You are on page 1of 101

‫جـامعة ‪ 08‬ماي ‪1945‬‬

‫السياسيـ ـة‬
‫ــ‬ ‫والعل ـوم‬
‫الحق ـ ـوق ـ ـ‬
‫ـ‬ ‫كليـة‬
‫ــ‬

‫تخصص‪ :‬قانون عام (منازعات إدارية)‬ ‫قسم العلوم القانونية و اإلدارية‬

‫مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في القانون‬

‫مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‬

‫تحت اشراف‬ ‫إعداد الطلبة‪:‬‬


‫الدكتور ‪ :‬حميداني محمد‬ ‫‪ -‬براىمية رفيق‬
‫‪ -‬بوزعرورة عبد الرحيم‬

‫تشكيل لجنة المناقشة‬


‫الصفة‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫الجامعة‬ ‫األستاذ‬ ‫الرقم‬
‫مشرفا‬ ‫دكتور‬ ‫‪ 08‬ماي ‪1945‬‬ ‫حميداني محمد‬ ‫‪01‬‬
‫رئيسا‬ ‫دكتورة‬ ‫‪ 08‬ماي ‪1945‬‬ ‫بوخميس سهيلة‬ ‫‪02‬‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫دكتورة‬ ‫‪ 08‬ماي ‪1945‬‬ ‫العايب سامية‬ ‫‪03‬‬

‫السنة الجامعية ‪2015/2014‬‬


‫السنة الجامعية ‪2015/2014‬‬
‫شكر و تقدير‬

‫ربي لك الحمد كما ينبغي لجالل وجهك و عظيم‬

‫سلطانك كما يسرت‬

‫لنا إعداد و انجاز هذه المذكرة‬

‫كل االمتنان و العرفان الموصول إلى كل من ساهم‬

‫و شجع على المضي‬

‫قدما في إكمال هذه المذكرة وأخص بالذكر‬

‫األستاذ الفاضل"حميداني محمد"‬

‫على كل ما بذله من جهد في تأطير و إخراج‬

‫هذه المذكرة كما نتقدم بالشكر و العرفان‬

‫لجميع األساتذة الذين كان‬

‫لهم الفضل في تكويننا الدراسي‬

‫السنة الجامعية ‪2015/2014‬‬


‫الحمد هلل رب العالمين و الصالة و السالم‬
‫على خير‬

‫خلق اهلل سيدنا محمد و على آله و صحبه‬


‫أجمعين‬

‫أهدي ثمرة جهدي إلى الوالدين‬


‫الكريمين و أتمنى لهما دوام الصحة و‬
‫العافية‬

‫إلى شريكة حياتي و أم أوالدي‪ ،‬الزوجة‬


‫الغالية‬
‫إلى أبنائي رياحين حياتي "محمد إياد"و‬
‫"عبد الرؤوف"‬

‫إلى كل من دعمني و شجعني على‬


‫مواصلة دربي‬

‫السنة الجامعية ‪2015/2014‬‬


‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫إليك يا من ال يمكن للكلمات أن توفي حقها‬

‫يا من ال يمكن لألرقام أن تحصي فضائلها‬

‫يا سر نجاحي و سعادتي في حياتي ‪″‬أمي الحنون ‟‬

‫إلى من أرى التفاؤل بعينيه والسعادة في ضحكته ‚إلى سندي طيلة حياتي ‚‬
‫رمز المسؤولية واإلرادة ‪″‬أبي الغالي و قرة عيني‟‬

‫إلى أختي الغالية ‪″‬أسماء‟ الناصحة و المرشدة للدرب وابنها الكتكوت‬


‫الصغير‪″‬انس‟و زوجها ‪″‬وليد‟‬

‫إلى أخي السند و الذراع األيمن ‪″‬صالح‟‬

‫إلى النفس البريئة و الشمعة التي أنارت وسط دفئ األسرة ‪″‬بثينة ‟‬

‫إلى زميلي محمد الذي لم يبخل عليا بنصائحه‬

‫إلى رفيق الدرب ‪″‬توتو‟ ‪″‬احمد‟و‪″‬وليد‟‬

‫الي كل من ساعدوني ولم يبخلوا عليا بنصائحهم و معلوماتهم‬

‫إلى كل األصدقاء والزمالء‬

‫إلى جميع األساتذة‬

‫القدي‬
‫ر‬ ‫أتمنى التوفيق والفالح من اهلل العلي‬

‫ونسعى للمزيد بعون اهلل تعالى‬

‫السنة الجامعية ‪2015/2014‬‬


‫المقدمـ ـ ـ ـ ــة‬

‫السنة الجامعية ‪2015/2014‬‬


‫المقدمـــــــــة‬

‫المقدمة‬

‫يعترب مبدأ الفصل بُت السلطات حجر الزاكية يف أم نظاـ دديقراطي‪ ،‬ك قد ساعد ىذا اؼببدأ على ظهور‬
‫االذباىات ك اؼببادئ الدديقراطية اليت هتدؼ إُف ضماف اغبريات األساسية لإلنساف ك مقاكمة الظلم ك االستبداد‬
‫كَف يكن اؼببدأ معركفا يف التشريعات القددية‪ ،‬إذ كانت السلطة حقا شخصيا للحاكم تتجمع يف يده فيمارس‬
‫اختصاصاهتا كافة كيستأثر جبميع امتيازاهتا‪.‬‬

‫ك يف القرنُت السادس عشر ك السابع عشر ظهرت ؿباكالت للحد من السلطة اؼبطلقة‪ ،‬ك توزيع السلطات‬
‫على ىيئات متعددة سبارس عملها مشًتكة‪ ،‬نظرا ألف تركيز السلطة يف يد اغباكم كاف يؤدم إُف أخطار بالغة‬
‫اؼبدل على اغبريات الفردية‪ ،‬ك يدفع اغباكم لالستبداد ك الطغياف‪.‬‬

‫ك كاف مبدأ الفصل بُت السلطات من اؼببادئ اؽبامة اليت اىتم هبا الفكر الفلسفي اإلنسآف حيث ارتبط‬
‫ىذا اؼببدأ باسم الفيلسوؼ الفرنسي الشهَت مونتيسكيو‪ ،‬فبعد أف قسم ىذا األخَت كظائف الدكلة إُف‬
‫ثالث‪:‬تنفيذية‪ ،‬تشريعية ك قضائية‪ ،‬رأل ضركرة فصلها ك توزيعها على ىيئات مستقلة‪ ،‬ألف ذبميعها يف يد ىيئة‬
‫كاحدة يؤدم إُف االستبداد‪ ،‬على أف يكوف ىذا الفصل بُت تلك اؽبيئات ال ينصرؼ إُف ؾبرد توزيع السلطة‪ ،‬بل‬
‫يتعداه إُف تنظيم العالقة بينها‪.‬‬

‫ك قد ظهر مبدأ الفصل بُت السلطات كسالح من أسلحة الكفاح ضد اغبكومات اؼبطلقة اليت كانت‬
‫تعمد إُف تركيز صبيع السلطات يف يدىا‪ ،‬ك كوسيلة للتخلص من استبداد اؼبلوؾ ك سلطتهم اؼبطلقة‪.‬‬

‫ك فكرة تقسيم كظائف الدكلة إُف كظيفة تنفيذية ك تشريعية ك قضائية‪ ،‬كاستئثار كل سلطة من سلطات‬
‫الدكلة إلحدل ىذه الوظائف ؽبا تاريخ قدٔف‪ ،‬فقد أشار الفيلسوؼ اليونآف أرسطو إُف مبدأ الفصل بُت السلطات‬
‫عن طريق بياف الوظائف األساسية للسلطة ك ىي كظيفة اؼبداكلة‪ ،‬كظيفة األمر‪ ،‬كظيفة العدالة ‪.1‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬سعيد بوشعَت‪" ،‬القانون الدستوري و النظم السياسية المقارنة "‪ ،‬طرؽ فبارسة السلطة(أسس األنظمة السياسية كتطبيقات عنها)‪ ،‬ج ‪ ،2‬ط ‪3‬‬
‫ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬اعبزائر‪ ،1999 ،‬ص ‪.165‬‬

‫‌أ‬
‫المقدمـــــــــة‬

‫ك كذلك فإف أفالطوف قد رأل ضركرة توزيع كظائف الدكلة ك أعماؽبا اؼبختلفة على ىيئات متعددة مع‬
‫إقامة التوازف ك التعاكف فيما بينها حىت ال تستبد ىيئة باغبكم يف الدكلة فتضطرب أحواؽبا ‪.‬‬

‫أما جوف لوؾ فيُعترب أكؿ فقيو عرب عن مبدأ الفصل بُت السلطات بنظريات عامة‪ ،‬حيث قسم سلطات‬
‫الدكلة إُف أربع ىيئات‪:‬اؽبيئة التشريعية تسن القوانُت‪ ،‬اؽبيئة التنفيذية مهمتها تنفيذ القوانُت كاحملافظة على األمن‬
‫اؽبيئة االربادية ك خصائصها إعالف اغبرب ك إقرار السلم ك عقد اؼبعاىدات‪ ،‬ك القياـ جبميع العالقات مع الدكؿ‬
‫‪ ،1‬أما مونتيسكيو فقد كضع نظرية‬ ‫األخرل‪ ،‬ىيئة التاج ك تتوُف خصائص اؼبلوؾ ك حقوقهم ك امتيازاهتم كافة‬
‫الفصل بُت السلطات ك اليت اقًتنت باظبو يف مؤلفو الشهَت (ركح القوانُت) ك أصبحت سبثل حجر الزاكية لدراسات‬
‫القانوف الدستورم‪ ،‬كتزايدت ىذه النظرية مع تزايد أعماؿ الدكلة ك تفرعها ‪.2‬‬

‫ك قد عرؼ مبدأ الفصل بُت السلطات انتشارا كاسعا ؼبا لو من فضائل كمزايا‪ ،‬فهو دبثابة أفضل ضماف‬
‫ؼبمارسة اغبقوؽ ك اغبريات الفردية‪ ،‬ك حصن منيع ضد استبداد اغبكاـ ك تسلطهم‪ ،‬كما يفيد يف توزيع الوظائف‬
‫الرئيسية للدكلة على سلطات ـبتلفة يف ظل تعدد كظائف الدكلة ك تشعبها‪ ،‬غَت أنو ك على غرار اؼببادئ األخرل‬
‫تعرض عبملة من االنتقادات‪ ،‬ك من أمهها أف تطبيق اؼببدأ يؤدم إُف تعدد اؽبيئات ك بالتاِف إضعاؼ السلطة يف‬
‫الدكلة كتشتيت اؼبسؤكلية بُت السلطات على كبو يصعب ربديدىا‪ ،‬كذلك أثبت الواقع العملي ىيمنة ك سيطرة‬
‫سلطة على باقي السلطات األخرل ك ىو ما يشوه ؼبفهوـ النظرم للمبدأ‪.‬‬

‫من ىذا اؼبنطلق اختلف فقهاء القانوف العاـ يف تفسَتىم ؼببدأ الفصل بُت السلطات‪ ،‬فمنهم من تبٌت‬
‫الفصل اعبامد(اؼبطلق) بُت السلطات‪ ،‬إذ اعتربكا ذلك السبيل الوحيد لتحقيق غاية اؼببدأ األساسية ؼبنع التعسف‬
‫ك االستبداد‪ ،‬ك استندكا يف تفسَتىم لذلك إُف أف األمة صاحبة السيادة سبلك ثالث سلطات‪ ،‬ك كل كاحدة سبثل‬
‫جزءا منفصال من السيادة‪ ،‬ك عندما زبتار األمة فبثليها فإهنا تفوض كل من ىذه السلطات إُف ىيئة عامة مستقلة‬
‫ك متخصصة‪ ،‬ك يًتتب على ذلك قياـ فصل مطلق بُت السلطات‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬فريد علواش ك نبيل قرقور‪ "،‬مبدأ الفصل بين السلطات في الدساتير الجزائرية"‪ ،‬ؾبلة االجتهاد القضائي‪ ،‬العدد ‪ ،04‬جامعة بسكرة‪2008 ،‬‬
‫ص ‪.225‬‬
‫‪ 2‬سليماف ؿبمد الطماكم‪"،‬النظم السياسية و القانون الدستوري"‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاىرة‪ ،1988 ،‬ص‪.285‬‬

‫‌ب‬
‫المقدمـــــــــة‬

‫أما الرأم الثآف فيذىب يف اذباه األخذ بالفصل اؼبرف بُت السلطات على أساس أف سلطة الدكلة كحدة‬
‫ال تتجزأ‪ ،‬غَت أف للدكلة ثالث كظائف (تشريعية‪ ،‬تنفيذية‪ ،‬قضائية) ك ىذه الوظائف جيب أف توزع على ىيئات‬
‫ثالث‪ ،‬تباشرىا بالتنسيق مع بعضها البعض ك ليس بصفة مطلقة‪ ،‬ك أساسهم يف ذلك أف ىذه الوظائف سبارس‬
‫ألجل ربقيق الصاٌف العاـ‪.‬‬

‫ك بالنسبة للجزائر فقد اختلفت مواقف الدساتَت اعبزائرية اؼبتعاقبة من فكرة مبدأ الفصل بُت السلطات‬
‫فًتاكحت بُت الرفض الصريح ك بُت االعتماد الضمٍت للمبدأ باعتباره أساس لتنظيم السلطات العامة يف الدكلة‬
‫ك من اؼبعركؼ أف التجربة الدستورية اعبزائرية مرت دبرحلتُت متمايزتُت‪ ،‬أما اؼبرحلة األكُف فغاب فيها مبدأ الفصل‬
‫بُت السلطات ك كاف ذلك يف دستور ‪ 1963‬ك دستور ‪ 1976‬اللذاف تبنيا الدمج التاـ للسلطات‪ ،‬ك رفض فكرة‬
‫مبدأ الفصل بُت السلطات‪ ،‬ك اُعتمد يف ىذه اؼبرحلة على كحدة القيادة كالسلطة ك اغبزب‪.‬‬

‫أما اؼبرحلة الثانية فكاف ميالدىا بعد األحداث اليت عرفتها البالد يف ‪ 05‬أكتوبر ‪ ،1988‬ك اليت أتت‬
‫بالتغيَت اعبذرم‪ ،‬فقد انبثق عن اإلصالحات اليت جرت يف تلك الفًتة إصدار دستور ‪ 1989‬الذم يعترب انطالقة‬
‫جديدة للتنظيم السياسي ك الدستورم يف اعبزائر‪ ،‬بتبٍت التعددية السياسية ك التخلي عن االشًتاكية ك إقرار الفصل‬
‫بُت السلطات‪ ،‬حىت ك إف َف يكن بصريح العبارة لكن يفهم ضمنيا من خالؿ قراءة نصوص الدستور ك كذا كيفية‬
‫تنظيمو للسلطات العامة يف الدكلة‪ ،‬ك كذلك اغباؿ بالنسبة لدستور ‪ 1996‬فلم يأيت جبديد فيما خيص التنصيص‬
‫على مبدأ الفصل بُت السلطات صراحة من خالؿ األحكاـ الواردة يف نصوصو‪ ،‬بل كل ما أضافو ىو تبنيو للثنائية‬
‫الربؼبانية بإنشاء غرفة ثانية(ؾبلس األمة)‪ ،‬ك كذا االزدكاجية القضائية بإعمالو للقضاء اإلدارم إُف جانب القضاء‬
‫العادم‪.‬ك دبا أف الفصل بُت السلطات يقوـ على أساس استقاللية كل سلطة يف مباشرة اختصاصاهتا مع ضركرة‬
‫كجود تعاكف ك رقابة متبادلة فيما بينها‪ ،‬خاصة بُت السلطتُت التنفيذية ك التشريعية ك عليو ستنصب دراستنا‬
‫‪ 1996‬ؿباكلُت إبراز كيفية تنظيم‬ ‫ؼبوضوع الفصل بُت السلطات يف النظاـ الدستورم اعبزائرم على دستور‬
‫السلطات فيو ك طبيعة العالقة بينها‪.‬‬

‫‌ج‬
‫المقدمـــــــــة‬

‫‪-‬أمهية الدراسة‪:‬إف دراسة موضوع تطبيق الفصل بُت السلطات يف النظاـ الدستورم اعبزائرم يكتسي أمهية بالغة‬
‫كوف اعبزائر تعمل على مواكبة النظم الدديقراطية اليت تعتمد أساسا يف تنظيم سلطاهتا على ىذا اؼببدأ لكونو من‬
‫أىم الضمانات لتحقيق اغبريات العامة ك اغبفاظ عليها‪.‬‬

‫‪-‬دكافع اختيار اؼبوضوع‪:‬تظهر أسباب اختيارنا ؽبذا اؼبوضوع كوف مبدأ الفصل بُت السلطات أعطيت لو تفسَتات‬
‫متعددة كـبتلفة فهناؾ من فسره على أساس الفصل اعبامد بُت السلطات‪ ،‬ك ىناؾ من فهمو على أساس الفصل‬
‫اؼبرف بُت السلطات‪ ،‬ك رغبة منا يف معرفة التفسَت اغبقيقي ؽبذا اؼببدأ ك الذم تبناه اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم ‪.‬‬

‫‪-‬إشكالية البحث‪ :‬يف سبيل الوصوؿ إُف ربليل اؼبوضوع مت طرح اإلشكالية الرئيسية التالية‪:‬‬

‫كيف عاًف اؼبشرع اعبزائرم مبدأ الفصل بُت السلطات‪ ،‬ك ما ىي أىم تطبيقات ىذا اؼببدأ يف ظل دستور‬
‫‪1996‬؟‬

‫ك على ضوء ىذه اإلشكالية ديكن طرح بعض األسئلة الفرعية‪:‬‬

‫‪-1‬كيف نظم دستور ‪ 1996‬السلطات العامة‪ ،‬باعتباره الدستور سارم اؼبفعوؿ اليوـ؟‬

‫‪-2‬ما ىي طبيعة العالقة بُت ىذه السلطات ؟‬

‫‪ -3‬ىل النصوص الدستورية ك القانونية اؼبنظمة ؽبذه العالقة قد حققت التوازف اؼبطلوب ؟‬

‫‪-4‬ما ىي اغبلوؿ اؼبمكنة للحد من تداخل ىذه السلطات فيما بينها؟‬

‫لإلجابة على ىذه اإلشكاالت ك يف سبيل اإلحاطة جبوانب اؼبوضوع استندنا على اؼبنهج التارخيي لسرد‬
‫بعض الوقائع اليت عرفها النظاـ السياسي اعبزائرم‪ ،‬كما اعتمدنا على اؼبنهج التحليلي من خالؿ استقراء للنصوص‬
‫القانونية ك ربليلها سواء أحكاـ الدستور أك بعض القوانُت ك األنظمة الداخلية لغرفيت الربؼباف‪.‬‬

‫‌د‬
‫الفصل األول‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور‬
‫‪1996‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‪ :‬مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬

‫على الرغم من إقرار دستور ‪ 1989‬صبلة من التغَتات اعبذرية ك اعبهو رية خاصة من جانب اؼبمارسة‬
‫السياسية بإقراره التعددية اغبزبية السياسية ‪ ،‬ك كذا تنظيمو للسلطات العامة يف البالد ‪ ،‬ك تأكيد اجمللس الدستورم‬
‫على األخذ دببدأ الفصل بُت السلطات‪ ،‬إال أف البالد عرفت أكضاعا متوترة يف سنة ‪ 1991‬كىذا عقب تعليق‬
‫التشريعمات ‪ ،‬فبعد استقالة رئيس اعبمهورية يف ‪ 11‬جانفي ‪ 1992‬ك كشفو عن حل اجمللس الشعيب الوطٍت يف‬
‫‪ 04‬جانفي ‪ ،11992‬ك ىي حالة َف تعرفها اعبزائر منذ االستقالؿ ‪.‬دخلت اعبزائر مرحلة فراغ دستورم كؿباكلة‬
‫لسد ىذه األزمة‪،‬انعقد اجمللس األعلى لألمن ك أعلن عن استحداث ؾبلس أعلى للدكلة خولت لو فبارسة‬
‫صالحيات رئيس اعبمهورية اؼبنصوص عليها دستوريا ‪ ،2‬ك استتبع دبجلس كطٍت استشارم ‪ ،3‬مهمتها العمل على‬
‫استمرارية الدكلة ك مؤسساهتا‪ ،‬ك قد استمرت ىذه اؼبرحلة إُف غاية إجراء االنتخابات الرئاسية يف ‪ 1995‬أين‬
‫عرفت البالد منحى آخر خاصة بعد إجراء تعديالت على دستور ‪ ،1989‬ك متخض عن ىذه التعديالت إصدار‬
‫دستور‪ 1996‬اؼبصادؽ عليو يف االستفتاء الشعيب ليوـ ‪28‬نوفمرب ‪ ،41996‬ىذا األخَت أريد من خاللو إعطاء‬
‫نفس جديد للنظاـ السياسي اعبزائرم من خالؿ تدارؾ النقائص اؼبسجلة يف دستور ‪ ،1989‬ك اػبركج من األزمة‬
‫السياسية ك الفراغ الدستورم الذم عرفتهما البالد‪.‬‬

‫فكيف نظمت السلطات العامة يف دستور ‪ ،1996‬ك ما ىي اختصاصاهتا؟‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬مت حل اجمللس الشعيب الوطٍت دبوجب اؼبرسوـ الرئاسي رقم ‪ 01-92‬اؼبؤرخ يف ‪(1992/01/04‬اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 2‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪.)1991/01/08‬‬
‫‪ 2‬مت إعالف إقامة ؾبلس أعلى للدكلة بتاريخ ‪( 1992/01/14‬اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 03‬الصادرة بتاريخ ‪.)1992/01/15‬‬
‫‪ 6‬من إعالف إقامة ؾبلس أعلى للدكلة ك حددت صالحياتو دبوجب اؼبرسوـ الرئاسي رقم‬ ‫‪ 3‬مت النص على اجمللس الوطٍت االستشارم يف الفقرة‬
‫‪ 39 -92‬اؼبؤرخ يف ‪(1992/02/04‬اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 10‬الصادرة بتاريخ ‪.)1992/02/09‬‬
‫‪ 438-69‬اؼبؤرخ يف ‪( 1996/12/07‬اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد‬ ‫‪ 4‬مت إصدار دستور ‪ 1996‬دبوجب اؼبرسوـ الرئاسي رقم‬
‫‪76‬الصادرة بتاريخ ‪.)1996/12/08‬‬

‫‪6‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪:‬تنظيم السلطات العامة في دستور ‪1996‬‬

‫لقد نظم دستور ‪ 1996‬السلطات يف الباب الثآف منو ربت عنواف تنظيم السلطات ك ىذا على غرار‬
‫لكنو تراجع عن‬ ‫دستور ‪ ،1989‬ك أبقى على ثنائية السلط ة التنفيذية (رئيس اعبمهورية ك رئيس اغبكومة )‪،‬‬
‫منصب رئيس اغبكومة ك الذم استبدؿ بالوزير األكؿ من خالؿ التعديل الدستورم لسنة ‪، 12008‬ك لعل أىم‬
‫ميزة يف دستور ‪ 1996‬قيامو على أساس ثنائية السلطة التشريعية اليت تتكوف من اجمللس الوطٍت الشعيب ك ؾبلس‬
‫األمة‪ ،‬ك كذا اعتنق ثنائية السلطة القضائية (القضاء العادم ك القضاء اإلدارم) ك ؼبعرفة كيف نظم ىذا الدستور‬
‫السلطات ك اختصاصاهتا سنتطرؽ إُف تنظيم كل سلطة على حد ا‪.‬‬

‫التنفيذيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة‬
‫ــ‬ ‫السلط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة‬
‫ـ‬ ‫المطلب األول ‪:‬‬

‫‪ ،1989‬ك قد خص ىذا‬ ‫أبقى دستور ‪ 1996‬على نظاـ ثنائية السلطة التنفيذية اليت أقرىا دستور‬
‫الدستور السلطة التنفيذية بسبعة ك عشرين ( ‪ )27‬مادة يف الفصل األكؿ من الباب الثآف ربت عنواف تنظيم‬
‫السلطات إضافة إُف مواد أخرل زبص صالحيات رئيس اعبمهورية يف مواجهة باقي السلطات‪ ،‬ك عليو فالسلطة‬
‫التنفيذية يف النظاـ السياسي اعبزائرم كفقا لدستور ‪ 1996‬تتشكل من رئيس اعبمهورية ك اغبكومة‪.‬‬

‫الجمهوري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة‬
‫ـــ‬ ‫الفرع األول‪:‬رئيس‬

‫يعد رئيس اعبمهورية الرئيس األعلى للسلطة التنفيذية يف النظاـ السياسي اعبزائرم دبوجب ما خولو‬
‫ك أعضائها‬ ‫الدستور من صالحيات كاسعة سبكنو من قيادة ك تنفيذ السياسة العامة يف الدكلة كتعيُت اغبكومة‬
‫ك إهناء مهامها فبا جيعلو يف قمة ىرـ السلطة التنفيذية ‪ ،‬ك يف مركز فبتاز سواء داخل ىذه السلطة أك مقارنة مع‬
‫باقي السلطات الدستورية‪ ،‬ك علة ذلك طريقة انتخابو اؼبباشر من قبل الشعب ك عدـ مسؤكليتو السياسية‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬أحدث منصب الوزير األكؿ دبوجب القانوف رقم‪ 19-08 :‬اؼبؤرخ يف ‪ 2008 11/15‬اؼبتعلق بتعديل دستور ‪( 1996‬اعبريدة الرظبية للجمهورية‬
‫اعبزائرية عدد ‪ 63‬الصادرة بتاريخ ‪.)2008/11/16‬‬

‫‪7‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫أكال‪:‬انتخاب رئيس اعبمهورية‬

‫يتم انتخاب رئيس اعبمهورية عن طريق االقًتاع العاـ اؼبباشر ك السرم‪ ،1‬ك لكي يعترب فائزا يف االنتخابات‬
‫جيب أف حيصل على األغلبية اؼبطلقة من أصوات الناخبُت اؼبعرب عنها‪ .‬ك بعد إقرار التعددية اغبزبية كنظاـ ينجم‬
‫القانوف العضوم ‪01-12‬‬ ‫عنو تعدد اؼبتنافسُت يف االنتخابات الرئاسية أقر القانوف االنتخايب الصادر دبوجب‬
‫يتعلق بنظاـ االنتخابات‪ ،2‬يف مادتو ‪ 134‬اليت تنص على ‪":‬جيرم انتخاب رئيس اعبمهورية باالقًتاع على اسم‬
‫كاحد يف دكرين باألغلبية اؼبطلقة لألصوات اؼبعرب عنها" ‪ ،‬ك ذلك يف ظرؼ ثالثُت ( ‪ )30‬يوما السابقة النقضاء‬
‫مدة رئاسة اعبمهورية‪ ،‬فإذا َف حيصل أحد اؼبًتشحُت على األغلبية اؼبطلقة ينظم دكر ثآف يساىم فيو اؼبًتشحاف‬
‫االثناف اللذاف أحرزا أكرب عدد من األصوات خالؿ الدكر األكؿ ‪.‬‬

‫ك عن شركط الًتشح لرئاسة اعبمهورية فإف اؼبؤسس الدستورم يف اؼبادة ‪ 73‬من الدستور حدد صبلة من‬
‫الشركط تتمثل يف ‪:‬‬

‫‪ ،‬كؽبذا من اؼبنطقي أف يكوف‬ ‫‪ -‬اعبنسية اعبزائرية األصلية‪:‬إف منصب رئيس اعبمهورية يتسم باألمهية البالغة‬
‫الشخص الذم يتوُف رئاسة ىذا اؼبنصب األساس ك اؼبهم جزائريا أصيال ‪ ،‬ك يعترب ىذا الشرط ضركريا ألف حامل‬
‫اعبنسية اعبزائرية أصال يكوف أكثر ارتباطا ك سبسكا بالوطن ك األمة ك مصاغبها ‪.3‬‬

‫‪-‬اإلسالـ ‪ :‬أف يدين اؼبًتشح باإلسالـ ىذا الشرط ىو النتيجة اؼبنطقية غبكم اؼبادة ‪ 02‬من الدستور اليت تنص‬
‫على ‪":‬إف دين الدكلة ىو اإلسالـ" ‪ ،‬فمن غَت اؼبعقوؿ أف حيكم الشعب اؼبسلم رئيس غَت مسلم رغم صعوبة‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬انظر اؼبادة ‪ 71‬من دستور ‪.1996‬‬
‫‪2‬راجع يف ذلك القانوف العضوم ‪ 01-12‬اؼبؤرخ يف ‪ 2012/01/12‬يتضمن نظاـ االنتخابات(اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 01‬الصادرة‬

‫بتاريخ ‪ )2012/01/14‬اؼبادة ‪ 132‬ك ما بعدىا ‪.‬‬


‫‪ 3‬سعيد بوشعَت‪ "،‬النظام السياسي الجزائري‪ ،‬دار الهدى للطباعة و النشر"‪ ،‬ط‪ ،1‬عُت مليلة‪ ،‬اعبزائر‪ ،1993 ،‬ص‪.207‬‬

‫‪8‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫إثبات ذلك من الناحية العملية ‪ ،‬ك عدـ كجود معيار كاضح يبُت إسالـ شخص من عدمو ‪ ،‬ك ما ىي الوثيقة اليت‬
‫يتقدـ هبا اؼبًتشح يثبت هبا إسالمو‪. 1‬‬

‫‪-‬السن ‪ :‬حيث جيب أف يكوف سن اؼبًتشح أربعُت( ‪ )40‬سنة كاملة يوـ االنتخاب ‪،‬ك ىو سن من اؼبفًتض أف‬
‫يتمتع الفرد فيها باغبنكة ك التجربة ؼبمارسة السلطة ك توِف الرئاسة ك ىو سن النبوة ‪ .2‬باإلضافة إُف شركط أخرل‬
‫تتمثل يف التمتع باغبقوؽ اؼبدنية ك السياسية ‪،‬إثبات اعبنسية اعبزائرية لزكج اؼبًتشح ‪،‬إثبات اؼبشاركة يف ثورة أكؿ‬
‫نوفمرب ‪ 1954‬ك إذا كاف مولودا قبل جويلية ‪،1942‬إثبات عدـ تورط األبوين يف أعماؿ ضد ثورة ‪ 01‬نوفمرب‬
‫‪ 1954‬إذا كاف مولودا بعد جويلية ‪.1942‬‬

‫أف يقدـ اؼبًتشح تصرحيا علنيا دبمتلكاتو العقارية ك اؼبنقولة داخل الوطن ك خارجو ‪.3‬‬

‫تكوف العهدة الرئاسية خبمس سنوات قابلة للتجديد حسب نص اؼبادة ‪ 74‬من التعديل الدستورم لسنة‬
‫‪" 2008‬مدة اؼبهمة الرئاسية طبس ( ‪ )05‬سنوات‪ ،‬ديكن ذبديد انتخاب رئيس اعبمهورية " ‪،‬بعدما كانت مدة‬
‫ك رئيس اعبمهورية غَت مسؤكؿ مدنيا عن األفعاؿ‬ ‫العهدة الرئاسية طبس سنوات قابلة للتجديد مرة كاحدة‪،‬‬
‫ك األقواؿ اليت تصدر منو أثناء أداء مهامو ‪ ،‬ك يعود سبب ذلك إُف صفتو التمثيلية ‪،‬غَت أنو بالرجوع إُف نص اؼبادة‬
‫‪ 158‬من الدستور اليت أقر من خالؽبا اؼبؤسس الدستورم مسؤكلية رئيس اعبمهورية اعبنائية عن األفعاؿ اليت ديكن‬
‫كصفها باػبيانة العظمى عن طريق تأسيس ؿبكمة عليا زبتص دبحاكمتو ‪،‬ك قد أككل اؼبؤسس الدستورم ربديد‬
‫شركط ك إجراءات ؿباكمة رئيس اعبمهورية إُف اؼبشرع عن طريق تنظيم ذلك دبوجب قانوف عضوم ‪.4‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪1‬ادريس بوكرا ‪"،‬نظام انتخاب رئيس الجمهورية في الجزائر "‪،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ‪،‬اعبزائر ‪، 2007،‬ص‪.20‬‬
‫‪ 2‬ماجد راغب اغبلو ‪"،‬الدولة في ميزان الشريعة ‪،‬النظم السياسية "‪،‬دار اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪، 1999،‬ص ‪.187‬‬
‫‪ 3‬حوؿ ىذا الشرط انظر اؼبادة ‪ 04‬ك ما بعدىا من األمر ‪ 04-97‬اؼبؤرخ يف ‪ 1997/01/11‬اؼبتعلق بالتصريح باؼبمتلكات (اعبريدة الرظبية‬
‫للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 03‬الصادرة بتاريخ ‪. ) 1997/01/12‬‬
‫‪ 4‬انظر اؼبادة ‪ 158‬من دستور ‪.1996‬‬

‫‪9‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪:‬صالحيات رئيس اعبمهورية‬

‫فيما خيص صالحيات رئيس اعبمهورية فقد منح دستور ‪ 1996‬على غرار دستور ‪ 1989‬صالحيات‬
‫جد كاسعة ك خاصة يف اغباالت الغَت عادية ‪.‬‬

‫‪-1‬صالحيات رئيس اعبمهورية يف اغباالت العادية‬

‫يتمتع رئيس اعبمهورية يف ظل دستور ‪ 1996‬بصالحيات عديدة تتمثل أساسا يف ‪:‬‬

‫‪ -‬سلطة التعيُت ‪:‬مت توزيع االختصاص يف التعيُت بُت رئيس اعبمهورية ك رئيس اغبكومة يف ظل دستور ‪ 28‬نوفمرب‬
‫‪، 1996‬فالقاعدة أف سلطة التعيُت يف كظائف الدكلة ـبولة أصال كاختصاص عاـ لرئيس اغبكومة لتنفيذ برناؾبو‬
‫إال ما خولتو النصوص صراحة لرئيس اعبمهورية كاستثناء‪ ،‬أما بعد التعديل الدستورم لسنة ‪ 2008‬فإف رئيس‬
‫‪1‬‬
‫اعبمهورية انفرد بسلطة التعيُت حيث أف اغبكومة تتشكل من الوزير األكؿ الذم خيتاره ك يعينو رئيس اعبمهورية‬
‫ك من الوزراء الذين يتم تعيينهم من قبل رئيس اعبمهورية بعد استشارة الوزير األكؿ ‪ ،‬فقد نصت اؼبادة ‪ 79‬من‬
‫التعديل الدستورم لسنة ‪ 2008‬على أنو "يعُت رئيس اعبمهورية أعضاء اغبكومة بعد استشارة الوزير األكؿ "‪.‬‬

‫فأصبحت صالحيات الوزير األكؿ جد ؿبدكدة ك تتم بعد موافقة رئيس اعبمهورية عليها ك بالرجوع إُف‬
‫أحكاـ الدستور‪ ،‬فإف لرئيس اعبمهورية حرية تعيُت مساعديو يف السلطة التنفيذية فهو الذم يعُت اؼبوظفُت اؼبدنيُت‬
‫ك العسكريُت ك كذا التعيينات اليت تتم يف ؾبلس الوزراء ‪،‬تعيُت رئيس ؾبلس الدكلة ‪ ،‬األمُت العاـ للحكومة ؿبافظ‬
‫بنك اعبزائر ‪،‬القضاة مسؤكلو أجهزة األمن ك الوالة ‪،‬يعُت كذلك ثلث أعضاء ؾبلس األمة ‪،‬ك أعضاء يف اجمللس‬
‫الدستورم‪ ،‬يعُت أعضاء يف اجمللس اإلسالمي ‪.2‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬تنص اؼبادة ‪ 77‬فقرة ‪ 05‬من دستور ‪ 1996‬اؼبعدلة دبوجب اؼبادة ‪ 05‬من القانوف رقم ‪ 19-08‬على أف" رئيس اعبمهورية يعُت الوزير األكؿ‬
‫ك ينهي مهامو "‪.‬‬
‫‪ 2‬انظر اؼبواد ‪ 172، 164 ، 101، 78‬من دستور ‪.1996‬‬

‫‪10‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-‬رئاسة ؾبلس الوزراء ‪:‬يشكل ؾبلس الوزراء اعبهاز الذم تتم فيو تداكؿ ـبتلف القرارات اليت هتم األمة برئاسة‬
‫رئيس اعبمهورية حيث تنص اؼبادة ‪ 4/ 77‬من الدستور على أف رئيس اعبمهورية يرأس ؾبلس الوزراء ‪.‬‬

‫‪-‬قيادة الدفاع الوطٍت ك السياسة اػبارجية ‪:‬كرس دستور ‪ 1996‬قاعدة عامة تتمثل يف انفراد رئيس اعبمهورية‬
‫دبجاؿ الدفاع الوطٍت ‪ ،‬ك ىذا حسب نص اؼبادة ‪ 77‬فقرة ‪" 2 ،1‬ىو القائد األعلى للقوات اؼبسلحة للجمهورية‬
‫يتوُف القيادة العليا عبميع القوات اؼبسلحة "‪.‬‬

‫يبقى من االختصاصات اغبصرية لرئيس اعبمهورية لكونو من القطاعات اغبساسة ك السيادية ‪.‬‬

‫كيف ؾباؿ الشؤكف اػبارجية فتنص اؼبادة ‪ 77‬فقرة ‪ 3‬من دستور ‪ 1996‬على أف رئيس اعبمهورية‬
‫"يقرر السياسات اػبارجية لألمة ك يوجهها "‪.‬‬

‫باإلضافة إُف ىذه االختصاصات اغبصرية لرئيس اعبمهورية ىناؾ عدة صالحيات خوؿ الدستور فبارستها‬
‫‪1‬‬
‫حيث يصادؽ على معاىدات التحالف ك اإلرباد ك اؼبتعلقة باغبدكد ك بقانوف األشخاص بشرط موافقة الربؼباف‬
‫‪ ،‬ك ىذه السلطة التنظيمية اؼبستقلة لرئيس‬ ‫ك يقوـ دبمارسة السلطة التنظيمية يف اجملاؿ غَت اؼبخصص للقانوف‬
‫اعبمهورية ال جيوز لرئيس اغبكومة التدخل فيها ك ىي ؾباؿ كاسع ال يتقيد فيو الرئيس إال بأحكاـ الدستور ‪ ،2‬ك قد‬
‫جاء يف نص اؼبادة ‪ 125‬من دستور ‪ 1996‬ك اؼبعدلة دبوجب اؼبادة ‪ 13‬من القانوف ‪ 19-08‬ما يلي‪":‬ديارس‬
‫رئيس اعبمهورية السلطة التنظيمية يف اؼبسائل غَت اؼبخصصة للقانوف " ك لو كذلك صالحيات التشريع عن طريق‬
‫األكامر يف حاالت ؿبددة دستوريا ‪ ،3‬ك ىذا يعترب تدخل يف اجملاؿ التشريعي ‪.‬‬

‫‪ -2‬صالحيات رئيس اعبمهورية يف اغباالت الغَت عادية ‪:‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬مولود ديداف‪" ،‬مباحث في القانون الدستوري و النظم السياسية"‪ ،‬دار بلقيس للنشر اعبزائر‪، 2007 ،‬ص‪.231‬‬
‫‪ 2‬عمار بوضياؼ‪ "،‬الوجيز في القانون اإلداري" ‪،‬دار رحيانة ‪،‬اعبزائر‪، 1999،‬ص ‪. 86‬‬
‫‪ 3‬تنص اؼبادة ‪ 124‬على ‪":‬لرئيس اعبمهورية أف يشرع بأكامره يف حالة شغور اجمللس الشعيب الوطٍت أك بُت دكريت الربؼباف ‪ .‬ديكن لرئيس اعبمهورية أف‬
‫يشرع بأكامر يف اغبالة االستثنائية اؼبذكورة يف اؼبادة ‪ 93‬من الدستور "‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫باعتباره حامي الدستور ك ؾبسدا لوحدة الدكلة داخليا ك خارجيا ‪،‬فقد اسندت لو سلطات ك صالحيات متعلقة‬
‫بدديومة الدكلة ك ىذه الصالحيات قد يكوف ؽبا تأثَت بالغ يف سَت ك تنظيم اؼبؤسسات الدستورية للجمهورية‬
‫ك قد سبس حىت حبقوؽ األفراد ك حرياهتم اؼبعًتؼ هبا قانونيا ‪،‬حيث خوؿ دستور ‪ 1996‬لرئيس اعبمهورية إقراره‬
‫حالة الطوارئ ك اغبصار ك ىذا إذا دعت الضركرة اؼبلحة لذلك‪ ،‬ك كذلك إقرار اغبالة االستثنائية يف حالة ما إذا‬
‫كانت فيها البالد مهددة خبطر يضر دبؤسساهتا أك استقالؽبا أك سالمة تراهبا ‪.‬‬

‫كما ديكن لرئيس اعبمهورية إعالف حالة التعبئة العامة ك حالة اغبرب ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحكوم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة‬

‫تعد اغبكومة طرفا ثانيا يف السلطة التنفيذية كوهنا تتشكل من الوزير األكؿ اؼبعُت من قبل رئيس اعبمهورية‬
‫ك من أعضاء اغبكومة الذين يتم تعيينهم من قبل رئيس اعبمهورية بعد استشارة الوزير األكؿ ‪.‬‬

‫أكال‪:‬تعيُت الوزير األكؿ‬

‫‪ 77‬من دستور ‪ 1996‬ك اؼبعدلة سنة ‪2008‬‬ ‫جاء يف الفقرة اػبامسة ك السابعة من نص اؼبادة‬
‫ما يلي ‪":‬يضطلع رئيس اعبمهورية باإلضافة إُف السلطات اليت زبوؽبا إياه صراحة أحكاـ أخرل يف الدستور‬
‫بالسلطات ك الصالحيات اآلتية‪ -5 -...:‬يعُت الوزير األكؿ كينهي مهامو‪ -7 -....‬ديكنو أف يعُت نائبا أك عدة‬
‫نواب للوزير األكؿ بغرض مساعدة الوزير األكؿ يف فبارسة كظائفو‪ ،‬ك ينهي مهامو‪"...‬‬

‫فاؼبالحظ أف الوزير األكؿ يعُت من طرؼ رئيس اعبمهورية‪ ،‬كما أف لو أف يعُت نائب الوزير األكؿ أك عدة‬
‫نواب‪ ،‬لكن َف تشًتط أحكاـ الدستور أم شركط أك قيود على رئيس اعبمهورية عند إختياره للوزير األكؿ‪ ،‬فمن‬
‫الناحية الدستورية ك النظرية ال يوجد أم قيد على حرية الرئيس يف اختيار الوزير األكؿ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬انظر اؼبواد ‪ 95، 94، 93، 91‬من دستور ‪.1996‬‬

‫‪12‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫لكن ىذا ال يعٍت أف رئيس اعبمهورية يتمتع باغبرية ؼبطلقة يف اختيار الوزير األكؿ‪ ،‬فباعتباره ؾبسدا لوحدة‬
‫األمة ك ضامنا الستقرار اؼبؤسسات الدستورية‪ ،‬عليو أف يراعي لدل البحث عن الشخص اؼبناسب ؼبنصب الوزير‬
‫األكؿ العديد من االعتبارات‪ ،‬ك من أمهها الكفاءة ك السمعة ك االنتماء السياسي ‪.1‬‬

‫كإف كاف ىذا األخَت غَت ملزـ باختيار رئيس األغلبية يف الربؼباف إال أنو من الناحية العملية ك السياسية‬
‫عليو أف يراعي التوجو السياسي السائد ك اختيار الشعب‪ ،‬ك ىذا أمر منطقي خاصة أف الوزير األكؿ ال ديكنو‬
‫فبارسة كظائفو إال إذا حظي ـبطط عملو باؼبوافقة من طرؼ الربؼباف ‪ ،2‬ك ىكذا يضمن رئيس اعبمهورية استمرار‬
‫ك بقاء اغبكومة قائمة لدل تعيُت رئيسها‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬الشركط الواجب مراعاهتا لتعيُت الوزير األكؿ‬

‫‪-1‬شرط الكفاءة‪ :‬يف ظل التعددية السياسية قد يصل اجملتمع إُف مرحلة من الوعي السياسي ك الثقايف‪ ،‬فبا يرتب‬
‫عنو كجود معارضة تراقب النشاط اغبكومي‪ ،‬ك ؽبذا ينبغي على رئيس اعبمهورية أف يراعي ىذا الشرط حىت يكوف‬
‫الوزير األكؿ مؤىال علميا ك سياسيا‪ ،‬فالكفاءة ال تقتصر على ربصيل شهادة تؤىل حاملها للمنصب‪ ،‬ك إمنا البد‬
‫من مراعاة اؼبمارسة ك التجربة ك مدل قدرة الشخص على مواجهة اؼبشاكل ك إجياد اغبلوؿ‪.‬‬

‫‪-2‬شرط السمعة‪ :‬شرط السمعة الطيبة مكمل للشرط األكؿ حىت يلقى الوزير األكؿ التأييد من قبل األغلبية‬
‫لضماف قباح برنامج رئيس اعبمهورية ك تفادم معارضة كاسعة قد تعيقو يف مهامو‪.‬‬

‫‪-3‬شرط اإلنتماء السياسي‪:‬إف رئيس اعبمهورية ؾبرب على اختيار الوزير األكؿ زعيم األغلبية يف الربؼباف ك ىذا من‬
‫الناحية العملية ‪ ،‬ك ليس من الناحية الدستورية‪ ،‬ك ىذه حقيقة ال ديكن ذباىلها تفاديا غبدكث انسداد بُت‬
‫اغبكومة ك الربؼباف يف حالة اختيار الوزير األكؿ خارج عن األغلبية الربؼبانية‪ ،‬لكن ذبربة اعبزائر فريدة من نوعها يف‬
‫ىذا اجملاؿ زبرج عن القالب النظرم ك الفرضيات اليت تنصب حوؿ األغلبية الرئاسية ك الربؼبانية اليت ترظبها قواعد‬
‫التعددية السياسية‪ ،‬ك قد مت ذباىل ىذا االعتبار السياسي عدة مرات ك عُت الوزير األكؿ ليس بزعيم األغلبية‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬فوزم أكصديق ‪"،‬النظام الدستوري الجزائري ووسائل التعبير المؤسساتي "‪،‬الطبعة ‪، 2‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية اعبزائر ‪ 2008،‬ص ‪.195‬‬
‫‪ 2‬سعيد بوشعَت‪ "،‬النظام السياسي الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.291‬‬

‫‪13‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫الربؼبانية ك ىذا يًتجم إضافة إُف سلطة تعيُت الوزير األكؿ ىي صالحية انفرادية مطلقة لرئيس اعبمهورية بل جعل‬
‫بذلك الوزير األكؿ تابع ك خاضع لو أكثر من أف يكوف فبثل األغلبية الربؼبانية‪ ،‬ك باػبصوص بعد تعديل اؼبادة ‪79‬‬
‫من دستور ‪ 1996‬على إثر التعديل الدستورم لسنة ‪.1 2008‬‬

‫يعيـ ـة‬
‫المطلب الثاني‪:‬السلطة التشر ـ‬

‫تبٌت اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم نظاـ الثنائية الربؼبانية من خالؿ دستور ‪ ،1996‬حيث نصت اؼبادة ‪98‬‬
‫منو على أنو ‪":‬ديارس السلطة التشريعية برؼباف يتكوف من غرفتُت ك مها اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة‪ ،‬ك لو‬
‫السيادة يف إعداد القانوف ك التصويت عليو "ك هبذا استحدثت غرفة ثانية يف الربؼباف تسمى ؾبلس األمة ‪.2‬‬

‫ذبدر اإلشارة أف تبٍت نظاـ الثنائية الربؼبانية َف يكن كليد الصدفة‪ ،‬بل كاف نتيجة خلفيات أخذ شكل‬
‫مربرات منها السياسية ك القانونية ىذا من جهة‪ ،‬كمن جهة أخرل فإف إنشاء نظاـ الغرفتُت أصبح مساحة جديدة‬
‫للتعبَت ك اغبوار على اؼبستول السياسي من أجل ربسُت التمثيل الوطٍت للشعب ك األقاليم‪ ،‬باإلضافة لكونو‬
‫أحسن طريقة لضماف استقرار استمرارية الدكلة ك االنتقاؿ اؽبادئ للسلطة يف حالة الشغور‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬تشكيلة البرلمان و شروط العضوية فيو‬

‫أكال‪ :‬اجمللس الشعيب الوطٍت‬

‫يتشكل من نواب ينتخبوف على أساس االقًتاع العاـ اؼبباشر ك السرم على القوائم اؼبرشحة من طرؼ‬
‫األحزاب أك األحرار ‪،‬ؼبدة طبس ( ‪ )05‬سنوات قابلة للتجديد ‪،3‬ك بعدد يساكم ناتج ؾبموع اؼبقاعد اؼبخصصة‬
‫لكل دائرة انتخابية كما اعتمد يف انتخاب أعضاء اجمللس الشعيب الوطٍت على طريقة االقًتاع النسيب ‪.4‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬مت تعديل اؼبادة ‪ 79‬من دستور ‪ 1996‬دبوجب اؼبادة ‪ 6‬من القانوف رقم ‪.19-08‬‬
‫‪ 2‬عرفت اعبزائر قبل دستور ‪ 1996‬نظاـ أحادية الغرفة الربؼبانية (دستور ‪ 1963‬عرؼ بتسمية "اجمللس الوطٍت" ‪،‬دستورا ‪ 1976‬ك ‪ 1989‬عرؼ‬
‫بتسمية اجمللس الشعيب الوطٍت )‪.‬‬
‫‪ 3‬انظر اؼبادتُت ‪ 102، 101‬من دستور ‪. 1996‬‬
‫‪ 4‬ؼبزيد من التفاصيل راجع األحكاـ اؼبتعلقة بانتخاب أعضاء اجمللس الشعيب الوطٍت‪ ،‬كفقا للقانوف العضوم ‪( 01-12‬اؼبادة ‪ 84‬ك ما بعدىا )‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫تكوف العضوية يف اجمللس بتوفر عدة شركط نوردىا على النحو اآليت‪:‬‬

‫‪-‬السن ‪:‬جيب على اؼبًتشح للنيابة يف اجمللس الشعيب الوطٍت أف يكوف بالغا من العمر ‪ 25‬سنة على األقل‬
‫يوـ االقًتاع سواء كاف رجال أك امرأة (يف ظل األمر ‪ 07-97‬حدد السن بػ ‪ 28‬سنة )‪.‬‬

‫األمر ‪ 07-97‬نص على جنسية‬ ‫‪ -‬اعبنسية ‪:‬جيب أف يكوف اؼبًتشح ذك جنسية جزائرية (يف ظل‬
‫جزائرية أصلية أك مكتسبة منذ مدة تزيد عن طبس( ‪ )05‬سنوات كاملة)‪.‬‬

‫‪ -‬التمتع باغبقوؽ اؼبدنية ك السياسية ‪.‬‬

‫‪ -‬أف ال يكوف قد سبق اغبكم عليو هنائيا بسبب ارتكابو أفعاؿ كصفها القانوف جبناية أك جنحة مهما‬
‫كانت طبيعتها ‪.‬‬

‫‪ -‬أال يكوف من الذين كاف سلوكهم أثناء ثورة التحرير الوطٍت ضد اؼبصلحة الوطنية‬

‫‪ -‬أف يثبت اػبدمة الوطنية أك إعفائو منها ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ؾبلس األمة‬

‫يتشكل ىذا اجمللس من عدد يساكم على األكثر نصف أعضاء اجمللس الشعيب الوطٍت ك ينتخب ثلثي‬
‫ك الوالئية بعدد‬ ‫(‪)2/3‬أعضائو عن طريق االقًتاع الغَت مباشر ك السرم من بُت أعضاء اجملالس الشعبية البلدية‬
‫عضوين عن كل كالية مهما بلغ عدد سكاهنا ‪ ،‬ك حسب منوذج االقًتاع اؼبتعدد األظباء يف دكر كاحدة على‬
‫مستول الوالية‪ ،‬ك يكوف التصويت إجباريا إال يف حالة حدكث مانع ‪،‬ك يفوز يف االنتخابات اؼبًتشحوف اغباصلوف‬
‫على أكرب عدد من األصوات‪ ،‬ك يف حالة تعادؿ األصوات يفوز اؼبًتشح األكرب سنا ‪.1‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬ؼبزيد من التفاصيل راجع األحكاـ اؼبتعلقة بانتخاب أعضاء ؾبلس األمة كفقا للقانوف العضوم ‪( 01-12‬اؼبادة ‪ 104‬ك ما بعدىا )‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫أما الثلث الباقي فيتم تعيينهم من طرؼ رئيس اعبمهورية من بُت الشخصيات ك الكفاءات الوطنية يف‬
‫اجملاالت العلمية ك اؼبهنية ك االجتماعية بغض النظر عن الدائرة االنتخابية اليت يقيموف هبا‪ ،‬ك تدكـ مدة العضوية‬
‫‪ 06‬سنوات على أف ذبدد التشكيلة بالنصف كل ثالث سنوات ‪.1‬‬

‫أما فيما خيص الشركط الواجب توفرىا يف اؼبًتشح لعضوية ؾبلس األمة فهي نفسها بالنسبة للمًتشح‬
‫‪ )40‬سنة يف ظل األمر‬ ‫لعضوية اجمللس الشعيب الوطٍت مع تسجيل اختالفات بسيطة كالسن احملددة بأربعُت (‬
‫‪، 07-97‬ك طبس ك ثالثوف (‪ )35‬سنة يف ظل القانوف العضوم ‪. 01-12‬‬

‫يتمتع أعضاء الربؼباف بغرفتُت باغبصانة الربؼبانية مدة نيابتهم ك مهمتهم الربؼبانية فال ديكن أف يتابعوا أك‬
‫يوقفوا‪ ،‬ك ال ديكن أف ترفع عليهم دعوة مدنية أك جزائية أك يسلط عليهم أم ضغط بسبب ما عربكا عنو من آراء‬
‫أك تلفظوا بو من كالـ‪ ،‬أك بسبب تصويتهم خالؿ فبارسة مهامهم الربؼبانية ‪ ،2‬كتعترب مهمة النائب ك عضو ؾبلس‬
‫األمة كطنية ‪،‬قابلة للتجديد كال ديكن اعبمع بينو ك بُت مهاـ أك كظائف أخرل ‪.3‬‬

‫على ىذا األساس حددت حاالت التنايف مع العهدة الربؼبانية سواء كاف نائبا يف اجمللس الشعيب الوطٍت أك‬
‫عضوا يف ؾبلس األمة حيث يفقد الربؼبآف ىذه الصفة يف حالة قبولو ؼبنصب حكومي أك انتخابو كعضو باجمللس‬
‫الدستورم‪ ،‬أك فبارسة النشاط أك مهنة حرة شخصيا أك باظبو‪ ،‬أك مهنة القضاء أك كظيفة أك منصب لدل دكلة‬
‫أجنبية‪ ،‬أك رئاسة أندية رياضية أك اربادات مهنية ‪.4‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬انظر اؼبادة (‪ 101‬فقرة ‪ )3‬ك اؼبادة ( ‪ 102‬فقرة ‪ ) 3، 2‬من دستور ‪. 1996‬‬
‫‪ 2‬انظر اؼبادة ‪ 109‬من دستور ‪.1996‬‬
‫‪ 3‬انظر اؼبادة ‪ 105‬من دستور ‪.1996‬‬
‫‪ 4‬انظر اؼبادة ‪ 03‬من القانوف العضوم ‪ 02-12‬اؼبؤرخ يف ‪ 2012/01/12‬الذم حيدد حاالت التنايف مع العهدة الربؼبانية (اعبريدة الرظبية‬
‫للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 01‬الصادرة بتاريخ ‪.)2012/01/14‬‬

‫‪16‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني ‪:‬ىياكل البرلمان و اختصاصاتو‬

‫أكال‪:‬ىياكل الربؼباف‬

‫‪ 09‬من القانوف العضوم احملدد لتنظيم‬ ‫إف ىياكل كل غرفة من غرؼ الربؼباف متماثلة طبقا لنص اؼبادة‬
‫اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة ك عملهما ك كذا العالقات الوظيفية بينهما ك بُت اغبكومة ‪،1‬ك تتمثل ىياكل‬
‫الربؼباف يف ‪:‬‬

‫‪-1‬األجهزة الدائمة للربؼباف ‪:‬تتلخص ىذه األجهزة على مستول كال اجمللسُت يف الرئيس مكتب اجمللس‪ ،‬اللجاف‬
‫الدائمة ‪.‬‬

‫* الرئيس ‪:‬بعد أف تتوفر يف الرئيس الشركط العامة للعضوية يف الربؼباف ‪،‬سواء كاف نائبا يف اجمللس الشعيب الوطٍت أك‬
‫عضوا يف ؾبلس األمة ‪،‬فإنو يتم انتخاب رئيس على مستول كل غرفة من طرؼ نواب اجمللس أك أعضاء ؾبلس‬
‫األمة حسب اغبالة كفقا االقًتاع السرم‪. 2‬‬

‫تتمثل مهاـ رئيس اجمللس ك احملددة كفقا للنظاـ الداخلي لكل من اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة‬
‫ك ىي صالحيات متشاهبة ك متقاربة باعتبارىا صالحيات تنظيمية داخلية ‪ 3‬ك اليت نوجزىا فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬السهر على تطبيق أحكاـ النظاـ الداخلي للمجلس‪.‬‬


‫‪ -‬سبثيل اؼبدلس داخل الوطن ك خارجو ‪.‬‬
‫‪ -‬ضماف األمن ك النظاـ داخل مقر اجمللس‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬قانوف عضوم رقم ‪ 02-99‬اؼبؤرخ يف ‪ 1999/03/08‬متعلق بتنظيم اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة ك عملهما ك كذا العالقات الوظيفية‬
‫بينهما ك بُت اغبكومة (اعبريدة الرظبية للجمهورية عبزائرية عدد‪ 15‬الصادر بتاريخ ‪.)1999/03/19‬‬
‫‪ 2‬انظر اؼبادة ‪ 3‬من النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت اؼبؤرخ يف ‪( 2000/07/30‬اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 46‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ ،)2000/07/30‬ك اؼبادة ‪ 6‬من النظاـ الداخلي جمللس األمة اؼبؤرخ يف ‪( 1999/12/28‬اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 84‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪.)1999/12/28‬‬
‫‪ 3‬انظر اؼبادة ‪ 9‬من النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت‪ ،‬ك اؼبادة ‪ 8‬من النظاـ الداخلي جمللس األمة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬رئاسة جلسات اجمللس ك إدارة مناقشاتو ك مد اكالتو ‪.‬‬


‫‪ -‬رئاسة اجتماعات مكتب اجمللس‪ ،‬ىيئة التنسيق ك ىيئة الرؤساء‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع اؼبهاـ بُت أعضاء مكتب اجمللس ‪.‬‬
‫‪ -‬تعيُت األمُت العاـ كتقليد اؼبناصب يف اؼبصاٌف اإلدارية يف كل ؾبلس بعد استشارة مكتب اجمللس‪.‬‬
‫‪-‬ربديد كيفيات سَت اؼبصاٌف اإلدارية عن طريق قرارات ‪.‬‬
‫‪-‬اإلشراؼ على إعداد ميزانية اجمللس كعرضها على مكتب اجمللس‪.‬‬
‫‪-‬األمر بالصرؼ‪.‬‬
‫‪-‬ضبط تنظيم اؼبصاٌف اإلدارية للمجلس‪.‬‬
‫‪-‬توقيع توصيات التعاكف الربؼبآف الدكِف‪.‬‬
‫‪1996‬‬ ‫زيادة على ىذه االختصاصات احملددة كفقا للنظاـ الداخلي لكل ؾبلس كبالرجوع إُف دستور‬
‫قبده أسند صالحيات عدة لرئيس اجمللس الشعيب الوطٍت كتتمثل يف ‪:‬تقدٔف االستشارة لرئيس اعبمهورية قبل حل‬
‫اجمللس الشعيب الوطٍت طبقا لنص اؼبادة ‪ 129‬من الدستور‪.‬‬

‫‪-‬تقدٔف االستشارة لرئيس اعبمهورية قبل تطبيق أحكاـ اؼبواد‪ 95، 94، 93، 91 :‬من الدستور اؼبتعلقة على‬
‫التواِف حباالت الطوارئ‪ ،‬اغبصار‪ ،‬اغبالة االستثنائية كالتعبئة العامة حالة اغبرب‪.‬‬

‫‪-‬ديكن لرئيس اجمللس الشعيب الوطٍت أف يرأس الربؼباف اؼبنعقد بغرفتيو جملتمعتُت مها يف حالة توِف رئيس ؾبلس األسرة‬
‫رئاسة الدكلة طبقا ألحكاـ اؼبادة ‪ 88‬من الدستور ‪،‬كيف حالة موافقة على تطبيق حاالت الطوارئ‪،‬اغبصار كاغبرب‬
‫‪ 90‬من الدستور ‪ .1‬كما أسند الدستور لرئيس‬ ‫كاالستثنائية يف فًتة شغور منصبو رئاسة اعبمهورية طبقا للمادة‬
‫األمة صالحيات التالية ‪:‬‬

‫‪-‬استشارة رئيس ؾبلس األمة قبل ازباذ قرار حل اجمللس الشعيب الوطٍت طبقا لنص اؼبادة ‪ 129‬من الدستور‪.‬‬

‫‪-‬استشارة رئيس ؾبلس األمة قبل تطبيق أحكاـ اؼبواد ‪. 95، 94،93 ، 91‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬عمار عوابدم‪" ،‬رئاسة البرلمان في القانون البرلماني الجزائري"‪،‬ؾبلة اؼبفكر الربؼبآف‪ ،‬العدد ‪ ،5‬اعبزائر‪ ،2004 ،‬ص ‪.105‬‬

‫‪18‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-‬يتوُف رئيس ؾبلس األمة رئاسة الدكلة يف حالة ثبوت اؼبانع كإعالف اؼبانع أك شعور منصب رئيس اعبمهورية طبقا‬
‫ألحكاـ اؼبادة ‪ 88‬من الدستور‪.‬‬

‫‪-‬يرأس ؾبلس الربؼباف اؼبنعقد بغرفتيو اجملتمعتُت معا بدعوة من رئيس اعبمهورية أك بدعوة من رئيس ؾبلس األمة يف‬
‫حاالت ؿبددة حصَتيا بأحكاـ الدستور ‪.1‬‬

‫*مكتب اجمللس ‪:‬يضم كل ؾبلس مكتبا يتكوف من رئيس اجمللس كخصصو نواب بالنسبة جمللس األمة ‪،‬كرئيس‬
‫اجمللس كتسعة نواب بالنسبة للمجلس الشعيب الوطٍت ‪،‬مع سباثل يف طريقة االنتخاب يف نظامي اجمللسُت ‪،‬على أف‬
‫‪2‬‬
‫حد ادىا النظامُت‬
‫‪ .‬أما عن مهاـ مكتب اجمللس فقد ّد‬ ‫ينتخب نواب الرئيس ؼبدة سنة كاحدة قابلة للتجديد‬
‫الداخليُت للمجلسُت كىي متقاربة كمتماثلة إُف حد كبَت‪،‬كتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫تنظيم سَت جلسات اجمللس ‪،‬ضبط جدكؿ أعماؿ اعبلسات كمواعيد عقدىا باستشارة اغبكومة ربديد‬
‫أمناط اإلقًتاع‪ ،‬ربديد كيفيات تطبيق النظاـ الداخلي دبوجب تعليمات عامة اؼبصادقة على اؽبيكل التنظيمي‬
‫للمصاٌف اإلدارية كعلى كيفيات مراقبة اؼبصاٌف اؼبالية للمجلس‪ ،‬دراسة مشركع ميزانية اجمللس كاؼبصادقة عليو‬
‫كإحالتو على عبنة اؼبالية كاؼبيزانية للمجلس الشعيب الوطٍت ‪.‬بالرجوع إُف اؼبادة ‪ 14‬من النظاـ الداخلي للمجلس‬
‫الشعيب الوطٍت قبده ديارس صالحيات أخرل كىي ‪ :‬ربديد القواعد اػباصة اؼبطبقة على ؿباسبة (ـ ش ك) ‪،‬السهر‬
‫على توفَت اإلمكانيات البشرية كاؼبادية كالعلمية غبسن سَت أشغاؿ اللجاف ‪،‬البت يف قابلية اقًتاحات القوانُت‬
‫كاللوائح اؼبالية ك اإلدارية ؿ (ـ ش ك) ‪،‬تقدٔف حصيلة سنوية على نشاطو كتوزيعها على النواب متابعة النشاط‬
‫التشريعي كالربؼبآف للمجلس كاقًتاح كسائل تطويره اإلشراؼ على إصدار نشريات إعالمية ‪،‬متابعة عالقات اجمللس‬
‫مع الربؼباف كاالربادات الربؼبانية‪.‬‬

‫* اللجاف الدائمة ‪ :‬تنص اؼبادة ‪ 117‬من الدستور ‪ 1996‬على أف ‪ ":‬يشكل اجمللس الشعيب الوطٍت كؾبلس‬
‫‪ 14‬من القانوف العضوم ‪ 02 - 99‬اليت تنص‬ ‫األمة عباهنما الدائمة يف إطار نظامهما الداخلي" ككذا اؼبادة‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬انظر اؼبواد ‪ 177 ،176 ،130 ،102 ،95 ،93 ،91 ،88‬من دستور ‪.1996‬‬
‫‪ 2‬انظر اؼبادتُت ‪ 10 ،9‬من النظاـ الداخلي جمللس األمة‪ ،‬ك اؼبادتُت ‪ 12 ،11‬من النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫على أنو ‪ ":‬ينشئ اجمللس الشعيب الوطٍت كؾبلس األمة ضمن أعضائهما عبانا دائمة حيدد النظاـ الداخلي لكل‬
‫غرفة عددىا كمهامها كفقا ألحكاـ اؼبادة ‪ 117‬من الدستور" اجمللس الشعيب الوطٍت ( ‪ )12‬عبنة دائمة ‪، 1‬كما أف‬
‫ؾبلس األمة حيتول على تسعة (‪ )09‬عباف دائمة ‪ ،2‬حسب النظاـ الداخلي لكل ؾبلس‪.‬‬

‫‪ -2‬اؽبيئات االستشارية‬

‫حدد النظاـ الداخلي لكل ؾبلس ىذه اؽبيئات كىي ىيئة الرؤساء ‪،‬ىيئة التنسيق كاجملموعات الربؼبانية‪.‬‬

‫*ىيئة الرؤساء ‪:‬تتكوف من أعضاء اؼبكتب كرؤساء اللجاف الدائمة للمجلس ‪،‬كذبتمع بدعوة من رئيس اجمللس‬
‫بالنسبة للمجلس الشعيب الوطٍت ‪.‬أما بالنسبة جمللس األمة فتتكوف من رئيس اجمللس كنواب الرئيس كرؤساء اللجاف‬
‫كذبتمع كل (‪ )15‬يوما خالؿ الدكرات أك بدعوة من رئيس ؾبلس األمة ‪.‬‬

‫زبتص ىذه اؽبيئة بإعداد جدكؿ أعماؿ دكرات اجمللس ‪،‬ربضَت دكرة اجمللس كتقييمها تنظيم سَت اللجاف‬
‫الدائمة كالتنسيق بُت أعماؽبا ‪،‬تنظيم أشغاؿ اجمللس كإعداد مشركع اعبدكؿ الزمٍت عبلسات اجمللس الشعيب الوطٍت‬
‫أك عبلسات ؾبلس األمة ‪.3‬‬

‫* ىيئة التنسيق ‪:‬تتكوف ىذه اؽبيئة لكال الغرفتُت من أعضاء اؼبكتب كرؤساء اللجاف الدائمة للمجلس كرؤساء‬
‫اجملموعات الربؼبانية ‪،‬تلعب ىذه اؽبيئة دكرا استشاريا من خالؿ ربضَت جدكؿ األعماؿ ‪،‬تنظيم أشغاؿ اجمللس‬
‫كحسن أدائو ككذلك توفَت الوسائل الضركرية لسَت اجملموعات الربؼبانية ككذلك تنسيق بُت صبيع الكتل‬
‫الربؼبانية‪.‬ففي اجمللس الشعيب الوطٍت ذبتمع ىيئة التنسيق بدعوة من رئيس اجمللس أك بطلب من ؾبموعتُت برؼبانيتُت‬
‫على األقل أما بالنسبة جمللس األمة فتجتمع ىذه اؽبيئة بدعوة من رئيس اجمللس كل شهر على األقل خالؿ‬
‫الدكرات ‪،‬كما ديكن دعوهتا لالجتماع عند االقتضاء ‪،‬أك بطلب من ؾبموعة برؼبانية كاحدة عند الضركرة‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬انظر اؼبادة ‪ 19‬من النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت‪.‬‬
‫‪ 2‬انظر اؼبادة ‪ 16‬من النظاـ الداخلي جمللس األمة‪.‬‬
‫‪ 3‬انظر اؼبادة ‪ 49‬من النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت‪ ،‬ك اؼبادة ‪ 47‬من النظاـ الداخلي جمللس األمة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫* اجملموعات الربؼبانية ‪:‬حسب النظاـ الداخلي لكل ؾبلس فإنو ديكن تشكيل ؾبموعات برؼبانية على مستول كل‬
‫غرفة ىذا على أساس االنتماء اغبزيب ‪،‬حيث تتكوف اجملموعة الربؼبانية من عشرة ( ‪ )10‬أعضاء على األقل ‪.1‬‬

‫ثانيا‪:‬اختصاصات الربؼباف‬

‫تعترب مهمة التشريع من أبرز ما يقوـ بو الربؼباف ‪،‬فدكره األكؿ ىو كضع القانوف بشكليو العضوم العادم‬
‫لتنظيم حياة اجملتمع ك الدكلة ‪،‬ففي دستور ‪ 1996‬كبإدراجو الفرؽ الثانية (ؾبلس األمة) أصبح كل مشركع أك‬
‫‪2‬كلقد خص‬ ‫اقًتاح قانوٓف موضوع مناقشة من طرؼ اجمللس الشعيب الوطٍت كؾبلس األمة حىت تتم اؼبصادقة عليو‬
‫دستور ‪ 1996‬الربؼباف دبجالت متنوعة ديارس فيها صالحياتو التشريعية كصلت إُف ثالثوف ( ‪ )30‬ؾباال ‪ 3‬كما‬
‫يالحظ ىو التميز بُت قائمتُت من اؼبواضيع ‪،‬فاألكُف ـبصصة للربؼباف الذم إليو كحده ربديد القواعد اؼبتعلقة باؼبواد‬
‫اليت تضمنتها كمثاؽبا حقوؽ األشخاص ككاجباهتم األساسية ال سيما نظاـ اغبريات العمومية كضباية اغبريات‬
‫الفردية ككاجبات اؼبواطنُت كقواعد نقل اؼبلكية من القطاع العاـ إُف القطاع اػباص ‪.‬أما القائمة الثانية فيكتفي فيها‬
‫الربؼباف بتحديد القواعد العامة كمثاؽبما القواعد العامة اؼبتعلقة بالتعليم كالبحث العلمي ‪.‬مع ترؾ القواعد التفصيلية‬
‫‪4‬‬
‫للسلطة التنفيذية ‪.‬كأضافت اؼبادة ‪ 123‬ؾباال آخر يعترب اختصاصا أصيال للربؼباف يف ؾباؿ القوانُت العضوية‬
‫‪ )3/4‬أعضاء ؾبلس‬ ‫حيث تتم اؼبصادقة على القانوف العضوم باألغلبية اؼبطلقة للنواب كباألغلبية ثالثة أرباع (‬
‫األمة‪ ،‬مع خضوع نص القانوف العضوم للرقابة الدستورية من طرؼ اجمللس الدستورم ( اؼبادة ‪ 123‬فقرة ‪)2،3‬‬
‫من الدستور‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬انظر اؼبادتُت ‪ 51 ،50‬من النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت‪ ،‬ك اؼبادتُت ‪ 49 ،48‬من النظاـ الداخلي جمللس األمة‪.‬‬
‫‪ 2‬تنص اؼبادة ‪ 120‬من دستور ‪ 1996‬على أنو‪":‬جيب أف يكوف كل مشركع أك اقًتاح قانوف موضوع مناقشة من طرؼ اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس‬

‫األمة على التواِف حىت تتم اؼبصادقة عليو"‪.‬‬


‫‪3‬انظر اؼبادة ‪ 122‬من دستور ‪ 1996‬اليت ربدد ؾباالت تشريع الربؼباف بقوانُت عادية‪.‬‬
‫‪ 4‬انظر اؼبادة ‪123‬من دستور ‪ 1996‬اليت ربدد ؾباالت تشريع الربؼباف بقوانُت عضوية ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫باإلضافة إُف االختصاص األصيل للربؼباف كاؼبتمثل يف التشريع يصطلح دبهاـ كصالحيات أخرل‬
‫كالصالحيات االستشارية اؼبذكورة سابقا ككذا الرقابة على أعماؿ السلطة التنفيذية كاليت سنتطرؽ إليها من خالؿ‬
‫دراسة العالقة بُت السلطة التشريعية كالسلطة التنفيذية ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬السلطة القضائية‬

‫تنص اؼبادة ‪ 152‬من دستور ‪ 1996‬على ما يلي ‪":‬سبثل احملكمة العليا اؽبيئة اؼبقومة ألعماؿ اجملالس‬
‫القضائية كاحملاكم ‪.‬‬

‫كيؤسس ؾبلس دكلة كهيئة مقومة ألعماؿ اعبهات القضائية اإلدارية ‪.‬تضمن احملكمة العليا كؾبلس الدكلة‬
‫توحيد االجتهاد القضائي يف صبيع أكباء البالد كيسهراف على احًتاـ القانوف تؤسس ؿبكمة تنازع تتوُف الفصل يف‬
‫تنص اؼبادة ‪ 153‬من الدستور على‬ ‫حاالت تنازع االختصاص بُت احملكمة العليا كؾبلس الدكلة"‪ .‬ككذلك‬
‫ما يلي‪":‬حيدد قانوف عضوم تنظيم احملكمة العليا ‪،‬كؾبلس الدكلة كؿبكمة التنازع ‪،‬كعملهم ‪،‬كاختصاصاهتم‬
‫األخرل"‪.‬‬

‫كمن استقرار اؼبادتُت اؼبذكورتُت أعاله ‪،‬يظهر أف اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم تبٌت ازدكاجية السلطة‬
‫كؿبكمة تنازع كهيئة‬ ‫القضائية من خالؿ دستور ‪ ،1996‬فاعتمد ىرـ القضاء العادم كىرـ القضاء اإلدارم‪،‬‬
‫قضائية تعمل على حل التنازع حوؿ االختصاص بُت احملكمة العليا كؾبلس الدكلة ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تنظيم الهيكل القضائي‬

‫إذا تناكلنا اؽبيكل القضائي اعبزائرم ضمن التطورات الدستورية اليت شهدىا قبد أف اؼبشرع الدستورم قبل‬
‫دستور ‪1996‬إعتنق مبدأ كحدة اؽبيئة القضائية اليت ؽبا صبيع الصالحيات يف الفصل ك يف كافة اؼبنازعات مهما‬
‫كانت طبيعتها كدرجتها ضمن التسلسل القضائي على أساس القانوف اؼبدٓف ك مبادئ الشريعة اإلسالمية‬
‫‪1996‬‬ ‫ك كانت تنسب إُف جهة كاحدة ىي القضاء العادم إُف أف ظهر االستفتاء الدستورم لشهر نوفمرب‬
‫حيث انتقلت الدكلة إُف مرحلة االزدكاجية القضائية (قضاء عادم‪ ،‬قضاء إدارم)‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫أكال‪:‬تنظيم القضاء العادم‬

‫يتكوف القضاء العادم من احملاكم مث اجملالس القضائية‪ ،‬كاحملكمة العليا كهيئة قضاء قانوف‬

‫كربتول‬ ‫احملاكم‪:‬تعد احملاكم القضائية الدرجة األكُف للتقاضي سبتاز باختصاص مبدئي جيعلها ذات الوالية العامة‪،‬‬
‫ىذه احملاكم على أقساـ حيدد عددىا كزير العدؿ لكن يف إطار عدد أدْف ىو ‪ 07‬أقساـ لكل ؿبكمة‪.‬‬

‫‪-‬اجملالس القضائية‪:‬تعد اجملالس القضائية الدرجة الثانية للتقاضي حبيث تنظر يف األحكاـ الصادرة عن احملاكم عن‬
‫طريق االستئناؼ‪ ،‬كتنقسم اجملالس القضائية إُف ‪ 04‬غرؼ ( اعبزائية ‪،‬اؼبدنية ‪،‬األحداث كغرفة االهتاـ )‪.‬‬

‫حيث سبثل ؿبكمة‬ ‫‪ -‬احملكمة العليا ‪ :‬تعترب احملكمة العليا ىي أعلى ىيئة قضائية يف قمة ىرـ القضاء العادم‪،‬‬
‫نقض باعتبارىا ؿبكمة قانوف ‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬تنظيم القضاء اإلدارم‬

‫جاء نص اؼبادة ‪ 152‬من الدستور ينص على تأسيس ؾبلس الدكلة‪،‬كهيئة قضائية عليا كعلى تأسيس‬
‫جهات قضائية إدارية دنيا لكن دكف ربديدىا أك ربديد تسميتها‪.‬‬

‫‪ -1‬ؾبلس الدكلة ‪:‬نظم القانوف العضوم رقم ‪ 01-98‬اؼبؤرخ يف ‪ 30‬مام ‪ ،1998‬قواعد تنظيم ؾبلس الدكلة‬
‫كؾباالت اختصاصاتو‪.1‬‬

‫‪ 04‬غرؼ ك ‪ 08‬أقساـ‪ ،‬كىيئات‬ ‫أ‪-‬تنظيم ؾبلس الدكلة ‪:‬حيتول ؾبلس الدكلة على ىيئات قضائية متكونة من‬
‫استشارية‪ ،‬ىي اعبمعية العامة كاللجنة الدائمة‪ ،‬إضافة إُف النيابة العامة اليت تتشكل من ؿبافظ دكلة كمساعدين لو‬

‫ب‪-‬اختصاصات ؾبلس الدكلة‪ :‬جمللس الدكلة اختصاصات ذات طابع قضائي كاختصاصات ذات طابع‬
‫استشارم‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬راجع القانوف العضوم ‪ 01-98‬اؼبؤرخ يف ‪ 1998/05/30‬اؼبتعلق باختصاصات ؾبلس الدكلة ك تنظيمو ك عملو(اعبريدة الرظبية للجمهورية‬
‫اعبزائرية‪ ،‬عدد ‪ 37‬الصادرة بتاريخ ‪.)1998/06/01‬‬

‫‪23‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-‬االختصاصات ذات الطابع القضائي‪:‬كىي اليت حددهتا اؼبواد من ‪ 09‬على ‪ 11‬من القانوف العضوم رقم ‪-98‬‬
‫‪ 01‬فهو ديارس صالحياتو القضائية‪،‬كقاضي أكؿ كآخر درجة ‪،‬ككقاضي استئناؼ ككقاض نقض‪.‬‬

‫‪ -‬االختصاصات ذات الطابع االستشارم‪:‬يقدـ ؾبلس الدكؿ رأيو يف إطار اعبمعية العامة أك اللجنة الدائمة حوؿ‬
‫مشاريع النصوص ذات الطابع التشريعي كفقا للمادة ‪ 04‬من القانوف العضوم رقم ‪01-98‬‬

‫‪-2‬احملاكم اإلدارية ‪:‬مت تأسيس احملاكم اإلدارية بواسطة القانوف العادم رقم ‪ 02-98‬اؼبؤرخ يف ‪30‬مام ‪1998‬‬
‫كالذم حدد ؾباؿ اختصاصاهتا كنظم ىياكلها ‪.1‬‬

‫أ‪-‬تنظيم احملاكم اإلدارية ‪:‬اعبدير باإلشارة ىو أف قانوف تنظيم احملاكم اإلدارية ىو قانوف عادم رقم ‪، 02-98‬كأف‬
‫الدستور كاف كاضحا يف ىذه اؼبسألة من خالؿ اؼبادة ‪ 123‬فقرة ‪ 05‬من دستور ‪، 1996‬كاليت نصت على أف‬
‫الربؼباف يشرع بقوانُت عضوية يف القانوف األساسي للقضاء كالتنظيم القضائي ‪،‬إذ كاف من اؼبفركض أف يشرع‬
‫الربؼباف يف ؾباؿ تنظيم احملاكم اإلدارية كاليت ىي جزء من التنظيم القضائي عن طريق قانوف عضوم كليس قانوف‬
‫عادم ‪،‬خاصة عند اإلطالع على ىذا القانوف فإنو ال حيتوم إال على تسع ( ‪ )09‬مواد معظمها ربيل على التنظيم‬
‫ىي صورة من صور اسًتجاع السلطة التنفيذية الختصاصات السلطة التشريعية ‪،‬كىذا سيؤثر على تنظيم السلطة‬
‫القضائية كاستقالليتها‪ ،‬ألف ضمانة استقاللية السلطة القضائية ستستوجب إصدار قوانُت عضوية لتنظيمها كما ىو‬
‫منصوص عليو يف الدستور كأف يكوف النص القانوٓف أكثر تفصيال ككضوحا ‪،‬كال يفتح اجملاؿ كاسعا أماـ التنظيم‬
‫للسلطة التنفيذية‪ ،‬لتهمل ىذه الضمانة كيستبعد‪.‬‬

‫‪ 02-98‬كاؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 356-98‬اؼبؤرخ يف ‪ 14‬نوفمرب‬ ‫كبناء عليو فإف كل من القانوف رقم‬
‫‪، 1998‬نظما القواعد اليت تؤطر احملاكم اإلدارية ‪.‬‬

‫‪ ‬حيث تتشكل الدرجة القضائية األكُف من ‪ 31‬ؿبكمة إدارية‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬راجع القانوف العضوم ‪ 02-98‬اؼبؤرخ يف ‪ 1998/05/30‬اؼبتعلق باحملاكم اإلدارية (اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 37‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪.)1998/06/ 01‬‬

‫‪24‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬ربتوم كل ؿبكمة على غرؼ يًتاكح عددىا من ‪ 01‬إُف ‪ 03‬كتنقسم الغرفة إُف أقساـ عددىا من ‪02‬‬
‫إُف ‪ ،04‬علما أف ربديد عدد الغرؼ أك األقساـ أك تسميتها يعود إُف كزير العدؿ ‪.‬‬

‫ب‪-‬اختصاصات احملاكم اإلدارية ‪:‬تعترب احملاكم اإلدارية ىي اعبهات القضائية ذات الوالية العامة يف اؼبادة اإلدارية‬
‫كربديد أنواع النزاعات الذم يعود إُف احملاكم اإلدارية فقد أحاؿ القانوف رقم ‪ 02-98‬إُف اؼبادة ‪ 07‬من قانوف‬
‫اإلجراءات اؼبدنية ‪.‬‬

‫حسب القواعد اليت تسرم على‬ ‫ج‪-‬االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية ‪:‬زبتص احملاكم اإلدارية إقليميا‪،‬‬
‫الغرؼ اإلدارية للمجالس القضائية يف ىذا اجملاؿ ‪.‬‬

‫‪-3‬ؿبكمة التنازع ‪:‬أسست ؿبكمة التنازع كهيئة دستورية دبوجب الفقرة ‪ 4‬من اؼبادة ‪ 152‬من دستور ‪1996‬‬
‫كنظمت دبوجب القانوف العضوم رقم ‪ 03-98‬اؼبؤرخ يف ‪ 03‬جواف ‪ 1998‬كمقرىا اعبزائر العاصمة ‪ ،1‬حيث‬
‫االختصاص بُت اعبهات القضائية اػباضعة للنظاـ‬ ‫خوؿ ؽبا اختصاص كحيد يتمثل يف الفصل يف منازعات‬
‫القضائي العادم كاعبهات القضائية اػباضعة للنظاـ القضائي اإلدارم‪ ،‬سواء تعلق األمر دبسألة التنازع السليب أك‬
‫التنازع اإلجيايب يف الفصل يف نفس النزاع‪.‬‬

‫‪-‬تشكيلة احملكمة ‪:‬تتشكل احملكمة من سبعة ( ‪ )07‬قضاة‪ ،‬من بينهم رئيس احملكمة ‪،‬يعُت الرئيس ؼبدة ثالثة‬
‫سنوات بالتناكب ‪،‬من بُت قضاة احملكمة العليا أك ؾبلس الدكلة‪ ،‬حيث يتوُف رئاسة جلسات ؿبكمة التنازع‪ ،‬أما يف‬
‫كيعُت صبيع أعضاء ؿبكمة التنازع من قبل رئيس‬ ‫حالة كجود مانع غبضوره ‪،‬يستخلفو القاضي األكثر أقدمية‪،‬‬
‫اعبمهورية باقًتاح من كزير العدؿ كبعد األخذ بالرأم اؼبطابق للمجلس األعلى للقضاء‪.‬‬

‫حيث تعترب قرارات ؿبكمة التنازع ملزمة لقضاء النظاـ القضائي اإلدارم كقضاء النظاـ القضائي العادم‬
‫كىي غَت قابلة ألم طعن‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬راجع القانوف العضوم ‪ 03-98‬اؼبؤرخ يف ‪ 1998/06/03‬اؼبتعلق باختصاصات ؿبكمة التنازع ك تنظيمها ك عملها( اعبريدة الرظبية للجمهورية‬
‫اعبزائرية عدد ‪ 39‬الصادرة بتاريخ ‪.)1998/06/07‬‬

‫‪25‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪:‬وظيفة السلطة القضائية‬

‫تضطلع السلطة القضائية بوظائف ؿبددة طبقا ألحكاـ الدستور‪ ،‬ك سبارس اختصاصاهتا دكف تدخل‬
‫السلطة التنفيذية ك التشريعية ضمانا الستقاللية السلطة القضائية‪ ،‬ك تتمثل ىذه االختصاصات يف تفسَت األحكاـ‬
‫ك النصوص اليت جاءت يف صورة مبهمة‪ ،‬باإلضافة إُف تطبيق تلك األحكاـ على اؼبنازعات بُت‬
‫األشخاص(أشخاص طبيعية أك معنوية) ك الفصل فيها بأحكاـ هنائية‪.‬‬

‫أكال‪:‬سلطة التفسَت‬

‫تنطوم النصوص القانونية الصادرة عن اؼبشرع على الكثَت من النقائص ك عدـ تصورىا عبميع األكضاع‬
‫اؼبمكنة ؼبعاعبة الظواىر ك اؼبسائل اليت تطرح على السلطة القضائية حيث خوؿ ؽبذه األخَتة سلطة تفسَت القوانُت‬
‫فالكثَت من النصوص القانونية تتضمن عدة معآف يف آف كاحد ك ىو ما يطرح إشكالية تطبيقها عند النظر يف‬
‫اؼبنازعات بُت األشخاص‪ ،‬ك يعقد ىذا االختصاص للسلطة القضائية سواء من تلقاء نفسها‪ ،‬حيث تعترب كمرحلة‬
‫من مراحل الفصل يف الدعول باعتبار أف القاضي ال ديكنو التهرب ك رفض اغبكم يف حالة غموض النص القانوٓف‬
‫بل جيب عليو إجياد اغبلوؿ اؼبمكنة للنزاع‪ ،‬مرتكزا على التقاليد ك األعماؿ التحضَتية للنصوص خاصة اؼببادئ‬
‫العامة للقانوف‪ ،‬ك ىو ما يصطلح عليو باالجتهاد القضائي ‪.‬‬

‫ك إذا كاف اؼبؤسس الدستورم لسنة ‪َ 1996‬ف ينص على سلطة التفسَت اؼبخولة للسلطة القضائية ‪،‬فإنو‬
‫‪ ،1‬ك ال تقتصر سلطة التفسَت‬ ‫حدد اعبهات القضائية اليت تسهر على تنظيمو االجتهاد القضائي ك توحيده‬
‫اؼبمنوحة للقاضي على القواعد القانونية اليت ىي من صنع السلطة التشريعية ك التنفيذية‪ ،‬كإمنا تتعدل ذلك إُف‬
‫العقود اؼبربمة بُت األشخاص القانونية طبقا لألشكاؿ اؼبفركضة قانونا على أساس أهنا تتضمن أحكاما اتفاقية‬
‫تكوف دبثابة قواعد مكملة للقانوف ىذا من جهة‪ ،‬ك من جهة أخرل سبارس اعبهات القضائية اإلدارية سلطة‬
‫التفسَت دبوجب رفع دعول قضائية من أجل تفسَت تصرفات قانونية‪ ،‬قرارات إدارية أك عقود إدارية)سواء دبوجب‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬حددت اعبهات القضائية اليت تسهر على تنظيم االجتهاد القضائي دبوجب اؼبادة ‪ 152‬من الدستور ك اؼبتمثلة يف احملكمة العليا ك ؾبلس الدكلة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫اإلحالة من اعبهات القضائية العادية اليت يتوقف فصلها يف القضية على اؼبعٌت اغبقيقي للقرار‪ ،‬أك دبوجب رفع‬
‫دعول أصلية مباشرة أماـ اعبهات القضائية اإلدارية طبقا للجهة اؼبصدرة للقرار اإلدارم‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬سلطة التنفيذ‬

‫أثارت مسالة التنفيذ القانوٓف خالفا فقهيا حوؿ جدكل كجود سلطة قضائية كيف ىذا الصدد ظهرت‬
‫نظريتاف ـبتلفتاف‪ ،‬أما النظرية األكُف فًتل أنو ال كجود ؼببدأ الفصل بُت السلطات يف ظل عدـ كجود سلطة‬
‫قضائية مستقلة عن السلطة التنفيذية ك التشريعية‪.‬‬

‫ك بالنسبة للنظرية الثانية فًتل أنو ىناؾ سلطتُت فقط أما سلطة تشريع القوانُت ك سلطة تنفيذىا‪ ،‬باعتبار‬
‫أف الفصل يف اؼبنازعات ىو يف هناية األمر مظهر من مظاىر تنفيذ القوانُت‪ ،‬ك ىنا تقوـ السلطة التنفيذية بوظيفتُت‬
‫(الوظيفة القانونية ك الوظيفة اإلدارية) ك ىذا ما كرسو اؼبؤسس الدستورم الفرنسي ‪.1‬‬

‫ك قد عرب اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم يف دستور ‪ 1996‬على سلطة التنفيذ يف اؼبادة ‪ 146‬ك اليت جاء‬
‫‪ 143‬على"ينظر القضاة يف الطعن يف‬ ‫فيها ما يلي‪":‬خيتص القضاة باصدار األحكاـ " ككذلك نصت اؼبادة‬
‫قرارات السلطات اإلدارية"‪.‬‬

‫فوظيفة السلطة القضائية ال تنحصر يف تفسَت القانوف‪ ،‬ك إمنا تتعدل ذلك إُف تطبيقو على األشخاص‬
‫لتحديد حقوؽ ككاجبات األطراؼ اؼبتنازعة ك تقوـ بتنفيذ األحكاـ الصادرة عنها ك اغبائزة لقوة الشيء اؼبقضي‬
‫فيو‪ ،‬سواء ضد األشخاص الطبيعيُت أك ضد السلطة العامة‪ .‬ك يف ىذا اإلطار يتمتع بسلطات تقديرية كاسعة أثناء‬
‫فصلو يف القضايا اؼبعركضة أمامو‪ ،‬ك ىو ؿبصن ضد كل أشكاؿ التدخل ك الضغط من جانب السلطة التشريعية‬
‫أك التنفيذية‪ ،‬فال حيق لإلدارة أك الربؼباف توجيو عمل القاضي أك إعطاء أمر يؤثر على استقالليتو ك بالتاِف فهو ال‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬عبد اغبميد يوسف‪"،‬مبدأ الفصل بين السلطات في ظل النظام الدستوري الجزائري"‪ ،‬مذكرة من أجل اغبصوؿ على شهادة اؼباجستَت يف اغبقوؽ‬

‫فرع القانوف الدستورم‪ ،‬جامعة اعبزائر‪، 2010/2009 ،‬ص ‪.47‬‬

‫‪27‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫خيضع إال للقانوف ك ضمَته اؼبهٍت‪ ،‬ىذا اؼببدأ الذم نصت عليو أحكاـ الدستور يكرس بشكل دقيق مبدأ الفصل‬
‫بُت السلطات ك يضمن استقاللية للسلطة القضائية ؼبمارسة كظائفها‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬طبيعة العالقة بين السلطات‬

‫مع تبياف اختصاصاهتا‬ ‫‪ 1996‬بزبصيصو فصل كامل لكل سلطة‬ ‫إف تنظيم السلطات يف دستور‬
‫كحدكدىا ال يعٍت عدـ كجود أم عالقة بينها‪ ،‬بل ىناؾ ما يربط بُت السلطات من مظاىر التعاكف كالرقابة اؼبتبادلة‬
‫خاصة بُت السلطتُت التشريعية كالتنفيذية ‪ ،‬حبيث إذا ذباكزت إحدل السلطات اختصاصاهتا أك أساءت استعماؿ‬
‫سلطتها تصدت ؽبا السلطة األخرل لتوقيفها عند حدىا‪ ،‬ك ىذا ىو جوىر التطبيق اؼبرف ؼببدأ الفصل بُت‬
‫السلطات‪ ،‬ك اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم اعتمد مبدأ التخصيص الوظيفي لكل من السلطة التشريعية ك السلطة‬
‫التنفيذية تدعيما ؼببدأ الفصل اؼبرف بُت السلطات‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬مظاىر التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية‬

‫إذا كاف مبدأ الفصل بُت السلطات يقتضي ضركرة تقسيم كظائف الدكلة إُف ثالث ‪:‬الوظيفة التشريعية‬
‫ك الوظيفة التنفيذية ك الوظيفة القضائية‪ ،‬حبيث تستقل كل سلطة دبمارسة كظيفة بعينها‪ ،‬إال أف اؼبقصود بالفصل‬
‫بُت السلطات ىو الفصل اؼبرف القائم على كجود عالقة تعاكف ك مشاركة يف فبارسة اختصاصات السلطات بعضها‬
‫البعض ذلك نظرا ؼبا أكده التطبيق العملي من استحالة فكرة الفصل اؼبطلق بُت السلطات على أرض الواقع‬
‫ك تتجلى مظاىر التعاكف يف النظاـ الدستورم اعبزائرم خاصة بُت السلطتُت التشريعية ك التنفيذية يف عدة ؾباالت‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬تدخل الحكومة إلى جانب البرلمان في المجال التشريعي‬

‫أ‪-‬اؼببادرة دبشاريع القوانُت ‪:‬فقد نصت اؼبادة ‪ 119‬من دستور ‪ ،1996‬كاؼبعدلة يف ‪ 2008‬على أنو ‪" :‬لكل من‬
‫الوزير األكؿ كالنواب حق اؼببادرة بالقوانُت‪ ،‬تكوف اقًتاحات القوانُت قابلة للمناقشة إذا قدمها عشركف ( ‪)20‬‬
‫نائبا‪،"....‬إذ تتوُف اغبكومة من خالؿ دكائرىا الوزارية اؼبختصة مهمة إعداد مشركع سبهيدم للقانوف اؼبراد تقدديو‬

‫‪28‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫للربؼباف كفقا للشركط الشكلية احملددة بنص أحكاـ القانوف العضوم( ‪ ، 1)02-99‬ك الشركط اؼبوضوعية احملددة‬
‫باؼبادة ‪ 121‬من الدستور‪.‬‬

‫ب‪ -‬دراسة النص على مستول اللجاف الربؼبانية ‪ :‬باإلضافة إُف مشاركة اغبكومة يف عملية اؼببادرة بالقوانُت عن‬
‫طريق تقدٔف اغبكومة ؼبشاريع القوانُت تتدخل ىذه األخَتة يف اؼبرحلة الالحقة لعملية اؼببادرة ك اؼبتمثلة يف دراسة‬
‫النص على مستول اللجاف الدائمة كما تتدخل اغبكومة عند دراسة اللجنة اؼبختصة القًتاحات القوانُت ‪.2‬‬

‫ج‪ -‬تدخل اغبكومة يف إجراءات اؼبناقشة ك التصويت ‪:‬ك ذلك بإحالة اللجنة اؼبختصة تقريرىا عن مشركع أك اقًتاح‬
‫القانوف إُف اجمللس‪ ،‬مرحلة اؼبناقشة ‪،‬فبالرجوع إُف اؼبواد من ‪ 32‬إُف ‪ 36‬من القانوف ‪ ،02-99‬فإف اؼبرحلة األكُف‬
‫يتم فيها االستماع ؼبمثل اغبكومة يف حالة مشركع القانوف أك إُف مندكب أصحاب اقًتاح القانوف يف حالة اقًتاح‬
‫القانوف ك يف اغبالتُت يتم االستماع ؼبقرر اللجنة اؼبختصة مث إُف اؼبتدخلُت الذين عليهم مراعاة عدد من القيود ‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬مساىمة رئيس الجمهورية في العمل التشريعي‬

‫يساىم رئيس اعبمهورية يف عملية التشريع عن طريق بعض اآلليات تتمثل يف سلطة إصدار القوانُت‬
‫ك نشرىا‪ ،‬سلطة التنظيم‪ ،‬حق االعًتاض على القوانُت‪.‬‬

‫أكال‪:‬سلطة إصدار ك نشر القوانُت‬

‫إف سرياف القوانُت ك تطبيقها ال يتم بعد سنها من قبل الربؼباف‪ ،‬ك إمنا يقتضي االمر أف توقع من طرؼ‬
‫رئيس اعبمهورية الذم أقر لو الدستور حق إصدار القوانُت‪ ،‬كىي عملية تضفي الصفة اإللزامية على النصوص‬
‫القانونية مباشرة بعد نشره يف اعبريدة الرظبية‪ ،‬ك ديكن لرئيس اعبمهورية أف يطلب من الربؼباف قراءة ثانية للنص‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬انظر اؼبادة ‪ 20‬من القانوف العضوم ‪.02-99‬‬
‫‪ 2‬تنص اؼبادة ‪ 27‬من القانوف العضوم ‪ 02-99‬على أنو‪":‬للجاف الدائمة بالربؼباف اغبق يف أف تستمع يف إطار جدكؿ أعماؽبا ك صالحياهتا إُف فبثل‬
‫اغبكومة ‪،‬كما ديكنها االستماع إُف أعضاء اغبكومة كلما دعت الضركرة لذلك"‪.‬‬
‫‪ 3‬انظر اؼبواد من ‪ 75‬إُف ‪ 79‬من النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت ك اؼبواد من ‪ 84‬إُف ‪ 88‬من النظاـ الداخلي جمللس األمة ك اػباصة‬
‫بإجراءات االنضباط ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫اؼبقدـ إليهم إلصداره‪ ،‬ك ذلك يف أجل ثالثوف ( ‪ )30‬يوما اؼبوالية إلقراره من قبل الربؼباف‪ ،‬ك ديكن ؽبى إصدار‬
‫القوانُت اؼبالية بأكامر بعد انقضاء مدة ‪ 75‬يوـ من إيداعها لدل الربؼباف دكف اؼبصادقة عليها‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬سلطة التنظيم‬

‫كىي السلطة اليت تشمل اجملاؿ الذم خيرج عن اختصاص اؼبشرع فيعود لرئيس اعبمهورية ك ؾباؿ تنفيذ‬
‫القوانُت الذم يعود لرئيس اغبكومة‪ ،‬ك قد كاف إقرار الدساتَت ؽبذه السلطة نتيجة للتحوالت العميقة اليت عرفتها‬
‫اجملتمعات بداية من هناية اغبرب العاؼبية األكُف ك اليت أهنت عهد احتكار االختصاص التشريعي من طرؼ الربؼباف‬
‫باعتباره فبثل اإلرادة العامة‪ ،‬ك يف اؼبقابل تصاعد تدخل اغبكومة اؼبستمر يف تنظيم العالقات اؼبختلفة خاصة إثر‬
‫استخداـ أسلوب ربديد اجملاؿ التشريعي الذم ينشط فيو الربؼباف‪ ،‬ك قد أدل إدراج التنظيمات إُف جانب القانوف‬
‫يف اؽبرـ القانوٓف إُف تقليص دكر السلطة التشريعية ك تعاظم دكر السلطة التنفيذية‪ ،‬ك أصبحت ىذه األخَتة ذات‬
‫اختصاص غَت مقيد تتوُف مهمة التنظيم دبفهومو العاـ ك اؼبتمثل يف تنفيذ القوانُت ك التشريع غَت اؼبخصصة‬
‫للربؼباف‪.1‬‬

‫‪ 125‬من دستور ‪ 1996‬على‪":‬ديارس رئيس اعبمهورية السلطة التنظيمية يف اؼبسائل غَت‬ ‫تنص اؼبادة‬
‫اؼبخصصة للقانوف‪ ،‬يندرج تطبيق القوانُت يف اجملاؿ التنظيمي الذم يعود للوزير األكؿ"‪.‬ك الشيء اؼبستخلص من‬
‫ىذا النص أف لرئيس اعبمهورية سلطة تنظيمية كاسعة ك غَت ؿبددة ك مستقلة‪ ،‬ك قد مت ربديدىا ربديدا سلبيا‪ ،‬فبا‬
‫جعل ؾباؽبا كاسعا يطاؿ كافة اؼبيادين ك اجملاالت باستثناء ما ىو مقرر جملاؿ القانوف ك احملدد دبوجب اؼبادتُت‬
‫‪122‬ك ‪ 123‬من الدستور‪،‬ك ديارس رئيس اعبمهورية السلطة التنظيمية دبوجب التوقيع على مراسيم رئاسية ‪.2‬‬

‫ثالثا‪:‬حق االعًتاض على القوانُت‬

‫إف االعًتاض على القوانُت حق مكرس دستورا ك قانونا لرئيس اغبكومة ك لرئيس اعبمهورية‪ ،‬كل يف ؾباؿ‬
‫اختصاصو حيث ديارس ىذا اغبق يف مواجهة السلطة التشريعية مواجهة دديقراطية مقيدة جبميع األطراؼ‪ ،‬خاصة‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬سليماف ؿبمد الطماكم‪" ،‬النظم السياسية و القانون الدستوري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.496-495‬‬
‫‪ 2‬ؿبمد الصغَت بعلي‪ "،‬الوجيز في المنازعات اإلدارية"‪ ،‬دار العلوـ‪ ،‬عنابة‪ ،2002،‬ص ‪.11‬‬

‫‪30‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫ك أف الغرض منو لفت انتباه أعضاء الربؼباف ال سيما نواب اجمللس الشعيب الوطٍت مرة أخرل إُف قانوف سبق ك أف‬
‫صوتوا عليو‪ ،‬إذ يطلب منهم رئيس اعبمهورية القراءة الثانية للنص قصد إدخاؿ التعديالت الضركرية على بعض‬
‫أحكامو‪،‬ك اؼبالحظ أف القراءة الثانية بالرغم من طابع التعاكف الذم توحي بو‪ ،‬إال أهنا يف حقيقتها أداة مراقبة‬
‫ككسيلة غَت مباشرة إلقحاـ السلطة التنفيذية يف العمل التشريعي‪ ،‬ك ىذا يعترب قيدا آخر من قيود السلطة التنفيذية‬
‫على السلطة التشريعية‪ ،‬حبيث يكوف غبق االعًتاض تأثَت كبَت على حرية قرارات اجملالس النيابية ك يعرب عن تعارض‬
‫كجهات النظر بُت رئيس اعبمهورية ك الربؼباف‪ ،‬ك من ناحية أخرل فهو كسيلة جد مهمة لردع األغلبية الربؼبانية يف‬
‫حالة ىيمنتها ك توظيف القانوف لصاغبها ‪.1‬‬

‫‪1996‬يتبُت لنا أف رئيس اعبمهورية ديكنو فبارسة حق االعًتاض على‬ ‫ك بالرجوع إُف أحكاـ دستور‬
‫القوانُت اؼبصادؽ عليها من قبل الربؼباف‪ ،‬ك ىذا ما نصت عليو اؼبادة ‪ 127‬من الدستور‪":‬ديكن رئيس اعبمهورية‬
‫أف يطلب إجراء مداكلة ثانية يف قانوف مت التصويت عليو يف غضوف الثالثُت ( ‪)30‬يوما اؼبوالية لتاريخ إقراره ‪.‬ك يف‬
‫ىذه اغبالة ال يتم إقرار القانوف إال بأغلبية ثلثي ( ‪ )2/3‬أعضاء اجمللس الشعيب الوطٍت"‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬آليات الرقابة المتبادلة بين السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية‬

‫إف تطبيق مبدأ الفصل بُت السلطات ال يعٍت انعداـ الصلة بُت السلطات‪ ،‬كإمنا ىناؾ عالقة تأثَت ك تأثر‬
‫متبادلة بينها‪ ،‬حيث سبلك السلطة التشريعية آليات رقابية تستخدمها يف مواجهة السلطة التنفيذية ك دبقتضاىا‬
‫رباكؿ إيقاؼ أك اغبد من ىيمنة السلطة التنفيذية‪ ،‬ك باؼبقابل سبلك ىذه األخَتة آليات دبوجبها تؤثر ك تضغط‬
‫على السلطة التشريعية‪.‬ىذه العملية كلها من أجل اغبفاظ على التوازف بُت السلطات يف الدكلة ك منع االستبداد‬
‫كاالستئثار بالسلطة من قبل جهة معينة‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬فتاح شباح‪ " ،‬تصنيف األنظمة السياسية اللبيرالية على أساس مبدأ الفصل بين السلطات (دراسة حالة النظم السياسي الجزائري)"‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة اؼباجستَت يف العلوـ السياسية‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،2008-2007‬ص ‪.175‬‬

‫‪31‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‪:‬رقابة السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية‬

‫الرقابم اليت يتخذىا الربؼباف لرقابة أعماؿ اغبكومة ك من‬


‫ة‬ ‫جلى ىذه الرقابة عن طريق اآلليات ك الوسائل‬
‫تت‬
‫كما ديكن أف ال ربدث أم مسؤكلية‬ ‫خالؿ فبارستو ؽبذه الرقابة ديكن أف تًتتب عليها مسؤكلية اغبكومة‪،‬‬
‫للحكومة‪ ،‬ك سنحاكؿ معرفة ذلك على النحو اآليت ‪:‬‬

‫أكال‪:‬كسائل الرقابة الربؼبانية اؼبرتبة للمسؤكلية السياسية للحكومة‬

‫تتمثل كسائل الرقابة الربؼبانية على أعماؿ اغبكومة ك اليت تؤدم إُف إعماؿ اؼبسؤكلية السياسية للحكومة يف ‪:‬‬

‫‪-1‬مناقشة ـبطط عمل اغبكومة‬

‫إف النظاـ الدستورم اعبزائرم يعتمد على السلطة التنفيذية‪ ،‬إذ قبد رئيس اعبمهورية الذم يًتأس ؾبلس‬
‫الوزراء ك يف مرتبة أقل منو يأيت الوزير األكؿ الذم يًتأس اجتماع اغبكومة‪ ،‬فيقدـ ـبطط العمل إُف اجمللس الشعيب‬
‫الوطٍت إلجراء مناقشتو ك اؼبوافقة عليو أك رفضو ‪ ،‬حيث يلتزـ الوزير األكؿ بتقدٔف ىذا الربنامج (اؼبخطط) يف أجل‬
‫(‪ )45‬يوما من تعيُت اغبكومة ‪ ،‬عُف اجمللس الشعيب الوطٍت ك الذم يكوف مطالبا بالتصويت عليو يف ظرؼ ( ‪)10‬‬
‫أياـ على األكثر من تاريخ تقدديو يف اعبلسة ‪ ،‬ليقدـ بعدىا ك يف ظرؼ ‪ 10‬أياـ من موافقة الغرفة األكُف عليو‬
‫‪1‬‬
‫‪،‬ك األثر القانوٓف لتقدٔف ـبطط عمل اغبكومة قد يكوف‬ ‫عرضا عن ذات اؼبخطط جمللس األمة للموافقة عليو‬
‫سلبيا ك بالتاِف تنعقد اؼبسؤكلية السياسية للحكومة ك تستقيل كجوبيا‪.‬‬

‫حيث تنص اؼبادة ‪ 81‬من دستور ‪ ،1996‬كاؼبعدلة يف ‪ 2008‬على ما يلي ‪ ":‬يقدـ الوزير األكؿ‬
‫استقالة اٌفكوـة لرئيس اعبمهورية يف حالة عدـ موافقة اجمللس الشعيب الوطٍت على ـبطط عملو"‪.2‬‬

‫‪-2‬مناقشة بياف السياسة العامة‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬انظر اؼبواد ‪ 48، 47، 46‬من القانوف العضوم ‪.02-99‬‬
‫‪ 2‬مت تعديل نص اؼبادة ‪ 81‬من دستور‪ 1996‬دبوجب اؼبادة ‪ 8‬من القانوف رقم ‪. 19-08‬‬

‫‪32‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫لكي تستطيع اغبكومة أف تستمر يف أداء مهامها ك اؼبتمثلة يف تنفيذ الربنامج الذم كافق عليو اجمللس‬
‫الشعيب الوطٍت جيب عليها أف تقدـ بيانا سنويا عن السياسة العامة للحكومة لتبُت ما مت تطبيقو من برناؾبها خالؿ‬
‫السنة اؼباضية ك ما ىو يف طور التطبيق‪ ،‬ك عرض الصعوبات اليت اعًتضتو ك اآلفاؽ اؼبستقبلية‪ ،‬على أف يتبع ذلك‬
‫مناقشة للبياف من قبل النواب سبكنهم من االطالع عليو أكثر ك ربديد موقفهم من سياسة اغبكومة ‪.1‬‬

‫ك ديكن للوزير األكؿ أف يطلب التصديق كاؼبوافقة على بياف السياسة العامة بعد اؼبناقشة ك يتوُف مكتب‬
‫اجمللس الشعيب الوطٍت التنظيم ك اإلشراؼ عن اؼبناقشة العامة اليت زبتتم باقًتاح الئحة أك إيداع ملتمس رقابة من‬
‫طرؼ النواب ‪.‬‬

‫*الالئحة‪:‬‬

‫إف اقًتاح الئحة أك عدة لوائح بشأف بياف السياسة العامة اؼبقدـ من طرؼ اغبكومة ىو حق ـبوؿ للنواب‬
‫ديكنهم من إبداء رأيهم‪ ،‬ك مراقبة نشاط اغبكومة دكريا ‪ ،2‬غَت أف اقًتاح الالئحة خيضع لضوابط ك شركط‬
‫تتمثل يف‪:‬‬

‫‪ -‬أف تقدـ يف أجل اثنُت ك سبعُت ( ‪ )72‬ساعة اؼبوالية الختتاـ اؼبناقشة اػباصة ببياف السياسة العامة‪.‬‬

‫‪-‬جيب أف تكوف الالئحة موقعة على األقل من عشرين ( ‪ )20‬نائبا‪.‬‬

‫‪ -‬جيب أف ال يوقع النائب أكثر من الئحة كاحدة‪.‬‬

‫يعترب التصويت على الالئحة اليت تؤيد اغبكومة دبثابة منح الثقة لصاٌف اغبكومة‪ ،‬خاصة إذا رأل النواب‬
‫أف بياف السياسة العامة الذم قدمتو اغبكومة أكضح مدل تفآف اغبكومة يف ذبسيد برناؾبها الذم كافق عليو‬
‫النواب أكؿ مرة‪ ،‬ك أما إذا مت التصويت على الئحة تدين اغبكومة خاصة إذا كانت ؾبموعة من الربؼبانيُت غَت‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬رياض دنش‪ " ،‬الرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة الجزائرية في ظل التعديل الدستوري لسنة ‪،" 1996‬ؾبلة اؼبنتدل القانوٓف‪ ،‬العدد ‪01‬‬
‫جامعة بسكرة ‪، 2005‬ص‪.120‬‬
‫‪ 2‬سعيد بوالشعَت ‪"،‬النظام السياسي الجزائري "‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.395‬‬

‫‪33‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫راضية على البياف‪ ،‬ك غَت قادرة على توفَت النصاب اؼبطلوب لنجاح الئحة اللوـ‪ ،‬فإف ىذا يعترب إنذار للحكومة‬
‫بإمكانية عرقلة عملها مستقبال من خالؿ رفض للمصادقة على مشاريع القوانُت اليت تتقدـ هبا أمامهم ‪.1‬‬

‫*ملتمس الرقابة ‪:‬‬

‫هبذا اإلجراء اػبطَت الذم بإمكاف‬ ‫إذا كانت السلطة التنفيذية سبلك حق حل اجمللس الشعيب الوطٍت‪،‬‬
‫رئيس اعبمهورية استعمالو يف أم غبظة للحد من تعسف النواب‪ ،‬فإف ىؤالء بإمكاهنم حق اقًتاح ملتمس رقابة‬
‫ينصب على عمل اغبكومة‪ ،‬ك إذا سبت اؼبصادقة عليو فإنو يؤدم إُف استقالة اغبكومة‪ ،2‬ك ىذا ما نصت عليو‬
‫اؼبادة ‪ 137‬من الدستور‪":‬إذا صادؽ اجمللس الشعيب الوطٍت على ملتمس الرقابة‪ ،‬يقدـ الوزير األكؿ استقالة‬
‫حكومتو إُف رئيس اعبمهورية"‪.‬‬

‫ك يتم إيداع ملتمس الرقابة كفقا للشركط التالية‪:‬‬

‫‪-‬ال ديكن للنائب أف يوقع أكثر من ملتمس رقابة كاحد ‪.‬‬

‫‪-‬ال يتدخل أثناء اؼبناقشات اليت تسبق التصويت على ملتمس الرقابة إال مندكب أصحاب ملتمس الرقابة ك نائب‬
‫يرغب يف التدخل ضد ملتمس الرقابة أك لتأييده‪.‬‬

‫‪ -‬ال يتم التصويت على ملتمس الرقابة إال بعد مركر ثالث ( ‪ )03‬أياـ من تاريخ إيداعو‪ ،3‬للسماح للحكومة‬
‫ك مؤيديها من النواب إجراء االتصاالت الالزمة للدفاع عن سياستها ك إقناع النواب بالوقوؼ عبانبها عند‬
‫التصويت‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬عمار عباس ‪ "،‬الرقابة البرلمانية على عمل الحكومة في النظام الدستوري الجزائري "‪،‬اعبزائر ‪:‬دار اػبلدكنية للنشر ك التوزيع ‪،2006،‬ص‪.267‬‬

‫‪ 2‬اَفرجع نفسو ‪،‬ص‪.296‬‬


‫‪ 3‬مولود ديداف ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.256‬‬

‫‪34‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫تستقيل اغبكومة أك تباشر مهامها دبجرد مصادقة نواب اجمللس الشعيب الوطٍت على ملتمس الرقابة بعد‬
‫التصويت عليو بأغلبية ‪ 3/2‬النواب ‪،‬ك عليو فاجمللس الشعيب الوطٍت دينح للحكومة تأشَت الدخوؿ يف العمل‬
‫باؼبوافقة على برناؾبها ‪،‬ك ىو اؼبخوؿ قانونا دبنع اغبكومة من مواصلة عملها ‪،‬ك ذلك بالتصويت اإلجيايب على‬
‫ملتمس الرقابة‪ ،‬ك إقامة اؼبسؤكلية السياسية على اغبكومة ‪.1‬‬

‫إف اؼبمارسة السياسية يف اعبزائر يف ظل التعددية أفرزت أف اغبكومات اؼبتعاقبة ك ما أكثر عددىا َف ذبرأ‬
‫على تقدٔف البياف السنوم عن السياسة العامة أماـ الربؼباف‪ ،‬ك ىو ما جيعل كل اآلليات اؼبتعلقة بو معطلة‪ ،‬لعدـ‬
‫كجود إلزاـ ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬كسائل الرقابة الربؼبانية غَت اؼبرتبة للمسؤكلية السياسية للحكومة‬

‫تتمثل كسائل الرقابة الربؼبانية على أعماؿ اغبكومة دكف أف يًتتب عنها آثار تؤدم إُف إعماؿ مسؤكلية‬
‫اغبكومة فيما يلي ‪:‬‬

‫السػ ػؤاؿ‬
‫‪ -1‬ػ ػ‬

‫‪ 134‬من‬ ‫لقد أقر دستور ‪ 1996‬حق طرح األسئلة على أم عضو يف اغبكومة دبوجب نص اؼبادة‬
‫الدستور ك اليت تنص على ‪...":‬ديكن أعضاء الربؼباف أف يوجهوا أم سؤاؿ شفوم أك كتايب إُف عضو يف‬
‫‪ 68‬إُف ‪)75‬‬ ‫اغبكومة‪ "....‬كما أف القانوف العضوم ‪ 02-99‬نظم القواعد اػباصة باألسئلة يف مواد من (‬
‫ك أضاؼ النظاـ الداخلي جمللس األمة أحكاما تفصيلية أخرل يف مواده من ( ‪74‬اُف ‪.)76‬بينما َف يتضمن اجمللس‬
‫الشعيب الوطٍت إال مادة كاحدة خاصة باألسئلة الشفوية ‪.2‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬انظر اؼبادة ‪ 61‬فقرة ‪ 3‬من القانوف العضوم ‪.02-99‬‬
‫‪ 2‬تنص اؼبادة ‪ 68‬من النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت على أنو ‪":‬تطبيقا للمادة ‪ 71‬من القانوف العضوم الذم حيدد تنظيم اجمللس الشعيب‬
‫الوطٍت ك ؾبلس األمة كعملها ك كذا العالقات الوظيفية بينها ك بُت اغبكومة ‪،‬يقدر مكتب اجمللس مدة طرح السؤاؿ الشفوم ك رد عضو اغبكومة عليو‬
‫ك تعقيبهما حسب عدد األسئلة ك مواضيعها "‬

‫‪35‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫كما أف أحكاـ اؼبادة ‪ 05‬من القانوف اؼبتعلق بعضو الربؼباف ‪ ،1‬تنص على أنو من مهاـ عضو الربؼباف‬
‫فبارسة الرقابة ك التشريع ك سبثيل الشعب ك التعبَت عن انشغاالتو‪ .‬ك يتضح من خالؿ النظاـ القانوٓف لألسئلة‬
‫الشفوية ك الكتابية أف فبارسة حق الرقابة بواسطتها لو شقُت‪ ،‬فاألكؿ يتمثل يف حق عضو الربؼباف توجيو أم سؤاؿ‬
‫إُف أم عضو يف اغبكومة‪ ،‬أما الشق الثآف ىو إمكانية إجراء مناقشة عبواب عضو اغبكومة إذا اعترب اعبواب‬
‫الشفوم أك الكتايب غَت مقنع ك يستدعي تفاصيل أكثر ‪ ،2‬ك قد حددت أحكاـ القانوف العضوم الذم حيدد‬
‫تنظيم اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة كعملهما ككذا العالقات الوظيفية بينهما ك بُت اغبكومة كيفية‬
‫استعماؿ ىذه الوسيلة ‪.3‬‬

‫‪ -2‬االستجواب‬

‫‪ 1996‬على ىذه اآللية أك الوسيلة يف ؼبادة ‪ 133‬اليت تنص على ما يلي‪" :‬ديكن أعضاء‬ ‫نص دستور‬
‫عاما ال يضع أم قيود ك اكتفى بذكر‬
‫الربؼباف استجواب اغبكومة يف إحدل قضايا الساعة" ‪ ،‬فنص ىذه اؼبادة جاء ّد‬
‫أطراؼ االستجواب اؼبتمثلُت يف أعضاء الغرفتُت كاعبهة اليت يوجو إليها االستجواب ىي اغبكومة‪ ،‬ك بالرجوع إُف‬
‫القانوف العضوم ‪ 02-99‬قبده حدد الشركط ك الضوابط اؼبنظمة الستعماؿ ىذه اآللية حيث أكدت اؼبادة ‪65‬‬
‫الفقرة ‪ 2‬على ما جاء يف الدستور فقد نصت على أنو ‪":‬يبلغ رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت أك رئيس األمة نص‬
‫االستجواب الذم يوقعو حسب اغبالة على األقل ثالثوف ( ‪ )30‬نائبا أك ثالثوف ( ‪ )30‬عضوا يف ؾبلس األمة إُف‬
‫رئيس اغبكومة خالؿ الثمآف ك األربعُت (‪ )48‬ساعة اؼبوالية إليداعو"‪.‬‬

‫‪ 73‬من النظاـ الداخلي جمللس األمة حددت‬ ‫أما عن اعبهة اليت يدعوا إليها االستجواب فنجد اؼبادة‬
‫مكتب ؾبلس األمة كجهة كحيدة اليت يودع لديها االستجواب "يودع نص االستجواب لدل مكتب ؾبلس األمة‬
‫ك يوزع على األعضاء ك يعلق دبقر اجمللس"‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫للجمهورية اعبزائرية عدد‪09‬الصادرة بتاريخ‬ ‫‪ 2001/01/31‬اؼبتعلق بعضو الربؼباف (اعبريدة الرظبية‬ ‫‪ 1‬القانوف رقم ‪ 01-01‬اؼبؤرخ يف‬
‫‪.)2001/02/04‬‬
‫‪ 2‬انظر اؼبادة ‪ 134‬فقرة ‪ 3‬من دستور ‪.1996‬‬
‫‪ 3‬انظر اؼبواد من ‪ 68‬إُف ‪ 75‬من القانوف العضوم ‪.02-99‬‬

‫‪36‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫ك يبقى االستجواب يف النظاـ السياسي اعبزائرم ال يؤدم إُف اؼبسؤكلية الفردية ك ال اعبماعية ك دكف‬
‫فعالية نتيجة استناد اغبكومة إُف أغلبية برؼبانية ربوؿ دكف ظهور أم معارضة ؽبا ك بالتاِف حىت ك إف مت ربط إثارة‬
‫اؼبسؤكلية السياسية للحكومة بنجاح االستجواب فأف األغلبية اؼبؤيدة للحكومة ال تسمح بازباذ قرار يعكس إرادة‬
‫اغبكومة ‪.1‬‬

‫‪-3‬عباف التحقيق الربؼبانية‬

‫‪ 161‬من دستور ‪ 1996‬على أنو‪ " :‬ديكن لكل غرفة من الربؼباف يف إطار اختصاصاهتا أف‬ ‫تنص اؼبادة‬
‫تنشئ يف أم كقت عباف ربقيق يف قضايا ذات مصلحة عامة " ىذا يعٍت أنو يف حالة عدـ اقتناع أعضاء إحدل‬
‫الغرفتُت بالتوضيحات ك البيانات اؼبقدمة من قبل السلطة التنفيذية ك أرادت الوقوؼ على اغبقيقة اؼبيدانية فلها أف‬
‫‪،2‬ك الغرض من‬ ‫تنشئ عباف ربقيق خاصة هبا كوسيلة للكشف عن الفساد يف بعض القطاعات أك اإلدارات‬
‫تشكيل عباف ربقيق ىو تقصي اغبقائق ك إبالغ الربؼباف حبقيقة ما توصلت إليو عن طريق صبع األدلة ك القرائن‬
‫كشهادات األطراؼ الذين ديكن أف تستمع إليهم ‪،‬كما تبدم رأيها يف التقرير الذم ترفعو للمجلس ‪.3‬‬

‫‪ -4‬التصويت على قانوف اؼبالية‬

‫تكتسي اؼبيزانية العامة للدكلة طابع قانوف اؼبالية من الناحية الشكلية بعد مناقشتها ك التصويت عليها‬
‫ك إقرارىا من طرؼ الربؼباف‪ ،‬ك رغم أمهيتو إال أّف دكر الربؼباف فيو يبقى ضعيفا حىت بعد مرحلة اإلعداد ك يرجع‬
‫ذلك إُف‪:‬‬

‫اإلجراءات اؼبتخذة على مستول‬ ‫‪ -‬دراسة مشركع قانوف اؼبالية مت برعاية اغبكومة اليت تتواجد يف كل‬
‫الربؼباف ‪،‬حيث تبدأ بإيداع اؼبشركع لدل مكتب اجمللس الشعيب الوطٍت الذم حييلو على عبنة اؼبالية ك اؼبيزانية اليت‬
‫ربدد يف أكؿ اجتماع ؽبا جدكؿ أعماؽبا ك منهجية الدراسة ك االستماع ‪،‬ك تتوج أعماؽبا بتقدٔف تقرير إُف اجمللس‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬رياض دنش ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.126، 125‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار عباس ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.105‬‬
‫‪ 3‬عن كيفية تشكيل ك عمل عباف التحقيق راجع اؼبواد من ‪ 76‬إُف ‪ 86‬من القانوف العضوم ‪.02-99‬‬

‫‪37‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫الشعيب الوطٍت من طرؼ مقرر اللجنة لتبدأ بعدىا جلسات اجمللس الشعيب الوطٍت ‪،‬ك تنطلق األشغاؿ عادة بعرض‬
‫كزير اؼبالية ؼبشركع قانوف اؼبالية ‪،‬مث تتدخل عبنة اؼبالية ك اؼبيزانية لتقدٔف تقريرىا لتبدأ تدخالت النواب حوؿ اؼبشركع‬
‫ك التعديالت اؼبقًتحة عليو إف كجدت ليأيت رد كزير اؼبالية عليها ‪.1‬‬

‫ك يف حالة عدـ اؼبصادقة على مشركع قانوف اؼبالية من طرؼ الربؼباف يف األجل احملدد فإف رئيس‬
‫اعبمهورية يصدر مشركع قانوف اؼبالية بأمر لو قوة قانوف اؼبالية ‪.2‬‬

‫‪ -5‬التصويت على قانوف تسوية اؼبيزانية‬

‫إف الغاية من الرقابة على تنفيذ اؼبيزانية ىي التأكد من احًتاـ اإلجازة اليت منحها الربؼباف للحكومة يف‬ ‫‌‬

‫جباية اإليرادات ك صرؼ النفقات‪ ،‬ك تتحقق ىذه الرقابة بإلزاـ اغبكومة بعد إقفاؿ السنة اؼبالية ك بعد التنفيذ‬
‫الفعلي النهائي لكل عمليات اؼبالية ( نفقات ك إيرادات) بتقدٔف حساب ختامي للسلطة التشريعية تبُت فيو ما مت‬
‫ربصيلو فعال من إيرادات ك ما مت صرفو من نفقات ‪،‬ك مدل مطابقة ذلك يف اؼبيزانية العامة‪ ،‬حيث تنص اؼبادة‬
‫‪ 160‬من الدستور على ‪":‬تقدـ اغبكومة لكل غرفة من الربؼباف عرضا عن استعماؿ االعتمادات اؼبالية اليت أقرهتا‬
‫لكل سنة مالية ‪،‬زبتتم السنة اؼبالية فيما خيص الربؼباف بالتصويت على قانوف يتضمن تسوية ميزانية السنة اؼبالية‬
‫اؼبعنية من قبل كل غرفة من الربؼباف"‪ .‬فاغبكومة ملزمة بتقدٔف عرض سنوم عن استعماؽبا لالعتمادات اؼبالية اليت‬
‫أقرىا الربؼباف لكل سنة مالية‪ ،‬ك لكن ىذه السلطة األساسية ك الرقابية ال ديارسها الربؼباف بسبب امتناع السلطة‬
‫التنفيذية عن تقدٔف تقرير سنوم عن كيفية استعماؽبا للموارد اؼبالية اؼبوفرة عن طريق قانوف اؼبالية‪ ،‬إُف جانب عدـ‬
‫النص على اآلثار ك اعبزاءات اليت ذبرب اغبكومة ك ربميلها كل اؼبسؤكلية يف اغبفاظ على اؼباؿ العاـ ‪.3‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬عقيلة خرباشي ‪"،‬العالقة الوظيفية بين الحكومة و البرلمان" ‪،‬دار اػبلدكنية للنشر ك التوزيع ‪،‬اعبزائر ‪، 2007،‬ص ‪.162-161‬‬
‫‪ 2‬انظر اؼبادة ‪ 44‬من القانوف العضوم ‪.02-99‬‬
‫‪ 3‬عقيلة خرباشي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.168‬‬

‫‪38‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫التفيذية على السلطة التشريعية‬


‫الفرع الثاني‪ :‬آليات تأثير السلطة ن‬

‫يف مقابل امتالؾ السلطة التشريعية لوسائل ك آليات للتأثَت على السلطة التنفيذية ربوز ىذه األخَتة‬
‫أدكات للتأثَت على السلطة التشريعية يف إطار الرقابة اؼبتبادلة بُت السلطتُت ضماف لتحقيق التوازف بينهما ك منع‬
‫كل سلطة من التعدم على األخرل ‪.‬‬

‫أكال‪:‬تدخل السلطة التنفيذية يف تشكيل ؾبلس األمة‬

‫‪ 1996‬من غرفتُت مها اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة‬ ‫يتكوف الربؼباف يف اعبزائر يف ظل دستور‬
‫ك ىذا األخَت خيضع يف تشكيل أعضائو إُف مبدأ االنتخاب ك التعيُت حيث يتمتع رئيس اعبمهورية بسلطة تعيُت‬
‫ثلث أعضائو من بُت الكفاءات الوطنية ‪،‬حيث تنص اؼبادة ‪ 101‬فقرة ‪ 3‬من الدستور على ما يلي‪":‬يعُت رئيس‬
‫اعبمهورية الثلث اآلخر من أعضاء ؾبلس األمة من بُت الشخصيات ك الكفاءات الوطنية يف اجملاالت العلمية‬
‫ك الثقافية ك اؼبهنية ك االقتصادية ك االجتماعية "كما جيدد نصف أعضاء ؾبلس األمة أثناء مدة العضوية األكُف‪.1‬‬

‫ثانيا‪:‬تدخل السلطة التنفيذية يف سَت العمل الربؼبآف‬

‫يكوف ذلك من خالؿ ربديد جدكؿ األعماؿ ك دعوة الربؼباف لإلنعقاد يف دكرات غَت عادية ‪.‬‬

‫‪ -1‬ربديد جدكؿ أعماؿ الربؼباف‪ :‬تنص اؼبادة ‪ 98‬من دستور ‪ 1996‬على ‪":‬ديارس السلطة التشريعية‬
‫برؼباف يتكوف من غرفتُت ك مها اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة ‪،‬ك لو السيادة يف إعداد القانوف ك التصويت‬
‫عليو"من خالؿ استقراء ىذه اؼبادة يتبُت لنا أف الربؼباف لو كامل اغبرية ك السيادة يف مباشرة أعمالو‪ ،‬ىذا ال يعٍت‬
‫أف لو اغبرية اؼبطلقة حيث تلعب اغبكومة دكرا فعاال من خالؿ ضبط جدكؿ األعماؿ ك ربديد اؼبواضيع اليت تكوف‬
‫ؿبل دراسة ك مناقشة ك تصويت ‪،‬سواء كاف ذلك على مستول الغرفة األكُف أك على مستول الغرفة الثانية‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬انظر اؼبادة ‪ 181‬من دستور ‪. 1996‬‬

‫‪39‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫فاغبكومة طرؼ فاعل يف العملية ك تتمتع حبق األكلوية يف ترتيب جدكؿ أعماؿ الدكرة ‪،‬األمر الذم جيعل الربؼباف‬
‫يف موقف ضعيف‪.1‬‬

‫إذا كاف اجتماع الربؼباف يف دكرات عادية ؿبدد‬ ‫‪ -2‬دعوة الربؼباف لالنعقاد يف دكرات غَت عادية ‪:‬‬
‫بنصوص الدستور ك كذلك القانوف العضوم اؼبتعلق بتنظيم اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة ك عملهما ك‬
‫‪ ،2‬فإف اجتماعو يف دكرة غَت عادية يكوف رىينة إرادة رئيس‬ ‫كذا العالقات الوظيفية بينهما ك بُت اغبكومة‬
‫اعبمهورية كما ديكن ؿلوزير األكؿ أف يقدـ طلبا إُف رئيس اعبمهورية مفاده طلب استدعاء الربؼباف لالنعقاد لدكرة‬
‫غَت عادية ‪،‬ك يكوف اجتماع الربؼباف يف ىذه الدكرة دبوجب مرسوـ رئاسي ‪. 3‬‬

‫ثالثا‪ :‬حل اجمللس الشعيب الوطٍت‬

‫إف حل الربؼباف يصيب الغرفة األكُف فيبعد فبثلي الشعب عن مراقبة السلطة التنفيذية ك مشاركتها يف كضع‬
‫السياسة العامة للدكلة لذلك فإف اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم أحاط ىذه التقنية بشركط ؼبنع تعسف رئيس الدكلة‬
‫يف اللجوء إليها ‪ ،4‬ك يف ىذا الصدد فإف اؼبادة ‪129‬من دستور ‪ 1996‬كاؼبعدلة يف ‪ ، 2008‬قد نصت على‬
‫أنو ‪":‬ديكن لرئيس اعبمهورية أف يقرر حل اجمللس الشعيب الوطٍت ‪،‬أك إجراء انتخابات تشريعية قبل أكاهنا "ك اغبل‬
‫يف ىذه اغبالة يكوف باإلرادة اؼبنفردة لرئيس اعبمهورية ‪،‬كما قد يكوف تلقائيا ك ىذا يف حالة عدـ موافقة اجمللس‬
‫‪ ،‬ك َف حيصل‬ ‫الشعيب الوطٍت على ـبطط عمل الوزير األكؿ ك استقالة ىذه األخَتة ‪،‬مث تعيُت حكومة جديدة‬
‫برناؾبها ىي األخرل على موافقة ؾبلس الشعيب الوطٍت فإف ىذا األخَت ينحل كجوبا ك ىذا عمال باؼبادة ‪82‬فقرة‪1‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬ضبيد ؿبديد ‪"،‬التشريع باألوامر في دستور ‪ 1996‬و تأثيره على استقاللية البرلمان"‪ ،‬الطبعة األكُف‪ ،‬مطبعة الفنوف البيانية‪ ،‬اعبزائر ‪2008،‬‬
‫ص‪.279‬‬
‫‪ 2‬انظر اؼبادة ‪ 118‬فقرة ‪ 1‬من دستور ‪ ، 1996‬ك اؼبعدلة يف ‪ 2008‬دبوجب اؼبادة ‪ 13‬من القانوف رقم ‪.19-08‬‬
‫انظر كذلك اؼبادة ‪ 5‬من القانوف العضوم ‪. 02-99‬‬
‫‪ 3‬تنص اؼبادة ‪ 4‬فقرة ‪ 3‬من القانوف العضوم ‪ 02-99‬على مايلي ‪":‬حيدد اؼبرسوـ الرئاسي اؼبتضمن دعوة الربؼباف لعقد دكرة غَت عادية ‪،‬جدكؿ‬
‫أعماؿ الدكرة"‪.‬‬
‫‪ 4‬تتمثل شركط حل اجمللس الشعيب الوطٍت اؼبنصوص عليها دستوريا يف استشارة كل من رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت ك رئيس ؾبلس األمة ك كذا‬
‫الوزير األكؿ ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ،‬ك مثل‬ ‫من الدستور اليت تنص على أنو ‪":‬إذا َف ربصل من جديد موافقة اجمللس الشعيب الوطٍت ينحل كجوبا "‬
‫ىذا جيعل النواب ديتنعوف عن نزع الثقة من اغبكومة خوفا من ازباذ قرار اغبل ضدىم ك الذم يعترب سالح ديتلكو‬
‫رئيس اعبمهورية للضغط على الربؼباف كما أشرنا إليو سابقا ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫منتتنتنتتنتا‬

‫الفصل الثاني‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‪:‬مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬

‫َف يكتف اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم بإشراؾ السلطة التنفيذية يف فبارسة الوظيفة التشريعية مع الربؼباف‬
‫جنبا إُف جنب ك ىذا بدء من اؼببادرة إُف غاية إصدار النص التشريعي‪ ،‬بل مكنها من أف تشرع يف اجملاؿ اػباص‬
‫بالربؼباف بصفة منفردة‪ ،‬دبعٌت أف القاعدة اليت تقضي بأف مهمة الربؼباف ىي سن القواعد العامة ك اجملردة ك اؼبعربة‬
‫عن اإلرادة الشعبية‪ ،‬ك أف مهمة تنفيذ ىذه القواعد ترجع إُف السلطة التنفيذية‪َ ،‬ف تعد تتماشى ك التحوؿ‬
‫السياسي الذم شهدتو األنظمة السياسية‪ ،‬كما أف قاعدة ربليل اجملاؿ القانوٓف ك إطالؽ العناف للمجاؿ التنظيمي‬
‫َف تواجو كل الصعاب‪.‬‬

‫كما قد حيدث يف بعض مراحل اغبياة الدستورية كحاالت غياب اؼبؤسسة التشريعية غيابا عاديا‪ ،‬نظرا‬
‫ألف الربؼباف ال ينعقد بصفة دائمة‪ ،‬كما قد حيل الربؼباف ك جيمد نشاطو‪ ،‬ك يف كلتا اغبالتُت قد تستدعي الظركؼ‬
‫تنظيم بعض اؼبسائل يف اجملاؿ العائد دستوريا للربؼباف‪ ،‬كما قد تكوف موجودة ك منعقدة لكن التشريعات ال تكفي‬
‫ؼبواجهة الظركؼ ك األكضاع االستثنائية‪.‬‬

‫فاؼبؤسس الدستورم اعبزائرم يف مثل ىذه اغباالت أسند كظيفة التشريع إُف السلطة التنفيذية أساسا‬
‫رئيس اعبمهورية ك ىذا باستعماؿ آلية دستورية تسمى األكامر ىذا من جهة‪ ،‬كمن جهة أخرل فقد مكن اؼبؤسس‬
‫الدستورم السلطة التنفيذية ك أساسا رئيس اعبمهورية بأف يشرع مباشرة دكف النظر إُف اغباالت السابقة دبعٌت أنو‬
‫يستطلع رأم الشعب يف مواضيع ىامة يرل فيها ضركرة الرجوع إُف مبدأ السيادة الشعبية‪ ،‬ك قد يتعلق األمر باجملاؿ‬
‫التشريعي دبوجب آلية االستفتاء‪ ،‬كبالتاِف نالحظ تدخل رئيس اعبمهورية يف اختصاصات السلطة التشريعية ك إف‬
‫كاف ىذا ال يتعارض مع تطبيق مبدأ الفصل بُت السلطات يف حد ذاتو إال أنو يف غياب قوة عكسية ديتلكها‬
‫الربؼباف يف مواجهة السلطة التنفيذية إُف اختالؿ بُت السلطتُت‪.‬‬

‫ك عن العالقة بُت السلطة القضائية ك السلطة التنفيذية فهي غَت متكافئة‪ ،‬حيث تذىب إُف ىيمنة رئيس‬
‫اعبمهورية على اؼبؤسسة القضائية من خالؿ تدخلو يف تعيُت أفرادىا ك الدكر الفعاؿ الذم يلعبو يف سَت مرفق‬

‫‪43‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 1996‬على استقاللية السلطة القضائية‬ ‫العدالة من خالؿ اجمللس األعلى للقضاء‪ ،‬بالرغم من إقرار دستور‬
‫ك ىذا يف غياب كسائل فعالة سبلكها ىذه األخَتة من أجل تقييد سلطة رئيس اعبمهورية‪.‬‬

‫المبحث األول‪:‬ممارسة الجهاز التنفيذي للوظيفة التشريعية‬

‫يقوـ مبدأ الفصل بُت السلطات يف جوىره على نظاـ التوازف بُت السلطتُت التشريعية ك التنفيذية‪ ،‬ك ذلك‬
‫بتزكيد كل سلطة بوسائل للتأثَت على السلطة األخرل لضماف التوازف ك منع االعتداء من جانب السلطتُت‪ ،‬أما ما‬
‫يالحظ يف النظاـ الدستورم اعبزائرم‪ ،‬ك من خالؿ دراستنا لتنظيم السلطات العامة يف دستور ‪ 1996‬ك طبيعة‬
‫العالقة بينها ك كذا االختصاصات اؼبخولة لكل سلطة يتجلى لنا تفوؽ رئيس اعبمهورية على الربؼباف يف ؾباؿ‬
‫التشريع سواء يف الظركؼ العادية أك الظركؼ االستثنائية‪،‬ك ذلك المتالكو كسائل ضغط فعالة على الربؼباف‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬االختصاص التشريعي لرئيس الجمهورية في ظل الظروف العادية‬

‫مكن اؼبؤسس الدستورم لرئيس اعبمهورية حق فبارسة االختصاص التشريعي بشكل مباشر عن طريق‬
‫التشريع باألكامر‪ ،‬ك ىي تنطوم على قدر كبَت من اػبطورة على اغبياة التشريعية للربؼباف ألهنا تؤسس قاعدة قانونية‬
‫قوية النفراد رئيس اعبمهورية بالقانوف لغياب ضوابط حقيقية ربد من استعماؽبا‪ ،‬كما ديكن لرئيس اعبمهورية أف‬
‫جيد ؾباال تشريعيا من خاللو يشرع عن طريق اؼبراسيم الرئاسية كأداة للتعبَت عن التشريع اغبكومي‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬التشريع عن طريق األوامر‬

‫األصل أف اؼبواد التشريعية احملجوزة للربؼباف ال ديكن التنازؿ عنها أك تفويضها لسلطة أخرل ك لكن‬
‫استمرارية النشاط التشريعي بصفة منتظمة ديثل أمرا مستحيال‪ ،‬إما بسبب غيبة الربؼباف أك بسبب اغبالة االستثنائية‬
‫ك لتفادم ىذا العطل أمكن رئيس اعبمهورية من مد مشاركتو التشريعية بصفة منافسة للتشريع الربؼبآف عن طريق‬
‫األكامر التشريعية‪ ،‬لكن فبارسة ىذا االختصاص خيضع لشركط‪ ،‬حيث عبأ اؼبؤسس الدستورم إُف إحاطة حق‬
‫استعماؿ األكامر اؼبخوؿ لرئيس اعبمهورية جبملة من القيود ك الشركط كرد البعض منها صراحة ضمن فحول اؼبادة‬
‫‪ 124‬من الدستور أما البعض اآلخر فقد مت استيفائو بصورة ضمنية‪ ،‬كما ديكن لرئيس التشريع يف اجملاؿ اؼباِف كفقا‬

‫‪44‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫للمادة ‪ 120‬من الدستور بأمر رئاسي عند اكتماؿ اآلجاؿ احملددة قانونا لعدـ اؼبصادقة على قانوف اؼبالية من قبل‬
‫اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة‪.‬‬

‫أكال‪ :‬التشريع دبوجب األكامر طبقا لنص اؼبادة ‪ 124‬من الدستور‬

‫خيضع التشريع دبوجب األكامر كفق اؼبادة ‪ 124‬لشركط صرحية ك أخرل ضمنية‪.‬‬

‫‪ -1‬الشركط الصرحية‪ :‬حددت اؼبادة ‪ 124‬من الدستور ثالثة شركط للتشريع باألكامر تتعلق باإلطار الزمٍت‬
‫اؼبسموح خاللو لرئيس اعبمهورية بالتشريع عن طريق األكامر‪ ،‬ك الشرط الثآف يتعلق بوجوب عرض األكامر اؼبتخذة‬
‫على الربؼباف للموافقة عليها‪ ،‬أما الشرط الثالث يتعلق بضركرة ازباذىا يف ؾبلس الوزراء‪.‬‬

‫أ‪-‬الشرط اؼبتعلق بالزمن‪:‬‬

‫‪ 124‬من دستور ‪ 1996‬ىذا الشرط بطريقة صرحية ك حصرتو يف حالتُت‪ ،‬فلكي‬ ‫لقد حددت اؼبادة‬
‫يتمكن رئيس اعبمهورية من التدخل يف اجملاؿ اؼبخصص للسلطة التشريعية البد أف يكوف اجمللس الشعيب الوطٍت‬
‫شاغرا‪ ،‬أك أف يتم بُت دكريت انعقاد الربؼباف ‪.1‬إف اؼبادة ال تثَت إشكاال فيما يتعلق حبالة شغور اجمللس الشعيب الوطٍت‬
‫ك إمنا اإلشكاؿ يتعلق بعبارة بُت دكريت انعقاد الربؼباف‪ ،‬فهل مدة تأجيل انعقاد الربؼباف تعترب حالة من حاالت بُت‬
‫دكريت الربؼباف؟‬

‫إف الرأم الراجح يف الفقو يذىب إُف اعتبار أف فًتة تأجيل انعقاد الربؼباف ال تعد كاقعة بُت أدكار االنعقاد‬
‫ك من مث ال جيوز لرئيس اعبمهورية أف يتدخل يف اجملاؿ اؼبخصص للسلطة التشريعية‪ ،‬ك تفسَت ذلك أف ىذه الفًتة‬
‫تقطع دكر انعقاد الربؼباف ك حينما يعود إُف االنعقاد من جديد فإنو سيستكمل الدكرة نفسها اليت قطعت ك ال‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬قد يكوف سبب شغور اجمللس الشعيب الوطٍت ك اكباللو كجوبا نظرا لعدـ موافقتو على ـبطط عمل اغبكومة للمرة الثانية بعد استقالة اغبكومة األكُف‬
‫اليت رفض ـبطط عملها(انظر اؼبادتُت ‪ 82، 80‬من دستور ‪ ،)1996‬كما قد يكوف بسبب شغور اجمللس الشعيب الوطٍت بسبب استعماؿ رئيس‬
‫اعبمهورية غبقو اؼبتعلق حبل ؾبلس الشعيب الوطٍت أك إجراء انتخابات تشريعية مسبقة (انظر اؼبادة ‪ 129‬من دستور ‪.)1996‬‬

‫‪45‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يعترب يف حالة انعقاد جديد بل يطيل دكرتو مدة مساكية ؼبدة التأجيل ‪ ،1‬ك هبذا يظهر باف األكامر سبثل تشريعات‬
‫استثنائية من حيث احملتول اؼبوضوعي‪ ،‬لكنها غَت دائمة لتحديد ك تقييد امتدادىا الزمٍت‪.‬‬

‫ب‪ -‬الشرط اؼبتعلق بعرض األكامر على الربؼباف يف أكؿ دكرة لو‪:‬‬

‫نالحظ أف اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم قد حاكؿ إحداث التوفيق بُت االختصاصُت اؼبتوازيُت للسلطتُت‬
‫التنفيذية ك التشريعية‪ ،‬فمن جهة نالحظ بأف رئيس اعبمهورية أثناء غيبة الربؼباف ديلك سلطة تقديرية كاسعة يف سن‬
‫ما يراه مالئما من التشريعات دبقتضى األكامر يف غياب أدْف القيود اؼبوضوعية اليت من شػأهنا عرقلة فبارسة ىذا‬
‫االختصاص‪ ،‬لكن ىذا القوؿ على إطالقو قد يدؿ على فتح اجملاؿ أماـ الرئيس لالعتداء على االختصاص‬
‫التشريعي اؼبخوؿ للربؼباف بشكل مستقل ك ذلك ما يتناقض مع أحكاـ الدستور‪ ،‬ك ؽبذا فحىت ك إف أقررنا مسبقا‬
‫بأف استعماؿ ىذه األكامر كتقنية تربرىا الضركرات العملية فذلك ال يعٍت إخراج ىذه األعماؿ من طائلة الرقابة‬
‫الربؼبانية الالحقة ك ؽبذا يتعُت عرض ىذه األكامر على موافقة الربؼباف يف أكؿ دكرة لو‪ ،‬ىكذا نستشف بأف الربؼباف‬
‫يسيطر على اختصاصاتو التشريعية بصفة مستمرة فهو ديارس االختصاصات بكامل السيادة أثناء انعقاد دكراتو‬
‫السنوية دكف أية مشاركة من السلطة التنفيذية ‪،‬ك حىت خارج ىذه الفًتات فإنو يبقى ؿبتفظا ك مسيطرا على‬
‫االختصاص على األقل من الناحية الشكلية‪ ،‬فإف َف يشارؾ يف إعداد ىذه النصوص فإنو ديلك إجراءا جوىريا‬
‫متعلق باؼبوافقة عليها ‪ ،2‬كما دينع أم إمهاؿ أك تقصَت من جانب رئيس اعبمهورية يف عرض ما أصدره من أكامر‬
‫على اللجنة اليت سبلك أصال حق التشريع ‪.3‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬مراد بدراف‪" ،‬االختصاص التشريعي لرئيس الجمهورية بمقتضى المادة ‪ 124‬من الدستور"النظام القانوني لألوامر " ؾبلة اإلدارة‪ ،‬اجمللد ‪20‬‬
‫العدد ‪ ،2000 ،02‬ص ‪.15‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ben Abbou- Khirane Fatiha, "Droit Parlementaire Algérien", Tome 1, OPU, 2009,‬‬
‫‪P208-209.‬‬
‫‪ 3‬مراد بدراف‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪46‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 02-99‬نص على عرض نص األمر‬ ‫ك ذبدر اإلشارة أف اؼبشرع اعبزائرم يف ظل القانوف العضوم‬
‫بكاملو للتصويت ك اؼبصادقة عليو دكف مناقشة ك تعديل ‪ ،1‬أما فيما يتعلق باألغلبية اؼبشًتكة يف الربؼباف للموافقة‬
‫على األمر‪ ،‬فيخضع يف ظل دستور ‪ 1996‬لنوع اجملاؿ التشريعي الذم تدخل فيو رئيس اعبمهورية بأكامر‪ ،‬فإذا‬
‫كاف موضوع األمر من ضمن اجملاالت اؼبنصوص عليها يف اؼبادة ‪ 122‬أم ؾباؿ القانوف العادم‪ ،‬فيتم التصويت‬
‫عليو باألغلبية البسيطة بالنسبة للمجلس الشعيب الوطٍت‪ ،‬ك أغلبية ‪ 3/4‬أعضاء ؾبلس األمة‪ ،‬أما إذا كاف موضوع‬
‫‪3/4‬‬ ‫األمر يدخل يف أحكاـ اؼبادة ‪ 123‬أم ؾباؿ القانوف العضوم فشرط األغلبية اؼبطلقة للنواب ك أغلبية‬
‫أعضاء ؾبلس األمة‪.‬‬

‫‪-2‬الشركط الضمنية‪:‬ىذه الشركط َف تعرب عنها صراحة النصوص الدستورية‪ ،‬بل عربت عنها ضمنيا ك ىي توفر‬
‫حالة الضركرة‪ ،‬فالتشريع بواسطة األكامر إجراء استثنائي‪ ،‬باعتبار الوظيفة التشريعية تعود للربؼباف صاحب‬
‫االختصاص األصيل‪ ،‬ذلك أنو قد ربدث يف الدكلة ضركرة ملحة تستدعي إصدار تشريعات ك يكوف الربؼباف يف‬
‫عطلة أم بُت دكريت الربؼباف الشيء الذم يستدعي التدخل السلطة التنفيذية إلصدار ىذه التشريعات‪.‬‬

‫ك فكرة الضركرة تقضي بأف التشريعات القائمة َف تتمكن من مواجهة األكضاع غَت الطبيعية اليت ظهرت‬
‫فالضركرة تتطلب كجود تنظيم يف موضوع معُت يندرج يف اجملاؿ التشريعي للربؼباف بسبب تعذر اجتماعو ‪.‬‬

‫فالتشريع ىنا استثنائي ك تقدير حالة الضركرة مًتكؾ للسلطة التنفيذية ذاهتا‪ ،‬كما أف ىذه األخَتة مقيدة‬
‫برقابة برؼبانية تتمثل يف مصادقة الربؼباف على األكامر فهذا األخَت لو اغبق يف رفضها على أف يكوف ىذا الرفض‬
‫مبنيا على عدـ توفر شرط الضركرة‪.‬‬

‫أف التكييف القانوٓف ؼبراسيم الضركرة أك األكامر اليت تتخذىا السلطة التنفيذية لو أمهية بالغة‪ ،‬فعلى أساسو‬
‫يتم ربديد اآلثار القانونية اؼبًتتبة على تلك اؼبراسيم ك األكامر ك السيما من حيث الرقابة عليها‪ ،‬ك معرفة ما إذا‬
‫كانت قرارات إدارية زبضع لرقابة القضاء اإلدارم‪ ،‬أك ذات طبيعة تشريعية زبضع لرقابة اجمللس الدستورم ‪.2‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬انظر اؼبادة ‪ 38‬من القانوف العضوم ‪.02-99‬‬
‫‪ 2‬عمار عوابدم‪ "،‬نظرية القرارات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة و القانون اإلداري"‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬اعبزائر‪ ،1999 ،‬ص ‪.148‬‬

‫‪47‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أف اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم رغم أنو ظبح للسلطة التنفيذية بواسطة تقنية األكامر بأف تشرع يف ؾباؿ‬
‫يعود فيو االختصاص أصال للسلطة التشريعية‪ ،‬إال أنو َف يبُت موقفو ذباه الطبيعة القانونية لألكامر‪ ،‬فهل مصادقة‬
‫الربؼباف تعترب شهادة ميالد لتلك األكامر لتصبح قوانُت؟‬

‫فقبل موافقة الربؼباف على األكامر أصبع الفقو على أف ىذه األخَتة بالرغم من أهنا تستطيع التعديل ك إلغاء‬
‫التشريعات أك تشرع فيها ابتداء‪ ،‬إال أهنا ذات طبيعة إدارية ك ىذا عمال باؼبعيار العضوم يف التمييز بُت القرارات‬
‫اإلدارية ك األعماؿ التشريعية حيث جيوز الطعن فيها أماـ القضاء اإلدارم ‪.1‬‬

‫أما يف اغبالة الثانية أم بعد عرض األكامر على الربؼباف أك موافقتها عليها‪ ،‬فقد ذىب بعض الفقهاء إُف‬
‫القوؿ بأف األكامر تبقى ؿبتفظة بطبيعتها اإلدارية حىت يف حالة اؼبصادقة عليها ك ىذا حبجة أف الربؼباف ال يؤثر على‬
‫الطبيعة اإلدارية لتلك األكامر‪ ،‬ألف مصادقة الربؼباف عليها ما ىو إال عمل رقايب ديارس بو كظيفتو السياسية بالرقابة‬
‫على أعماؿ السلطة التنفيذية ك ال يضفي بو صفة القانوف ‪.2‬‬

‫إال أف ىذا الرأم مردكد عليو‪ ،‬فموافقة الربؼباف ال ديكن أف نعتربىا تأييدا سياسيا ألف اجملاؿ الذم تدخلت‬
‫فيو السلطة التنفيذية ليس ؾباال ـبصصا ؽبا‪ ،‬فالتأييد السياسي يكوف إذا تدخلت السلطة السياسية يف ؾباؿ‬
‫ـبصص ؽبا‪ ،‬فهنا نتكلم عن التأييد سواء من السلطة التشريعية أك من جهة أخرل أم موافقة أك مشاطرة فهنا‬
‫ال تتغَت طبيعة العمل إذ يظل عمال إداريا ك بالتاِف جيوز الطعن فيو قضائيا‪ ،‬ك ىذا فبا يًتتب علية اغبفاظ على‬
‫حقوؽ ك حريات األفراد‪ ،‬خاصة ك إف كانت اؼبراسيم ك األكامر ؽبا صلة مباشرة حبقوؽ ك حريات اإلنساف ‪.3‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬أضبد ؿبيو‪" ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية"‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬اعبزائر‪ ،1979 ،‬ص ‪.529‬‬
‫‪ 2‬سامي صباؿ الدين‪" ،‬تدرج القواعد القانونية و مبادئ الشريعة اإلسالمية"‪ ،‬منشأة اؼبعارؼ‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1986 ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ 3‬مراد بدراف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪48‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لذلك فإف غالبية الفقو يرل أف مصادقة الربؼباف على األكامر يكسبها الطبيعة القانونية التشريعية فتحوز‬
‫قيمة ك قوة القانوف‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬التشريع دبوجب األكامر طبقا لنص اؼبادة ‪ 120‬من الدستور‬

‫من مهاـ الربؼباف فبارسة كظيفة الرقابة على أعماؿ السلطة التنفيذية ك يتجلى ذلك يف كيفية ربصيل‬
‫األمواؿ ك صرفها عن طريق إقرار اؼبيزانية ك ىي سلطة تستمد كجودىا من قاعدة ال ضريبة بدكف سبثيل‪ ،‬غَت أف‬
‫ىذه القاعدة اذبهت كبو الزكاؿ أين قُيدت سلطة الربؼباف بشكل كبَت‪ ،‬فبا جيعلها تقوـ بدكر ثانوم يف إعداد‬
‫قانوف اؼبالية ك اؼبصادقة عليو ك ذلك من خالؿ الشركط الواردة يف الدستور ك القوانُت اؼبطبقة ؽبذه األحكاـ ك اليت‬
‫ربدد إجراءات سَت العملية يف اجملاؿ اؼباِف‪ ،‬ك بالرجوع للمادة ‪ 120‬فقرة ‪ 7‬ك ‪ 8‬من دستور ‪1996‬يتضح لنا‬
‫أمهية القيود اليت كضعها اؼبؤسس الدستورم يف مواجهة الربؼباف ك منعو من تشكيل رقابة حقيقية على السلطة‬
‫التنفيذية‪.‬كما أهنا أضفت طابعا خاصا على اإلجراءات اؼبتبعة يف ؾباؿ قانوف اؼبالية باؼبقارنة مع القوانُت األخرل‬
‫ك ذلك ألمهيتو البالغة حيث كضعت أحكاـ استعجاليو زبص إصدار قانوف مالية من قبل رئيس اعبمهورية يف حالة‬
‫عدـ إصدار الربؼباف يف الوقت احملدد ‪2‬فبا يًتتب عنو تقييد سلطة الربؼباف يف اجملاؿ اؼباِف‪.‬‬

‫‪-1‬شركط إصدار قانوف اؼبالية دبوجب أمر‬

‫‪ 120‬فقرة ( ‪ 7‬ك ‪ ) 8‬بانتهاء مدة ‪ 75‬يوـ اؼبمنوحة للربؼباف‬ ‫تتعلق الشركط اػباصة بتطبيق أحكاـ اؼبادة‬
‫من أجل مناقشة مشركع قانوف اؼبالية حيث يرتب على انتهاء ىذا األجل إصدار قانوف اؼبالية دبوجب أمر رئاسي‬
‫بصفة آلية‪ ،‬ك قد حدد القانوف العضوم ‪ 02-99‬الشركط اػباصة بإعماؿ ىذه اآللية‪.3‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪1‬‬
‫‪G.BURDEAU et autres, " Droit constitutionnel", 23eme édition , L.G.D.J, Paris, 1993,‬‬
‫‪P 23.‬‬
‫‪ 2‬تنص الفقرة ‪7‬ك ‪ 8‬من اؼبادة ‪ 120‬من دستور ‪1996‬على أنو‪ ":‬يصادؽ الربؼباف على قانوف اؼبالية يف مدة أقصاىا ‪ 75‬يوما من تاريخ إيداعو طبقا‬
‫للفًتات السابقة‪.‬ك يف حالة عدـ اؼبصادقة عليو يف األجل احملدد سابقا يصدر رئيس اعبمهورية مشركع اغبكومة بأمر"‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر اؼبادة ‪ 44‬من القانوف ‪.02-99‬‬

‫‪49‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 07‬من اؼبادة ‪ 120‬أجال أقصاه ( ‪)75‬يوما من أجل إصدار الربؼباف‬ ‫ك يف ىذا السياؽ‪ ،‬حددت الفقرة‬
‫لقانوف اؼبالية‪ ،‬يبدأ من يوـ كضع مشركع قانوف اؼبالية طبقا لنص اؼبادة ‪ 21‬من القانوف العضوم‪.‬ك ىذا توافقا مع‬
‫نص اؼبادة ‪ 119‬من الدستور اليت تنص على "تعرض مشاريع القوانُت على ؾبلس الوزراء بعد األخذ برأم ؾبلس‬
‫الدكلة‪ ،‬مث يودعها رئيس اغبكومة مكتب اجمللس الشعيب الوطٍت"‪.‬ك بالتاِف فإف كضع القانوف الذم يعتد بو ىو‬
‫ذلك الذم يتم أماـ مكتب اجمللس الشعيب الوطٍت‪.‬كما ديكن مالحظتو أف ىذه اؼبدة ليست قابلة للتأجيل‬
‫أك التمديد ربت أم سبب كاف‪ ،‬ك ىو ما يبُت أف اؼبؤسس الدستورم َف يأخذ بعُت االعتبار بعض العوامل اليت‬
‫تؤثر على سَت ىذه العملية‪ ،‬خاصة عند دراسة بعض الشركط الواردة يف القانوف العضوم ‪ 02-99‬اػباصة بسَت‬
‫العمل التشريعي‪.‬‬

‫‪ 7‬ك ‪ 8‬من اؼبادة ‪ 120‬تنص على استعجالية قانوف اؼبالية‪ ،‬إال أهنا َف تتضمن‬ ‫فإذا كانت الفقرة‬
‫ما يُوجب على اغبكومة بتقدديو ضمن النصوص اؼبستعجلة خاصة إذا علمنا أف ترتيب جدكؿ األعماؿ خيضع‬
‫لًتتيب األكلوية الذم تقدمو اغبكومة ‪ .1‬ك من حق ىذه األخَتة أف تلح على استعجالية مشركع القانوف حسب‬
‫نص اؼبادة ‪ 17‬من القانوف العضوم ‪ 02-99‬اليت تنص على ما يلي‪":‬ديكن اغبكومة حُت إيداع مشركع قانوف‬
‫أف تلح على استعجاليتو‪ ،‬عندما يصرح باستعجاؿ مشركع قانوف يودع خالؿ الدكرة يدرج ىذا اؼبشركع يف جدكؿ‬
‫أعماؿ الدكرة اعبارية"‪ ،‬لكن من خالؿ تفحص األحكاـ القانونية يتبُت أنو ال يوجد ما جيرب اغبكومة على اإلغباح‬
‫على استعجالية قانوف اؼبالية‪ ،‬ك ىو ما جيرد الربؼباف من حقو يف مناقشة ىذا القانوف‪ ،‬كما أف الفقرة األخَتة من‬
‫اؼبادة ‪ 44‬من القانوف لعضوم ‪ 02-99‬تبُت بوضوح أف إصدار قانوف اؼبالية من قبل رئيس اعبمهورية يتم حىت‬
‫يف حالة كوف أسباب عدـ اؼبصادقة خارجة عن نطاؽ الربؼباف ك تعود على اغبكومة‪ ،‬كما أف نص اؼبادة ‪ 120‬من‬
‫الدستور َف يأخذ بعُت االعتبار الظركؼ اؼبتعلقة بسَت عمل الربؼباف ‪،‬حيث أف كل مشركع قانوف جيب أف يكوف‬
‫ؿبل دراسة من طرؼ اللجنة اؼبختصة اليت تعد تقريرا بشأف اؼبوضوع مع توزيعو على النواب قبل ثالثة أياـ من بداية‬
‫مناقشتو أماـ اجمللس الشعيب الوطٍت‪ ،‬إال أنو بالرجوع للمادة ‪ 26‬من القانوف العضوم ‪ 02-99‬ال قبد ما جيرب‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪1‬‬
‫انظر اؼبادة ‪ 16‬من القانوف العضوم ‪.02-99‬‬

‫‪50‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اللجنة على إعداد تقريرىا ضمن آجاؿ ؿبددة‪ ،‬إال ما تعلق بإمكانية تدخل اغبكومة ك اقًتاحها إدراج النص ؿبل‬
‫الدراسة الذم َف تعد اللجنة بشأنو تقريرا خالؿ مدة تتجاكز شهرين من تاريخ الشركع يف دراستو ‪.1‬‬

‫ك قد بينت اؼبادة ‪44‬من القانوف العضوم ‪ 02-99‬اآلجاؿ اػباصة ؼبصادقة الربؼباف بغرفتيو على مشركع القانوف‪،‬‬
‫كما نصت على األجل اؼبمنوح للجنة اؼبتساكية األعضاء الذم قد حيدث بُت الغرفتُت ك حددهتا كما يلي‪:‬‬

‫‪-‬يصوت اجمللس الشعيب الوطٍت على مشركع قانوف اؼبالية يف مدة أقصاىا ‪ 47‬يوما ابتداء من تاريخ إيداعو‪.‬‬

‫‪ -‬يصادؽ ؾبلس األمة على النص اؼبصوت عليو خالؿ أجل أقصاه ‪ 20‬يوما‪.‬‬

‫‪-‬يف حالة خالؼ بُت الغرفتُت يتاح للجنة اؼبتساكية األعضاء أجل شبانية( ‪ )08‬أياـ للبت يف شأنو‪.‬‬

‫من خالؿ اآلجاؿ اؼبنصوص عليها يف اؼبادة السالفة الذكر يتبُت أف اؼبشرع كرس تفوؽ اجمللس الشعيب‬
‫الوطٍت من خالؿ منحو أجل أطوؿ من األجل اؼبخصص جمللس األمة ؼبناقشة مشركع قانوف اؼبالية‪ ،‬ك ىذا يعود‬
‫ردبا إُف حرماف ؾبلس األمة من حق اؼببادرة بالقانوف‪ ،‬على خالؼ اؼبدلس الشعيب الوطٍت الذم ديلك حق اؼببادرة‬
‫طبقا لنص اؼبادة ‪ 119‬فقرة ‪ 01‬من دستور ‪ ،1996‬ك تفوؽ اجمللس الشعيب الوطٍت يتجسد من جهة أخرل من‬
‫‪ 21‬من القانوف العضوم‬ ‫خالؿ إجراءات اؼبناقشة ك اؼبصادقة على مشركع قانوف اؼبالية‪ ،‬حيث تنص اؼبادة‬
‫‪ 02-99‬على أنو‪":‬يودع رئيس اغبكومة مشاريع القوانُت لدل مكتب اجمللس الشعيب الوطٍت‪ ،‬مع مراعاة‬
‫اإلجراءات اليت تنص عليها اؼبادة ‪ 119‬من الدستور‪ ،‬يتلقى مكتب ؾبلس األمة مشركع إقًتاح القانوف لإلطالع‬
‫عليو"كما تنص اؼبادة ‪ 120‬فقرة ‪2‬ك ‪ 3‬من الدستور على ما يلي‪":‬تنصب مناقشة مشاريع أك اقًتاحات القوانُت‬
‫من طرؼ اجمللس الشعيب الوطٍت على النص اؼبعركض عليو‪ ،‬ك يناقش ؾبلس األمة النص الذم صوت عليو اجمللس‬
‫الشعيب الوطٍت ك يصادؽ عليو بأغلبية ‪ 3/4‬أعضائو"‪.‬فنص اؼبادة ‪ 21‬من القانوف العضوم السالف الذكر يبُت‬
‫اكتفاء ؾبلس األمة باإلطالع على النص اؼبعركض أماـ اجمللس الشعيب الوطٍت دكف الشركع يف دراستو‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬يتم دراسة قانوف اؼبالية من طرؼ عبنة اؼبالية ك اؼبيزانية حيث تنص اؼبادة ‪ 23‬من النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت على ما يلي‪":‬زبتص عبنة‬
‫اؼبالية ك اؼبيزانية باؼبسائل اؼبتعلقة باؼبيزانية‪ ،‬ك بالقانوف العضوم اؼبتعلق بقوانُت اؼبالية‪ ،‬ك بالنظامُت اعببائي ك اعبمركي ك بالعملة‪ ،‬ك بالقركض ك بالبنوؾ‬
‫ك بالتأمينات‪ ،‬ك بالتأمُت"‬

‫‪51‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ك ىيمنة اجمللس الشعيب الوطٍت على ؾبلس األمة آثار على األجل اؼبمنوح للمصادقة على قانوف اؼبالية‪،‬‬
‫حيث أف ؾبلس األمة يبقى رىينة إرادة اجمللس الشعيب الوطٍت بالبدء يف مناقشة مشركع القانوف للمصادقة عليو‪،‬‬
‫كىو ما قد يؤدم إُف انقضاء اآلجاؿ يف ظل تشعب مواضيع قوانُت اؼبالية ك تعقيدىا‪ ،‬فبا يفتح اجملاؿ كاسعا‬
‫ؼبناقشة النواب‪.‬فمجلس األمة ليس بإمكانو دراسة مشركع قانوف اؼبالية إال بعد انتهاء اجمللس الشعيب الوطٍت من‬
‫ذلك ك يف حدكد التعديالت اليت أضافها ىذا األخَت على النص اؼبصوت ‪.1‬‬

‫‪ 120‬فقرة ‪ 01‬على أنو "جيب أف يكوف‬ ‫باإلضافة إُف ىذه اإلجراءات إُف ىذه اإلجراءات نصت اؼبادة‬
‫كل مشركع أك اقًتاح قانوف موضوع مناقشة من طرؼ اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة على التواِف حىت تتم‬
‫اؼبصادقة عليو"‪.‬ك ىذه األحكاـ تنطبق على صبيع مشاريع ك اقًتاحات القوانُت دبا فيها قانوف اؼبالية ك ىو ما يؤكد‬
‫على عدـ زبصيص اؼبؤسس الدستورم ألحكاـ خاصة هبذا القانوف يتوافق مع طابع االستعجاؿ الذم يتمتع بو‬

‫كما مت اعتماد نفس اإلجراءات اؼبتبعة غبل اػبالؼ الذم قد حيدث بُت الغرفتُت حيث ذبتمع عبنة متساكية‬
‫األعضاء تتكوف من أعضاء كلتا الغرفتُت من أجل اقًتاح يتعلق باألحكاـ ؿبل اػبالؼ ‪.2‬‬

‫‪-2‬الطبيعة القانونية لألكامر اؼبتخذة بإصدار قانوف اؼبالية‬

‫تكتسي عملية تكييف األكامر اؼبتخذة من قبل رئيس اعبمهورية طبقا للمادة ‪ 120‬من الدستور أمهية خاصة‪ ،‬من‬
‫حيث كوهنا زبضع لرقابة اجمللس الدستورم إذا كانت ذات طابع تشريعي‪ ،‬بينما زبضع للرقابة القضائية من قبل‬
‫‪ 120‬من الدستور يتضح أف اؼبؤسس‬ ‫ؾبلس الدكلة إذا كانت ذات طابع تنفيذم‪ ،‬ك يف قراءة أكلية لنص اؼبادة‬
‫‪02-99‬‬ ‫الدستورم َف حيدد الطبيعة القانونية لألكامر الصادرة دبوجب ىذه اؼبادة على خالؼ القانوف العضوم‬
‫الذم حدد بوضوح طبيعة أمر رئيس اعبمهورية ك أضفى عليو طابع القانوف ك لو قوة التشريع الصادر عن الربؼباف‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬عبد اغبميد يوسف‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ 2‬تنص اؼبادة ‪ 44‬الفقرة ‪ 4‬من القانوف العضوم ‪ 02-99‬على ما يلي‪ ":‬يف حالة خالؼ بُت الغرفتُت يتاح للجنة اؼبتساكية األعضاء أجل شبانية(‪)08‬‬

‫أياـ للبت يف شأنو"‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إذف تكييف الطبيعة القانونية لألكامر ال يكوف إال من خالؿ التعرض إُف مفهوـ اإلصدار الذم يقوـ بو رئيس‬
‫اعبمهورية‪ ،‬حيث يعترب مرحلة مهمة من مراحل إعداد القانوف ك ىو دبثابة شهادة ميالد القانوف الصادر عن‬
‫السلطة التشريعية‪ ،‬غَت أف التناقض اؼبوجود يف ىده اغبالة أف رئيس اعبمهورية باعتباره رئيس السلطة التنفيذية‬
‫يصدر مشركع قانوف اؼبالية اؼبقدـ من قبل اغبكومة ك ال يعتد بعمل السلطة التشريعية اؼبتمثل يف التعديالت الناذبة‬
‫عن مناقشة أعضاء الربؼباف ؼبشركع القانوف‪ ،‬ك ىو ما ال يتوافق مع التعريفات اؼبقدمة لعملية اإلصدار ‪.1‬‬

‫يرل جانب من الفقو أف اإلصدار عمال تنفيذيا ك يتزعم ىذا االذباه كارم دم مالربغ‪ ،‬ك اظباف ك ىوريو‬
‫ك يرل ىذا االذباه ال يعترب عمال تشريعيا‪ ،‬ك إمنا إجراء يقرر بو رئيس السلطة التنفيذية حوؿ قانوف سبت اؼبوافقة‬
‫علية من طرؼ اؽبيئة التشريعية ينقل القانوف إُف اؼبرحلة التنفيذية‪ ،‬فتصرؼ الرئيس يعترب دبثابة إعالف رظبي ؼبيالد‬
‫القانوف ك توجيو األمر إُف السلطات اؼبختصة‪ ،‬دبعٌت أف الرئيس يف حالة إصدار ال يقوـ إال بتنفيذ ما سبق للربؼباف‬
‫أف صوت عليو كمنحو قوة القانوف‪ ،‬فهو التزاـ بواجب ذباه اؽبيئة التشريعية اليت يصدر عملها‪ ،‬ك ىو االلتزاـ يدخل‬
‫يف الوظيفة التنفيذية ‪ ،2‬ك قد تبٌت ىذا الطرح األستاذ سليماف الطماكم الذم يرل أف اإلصدار عمل تنفيذم‬
‫الحق على العملية التشريعية ك يعترب شهادة من رئيس الدكلة بأف الربؼباف قد أقر القانوف كفقا ألحكاـ الدستور ‪.3‬‬

‫أما اعبانب اآلخر من الفقو فَتل أف اإلصدار عمل تشريعي‪.‬ك تزعم ىذا االذباه الفقيو دكجي الذم اعترب‬
‫أف اإلصدار ىو التكملة الضركرية للقانوف‪ .‬ك يدلل على رأيو بأف القانوف الذم َف يصدر رغم موافقة الربؼباف عليو‪،‬‬
‫ال يلزـ اإلدارة بتنفيذه‪ ،‬ك ال احملاكم بتطبيقو ك ال اؼبواطنُت باحًتامو‪.‬بل يذىب إُف أبعد من ذلك األستاذ‬
‫"ال فريَت" الذم انتهى إُف أف اإلصدار ىو اإلجراء الوحيد الذم يعطي للقانوف قوتو اإللزامية ك أف التصويت‬
‫الربؼبآف ال أف يعدك سول ؿبددا ؼبقررات الربؼباف الذم دينحو القوة اإللزامية اليت ينفرد هبا اعبهاز التنفيذم ‪.4‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬عبد اغبميد يوسف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ 2‬سعيد بوشعَت‪"،‬النظام السياسي الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.224‬‬
‫‪ 3‬سليماف طماكم‪" ،‬مبادئ القانون الدستوري"‪ ،‬طبعة ‪، 1‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاىرة‪ ،1960 ،‬ص ‪.337‬‬
‫‪ 4‬سعيد بوالشعَت‪ " ،‬النظام السياسي الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.225‬‬

‫‪53‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ك يرل أيضا األستاذ "الباند" أف اإلصدار يعترب شرطا لوجود إرادة اؼبشرع ‪ ،‬ذلك ألف اإلرادة ال يكوف ؽبا‬
‫كجود إال دبقدار ظهورىا على اػبارج بصورة ملموسة‪ ،‬ك ىذا الوجود ال يأيت بالنسبة للقانوف إال يف شكل إصدار‬
‫ك بدكنو يكوف القانوف غَت موجود‪.1‬‬

‫ك ىناؾ اذباه ثالث ك ىو الفقو اغبديث يرل أف اإلصدار ىو ذلك العمل الذم يقوـ بو رئيس الدكلة‬
‫إلضفاء صفة القانوف على النص‪ ،‬فاإلصدار ال ينشئ قاعدة قانونية ك إمنا يالحظها بإصدار مرسوـ اإلصدار‪.‬‬

‫فالرئيس ال يشارؾ يف فبارسة السلطة التشريعية ألنو يتم يف صيغة شكلية أساسها االعتماد على الدستور ك موافقة‬
‫الربؼباف ك ؽبذا قبد عبارة"رئيس اعبمهورية أك الدكلة يصدر القانوف التاِف نصو"‪ .‬ك يف األخَت ينشر ىذا القانوف يف‬
‫اعبريدة الرظبية‪ ،‬فاإلصدار كفقا ؽبذا الرأم عمل تنفيذم نابع من إلزاـ تنفيذ اإلرادة الربؼبانية اؼبستمدة من الدستور‬
‫ك القوانُت‪.2‬ك يف كلتا اغباالت يكوف تداخل بُت السلطة التشريعية كالتنفيذية إلعداد القانوف‪.‬‬

‫أف تبٍت اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم لعملية إصدار قانوف اؼبالية من قبل رئيس اعبمهورية دبوجب أمر إذا‬
‫ذباكزت اؼبناقشة ك اؼبصادقة عليو ‪ 75‬يوـ‪،‬يستنتج منو أف رئيس اعبمهورية يضطلع بوظيفتُت األكُف تتعلق برئاستو‬
‫للسلطة التنفيذية‪ ،‬ك الثانية ىو ربولو إُف مشرع كقيت‪ ،‬باعتبار أف سلطاتو يستمدىا من الدستور مباشرة باإلضافة‬
‫إُف انعداـ اؼبصادقة النهائية من قبل الربؼباف على األكامر اليت يتخذىا ك ىو ما خيتلف عن التفويض التشريعي‬
‫اؼبنصوص عليو يف اؼبادة ‪ 38‬من الدستور الفرنسي‪ ،‬أين يفوض الربؼباف السلطة التنفيذية صالحية التشريع يف‬
‫ؾباالت ؿبددة مع إخضاع ىذه التشريعات لرقابة السلطة التشريعية‪ ،‬كما أنو خيتلف عن األكامر اؼبتخذة طبقا‬
‫للمادة ‪ 124‬من الدستور‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬عبد العزيز السيد اعبوىرم‪" ،‬القانون و القرار اإلداري في الفترة ما بين اإلصدار و الشهر‪-‬دراسة مقارنة‪ ،" -‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬اعبزائر‬

‫‪،1995‬ص‪.27‬‬
‫‪ 2‬عبد اهلل بوقفة‪" ،‬أساليب ممارسة السلطة في النظام السياسي الجزائري"‪،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬اعبزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.301‬‬

‫‪54‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 120‬من الدستور على كيفية تدخل رئيس اعبمهورية إلصدار األكامر‪ ،‬ىل يكوف‬ ‫ىذا ك َف تنص اؼبادة‬
‫ذلك آليا دبجرد انقضاء أجل ‪ 75‬يوما أـ أف األمر خاضع للسلطة التقديرية لرئيس اعبمهورية فلو أف يصدر األمر‬
‫أك ال يصدره‪ ،‬كذلك ىل أف رئيس اعبمهورية مطالب باحًتاـ الشركط الشكلية اؼبتمثلة يف انقضاء أجل ‪ 75‬يوـ‬
‫إلصدار قانوف اؼبالية؟‪.‬من خالؿ اؼبادة ‪ 120‬من الدستور ال قبد ما جيرب رئيس اعبمهورية على اللجوء إُف ىاتو‬
‫األكامر ك يفهم ذلك من أحكاـ اؼبادة اليت َف ترد بصيغة الوجوب‪ ،‬كما أف الواقع العملي يؤكد ذلك ‪.1‬‬

‫إف منح رئيس اعبمهورية سلطة إصدار قانوف اؼبالية جيعل منو صاحب السلطة التشريعية أم انو مشرع‬
‫كقيت باإلضافة إُف سلطتو التنظيمية‪ ،‬ما جيعلو يستأثر جبزء ىاـ من العملية التشريعية‪ ،‬فإُف جانب مشاركتو عملية‬
‫إعداد مشركع قانوف اؼبالية من خالؿ ترأسو جمللس الوزراء الذم يعرض عليو مشركع اغبكومة‪ ،‬يتدخل كيصدر‬
‫قانوف اؼبالية دبوجب أمر إذا ذباكزت اؼبناقشة اؼبصادقة علية من قبل الربؼباف ‪ 75‬يوـ‪ ،‬فبا يرتب عنو حرماف الربؼباف‬
‫من االختصاصات التشريعية يف اجملاؿ اؼباِف ك ىذا اعتداء على مبدأ الفصل بُت السلطات الذم يقتضي زبصص‬
‫كل سلطة بوظيفتها ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬التشريع أثناء فترة حل البرلمان‬

‫إف ؼبقصود حبل الربؼباف ىو إهناء كاليتو التشريعية قبل هنايتها العادية ك حق حل الربؼباف مقرر يف األنظمة‬
‫الربؼبانية لصاٌف السلطة التنفيذية يف مقابل سحب الثقة من اغبكومة ك مسؤكليتها أمامو‪ ،‬فالسلطة التنفيذية سبلك‬
‫حق اغبل ك ىو سالح هتديدم ك ردعي‪ ،‬ك للسلطة التنفيذية السلطة التقديرية يف إعمالو‪ ،‬كما أف تقنية اغبل غَت‬
‫موجودة يف األنظمة الرئاسية بسبب الفصل اعبامد بُت السلطات‪ ،‬فال يوجد تعاكف أك تأثَت متبادؿ بُت السلطتُت‬
‫التنفيذية ك التشريعية حيقق التوازف‪.‬فقد حيدث فراغ تشريعي أثناء فًتة حل الربؼباف الذم يصيب الفًتة األكُف‬
‫فالدساتَت اؼبعاصرة تسند مهمة التشريع أثناء ىذه الفًتة على السلطة التنفيذية أساسا رئيس اعبمهورية‪ ،‬ك يف ىذا‬
‫الصدد ظبح اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم لرئيس اعبمهورية باف يضع حدا غبياة الربؼباف يف فبارستو لوظائفو إذا‬
‫توفرت األسباب ك الشركط‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬عبد اغبميد يوسف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪55‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أكال‪ :‬أسباب حل الربؼباف‬

‫إف أسباب حل الربؼباف ىي الدكافع اليت تدفع رئيس الدكلة إُف ازباذ قرار إهناء كالية الربؼباف قبل هنايتها‬
‫العادية‪ ،‬ك َف تنص الدساتَت اعبزائرية على األسباب اليت تدفع رئيس اعبمهورية إُف ازباذ قرار حبل الربؼباف‪ ،‬لكن‬
‫الفقو الدستور أقر حق حل الربؼباف يف النظاـ الربؼبآف بتحقيق األىداؼ التالية كلها أك جزء منها‪:‬‬

‫‪-‬قد يكوف كسيلة لتغلب اؽبيئة التنفيذية على الربؼباف حوؿ خالؼ قائم بينهما‪ ،‬فهو كسيلة للتحكيم السياسي‬
‫لرئيس الدكلة ك يستعملو ىذا األخَت ليقف جبانب اغبكومة كيدافع عن الربنامج السياسي ؽبا ‪.1‬‬

‫‪-‬قد يكوف هبدؼ إدخاؿ تعديالت جوىرية على كضع الدكلة السياسي خاصة أك االقتصادم أك االجتماعي‪.2‬‬

‫‪ -‬قد يكوف اغبل كسيلة يدافع فيها رئيس الدكلة عن اآلراء اليت يتبناىا ك الشعب يؤيده فيها ك ىنا يسمى اغبل‬
‫الرئاسي‪ ،‬حيث يقيل الرئيس اغبكومة اليت تشارؾ الربؼباف يف رأم ـبالف لرأم الرئيس‪ ،‬ك يأيت حبكومة جديدة‬
‫تشاركو الرأم ك حيل الربؼباف ك يكوف للربؼباف اعبديد القوؿ الفصل يف النزاع القائم‪ ،‬ك ال يلجأ الرئيس إُف استعماؿ‬
‫حق اغبل إال حبذر ك حرص‪ ،‬لذلك جرت العادة على استعماؿ اغبل الوزارم بدؿ الرئاسي ‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬شركط حل الربؼباف‬

‫إف حل الربؼباف يصيب الغرفة األكُف فيبعد فبثلي الشعب عن مراقبة السلطة التنفيذية ك مشاركتها يف كضع‬
‫السياسة العامة للدكلة‪ ،‬لذلك فإف اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم أحاط ىذه التقنية بشركط ؼبنع تعسف رئيس الدكلة‬
‫يف اللجوء إليها‪ ،‬ك يف ىذا الصدد فإف اؼبادة ‪ 129‬من الدستور اعبزائرم لسنة ‪ 1996‬نصت على أنو‪":‬ديكن‬
‫لرئيس اعبمهورية أف يقرر حل اجمللس الشعيب الوطٍت‪ ،‬أك إجراء انتخابات تشريعية قبل أكاهنا‪ ،‬بعد استشارة رئيس‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪1‬‬
‫ؿبمد سليماف الطماكم‪ "،‬مبادئ القانون الدستوري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Maurice Duverger, "le système politique français", Paris, 1985, P 262.‬‬
‫‪ 3‬ؿبمد سليماف الطماكم‪ "،‬مبادئ القانوني الدستوري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.177‬‬

‫‪56‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اجمللس الشعيب الوطٍت كرئيس ؾبلس األمة ك رئيس اغبكومة‪ ،‬ك ذبرم ىذه االنتخابات يف أجل أقصاىا ثالثة‬
‫أشهر"‪.‬‬

‫ك اغبل يف ىذه اغبالة يكوف باإلرادة اؼبنفردة لرئيس اعبمهورية‪ ،‬كما قد يكوف تلقائيا ك ىذا يف حالة ما‬
‫إذا َف يوافق اجمللس الشعيب الوطٍت على برنامج اغبكومة ك سقطت ىذه األخَتة‪ ،‬ك عينت حكومة جديدة كَف‬
‫‪ 82‬من الدستور اليت‬ ‫ربصل ىي األخرل على موافقة اجمللس فإف ىذا األخَت ينحل كجوبا‪ ،‬ك ىذا عمال باؼبادة‬
‫تنص على انو ‪":‬إذا َف ربصل من جديد موافقة اجمللس الشعيب الوطٍت ينحل كجوبا‪ ،‬تستمر اغبكومة القائمة يف‬
‫تسيَت الشؤكف العادية غلى غاية إنتخاب اجمللس الشعيب الوطٍت ك ذلك يف أجل أقصاه ‪ 3‬أشهر"‪.‬‬

‫كما أف ىذا االشًتاط اؼبنصوص عليو جيعل النواب ديتنعوف عن نزع الثقة من اغبكومة خوفا من ازباذ قرار‬
‫اغبل ضدىم‪ ،‬فاغبل سالح ديلكو رئيس اعبمهورية ضد النواب يضاؼ إُف كسائل التأثَت اليت سبلكها السلطة‬
‫التنفيذية يف مواجهة الربؼباف‪.‬كلكن ىذه التقنية أحاطها اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم جبملة من الشركط‪:‬‬

‫‪ 1996‬أكد على‬ ‫‪ -‬استشارة رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت ك كذا رئيس ؾبلس األمة‪:‬إف الدستور اعبزائرم لسنة‬
‫ىذه االستشارة‪ ،‬فقد ألزـ رئيس اعبمهورية باستشارة رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت كرئيس ؾبلس األمة قبل ازباذ قرار‬
‫اغبل‪ ،‬ك ىذه االستشارة ىي شرط شكلي ال تقيد سلطة رئيس الدكلة يف ازباذ قراره‪ ،‬خاصة عندما تكوف األكضاع‬
‫تفرض حل الربؼباف‪.1‬‬

‫‪ -‬استشارة الوزير األكؿ‪ :‬إف إسناد حق اغبل لرئيس الدكلة كحده ال يعٍت انفراده هبذه السلطة دكف استشارة‬
‫اغبكومة‪ ،‬فبثلة يف الوزير األكؿ حيث تنص اؼبادة ‪ 129‬من الدستور على أنو ‪":‬ديكن رئيس اعبمهورية أف يقرر‬
‫حل اجمللس الشعيب الوطٍت‪ ،‬أك إجراء انتخابات تشريعية قبل أكاهنا‪ ،‬بعد استشارة رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت‬
‫كرئيس ؾبلس األمة‪ ،‬ك الوزير األكؿ‪.‬ك ذبرم ىذه االنتخابات يف كلتا اغبالتُت يف أجل أقصاه ثالثة أشهر"‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬ؿبمد سليماف الطماكم‪" ،‬السلطات الثالث في الدساتير العربية و في الفكر اإلسالمي"‪ ،‬الطبعة ‪ ،5‬مطبعة جامعة عُت مشس‪ ،‬مصر‪1986،‬‬
‫ص ‪.611‬‬

‫‪57‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 129‬لرئيس اعبمهورية حق حل اجمللس الشعيب الوطٍت يف حالة قياـ نزاع بينو ك بُت‬ ‫ك قد أعطت اؼبادة‬
‫اغبكومة ك إقحاـ اؽبيئة االنتخابية الزباذ موقف كاضح إزاء الوضع القائم ك بالتاِف فإف رئيس اعبمهورية عندما‬
‫يصدر قرار اغبل فهو ديلك طلب تدخل الناخبُت ك ال يفصل يف النزاعات ك اػبالفات‪ ،‬ك قد يكوف اؽبدؼ من‬
‫حل اجمللس الشعيب الوطٍت ىو البحث عن أغلبية كاضحة عند عدـ كجودىا من أجل ضماف تنفيذ برنامج رئيس‬
‫اعبمهورية خاصة ك أف التعديل الدستورم األخَت كضع حدا للغموض الذم كاف سائدا حوؿ الربنامج اؼبطبق‬
‫لتسيَت شؤكف الدكلة ك فصل لصاٌف رئيس اعبمهورية‪ ،‬ك بالتاِف لضماف تنفيذ برنامج الرئيس عن طريق اغبكومة‬
‫جيب أف تستند ىذه األخَتة على أغلبية برؼبانية تدعمها ك تشكل حاجزا ضد اؼبعارضة‪ ،‬كما ديكن اللجوء إليو كرد‬
‫فعل مباشر لالئحة ملتمس رقابة ناجحة أك ديكن التلويح بو سالح ردعي ذباه اجمللس الشعيب الوطٍت لكبح أم‬
‫ؿباكلة من جانبو إلسقاط اغبكومة‪ ،‬ك يف النظاـ السياسي اعبزائرم ال يعترب استخداـ رئيس اعبمهورية غبق اغبل إال‬
‫أداة للهيمنة على الربؼباف‪ ،‬ك تأسيس النظاـ الرئاسي القائم على الدمج بُت السلطات‪.‬كما انو يعد تعبَتا عن‬
‫إرادتو للتدخل يف تنفيذ الربنامج اغبكومي ‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬التشريع عن طريق آلية االستفتاء‬

‫يقصد باالستفتاء عرض موضوع معُت أك مشاريع القوانُت على الشعب ألخذ رأيو فيها باؼبوافقة أك عدـ‬
‫اؼبوافقة‪.2‬ك ؽبذا فهو صورة من صور فبارسة السلطة من قبل الشعب بطريقة مباشرة إذ يعترب كسيلة قانونية يلجأ‬
‫إليها لالتصاؿ اؼبباشر بالشعب ك استطالع رأيو حوؿ بعض اؼبواضيع اؽبامة اليت يرل صاحب االختصاص فيها‬
‫ضركرة الرجوع بشأهنا غلى الشعب‪ ،‬ك يستعمل أيضا إلبعاد الربؼباف عن مسألة كاف باإلمكاف أف ينظر فيها‬
‫ك لكن رئيس الدكلة فضل تدخل الشعب مباشرة بدال من الربؼباف‪ .‬ك قد نصت الدساتَت اعبزائرية على االستفتاء‬
‫كتقنية تشريعية بيد رئيس الدكلة مع إعطاء قيمة قانونية للتشريع اؼبصادؽ عليو عن طريق االستفتاء‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬عبد اغبميد يوسف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.128،129‬‬
‫‪ 2‬ؿبمود عاطف البنا‪" ،‬الوسيط في النظم السياسية"‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،1988 ،‬ص ‪.230‬‬

‫‪58‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أكال‪ :‬األسس الدستورية لالستفتاء‬

‫يشكل االستفتاء كسيلة بيد الرئيس سبكنو من اللجوء إُف التحكم الشعيب حوؿ القضايا اليت ال تلقى‬
‫إصباعا بُت غبكومة ك الربؼباف‪ ،‬ك يأخذ االستفتاء الشعيب إحدل الصور الثالث فقد يكوف تشريعيا عندما يكوف‬
‫الغرض منو مصادقة الشعب على قانوف معُت‪ ،‬ك قد يكوف دستوريا إذا تعلق بقوانُت دستورية‪ ،‬كما قد يكوف‬
‫سياسيا إذا كاف الدافع منو اغبصوؿ على رأم الشعب يف مسألة سياسية معينة أك يف أمر من أمور السياسة ‪.1‬‬

‫‪ 1996‬نص يف‬ ‫ك قد أصبعت الدساتَت اعبزائرية على اعتبار االستفتاء حقا لرئيس الدكلة‪ ،‬فدستور‬
‫اؼبادة ‪ 7‬منو على ما يلي‪":‬السلطة التأسيسية ملك للشعب‪ ،‬ديارس الشعب سيادتو بواسطة اؼبؤسسات الدستورية‬
‫اليت خيتارىا‪ ،‬ديارس الشعب ىذه السيادة عن طريق االستفتاء ك بواسطة فبثليو اؼبنتخبُت‪.‬لرئيس اعبمهورية أف يلجأ‬
‫إُف إرادة الشعب مباشرة"‪.‬‬

‫‪ 7‬من الدستور‪ ،‬ذلك ألف‬ ‫ذبدر اإلشارة إُف أف االستفتاء يف ؾباؿ التعديل الدستورم يتوافق مع اؼبادة‬
‫‪ 177‬من الدستور على ما يلي‪ ":‬ديكن ثالثة أرباع‬ ‫السلطة التأسيسية ملك للشعب ك عليو فقد نصت اؼبادة‬
‫(‪ )3/4‬أعضاء غرفيت الربؼباف اجملتمعتُت معا أف يبادركا باقًتاح تعديل الدستور على رئيس اعبمهورية الذم ديكنو‬
‫عرضو على االستفتاء الشعيب ك يصدره يف حالة اؼبوافقة عليو ك قد فرضت ىذه اؼبادة صعوبة يف ربقيق لنصاب‬
‫خاصة ك أف األمر يتعلق باؼببادرة ك ليس باؼبوافقة‪ ،‬مع العلم أنو حىت ك لو ربققت ىذه النسبة اؼبطلوبة فإف رئيس‬
‫اعبمهورية غَت ؾبرب على عرض التعديل على االستفتاء ألف عبارات اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم جاءت كاضحة‬
‫‪176‬‬ ‫ك ىي ( الذم ديكنو أف يعرضو على االستفتاء ) ىذا من جهة‪ ،‬كمن جهة أخرل بالرجوع إُف نص اؼبادة‬
‫اليت تنص على أنو ‪ ":‬إذا ارتأل اجمللس الدستورم أف مشركع أم تعديل دستورم ال ديس البتة اؼببادئ اليت ربكم‬
‫اجملتمع اعبزائرم ك حقوؽ اإلنساف ك اؼبواطن ك حرياهتما‪ ،‬ك ال ديس بأم كيفية التوازنات األساسية للسلطات‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬كليد شريط‪" ،‬السلطة التشريعية من خالل التطور الدستوري الجزائري"‪ ،‬أطركحة لنيل شهادة الدكتوراه يف القانوف العاـ‪ ،‬جامعة تلمساف‬
‫‪ ،2012-2011‬ص‪.303‬‬

‫‪59‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ك اؼبؤسسات الدستورية‪ ،‬ك علل رأيو‪ ،‬أمكن رئيس اعبمهورية أف يصدر قانوف الذم يضمن التعديل الدستورم‬
‫مباشرة دكف أف يعرضو على االستفتاء الشعيب مىت أحرز ثالثة أرباع ( ‪ )3/4‬أصوات أعضاء غرفيت الربؼباف"‪.‬‬

‫‪ 177‬ك ‪ 176‬كجود نفس النسبة اؼبطلوبة للمبادرة ىي نفسها للمصادقة مع‬ ‫ما يالحظ على اؼبادتُت‬
‫إمكانية رئيس اعبمهورية يف عرضو على االستفتاء يف اؼببادرة ك إمكانية إصداره دكف عرضو على االستفتاء الشعيب‬
‫من ىنا ديكن القوؿ أف إمكانية عرض االستفتاء من طرؼ رئيس اعبمهورية مربر غبقوؽ اؼببادرة الرئاسية يف ىذا‬
‫اجملاؿ‪.‬‬

‫‪ 77‬فقرة ‪ 08‬من دستور‬ ‫إف موضوع االستفتاء غَت كاضح ك مبهم فاؼبؤسس الدستورم اعبزائرم يف اؼبادة‬
‫‪ 1996‬أشار إُف عبارة" كل قضية ذات أمهية كطنية "ىذه العبارات ال تضع أم حدكد للميداف االستفتائي‬
‫ك عدـ التحديد ىذا جيعل اجملاؿ مفتوحا أماـ السلطة التقديرية لرئيس اعبمهورية‪ ،‬كما يعطي عدـ التحديد ىذا‬
‫تدخال لرئيس اعبمهورية يف ؾباالت تعود إُف اختصاص الربؼباف‪ ،‬أم بإمكانو االستحواذ على ؾباؿ من اجملاالت‬
‫اليت يشرع فيها الربؼباف‪ ،1‬ك يف ىذا اإلطار ال يوجد أم ضماف غبماية اجملاؿ التشريعي من أف يكوف ؿبل االستفتاء‬
‫ك طاؼبا أف اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم َف حيدد القضايا ذات األمهية الوطنية يبقى ؾباؿ التشريع الربؼبآف معرضا‬
‫لالنتهاؾ التنفيذم‪ ،‬فقد يرل رئيس اعبمهورية قضية على قدر من األمهية تستوجب االستفتاء يف حُت يرل فبثل‬
‫األمة أك زعماء األحزاب السياسية أهنا خالية من األمهية خاصة إذا كاف الربؼباف يضم أغلبية ال تساند رئيس‬
‫اعبمهورية‪ ،‬كما أنو إذا تولد عن ىذا اػبالؼ قانوف ما فإف االستفتاء يف ىذه اغبالة قد يكوف دستوريا‪ ،‬ك قد‬
‫يكوف تشريعيا من اختصاص الربؼباف‪ ،‬األمر الذم جيعل االستفتاء يدخل يف ؾباؿ القوانُت العضوية أك األساسية‬
‫ك اليت عادة ؽبا صلة مباشرة باغبريات العامة‪ ،‬ك باالعتماد على أف الشعب صاحب السيادة فليس شبة أم عقبة‬
‫قانونية سبنع رئيس اعبمهورية من اقتحاـ اجملاؿ العضوم عن طريق االستفتاء‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬كليد شريط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.304‬‬

‫‪60‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما فيما يتعلق دبيداف االستفتاء الدستورم يف إطار اؼبراجعة الدستورية أك التعديل الدستورم فاؼبتعارؼ‬
‫عليو أف الدستور تقوـ بإعداده ىيئة حكومية أك عبنة معينة مث يعرض على الشعب مباشرة ليقوؿ كلمتو فيو‪ ،‬ك ال‬
‫يصبح ىذا إال بعد عرضو على الشعب ك موافقتو عليو‪.‬‬

‫فالدستور ىو أظبى تعبَت عن إرادة األمة‪ ،‬فمن باب أكُف يسمح لألمة عن طريق فبثليها بإدخاؿ تعديالت‬
‫على الوثيقة الدستورية ؼبسايرة التطور مالئمة الظركؼ ك انسجامها‪ ،‬ك ؽبذا فقد أقرت الدساتَت اعبزائرية حق نواب‬
‫الشعب يف التقدـ بتعديالت على الوثيقة الدستورية‪ ،‬إال أف إجراءات التعديل تبدك أكثر صعوبة ك ىذا راجع‬
‫لكوف الدساتَت اعبزائرية دساتَت جامدة‪ ،‬ىذا ك قد سلكت النهج اؼبعتاد يف تعديل الدستور ك جعلت حق اقًتاح‬
‫التعديل من صالحيات رئيس اعبمهورية ك أعضاء الربؼباف طبقا لنص اؼبادة ‪ 124‬من دستور ‪ ،1996‬كما أقرت‬
‫اؼبادة ‪ 177‬نصاب ثالث أرباع( ‪ )3/4‬أعضاء غرفيت الربؼباف اجملتمعتُت للمبادرة القًتاح تعديل دستور لتقدـ‬
‫لرئيس اعبمهورية الذم ديكنو عرضها على االستفتاء الشعيب‪ ،‬ك ىذا يعٍت أنو من الصعب جدا أف يبادر باقًتاح‬
‫تعديل بل قد يستحيل ذلك عند قراءة الفقرة األخَتة من اؼبادة ‪ 177‬اليت تشًتط طرح تعديل الدستور على رئيس‬
‫اعبمهورية الذم ديكن عرضو على االستفتاء‪ ،‬ك عليو فاؼببادرة تبقى رىينة قبوؿ رئيس اعبمهورية‪ .‬ك لضماف سَتاف‬
‫الدستور ك استقراره فقد منع اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم تعديل الدستور إذا خالف موضوع من موضوعات اغبظر‬
‫اؼبوضوعي‪ ،‬ك قد كسع يف قائمة اؼبوضوعات اليت ال ديكن أف يشملها التعديل ‪. 1‬‬

‫كعليو فاالستفتاء قد يكوف منتهكا الختصاص الربؼباف يف ؾباؿ التشريع‪ ،‬ك قد يكوف متعلقا بالدستور‬
‫ك كل ىذا خيضع لرغبة رئيس اعبمهورية بناءا على سلطتو التقديرية‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬تنص اؼبادة ‪ 178‬من دستور ‪ 1996‬على ما يلي‪":‬ال ديكن أم تعديل دستورم أف ديس ‪:‬الطابع اعبمهورم للدكلة‪ ،‬النظاـ الدديقراطي القائم على‬
‫التعددية اغبزبية‪ ،‬اإلسالـ باعتباره دين الدكلة‪ ،‬العربية باعتبارىا اللغة الوطنية ك الرظبية‪ ،‬اغبريات األساسية ك حقوؽ اإلنساف ك اؼبواطن‪ ،‬سالمة الًتاب‬
‫الوطٍت ككحدتو"‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬القيمة القانونية للتشريع االستفتائي‬

‫َف يشر اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم إُف القيمة القانونية للتشريع االستفتائي‪ ،‬إال أف ىناؾ اذباه يف الفقو‬
‫الدستورم يرل ألف االستفتاء من الناحية القانونية ال يؤثر على طبيعة اجملاؿ الذم يدخل فيو‪ ،‬ك بعد اؼبوافقة على‬
‫التشريع االستفتائي ك إصداره تصبح للنص قيمة قانونية حسب اؼبوضوع الذم عاعبو‪ ،‬فقد يكوف اجملاؿ عضويا‬
‫أك نظاميا‪ ،‬ك قد يكوف اجملاؿ عاديا‪ .‬ك يف ىذا الصدد ذىب بعض الفقو إُف إعطاء االستفتاء التشريعي قيمة‬
‫القانوف العادم ىذا من جهة‪ ،‬ك من جهة أخرل يرل جانب آخر من الفقو الدستورم ضركرة اقتصار االستفتاء‬
‫على اإلجراءات ذات الطابع العاـ‪ ،‬أم اختصاصات اليت ال يستطيع رئيس اعبمهورية مباشرهتا إال باللجوء إُف‬
‫االستفتاء‪.‬كخالؼ ذلك ىو ـبالفة للقاعدة اليت ذبعل اإلجراءات تصدر استنادا إُف استفتاء ال ديكن اؼبساس هبا‬
‫إال باستفتاء آخر كفقا لقاعدة توازم األشكاؿ ك عدـ ربديد مواضيع االستفتاء سيؤدم االختصاصات اليت تكوف‬
‫ؿبال لرئيس اعبمهورية ضد الرقابة القضائية‪ ،‬على أف األستاذ عمر حلمي فهمي يعطي للقرارات اليت يتخذىا‬
‫رئيس اعبمهورية يف اجملاؿ التشريعي أك التنظيمي مكانو ىامة ك جيعلها تسمو على غَتىا من األعماؿ‪ ،‬على أف‬
‫إمكانية التعديل أك إلغاء التشريع االستفتائي تصطدـ مع مبدأ السيادة الشعبية‪ ،‬نظرا لكوف الشعب ديلك السلطة‬
‫العليا‪ ،‬ك باعتبار الربؼباف ليس لو اغبق يف االستفتاء فيجد نفسو مفرغا من ؿبتواه‪ ،‬أم اؼبواضيع ك اجملاالت اليت‬
‫تناكؽبا االستفتاء‪ ،1‬ك لعل ىذا راجع إُف عدـ ربديد اجملاؿ االستفتائي ك عدـ النص على قيمتو القضائية‪ ،‬ناىيك‬
‫على أف الشعب يعرب فقط عما عرض من طرؼ رئيس اعبمهورية ك ال يقًتح‪ ،‬ك عليو من األجدر إخضاع اؼبشاريع‬
‫القانونية ك اإلجراءات االستفتائية للرقابة اؼبسبقة مع ربديد ميداف االستفتاء‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬السلطات التشريعية لرئيس الجمهورية في ظل الظروف غير العادية‬

‫إف رئيس اعبمهورية يف الظركؼ غَت العادية يتمتع بسلطات كاسعة فبا قد يؤدم إُف تقييد اغبقوؽ‬
‫ك اغبريات العامة لألفراد اؼبعًتؼ هبا دستوريا على أساس تلك الظركؼ ك يف اؼبقابل زبتلف معها درجة اضمحالؿ‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪1‬‬
‫عبد اغبميد يوسف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.306 ،305‬‬

‫‪62‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اجملاؿ التشريعي اؼبخصص للربؼباف‪ ،‬فباعتبار رئيس اعبمهورية ىو اجملسد لوحدة األمة فإنو منطقيا يعد اؼبشرع األكؿ‬
‫يف أكقات األزمات من أجل إعادة السَت اؼبنتظم للسلطات الدستورية ك ذبنب تعقيدات العمل التشريعي‪.‬‬

‫إف إقرار السلطات االستثنائية لرئيس اعبمهورية يرجع الفضل يف ذلك للعديد من الفقهاء‪ ،‬فمنهم من‬
‫يربرىا على مقتضيات اغبفاظ على النظاـ العاـ ك السَت العادم ؼبؤسسات الدكلة‪ ،‬ك منهم من استند على عنصر‬
‫االستعجاؿ يف مواجهة الظركؼ الغَت عادية‪ ،‬أما الرأم الراجح من الفقو فقد أسندىا لفكرة الضركرة اليت تبيح‬
‫للحكومة ازباذ كل اإلجراءات اليت تعد يف األكقات العادية ؿبظورة‪.‬‬

‫أككل الدستور مهمة اغبفاظ على كياف الدكلة ك سالمتها داخليا ك خارجيا لريس اعبمهورية‪ ،‬ك ربقيقا‬
‫ؽبذا الغرض أجاز لو الدستور تقرير حالة الطوارئ أك اغبصار‪ ،‬ك اغبالة االستثنائية ك حالة اغبرب‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬إعالن حالة الطوارئ أو الحصار‬

‫‪ 91‬من الدستور لرئيس اعبمهورية سلطات خاصة ربد‬ ‫ؼبواجهة الظركؼ الطارئة أك غَت اؼبتوقعة سبنح اؼباد‬
‫من اغبريات العامة لألفراد‪ ،‬بإعالف حالة الطوارئ أك اغبصار ‪ ،‬حيث يواجو رئيس اعبمهورية ىذه اغباالت دبراسيم‬
‫رئاسية‪.‬‬

‫أكال‪:‬مفهوـ حاليت الطوارئ أك اغبصار‬

‫‪ 91‬من دستور ‪ 1996‬على أنو‪":‬يقرر رئيس اعبمهورية إذا دعت الضركرة اؼبلحة حالة‬ ‫تنص اؼبادة‬
‫الطوارئ أك اغبصار‪ ،‬ؼبدة معينة بعد إجتماع اجمللس األعلى لألمن ك استشارة رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت ك رئيس‬
‫ؾبلس األمة‪ ،‬ك الوزير األكؿ‪ ،‬ك رئيس اجمللس الدستورم‪ ،‬ك يتخذ كل التدابَت الالزمة الستتباب الوضع‪ ،‬ك ال‬
‫ديكن سبديد حالة الطوارئ أك اغبصار‪ ،‬إال بعد موافقة الربؼباف اؼبنعقد بغرفتيو اجملتمعتُت معا‪.‬نالحظ أف ىذه اؼبادة‬
‫َف سبيز بُت حالة الطوارئ ك اغبصار‪ ،‬إال أف غالبية الفقو يرل بأف حالة الطوارئ زبتلف عن حالة اغبصار من‬
‫حيث األسباب ك األىداؼ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -1‬حالة الطوارئ‪:‬تعلن حالة الطوارئ للمحافظة على األمن العاـ‪ ،‬ك يًتتب على إعماؿ حالة الطوارئ تقييد‬
‫اغبريات العامة يف ؾباالت ؿبددة كتنظيم تنقل األشخاص كالبضائع ‪ ،1‬ك إسناد إعالف حالة الطوارئ يعد ضمانة‬
‫أساسية غبقوؽ ك حريات اؼبواطنُت‪ ،‬ك إف كانت السلطات اؼبخولة للوالة يف ىذا اجملاؿ استنادا إُف قانوف الوالية‬
‫كافية ؼبواجهة األكضاع فبا يقلل من سلطة الوالة ك لو اعتمدكا يف ذلك إُف قانوف الوالية‪ ،‬ألف رئيس اعبمهورية ىو‬
‫الذم يعينهم ك اؼبكلف دستوريا حبماية الدستور ة اغبريات األساسية للمواطنُت ‪.2‬‬

‫‪ 09‬فيفرم ‪ 1992‬دبوجب مرسوـ رئاسي رقم ‪. 344-92‬‬ ‫ك قد مت إعالف حالة الطوارئ بتاريخ‬

‫‪ -2‬حالة اغبصار‪:‬تتصل باألعماؿ التخريبية أك اؼبسلحة كالعصياف ك التمرد ك ىي حالة أقل خطورة من اغبالة‬
‫االستثنائية‪ ،4‬حيث سبكن الرئيس من التدخل الزباذ كل التدابَت الالزمة الستتباب الوضع كتفادم إف أمكن‬
‫اللجوء إُف اغبالة االستثنائية رغم ما يف ذلك من إمكانية اؼبساس اػبطَت حبقوؽ ك حريات اؼبواطنُت‪ ،‬فيتم انتقاؿ‬
‫السلطة يف اغبصار إُف اعبيش‪.5‬‬

‫ك قد مت إعالف حالة اغبصار بتاريخ ‪ 04‬جويلية ‪ 1991‬دبوجب مرسوـ رئاسي رقم (‪. 6)196-91‬‬

‫ثانيا‪:‬القيود الواردة على إعالف حاليت الطوارئ ك اغبصار‬

‫‪ 91‬يقوم سلطة رئيس اعبمهورية يف مواجهة الظركؼ غَت العادية اليت هتدد أمن ك سالمة‬ ‫إف نص اؼبادة‬
‫الدكلة‪ ،‬ك ذلك دبنحو سلطة إعالف حالة الطوارئ أك اغبصار اليت تؤثر على فبارسة اؼبواطنُت غبرياهتم‪ ،‬إال أف ىذه‬
‫اؼبادة ال تعطي السلطة اؼبطلقة يف ذلك لرئيس اعبمهورية بل تقيده بقيود موضوعية ك أخرل شكلية‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬عمار بوضياؼ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ 2‬سعيد بوشعَت‪"،‬النظام السياسي الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.269‬‬
‫‪ 3‬راجع اؼبرسوـ الرئاسي رقم ‪ 44-92‬اؼبؤرخ يف ‪ 1992/02/09‬اؼبتضمن إعالف حالة الطوارئ( اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪)10‬‬
‫‪ 4‬عمار بوضياؼ‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫‪ 5‬السعيد بوشعَت‪" ،‬النظام السياسي الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪ 6‬راجع اؼبرسوـ الرئاسي رقم ‪ ،196-91‬اؼبتضمن إعالف حالة اغبصار(اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 29‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪)1991/04/12‬‬

‫‪64‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -1‬القيود اؼبوضوعية‪:‬ك تشمل شرطي الضركرة اؼبلحة ك ربديد اؼبدة‪.‬‬

‫أ‪-‬الضركرة اؼبلحة‪ :‬كفقا ؼبا جاء يف اؼبادة ‪ 91‬من الدستور فإف ال حيق لرئيس اعبمهورية إعالف حاليت الطوارئ أك‬
‫اغبصار إال إذا استدعت الضركرة اؼبلحة لذلك‪.‬فاألصل أف النص الدستورم جاء موجزا الشيء الذم يفقده دقتو‬
‫ك فعاليتو يف ضبط ك تقييد سلطة اللجوء إُف تطبيق ىاتُت اغبالتُت‪ ،‬حيث تتوقف اؼبعايَت الذاتية على حساب‬
‫اؼبعايَت اؼبوضوعية يف تقدير مدل توافر شرط الضركرة اؼبلحة‪ ،‬ك ىذا لصاٌف إطالؽ سلطة رئيس اعبمهورية الذم‬
‫يقرر ىنا الضركرة اؼبلحة من عدمها لكونو صاحب االختصاص األصيل يف إعالف كل حاالت الظركؼ‬
‫االستثنائية‪.‬‬

‫ب‪-‬ربديد اؼبدة‪:‬إف سلطة إعماؿ حاليت الطوارئ ك اغبصار مقيدة بالعامل الزمٍت‪ ،‬فال حيق لرئيس اعبمهورية‬
‫دستوريا أف يعلن تطبيق اؼبادة ‪ 91‬من الدستور بدكف أف يتضمن إعالف مدة معينة بسرياف ىذه اغبالة دبجرد‬
‫إنتهائها ترفع اغبالة اؼبقررة‪ ،‬إال إذا استمرت األكضاع اؼبتدىورة ىنا يلزـ رئيس اعبمهورية اللجوء إُف طلب موافقة‬
‫الربؼباف على سبديد تلك اؼبدة ‪.1‬‬

‫‪-2‬القيود الشكلية‪:‬تتمثل ىذه القيود يف فرض صبلة من االستشارات أماـ بعض اؼبؤسسات الدستورية‪ ،‬ك إف‬
‫كانت ىذه االستشارات غَت ملزمة دستوريا لرئيس اعبمهورية حسب نص اؼبادة‪ ،‬غال أهنا ؽبا ما يربرىا سياسيا‬
‫ككاقعيا‪.‬‬

‫أ‪-‬اجتماع اجمللس األعلى لألمن‪:‬إف ىذا االجتماع يعترب شكليا ال يفيد رئيس اعبمهورية بأم نتيجة لكوف ىذا‬
‫األخَت يًتأسو ك يتوُف كيفيات تنظيمو كعملو ‪ ،2‬إال أف رئيس اعبمهورية ديكنو تقرير حالة الطوارئ أك اغبصار إال‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬تنص اؼبادة ‪ 91‬فقرة ‪ 2‬من دستور ‪ 1996‬على أنو‪":‬كال ديكن سبديد حالة الطوارئ أك اغبصار إال بعد موافقة الربؼباف اؼبنعقد بغرفتيو اجملتمعتُت معا"‬

‫‪ 2‬انظر اؼبادة ‪ 173‬من دستور ‪.1996‬‬

‫‪65‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بعد اجتماع ىذا اجمللس الذم يضم قياديُت يف السلك اؼبدٓف ك العسكرم‪ ،‬ك الغرض من اجتماع ىذه اؼبؤسسة‬
‫الدستورية ىو ظباع رأيها من حيث تشخيص درجة اػبطر ك ربديد اإلجراءات الواجبة اإلتباع ‪.1‬‬

‫ب‪-‬استشارة رئيسا غرفيت الربؼباف‪:‬نظرا للدكر الذم يلعبو الربؼباف على الصعيد الداخلي من تشريع ك رقابة‪ ،‬أكجبت‬
‫اؼبادة ‪ 91‬من الدستور على رئيس اعبمهورية استشارة رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت ك رئيس ؾبلس األمة قبل إعالف‬
‫حالة الطوارئ‪ ،‬ؼبا يف ذلك من أبعاد قانونية ك سياسية‪.‬‬

‫ج‪-‬استشارة الوزير األكؿ‪:‬إف استشارة الوزير األكؿ الذم ىو عضو يف اجمللس األعلى لألمن ضركرية لدل تقرير‬
‫إحدل اغبالتُت‪ ،‬ألنو ىو اؼبكلف بالسهر على تنفيذ القوانُت ك التنظيمات ‪.2‬‬

‫د‪-‬استشارة اجمللس الدستورم‪:‬نظرا ؼبكانتو بُت اؼبؤسسات الدستورية‪ ،‬لكونو اؼبكلف بالسهر على احًتاـ الدستور‬
‫ك لكوف رئيسو يتوُف رئاسة الدكلة يف حالة استقالة رئيس اعبمهورية أك كفاتو‪ ،‬ك اقًتاهنا بشغور ؾبلس األمة ‪ ،3‬فإف‬
‫استشارتو تعد قيدا على رئيس اعبمهورية ك إف كانت ملزمة لو إال أهنا تدعم شرعية أعماؿ الرئيس‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬إعالن الحالة االستثنائية‬

‫قد تسَت دكاليب الدكلة على خالؼ مقتضيات مبدأ الشرعية‪ ،‬ك ىذا عندما ربيط بالدكلة ظركؼ غَت‬
‫عادية هتدد أمنها ك سالمة أراضيها‪ ،‬ك يف مثل ىذه األكضاع يعطي اؼبؤسس الدستورم اعبزائرم سلطات كاسعة‬
‫لرئيس اعبمهورية ؼبواجهة ىذه الظركؼ‪ ،‬ك تصبح ىذه اإلجراءات اؼبتخذة مربرة دبوجب التشريع باألكامر اؼبخوؿ‬
‫لرئيس اعبمهورية كفقا للمادة ‪ 124‬من الدستور ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬عمار بوضياؼ‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ 2‬انظر اؼبادة ‪ 85‬من دستور ‪.1996‬‬
‫‪ 3‬تنص اؼبادة ‪ 88‬فقرة أخَتة من دستور ‪ 1996‬على ما يلي‪":‬ك إذا اقًتنت استقالة رئيس اعبمهورية أك كفاتو بشغور رئاسة ؾبلس األمة ألم سبب‬
‫كاف‪ ،‬جيتمع اجمللس الدستورم ك يثبت باإلصباع الشغور النهائي لرئاسة اعبمهورية ك حصوؿ اؼبانع لرئيس ؾبلس األمة‪.‬ك يف ىذه اغبالة يتوُف رئيس‬
‫اجمللس الدستورم مهاـ رئيس ؾبلس الدكلة‪"...‬‬

‫‪66‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أكال‪:‬شركط تقرير اغبالة االستثنائية‬

‫نصت اؼبادة ‪ 93‬من الدستور على ما يلي‪ ":‬يقرر رئيس اعبمهورية اغبالة االستثنائية إذا كانت البالد‬
‫مهدد خبطر داىم يوشك أف يصيب مؤسساهتا أك استقالؽبا أك سالمة تراهبا‪ ،‬ك ال يتخذ ىذا اإلجراء إال بعد‬
‫استشارة رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت ك رئيس ؾبلس األمة ك اجمللس الدستورم ك االستماع إُف اجمللس األعلى‬
‫لألمن ك ؾبلس الوزراء‪."...‬منحت ىذه اؼبادة لرئيس اعبمهورية سلطة تقرير اللجوء إُف اغبالة االستثنائية إال أهنا‬
‫قيدت سلطتو بوجوب ربقيق شركط بعضها موضوعي ك البعض اآلخر شكلي‪.‬‬

‫‪ .1‬الشركط اؼبوضوعية إلقرار اغبالة االستثنائية‪ :‬ديكن أف قبيز ىذه الشركط فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪-‬كجود خطر داىم‪:‬كرد ىذا الشرط بصفة صرحية‪ ،‬ككجود اػبطر من الناحية القانونية معناه االنصراؼ إُف كل‬
‫حالة كاقعية تنذر بضرر يصيب الدكلة‪ ،‬فيهددىا بالزكاؿ أك االنتقاص ‪.1‬ك إلمكانية القوؿ بتوفر شرط اػبطر‪ ،‬البد‬
‫أف يتوفر فيو شيئُت مها‪:‬أف يكوف جسيما ك أف يكوف اػبطر خارجيا أك داخليا‪ ،‬أك داخليا ك خارجيا يف نفس‬
‫الوقت‪.‬‬

‫ب‪ -‬أف يكوف للخطر الداىم انعكاسات على اؼبؤسسات الدستورية للدكلة ك يشكل اعتداء على كحدة الدكلة‬
‫ك سالمة إقليمها‪:‬‬

‫إف اؼبؤسس الدستورم َف حيدد ىذا اػبطر من حيث مصدره‪ ،‬ك عليو فإف اعتباره داخليا أك خارجيا ال‬
‫يؤثر يف التكييف العاـ للوضع‪ ،‬لكنو يف اؼبقابل توخى ربديد النتائج ك اآلثار الناذبة عن حلوؿ ىذا اػبطر معتربا‬
‫إياىا بدرجة عامة من اعبسامة تسمح بالتأثَت على السَت العادم ؼبؤسسات الدكلة‪ ،‬أك اعتداء على كحدة الدكلة‬
‫ك استقالؽبا ك سالمة إقليمها‪.‬‬

‫‪ .2‬الشركط الشكلية إلقرار اغبالة االستثنائية‪:‬تتمثل الشركط الشكلية يف كجوب االستشارة ك االستماع إُف بعض‬
‫اؼبؤسسات الدستورية حيث تنص اؼبادة ‪ 93‬فقرة ‪ 2‬على أنو‪ ":‬ك ال يتخذ مثل ىذا اإلجراء إال بعد استشارة‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬مراد بدراف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪67‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت ك رئيس ؾبلس األمة ك اجمللس الدستورم ك االستماع إُف اجمللس األعلى لألمن‬
‫كؾبلس الوزراء"‪.‬‬

‫أ‪-‬استشارة رئيس غرفيت الربؼباف‪:‬نظرا للدكر الذم تلعبو السلطة التشريعية خاصة على الصعيد الداخلي يف ؾباؿ‬
‫‪ 93‬يؤدم إُف انتقاؿ‬ ‫التشريع ك الرقابة ك ما يف ذلك من ضباية غبقوؽ ك حريات اؼبواطنُت‪ ،‬ألف إعماؿ اؼبادة‬
‫سلطة التشريع إُف نطاؽ االختصاص االستثنائي لرئيس اعبمهورية ك لقد ارتأل اؼبؤسس الدستورم إُف إلزاـ رئيس‬
‫اعبمهورية باستشارة رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت ك رئيس ؾبلس األمة على حد سواء‪.‬‬

‫ب‪-‬استشارة اجمللس الدستورم‪:‬يعترب اجمللس الدستورم ىيئة مكلفة بالسهر على احًتاـ الدستور ك ضماف تطبيقو‪،‬‬
‫فضال على أنو حيتل مكانة مرموقة بُت اؼبؤسسات الدستورية ك بذلك فإف استشارتو ملزمة ك مفيدة ك َف يقتصر‬
‫على استشارة رئيسو فقط ك ىذا نظرا ػبطورة اإلجراءات اؼبتخذة يف ىذه اغبالة على حقوؽ ك حريات األفراد‪.‬‬

‫ج‪-‬االستماع إُف اجمللس األعلى لألمن ك ؾبلس الوزراء‪:‬يشًتط الدستور على رئيس اعبمهورية االستماع إُف اجمللس‬
‫األعلى لألمن قبل إعالف اغبالة االستثنائية رغم أنو رئيسو‪ ،‬ك ما يصاحب ذلك من تقدٔف تقارير ك اإلدالء بآراء‬
‫ك معتمدة على كقائع كحقائق ك معطيات ك مقدرة للمالبسات ك الظركؼ ك النتائج ك اآلثار األمنية ك العسكرية‬
‫ك غَتىا‪ ،1‬فبا ينَت الطريق أماـ رئيس اعبمهورية الذم يتخذ القرار الذم يراه مالئما بعد التقييم‪.‬‬

‫كما يستمع رئيس اعبمهورية إُف ؾبلس الوزراء الذم يًتأسو طبقا للمادة ‪ 77‬فقرة ‪ 4‬من الدستور ‪.‬‬

‫د‪-‬االجتماع الوجويب للربؼباف‪:‬إف اجتماع الربؼباف بغرفتيو كجوبا يعد ضركرة حتمية لدل اإلعالف عن اغبالة‬
‫االستثنائية‪ ،‬فبا ينفي إمكانية حل اجمللس الشعيب الوطٍت أثناء اغبالة االستثنائية إذ ال يعقل أف تكوف البالد مهددة‬
‫خبطر كشيك الوقوع ك النواب يف عطلة‪ ،‬كما أف ىذا االجتماع ديكن نواب الشعب من متابعة ك مراقبة األكضاع‬
‫باستمرار‪ ،‬إال أف ىذا اإلجراء ال يغَت يف األمر من شيء ذلك انو يتوقف عند حدكث االجتماع ‪. 2‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬سعيد بوشعَت‪" ،‬النظام السياسي الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫‪ 2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.275‬‬

‫‪68‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪:‬ؾباؿ السلطة التشريعية لرئيس اعبمهورية أثناء اغبالة االستثنائية‬

‫إذا توفرت الشركط السابقة ديكن لرئيس اعبمهورية أف يعلن اغبالة االستثنائية ك يباشر السلطات اؼبخولة‬
‫لو دستوريا‪ ،‬سواء تعلق األمر باجملاؿ التشريعي أك التنفيذم أك القضائي‪.‬‬

‫فمن خالؿ النصوص الدستورية اؼبتعلقة باغبالة االستثنائية قبد أهنا منحت لرئيس اعبمهورية سلطات كاسعة ك‬
‫اكتفت بالتعبَت عنها بأهنا إجراءات أك تدابَت استثنائية‪ ،‬كما أكردت قيدا موضوعيا عاما ك اؼبتمثل يف أف يكوف‬
‫اؽبدؼ من استعماؽبا ىو الرغبة يف ضماف السَت العادم ك اؼبنتظم للمؤسسات الدستورية يف أقرب اآلجاؿ‪ ،‬أم أف‬
‫ىده اإلجراءات االستثنائية ؿبددة بقيد زمٍت‪ ،‬ك عليو سنبحث عن نطاؽ السلطات االستثنائية أكال ك قيدىا الزمٍت‬
‫ثانيا‪.‬‬

‫يف ىذا اإلطار نتطرؽ إُف ثالث ؾباالت األكؿ إلغاء ك تعديل الدستور ك الثآف اجملاؿ التنظيمي ك الثالث‬
‫اجملاؿ التشريعي‪.‬‬

‫‪-‬ؾباؿ إلغاء ك تعديل الدستور‪:‬إف الدساتَت اعبزائرية بصفة عامة ك النصوص اؼبنظمة غبالة االستثناء بصفة خاصة‬
‫ال قبد فيها اإلشارة ؽبذه اؼبسألة على الرغم أف الفقو متفق على أنو ال جيوز لرئيس الدكلة أف يقوـ بإلغاء ك تعديل‬
‫الدستور ألف ىذا األمر يعود للسلطة التػأسيسية األصلية كمع ذلك فإف بعض الفقو يذىب إُف جوازية كقف بعض‬
‫أحكاـ الدستور ‪ 1‬كماال أف جواز تعديل الدستور أثناء العمل باغبالة االستثنائية أمر غَت جائز ألف ىذه الظركؼ‬
‫غَت دائمة‪ ،‬ك السلطات االستثنائية سلطات كقتية أملتها ظركؼ عابرة‪ ،‬ك ؽبذا ال ديكن استغالؿ ظركؼ كقتية‬
‫لوضع أحكاـ ك قواعد ثابتة ىذا من جهة‪ ،‬ك من جهة أخرل فإف النص اؼبنظم للحالة االستثنائية ال يسمح بتغَت‬
‫ما ىو كارد يف الدستور ألف العمل بالوضع االستثنائي جعل ألجل اغبفاظ على الدستور‪ ،‬فتعديل ىذا األخَت‬
‫يتناىف مع النص الدستورم اؼبنظم غبالة االستثناء‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪1‬ـراد بدراف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪69‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما يف اجملاؿ التنظيمي فال يثور أم إشكاؿ ألف رئيس اعبمهورية ىو صاحب ىذا اجملاؿ يف الظركؼ‬
‫العادية‪ ،‬ك بالتاِف فهو صاحب االختصاص كذلك أثناء العمل باغبالة االستثنائية ‪.1‬‬

‫أما يف اجملاؿ التشريعي‪ ،‬فرغم أف الربؼباف يتعقد بقوة القانوف فإف الدستور ال دينع رئيس اعبمهورية من‬
‫التدخل يف اجملاؿ اؼبخصص للسلطة التشريعية‪ ،‬ألف اؽبدؼ ىو رقابة رئيس اعبمهورية من ناحية‪ ،‬كمن ناحية أخرل‬
‫يرل جانب من الفقو كىو األرجح أف كجوبية اجتماع الربؼباف بقوة القانوف ىو سبكينو من مباشرة السلطة التشريعية‬
‫ألف النص الدستورم َف يضع أم قيد على فبارسة الربؼباف لسلطاتو التشريعية‪،‬ك بالتاِف فإف سلطات رئيس‬
‫اعبمهورية مقيدة طاؼبا أف الربؼباف ؾبتمع ك ديارس سلطاتو‪.‬‬

‫ك عليو لكي ديكن لرئيس الدكلة فبارسة الوظيفة التشريعية أثناء اغبالة االستثنائية جيب توفر شرطُت‪.‬‬

‫‪-‬جيب أف تكوف عالقة سببية بُت اإلجراءات اليت يتخذىا رئيس الدكلة ك بُت الظركؼ اليت فجرت األزمة‪.‬‬

‫‪-‬يشًتط أف هتدؼ اإلجراءات اؼبتخذة من طرؼ رئيس الدكلة إُف إعادة السلطات العامة إُف مباشرة مهامها يف‬
‫أقرب اآلجاؿ فإذا َف يرمي إُف ربقيق ىذا ؽبدؼ كانت غَت مشركعة ‪.2‬‬

‫كما أف إمكانية حل الربؼباف أثناء اغبالة االستثنائية أمر غَت جائز‪ ،‬ك إف كاف الدستور اعبزائرم اكتفى‬
‫بالنص على كجوب اجتماع الربؼباف فور إعالف حالة االستثناء‪ ،‬ك ما يستنتج منو عدـ جواز حل اجمللس النيايب أم‬
‫اجمللس الشعيب الوطٍت‪.3‬‬

‫ك ذبدر اإلشارة إُف أف النصوص الدستورية اؼبنظمة للحالة االستثنائية َف ربدد مدة سرياف العمل حبالة‬
‫االستثناء‪ ،‬حيث نصت اؼبادة ‪ 93‬فقرة ‪ 5‬من دستور ‪ 1996‬على أنو‪ ":‬تنتهي اغبالة االستثنائية حسب‬
‫األشكاؿ ك اإلجراءات سالفة الذكر اليت أكجبت إعالهنا"‪.‬يفهم من ىذه اؼبادة أف رئيس اعبمهورية يرجع لو األمر‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬انظر اؼبادة ‪ 125‬فقرة ‪ 1‬من دستور ‪.1996‬‬
‫‪ 2‬عمر حلمي فهمي‪ " ،‬الوظيفة التشريعية لرئيس الدولة في النظامين الرئاسي و البرلماني ‪ ،‬دراسة مقارنة " ‪،‬ط ‪ ،1‬دار الفكر العريب‪1980 ،‬‬
‫ص‪.338 ،337‬‬
‫‪ 3‬سعيد بوشعَت‪" ،‬النظام السياسي الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.275‬‬

‫‪70‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بإهناء اغبالة االستثنائية مع ضركرة احًتاـ اإلجراءات اؼبتبعة يف تقريرىا‪ ،‬أما بالنسبة للنصوص القانونية عدا اؼبتعلقة‬
‫بالسلطة التنظيمية‪ ،‬ك الصادرة يف ىاتو الفًتة مع إهناء اغبالة االستثنائية ألف ىذه النصوص استثنائية ك مؤقتة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬إعالن حالة الحرب‬

‫‪ 97 ،96 ،95‬من دستور ‪ 1996‬ك حالة اغبرب ىي اغباظبة‬ ‫نظمت حالة اغبرب دبوجب اؼبواد‬
‫ك األشد خطورة من بُت الظركؼ االستثنائية‪ ،‬حيث يتجلى تدخل رئيس اعبمهورية فيها بشكل كاسع باعتباره‬
‫ؾبسد الدكلة ككحدة األمة ك اؼبدافع عن سالمة الًتاب الوطٍت‪ ،‬ك ىو الواجب اؼبلقى على عاتقو اليمُت‬
‫الدستورية‪ ،1‬ك يف مقابل ذلك جيمد الربؼباف هنائيا‪.‬‬

‫أكال‪:‬الشركط اؼبوضوعية إلعالف حالة اغبرب‬

‫تعد الشركط اؼبوضوعية اؼبتطلبة إلعالف اغبرب أكثر كضوحا لتلك اػباصة بإعالف اغبالة االستثنائية‬
‫ك اغبصار‪ ،‬ك يظهر ذلك اشًتاط كقوع العدكاف أك كونو على كشك الوقوع ك الذم ديكن تبيانو من اؼبالبسات‬
‫اؼبادية اؼبتمثلة يف االعتداء على البالد‪ ،‬كىذا ما نستشفو من نص ؼبادة ‪ 95‬من دستور ‪ 1996‬اليت تنص على‬
‫ما يلي ‪ ":‬إذا كقع عدكاف فعلي على البالد أك يوشك أف يقع حسب ما نصت عليو الًتتيبات اؼبالئمة ؼبيثاؽ‬
‫األمم اؼبتحدة‪ ،‬يعلن رئيس اعبمهورية عن اغبرب"‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬الشركط الشكلية‬

‫تتمثل يف ؾبموعة االستشارات اليت حيب على رئيس اعبمهورية طلبها من بعض اؼبؤسسات الدستورية‪.‬‬

‫أ‪-‬اجتماع ؾبلس الوزراء‪:‬تنص اؼبادة ‪ 95‬من دستور ‪ 1996‬على أنو‪":‬يعلن رئيس اعبمهورية اغبرب بعد اجتماع‬
‫ؾبلس الوزراء‪."...‬نالحظ أف مصطلح اجتماع كاسع اؼبفهوـ دبوجبو ترؾ لرئيس اعبمهورية اغبرية داخل ىذا‬
‫االجتماع يف أف يستمع أك يستشَت أك يقرر‪ ،‬ك من مث فإف تأكيد فعالية اغبكومة من عدمو داخل ؾبلس الوزراء‬
‫يبقى يف يد رئيس اعبمهورية ألنو يًتأس ؾبلس الوزراء ك بالتاِف يبقى اجتماع اجمللس ؾبرد إجراء شكلي‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬انظر اؼبادة ‪ 76‬من دستور ‪.1996‬‬

‫‪71‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ب‪ -‬االستماع إُف اجمللس األعلى لألمن‪:‬إف االستماع إُف ىذا اجمللس لو دكر جد مهم يف مثل ىذه اغباالت‬
‫بالذات حبكم اختصاصو كفقا للمادة ‪ 173‬من الدستور‪ ،‬فهو اؼبؤىل دكف غَته لتقدٔف االستشارة العسكرية‬
‫ك اغبربية لرئيس اعبمهورية القائد األعلى للقوات اؼبسلحة‪ ،‬الذم يبقى القرار النهائي بعد االستماع ألعضاء اجمللس‬
‫ك بياف كجهة نظرىم‪ ،‬خاصة منها اإلسًتاتيجية ك العسكرية ك الفنية ك مدل سالمة إعالف اغبرب أك تأجيل‬
‫ذلك‪.1‬‬

‫ج‪-‬استشارة رئيسا غرفيت الربؼباف‪:‬اشًتط دستور ‪ 1996‬على رئيس اعبمهورية استشارة رئيس اجمللس الشعيب‬
‫الوطٍت ك رئيس ؾبلس األمة باعتبارمها رئيسا اؽبيئة التشريعية‪ ،‬ك األخذ برأم ؾبلس األمة بأغلبية أعضاءه ك كذا‬
‫بالنسبة للمجلس الشعيب الوطٍت‪ ،‬ك بالتاِف استشارة فبثلي الشعب ك إشراكهم يف القضايا اػبطَتة‪.‬‬

‫د‪-‬اجتماع الربؼباف كجوبا‪:‬جيتمع الربؼباف بقوة القانوف أثناء إعالف خالة اغبرب من أجل إبالغو على األقل بقرار‬
‫إعالف اغبرب نظرا ػبطورة ىذا القرار على النظاـ القانوٓف للدكلة‪ ،‬خاصة ك أنو يتم باستبعاد العمل بالدستور‪.‬‬

‫ق‪-‬توجيو اػبطاب لألمة‪ :‬تنص اؼبادة ‪ 95‬فقرة ‪ 3‬من دستور ‪ 1996‬على ما يلي‪ ":‬ك يوجو رئيس اعبمهورية‬
‫خطابا لألمة يعلمها بذلك"‪.‬من خالؿ ىذه اؼبادة كجب على رئيس اعبمهورية أف يوجو خطابا لألمة يعلمها بأف‬
‫البالد سبر دبرحلة اغبرب‪.‬‬

‫‪ 96‬تعترب دبثابة األساس القانوٓف‬ ‫إف إعالف اغبرب يًتتب عنو ذبميد صبيع أحكاـ الدستور‪ ،‬فأحكاـ اؼبادة‬
‫ك الشرعي للممارسة رئيس اعبمهورية لسلطاتو يف مرحلة اغبرب ‪ ،2‬ك ىو ما يسمح باستبعاد صبيع األحكاـ سواء‬
‫كانت ذات طبيعة إجرائية (االستشارات ك اآلراء اؼبختلفة الصادرة عن بعض اؼبؤسسات الدستورية إلصدار بعض‬
‫القرارات اؽبامة‪ ،‬الشركط الشكلية ك القواعد اإلجرائية اؼبتبعة أماـ احملاكم العادية)أك ذات طبيعة موضوعية‬
‫(الضمانات القانونية كالدستورية ؼبمارسة اغبريات ك اغبقوؽ العامة) من أجل السرعة يف ازباذ التدابَت الالزمة‬
‫ؼبواجهة اغبرب‪ ،‬فهذه األحكاـ زبوؿ لرئيس اعبمهورية اللجوء إُف إجراءات استثنائية ك غَت اعتيادية تنطوم على‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬سعيد بوشعَت‪ "،‬النظام السياسي الجزائري"‪ ،‬ص ‪.280‬‬
‫‪ 2‬تنص اؼبادة ‪ 96‬فقرة ‪ 1‬من دستور ‪ 1996‬على أنو‪":‬يوقف العمل بالدستور مدة حالة اغبرب ك يتوُف رئيس اعبمهورية صبيع السلطات"‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫قيد كبَت من خطورة على حقوؽ ك حريات األفراد‪ ،‬فسلطات رئيس اعبمهورية يف حالة اغبرب كاسعة جدا حبيث‬
‫‪ 96‬من الدستور تنص على توليو لكامل‬ ‫يصعب اغبديث عن ضوابط ربد من فبارستها خاصة ك أف اؼباد‬
‫السلطات‪ ،‬ك هبذا ينعدـ مبدأ الفصل بُت السلطات ك تندمج ىذه األخَتة يف شخص رئيس اعبمهورية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬تحكم السلطة التنفيذية في الجانب العضوي للجهاز القضائي‬

‫استقر الفقو الدستورم على اعتبار القضاء سلطة قائمة بذاهتا كبقية السلطتُت التنفيذية ك التشريعية‬
‫ك ىي اغبقيقة اليت تبنتها جل األنظمة السياسية يف دساتَتىا بعدما كانت تنكر على القضاء صفة السلطة‬
‫ك تعتربه ؾبرد كظيفة سبهيدا إلىدار استقالليتو ك ذبريده من أىم خصائصو‪ ،‬ك ىي خصوصيتو كسلطة تقف على‬
‫قدـ اؼبساكاة مع السلطتُت األخريُت حسب ما يقتضيو مبدأ الفصل بُت السلطات ك توزيعها‪.‬‬

‫ك اعبزائر بعدما كانت تعترب القضاء ؾبرد كظيفة أصبحت تعتربه حاليا سلطة مستقلة ما بُت السلطات‬
‫‪ 138‬من‬ ‫الثالث يف الدكلة‪ ،‬ك اليت تقوـ على أساس الفصل بُت السلطات ك ىو ما نصت عليو صراحة اؼبادة‬
‫دستور ‪.1996‬غَت أف الواقع العملي أثبت عكس ذلك حيث نالحظ ىيمنة رئيس السلطة التنفيذية ك أساسا‬
‫رئيس اعبمهورية على ىذا اعبهاز من خالؿ ربكمو يف اعبانب الوظيفي ك العضوم‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬التحكم في الجانب العضوي لجهاز القضاء‬

‫إف أساس قياـ مبدأ الفصل بُت السلطات يف الدكؿ يكوف باستقالؿ السلطات الثالث كل كاحة يف ؾباؿ‬
‫عملها‪،‬ك لكن ىذه االستقاللية إذا كانت تامة أثبت الفقو ك اعبانب العملي للمبدأ أنو سيكوف ؾبحفا‪ ،‬ك عليو‬
‫يكوف االستقالؿ للسلطات على أساس التعاكف ك الرقابة فيما بينهم ك انطالقا من ىنا اعتمد الدستور اعبزائرم‬
‫لسنة ‪ 1996‬على ىذه الفكرة ك لو نظريا ‪ ،‬ألنو يف الواقع العملي قبد تفوؽ ك سيطرة السلطة التنفيذية على‬
‫اؼبؤسسة القضائية من خالؿ التدخل يف تعيُت ك متابعة سَت عمل القضاة ك كذا فبارسة الرقابة عن اجمللس األعلى‬
‫للقضاء‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‪:‬تعيين ومتابعة سير عمل القضاة‬

‫إف السلطة التنفيذية ىي اليت تتوُف تعيُت القضاة بصريح نصوص الدستور‪ ،‬ك يعتربكف موظفُت ك عليو‬
‫فهم خيضعوف أصال يف تعيينهم ك مرتباهتم ك ترقياهتم بالقانوف اإلدارم ك للسلطة التنفيذية مع ربفظات ىامة ينص‬
‫عليها الدستور ك التشريعات اػباصة بالقضاء لكفالة استقاللو ذباه السلطة التنفيذية ك لوضع الضمانات الالزمة‬
‫غبماية اعبهاز القضائي من أم تأثَت أك ضغط من جهة تلك السلطة ‪.1‬‬

‫‪ 1996‬منح بصريح النص سلطة تعيُت القضاة ك رئيس ؾبلس الدكلة لرئيس اعبمهورية كفقا‬ ‫إف دستور‬
‫ألحكاـ اؼبادة ‪ 78‬من الدستور‪ ،‬ك لقد جاء القانوف العضوم رقم ( ‪ ،2)11-04‬حيث كضع الشركط الواجب‬
‫توفرىا يف اؼبًتشح ؼبنصب القضاء‪ ،‬كما أكدت اؼبادة ‪ 03‬منو على أنو يتم تعيُت القضاة دبوجب مرسوـ رئاسي‬
‫بناءا على اقًتاح من كزير العدؿ‪ ،‬بعد مداكلة اجمللس األعلى للقضاء‪.‬‬

‫ك قد نصت اؼبادة ‪ 49‬على أف يتم التعيُت يف الوظائف لنوعية القضائية النوعية دبوجب مرسوـ رئاسي‬
‫كما كرد نفس اغبكم يف القانوف العضوم رقم ‪ 03-98‬يف نص اؼبواد ‪ 9، 8 ،7‬بأف رئيس اعبمهورية ىو الذم‬
‫يعُت رئيس ؿبكمة ك قضاة ؿبكمة التنازع ك قاض بصفة ؿبافظ ك ؿبافظ دكلة مساعد باقًتاح من كزير العدؿ‪ ،‬بعد‬
‫األخذ بالرأم اؼبطابق للمجلس األعلى للقضاء‪.‬‬

‫نستنتج من ىذه النصوص أف الدستور ك النصوص القانونية كلها منحت للسلطة التنفيذية عن طريق‬
‫رئيس اعبمهورية صالحية التعيُت ألكؿ مرة للقضاة ك كذا للمناصب النوعية ك لكل أسالؾ القضاء العادم‬
‫ك اإلدارم ك على كل اؼبستويات‪ ،‬ك ىذا يدؿ على أف السلطة القضائية ال سبلك ما يكفيها من صالحيات‬
‫ؼبمارسة مهامها يف استقاللية تامة ألف جهازىا البشرم ككل خاضع للسلطة التنفيذية‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬رشيدة العاـ‪ "،‬آليات رقابة السلطة التنفيذية على السلطة القضائية"‪ ،‬ؾبلة اؼبنتدل القانوٓف‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،07‬ص ‪.49‬‬
‫‪ 2‬القانوف العضوم ‪ 11-04‬اؼبؤرخ يف ‪ 2004/09/06‬اؼبتضمن القانوف األساسي للقضاء (اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 57‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪.)2004/09/08‬‬

‫‪74‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما تقوـ السلطة التنفيذية فبثلة يف كزير العدؿ بالرقابة على اعبهاز اإلدارم ك السلطة القضائية‪ ،‬فورد يف‬
‫القانوف العضوم رقم ‪ 11-04‬يف اؼبادة ‪ 26‬منو على أف كزير العدؿ ديكنو نقل قضاة النيابة العامة ك ؿبافظي‬
‫الدكلة ك القضاة العاملُت باإلدارة اؼبركزية لوزارة العدؿ‪...‬أك تعيينهم يف مناصب أخرل لضركرة اؼبصلحة مع إطالع‬
‫اجمللس األعلى للقضاء بذلك يف أقرب دكرة لو‪ ،‬كما ديكن أف يصدر قرار إيقاؼ ضد قاض مع إعالـ مكتب‬
‫‪ 71‬سبنح لوزير العدؿ‬ ‫اجمللس األعلى للقضاء كفقا للمادة ‪ 65‬من القانوف العضوم السالف الذكر‪ ،‬إف اؼبادة‬
‫‪ 70‬تثبيت عقوبة العزؿ‬ ‫صالحية توجيو إنذار للقاضي دكف فبارسة دعول تأديبية ضده ك قد حددت اؼبادة‬
‫ك اإلحالة على التقاعد التلقائي اليت تكوف دبوجب اؼبرسوـ الرئاسي كما توجد نصوص أخرل عديدة سبنح للسلطة‬
‫التنفيذية سلطة تسيَت اغبياة العملية للقضاة يف كل إجراءاهتا أما بالنسبة لقضاة النيابة العامة ك ؿبافظي الدكلة‬
‫فإهنم خيضعوف مباشرة لوزير العدؿ لوزير العدؿ بناءا على القانوف العضوم ‪.11-04‬‬

‫من خالؿ ما سبق ديكن القوؿ أف السلطة التنفيذية ديكنها أف تضغط على القضاة دبا أهنا ىي اليت‬
‫تتحكم يف اعبانب اإلدارم ك اؼباِف عن طريق كزارة العدؿ ىذا من جهة‪ ،‬ك من جهة أخرل يف بعض اغباالت‬
‫تتدخل االعتبارات الشخصية اليت تضمن يف شاغل اؼبناصب النوعية ك الوالء للسلطة اليت تقوـ بالتعيُت ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬الرقابة على المجلس األعلى للقضاء‬

‫‪ 3‬من القانوف العضوم ( ‪ ،2)12-04‬على تشكيل اجمللس األعلى للقضاء ك يتضح منها‬ ‫نصت اؼبادة‬
‫أف اؼبشرع قد منح رئاسة ك نيابة رئاسة اجمللس للسلطة التنفيذية فبثلة يف رئيس اعبمهورية ككزير العدؿ‪ ،‬كما خص‬
‫رئيس اعبمهورية حبق تعيُت ‪ 06‬من أعضاء اجمللس من خارج سلك القضاء‪ ،‬فمن بُت كل أعضاء اجمللس العشركف‬
‫خارج سلك القضاء كلهم تابعُت أك منبثقُت من إرادة السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬رشيدة العاـ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ 2‬القانوٓف العضوم ‪ 12-04‬اؼبؤرخ يف ‪ 2004/09/06‬اؼبتعلق بتشكيل اجمللس األعلى للقضاء ك عملو ك صالحيتو(اعبريدة الرظبية للجمهورية‬
‫اعبزائرية عدد‪ 57‬الصادرة بتاريخ ‪.)2004/09/ 08‬‬

‫‪75‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إف رئاسة اجمللس األعلى للقضاء اليت تؤكؿ لرئيس اعبمهورية ليست شرفية ك إمنا ىي حقيقية‪ ،‬حيث‬
‫ديارس سلطات قانونية ربت ىذه اؼبهمة كتوجيو استدعاءات لألعضاء غبضور اجتماعات اجمللس العادية‬
‫ك االستثنائية حسب نص اؼبادة ‪ 12‬من القانوف العضوم اػباص باجمللس األعلى للقضاء ‪ ،1‬كما نصت اؼبادة ‪13‬‬
‫من نفس القانوف على أنو يقوـ بضبط جدكؿ أعماؿ اجمللس ك جلساتو باالشًتاؾ مع اؼبكتب الدائم للمجلس‬
‫كما يعد صوتو مرجح عند تساكم األصوات(اؼبادة ‪.)14‬من خالؿ ىذه النصوص ك غَتىا من النصوص القانونية‬
‫نالحظ أف مبدأ استقالؿ القضاء يعترب شعار من دكف ركح‪ ،‬ألنو ال ؾباؿ لو من الناحية العملية‪ ،‬فالسلطة‬
‫التنفيذية تلعب دكرا ىاما يف ؾباؿ السلطة القضائية من خالؿ حقها يف تعيُت القضاة ك ربكمها يف اعبانب‬
‫اإلدارم للمسار اؼبهٍت ؽبم‪ ،‬ك تدخلها يف تعيُت بعض أعضاء اجمللس األعلى للقضاء ك ترأسو‪ ،‬ك نيابة رئاستو‬
‫ك ربديد جدكؿ أعمالو ك سَته‪ ،‬ك تنفيذ مقرراتو‪ ،‬ك توفَت كسائل العمل لو ك سبويلو‪....‬إٍف‪.‬‬

‫كل ىذه تعد آليات يف يد السلطة التنفيذية للتأثَت على السلطة القضائية‪ ،‬كما يعد كزير العدؿ لدل‬
‫السلطة القضائية من الركائز األساسية لقياـ أك عمل ىذه السلطة‪ ،‬حيث يقوـ بتنفيذ قرارات العدالة ك تنسيق‬
‫الدعول العمومية ك تنشيطها ك أيضا السهر على تطبيق العدالة ك العقوبات ‪.2‬‬

‫كما أف ىناؾ الكثَت كمن النصوص اؼبنظمة للسلطة القضائية ك اليت سبنح للسلطة التنفيذية حق إصدار‬
‫نصوص تنظيمية لتحديد الكثَت من اؼبسائل اؽبامة ك نذكر بعض اؼبواد على سبيل اؼبثاؿ (اؼبواد ‪)38 ،17 ،8 ،5‬‬
‫من القانوف العضوم ‪ ،12-04‬ك كذلك اؼبواد ( ‪ )43 ،41 ،29 ،17‬من القانوف العضوم اػباص دبجلس‬
‫الدكلة‪.‬ك ىناؾ عدة نصوص تنفيذية سبنح سلطات للمؤسسة التنفيذية على حساب القضائية يف تسيَت أمورىا‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬تنص اؼبادة ‪ 12‬من القانوف العضوم ‪ 12-04‬على أنو ‪ ":‬جيتمع اجمللس األعلى للقضاء يف دكرتُت عاديتُت يف السنة‪ ،‬ك ديكنو أف جيتمع يف دكرات‬

‫استثنائية‪ ،‬بناءا على استدعاء من رئيسو أك من نائبو"‪.‬‬


‫‪ 2‬راجع اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 332-04‬اؼبؤرخ يف ‪ 2004/10/24‬ك احملدد لصالحيات كزير العدؿ(اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪57‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ ،)2004/10/24‬السيما اؼبواد ‪. 7 ،6 ،5 ،4‬‬

‫‪76‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثاني‪:‬تدخل السلطة التنفيذية في الجانب الوظيفي لجهاز القضاء‬

‫تقتضي استقاللية السلطة القضائية أف ال تتدخل كل من اغبكومة ك اؽبيئات التابعة ؽبا بصفة مباشرة أك‬
‫غَت مباشرة يف إعطاء األكامر ؽبا‪ ،‬أك توجيو عمل القضاة ػبدمة مصاٌف معينة على حساب أخرل‪ ،‬أك فبارسة أم‬
‫شكل من أشكاؿ الضغط على القاضي‪ ،‬ىذا األخَت جيب أف خيضع يف أداء عملو إُف ضمَته اؼبهٍت ك أحكاـ‬
‫القانوف‪ ،‬إال أف التطور اغبديث للقانوف الدستورم يكشف تدخل اؽبيئة التنفيذية ك بصورة متفاكتة من دكلة إُف‬
‫أخرل يف عمل ك تنظيم السلطة القضائية‪ ،‬ك تتجلى مظاىر تدخل السلطة التنفيذية يف أعماؿ السلطة القضائية‬
‫يف اعبزائر من خالؿ حق العفو ك زبفيض العقوبات أك استبداؽبا اؼبمنوح دستوريا لرئيس اعبمهورية‪ ،‬ك كذلك من‬
‫خالؿ الدكر الذم تلعبو السلطة التنفيذية يف إجراءات التحقيق التمهيدية من خالؿ جهاز النيابة العامة‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬حق العفو و تخفيض العقوبات و استبدالها‬

‫يعود حق العفو يف الدستور اعبزائرم لرئيس اعبمهورية كفقا ألحكاـ اؼبادة ‪ 77‬فقرة ‪ 9‬ك اليت تنص على‬
‫ما يلي‪":‬يضطلع رئيس اعبمهورية باإلضافة إُف السلطات اليت زبوؽبا صراحة أحكاـ أخرل يف الدستور‪ ،‬بالسلطات‬
‫ك الصالحيات اآلتية‪ :‬لو حق إصدار العفو ك حق زبفيض العقوبات أك استبدؽبا "‪.‬‬

‫اختص رئيس اعبمهورية بالعفو عٌت العقوبات اليت صدر هبا حكم هنائي حائز لقوة الشيء اؼبقضي بو يف‬
‫حق شخص أك أشخاص معينُت ‪ ،‬ك ىذا اغبق غَت قابل للتفويض ‪.1‬ك ىذا يعٍت أف السلطة التنفيذية ىي الوحيدة‬
‫اليت سبلك اغبق دكف غَتىا‪ ،‬ك أثار العفو تكمن يف العقوبة حبد ذاهتا ك ال سبتد إُف اعبردية ك ال إُف اغبكم‪ ،‬كما أهنا‬
‫ال ديكن أف توقع عقوبات تبعية أك تكميلية بناءا على ىذا العفو‪ ،‬كما انو ال أثر ؽبذا األخَت على ما قد ينشا للغَت‬
‫من اغبقوؽ اؼبدنية اؼبًتتبة على اعبردية‪ ،‬كما أف العفو يسرم على اؼبستقبل يسرم على اؼبستقبل منذ تاريخ األمر بو‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬تنص اؼبادة ‪ 87‬فقرة ‪ 2‬من دستور ‪ 1996‬على أف رئيس اعبمهورية ‪":‬ال جيوز أف يفوض سلطتو يف اللجوء إُف االستفتاء‪ ،‬ك حل اجمللس الشعيب‬
‫الوطٍت‪ ،‬كتقرير إجراء االنتخابات التشريعية قبل أكاهنا‪ ،‬ك تطبيق األحكاـ اؼبنصوص عليها يف اؼبواد ‪77‬ك ‪78‬ك ‪ 91‬ك من ‪ 93‬إُف ‪ 95‬ك ‪97‬‬
‫ك ‪ 124‬ك ‪ 126‬ك ‪ 127‬ك ‪ 128‬من الدستور"‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ك ىو أمر شخصي دينح لشخص أك أكثر ال لنوع معُت من اعبرائم ك قد جرل إصدار العفو عن العقوبة من كقت‬
‫آلخر بالنسبة ؼبن أمضوا من العقوبة قدرا معينا إذا ما أريد اإلفراج عنهم غبسن السلوؾ ‪.1‬‬

‫عادة ما يلجا رئيس اعبمهورية إُف ىذه الوسيلة يف اؼبناسبات الوطنية ك الدينية‪ ،‬كيشمل العفو العقوبة‬
‫بصفة كلية أم إلغاء ما تبقى منها كليا‪ ،‬ك ىذا ما نصت عليو نصوص كثَتة نذكر منها على سبيل اؼبثاؿ اؼبادة‬
‫‪ 16‬من األمر ‪ 01-06‬اليت حددت أنو يستفيد األشخاص احملكوـ عليهم هنائيا بسبب ارتكاهبم أك مشاركتهم‬
‫‪ 2‬من العفو طبقا لألحكاـ‬ ‫يف ارتكاب فعل أك أكثر من األفعاؿ اؼبنصوص عليها يف األحكاـ اؼبذكورة يف اؼبادة‬
‫اؼبنصوص عليها يف الدستور‪.2‬‬

‫ك قد يكوف العفو بتخفيض العقوبة أك استبداؽبا ك ىناؾ أمثلة كثَتة ك متعددة خاصة يف اؼبناسبات الدينية‬
‫أك الوطنية ك اليت على أساسها قاـ رئيس اعبمهورية بتخفيض اؼبدة ‪.3‬‬

‫إف استخداـ كسيلة زبفيض أك استبداؿ العقوبة ذبعل رئيس اعبمهورية حيل ؿبل القاضي فيستبدؿ العقوبة‬
‫األشد بالعقوبة األخف منها‪ ،‬مثل إحالؿ عقوبة السجن اؼبؤبد ؿبل عقوبة اإلعداـ ك ىذا يعد من صميم األعماؿ‬
‫القضائية‪ ،‬ك تستمد السلطة التنفيذية شرعية فبارستها ىاتو الصالحيات على حساب السلطة القضائية من أحكاـ‬
‫الدستور ك النصوص القانونية‪ ،‬ك بالرغم مكن أف الدستور منح حق العفو لرئيس اعبمهورية إال أنو جعلو يلجأ إُف‬
‫اجمللس األعلى للقضاء ألخذ رأيو يف اؼبوضوع ‪ ،4‬ك لكن ىذا اإلجراء يبقى شكليا ألنو يعترب رأيا استشاريا ال غَت‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪1‬‬
‫رشيدة العاـ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ 2‬راجع يف ذلك األمر رقم ‪ 01-06‬اؼبؤرخ يف ‪ 2006/02/27‬يتضمن تنفيذ ميثاؽ السلم ك اؼبصاغبة الوطنية( اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية‬
‫عدد ‪ 11‬الصادرة بتاريخ ‪.)2006/02/28‬‬
‫‪ 3‬راجع يف ذلك اؼبرسوـ الرئاسي رقم ‪ 335-04‬اؼبؤرخ يف ‪ 2004/10/26‬يتضمن إجراءات عفو دبناسبة الذكرل اػبمسُت إلندالع ثورة نوفمرب‬
‫‪( 1954‬اًفريدة اؿرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 68‬الصادرة بتاريخ ‪.)2004/10/27‬‬
‫‪ 4‬تنص اؼبادة ‪ 156‬من دستور ‪ 1996‬على ما يلي‪ ":‬يبدم اجمللس األعلى للقضاء رأيا استشاريا قبليا يف فبارسة رئيس اعبمهورية حق العفو"‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪:‬تدخل السلطة التنفيذية أثناء إجراء التحقيق‬

‫‪ 1996‬بعض األحكاـ اليت تنص على استقاللية القاضي يف فبارسة مهامو‪ ،‬فقد نصت‬ ‫تضمن دستور‬
‫اؼبادة ‪ 147‬على ما يلي‪":‬ال خيضع القاضي إال للقانوف" ك نصت اؼبادة ‪ 148‬على أف ‪":‬القاضي ؿبمي من كل‬
‫أشكاؿ الضغوط ك التدخالت ك اؼبناكرات اليت قد تضر بأداء مهمتو أك سبس نزاىة حكمو"‪.‬‬

‫‪ 148‬تنص‬ ‫ما يالحظ على ىذه األحكاـ أهنا جاءت عامة تنقصها الدقة ك الوضوح‪ ،‬فإذا كانت اؼبادة‬
‫ضمن أحكامها على اغبماية اؼبقرر للقاضي أثناء أداء مهامو‪ ،‬إال أف ذلك ال خيلو من النقائص حيث َف توضح‬
‫اؽبيئة أك اعبهة اليت يوكل ؽبا توفَت اغبماية اؼبقرر للقاضي ك ىو ما يضعف إُف حد بعيد مبدأ االستقاللية‪.‬كما أف‬
‫‪ 138‬من دستور‬ ‫ىذه األحكاـ تعرب عن تدخل السلطة التنفيذية يف عمل السلطة القضائية فمن خالؿ اؼبادة‬
‫‪ 1996‬يفهم ضمنيا أف اؼبقصود ىنا ىو القانوف دبفهومو الواسع‪ ،‬فبا يفتح اجملاؿ كاسعا أماـ السلطة التشريعية‬
‫ك التنفيذية‪ ،‬صاحبة االختصاص يف إنشاء القواعد القانونية اليت تأخذ كصف التشريع أك التنظيم بأف تقيد‬
‫ك تضبط فبارسة القاضي ؼبهامو‪.‬‬

‫ك يف ىذا السياؽ أقر اؼبشرع مشاركة السلطة التنفيذية إُف جانب السلطة القضائية يف العمل القضائي‬
‫خاصة يف مرحلة اإلجراءات التمهيدية للتحقيق ك التحرم‪ ،‬كذلك من خالؿ ضباط الشرطة القضائية الذين‬
‫ديارسوف مهمتهم ربت إشراؼ ككيل اعبمهورية فبثل النيابة العامة‪ ،‬ك اػباضع مباشرة لوصاية كزير العدؿ‪.‬‬

‫ك نظرا للدكر الذم تقوـ بو النيابة العامة سواء عن طريق الضبطية القضائية أك عن طريق ككيل اعبمهورية‬
‫أثناء اؼبتابعة أك التحقيق أك اإلهتاـ‪ ،‬ديكن لوزير العدؿ التػأثَت على ؾبريات السلطػػة القضائية‪ ،‬ك قد كشف الواقع‬
‫العملي التدخل اؼبستمر من قبل كزير العدؿ يف اختصاصات ك عمل السلطة القضائية من خالؿ إصدار كتوجيو‬
‫‪1‬‬
‫تعليمات للقضاة فبا أثر على استقاللية القضاء‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‌‬
‫‪ 1‬عبد اغبميد يوسف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪165‬‬

‫‪79‬‬
‫الخـ ـ ـ ــاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫إف من مزايا مبدأ الفصل بُت السلطات أنو يضمن حقوؽ ك حريات األفراد‪ ،‬ك ذلك بأف تكوف كل‬
‫سلطة من السلطات حريصة على القياـ بوظيفتها‪ ،‬ك يف نفس الوقت تكوف حريصة أكثر على إظهار أكجو‬
‫التقصَت لدل السلطات األخرل‪ ،‬انطالقا من عالقة التوازف اليت تتحقق عن طريق الرقابة اؼبتبادلة بينها‪ ،‬ك الوصوؿ‬
‫ؽبذا اؽبدؼ يتطلب اػبضوع للقانوف ك كجود مساكاة ك تعادؿ حقيقي بُت السلطات‪.‬‬
‫فمن خالؿ دراسة موضوع مبدأ الفصل بُت السلطات يف النظاـ الدستورم اعبزائرم يف ظل دستور‬
‫‪ ،1996‬يتبُت حقيقة تبٍت اؼبؤسس الدستورم للمبدأ ك إعمالو ؼبظاىر الفصل اؼبرف بُت السلطات‪ ،‬يتجلى ذلك‬
‫من طريقة تنظيمو للسلطات العامة بتخصيص فصل مستقل لكل سلطة مع تبياف كظيفة ك اختصاص كل كاحدة‬
‫ىذا من ناحية‪ ،‬ك من ناحية ثانية أقرت بعض القوانُت ك كذا األنظمة الداخلية للربؼباف ضركرة التعاكف بُت‬
‫السلطات‪ ،‬مع منح كسائل ك آليات لكل سلطة عن طريقها تكوف الرقابة اؼبتبادلة بينها‪ ،‬خاصة بُت السلطتُت‬
‫التنفيذية ك التشريعية‪ ،‬ىذا كلو يف سبيل ربقيق التوازف ك عدـ استئثار إحدل السلطات باغبكم ‪.‬‬
‫لكن اؼبالحظ على تنظيم السلطات ك الصالحيات اؼبمنوحة ؽبا‪ ،‬يظهر جليا تفوؽ السلطة التنفيذية‬
‫أساسا رئيس اعبمهورية على باقي السلطات‪ ،‬فقد منحو الدستور صالحيات جد كاسعة سواء يف اغباالت العادية‬
‫أك يف اغباالت غَت العادية على النحو الذم بيناه سابقا‪ ،‬ك من بُت أخطر الصالحيات اؼبمنوحة لرئيس اعبمهورية‬
‫يف مواجهة السلطة التشريعية ىو حق اغبل‪ ،‬الذم يعترب سالحا فتاكا يف كجو الربؼباف(اجمللس الشعيب الوطٍت)‪ ،‬ألف‬
‫استعماؿ ىذا اغبق يرجع للسلطة التقديرية لرئيس اعبمهورية يف غياب ضوابط حقيقية ربوؿ دكف استعمالو‪.‬‬
‫زد على ذلك ديتلك رئيس اعبمهورية حق االعًتاض على القوانُت اليت مت التصويت عليها من قبل الربؼباف‬
‫من خالؿ طلب إجراء مداكلة ثانية‪ ،‬ك كذلك خوؿ الدستور لرئيس اعبمهورية تعيُت نسبة من أعضاء الربؼباف ‪.‬‬
‫أما فيما خيص العالقة بُت السلطتُت التنفيذية ك التشريعية فنجد اؼبشرع اعبزائرم بقدر ما منح السلطة‬
‫التشريعية مكانة خاصة بعد تكريسو ؼببدأ الفصل بُت السلطات‪ ،‬ك اعتناقو الزدكاجية الربؼباف‪ ،‬بقدر ما أثبت تبعية‬
‫السلطة التشريعية للسلطة التنفيذية ك بطريقة قانونية ‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫الخاتمة‬

‫فمن جهة التشريع قبده حدد اجملاالت اليت يشرع فيها الربؼباف على سبيل اغبصر‪ ،‬ك من مث اعتربه‬
‫االستثناء بالرغم من أنو االختصاص األصيل للسلطة التشريعية‪ ،‬يف اؼبقابل جعل ؾباؿ السلطة التنظيمية مفتوحا‬
‫باعتباره األصل‪.‬‬
‫أما من حيث طبيعة العالقة بُت السلطة التنفيذية ك التشريعية ال ننكر أف ىناؾ ؾباالت تعاكف بينهما‬
‫لكن بشكل ينبأ بتدخل السلطة التنفيذية يف الوظيفة التشريعية‪ ،‬ك بالتاِف فقداف مبدأ التوازف اؼبفركض ؽبذه‬
‫العالقة‪.‬‬
‫ك عن فبارسة الرقابة على أعماؿ اغبكومة من قبل السلطة التشريعية فاؼبالحظ ىو عدـ كاقعية ىذه الرقابة‬
‫الربؼبانية ك اليت تكاد تكوف نسبية‪ ،‬حيث اقتصر استخداـ النواب آلليات الرقابة احملدكدة االستعماؿ ك اليت تتجو‬
‫غالبيتها إُف األسئلة ك توجيهها كبو األمور األقل تأثَتا لألكضاع العامة للبالد‪ ،‬ك اؼبتتبع ؼبسَتة النظاـ السياسي‬
‫اعبزائرم منذ أكؿ دستور بعد االستقالؿ جيد أنو َف يتم سحب الثقة من أم حكومة إُف يومنا ىذا‪ ،‬فآليات الرقابة‬
‫اؼبمنوحة للربؼباف ال تعدك أف تكوف شكلية‪ ،‬ك إف استعملت فهي مقيدة بشركط تعجيزية‪.‬‬
‫‪ 138‬منو‪ ،‬إال أف‬ ‫أما السلطة القضائية فبالرغم من أف الدستور منحها االستقاللية كفقا لنص اؼبادة‬
‫الشيء اؼبالحظ على أرض الواقع ىو ىيمنة السلطة التنفيذية على اعبهاز القضائي عضويا ككظيفيا كما أشرنا إليو‬
‫سابقا‪.‬‬
‫إف ىذه اؼبالحظات ك النتائج اليت توصلنا إليها من خالؿ دراسة ىذا اؼبوضوع‪ ،‬ك من باب اؼبشاركة ك لو‬
‫بالقليل يف توضيح موقف اؼبشرع اعبزائرم ك تفسَته ؼببدأ الفصل بُت السلطات‪ ،‬أملت علينا ضركرة التفكَت يف‬
‫سبل تضمن تطبيق ىذا اؼببدأ بشكل يضمن التوازف بُت السلطات‪ ،‬ك لذلك ارتأينا تقدٔف بعض االقًتاحات لعلها‬
‫تؤخذ بعُت االعتبار‪:‬‬
‫‪-‬ضركرة إعادة النظر يف النصوص الدستورية ك إعطاء صالحيات متوازنة لكل السلطات‪ ،‬ك عدـ استئثار‬
‫السلطة التنفيذية جبل الصالحيات‪.‬‬
‫‪-‬كضع قواعد دستورية تضمن عدـ تدخل أم سلطة يف اختصاصات السلطات األخرل‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة النظر يف النصوص القانونية اؼبنظمة للعالقة بُت السلطتُت التنفيذية ك التشريعية دبا حيقق التوازف‬
‫ك االستقرار بينهما‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمة المراجع‬

‫المراجع العامة و المتخصصة بالعربية‪:‬‬


‫‪-1‬أضبد ؿبيو‪ ،‬ؿباضرات يف اؼبؤسسات اإلدارية‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬اعبزائر‪1979. ،‬‬
‫‪-2‬ادريس بوكرا ‪،‬نظاـ انتخاب رئيس اعبمهورية يف اعبزائر ‪،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ‪،‬اعبزائر ‪. 2007،‬‬
‫‪-3‬ضبيد ؿبديد ‪،‬التشريع باألكامر يف دستور ‪ 1996‬ك تأثَته على استقاللية الربؼباف‪ ،‬الطبعة األكُف‪ ،‬مطبعة الفنوف‬
‫البيانية‪ ،‬اعبزائر ‪.2008،‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‬ ‫‪-4‬سامي صباؿ الدين‪ ،‬تدرج القواعد القانونية ك مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬منشأة اؼبعارؼ‪،‬‬
‫‪.1986‬‬

‫‪-5‬سعيد بوشعَت ‪،‬النظاـ السياسي اعبزائرم ‪،‬الطبعة ‪ ،1‬دار اؽبدل للطباعة ك النشر‪ ،‬عُت مليلة‪ ،‬اعبزائر‪.1993 ،‬‬
‫‪-6‬سعيد بوشعَت‪ ،‬القانوف الدستورم ك النظم السياسية اؼبقارنة‪ ،‬طرؽ فبارسة السلطة(أسس األنظمة السياسية‬
‫كتطبيقات عنها)‪ ،‬ج‪ ،2‬ط ‪ ،3‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬اعبزائر‪1999. ،‬‬
‫‪-7‬سليماف طماكم‪ ،‬مبادئ القانوف الدستورم‪ ،‬طبعة ‪، 1‬دار الفكر العريب‪،‬القاىرة‪1960. ،‬‬
‫‪-8‬سليماف ؿبمد الطماكم النظم السياسية ك القانوف الدستورم‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاىرة‪.1988 ،‬‬
‫‪-9‬عبد العزيز السيد اعبوىرم‪ ،‬القانوف ك القرار اإلدارم يف الفًتة ما بُت اإلصدار ك الشهر‪-‬دراسة مقارنة‪ -‬ديواف‬
‫اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬اعبزائر ‪1995.‬‬

‫‪-10‬عبد اهلل بوقفة‪ ،‬أساليب فبارسة السلطة يف النظاـ السياسي اعبزائرم‪،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار ىومة اعبزائر‪.2002 ،‬‬
‫‪-11‬عقيلة خرباشي ‪،‬العالقة الوظيفية بُت اغبكومة ك الربؼباف ‪،‬دار اػبلدكنية للنشر ك التوزيع ‪،‬اعبزائر ‪. 2007 ،‬‬
‫‪-12‬عمار بوضياؼ‪ ،‬الوجيز يف القانوف اإلدارم ‪،‬دار رحيانة ‪،‬اعبزائر‪.1999 ،‬‬
‫‪،‬دار اػبلدكنية للنشر‬ ‫‪-13‬عمار عباس ‪،‬الرقابة الربؼبانية على عمل اغبكومة يف النظاـ الدستورم اعبزائرم ‪،‬اعبزائر‬
‫ك التوزيع ‪. 2006،‬‬

‫‪84‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪-14‬عمار عوابدم‪ ،‬نظرية القرارات اإلدارية بُت علم اإلدارة العامة ك القانوف اإلدارم‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار ىومة‪،‬‬
‫اعبزائر‪1999. ،‬‬

‫‪-15‬عمر حلمي فهمي‪ ،‬الوظيفة التشريعية لرئيس الدكلة يف النظامُت الرئاسي ك الربؼبآف ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪،‬ط ‪ ،1‬دار‬
‫الفكر العريب‪.1980،‬‬
‫‪-16‬فوزم أكصديق ‪،‬النظاـ الدستورم اعبزائرم ككسائل التعبَت اؼبؤسسايت ‪،‬الطبعة ‪، 2‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‬
‫اعبزائر ‪2008.،‬‬

‫‪-17‬ماجد راغب اغبلو ‪،‬الدكلة يف ميزاف الشريعة ‪،‬النظم السياسية‪،‬دار اؼبطبوعات اعبامعية ‪،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‬
‫‪. 1999‬‬
‫‪-18‬مولود ديداف‪ ،‬مباحث يف القانوف الدستورم ك النظم السياسية‪ ،‬دار بلقيس للنشر اعبزائر‪. 2007 ،‬‬
‫‪-19‬ؿبمد سليماف الطماكم‪ ،‬السلطات الثالث يف الدساتَت العربية ك يف الفكر اإلسالمي‪ ،‬الطبعة ‪ ،5‬مطبعة‬
‫جامعة عُت مشس‪ ،‬مصر‪1986. ،‬‬
‫‪-20‬ؿبمود عاطف البنا‪ ،‬الوسيط يف النظم السياسية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪1988. ،‬‬

‫‪-21‬ؿبمد الصغَت بعلي‪ ،‬الوجيز يف اؼبنازعات اإلدارية‪ ،‬دار العلوـ‪ ،‬عنابة‪.2002 ،‬‬

‫المؤلفات باللغة األجنبية‪:‬‬


‫‪1-Ben Abbou- Khirane Fatiha, Droit Parlementaire Algérien, Tome 1,‬‬
‫‪OPU, 2009.‬‬
‫‪2-Maurice Duverger, le système politique français, Paris, 1985‬‬

‫‪3-G.BURDEAU et autres, Manuel de Droit constitutionnel, 23eme‬‬


‫‪édition , L.G.D.J, Paris, 1993.‬‬

‫‪85‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫ا لرسائل ك اؼبذكرات‪:‬‬
‫‪--‬كليد شريط‪ ،‬السلطة التشريعية من خالؿ التطور الدستورم اعبزائرم‪ ،‬أطركحة لنيل شهادة الدكتوراه يف القانوف ‪1‬‬
‫العاـ‪ ،‬جامعة تلمساف ‪2012.-2011‬‬
‫‪-‬فتاح شباح‪ ،‬تصنيف األنظمة السياسية اللبَتالية على أساس مبدأ الفصل بُت السلطات (دراسة حالة النظم ‪2‬‬
‫السياسي اعبزائرم)‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة اؼباجستَت يف العلوـ السياسية‪ ،‬جامعة باتنة ‪2008.-2007‬‬
‫‪-3‬عبد اغبميد يوسف‪،‬مبدأ الفصل بُت السلطات يف ظل النظاـ الدستورم اعبزائرم‪ ،‬مذكرة من أجل اغبصوؿ على‬
‫شهادة اؼباجستَت يف اغبقوؽ‪ ،‬فرع القانوف الدستورم‪ ،‬جامعة اعبزائر‪.2010/2009 ،‬‬
‫اؼبقاالت‬
‫‪07‬‬ ‫‪-1‬رشيدة العاـ‪ ،‬آليات رقابة السلطة التنفيذية على السلطة القضائية‪ ،‬ؾبلة اؼبنتدل القانوٓف‪،‬العدد‬
‫جامعة بسكرة‪.2010، ،‬‬

‫‪-2‬رياض دنش ‪،‬الرقابة الربؼبانية على أعماؿ اغبكومة اعبزائرية يف ظل التعديل الدستورم لسنة ‪، 1996‬ؾبلة اؼبنتدل‬
‫القانوٓف‪ ،‬العدد ‪،01‬جامعة بسكرة ‪. 2005‬‬
‫‪-3‬عمار عوابدم‪ ،‬رئاسة الربؼباف يف القانوف الربؼبآف اعبزائرم‪،‬ؾبلة اؼبفكر الربؼبآف‪ ،‬العدد ‪ ،5‬اعبزائر‪.2004 ،‬‬

‫‪-4‬فريد علواش ك نبيل قرقور‪ ،‬مبدأ الفصل بُت السلطات يف الدساتَت اعبزائرية‪ ،‬ؾبلة االجتهاد القضائي‪ ،‬العدد‬
‫‪ 04‬جامعة بسكرة‪. 2008 ،‬‬
‫‪-5‬مراد بدراف‪ ،‬االختصاص التشريعي لرئيس اعبمهورية دبقتضى اؼبادة ‪ 124‬من الدستور"النظاـ القانوٓف لألكامر"‬
‫ؾبلة اإلدارة‪ ،‬اجمللد ‪ ،20‬العدد ‪.2000 ، 02‬‬

‫الدساتير‬

‫‪1996/12/07‬‬ ‫‪ 438-69‬اؼبؤرخ يف‬ ‫‪-1‬دستور ‪ 1996‬مت إصداره دبوجب اؼبرسوـ الرئاسي رقم‬
‫(اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪76‬الصادرة بتاريخ ‪.)1996/12/08‬‬

‫‪86‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫األوامر‪:‬‬

‫‪-‬األمر رقم ‪ 01-06‬اؼبؤرخ يف ‪ 2006/02/27‬يتضمن تنفيذ ميثاؽ السلم ك اؼبصاغبة الوطنية( اعبريدة الرظبية‬
‫للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 11‬الصادرة بتاريخ ‪.)2006/02/28‬‬

‫القوانين‪:‬‬

‫‪-1‬القانوف رقم ‪ 01-01‬اؼبؤرخ يف ‪ 2001/01/31‬اؼبتعلق بعضو الربؼباف ( اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد‬
‫‪ 09‬الصادرة بتاريخ ‪.)2001/02/04‬‬

‫‪-2‬القانوف رقم ‪ 01-04‬اؼبؤرخ يف ‪ ( 2004/02/07‬اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 09‬الصادرة‬


‫بتاريخ ‪. )2004/02/11‬‬
‫‪-3‬القانوف رقم‪ 19-08 :‬اؼبؤرخ يف ‪ 2008 11/15‬اؼبتعلق بتعديل دستور ‪ ( 1996‬اعبريدة الرظبية للجمهورية‬
‫اعبزائرية عدد ‪ 63‬الصادرة بتاريخ ‪.)2008/11/16‬‬
‫‪ 1998/05/30‬اؼبتعلق باختصاصات ؾبلس الدكلة ك تنظيمو‬ ‫‪-4‬القانوف العضوم ‪ 01-98‬اؼبؤرخ يف‬
‫ك عملو(اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 37‬الصادرة بتاريخ ‪.)1998/06/01‬‬

‫‪-5‬القانوف العضوم ‪ 02-98‬اؼبؤرخ يف ‪ 1998/05/30‬اؼبتعلق باحملاكم اإلدارية ( اعبريدة الرظبية للجمهورية‬


‫اعبزائرية عدد ‪ 37‬الصادرة بتاريخ ‪.)1998/06/01‬‬

‫‪-6‬القانوف العضوم ‪ 03-98‬اؼبؤرخ يف ‪ 1998/06/03‬اؼبتعلق باختصاصات ؿبكمة التنازع ك تنظيمها عملها‬


‫(اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 39‬الصادرة بتاريخ ‪.)1998/06/07‬‬

‫‪-7‬القانوف العضوم ‪ 02-99‬اؼبؤرخ يف ‪ 1999/03/08‬اؼبتعلق بتنظيم اجمللس الشعيب الوطٍت ك ؾبلس األمة‬
‫ك عملهما ك كذا العالقات الوظيفية بينهما ك بُت اغبكومة‪.‬‬
‫‪-8‬القانوف العضوم ‪ 11-04‬اؼبؤرخ يف ‪ 2004/09/06‬اؼبتضمن القانوف األساسي للقضاء ( اعبريدة الرظبية‬
‫للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 57‬الصادرة بتاريخ ‪.)2004/09/08‬‬

‫‪87‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪-9‬القانوف العضوم ‪ 12-04‬اؼبؤرخ يف ‪ 2004/09/06‬اؼبتعلق بتشكيل اجمللس األعلى للقضاء ك عملو‬


‫ك اغبكومة (اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد‪ 15‬الصادرة بتاريخ ‪.)1999/03/19‬‬

‫‪-10‬القانوف العضوم ‪ 01-12‬اؼبؤرخ يف ‪ 2012/01/12‬يتضمن نظاـ االنتخابات( اعبريدة الرظبية للجمهورية‬


‫اعبزائرية عدد ‪ 01‬الصادرة بتاريخ ‪.)2012/01/14‬‬

‫المراسيم‪:‬‬
‫‪-1‬اؼبرسوـ الرئاسي رقم ‪ 39 -92‬اؼبؤرخ يف ‪(1992/02/04‬اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪10‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪.)1992/02/09‬‬
‫‪-2‬اؼبرسوـ الرئاسي رقم ‪ 335-04‬اؼبؤرخ يف ‪ 2004/10/26‬يتضمن إجراءات عفو دبناسبة الذكرل اػبمسُت‬
‫إلندالع ثورة نوفمرب ‪( 1954‬اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 68‬الصادرة بتاريخ ‪.)2004/10/27‬‬
‫‪-3‬اؼبرسوـ الرئاسي رقم ‪ 196-91‬اؼبتضمن إعالف حالة اغبصار( اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪29‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.)1991/04/12‬‬
‫‪-4‬اؼبرسوـ الرئاسي رقم ‪ 01-92‬اؼبؤرخ يف ‪(1992/01/04‬اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 2‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪.)1991/01/08‬‬
‫‪-5‬اؼبرسوـ الرئاسي رقم ‪ 44-92‬اؼبؤرخ يف ‪ 1992/02/09‬اؼبتضمن إعالف حالة الطوارئ(اعبريدة الرظبية‬
‫للجمهورية اعبزائرية عدد ‪. )10‬‬

‫‪-6‬اؼبرسوـ التنفيذم رقم ‪ 332-04‬اؼبؤرخ يف ‪ 2004/10/24‬ك احملدد لصالحيات كزير العدؿ( اعبريدة الرظبية‬
‫للجمهورية اعبزائرية عدد‪ 57‬الصادرة بتاريخ ‪.)2004/10/24‬‬

‫اإلعالنات‪:‬‬
‫‪-1‬إعالف إقامة ؾبلس أعلى للدكلة بتاريخ ‪( 1992/01/14‬اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪ 03‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪.)1992/01/15‬‬

‫‪88‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫األنظمة الداخلية ‪:‬‬

‫‪-1‬النظاـ الداخلي جمللس األمة اؼبؤرخ يف ‪(1999/12/28‬اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية عدد ‪.)84‬‬

‫‪(2000/07/30‬اعبريدة الرظبية للجمهورية اعبزائرية‬ ‫‪-2‬النظاـ الداخلي للمجلس الشعيب الوطٍت اؼبؤرخ يف‬
‫عدد ‪.)46‬‬

‫‪89‬‬
‫الفهـ ـ ـ ـ ــرس‬
‫الفهـــــــرس‬

‫الفهرس‬

‫‪................................‬‬
‫‪.............‬‬
‫أ‪ -‬د‬ ‫‪................................‬‬ ‫المقدمة‬

‫‪.................‬‬
‫‪6‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬مبدأ الفصل بين السلطات في ظل دستور ‪1996‬‬

‫‪.................‬‬
‫‪7‬‬ ‫المبحث األول‪:‬تنظيم السلطات العامة في دستور ‪1996‬‬

‫‪.........................‬‬
‫‪........‬‬
‫‪7‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬السلطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة التنفيذيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪.................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪7‬‬ ‫الفرع األول‪:‬رئيس الجمهوري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪.................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪8‬‬ ‫أوال‪:‬انتخاب رئيس الجمهورية‬

‫‪...................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫ثانيا‪:‬صالحيات رئيس الجمهورية‬

‫‪...................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الحكومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪...................‬‬
‫‪12 ................................‬‬ ‫أوال‪:‬تعيين الوزير األول‬

‫‪..........................‬‬
‫‪.......‬‬
‫‪13‬‬ ‫ثانيا‪:‬الشروط الواجب مراعاتها لتعيين الوزير األول‬

‫‪...................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬السلطة التشريعيـ ـ ــة‬

‫‪......................‬‬
‫‪14‬‬
‫‪...‬‬ ‫الفرع األول‪:‬تشكيلة البرلمان و شروط العضوية فيو‬

‫‪...................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫أوال‪ :‬المجلس الشعبي الوطني‬

‫‪.......................‬‬
‫‪....‬‬
‫‪15 ................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مجلس األمة‬
‫الفو ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرس‬

‫‪..............................‬‬
‫‪...........‬‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬ىياكل البرلمان و اختصاصاتو‬

‫‪......................‬‬
‫‪17‬‬
‫‪... ................................‬‬ ‫أوال‪:‬ىياكل البرلمان‬

‫‪...................‬‬
‫‪21‬‬
‫‪................................‬‬ ‫ثانيا‪:‬اختصاصات البرلمان‬

‫‪..................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬السلطة القضائية‬

‫‪.................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تنظيم الهيكل القضائي‬

‫‪...................‬‬
‫‪23‬‬
‫‪................................‬‬ ‫أوال‪:‬تنظيم القضاء العادي‬

‫‪...................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪23‬‬ ‫ثانيا‪:‬تنظيم القضاء اإلداري‬

‫‪.................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬وظيفة السلطة القضائية‬

‫‪.......................‬‬
‫‪....‬‬
‫‪26 ................................‬‬ ‫أوال‪:‬سلطة التفسير‬

‫‪........................‬‬
‫‪.....‬‬
‫‪27 ................................‬‬ ‫ثانيا‪:‬سلطة التنفيذ‬

‫‪............................‬‬
‫‪.........‬‬
‫‪28‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬طبيعة العالقة بين السلطات‬

‫‪...................‬‬
‫‪28‬‬ ‫المطلب األول ‪:‬مظاىر التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية‬

‫‪.................‬‬
‫‪28‬‬ ‫الفرع األول‪:‬تدخل الحكومة إلى جانب البرلمان في المجال التشريعي‬

‫‪...................‬‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬مساىمة رئيس الجمهورية في العمل التشريعي‬

‫‪...................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪29‬‬ ‫أوال‪:‬سلطة إصدار و نشر القوانين‬
‫الفو ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرس‬

‫‪.......................‬‬
‫‪....‬‬
‫‪30 ................................‬‬ ‫ثانيا‪:‬سلطة التنظيم‬

‫‪...................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫ثالثا‪:‬حق االعتراض على القوانين‬

‫‪........‬‬
‫‪31‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬آليات الرقابة المتبادلة بين السلطة التشريعية و السلطة التنفيذية‬

‫‪...................‬‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع األول‪:‬رقابة السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية‬

‫‪...................‬‬
‫‪32‬‬ ‫أوال‪:‬وسائل الرقابة البرلمانية المرتبة للمسؤولية السياسية للحكومة‬

‫‪...................‬‬
‫‪35‬‬ ‫ثانيا‪ :‬وسائل الرقابة البرلمانية غير المرتبة للمسؤولية السياسية للحكومة‬

‫‪...................‬‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬آليات تأثير السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية‬

‫‪......................‬‬
‫‪39‬‬
‫‪...‬‬ ‫أوال‪:‬تدخل السلطة التنفيذية في تشكيل مجلس األمة‬

‫‪.......................‬‬
‫‪....‬‬
‫‪39‬‬ ‫ثانيا‪:‬تدخل السلطة التنفيذية في سير العمل البرلماني‬

‫‪...................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪40‬‬ ‫ثالثا‪ :‬حل المجلس الشعبي الوطني‬

‫‪...................‬‬
‫‪43‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬مآل مبدأ الفصل بين السلطات في دستور ‪1996‬‬

‫‪...................‬‬
‫‪44‬‬ ‫المبحث األول‪:‬ممارسة الجهاز التنفيذي للوظيفة التشريعية‬

‫‪.........‬‬
‫‪44‬‬ ‫المطلب األول‪:‬االختصاص التشريعي لرئيس الجمهورية في ظل الظروف العادية‬

‫‪................................‬‬
‫‪...............‬‬
‫‪44‬‬ ‫الفرع األول‪:‬التشريع عن طريق األوامر‬

‫‪...................‬‬
‫‪45‬‬ ‫أوال‪ :‬التشريع بموجب األوامر طبقا لنص المادة ‪ 124‬من الدستور‬
‫الفو ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرس‬

‫‪...................‬‬
‫‪49‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التشريع بموجب األوامر طبقا لنص المادة ‪ 120‬من الدستور‬

‫‪.............................‬‬
‫‪..........‬‬
‫‪55‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬التشريع أثناء فترة حل البرلمان‬

‫‪...................‬‬
‫‪56‬‬
‫‪................................‬‬ ‫أوال‪ :‬أسباب حل البرلمان‬

‫‪...................‬‬
‫‪56................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬شروط حل البرلمان‬

‫‪...........................‬‬
‫‪........‬‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع الثالث‪:‬التشريع عن طريق آلية االستفتاء‬

‫‪...................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪59‬‬ ‫أوال‪ :‬األسس الدستورية لالستفتاء‬

‫‪................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪62‬‬ ‫ثانيا‪ :‬القيمة القانونية للتشريع االستفتائي‬

‫‪......‬‬
‫‪62‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬السلطات التشريعية لرئيس الجمهورية في ظل الظروف غير العادية‬

‫‪............................‬‬
‫‪.........‬‬
‫‪63‬‬ ‫الفرع األول‪:‬إعالن حالة الطوارئ أو الحصار‬

‫‪..................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪63‬‬ ‫أوال‪:‬مفهوم حالتي الطوارئ أو الحصار‬

‫‪...................‬‬
‫‪64‬‬ ‫ثانيا‪:‬القيود الواردة على إعالن حالتي الطوارئ و الحصار‬

‫‪.................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪66‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬إعالن الحالة االستثنائية‬

‫‪...................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪67‬‬ ‫أوال‪:‬شروط تقرير الحالة االستثنائية‬

‫‪...................‬‬
‫‪69‬‬ ‫ثانيا‪:‬مجال السلطة التشريعية لرئيس الجمهورية أثناء الحالة االستثنائية‬

‫‪...................‬‬
‫‪................................‬‬
‫‪71‬‬ ‫الفرع الثالث‪:‬إعالن حالة الحرب‬
‫الفو ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرس‬

‫‪..............................‬‬
‫‪...........‬‬
‫‪71‬‬ ‫أوال‪:‬الشروط الموضوعية إلعالن حالة الحرب‬

‫‪....................‬‬
‫‪71. ................................‬‬ ‫ثانيا‪:‬الشروط الشكلية‬

‫‪..........‬‬
‫‪73‬‬ ‫المبحث الثاني‪:‬تحكم السلطة التنفيذية في الجانب العضوي للجهاز القضائي‬

‫‪...................‬‬
‫‪73‬‬ ‫المطلب األول‪:‬التحكم في الجانب العضوي لجهاز القضاء‬

‫‪.............................‬‬
‫‪..........‬‬
‫‪74‬‬ ‫الفرع األول‪:‬تعيين ومتابعة سير عمل القضاة‬

‫‪........................‬‬
‫‪.....‬‬
‫‪75‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬الرقابة على المجلس األعلى للقضاء‬

‫‪.............‬‬
‫‪77‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬تدخل السلطة التنفيذية في الجانب الوظيفي لجهاز القضاء‬

‫‪...................‬‬
‫‪77‬‬ ‫الفرع األول‪:‬حق العفو و تخفيض العقوبات و استبدالها‬

‫‪...................‬‬
‫‪79‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬تدخل السلطة التنفيذية أثناء إجراء التحقيق‬

‫‪................................‬‬
‫‪..............‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫الخاتمة‬

‫‪...........................‬‬
‫‪........‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫قائمة المراجع‬

‫الفهرس‬

You might also like