You are on page 1of 75

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمـــــــــــــــي‬

‫جامعة العربي التبسي ‪ -‬تبسة – الجزائر‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر‬

‫تخصص قانون إداري‬

‫بعنــــوان‪:‬‬

‫إشراف ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتين‪:‬‬

‫الدكتورة عميـر سع ـ ـ ــاد‬ ‫أمي ـ ـرة مساعدية‬

‫هدى جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداي‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬


‫الصفة في البحث‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫اإلسم واللقب‬
‫رئيسا‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫د‪ .‬عمار بوضياف‬
‫مشرفا ومقر ار‬ ‫أستاذ محاضر ‪ -‬أ ‪-‬‬ ‫د‪ .‬عمير سع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد‬
‫ممتحنا‬ ‫أستاذ محاضر ‪ -‬ب ‪-‬‬ ‫د‪ .‬معيفـ ـ ـ ـ ــي كمال‬
‫السنة الجامعيــــة‬

‫‪2021 – 2020‬‬
‫يقول بيتر دراكر‬

‫" لعل الدرس األكثر أهمية هو أن‬


‫المنصب ال يعطي إمتيا از أو يمنح قوة‬
‫وإنما يفرض مسؤولية "‬
‫مقــــــــــــــدمة‬

‫تأخذ األنظمة السياسية في العالم صو ار و أشكاال متعددة من خالل مبداء الفصل بين‬
‫السلطات الثالث‪ ،‬التشريعية و التنفيذية و القضائية‪ ،‬و بالنظر في النظام السياسي‬
‫الجزائري نجد السلطة التنفيذية تحتل المكانة األسمى مقارنة بباقي السلطات كونها تمثل‬
‫السلطة العليا في الدولة‪ ،‬و لقد مرت الجزائر بعدة مراحل في حياتها السياسية بدأ بأول‬
‫دستور لها بعد االستقالل لسنة ‪ 1963‬الى آخر تعديل‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بهذه األخيرة‬
‫التي هي مجموع القائمين بتنفيذ القوانين في الدولة‪ ،‬و ذلك ابتداء من رئيس الجمهورية‬
‫الى أصغر موظف تنفيذي‪ ،‬ما عدا رجال السلطتين التشريعية و القضائية و ذلك‬
‫بمفهومهما الواسع‪ ،‬و كذا السلطة المركزية في الدولة و المشكلة في ما بين رئيس‬
‫الجمهورية والوزير األول أو رئيس الحكومة في مفهومها الضيق‪ ،‬حيث كانت في البداية‬
‫أحادية ترتكز في يد رئيس الجمهورية الذي يعتبر الركن الجوهري و حجر األساس و‬
‫يحتل المركز الممتاز بإعتباره منتخبا من طرف الشعب‪ ،‬مع وجود وزير أول ال يعدو كونه‬
‫مساعد لرئيس الجمهورية‪ ،‬إلى أن جاء دستور ‪ 1989‬لنجد المؤسس الدستوري تبنى مبدأ‬
‫ثنائية السلطة التنفيذية‪ ،‬وأظهر الرجل الثاني للسلطة التنفيذية والذي شهد تأرجحا في‬
‫تسمياته بين الوزير األول ورئيس الحكومة في مختلف الدساتير آخره دستور ‪ ،2020‬التي‬
‫حاولت تنظيم المركز القانوني له من خالل تأطير كل ما يتعلق في هذا المنصب‪ ،‬بدءا‬
‫من مجموع الصالحيات والمهام المنوطة به‪ ،‬والتي شهدت نوعا من التداخل بينها وبين‬
‫إختصاصات وصالحيات رئيس الجمهورية‪ ،‬وذلك لتأمين تنسيق فعال بين المنصبين‬
‫وتحقيق الهدف من تبني هذه اإلزدواجية‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫‪ -‬بناءا على ما تقدم أعاله تأتي أهمية موضوع "السلطة التنفيذية في ظل التعديل‬
‫الدستوري ‪ "2020‬على المستوى العملي وذلك بتسليط الضوء على جميع النصوص‬
‫القانونية المتعلقة بمنصب رئيس الجمهورية ومنصب رئيس الحكومة أو الوزير األول‪.‬‬
‫‪ -‬وبناءا على ذلك تكمن أهمية هذا الموضوع كمجال للدراسة والبحث في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬معرفة اإلجراءات والمراحل المتبعة لعملية إنتخاب رئيس الجمهورية في ظل‬
‫التعديل الدستوري ‪.2020‬‬

‫‌أ‬
‫مقــــــــــــــدمة‬

‫‪ ‬تبيان اآلليات المتبعة لتولي منصب الوزير األول أو رئيس الحكومة‪.‬‬


‫‪ ‬اإلضطالع بمختلف المهام والصالحيات المنوطة لقطبي السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‬

‫‪ -‬إن الهدف من هذه الدراسة هو الوقوف على المركز القانوني لرئيس الجمهورية و كل‬
‫من مركز الوزير األول أو رئيس الحكومة و تكييف العالقة بين رئيس الجمهورية و‬
‫هاذين األخيرين في إطار ما جاء به التعديل الدستوري لسنة ‪2020‬‬

‫أسباب إختيار الموضوع‪:‬‬

‫إن أسباب إختيار الموضوع تعود لعوامل عديدة منها ذاتية أو موضوعية‪.‬‬

‫‪ .1‬أسباب ذاتيـــــــــــــــــــة‪:‬‬
‫‪ -‬الرغبة في دراسة وتحليل ما جاء به تعديل الدستوري ‪ 2020‬لنكون السباقين في‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة ولو بقدر ضئيل في تسليط الضوء على هذا الجانب كونه يمثل السلطة‬
‫العليا في الدولة‪.‬‬
‫‪ .2‬أسباب موضوعية‪:‬‬

‫تتجلى في مكانة رئيس الجمهورية‪ ،‬وأهمية المنصب الذي يحظى به الوزير األول أو‬
‫رئيس الحكومة في المنظومة الدستورية الجزائرية‪ ،‬وبالتالي الوقوف على دور كل منهم‬
‫بالموازات مع المكانة الممنوحة لهم‪.‬‬

‫الصعوبات والعراقيل‪:‬‬

‫واجهتنا العديد من الصعوبات تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬إنعدام المراجع في ما يخص تحليل التعديل الدستوري ‪.2020‬‬


‫‪ -‬صعوبة التنقل للمكتبات لجمع المعلومات بسبب الكورونا‪.‬‬
‫‪ -‬جميع المراجع متوفرة قديمة وال تساير التعديل الدستوري ‪.2020‬‬

‫‌ب‬
‫مقــــــــــــــدمة‬

‫‪ -‬إنعدام الدراسات السابقة كون دراستنا تختص بتعديل دستوري جديد‪.‬‬

‫اإلشكالية‪:‬‬

‫و لعل أهم إشكالية استوفتنا في هذا الموضوع ‪:‬‬

‫" كيف أسس التعديل الدستوري ‪ 2020‬المركز القانوني للسلطة التنفيذية " ؟‬

‫وتتفرع عن اإلشكالية مجموعة من التساؤالت الفرعية تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬كيف يتم إنتخاب رئيس الجمهورية؟‬


‫‪ -‬ما الصالحيات المخولة لرئيس الجمهورية؟‬
‫‪ -‬ما هي الصالحيات المقررة لرئيس الحكومة أو الوزير األول دستوريا؟‬
‫‪ -‬كيف يتم تولي منصب الوزير األول أو رئيس الحكومة؟‬
‫‪ -‬طرق إنتهاء مهام السلطة التنفيذية؟‬

‫المنهج المتبع‪:‬‬

‫المنهج التحليلي‪ :‬وذلك من أجل دراسة وتحليل النصوص الدستورية والقانونية‬


‫المتعلقة بكيفية إنتخاب رئيس الجمهورية واإلجراءات والشروط الواجب توفرها‬
‫والصالحيات‪ ،‬وكذا كيفية تعيين رئيس الحكومة أو الوزير األول والشروط الواجبة وكذا‬
‫الصالحيات الممنوحة لهم‪ ،‬وكيفيات إنهاء المهام وإنتهاء العهدة الرئاسية‪.‬‬

‫المنهج الوصفي‪ :‬فالمنهج الوصفي يعتمد على وصف الموضوع المدروس في حالته‬
‫الراهنة من خالل التجريد والتعميم‪.‬‬

‫لإلجابة على اإلشكالية المطروحة والتساؤالت الفرعية أعاله ستجمع المكرة دراسة‬
‫قانونية إعتمادا على الخطة التالية‪:‬‬

‫‌ج‬
‫مقــــــــــــــدمة‬

‫الفصل األول تحت عنوان رئيس الجمهورية نتعرف من خالله على إنتخاب رئيس‬
‫الجمهورية (كمبحث أول) و كذا الصالحيات و المهام الممنوحة لرئيس الجمهورية‬
‫(كمبحث ثاني) و التعرض للعهدة الرئاسية في (المبحث الثالث)‬

‫ليكون الفصل الثاني بعنوان الحكومة نتطرق من خالله الى تعيين الوزير األول أو‬
‫رئيس الحكومة حسب الحالة (كمبحث أول) و صالحيات كل منهما في ( المبحث الثاني)‬
‫و أخي ار نهاية مهام الوزير األول أو رئيس الحكومة ( كمبحث ثالث)‬

‫‌د‬
‫المبحــــث األول‪ :‬اإلطار القانوني لرئيس الجمهورية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬صـ ــالحيـات رئيس الجمهوريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪.‬‬


‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‪ :‬رئيس الجمهورية‬


‫يعد رئيس الجمهورية صاحب المنصب األعلى في الجهاز التنفيذي ويحتل مكانة‬
‫هامة في النظام السياسي الج ازئري كونه الفاعل السياسي األول وهذه المكانة يستمدها من‬
‫طريق إختياره والسلطات الواسعة المخولة له دستوريا)‪ ،(1‬وبالتالي يمكن إعتبار هذا األخير‬
‫جدار النظام السياسي الجزائري الذي ال يقاوم مثلما هو الحال في معظم الدول النامية‬
‫التي هي بحاجة الى نظام قوي خاصة السلطة التنفيذية التي تتمكن من القضاء على‬
‫المستأجرات البرلمانية و تجنبها و التي يكون مصدرها هو أن البرلمان صاحب الحق في‬
‫ممارسة السلطة بإعتباره ممثل إرادة الشعب صاحب السيادة‪.‬‬
‫وبالتالي فإن ترجيح كفة رئيس الجمهورية شيء طبيعي لقيام هذا األخير بتركيز‬
‫السلطة بيده وتشخيصها كون السلطة ليست مجردة و لكن لها وجه تظهر من خالله أال‬
‫وهو وجه القائد وبهذا تصبح مرتبطة بإنسان و متحركة و حية بفضل شخص رئيس‬
‫الجمهورية بناءا على هذا التقديم سنتناول بالدراسة والتحليل هذا الفصل و فيه مبحثين‬
‫ليكون‪:‬‬
‫المبحث األول بعنوان الوضع القانوني لرئاسة الجمهورية في الجزائر وفق آخر دستور‬
‫أين نتعرف من خالله على كييية تولي هذا المنصب والشروط الواجب توفرها للبقاء فيه‪،‬‬
‫ثم المبحث الثاني بعنوان صالحيات رئيس الجمهورية أين نتطرق لكافة االمتيازات التي‬
‫يرتبها هذا المركز القانوني‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الوضع القانوني لرئيس الجمهورية‬
‫الوضع القانوني لرئيس الجمهورية نظ ار للدور الهام الذي يلعبه رئيس الجمهورية‬
‫بإعتباره الرجل األول في الدولة ومما ال شك فيه أن الدور المميز الذي يحظى به رئيس‬
‫الجمهورية ال يتجسد إال من خالل صناديق االقتراع)‪ ،(2‬وبالتالي وجب الوقوف على‬

‫)‪(1‬‬
‫سعيد بو الشعير‪ ،‬عالقة المؤسسة التشريعية بالمؤسسة التنفيذية في النظام القانوني الجزائري‪ ،‬دكتوراه من جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،1984‬ص ‪.91‬‬
‫)‪(2‬‬
‫منيرة بالورغي‪ ،‬المركز القانوني لرئيس الجمهورية في الجزائر بعد التعديل الدستوري لسنة ‪ 1996‬و أثره على النظام‬
‫السياسي‪ ،‬مذكرة مقدمة لتكملة متطلبات نيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع القانون العام تخصص القانون‬
‫الدستوري‪ ،‬سنة ‪ ،2014-2013‬ص ‪.15‬‬

‫‪1‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫الوضع القانوني لهذا األخير من خالل العملية االنتخابية التي تمنحه الشرعية لتولي هذا‬
‫المنصب وكذا العهدة الرئاسية التي تخوله البقاء فيه‪ ،‬وسنوضح ذلك في المطلبين‬
‫التاليين‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬إنتخاب رئيس الجمهورية‬
‫تمر العملية اإلنتخابية لرئيس الجمهورية بعدة مراحل بداية بالترشح اإلنتخابي إلى‬
‫غاية إعالن النتائج‪ ،‬وهذا ما سنتطرق اليه فيما يلي من خالل دراسة العملية االنتخابية‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الترشح لرئاسة الجمهورية‬
‫ال شك أن الحديث عن رئاسة الجمهورية كمؤسسة دستورية يفرض الرجوع للدستور‬
‫لمعرفة شروط تولي منصب الرئاسة)‪.(1‬‬
‫أوال‪ :‬شروط الترشح‬
‫طبقا للمادة ‪ 87‬من التعديل الدستوري ‪ 2020‬فإن هذه الشروط هي‪:‬‬

‫‪ -‬يتمتع بالجنسية الجزائرية األصلية فقط ويثبت الجنسية الجزائرية األصلية لألم واألب‪.‬‬
‫‪ -‬ال يكون قد تجنس بجنسية أجنبية)‪ ،(2‬وهنا نجد أن الدستور يرفض إزدواجية الجنسية‬
‫لرئيس الجمهورية‪ ،‬وكذلك التجنس)‪ ،(3‬ففي المادة ‪ 249‬من األمر ‪ 21.01‬المتعلق‬
‫بالقانون العضوي لإلنتخاب ‪ 2021‬تضمنت إرفاق التصريح بالترشح بملف يحتوي‬
‫على‪:‬‬
‫‪ ‬شهادة الجنسية الجزائرية األصلية للمعني‪.‬‬
‫‪ ‬شهادة الجنسية الجزائرية األصلية ألب المعني‪.‬‬
‫‪ ‬شهادة الجنسية الجزائرية األصلية ألم المعني)‪.(4‬‬

‫)‪(1‬‬
‫د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬دار ريحانة‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫)‪ (2‬المادة ‪ ،87‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 442-20‬المؤرخ في ‪ 15‬جمادى األول عام ‪ 1442‬الموافق ‪ 30‬ديسمبر سنة‬
‫‪ ،2020‬يتعلق بإصدار التعديل الدستوري المصادق عليه في إستفتاء أول نوفمبر سنة ‪ 2020‬في الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية (ج‪.‬ر رقم ‪ 82‬ل ‪ 30‬ديسمبر سنة ‪.)2020‬‬
‫)‪ (3‬العيفة أويحي‪ ،‬النظام الدستوري‪ ،‬الطبعة األولى ‪1423‬ه‪2002-‬م‪ ،‬ص ‪.206‬‬
‫)‪(4‬‬
‫أمر رقم ‪ 21.01‬مؤرخ في ‪ 26‬رجب عام ‪ 1442‬الموافق ل ‪ 10‬مارس ‪ ،2021‬يتضمن القانون العضوي المتعلق‬
‫بنظام االنتخابات‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬يدين باإلسالم وهذا الشرط هو نتيجة لنص المادة الثانية من الدستور التي تقتضي بأن‬
‫اإلسالم دين الدولة ولهذا يجب أن يكون المترشح مسلما خصوصا‪ ،‬وأنه سيؤدي اليمين‬
‫فيما بعد‪.‬‬
‫‪ -‬يبلغ سن األربعين ‪ 40‬كاملة يوم إيداع طلب الترشح‪.‬‬
‫‪ -‬التمتع بالحقوق المدنية والسياسية (وهو شرط كاشف أي أنه ال يمكن إيداع أو تأمين‬
‫مصير أمة في يد شخص ناقص األهلية أو محكوم عليه أو محروم من حقوقه السياسية‬
‫والمدنية))‪.(1‬‬
‫وقد جاءت المادة ‪ 249‬من قانون االنتخاب مؤكدة لذلك حيث يشترط في ملف الترشح‪:‬‬

‫‪ ‬نسخة أصلية كاملة من شهادة ميالد المعني‪.‬‬


‫‪ ‬مستخرج رقم ‪ 03‬من صحيفة السوابق القضائية للمعني)‪.(2‬‬

‫‪ -‬يثبت أن زوجه يتمتع بالجنسية الجزائرية األصلية فقط‪ ،‬ويتم إثبات ذلك بشهادة الجنسية‬
‫الجزائرية األصلية لزوج المعني حسب قانون االنتخاب‪.‬‬
‫‪ -‬يثبت إقامة دائمة بالجزائر دون سواها لمدة عشر(‪ )10‬سنوات على األقل قبل إيداع‬
‫الترشح‪.‬‬
‫‪ -‬يثبت مشاركته في ثورة أول نوفمبر ‪ 1954‬إذا كان مولود قبل يوليو ‪.1942‬‬
‫‪ -‬يثبت تأدية الخدمة الوطنية أو المبرر القانوني لعدم تأديتها‪.‬‬
‫‪ -‬يثبت عدم تورط أبويه في أعمال ضد ثورة أول نوفمبر ‪ 1954‬إذا كان مولود بعد يوليو‬
‫‪.1942‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬يقدم التصريح العلني بممتلكاته العقارية والمنقولة داخل الوطن وخارجه‬
‫ونالحظ أن كافة الشروط الواردة في الدستور اعيد ذكرها في المادة ‪ 249‬من قانون‬
‫االنتخابات لسنة ‪ 2020‬كوثائق يحتويها ملف الترشح‬

‫)‪(1‬‬
‫فوزي أوصديق‪ ،‬الوافي في شرح القانون الدستوري الجزائري‪ ،‬الجزء الثالث (السلطات الثالث)‪ ،‬دون سنة‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫)‪ (2‬المادة ‪ 249‬من األمر رقم ‪ 01-21‬السابق ذكره‪.‬‬
‫)‪ (3‬المادة ‪ 87‬من التعديل الدستوري لسنة ‪.2020‬‬

‫‪3‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات الترشح‬

‫سنوضح ذلك من خالل ملف الترشح و اآلجال القانونية‪:‬‬

‫‪ -1‬ملف الترشح‪:‬‬

‫ورد في المادة ‪ 249‬من قانون اإلنتخاب ‪ 2020‬التي تنص في فقرتها الثالثة على‪:‬‬

‫‪ ‬نسخة أصلية كاملة من شهادة ميالد المعني‪.‬‬


‫‪ ‬شهادة الجنسية الجزائرية األصلية للمعني‪.‬‬
‫‪ ‬تصريح بالشرف يشهد بموجبه المعني أنه يتمتع بالجنسية الجزائرية األصلية فقط ولم‬
‫يسبق له إكتساب جنسية أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬تصريح بالشرف يشهد بموجبه المعني أنه يدين باإلسالم‪.‬‬
‫‪ ‬مستخرج رقم ‪ 3‬من صحيفة السوابق القضائية للمعني‪.‬‬
‫‪ ‬صورة شمسية حديثة للمعني‪.‬‬
‫‪ ‬شهادة الجنسية الجزائرية األصلية لزوج المعني‪.‬‬
‫‪ ‬شهادة طبية مسلّمة للمعني من طرف أطباء محلفين‪.‬‬
‫‪ ‬تصريح بالشرف يشهد على تمتع زوج المعني بالجنسية الجزائرية فقط‪.‬‬
‫‪ ‬شهادة الجنسية الجزائرية األصلية ألب المعني‪.‬‬
‫‪ ‬شهادة الجنسية الجزائرية األصلية ألم المعني‪.‬‬
‫‪ ‬نسخة من بطاقة الناخب للمعني‪.‬‬
‫‪ ‬تصريح بالشرف يشهد بموجبه المعني على اإلقامة‪ ،‬دون انقطاع بالجزائر دون سواها‬
‫مدة العشر (‪ )10‬سنوات على األقل‪ ،‬التي تسبق مباشرة إيداع ترشحه‪.‬‬
‫‪ ‬شهادة تثبت تأدية الخدمة الوطنية أو المبرر القانوني لعدم تأديتها‪.‬‬
‫المادة ‪ 253‬من هذا القانون العضوي‪.‬‬
‫‪ ‬التوقيعات المنصوص عليها في ّ‬
‫‪ ‬تصريح علني للمعني بممتلكاته العقارية والمنقولة داخل الوطن وخارجه‪.‬‬
‫للمترشحين المولودين قبل‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬شهادة تثبت المشاركة في ثورة أول نوفمبر سنة ‪1954‬‬
‫يوليو سنة ‪.1942‬‬

‫‪4‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬شهادة تثبت عدم تورط أبوي المترشح المولود بعد يوليو سنة ‪ 1942‬في أعمال ضد‬
‫ثورة أول نوفمبر سنة ‪.1954‬‬
‫‪ ‬شهادة تثبت إيداع الكفالة المقررة في المادة ‪ 25‬من هذا القانون العضوي والمسلّمة من‬
‫طرف الخزينة العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬تعهد كتابي يوّقعه المترشح يتضمن ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم إستعمال المكونات األساسية للهوية الوطنية في أبعادها الثالثة اإلسالم والعروبة‬
‫واألمازيغية ألغراض حزبية‬
‫‪ -‬الحفاظ على الهوية الوطنية في أبعادها الثالثة اإلسالمية والعربية واألمازيغية والعمل‬
‫على ترقيتها‪.‬‬
‫‪ -‬إحترام مبادئ أول نوفمبر سنة ‪ 1954‬وتجسيدها‪.‬‬
‫‪ -‬إحترام الدستور والقوانين المعمول بها‪ ،‬واإللتزام باإلمتثال لها‪.‬‬
‫‪ -‬تكريس مبادئ السلم والمصالحة الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬نبذ العنف كوسيلة للتعبير أو كوسيلة للعمل السياسي والوصول إلى السلطة أو البقاء‬
‫فيها‪ ،‬والتنديد به‪ ،‬وكذا خطاب الكراهية والتمييز‪.‬‬
‫‪ -‬إحترام الحريات الفردية والجماعية وإحترام حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -‬رفض الممارسات اإلقطاعية والجهوية والمحسوبية‪.‬‬
‫‪ -‬توطيد الوحدة الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على السيادة الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬التمسك بالديمقراطية في إطار احترام القيم الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬تبني التعددية السياسية‪.‬‬
‫‪ -‬إحترام التداول الديمقراطي على السلطة عن طريق االختيار الحر للشعب الجزائري‪.‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على سالمة التراب الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬إحترام مبادئ الجمهورية‪.‬‬

‫يجب أن يعكس برنامج المترشح مضمون هذا التعهد الكتابي)‪.(1‬‬

‫)‪(1‬‬
‫المادة ‪ 249‬من األمر رقم ‪ 01-21‬السابق ذكره‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬آجال الترشح‪:‬‬

‫حددت آجال إيداع التصريح بالترشح ب ‪ 40‬يوم على األكثر الذي يلي نشر المرسوم‬
‫الرئاسي المتضمن إستدعاء الهيئة الناخبة)‪ ،(1‬حيث يتم إستدعاء الهيئة الناخبة في ظرف‬
‫‪ 90‬يوم قبل تاريخ اإلقتراع‪ ،‬وهذا ما جاءت به كل من المادة ‪ 246‬و المادة ‪ 251‬من‬
‫القانون العضوي لإلنتخابات لسنة ‪ ،2021‬وفي هذه الحالة تكون السلطة المستقلة ملزمة‬
‫بالفصل في صحة الترشيحات بقرار معلل في أجل أقصاه ‪ 07‬أيام من تاريخ إيداع‬
‫التصريح بالترشح‪ ،‬ويمكن الطعن في القرار المرفوض الصادر عن السلطة المستقلة في‬
‫أجل أقصاه ‪ 48‬ساعة من تاريخ التبليغ‪ ،‬وتلزم هنا المحكمة الدستورية بالفصل في الطعن‬
‫في أجل أقصاه ‪ 07‬أيام من تاريخ إرسال الطعن لها‪.‬‬

‫وينشر قرار المحكمة الدستورية في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬


‫الشعبية)‪.(2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تنظيم اإلقتراع‬

‫تضمن أحكام الدستور والقانون العضوي لإلنتخابات مجموعة من المبادئ والقواعد‬


‫لتنظيم اإلقتراع‪ ،‬نتناولها بالدراسة والتحليل من خالل طريقة اإلقتراع إلنتخاب رئيس‬
‫الجمهورية والقواعد المتعلقة بنزاهة العملية اإلنتخابية إلى ضمانات حماية مشروعية ونزاهة‬
‫اإلنتخابات الرئاسية لنصل لنتائج اإلقتراع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬طريقة اإلقتراع إل نتخاب رئيس الجمهورية‬

‫تخضع عملية إنتخاب رئيس الجمهورية في الجزائر لمبدأ االقتراع العام والمباشر‬
‫والسري‪ ،‬ويتم هذا االقتراع على إسم واحد في دورتين‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫المادة ‪ 251‬من األمر رقم ‪ 01-21‬السابق ذكره‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫الفقرة األخيرة من المادة ‪ 252‬من األمر رقم ‪ ،01-21‬السابق ذكره‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬اإلقتراع العام المباشر والسري‪:‬‬

‫مبدأ اإلقتراع العام المباشر والسري من المبادئ اإلنتخابية التقليدية وميزة من مميزات‬
‫النظم الديمقراطية)‪ ،(1‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 85‬من التعديل الدستوري ‪ 2020‬فقرة‬
‫‪" :01‬ينتخب رئيس الجمهورية عن طريق االقتراع العام والمباشر والسري")‪.(2‬‬

‫‪ -2‬اإلقتراع على إسم واحد‪:‬‬

‫نصت عليه المادة ‪ 247‬من القانون العضوي لإلنتخابات ‪'' :2021‬يجرى إنتخاب‬
‫رئيس الجمهورية باإلقتراع على إسم واحد في دورتين باألغلبية المطلقة لألصوات المعبر‬
‫عنها")‪.(3‬‬

‫وبالتالي فإن إنتخاب رئيس الجمهورية على إسم واحد ميزة تتميز بها اإلنتخابات‬
‫الرئاسية عن باقي العمليات اإلنتخابية بخصوص اإلقتراع على إسم واحد‪ ،‬ألنه ال يمكن‬
‫أن تجري االنتخابات الرئاسية على القائمة كون المطلوب هو شغل مقعد واحد‪ ،‬وهو‬
‫منصب رئيس الجمهورية‪ ،‬وفي هذه الحالة تعد الدولة كلها دائرة إنتخابية واحدة يدعى فيها‬
‫الناخبون إلختيار مرشح واحد من بين عدة مرشحين)‪.(4‬‬

‫‪ -3‬تنظيم االقتراع في دورتين‪:‬‬

‫وذلك تطبيقا لنص المادة ‪ 257‬من القانون العضوي لإلنتخاب ‪ 2021‬المذكورة‬


‫سابقا‪.‬‬

‫‪ -‬إشتراط حصول الترشح عن األغلبية المطلقة في الدور األول للفوز بالمقعد الرئاسي‬
‫"يتم الفوز في اإل نتخابات الرئاسية بالحصول على األغلبية من أصوات الناخبين‬
‫المعبر عنها‪ ،‬هذا يعني أنه يمكن التصريح بفوز المترشح بمنصب رئيس الجمهورية‬
‫في حالة حصوله على األغلبية المطلقة ألصوات الناخبين المعبر عنها في الدور‬

‫)‪(1‬‬
‫منيرة بالورغي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫)‪(2‬‬
‫المادة ‪ 85‬فقرة ‪ 1‬من التعديل الدستوري ‪.2020‬‬
‫)‪ (3‬المادة ‪ 247‬من األمر رقم ‪ ،01-21‬السابق ذكره‪.‬‬
‫)‪ (4‬إدريس بوكرا‪ ،‬نظام انتخاب رئيس الجمهورية في الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2007‬ص ‪.61‬‬

‫‪7‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫األول من االقتراع‪ ،‬وفي هذه الحالة يمكن إستبعاد الدور الثاني وهذا ما نصت عليه‬
‫المادة ‪ 248‬من القانون العضوي لإلنتخابات ‪ ،"2021‬إذا لم يحصل أي مترشح على‬
‫األغلبية المطلقة لألصوات المعبر عنها في الدور األول ينظم دور ثاني)‪.(1‬‬
‫‪ -‬تنظيم دور ثاني في حالة عدم حصول أي مترشح على األغلبية المطلقة في الدور‬
‫)‪(2‬‬
‫يتبين لنا‪:‬‬ ‫األول"‬
‫‪ ‬عدم إحراز أي مترشح على األغلبية المطلقة في الدور األول يؤدي الى تنظيم‬
‫دور ثاني‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيم الدور الثاني يقتصر على مشاركة المترشحين الذين أحر از أعلى األصوات‬
‫ضمن الدور األول‪.‬‬
‫‪ ‬الحائز على األغلبية المطلقة يكون هو الفائز)‪.(3‬‬

‫ومن باب اإلشارة حسب المادة ‪ 255‬من القانون العضوي لإلنتخابات أنه ال يقبل‬
‫إنسحاب المترشح بعد قبول المحكمة الدستورية للترشيحات إال في حالة حصول مانع‬
‫خطير تثبته المحكمة الدستورية‪ ،‬أو في حالة وفاة المترشح المعني‪ ،‬ويمنح حينئذ أجل‬
‫آخر لتقديم ترشيح جديد‪ ،‬وال يمكن أن يتجاوز هذا األجل الشهر السابق لتاريخ اإلقتراع‪،‬‬
‫أي أن األصل أنه ال تقبل الترشيحات الجديدة أو إنسحاب المترشحين بعد إعتمادهم‪ ،‬وهنا‬
‫يتم تأجيل تاريخ اإلقتراع لمدة ال تتجاوز ‪ 15‬يوم‪.‬‬
‫وعموما تظهر أهمية االنتخابات الرئاسية في أنها معيار حاسم في تكوين و إعادة‬
‫تكوين للساحة السياسية في ظل النظام الديمقراطي‪ ،‬أين تتولى األحزاب السياسية تجنيد‬
‫أكبر عدد ممكن من الناخبين للمشاركة في تولية أحد المرشحين لتقلد منصب رئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬والتي تلعب دو ار مهم في حصوله على األغلبية المطلقة كون الحياة السياسية‬
‫في هذا الدور تجتمع في كتلتين تقوم كل واحدة منهما بدعم أحد المرشحين االثنين‪ ،‬لكن‬

‫)‪ (1‬المادة ‪ 248‬فقرة ‪ 01‬من األمر رقم ‪ ،01-21‬السابق ذكره‪.‬‬


‫)‪(2‬‬
‫المادة ‪ 248‬فقرة ‪ 02‬من األمر رقم ‪ ،01-21‬السابق ذكره‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫إدريس بوكرا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.75‬‬

‫‪8‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫هذا التكتل ذو طابع مؤقت ينتهي بمجرد إعالن نتائج اإلنتخابات بفوز أحد المرشحين و‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫سقوط اآلخر‬
‫ثانيا‪ :‬القواعد المتعلقة بنزاهة الحملة اإل نتخابية‬
‫عادة ما تكون الحملة اإلنتخابية قصيرة‪ ،‬فهي ال تدوم سوى بضع أيام لكن الواقع غير‬
‫ذلك‪ ،‬حيث أنها تبدأ منذ مدة أطول كون المرشحين يشرعون في إتخاذ المواقف منذ وقت‬
‫أطول للحصول على تأييد أحزابهم أو مجموعات التأثير‪ ،‬ولكونها منظمة تحت مراقبة‬
‫اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة اإل نتخابات الرئاسية التي تسهر على ضمان المساواة بين‬
‫المرشحين في ميدان اإلعالن و ميادين أخرى)‪.(2‬‬

‫‪ -1‬تمويل الحملة االنتخابية‪:‬‬

‫ينظم قانون االنتخابات األحكام المتعلقة بتمويل الحملة االنتخابية ألهداف وأغراض‬
‫منها‪:‬‬

‫‪ -‬ضمان الشفافية حول مصادر نفقات الحملة االنتخابية‪.‬‬


‫‪ -‬وضع نظام تمويل عمومي للحملة بصورة تحقق المساواة بين المرشحين‪.‬‬
‫‪ -‬حظر كل تمويل أجنبي للحملة اإلنتخابية)‪.(3‬‬

‫وقد حددت المادة ‪ 87‬من قانون اإلنتخاب ‪ 2021‬المصادر التي يجوز تمويل الحملة‬
‫اإلنتخابية‪ ،‬وقد حددت المبلغ األقصى للهبات بالنسبة لكل شخص طبيعي في حدود‬
‫ستمائة ألف دينار جزائري (‪ 600.000‬دج)‪ ،‬فيما يخص اإلنتخابات الرئاسية وذلك من‬
‫خالل المادة ‪ 89‬من نفس القانون‪.‬‬
‫وفي حالة تجاوزت التمويالت مبلغ ألف دينار (‪ ،)1000‬وجب دفعها عن طريق‬
‫الشيك أول التحويل أو اإلقطاع اآللي أو البطاقة البنكية)‪.(4‬‬

‫)‪(1‬‬
‫محمد فيقر‪ ،‬عالقة رئيس الجمهورية بالوزير األول في النظامين الجزائري و المصري ( دراسة مقارنة ) مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة بومرداس‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫)‪(2‬‬
‫بوكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫ا‬ ‫إدريس‬
‫)‪ (3‬منيرة بالورغي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫)‪(4‬‬
‫المادة ‪ 91‬من األمر رقم ‪ ،01-21‬السابق ذكره‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫كما أن المادة ‪ 92‬حددت الحد األقصى لنفقات حملة المترشح لإلنتخابات الرئاسية و‬
‫المقدر ب مائة و عشرين مليون دينار (‪ 120.000.000‬دج) و ذلك خالل الدور‬
‫األول‪ ،‬أما فيما يخص الدور الثاني فقد حددت بـمقدار مائة وأربعين مليون دينار‬
‫(‪ 140.000.000‬دج)‪.‬‬

‫‪ -2‬تسديد نفقات الحملة االنتخابية‪:‬‬

‫نظمتها أحكام المادة ‪ 93‬من قانون اإلنتخاب ‪ ،2021‬والتي تنص على ما يلي‪" :‬لكل‬
‫مترشح لإل نتخابات الرئاسية الحق في تعويض جزافي قدره عشرة في المائة (‪ )%10‬في‬
‫حدود النفقات المدفوعة فعل"‪.‬‬

‫عندما يحرز المترشح لإلنتخابات الرئاسية على نسبة تفوق عشرة في المائة (‪)%10‬‬
‫وتقل عن عشرين في المائة (‪ )%20‬من األصوات المعبر عنها أو تساويها‪ ،‬يرفع هذا‬
‫التعويض إلى عشرين في المائة (‪ )%20‬من النفقات المدفوعة فعال وضمن الحد‬
‫األقصى المرخص به‪.‬‬

‫تحصل‬
‫ّ‬ ‫وترفع نسبة التعويض الى ثالثين في المائة (‪ (%30‬بالنسبة للمترشح الذي‬
‫على أكثر من عشرين في المائة (‪ )%20‬من األصوات المعبر عنها‪.‬‬

‫ال يتم التعويض إالّ بعد إعالن المحكمة الدستورية النتائج النهائية‪ ،‬وإعتماد حسابات‬
‫الحملة االنتخابية من طرف لجنة مراقبة تمويل حسابات الحملة االنتخابية)‪.(1‬‬

‫ثالثا‪ :‬ضمانات حماية مشروعية ونزاهة اإل نتخابات الرئاسية‬

‫حماية شرعية مصداقية ونزاهة اإلنتخابات الرئاسية وتحقيق أهدافها المتعددة لضمانها‬
‫سنت وقننت الجمهورية الجزائرية منظومة سياسية وقانونية وقضائية وإدارية وشعبية‬
‫متكاملة ومتناسقة وظيييا في عملية توفير الحماية الكافية والكاملة لنظام اإلنتخابات‬

‫)‪(1‬‬
‫المادة ‪ ،93‬من األمر رقم ‪ ،01-21‬السابق ذكره‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫الرئاسية‪ ،‬نظ ار ألهميتها وحيويتها للمصالح العليا للمجتمع والبالد وللشعب والمواطن)‪،(1‬‬
‫ولهذا‪:‬‬

‫‪ -‬وجد نظام إنتخابي كامل وجامع مانع للعملية اإلنتخابية الرئاسية في كافة مراحلها‬
‫وإجراءاتها‪.‬‬
‫‪ -‬وجود مصادر للنظام اإلنتخابي الخاص برئيس الجمهورية تتمثل في التعديل الدستوري‬
‫‪ 2020‬واألمر (‪ )01-21‬المتعلق باإلنتخابات‪.‬‬
‫‪ -‬التواجد المستقر لمنظمات وهيئات إقليمية دولية لتالحظ اإلنتخابات الرئاسية في‬
‫الجزائر إلكتسابها المزيد من المصداقية اإلقليمية والعالمية‪.‬‬
‫‪ -‬وجود عدة أنواع من الرقابة السياسية والشعبية والقضائية والدستورية تعمل بصورة‬
‫متكاملة ومتناسقة على ضمان حسن سير هذه اإلنتخابات أثناء مراحلها وإجراءاتها‬
‫بكل شفافية وشرعية ونزاهة وحياد)‪.(2‬‬

‫رابعا‪ :‬مرحلة اإلقتراع‬

‫‪ -1‬اآلجال القانونية لالقتراع‪:‬‬

‫بعد إنتهاء الحملة اإلنتخابية يحين موعد اإلقتراع الذي يحدده المرسوم الرئاسي‬
‫المتضمن إستدعاء الهيئة الناخبة‪.‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 132‬من قانون اإلنتخابات على‪" :‬يجرى اإلقتراع في يوم واحد"‪،‬‬
‫يبدأ على الساعة الثامنة (‪ )08:00‬صباحا‪ ،‬ويختتم في نفس اليوم على الساعة السابعة‬
‫(‪ )07:00‬مساءا‪.‬‬
‫غير ّأنه يمكن رئيس السلطة المستقلة بطلب من منسق المندوبية الوالئية للسلطة‬
‫المستقلة‪ ،‬أن يقرر تقديم إفتتاح اإلقتراع بإثنتين وسبعين (‪ 72‬ساعة) على األكثر‪ ،‬في‬
‫البلديات التي يتعذر فيها إجراء عمليات التصويت في يوم اإلقتراع نفسه‪ ،‬ألسباب مادية‬

‫)‪(1‬‬
‫رسالة مجلس األمة (اإلنتخابات الرئاسية في الجزائر)‪ ،‬مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬مجلة تصدر عن مجلس األمة‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،22‬مارس ‪.2009‬‬
‫)‪(2‬‬
‫منيرة بالورغي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬

‫‪11‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫تتصل ببعد مكاتب التصويت وتشتت السكان‪ ،‬وذلك بموجب قرار ينشر على الفور‪ ،‬بكل‬
‫وسيلة مناسبة‪.‬‬
‫كما يمكن رئيس السلطة المستقلة أن يقرر تقديم إفتتاح اإلقتراع بإثنتين وسبعين (‪72‬‬
‫ساعة) على األكثر‪ ،‬ألي سبب آخر في بلدية معينة‪.‬‬
‫يجب أن يخضع عدد مكاتب التصويت المتنقلة التي يتم وضعها في إطار تنفيذ‬
‫أحكام الفقرة ‪ 02‬أعاله‪ ،‬لمعايير تسهيل تصويت الناخبين المذكورين حصريا في هذه‬
‫األحكام فقط‪.‬‬
‫تنشر على الفور بأي وسيلة مناسبة الق اررات التي يتخذها رئيس السلطة المستقلة من‬
‫أجل تقديم تاريخ إفتتاح اإل قتراع‪ ،‬وتعلق في مقر المندوبية الوالئية والبلدية للسلطة المستقلة‬
‫ومقرات البلديات المعنية باألمر‪ ،‬وذلك خمسة (‪ 05‬أيام) على األكثر‪ ،‬قبل اإلقتراع‪.‬‬
‫يمكن رئيس السلطة المستقلة بقرار‪ ،‬وبالتنسيق مع الممثليات الدبلوماسية والقنصلية و‬
‫المندوبيات المعنية‪ ،‬تقديم تاريخ إفتتاح اإلقتراع بمائة وعشرين (‪ 120‬ساعة(‪.‬‬
‫يمكن عند اإلقتضاء لرئيس السلطة المستقلة‪ ،‬بناء على طلب من منسق المندوبية‬
‫الوالئية‪ ،‬تأخير توقيت غلق مكاتب التصويت على أن ال يتجاوز الثامنة (‪ 08:00‬مساء(‪.‬‬
‫" تحدد كيييات تطبيق هذه المادة بقرار من رئيس السلطة المستقل")‪.(1‬‬
‫ويالحظ أن هذه المادة حددت بالتفصيل كافة اآلجال المتعلقة باالقتراع‬

‫‪ -2‬نتائج االقتراع‪:‬‬

‫للوصول لنتائج اإلقتراع ال بد من إحصائها‪ ،‬هذه األخيرة تقوم به اللجان اإلنتخابية‬


‫ونتائجها أولية وتتمثل هذه اللجان في‪:‬‬

‫اللجان االنتخابية البلدية‪:‬‬

‫وتقوم هذه اللجنة بإحصاء النتائج المحصلة على مستوى البلدية إنطالقا من‬
‫المحاضر التي تقدمها مكاتب التصويت على مستوى البلدية ‪ ،‬وتتشكل هذى اللجنة من‬

‫)‪(1‬‬
‫المادة ‪ 132‬من األمر رقم ‪ ،01-21‬السابق ذكره‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫رئيس ونائب رئيس ومساعدين‪ ،‬يتم تعيينها من طرف الوالي من بين ناخبي البلدية ما عدا‬
‫المترشحين المنتمين الى أحزابهم أوليائهم و أصهارهم إلى غاية الدرجة الرابعة‪.‬‬

‫اللجان االنتخابية الوالئية‪:‬‬

‫حسب المادة ‪ 266‬من القانون العضوي لإلنتخابات ‪ 2021‬فإنها تتشكل من قاض‬


‫برتبة مستشار‪ ،‬يعينه رئيس المجلس القضائي المختص إقليميا كرئيس عضو من‬
‫المندوبية الوالئية للسلطة المستقلة يعينه رئيس السلطة المستقلة‪ ،‬نائب الرئيس‪ ،‬ضابط‬
‫عمومي عضوا)‪.(1‬‬
‫وتقوم هذه اللجنة حسب نص المادة ‪ 272‬بجمع نتائج البلديات التابعة للوالية و القيام‬
‫باإلحصاء العام لألصوات و معاينة النتائج النتخاب رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫اللجان االنتخابية المشرفة على تصويت المواطنين الجزائريين المقيمين بالخارج‪:‬‬
‫تتشكل حسب المادة ‪ 275‬من قاض برتبة مستشار على األقل يعينه رئيس مجلس‬
‫قضاء الجزائر العاصمة رئيس‪ ،‬ممثل عن السلطة المستقلة عضوا‪ ،‬ضابط عمومي‬
‫عضوا‪ ،‬كما يستعينون بموظف يقترحه وزير الشؤون الخارجية و موظف يقترحه رئيس‬
‫السلطة المستقلة بقرار من رئيس السلطة المستقلة)‪.(2‬‬
‫اللجنة االنتخابية لدى الممثليات الدبلوماسية أو القنصلية‪:‬‬
‫يحدد عددها و تشكيلة كل منها بموجب قرار من رئيس السلطة المستقلة بالتنسيق و‬
‫التشاور مع مصالح و ازرة الشؤون الخارجية إلحصاء النتائج المحصل عليها في مجموع‬
‫مكاتب التصويت التابعة لها)‪.(3‬‬
‫خامسا‪ :‬اإلعالن عن النتائج‬
‫نظم القانون العضوي لإلنتخابات ‪ 2021‬طريقة اإلعالن عن النتائج و آجالها‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫المادة ‪ 266‬من األمر رقم ‪ ،01-21‬السابق ذكره‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫المادة ‪ 275‬من األمر رقم ‪ ،01-21‬السابق ذكره‪.‬‬
‫)‪ (3‬المادة ‪ 274‬من األمر رقم ‪ ،01-21‬السابق ذكره‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬النتائج المؤقتة‪:‬‬

‫يتم اإلعالن عنها من قبل رئيس السلطة المستقلة في أجل أقصاه (‪ 72‬ساعة)‪ ،‬تبدأ‬
‫من تاريخ إستالم السلطة المستقلة محاضر اللجان اإلنتخابية‪ ،‬ويتم إيداع الطعون المتعلقة‬
‫بالنتائج المؤقتة في أجل (‪ 48‬ساعة) الموالية إلعالن النتائج‪ ،‬يكون إيداع الطعن لدى‬
‫أمانة ضبط المحكمة الدستورية‪ ،‬وهذا طبقا (للمادة ‪ )259‬من القانون العضوي‬
‫لإلنتخابات‪.‬‬

‫‪ -2‬النتائج النهائية‪:‬‬

‫يتم اإلعالن عن هذه النتائج النهائية لإلنتخابات الرئاسية في أجل (‪ 10‬أيام)‪ ،‬تحسب‬
‫من تاريخ إستالم المجلس الدستوري محاضر اللجان اإلنتخابية من قبل السلطة المستقلة‬
‫حسب (المادة ‪( )260‬الفقرة ‪ )02‬من نفس القانون‪.‬‬

‫وبالتالي فإن اإلنتخابات تعد اآللية الحاسمة لتجسد إرادة الشعب في إمتياز رئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬وأيضا إكسابه الشرعية المدعمة من طرف الشعب)‪.(1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العهدة الرئاسية‬


‫إن إ كتساب رئيس الجمهورية لشرعية مدعمة من طرف الشعب غير كاف‪ ،‬بل يجب‬
‫أن يضمن هذه الشرعية بآليات تمكنه من مزاولة مهامه طوال مدة رئاسته‪ ،‬وعدم تدخل أي‬
‫جهاز في الدولة قانونا إلبعاده عن منصبه خالل فترة يصطلح عليها بالعهدة الرئاسية)‪.(2‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مدة العهدة الرئاسية‬
‫نصت (المادة ‪ )88‬من التعديل الدستوري ‪ 2020‬على "مدة العهدة الرئاسية خمس‬
‫(‪ 05‬سنوات)‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫بوكر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫ا‬ ‫إدريس‬
‫)‪(2‬‬
‫منير بالورغي‪ ،‬المركز القانوني لرئيس الجمهورية في الجزائر بعد التعديل الدستوري لسنة ‪ 1996‬و أثره على النظام‬
‫السياسي‪ ،‬مذكرة مقدمة لتكملة متطلبات نيل شهادة الماستر في الحقوق‪ ,‬فرع القانون العام تخصص القانون الدستوري‪،‬‬
‫‪.2014-2013‬‬

‫‪14‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫ال يمكن ألحد ممارسة أكثر من عهدتين متتاليتين أو منفصلتين و في حال إنقطاع‬
‫العهدة الرئاسية بسبب إستقالة رئيس الجمهورية الجارية عهدته‪ ،‬أو ألي سبب كان تعد‬
‫عهدته الرئاسية كاملة)‪.(1‬‬
‫حسب هذه المادة فإن مدة العهدة الرئاسية ال تتجاوز (‪ 5‬سنوات) قابلة للتجديد مرة‬
‫واحدة‪ ،‬أي ال يمكن لرئيس حكم عهدتين الترشح لعهدة ثالثة‪ ،‬كما أنها في حالة اإلنقطاع‬
‫عن ممارسة مهامه تعد عهدته كاملة أي تحتسب (‪ 05‬سنوات)‪.‬‬
‫وقد ورد في (المادة ‪ )89‬من الدستور‪ " :‬يؤدي رئيس الجمهورية اليمين أمام الشعب‬
‫بحضور جميع الهيئات العليا في األمة خالل األسبوع الموالي النتخابه")‪.(2‬‬
‫بعد أن يتم إعالن المترشح الفائز بتزكية شعبية يتقلد رئيس الجمهورية مهامه في‬
‫األسبوع الموالي إلنتخابه‪ ،‬وقبل أن يباشر مهمته الرئاسية يؤدي اليمين الدستورية أمام‬
‫الشعب وبمحضر كل الهيئات في األمة الجزائرية)‪.(3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طرق إنتهاء العهدة الرئاسية‬
‫إذا كانت اإلنتخابات الرئاسية المنتظمة مقياسا طبيعيا لبداية ونهاية العهدة الرئاسية‪،‬‬
‫أال أنه في بعض األحيان قد ال تكون كذلك أين يتعرض رئيس الجمهورية لظروف تمنعه‬
‫من مباشرة مهامه بسبب العجز‪ ،‬باإلضافة الى ظروف أخرى قد تستدعيها الضرورة‬
‫الملحة)‪.(4‬‬
‫تنتهي العهدة الرئاسية في الحاالت التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬بانتهاء المدة المقررة في الدستور‬
‫وهو ما جاء في نص (المادة ‪ ،)88‬مدة العهدة الرئاسية خمس ( ‪ 05‬سنوات) )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬المادة ‪ 88‬من التعديل الدستوري ‪.2020‬‬


‫)‪ (2‬المادة ‪ 89‬من التعديل الدستوري ‪.2020‬‬
‫)‪ (3‬منيرة بالورغي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫)‪ (4‬منيرة بالورغي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫)‪ (5‬المادة ‪ 88‬من التعديل الدستوري ‪.2020‬‬

‫‪15‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫وهذه المدة محددة بخمس سنوات إبتداءا من تاريخ اإلعالن عن النتائج اإلنتخابية‬
‫حيث يشرع الرئيس الجديد في أداء مهامه فور أداء اليمين الدستورية‪ ،‬إذ ال يجوز للرئيس‬
‫السابق بعد نهاية هذه المدة اإلستمرار في ممارسة مهامه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االستقالة‬
‫وتكون هذه اإلستقالة وجوبية في حال تحقق مانع و إستمر المانع لمدة تزيد عن (‪45‬‬
‫يوم)‪ ،‬وهذا حسب ما نصت عليه (المادة ‪ )94‬من الدستور‪" :‬إذا إستحال على رئيس‬
‫الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير و مزمن‪ ،‬تجتمع المحكمة الدستورية بقوة‬
‫بكل الوسائل المالئمة‪ ،‬تقترح‬
‫تتثبت من حقيقة هذا المانع ّ‬ ‫القانون وبدون أجل‪ ،‬وبعد أن ّ‬
‫بأغلبية ثالثة أرباع (‪ )4/3‬أعضائها على البرلمان التّصريح بثبوت المانع‪.‬‬
‫بأغلبية‬
‫ّ‬ ‫ُيعِلن البرلمان المنعقد بغرفتيه المجتمعتين معا‪ ،‬ثبوت المانع لرئيس الجمهورّية‬
‫ثلثي (‪ )3/2‬أعضائه‪ ،‬ويكلف بتولي رئاسة الدولة بالنيابة مدة أقصاها خمسة وأربعون‬
‫(‪ 45‬يوما)‪ ،‬رئيس مجلس األمة الذي يمارس صالحياته مع مراعاة أحكام (المادة ‪)96‬‬
‫من الدستور‪.‬‬
‫الشغور‬
‫في حالة إستمرار المانع بعد إنقضاء خمسة وأربعين (‪ 45‬يوما)‪ ،‬يُعَلن ّ‬
‫باإلستقالة‪.‬‬
‫السابقتين وطبقا ألحكام الفقرات‬
‫وجوبا حسب اإلجراء المنصوص عليه في الفقرتين ّ‬
‫المادة)‪.(1‬‬
‫اآلتية من هذه ّ‬
‫ثالثا‪ :‬الوفاة‬
‫في حالة الوفاة لرئيس الجمهورية تعلن حالة الشغور النهائي حسب إجراءات و‬
‫كيييات حددها التعديل الدستوري في (المادة ‪( )94‬الفقرة ‪" :)45‬في حالة إستقالة رئيس‬
‫النهائي لرئاسة‬ ‫الشغور‬
‫الجمهورّية أو وفاته‪ ،‬تجتمع المحكمة الدستورية وجوبا وتثبت ّ‬
‫ّ ّ‬
‫النهائي إلى البرلمان اّلذي يجتمع وجوبا‪.‬‬ ‫بالشغور‬
‫الجمهورّية‪ ،‬وتُبّلغ فو ار شهادة التّصريح ّ‬
‫ّ ّ‬

‫)‪(1‬‬
‫الفقرة ‪ ،03،02،01‬المادة ‪ 94‬من التعديل الدستور ‪.2020‬‬

‫‪16‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫يتوّلى رئيس مجلس األمة مهام رئيس الدولة لمدة أقصاها تسعون (‪ 90‬يوما)‪ ،‬تن ّ‬
‫ظم‬
‫ئاسية‪ ،‬وفي حالة إستحالة إجرائها‪ ،‬يمكن تمديد هذا األجل لمدة ال‬‫خاللها إنتخابات ر ّ‬
‫تتجاوز تسعين (‪ 90‬يوما)‪ ،‬بعد أخذ رأي المحكمة الدستورية)‪.(1‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬صالحيات رئيس الجمهورية‬

‫لرئيس الجمهورية في النظام السياسي الجزائري مكانة متميزة تتجسد أساسا من خالل‬
‫الصالحيات المخولة له‪ ،‬فبالرغم من وجود أطراف أخرى مساعدة في النشاط الحكومي‪،‬‬
‫إال أن رئيس الجمهورية يبقى يمارس السلطات الفعلية له‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬في الظروف العادية‬

‫من الطبيعي أن تكون صالحيات رئيس الجمهورية في الظروف العادية عديدة‪ ،‬وهذا‬
‫ما نص عليه التعديل الدستوري ‪ ،2020‬على هذا األساس سنحاول تجزئة هذا العنصر‬
‫غلى ثالثة فروع تتضمن صالحيات تشريعية وقضائية وإدارة السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إدارة السلطة التنفيذية‬

‫لرئيس الجمهورية العديد من اإلختصاصات في هذا الميدان يمكن إجمالها على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬رئاسة مجلس الوزراء‬

‫يقصد بمجلس الوزراء إجتماع كل أعضاء الحكومة برئاسة رئيس الدولة)‪ ،(2‬وفي‬
‫الجزائر يشكل مجلس الوزراء اإلطار األمثل لمناقشة المواضيع األساسية والهامة التي تهم‬
‫األمة و إتخاذ الق اررات المناسبة المعتمدة من الجماعة بقيادة رئيس الدولة)‪ ،(3‬ومجلس‬
‫الوزراء يتشكل من مجموع الوزراء الذين يتألف منهم الطاقم الحكومي‪ ،‬وال شك أن عرض‬

‫)‪ (1‬الفقرة ‪ 04،05‬من المادة ‪ 94‬من التعديل الدستوري ‪.2020‬‬


‫)‪(2‬‬
‫إندريه هوريو‪ ،‬القانون الدستوري و المؤسسات السياسية‪ ،‬ترجمة على مقلد شقشق حداد عبد الحسن سعد‪ ،‬الجزء‬
‫الثاني‪ ،‬والطبعة الثانية‪ ،‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬سنة ‪ ،1977‬ص ‪.416‬‬
‫)‪ (3‬سعيد بوشعير‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.241‬‬

‫‪17‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫األمر على هذه الهيئة يمثل صورة من صور توسيع دائرة اإلستشارة ويجعل الرئيس في‬
‫وضعية يحاط فيها بجملة من اآلراء قبل أن يتخذ القرار الذي يناسب الوضعية)‪.(1‬‬
‫وهذا ما نصت عليه (المادة ‪( )91‬الفقرة ‪ )04‬من التعديل الدستوري ‪" 2020‬يرأس‬
‫مجلس الوزراء"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلطة التعيين‬


‫إن موقف رئيس الجمهورية في أعلى الهرم اإلداري يخول له صالحية تعيين بعض‬
‫المسؤولين السامين في الدولة‪ ،‬ألن الرئيس ال يستطيع عمال أن يباشر صالحية التعيين‬
‫في جميع الوظائف السامية‪ ،‬وكذلك إنهاء المهام‪ ،‬وإال أمضي جزء كبي ار من وقته في‬
‫إستعمال هذه الصالحية على حساب مهام أخرى قد تفوق في أهميتها سلطة التعيين)‪.(2‬‬

‫‪ -1‬تعيين الوزير األول أو رئيس الحكومة و إنهاء مهامه‪:‬‬

‫يعين الوزير األول أو رئيس الحكومة‪،‬‬


‫بالرجوع الى (المادة ‪( )91‬الفقرة ‪ )05‬على " ّ‬
‫حسب الحالة‪ ،‬وينهي مهامه"‪.‬‬
‫إستمر المشرع الجزائري في جعل تعيين الوزير األول سلطة تقديرية لرئيس الجمهورية‬
‫ففي الجزائر وجود الوزير األول أو رئيس الحكومة هو وليد اإلرادة الرئاسية‪ ،‬وأن ذلك‬
‫يتجلى منذ البداية من خالل قرار تعيينه و يتأكد الحقا بقرار إنهاء مهامه)‪.(3‬‬

‫‪ -2‬تعيين أعضاء الحكومة‪:‬‬

‫يكون رئيس الجمهورية هو صاحب سلطة تعيين أعضاء الحكومة‪ ،‬وهذا ما نصت‬

‫عليه (المادة ‪ )104‬من (التعديل الدستوري ‪ّ " :)2020‬‬


‫يعين رئيس الجمهورية أعضاء‬
‫الحكومة بناء على إقتراح من الوزير األول أو رئيس الحكومة‪ ،‬حسب الحالة"‪.‬‬

‫)‪ (1‬د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫)‪ (2‬المادة ‪ ،91‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬
‫)‪ (3‬أومايوف محمد‪ " ،‬عن الطبيعة لرئاسية للنظام السياسي الجزائري"‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪،‬‬
‫الجزائر ‪ ،2013‬ص ‪ ،55‬ص ‪.63‬‬

‫‪18‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -3‬التعيينات األخرى التي تتم على مستوى أجهزة الدولة‪:‬‬

‫باإلضافة الى صالحية تعيين الوزير األول وأعضاء الحكومة يحوز رئيس الجمهورية‬
‫تقريبا على (المادة ‪.)92‬‬
‫يعين رئيس الجمهورّية السيما في الوظائف والمهام اآلتية‪:‬‬
‫ّ‬
‫الدستور‪.‬‬
‫مهام المنصوص عليها في ّ‬ ‫‪ -‬الوظائف وال ّ‬
‫الدولة‪.‬‬
‫المدنية والعسكرّية في ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬الوظائف‬
‫تتم في مجلس الوزراء بإقتراح من الوزير األول أو رئيس الحكومة‪،‬‬‫‪ -‬التّعيينات اّلتي ّ‬
‫حسب الحالة‪.‬‬
‫‪ -‬الرئيس األول للمحكمة العليا‪.‬‬
‫الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس مجلس ّ‬
‫‪ -‬األمين العام للحكومة‪.‬‬
‫‪ -‬محافظ بنك الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬القضاة‪.‬‬
‫‪ -‬مسؤولي أجهزة األمن‪.‬‬
‫‪ -‬الوالة‪.‬‬
‫المسيرين لسلطات الضبط‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬األعضاء‬

‫ويعين رئيس الجمهورّية سفراء الجمهورّية والمبعوثين فوق العادة إلى الخارج‪ ،‬وينهي‬
‫ّ‬
‫بلوماسيين األجانب وأوراق إنهاء مهامهم‪،.‬‬
‫ّ‬ ‫الد‬
‫ويتسلم أوراق اعتماد الممّثلين ّ‬
‫ّ‬ ‫مهامهم‪،‬‬
‫باإلضافة إلى الوظائف المنصوص عليها في الحالتين‪ 04 :‬و‪ 05‬أعاله‪ ،‬يحدد قانون‬
‫يعين فيها رئيس الجمهورية)‪.(1‬‬
‫عضوي الوظائف القضائية األخرى التي ّ‬
‫ثالثا‪ :‬السلطة التنظيمية غير المحددة لرئيس الجمهورية‬
‫وهذا يتبين من خالل نص (المادة ‪ )141‬من (التعديل الدستوري ‪" :)2020‬يمارس‬
‫المخصصة للقانون"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نظيمية في المسائل غير‬
‫السلطة التّ ّ‬
‫رئيس الجمهورّية ّ‬

‫)‪(1‬‬
‫المادتين ‪ 104،92‬من التعديل الدستوري ‪.2020‬‬

‫‪19‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫يندرج تطبيق القوانين في المجال التّنظيمي اّلذي يعود للوزير األول أو لرئيس‬
‫ّ‬
‫الحكومة حسب الحالة‪ ،‬مقابل ذلك حصر دور البرلمان في المادتين (‪ ،)140 - 139‬أي‬
‫أن كل المجاالت التي تخرج من إختصاص البرلمان تصبح مجاالت تنظيمية لرئيس‬
‫الجمهورية)‪.(1‬‬
‫رابعا‪ :‬سلطة رئيس الجمهورية في المجال العسكري‬
‫هي أهم سلطة وتم التأكيد عليها في (التعديل الدستوري ‪ ،)2020‬وهذا طبقا (للمادة‬
‫الدولة"‪ ،‬و(المادة ‪( )91‬الفقرة ‪– 01‬‬
‫لمدنية والعسكرّية في ّ‬
‫‪( )92‬الفقرة ‪" :)02‬الوظائف ا ّ‬
‫‪.)02‬‬
‫فتجسيد وحدة األمة يتطلب بقاء رئيس الجمهورية على رأس القوات المسلحة‪ ،‬ألن‬
‫دورها يتمثل في الدفاع عن السيادة الوطنية و حماية اإلستقالل الوطني والوحدة اإلقليمية‬
‫والسالمة الت اربية‪ ،‬وحسن فعل المشرع الدستوري‪ ،‬عندما لم يسند قيادة القوات المسلحة‬
‫للوزير األول مثلما تفعل بعض األنظمة‪ ،‬وذلك إلبعاد الجيش عن الصراعات الحزبية و‬
‫السياسية كون البالد إنطلقت في تطبيق التعددية الحزبية خوفا من إستعمال القوات‬
‫المسلحة ألغراض حزبية أو سياسية من طرف الوزير األول‪ ،‬رئيس الحكومة وبهذا ألقى‬
‫الدستور قيادة القوات المسلحة لرئيس الجمهورية مدعما بذلك سلطاته الفعلية إلى جانب‬
‫تولي القيادة العليا للقوات المسلحة فهو يتولى مسؤولية الدفاع الوطني و بالتالي فهو‬
‫مسؤول عن السياسة الدفاعية وهو الذي يرسمها ويحدد مبتدئها وأهدافها وأال تشاركه‬
‫الحكومة في ذلك‪ ،‬ألن مجال الدفاع مجال خاص برئيس الجمهورية‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬إحتكار رئيس الجمهورية للسياسة الخارجية و النشاط الدبلوماسي‬
‫لرئيس الجمهورية سلطات واسعة في مجال السياسة الخارجية والعالقات الدولية للبالد‬
‫لكونه الذي يقرر السياسة الخارجية لألمة ويوجهها ويشرف على تنفيذها‪ ،‬وهذا ما نصت‬
‫ويعين رئيس الجمهورّية سفراء الجمهورّية والمبعوثين فوق‬
‫عليه (المادة ‪( )92‬الفقرة ‪ّ " :)12‬‬
‫العادة إلى الخارج‪ ،‬وينهي مهامهم"‪.‬‬

‫)‪ (1‬المادة ‪ 141‬من التعديل الدستوري ‪.2020‬‬

‫‪20‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫حيث تلجأ الدول من أجل التعاون فيما بينها إلى اإلتصال ببعضها البعض‪ ،‬وتستخدم‬
‫في ذلك التمثيل الخارجي كأداة طبيعية لإلتصال الدولي‪ ،‬ويعتبر التمثيل الدبلوماسي حقا‬
‫ثابتا لكل دولة مستقلة كاملة السيادة‪ ،‬بغض النظر عن شكل نظام الحكم فيها وطبيعته‬
‫طالما أن الدول األخرى تعترف بها فاإلعتراف بإستقالل الدول يمنحها حق إرسال‬
‫المبعوثين إلى الخارج و إستقبال المبعوثين األجانب الى أراضيها)‪.(1‬‬
‫ونظ ار ألهمية دور المبعوثين الدبلوماسيين نص (التعديل الدستوري ‪ )2020‬على‬
‫ويعين‬
‫الجهة المناط بها سلطة تعيينهم وعزلهم‪ ،‬حيث تنص (المادة ‪( )92‬الفقرة ‪ّ " :)12‬‬
‫رئيس الجمهورّية سفراء الجمهورّية والمبعوثين فوق العادة إلى الخارج‪ ،‬وينهي مهامهم")‪.(2‬‬
‫سادسا‪ :‬إحتكار رئيس الجمهورية لمجال ابرام المعاهدات الدولية‬
‫يعد رئيس الجمهورية المسؤول دون منازع على تحديد السياسة في مجال العالقات‬
‫الدولية‪ ،‬ناهيك على أنه يتولى قيادة السياسة الخارجية وقيامه برسم معالمها‪ ،‬كما ينهض‬
‫رئيس الجمهورية بتسيير وتنسيق هذه األخيرة تماشا وواقع حال الدولة الجزائرية الذي‬
‫يفصح عنه برنامج رئيس الحكومة)‪.(3‬‬
‫وهذا ما نصت عليه (المادة ‪( )91‬الفقرة ‪ )12‬من التعديل الدستوري ‪" :2020‬يبرم‬
‫فاقيات‬
‫ولية ويصادق عليها"‪( ،‬والمادة ‪" :)102‬يوّقع رئيس الجمهورّية اتّ ّ‬‫الد ّ‬
‫المعاهدات ّ‬
‫السلم"‪.‬‬
‫الهدنة ومعاهدات ّ‬
‫فاقيات المتعّلقة بهما‪.‬‬
‫يلتمس رئيس الجمهورية رأي المحكمة الدستورية بشأن االتّ ّ‬
‫كل غرفة من البرلمان لتوافق عليها‬ ‫يعرض رئيس الجمهورية تلك اإلتفاقيات فو ار على ّ‬
‫فاقيات الهدنة‪ ،‬ومعاهدات‬‫صراحة‪( ،‬والمادة ‪" :)153‬يصادق رئيس الجمهورّية على إتّ ّ‬
‫الدولة والمعاهدات المتعلقة بقانون‬
‫السلم‪ ،‬والتّحالف واإلتّحاد‪ ،‬والمعاهدات المتعلقة بحدود ّ‬
‫ّ‬
‫الدولة‪ ،‬واإلتفاقات‬
‫انية ّ‬
‫األشخاص‪ ،‬والمعاهدات اّلتي تترتّب عليها نفقات غير واردة في ميز ّ‬

‫)‪(1‬‬
‫عز الدين بغدادي‪ ،‬اإلختصاص الدستوري لكل من رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة‪ ،‬الطبعة األول‪ ،‬مكتبة الوفاء‬
‫القانونية‪ ،2009 ،‬ص ‪ ،49‬ص ‪.61‬‬
‫)‪(2‬‬
‫المادة ‪ 92‬من التعديل الدستوري ‪.2020‬‬
‫)‪(3‬‬
‫عبد هللا بوقفة‪ ،‬القانون الدولي المعاصر والقانون الدستوري‪ ،‬ص ‪.510‬‬

‫‪21‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫الحر والشراكة وبالتكامل‬


‫ّ‬ ‫الثنائية أو المتعددة األط ارف المتعلقة بمناطق التبادل‬
‫كل غرفة من البرلمان صراحة")‪.(1‬‬
‫اإلقتصادي‪ ،‬بعد أن توافق عليها ّ‬
‫كما أن إحتكار رئيس الجمهورية للسياسة الخارجية من مظاهر هشاشة مركز هذا‬
‫األخير ومظهر السيطرة الرئاسية‪ ،‬خاصة و أن السياسة الخارجية تكتسي أهمية كبيرة في‬
‫السياسة الوطنية‪ ،‬ولم يمنح الوزير األول صالحية ممارسة السياسة الخارجية بالرغم من‬
‫أن معاهدة '"فيينا" التي صادقت عليها الجزائر‪ ،‬تعتبر كل من رئيس الحكومة و وزير‬
‫الشؤون الخارجية بموجب مناصبها ممثلين لدولتهما)‪.(2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الصالحيات التشريعية‬
‫أوال‪ :‬مدى مساهمة رئيس الجمهورية في التدخل في العملية التشريعية‬
‫لقد سعى (التعديل الدستوري ‪ )2020‬الى المحافظة على الوضع الذي كرسه (التعديل‬
‫الدستوري ‪ ،)2016‬فيما يتعلق بالسلطات المحولة لرئيس الجمهورية المساهمة في التدخل‬
‫في العملية التشريعية‪ ،‬من هذ ه السلطات فكرة التشريع بأوامر وهي من اإلجراءات الجد‬
‫خطيرة في إعتقادنا‪ ،‬ألنه إنتهاك صارخ إلحدى اإلختصاصات األصلية للبرلمان)‪.(3‬‬

‫‪ -1‬إنفراد رئيس الجمهورية بسلطة التشريع بأوامر‪:‬‬

‫إن األصل العام في التشريع يعود للبرلمان وكإستثناء منحت السلطة التنفيذية حق‬
‫التشريع في غيبة البرلمان حتى تتفادى الدولة حاالت اإلرباك التي قد تصيب‬
‫مؤسساتها)‪.(1‬‬

‫‪ .1.1‬لرئيس الجمهورية التشريع بأوامر‪ ،‬لكن المؤسس الدستوري قيده بمجموعة من‬
‫الضوابط يتعين عليه إحترامها‪ ،‬وذلك حتى ال تتحول سلطة التشريع الى سلطة‬
‫أصلية له فال يمكنه التشريع بأوامر إال في حالة الحاجة الملحة والمستعجلة التي‬

‫)‪(1‬‬
‫المادة ‪ 91‬والمادة ‪ ،102‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬
‫)‪(2‬‬
‫إبراهيم أفطوش‪ ،‬المسؤولية السياسية للحكومة في إطار التعديل الدستوري ‪ 15‬نوفمبر ‪ ،2008‬مذكرة ماجستير‪،‬‬
‫جامعة تيزي وزو ‪ ،‬سنة ‪ ،2012‬ص (‪.)33-32‬‬
‫)‪(3‬‬
‫فوزي أوصديق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫)‪(1‬‬
‫عز الدين بغدادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪22‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫تقضي التعجيل في التشريع‪ ،‬إ ال أن هذا الشرط يفتقد الوضوح لعدم تحديد الجهة‬
‫التي تراقب مدى توفر شرط اإلستعجال‪ ،‬وهذا ما نصت عليه (المادة ‪( )142‬الفقرة‬
‫يشرع بأوامر في‬‫‪ )01‬من (التعديل الدستوري ‪" :)2020‬لرئيس الجمهورّية أن ّ‬
‫الشعبي الوطني أو خالل العطلة البرلمانية‬ ‫مسائل عاجلة في حالة شغور المجلس‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫بعد رأي مجلس الدولة"‪ ،‬باإلضافة الى ذلك قيد المؤسس الدستوري رئيس‬
‫الجمهورية زمنيا بحيث ال يمكن له التشريع بأوامر إال في حالتين حالة شغور‬
‫المجلس الشعبي الوطني والعطل البرلمانية‪.‬‬
‫تعّد الغية األوامر اّلتي ال‬
‫كما نصت (المادة ‪( )142‬الفقرة ‪ )04‬على أنه‪َ " :‬‬
‫يوافق عليها البرلمان")‪.(1‬‬
‫إن كان لرئيس الجمهورية في الجزائر سلطة تقدير حاالت إصدار األوامر فإن‬
‫هذا التقدير يمارسه تحت رقابة البرلمان بغرفتيه‪.‬‬
‫ألن البرلمان هو صاحب اإلختصاص األصيل في التشريع لذلك ال بد من‬
‫الرجوع اليه إلخفاء الصبغة القانونية على هذه األوامر للموافقة عليها إال أن هذه‬
‫المادة لم تنص على جزاء عدم عرض هذه األوامر على البرلمان)‪.(2‬‬
‫من هذا المنطلق فإن للبرلمان أن يقبل أو يرفض نصوص هذه األوامر جملة‬
‫ال تفصيال لكونه ال يصح للبرلمانيين مناقشة أو إدخال أي تعديالت على هذه‬
‫األوامر‪.‬‬
‫‪ .2.1‬التشريع بأوامر في المجال المالي‪:‬‬
‫األصل في المصادقة على قانون المالية يكون من طرف البرلمان لكن‬
‫المؤسس الدستوري قيده بمدة (‪ 75‬يوم) من تاريخ إيداعه ففي حالة إنتهاء هذا‬
‫األجل يتدخل رئيس الجمهورية‪ ،‬وهذا ما جاء في نص (المادة ‪ )146‬من الدستور‬
‫مدة أقصاها خمسة‬
‫المالية في ّ‬
‫ّ‬ ‫التي نصت على‪" :‬يصادق البرلمان على قانون‬
‫وسبعون (‪ 75‬يوما) من تاريخ إيداعه‪.‬‬

‫)‪ (1‬المادة ‪ ،142‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬


‫)‪ (2‬عز الدين بغدادي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬

‫‪23‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫المحدد سابقا‪ ،‬يصدر رئيس‬


‫ّ‬ ‫في حالة عدم المصادقة عليه في األجل‬
‫الجمهورّية مشروع الحكومة بأمر‪.‬‬
‫العضوي المذكور في ( ّ‬
‫المادة ‪)135‬‬ ‫ّ‬ ‫تحدد اإلجراءات األخرى بموجب القانون‬
‫ّ‬
‫الدستوري ‪.2020‬‬
‫من التعديل ّ‬
‫‪ -2‬حق اقتراح القوانين‪:‬‬

‫لكل من الوزير األول‬‫نصت (المادة ‪ )143‬من التعديل الدستوري ‪ 2020‬على أنه‪ّ " :‬‬
‫حق المبادرة بالقوانين"‪.‬‬
‫أو رئيس الحكومة‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬والنواب وأعضاء مجلس األمة‪ّ ،‬‬
‫ثم يودعها‬
‫الدولة‪ّ ،‬‬
‫تعرض مشاريع القوانين على مجلس الوزراء‪ ،‬بعد رأي مجلس ّ‬
‫الشعبي الوطني أو‬ ‫الوزير األول أو رئيس الحكومة‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬لدى مكتب المجلس‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫مكتب مجلس األمة‪.‬‬
‫يفهم من هذه المادة أعاله أن المؤسس الدستوري منح حق المبادرة بالقوانين للوزير‬
‫األول والنواب وأعضاء مجلس األمة وهذا ما يدفعنا للتساؤل عن دور رئيس الجمهورية في‬
‫مجال المبادرة بمشاريع القوانين‪ ،‬لكن بالعودة الى (الفقرة ‪ ( )03‬المادة ‪ )143‬من التعديل‬
‫الدستوري ‪ ،2020‬من هذه المادة نجدها إشترطت مرور هذه القوانين على مجلس‬
‫الوزراء‪ ،‬وكما هو معلوم أن رئيس الجمهورية هو الذي يرأس مجلس الوزراء‪ ،‬ونتيجة ذلك‬
‫سيطرة رئيس الجمهورية على المشاريع التي تعرض على مجلس الوزراء‪ ،‬مما يعني أن‬
‫الرئيس هو المكلف الوحيد بإعطاء تأشيرة لمرور هذا المشروع أو رفضه)‪.(1‬‬

‫‪ -3‬سلطة رئيس الجمهورية في طلب اجراء قراءة ثانية للقانون المصادق عليه‪:‬‬

‫نصت (المادة ‪ )149‬من التعديل الدستوري ‪ 2020‬على أنه‪" :‬يمكن رئيس الجمهورّية‬
‫تم التّصويت عليه في غضون الثّالثين (‪ 30‬يوما) الموالية‬
‫أن يطلب قراءة ثانية في قانون ّ‬
‫لتاريخ المصادقة عليه"‪.‬‬

‫بأغلبية ثلثي (‪ )3_2‬أعضاء‬


‫ّ‬ ‫في هذه الحالة ال تتم المصادقة على القانون إالّ‬
‫المجلس الشعبي الوطني وأعضاء مجلس األمة‪.‬‬
‫ّ‬

‫)‪(1‬‬
‫المادة ‪ ،146-143‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬

‫‪24‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫من بين السلطات المخولة لرئيس الجمهورية في المجال التشريعي مع اإلشارة‬


‫إلختالف تسميا هذه الطريقة في الدساتير المقارنة‪ ،‬هي طلب إجراء مداوالت ثانية للقانون‬
‫الموافق عليه‪ ،‬ومن بين التسميات التي أطلقت عليه حق اإلعتراض في الدستور‬
‫المصري)‪.(1‬‬
‫يمكن لرئيس الجمهورية أن يعارض نص تم التصويت عليه من خالل طلب القراءة‬
‫الثانية)‪ ،(2‬حيث تعد القراءة الثانية أو طلب إجراء المداولة بمثابة إعادة النظر في‬
‫مقترحات الق وانين من قبل السلطة التنفيذية والتي يفترض أن مصدرها السلطة التشريعية‬
‫فالقراءة الثانية تتحول الى أداة إ بتزاز من السلطة التنفيذية في مواجهة السلطة‬
‫التشريعية)‪.(3‬‬
‫نرى أن المؤسس الدستوري يمنح لرئيس الجمهورية حق إجراء مداولة ثانية في قانون‬
‫تم التصويت عليه وفي هذه الحالة ال يتم إقرار القانون إال بأغلبية ثلثي أعضاء المجلس‬
‫الشعبي الوطني‪ ،‬فالقراءة الثانية هو معارضة من تنفيذ النص المصوت عليه إلخالله‬
‫بروح الدستور‪ ،‬فيلفت اإلنتباه رئيس الجمهورية بإدراج هذا اإلعتراض حتى يتم تدارك‬
‫الموقف)‪.(4‬‬
‫ثانيا‪ :‬اآلليات المقررة لرئيس الجمهورية للتأثير على السلطة التشريعية‬

‫‪ -1‬التعيين على مستوى مجلس األمة‪:‬‬

‫يتمتع رئيس الجمهورية بسلطة تقديرية في تعيين ثلث أعضاء مجلس األمة و ذلك من‬
‫يعين رئيس‬
‫بين الشخصيات والكفاءات الوطنية حسب (المادة ‪( )121‬الفقرة ‪ّ " :)03‬‬

‫)‪(1‬‬
‫د‪ .‬محمد هاملي‪ ،‬هيمنة السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬دراسة مقارنة‬
‫بالنظامين الدستوري المصري والفرنسي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2014 ،‬ص ‪.48‬‬
‫)‪ (2‬فوزي أوصديق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫)‪(3‬‬
‫د‪ .‬سامري سامية‪ ،‬تطبيق مفهوم الديمقراطية في الدول المغاربية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الجزائر المغرب تونس‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة درجة دكتوراه في القانون العام‪ ،‬الجزائر‪ ،2012-2011،‬ص ‪.248‬‬
‫)‪ (4‬فوزي أوصديق‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.128‬‬

‫‪25‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫خصيات والكفاءات‬
‫الش ّ‬
‫األمة من بين ّ‬
‫الجمهورّية الثـّلث (‪ )3/1‬اآلخر من أعضاء مجلس ّ‬
‫الوطنية في المجاالت العلمية والمهنية واالقتصادية واالجتماعية")‪.(1‬‬
‫ّ‬
‫‪ -2‬دعوة البرلمان لالنعقاد في دورة غير عادية‪:‬‬

‫بالرجوع (للمادة ‪( )138‬الفقرة ‪ )03‬من التعديل الدستوري ‪" :2020‬يمكن أن يجتمع‬


‫عادية بمبادرة من رئيس الجمهورّية"‪ ،‬يستنتج أنه ال يمكن للبرلمان‬
‫البرلمان في دورة غير ّ‬
‫أن يجتمع في دورة غير عادية إال بناءا على مبادرة رئيس الجمهورية وأكدت (المادة‬
‫‪ )138‬في فقرتها الرابعة يمكن للبرلمان كذلك أن يجتمع بناءا عن إستدعاء من رئيس‬
‫الجمهورية بطلب من الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة أو بطلب من ثلثي‬
‫(‪ )2-3‬أعضاء المجلس الشعبي الوطني‪.‬‬

‫‪ -3‬الحل الرئاسي امتياز دستوري لرئيس الجمهورية‪:‬‬

‫من أبرز الصالحيات للتأثير على البرلمان سلطة حل المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬وهو‬
‫وسيلة دستورية تضع نهاية لعهدة المجلس وتحرك إنتخابات تشريعية قبل أوانه‪ ،‬ولو أن‬
‫هذه السلطة أخذت بعد ذو طابع قانوني و سياسي)‪.(2‬‬
‫قد يحل المجلس الشعبي الوطني بطريقتين‪ ،‬األولى وجوبية تلقائية والثانية بإرادة رئيس‬
‫الجمهورية‪.‬‬

‫‪ .1.1‬الحل الوجوبي‪:‬‬

‫تجنبا لدخول العالقة بين السلطات في حلقة مفرغة وضع المؤسس الدستوري آلية من‬
‫شأنها أن تحد من التعسف في إستعمال المجلس الشعبي الوطني لصالحياته في رفض‬
‫المصادقة على مخطط عمل الحكومة المعروض عليه‪ ،‬هذه اآللية نص عليها (التعديل‬
‫الشعبي الوطني من‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫الدستوري ‪ )2020‬في (مادته ‪" :)108‬إذا لم ُ‬
‫تحصل موافقة المجلس‬
‫العادية إلى غاية انتخاب‬
‫ّ‬ ‫الشؤون‬
‫تستمر الحكومة القائمة في تسيير ّ‬
‫حل وجوبا"‪ ،‬و ّ‬
‫جديد‪ُ ،‬ي ّ‬
‫الشعبي الوطني وذلك في أجل أقصاه ثالثة (‪ 03‬أشهر)‪.‬‬ ‫المجلس‬
‫ّ ّ‬
‫)‪ (1‬المادة ‪ ،121‬من التعديل الدستوري ‪.2020‬‬
‫)‪ (2‬السعيد بوشعير‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬سنة ‪ ،1990‬ص ‪.253‬‬

‫‪26‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2.1‬الحل االختياري‪:‬‬

‫يمتلك رئيس الجمهورية حل المجلس الش عبي الوطني متى رأي ذلك مناسبا وبإقدامه‬
‫على مثل هذا اإلجراء الخطير يكون قد حدد األهداف المتوخاة من وضع حد للعهدة‬
‫التشريعية للغرفة األولى للبرلمان‪ ،‬وأهم هدف يكمن تصوره من وراء حل المجلس الشعبي‬
‫الوطني من طرف رئيس الجمهورية‪ ،‬وهو تنظيم إنتخابات تشريعية من شأنها أن تجلب‬
‫أغلبية نيابية مساندة لرئيس الجمهورية‪ ،‬ألنه ال يتصور أن يغامر رئيس الجمهورية‬
‫بمواجهة النواب بقرار الحل دون أن يدرك النتائج التي قد تترتب عليه)‪.(1‬‬

‫وقد تم النص على الحل اإلختياري من خالل (المادة ‪ )151‬من التعديل الدستوري‬
‫الشعبي الوطني‪ ،‬أو إجراء‬ ‫حل المجلس‬
‫يقرر ّ‬ ‫‪" :2020‬يمكن رئيس الجمهورّية أن ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫الشعبي‬ ‫األمة‪ ،‬ورئيس المجلس‬
‫يعية قبل أوانها‪ ،‬بعد إستشارة رئيس مجلس ّ‬ ‫إنتخابات تشر ّ‬
‫ّ ّ‬
‫الوطني‪ ،‬ورئيس المحكمة الدستورية‪ ،‬والوزير األول أو رئيس الحكومة‪ ،‬حسب الحالة"‪.‬‬
‫ّ‬
‫تجرى هذه االنتخابات في كلتا الحالتين‪ ،‬في أجل أقصاه ثالثة (‪ 03‬أشهر)‪ ،‬وإذا‬
‫ألي سبب كان‪ ،‬يمكن تمديد هذا األجل لمدة أقصاها ثالثة‬ ‫تع ّذر تنظيمها في هذا األجل ّ‬
‫(‪ 03‬أشهر) بعد أخذ رأي المحكمة الدستورية")‪.(2‬‬
‫خالصة هذا العنصر أن حل البرلمان وسيلة رقابية في غاية األهمية والخطورة فهي‬
‫سالح ذو حدين‪ ،‬فاذا تم إستخدامه في إطاره الدستوري و في إطار الغاية التي شرع من‬
‫أجلها كان وسيلة للحفاظ على إستقرار العالقات بين السلطات العامة في الدولة‪ ،‬كما قد‬
‫يصبح وسيلة لهيمنة السلطة التنفيذية على باقي السلطات في حالة إساءة استخدامه‪ ،‬كما‬
‫يخلق وضعية عدم ثقة و اإلستقرار في العالقات بين هذه السلطات)‪.(3‬‬

‫)‪(1‬عمار عباس‪ ،‬العالقة بين السلطات في األنظمة السياسية المعاصرة وفي النظام السياسي الجزائري‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2010‬ص ‪.175 ،174 ،172‬‬
‫)‪ (2‬المادة ‪ ،151‬من التعديل الدستوري ‪.2020‬‬
‫)‪(3‬‬
‫عبد الجميد مرزوقي (حق رئيس الدولة في حل البرلمان)‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬مجلة تصدر عن جامعة بسكرة‪،‬‬
‫عدد ‪( 26‬جوان ‪ ،)2012‬ص ‪.101‬‬

‫‪27‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الصالحيات القضائية‬


‫أوال‪ :‬رئاسة المجلس األعلى للقضاء‬
‫المجلس األعلى للقضاء عبارة عن هيئة نص عليها الدستور‪ ،‬ومن مهامه التي يقررها‬
‫تعيين القضان ونقلهم وسير سلمهم الوظيفي‪ ،‬فإن ذلك يكون بقيادة رئيسه الذي هو رئيس‬
‫الجمهورية صاحب اإلختصاص في تعيين القضاة)‪ ،(1‬وهذا ما نص عليه (التعديل‬
‫الدستوري ‪ ،)2020‬من خالل (المادة ‪( )180‬الفقرة ‪ )02‬التي جاءت كاآلتي‪" :‬يرأس‬
‫رئيس الجمهورية المجلس األعلى للقضاء)‪. (2‬‬
‫ومن منطلق أ ن رئيس الجمهورية حامي الدستور وصاحب السلطة السامية ممثل‬
‫األمة جمعاء والمتكلم عنها‪ ،‬والعدالة تؤدي بإسم الشعب على الوجه المبين في الدستور‪،‬‬
‫فالنتيجة يعد رئيس الجمهورية القاضي األول في الجمهورية‪ ،‬وهذا ما بدى من خالل‬
‫رئاسة رئيس الجمهورية للمجلس األعلى للقضاء و تعيينه للقضاة)‪.(3‬‬
‫ثانيا‪ :‬إصدار حق العفو و تخفيض العقوبات وإستبدالها‬
‫تتحدد مظاهر حلول رئيس الجمهورية محل السلطة القضائية من خالل حق إصدار‬
‫العفو وتخييض العقوبات أو إستبدالها بداية‪ ،‬وللعلم أن‪" :‬العفو الشامل هو تعطيل للعمل‬
‫بقانون العقوبات ف هو مساس بالقوة القانونية للنص ومن ثم ال يملك إصداره اال السلطة‬
‫المخولة لها إصدار القوانين")‪.(4‬‬

‫حيث أسند الدستور لرئيس الجمهورية الجزائري حق إصدار العفو وتحييض العقوبات‬
‫أو إستبدالها بإعتباره قاضي القضاة‪ ،‬وهي الصفة التي كانت مرتبطة بشخص الملك‬
‫فبأوروبا ثم إنتقلت إلى الشخص األول في الدولة مهما كانت التسمية التي يحملها (ملك‪،‬‬

‫)‪ (1‬سعيد بوشعير‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫)‪ (2‬عبد هللا بوقفة‪ ،‬الوجيز في القانون الدستوري الجزائري‪ ،‬نشأة فقها تشريعا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫)‪ (3‬فريدة بن يونس‪( ،‬العفو الشامل والحق التشريعي لرئيس الجمهورية في القانون الجزائري)‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬مجلة تصدر‬
‫عن جامعة بسكرة ‪،‬عدد ‪( ،07‬نوفمبر ‪ ،)2011‬ص ‪.210‬‬
‫)‪ (4‬فريدة بن يونس‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.210‬‬

‫‪28‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫إمبراطور‪ ،‬أمير‪ ،‬رئيس دولة أو رئيس الجمهورية))‪ ،(1‬وهذا من خالل نص (المادة ‪)91‬‬
‫وحق تخييض العقوبات‬ ‫(الفقرة ‪ )08‬من التعديل الدستوري ‪" :2020‬له ّ‬
‫حق إصدار العفو ّ‬
‫أو استبدالها")‪.(2‬‬
‫قبليًا في‬
‫كما نصت (المادة ‪ )182‬على‪" :‬يبدي المجلس األعلى للقضاء رأيا استشارّيا ّ‬
‫حق العفو")‪.(3‬‬
‫ممارسة رئيس الجمهورّية ّ‬
‫وعليه فإ ن رئيس الجمهورية ال يتحد قرار إصدار مرسوم العفو إال بعد إستشارة‬
‫المجلس األعلى للقضاء‪ ،‬ورأي هذا األخير غير ملزم لرئيس الجمهورية حيث يمكنه األخذ‬
‫به أو تركه كونه ال يتعدى أنه إجراء شكلي ضروري ‪،‬الهدف منه إعالمه بقرار العفو)‪،(4‬‬
‫على العموم فإ ن رأي المجلس ليس له أي تأثير على ق اررات رئيس الجمهورية طالما‬
‫أنه مجرد رأي استشاري من جهة‪ ،‬وألن رئيس الجمهورية هو رئيس المجلس األعلى‬
‫للقضاء من جهة أخرى‪ ،‬كان األجدر بالمؤسس الدستوري أن يضع آليات والضمانات‬
‫التي تحول دون إستعماله ألغراض ديماغوجية وسياسية أو على نحو فيه مساس بدور‬
‫القضاء في مكافحة الجريمة‪ ،‬أين يالحظ في دول العالم الثالث أنه كلما إقتربت مواعيد‬
‫اإلنتخابات الرئاسية كلما كثرت مراسيم العفو الرئاسية التي أصبح توقيعها يكاد يكون‬
‫بصفة دورية في العديد من المناسبات الرسمية‪ ،‬وهذا من شأنه أن يؤدي إلى نتائج منافية‬
‫للغرض الذي أقر حق العفو من أجله)‪.(5‬‬
‫ثالثا‪ :‬سلطة تعيين القضاة‬
‫تنص (المادة ‪( )92‬الفقرة ‪ )08‬من التعديل الدستوري ‪2020‬على‪" :‬يعين رئيس‬
‫الجمهورية ال سيما في الوظائف و المهام اآلتية ‪ ....‬القضاة")‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬سعيد بوشعير‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫)‪ (2‬المادة ‪ ،91‬من التعديل الدستوري ‪.2020‬‬
‫)‪ (3‬المادة ‪ ،182‬من التعديل الدستوري ‪.2020‬‬
‫)‪(4‬‬
‫زينب عبد الالوي‪ ،‬توزيع السلطة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في ظل دستور ‪ ،1996‬مذرة ماجستير‬
‫جامعة باتنة‪ ،2003-2004 ،‬ص ‪.50‬‬
‫)‪ (5‬حنان مفتاح‪ ،‬رئيس الجمهورية بين الدستورين الجزائري واألمريكي _دراسة مقارنة_ مذكرة ماجستير من جامعة باتنة‬
‫‪.2004-2003‬‬
‫)‪ (6‬المادة ‪ ،92‬من التعديل الدستوري ‪.2020‬‬

‫‪29‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫بناءا على هذا النص السابق يتضح لنا بصورة التدع أي مجال للشك بأن رئيس‬
‫الجمهورية يسيطر بصفة تكاد تكون كلية على الجهاز القضائي من الناحية العضوية‪،‬‬
‫فالقاضي معين بدوره من رئيس الجمهورية الذي بإمكانه عزله وقت ما يشاء)‪.(1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬في الظروف اإلستثنائية‬
‫إن رئيس الجمهورية في الظروف اإلستثنائية يتمتع بحقوق واسعة‪ ،‬مما يؤدي‬
‫بالمساس بحقوق وحريات األف ارد المعترف بها دستوريا فيقيدها وينتهكها على أساس الحالة‬
‫االستثنائية)‪.(2‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إعالن حالتي الطوارئ والحصار‬
‫هاتان الحالتان قريبتان من بعضهما البعض‪ ،‬كون المؤسس الدستوري تضمنهما في‬
‫نفس (المادة ‪ ،(3))97‬ومن الفروق األساسية بينهما أن حالة الطوارئ تتميز بتوسيع‬
‫سلطات الشرطة في مجال حفظ األمن‪ ،‬وبالتالي تقييد الحريات العامة‪ ،‬لكن الحكم يبقى‬
‫بين السلطات المدنية‪ ،‬أما حالة الحصار تتميز بإنتقال السلطة الى الجيش باإلضافة طبعا‬
‫الى تقييد أشد للحريات العامة وإيقاف العمل السياسي‪ ،‬الشرط الموضوعي واحد وهو وجود‬
‫ضرورة ملحة تدعو الى تقرير إحدى الحالتين‪ ،‬يستنتج من هذا أن قيام رئيس الجمهورية‬
‫بتقرير إحدى الحالتين يتوقف على تقريره الخاص والمرتبط طبعا بدرجة الضرورة الملحة‬
‫فهو الذي يقدر ما إذا كانت الضرورة الملحة القائمة تستدعي حالة الطوارئ أم حالة‬
‫الحصار)‪.(4‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطار القانوني للحالتين‬
‫يتضح اإلطار القانوني من خالل (المادة ‪ )97‬من التعديل الدستوري ‪ 2020‬التي‬
‫طوارئ أو‬‫الملحة‪ ،‬حالة ال ّ‬
‫ّ‬ ‫الضرورة‬
‫يقرر رئيس الجمهورّية‪ ،‬إذا دعت ّ‬ ‫تنص على‪ّ " :‬‬
‫لمدة أقصاها ثالثون (‪ 30‬يوما) بعد إجتماع المجلس األعلى لألمن‪ ،‬وإستشارة‬
‫الحصار ّ‬

‫)‪ (1‬حنان مفتاح‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.142‬‬


‫)‪ (2‬فوزي أوصديق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫)‪ (3‬المادة ‪ ،97‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬
‫)‪(4‬‬
‫صالح بالحاج‪ ،‬المؤسسات السياسية والقانون الدستوري في الجزائر من اإلستقالل إلى اليوم‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬سنة ‪ ،2010‬ص ‪.211‬‬

‫‪30‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫رئيس مجلس األمة‪ ،‬ورئيس المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬والوزير األول أو رئيس الحكومة‪،‬‬
‫كل التّدابير الالّزمة إلستتباب‬
‫حسب الحالة و رئيس المحكمة الدستورية‪ ،‬ويتّخذ ّ‬
‫الوضع")‪.(1‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الالزم توافرها لتقرير حالتي الطوارئ و الحصار‬

‫‪ -1‬الشروط الموضوعية‪:‬‬

‫تتمثل في شرطي الضرورة الملحة و تحديد المدة‪.‬‬

‫‪ .1.1‬شرط الضرورة الملحة‪:‬‬

‫وتتجسد الضرورة الملحة في الخطر الذي يهدد سالمة األشخاص والممتلكات والذي‬
‫من أجله إعترف رئيس الجمهورية بإتخاذ بعض التدابير اإلستثنائية‪ ،‬كإعالن حالة‬
‫الطوارئ أو حالة الحصار ويعود لرئيس الجمهورية تقرير هذه الضرورة بعد عقد‬
‫إجتماعات و اإلطالع على تقارير أمنية)‪.(2‬‬

‫‪ .2.1‬شرط تحديد المــــــــــدة‪:‬‬

‫يتعلق األمر بإشتراط إعالن حالتي الحصار والطوارئ لمدة معينة‪ ،‬والمحددة في‬
‫(المادة ‪ )91‬من التعديل الدستوري ‪ 2020‬مدة أقصاها (‪ 30‬يوم)‪ ،‬وإشترط موافقة‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫البرلمان على استمرار الحالتين اذا ما إنتهت المدة األولى المحددة في اإلعالن‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقرير الحالة االستثنائية‬

‫إذا أصبح الوضع أكثر خطورة عما كان عليه‪ ،‬عند تقرير حالة الطوارئ أو الحصار‬
‫وبات هذا الخطر الوشيك أو الداهم وشيك الوقوع أو يوشك الوقوع على مؤسساتها أو على‬
‫إستقاللها أو على سالمة ترابها‪ ،‬فإنه قد يتخذ اإلجراء وهذا حسب (المادة ‪.)98‬‬

‫)‪ (1‬المادة ‪ ،97‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬


‫)‪ (2‬عقيلة خرباشي‪ ،‬العالقة الوظييية بين الحكومة والبرلمان‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2007‬ص‬
‫‪.81‬‬
‫)‪ (3‬المادة ‪ ،91‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬

‫‪31‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬الشروط الواجب توافرها إلعالن الحالة اإلستثنائية‪:‬‬


‫‪ .1.1‬الشروط الموضوعية‪:‬‬

‫وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون هناك خطر مهدد البالد‪.‬‬


‫‪ -‬أن يكون الخطر داهة وشيك الوقوع‪.‬‬
‫‪ -‬أن يصيب الخطر المؤسسات الدستورية أو استقالل الدولة أو سالمة ترابها)‪.(1‬‬
‫المالحظ أن عبارة الخطر الداهم الوارد في الشرط الثاني فهي عبارة فضفاضة‬
‫تقتصر للدقة مثلها مثل كلمة (الضرورة الملحة)‪ ،‬ومنه فعدم وجود معيار موضوعي‬
‫واضح لتحديد درجة الخطر يترك األمر خاضعا للسلطة التقديرية لرئيس الجمهورية)‪،(2‬‬
‫أي أنه لرئيس الجمهورية الحرية المطلقة من حيث تقدير نوعية الخطر الوشيك‬
‫الوقوع‪ ،‬وتخول له سلطة تقدير حجم األضرار التي تنجر عن حدوث الخطر‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإن رئيس الجمهورية يتمتع بمقتضى الدستور سلطة تقديرية واسعة في هذا‬
‫المضمار)‪.(3‬‬
‫‪ .2.1‬الشروط الشكلية‪:‬‬

‫تتمثل هذه الشروط في جملة من اإلستشارات الالزمة من حيث مبدأ إجرائها‬


‫واإلختيارية من حيث األخذ بها)‪ ،(4‬وهذه الشروط ما هي إال شكلية تتوقف عند اإلستشارة‬
‫ال غير)‪ ،(5‬وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬إستشارة رئيس المجلس الشعبي الوطني و رئيس مجلس األمة‪:‬‬

‫الواقع والحقيقة أن دور هذه اإلستشارات ما هو إال إجراء شكلي ما يضفي الدور‬
‫الصوري و المجازي للبرلمان‪ ،‬كون المسألة تكمن في طبيعة السلطة الرئاسية التي يواجه‬

‫)‪ (1‬فوزي أوصديق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬


‫)‪ (2‬عقيلة خرباشي‪ ،‬العالقة الوظييية بين الحكومة والبرلمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.88 ، 87‬‬
‫)‪ (3‬عبد هللا بوقفة‪ ،‬الوجيز في القانون الدستوري‪ ،‬الدستور الجزائري نشأة‪ ،‬فقها‪ ،‬تشريعا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫)‪ (4‬عقيلة خرباشي‪ ،‬العالقة الوظييية بين الحكومة والبرلمان‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫)‪ (5‬عبد هللا بوقفة‪ ،‬الوجيز في القانون الدستوري‪ ،‬الدستور الجزائري نشأة‪ ،‬فقها‪ ،‬تشريعا‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.148‬‬

‫‪32‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫بها رئيس الجمهورية الحالة االستثنائية‪ ،‬حيث تتوسع توسعا يؤدي بها لتجاوز نطاق‬
‫الدستور التي تستمد منه شرعيتها لتكون أمام السلطة الرئاسية بتخويل من الدستور)‪.(1‬‬
‫ب_ االستماع للمجلس األعلى لألمن‪:‬‬

‫هنا ورد مصطلح اإلستماع بدل من مصطلح اإلجتماع‪ ،‬والوجود ألهمية التمييز بين‬
‫المصطلحين كون اإلستماع ال يكون إال عن طريق اإلجتماع‪ ،‬وتكمن الحكمة في سماع‬
‫رأي المجلس األعلى لألمن في تشخيص حالة الخطر الوشيك تشخيصا أمنيا بتحليل‬
‫مواطنه وأسبابه و تحديد سبل المقاومة‪.‬‬

‫ج‪ -‬اإلستماع إلى مجلس الوزراء‪:‬‬

‫هو هيئة دستورية يترأسها رئيس الجمهورية و يتشكل من مجموع الوزراء الذين يتألف‬
‫منهم الطاقم الحكومي و ال شك أن عرض األمر على هذه الهيئة يتمثل صورة من صور‬
‫توسيع دائرة اإلستشارة‪ ،‬ويجعل الرئيس في وضعية يحاط فيها بجملة من اآلراء قبل أن‬
‫يتحذ القرار الذي يناسب الوضعية)‪.(2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إعالن حالة الحرب‬

‫‪ -‬في حالة وقوع عدوان فعلي مسلح أو وشيك الوقوع المبني على العديد من القرائن‪،‬‬
‫كالتحضيرات العسكرية وحشد الجيش وممارسة بعض األعمال التخريبية من قوة‬
‫)‪(3‬‬
‫خارجية‪ ،‬يمكن لرئيس الجمهورية إعالن حالة الحرب‬
‫‪ -‬شروط و إجراءات إعالن الحرب‪.‬‬
‫‪ -‬تنص (المادة ‪ )100‬من التعديل الدستوري ‪" :2020‬إذا وقع ُعدوان فعلي على البالد‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫أو يوشك أن يقع حسب ما نصت عليه التّرتيبات المالئمة لميثاق األمم المتّحدة‪ ،‬يُعلن‬
‫رئيس الجمهورّية الحرب بعد إجتماع مجلس الوزراء واإلستماع إلى المجلس األعلى‬

‫)‪ (1‬عبد هللا بوقفة‪ ،‬أساليب ممارسة السلطة في النظام السياسي الجزائري‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ‪.342‬‬
‫)‪ (2‬عمار بوضياف‪ ،‬التنظيم اإلداري في الجزائر بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫سنة ‪ ،2012‬ص ‪.64‬‬
‫)‪ (3‬فوزي أوصديق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.137‬‬

‫‪33‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫الشعبي الوطني ورئيس المحكمة‬ ‫لألمن وإستشارة رئيس مجلس األمة ورئيس المجلس‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫الدستورية‪.‬‬
‫‪ -‬يجتمع البرلمان وجوبا‪.‬‬
‫لألمة يُعلِ ُمها بذلك)‪.(1‬‬
‫يوجه رئيس الجمهورّية خطابا ّ‬
‫‪ّ -‬‬
‫أوال‪ :‬اإلجراءات السابقة إلعالن الحرب‬

‫‪ -1‬إجتماع مجلس الوزراء‪:‬‬

‫نالحظ أن مصطلح "إجتماع" واسع المفهوم بموجبه ترك لرئيس الجمهورية الحرية‬
‫داخل اإلجتماع في أن يستمع أو يستشير أو يقرر ومن ثم فان تأكيد فعالية الحكومة من‬
‫عدمه داخل مجلس الوزراء وفقا لمصطلح "إجتماع" يبقى في يد رئيس الجمهورية ألنه‬
‫يترأس مجلس الوزراء فيه إشراك الحكومة معه في تقرير إعالن الحرب‪ ،‬وذلك بأخذ‬
‫مشورتها و أريها بعين اإلعتبار‪ ،‬أو اإلكتفاء بإعالمها بقرار إعالن الحرب‪.‬‬

‫‪ -2‬االستماع للمجلس األعلى لألمن‪:‬‬

‫إن رئيس الجمهورية بصفته القائد األعلى للقوات المسلحة‪ ،‬ال يشترط فيه أن يكون‬
‫ملما بكل الشؤون الحربية والعسكرية‪ ،‬ولهذا أوجد المشرع الدستوري "المجلس األعلى‬
‫لألمن"‪ ،‬كما يسمى في مصر "مجلس الدفاع الوطني لمساعدة رئيس الجمهورية في إبداء‬
‫المشورة في ا لقضايا المتعلقة باألمن الوطني ولرئيس الجمهورية سلطة اإلشراف والرئاسة‬
‫عليه)‪.(2‬‬

‫‪ -3‬إستشارة رئيسي غرفتي البرلمان‪:‬‬

‫نرى بأن إجتماع رئيس الجمهورية بمجلس الوزراء و اإللمام بجميع الجوانب العسكرية‬
‫وأهم اإلجراءات الالزمة للحفاظ على األمن بواسطة التقرير الذي يقدمه المجلس األعلى‬
‫لألمن‪ ،‬من ثم فإن إستشارة مجلس الشعب في الجزائر ومصر ليس الغرض منه إبداء‬

‫)‪ (1‬المادة ‪ ،100‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬


‫)‪ (2‬عز الدين بغدادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53 ،52‬‬

‫‪34‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫الرأي ألن اتحاذ قرار إعالن الحرب الدفاعية يحتاج الى سرعة فائقة في الوقت الحاضر‬
‫كما قال الدكتور‪" :‬يحي الجمل"‪ ،‬حيث أصبحت قوة األسلحة التدميرية قد تحسم الحرب‬
‫من ساعاتها األولى‪ ،‬بحيث ال تتيح الفرصة لرئيس الجمهورية لألخذ والرد حول إتخاذ‬
‫القرار المناسب‪.‬‬

‫ومن هذا فإن الغرض من هذه اإلستشارة هو إبال غ البرلمان بقرار إعالن الحرب‬
‫وباآلثار المترتبة عن هذا القرار المتمثلة في إجتماع البرلمان بقوة القانون‪ ،‬ولهذا يرجع‬
‫لرئيس الجمهورية سلطة إتخاذ القرار المناسب دون تقييد بما يبديه رئيسي غرفتي البرلمان‬
‫من آراء‪.‬‬

‫‪ -4‬إجتماع البرلمان وجوبي‪:‬‬

‫المبدأ الدستوري يعبر بحق عن دو ار لبرلمان فاعل من خالل إجتماع البرلمان تلقائية‬
‫بحكم الدستور‪ ،‬و لكن من خالل استنطاق المبدأ الدستوري على ما يفصح عن ذلك‬
‫التعبير المبدأ ينطوي على داللة قانونية ضمنية من منطلق أن البرلمان يجتمع من أجل‬
‫تعليق السلطة الى حين إنهاء الحرب)‪.(1‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات الالحقة إلعالن الحرب‬

‫بالرغم من إيقاف العمل بالدستور طيلة حالة الحرب يلزم الدستور رئيس الجمهورية‬
‫بتوجيه خطاب لألمة يعلمها فيه بدخول وضعية الحرب‪ ،‬و هو تصرف ضروري ألن حالة‬
‫الحرب تتبعها نتائج على حريات المواطنين وحياتهم في جميع المجاالت‪ ،‬فال بد من‬
‫إطالعهم على الوضع لإلعالم و بالضرورة لتقديم مبررات اللجوء الى إعالن حالة‬
‫الحرب)‪.(1‬‬

‫)‪(1‬‬
‫عبد هللا بوقفة‪ ،‬القانون الدولي المعاصر والقانون الدستوري‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،2012‬ص ‪.609‬‬
‫)‪ (1‬صالح بالحاج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.213‬‬

‫‪35‬‬
‫رئيس الجمهورية‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬

‫حاولنا من خالل هذا الفصل إستعراض كل ما يدور حول رئيس الجمهورية بداية من‬
‫إنتخابه ‪ ،‬الذي تضمن كييية ترشحه وإنتهاء عهدته الرئاسية‪ ،‬وهذه تعتبر من التفاصيل‬
‫الجوهرية بإعتبارها نقطة البداية التي تعطي لرئيس الجمهورية الشرعية في ممارسة‬
‫مهامه‪ ،‬وهذه األخير خصصنا لها المبحث الثاني الذي تضمن كل الصالحيات المخولة‬
‫لرئيس الجمهورية التي من خاللها تأكدنا من المكانة المهمة التي يتخذها وكمية‬
‫اإلمتيازات الممنوحة له التي فاقت حتى السلطات األخرى (التشريعية والقضائية)‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫المبحــث الول‪ :‬تعيين الوزير األول أو رئيس الحكومة و نهاية مهامه ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ص ـ ـ ـ ــالحي ـ ـ ــات الوزي ـ ـ ــر األول أو رئيس الحكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــومة‪.‬‬
‫الحكومـــــــــــــــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الحكومة‬

‫بالنظر إلى التعديل الدستوري ‪ 2020‬فإن الرجل الثاني للسلطة التنفيذية له إزدواجية في‬
‫التسمية‪ ،‬فقد يكون إسمه الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة‪ ،‬لذلك سنتطرق إلى‬
‫كل ما يتعلق بالرجل الثاني في السلطة التنفيذية لمعرفة سبب إختالف هذه التسمية والغاية‬
‫منها‪ ،‬لذلك سنتناول بالدراسة والتحليل هذا الفصل وفيه مبحثين ليكون‪:‬‬

‫المبحث األول بعنوان تعيين الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة ونهاية مهامه‪،‬‬
‫أين نتعرف من خالله على كيفية التعميم والشروط واجب توفرها لتعيين كل من الوزير األول‬
‫أو رئيس الحكومة والجهة المخول لها التعيين‪.‬‬

‫المبحث الثاني بعنوان صالحيات رئيس الحكومة أو الوزير األول‪ ،‬أين سنتطرق إلى كل‬
‫ما هو مخول لهم من إمتيازات وصالحيات‪ ،‬والتي قد تكون مشتركة مع جهات أخرى‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعيين الوزير األول أو رئيس الحكومة و نهاية مهامه‬

‫بين تعيين الرجل الثاني في السلطة التنفيذية وإنهاء مهامه مرحلة نظمها التعديل‬
‫الدستوري ‪.2020‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعيين الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة‬

‫وجب توفر مجموعة شروط في الرجل الثاني للسلطة التنفيذية وتحديد الجهة المخول لها‬
‫التعيين‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشروط الواجب توافرها حسب الحالة‬

‫أوال‪ :‬الشرط الواجب توافره لتعيين الوزير األول‬

‫إذا كان محول لرئيس الجمهورية سلطة تعيين الوزير األول هذا ال يعني وإن كان يتمتع‬
‫بالحرية أن تكون مطلقة)‪ ،(1‬بل حدد المشرع الشرط الواجب توافره لتعيين الوزير األول في‬

‫)‪(1‬‬
‫ناجي عبد النور‪ ،‬النظام السياسي الجزائري من األحادية الى التعددية السياسية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬قسنطينة‬
‫الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2006‬ص ‪.71‬‬

‫‪37‬‬
‫الحكومـــــــــــــــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫نص (المادة ‪( )103‬الفقرة ‪" :)01‬يقود الحكومة وزير أول في حال أسفرت اإلنتخابات‬
‫التشريعية عن أغلبية رئاسية"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشرط الواجب توافره لتعيين رئيس الحكومة‬

‫نصت (المادة ‪( )103‬الفقرة ‪ )02‬على أنه‪" :‬يقود الحكومة رئيس حكومة‪ ،‬في حال‬
‫أسفرت اإلنتخابات التشريعية عن أغلبية برلمانية")‪ ،(1‬وهذا يكون خيار قوي كونه يحقق‬
‫التعايش بين الحكومة والبرلمان ويكفل إنسجام وتكامل برنامجها السياسي مع توجيهات‬
‫األغلبية التي إختارها الشعب إذ يفترض أن يكون برنامج الحكومة حينها هو نفسه تقريبا‬
‫البرنامج السياسي الذي حصل بفضله الحزب صاحب األغلبية في البرلمان على ثقة‬
‫الشعب)‪.(2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجهة المخول لها التعيين حسب الحالة‬

‫أوال‪ :‬الجهة المخول لها تعيين الوزير األول‬

‫نصت (المادة ‪ )105‬من (التعديل الدستوري ‪ )2020‬على‪" :‬إذا أسفرت اإلنتخابات‬


‫يعين رئيس الجمهورية وزي ار أول ويكلفه باقتراح تشكيل‬‫التشريعية عن أغلبية رئاسية‪ّ ،‬‬
‫الحكومة وإعداد مخطط عمل لتطبيق البرنامج الرئاسي الذي يعرضه على مجلس الوز ارء")‪.(3‬‬

‫ثانيا‪ :‬الجهة المخول لها تعيين رئيس الحكومة‬

‫نصت (المادة ‪ )110‬من (التعديل الدستوري ‪ )2020‬على أنه‪" :‬إذا أسفرت اإلنتخابات‬
‫التشريعية عن أغلبية برلمانية غير األغلبية الرئاسية"‪.‬‬

‫يعين رئيس الجمهورية رئيس الحكومة من األغلبية البرلمانية‪ ،‬ويكلفه بتشكيل حكومته‬
‫ّ‬
‫وإعداد برنامج األغلبية البرلمانية‪.‬‬

‫)‪ (1‬المادة ‪ ،103‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬


‫)‪(2‬‬
‫حسين صويلح‪ ،‬مكانة السلطة التنفيذية في النظام الدستوري الجزائري الحالي دستور ‪ ،1996‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قالمة‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫)‪ (3‬المادة ‪ ،105‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬

‫‪38‬‬
‫الحكومـــــــــــــــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المعين إلى تشكيل حكومته في أجل ثالثين (‪ 30‬يوما)‪،‬‬


‫ّ‬ ‫إذا لم يصل رئيس الحكومة‪،‬‬
‫يعين رئيس الجمهورية رئيس حكومة جديد ويكلفه بتشكيل الحكومة‪.‬‬
‫ّ‬
‫يعرض رئيس الحكومة‪ ،‬في كل الحاالت‪ ،‬برنامج حكومته على مجلس الوزراء‪ ،‬ثم يقدمه‬
‫للبرلمان حسب الشروط المنصوص عليها في (المواد ‪( )106‬الفقرات ‪ 01‬و‪ 03‬و‪ 04‬و‪107‬‬
‫و‪.(1))108‬‬

‫يتبين أن الوزير األول أو رئيس الحكومة في النظام الدستوري الجزائري يعد شخصية‬
‫فريدة من نوعها‪ ،‬ألنه ال يستمد شرعية وجوده في المنصب الذي يشغله من أي شرعية‬
‫شعبية أو برلمانية بل يستمد شرعيته من قرار تعيينه الصادر عن رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نهاية مهام الوزير األول أو رئيس الحكومة‬

‫تختلف طرق نهاية مهام الوزير األول أو رئيس الحكومة‪ ،‬وهذا اإلختالف أقره المسسس‬
‫الدستوري‪ ،‬لذلك سنتطرق إليه كما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلقالة‬

‫في الجزائر قرار إنهاء مهام الوزير األول أو رئيس الحكومة يعد ق ار ار سياسيا بالدرجة‬
‫األولى يمارسه رئيس الجمهورية إعتمادا على الصالحيات التي يمنحها له الدستور‪ ،‬وأن هذا‬
‫اإلختصاص الذي يمارسه رئيس الجمهورية يعد إختصاصا أصيال ومستقال يجد مصدره من‬
‫الدستور)‪ ،(2‬وهذا ما نصت عليه (المادة ‪ )110‬من (التعديل الدستوري ‪( )2020‬الفقرة ‪:)02‬‬
‫يعين‬
‫المعين إلى تشكيل حكومته في أجل ثالثين (‪ 30‬يوما)‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫"إذا لم يصل رئيس الحكومة‪،‬‬
‫رئيس الجمهورية رئيس حكومة جديد ويكلفه بتشكيل الحكومة")‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬المادة ‪ ،110‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬


‫)‪ (2‬بورايو محمد‪ ،‬السلطة التنفيذية في النظام الدستوري الجزائري بين الوحدة والثنائية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2012‬ص ‪.75‬‬
‫)‪ (3‬المادة ‪ ،110‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬

‫‪39‬‬
‫الحكومـــــــــــــــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلستقالة نظم الدستور حاالت اإلستقالة منها ما هو وجوبي و إرادي‬

‫أوال‪ :‬إستقالة وجوبية‬

‫وحاالتها هي‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلستقالة بسبب عدم موافقة المجلس الشعبي الوطني على مخطط عمل الحكومة‪:‬‬
‫من المعلوم أن الحكومة التي تنال ثقة البرلمان ينبغي لها أن تحصل على تصويت بالثقة‬
‫منه‪ ،‬وفي حالة عدم منحها هذه الثقة فإنها تكون مجبرة على تقديم إستقالتها لرئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬ولدخول الحكومة للعمل ال بد من تصويت البرلمان بالموافقة على برنامجها‪ ،‬وفي‬
‫الحالة العكسية فإ ن الحكومة مجبرة على تقديم إستقالتها لرئيس الجمهورية)‪ ،(1‬كما جاء في‬
‫(المادة ‪ )107‬من (التعديل الدستوري ‪ّ " :)2020‬‬
‫يقدم الوزير األول إستقالة الحكومة لرئيس‬
‫يعين‬
‫الوطني على مخطط عمل الحكومة ّ‬ ‫الشعبي‬ ‫الجمهورّية في حالة عدم موافقة المجلس‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫الكيفيات نفسها")‪.(2‬‬
‫ّ‬ ‫رئيس الجمهورّية من جديد وزي ار أول حسب‬

‫‪ -2‬اإلستقالة بسبب التصويت على الئحة ملتمس الرقابة‪:‬‬


‫يقدم‬
‫حيث نصت (المادة ‪( )111‬الفقرة ‪" :)06‬وفي حالة عدم الموافقة على الئحة الثّقة‪ّ ،‬‬
‫الوزير األول أو رئيس الحكومة‪ ،‬حسب الحالة إستقالة الحكومة"‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلستقالة اإلرادية‪:‬‬
‫تم النص على هذا النوع من اإلستقالة في (المادة ‪ )113‬من (التعديل الدستوري‬
‫يقدم إستقالة الحكومة‬
‫‪" :)2020‬يمكن الوزير األول أو رئيس الحكومة‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬أن ّ‬
‫لرئيس الجمهورّية")‪.(3‬‬

‫وتتم هذه اإلستقالة بمحض إرادة رئيس الحكومة‪ ،‬وقد تحدث هذه اإلستقالة إذا ما كانت‬
‫هناك ظروف أو مشاكل يصعب معها على رئيس الحكومة مواصلة تنفيذ برنامجه‪ ،‬أما ألنه‬
‫أصبح ال يمثل األغلبية البرلمانية‪ ،‬وأصبحت هذه األخيرة ال توافق على مشاريع القوانين التي‬

‫)‪ (1‬عز الدين بغدادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.207‬‬


‫)‪ (2‬المادة ‪ ،107‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬
‫)‪ (3‬المادتين ‪ ،113-111‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬

‫‪40‬‬
‫الحكومـــــــــــــــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يبادر بها أو رفض منحه إعتمادات مالية‪ ،‬وأ ما أن رئيس الجمهورية يصدر أوامر ال تتماشى‬
‫مع برنامج حكومته‪ ،‬أو إذا تعرض لضغوط و إنتقادات شديدة سواء من طرف الرأي العام أو‬
‫من طرف رئيس الجمهورية)‪.(1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬صالحيات رئيس الحكومة أو الوزير األول‬

‫إ ن نص الدستور على تعيين الوزير األول أو رئيس الحكومة كقطب ثاني في السلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬إن دل على شيء إنما يدل على أن هناك مجموعة من الصالحيات والمهام‬
‫المسندة اليه‪ ،‬إذ ال يمكن إيجاد منصب دون تحديد مجموعة من السلطات لصاحب هذا‬
‫المنصب)‪.(2‬‬

‫المطلب األول‪ :‬صالحيات ينفرد بها الوزير األول أو رئيس الحكومة‬

‫حددت مواد الدستور لسنة ‪ 2020‬مجموعة من الصالحيات و المهام الموكلة لكل من‬
‫الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ممارسة السلطة التنظيمية ذات المظهر التنفيذي‬

‫إ ذا كان رئيس الجمهورية الرئيس السامي للسلطة التنفيذية يتمتع دستوريا بسلطة تنظيمية‬
‫واسعة فإ ن الوزير األول أو رئيس الحكومة الطرف الثاني في السلطة التنفيذية يمارس سلطة‬
‫تنذيمية تنفيذية محدودة وغير مستقلة)‪.(3‬‬

‫أوال‪ :‬السهر على تنفيذ القوانين والتنظيمات‬

‫حيث نصت (المادة ‪( )112‬الفقرة ‪ )03‬من (التعديل الدستوري ‪ :)2020‬على أنه من‬
‫بين الصالحيات التي يمارسها رئيس الحكومة أو الوزير األول هو تطبيق القوانين‬
‫والتنظيمات سيتخلص في هذه المادة أن السلطة التنفيذية الموكلة للوزير األول أو رئيس‬

‫)‪ (1‬عز الدين بغدادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.209‬‬


‫)‪(2‬‬
‫رابح سعاد‪ ،‬المركز القانوني لرئيس الحكومة‪ ،‬مذكرة ماجستير تخصص قانون عام‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص ‪.34‬‬
‫)‪ (3‬ناصر لباد‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري (التنظيم‪ ،‬النشاط اإلداري)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.97‬‬

‫‪41‬‬
‫الحكومـــــــــــــــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الحكومة تنصب على مجال السلطة التنظيمية المستقلة المخولة لرئيس الجمهورية من جهة‬
‫ومجال القانون المخول للسلطة التشريعية من جهة ثانية)‪.(1‬‬

‫‪ -1‬تنفيذ اللوائح المستقلة التي يصدرها رئيس الجمهورية‪:‬‬


‫يمارس رئيس الجمهورية سلطة تنظيمية مستقلة وواسعة تمتد لتشمل كل ما هو ليس من‬
‫إختصاص البرلمان‪ ،‬وتترجم تلك السلطة فيما يصدره الرئيس من مراسم رئاسية تتضمن قواعد‬
‫عامة ومجردة‪ ،‬ويكلف الدستور الوزير األول أو رئيس الحكومة بوضع تلك القواعد موضع‬
‫التنفيذ سواء بشكل مباشر إ ذا كان المرسوم الرئاسي قابل للتنفيذ أو بشكل غير مباشر ويترجم‬
‫الوزير األول ذلك إجرائيا من خالل المراسيم التنفيذية التي يصدرها لتكون مفصلة على أن‬
‫تتقيد بمضمونها و محتواها لتجعلها قابلة للتطبيق‪.‬‬

‫‪ -2‬تنفيذ القوانين‪:‬‬
‫إنطالقا من (المادة ‪( )112‬الفقرة ‪ )03‬من (دستور ‪ ،)2020‬فان الوزير األول أو رئيس‬
‫الحكومة مكلف بتطبيق القوانين الصادرة عن السلطة التشريعية سواء كانت قوانين عضوية‬
‫أو عادية ويختلف مجال سلطة الوزير األول أو رئيس الحكومة في هذه الحالة بسبب طبيعة‬
‫المواضيع والمسائل التي تتناولها القوانين الصادرة عن البرلمان)‪.(2‬‬

‫‪ -3‬توقيع المراسيم التنفيذية‪:‬‬


‫نصت (المادة ‪( )112‬الفقرة ‪ )05‬من (التعديل الدستوري ‪ )2020‬على أنه‪" :‬يوقع‬
‫المراسيم التنفيذية")‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬خاليفية بشرى‪ ،‬هاللة عائشة‪ ،‬المكانة الدستورية للوزير األول في الجزائر‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في القانون‪،‬‬
‫تخصص قانون عام‪ ،2016-2015 ،‬ص ‪.17‬‬
‫)‪ (2‬صويلح حسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.213‬‬
‫)‪ (3‬المادة ‪ ،112‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬

‫‪42‬‬
‫الحكومـــــــــــــــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لكي تطبق القوانين الموافق عليها من قبل البرلمان إرتأى المشرع الدستوري أن تكتمل‬
‫تلك التشريعات بما يستوجب من مراسيم تنفيذية تحدد بمقتضاها الضوابط الالزمة لتطبق‬
‫القوانين الواردة في صياغة غير قابلة للتنفيذ بمعنى يتطلب إكمالها بمراسيم)‪.(1‬‬
‫ويجدر اإلشارة أن الفقه الدستوري ميز بين نوعين من المراسيم التنفيذية‪:‬‬
‫‪.1.3‬مراسيم التنفيذية البسيطة‪:‬‬

‫هي مراسيم يتخذها الوزير األول من تلقاء نفسه‪ ،‬دون الحاجة الى وجود نص في صلب‬
‫القانون ليستدعي ذلك ما دام أن له أصال سلطة إ صدار ما يراه مناسبا من التنظيمات وطالما‬
‫أنه يستهدف تفصيل ما أجمله القانون وال يتجاوز حدود إختصاصه التنفيذي والمخول له‬
‫دستوريا‪.‬‬

‫‪.2.3‬المراسيم التنفيذية المسمات بتنظيمات أو لوائح اإلدارة العامة‪:‬‬

‫وهي مراسيم يتطلب صدورها دعوة صريحة ومباشرة وخاصة من المشرع للوزير األول أو‬
‫رئيس الحكومة‪ ،‬هذا بالنظر الى أن ما ستتضمنه من أحكام يمكنها أن تضيف شيئا جديدا‬
‫للقانون يستوجب فهمه وتفسيره فإن المراسيم التنفيذية تصدر دون أن تعرض على البرلمان‪،‬‬
‫إال أنها تثير مسسولية الحكومة إذا ما تعدت هذه المراسيم حدود القانون الذي جاءت تنفيذا‬
‫له‪ ،‬وتكمن أهمية هذه المراسيم في أنه بدونها تبقى القوانين التي يصدرها البرلمان مجرد حبر‬
‫على ورق)‪.(2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عرض مخطط عمل الحكومة على البرلمان‬
‫نصت (المادة ‪ )106‬من (التعديل الدستوري ‪ )2020‬على‪" :‬يقدم الوزير األول مخطط‬
‫عمل الحكومة إلى المجلس الشعبي الوطني للموافقة عليه ويجري المجلس الشعبي الوطني‬
‫لهذا العرض مناقشة عامة")‪.(3‬‬

‫وكذا (المادة ‪( )110‬الفقرة ‪ )03‬التي تختص برئيس الحكومة‪.‬‬

‫)‪ (1‬عز الدين بغدادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.321‬‬


‫)‪(2‬‬
‫عادل دوادي‪ ،‬السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪ ،‬مذكرة ماجستير تخصص قانون دستوري‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪،‬‬
‫باتنة‪ ،2013 ،‬ص ‪.35‬‬
‫)‪ (3‬المادة ‪ ،106‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬

‫‪43‬‬
‫الحكومـــــــــــــــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬عرض مخطط عمل الحكومة على المجلس الشعبي الوطني‬

‫بعد مرور مخطط عمل الحكومة على مجلس الوز ارء‪ ،‬كانت أهم مرحلة عليه إجتيازها‬
‫قبل أن يصبح قابال للتطبيق ضرورة عرضه على المجلس الشعبي الوطني للموافقة عليه‪،‬‬
‫وقد تجسد ذلك في النصوص الدستورية وهي (المادة ‪( )106‬الفقرة ‪ ،)01‬والتي نصت على‬
‫أن الوزير األول يقدم مخطط عمل الحكومة الى المجلس الشعبي الوطني‪.‬‬

‫وكذا (المادة ‪( )110‬الفقرة ‪ )03‬والتي أحالتنا إلى نفس (المادة ‪ )106‬إال أن (المادة‬
‫‪ )110‬تختص برئيس الحكومة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عرض مخطط عمل الحكومة على مجلس األمة‬

‫إ ن حصول الوزير األول أو رئيس الحكومة على موفقة المجلس الشعبي الوطني ال يعني‬
‫البداية الفعلية في تنفيذ البرنامج‪ ،‬بل يجب تقديم عرض عن البرنامج لمجلس األمة)‪ ،(1‬حيث‬
‫نصت (المادة ‪( )106‬الفقرة ‪ )03‬من التعديل الدستوري ‪ 2020‬على‪" :‬يقدم الوزير األول‬
‫عرضا حول مخطط عمل الحكومة لمجلس األمة مثلما وافق عليه المجلس الشعبي‬
‫الوطني")‪ ،(2‬وكذا أحالتنا (المادة ‪ )110‬لنفس المادة السابقة لتقر بأن رئيس الحكومة ملزم‬
‫بتقديم برنامج حكومته لمجلس األمة‪ ،‬وقد كان ذلك بعد إستحداث الغرفة الثانية من خالل‬
‫(المادة ‪ )98‬من (دستور ‪.(3))1996‬‬

‫من خالل كلمة عرض نالحظ أن الوزير األول أو رئيس الحكومة يكتفي بتقديم عرض‬
‫على البرنامج‪ ،‬أي قراءة ألهداف البرنامج ومحاوره الكبرى التي أطلع عليها المجلس الشعبي‬
‫الوطني بكل تفاصيلها وجزئياتها ونقاشها ووافق عليها)‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬رابح سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬


‫)‪ (2‬المادة ‪ ،106‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬
‫)‪ (3‬القانون العضوي ‪ 02.99‬المسرخ في ‪ 8‬مارس ‪ 1999‬الملغى بالقانون العضوي ‪ ، 12.16‬يحدد تنظيم المجلس الشعبي‬
‫الوطني ومجلس األمة‪ ،‬وكذا العالقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة‪ ،‬ج‪.‬ر رقم ‪ ،15‬ص ‪.17‬‬
‫)‪ (4‬رابح سعاد‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪44‬‬
‫الحكومـــــــــــــــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثالث‪ :‬صالحية إدارة المصالح العمومية في إطار مهام الوزير األول أو رئيس‬
‫الحكومة في مجال تسيير الشؤن العامة‪:‬‬
‫يتولى رئاسة مجلس الحكومة‪ ،‬كما يعمل على حسن سير اإلدارة العامة وتوزيع‬
‫الصالحيات بين أعضاء الحكومة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬رئاسة اجتماعات الحكومة‬
‫وقد نصت (المادة ‪( )112‬الفقرة ‪ )04‬من (دستور ‪ )2020‬على أن الوزير األول أو‬
‫رئيس الحكومة "يرأس مجلس الوزراء")‪.(1‬‬
‫نظم الدستور مجلسان على مستوى السلطة التنفيذية هما مجلس الوزراء يرأسه رئيس‬
‫الجمهورية ومجلس الحكومة يرأسها لوزير األول أو رئيس الحكومة‪ ،‬يعتبر مجلس الحكومة‬
‫اإلطار التنظيمي والجهاز الدستوري التنفيذي المالئم للوزير األول من أجل القيام بتنسيق‬
‫النشاط الحكومي وتحقيق اإلنسجام بين أعضاء الحكومة)‪ ،(2‬لكن في حقيقة األمر فإن‬
‫مجلس الحكومة وإن كان يعمل تحت سلطة الوزير األول فإنه يمثل أداة لخدمة السياسة التي‬
‫يريد رئيس الجمهورية تنفيذها‪ ،‬وبالتالي فإن نجلس الحكومة ال يتمتع بأي إستقاللية ألنه‬
‫يعمل في إ طار التوجيهات والبرامج التي يحددها رئيس الجمهورية‪ ،‬وأن مهام الوزير األول أو‬
‫رئيس الحكومة من خالل مجلس الحكومة تكاد تقتصر فقط على التنسيق بين أعضاء الطاقم‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫الحكومي وسير السياسة العامة االقتصادية‪ ،‬اإلجتماعية‪ ،‬الثقافية‬
‫ثانيا‪ :‬توزيع الصالحيات بين أعضاء الحكومة‬
‫إ ن أول مهمة يقوم بها الوزير األول أو رئيس الحكومة المعين من طرف رئيس‬
‫الجمهورية في تشكيل الحكومة بعد مشاورات يجريها مع مكونات المجتمع المدني يقدم على‬
‫أثرها قائمة حكومته الى رئيس الجمهورية الذي يقوم بتعيينها)‪ ،(4‬حيث نصت (المادة ‪)104‬‬

‫)‪ (1‬المادة ‪ ،112‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬


‫)‪ (2‬بورايو محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫)‪ (3‬خاليفية بشرى‪ ،‬معاللة عائشة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫)‪ (4‬صويلح حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬

‫‪45‬‬
‫الحكومـــــــــــــــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من الدستور على "يعين رئيس الجمهورية أعضاء الحكومة بناءا على إقتراح من الوزير األول‬
‫أو رئيس الحكومة حسب الحالة")‪.(1‬‬
‫ولم يفرض الدستور الجزائري حدا أدنى أو أقصى من الو ازرات‪ ،‬ومن هنا فإن تنظيم‬
‫الطاقم الوزاري هو من صالحيات رئيس الحكومة‪ ،‬فبعد تعيين رئيس الجمهورية ألعضاء‬
‫الحكومة يتولى رئيس الحكومة بموجب مرسوم تنفيذي رسم صالحيات كل وزير ضمن‬
‫الطاقم الحكومي فوق إذن من يقسم العمل بين هسالء و يضبط اإلختصاص تفاديا لتنازع‬
‫االختصاص)‪.(2‬‬
‫وهذا ينطبق أيضا على الوزير األول كون الدستور خصهما بنفس المهمة وهي توزيع‬
‫الصالحيات بين أعضاء الحكومة‪ ،‬وقد نصت على ذلك (المادة ‪( )112‬الفقرة ‪ )02‬من‬
‫التعديل الدستوري ‪" :2020‬يوزع الصالحيات بين أعضاء الحكومة مع إحترام األحكام‬
‫الدستورية"‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬السهر على حسن سير اإلدارة العامة‬
‫نصت عليها (المادة ‪( )112‬الفقرة األخيرة)‪" :‬يسهر على حسن سير اإلدارة العمومية‬
‫والمرافق العمومية")‪.(3‬‬
‫يناط باإلدارة العامة في المجتمع الجزائري كغيره من المجتمعات أداء وظائف معينة‬
‫كتوفير الخدمات للجمهور وممارسة بعض النشاطات وف ي حين تقوم بهذه الوظائف جميعا‬
‫تكون تحت سلطة رئيس الحكومة‪ ،‬ألن هذا األخير هو من أعد برنامجه وتعهد أمام ممثلي‬
‫الشعب بتنفيذه‪ ،‬ومن ثم يعود له أمر تنظيم جهاز اإلدارة وأن يصدر من التعليمات ما يضمن‬
‫حسن أداء العمل اإلداري)‪.(4‬‬
‫ونفس األمر ينطبق على الوزير األول حيث نجد (المادة ‪ )112‬من التعديل الدستوري‬
‫‪ 2020‬صريحة حيث أقرت بنفس هذه الصالحية للوزير األول في فقرتها األولى حيث‬
‫نصت على‪" :‬يمارس الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة ‪."...‬‬

‫)‪ (1‬المادة ‪ ،104‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬


‫)‪ (2‬د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون االداري‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫)‪ (3‬المادة ‪ ،112‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬
‫)‪ (4‬د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون االداري‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪46‬‬
‫الحكومـــــــــــــــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما يعود للوزير األول أو رئيس الحكومة أمر تنظيم جهاز اإلدارة من خالل ما يصدره‬
‫من تعليمات تضمن حسب أداء العمل اإلداري في شتى القطاعات المختلفة‪ ،‬وتطبيقا لهذه‬
‫السلطة يتولى الوزير األول إ صدار المراسيم التنفيذية المتعلقة بتنظيم مختلف اإلدارات وصوال‬
‫الى المصالح الخارجية للو ازرات‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬صالحيات مشتركة مع جهات أخرى‬

‫يتمتع الوزير األول أو رئيس الحكومة فضال عن كونه مساعدا لرئيس الجمهورية في عدة‬
‫مجاالت بسلطات في مواجهة البرلمان من خالل إستدعائه لإلجتماع في دورة غير عادية أو‬
‫تدخله بإ ستدعاءا للجنة المتساوية األعضاء كآلية لحل أي خالف قد ينشأ بين غرفتي‬
‫البرلمان)‪ ،(1‬وكذا نفس الشيء بالنسبة لرئيس الجمهورية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬صالحيات مشتركة مع رئيس الجمهورية‬

‫بحكم إ نتماء كل من الوزير األول أو رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية الى نفس المجال‬
‫"السلطة التنفيذية"‪ ،‬فبطبيعة الحال تكون هناك إختصاصات يشترك فيها كل من الطرفين‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إعداد مشاريع القوانين‬

‫بالرغم من الوظيفة التشريعية هي من إختصاص البرلمان بإعتباره من يملك سلطة‬


‫التشريع‪ ،‬وبحكم طبيعة النظام السياسي الجزائري الواقع بين النظامين الرئاسي والبرلماني‪ ،‬فقد‬
‫خول المسسس الدستوري للسلطة التنفيذية ممثلة في الوزير األول)‪ ،(2‬أو رئيس الحكومة بحق‬
‫المبادرة بمشاريع القوانين‪.‬‬

‫وهذا ما نصت عليه (المادة ‪( )143‬الفقرة ‪ )01‬من التعديل الدستوري ‪" :2020‬لكل من‬
‫الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة والنواب وأعضاء مجلس األمة حق المبادرة‬
‫بالقوانين)‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬خاليفية بشرى‪ ،‬معاللة عائشة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬


‫)‪ (2‬فدوى مرابط‪ ،‬السلطة التنفيذية في بلدان المغرب العربي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬
‫لبنان ‪ ،2010‬ص ‪.240‬‬
‫)‪ (3‬المادة ‪ ،143‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬

‫‪47‬‬
‫الحكومـــــــــــــــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -1‬إجراءات إعداد مشروع القانون‪:‬‬


‫‪ .1.1‬على مستوى األجهزة اإلدارية للسلطة التنفيذية‪:‬‬
‫نقصد هنا كل من الو ازرة و األمانة العامة للحكومة‪.‬‬

‫‪ .2.1‬على مستوى الوزارة‪:‬‬

‫بداية تسند مهمة إعداد المشروع التمهيدي للنص إلى الو ازرة المعنية وذلك حسب‬
‫إختصاصاتها‪ ،‬وكذا القطع الذي تشرف عليه مراعية في ذلك‪:‬‬

‫‪ -‬الهدف الذي تريد الحكومة بلوغه من النص التشريعي‪.‬‬


‫‪ -‬الوسائل المالية التي يمكن للحكومة إستخدامها لبلوغ هدفها‪.‬‬
‫‪ -‬النتائج واآل ثار التي يمكن أن يرتبها النص جراء تطبيقه واآلليات المطلوبة لتنفيذه)‪.(1‬‬
‫‪ .3.1‬على مستوى األمانة العامة للحكومة‪:‬‬
‫تمثل األمانة العامة للحكومة جها از إداريا مكلف بتنظيم العمل الحكومي ومتابعته‪،‬‬
‫وأسندت لهذا الجهاز وظيفة صياغة نصوص مشاريع القوانين نظ ار إلمكانيات والوسائل التي‬
‫تتوفر عليها‪ ،‬حيث تقوم بتوزيع النص المرسل إليها على أعضاء الحكومة‪ ،‬وكذا بعض‬
‫الهيئات المختصة إلبداء رأيها فيه‪ ،‬وبعد أن تتلقى األمانة العامة للحكومة آراء ومالحظات‬
‫أعضاء الحكومة لها‪ ،‬أن تعقد إجتماعات العمل مع الو ازرة المبادرة بالمشروع والهيئات‬
‫المعنية بغرض ضبط صياغة محكمة له‪ ،‬وفقا للتقنيات المعتمدة في هذا المجال وبناءا على‬
‫نتائج اإلجتماعات وتحت إشراف األمانة العامة للحكومة يقوم القطاع الوزاري المعني‬
‫بمشروع النص بضبط صياغة نهائية له لتأتي بعدها عملية المصادقة على مشروع‬
‫القانون)‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬خاليفية بشرى‪ ،‬معاللة عائشة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬


‫)‪ (2‬بدير يحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪48‬‬
‫الحكومـــــــــــــــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-2‬عرض مشروع القانون على مجلس الوزراء‪:‬‬


‫قبل أن يتم إيداع مشروع القانون لدى المجلس الشعبي الوطني يحال على مجلس الوزراء‬
‫تطبيقا لنص (المادة ‪( )143‬الفقرة ‪ ،)02‬والتي تنص على‪" :‬تعرض مشاريع القوانين على‬
‫مجلس الوزراء بعد رأي مجلس الدولة‪ ،‬ثم يودعها الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب‬
‫الحالة لدى مكتب المجلس الشعبي الوطني أو مكتب مجلس األمة")‪.(1‬‬

‫نجد المشرع الدستوري قد إشترط عرض هذه المشاريع على مجلس الوزراء الذي يلعب‬
‫دو ار هاما في تحديد سياسة األمة‪ ،‬من خالل مناقشته المسائل الهامة واألساسية التي تعرض‬
‫عليه إل تخاذ القرار المناسب بشأنها والذي يترأسه رئيس الجمهورية حيث يستطيع أن يعدل‬
‫ويحدد مضمون المشروع وفقا لما يقدمه من مالحظات وتوصيات وبالتالي له أن يحدد مسار‬
‫هذه المشاريع وفقا لتوجيهاته)‪.(2‬‬

‫ثانيا‪ :‬صالحيات التعيين في الوظائف المدنية‬

‫نصت عليها (المادة ‪( )112‬الفقرة ‪ )06‬من الدستور التي تنص على‪" :‬أنه الوزير األول‬
‫أو رئيس الحكومة"‪ ،‬يعين في الوظائف المدنية للدولة التي ال تندرج ضمن سلطة التعيين‬
‫لرئيس الجمهورية أو تلك التي يفوضها له هذا األخير")‪.(3‬‬

‫ال يعين رئيس الجمهورية كل المسسولين السامين في السلك المدني بل يساعده في هذه‬
‫المهمة رئيس الحكومة‪ ،‬أو الوزير األول حسب الحالة‪ ،‬فيعين هذا األخير لكن خارج إطار‬
‫(المادة ‪ )92‬من الدستور التي حصرت مجال رئيس الجمهورية في التعيين‪ ،‬أي "خارج اطار‬
‫الوظائف السامية للدولة‪ ،‬فرئيس الحكومة أو الوزير األول هو الذي مدراء التربية على‬
‫مستوى الواليات ومدراء التجارة ومدراء النقل ومدراء اإلدارة المحلية ومدراء الفالحة ومدراء‬

‫)‪ (1‬المادة ‪ ،143‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬


‫)‪ (2‬السعيد بو الشعير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫)‪ (3‬المادة ‪ ،112‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬

‫‪49‬‬
‫الحكومـــــــــــــــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫النشاط االجتماعي ومدراء الصحة وغيرهم‪ ،‬كما يعين مدراء المراكز الجامعية ومدراء المعاهد‬
‫والمدارس العليا")‪.(1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات الوزير األول أو رئيس الحكومة في مواجهة البرلمان‬

‫باإلضافة الى صالحيات الوزير األول أو رئيس الحكومة بجانب رئيس الجمهورية‬
‫يحظى الوزير األول أو رئيس الحكومة سلطات في مواجهة البرلمان‪ ،‬تتمثل في استدعائه‬
‫لإل نعقاد في دورة غير عادية على الرغم من أن هذه السلطة كسابقتها ال تتم إال بمباركة‬
‫رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫وكون الوزير األول أو رئيس الحكومة يضطلع بدور هام في مجال حل الخالف الذي‬
‫ينشأ بين غرفتي البرلمان‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬صالحية الوزير األول أو رئيس الحكومة في دعوة البرلمان لالنعقاد في دورة‬
‫غبر عادية‬

‫من المعلوم أن البرلمان ينعقد في دورات عادية وأخرى غير عادية‪ ،‬بالنسبة للدورات‬
‫العادية نصت عليها (المادة ‪ )138‬من الدستور‪" :‬يجتمع البرلمان في دورة عادية واحدة كل‬
‫سنة مدتها عشرة أشهر"‪.‬‬

‫أما فيما يخص الدورة غير العادية نصت عليها (الفقرة ‪ )04‬في (نفس المادة)‪" :‬يمكن‬
‫البرلمان كذلك أن يجتمع بناء على إستدعاء رئيس الجمهورية بطلب من الوزير األول أو‬
‫رئيس الحكومة حسب الحالة أو بطلب من ثلثي (‪ )3/2‬أعضاء المجلس الشعبي الوطني")‪.(2‬‬

‫والغرض من الدورات غير العادية هو تدارك النقص الناتج عن الدورة العادية في المجال‬
‫التشريعي‪ ،‬لكن طلب إنعقاد البرلمان في دورة غير عادية من قبل الوزير األول أو رئيس‬
‫الحكومة مرهون بموافقة رئيس الجمهورية على هذا الطلب فإذا وافق يصدر مرسوما إلنعقاد‬

‫)‪(1‬‬
‫د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون االداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫)‪(2‬‬
‫المادة ‪ ،138‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬

‫‪50‬‬
‫الحكومـــــــــــــــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫البرلمان في دورة غير عادية على هذا األساس فإن األمر يرد بالدرجة األولى لرئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬إذ أن الدستور قد حصر اإلختصاص بيده)‪.(1‬‬

‫ثانيا‪ :‬صالحيات الوزير األول أو رئيس الحكومة في إستدعاء اللجنة المتساوية‬


‫األعضاء‬

‫تنص (المادة ‪ )145‬من الدستور على‪" :‬في حالة حدوث خالف بين الغرفتين يطلب‬
‫الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة إجتماع لجنة متساوية األعضاء‪ ،‬تتكون من‬
‫أعضاء من كلتا الغرفتين في أجل أقصاه خمسة عشر (‪ 15‬يوم))‪.(2‬‬

‫إ ن هذه المادة تجعل مهمة حل الخالف بين مجلس األمة والمجلس الشعبي الوطني في‬
‫صالحيات اللجنة المتساوية األعضاء‪ ،‬هذه األخيرة يعد طلب إنعقادها بيد الوزير األول أو‬
‫رئيس الحكومة فقط‪ ،‬وذلك يرجع الى حرص الحكومة على إستكمال مسار صناعة القانون‬
‫ودخوله في حيز التنفيذ لإل ضطالع بمهمة تنفيذه لضمان سبر مختلف المسسسات والمرافق‬
‫بإنتظام لتلبية الحاجيات العامة)‪.(3‬‬

‫أما في حالة إستمرار الخالف نصت (الفقرة األخيرة) من (المادة ‪ )145‬من الدستور‬
‫على "في حالة إستمرار الخالف بين الغرفتين يمكن الحكومة أن تطلب من المجلس الشعبي‬
‫الوطني الفصل نهائيا‪ ،‬وفي هذه الحالة يأخذ المجلس الشعبي الوطني بالنص الذي أعدته‬
‫اللجنة المتساوية األعضاء أو النص األخير الذي صوت عليه")‪.(4‬‬

‫في الحقيقة أن مهمة الوزير األول أو رئيس الحكومة هي تحريك آلية اللجنة ودوره ينتهي‬
‫فور طلبه إجتماعها‪ ،‬فهو ليس رئيس أو عضو فيها‪ ،‬كما أنه يشارك في وضع التقرير)‪.(5‬‬

‫)‪(1‬‬
‫عبد هللا بوقفة ‪ ،‬السلطة التنفيذية بين التعسف و القيد‪ ،‬دار الهدى للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،2006 ،‬ص ‪.229‬‬
‫)‪(2‬‬
‫المادة ‪ ،145‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬
‫)‪(3‬‬
‫عقيلة خرباشي‪ ،‬مركز مجلس األمة في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.256‬‬
‫)‪(4‬‬
‫المادة ‪ ،145‬التعديل الدستوري ‪.2020‬‬
‫)‪ (5‬خاليفية بشرى‪ ،‬معاللة عائشة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪51‬‬
‫الحكومـــــــــــــــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬


‫بعد دراستنا للفصل الثاني الذي كان تحت عنوان الحكومة‪ ،‬تطرقنا الى كل ما يتعلق‬
‫بالوزير األول أو رئيس الحكومة وبينا الحاالت التي يعين فيها كل منهما‪ ،‬والشروط الواجب‬
‫توفرها والجهة المخول لها التعيين‪ ،‬حيث تبين لنا أن في كلتا الحالتين سواء تعيين وزير أول‬
‫أو رئ يس حكومة فإن رئيس الجمهورية هو المخول التعيين والمالحظ أنه بالرغم من أن‬
‫الفصل الثاني خصصناه للحكومة فقط إال أن إسم رئيس الجمهورية مازال موجود‪ ،‬وال يمكن‬
‫التطرق الى أهم النقاط في هذا الفصل بدونه حتى في صالحيات الوزير األول أو رئيس‬
‫الحكومة نجد أن رئيس الجمهورية يشارك في البعض منها‪ ،‬وهذا ما يجعل من مجال الوزير‬
‫األول أو رئيس الحكومة ضيق مقارنة بالمجال الممنوح لرئيس الجمهورية‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الخــــــــــاتمة‬

‫لقد ساهمت هذه الدراسة التي دار موضوعها حول السلطة التنفيذية في ظل التعديل‬
‫الدستوري ‪ 2020‬من إبراز أهمية المكانة التي يحظى بها قطبي السلطة التنفيذية على‬
‫الصعيد السياسي بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أو الوزير األول‪ ،‬ومنه توضح أي‬
‫القطبين أكثر هيمنة بالرغم أن الظاهر يوحي لنا نوع من التوازن بين كل من رئيس‬
‫الجمهورية والوزير األول أو رئيس الحكومة‪ ،‬وعليه يمكن التوصل للعديد من اإلستنتاجات‬
‫نوردها إتباعا كما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬بالتمعن في المنظومة القانونية لرئاسة الجمهورية يظهر مدى هيمنة رئيس‬


‫الجمهورية على السلطة التنفيذية من خالل الصالحيات واإلمتيازات الممنوحة له‬
‫دستوريا التي تمتد لكل من السلطة التشريعية والقضائية‪.‬‬
‫‪ -2‬إن مكانة الوزير األول أو رئيس الحكومة لم تستوف حقها كونها تمثل الرجل‬
‫الثاني للسلطة التنفيذية نظ ار للحدود التي تقيد سلطته الفعلية‪.‬‬
‫‪ -3‬بالرغم من اإلصالحات الدستورية لسنة ‪ 2020‬التي مست السلطة التنفيذية إال‬
‫أنها ما زالت تمارس األحادية تحت رداء ثنائية السلطة‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫من خالل النتائج المتوصل إليها أثناء معالجة اإلشكالية محل الدراسة نقترح جملة من‬
‫التوصيات‪:‬‬

‫‪ -‬التخلي عن التسمية الثنائية للرجل الثاني للسلطة التنفيذية‪ ،‬إذ ال فائدة ترجى من‬
‫تعدد التسميات مادامت المهام والصالحيات واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬مادامت اإلصالحات الدستورية لم تحقق المساواة بين رئيس الجمهورية والوزير‬
‫األول ورئيس الحكومة بإعتبارهما قطبي السلطة التفيذية وجب على المؤسس‬
‫الدستوري إما السعي لتحقيق هذه المساواة أو تبني األحادية صراحة بدال من‬

‫‪53‬‬
‫الخــــــــــاتمة‬

‫التطبيق المحتشم لها من خالل ترجيح كفة رئيس الجمهورية على حساب رئيس‬
‫الحكومة أو الوزير األول‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫قائمـــة المراجــع والمصادر‬

‫أوال‪ :‬قائمة المصادر‬

‫‪ .1‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 442-20‬المؤرخ في ‪ 15‬جمادى األول عام ‪ 1442‬الموافق‬


‫‪ 30‬ديسمبر سنة ‪ ،2020‬يتعلق بإصدار التعديل الدستوري المصادق عليه في‬
‫إستفتاء أول نوفمبر سنة ‪ 2020‬في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعبية (ج‪.‬ر رقم ‪ 82‬ل ‪ 30‬ديسمبر سنة ‪.)2020‬‬
‫‪ .2‬القانون العضوي ‪ 02.99‬المؤرخ في ‪ 8‬مارس ‪ 1999‬الملغى بالقانون العضوي‬
‫‪، 12.16‬يحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة‪ ،‬وكذا العالقات‬
‫الوظيفية بينهما وبين الحكومة‪ ،‬ج‪.‬ر رقم ‪.15‬‬
‫‪ .3‬أمر رقم ‪ 21.01‬مؤرخ في ‪ 26‬رجب عام ‪ 1442‬الموافق ل ‪ 10‬مارس ‪،2021‬‬
‫يتضمن القانون العضوي المتعلق بنظام االنتخابات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قائمة المراجع‬

‫أ‪ .‬الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬سعيد بو الشعير‪ ،‬عالقة المؤسسة التشريعية بالمؤسسة التنفيذية في النظام القانوني‬
‫الجزائري‪ ،‬دكتوراه من جامعة الجزائر‪ ،‬سنة ‪.1984‬‬
‫‪ .2‬السعيد بوشعير‪ ،‬النظام السياسي الجزائري‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫سنة ‪.1990‬‬
‫‪ .3‬إدريس بوكرا‪ ،‬نظام انتخاب رئيس الجمهورية في الجزائر‪ ،‬سنة ‪2007‬‬
‫‪ .4‬إندريه هوريو‪ ،‬القانون الدستوري و المؤسسات السياسية‪ ،‬ترجمة على مقلد شقشق‬
‫حداد عبد الحسن سعد‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬والطبعة الثانية‪ ،‬األهلية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬سنة ‪.1977‬‬
‫‪ .5‬العيفة أويحي‪ ،‬النظام الدستوري‪ ،‬الطبعة األولى ‪1423‬ه‪2002-‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬عبد هللا بوقفة‪ ،‬القانون الدولي المعاصر والقانون الدستوري‪،‬‬
‫‪ .7‬عبد هللا بوقفة ‪ ،‬السلطة التنفيذية بين التعسف و القيد‪ ،‬دار الهدى للطباعة و النشر‬
‫و التوزيع‪.2006 ،‬‬

‫‪55‬‬
‫قائمـــة المراجــع والمصادر‬

‫‪ .8‬عبد هللا بوقفة‪ ،‬القانون الدولي المعاصر والقانون الدستوري‪ ،‬دار الهدى للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2012‬‬
‫‪ .9‬عبد هللا بوقفة‪ ،‬أساليب ممارسة السلطة في النظام السياسي الجزائري‪ ،‬دار هومة‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬دار ريحانة‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫د‪.‬عمار بوضياف‪ ،‬التنظيم اإلداري في الجزائر بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪.11‬‬
‫األولى‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2012‬‬
‫عمار عباس‪ ،‬العالقة بين السلطات في األنظمة السياسية المعاصرة وفي‬ ‫‪.12‬‬
‫النظام السياسي الجزائري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫سنة ‪.2010‬‬
‫عقيلة خرباشي‪ ،‬العالقة الوظيفية بين الحكومة والبرلمان‪ ،‬دار الخلدونية للنشر‬ ‫‪.13‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2007‬‬
‫عز الدين بغدادي‪ ،‬اإلختصاص الدستوري لكل من رئيس الجمهورية و رئيس‬ ‫‪.14‬‬
‫الحكومة‪ ،‬الطبعة األول‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪2009 ،‬‬
‫فدوى مرابط‪ ،‬السلطة التنفيذية في بلدان المغرب العربي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪.15‬‬
‫األولى‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبنان ‪،2010‬‬
‫فوزي أوصديق‪ ،‬الوافي في شرح القانون الدستوري الجزائري‪ ،‬الجزء الثالث‬ ‫‪.16‬‬
‫(السلطات الثالث)‪ ،‬دون سنة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪.‬‬
‫د‪ .‬محمد هاملي‪ ،‬هيمنة السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية في النظام‬ ‫‪.17‬‬
‫الدستوري الجزائري‪ ،‬دراسة مقارنة بالنظامين الدستوري المصري والفرنسي‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪2014 ،‬‬
‫ناصر لباد‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري (التنظيم‪ ،‬النشاط اإلداري)‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪.18‬‬
‫األولى‪ ،‬سطيف‪ ،‬الجزائر‪،2006 ،‬‬
‫ناجي عبد النور‪ ،‬النظام السياسي الجزائري من األحادية الى التعددية‬ ‫‪.19‬‬
‫السياسية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬قسنطينة الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2006‬‬

‫‪56‬‬
‫قائمـــة المراجــع والمصادر‬

‫صالح بالحاج‪ ،‬المؤسسات السياسية والقانون الدستوري في الجزائر من‬ ‫‪.21‬‬


‫اإلستقالل إلى اليوم‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬سنة ‪.2010‬‬

‫ب‪ .‬المذكرات‪:‬‬
‫‪ ‬أطروحات الدكتوراه‪:‬‬
‫‪ .1‬بورايو محمد‪ ،‬السلطة التنفيذية في النظام الدستوري الجزائري بين الوحدة والثنائية‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬سنة ‪.2012‬‬
‫‪ .2‬عقيلة خرباشي‪ ،‬مركز مجلس األمة في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ .3‬سامري سامية‪ ،‬تطبيق مفهوم الديمقراطية في الدول المغاربية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الجزائر‬
‫المغرب تونس‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة درجة دكتوراه في القانون العام‪،‬‬
‫الجزائر‪.2012-2011،‬‬

‫رسائل ومذكرات الماجستير‪:‬‬


‫‪ .1‬إبراهيم أفطوش‪ ،‬المسؤولية السياسية للحكومة في إطار التعديل الدستوري ‪ 15‬نوفمبر‬
‫‪ ،2008‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة تيزي وزو ‪ ،‬سنة ‪2012‬‬
‫‪ .2‬محمد فيقر‪ ،‬عالقة رئيس الجمهورية بالوزير األول في النظامين الجزائري و المصري‬
‫( دراسة مقارنة ) مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة بومرداس‪.‬‬
‫‪ _ .3‬منيرة بالورغي‪ ،‬المركز القانوني لرئيس الجمهورية في الجزائر بعد التعديل‬
‫الدستوري لسنة ‪ 1996‬و أثره على النظام السياسي‪ ،‬مذكرة مقدمة لتكملة متطلبات‬
‫نيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع القانون العام تخصص القانون الدستوري‪ ،‬سنة‬
‫‪.2014-2013‬‬
‫‪ .4‬عادل دوادي‪ ،‬السلطة التنظيمية لرئيس الجمهورية‪ ،‬مذكرة ماجستير تخصص قانون‬
‫دستوري‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪،2013 ،‬‬

‫‪57‬‬
‫قائمـــة المراجــع والمصادر‬

‫‪ .5‬حنان مفتاح‪ ،‬رئيس الجمهورية بين الدستورين الجزائري واألمريكي _دراسة مقارنة_‬
‫مذكرة ماجستير من جامعة باتنة ‪.2004-2003‬‬
‫‪ .6‬زينب عبد الالوي‪ ،‬توزيع السلطة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في ظل‬
‫دستور ‪ ،1996‬مذرة ماجستير جامعة باتنة‪.2003-2004 ،‬‬
‫‪ .7‬خاليفية بشرى‪ ،‬هاللة عائشة‪ ،‬المكانة الدستورية للوزير األول في الجزائر‪ ،‬مذكرة‬
‫تخرج لنيل شهادة الماستر في القانون‪ ،‬تخصص قانون عام‪2016-2015 ،‬‬
‫‪ .8‬رابح سعاد‪ ،‬المركز القانوني لرئيس الحكومة‪ ،‬مذكرة ماجستير تخصص قانون عام‪،‬‬
‫جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2008 ،‬‬
‫‪ .9‬حسين صويلح‪ ،‬مكانة السلطة التنفيذية في النظام الدستوري الجزائري الحالي دستور‬
‫‪ ،1996‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قالمة‪.‬‬

‫‪ ‬الملتقيات‪:‬‬
‫‪ .1‬رسالة مجلس األمة (اإلنتخابات الرئاسية في الجزائر)‪ ،‬مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬مجلة‬
‫تصدر عن مجلس األمة‪ ،‬عدد ‪ ،22‬مارس ‪.2009‬‬
‫‪ .2‬فريدة بن يونس‪( ،‬العفو الشامل والحق التشريعي لرئيس الجمهورية في القانون‬
‫الجزائري)‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬مجلة تصدر عن جامعة بسكرة ‪،‬عدد ‪( ،07‬نوفمبر‬
‫‪)2011‬‬
‫‪ .3‬عبد الجميد مرزوقي (حق رئيس الدولة في حل البرلمان)‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫مجلة تصدر عن جامعة بسكرة‪ ،‬عدد ‪( 26‬جوان ‪.)2012‬‬

‫‪58‬‬
‫خالصة الموضـــــــوع‬

‫نظ ار للمكانة الهامة التي يحظى بها رئيس الجمهورية في النظام السياسي الجزائري‬
‫نجد أن الدستور و مختلف التنظيمات و القوانين إهتمت بكل ما يخص هذا األخير‪ ،‬إنطالقا‬
‫من العملية اإلنتخابية و إعالن النتائج وصوال الى مجموع الصالحيات و اإلمتيازات المخولة‬
‫له كونه ممثل الدولة و الناطق بإسمها‪ ،‬و كذا نفس األمر فيما يتعلق بالرجل الثاني في‬
‫السلطة التنفيذية الممثل في شخص الوزير األول أو رئيس الحكومة نجد مجموعة القوانين و‬
‫التنظيمات نضمت موقع هذا األخي ر داخل السلطة التنفيذية لتمنحه مجموعة الصالحيات‬
‫الواسعة التي تمكنه من إتخاذ ق اررات مهمة في الحياة السياسية للدولة‪ ،‬غير أن كل ذلك يبقى‬
‫تحت سلطة رئيس الجمهورية فهو المهيمن على السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الفـــــــــــــهرس‪.‬‬

‫مـقـولـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫الفصل األول‬
‫رئيس الجمهورية‬
‫المقدمـــــة ‪ .................................................................................‬أ – د‬
‫مقدمة الفصـل األول ‪01 .........................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلطار القانوني لرئيس الجمهورية ‪01..............................................‬‬
‫المطلـب األول‪ :‬إنتخاب رئيس الجمهورية ‪02 ......................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الترشح لرئاسة الجمهورية‪02 .........................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تنظيم اإلقتراع ‪06...................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العهدة الرئاسية‪14 ................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مدة العهدة الرئاسية‪14...............................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طرق إنتهاء العهدة الرئاسية ‪15......................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬صالحيات رئيس الجمهورية‪17....................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬في الظروف العادية‪17............................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إدارة السلطة التنفيذية ‪17 ............................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الصالحيات التشريعية ‪22 ..........................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الصالحيات القضائية ‪28.............................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬في الظروف اإلستثنائيية ‪30 ......................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إعالن حالتي الطوارئ و الحصار‪30 .................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تقرير الحالة اإلستثنائية‪31 ..........................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬إعالن حالة الحرب ‪33 .............................................................‬‬
‫خالصة الفصل األول ‪36 ........................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الحكومة‬
‫مقدمة الفصل الثاني ‪37 .........................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تعيين الوزير األول أو رئيس الحكومة و نهاية مهامه‪37 ............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعيين الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة‪37 ..............................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الشروط الواجب توافرها حسب الحالة‪37 ..............................................‬‬

‫‪60‬‬
‫الفـــــــــــــهرس‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الجهة المخول لها التعيين ‪38 .......................................................‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬نهاية مهام الوزير األول أو رئيس الحكومة ‪39.....................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلقالة ‪39 .........................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلستقالة ‪40 .......................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬صالحيات رئيس الحكومة أو الوزير األول ‪41.....................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬صالحيات ينفرد بها الوزير األول أو رئيس الحكومة ‪41 ............................‬‬
‫الفرع األ ول‪ :‬ممارسة السلطة التنظيمية ذات المظهر التنفيذي‪41 ...................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عرض مخطط عمل الحكومة على البرلمان ‪43 ......................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬صالحية إدارة المصالح العمومية في إطار مهام الوزير األول أو رئيس الحكومة في‬
‫مجال تسيير الشؤن العامة ‪45 ...................................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬صالحيات مشتركة مع جهات أخرى ‪47 .........................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬صالحيات مشتركة مع رئيس الجمهورية‪47 ..........................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات الوزير األول أو رئيس الحكومة في دعوة البرلمان لإلنعقاد في دورة غير‬
‫عادية ‪50 .......................................................................................‬‬

‫خالصة الفصل الثاني ‪52 ......................................................................‬‬


‫الخـــــــ ـــــــاتمة ‪54 – 53 .........................................................................‬‬
‫قائمة المراجــع و المصادر ‪58 – 55 ............................................................‬‬

‫خالصة الموضوع ‪59 ............................................................................‬‬


‫الفهـرس ‪61 - 60 ..............................................................................‬‬

‫‪61‬‬

You might also like