف اجملاؿ اؼباِف كفقا
44
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
للمادة 120من الدستور بأمر رئاسي عند اكتماؿ اآلجاؿ احملددة قانونا لعدـ اؼبصادقة على قانوف اؼبالية من قبل
اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة.
خيضع التشريع دبوجب األكامر كفق اؼبادة 124لشركط صرحية ك أخرل ضمنية.
-1الشركط الصرحية :حددت اؼبادة 124من الدستور ثالثة شركط للتشريع باألكامر تتعلق باإلطار الزمٍت
اؼبسموح خاللو لرئيس اعبمهورية بالتشريع عن طريق األكامر ،ك الشرط الثآف يتعلق بوجوب عرض األكامر اؼبتخذة
على الربؼباف للموافقة عليها ،أما الشرط الثالث يتعلق بضركرة ازباذىا يف ؾبلس الوزراء.
124من دستور 1996ىذا الشرط بطريقة صرحية ك حصرتو يف حالتُت ،فلكي لقد حددت اؼبادة
يتمكن رئيس اعبمهورية من التدخل يف اجملاؿ اؼبخصص للسلطة التشريعية البد أف يكوف اجمللس الشعيب الوطٍت
شاغرا ،أك أف يتم بُت دكريت انعقاد الربؼباف .1إف اؼبادة ال تثَت إشكاال فيما يتعلق حبالة شغور اجمللس الشعيب الوطٍت
ك إمنا اإلشكاؿ يتعلق بعبارة بُت دكريت انعقاد الربؼباف ،فهل مدة تأجيل انعقاد الربؼباف تعترب حالة من حاالت بُت
دكريت الربؼباف؟
إف الرأم الراجح يف الفقو يذىب إُف اعتبار أف فًتة تأجيل انعقاد الربؼباف ال تعد كاقعة بُت أدكار االنعقاد
ك من مث ال جيوز لرئيس اعبمهورية أف يتدخل يف اجملاؿ اؼبخصص للسلطة التشريعية ،ك تفسَت ذلك أف ىذه الفًتة
تقطع دكر انعقاد الربؼباف ك حينما يعود إُف االنعقاد من جديد فإنو سيستكمل الدكرة نفسها اليت قطعت ك ال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1قد يكوف سبب شغور اجمللس الشعيب الوطٍت ك اكباللو كجوبا نظرا لعدـ موافقتو على ـبطط عمل اغبكومة للمرة الثانية بعد استقالة اغبكومة األكُف
اليت رفض ـبطط عملها(انظر اؼبادتُت 82، 80من دستور ،)1996كما قد يكوف بسبب شغور اجمللس الشعيب الوطٍت بسبب استعماؿ رئيس
اعبمهورية غبقو اؼبتعلق حبل ؾبلس الشعيب الوطٍت أك إجراء انتخابات تشريعية مسبقة (انظر اؼبادة 129من دستور .)1996
45
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
يعترب يف حالة انعقاد جديد بل يطيل دكرتو مدة مساكية ؼبدة التأجيل ،1ك هبذا يظهر باف األكامر سبثل تشريعات
استثنائية من حيث احملتول اؼبوضوعي ،لكنها غَت دائمة لتحديد ك تقييد امتدادىا الزمٍت.
ب -الشرط اؼبتعلق بعرض األكامر على الربؼباف يف أكؿ دكرة لو:
نالحظ أف اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم قد حاكؿ إحداث التوفيق بُت االختصاصُت اؼبتوازيُت للسلطتُت
التنفيذية ك التشريعية ،فمن جهة نالحظ بأف رئيس اعبمهورية أثناء غيبة الربؼباف ديلك سلطة تقديرية كاسعة يف سن
ما يراه مالئما من التشريعات دبقتضى األكامر يف غياب أدْف القيود اؼبوضوعية اليت من شػأهنا عرقلة فبارسة ىذا
االختصاص ،لكن ىذا القوؿ على إطالقو قد يدؿ على فتح اجملاؿ أماـ الرئيس لالعتداء على االختصاص
التشريعي اؼبخوؿ للربؼباف بشكل مستقل ك ذلك ما يتناقض مع أحكاـ الدستور ،ك ؽبذا فحىت ك إف أقررنا مسبقا
بأف استعماؿ ىذه األكامر كتقنية تربرىا الضركرات العملية فذلك ال يعٍت إخراج ىذه األعماؿ من طائلة الرقابة
الربؼبانية الالحقة ك ؽبذا يتعُت عرض ىذه األكامر على موافقة الربؼباف يف أكؿ دكرة لو ،ىكذا نستشف بأف الربؼباف
يسيطر على اختصاصاتو التشريعية بصفة مستمرة فهو ديارس االختصاصات بكامل السيادة أثناء انعقاد دكراتو
السنوية دكف أية مشاركة من السلطة التنفيذية ،ك حىت خارج ىذه الفًتات فإنو يبقى ؿبتفظا ك مسيطرا على
االختصاص على األقل من الناحية الشكلية ،فإف َف يشارؾ يف إعداد ىذه النصوص فإنو ديلك إجراءا جوىريا
متعلق باؼبوافقة عليها ،2كما دينع أم إمهاؿ أك تقصَت من جانب رئيس اعبمهورية يف عرض ما أصدره من أكامر
على اللجنة اليت سبلك أصال حق التشريع .3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1مراد بدراف" ،االختصاص التشريعي لرئيس الجمهورية بمقتضى المادة 124من الدستور"النظام القانوني لألوامر " ؾبلة اإلدارة ،اجمللد 20
العدد ،2000 ،02ص .15
2
Ben Abbou- Khirane Fatiha, "Droit Parlementaire Algérien", Tome 1, OPU, 2009,
P208-209.
3مراد بدراف ،اؼبرجع السابق ،ص .16
46
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
02-99نص على عرض نص األمر ك ذبدر اإلشارة أف اؼبشرع اعبزائرم يف ظل القانوف العضوم
بكاملو للتصويت ك اؼبصادقة عليو دكف مناقشة ك تعديل ،1أما فيما يتعلق باألغلبية اؼبشًتكة يف الربؼباف للموافقة
على األمر ،فيخضع يف ظل دستور 1996لنوع اجملاؿ التشريعي الذم تدخل فيو رئيس اعبمهورية بأكامر ،فإذا
كاف موضوع األمر من ضمن اجملاالت اؼبنصوص عليها يف اؼبادة 122أم ؾباؿ القانوف العادم ،فيتم التصويت
عليو باألغلبية البسيطة بالنسبة للمجلس الشعيب الوطٍت ،ك أغلبية 3/4أعضاء ؾبلس األمة ،أما إذا كاف موضوع
3/4 األمر يدخل يف أحكاـ اؼبادة 123أم ؾباؿ القانوف العضوم فشرط األغلبية اؼبطلقة للنواب ك أغلبية
أعضاء ؾبلس األمة.
-2الشركط الضمنية:ىذه الشركط َف تعرب عنها صراحة النصوص الدستورية ،بل عربت عنها ضمنيا ك ىي توفر
حالة الضركرة ،فالتشريع بواسطة األكامر إجراء استثنائي ،باعتبار الوظيفة التشريعية تعود للربؼباف صاحب
االختصاص األصيل ،ذلك أنو قد ربدث يف الدكلة ضركرة ملحة تستدعي إصدار تشريعات ك يكوف الربؼباف يف
عطلة أم بُت دكريت الربؼباف الشيء الذم يستدعي التدخل السلطة التنفيذية إلصدار ىذه التشريعات.
ك فكرة الضركرة تقضي بأف التشريعات القائمة َف تتمكن من مواجهة األكضاع غَت الطبيعية اليت ظهرت
فالضركرة تتطلب كجود تنظيم يف موضوع معُت يندرج يف اجملاؿ التشريعي للربؼباف بسبب تعذر اجتماعو .
فالتشريع ىنا استثنائي ك تقدير حالة الضركرة مًتكؾ للسلطة التنفيذية ذاهتا ،كما أف ىذه األخَتة مقيدة
برقابة برؼبانية تتمثل يف مصادقة الربؼباف على األكامر فهذا األخَت لو اغبق يف رفضها على أف يكوف ىذا الرفض
مبنيا على عدـ توفر شرط الضركرة.
أف التكييف القانوٓف ؼبراسيم الضركرة أك األكامر اليت تتخذىا السلطة التنفيذية لو أمهية بالغة ،فعلى أساسو
يتم ربديد اآلثار القانونية اؼبًتتبة على تلك اؼبراسيم ك األكامر ك السيما من حيث الرقابة عليها ،ك معرفة ما إذا
كانت قرارات إدارية زبضع لرقابة القضاء اإلدارم ،أك ذات طبيعة تشريعية زبضع لرقابة اجمللس الدستورم .2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1انظر اؼبادة 38من القانوف العضوم .02-99
2عمار عوابدم "،نظرية القرارات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة و القانون اإلداري" ،الطبعة الثانية ،دار ىومة ،اعبزائر ،1999 ،ص .148
47
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
أف اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم رغم أنو ظبح للسلطة التنفيذية بواسطة تقنية األكامر بأف تشرع يف ؾباؿ
يعود فيو االختصاص أصال للسلطة التشريعية ،إال أنو َف يبُت موقفو ذباه الطبيعة القانونية لألكامر ،فهل مصادقة
الربؼباف تعترب شهادة ميالد لتلك األكامر لتصبح قوانُت؟
فقبل موافقة الربؼباف على األكامر أصبع الفقو على أف ىذه األخَتة بالرغم من أهنا تستطيع التعديل ك إلغاء
التشريعات أك تشرع فيها ابتداء ،إال أهنا ذات طبيعة إدارية ك ىذا عمال باؼبعيار العضوم يف التمييز بُت القرارات
اإلدارية ك األعماؿ التشريعية حيث جيوز الطعن فيها أماـ القضاء اإلدارم .1
أما يف اغبالة الثانية أم بعد عرض األكامر على الربؼباف أك موافقتها عليها ،فقد ذىب بعض الفقهاء إُف
القوؿ بأف األكامر تبقى ؿبتفظة بطبيعتها اإلدارية حىت يف حالة اؼبصادقة عليها ك ىذا حبجة أف الربؼباف ال يؤثر على
الطبيعة اإلدارية لتلك األكامر ،ألف مصادقة الربؼباف عليها ما ىو إال عمل رقايب ديارس بو كظيفتو السياسية بالرقابة
على أعماؿ السلطة التنفيذية ك ال يضفي بو صفة القانوف .2
إال أف ىذا الرأم مردكد عليو ،فموافقة الربؼباف ال ديكن أف نعتربىا تأييدا سياسيا ألف اجملاؿ الذم تدخلت
فيو السلطة التنفيذية ليس ؾباال ـبصصا ؽبا ،فالتأييد السياسي يكوف إذا تدخلت السلطة السياسية يف ؾباؿ
ـبصص ؽبا ،فهنا نتكلم عن التأييد سواء من السلطة التشريعية أك من جهة أخرل أم موافقة أك مشاطرة فهنا
ال تتغَت طبيعة العمل إذ يظل عمال إداريا ك بالتاِف جيوز الطعن فيو قضائيا ،ك ىذا فبا يًتتب علية اغبفاظ على
حقوؽ ك حريات األفراد ،خاصة ك إف كانت اؼبراسيم ك األكامر ؽبا صلة مباشرة حبقوؽ ك حريات اإلنساف .3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1أضبد ؿبيو" ،محاضرات في المؤسسات اإلدارية" ،ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،اعبزائر ،1979 ،ص .529
2سامي صباؿ الدين" ،تدرج القواعد القانونية و مبادئ الشريعة اإلسالمية" ،منشأة اؼبعارؼ ،االسكندرية ،مصر ،1986 ،ص .76
3مراد بدراف ،مرجع سابق ،ص .22
48
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
لذلك فإف غالبية الفقو يرل أف مصادقة الربؼباف على األكامر يكسبها الطبيعة القانونية التشريعية فتحوز
قيمة ك قوة القانوف.1
من مهاـ الربؼباف فبارسة كظيفة الرقابة على أعماؿ السلطة التنفيذية ك يتجلى ذلك يف كيفية ربصيل
األمواؿ ك صرفها عن طريق إقرار اؼبيزانية ك ىي سلطة تستمد كجودىا من قاعدة ال ضريبة بدكف سبثيل ،غَت أف
ىذه القاعدة اذبهت كبو الزكاؿ أين قُيدت سلطة الربؼباف بشكل كبَت ،فبا جيعلها تقوـ بدكر ثانوم يف إعداد
قانوف اؼبالية ك اؼبصادقة عليو ك ذلك من خالؿ الشركط الواردة يف الدستور ك القوانُت اؼبطبقة ؽبذه األحكاـ ك اليت
ربدد إجراءات سَت العملية يف اجملاؿ اؼباِف ،ك بالرجوع للمادة 120فقرة 7ك 8من دستور 1996يتضح لنا
أمهية القيود اليت كضعها اؼبؤسس الدستورم يف مواجهة الربؼباف ك منعو من تشكيل رقابة حقيقية على السلطة
التنفيذية.كما أهنا أضفت طابعا خاصا على اإلجراءات اؼبتبعة يف ؾباؿ قانوف اؼبالية باؼبقارنة مع القوانُت األخرل
ك ذلك ألمهيتو البالغة حيث كضعت أحكاـ استعجاليو زبص إصدار قانوف مالية من قبل رئيس اعبمهورية يف حالة
عدـ إصدار الربؼباف يف الوقت احملدد 2فبا يًتتب عنو تقييد سلطة الربؼباف يف اجملاؿ اؼباِف.
120فقرة ( 7ك ) 8بانتهاء مدة 75يوـ اؼبمنوحة للربؼباف تتعلق الشركط اػباصة بتطبيق أحكاـ اؼبادة
من أجل مناقشة مشركع قانوف اؼبالية حيث يرتب على انتهاء ىذا األجل إصدار قانوف اؼبالية دبوجب أمر رئاسي
بصفة آلية ،ك قد حدد القانوف العضوم 02-99الشركط اػباصة بإعماؿ ىذه اآللية.3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
G.BURDEAU et autres, " Droit constitutionnel", 23eme édition , L.G.D.J, Paris, 1993,
P 23.
2تنص الفقرة 7ك 8من اؼبادة 120من دستور 1996على أنو ":يصادؽ الربؼباف على قانوف اؼبالية يف مدة أقصاىا 75يوما من تاريخ إيداعو طبقا
للفًتات السابقة.ك يف حالة عدـ اؼبصادقة عليو يف األجل احملدد سابقا يصدر رئيس اعبمهورية مشركع اغبكومة بأمر".
3أنظر اؼبادة 44من القانوف .02-99
49
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
07من اؼبادة 120أجال أقصاه ( )75يوما من أجل إصدار الربؼباف ك يف ىذا السياؽ ،حددت الفقرة
لقانوف اؼبالية ،يبدأ من يوـ كضع مشركع قانوف اؼبالية طبقا لنص اؼبادة 21من القانوف العضوم.ك ىذا توافقا مع
نص اؼبادة 119من الدستور اليت تنص على "تعرض مشاريع القوانُت على ؾبلس الوزراء بعد األخذ برأم ؾبلس
الدكلة ،مث يودعها رئيس اغبكومة مكتب اجمللس الشعيب الوطٍت".ك بالتاِف فإف كضع القانوف الذم يعتد بو ىو
ذلك الذم يتم أماـ مكتب اجمللس الشعيب الوطٍت.كما ديكن مالحظتو أف ىذه اؼبدة ليست قابلة للتأجيل
أك التمديد ربت أم سبب كاف ،ك ىو ما يبُت أف اؼبؤسس الدستورم َف يأخذ بعُت االعتبار بعض العوامل اليت
تؤثر على سَت ىذه العملية ،خاصة عند دراسة بعض الشركط الواردة يف القانوف العضوم 02-99اػباصة بسَت
العمل التشريعي.
7ك 8من اؼبادة 120تنص على استعجالية قانوف اؼبالية ،إال أهنا َف تتضمن فإذا كانت الفقرة
ما يُوجب على اغبكومة بتقدديو ضمن النصوص اؼبستعجلة خاصة إذا علمنا أف ترتيب جدكؿ األعماؿ خيضع
لًتتيب األكلوية الذم تقدمو اغبكومة .1ك من حق ىذه األخَتة أف تلح على استعجالية مشركع القانوف حسب
نص اؼبادة 17من القانوف العضوم 02-99اليت تنص على ما يلي":ديكن اغبكومة حُت إيداع مشركع قانوف
أف تلح على استعجاليتو ،عندما يصرح باستعجاؿ مشركع قانوف يودع خالؿ الدكرة يدرج ىذا اؼبشركع يف جدكؿ
أعماؿ الدكرة اعبارية" ،لكن من خالؿ تفحص األحكاـ القانونية يتبُت أنو ال يوجد ما جيرب اغبكومة على اإلغباح
على استعجالية قانوف اؼبالية ،ك ىو ما جيرد الربؼباف من حقو يف مناقشة ىذا القانوف ،كما أف الفقرة األخَتة من
اؼبادة 44من القانوف لعضوم 02-99تبُت بوضوح أف إصدار قانوف اؼبالية من قبل رئيس اعبمهورية يتم حىت
يف حالة كوف أسباب عدـ اؼبصادقة خارجة عن نطاؽ الربؼباف ك تعود على اغبكومة ،كما أف نص اؼبادة 120من
الدستور َف يأخذ بعُت االعتبار الظركؼ اؼبتعلقة بسَت عمل الربؼباف ،حيث أف كل مشركع قانوف جيب أف يكوف
ؿبل دراسة من طرؼ اللجنة اؼبختصة اليت تعد تقريرا بشأف اؼبوضوع مع توزيعو على النواب قبل ثالثة أياـ من بداية
مناقشتو أماـ اجمللس الشعيب الوطٍت ،إال أنو بالرجوع للمادة 26من القانوف العضوم 02-99ال قبد ما جيرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
انظر اؼبادة 16من القانوف العضوم .02-99
50
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
اللجنة على إعداد تقريرىا ضمن آجاؿ ؿبددة ،إال ما تعلق بإمكانية تدخل اغبكومة ك اقًتاحها إدراج النص ؿبل
الدراسة الذم َف تعد اللجنة بشأنو تقريرا خالؿ مدة تتجاكز شهرين من تاريخ الشركع يف دراستو .1
ك قد بينت اؼبادة 44من القانوف العضوم 02-99اآلجاؿ اػباصة ؼبصادقة الربؼباف بغرفتيو على مشركع القانوف،
كما نصت على األجل اؼبمنوح للجنة اؼبتساكية األعضاء الذم قد حيدث بُت الغرفتُت ك حددهتا كما يلي:
-يصوت اجمللس الشعيب الوطٍت على مشركع قانوف اؼبالية يف مدة أقصاىا 47يوما ابتداء من تاريخ إيداعو.
-يصادؽ ؾبلس األمة على النص اؼبصوت عليو خالؿ أجل أقصاه 20يوما.
-يف حالة خالؼ بُت الغرفتُت يتاح للجنة اؼبتساكية األعضاء أجل شبانية( )08أياـ للبت يف شأنو.
من خالؿ اآلجاؿ اؼبنصوص عليها يف اؼبادة السالفة الذكر يتبُت أف اؼبشرع كرس تفوؽ اجمللس الشعيب
الوطٍت من خالؿ منحو أجل أطوؿ من األجل اؼبخصص جمللس األمة ؼبناقشة مشركع قانوف اؼبالية ،ك ىذا يعود
ردبا إُف حرماف ؾبلس األمة من حق اؼببادرة بالقانوف ،على خالؼ اؼبدلس الشعيب الوطٍت الذم ديلك حق اؼببادرة
طبقا لنص اؼبادة 119فقرة 01من دستور ،1996ك تفوؽ اجمللس الشعيب الوطٍت يتجسد من جهة أخرل من
21من القانوف العضوم خالؿ إجراءات اؼبناقشة ك اؼبصادقة على مشركع قانوف اؼبالية ،حيث تنص اؼبادة
02-99على أنو":يودع رئيس اغبكومة مشاريع القوانُت لدل مكتب اجمللس الشعيب الوطٍت ،مع مراعاة
اإلجراءات اليت تنص عليها اؼبادة 119من الدستور ،يتلقى مكتب ؾبلس األمة مشركع إقًتاح القانوف لإلطالع
عليو"كما تنص اؼبادة 120فقرة 2ك 3من الدستور على ما يلي":تنصب مناقشة مشاريع أك اقًتاحات القوانُت
من طرؼ اجمللس الشعيب الوطٍت على النص اؼبعركض عليو ،ك يناقش ؾبلس األمة النص الذم صوت عليو اجمللس
الشعيب الوطٍت ك يصادؽ عليو بأغلبية 3/4أعضائو".فنص اؼبادة 21من القانوف العضوم السالف الذكر يبُت
اكتفاء ؾبلس األمة باإلطالع على النص اؼبعركض أماـ اجمللس الشعيب الوطٍت دكف الشركع يف دراستو.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1يتم دراسة قانوف اؼبالية من طرؼ عبنة اؼبالية ك اؼبيزانية حيث تنص اؼبادة 23من النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت على ما يلي":زبتص عبنة
اؼبالية ك اؼبيزانية باؼبسائل اؼبتعلقة باؼبيزانية ،ك بالقانوف العضوم اؼبتعلق بقوانُت اؼبالية ،ك بالنظامُت اعببائي ك اعبمركي ك بالعملة ،ك بالقركض ك بالبنوؾ
ك بالتأمينات ،ك بالتأمُت"
51
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
ك ىيمنة اجمللس الشعيب الوطٍت على ؾبلس األمة آثار على األجل اؼبمنوح للمصادقة على قانوف اؼبالية،
حيث أف ؾبلس األمة يبقى رىينة إرادة اجمللس الشعيب الوطٍت بالبدء يف مناقشة مشركع القانوف للمصادقة عليو،
كىو ما قد يؤدم إُف انقضاء اآلجاؿ يف ظل تشعب مواضيع قوانُت اؼبالية ك تعقيدىا ،فبا يفتح اجملاؿ كاسعا
ؼبناقشة النواب.فمجلس األمة ليس بإمكانو دراسة مشركع قانوف اؼبالية إال بعد انتهاء اجمللس الشعيب الوطٍت من
ذلك ك يف حدكد التعديالت اليت أضافها ىذا األخَت على النص اؼبصوت .1
120فقرة 01على أنو "جيب أف يكوف باإلضافة إُف ىذه اإلجراءات إُف ىذه اإلجراءات نصت اؼبادة
كل مشركع أك اقًتاح قانوف موضوع مناقشة من طرؼ اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة على التواِف حىت تتم
اؼبصادقة عليو".ك ىذه األحكاـ تنطبق على صبيع مشاريع ك اقًتاحات القوانُت دبا فيها قانوف اؼبالية ك ىو ما يؤكد
على عدـ زبصيص اؼبؤسس الدستورم ألحكاـ خاصة هبذا القانوف يتوافق مع طابع االستعجاؿ الذم يتمتع بو
كما مت اعتماد نفس اإلجراءات اؼبتبعة غبل اػبالؼ الذم قد حيدث بُت الغرفتُت حيث ذبتمع عبنة متساكية
األعضاء تتكوف من أعضاء كلتا الغرفتُت من أجل اقًتاح يتعلق باألحكاـ ؿبل اػبالؼ .2
تكتسي عملية تكييف األكامر اؼبتخذة من قبل رئيس اعبمهورية طبقا للمادة 120من الدستور أمهية خاصة ،من
حيث كوهنا زبضع لرقابة اجمللس الدستورم إذا كانت ذات طابع تشريعي ،بينما زبضع للرقابة القضائية من قبل
120من الدستور يتضح أف اؼبؤسس ؾبلس الدكلة إذا كانت ذات طابع تنفيذم ،ك يف قراءة أكلية لنص اؼبادة
02-99 الدستورم َف حيدد الطبيعة القانونية لألكامر الصادرة دبوجب ىذه اؼبادة على خالؼ القانوف العضوم
الذم حدد بوضوح طبيعة أمر رئيس اعبمهورية ك أضفى عليو طابع القانوف ك لو قوة التشريع الصادر عن الربؼباف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1عبد اغبميد يوسف،مرجع سابق ،ص .110
2تنص اؼبادة 44الفقرة 4من القانوف العضوم 02-99على ما يلي ":يف حالة خالؼ بُت الغرفتُت يتاح للجنة اؼبتساكية األعضاء أجل شبانية()08
52
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
إذف تكييف الطبيعة القانونية لألكامر ال يكوف إال من خالؿ التعرض إُف مفهوـ اإلصدار الذم يقوـ بو رئيس
اعبمهورية ،حيث يعترب مرحلة مهمة من مراحل إعداد القانوف ك ىو دبثابة شهادة ميالد القانوف الصادر عن
السلطة التشريعية ،غَت أف التناقض اؼبوجود يف ىده اغبالة أف رئيس اعبمهورية باعتباره رئيس السلطة التنفيذية
يصدر مشركع قانوف اؼبالية اؼبقدـ من قبل اغبكومة ك ال يعتد بعمل السلطة التشريعية اؼبتمثل يف التعديالت الناذبة
عن مناقشة أعضاء الربؼباف ؼبشركع القانوف ،ك ىو ما ال يتوافق مع التعريفات اؼبقدمة لعملية اإلصدار .1
يرل جانب من الفقو أف اإلصدار عمال تنفيذيا ك يتزعم ىذا االذباه كارم دم مالربغ ،ك اظباف ك ىوريو
ك يرل ىذا االذباه ال يعترب عمال تشريعيا ،ك إمنا إجراء يقرر بو رئيس السلطة التنفيذية حوؿ قانوف سبت اؼبوافقة
علية من طرؼ اؽبيئة التشريعية ينقل القانوف إُف اؼبرحلة التنفيذية ،فتصرؼ الرئيس يعترب دبثابة إعالف رظبي ؼبيالد
القانوف ك توجيو األمر إُف السلطات اؼبختصة ،دبعٌت أف الرئيس يف حالة إصدار ال يقوـ إال بتنفيذ ما سبق للربؼباف
أف صوت عليو كمنحو قوة القانوف ،فهو التزاـ بواجب ذباه اؽبيئة التشريعية اليت يصدر عملها ،ك ىو االلتزاـ يدخل
يف الوظيفة التنفيذية ،2ك قد تبٌت ىذا الطرح األستاذ سليماف الطماكم الذم يرل أف اإلصدار عمل تنفيذم
الحق على العملية التشريعية ك يعترب شهادة من رئيس الدكلة بأف الربؼباف قد أقر القانوف كفقا ألحكاـ الدستور .3
أما اعبانب اآلخر من الفقو فَتل أف اإلصدار عمل تشريعي.ك تزعم ىذا االذباه الفقيو دكجي الذم اعترب
أف اإلصدار ىو التكملة الضركرية للقانوف .ك يدلل على رأيو بأف القانوف الذم َف يصدر رغم موافقة الربؼباف عليو،
ال يلزـ اإلدارة بتنفيذه ،ك ال احملاكم بتطبيقو ك ال اؼبواطنُت باحًتامو.بل يذىب إُف أبعد من ذلك األستاذ
"ال فريَت" الذم انتهى إُف أف اإلصدار ىو اإلجراء الوحيد الذم يعطي للقانوف قوتو اإللزامية ك أف التصويت
الربؼبآف ال أف يعدك سول ؿبددا ؼبقررات الربؼباف الذم دينحو القوة اإللزامية اليت ينفرد هبا اعبهاز التنفيذم .4
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1عبد اغبميد يوسف ،مرجع سابق ،ص.111
2سعيد بوشعَت"،النظام السياسي الجزائري" ،مرجع سابق ،ص .224
3سليماف طماكم" ،مبادئ القانون الدستوري" ،طبعة ، 1دار الفكر العريب ،القاىرة ،1960 ،ص .337
4سعيد بوالشعَت " ،النظام السياسي الجزائري" ،مرجع سابق،ص .225
53
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
ك يرل أيضا األستاذ "الباند" أف اإلصدار يعترب شرطا لوجود إرادة اؼبشرع ،ذلك ألف اإلرادة ال يكوف ؽبا
كجود إال دبقدار ظهورىا على اػبارج بصورة ملموسة ،ك ىذا الوجود ال يأيت بالنسبة للقانوف إال يف شكل إصدار
ك بدكنو يكوف القانوف غَت موجود.1
ك ىناؾ اذباه ثالث ك ىو الفقو اغبديث يرل أف اإلصدار ىو ذلك العمل الذم يقوـ بو رئيس الدكلة
إلضفاء صفة القانوف على النص ،فاإلصدار ال ينشئ قاعدة قانونية ك إمنا يالحظها بإصدار مرسوـ اإلصدار.
فالرئيس ال يشارؾ يف فبارسة السلطة التشريعية ألنو يتم يف صيغة شكلية أساسها االعتماد على الدستور ك موافقة
الربؼباف ك ؽبذا قبد عبارة"رئيس اعبمهورية أك الدكلة يصدر القانوف التاِف نصو" .ك يف األخَت ينشر ىذا القانوف يف
اعبريدة الرظبية ،فاإلصدار كفقا ؽبذا الرأم عمل تنفيذم نابع من إلزاـ تنفيذ اإلرادة الربؼبانية اؼبستمدة من الدستور
ك القوانُت.2ك يف كلتا اغباالت يكوف تداخل بُت السلطة التشريعية كالتنفيذية إلعداد القانوف.
أف تبٍت اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم لعملية إصدار قانوف اؼبالية من قبل رئيس اعبمهورية دبوجب أمر إذا
ذباكزت اؼبناقشة ك اؼبصادقة عليو 75يوـ،يستنتج منو أف رئيس اعبمهورية يضطلع بوظيفتُت األكُف تتعلق برئاستو
للسلطة التنفيذية ،ك الثانية ىو ربولو إُف مشرع كقيت ،باعتبار أف سلطاتو يستمدىا من الدستور مباشرة باإلضافة
إُف انعداـ اؼبصادقة النهائية من قبل الربؼباف على األكامر اليت يتخذىا ك ىو ما خيتلف عن التفويض التشريعي
اؼبنصوص عليو يف اؼبادة 38من الدستور الفرنسي ،أين يفوض الربؼباف السلطة التنفيذية صالحية التشريع يف
ؾباالت ؿبددة مع إخضاع ىذه التشريعات لرقابة السلطة التشريعية ،كما أنو خيتلف عن األكامر اؼبتخذة طبقا
للمادة 124من الدستور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1عبد العزيز السيد اعبوىرم" ،القانون و القرار اإلداري في الفترة ما بين اإلصدار و الشهر-دراسة مقارنة ،" -ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،اعبزائر
،1995ص.27
2عبد اهلل بوقفة" ،أساليب ممارسة السلطة في النظام السياسي الجزائري"،دراسة مقارنة ،دار ىومة ،اعبزائر ،2002 ،ص.301
54
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
120من الدستور على كيفية تدخل رئيس اعبمهورية إلصدار األكامر ،ىل يكوف ىذا ك َف تنص اؼبادة
ذلك آليا دبجرد انقضاء أجل 75يوما أـ أف األمر خاضع للسلطة التقديرية لرئيس اعبمهورية فلو أف يصدر األمر
أك ال يصدره ،كذلك ىل أف رئيس اعبمهورية مطالب باحًتاـ الشركط الشكلية اؼبتمثلة يف انقضاء أجل 75يوـ
إلصدار قانوف اؼبالية؟.من خالؿ اؼبادة 120من الدستور ال قبد ما جيرب رئيس اعبمهورية على اللجوء إُف ىاتو
األكامر ك يفهم ذلك من أحكاـ اؼبادة اليت َف ترد بصيغة الوجوب ،كما أف الواقع العملي يؤكد ذلك .1
إف منح رئيس اعبمهورية سلطة إصدار قانوف اؼبالية جيعل منو صاحب السلطة التشريعية أم انو مشرع
كقيت باإلضافة إُف سلطتو التنظيمية ،ما جيعلو يستأثر جبزء ىاـ من العملية التشريعية ،فإُف جانب مشاركتو عملية
إعداد مشركع قانوف اؼبالية من خالؿ ترأسو جمللس الوزراء الذم يعرض عليو مشركع اغبكومة ،يتدخل كيصدر
قانوف اؼبالية دبوجب أمر إذا ذباكزت اؼبناقشة اؼبصادقة علية من قبل الربؼباف 75يوـ ،فبا يرتب عنو حرماف الربؼباف
من االختصاصات التشريعية يف اجملاؿ اؼباِف ك ىذا اعتداء على مبدأ الفصل بُت السلطات الذم يقتضي زبصص
كل سلطة بوظيفتها .
إف ؼبقصود حبل الربؼباف ىو إهناء كاليتو التشريعية قبل هنايتها العادية ك حق حل الربؼباف مقرر يف األنظمة
الربؼبانية لصاٌف السلطة التنفيذية يف مقابل سحب الثقة من اغبكومة ك مسؤكليتها أمامو ،فالسلطة التنفيذية سبلك
حق اغبل ك ىو سالح هتديدم ك ردعي ،ك للسلطة التنفيذية السلطة التقديرية يف إعمالو ،كما أف تقنية اغبل غَت
موجودة يف األنظمة الرئاسية بسبب الفصل اعبامد بُت السلطات ،فال يوجد تعاكف أك تأثَت متبادؿ بُت السلطتُت
التنفيذية ك التشريعية حيقق التوازف.فقد حيدث فراغ تشريعي أثناء فًتة حل الربؼباف الذم يصيب الفًتة األكُف
فالدساتَت اؼبعاصرة تسند مهمة التشريع أثناء ىذه الفًتة على السلطة التنفيذية أساسا رئيس اعبمهورية ،ك يف ىذا
الصدد ظبح اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم لرئيس اعبمهورية باف يضع حدا غبياة الربؼباف يف فبارستو لوظائفو إذا
توفرت األسباب ك الشركط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1عبد اغبميد يوسف ،مرجع سابق ،ص .112
55
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
إف أسباب حل الربؼباف ىي الدكافع اليت تدفع رئيس الدكلة إُف ازباذ قرار إهناء كالية الربؼباف قبل هنايتها
العادية ،ك َف تنص الدساتَت اعبزائرية على األسباب اليت تدفع رئيس اعبمهورية إُف ازباذ قرار حبل الربؼباف ،لكن
الفقو الدستور أقر حق حل الربؼباف يف النظاـ الربؼبآف بتحقيق األىداؼ التالية كلها أك جزء منها:
-قد يكوف كسيلة لتغلب اؽبيئة التنفيذية على الربؼباف حوؿ خالؼ قائم بينهما ،فهو كسيلة للتحكيم السياسي
لرئيس الدكلة ك يستعملو ىذا األخَت ليقف جبانب اغبكومة كيدافع عن الربنامج السياسي ؽبا .1
-قد يكوف هبدؼ إدخاؿ تعديالت جوىرية على كضع الدكلة السياسي خاصة أك االقتصادم أك االجتماعي.2
-قد يكوف اغبل كسيلة يدافع فيها رئيس الدكلة عن اآلراء اليت يتبناىا ك الشعب يؤيده فيها ك ىنا يسمى اغبل
الرئاسي ،حيث يقيل الرئيس اغبكومة اليت تشارؾ الربؼباف يف رأم ـبالف لرأم الرئيس ،ك يأيت حبكومة جديدة
تشاركو الرأم ك حيل الربؼباف ك يكوف للربؼباف اعبديد القوؿ الفصل يف النزاع القائم ،ك ال يلجأ الرئيس إُف استعماؿ
حق اغبل إال حبذر ك حرص ،لذلك جرت العادة على استعماؿ اغبل الوزارم بدؿ الرئاسي .3
إف حل الربؼباف يصيب الغرفة األكُف فيبعد فبثلي الشعب عن مراقبة السلطة التنفيذية ك مشاركتها يف كضع
السياسة العامة للدكلة ،لذلك فإف اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم أحاط ىذه التقنية بشركط ؼبنع تعسف رئيس الدكلة
يف اللجوء إليها ،ك يف ىذا الصدد فإف اؼبادة 129من الدستور اعبزائرم لسنة 1996نصت على أنو":ديكن
لرئيس اعبمهورية أف يقرر حل اجمللس الشعيب الوطٍت ،أك إجراء انتخابات تشريعية قبل أكاهنا ،بعد استشارة رئيس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
ؿبمد سليماف الطماكم "،مبادئ القانون الدستوري" ،مرجع سابق ،ص .176
2
Maurice Duverger, "le système politique français", Paris, 1985, P 262.
3ؿبمد سليماف الطماكم "،مبادئ القانوني الدستوري" ،مرجع سابق ،ص .177
56
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
اجمللس الشعيب الوطٍت كرئيس ؾبلس األمة ك رئيس اغبكومة ،ك ذبرم ىذه االنتخابات يف أجل أقصاىا ثالثة
أشهر".
ك اغبل يف ىذه اغبالة يكوف باإلرادة اؼبنفردة لرئيس اعبمهورية ،كما قد يكوف تلقائيا ك ىذا يف حالة ما
إذا َف يوافق اجمللس الشعيب الوطٍت على برنامج اغبكومة ك سقطت ىذه األخَتة ،ك عينت حكومة جديدة كَف
82من الدستور اليت ربصل ىي األخرل على موافقة اجمللس فإف ىذا األخَت ينحل كجوبا ،ك ىذا عمال باؼبادة
تنص على انو ":إذا َف ربصل من جديد موافقة اجمللس الشعيب الوطٍت ينحل كجوبا ،تستمر اغبكومة القائمة يف
تسيَت الشؤكف العادية غلى غاية إنتخاب اجمللس الشعيب الوطٍت ك ذلك يف أجل أقصاه 3أشهر".
كما أف ىذا االشًتاط اؼبنصوص عليو جيعل النواب ديتنعوف عن نزع الثقة من اغبكومة خوفا من ازباذ قرار
اغبل ضدىم ،فاغبل سالح ديلكو رئيس اعبمهورية ضد النواب يضاؼ إُف كسائل التأثَت اليت سبلكها السلطة
التنفيذية يف مواجهة الربؼباف.كلكن ىذه التقنية أحاطها اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم جبملة من الشركط:
1996أكد على -استشارة رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت ك كذا رئيس ؾبلس األمة:إف الدستور اعبزائرم لسنة
ىذه االستشارة ،فقد ألزـ رئيس اعبمهورية باستشارة رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت كرئيس ؾبلس األمة قبل ازباذ قرار
اغبل ،ك ىذه االستشارة ىي شرط شكلي ال تقيد سلطة رئيس الدكلة يف ازباذ قراره ،خاصة عندما تكوف األكضاع
تفرض حل الربؼباف.1
-استشارة الوزير األكؿ :إف إسناد حق اغبل لرئيس الدكلة كحده ال يعٍت انفراده هبذه السلطة دكف استشارة
اغبكومة ،فبثلة يف الوزير األكؿ حيث تنص اؼبادة 129من الدستور على أنو ":ديكن رئيس اعبمهورية أف يقرر
حل اجمللس الشعيب الوطٍت ،أك إجراء انتخابات تشريعية قبل أكاهنا ،بعد استشارة رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت
كرئيس ؾبلس األمة ،ك الوزير األكؿ.ك ذبرم ىذه االنتخابات يف كلتا اغبالتُت يف أجل أقصاه ثالثة أشهر".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ؿبمد سليماف الطماكم" ،السلطات الثالث في الدساتير العربية و في الفكر اإلسالمي" ،الطبعة ،5مطبعة جامعة عُت مشس ،مصر1986،
ص .611
57
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
129لرئيس اعبمهورية حق حل اجمللس الشعيب الوطٍت يف حالة قياـ نزاع بينو ك بُت ك قد أعطت اؼبادة
اغبكومة ك إقحاـ اؽبيئة االنتخابية الزباذ موقف كاضح إزاء الوضع القائم ك بالتاِف فإف رئيس اعبمهورية عندما
يصدر قرار اغبل فهو ديلك طلب تدخل الناخبُت ك ال يفصل يف النزاعات ك اػبالفات ،ك قد يكوف اؽبدؼ من
حل اجمللس الشعيب الوطٍت ىو البحث عن أغلبية كاضحة عند عدـ كجودىا من أجل ضماف تنفيذ برنامج رئيس
اعبمهورية خاصة ك أف التعديل الدستورم األخَت كضع حدا للغموض الذم كاف سائدا حوؿ الربنامج اؼبطبق
لتسيَت شؤكف الدكلة ك فصل لصاٌف رئيس اعبمهورية ،ك بالتاِف لضماف تنفيذ برنامج الرئيس عن طريق اغبكومة
جيب أف تستند ىذه األخَتة على أغلبية برؼبانية تدعمها ك تشكل حاجزا ضد اؼبعارضة ،كما ديكن اللجوء إليو كرد
فعل مباشر لالئحة ملتمس رقابة ناجحة أك ديكن التلويح بو سالح ردعي ذباه اجمللس الشعيب الوطٍت لكبح أم
ؿباكلة من جانبو إلسقاط اغبكومة ،ك يف النظاـ السياسي اعبزائرم ال يعترب استخداـ رئيس اعبمهورية غبق اغبل إال
أداة للهيمنة على الربؼباف ،ك تأسيس النظاـ الرئاسي القائم على الدمج بُت السلطات.كما انو يعد تعبَتا عن
إرادتو للتدخل يف تنفيذ الربنامج اغبكومي .1
يقصد باالستفتاء عرض موضوع معُت أك مشاريع القوانُت على الشعب ألخذ رأيو فيها باؼبوافقة أك عدـ
اؼبوافقة.2ك ؽبذا فهو صورة من صور فبارسة السلطة من قبل الشعب بطريقة مباشرة إذ يعترب كسيلة قانونية يلجأ
إليها لالتصاؿ اؼبباشر بالشعب ك استطالع رأيو حوؿ بعض اؼبواضيع اؽبامة اليت يرل صاحب االختصاص فيها
ضركرة الرجوع بشأهنا غلى الشعب ،ك يستعمل أيضا إلبعاد الربؼباف عن مسألة كاف باإلمكاف أف ينظر فيها
ك لكن رئيس الدكلة فضل تدخل الشعب مباشرة بدال من الربؼباف .ك قد نصت الدساتَت اعبزائرية على االستفتاء
كتقنية تشريعية بيد رئيس الدكلة مع إعطاء قيمة قانونية للتشريع اؼبصادؽ عليو عن طريق االستفتاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1عبد اغبميد يوسف ،مرجع سابق ،ص .128،129
2ؿبمود عاطف البنا" ،الوسيط في النظم السياسية" ،ط ،1دار الفكر العريب ،القاىرة ،مصر ،1988 ،ص .230
58
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
يشكل االستفتاء كسيلة بيد الرئيس سبكنو من اللجوء إُف التحكم الشعيب حوؿ القضايا اليت ال تلقى
إصباعا بُت غبكومة ك الربؼباف ،ك يأخذ االستفتاء الشعيب إحدل الصور الثالث فقد يكوف تشريعيا عندما يكوف
الغرض منو مصادقة الشعب على قانوف معُت ،ك قد يكوف دستوريا إذا تعلق بقوانُت دستورية ،كما قد يكوف
سياسيا إذا كاف الدافع منو اغبصوؿ على رأم الشعب يف مسألة سياسية معينة أك يف أمر من أمور السياسة .1
1996نص يف ك قد أصبعت الدساتَت اعبزائرية على اعتبار االستفتاء حقا لرئيس الدكلة ،فدستور
اؼبادة 7منو على ما يلي":السلطة التأسيسية ملك للشعب ،ديارس الشعب سيادتو بواسطة اؼبؤسسات الدستورية
اليت خيتارىا ،ديارس الشعب ىذه السيادة عن طريق االستفتاء ك بواسطة فبثليو اؼبنتخبُت.لرئيس اعبمهورية أف يلجأ
إُف إرادة الشعب مباشرة".
7من الدستور ،ذلك ألف ذبدر اإلشارة إُف أف االستفتاء يف ؾباؿ التعديل الدستورم يتوافق مع اؼبادة
177من الدستور على ما يلي ":ديكن ثالثة أرباع السلطة التأسيسية ملك للشعب ك عليو فقد نصت اؼبادة
( )3/4أعضاء غرفيت الربؼباف اجملتمعتُت معا أف يبادركا باقًتاح تعديل الدستور على رئيس اعبمهورية الذم ديكنو
عرضو على االستفتاء الشعيب ك يصدره يف حالة اؼبوافقة عليو ك قد فرضت ىذه اؼبادة صعوبة يف ربقيق لنصاب
خاصة ك أف األمر يتعلق باؼببادرة ك ليس باؼبوافقة ،مع العلم أنو حىت ك لو ربققت ىذه النسبة اؼبطلوبة فإف رئيس
اعبمهورية غَت ؾبرب على عرض التعديل على االستفتاء ألف عبارات اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم جاءت كاضحة
176 ك ىي ( الذم ديكنو أف يعرضو على االستفتاء ) ىذا من جهة ،كمن جهة أخرل بالرجوع إُف نص اؼبادة
اليت تنص على أنو ":إذا ارتأل اجمللس الدستورم أف مشركع أم تعديل دستورم ال ديس البتة اؼببادئ اليت ربكم
اجملتمع اعبزائرم ك حقوؽ اإلنساف ك اؼبواطن ك حرياهتما ،ك ال ديس بأم كيفية التوازنات األساسية للسلطات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1كليد شريط" ،السلطة التشريعية من خالل التطور الدستوري الجزائري" ،أطركحة لنيل شهادة الدكتوراه يف القانوف العاـ ،جامعة تلمساف
،2012-2011ص.303
59
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
ك اؼبؤسسات الدستورية ،ك علل رأيو ،أمكن رئيس اعبمهورية أف يصدر قانوف الذم يضمن التعديل الدستورم
مباشرة دكف أف يعرضو على االستفتاء الشعيب مىت أحرز ثالثة أرباع ( )3/4أصوات أعضاء غرفيت الربؼباف".
177ك 176كجود نفس النسبة اؼبطلوبة للمبادرة ىي نفسها للمصادقة مع ما يالحظ على اؼبادتُت
إمكانية رئيس اعبمهورية يف عرضو على االستفتاء يف اؼببادرة ك إمكانية إصداره دكف عرضو على االستفتاء الشعيب
من ىنا ديكن القوؿ أف إمكانية عرض االستفتاء من طرؼ رئيس اعبمهورية مربر غبقوؽ اؼببادرة الرئاسية يف ىذا
اجملاؿ.
77فقرة 08من دستور إف موضوع االستفتاء غَت كاضح ك مبهم فاؼبؤسس الدستورم اعبزائرم يف اؼبادة
1996أشار إُف عبارة" كل قضية ذات أمهية كطنية "ىذه العبارات ال تضع أم حدكد للميداف االستفتائي
ك عدـ التحديد ىذا جيعل اجملاؿ مفتوحا أماـ السلطة التقديرية لرئيس اعبمهورية ،كما يعطي عدـ التحديد ىذا
تدخال لرئيس اعبمهورية يف ؾباالت تعود إُف اختصاص الربؼباف ،أم بإمكانو االستحواذ على ؾباؿ من اجملاالت
اليت يشرع فيها الربؼباف ،1ك يف ىذا اإلطار ال يوجد أم ضماف غبماية اجملاؿ التشريعي من أف يكوف ؿبل االستفتاء
ك طاؼبا أف اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم َف حيدد القضايا ذات األمهية الوطنية يبقى ؾباؿ التشريع الربؼبآف معرضا
لالنتهاؾ التنفيذم ،فقد يرل رئيس اعبمهورية قضية على قدر من األمهية تستوجب االستفتاء يف حُت يرل فبثل
األمة أك زعماء األحزاب السياسية أهنا خالية من األمهية خاصة إذا كاف الربؼباف يضم أغلبية ال تساند رئيس
اعبمهورية ،كما أنو إذا تولد عن ىذا اػبالؼ قانوف ما فإف االستفتاء يف ىذه اغبالة قد يكوف دستوريا ،ك قد
يكوف تشريعيا من اختصاص الربؼباف ،األمر الذم جيعل االستفتاء يدخل يف ؾباؿ القوانُت العضوية أك األساسية
ك اليت عادة ؽبا صلة مباشرة باغبريات العامة ،ك باالعتماد على أف الشعب صاحب السيادة فليس شبة أم عقبة
قانونية سبنع رئيس اعبمهورية من اقتحاـ اجملاؿ العضوم عن طريق االستفتاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1كليد شريط ،مرجع سابق ،ص .304
60
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
أما فيما يتعلق دبيداف االستفتاء الدستورم يف إطار اؼبراجعة الدستورية أك التعديل الدستورم فاؼبتعارؼ
عليو أف الدستور تقوـ بإعداده ىيئة حكومية أك عبنة معينة مث يعرض على الشعب مباشرة ليقوؿ كلمتو فيو ،ك ال
يصبح ىذا إال بعد عرضو على الشعب ك موافقتو عليو.
فالدستور ىو أظبى تعبَت عن إرادة األمة ،فمن باب أكُف يسمح لألمة عن طريق فبثليها بإدخاؿ تعديالت
على الوثيقة الدستورية ؼبسايرة التطور مالئمة الظركؼ ك انسجامها ،ك ؽبذا فقد أقرت الدساتَت اعبزائرية حق نواب
الشعب يف التقدـ بتعديالت على الوثيقة الدستورية ،إال أف إجراءات التعديل تبدك أكثر صعوبة ك ىذا راجع
لكوف الدساتَت اعبزائرية دساتَت جامدة ،ىذا ك قد سلكت النهج اؼبعتاد يف تعديل الدستور ك جعلت حق اقًتاح
التعديل من صالحيات رئيس اعبمهورية ك أعضاء الربؼباف طبقا لنص اؼبادة 124من دستور ،1996كما أقرت
اؼبادة 177نصاب ثالث أرباع( )3/4أعضاء غرفيت الربؼباف اجملتمعتُت للمبادرة القًتاح تعديل دستور لتقدـ
لرئيس اعبمهورية الذم ديكنو عرضها على االستفتاء الشعيب ،ك ىذا يعٍت أنو من الصعب جدا أف يبادر باقًتاح
تعديل بل قد يستحيل ذلك عند قراءة الفقرة األخَتة من اؼبادة 177اليت تشًتط طرح تعديل الدستور على رئيس
اعبمهورية الذم ديكن عرضو على االستفتاء ،ك عليو فاؼببادرة تبقى رىينة قبوؿ رئيس اعبمهورية .ك لضماف سَتاف
الدستور ك استقراره فقد منع اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم تعديل الدستور إذا خالف موضوع من موضوعات اغبظر
اؼبوضوعي ،ك قد كسع يف قائمة اؼبوضوعات اليت ال ديكن أف يشملها التعديل . 1
كعليو فاالستفتاء قد يكوف منتهكا الختصاص الربؼباف يف ؾباؿ التشريع ،ك قد يكوف متعلقا بالدستور
ك كل ىذا خيضع لرغبة رئيس اعبمهورية بناءا على سلطتو التقديرية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1تنص اؼبادة 178من دستور 1996على ما يلي":ال ديكن أم تعديل دستورم أف ديس :الطابع اعبمهورم للدكلة ،النظاـ الدديقراطي القائم على
التعددية اغبزبية ،اإلسالـ باعتباره دين الدكلة ،العربية باعتبارىا اللغة الوطنية ك الرظبية ،اغبريات األساسية ك حقوؽ اإلنساف ك اؼبواطن ،سالمة الًتاب
الوطٍت ككحدتو".
61
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
َف يشر اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم إُف القيمة القانونية للتشريع االستفتائي ،إال أف ىناؾ اذباه يف الفقو
الدستورم يرل ألف االستفتاء من الناحية القانونية ال يؤثر على طبيعة اجملاؿ الذم يدخل فيو ،ك بعد اؼبوافقة على
التشريع االستفتائي ك إصداره تصبح للنص قيمة قانونية حسب اؼبوضوع الذم عاعبو ،فقد يكوف اجملاؿ عضويا
أك نظاميا ،ك قد يكوف اجملاؿ عاديا .ك يف ىذا الصدد ذىب بعض الفقو إُف إعطاء االستفتاء التشريعي قيمة
القانوف العادم ىذا من جهة ،ك من جهة أخرل يرل جانب آخر من الفقو الدستورم ضركرة اقتصار االستفتاء
على اإلجراءات ذات الطابع العاـ ،أم اختصاصات اليت ال يستطيع رئيس اعبمهورية مباشرهتا إال باللجوء إُف
االستفتاء.كخالؼ ذلك ىو ـبالفة للقاعدة اليت ذبعل اإلجراءات تصدر استنادا إُف استفتاء ال ديكن اؼبساس هبا
إال باستفتاء آخر كفقا لقاعدة توازم األشكاؿ ك عدـ ربديد مواضيع االستفتاء سيؤدم االختصاصات اليت تكوف
ؿبال لرئيس اعبمهورية ضد الرقابة القضائية ،على أف األستاذ عمر حلمي فهمي يعطي للقرارات اليت يتخذىا
رئيس اعبمهورية يف اجملاؿ التشريعي أك التنظيمي مكانو ىامة ك جيعلها تسمو على غَتىا من األعماؿ ،على أف
إمكانية التعديل أك إلغاء التشريع االستفتائي تصطدـ مع مبدأ السيادة الشعبية ،نظرا لكوف الشعب ديلك السلطة
العليا ،ك باعتبار الربؼباف ليس لو اغبق يف االستفتاء فيجد نفسو مفرغا من ؿبتواه ،أم اؼبواضيع ك اجملاالت اليت
تناكؽبا االستفتاء ،1ك لعل ىذا راجع إُف عدـ ربديد اجملاؿ االستفتائي ك عدـ النص على قيمتو القضائية ،ناىيك
على أف الشعب يعرب فقط عما عرض من طرؼ رئيس اعبمهورية ك ال يقًتح ،ك عليو من األجدر إخضاع اؼبشاريع
القانونية ك اإلجراءات االستفتائية للرقابة اؼبسبقة مع ربديد ميداف االستفتاء.
إف رئيس اعبمهورية يف الظركؼ غَت العادية يتمتع بسلطات كاسعة فبا قد يؤدم إُف تقييد اغبقوؽ
ك اغبريات العامة لألفراد اؼبعًتؼ هبا دستوريا على أساس تلك الظركؼ ك يف اؼبقابل زبتلف معها درجة اضمحالؿ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
عبد اغبميد يوسف ،مرجع سابق ،ص .306 ،305
62
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
اجملاؿ التشريعي اؼبخصص للربؼباف ،فباعتبار رئيس اعبمهورية ىو اجملسد لوحدة األمة فإنو منطقيا يعد اؼبشرع األكؿ
يف أكقات األزمات من أجل إعادة السَت اؼبنتظم للسلطات الدستورية ك ذبنب تعقيدات العمل التشريعي.
إف إقرار السلطات االستثنائية لرئيس اعبمهورية يرجع الفضل يف ذلك للعديد من الفقهاء ،فمنهم من
يربرىا على مقتضيات اغبفاظ على النظاـ العاـ ك السَت العادم ؼبؤسسات الدكلة ،ك منهم من استند على عنصر
االستعجاؿ يف مواجهة الظركؼ الغَت عادية ،أما الرأم الراجح من الفقو فقد أسندىا لفكرة الضركرة اليت تبيح
للحكومة ازباذ كل اإلجراءات اليت تعد يف األكقات العادية ؿبظورة.
أككل الدستور مهمة اغبفاظ على كياف الدكلة ك سالمتها داخليا ك خارجيا لريس اعبمهورية ،ك ربقيقا
ؽبذا الغرض أجاز لو الدستور تقرير حالة الطوارئ أك اغبصار ،ك اغبالة االستثنائية ك حالة اغبرب.
91من الدستور لرئيس اعبمهورية سلطات خاصة ربد ؼبواجهة الظركؼ الطارئة أك غَت اؼبتوقعة سبنح اؼباد
من اغبريات العامة لألفراد ،بإعالف حالة الطوارئ أك اغبصار ،حيث يواجو رئيس اعبمهورية ىذه اغباالت دبراسيم
رئاسية.
91من دستور 1996على أنو":يقرر رئيس اعبمهورية إذا دعت الضركرة اؼبلحة حالة تنص اؼبادة
الطوارئ أك اغبصار ،ؼبدة معينة بعد إجتماع اجمللس األعلى لألمن ك استشارة رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت ك رئيس
ؾبلس األمة ،ك الوزير األكؿ ،ك رئيس اجمللس الدستورم ،ك يتخذ كل التدابَت الالزمة الستتباب الوضع ،ك ال
ديكن سبديد حالة الطوارئ أك اغبصار ،إال بعد موافقة الربؼباف اؼبنعقد بغرفتيو اجملتمعتُت معا.نالحظ أف ىذه اؼبادة
َف سبيز بُت حالة الطوارئ ك اغبصار ،إال أف غالبية الفقو يرل بأف حالة الطوارئ زبتلف عن حالة اغبصار من
حيث األسباب ك األىداؼ.
63
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
-1حالة الطوارئ:تعلن حالة الطوارئ للمحافظة على األمن العاـ ،ك يًتتب على إعماؿ حالة الطوارئ تقييد
اغبريات العامة يف ؾباالت ؿبددة كتنظيم تنقل األشخاص كالبضائع ،1ك إسناد إعالف حالة الطوارئ يعد ضمانة
أساسية غبقوؽ ك حريات اؼبواطنُت ،ك إف كانت السلطات اؼبخولة للوالة يف ىذا اجملاؿ استنادا إُف قانوف الوالية
كافية ؼبواجهة األكضاع فبا يقلل من سلطة الوالة ك لو اعتمدكا يف ذلك إُف قانوف الوالية ،ألف رئيس اعبمهورية ىو
الذم يعينهم ك اؼبكلف دستوريا حبماية الدستور ة اغبريات األساسية للمواطنُت .2
09فيفرم 1992دبوجب مرسوـ رئاسي رقم . 344-92 ك قد مت إعالف حالة الطوارئ بتاريخ
-2حالة اغبصار:تتصل باألعماؿ التخريبية أك اؼبسلحة كالعصياف ك التمرد ك ىي حالة أقل خطورة من اغبالة
االستثنائية ،4حيث سبكن الرئيس من التدخل الزباذ كل التدابَت الالزمة الستتباب الوضع كتفادم إف أمكن
اللجوء إُف اغبالة االستثنائية رغم ما يف ذلك من إمكانية اؼبساس اػبطَت حبقوؽ ك حريات اؼبواطنُت ،فيتم انتقاؿ
السلطة يف اغبصار إُف اعبيش.5
ك قد مت إعالف حالة اغبصار بتاريخ 04جويلية 1991دبوجب مرسوـ رئاسي رقم (. 6)196-91
91يقوم سلطة رئيس اعبمهورية يف مواجهة الظركؼ غَت العادية اليت هتدد أمن ك سالمة إف نص اؼبادة
الدكلة ،ك ذلك دبنحو سلطة إعالف حالة الطوارئ أك اغبصار اليت تؤثر على فبارسة اؼبواطنُت غبرياهتم ،إال أف ىذه
اؼبادة ال تعطي السلطة اؼبطلقة يف ذلك لرئيس اعبمهورية بل تقيده بقيود موضوعية ك أخرل شكلية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1عمار بوضياؼ ،مرجع سابق ،ص .88
2سعيد بوشعَت"،النظام السياسي الجزائري" ،مرجع سابق ،ص .269
3راجع اؼبرسوـ الرئاسي رقم 44-92اؼبؤرخ يف 1992/02/09اؼبتضمن إعالف حالة الطوارئ( اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد )10
4عمار بوضياؼ ،مرجع السابق ،ص.89
5السعيد بوشعَت" ،النظام السياسي الجزائري" ،مرجع سابق ،ص .268
6راجع اؼبرسوـ الرئاسي رقم ،196-91اؼبتضمن إعالف حالة اغبصار(اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد 29الصادرة بتاريخ
)1991/04/12
64
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
أ-الضركرة اؼبلحة :كفقا ؼبا جاء يف اؼبادة 91من الدستور فإف ال حيق لرئيس اعبمهورية إعالف حاليت الطوارئ أك
اغبصار إال إذا استدعت الضركرة اؼبلحة لذلك.فاألصل أف النص الدستورم جاء موجزا الشيء الذم يفقده دقتو
ك فعاليتو يف ضبط ك تقييد سلطة اللجوء إُف تطبيق ىاتُت اغبالتُت ،حيث تتوقف اؼبعايَت الذاتية على حساب
اؼبعايَت اؼبوضوعية يف تقدير مدل توافر شرط الضركرة اؼبلحة ،ك ىذا لصاٌف إطالؽ سلطة رئيس اعبمهورية الذم
يقرر ىنا الضركرة اؼبلحة من عدمها لكونو صاحب االختصاص األصيل يف إعالف كل حاالت الظركؼ
االستثنائية.
ب-ربديد اؼبدة:إف سلطة إعماؿ حاليت الطوارئ ك اغبصار مقيدة بالعامل الزمٍت ،فال حيق لرئيس اعبمهورية
دستوريا أف يعلن تطبيق اؼبادة 91من الدستور بدكف أف يتضمن إعالف مدة معينة بسرياف ىذه اغبالة دبجرد
إنتهائها ترفع اغبالة اؼبقررة ،إال إذا استمرت األكضاع اؼبتدىورة ىنا يلزـ رئيس اعبمهورية اللجوء إُف طلب موافقة
الربؼباف على سبديد تلك اؼبدة .1
-2القيود الشكلية:تتمثل ىذه القيود يف فرض صبلة من االستشارات أماـ بعض اؼبؤسسات الدستورية ،ك إف
كانت ىذه االستشارات غَت ملزمة دستوريا لرئيس اعبمهورية حسب نص اؼبادة ،غال أهنا ؽبا ما يربرىا سياسيا
ككاقعيا.
أ-اجتماع اجمللس األعلى لألمن:إف ىذا االجتماع يعترب شكليا ال يفيد رئيس اعبمهورية بأم نتيجة لكوف ىذا
األخَت يًتأسو ك يتوُف كيفيات تنظيمو كعملو ،2إال أف رئيس اعبمهورية ديكنو تقرير حالة الطوارئ أك اغبصار إال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1تنص اؼبادة 91فقرة 2من دستور 1996على أنو":كال ديكن سبديد حالة الطوارئ أك اغبصار إال بعد موافقة الربؼباف اؼبنعقد بغرفتيو اجملتمعتُت معا"
65
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
بعد اجتماع ىذا اجمللس الذم يضم قياديُت يف السلك اؼبدٓف ك العسكرم ،ك الغرض من اجتماع ىذه اؼبؤسسة
الدستورية ىو ظباع رأيها من حيث تشخيص درجة اػبطر ك ربديد اإلجراءات الواجبة اإلتباع .1
ب-استشارة رئيسا غرفيت الربؼباف:نظرا للدكر الذم يلعبو الربؼباف على الصعيد الداخلي من تشريع ك رقابة ،أكجبت
اؼبادة 91من الدستور على رئيس اعبمهورية استشارة رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت ك رئيس ؾبلس األمة قبل إعالف
حالة الطوارئ ،ؼبا يف ذلك من أبعاد قانونية ك سياسية.
ج-استشارة الوزير األكؿ:إف استشارة الوزير األكؿ الذم ىو عضو يف اجمللس األعلى لألمن ضركرية لدل تقرير
إحدل اغبالتُت ،ألنو ىو اؼبكلف بالسهر على تنفيذ القوانُت ك التنظيمات .2
د-استشارة اجمللس الدستورم:نظرا ؼبكانتو بُت اؼبؤسسات الدستورية ،لكونو اؼبكلف بالسهر على احًتاـ الدستور
ك لكوف رئيسو يتوُف رئاسة الدكلة يف حالة استقالة رئيس اعبمهورية أك كفاتو ،ك اقًتاهنا بشغور ؾبلس األمة ،3فإف
استشارتو تعد قيدا على رئيس اعبمهورية ك إف كانت ملزمة لو إال أهنا تدعم شرعية أعماؿ الرئيس.
قد تسَت دكاليب الدكلة على خالؼ مقتضيات مبدأ الشرعية ،ك ىذا عندما ربيط بالدكلة ظركؼ غَت
عادية هتدد أمنها ك سالمة أراضيها ،ك يف مثل ىذه األكضاع يعطي اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم سلطات كاسعة
لرئيس اعبمهورية ؼبواجهة ىذه الظركؼ ،ك تصبح ىذه اإلجراءات اؼبتخذة مربرة دبوجب التشريع باألكامر اؼبخوؿ
لرئيس اعبمهورية كفقا للمادة 124من الدستور .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1عمار بوضياؼ ،اؼبرجع السابق ،ص .89
2انظر اؼبادة 85من دستور .1996
3تنص اؼبادة 88فقرة أخَتة من دستور 1996على ما يلي":ك إذا اقًتنت استقالة رئيس اعبمهورية أك كفاتو بشغور رئاسة ؾبلس األمة ألم سبب
كاف ،جيتمع اجمللس الدستورم ك يثبت باإلصباع الشغور النهائي لرئاسة اعبمهورية ك حصوؿ اؼبانع لرئيس ؾبلس األمة.ك يف ىذه اغبالة يتوُف رئيس
اجمللس الدستورم مهاـ رئيس ؾبلس الدكلة"...
66
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
نصت اؼبادة 93من الدستور على ما يلي ":يقرر رئيس اعبمهورية اغبالة االستثنائية إذا كانت البالد
مهدد خبطر داىم يوشك أف يصيب مؤسساهتا أك استقالؽبا أك سالمة تراهبا ،ك ال يتخذ ىذا اإلجراء إال بعد
استشارة رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت ك رئيس ؾبلس األمة ك اجمللس الدستورم ك االستماع إُف اجمللس األعلى
لألمن ك ؾبلس الوزراء."...منحت ىذه اؼبادة لرئيس اعبمهورية سلطة تقرير اللجوء إُف اغبالة االستثنائية إال أهنا
قيدت سلطتو بوجوب ربقيق شركط بعضها موضوعي ك البعض اآلخر شكلي.
.1الشركط اؼبوضوعية إلقرار اغبالة االستثنائية :ديكن أف قبيز ىذه الشركط فيما يلي:
أ-كجود خطر داىم:كرد ىذا الشرط بصفة صرحية ،ككجود اػبطر من الناحية القانونية معناه االنصراؼ إُف كل
حالة كاقعية تنذر بضرر يصيب الدكلة ،فيهددىا بالزكاؿ أك االنتقاص .1ك إلمكانية القوؿ بتوفر شرط اػبطر ،البد
أف يتوفر فيو شيئُت مها:أف يكوف جسيما ك أف يكوف اػبطر خارجيا أك داخليا ،أك داخليا ك خارجيا يف نفس
الوقت.
ب -أف يكوف للخطر الداىم انعكاسات على اؼبؤسسات الدستورية للدكلة ك يشكل اعتداء على كحدة الدكلة
ك سالمة إقليمها:
إف اؼبؤسس الدستورم َف حيدد ىذا اػبطر من حيث مصدره ،ك عليو فإف اعتباره داخليا أك خارجيا ال
يؤثر يف التكييف العاـ للوضع ،لكنو يف اؼبقابل توخى ربديد النتائج ك اآلثار الناذبة عن حلوؿ ىذا اػبطر معتربا
إياىا بدرجة عامة من اعبسامة تسمح بالتأثَت على السَت العادم ؼبؤسسات الدكلة ،أك اعتداء على كحدة الدكلة
ك استقالؽبا ك سالمة إقليمها.
.2الشركط الشكلية إلقرار اغبالة االستثنائية:تتمثل الشركط الشكلية يف كجوب االستشارة ك االستماع إُف بعض
اؼبؤسسات الدستورية حيث تنص اؼبادة 93فقرة 2على أنو ":ك ال يتخذ مثل ىذا اإلجراء إال بعد استشارة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1مراد بدراف ،مرجع سابق ،ص .29
67
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت ك رئيس ؾبلس األمة ك اجمللس الدستورم ك االستماع إُف اجمللس األعلى لألمن
كؾبلس الوزراء".
أ-استشارة رئيس غرفيت الربؼباف:نظرا للدكر الذم تلعبو السلطة التشريعية خاصة على الصعيد الداخلي يف ؾباؿ
93يؤدم إُف انتقاؿ التشريع ك الرقابة ك ما يف ذلك من ضباية غبقوؽ ك حريات اؼبواطنُت ،ألف إعماؿ اؼبادة
سلطة التشريع إُف نطاؽ االختصاص االستثنائي لرئيس اعبمهورية ك لقد ارتأل اؼبؤسس الدستورم إُف إلزاـ رئيس
اعبمهورية باستشارة رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت ك رئيس ؾبلس األمة على حد سواء.
ب-استشارة اجمللس الدستورم:يعترب اجمللس الدستورم ىيئة مكلفة بالسهر على احًتاـ الدستور ك ضماف تطبيقو،
فضال على أنو حيتل مكانة مرموقة بُت اؼبؤسسات الدستورية ك بذلك فإف استشارتو ملزمة ك مفيدة ك َف يقتصر
على استشارة رئيسو فقط ك ىذا نظرا ػبطورة اإلجراءات اؼبتخذة يف ىذه اغبالة على حقوؽ ك حريات األفراد.
ج-االستماع إُف اجمللس األعلى لألمن ك ؾبلس الوزراء:يشًتط الدستور على رئيس اعبمهورية االستماع إُف اجمللس
األعلى لألمن قبل إعالف اغبالة االستثنائية رغم أنو رئيسو ،ك ما يصاحب ذلك من تقدٔف تقارير ك اإلدالء بآراء
ك معتمدة على كقائع كحقائق ك معطيات ك مقدرة للمالبسات ك الظركؼ ك النتائج ك اآلثار األمنية ك العسكرية
ك غَتىا ،1فبا ينَت الطريق أماـ رئيس اعبمهورية الذم يتخذ القرار الذم يراه مالئما بعد التقييم.
كما يستمع رئيس اعبمهورية إُف ؾبلس الوزراء الذم يًتأسو طبقا للمادة 77فقرة 4من الدستور .
د-االجتماع الوجويب للربؼباف:إف اجتماع الربؼباف بغرفتيو كجوبا يعد ضركرة حتمية لدل اإلعالف عن اغبالة
االستثنائية ،فبا ينفي إمكانية حل اجمللس الشعيب الوطٍت أثناء اغبالة االستثنائية إذ ال يعقل أف تكوف البالد مهددة
خبطر كشيك الوقوع ك النواب يف عطلة ،كما أف ىذا االجتماع ديكن نواب الشعب من متابعة ك مراقبة األكضاع
باستمرار ،إال أف ىذا اإلجراء ال يغَت يف األمر من شيء ذلك انو يتوقف عند حدكث االجتماع . 2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1سعيد بوشعَت" ،النظام السياسي الجزائري" ،مرجع سابق ،ص .279
2اؼبرجع نفسو ،ص .275
68
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
إذا توفرت الشركط السابقة ديكن لرئيس اعبمهورية أف يعلن اغبالة االستثنائية ك يباشر السلطات اؼبخولة
لو دستوريا ،سواء تعلق األمر باجملاؿ التشريعي أك التنفيذم أك القضائي.
فمن خالؿ النصوص الدستورية اؼبتعلقة باغبالة االستثنائية قبد أهنا منحت لرئيس اعبمهورية سلطات كاسعة ك
اكتفت بالتعبَت عنها بأهنا إجراءات أك تدابَت استثنائية ،كما أكردت قيدا موضوعيا عاما ك اؼبتمثل يف أف يكوف
اؽبدؼ من استعماؽبا ىو الرغبة يف ضماف السَت العادم ك اؼبنتظم للمؤسسات الدستورية يف أقرب اآلجاؿ ،أم أف
ىده اإلجراءات االستثنائية ؿبددة بقيد زمٍت ،ك عليو سنبحث عن نطاؽ السلطات االستثنائية أكال ك قيدىا الزمٍت
ثانيا.
يف ىذا اإلطار نتطرؽ إُف ثالث ؾباالت األكؿ إلغاء ك تعديل الدستور ك الثآف اجملاؿ التنظيمي ك الثالث
اجملاؿ التشريعي.
-ؾباؿ إلغاء ك تعديل الدستور:إف الدساتَت اعبزائرية بصفة عامة ك النصوص اؼبنظمة غبالة االستثناء بصفة خاصة
ال قبد فيها اإلشارة ؽبذه اؼبسألة على الرغم أف الفقو متفق على أنو ال جيوز لرئيس الدكلة أف يقوـ بإلغاء ك تعديل
الدستور ألف ىذا األمر يعود للسلطة التػأسيسية األصلية كمع ذلك فإف بعض الفقو يذىب إُف جوازية كقف بعض
أحكاـ الدستور 1كماال أف جواز تعديل الدستور أثناء العمل باغبالة االستثنائية أمر غَت جائز ألف ىذه الظركؼ
غَت دائمة ،ك السلطات االستثنائية سلطات كقتية أملتها ظركؼ عابرة ،ك ؽبذا ال ديكن استغالؿ ظركؼ كقتية
لوضع أحكاـ ك قواعد ثابتة ىذا من جهة ،ك من جهة أخرل فإف النص اؼبنظم للحالة االستثنائية ال يسمح بتغَت
ما ىو كارد يف الدستور ألف العمل بالوضع االستثنائي جعل ألجل اغبفاظ على الدستور ،فتعديل ىذا األخَت
يتناىف مع النص الدستورم اؼبنظم غبالة االستثناء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـراد بدراف ،مرجع سابق ،ص .35
69
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
أما يف اجملاؿ التنظيمي فال يثور أم إشكاؿ ألف رئيس اعبمهورية ىو صاحب ىذا اجملاؿ يف الظركؼ
العادية ،ك بالتاِف فهو صاحب االختصاص كذلك أثناء العمل باغبالة االستثنائية .1
أما يف اجملاؿ التشريعي ،فرغم أف الربؼباف يتعقد بقوة القانوف فإف الدستور ال دينع رئيس اعبمهورية من
التدخل يف اجملاؿ اؼبخصص للسلطة التشريعية ،ألف اؽبدؼ ىو رقابة رئيس اعبمهورية من ناحية ،كمن ناحية أخرل
يرل جانب من الفقو كىو األرجح أف كجوبية اجتماع الربؼباف بقوة القانوف ىو سبكينو من مباشرة السلطة التشريعية
ألف النص الدستورم َف يضع أم قيد على فبارسة الربؼباف لسلطاتو التشريعية،ك بالتاِف فإف سلطات رئيس
اعبمهورية مقيدة طاؼبا أف الربؼباف ؾبتمع ك ديارس سلطاتو.
ك عليو لكي ديكن لرئيس الدكلة فبارسة الوظيفة التشريعية أثناء اغبالة االستثنائية جيب توفر شرطُت.
-جيب أف تكوف عالقة سببية بُت اإلجراءات اليت يتخذىا رئيس الدكلة ك بُت الظركؼ اليت فجرت األزمة.
-يشًتط أف هتدؼ اإلجراءات اؼبتخذة من طرؼ رئيس الدكلة إُف إعادة السلطات العامة إُف مباشرة مهامها يف
أقرب اآلجاؿ فإذا َف يرمي إُف ربقيق ىذا ؽبدؼ كانت غَت مشركعة .2
كما أف إمكانية حل الربؼباف أثناء اغبالة االستثنائية أمر غَت جائز ،ك إف كاف الدستور اعبزائرم اكتفى
بالنص على كجوب اجتماع الربؼباف فور إعالف حالة االستثناء ،ك ما يستنتج منو عدـ جواز حل اجمللس النيايب أم
اجمللس الشعيب الوطٍت.3
ك ذبدر اإلشارة إُف أف النصوص الدستورية اؼبنظمة للحالة االستثنائية َف ربدد مدة سرياف العمل حبالة
االستثناء ،حيث نصت اؼبادة 93فقرة 5من دستور 1996على أنو ":تنتهي اغبالة االستثنائية حسب
األشكاؿ ك اإلجراءات سالفة الذكر اليت أكجبت إعالهنا".يفهم من ىذه اؼبادة أف رئيس اعبمهورية يرجع لو األمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1انظر اؼبادة 125فقرة 1من دستور .1996
2عمر حلمي فهمي " ،الوظيفة التشريعية لرئيس الدولة في النظامين الرئاسي و البرلماني ،دراسة مقارنة " ،ط ،1دار الفكر العريب1980 ،
ص.338 ،337
3سعيد بوشعَت" ،النظام السياسي الجزائري" ،مرجع سابق ،ص.275
70
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
بإهناء اغبالة االستثنائية مع ضركرة احًتاـ اإلجراءات اؼبتبعة يف تقريرىا ،أما بالنسبة للنصوص القانونية عدا اؼبتعلقة
بالسلطة التنظيمية ،ك الصادرة يف ىاتو الفًتة مع إهناء اغبالة االستثنائية ألف ىذه النصوص استثنائية ك مؤقتة.
97 ،96 ،95من دستور 1996ك حالة اغبرب ىي اغباظبة نظمت حالة اغبرب دبوجب اؼبواد
ك األشد خطورة من بُت الظركؼ االستثنائية ،حيث يتجلى تدخل رئيس اعبمهورية فيها بشكل كاسع باعتباره
ؾبسد الدكلة ككحدة األمة ك اؼبدافع عن سالمة الًتاب الوطٍت ،ك ىو الواجب اؼبلقى على عاتقو اليمُت
الدستورية ،1ك يف مقابل ذلك جيمد الربؼباف هنائيا.
تعد الشركط اؼبوضوعية اؼبتطلبة إلعالف اغبرب أكثر كضوحا لتلك اػباصة بإعالف اغبالة االستثنائية
ك اغبصار ،ك يظهر ذلك اشًتاط كقوع العدكاف أك كونو على كشك الوقوع ك الذم ديكن تبيانو من اؼبالبسات
اؼبادية اؼبتمثلة يف االعتداء على البالد ،كىذا ما نستشفو من نص ؼبادة 95من دستور 1996اليت تنص على
ما يلي ":إذا كقع عدكاف فعلي على البالد أك يوشك أف يقع حسب ما نصت عليو الًتتيبات اؼبالئمة ؼبيثاؽ
األمم اؼبتحدة ،يعلن رئيس اعبمهورية عن اغبرب".
ثانيا:الشركط الشكلية
تتمثل يف ؾبموعة االستشارات اليت حيب على رئيس اعبمهورية طلبها من بعض اؼبؤسسات الدستورية.
أ-اجتماع ؾبلس الوزراء:تنص اؼبادة 95من دستور 1996على أنو":يعلن رئيس اعبمهورية اغبرب بعد اجتماع
ؾبلس الوزراء."...نالحظ أف مصطلح اجتماع كاسع اؼبفهوـ دبوجبو ترؾ لرئيس اعبمهورية اغبرية داخل ىذا
االجتماع يف أف يستمع أك يستشَت أك يقرر ،ك من مث فإف تأكيد فعالية اغبكومة من عدمو داخل ؾبلس الوزراء
يبقى يف يد رئيس اعبمهورية ألنو يًتأس ؾبلس الوزراء ك بالتاِف يبقى اجتماع اجمللس ؾبرد إجراء شكلي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1انظر اؼبادة 76من دستور .1996
71
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
ب -االستماع إُف اجمللس األعلى لألمن:إف االستماع إُف ىذا اجمللس لو دكر جد مهم يف مثل ىذه اغباالت
بالذات حبكم اختصاصو كفقا للمادة 173من الدستور ،فهو اؼبؤىل دكف غَته لتقدٔف االستشارة العسكرية
ك اغبربية لرئيس اعبمهورية القائد األعلى للقوات اؼبسلحة ،الذم يبقى القرار النهائي بعد االستماع ألعضاء اجمللس
ك بياف كجهة نظرىم ،خاصة منها اإلسًتاتيجية ك العسكرية ك الفنية ك مدل سالمة إعالف اغبرب أك تأجيل
ذلك.1
ج-استشارة رئيسا غرفيت الربؼباف:اشًتط دستور 1996على رئيس اعبمهورية استشارة رئيس اجمللس الشعيب
الوطٍت ك رئيس ؾبلس األمة باعتبارمها رئيسا اؽبيئة التشريعية ،ك األخذ برأم ؾبلس األمة بأغلبية أعضاءه ك كذا
بالنسبة للمجلس الشعيب الوطٍت ،ك بالتاِف استشارة فبثلي الشعب ك إشراكهم يف القضايا اػبطَتة.
د-اجتماع الربؼباف كجوبا:جيتمع الربؼباف بقوة القانوف أثناء إعالف خالة اغبرب من أجل إبالغو على األقل بقرار
إعالف اغبرب نظرا ػبطورة ىذا القرار على النظاـ القانوٓف للدكلة ،خاصة ك أنو يتم باستبعاد العمل بالدستور.
ق-توجيو اػبطاب لألمة :تنص اؼبادة 95فقرة 3من دستور 1996على ما يلي ":ك يوجو رئيس اعبمهورية
خطابا لألمة يعلمها بذلك".من خالؿ ىذه اؼبادة كجب على رئيس اعبمهورية أف يوجو خطابا لألمة يعلمها بأف
البالد سبر دبرحلة اغبرب.
96تعترب دبثابة األساس القانوٓف إف إعالف اغبرب يًتتب عنو ذبميد صبيع أحكاـ الدستور ،فأحكاـ اؼبادة
ك الشرعي للممارسة رئيس اعبمهورية لسلطاتو يف مرحلة اغبرب ،2ك ىو ما يسمح باستبعاد صبيع األحكاـ سواء
كانت ذات طبيعة إجرائية (االستشارات ك اآلراء اؼبختلفة الصادرة عن بعض اؼبؤسسات الدستورية إلصدار بعض
القرارات اؽبامة ،الشركط الشكلية ك القواعد اإلجرائية اؼبتبعة أماـ احملاكم العادية)أك ذات طبيعة موضوعية
(الضمانات القانونية كالدستورية ؼبمارسة اغبريات ك اغبقوؽ العامة) من أجل السرعة يف ازباذ التدابَت الالزمة
ؼبواجهة اغبرب ،فهذه األحكاـ زبوؿ لرئيس اعبمهورية اللجوء إُف إجراءات استثنائية ك غَت اعتيادية تنطوم على
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1سعيد بوشعَت "،النظام السياسي الجزائري" ،ص .280
2تنص اؼبادة 96فقرة 1من دستور 1996على أنو":يوقف العمل بالدستور مدة حالة اغبرب ك يتوُف رئيس اعبمهورية صبيع السلطات".
72
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
قيد كبَت من خطورة على حقوؽ ك حريات األفراد ،فسلطات رئيس اعبمهورية يف حالة اغبرب كاسعة جدا حبيث
96من الدستور تنص على توليو لكامل يصعب اغبديث عن ضوابط ربد من فبارستها خاصة ك أف اؼباد
السلطات ،ك هبذا ينعدـ مبدأ الفصل بُت السلطات ك تندمج ىذه األخَتة يف شخص رئيس اعبمهورية.
استقر الفقو الدستورم على اعتبار القضاء سلطة قائمة بذاهتا كبقية السلطتُت التنفيذية ك التشريعية
ك ىي اغبقيقة اليت تبنتها جل األنظمة السياسية يف دساتَتىا بعدما كانت تنكر على القضاء صفة السلطة
ك تعتربه ؾبرد كظيفة سبهيدا إلىدار استقالليتو ك ذبريده من أىم خصائصو ،ك ىي خصوصيتو كسلطة تقف على
قدـ اؼبساكاة مع السلطتُت األخريُت حسب ما يقتضيو مبدأ الفصل بُت السلطات ك توزيعها.
ك اعبزائر بعدما كانت تعترب القضاء ؾبرد كظيفة أصبحت تعتربه حاليا سلطة مستقلة ما بُت السلطات
138من الثالث يف الدكلة ،ك اليت تقوـ على أساس الفصل بُت السلطات ك ىو ما نصت عليو صراحة اؼبادة
دستور .1996غَت أف الواقع العملي أثبت عكس ذلك حيث نالحظ ىيمنة رئيس السلطة التنفيذية ك أساسا
رئيس اعبمهورية على ىذا اعبهاز من خالؿ ربكمو يف اعبانب الوظيفي ك العضوم.
إف أساس قياـ مبدأ الفصل بُت السلطات يف الدكؿ يكوف باستقالؿ السلطات الثالث كل كاحة يف ؾباؿ
عملها،ك لكن ىذه االستقاللية إذا كانت تامة أثبت الفقو ك اعبانب العملي للمبدأ أنو سيكوف ؾبحفا ،ك عليو
يكوف االستقالؿ للسلطات على أساس التعاكف ك الرقابة فيما بينهم ك انطالقا من ىنا اعتمد الدستور اعبزائرم
لسنة 1996على ىذه الفكرة ك لو نظريا ،ألنو يف الواقع العملي قبد تفوؽ ك سيطرة السلطة التنفيذية على
اؼبؤسسة القضائية من خالؿ التدخل يف تعيُت ك متابعة سَت عمل القضاة ك كذا فبارسة الرقابة عن اجمللس األعلى
للقضاء.
73
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
إف السلطة التنفيذية ىي اليت تتوُف تعيُت القضاة بصريح نصوص الدستور ،ك يعتربكف موظفُت ك عليو
فهم خيضعوف أصال يف تعيينهم ك مرتباهتم ك ترقياهتم بالقانوف اإلدارم ك للسلطة التنفيذية مع ربفظات ىامة ينص
عليها الدستور ك التشريعات اػباصة بالقضاء لكفالة استقاللو ذباه السلطة التنفيذية ك لوضع الضمانات الالزمة
غبماية اعبهاز القضائي من أم تأثَت أك ضغط من جهة تلك السلطة .1
1996منح بصريح النص سلطة تعيُت القضاة ك رئيس ؾبلس الدكلة لرئيس اعبمهورية كفقا إف دستور
ألحكاـ اؼبادة 78من الدستور ،ك لقد جاء القانوف العضوم رقم ( ،2)11-04حيث كضع الشركط الواجب
توفرىا يف اؼبًتشح ؼبنصب القضاء ،كما أكدت اؼبادة 03منو على أنو يتم تعيُت القضاة دبوجب مرسوـ رئاسي
بناءا على اقًتاح من كزير العدؿ ،بعد مداكلة اجمللس األعلى للقضاء.
ك قد نصت اؼبادة 49على أف يتم التعيُت يف الوظائف لنوعية القضائية النوعية دبوجب مرسوـ رئاسي
كما كرد نفس اغبكم يف القانوف العضوم رقم 03-98يف نص اؼبواد 9، 8 ،7بأف رئيس اعبمهورية ىو الذم
يعُت رئيس ؿبكمة ك قضاة ؿبكمة التنازع ك قاض بصفة ؿبافظ ك ؿبافظ دكلة مساعد باقًتاح من كزير العدؿ ،بعد
األخذ بالرأم اؼبطابق للمجلس األعلى للقضاء.
نستنتج من ىذه النصوص أف الدستور ك النصوص القانونية كلها منحت للسلطة التنفيذية عن طريق
رئيس اعبمهورية صالحية التعيُت ألكؿ مرة للقضاة ك كذا للمناصب النوعية ك لكل أسالؾ القضاء العادم
ك اإلدارم ك على كل اؼبستويات ،ك ىذا يدؿ على أف السلطة القضائية ال سبلك ما يكفيها من صالحيات
ؼبمارسة مهامها يف استقاللية تامة ألف جهازىا البشرم ككل خاضع للسلطة التنفيذية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1رشيدة العاـ "،آليات رقابة السلطة التنفيذية على السلطة القضائية" ،ؾبلة اؼبنتدل القانوٓف ،جامعة بسكرة ،العدد ،07ص .49
2القانوف العضوم 11-04اؼبؤرخ يف 2004/09/06اؼبتضمن القانوف األساسي للقضاء (اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد 57الصادرة
بتاريخ .)2004/09/08
74
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
كما تقوـ السلطة التنفيذية فبثلة يف كزير العدؿ بالرقابة على اعبهاز اإلدارم ك السلطة القضائية ،فورد يف
القانوف العضوم رقم 11-04يف اؼبادة 26منو على أف كزير العدؿ ديكنو نقل قضاة النيابة العامة ك ؿبافظي
الدكلة ك القضاة العاملُت باإلدارة اؼبركزية لوزارة العدؿ...أك تعيينهم يف مناصب أخرل لضركرة اؼبصلحة مع إطالع
اجمللس األعلى للقضاء بذلك يف أقرب دكرة لو ،كما ديكن أف يصدر قرار إيقاؼ ضد قاض مع إعالـ مكتب
71سبنح لوزير العدؿ اجمللس األعلى للقضاء كفقا للمادة 65من القانوف العضوم السالف الذكر ،إف اؼبادة
70تثبيت عقوبة العزؿ صالحية توجيو إنذار للقاضي دكف فبارسة دعول تأديبية ضده ك قد حددت اؼبادة
ك اإلحالة على التقاعد التلقائي اليت تكوف دبوجب اؼبرسوـ الرئاسي كما توجد نصوص أخرل عديدة سبنح للسلطة
التنفيذية سلطة تسيَت اغبياة العملية للقضاة يف كل إجراءاهتا أما بالنسبة لقضاة النيابة العامة ك ؿبافظي الدكلة
فإهنم خيضعوف مباشرة لوزير العدؿ لوزير العدؿ بناءا على القانوف العضوم .11-04
من خالؿ ما سبق ديكن القوؿ أف السلطة التنفيذية ديكنها أف تضغط على القضاة دبا أهنا ىي اليت
تتحكم يف اعبانب اإلدارم ك اؼباِف عن طريق كزارة العدؿ ىذا من جهة ،ك من جهة أخرل يف بعض اغباالت
تتدخل االعتبارات الشخصية اليت تضمن يف شاغل اؼبناصب النوعية ك الوالء للسلطة اليت تقوـ بالتعيُت .1
3من القانوف العضوم ( ،2)12-04على تشكيل اجمللس األعلى للقضاء ك يتضح منها نصت اؼبادة
أف اؼبشرع قد منح رئاسة ك نيابة رئاسة اجمللس للسلطة التنفيذية فبثلة يف رئيس اعبمهورية ككزير العدؿ ،كما خص
رئيس اعبمهورية حبق تعيُت 06من أعضاء اجمللس من خارج سلك القضاء ،فمن بُت كل أعضاء اجمللس العشركف
خارج سلك القضاء كلهم تابعُت أك منبثقُت من إرادة السلطة التنفيذية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1رشيدة العاـ ،مرجع سابق ،ص .50
2القانوٓف العضوم 12-04اؼبؤرخ يف 2004/09/06اؼبتعلق بتشكيل اجمللس األعلى للقضاء ك عملو ك صالحيتو(اعبريدة الرظبية للجمهورية
اعبزائرية عدد 57الصادرة بتاريخ .)2004/09/ 08
75
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
إف رئاسة اجمللس األعلى للقضاء اليت تؤكؿ لرئيس اعبمهورية ليست شرفية ك إمنا ىي حقيقية ،حيث
ديارس سلطات قانونية ربت ىذه اؼبهمة كتوجيو استدعاءات لألعضاء غبضور اجتماعات اجمللس العادية
ك االستثنائية حسب نص اؼبادة 12من القانوف العضوم اػباص باجمللس األعلى للقضاء ،1كما نصت اؼبادة 13
من نفس القانوف على أنو يقوـ بضبط جدكؿ أعماؿ اجمللس ك جلساتو باالشًتاؾ مع اؼبكتب الدائم للمجلس
كما يعد صوتو مرجح عند تساكم األصوات(اؼبادة .)14من خالؿ ىذه النصوص ك غَتىا من النصوص القانونية
نالحظ أف مبدأ استقالؿ القضاء يعترب شعار من دكف ركح ،ألنو ال ؾباؿ لو من الناحية العملية ،فالسلطة
التنفيذية تلعب دكرا ىاما يف ؾباؿ السلطة القضائية من خالؿ حقها يف تعيُت القضاة ك ربكمها يف اعبانب
اإلدارم للمسار اؼبهٍت ؽبم ،ك تدخلها يف تعيُت بعض أعضاء اجمللس األعلى للقضاء ك ترأسو ،ك نيابة رئاستو
ك ربديد جدكؿ أعمالو ك سَته ،ك تنفيذ مقرراتو ،ك توفَت كسائل العمل لو ك سبويلو....إٍف.
كل ىذه تعد آليات يف يد السلطة التنفيذية للتأثَت على السلطة القضائية ،كما يعد كزير العدؿ لدل
السلطة القضائية من الركائز األساسية لقياـ أك عمل ىذه السلطة ،حيث يقوـ بتنفيذ قرارات العدالة ك تنسيق
الدعول العمومية ك تنشيطها ك أيضا السهر على تطبيق العدالة ك العقوبات .2
كما أف ىناؾ الكثَت كمن النصوص اؼبنظمة للسلطة القضائية ك اليت سبنح للسلطة التنفيذية حق إصدار
نصوص تنظيمية لتحديد الكثَت من اؼبسائل اؽبامة ك نذكر بعض اؼبواد على سبيل اؼبثاؿ (اؼبواد )38 ،17 ،8 ،5
من القانوف العضوم ،12-04ك كذلك اؼبواد ( )43 ،41 ،29 ،17من القانوف العضوم اػباص دبجلس
الدكلة.ك ىناؾ عدة نصوص تنفيذية سبنح سلطات للمؤسسة التنفيذية على حساب القضائية يف تسيَت أمورىا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1تنص اؼبادة 12من القانوف العضوم 12-04على أنو ":جيتمع اجمللس األعلى للقضاء يف دكرتُت عاديتُت يف السنة ،ك ديكنو أف جيتمع يف دكرات
76
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
تقتضي استقاللية السلطة القضائية أف ال تتدخل كل من اغبكومة ك اؽبيئات التابعة ؽبا بصفة مباشرة أك
غَت مباشرة يف إعطاء األكامر ؽبا ،أك توجيو عمل القضاة ػبدمة مصاٌف معينة على حساب أخرل ،أك فبارسة أم
شكل من أشكاؿ الضغط على القاضي ،ىذا األخَت جيب أف خيضع يف أداء عملو إُف ضمَته اؼبهٍت ك أحكاـ
القانوف ،إال أف التطور اغبديث للقانوف الدستورم يكشف تدخل اؽبيئة التنفيذية ك بصورة متفاكتة من دكلة إُف
أخرل يف عمل ك تنظيم السلطة القضائية ،ك تتجلى مظاىر تدخل السلطة التنفيذية يف أعماؿ السلطة القضائية
يف اعبزائر من خالؿ حق العفو ك زبفيض العقوبات أك استبداؽبا اؼبمنوح دستوريا لرئيس اعبمهورية ،ك كذلك من
خالؿ الدكر الذم تلعبو السلطة التنفيذية يف إجراءات التحقيق التمهيدية من خالؿ جهاز النيابة العامة.
يعود حق العفو يف الدستور اعبزائرم لرئيس اعبمهورية كفقا ألحكاـ اؼبادة 77فقرة 9ك اليت تنص على
ما يلي":يضطلع رئيس اعبمهورية باإلضافة إُف السلطات اليت زبوؽبا صراحة أحكاـ أخرل يف الدستور ،بالسلطات
ك الصالحيات اآلتية :لو حق إصدار العفو ك حق زبفيض العقوبات أك استبدؽبا ".
اختص رئيس اعبمهورية بالعفو عٌت العقوبات اليت صدر هبا حكم هنائي حائز لقوة الشيء اؼبقضي بو يف
حق شخص أك أشخاص معينُت ،ك ىذا اغبق غَت قابل للتفويض .1ك ىذا يعٍت أف السلطة التنفيذية ىي الوحيدة
اليت سبلك اغبق دكف غَتىا ،ك أثار العفو تكمن يف العقوبة حبد ذاهتا ك ال سبتد إُف اعبردية ك ال إُف اغبكم ،كما أهنا
ال ديكن أف توقع عقوبات تبعية أك تكميلية بناءا على ىذا العفو ،كما انو ال أثر ؽبذا األخَت على ما قد ينشا للغَت
من اغبقوؽ اؼبدنية اؼبًتتبة على اعبردية ،كما أف العفو يسرم على اؼبستقبل يسرم على اؼبستقبل منذ تاريخ األمر بو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1تنص اؼبادة 87فقرة 2من دستور 1996على أف رئيس اعبمهورية ":ال جيوز أف يفوض سلطتو يف اللجوء إُف االستفتاء ،ك حل اجمللس الشعيب
الوطٍت ،كتقرير إجراء االنتخابات التشريعية قبل أكاهنا ،ك تطبيق األحكاـ اؼبنصوص عليها يف اؼبواد 77ك 78ك 91ك من 93إُف 95ك 97
ك 124ك 126ك 127ك 128من الدستور".
77
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
ك ىو أمر شخصي دينح لشخص أك أكثر ال لنوع معُت من اعبرائم ك قد جرل إصدار العفو عن العقوبة من كقت
آلخر بالنسبة ؼبن أمضوا من العقوبة قدرا معينا إذا ما أريد اإلفراج عنهم غبسن السلوؾ .1
عادة ما يلجا رئيس اعبمهورية إُف ىذه الوسيلة يف اؼبناسبات الوطنية ك الدينية ،كيشمل العفو العقوبة
بصفة كلية أم إلغاء ما تبقى منها كليا ،ك ىذا ما نصت عليو نصوص كثَتة نذكر منها على سبيل اؼبثاؿ اؼبادة
16من األمر 01-06اليت حددت أنو يستفيد األشخاص احملكوـ عليهم هنائيا بسبب ارتكاهبم أك مشاركتهم
2من العفو طبقا لألحكاـ يف ارتكاب فعل أك أكثر من األفعاؿ اؼبنصوص عليها يف األحكاـ اؼبذكورة يف اؼبادة
اؼبنصوص عليها يف الدستور.2
ك قد يكوف العفو بتخفيض العقوبة أك استبداؽبا ك ىناؾ أمثلة كثَتة ك متعددة خاصة يف اؼبناسبات الدينية
أك الوطنية ك اليت على أساسها قاـ رئيس اعبمهورية بتخفيض اؼبدة .3
إف استخداـ كسيلة زبفيض أك استبداؿ العقوبة ذبعل رئيس اعبمهورية حيل ؿبل القاضي فيستبدؿ العقوبة
األشد بالعقوبة األخف منها ،مثل إحالؿ عقوبة السجن اؼبؤبد ؿبل عقوبة اإلعداـ ك ىذا يعد من صميم األعماؿ
القضائية ،ك تستمد السلطة التنفيذية شرعية فبارستها ىاتو الصالحيات على حساب السلطة القضائية من أحكاـ
الدستور ك النصوص القانونية ،ك بالرغم مكن أف الدستور منح حق العفو لرئيس اعبمهورية إال أنو جعلو يلجأ إُف
اجمللس األعلى للقضاء ألخذ رأيو يف اؼبوضوع ،4ك لكن ىذا اإلجراء يبقى شكليا ألنو يعترب رأيا استشاريا ال غَت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
رشيدة العاـ ،مرجع سابق ،ص.51
2راجع يف ذلك األمر رقم 01-06اؼبؤرخ يف 2006/02/27يتضمن تنفيذ ميثاؽ السلم ك اؼبصاغبة الوطنية( اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية
عدد 11الصادرة بتاريخ .)2006/02/28
3راجع يف ذلك اؼبرسوـ الرئاسي رقم 335-04اؼبؤرخ يف 2004/10/26يتضمن إجراءات عفو دبناسبة الذكرل اػبمسُت إلندالع ثورة نوفمرب
( 1954اًفريدة اؿرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد 68الصادرة بتاريخ .)2004/10/27
4تنص اؼبادة 156من دستور 1996على ما يلي ":يبدم اجمللس األعلى للقضاء رأيا استشاريا قبليا يف فبارسة رئيس اعبمهورية حق العفو".
78
مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996 الفصل الثاني
1996بعض األحكاـ اليت تنص على استقاللية القاضي يف فبارسة مهامو ،فقد نصت تضمن دستور
اؼبادة 147على ما يلي":ال خيضع القاضي إال للقانوف" ك نصت اؼبادة 148على أف ":القاضي ؿبمي من كل
أشكاؿ الضغوط ك التدخالت ك اؼبناكرات اليت قد تضر بأداء مهمتو أك سبس نزاىة حكمو".
148تنص ما يالحظ على ىذه األحكاـ أهنا جاءت عامة تنقصها الدقة ك الوضوح ،فإذا كانت اؼبادة
ضمن أحكامها على اغبماية اؼبقرر للقاضي أثناء أداء مهامو ،إال أف ذلك ال خيلو من النقائص حيث َف توضح
اؽبيئة أك اعبهة اليت يوكل ؽبا توفَت اغبماية اؼبقرر للقاضي ك ىو ما يضعف إُف حد بعيد مبدأ االستقاللية.كما أف
138من دستور ىذه األحكاـ تعرب عن تدخل السلطة التنفيذية يف عمل السلطة القضائية فمن خالؿ اؼبادة
1996يفهم ضمنيا أف اؼبقصود ىنا ىو القانوف دبفهومو الواسع ،فبا يفتح اجملاؿ كاسعا أماـ السلطة التشريعية
ك التنفيذية ،صاحبة االختصاص يف إنشاء القواعد القانونية اليت تأخذ كصف التشريع أك التنظيم بأف تقيد
ك تضبط فبارسة القاضي ؼبهامو.
ك يف ىذا السياؽ أقر اؼبشرع مشاركة السلطة التنفيذية إُف جانب السلطة القضائية يف العمل القضائي
خاصة يف مرحلة اإلجراءات التمهيدية للتحقيق ك التحرم ،كذلك من خالؿ ضباط الشرطة القضائية الذين
ديارسوف مهمتهم ربت إشراؼ ككيل اعبمهورية فبثل النيابة العامة ،ك اػباضع مباشرة لوصاية كزير العدؿ.
ك نظرا للدكر الذم تقوـ بو النيابة العامة سواء عن طريق الضبطية القضائية أك عن طريق ككيل اعبمهورية
أثناء اؼبتابعة أك التحقيق أك اإلهتاـ ،ديكن لوزير العدؿ التػأثَت على ؾبريات السلطػػة القضائية ،ك قد كشف الواقع
العملي التدخل اؼبستمر من قبل كزير العدؿ يف اختصاصات ك عمل السلطة القضائية من خالؿ إصدار كتوجيو
1
تعليمات للقضاة فبا أثر على استقاللية القضاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1عبد اغبميد يوسف ،مرجع سابق ،ص 165
79
الخـ ـ ـ ــاتمة
الخاتمة
الخاتمة:
إف من مزايا مبدأ الفصل بُت السلطات أنو يضمن حقوؽ ك حريات األفراد ،ك ذلك بأف تكوف كل
سلطة من السلطات حريصة على القياـ بوظيفتها ،ك يف نفس الوقت تكوف حريصة أكثر على إظهار أكجو
التقصَت لدل السلطات األخرل ،انطالقا من عالقة التوازف اليت تتحقق عن طريق الرقابة اؼبتبادلة بينها ،ك الوصوؿ
ؽبذا اؽبدؼ يتطلب اػبضوع للقانوف ك كجود مساكاة ك تعادؿ حقيقي بُت السلطات.
فمن خالؿ دراسة موضوع مبدأ الفصل بُت السلطات يف النظاـ الدستورم اعبزائرم يف ظل دستور
،1996يتبُت حقيقة تبٍت اؼبؤسس الدستورم للمبدأ ك إعمالو ؼبظاىر الفصل اؼبرف بُت السلطات ،يتجلى ذلك
من طريقة تنظيمو للسلطات العامة بتخصيص فصل مستقل لكل سلطة مع تبياف كظيفة ك اختصاص كل كاحدة
ىذا من ناحية ،ك من ناحية ثانية أقرت بعض القوانُت ك كذا األنظمة الداخلية للربؼباف ضركرة التعاكف بُت
السلطات ،مع منح كسائل ك آليات لكل سلطة عن طريقها تكوف الرقابة اؼبتبادلة بينها ،خاصة بُت السلطتُت
التنفيذية ك التشريعية ،ىذا كلو يف سبيل ربقيق التوازف ك عدـ استئثار إحدل السلطات باغبكم .
لكن اؼبالحظ على تنظيم السلطات ك الصالحيات اؼبمنوحة ؽبا ،يظهر جليا تفوؽ السلطة التنفيذية
أساسا رئيس اعبمهورية على باقي السلطات ،فقد منحو الدستور صالحيات جد كاسعة سواء يف اغباالت العادية
أك يف اغباالت غَت العادية على النحو الذم بيناه سابقا ،ك من بُت أخطر الصالحيات اؼبمنوحة لرئيس اعبمهورية
يف مواجهة السلطة التشريعية ىو حق اغبل ،الذم يعترب سالحا فتاكا يف كجو الربؼباف(اجمللس الشعيب الوطٍت) ،ألف
استعماؿ ىذا اغبق يرجع للسلطة التقديرية لرئيس اعبمهورية يف غياب ضوابط حقيقية ربوؿ دكف استعمالو.
زد على ذلك ديتلك رئيس اعبمهورية حق االعًتاض على القوانُت اليت مت التصويت عليها من قبل الربؼباف
من خالؿ طلب إجراء مداكلة ثانية ،ك كذلك خوؿ الدستور لرئيس اعبمهورية تعيُت نسبة من أعضاء الربؼباف .
أما فيما خيص العالقة بُت السلطتُت التنفيذية ك التشريعية فنجد اؼبشرع اعبزائرم بقدر ما منح السلطة
التشريعية مكانة خاصة بعد تكريسو ؼببدأ الفصل بُت السلطات ،ك اعتناقو الزدكاجية الربؼباف ،بقدر ما أثبت تبعية
السلطة التشريعية للسلطة التنفيذية ك بطريقة قانونية .
81
الخاتمة
فمن جهة التشريع قبده حدد اجملاالت اليت يشرع فيها الربؼباف على سبيل اغبصر ،ك من مث اعتربه
االستثناء بالرغم من أنو االختصاص األصيل للسلطة التشريعية ،يف اؼبقابل جعل ؾباؿ السلطة التنظيمية مفتوحا
باعتباره األصل.
أما من حيث طبيعة العالقة بُت السلطة التنفيذية ك التشريعية ال ننكر أف ىناؾ ؾباالت تعاكف بينهما
لكن بشكل ينبأ بتدخل السلطة التنفيذية يف الوظيفة التشريعية ،ك بالتاِف فقداف مبدأ التوازف اؼبفركض ؽبذه
العالقة.
ك عن فبارسة الرقابة على أعماؿ اغبكومة من قبل السلطة التشريعية فاؼبالحظ ىو عدـ كاقعية ىذه الرقابة
الربؼبانية ك اليت تكاد تكوف نسبية ،حيث اقتصر استخداـ النواب آلليات الرقابة احملدكدة االستعماؿ ك اليت تتجو
غالبيتها إُف األسئلة ك توجيهها كبو األمور األقل تأثَتا لألكضاع العامة للبالد ،ك اؼبتتبع ؼبسَتة النظاـ السياسي
اعبزائرم منذ أكؿ دستور بعد االستقالؿ جيد أنو َف يتم سحب الثقة من أم حكومة إُف يومنا ىذا ،فآليات الرقابة
اؼبمنوحة للربؼباف ال تعدك أف تكوف شكلية ،ك إف استعملت فهي مقيدة بشركط تعجيزية.
138منو ،إال أف أما السلطة القضائية فبالرغم من أف الدستور منحها االستقاللية كفقا لنص اؼبادة
الشيء اؼبالحظ على أرض الواقع ىو ىيمنة السلطة التنفيذية على اعبهاز القضائي عضويا ككظيفيا كما أشرنا إليو
سابقا.
إف ىذه اؼبالحظات ك النتائج اليت توصلنا إليها من خالؿ دراسة ىذا اؼبوضوع ،ك من باب اؼبشاركة ك لو
بالقليل يف توضيح موقف اؼبشرع اعبزائرم ك تفسَته ؼببدأ الفصل بُت السلطات ،أملت علينا ضركرة التفكَت يف
سبل تضمن تطبيق ىذا اؼببدأ بشكل يضمن التوازف بُت السلطات ،ك لذلك ارتأينا تقدٔف بعض االقًتاحات لعلها
تؤخذ بعُت االعتبار:
-ضركرة إعادة النظر يف النصوص الدستورية ك إعطاء صالحيات متوازنة لكل السلطات ،ك عدـ استئثار
السلطة التنفيذية جبل الصالحيات.
-كضع قواعد دستورية تضمن عدـ تدخل أم سلطة يف اختصاصات السلطات األخرل.
-إعادة النظر يف النصوص القانونية اؼبنظمة للعالقة بُت السلطتُت التنفيذية ك التشريعية دبا حيقق التوازف
ك االستقرار بينهما.
82
قائمة المراجع
قائمة المراجع
قائمة المراجع
اإلسكندرية ،مصر -4سامي صباؿ الدين ،تدرج القواعد القانونية ك مبادئ الشريعة اإلسالمية ،منشأة اؼبعارؼ،
.1986
-5سعيد بوشعَت ،النظاـ السياسي اعبزائرم ،الطبعة ،1دار اؽبدل للطباعة ك النشر ،عُت مليلة ،اعبزائر.1993 ،
-6سعيد بوشعَت ،القانوف الدستورم ك النظم السياسية اؼبقارنة ،طرؽ فبارسة السلطة(أسس األنظمة السياسية
كتطبيقات عنها) ،ج ،2ط ،3ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،اعبزائر1999. ،
-7سليماف طماكم ،مبادئ القانوف الدستورم ،طبعة ، 1دار الفكر العريب،القاىرة1960. ،
-8سليماف ؿبمد الطماكم النظم السياسية ك القانوف الدستورم ،دراسة مقارنة ،دار الفكر العريب ،القاىرة.1988 ،
-9عبد العزيز السيد اعبوىرم ،القانوف ك القرار اإلدارم يف الفًتة ما بُت اإلصدار ك الشهر-دراسة مقارنة -ديواف
اؼبطبوعات اعبامعية ،اعبزائر 1995.
-10عبد اهلل بوقفة ،أساليب فبارسة السلطة يف النظاـ السياسي اعبزائرم،دراسة مقارنة ،دار ىومة اعبزائر.2002 ،
-11عقيلة خرباشي ،العالقة الوظيفية بُت اغبكومة ك الربؼباف ،دار اػبلدكنية للنشر ك التوزيع ،اعبزائر . 2007 ،
-12عمار بوضياؼ ،الوجيز يف القانوف اإلدارم ،دار رحيانة ،اعبزائر.1999 ،
،دار اػبلدكنية للنشر -13عمار عباس ،الرقابة الربؼبانية على عمل اغبكومة يف النظاـ الدستورم اعبزائرم ،اعبزائر
ك التوزيع . 2006،
84
قائمة المراجع
-14عمار عوابدم ،نظرية القرارات اإلدارية بُت علم اإلدارة العامة ك القانوف اإلدارم ،الطبعة الثانية ،دار ىومة،
اعبزائر1999. ،
-15عمر حلمي فهمي ،الوظيفة التشريعية لرئيس الدكلة يف النظامُت الرئاسي ك الربؼبآف ،دراسة مقارنة ،ط ،1دار
الفكر العريب.1980،
-16فوزم أكصديق ،النظاـ الدستورم اعبزائرم ككسائل التعبَت اؼبؤسسايت ،الطبعة ، 2ديواف اؼبطبوعات اعبامعية
اعبزائر 2008.،
-17ماجد راغب اغبلو ،الدكلة يف ميزاف الشريعة ،النظم السياسية،دار اؼبطبوعات اعبامعية ،االسكندرية ،مصر
. 1999
-18مولود ديداف ،مباحث يف القانوف الدستورم ك النظم السياسية ،دار بلقيس للنشر اعبزائر. 2007 ،
-19ؿبمد سليماف الطماكم ،السلطات الثالث يف الدساتَت العربية ك يف الفكر اإلسالمي ،الطبعة ،5مطبعة
جامعة عُت مشس ،مصر1986. ،
-20ؿبمود عاطف البنا ،الوسيط يف النظم السياسية ،ط ،1دار الفكر العريب ،القاىرة ،مصر1988. ،
-21ؿبمد الصغَت بعلي ،الوجيز يف اؼبنازعات اإلدارية ،دار العلوـ ،عنابة.2002 ،
85
قائمة المراجع
ا لرسائل ك اؼبذكرات:
--كليد شريط ،السلطة التشريعية من خالؿ التطور الدستورم اعبزائرم ،أطركحة لنيل شهادة الدكتوراه يف القانوف 1
العاـ ،جامعة تلمساف 2012.-2011
-فتاح شباح ،تصنيف األنظمة السياسية اللبَتالية على أساس مبدأ الفصل بُت السلطات (دراسة حالة النظم 2
السياسي اعبزائرم) ،مذكرة لنيل شهادة اؼباجستَت يف العلوـ السياسية ،جامعة باتنة 2008.-2007
-3عبد اغبميد يوسف،مبدأ الفصل بُت السلطات يف ظل النظاـ الدستورم اعبزائرم ،مذكرة من أجل اغبصوؿ على
شهادة اؼباجستَت يف اغبقوؽ ،فرع القانوف الدستورم ،جامعة اعبزائر.2010/2009 ،
اؼبقاالت
07 -1رشيدة العاـ ،آليات رقابة السلطة التنفيذية على السلطة القضائية ،ؾبلة اؼبنتدل القانوٓف،العدد
جامعة بسكرة.2010، ،
-2رياض دنش ،الرقابة الربؼبانية على أعماؿ اغبكومة اعبزائرية يف ظل التعديل الدستورم لسنة ، 1996ؾبلة اؼبنتدل
القانوٓف ،العدد ،01جامعة بسكرة . 2005
-3عمار عوابدم ،رئاسة الربؼباف يف القانوف الربؼبآف اعبزائرم،ؾبلة اؼبفكر الربؼبآف ،العدد ،5اعبزائر.2004 ،
-4فريد علواش ك نبيل قرقور ،مبدأ الفصل بُت السلطات يف الدساتَت اعبزائرية ،ؾبلة االجتهاد القضائي ،العدد
04جامعة بسكرة. 2008 ،
-5مراد بدراف ،االختصاص التشريعي لرئيس اعبمهورية دبقتضى اؼبادة 124من الدستور"النظاـ القانوٓف لألكامر"
ؾبلة اإلدارة ،اجمللد ،20العدد .2000 ، 02
الدساتير
1996/12/07 438-69اؼبؤرخ يف -1دستور 1996مت إصداره دبوجب اؼبرسوـ الرئاسي رقم
(اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد 76الصادرة بتاريخ .)1996/12/08
86
قائمة المراجع
األوامر:
-األمر رقم 01-06اؼبؤرخ يف 2006/02/27يتضمن تنفيذ ميثاؽ السلم ك اؼبصاغبة الوطنية( اعبريدة الرظبية
للجمهورية اعبزائرية عدد 11الصادرة بتاريخ .)2006/02/28
القوانين:
-1القانوف رقم 01-01اؼبؤرخ يف 2001/01/31اؼبتعلق بعضو الربؼباف ( اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد
09الصادرة بتاريخ .)2001/02/04
-7القانوف العضوم 02-99اؼبؤرخ يف 1999/03/08اؼبتعلق بتنظيم اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة
ك عملهما ك كذا العالقات الوظيفية بينهما ك بُت اغبكومة.
-8القانوف العضوم 11-04اؼبؤرخ يف 2004/09/06اؼبتضمن القانوف األساسي للقضاء ( اعبريدة الرظبية
للجمهورية اعبزائرية عدد 57الصادرة بتاريخ .)2004/09/08
87
قائمة المراجع
المراسيم:
-1اؼبرسوـ الرئاسي رقم 39 -92اؼبؤرخ يف (1992/02/04اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد 10الصادرة
بتاريخ .)1992/02/09
-2اؼبرسوـ الرئاسي رقم 335-04اؼبؤرخ يف 2004/10/26يتضمن إجراءات عفو دبناسبة الذكرل اػبمسُت
إلندالع ثورة نوفمرب ( 1954اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد 68الصادرة بتاريخ .)2004/10/27
-3اؼبرسوـ الرئاسي رقم 196-91اؼبتضمن إعالف حالة اغبصار( اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد 29
الصادرة بتاريخ .)1991/04/12
-4اؼبرسوـ الرئاسي رقم 01-92اؼبؤرخ يف (1992/01/04اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد 2الصادرة
بتاريخ .)1991/01/08
-5اؼبرسوـ الرئاسي رقم 44-92اؼبؤرخ يف 1992/02/09اؼبتضمن إعالف حالة الطوارئ(اعبريدة الرظبية
للجمهورية اعبزائرية عدد . )10
-6اؼبرسوـ التنفيذم رقم 332-04اؼبؤرخ يف 2004/10/24ك احملدد لصالحيات كزير العدؿ( اعبريدة الرظبية
للجمهورية اعبزائرية عدد 57الصادرة بتاريخ .)2004/10/24
اإلعالنات:
-1إعالف إقامة ؾبلس أعلى للدكلة بتاريخ ( 1992/01/14اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد 03الصادرة
بتاريخ .)1992/01/15
88
قائمة المراجع
-1النظاـ الداخلي جمللس األمة اؼبؤرخ يف (1999/12/28اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد .)84
(2000/07/30اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية -2النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت اؼبؤرخ يف
عدد .)46
89
الفهـ ـ ـ ـ ــرس
الفهـــــــرس
الفهرس
................................
.............
أ -د ................................ المقدمة
.................
6 الفصل األول :مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور 1996
.................
7 المبحث األول:تنظيم السلطات العامة في دستور 1996
.........................
........
7 المطلب األول :السلطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة التنفيذيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
.................
................................
7 الفرع األول:رئيس الجمهوري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
.................
................................
8 أوال:انتخاب رئيس الجمهورية
...................
................................
10 ثانيا:صالحيات رئيس الجمهورية
...................
................................
12 الفرع الثاني :الحكومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
...................
12 ................................ أوال:تعيين الوزير األول
..........................
.......
13 ثانيا:الشروط الواجب مراعاتها لتعيين الوزير األول
...................
................................
14 المطلب الثاني:السلطة التشريعيـ ـ ــة
......................
14
... الفرع األول:تشكيلة البرلمان و شروط العضوية فيو
...................
................................
14 أوال :المجلس الشعبي الوطني
.......................
....
15 ................................ ثانيا :مجلس األمة
الفو ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرس
..............................
...........
17 الفرع الثاني :ىياكل البرلمان و اختصاصاتو
......................
17
... ................................ أوال:ىياكل البرلمان
...................
21
................................ ثانيا:اختصاصات البرلمان
..................
................................
22 المطلب الثالث :السلطة القضائية
.................
................................
22 الفرع األول :تنظيم الهيكل القضائي
...................
23
................................ أوال:تنظيم القضاء العادي
...................
................................
23 ثانيا:تنظيم القضاء اإلداري
.................
................................
26 الفرع الثاني:وظيفة السلطة القضائية
.......................
....
26 ................................ أوال:سلطة التفسير
........................
.....
27 ................................ ثانيا:سلطة التنفيذ
............................
.........
28 المبحث الثاني :طبيعة العالقة بين السلطات
...................
28 المطلب األول :مظاىر التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية
.................
28 الفرع األول:تدخل الحكومة إلى جانب البرلمان في المجال التشريعي
...................
29 الفرع الثاني:مساىمة رئيس الجمهورية في العمل التشريعي
...................
................................
29 أوال:سلطة إصدار و نشر القوانين
الفو ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرس
.......................
....
30 ................................ ثانيا:سلطة التنظيم
...................
................................
30 ثالثا:حق االعتراض على القوانين
........
31 المطلب الثاني:آليات الرقابة المتبادلة بين السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية
...................
32 الفرع األول:رقابة السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية
...................
32 أوال:وسائل الرقابة البرلمانية المرتبة للمسؤولية السياسية للحكومة
...................
35 ثانيا :وسائل الرقابة البرلمانية غير المرتبة للمسؤولية السياسية للحكومة
...................
39 الفرع الثاني :آليات تأثير السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية
......................
39
... أوال:تدخل السلطة التنفيذية في تشكيل مجلس األمة
.......................
....
39 ثانيا:تدخل السلطة التنفيذية في سير العمل البرلماني
...................
................................
40 ثالثا :حل المجلس الشعبي الوطني
...................
43 الفصل الثاني:مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور 1996
...................
44 المبحث األول:ممارسة الجهاز التنفيذي للوظيفة التشريعية
.........
44 المطلب األول:االختصاص التشريعي لرئيس الجمهورية في ظل الظروف العادية
................................
...............
44 الفرع األول:التشريع عن طريق األوامر
...................
45 أوال :التشريع بموجب األوامر طبقا لنص المادة 124من الدستور
الفو ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرس
...................
49 ثانيا :التشريع بموجب األوامر طبقا لنص المادة 120من الدستور
.............................
..........
55 الفرع الثاني:التشريع أثناء فترة حل البرلمان
...................
56
................................ أوال :أسباب حل البرلمان
...................
56................................ ثانيا :شروط حل البرلمان
...........................
........
58 الفرع الثالث:التشريع عن طريق آلية االستفتاء
...................
................................
59 أوال :األسس الدستورية لالستفتاء
................
................................
62 ثانيا :القيمة القانونية للتشريع االستفتائي
......
62 المطلب الثاني:السلطات التشريعية لرئيس الجمهورية في ظل الظروف غير العادية
............................
.........
63 الفرع األول:إعالن حالة الطوارئ أو الحصار
..................
................................
63 أوال:مفهوم حالتي الطوارئ أو الحصار
...................
64 ثانيا:القيود الواردة على إعالن حالتي الطوارئ و الحصار
.................
................................
66 الفرع الثاني:إعالن الحالة االستثنائية
...................
................................
67 أوال:شروط تقرير الحالة االستثنائية
...................
69 ثانيا:مجال السلطة التشريعية لرئيس الجمهورية أثناء الحالة االستثنائية
...................
................................
71 الفرع الثالث:إعالن حالة الحرب
الفو ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرس
..............................
...........
71 أوال:الشروط الموضوعية إلعالن حالة الحرب
....................
71. ................................ ثانيا:الشروط الشكلية
..........
73 المبحث الثاني:تحكم السلطة التنفيذية في الجانب العضوي للجهاز القضائي
...................
73 المطلب األول:التحكم في الجانب العضوي لجهاز القضاء
.............................
..........
74 الفرع األول:تعيين ومتابعة سير عمل القضاة
........................
.....
75 الفرع الثاني:الرقابة على المجلس األعلى للقضاء
.............
77 المطلب الثاني:تدخل السلطة التنفيذية في الجانب الوظيفي لجهاز القضاء
...................
77 الفرع األول:حق العفو و تخفيض العقوبات و استبدالها
...................
79 الفرع الثاني:تدخل السلطة التنفيذية أثناء إجراء التحقيق
................................
..............
81 ................................ الخاتمة
...........................
........
84 ................................ قائمة المراجع
الفهرس