You are on page 1of 45

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫محاضرات في مقياس المدخل‬


‫للقانون اإلداري‬
‫موجه لطلبة السنة األولى حقوق‬
‫األستاذ‪ :‬بن ورزق هشام‬
‫األستاذ‪ :‬كسال عبد الوهاب‬
‫السنة األولى‪ :‬مقياس المدخل القانون اإلداري‬
‫المجموعة‪ :‬أ‪ ،‬ج‪.‬‬
‫السنة الجامعية‪2022 -2021 :‬‬
‫هذه المطبوعة تتضمن مجموع المحاضرات المتعلقة بما تخلف من موضوعات‬
‫خاصة بالفصل األول (االدارة المركزية والالمركزية في الجزائر)‪ ،‬باالضافة إلى‬
‫محاور الفصل الثاني والمتعلقة بالمرافق العمومية والضبط اإلداري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المحور األول‪ :‬االدارة المركزية في الجزائر‬
‫تتمثل السلطات اإلدارية المركزية في رئاسة الجمهورية‪ ،‬وكل األجهزة التنفيذية واالستشارية التابعة لها‪ ،‬الوزير األول‬
‫(أو رئيس الحكومة حسب الحالة) والحكومة‪ ،‬الهيئات الوطنية اإلستشارية‪ ،‬السلطات اإلدارية المستقلة والمؤسسات‬
‫العمومية الوطنية ذات الطابع اإلداري‪.‬‬

‫أوال‪ :‬هياكل اإلدارة المركزية في الجزائر‬

‫هياكل اإلدارة المركزية في الجزائر نوعان هياكل تقريرية‪ ،‬وأخرى استشارية‪.‬‬

‫‪ / 1‬الهياكل اإلدارية التقريرية‬

‫أ _ رئاسة الجمهورية‪ :‬رئاسة الجمهورية من هياكل االدارة المركزية التقريرية‪ ،‬وهي إحدى المؤسسات الدستورية التي‬
‫تقع على رأس الجهاز المركزي في الدولة‪ .‬الرئيس في الجزائر هو مجسد وحدة الدولة وسيادتها‪ ،‬وهو القائد األعلى للقوات‬
‫المسلحة‪ ،‬وهو الذي يقود السياسة الخارجية للدولة‪ ،‬وله سلطة التعيين في المناصب المدنية والعسكرية ويملك المحافظة‬
‫على أمن وسيادة الدولة كما جاء في نص المواد‪ 97 ،92 ،91 ،84.‬من التعديل الدستوري لسنة ‪.2020‬‬

‫ب_ صالحيات رئيس الجمهورية ذات الطابع اإلداري‪ :‬يمكن حصر سلطات رئيس الجمهورية في المجال اإلداري في‪:‬‬

‫• سلطة التعيين (صالحية التعيين في المناصب المدنية والعسكرية)‪ :‬خول الدستور رئيس الجمهورية باعتباره أعلى‬
‫سلطة ادارية في الدولة سلطة التعيين في بعض المناصب السامية في الدولة‪ ،‬سواء تعلق األمر بالمناصب المدنية‬
‫أو العسكرية وهو ما أشارت إليه مجموعة من المواد من الدستور وخاصة المادة ‪ .93 .92 ،91‬والمادة ‪ ،104‬من‬
‫التعديل الدستوري لسنة ‪.2020‬‬

‫سلطة التنظيم‪ :‬والمقصود بذلك أن رئيس الجمهورية يصدر اللوائح أو ما يعرف بالق اررات التنظيمية في شكل مراسيم‬ ‫•‬
‫رئاسية‪ ،‬حيث بالعودة الى المادة ‪ ،140 ،139‬من التعديل الدستوري نجد هذين النصين حدد المجاالت التي يشرع‬
‫فيها البرلمان وخارج هذه المجاالت يعود األمر لرئيس الجمهورية عن طريق سلطة التنظيم كما جاء في نص المادة‬
‫‪ 141‬من ذات التعديل الدستوري‪.‬‬

‫الحفاظ على أمن الدولة وسالمتها‪ :‬أعطى الدستور رئيس الجمهورية سلطة المحافظة على كيان الدولة وسالمتها‪،‬‬ ‫•‬
‫وبموجب ذلك يملك رئيس الجمهورية إعالن حالة الطوارئ والحصار‪ ،‬والحالة االستثنائية وحالة الحرب‪ ،‬ورئيس‬
‫الجمهورية في إعالن هذه الحاالت ليس مطلق الحرية بل مقيد بجملة من القيود‪ ،‬واالستشارات التي يطلبها من جهات‬
‫أخرى في الدولة‪( .‬المواد من ‪ 97‬إلى المادة ‪ 101‬من التعديل الدستوري هي التي نظمت هذه الحاالت)‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ج _ األجهزة المساعدة لرئيس الجمهورية‪ :‬تخفيفا ألعباء رئيس الجمهورية في إنجاز مهامه عينت له أجهزة إدارية‬
‫تساعده في مهام رئاسة الدولة (رئاسة الجمهورية)‪ ،‬زيادة عن الهيئات االستشارية‪ .‬وتتمثل هذه الهيئات في‪:‬‬

‫• األمانة العامة لرئاسة الجمهورية‪ :‬تعد من األجهزة الدائمة ويترأسها أمين عام له مجموعة صالحيات ذات طابع‬
‫إداري‪ ،‬تتمثل إجماال في‪ :‬تنظيم مصالح رئاسة الجمهورية وعملها‪ ،‬التحضير لميزانية مؤسسة رئاسة الجمهورية والعمل‬
‫على تنفيذها‪ ،‬اإلعداد والمشاركة في دراسة الملفات الضرورية التخاذ القرار‪ ،‬تحديد إجراءات وكيفيات التعيين في‬
‫الوظائف والمناصب المدنية السامية‪ .‬وتلحق باألمانة العامة لرئاسة الجمهورية عدد من المديريات‪.‬‬

‫• ديوان رئاسة الجمهورية‪ :‬يتألف من رئيس الديوان يمارس مختلف الوظائف التي تُمكن رئيس الجمهورية االطالع‬
‫على وضعية البالد وسالمة اتخاذه للق اررات‪ .‬ومدير الديوان الذي له مجموعة من المهام منها متابعة نشاط الحكومة‬
‫وتحليله وتقديم حصيلة بذلك لرئيس الجمهورية‪ ،‬إعالم رئيس الجمهورية بوضعية البالد من الناحية السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية والثقافية واقتراح أهم العناصر لتمكينه من اتخاذ القرار‪ ،‬إعالم األجهزة والمؤسسات في الدولة‬
‫بق اررات وتوصيات رئيس الجمهورية‪ ،‬متابعة حالة الرأي العام حول الق اررات الكبرى‪...‬وغيرها‪.‬‬

‫• األمانة العامة للحكومة‪ :‬تعد جهاز دائم في رئاسة الجمهورية وتكلف أساسا بتنسيق النشاط القانوني الحكومي‪،‬‬
‫يترأسها أمين عام وهي هيئة وسطية بين رئيس الجمهورية والحكومة‪ ،‬ووجدت األمانة العامة للحكومة كجهاز من‬
‫أجهزة رئاسة الجمهورية بأحكام المرسوم الرئاسي ‪.197-01‬‬

‫‪ /2‬الحكومة‬

‫تتكون الحكومة من الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة‪ ،‬والوزراء‪.‬‬

‫تنبيه‪ :‬تم تكريس منصب الوزير األول بعد التعديل الدستوري الذي حدث سنة ‪ ،2008‬وقبل هذا التعديل كان‬
‫هذا المنصب معروف باسم رئيس الحكومة‪ ،‬الذي كرسه دستور ‪ 1989‬وثبت وجوده دستور ‪ .1996‬غير أنه‬
‫بعد التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬أصبحت هناك امكانية ألن نكون أمام ترأس الحكومة من قبل وزير أول‬
‫أو رئيس الحكومة‪ ،‬وهذا حسب ما تفرزه االنتخابات البرلمانية إما أغلبية برلمانية رئاسية فنكون أمام وزير أول‬
‫أو رئيس حكومة في حال كانت األغلبية البرلمانية غير رئاسية‪.‬‬

‫أ _ الوزير األول أو رئيس الحكومة‬

‫• _ تعيين الوزير األول أو رئيس الحكومة‪ :‬مهمة تعيين الوزير األول أو رئيس الحكومة من صالحيات رئيس‬
‫الجمهورية حسب المادة ‪ 105‬والمادة ‪ 110‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬وهذا التعيين يكون بموجب مرسوم‬
‫رئاسي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫فحسب المادة ‪ 105‬رئيس الجمهورية يعين وزير أول في حال اسفرت االنتخابات البرلمانية عن أغلبية رئاسية‪ ،‬وفي هذه‬
‫الحالة يقوم الوزير األول باقتراح تشكيل الحكومة واعداد مخطط عمل لتطبيق برنامج رئيس الجمهورية‪ .‬بينما حسب نص‬
‫المادة ‪ 110‬إذا أسفرت االنتخابات عن أغلبية غير رئاسية فإن رئيس الجمهورية يعين رئيس الحكومة من األغلبية‬
‫البرلمانية ويكلفه بتشكيل الحكومة واعداد برنامج هذه األغلبية البرلمانية‪.‬‬

‫مالحظة وتوضيح‪ :‬المقصود باألغلبية الرئاسية أن تكون غالبية أعضاء البرلمان المنتخبون من نفس االتجاه‬
‫السياسي للرئيس‪ ،‬وهذا يعني أن يفوز الحزب الذي ينتمي اليه الرئيس‪ .‬لكن االشكال الذي يطرح هو في حال‬
‫كان الرئيس مترشح حر وفاز باالنتخابات فكيف يمكن تحديد األغلبية الرئاسية؟‬

‫• صالحيات الوزير األول أو رئيس الحكومة‪ :‬يتمتع الوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة بمجموعة من‬
‫الصالحيات نوردها كالتالي‪:‬‬

‫✓ سلطة التعيين‪ :‬حسب نص المادة ‪112‬من التعديل الدستوري يعين في وظائف الدولة دون المساس بأحكام‬
‫المادتين ‪ 91‬و‪104 ،93 ،92‬من الدستور‪ ،‬ورغم تضييق سلطات الوزير األول في مجال التعيين بإمكانه إجراء‬
‫بعض التعيينات كما جاء في المرسوم الرئاسي رقم ‪39 -20‬مؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 2020‬والمتعلق بالتعيين في‬
‫الوظائف المدنية والعسكرية للدولة الذي وسع من صال حيات الوزير األول أو رئيس الحكومة في مجال التعيين‬
‫في المناصب المدنية والتي كانت حك ار على رئيس الدولة فقط‪.‬‬
‫✓ السلطة التنظيمية‪ :‬يشارك الوزير األول رئيس الجمهورية في الوظيفة التنظيمية‪ ،‬حيث خصت المادة ‪ 141‬الفقرة‬
‫نظيمية في إطار تطبيق‬ ‫‪ 02‬من التعديل الدستوري للوزير األول أو رئيس الحكومة حسب الحالة ّ‬
‫بالسلطة التّ ّ‬
‫القوانين‪.‬‬
‫• الصالحيات التنفيذية‪ :‬تتمثل الصالحيات التنفيذية للوزير األول أو رئيس الحكومة في‪:‬‬

‫✓ _ السهر على حسن سير اإلدارة العامة‪ :‬أي أن الوزير األول له صالحية إصدار التعليمات والتوجيهات‬
‫والمذكرات المتعلقة بضمان حسن أداء العمل االداري في القطاعات المختلفة‪.‬‬
‫✓ _توزيع الصالحيات بين أعضاء الحكومة‪ :‬وهذه المهمة تعني بأن الوزير األول يقوم بتوزيع وتقسيم المهام بين‬
‫الطاقم الوزاري المشكل للحكومة‪ ،‬ويضبط اختصاصات الوزراء تفاديا ألي تنازع قد يقع بين الو ازرات المختلفة‪.‬‬
‫✓ _ توقيع المراسيم التنفيذية‪ :‬إذ يوقع الوزير األول المراسيم التنفيذية بعد موافقة رئيس الجمهورية على ذلك‪.‬‬
‫✓ ‪ -‬تنفيذ القوانين والتنظيمات‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ـذي ‪ 63-09‬المحدد لمـهـام‬
‫• تنظيم مصالح الوزير األول‪ :‬يحدد تنظيم ومهام مصالح الوزير األول المــرســوم الت ـن ـفـيـ ّ‬
‫ـذي ‪ 64-09‬المحدد لصالحــيات مــدي ـرية إدارة الــوسائل للوزير‬
‫ديـوان الوزيــر األول وتنظيمـه‪ ،‬والمـرسـوم التـنـف ـي ّ‬
‫األول وتنظيمها‪.‬‬

‫ب _ الــــــــوزارة‪ :‬الو ازرة هي أحد أهم األقسام االدارية المركزية‪ ،‬ال تتمتع بالشخصية القانونية‪ ،‬فشخصيتها من شخصية‬
‫الدولة‪ ،‬أي أنها تستمد وجودها من الدولة‪ ،‬والو ازرة تمثل قطاع معين من قطاع النشاط االداري للدولة‪ ،‬يرأسها وزير يعمل‬
‫ويتصرف باسم الدولة في و ازرته لتنفيذ سياسات الدولة العامة في القطاع الذي يشرف عليه‪ ،‬كما يتولى التنسيق بين‬
‫الهيئات االدارية التابعة لو ازرته‪ .‬ال توجد في الدستور أو القانون شروط معينة لتولي الو ازرة‪ ،‬وبالتالي تنطبق عليه الشروط‬
‫العامة للتعيين‪ ،‬كالجنسية والتمتع بالحقوق المدنية والسياسية ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬ال يشترط في الوزير أن يكون متخصصا في المجال الذي يتعلق بو ازرته‪ ،‬ألن عمل الوزير ليس‬
‫فني بل هو عمل سياسي إداري‪ ،‬لكن فهم الوزير للمجال الذي يشرف عليه يكون أفضل من الذي ال يملك‬
‫تلك الخبرة والتخصص‪ .‬كما أن تحديد عدد الو ازرات يخضع لرئيس الجمهورية‪.‬‬

‫للوزير مجموعة من الصالحيات التي يملكها على مستوى الو ازرة‪ ،‬مثل إصدار الق اررات الفردية وتوجيه التعليمات‬
‫والتوجيهات للموظفين لتنظيم العمل في قطاعه‪ .‬وله سلطة التعيين والترقية والتأديب بالنسبة للموظفين على مستوى‬
‫الو ازرة‪.‬‬

‫تنبيه‪ :‬عمل الو ازرة وتخصصها في قطاع معين من النشاط اإلداري ال يعني عدم وجود تعاون بين الو ازرات‬
‫فيما بينها‪ ،‬بل هناك تعاون بحكم تداخل ميادين العمل‪ ،‬وعادة ما يظهر هذا التعاون في الق اررات الو ازرية‬
‫المشتركة‪ ،‬والتي تتخذ بين و ازرتين فأكثر‪.‬‬

‫يستعين الوزير في القيام بمهامه بموظفين سامين في المجال اإلداري والتقني‪ ،‬كالمدير المركزي على مستوى الو ازرة‪،‬‬
‫واألمين العام لو ازرته‪ ،‬ورئيس الديوان‪ ،‬والمستشارين على مستوى الو ازرة‪.‬‬

‫تقسم كذلك الو ازرة الى مجموعة من األقسام تسمى بالمديريات العامة‪ ،‬تكلف كل مديرية بمتابعة نشاط معين‪ ،‬سواء تعلق‬
‫األمر بالموارد البشرية أو المالية والوسائل‪ ،‬وهذا التقسيم يختلف من و ازرة إلى أخرى‪ .‬إضافة الى ذلك للو ازرات مصالح‬
‫خارجية على مستوى الواليات‪ ،‬وتسمى بالمديريات التنفيذية وهي تشكل مظه ار من مظاهر عدم التركيز اإلداري في النظام‬
‫اإلداري الجزائري‪ ،‬يوكل لهذه المديريات تنفيذ سياسة الدولة في القطاعات المختلفة‪ ،‬وهذه المديريات ال تتمتع بالشخصية‬
‫القانونية واالستقالل اإلداري بل هي تابعة للو ازرة‪(.‬تمثل ورة لما يعرف بنظام عدم التركيز)‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫مالحظة‪ :‬للوزير صفة سياسية كعضو في مجلس الوزراء أو مجلس الحكومة‪ ،‬وصفة إدارية كرئيس إداري لمجموعة‬
‫المرافق والمؤسسات واألجهزة اإلدارية المكونة للو ازرة التي يشرف عليها‪ .‬فالوزير مسؤول إداري وسياسي عندما يكون‬
‫في الحكومة ومسؤول إداري عندما يكون في الو ازرة وبهذه الصفة يمارس عدة اختصاصات إدارية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الهيئات االستشارية‬

‫إلى جانب الهيئات المركزية ذات الطابع التقريري‪ ،‬أي التي تتخذ القرار وتنفذه‪ ،‬هناك على المستوى المركزي هيئات أخرى‬
‫إدارية ذات طابع استشاري تضم خبراء وفنيين ومتخصصين‪ ،‬تقدم االستشارة للهيئات المركزية في ميدان النشاط االداري‪.‬‬

‫مع العلم أن أراء هذه الهيئات ليست إلزامية‪ ،‬باعتبار أنها مجرد وجهة نظر تقدم للجهة اإلدارية التي طلبت الرأي والمشورة‪،‬‬
‫إال أن هذه اآلراء لها قوة معنوية من حيث كونها صادرة عن جهات فنية وخبراء في المجال‪ .‬هذه الهيئات منها ما هو‬
‫منشأ بموجب الدستور‪ ،‬ومنها ما هو منشأ بموجب مرسوم رئاسي أو مرسوم تنفيذي‪.‬‬

‫‪ /1‬أشكال االستشارة‬

‫تأخذ اإلستشارة األشكال اآلتية‪:‬‬

‫أ ‪ -‬االستشارة االختيارية‪ :‬تكون في حالة عدم وجود نص يلزم اإلدارة بأن تستشير جهة أخرى قبل اتخاذ ها القرار‪،‬‬
‫فاإلدارة لها اإلختيار في أن تلجأ إلى طلب هذه اإلستشارة من عدمها‪.‬‬

‫ب ‪ -‬االستشارة اإلجبارية (الملزمة)‪ :‬تكون في حالة وجود نص يلزم اإلدارة بأن تعرف رأي جهة أخرى قبل اتخاذها‬
‫القرار‪ ،‬فاإلدارة ملزمة باللجوء إلى طلب هذه اإلستشارة‪ ،‬والتي تعتبر إجراء جوهريا في القرار‪ ،‬ويؤدي عدم احترامه إلى‬
‫البطالن‪ ،‬لكن بعد اطالعها على اإلستشارة أو الرأي تكون لها السلطة التقديرية في أن تأخذ به أو تخالفه‪.‬‬

‫ج ‪ -‬االستشارة المتبوعة بالرأي الواجب إتباعه‪ :‬تكون في حالة نص يلزم اإلدارة أن تطلب اإلستشارة من جهة أخرى‬
‫مع ضرورة اإللتزام بها‪ ،‬أي أن يكون القرار اإلداري مطابقا للرأي الصادر عن الجهة االستشارية‪ ،‬وإال فانه يكون باطال‪.‬‬

‫‪ / 2‬نماذج من الهيئات االستشارية‬

‫نص الدستور على العديد من الهيئات االستشارية‪ ،‬حيث نظمها في الباب الخامس من الدستور في المواد من ‪ 206‬حتى‬
‫‪ ،218‬بعضها يتمتع باالستقاللية اإلدارية والمالية وبعضها ال‪ ،‬ومن هذه الهيئات االستشارية على سبيل المثال ما يلي‪:‬‬

‫أ_ المجلس اإلسالمي األعلى‪ :‬هو هيئة استشارية لدى رئيس الجمهورية‪ ،‬أنشئ بموجب المادة ‪ 171‬من دستور ‪،1996‬‬
‫وحسب نص المادة ‪ 206‬من التعديل الدستوري ‪ 2016‬و‪ ،2020‬فإن المجلس اإلسالمي األعلى يتوّلى على الخصوص‬
‫ّ‬
‫عرض عليه‪ ،‬رفع تقرير دور ّي عن نشاطه إلى رئيس الجمهورّية‪.‬‬
‫عي فيما ُي َ‬‫الحث على االجتهاد وترقيته‪ ،‬إبداء الحكم الشر‬
‫ّ‬
‫ّ ّ‬
‫‪6‬‬
‫ب _ المجلس األعلى لألمن‪ :‬حسب نص المادة ‪ 208‬من الدستور هو هيئة استشارية لدى رئيس الجمهورية‪ ،‬ويرأسه‬
‫كل القضايا المتعّلقة باألمن الوطني‪ .‬وال يتمتع‬
‫مهمته تقديم اآلراء إلى رئيس الجمهورّية في ّ‬
‫رئيس الجمهورّية‪ ،‬تكمن ّ‬
‫ّ‬
‫كيفيات تنظيم المجلس األعلى لألمن وعمله‪.‬‬
‫ويحدد رئيس الجمهورّية ّ‬
‫المجلس بالشخصية المعنوية واالستقاللية ّ‬

‫ج _المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪ :‬هو هيئة دستورية وطنية مستقلة‪ ،‬يتكون المجلس من ثماني وثالثين عضوا‪ ،‬وهو‬
‫مكلف بتعزيز وحماية حقوق اإلنسان في الجزائر‪ ،‬بموجب المادة ‪ 211‬من الدستور‪ .‬ويعمل حسب المادة ‪ 212‬من‬
‫الدستور على المراقبة واإلنذار المبكر والتقييم في مجال احترام حقوق اإلنسان‪ ،‬ويدرس المجلس دون المساس بصالحيات‬
‫السلطة القضائية كل حاالت انتهاك حقوق اإلنسان التي يعاينها أو تُبّلغ إلى علمه ويقوم بكل إجراء مناسب في هذا‬
‫الشأن‪ .‬ويعرض نتائج تحقيقاته على السلطات اإلدارية المعنية والجهات القضائية‪.‬‬

‫د _ المجلس األعلى للشباب‪ :‬حسب نص المادتين ‪ 215-214‬من الدستور ُيحدث مجلس أعلى للشباب كهيئة استشارية‬
‫توضع لدى رئيس الجمهورية‪ ،‬ويضم المجلس ممثلين عن الشباب وممثلين عن الحكومة وعن المؤسسات العمومية المكلفة‬
‫بشؤون الشباب‪ .‬يقدم المجلس األعلى للشباب آراء وتوصيات حول المسائل المتعلقة بحاجات الشباب وازدهاره في المجال‬
‫االقتصادي واالجتماعي والثقافي والرياضي‪ .‬كما يساهم المجلس في ترقية القيم الوطنية والضمير الوطني والحس الديني‬
‫والتضامن االجتماعي في أوساط الشباب‪.‬‬

‫ه _المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ :‬حسب نص المادة ‪ 209‬من الدستور يشكل المجلس الوطني‬
‫االقتصادي واالجتماعي والبيئي إطار للحوار والتشاور واالقتراح في المجال االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬وهو مستشار‬
‫الحكومة‪ .‬يكلف المجلس بتوفير إطار لمشاركة المجتمع المدني في التشاور الوطني حول سياسات التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية والبيئية‪ ،‬وضمان ديمومة الحوار والتشاور بين الشركاء االقتصاديين واالجتماعيين الوطنيين‪ ،‬وتقييم المسائل‬
‫ذات المصلحة الوطنية في المجال االقتصادي واالجتماعي والتربوي والتكويني و البيئي والتعليم العالي ودراستها‪ ،‬وعرض‬
‫اقتراحات وتوصيات على الحكومة‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬هيئات وهياكل االدارة الالمركزية في الجزائر‬

‫مدخل حول الهيئات االدارية الالمركزية‬

‫يذهب الفقه إلى التمييز بين ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورتين للنظام الالمركزي‪ ،‬هما الالمركزية االقليمية والالمركزية المرفقية( المصلحية)‪.‬‬
‫غير أن مل يهمنا في هذه الدراسة المتعلقة بالالمركزية االدارية هو موضوع الالمركزية اإلقليمية ‪ ،‬التي تقوم على‬
‫االختصاص االقليمي‪ ،‬حي ث تمارس الهيئات الالمركزية صالحياتها في نطاق جغرافي معين‪ ،‬والمجسد لذلك هو الوالية‬

‫‪7‬‬
‫والبلدية ‪ ،‬وهذا ما أكدت عليه المادة ‪ 17‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬بنصها" الجماعات المحلية للدولة هي البلدية‬
‫والوالية‪...".‬‬

‫دراستنا لهذا الموضوع سوف تركز على هيئات الالمركزية اإلقليمية المتمثلة في الوالية والبلدية‪ .‬وقبل التطرق الى ذلك‬
‫بالتفصيل نتعرف عن األسباب الي دفعت الى تبني أو األخذ بنظام اإلدارة المحلية كفكرة تمهيدية‪.‬‬

‫األسباب الدافعة لألخذ بنظام الالمركزية االدارية‬

‫تزايد مهام الدولة ‪ :‬نشــاط الدولة لما كانت دولة حارســة كان ينصــب فقط على تحقيق األمن في المجتمع والدفاع عن‬
‫الدولة من األخطار الخارجية ‪ ،‬وض ــمان الفص ــل في المنازعات عن طريق مرفق القض ــاء‪ ،‬وبهذا األمر كان من اليس ــير‬
‫تســير الدولة باألســلوب المركزي‪ ،‬لكن لما أصــبحت الدولة متدخلة‪ ،‬تهتم بالمســائل االجتماعية واالقتصــادية ‪ ...‬الخ هذا‬
‫األمر دفع الى ضــرورة انشــاء هياكل لمســاعدتها في تقديم تلك الخدمات‪ ،‬مما حتم توزيع الوظيفة اإلدارية في الدولة بين‬
‫السلطة المركزية وهيئات ال مركزية تتمتع بالشخصية القانونية واالستقالل اإلداري ‪.‬‬

‫_محاولة تجسيد الديمقراطية‪ :‬الالمركزية اإلدارية صورة من صور التسيير الذاتي‪ ،‬وبواسطتها يمكن اشراك الشعب في‬
‫ممارسة السلطة‪ ،‬وهذه عالمة من عالمات الديمقراطية في نظام الحكم‪ ،‬فإذا كانت الديمقراطية تعني حكم الشعب لنفسه‬
‫بنفسه فاإلدارة المحلية تجسد هذا المبدأ ‪.‬‬

‫_التفاوت بين أجزاء اإلقليم في الدولة الواحدة‪ :‬مما ال شك فيه أن أجزاء إقليم الدولة تختلف من حيث العامل الجغرافي‬
‫(ساحلي‪ ،‬صحراوي جبلي) أو من حيث عدد السكان (مناطق مكتظة‪ ،‬مناطق غير مكتظة) ‪ ،‬ومن حيث الثقافات والعادات‬
‫والتقاليد ‪ .‬وبالتالي ال يتصور أن تسير هذه الناطق على اختالف عواملها وإمكانياتها وموقعها ومشاكلها بجهاز مركزي‬
‫واحد‪ ،‬يفرض نمط تسير واحد على الجميع‪ .‬ذلك أن المناطق تختلف مشاكلها وحاجياتها ‪ ،‬مما حتم ضرورة األخذ‬
‫باألسلوب الالمركزي في اإلدارة‪.‬‬

‫العنصر األول‪ :‬البلدية في التشريع الجزائري‬

‫تعتبر البلدية في الجزائر مؤسسة دستورية‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 16‬من التعديل الدستوري‪ ،‬حيث تعتبر البلدية والوالية الجماعات‬
‫اإلقليمية للدولة‪ ،‬وتشكل البلدية الجماعة القاعدية‪ ،‬كما نجد أن نص المادة ‪ 19‬من التعديل الدستوري تعتبر المجلس‬
‫المنتخب قاعدة الالمركزية ومكان مشاركة المواطنين في تسيير الشؤون العمومية‪ .‬وقد تض ـمـن قانون البلدية ‪10- 11‬‬
‫في مادته األولى تعريفا للبلدية على النحو التالي‪« :‬البلدية هي الج ـمـاعة اإلقـليمية القاعدية للدولة وتتمتع بالشخصية‬
‫المعــنوية والــذمة المالــية المستقـلة‪ ،‬وتحدث بمـوجـب قانون»‪ ،‬أما الـمـادة الــثانــية تضــمنت أن " البلدية هي القاعدة االقليمية‬
‫لالمركزية ومكان لممارسة المواطنة وتشكل إطار مشاركة المواطن في تسيير الشؤون العمومية" ومن خالل كل هذه‬

‫‪8‬‬
‫النصوص تعتبر البلدية خلية أساسية في تنظيم البالد‪ ،‬وهي نقطة التنمية المحلية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬وتعمل على‬
‫إشباع حاجيات المواطنين وتحسين شروط معيشتهم‪.‬‬

‫أوال‪ :‬هيئتـــــــــــا البلديـــــــــــــة‬

‫تتشكل البلدية حسب المادة ‪ 15‬من الهيئات التالية ‪:‬‬


‫‪-‬هيئة تداولية تدعى المجلس الشعبي البلدي؛‬
‫‪-‬هيئة تنفيذية يرأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي؛‬
‫‪-‬إدارة ينشطها األمين العام للبلدية تحت إشراف رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫‪/ 1‬المجلس الشعبي البلدي ( الهيئة التداولية)‬

‫المجلس البلدي هو الهيئة التداولية للبلدية‪ ،‬أي هو الذي يتداول في الشؤون البلدية‪ ،‬ومداوالته هي التي تكون محل تنفيذ‬
‫من قبل رئيس البلدية‪.‬‬

‫أ_ تشكيلته ‪ :‬يتشكل المجلس الشعبي البلدي من منتخبين يختارون من قبل سكان البلدية لمدة خمس سنوات ‪ ،‬وعدد‬
‫أعضاء المجالس البلدية يختلف بحسب عدد السكان ‪ .‬وهذا ما حددته المادة ‪ 80‬من القانون ‪ 10 -11‬المتعلق بالبلدية‬
‫والمادة ‪ 187‬من األمر ‪ 01 -21‬المتعلق بالقانون العضوي لالنتخابات‪.‬‬

‫ب_ توزيع المقاعد داخل المجلس ‪ :‬يجري توزيع المقاعد بنفس الطريقة التي توزع بها المقاعد في المجلس الشعبي‬
‫البلدي‪ ،‬حيث ال توزع إال بعد تحديد المعامل االنتخابي‪ ،‬وهذا األخير يحدد حسب المادة ‪ 172‬من قانون االنتخابات من‬
‫‪:‬‬ ‫خالل‬

‫تقسيم األصوات المعبر عنها – ‪ ( ٪ 05‬أصوات القوائم التي لم تحصل على هذه النسبة ) ÷ على عدد المقاعد =‬
‫نحصل على المعامل االنتخابي‪ .‬كل قائمة انتخابية تحصل على عدد من المقاعد بحسب عدد المرات التي حصلت فيها‬
‫على المعامل االنتخابي ‪ .‬وعند توزيع المقاعد على القوائم التي حصلت على المعامل االنتخابي يتم ترتيب األصوات‬
‫الباقية التي حصلت عليها القوائم الفائزة أو القوائم غير الفائزة حسب أهمية األصوات وتوزع باقي المقاعد حسب هذا‬
‫الترتيب ‪ ،‬وإذا تساوت قائمتين في عدد األصوات يمنح المقعد للقائمة التي يكون سن مرشحيها هو األصغر ‪.‬‬

‫ج _ مدة المجلس الشعبي البلدي‪ :‬ينتخب المجلس الشعبي البلدي لمدة ‪ 05‬سنوات‪ ،‬تجري االنتخابات في ظروف ‪3‬‬
‫اشهر التي تسبق انقضاء المدة النيابية الجارية ‪ .‬وتمدد العهدة النيابية في الحاالت االستثنائية الواردة في الدستور‪ ،‬كحالة‬
‫وفاة رئيس الجمهورية أو تقديم استقالته‪ ،‬أو الوضع االستثنائي أو الحرب‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫العهدة البلدية مجانية باستثناء الرئيس‪ ،‬والمنتخبون يستفيدون من عالوة تعويضية بمناسبة انعقاد دورات المجلس‪ .‬كل‬
‫عضو بلدي ال يحضر بدون عذر مقبول ألكثر من ‪ 3‬دورات عادية خالل نفس السنة يعد مستقيل ‪ .‬يمكن حل المجلس‬
‫البلدي أو تجديده بموجب مرسوم رئاسي بناءا على تقرير وزير الداخلية ‪ ،‬وفي حاله يعين الوالي متصرف ومساعدين‬
‫يسيرون البلدية ‪ ،‬وتجري انتخابات بلدية في خالل ‪ 6‬اشهر من تاريخ الحل ‪ ،‬واذا بقي للعهدة سنة و تنتهي ال تجري‬
‫هذه االنتخابات ‪.‬‬

‫د _ دورات المجلس ونظام جلساته‪ :‬يعقد المجلس البلدي دورة عادية كل شهرين‪ ،‬وال تتعدى مدة الدورة خمسة أيام‪،‬‬
‫ويمكن أن يجتمع في دورة غير عادية بطلب من رئيسه أو بطلب من ثلثي األعضاء أو بطلب من الوالي‪.‬‬

‫عقد الجلسات يكون في مقر البلدية‪ ،‬وفي حالة قوة قاهرة تحول دون دخول األعضاء لمقر البلدية يمكن أن يعقد في‬
‫مكان أخر من اقليم البلدية ‪ ،‬ويمكن للمجلس أن يجتمع في مكان خارج اقليم البلدية لكن في هذه الحالة الوالي هو من‬
‫يحدد المكان بعد استشارة رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ .‬ورئيس البلدية هو من يحدد جدول األعمال بالتشاور مع الهيئة‬
‫التنفيذية‪ ،‬والرئيس هو من يتولى إرسال االستدعاءات ‪ 10‬أيام قبل انعقاد الدورة مع وصل استالم ‪.‬‬

‫جدول أعمال الدورة ينشر بمقر البلدية وعند مدخل قاعة المداوالت‪ ،‬وال تصح المداوالت إال بحضور أغلبية األعضاء (‬
‫‪ ،) 1 + ٪50‬وإذا لم يحضر النصاب المطلوب يؤجل االجتماع ويعيد الرئيس توجيه االستدعاءات إلى األعضاء‪،‬‬
‫واالجتماع الثاني يكون بمن حضر من األعضاء ‪ .‬والجلسات تكون علنية لمواطني البلدية ولكل معني بها‪ ،‬وتكون سرية‬
‫في حالتين ‪:‬‬

‫‪-‬إذا تعلقت بالحالة التأديبية للموظفين _ أو دراسة المسائل المرتبطة بالنظام العام ‪.‬‬

‫تعلق المداوالت تحت إشراف الرئيس باستثناء هاتين الحالتين ‪.‬‬

‫ه _ لجان المجلس الشعبي البلدي‪ :‬حتى يستطيع المجلس القيام بأعماله يعطي القانون المجلس البلدي صالحية‬
‫انشاء لجان بلدية دائمة‪ ،‬وهذه اللجان يصادق عليها المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬وتعد اللجنة نظامها الداخلي وتعرضه على‬
‫المجلس للمصادقة عليه ‪ .‬هذه اللجان تختلف من بلدية الى أخرى حسب عدد السكان حيث يتراوح عددها بين ‪ 03‬إلى‬
‫‪ 06‬لجان‪ .‬إضافة إلى اللجان الدائمة يمكن للمجلس أن يشكل لجان خاصة مؤقتة لدراسة موضوع محدد يدخل في‬
‫اختصاصه‪ ،‬وتنتهي مهمتها باألجل الذي حددته مداولة إنشائها‪ .‬مع العلم أن اللجان يجب أن تتضمن تمثيال نسبيا يعكس‬
‫التركيبة السياسية للمجلس‪.‬‬

‫و_ مداوالت المجلس الشعبي البلدي‪ :‬تجري المداوالت وتحر باللغة العربية تحت طائلة البطالن‪ .‬والتصويت على‬
‫المداوالت يكون بأغلبية الحاضرين وصوت الرئيس يكون مرجح في حال تساوي األصوات‪ .‬ترسل المداوالت للوالي في‬

‫‪10‬‬
‫خالل ‪ 08‬أيام من التصويت عليها مقابل وصل استالم ‪ .‬وتصبح مداوالته قابلة للتنفيذ بعد ‪ 21‬يوم من ايداعها بالوالية‬
‫‪ ،‬والوالي اذا اراد الطعن فيها فعليه أن يطعن فيها خالل هذه المدة ‪ .‬غير أن المداوالت التي يكون موضوعها‪ :‬الحسابات‬
‫والميزانيات _ قبول الهبات والوصايا األجنبية _ اتفاقيات التوأمة _ التنازل عن األمالك العقارية البلدية‪ .‬هذه المواضيع‬
‫األخيرة تقتضي مصادقة الوالي عليها صراحة‪ ،‬وإذا لم يعلن الوالي ق ارره في خالل ‪ 30‬يوم تعد مصادق عليها ‪ .‬تسجل‬
‫المداوالت في سجل خاص ويؤشر عليه رئيس المحكمة المختصة اقليميا ‪.‬‬

‫يمكن لرئيس البلدية أن يقدم تظلم إداري إلى الوالي أو يرفع دعوى قضائية أمام المحكمة اإلدارية المختصة اقليميا ضد‬
‫قرار الوالي برفض المصادقة على مداولة المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬أو القرار المتعلق ببطالن المداولة ‪.‬‬

‫س _ اختصاصات المجلس الشعبي البلدي ‪:‬هذه االختصاصات كثيرة ومتنوعة حددتها المواد من ‪ 107‬الى ‪،124‬‬
‫وأهمها في مجال التعمير والهياكل األساسية والتجهيز‪ ،‬في المجال االجتماعي‪ ،‬في المجال المالي‪ ،‬في المجال االقتصادي‪.‬‬
‫منها على سبيل المثال‪:‬‬
‫_ يمكن للمجلس الشعبي البلدي يمكنه إنشاء أي مرفق عام‪ ،‬لتلبية حاجات المصلحة العامة‪ ،‬بشرط عدم االعتداء على‬
‫اختصاص هيئة أخرى‪ ،‬أو المساس بحرية المنافسة والصناعة ‪.‬‬
‫_يشارك في اإلجراءات المتعلقة بإعــداد العـمليات الخاصة بـتهيئة االقــليــم والــتنمــية الــمسـتـدامــة وتنفــيذهــا‪.‬‬
‫_اتخاذ كــل اإلجـ ـراءات مــن شأنه ــا التك ـفــل بالــفئات اإلجــتمــاعــية المحرومة وم ـســاعدته ــا السـي ـمــا في مجاالت الصحــة‬
‫والشغ ــل والـسكن‪.‬‬
‫_تشجيع كـل جمعية للسكان وتنظيمها م ــن أجــل القيام بعمليات ح ـمــاية الع ـقــارات أو األحياء وصيانتها أو تجديدها ‪.‬‬
‫_ تقوم البلدية بإنجاز م ــؤسسات التعــليم االبتدائي طبقا للخريطة ال ـمـدرسية الوطنية وضمان صيانتها‪ ،‬اضافة الى ذلك‬
‫تقوم بإنجاز وتسيير المطاعم المدرسية‪ ،‬وتسهر على ضـمـان تـوف ـيــر وسائل ن ـق ــل الــتالمــيذ والــتأك ــد م ــن ذلك‪ ،‬اتخاذ‬
‫الـتدابـيــر ال ـمــوجهـ ــة ل ـ ـتــرق ــية تـفــتح الـ ـطـف ــول ــة الصـ ـغـ ـ ــرى وال ـ ـريــاض وحــدائــق االطـ ـفــال والــتع ـلـ ـيــم الــتحض ـي ــري والــتعــليم‬
‫الــثقــافي والف ــني‪.‬‬

‫وللبلديــة إخــتصــاصات في الــميــدان الصحي واإلجتماعي والثقافي‪ ،‬السيما تلك الــمتع ـلــقة بتوزيع الــمياه الصالحة‬
‫للشرب‪ ،‬ص ــرف الــمياه المستعــملة ومعالجتها‪ ،‬جــمع النفايات الــصلبة ونقلها ومعــالجتها‪ ،‬مكافحة نواقل االمراض المتنقلة‪،‬‬
‫ص ــيانــة الــطرق ــات ال ـب ـلــدية واشــارات ال ـ ـمـ ــرور التابعــة لــشبكــتها‪ ،‬االنــارة العـ ـم ــومــية‪ ،‬الحضائ ــر ومساحات ال ـتــوقف‪،‬‬
‫الــمذابح الــبلدية‪ ،‬الخــدمــات الجنائزية وتهيئة المقابر‪ ،‬الفضاءات الثقافية التابعة ألمالكهــا الــى غـ ـي ــر ذلك م ــن‬
‫االختصاصات‪ ،‬كـمــا تسـاه ــم في حــدود إمكانياتها بصيانة الهياكل المكلفة بالشبيبة والثقافة والرياضة‪ ،‬وتتخذ كل إجراء‬
‫م ــن شأنــه تشجيع وتوس ــيع ق ــدرتها الـ ـس ــياحية وتشجيع المتعاملين المعنيين على استغاللها‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫_تشارك البلدية في ص ــيانة المساجد والمدارس القرآنية الموجودة على ترابها وتضمن المحافظة على الممتلكات الخاصة‬
‫بالعبادة‪.‬‬

‫_إختصاصات المجلس الشعبي البلدي بالتصويت على قبول الهبات والوصايا الممنوحة للبلدية أو رفضها‪ ،‬كما يصوت‬
‫على ميزانية البلدية بعد تقديمها من رئيس البلدية‪ ،‬وتضبط وفقا للقانون‪ ،‬ويصــوت عــلى الـمـيزانية األولية قــبل ‪ 31‬أكتوبر‬
‫م ــن الــسنة ال ــتي تــسبق سـ ــنة تنفــيذهــا‪ ،‬ويصوت على الميزانية اإلضافية قبل ‪ 15‬جوان من السنة التي تنفذ فيها‪.‬‬

‫‪/ 2‬رئيس المجلس الشعبي البلدي‬

‫أ _ تعيين رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ :‬يعين رئيس المجلس الشعبي البلدي في خالل ‪ 05‬أيام بعد تنصيب المجلس‬
‫البلدي من قبل الوالي كما جاء في نص المادة ‪ 64‬و‪ 64‬ىمكرر من األمر ‪ 13 -21‬المعدل لقانون البلدية ‪،10-11‬‬
‫ويعلن رسميا رئيسا للبلدية متصدر القائمة التي حصلت على األغلبية المطلقة للمقاعد‪ .‬وفي حال لم تحصل أي قائمة‬
‫على األغلبية المطلقة يمكن القائمتين الحائزتين على ‪ 35‬في المئة تقديم مرشحين عنهما ‪ ،‬واذا لم تحصل أي من القوائم‬
‫على هذه النسبة ‪ ،‬فيمكن لكل القوائم تقديم مرشح عنهما‪ .‬في حال تساوي األصوات بين مترشحين للمجلس يعلن رئيسا‬
‫المترشح أو المترشحة األكبر سنا ‪.‬‬

‫للرئيس نواب يختلف عددهم حسب عدد أعضاء المجلس البلدي‪ ،‬وأدنى حد هو نائبين اثنين‪ ،‬وأقصى حد هو ستة نواب‬
‫(حسب المادة ‪ 69‬من قانون البلدية)‪ .‬يمثل الرئيس البلدية في كل أعمال الحياة اإلدارية والمدنية‪ ،‬ويتقاضى باسمها‪.‬‬
‫ورئيس البلدية هو األمر بالصرف‪ ،‬وهو من ينفذ ميزانية البلدية‪ .‬كما يقوم بكل التصرفات التي تحفظ أمالك وحقوق البلدية‬
‫تحت رقابة المجلس البلدي ‪.‬‬

‫ب_ انتهاء مهام رئيس المجلس الشعبي البلدي ‪ :‬وتنتهي مهام رئيس المجلس الشعبي البلدي بعدة طرق‪:‬منها ‪-‬‬
‫الوفاة‪ - :‬انتهاء العهدة االنتخابية‪ -.:‬االستقالة ‪:‬‬

‫_ التخلي‪ :‬وهذه الصورة تتحقق إثر الغياب غير المبرر لرئيس المجلس الشعبي البلدي لمدة تتجاوز شهر حتى وان لم‬
‫تكن في نيته االستقالة‪ ،‬وفي هذه الحالة يناط بالمجلس الشعبي البلدي إعالن حالة التخلي فور تحقق مدة الغياب غير‬
‫المبررة‪ ،‬بإجراء مقرر للمجلس دون غيره‪ ،‬ويتم استخالفه مؤقتا من طرف المجلس الشعبي البلدي بتعين أحد نواب الرئيس‬
‫وان تعذر ذلك بأحد أعضاء المجلس الشعبي البلدي طبقا لنص المادة ‪. 72‬‬

‫‪-‬اإلقصاء‪ :‬يعد اإلقصاء امتداد وتكملة لعملية اإليقاف في حالة تأكد االتهام واإلدانة بسبب جناية او جنحة لها صلة‬
‫بالمال العام أو ألسباب مخلة بالشرف‬

‫‪12‬‬
‫‪-‬حل المجلس الشعبي البلدي‪ :‬وهذا الحل يكون بموجب مرسوم رئاسي بناء على تقرير وزير الداخلية‪ ،‬بمجرد توفر‬
‫حالة من الحاالت المنصوص عليها في المادة ‪ 46‬من القانون ‪.10-11‬‬

‫ج _ اختصاصات رئيس المجلس الشعبي البلدي كممثل للبلدية ‪ :‬منح القانون لرئيس البلدية مجموعة متنوعة من‬
‫الصالحيات منها ما يمارسها كممثل للبلدية ومنها ما يمارسها كممثل للدولة على النحو التالي ‪:‬‬

‫*صالحيات رئيس البلدية كممثل للبلدية‬

‫حددت المواد من‪ 77‬إلى ‪ 84‬من قانون البلدية الجديد اختصاصات رئيس المجلس ‪:‬‬
‫‪-‬اختياره لنوابه حسب عدد أعضاء المجلس الشعبي البلدي وعرضهم على المجلس الشعبي البلدي للتصويت عليهم وفق‬
‫نص المادة ‪ 70‬من القانون ‪.10-11‬‬
‫‪-‬دوره التنسيقي ألعمال المجلس طبقا لنص المادة ‪ 79‬من قانون البلدية ‪ 10-11‬يتولى رئاسة المجلس وباقي‬
‫االختصاصات التي تتمخض عنها ‪.‬‬
‫‪-‬يتلقى رئيس المجلس الشعبي البلدي استقالة كل عضو منتخب يقدم استقالته ‪.‬‬
‫‪-‬يقوم بتنصيب اللجان البلدية واإلشراف على حسن سيرها‪.‬‬
‫‪-‬يتولى رئيس المجلس الشعبي البلدي تمثيل البلدية في كل أعمال الحياة المدنية واالدارية‪.‬‬
‫‪-‬يمثل البلدية في كل التظاهرات الرسمية وفي جميع المراسيم التشريعية‪.‬‬
‫‪-‬يمثل البلدية أمام الجهات القضائية المختصة‪.‬‬
‫‪ -‬تفويض إمضائه‪ :‬حيث يمكن لرئيس المجلس الشعبي البلدي وتحت مسؤوليته تفويض إمضائه للمندوبين البلديين‬
‫والمندوبين الخاصين وإلى كل موظف بلدي في إطار أحكام المادة ‪ .86‬وهذا األمر يكون خاصة في مجال اختصاصه‬
‫كضابط للحالة المدنية‬
‫‪-‬سلطة إبرام عقود اقتناء األمالك والمعامالت والصفقات وااليجارات وقبول الهبات والوصايا‪ ،‬إبرام اتفاقيات التوأمة بعد‬
‫موافقة السلطة الوصية‪ ،‬إبرام العقود في مجال الصفقات العمومية ‪.‬‬
‫‪-‬اعداد ميزانية البلدية وعرضها على المجلس للمصادقة‪ ،‬ومتابعة تنفيذها‪.‬‬
‫*اختصاصات رئيس المجلس الشعبي البلدي كممثل للدولة‬

‫يمارس رئيس المجلس الشعبي البلدي صالحيات محددة داخل اختصاصه اإلقليمي‪ ،‬باعتبار البلدية منطقة امتداد‬
‫للدولة‪ ،‬فهي باسم الدولة ولحسابها وتحت السلطة الرئاسة للوالي ممثل الدولة على مستوى الوالية ‪.‬‬

‫وأهم اختصاصاته هي ‪:‬‬

‫ـ اختصاصات متعلقة بالضبط اإلداري‪ :‬نصت المواد ‪ 94-88‬من قانون البلدية الجديد على مضمون الضابطة البلدية‬
‫من خالل سرد بعض الحاالت‪ ،‬التي تبدوا أنها ذكرت على سبيل المثال‪ ،‬ألنه ال يمكن حصر مهام الضبط اإلداري كلها‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫ومن بين مهام الضابطة البلدية‪ ،‬ضابطة الطرق والطمأنينة العمومية وفق المرسوم ‪ ،267-81‬وضابطة نظام الجنائز‬
‫ودفن الموتى وصيانة المقابر حسب ما نص عليـه األمر‪ ،78-75‬وضابطة النظافة والصحة العمومية‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫األخيرة يساعد رئيس البلدية في مهامه مكتب الصحة البلدي الذي يكون تحت تصرفه ‪.‬‬

‫ـ يتولى رئيس المجلس الشعبي البلدي اإلسعافات واالنتخابات والحالة المدنية‪ :‬حسب نص قانون االنتخابات‪ .‬ويعد‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي ضابط الحالة المدنية وفق األمر‪ 20-70‬المتعلق بقانون الحالة المدنية‪ .‬يتمتع رئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي اختصاصات متعلقة بالحماية المدنية حسب نص المادة ‪ 91-89‬من قانون البلدية الجديد‪.‬‬
‫ويختص رئيس المجلس الشعبي البلدي الدولة بتسليم مختلف شهادات إثبات الحالة‪ ،‬التصديق على الوثائق واإلمضاءات ‪.‬‬

‫ـ اختصاصات رئيس المجلس الشعبي البلدي في مجال العمران‪ :‬يسلم رئيس المجلس الشعبي البلدي رخصة البناء‬
‫وشهادة التعمير ورخصة التجزئة ورخصة التهديم وشهادة التقسيم‪ ،‬ويسهر رئيس المجلس الشعبي البلدي على احترام‬
‫المقاييس والتعليمات في مجال التعمير والتخطيط العمراني وتشجيع سياسة ترميم المباني واألحياء خاصة حماية التراث‬
‫المعماري‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرقابة الوصائية على البلدية‬

‫تخض ـ ــع البلدية للرقابة الوص ـ ــائية‪ ،‬وهذه الرقابة تمارس من الجهة الوص ـ ــية وهي الوالية ممثلة في الوالي‪ ،‬وتكون هذه‬
‫الرقابة من جهة على المجلس كجهاز أو على كل عضو فيه ومن جهة أخرى على أعماله‪.‬‬

‫‪ /1‬الرقابة الوصائية على المجلس‬

‫الرقابة الوصائية على المجلس قد تكون على المجلس ككل أو على كل عضو فيه‪.‬‬

‫أ _ الرقابة على المجلس ككل‪ :‬تضمنت النص على هذه الرقابة المادة ‪ 46‬من قانون البلدية‪ ،‬وهي تتعلق بحل المجلس‬
‫البلدي وتجريد أعضـ ــائه من الصـ ــفة النيابي‪ ،‬وهو إجراء خطير يعكس خطورة السـ ــبب الداعي لذلك‪ ،‬ويكون في الحاالت‬
‫التالية‪:‬‬

‫_ في حالة خرق أحكام دستورية‪.‬‬

‫_ حالة إلغاء انتخاب جميع أعضاء المجلس‪.‬‬

‫_ في حالة االستقالة الجماعية ألعضاء المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫_ عندما يكون اإلبقاء على المجلس مص ـ ـ ــدر الختالالت خطيرة تم اثباتها أو من طبيعة المس ـ ـ ــاس بمص ـ ـ ــالح المواطنين‬
‫وطمأنينتهم‪ :‬وهذا األمر قد ينتج نتيجة الصـ ـراعات التي تنش ــأ بين التش ــكيالت المش ــكلة للمجلس مما يترتب عنها ض ــياع‬
‫مصالح المواطنين‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫_ عندما يصـ ـ ــبح عدد أعضـ ـ ــاء المجلس البلدي أقل من نصـ ـ ــف عدد األعضـ ـ ــاء‪ ،‬بعد تطبيق أحكام االسـ ـ ــتخالف (وفاة‪،‬‬
‫استقالة‪ ،‬اقصاء) المنصوص عليها في المادة ‪.41‬‬

‫_ حالة اندماج بلديات أو ضـ ـ ـ ــمها أو تجزئتها‪ .‬ففي هذه الحالة ال يمكن تصـ ـ ـ ــور أن تسـ ـ ـ ــير بلدية من قبل مجلس بلدي‬
‫إلحدى البلديتين المندمجتين أو تسير بمجلس في حال التجزئة‪.‬‬

‫_ في حالة حدوث ظروف استثنائية تحول دون تنصيب المجلس المنتخب‪.‬‬

‫وفي هذه الحالة يعين الوالي‪ ،‬خالل العشـ ـ ـ ـرة )‪ (10‬أيام التي تلي حل المجلس‪ ،‬متص ـ ـ ــرف إداري ومس ـ ـ ــاعدين له‪ ،‬عند‬
‫االقتضـ ــاء توكل لهم مهمة تسـ ــيير شـ ــؤون البلدية‪ .‬وتنتهي مهامهم بقوة القانون فور تنصـ ــيب المجلس الجديد‪ .‬مع العلم‬
‫تجرى انتخابات جديدة في أجل أقصــاه ‪ 06‬أشــهر ابتداء من تاريخ الحل‪ .‬وال يمكن بأي حال من األحوال اجراؤها خالل‬
‫إذا بقي للعهدة االنتخابية سنة فقط على االنتهاء‪.‬‬

‫وفي كل األحوال حل المجلس الشــعبي البلدي وتجديده ال يتم إال بموجب مرســوم رئاســي بناء على تقرير الوزير المكلف‬
‫بالداخلية‪.‬‬

‫ب_ الرقابة الوصــائية على أعضــاء المجلس الشــعبي البلدي بما فيهم الرئيس‪ :‬هذه الرقابة نظمتها المواد من ‪ 40‬إلى‬
‫‪ 45‬من قانون البلدية‪ ،‬حيث أن أعضـ ـ ـ ـ ـ ــاء المجلس البلدي في حال إخاللهم بالتزاماتهم المترتبة عن العهدة يتعرضـ ـ ـ ـ ـ ــون‬
‫لإليقاف‪ ،‬االقالة‪ ،‬االقصاء‪.‬‬

‫‪ -‬التوقيف‪ :‬حس ــب المادة ‪ 43‬يتم توقيف المنتخب في حال تعرض ــه لمتابعة قض ــائية بس ــبب جناية أو جنحة لها ص ــلة‬
‫بالمال العام‪ ،‬أو ألسباب متعلقة بالشرف‪ ،‬أو كان محل تدابير قضائية تمنع استم ارره في ممارسة مهامه‪.‬‬

‫ففي هذه الحالة يمكن للـ ـوالي اتخاذ االجراءات القانونية حفاظا على السير الحسن للمجلس وانسجامه‪.‬‬

‫‪ -‬االستقالة واالقالة‪ :‬يع ــتبر مـ ـ ــستقيال كـ ـ ــل عضـ ـ ــو في المجلس الشعبي البلدي قدم استقالته الى رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي في ظرف محمـ ــول مقابــل وصـ ــل استالم‪ ،‬ويمكن أن تكون االستقالة بحكم القانون في حالة تغـ ــيبه عـ ـ ــن أكثر مـ ــن‬
‫ثالثة دورات عـ ــاديـ ــة بـ ــدون عـ ــذر مق ـ ـبـ ــول وتخلف عـ ــن ح ـ ـض ـ ـور ج ـ ـلــسة السماع رغم صحة التبليغ‪ .‬كما يمكن أن يقال‬
‫المنتخب في حال تبين أنه تعتريه حالة من حاالت التنافي‪ ،‬أو تخف أحد ش ــروط االنتخاب فيه‪ ،‬ففي هذه الحالة يص ــدر‬
‫الوالي ق ار ار بتجريده من الصفة النيابية‪.‬‬

‫‪ -‬االقــــــــصــــــــــاء‪ :‬وهذا األمر يحدث في حال تعرض المنتخب إلدانة جزائية نهائية (صدر الحكم من القضاء بإدانتهم)‬
‫بسبب جناية أو جنحة لها صلة بالمال العام أو الشرف‪ .‬ويثبت الوالي هذا االقصاء بموجب قرار‪.‬‬

‫كمـا تنتهي العهـدة في حـالـة الوفـاة أو في حـالـة وجود مـانع قـانوني كتوفر حـالـة من حـاالت التنـافي‪ .‬حيـث تنص المـادة‬
‫‪" 40‬تنتهي صـفة المنتخب ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحصـول مانع قانوني والموانع القانونية طبقا لنص المادة ‪ 81‬من قانون االنتخابات ‪-16‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ 10‬كالوالي والوالي المنتدب ورئيس الدائرة واألمين العام للوالية والمفتش العام للوالية وعضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو المجلس التنفيذي للوالية‬
‫والقاض ــي وأفراد لجيش الوطني الش ــعبي األمناء العامون للواليات‪ ،‬أفراد الجيش الوطني الش ــعبي‪ ،‬موظفو أس ــالك األمن‪،‬‬
‫محاسبو أموال الوالية‪.‬‬

‫‪ _2‬الرقابة الوصائية على أعمال المجلس‬

‫وتتمثل هذه الرقابة في الصور التالية‬

‫أ– سلطة المصادقة‪ :‬وتتخذ هذه المصادقة شكلين‬

‫_ المصادقة الضمنية‪ :‬تـ ـعـ ــتبـ ــر المصادقة الضمنية القاعـ ــدة األساسية فـ ــي رقـ ــابة سلطة الوصايـ ــة على أعـ ـمـ ــال المجلس‬
‫البلدي‪ ،‬حيث انطالقا مم ــا تضمــن قانون البلدية فــإن مـ ــداوالت ال ــمجـ ـل ــس الشعـ ـ ــبي ال ــبلدي تكون قابلة للتنفيذ بقوة القانون‬
‫بعد واحد وعشرين يوما من تاريخ إيداعها بالوالية‪.‬‬

‫_ المصادقة الصريحة‪ :‬بالرغم أن المصادقة الضـ ـ ــمنية هي القاعـ ـ ــدة األساسية فـ ـ ــي رقـ ـ ــابة سلطة الوصايـ ـ ــة لألع ـ ـ ـمـ ـ ــال‬
‫الصـ ـ ــادر عـ ـ ـ ـ ـ ــن البلدية‪ ،‬إال أنه بالرجوع إلـ ـ ــى أحكام الـ ـ ــقانون‪ 10-11‬نص على أن بعض المداوالت تخضع للمصادقة‬
‫المسـ ـ ـ ـ ـ ــبقة والص ـ ـ ـ ـ ـ ـريحة من جانب الوالي حت تصـ ـ ـ ـ ـ ــبح نافذة ‪،‬ى وهذا الذي أكدت عليه المادة ‪ 57‬منه‪ ،‬حيث ال تنفذ‬
‫المداوالت المتضمنة ما يأتي إال بعد المصادقة عليها من قبل الوالي ‪ ،‬وهي ‪ :‬الميـ ـ ـزانيات والحسابـ ـ ــات‪ ،‬قـ ـ ـبـ ـ ــول الهـ ـ ــبات‬
‫والــوصــايا األجـ ــنب ـ ـيــة‪ ،‬اتفاقـ ـ ــيات الت ـ ـوأمـ ــة‪ ،‬الـ ــتنازل عـ ـ ــن األمالك الع ـ ـقـ ــارية للبلدية‪ ،‬بعـ ــدما كانت تق ـ ـت ـ ـصـ ــر على ميدانين‬
‫الميزانيات والحسابات‪ ،‬وإحداث مصالح ومؤسسات عـمومية بلدية‪.‬‬

‫لكن الوالي في هذه الحالة يجب أن يعلن ق ارره في خالل ‪ 30‬يوم من تاريخ إيداع المداولة الوالية‪ ،‬وبفوات هذا األجل‬
‫تعتبر المداولة مصادق عليها‪.‬‬

‫ب – الرقابة الوصــــــــائية عن طرق االل اء‪ :‬حسـ ـ ـ ـ ـ ــب المادة ‪59‬من قانون البلدية " تبطل بقوة القانون مداوالت المجلس‬
‫الشـ ـ ــعبي البلدي‪ :‬المتخذة خرقا للدسـ ـ ــتور وغير المطابقة للقوانين والتنظيمات‪ ،‬التي تمس برموز الدولة وشـ ـ ــعاراتها‪ ،‬غير‬
‫المحررة باللغة العربية‪ ،‬ويعاين الوالي بطالن المداولة بقرار"‪.‬‬

‫ج‪ -‬المداوالت القابلــــــــة ل بطــــــــال‪ :‬وهذ األمر نصت عليه المادة ‪ 60‬قانون البلدية‪ ،‬ويكون ذلك في حال تعلق األمر‬
‫بتعارض المص ـ ـ ـ ــالح بين المنتخب البلدي والمداولة في الحالة التي يش ـ ـ ـ ــارك المنتخب البلدي في المداولة‪ ،‬ويكون وجوده‬
‫فيها يتعارض مع مص ـ ـ ــالح البلدية لوجود مص ـ ـ ــلحة ش ـ ـ ــخص ـ ـ ــية له أو لزوجه أو ألص ـ ـ ــوله أو فروعه أو كان وكيال فيها‪،‬‬
‫وبالتالي حضوره فيها يجعل المداولة قابلة لإلبطال‪ .‬ويثبت بطالن المداولة بقرار معلل من الوالي‪.‬‬

‫د – ســــلطة الحــــلــــــــول‪ :‬نظمت هذه الحالة المواد ‪ 100‬و‪ ،101‬التي منحت للوالي سلطة الحلول محل رئيس المجلس‬
‫الش ـ ـ ـ ـ ــعبي البلدي في حال تقاعس ـ ـ ـ ـ ــه عن اتخاذ إجراءات الحفاه على النظام العام بمفهومه الواس ـ ـ ـ ـ ــع‪ ،‬زيادة على التكفل‬
‫بالعمليات االنتخابية والخدمة الوطنية والحالة المدنية‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫كما منحت للوالي بموجب المادة ‪ 101‬سـلطة الحلول محل رئيس المجلس الشـعبي البلدي بعد انقضـاء أجل اإلعذار‬
‫في حالة رفضـ ـ ــه القيام بالمهام واتخاذ الق اررات الموكلة له بمقتضـ ـ ــى القوانين والتنظيمات‪ ،‬رغم اعذاره مسـ ـ ــبقا فان الوالي‬
‫يقوم بها ب ـ ـ ــدال عـ ـ ـ ـ ــنه‪ ،‬او في حالة ع ـ ـ ــدم التصويت ع ـ ـ ــلى الميزانية بسبب حدوث اختالل بالمجلس الشعبي البلدي‪ ،‬كما‬
‫يمكن للوالي ضبط الـ ـ ـ ــميزانية بمفـ ـ ـ ـ ـ ــرده في حالة اعـ ـ ـ ـ ـ ــذاره للمجلس للقيام بإحداث توازن في الميزانية بعد ارجاعها للبلدية‬
‫بدون مصادقة‪ ،‬ولم يستجب المجلس لذلك‪ ،‬أو في حـ ـ ــالـ ـ ــة ترتب ع ـ ـ ـجـ ـ ــز ع ـ ـ ـ ــلى تنفـ ـ ــيذ ال ـ ـ ـمـ ـي ـ ـ ـ ازنـ ـ ــية ول ــ ـ ــم يتخذ المجـ ـ ــلس‬
‫الـشع ــبي الــبلدي جــميع التدابير الالزمة المتصاصه‪ ،‬وضـمان توازن الميزانية االضافية‪،‬‬
‫كما يمارس الوالي س ـ ــلطته الرئاس ـ ــية على رئيس المجلس الش ـ ــعبي البلدي‪ ،‬باعتبار هذا األخير ممثل للدولة‪ ،‬وذلك في‬
‫حالة إهماله اتخاذ الق اررات المفروضـ ـ ـ ـ ــة عليه بمقتضـ ـ ـ ـ ــى القوانين والتنظيمات‪ ،‬ولكن بعد توجيه اإلنذار له وانتهاء األجل‬
‫المحدد فيه‪.‬‬

‫العنصر الثاني‪ :‬الـــــــواليــــــــة في التشريع الجزائري‬

‫بالعودة إلى القانون ‪ 07 – 12‬المؤرخ في ‪ 21‬فبراير ‪ 2012‬المتعلق بالوالية نجد نص المادة األولى تعرف الوالية بأنها‬
‫" الجماعة اإلقليمية للدولة‪ ،‬وهي تتمتع بالشخصية القانونية والذمة المالية المستقلة"‪ .‬وفي نفس الوقت الوالية هي الدائرة‬
‫اإلدارية غير الممركزة للدولة (ذلك أن الوالي هو ممثل الس ـ ـ ــلطة المركزية على مس ـ ـ ــتوى الوالية)‪ ،‬وبالتالي تش ـ ـ ــكل الوالية‬
‫بهذه الصــفة الفضــاء والمجال لتنفي ذ الســياســات العمومية‪ ،‬وبذلك تســاهم مع الدولة في تهيئة وإدارة اإلقليم وتحقيق التنمية‬
‫االقتصــادية واالجتماعية والثقافية وترقية وتحســين اإلطار المعيشــي للســكان‪ .‬و حســب المادة ‪ 02‬من القانون ‪07- 12‬‬
‫المتعلق بالوالية فإن لهذه األخيرة هيئتان هما‪ :‬المجلس الشــعبي الوالئي‪ ،‬والوالي‪ .‬باإلضــافة إلى إدارة والئية‪ .‬مع العلم أن‬
‫أعمال المجلس تخضع للرقابة الوصائية وهذه األخيرة تمارس على المجلس ككل أو على أعضائه وعلى أعماله‪ ،‬وهو ما‬
‫سنتطرق اليه بنوع من التفصيل على النحو التالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المجلس الشعبي الوالئي‬

‫هذا المجلس هو جهاز المداولة على مسـتوى الوالية‪ ،‬وفي هذا المجلس يمارس سـكان الوالية حقهم في تسـييرها‪ ،‬وأعضـاء‬
‫هذا المجلس ينتخبون من ناخبي الوالية من المترشحين المقترحين من األحزاب السياسية أو من قوائم األحرار‪.‬‬
‫عدد أعضـ ـ ـ ـ ـ ــاء المجالس الوالئية يختلف حسـ ـ ـ ـ ـ ــب عدد السـ ـ ـ ـ ـ ــكان في الوالية‪ ،‬وهو ما تؤكد عليه المادة ‪ 189‬من القانون‬
‫العضوي لالنتخابات ‪ 01-21‬االنتخابات حيث يراوح بين ‪ 35‬و ‪ 55‬عضو‪.‬‬
‫‪/ 1‬عضوية المجلس الشعبي الوالئي‬

‫أ – كيفية اختيار المترشحين‪ :‬ينتخب ال ـ ــمج ـل ـ ــس ل ـم ـ ــدة ‪ 05‬س ـ ـن ـ ـوات م ـ ــن ق ـ ــبل ج ـ ـم ــيع سكان الوالية باالق ـت ـ ـراع الع ـ ــام‬
‫المباشر والسري‪ ،‬ويتشكل المجلس مـ ــن مج ـ ـمـ ــوع األعـ ـ ــضاء الـ ــذين تـ ــم انتخابهـ ــم س ـ ـواء كانوا مـ ــرشحــين مـ ــن قبل األحزاب‬
‫أو كمترشحين أحرار‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫تنبيه‪ :‬يجب عند اعداد القوائم المترش ــحة مراعاة األحكام المنص ــوص عليها في القانون العض ــوي رقم‪ 01-21‬خاص ــة‬
‫المادة ‪ 174‬منه التي تتحدث عن ضرورة أن تتضمن القائمة عددا من المترشحين يزيد عن عدد المقاعد شغلها ب‪03‬‬
‫في الدوائر التي يكون عدد المقاعد فيها فرديا‪ ،‬و‪ 02‬اذا كان عدد المقاعد زوجيا‪ .‬كما يجب مراعاة مبدأ المناصـفة بين‬
‫الرجال والنساء‪.‬‬

‫ويتم توزيع المقاعد المطلوب شـغلها في المجلس بعد نهاية العملية االنتخابية بين القوائم بالتناسـب حسـب عدد األصـوات‬
‫التي تحصـ ــلت عليها كل قائمة بعد تحديد المعامل االنتخابي‪ ،‬مع تطبيق قاعدة الباقي األقوى بالنسـ ــبة لبقايا األص ـ ـوات‬
‫والمقاعد‪ ،‬وفي هذه المرحلة يتم اقصاء القوائم التي لم تتحصل على نسبة ‪ %05‬على األقل من األصوات المعبرة عنها‪،‬‬
‫كما جاء في نص المادة ‪ 171‬من القانون العضوي لالنتخابات‪.‬‬

‫ب _ المحرومون من الترشـــــح‪ :‬حددت المادة ‪190‬من القانون الخاص باالنتخابات عدد من األش ـ ـ ــخاص ال يجوز لهم‬
‫الترشـح خالل ممارسـة وظائفهم‪ ،‬ولمدة سـنة بعد توقفهم عن العمل في دائرة االختصـاص حيث يمارسـون أو سـبق لهم أن‬
‫مارسـ ـوا فيها وظائفهم‪ ،‬وهم‪ :‬الوالة‪ ،‬األمناء العامون للواليات‪ ،‬أعض ــاء المجالس التنفيذية للواليات‪ ،‬القضـ ـاة‪ ،‬أفراد الجيش‬
‫الش ـ ـ ـ ــعبي الوطني‪ ،‬موظفو أس ـ ـ ـ ــالك األمن‪ ،‬محاس ـ ـ ـ ــبو الوالية‪ .‬وهذا حتى ال يس ـ ـ ـ ــتخدم هؤالء نفوذهم للتأثير على العملية‬
‫االنتخابية‪.‬‬

‫ج _ رئاســـة المجلس الوالئي‪ :‬ينتخب رئيس المجلس الوالئي من بين أعضـ ــائه المنتخبين‪ ،‬وعادة يكون من القائمة التي‬
‫حصلت على األغلبية المطلقة للمقاعد وإذا لم تحصل أي قائمة على األغلبية يمكن للقوائم التي حصلت على ‪ ٪35‬من‬
‫المقاعد تقديم مرشـ ـ ــح عنها‪ .‬لرئيس المجلس نواب يختارهم بنفسـ ـ ــه ويعرضـ ـ ــهم للمصـ ـ ــادقة ‪ ،‬يتراوح عددهم بين ‪ 2‬إلى ‪6‬‬
‫حسب عدد أعضاء المجلس‪.‬‬
‫يتفرغ رئيس المجلس الوالئي بصـ ــفة دائمة لممارسـ ــة عهدته‪ ،‬ويتلقى مقابل ذلك تعويضـ ــات مالئمة من ميزانية الوالية هو‬
‫ونوابه ورؤسـاء اللجان الدائمة تتكفل بها ميزانية الوالية‪.‬مع العلم أن صـالحيات رئيس المجلس الوالئي تكاد تنحصـر فقط‬
‫في تسيير جلسات المجلس وليس له صالحيات وسلطات قوية‪.‬‬

‫‪ / 2‬دورات المجلس ونظام عمله‬

‫أ _ دورات المجلس‪ :‬للمجلس أربع دورات في السنة‪ ،‬مدة كل دورة ‪ 15‬يوم على األكثر (المادة ‪ 14‬من قانون الوالية)‬
‫تعقد هذه الدورات في‪ :‬شهر مارس‪ ،‬جوان‪ ،‬سبتمبر‪ ،‬ديسمبر‪ .‬ويمكن أن يعقد دورات استثنائية بطلب من رئيس المجلس‬
‫الشعبي الوالئي‪ ،‬أو ثلث أعضائه أو بطلب من الوالي (المادة ‪ 15‬من قانون الوالية)‪.‬‬

‫والرئيس في هـذه ا لحـالـة هو الـذي يوجـه االسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتـدعـاءات لألعض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء مرفقـة بجـدول األعمـال‪ ،‬قبـل ‪ 10‬أيـام من تـاريخ‬
‫االجتماع‪ .‬واجتماعات المجلس تعد غير صـ ـ ــحيحة إذا لم تحظر األغلبية المطلقة ألعضـ ـ ــائه الممارسـ ـ ــين‪ ،‬وإذا لم يتوفر‬
‫النصـ ـ ــاب تؤجل ‪ 05‬أيام وبعد االسـ ـ ــتدعاء الثاني تكون المداوالت صـ ـ ــحيحة مهما يكن عدد الحاضـ ـ ـرين (المادة ‪ 19‬من‬
‫قانون الوالية)‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫ب _ نظام المداوالت‪ :‬يص ــادق المجلس الش ــعبي الوطني على الملفات المعروضـ ـة عليه بأغلبية األعض ــاء الحاضـ ـرين‪،‬‬
‫وصوت الرئيس مرجح في حالة تساوي األصوات‪.‬‬

‫يحضـ ـ ــر الوالي مداوالت المجلس‪ ،‬وفي حالة حصـ ـ ــول مانع يمكن أن يحضـ ـ ــر ممثل عنه‪ ،‬وللوالي وحق التدخل‪ ،‬وتكون‬
‫جلس ـ ــات المجلس علنية‪ .‬غير أنها تكون س ـ ـرية في حالتين‪ :‬في حالة الكوارث الطبيعية أو التكنولوجية‪ ،‬وإذا تعلق األمر‬
‫بدراسة الحاالت التأديبية للمنتخبين‪.‬‬

‫مداوالته تسـجل حسـب ترتيبها الزمني في سـجل خاص‪ ،‬ويوقع عليها كل األعضـاء الحاضـرين‪ ،‬ويرسـل الملف الى الوالي‬
‫خالل ‪ 08‬أيام مقابل وصـ ـ ــل اسـ ـ ــتالم‪ ،‬وهذه المداوالت يؤشـ ـ ــر عليها رئيس المحكمة المختصـ ـ ــة اقليميا‪ .‬وتكون مداوالت‬
‫المجلس نـافـذة بقوة القـانون بعـد ‪ 21‬يوم من ايـداعهـا بـالواليـة‪ ،‬وإذا رأى الوالي أن المـداولـة غير مطـابقـة للقوانين واألنظمـة‪،‬‬
‫يمكن أن يرفع دعوى أمام المحكمة اإلدارية المختص ـ ـ ـ ـ ــة إقليميا إلبطالها‪ .‬وهناك بعض المداوالت تحتاج الى مص ـ ـ ـ ـ ــادقة‬
‫صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريحـة من وزير الـداخليـة‪ ،‬وهـذا إذا تعلق األمر بـالميزانيـات والحسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابـات‪ ،‬التنـازل عن العقـار أو اقتنـائـه أو تبـادلـه‪،‬‬
‫اتفاقيات التوأمة‪ ،‬الهبات والوصايا‪.‬‬

‫‪ _3‬صالحيات المجلس الشعبي الوالئي ولجان عمله‬

‫أ_ صـالحيات المجلس الوالئي‪ :‬يتداول المجلس الشــعبي الوالئي في كل قضــية تهم الوالية وكل ما يحدده القانون له من‬
‫اختصـ ـ ــاص‪ ،‬ترفع إليه من أعضـ ـ ــائه أو الوالي‪ ،‬أو من رئيسـ ـ ــه‪ .‬والقانون حدد جملة من المواضـ ـ ــيع يتداول فيها المجلس‬
‫الشعبي الوالئي حددتها المادة ‪ 77‬من قانون الوالية ومن أمثلتها‪:‬‬

‫_ الصــحة العمومية وحماية الطفولة واألشــخاص وذوي االحتياجات الخاصــة _ الســياحة‪ ،‬اإلعالم واالتصــال‪ _ .‬التربية‬
‫والتعليم العالي _ الشـ ـ ــباب والرياضـ ـ ــة والتشـ ـ ــغيل _ السـ ـ ــكن والتعمير وتهيئة اإلقليم _ الفالحة والري والغابات _ التجارة‬
‫واألسـ ـ ـ ــعار والنقل _ حماية البيئة _ التنمية االقتصـ ـ ـ ــادية _ ترقية المؤهالت النوعية المحلية _ التراث الثقافي _ الهياكل‬
‫القاعدية‪ .‬كما أن من ص ــالحيات المجلس اعداد مخطط تهيئة اقليم الوالية ويراقب تطبيقه‪ ،‬وفص ــلت المواد من ‪ 78‬وما‬
‫بعدها في كل االختصاصات التي يمارسها المجلس‪.‬‬

‫ب _ اللجـان الـدائمـة للمجلس ‪ :‬ال يمكن للمجلس الوالئي أن يمـارس أعمـالـه كتلـة واحـدة‪ ،‬بـل ينقسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم الى لجـان دائمـة‬
‫تتولى كل لجنة مهام معينة‪ ،‬يرأس كل لجنة عضو من المجلس الوالئي‪ ،‬وللمجلس أن ينشأ لجان خاصة لدراسة المسائل‬
‫التي تخص الوالية وتحل بمجرد انتهائها من المهمة المكلفة بها‪ ،‬وهذه اللجان س ـ ـواء دائمة أو مؤقتة ال تتخذ الق اررات بل‬
‫توص ــي بما تراه ص ــالحا فيما عرض عليها وتعرض على المجلس‪.‬وهناك العديد من اللجان حددتها المادة ‪ 33‬من قانون‬
‫الوالية ‪ .‬وهذه اللجان تتشـ ـ ـ ــكل عن طريق مداولة يصـ ـ ـ ــادق عليها باألغلبية المطلقة أعضـ ـ ـ ــاء المجلس‪ ،‬وكل لجنة تضـ ـ ـ ــع‬
‫نظامها الداخلي وتصادق عليه‪.‬‬

‫ثانيا _ الــــــــــــــــــــوالي‬

‫‪19‬‬
‫يعين الوالي بمرسوم رئاسي كما جاء في نص المادة ‪ 92‬من الدستور‪.‬‬

‫‪ / 1‬صالحياته‬

‫للوالي صـالحيات كثيرة ومتنوعة‪ ،‬فوضـعيته على مسـتوى الوالية هي وضـعية قانونية مركبة‪ ،‬فهو ممثل السـلطة المركزية‬
‫على مستوى الوالية‪ ،‬وهو هيئة تنفيذية لمداوالت المجلس الشعبي الوالئي وهو الرئيس االداري للوالية‪.‬‬

‫أ _ الوالي كممثل للدولة‪ :‬الوالي هو ممثل الدولة على مس ـ ـ ــتوى الوالية‪ ،‬لذلك يقوم بتنفيذ تعليمات الوزراء على مس ـ ـ ــتوى‬
‫اقليم الواليـة‪ ،‬فهو إذا مفوض الحكومـة‪ ،‬يتـدخـل في كـل القطـاعـات بـاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتثنـاء البعض منهـا ال يتـدخـل فيهـا وهي‪ :‬العمـل‬
‫التربوي _ وعاء الضـريبة وتحصـيلها _ الرقابة المالية _ الجمارك _ مفتشـية العمل _ مفتشـية الوظيف _ المصـالح التي‬
‫تتجاوز نشاطاتها حدود الوالية وهذا لكون هذه القطاعات تخضع للسلطة المركزية‪.‬‬

‫وصالحيات الوالي كممثل للدولة تظهر في‪:‬‬


‫يجســد الوالي صــورة حقيقية لنظام عدم التركيز اإلداري‪ ،‬نظ ار لســلطات والصــالحيات المســنودة اليه باعتباره ممثال لدولة‬
‫في إقليم الوالية‪ ،‬فهو حلقة االتص ـ ـ ــال بينهما وبين الس ـ ـ ــلطة المركزية ومفوض الحكومة‪ ،‬وقد نظم المش ـ ـ ــرع الجزائري هذه‬
‫الصــالحيات في الفصــل الثاني من الباب الثالث‪ )123-110( ،‬من قانون الوالية ‪ 07-12‬وذلك تحت عنوان" ســلطات‬
‫الوالي بصفته ممثال لدولة" ويتولى في إطار هذه الصفة ما يلي‪.‬‬
‫_ التمثيل‪ :‬يعتبر الوالي ممثال للدول ومفوض الحكومة على مس ــتوى إقليم الوالية فهو يمثل مختلف الوزراء ويتولى تنفيذ‬
‫التعليمات الصــادرة عنهم‪ ،‬كما يتولى بهذه الصــفة التنشــيط والتنســيق ومراقبة نشــاط المصــالح الغير ممركزة لدولة المكلفة‬
‫بمختلف القطاعات النشاط في الوالية‪.‬‬
‫_ التنفيذ‪ :‬طبقا لنص المادة ‪ 113‬من قانون الوالية ‪ 07-12‬فإن الوالي يس ـ ـ ــهر على تنفيذ القوانين والتنظيمات‪ ،‬ويعمل‬
‫على تنفيذ القانون العادي والعضوي‪ ،‬وذلك بعد نشرها في الجريدة الرسمية‪ ،‬وهو ملزم بالسهر على حسن تنفيذها بصفته‬
‫مندوب الس ـ ـ ــلطة العامة على الص ـ ـ ــعيد الوالئية وكذا التعليمات فيقص ـ ـ ــد بها اللوائح والم ارس ـ ـ ــيم التنفيذية والق اررات الو ازرية‬
‫الصادرة عن هيئات االدارة المركزية‪.‬‬
‫_ احترام رموز الدولة وشعاراتها على إقليم الوالية‬
‫_القيام بمهام الضــــــــبط اإلداري ‪ :‬حيث يمكنه اتخاذ االجراءات التي تهدف إلى الحفاه على النظام واألمن والسـ ـ ـ ـ ـ ــكينة‬
‫العمومية عن طريق اتخاذ كافة االجراءات التي يطمئن الفرد على نفسـه وماله‪ ،‬كمنع المظاهرات وكافة األنشـطة الضـارة‬
‫والخطيرة‪ ،‬ومنع العصابات التي تسطو على أموال السكان‪ ،‬ومنع الجرائم ومختلف األعمال الضارة بالمواطن‪.‬‬
‫كما أن الوالي مس ــئول عن المحافظة على االمن والنظام والس ــالمة داخل الوالية‪ ،‬ويمكنه أن يطلب تدخل قوات الش ــرطة‬
‫والدرك في الظروف االستثنائية عن طريق التسخير (المادة ‪ 116‬من قانون الوالية)‪.‬‬

‫_الحفاظ على الصــــحة العامة والحماية المدنية‪ :‬ويقص ـ ـ ــد به اتخاذ كافة االجراءات والتدابير التي تكفل المحافظة على‬
‫صحة األفراد‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫_الضبط القضائي‪ :‬منح المشرع الجزائر للوالي صفة الضبط القضائي بموجب المادة ‪ 28‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪،‬‬
‫حيث يتخذ الوالي االجراءات الالزمة إلثبات الجنح والجرائم المرتكبة ضد أمن الدولة‪.‬‬
‫_الصـــــــالحيات الرقابية‪ :‬يمارس الوالي رقابة وصـ ـ ـ ـ ــائية على أعضـ ـ ـ ـ ــاء وأعمال المجلس الشـ ـ ـ ـ ــعبي البلدي‪ ،‬طبقا ألحكام‬
‫المنصوص عليها في قانون البلدية ‪10-11‬‬

‫ب _ صـــالحيات الوالي باعتباره هيئة تنفيذية للمجلس الشـــعبي الوالئي‪ :‬يتولى بهذه الصـ ــفة تنفيذ الق اررات الناتجة عن‬
‫مداوالت المجلس الش ـ ـ ــعبي الوالئي‪ ،‬ويقدم تقرير س ـ ـ ــنوي أما المجلس حول نش ـ ـ ــاطات الوالية‪ ،‬ويس ـ ـ ــهر الوالي على نشـ ـ ــر‬
‫مداوالت المجلس الشعبي الوالئي وتوجيه التعليمات لتنفيذها‪.‬‬

‫ج _ صالحيات الوالي باعتباره ممثل الوالية‪)109-102( :‬‬

‫يمثل الوالية أمام القضـاء‪ ،‬سـواء كمدعي أو مدعى عليه‪ ،‬والوالي على مسـتوى الوالية هو األمر بالصـرف‪ ،‬ويتولى ابرام‬
‫العقود باسمها‪.‬‬

‫والوالي هو الذي يعد الميزانية ويتولى تنفيذها بعد مصادقة المجلس الشعبي الوالئي عليها‪،‬‬

‫‪ /2‬األجهزة المساعدة للوالي على مستوى الوالية‬

‫حسـ ـ ــب المرسـ ـ ــوم التنفيذي ‪ 215-94‬فإن اإلدارة العامة في الوالية موضـ ـ ــوعة تحت سـ ـ ــلطة الوالي وتشـ ـ ــمل هذه اإلدارة‪:‬‬
‫الكتابة العامة‪ ،‬المفتشية العامة‪ ،‬الديوان‪ ،‬رئيس الدائرة‪.‬‬

‫أ _الكتابة العامة‪ :‬يتولها كاتب عام يعين بمرسـوم رئاسـي‪ ،‬يسـهر على العمل اإلداري ويضـمن اسـتم ارريته _ يتابع جميع‬
‫مصـالح الدولة في الوالية _ ينسـق أعمال المديرين في الوالية _ يتابع عمل أجهزة الوالية وهياكلها _ يتابع تنفيذ مداوالت‬
‫المجلس الشعبي الوالئي _ ينشط مجموع الهياكل المكلفة بالبريد والمواصالت ويراقبها‪.‬‬

‫ب _ المفتشـــية العامة‪ :‬يسـ ــيرها مفتش عام يسـ ــاعده مفتشـ ــان‪ ،‬دورها رصـ ــد النقائص واقتراح التصـ ــحيحات الالزمة وكل‬
‫تدبير من شــأنه رفع مســتوى الخدمات‪ ،‬وقد يعهد الوالي للمفتشــية القيام بأعمال التحقيق حول مســألة تخص أحد األجهزة‬
‫الداخلة ضمن نطاق اختصاص المفتشية‪ ،‬ترفع التقارير للوالي _ ترسل مالحظات لو ازرة الداخلية‪.‬‬

‫ج _ الديوان‪ :‬للوالية ديوان يعمل تحت سـ ــلطة الوالي‪ ،‬يشـ ــرف عليه رئيس الديوان‪ ،‬يعين بموجب مرسـ ــوم رئاسـ ــي‪ .‬دوره‬
‫اإلش ـراف على العالقات الخارجية والتش ـريفات‪ ،‬العالقات مع أجهزة الص ــحافة واإلعالم‪ ،‬اإلش ـراف على أنش ــطة مص ــلحة‬
‫االتصاالت السلكية والالسلكية والشفرة‪.‬‬

‫د _ رئيس الدائرة‪ :‬يعين بمرسوم رئاسي‪ ،‬والدائرة ال تتمتع بالشخصية القانونية فهي تمثل نظام عدم التركيز‪.‬‬

‫مهام رئيس الدائرة حددها المرسوم ‪215 – 94‬‬

‫‪21‬‬
‫ينشــط وينســق عمليات تحضــير مخططات التنمية وتنفيذها _ يصــادق على مداوالت المجالس الشــعبية البلدية حســب ما‬
‫تحدده القوانين‪ _ .‬يصـادق على الهبات والوصـايا _ يطلع الوالي على وضـعية البلديات _ يتولى تنفيذ مخططات التنمية‬
‫بالبلديات المعنية _ يص ـ ـ ــادق على تعريفات حقوق مص ـ ـ ــلحة الطرق وتوقف الس ـ ـ ــيارات والكراء لفائدة البلديات‪ .‬ويس ـ ـ ــاعد‬
‫رئيس الدائرة في القيام بمهامه كاتب عام ومجلس تقني يتكون من مسئولي مصالح الدولة‪.‬‬

‫ه _ المجلس التنفيذي للوالية ‪ :‬نظم هذا المجلس بموجب المرســوم التنفيذي ‪ ،54-22‬وهو مجلس يعمل تحت ســلطة‬
‫الوالي ‪ ،‬يكلف بضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمـان تنفيـذ ق اررات الحكومـة والمجلش الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعبي الوالئي ومتـابعتهـا‪ .‬وقـد حـددت المـادة ‪ 03‬من هـذا‬
‫المرسـ ــوم مهامه‪ ،‬اذ يتولى على سـ ــبيل المثال د ارسـ ــة كل مسـ ــألة يطرحها عليه الوالي أو أحد أعضـ ــاء المجلس‪ ،‬كإقتراح‬
‫اتخاذ التدابير الالزمة والحلول المناســبة لها والتي من شــأنها الحفاه على النظام العام‪ ،‬والعمل على احترام ســلطة الدولة‬
‫وشــعاراتها‪،‬والســهر على ضــمان اســتم اررية الخدمة العمومية‪ ،‬ابداء رأيه في جميع المشــاريع وانشــاء المؤس ـســات العمومية‬
‫أو فروعها في اقليم الوالية ‪...‬الخ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرقابة الوصائية على المجلس الشعبي الوالئي‬

‫يخضــع المجلس الشــعبي الوالئي لرقابة وصــائية من الســلطة المركزية دون المســاس باســتقالليته وتمارس هذه الرقابة‬
‫على الهيئة ككل وعلى أعضائه وأعماله‪.‬‬

‫‪ /1‬الرقابة الوصائية على المجلس كهيئة‬

‫أ _ الرقابة على المجلس ككل(الحل) ‪ :‬يعتبر حل المجلس أحد األلية الرقابية على المجلس الشـ ـ ــعبي الوالئي كهيئة‪،‬‬
‫ونظ ار لخطورة هذا االجراء واألثار المترتبة عنه فقد حدد المشــرع الجزائري في المادة ‪ 48‬من قانون الوالية الحاالت التي‬
‫تؤدي إلى ذلك على سبيل الحصر وتتمثل في‪:‬‬
‫_ في حالة خرق أحكام دستورية‪.‬‬
‫_ حالة إلغاء انتخاب جميع أعضاء المجلس‪.‬‬
‫_ في حالة االستقالة الجماعية ألعضاء المجلس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫_ عندما يكون اإلبقاء على المجلس مص ـ ـ ــدر الختالالت خطيرة تم اثباتها أو من طبيعة المس ـ ـ ــاس بمص ـ ـ ــالح المواطنين‬
‫وطمأنينتهم‪ :‬خاصــة وأن المجلس مكون من تشــكيالت ســياســية مختلفة قد تؤدي إلى صــرعات واختالفات فيما بينها مما‬
‫يعرقل س ـ ــير عمل المجلس ما قد يؤدي إلى الض ـ ــرر بمص ـ ــالح المواطنين وذلك نتيجة تغلب مص ـ ــالحهم الس ـ ــياس ـ ــية على‬
‫مصالح المواطنين‪.‬‬
‫_ عندما يصـ ـ ــبح عدد المنتخبين أقل من األغلبية المطلقة رغم تطبيق أحكام المادة ‪ 41‬المتعلقة باالسـ ـ ــتخالف في حالة‬
‫الوفاة أو االستقالة أو اإلقصاء أو حصول المانع القانوني‪.‬‬
‫_ حالة اندماج بلديات أو ضمها أو تجزئتها‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫_ حالة حدوث ظروف اسـتثنائية تحول دون تنصـيب المجلس المنتخب‪ :‬المشـرع لم يبين طبيعة هذه الظروف االسـتثنائية‬
‫وهذا ما يترك المجال لتقدير السلطة الوصية في تحديدها وممارسة الحل‪.‬‬
‫ووفقا لقانون الوالية ‪ 07-12‬يتم حل المجلس الشـعبي الوالئي وتجديده بموجب مرسـوم رئاسـي وذلك بناء على تقدير من‬
‫الوزير المكلف بالداخلية‪.‬‬
‫ويترتب عن حالة حل المجلس الش ـ ـ ـ ــعبي الوالئي قيام الوزير المكلف بالداخلية في خالل‪ 10‬أيام التي تلي الحل بناء‬
‫على اقتراح من الوالي بتعيين مندوبية والئية لممارسـ ـ ــة الصـ ـ ــالحيات المخول إياها بموجب القوانين والتنظيمات المعمول‬
‫بها إلى حين تنصـيب المجلس الجديد‪ .‬وتنتهي مهمة المندوبية الوالئية بقوة القانون فور تنصـيب المجلس الشـعبي الوالئي‬
‫الجديد‪( .‬المادة ‪)49‬‬
‫كما يترتب حل المجالس الشـ ـ ــعبية الوالئية إجراء انتخابات لتجديدها خالل مدة أقصـ ـ ــاها (‪ )3‬أشـ ـ ــهر ابتداء من تاريخ‬
‫الحل‪ ،‬إال في حالة المس ـ ــاس الخطير بالنظام العام على أنه ال يمكن أبدا إجراء انتخابات جديدة خالل س ـ ــنة األخيرة من‬
‫العهدة االنتخابية الجارية‪.‬‬

‫ب _ الرقابة الوصـــائية على أعضـــاء المجلس الشـــعبي الوالئي‪ :‬تمارس الرقابة الوص ـ ــائية على إعض ـ ــاء المجلس من‬
‫خالل اآلليات التالية‪ :‬اإليقاف‪ ،‬العزل أو االقصاء‪ ،‬االستقالة التلقائية‪.‬‬

‫أ_ اإليقـا‪ ::‬وهو إجراء يتم بموجبه تجميد العضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوية في المجلس الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعبي الوالئي مؤقتا وذلك في حالة تعرض أحد‬
‫أعضـائه لمتابعة جزائية كون العضـو محل متابعة قضـائية بسـبب جناية أو جنحة لها صـلة بالمال العام أو ألسـباب مخلة‬
‫بالشــرف‪ ،‬ويكمن الهدف من ايقاف العضــو المتابع جزائيا من المحافظة على مصــداقية المجلس‪ ،‬يعلن التوقيف بموجب‬
‫قرار معلل من الوزير المكلف بالداخلية إلى غاية ص ـ ــدور الحكم النهائي من الجهة المختص ـ ــة‪ ،‬وفي حالة ص ـ ــدور حكم‬
‫بالبراءة يستأنف العضو تلقائيا وفوريا ممارسة مهامه االنتخابية‪( .‬المادة ‪)45‬‬

‫ب _ اإلقصـــاء‪ :‬هو االجراء الذي يقره المجلس في حق المنتخب الذي كان محل إدانة جزائية نهائية تض ـ ــعه تحت عدم‬
‫القابلية لالنتخاب‪ .‬ويثبت إقصاء المنتخب بموجب قرار من الوزير المكلف بالداخلية‪.‬‬

‫ج _ االقصـــاء بقوة القانون‪ :‬وهذه الحالة نصـ ــت عليه المادة ‪ 44‬من قانون الوالية وحدث إذا ثبت وقوع المنتخب تحت‬
‫طائلة عدم القابلية لالنتخاب‪ ،‬أو وقوع المنتخب في حالة تناف منص ـ ــوص عليها قانونا ويقر المجلس الش ـ ــعبي الوالئي‬
‫ذلك بموجب مداولة‪ .‬ويثبت الوزير المكلف بالداخلية هذا اإلقصـ ـ ــاء بموجب قرار‪ .‬وللمنتخب المقصـ ـ ــى الحق في الطعن‬
‫في قرار وزير الداخلية هذا أما مجلس الدولة‪.‬‬

‫د_ التخلي عن العهدة‪ :‬حيث يعد العض ـ ـ ـ ـ ـ ــو مقال بقوة القانون‪ ،‬كل منتخب تغيب بدون عذر مقبول في أكثر من ثالث‬
‫دورات عادية خالل نفس الس ـ ـ ــنة‪ ،‬حيث يعتبر العض ـ ـ ــو في هذه الحالة متخلي عن العهدة‪ ،‬ويثبت هذا التخلي من طرف‬
‫المجلس الشعبي الوالئي (المادة ‪.)43‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ / 2‬الرقابة الوصائية على أعمال المجلس الشعبي الوالئي‬

‫تمارس على أعمال ومداوالت المجلس الشــعبي الوالئي العديد من صــور الرقابة من الجهة الوصــية المتمثلة في و ازرة‬
‫الداخلية‪ ،‬يهدف تأمين شرعية ومالئمة ق اررات هيئات الالمركزية‪ ،‬وتأخذ هذه الرقابة الصور التالية‪:‬‬

‫أ _ التصـديق‪ :‬يقصـد بالتصـديق العمل القانوني الصـادر عني السـلطة الوصـية‪ ،‬والذي تقرر بمقتضـاه أن القرار الصـادر‬
‫عن السلطة المركزية ال يخالف القانون وال يتعارض مع المصلحة العامة وأنه يجوز تنفيذه‪.‬‬
‫القاعدة العامة أن مداوالت المجلس الشـ ــعبي الوالئي تعد نافذة بقوة القانون بعد مضـ ــي واحد وعشـ ـرين (‪ )21‬يوم من‬
‫إبداعها بالوالية‪.‬‬

‫ويأخذ التصديق على مداوالت المجلس الشعبي الوالئي صورتين‪:‬‬

‫* التصـديق الضـمني‪ :‬ويكون في حالة اشــتراط القانون لنفاذ المداوالت المتخذة من المجلس مضــى مدة زمنية معينة من‬
‫ايداعها لدى السـ ـ ـ ــلطة الوصـ ـ ـ ــية‪ ،‬حيث إذا سـ ـ ـ ــكتت طيلة المدة المحددة قانونا فإنه يعتبر بمثابة تصـ ـ ـ ــديق ضـ ـ ـ ــمني على‬
‫المداولة‪ .‬فالوالي يمارس س ـ ــلطة الوص ـ ــاية خالل هذه المدة والموافقة الض ـ ــمنية تكون بمجرد توجيه توجيهات أو تعليمات‬
‫للمصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالح المعنيـة بهـدف تنفيـذ المـداولة‪ ،‬غير أنه إذا تبين للوالي خالل هذه المـدة وجود خرق للقوانين والتنظيمـات يقوم‬
‫برفع دعوى أمام المحكمة اإلدارية المختصة إقليميا من أجل اقرار إبطال المداولة‪.‬‬

‫* التصـــديق الصـــريح‪ :‬يكون التصـ ــديق ص ـ ـريحا عندما تعلن سـ ــلطة الرقابة عن ارادتها ص ـ ـراحة‪ ،‬حيث ال تنفذ مداوالت‬
‫المجلس الش ــعبي الوالئي إال بعد المص ــادقة الصـ ـريحة من الوزير المكلف بالداخلية كما جاء في المادة ‪ 55‬قانون الوالية‬
‫التي حددت لمداوالت التي يشترط فيها التصديق الصريح وهي‪:‬‬

‫_ الميزانيات والحس ـ ـ ــابات _ التنازل عن العقار واقتناءه أو تبادله_ اتفاقيات التوأمة_ الهيئات والوص ـ ـ ــايا األجنبية‪ .‬حيث‬
‫أعطى المشرع للوزير المكلف بالداخلية أجل شهرين من أجل المصادقة عليها‪.‬‬

‫وتجدر االش ـ ــارة في هذه الحالة إلى أنه إذا كانت المدة الممنوحة للوزير المكلف بالداخلية للمص ـ ــادقة على المداوالت‬
‫في مدة ش ــهرين فما مص ــير هذه المداوالت في حال س ــكوت وزير الداخلية عن المداوالت بعد انقض ــاء هذه اآلجال؟ وبما‬
‫أن المش ــرع نص على أنه ال تنفذ إال بعد المص ــادقة من وزير المكلف بالداخلية‪ ،‬فإن س ــكوته يعد انقض ــاء المدة المحددة‬
‫يدل على رفضها مما يستبعد فرضية التصديق الضمني‪.‬‬

‫ب _ البطالن (اإلل اء)‪ :‬يعد البطالن أهم وس ــائل الرقابة التي تمارس ــها الس ــلطة المركزية على أعمال المجالس الش ــعبية‬
‫الوالئية‪ ،‬ويكون اإلبطال مطلقا أي بقوة القانون أو نسبيا أي قابل لإلبطال‪.‬‬

‫* البطالن المطلق‪ :‬حدد قانون الوالية ‪ 07-12‬حاالت البطالن المطلق ضمن نص المادة ‪ 53‬منه وهي‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫_المتخذة خرقا للدستور والغير المطابقة للقوانين والتنظيمات‪.‬‬
‫_التي تمس برموز الدولة وشعاراتها‪.‬‬
‫ـ_غير المحررة بالغة العربية‪.‬‬
‫_ التي تتناول موضوعا ال يدخل ضمن اختصاصاته‪.‬‬
‫_ المتخذة خارج مقر المجلس الشعبي الوالئي مع مراعاة أحكام المادة ‪.23‬‬
‫ففي حالة توفير احدى هذه الحاالت يقوم الوالي بدفع دعوى أمام المحكمة اإلدارية المختص ـ ـ ــة إقليميا من أجل اقرار‬
‫بطالن المداولة‪.‬‬

‫* البطالن النســبي‪ :‬وهذا األمر يقع عندما يش ــارك أحد المنتخبين س ـواء كان رئيس المجلس أو أي عض ــو من أعض ــائه‬
‫في مداولة يترتب عن هذه المشـ ـ ـ ــاركة وقوع تعارض مصـ ـ ـ ــالحه مع مصـ ـ ـ ــالح الوالية‪ ،‬وال يعني هذا أن تكون المصـ ـ ـ ــلحة‬
‫شــخصــية مباشــر للعضــو بل قد تكون المصــلحة لزوجه أو أصــوله أو فروعهم حتى الدرجة الرابعة‪ .‬وللوالي أن يثير هذا‬
‫التعـارض خالل ‪ 15‬يوم من اختتـام دورة المجلس‪ ،‬كمـا يمكن ألي منتخـب أو مكلف بـالضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريبـة أن اثـارة هـذا األمر في‬
‫خالل ‪ 15‬يوم من الصاق المداولة‪ ،‬وللوالي إمكانية رفع دعوى ابطال أمام المحكمة اإلدارية‪.‬‬

‫ج _ الحلول‪ :‬يقصـ ـ ــد بالحلول قيام السـ ـ ــلطة الوصـ ـ ــية محل الهيئة الالمركزية في اتخاذ والقيام بااللتزامات المخولة لهذه‬
‫األخيرة التي قد تعجز عن القيام بها س ـ ـ ـ ـواء كان ذلك عن قص ـ ـ ـ ــد أو إهمال منها‪ .‬ومن حاالت الحلول ما نص ـ ـ ـ ــت عليه‬
‫المادة ‪ 168‬من قانون الوالية الت أعطت السـلطة لوزير الداخلية التخاذ التدابير الالزمة لضـبط ميزانية الوالية في الحالة‬
‫التي يرفض فيها أعضـاء المجلس المصـادقة عليها نتيجة االختالل القائم بين أعضـائه‪ .‬كما يمكن لوزير الداخلية الحلول‬
‫محل المجلس حسـ ـ ـ ـ ـ ــب المادة ‪ 169‬المتصـ ـ ـ ـ ـ ــاص العجز في ميزانية الوالية واتخاذ التدابير الالزمة إذا لم يتخذ المجلس‬
‫التدابير التصحيحية الضرورية لذلك‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫محاضرات‬
‫الفصل الثاني‬
‫مضمون الفصل الثاني يقوم على دراسة نقطتين أساسيتين تتعلقان بنظرية‬
‫النشـــــــــال اإلداري ل دارة‪ ،‬والمعبر عن هـذه النظريـة‪ ،‬همـا نظريـة الضـــــــــبط‬
‫اإلداري‪ ،‬ونظرية المرافق العمومية‪.‬‬
‫المحور األول‪ :‬المرافق العامة‬

‫النشـ ـ ــاط اإلداري الذي تقوم به مختلف األجهزة والهيئات اإلدارية في الدولة س ـ ـ ـواء المركزية منها أو الالمركزية هي التي‬
‫يبنى عليها التنظيم اإلداري في أي دولة‪.‬‬
‫وتعد المرافق العامة أحد األسـ ـ ـ ـ ــاليب التي بواسـ ـ ـ ـ ــطتها تمارس اإلدارة نشـ ـ ـ ـ ــاطها اإلداري‪ ،‬إذ تعد المرافق العامة الصـ ـ ـ ـ ــورة‬
‫اإليجابية لهذا النشاط الذي تقوم به من خالل إقدامها على اشباع الحاجات العامة وتقديم الخدمات لألفراد‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم المرفق العام‬

‫‪26‬‬
‫تعتبر فكرة المرفق العام األس ـ ـ ــاس الذي قامت عليه مبادئ ونظريات القانون اإلداري‪ ،‬لكونها مظه ار رئيس ـ ـ ــيا من مظاهر‬
‫تدخل الدولة إلشباع الحاجات العامة‪ ،‬حتى أن بعض الفقهاء يعرف القانون اإلداري بأنه قانون المرافق العامة‪.‬‬

‫‪ / 1‬تعريف المرفق العام‬

‫هناك معيارين أســاســيين يلجأ اليهما الفقه والقضــاء لتحديد مفهوم المرفق العام هما المعيار العضــوي (الشــكلي) والمعيار‬
‫الموضوعي‪.‬‬
‫أ _ تعريف المرفق العام وفق المعيار العضـوي الشـكلي‪ :‬يقصــد بالمرفق العام حســب المعيار العضــوي الشــكلي الهيكل‬
‫أو الهيئة أو التنظيم المتكون من مجموعة من األش ـ ــخاص واألموال (األش ـ ــياء) الذي ينش ـ ــأ ويؤس ـ ــس إلنجاز مهمة عامة‬
‫معينة‪ ،‬مثل الجامعة‪ ،‬المسـ ـ ـ ــتشـ ـ ـ ــفى‪ ،‬ووحدات وأجهزة اإلدارة العامة وبشـ ـ ـ ــكل عام‪ .‬أي أن المرفق العام حسـ ـ ـ ــب المظهر‬
‫العض ــوي هو حيث توجد مؤس ـس ــة إدارية يوجد مرفق عمومي‪ .‬فيص ــبح المرفق العام بهذا المعنى هو الجهة أو الهيئة أو‬
‫المنظمة العامة التي تمارس النشاط ذو النفع العام‪.‬‬

‫ب _ تعريف المرفق العام وفق المعيار الموضــــــــوعي (المادي الو يفي)‪ :‬هو كل نشـ ـ ـ ـ ـ ــاط أو عمل لهيئة عامة بهدف‬
‫تحقيق مصـلحة أو نفع عام‪ ،‬ومعنى ذلك أن المرفق العام يسـتند على أسـاس النشـاط الذي تمارسـه وتقوم به الهيئة وهكذا‬
‫يعتبر مرفق األمن‪ ،‬الدفاع‪ ،‬التعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬المواصالت‪ ،‬القضاء ‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ / 2‬عناصر المرفق العام‬

‫من خالل التعاريف السابقة تظهر العناصر األساسية الالزمة لوجود المرفق العام والتي تتمثل في التالي‪:‬‬
‫أ _ عنصـــر النفع العام‪ :‬يسـ ــتهدف المرفق العام تحقيق غرض من أغراض النفع العام‪ ،‬كسـ ــد حاجات عامة مشـ ــتركة أو‬
‫تقديم خدمات عامة كتوفير األمن‪ ،‬المحافظة على الصــحة العامة أو نشــر العدالة‪ ،‬توفير التعليم‪ ،‬توريد الكهرباء والماء‪،‬‬
‫القيام بنشاط صناعي أو زراعي أو تجاري‪...‬الخ‪.‬‬
‫وبالتالي ما يميز المرافق العامة عن المرافق الخاص ـ ــة التي تنش ـ ــئها الدولة هو عنص ـ ــر الربح‪ ،‬وعليه تص ـ ــنف نش ـ ــاطات‬
‫المرافق العامة إلى‪:‬‬

‫‪ -‬نشاطات تقوم بها المرافق العامة إلشباع حاجات عامة مثل الو ازرات والمؤسسات العامة ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬نشاطات تقوم بها هيئات خاصة بموجب تراخيص أو امتياز تمنحه لها السلطة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬نشـ ـ ـ ــاطات تقوم بها هيئات خاصـ ـ ـ ــة إلشـ ـ ـ ــباع حاجات عامة‪ ،‬ولكن تهدف من وراء نشـ ـ ـ ــاطاتها الى تحقيق الربح‬
‫كالمش ــروعات الخاص ــة ذات النفع العام مثل الجامعات والمدارس الخاص ــة والمس ــتش ــفيات الخاص ــة‪ ...‬والتي ال‬
‫تعتبر مرافق عامة ما لم تعترف الدولة لها بصفة المرفق العام وتمنحها امتيازات السلطة العامة‪.‬‬

‫ب _ عنصــر الســلطة العامة‪ :‬يلزم العتبار المشــروع مرفقا عاما وجود ارتباط عضــوي بين المشــروع واإلدارة‪ ،‬بأن تكون‬
‫اإلدارة مسـئولة عن المشـروع أو أن يكون هذا المشـروع تابعا لها‪ ،‬ويعتبر عنصـر السـلطة العامة من العناصـر األسـاسـية‬

‫‪27‬‬
‫التي تحدد ص ـ ـ ــفة المش ـ ـ ــروعات واعتبارها مرافق عامة‪ ،‬وهذا يعني أن هذه المش ـ ـ ــروعات يجب أن تخض ـ ـ ــع في انش ـ ـ ــائها‬
‫وإدارتها للسـلطة اإلدارية المتمثلة في الدولة وغيرها من األشـخاص اإلدارية‪ ،‬حيث يكون لها السـلطة العليا والنهائية سـواء‬
‫في انشاء أو تنظيم أو إدارة هذه المشروعات التي تعتبر مرافق عامة‪.‬‬

‫على أن هـذا ال يعني عـدم مشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاركـة األفراد في أداء الخـدمـة بـل العكس من ذلـك كثي ار مـا يعهـد الى أفراد عـاديين ادارة‬
‫مرافق عـامـة عن طريق نظـام االمتيـاز ويظـل المرفق محتفظـا بصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفتـه العـامـة ألن السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلطـات اإلداريـة تظـل محتفظـة‬
‫باإلشراف‪ ،‬بحيث تبقى لها الكلمة العليا فيما يتعلق بإدارتها وتنظيمها‪.‬‬

‫‪ / 3‬أهمية المرفق العام‬

‫للمرفق العمومي أهمية نظرية وأخرى عملية‬

‫أ _ من الناحية النظرية‪ :‬تبرز أهمية المرفق العام من الناحية النظرية خاص ــة بالنس ــبة للقض ــاء‪ ،‬خاص ــة في الدول التي‬
‫تأخذ بنظام القضـ ــاء اإلداري‪ ،‬إذ يعد المرفق العمومي معيا ار أسـ ــاسـ ــيا في تحديد اختصـ ــاص القضـ ــاء اإلداري ومن جهة‬
‫أخرى تطبيق قواعد القانون اإلداري على المنازعات المعروضة على القضاء‪.‬‬

‫ب _ من الناحية العملية‪ :‬المرفق العمومي هو األداة األســاســية لممارســة الوظيفة اإلدارية لإلدارة فهو أداة لتنظيم الدولة‬
‫ووسيلة لحماية وجودها وكيانها وحسن تنظيمها‪ ،‬إذ بهذه المرافق تستطيع الدولة تقديم الخدمات العامة للمواطنين وتحقيق‬
‫النفع العام في شتى المجاالت‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬انشاء وتنظيم المرافق العامة‬

‫‪ / 1‬انشاء المرافق العامة‬

‫المقصـ ـ ــود بإنشـ ـ ــاء المرافق العامة تأسـ ـ ــيس مشـ ـ ــروعات عامة تعمل على اشـ ـ ــباع حاجات عامة أو تحقيق نفع عام طبقا‬
‫ألحكام القانون العام‪ ،‬ويتم هذا اإلنشــاء بإنشــاء مشــروع عام ألول مرة‪ ،‬أو بتحويل مشــروع خاص الى مشــروع عام يعمل‬
‫من أجل النفع العام‪.‬‬

‫ويتم عادة انشاء المرافق العامة بقانون أو بناءا على قانون صادر من السلطة التشريعية‪ ،‬وذلك بتخويل السلطة التنفيذية‬
‫سلطة انشاء المرافق العامة كما هو األمر في انشاء المؤسسات العامة المتمتعة بالشخصية القانونية‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫إال أن انش ـ ـ ـ ــاء المرافق العمومية يختلف حس ـ ـ ـ ــب ما إذا كانت هذه المرافق وطنية أو مرافق عمومية محلية‪ ،‬حيث تنش ـ ـ ـ ــأ‬
‫المرافق العامة الوطنية إما من طرف البرلمان أو من قبل الســلطة التنفيذية بموجب م ارســيم تنظيمية‪ .‬أما المرافق المحلية‬
‫فهي التي تنشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأ من قبـل الهيئـات الالمركزيـة المحليـة‪ ،‬حيـث يعطي كـل من قـانون البلـديـة وقـانون الواليـة لهـذه الهيئـات‬
‫صـالحية انشـاء وتنظيم المرافق العمومية في عديد المجاالت‪ ،‬كالتزود بالمياه‪ ،‬أو تسـير النفايات المنزلية‪ ،‬صـيانة الطرق‬
‫وإشارات المرور‪ ،‬المذابح‪ ،‬المحاشر ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫‪ / 2‬تنظيم المرافق العمومية‬

‫يقص ــد بتنظيم المرافق العمومية وض ــع القواعد التي تس ــير عليها بعد انش ــائها فتبين ما إذا كان المرفق س ــيلحق بش ــخص‬
‫إداري أو له شـخصـيته المسـتقلة‪ ،‬وطريقة اسـتغالله‪ ،‬وهل سـيكون احتكا ار للسـلطة اإلدارية ال يجوز لغيرها ممارسـته أم ال‪،‬‬
‫كما تحدد القواعد التي تتبع في تعيين العمال والموظفين فيه وحقوقهم وواجباتهم‪.‬‬

‫وعلى هذا األســاس تملك الســلطة اإلدارية حق وضــع القواعد الضــرورية لتنظيم المرافق العامة وأيضــا تملك تعديلها كلما‬
‫تطلبت المصلحة العامة ذلك‪.‬‬

‫‪ / 3‬ال اء المرافق العامة‬

‫الغاء المرفق العام هو وضـ ـ ــع حد لنشـ ـ ــاطه‪ ،‬العتراف السـ ـ ــلطة اإلدارية المختصـ ـ ــة بأنه لم تعد هناك حاجة السـ ـ ــتم ارره‪،‬‬
‫وطريقة إلغائه تتم بنفس طريقة إنشــائه‪ ،‬بمعنى أن المرافق التي أنشــأت بقانون تلغى بقانون‪ ،‬والتي أنشــأت بمرســوم تلغى‬
‫بمرسوم أو قانون‪...‬الخ‪.‬‬
‫وفي حالة االلغاء ال يحق للمواطنين المنتفعين من المرفق أو الموظفين االعتراض على هذه العملية اس ـ ـ ـ ــتنادا إلى وجود‬
‫حق مكتسب‪.‬‬
‫وعند ص ـ ــدور القانون أو القرار بإلغاء المرفق تض ـ ــاف أمواله الى الش ـ ــخص اإلداري الذي كان يتبعه‪ .‬ويمكن رد أس ـ ــباب‬
‫الغاء المرافق العامة الى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ترك اشباع الحاجات العامة التي كان يتولها المرفق العام للنشاط الخاص ويتحقق ذلك من خالل الخوصصة‪.‬‬

‫‪ -‬إذا كان المرفق العام أصـ ـ ــال يشـ ـ ــبع حاجة عارضـ ـ ــة ال تتسـ ـ ــم بالديمومة‪ ،‬فإذا تحقق الغرض الذي أنشـ ـ ــأ من أجله‬
‫المرفق العام وجب إلغاءه‪.‬‬

‫‪ -‬إلغاء المرفق العام ودمجه بمرفق أخر العتبارات مالية والعتبارات اإلصالح اإلداري‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أنواع المرافق العامة‬

‫تتنوع المرافق العامة تبعا لمعيار التقســيم‪ ،‬حيث يمكن تقســيمها إلى نوعين أســاســيين‪ ،‬بالنظر إلى موضــوع نشــاطها‪ ،‬أو‬
‫حسب المعيار اإلقليمي‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ / 1‬تقسيم المرافق العامة حسب طبيعة نشاطها‬

‫تختلف المرافق العامة حسـ ــب طبيعة النشـ ــاط الذي تقوم به إلى عدة أنواع وهي مرافق عامة إدارية واقتصـ ــادية‪ ،‬ومرافق‬
‫عامة اجتماعية ومهنية‪.‬‬

‫أ _ المرافق العامة اإلدارية واالقتصادية‬

‫• المرافق العـامـة اإلداريـة‪ :‬تعتبر من أقـدم المرافق العـامـة‪ ،‬وهـذه المرافق تعبر عن جوهر وطبيعـة الـدولـة‪ ،‬وهي تمـارس‬
‫نشاطا اداريا بحتا يدخل في صميم الوظيفة اإلدارية‪ ،‬ونتيجة لهذا النشاط الذي تمارسه فإنها تخضع لنظام قانوني متميز‬
‫بحيث تسـ ــتخدم وسـ ــائل القانون العام‪ .‬ومن أمثلتها مرفق القضـ ــاء‪ ،‬مرفق الشـ ــرطة‪ ،‬مرفق التعليم مرفق الصـ ــحة ‪ ...‬الخ‪،‬‬
‫وهـذه المرافق ذات أهميـة حيويـة في بنـاء الـدولـة وبـدونهـا ال معنى لوجود الـدولـة ذاتهـا‪ ،‬وتمتـاز هـذه المرافق عن غيرهـا بمـا‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن الدولة هي التي تتولى نفقتها وإدارتها بنفسها‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر األموال المملوكة لها (عقارات‪ ،‬منقوالت) أموال عامة تخضع للنظام القانوني للمال العام‪.‬‬
‫‪ -‬العقود التي تبرمها هذه المرافق تخضع للنظام القانوني للعقود اإلدارية‬
‫‪ -‬تدخل منازعاتها في نطاق اختصاص القضاء اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬عالقة هذه المرافق مع المنتفعين من خدماتها هي عالقة تنظيمية‪.‬‬
‫‪ -‬تتمتع هذه المرافق بامتيازات ووسائل القانون العام‪.‬‬
‫• المرافق االقتصـادية‪ :‬هي مجموعة المرافق العامة التي تمارس وتزاول نشـاطا اقتصـاديا بهدف تحقيق أهداف اقتصـادية‬
‫إلش ـ ـ ــباع حاجات عامة اقتص ـ ـ ــادية وتجارية أو مالية أو زراعية‪ ...‬الخ وتخض ـ ـ ــع لمزيج من قواعد القانون العام والخاص‬
‫ومن أمثلتها‪ :‬مرفق النقل البري والبحري والجوي ‪...‬الخ‪.‬‬

‫ب _ المرافق العامة االجتماعية والمهنية‪ :‬وهي على النحو التالي‪:‬‬

‫• المرافق العـامـة االجتمـاعيـة‪ :‬هي المرافق العــامــة التي تعمــل على تقــديم التــأمينــات والخــدمــات االجتمــاعيــة للمنتفعين‬
‫منهـا‪ ،‬وهـذه المرافق في ازديـاد بـاعتبـار أنـه من واجـب الـدولـة تـأمين موطنيهـا اجتمـاعيـا‪ ،‬ومن أمثلتهـا‪ :‬مرفق الضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمـان‬
‫االجتماعي والتأمينات‪ ،‬مرفق الحماية االجتماعية في الدولة ‪...‬الخ‪ .‬ويخضـع هذا النوع من المرافق الى خليط من قواعد‬
‫القانون اإلداري وقواعد القانون الخاص‪.‬‬

‫• المرافق المهنية والنقابية‪ :‬يقصـد بها تنظيم شـؤون مهنة أو طائفة معينة من المواطنين من قبل هيئة أو منظمة تتمتع‬
‫ببعض امتيازات وسـلطات القانون العام‪ ،‬وغالبا ما تتخذ هذه المرافق شـكال نقابيا‪ ،‬ومن أمثلتها‪ :‬منظمة ونقابة المحامين‪،‬‬
‫نقابة األطباء‪ ،‬نقابة المهندسـ ـ ـ ــين‪ ،‬نقابة الصـ ـ ـ ــيادلة‪...‬الخ‪ .‬وتتولى هذه المرافق العامة المهنية توجيه نشـ ـ ـ ــاط المهنة التي‬
‫تشـرف عليها المنظمة توجيها سـليما‪ ،‬وإخضـاع تلك النشـاطات لرقابتها وسـلطتها‪ ،‬ولذلك فإن النصـوص القانونية تلزم كل‬
‫ممارس للمهنة باالنضمام إلى عضوية المنظمة والمرفق النقابي الخاص به‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫‪ / 2‬تقسيم الم ارفق العامة حسب االمتداد اإلقليمي‬

‫تقسم المرافق حسب االمتداد اإلقليمي إلى مرافق وطنية وأخرى محلية‪.‬‬

‫أ _ المرافق العمومية الوطنية‪ :‬ويطلق عليها كذلك المرافق العمومية السـ ــيادية‪ ،‬فهي مجموع المرافق التي يمتد نشـ ــاطها‬
‫ليشـ ــمل جميع إقليم الدولة‪ ،‬ونظ ار ألهمية هذه المرافق فإن إدارتها تلحق بالدولة‪ ،‬ونفعها يكون واسـ ــعا يشـ ــمل كل إقليمها‪،‬‬
‫وهذه المرافق ال تقوم الجماعات المحلية بإنش ـ ــائها وال يمكن للدولة أن تفوض الجماعات المحلية حق إنش ـ ــائها‪ ،‬وتتجس ـ ــد‬
‫هذه المرافق في القضاء‪ ،‬التعليم‪ ،‬الدفاع الوطني‪ ،‬المنشآت الكبرى ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫ب _ المرافق العموميـة المحليـة‪ :‬يقص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد بـالمرافق العـامـة المحليـة المرافق الجواريـة التي تتحملهـا الجمـاعـات المحليـة‪،‬‬
‫ويقتصـ ـ ــر نشـ ـ ــاطها في اقليم معين من الدولة كالوالية أو البلدية‪ ،‬وينتفع من خدمات هذه المرافق سـ ـ ــكان اإلقليم‪ ،‬وتتولى‬
‫السـلطات المحلية أمر تسـييرها واإلشـراف عليها ألنها األقدر من السـلطة المركزية‪ ،‬ويعترف كل من قانون البلدية والوالية‬
‫بحقهما في انشاء مؤسسات عمومية متمتعة بالشخصية القانونية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬المبادئ التي تحكم سير المرافق العامة‬

‫هناك العديد من المبادئ التي تحكم ضبط المرافق العامة‪ ،‬ويميز الفقه بين نوعين من المبادئ‪ ،‬مبادئ كالسيكية وهي‬
‫أربع مبادئ أسـاسـية (المسـاواة‪ ،‬االسـتم اررية‪ ،‬التكيف‪ ،‬المجانية)‪ ،‬ومبادئ حديثة وهي متعددة كذلك منها الجودة‪ ،‬لفعالية‪،‬‬
‫التشاركية‪ ،‬المسؤولية‪...‬الخ‪ .‬إال أننا دراستنا في هذه المحاضرات سوف تركز على المبادئ الكالسيكية وهي‪:‬‬

‫‪ / 1‬مبدأ المساواة أمام المرافق العامة‬

‫هذا المبدأ هو امتداد للمبدأ العام المتمثل في مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاواة األفراد أمام القانون‪ ،‬ويعني هذا المبدأ أن يتم التعامل مع الناس‬
‫الذين يتسـ ــاوون في المراكز القانونية على قدم المسـ ــاواة خاصـ ــة المسـ ــاواة في االنتفاع بالحقوق والحريات العامة‪ .‬وتظهر‬
‫مظاهر هذا المبدأ في التالي‪:‬‬

‫أ _ مســـــــــاواة المنتفعين من الخدمات أمام المرافق العامة‪ :‬يقتضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي هذا المبدأ وجوب معاملة المرفق لكل المنتفعين‬
‫معاملة واحدة متى توافرت فيهم الشـروط المنصـوص عليها في القانون‪ ،‬دون تفضـيل البعض عن البعض األخر ألسـباب‬
‫تتعلق بالجنس أو اللون أو الدين أو ألي س ـ ــبب من األس ـ ــباب‪ ،‬ويعود إلزام المرفق بالحياد في عالقته بالمنتفعين الى أن‬
‫المرفق تم احداثه بأموال عامة بغرض أداء حاجة عامة ومن هنا ال يجب أن يقدم معاملة تخل بهذه المساواة‪.‬‬

‫ب _ المســــــــاواة في االلتحاق بالو ائف العامة‪ :‬يعني ذلك حق األفراد في الولوج للوظائف العامة وشـ ـ ـ ـ ـ ــغلها وال يجوز‬
‫فرض ش ـ ــروط تتعلق بالجنس أو العقيدة‪ ،‬غير أن التمتع بهذا الحق ال يمنع المش ـ ــرع من أن يض ـ ــبط االلتحاق بالوظائف‬
‫بش ــروط محددة أو بإجراءات معينة كاش ــتراط مس ــتوى معين‪ ،‬أو اشـ ـتراط النجاح في مس ــابقة‪ ،‬أو ض ــرورة التمتع بالحقوق‬
‫المدنية ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫و إقدام اإلدارة على مخالفة مبدأ المساواة يعطي الحق للطرف المتضرر من رفع دعوى اإللغاء ودعوى التعويض أيضا‪،‬‬
‫وفي حالة ثبوت ذلك يحكم القض ــاء اإلداري بإلغاء الق اررات التي اتخذت بناءا على اإلخالل بهذا المبدأ‪ ،‬وللمتض ــرر من‬
‫المعاملة الغير متساوية الناتجة عن تصرف اإلدارة هذا أن يطلب التعويض عما أصابه من ضرر‪.‬‬

‫‪ / 2‬مبدأ االستمرارية ( مبدأ دوام حسن سير المرافق العامة بانتظام واطراد )‬

‫مبدأ س ــير المرافق العامة بانتظام بش ــكل مس ــتمر ض ــرورة أس ــاس ــية لحياة الجمهور وإش ــباع حاجاتهم وتأمين مص ــالحهم‬
‫اليومية‪ ،‬فالحياة العامة في المجتمع والدولة تتوقف على اسـ ــتم اررية سـ ــير المرافق وأي خلل أو اضـ ــطراب في هذا السـ ــير‬
‫يؤدي الى ش ـ ـ ـ ـ ـ ــلل وتوقف الحياة العامة‪ ،‬مما يؤدي إلى اإلخالل بالنظام العام‪ ،‬فمثال انقطاع الماء أو الكهرباء أو توقف‬
‫النق ل أو شـ ـ ــلل أي مؤس ـ ـ ـسـ ـ ــة يمس بمصـ ـ ــالح األفراد ويهدد النظام العام‪ ،‬وهذا يحتم على السـ ـ ــلطة العامة أن تعمل على‬
‫ضمان أن يلتزم موظفوها بتحقيق هذا الغرض بشكل مستمر ومنتظم ‪.‬‬

‫وهذا األمر يلقي على عاتق جميع المس ـ ـ ــئولين في كل المس ـ ـ ــتويات اإلدارية االلتزام والتكفل بإدارة وتس ـ ـ ــيير المرفق العام‬
‫بطريق سليمة ودائمة مثل التقيد بمواقيت العمل‪ ،‬وتوفير الوسائل الكفيلة بسير المرفق بانتظام ودون انقطاع‪.‬‬

‫وهذا المبدأ حسـ ــب القضـ ــاء اإلداري واجب النفاذ والتطبيق سـ ـواء نصـ ــت عليه النصـ ــوص القانونية أم لم تنص عليه ألن‬
‫طبيعة المرفق وارتباطه بمص ــالح االفراد يفرض ض ــمان س ــيرها على الدوام‪ .‬ومن أجل تحقيق هذه الديمومة واالس ــتم اررية‬
‫تحرم القوانين على بعض الموظفين مثال اإلضـ ـ ـراب وفي مجال العقود اإلدارية مثال يجيز القانون لإلدارة فس ـ ــخ العقد أو‬
‫فرض الجزاءات على المتعاقد المخل بالتزاماته‪ ،‬وفي مجاالت أخرى تنص النصـوص القانونية على عدم جواز التصـرف‬
‫في األمالك العامة ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫ولضـ ـ ــمان هذه االسـ ـ ــتم اررية ينص القانون على مجموعة من القواعد واألحكام التي تسـ ـ ــري على اإلدارة‪ ،‬وعلى الموظفين‬
‫بها‪ ،‬وعلى أموالها‪ ،‬والمتعاقدين معها‪.‬‬

‫أ _ األحكام والقواعد التي تســري على اإلدارة لضــمان تطبيق مبدأ االســتمرارية‪ :‬مبدأ االســتم اررية هو األســاس القانوني‬
‫لفكرة السـ ــلطة العامة‪ ،‬وهو األسـ ــاس القانوني لسـ ــلطات واختصـ ــاصـ ــات الرؤسـ ــاء اإلداريين المتمثلة في تعيين الموظفين‬
‫وتحديد مراكزهم ووظائفهم وفي س ـ ـ ـ ــلطات ترقيتهم ونقلهم وتأديبهم وفص ـ ـ ـ ــلهم من الوظيفة العامة‪ ،‬وكذا س ـ ـ ـ ــلطات التوجيه‬
‫واإلرشاد والرقابة والحلول التي يمارسها الرؤساء اإلداريين على أعمال مرؤوسيهم‪.‬‬

‫ب _ األحكام والقواعد التي تســـري على المو ف لضـــمان مبدأ االســـتمرارية‪ :‬من أجل ضـ ــمان مبدأ اسـ ــتم اررية المرفق‬
‫العامة نص القانون على بعض االلتزامات التي يجب على الموظف العام مراعاتها والتقيد بها منها مثال‪:‬‬

‫• تقييد حق اإلضـــــ ـراب‪ :‬بحيث يمارس هذا الحق في إطار القانون‪ ،‬ويمكن للقانون أن يمنع ممارس ـ ـ ـ ـ ــته أو يجعل‬
‫حدودا لممارسته في ميادين الدفاع الوطني واألمن والخدمات واألعمال العمومية ذات المنفعة الحيوية للمجتمع‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫• تنظيم االسـتقالة‪ :‬مبدأ االسـتم اررية هو األسـاس القانوني لتنظيم عملية تقديم االسـتقالة‪ ،‬وقبول اسـتقالة الموظفين‬
‫في الوظـائف العـامـة‪ ،‬وبـالتـالي إذا كـان من حق الموظف أن يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتقيـل من عملـه بـالمرفق فـإنـه ليس من حقـه أن‬
‫يترك أو يتخلى على أداء مهـامـه فجـأة كمـا يش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء وبـدون إجراءات‪ ،‬فهو ملزم تقـديم طلـب مكتوب إلى الجهـة‬
‫المختصـة‪ ،‬وعليه أن يبقى يزاول مهامه حتى يصـدر القرار من جهة التعيين‪ ،‬ولإلدارة شـهرين لقبولها‪ ،‬وفي حالة‬
‫استدعت المصلحة العامة فلإلدارة شهرين إضافيين إلصدار قرارها‪.‬‬

‫• تنظيم اجازة المو فين‪ :‬وهذا يعني أن لإلدارة الس ـ ـ ــلطة في تنظيم اجازات الموظفين حتى ال يش ـ ـ ــكل ذلك اخالل‬
‫بمبدأ االستم اررية‪.‬‬

‫• االعتداد بنظرية المو ف الفعلي‪ :‬يقصـد بالموظف الفعلي ذلك الشـخص الذي يعترف القضـاء بصـحة تصـرفاته‬
‫في مجال المرافق العام رغم أنه لم يعين تعيينا ص ـ ــحيحا‪ ،‬س ـ ـواء أكان ذلك في الظروف العادية أو االس ـ ــتثنائية‪،‬‬
‫وهذا تحقيق لمبدأ استم اررية سير المرافق العامة‪.‬‬

‫ج _ األحكام والقواعد التي تســــري على أموال الدولة لضــــمان تطبيق مبدأ االســــتمرارية‪ :‬أضـ ـ ــفى القانون على أمالك‬
‫الدولة وأموال المرافق العامة حماية خاصـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬س ـ ـ ـ ـ ـ ـواء كانت حماية مدنية أو حماية جنائية‪ ،‬بحيث ال يجوز من الناحية‬
‫المدنية التصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف في أموال الدولة أو حجزها أو تملكها بالتقادم كما أن هذه األموال محمية جنائيا من خالل العقوبات‬
‫المشددة المفروضة على كل مساس بأموال وأمالك المرافق العامة‪.‬‬

‫د _ الحفاظ على التوازن المالي للعقد (في الظرو‪ :‬الطارئة)‪ :‬حيث إذا وقعت ظروف طارئة أثناء تنفيذ الصــفقة وكان‬
‫األمر مرهقا للمتعامل المتعاقد فإنه من أجل ضـمان سـير المرافق العامة يجب على اإلدارة التدخل إلعادة التوازن المالي‬
‫للعقد لما له من أثر على ضـ ــمان اسـ ــتم اررية سـ ــير المرفق العام من خالل ضـ ــمان تلبية حاجات الجمهور في الحاجيات‬
‫والخدمات العامة‪.‬‬

‫‪ _ 3‬مبدأ القابلية للت يير والتعديل‬

‫هدف المرافق العامة تقديم الخدمات وإشـباع الحاجيات العامة‪ ،‬وبما أن هذه الحاجيات متطورة فهذا يفرض على المرفق‬
‫العمومي أن يتكيف مع التطورات الحاص ـ ـ ـ ــلة من خالل تغيير وتعديل طرق س ـ ـ ـ ــير هذه المرافق وهذا الذي نالحظه مثال‬
‫اآلن في الجزائر من خالل رقمنة وثائق الحالة المدنية‪ ،‬أو فيما يتعلق بجواز السفر والبطاقة البيومتري‪ ،‬رقمنة التعامالت‬
‫اإلدارية ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫‪ _ 4‬مبدأ مجانية المرفق العام‬

‫مبـدأ انشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء المرافق العـامة جاء من أجل تقـديم الخـدمات العـامة ألفراد المجتمع وبالتـالي هذه الخـدمات وإشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبـاع هذه‬
‫الحاجيات يجب أن يكون بدون مقابل‪ ،‬ألن فرض المقابل في تلقي هذه الخدمات س ـ ـ ـ ــيؤدي الى عجز األفراد من الناحية‬
‫المادية وإحجامهم عن اللجوء الى هذه المرافق للحص ــول عليها وهذا ما ال يمكن تص ــوره‪ .‬على أن هذه المجانية ال يعني‬

‫‪33‬‬
‫أنها تش ـ ـ ـ ـ ــمل جميع المرافق العامة بحيث تقدم هذه المرافق خدماتها مجانا‪ ،‬حيث تقتص ـ ـ ـ ـ ــر المجانية على بعض المرافق‬
‫الحسـ ـ ـ ـ ــاسـ ـ ـ ـ ــة والهمة في حياة األفراد‪ ،‬كما ال يتنافى ومبدأ المجانية فرض بعض الرسـ ـ ـ ـ ــوم الرمزية والتي يدفعها المواطن‬
‫المسـ ــتفيد من خدمات المرفق كما هو الحال مثال في الرسـ ــوم التي يدفعها المواطن في المسـ ــتشـ ــفيات العامة‪ ،‬أو الرسـ ــوم‬
‫التي يـدفعهـا التالميـذ في المـدارس والجـامعـات كحقوق تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــجيـل‪ ،‬وهي في الحقيقـة ال تعـد مقـابـل للخـدمـات التي يقـدمهـا‬
‫المرفق ألنها ال تتناسب إطالقا مع الخدمة التي يتلقها هذا المرتفق‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬النظرية العامة للضبط اإلداري‬

‫التقيد بالنظام وااللتزام بالض ـ ـوابط التي تحدثها القوانين واألنظمة هي التي تميز الحرية عن الفوض ـ ــى‪ ،‬واإلفراط في أمننة‬
‫المجتمع على حسـاب الحريات يؤدي بالضـرورة إلى إعدام الحرية من جذورها ويصـبح النظام الحاكم مسـتبدا ومتعسـفا‪ ،‬ما‬
‫ينـاقض فكرة العـدالـة ودولـة القـانون‪ ،‬إذن كيف يمكن التوفيق بين كـل من الحريـة والنظـام؟ وكيف يتم تطبيق قـاعـدة أن‬
‫الحرية هي األصل والتقيد هو االستثناء؟ هذا الذي سنتطرق إليه من خالل التعرف على الضبط اإلداري بصفة عامة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم الضبط اإلداري وأنواعه‬

‫‪ / 1‬مفهوم الضبط اإلداري‬

‫الض ــبط اإلداري ص ــورة من ص ــور النش ــاط اإلداري األكثر خطورة‪ ،‬ويتطلب توض ــيح مفهوم الض ــبط اإلداري التطرق‬
‫للعناصر التالية‪:‬‬

‫أ_ تعريف الضـبط اإلداري ‪ :‬تختلف تعاريف الضــبط بالنظر للزاوية التي ينظر منها له‪ ،‬وال نجد تعريف دقيق له بالنظر‬
‫للمرونــة التي تميز هــذه الوظيفــة‪ .‬فــالضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبط اإلداري ‪ police administrative‬ويعني البوليس اإلداري أي مجموع‬
‫التدخالت اإلدارية التي تجسد في شكل تنظيمات الهدف منها المحافظة على النظام العام‪.‬‬

‫* الضـبط في الغل ة‪ :‬ضــبط الشــيء حفظه بالحزم ورجل ضــابط أي حازم‪ ،‬والضــبط لزوم الشــيء‪ ،‬والضــبط تحديد دقيق‪،‬‬
‫ويعني التدوين كضبط واقعة أي تحرير محضر لها‪.‬‬

‫* الضبط اصطالحا‪ :‬يأخذ تعريف الضبط اصطالحا معنيين‪ ،‬معنى عضوي ومعنى موضوعي‪.‬‬

‫_ المعنى العضـــوي‪ :‬مجموع الهيئات واألجهزة اإلدارية التي تمارس هذه الوظيفة في إطار السـ ــلطة التنفيذية‪ ،‬أو مجموع‬
‫الموظفين المكلفين بمهمة الضبط‪.‬‬

‫_ المعنى الموضوعي أو الو يفي‪ :‬النشاط الذي تقوم به الهيئات اإلدارية بغرض ضمان المحافظة على النظام العام‪.‬‬

‫* الضــبط في التشــريع‪ :‬ال نجد في معظم التشـ ـريعات عموما تعريفا للض ــبط اإلداري باعتبار أن المش ــرع ال يقحم نفس ــه‬
‫عادة في تحديد المفاهيم التي يتركها للفقه والقضـ ـ ــاء‪ ،‬ويقتصـ ـ ــر دوره على تحديد شـ ـ ــروط ممارسـ ـ ــة هذه الوظيفة وأهدافها‬
‫وأنواعهـا‪...‬الخ كمـا هو الحـال فمثال في المـادة ‪ 114‬من قـانون الواليـة ‪ 07-12‬أن الوالي مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤول عن الحفـاه على‬

‫‪34‬‬
‫النظام العام واألمن والسـ ـ ـ ـ ــالمة والسـ ـ ـ ـ ــكينة العامة‪ ،‬أو حسـ ـ ـ ـ ــب المادة ‪ 94‬من قانون البلدية التي تنص على التزام رئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي بالسهر على حسن النظام واألمن العموميين وعلى النظافة العمومية‪.‬‬

‫* التعاريف الفقهية للضــــبط اإلداري‪ :‬اختلفت أراء الفقه في تعريف الضـ ـ ــبط اإلداري‪ ،‬ويرجع ذلك إلى تباين النظرة إلى‬
‫أن الضـ ـ ــبط اإلداري غاية في ذاته تسـ ـ ــعى إليه سـ ـ ــلطات الدولة‪ ،‬بينما يرى جانب آخر ّ‬
‫بأن‬ ‫وظيفته ‪ ،‬حيث يرى البعض ّ‬
‫الضـ ـ ــبط اإلداري قيد على الحريات العامة‪ ،‬وذهب فريق ثالث إلى االهتمام بأسـ ـ ــاليب الضـ ـ ــبط اإلداري وصـ ـ ــور نشـ ـ ــاطه‬
‫وأغ ارضــه‪ ،‬ورأى جانب من الفقه الضــبط اإلداري من زاوية أهدافه‪ ،‬والتي من أجلها يمارس الضــبط‪ ،‬والمتمثلة في الطابع‬
‫الوقائي‪ ،‬فمثال حسـب " ‪ Maurice Hauriou‬هو كل ما يسـتهدف به المحافظة على النظام العام في الدولة"‪ ،‬وحسـب‬
‫" ‪ André Délaubadaire‬هو ش ـ ـ ـ ــكل من أش ـ ـ ـ ــكال تدخل بعض الهيئات اإلدارية‪ ،‬يتض ـ ـ ـ ــمن فرض قيود على حريات‬
‫األفراد بهدف المحافظة على النظام العام"‪.‬‬

‫ب _ تمييز و يفة الضبط اإلداري عن الو ائف المشابهة له‬

‫• التمييز بين الضـبط اإلداري والضـبط التشـريعي‪ :‬الضـبط التشـريعي هو مجموع التشـريعات الصـادرة عن البرلمان والتي‬
‫يكون موض ــوعها تنظيم ممارس ــة الحقوق والحريات الفردية التي نص عليها الدس ــتور والقيود الواردة عليها‪ ،‬بينما الض ــبط‬
‫اإلداري تمارس ــه الس ــلطة التنفيذية (اإلدارة) في حدود الض ــبط التش ـريعي المنص ــوص عليه في القوانين الس ــابقة‪ .‬وان كان‬
‫هذا هو األصــل إال أن ذلك ال يجرد ســلطة الضــبط من التصــرف باالســتقالل عن القوانين‪ ،‬كما هو الحال بواســطة لوائح‬
‫الضــبط المســتقلة الصــادرة عن رئيس الجمهورية في إطار توزيع االختصــاصــات بين البرلمان والســلطة التش ـريعية‪ ،‬حيث‬
‫يمكن للسـلطة التنفيذية إصـدار م ارسـيم تنفيذية تتضـمن قيودا على األفراد‪ ،‬قد تكون تنفيذا لقوانين أو تتضـمن قيودا جديدة‬
‫بشرط أال تخالف قوانين موجودة‪.‬‬

‫• التمييز بين الضــبط اإلداري والمرفق العام‪ :‬يجمع الفقه على أن الض ــبط اإلداري والمرفق العام وظيفتين مختلفتين من‬
‫حيث طبيعة النشـاط‪ ،‬حيث يقوم المرفق العام بتقديم الخدمات والحاجيات‪ ،‬ويقوم الضـبط اإلداري بضـبط النشـاط الخاص‬
‫لألفراد وتنظيم الحريات بهدف المحافظة على النظام العام‪ .‬كما أن النظرة للضبط اإلداري ينظر لها عادة بأنها إجراءات‬
‫سـلبية‪ ،‬بمعنى ممارسـة النشـاطات الخاصـة تخضـع دائما لقيود حماية النظام العام‪ ،‬بينما أعمال المرفق العام إيجابية تقدم‬
‫خدمات للجمهور‪ .‬إال أنهما يتشبهان في أن كالهما صورتان للنشاط اإلداري الهدف إلى تحقيق المصلحة العامة‪.‬‬

‫• التمييز بين الضبط اإلداري والضبط القضائي‪ :‬هناك صعوبة في التمييز بين الضبط اإلداري والضبط القضائي فهما‬
‫يش ـ ـ ــتركان في هدف المحافظة على النظام العام داخل الدولة‪ ،‬مع اختالف األس ـ ـ ــلوب والوس ـ ـ ــائل‪ ،‬فالهدف من الض ـ ـ ــبط‬
‫اإلداري وقائي بينما الهدف من الضبط القضائي قمعي وعالجي وردعي‪.‬‬

‫√_ أهمية التمييز بين الضبط اإلداري وأعمال الضبط القضائي‬

‫‪35‬‬
‫_ أعمال الضـبط اإلداري تخضـع إلشـراف ورقابة السـلطة التنفيذية‪ ،‬أما أعمال الضـبط القضـائي فتخضـع إلشـراف السـلطة‬
‫القضائية (النيابة والقضاء)‪.‬‬

‫_ الجهة المختصـ ـ ـ ــة القضـ ـ ـ ــاء اإلداري بمنازعات الضـ ـ ـ ــبط اإلداري هي القضـ ـ ـ ــاء اإلداري‪ ،‬بينما تختص المحاكم العادية‬
‫بمنازعات الضبط القضائي‪.‬‬

‫_ نش ـ ــاط الض ـ ــبط اإلداري يقبل الطعن باإللغاء ويخض ـ ــع إلجراءات وقف التنفيذ‪ ،‬وعلى العكس من ذلك ال يقبل نش ـ ــاط‬
‫الضبط القضائي الطعن باإللغاء وإنما لطعون أخرى كالمعارضة‪ ،‬االستئناف والنقض‪.‬‬

‫_ يمكن أن تثير أعمال الض ــبط اإلداري مس ــؤولية اإلدارة‪ ،‬أما بالنس ــبة ألعمال الض ــبط القض ــائي‪ ،‬فإثارة مس ــؤولية الدولة‬
‫عن األخطاء الواقعة من سلطة الضبط القضائي تحكمها قاعدة انتفاء المسئولية إال إذا قرر المشرع عكس ذلك صراحة‪.‬‬

‫√_ معايير التمييز بين الضبط اإلداري والضبط القضائي‪ :‬هناك عدة معايير للتمييز بينهما‪:‬‬

‫_المعيار العضــوي‪ :‬تتولى الس ــلطة التنفيذية وظيفة الض ــبط اإلداري‪ ،‬وتقوم بوظيفة الض ــبط القض ــائي الس ــلطة القض ــائية‬
‫ممثلة في القضاة وأعضاء النيابة العامة ومأموري الضبط القضائي‪.‬‬

‫_ معيار الهد‪( :‬المعيار ال ائي)‪ :‬الغاية من الض ـ ـ ـ ـ ـ ــبط اإلداري وقاية النظام العام من الجرائم بمنعها من الحدوث‪ ،‬أما‬
‫الضـ ـ ـ ـ ــبط القضـ ـ ـ ـ ــائي فغايته قمع الجرائم بالكشـ ـ ـ ـ ــف عنها والتحقيق فيها وجمع األدلة وتمكين العدالة الجنائية من المجرم‬
‫لتحاكمه‪.‬‬

‫_ المعيار الموضــــوعي (المادي)‪ :‬يركز على موضـ ـ ــوع اإلجراء‪ ،‬فإذا كان يدخل في نطاق المراقبة واإلشـ ـ ـراف من أجل‬
‫المحافظة على النظام العام فهو إجراء ضـ ـ ـ ـ ــبط إداري‪ ،‬أما إذا كان مضـ ـ ـ ـ ــمونه االسـ ـ ـ ـ ــتدالل والبحث عن الجرائم ومعاقبة‬
‫مرتكبيها فهو إجراء ضبط قضائي بغض النظر عن الهيئة التي صدر منها‪ .‬والمثال على ذلك عون الشرطة مثال عندما‬
‫يتدخل في إطار وظيفة الضـبط اإلداري لتنظيم المرور‪ ،‬ثم تحدث مخالفة اجتياز حاجز المراقبة‪ ،‬فيتدخل بصـفته ضـابط‬
‫شرطة قضائية لكون اإلجراء تم بعد وقوع الفعل بهدف العقاب عليه‪.‬‬

‫‪ / 2‬أنواع الضبط اإلداري‬

‫أ_ الضبط اإلداري العام والضبط اإلداري الخاص‬

‫• الضبط اإلداري العام‪ :‬هو مجموع الق اررات والتدابير واإلجراءات المتخذة من طرف اإلدارة في جميع المجاالت وأوجه‬
‫النشاط الفردي للمحافظة على النظام العام ووقايته لمنع حدوث االضطرابات والفوضى‪.‬‬

‫يص ـ ــنف هذا النوع من الض ـ ــبط اإلداري حس ـ ــب مجال تطبيقه أو إعماله إلى ض ـ ــبط إداري عام وطني يش ـ ــمل جميع‬
‫اإلقليم بغض النظر عن التخصص‪ ،‬وضبط إداري عام محلي يشمل جزء معين من اإلقليم كالوالية والبلدية‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫• الضــبط اإلداري الخاص‪ :‬هو ص ــيانة النظام العام في إطار ض ــيق‪ ،‬بتقييد نش ـاطات األفراد وحرياتهم في مجال وقطاع‬
‫أو نشاط محدد‪ ،‬ونكون أمام ضبط إداري خاص في الحاالت التالية‪:‬‬

‫_ يكون ضــبطا إداريا خاصــا إذا مورس من طرف هيئة مختلفة مبدئيا عن هيئة الضــبط اإلداري العام‪ .‬لكن المبدأ العام‬
‫أن سلطات الضبط اإلداري العام هي نفسها التي يمنحها المشرع سلطات الضبط اإلداري الخاص‪.‬‬

‫_ يكون ض ـ ـ ــبطا إداريا خاص ـ ـ ــا عندما يمارس بتدابير وإجراءات مختلفة عن تلك التي يمارس بموجبها الض ـ ـ ــبط اإلداري‬
‫العام‪ ،‬فمثال‪ :‬في مجال ض ـ ــبط الس ـ ــينما ال يمكن لوزير الثقافة أخذ قرار منح الرخص ـ ــة إال بعد اس ـ ــتش ـ ــارة لجنة تص ـ ــنيف‬
‫األعمال السينماتوغرافية‪.‬‬

‫_ الهدف من الضـبط اإلداري الخاص مختلفا كليا أو جزئيا عن هدف الضـبط اإلداري العام فمثال‪ :‬هدف وظيفة الضـبط‬
‫اإلداري في مجال الصـ ــيد هو حماية بعض أصـ ــناف الحيوانات في طريقها لالنقراض‪ ،‬ويهدف الضـ ــبط في مجال اآلثار‬
‫لحماية التراث األثري من االعتداء عليه‪.‬‬

‫_ يكون ضـبطا إداريا خاصـا إذا تعلق بتنظيم نشـاط معين بتشـريعات خاصـة بالنظر لخطورة وأهمية النشـاط‪ ،‬حيث تمنح‬
‫سـلطة الضـبط اإلداري الخاص سـلطة أكبر من سـلطة الضـبط اإلداري العام‪ ،‬فيكون ضـبطا إداريا خاصـا إذا كان يخص‬
‫طائفة معينة كاألطباء‪ ،‬الصيادلة‪ ،‬األجانب‪ ،‬البدو والرحل‪.‬‬

‫ب_ فائدة التمييز بين الضــــبط اإلداري العام والخاص‪ :‬يهدف الضـ ـ ــبط اإلداري العام لحماية النظام العام‪ ،‬أما الضـ ـ ــبط‬
‫اإلداري الخاص فله هدف حماية النظام العام وأهداف أخرى‪ ،‬فمثال‪ :‬الهدف من الضـ ـ ـ ــبط اإلداري الخاص حماية النظام‬
‫العــام في قسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم منــه‪ .‬فمثال‪ :‬الضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبط المتعلق بــاألمالك العموميــة الهــدف الخــاص هو المحــافظــة على هــذه األمالك‬
‫وحمايتها‪ ،‬أما الهدف العام فيتمثل في حماية أمن المواطنين بتنظيم المرور فيها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهدا‪ :‬الضبط اإلداري‬

‫يتمحور هدف وظيفة الضـ ــبط اإلداري حول النظام العام‪ .‬بأبعاده الثالثة (األمن العام‪ ،‬الصـ ــحة العامة‪ ،‬السـ ــكينة العامة)‬
‫والنظام العام فكرة مرنة متطورة واسعة وشاملة لكل فروع النظام القانوني‪ ،‬وتختلف من فرع ألخر من حيث المضمون‪.‬‬

‫‪ / 1‬األهدا‪ :‬التقليدية للضبط اإلداري‬

‫أ_ تعر‪ :‬النظـام العـام‪ :‬هـذه الفكرة مرنـة ومتطورة‪ ،‬لـذلـك ال نجـد تحـديـدا دقيقـا لهـا في تعريفـات الفقـه‪ .‬حيـث يقص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫بالنظام العام وفقا للفقه التقليدي عدم وجود الفوض ـ ـ ــى واالض ـ ـ ــطراب‪ .‬وقد عرفه هوريو بأنه "حالة واقعية تعارض حالة‬
‫واقعية أخرى هي الفوض ـ ــى" وذلك معناه أن الهدف من الض ـ ــبط س ـ ــلبي ال يس ـ ــمح بوقوع اض ـ ــطرابات‪ ،‬وال يتدخل إال إذا‬
‫حدث التهديد بالنظام العام‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫بينما يرى االس ـ ـ ـ ـ ـ ــتاذ محمد عص ـ ـ ـ ـ ـ ــفور على أنه ال يمكن أن يعرف النظام العام التقليدي تعريفا س ـ ـ ـ ـ ـ ــلبيا وهو اختفاء‬
‫اإلخالل‪ ،‬بل له كذلك معنى اس ـ ـ ــتثنائي يتجاوز النتيجة المباش ـ ـ ـرة‪ ،‬ولذلك لم يعد الهدوء العام مثال يعني اختفاء الض ـ ـ ــجة‬
‫واالضطرابات الخارجية وإنما يعني راحة السكان‪ ،‬بمعنى اختفاء الجانب السلبي لتحل محله سياسة عامة لتنظيم وتحقيق‬
‫االنسـجام في المجتمع‪ .‬وبالعودة للمشـرع بصـفة عامة في الجزائر أو غيرها من الدول ال نجده يحدد مفهوم النظام العام‪،‬‬
‫بل يحدد العناص ـ ــر المادية الثالثة المكونة للنظام العام‪ ،‬ومثال ذلك المادة ‪ 88‬من قانون البلدية ‪ 10-11‬التي نص ـ ــت‬
‫يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي تحت اشراف الوالي بما يأتي " السهر على النظام والسكينة والنظافة العمومية"‬

‫ب _ خصائص النظام العام‬

‫• النظام العام عاما‪ :‬يشـمل ويطبق على جميع المواطنين في الدولة في أمنهم وصـحتهم وسـكينتهم‪ ،‬والمقصـود بالعمومية‬
‫هنا أن اإلخالل يجب أن يمس المجموعة ككل‪ ،‬حيث أن األفعال التي تتعلق بالملكية الخاصـة تخرج عن مجال الضـبط‬
‫اإلداري ما لم يكن لها مظه ار خارجيا يهدد النظام العام‪ ،‬كاألص ـوات المنبعثة من مذياع أو مكبرات ص ــوت‪ ،‬بمعنى أخر‬
‫ليس لسلطات الضبط عالقة باألفعال الداخلية ما لم يكن لها مظاهر خارجية مؤذية‪.‬‬

‫• النظام العام ماديا أو معنويا‪ :‬فالمقصــود بالنظام العام المادي هو المظهر الخارجي الملموس أي كل األســباب المادية‬
‫التي تمس الصـ ــحة العامة‪ ،‬أو السـ ــكينة العامة‪ ،‬أو األمن العام‪ ،‬أما الجانب المعنوي فالمقصـ ــود به كل ما يتعلق بالنظام‬
‫األخالقي واآلداب العامة‪ ،‬والذي يؤدي إلى تهدم الحياء الخلقي‪ ،‬والذي قد يؤدي إلى اضطراب النظام العام المادي‪.‬‬

‫• النظام العام هو مجموعة من القواعد اآلمرة‪ :‬فال يجوز لألفراد مخالفتها من خالل تص ـ ـرفاتهم واتفاقاتهم‪ ،‬على اعتبار‬
‫أن مهمة الضبط اإلداري تتأسس على التوفيق بين الحقوق والحريات والمصلحة العامة‪.‬‬

‫• يتســم النظام العام بالمرونة والتطور والنســبية‪ :‬يختلف مفهومه وإطاره باختالف الزمان والمكان‪ ،‬يختلف داخل الدولة‬
‫الواحدة وبين الدول (سواء كانت ليبرالية أو اشتراكية)‪ .‬ويتطور بتطور فلسفة النظام االجتماعي السائد‪.‬‬

‫ج _ العناصر التقليدية للنظام العام للضبط اإلداري‬

‫• المحـافظـة على األمن العـام‪ :‬أي توفير األمـان والحمـايـة ألرواح األفراد وأموالهم وأع ارضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهم من أي اعتـداء مهمـا كـان‬
‫مص ـ ــدره سـ ـ ـواء كان إنس ـ ــان‪ ،‬حيوان أو الطبيعة أو ش ـ ــيء سـ ـ ـواء في الحاالت العادية أو االس ـ ــتثنائية‪ .‬واألمثلة على ذلك‬
‫متعددة مثل‪:‬‬

‫_ تنظيم المرور في مختلف األماكن والطرقات‪ ،‬وتنظيم وقت للس ـ ــير بالنس ـ ــبة لبعض أص ـ ــناف الس ـ ــيارات وتنظيم أماكن‬
‫الركون‪ ،‬إزالة مختلف العوائق في الشوارع والطرق العامة وتنظيم كيفيات المراقبة التقنية للسيارات‪.‬‬

‫‪ -‬اتخاذ التدابير األمنية الالزمة لمنع وقوع الجرائم بمختلف أنواعها‪ ،‬سـ ـ ـ ـواء كانت سـ ـ ـ ـرقة أو قتل أو حوادث الطرقات أو‬
‫الجرائم الماسة باألخالق واآلداب‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -‬القضاء على الحيوانات المتشردة والمفترسة‪.‬‬

‫• المحافظة على الصحة العامة‪ :‬من خالل حماية المواطنين من األخطار التي تهدد صحتهم من جميع أنواع األمراض‬
‫واألوبئة وكل مصـ ـ ــادر العدوى والتلوث‪ ،‬باتخاذ اإلجراءات والتدابير الوقائية والعالجية والتي يتمثل بعضـ ـ ــها على سـ ـ ــبيل‬
‫المثال في ‪:‬‬

‫_ وضع الشروط الصحية الالزمة لحياة األفراد وذلك باالهتمام بنظافة الشوارع‪ ،‬األماكن والطرقات والمؤسسات العمومية‬
‫وخصوصا االستشفائية منها والمنشآت الصناعية والتجارية‪.‬‬

‫وضــع التدابير لضــمان نظافة مياه الشــرب وســالمة ونظافة المواد الغذائية االســتهالكية‪ ،‬وضــمان الظروف الصــحية لها‬
‫في المحالت التجارية والمطاعم والمقاهي ومحالت المأكوالت‪ ،‬وخلو العاملين فيها من األمراض‪،‬‬

‫_ تنظيم الص ـ ـ ـ ــرف الص ـ ـ ـ ــحي للمياه الناتجة عن االس ـ ـ ـ ــتعمال المنزلي وكذلك المياه الناتجة عن المص ـ ـ ـ ــانع والمش ـ ـ ـ ــاريع‬
‫الصناعية‪.‬‬

‫• المحافظة على السـكينة العامة‪ :‬أن يعيش أفراد الدولة في هدوء وراحة‪ ،‬وبموجب ذلك تتولى ســلطات الضــبط اإلداري‬
‫القض ــاء على جميع مص ــادر اإلزعاج والض ــوض ــاء التي تتجاوز المض ــايقات العادية لحياة الجماعة‪ ،‬وض ــمان المحافظة‬
‫على الهدوء داخل المناطق السـ ــكنية وفي الطرقات العامة ليال ونهارا‪ ،‬كمنع اسـ ــتعمال مكبرات الصـ ــوت‪ ،‬والقضـ ــاء على‬
‫االضطرابات والمشاجرات في الطرق واألماكن العمومية‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ / 2‬األهدا‪ :‬الحديثة للضبط اإلداري‬

‫توسـ ــعت أهداف الضـ ــبط اإلداري إلى أهداف اآلداب العامة وجمال المدن ورونقها‪ ،‬النظام العام االقتصـ ــادي والنظام‬
‫العام البيئي‪.‬‬

‫أ _ النظـام العـام األخالقي (اآلداب العـامـة)‪ :‬يتضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمن النظــام العــام حمــايــة األخالق واآلداب العــامــة كــذلــك‪ ،‬وال يعتــد‬
‫بالجوانب األخالقية إال إذا كان من شـ ــأنها تهديد النظام المادي‪ .‬ويشـ ــمل البعد الخلقي واآلداب العامة مجاالت السـ ــينما‪،‬‬
‫المسرح والمطبوعات وغيرها‪ ،‬ومن األحكام التي أجاز فيها مجلس الدولة الفرنسي إجراءات الضبط اإلداري‪:‬‬

‫كمنع عرض األفالم الخليعة في صـاالت السـينما واللهو واألماكن العمومية‪ .‬أومنع الدعارة واللباس الفاضـح والتصـرفات‬
‫المخلة باآلداب في األماكن التي يقصدها الجمهور‪.‬‬

‫ب _ جمال ورونق المدن وروائها‪ :‬اختلف الباحثون في تحديد معايير الجمال ونماذجه‪ ،‬لعدم اتفاق نظرة اإلنسـان حول‬
‫هذه المعايير‪ ،‬لكن هناك من حدد سـ ــتة معايير للجمال هي‪ :‬الترتيب‪ ،‬اإليقاع‪ ،‬التماثل‪ ،‬التناسـ ــب‪ ،‬الديكور والتوزيع‪ .‬وتم‬
‫حصر العناصر التي تدخل في جمال المدينة وروائها كالتالي‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫• ترميم المبـاني القـديمـة وتشـــــــــييـد العمـارات ونظـافـة البيئـة وتنظيم لوحـات الـدعـايـة واإلعالن في المـدينـة‪ :‬ويتمثـل ذلـك‬
‫في‪:‬‬

‫‪ -‬ترميم المباني القديمة التراثية واألثرية‪-‬بناء وتشييد العمارات‪.‬‬

‫‪-‬المحافظة على نظافة البيئة‪.‬‬

‫‪-‬تنظيم لوحات الدعاية واإلعالن‪.‬‬

‫• تشـجير المدينة وتزيينها واالهتمام بحدائقها‪ :‬بنقل الطبيعة إلى المدن بواسـطة التشـجير‪ ،‬توسـيع المسـاحات الخضـراء‪،‬‬
‫االهتمام بإنشاء الحدائق وتزيين تقاطعات الطرق‪.‬‬

‫ج _ النظام العام االقتصــادي ‪ :‬توســع الضــبط اإلداري بســبب اتســاع تدخل الدولة في المجال االقتصــادي ما أدى إلى‬
‫ظهور مفهوم النظام العام االقتصادي‪ ،‬فصار النظام العام يهتم بحماية االقتصاد فيما يتعلق باألجور‪ ،‬األسعار‪ ،‬التموين‬
‫بالمواد والمنتجات‪ ،‬تنظيم عمليات التص ـ ـ ـ ــدير واالس ـ ـ ـ ــتيراد والتعامل بأوراق النقد والبورص ـ ـ ـ ــة ومكافحة التض ـ ـ ـ ــخم النقدي‪،‬‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫د _ الضـــــبط اإلداري البيئي‪ :‬وهي تدابير وقائية تصـ ـ ـ ــدرها السـ ـ ـ ــلطات اإلدارية لمنع جرائم المسـ ـ ـ ــاس بالبيئة من خالل‬
‫اإلجراءات االحت ارزية‪ ،‬بما يكفل حماية البيئة ومكافحة أسباب اإلضرار بها‪ .‬وأغراض الضبط اإلداري البيئي هي أغراض‬
‫الضــبط اإلداري العام‪ ،‬لكنها تتميز بتحقيق األمن البيئي أو الصــحة البيئية أو الســكينة البيئية والوقاية من األســباب التي‬
‫تهدد هذه العناصـر وتهدد البيئة‪ ،‬مثال‪ :‬المادة ‪ 72‬من القانون ‪ "10-03‬يهدف مقتضـيات الحماية من األضـرار السـمعية‬
‫إلى الوقاية أو القضـاء أو الحد من انبعاث وانتشـار األصـوات أو الذبذبات التي قد تؤثر أخطا ار تضـر بصـحة األشـخاص‬
‫وتسبب لهم اضطرابا مفرطا أو من شأنها أن تمس بالبيئة"‪.‬‬
‫ثالثا_ هيئات الضبط اإلداري العام في الجزائر ووسائله‬

‫تعتبر وظيفة الض ــبط اإلداري وظيفة حيوية وخطيرة على حريات األفراد‪ ،‬فينظمها القانون بمفهومه الواس ــع من حيث‬
‫الهيئات والوسائل الموكلة لها‪.‬‬

‫‪ /1‬هيئات الضبط اإلداري العام‬

‫وهي الهيئات التي تملك قانونا حق اسـ ـ ـ ــتخدام وسـ ـ ـ ــائل وأسـ ـ ـ ــاليب الضـ ـ ـ ــبط اإلداري‪ ،‬بهدف المحافظة على النظام العام‬
‫بعناصـره‪ .‬وتتمثل في هيئات الضـبط اإلداري التي منحت صـالحيات الضـبط اإلداري على المسـتوى الوطني وهي رئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬الوزير األول والوزراء بالخصوص وزير الداخلية‪.‬‬

‫أ _ على المستوى الوطني‬

‫• رئيس الجمهورية‬

‫‪40‬‬
‫لم تمنح المواد الدس ــتورية ص ـراحة لرئيس الجمهورية س ــلطة الض ــبط في الظروف العادية‪ ،‬إال أنه يمكن أن نس ــتش ــف‬
‫هذه الوظيفة من خالل المظاهر التالية‪:‬‬
‫_ نص المادة ‪ 90‬من التعديل الدس ــتوري لس ــنة ‪ 2020‬المتعلقة باليمين الدس ــتورية التي يقس ــم فيها على المحافظة على‬
‫استم اررية الدولة وسالمة التراب الوطني ووحدة الشعب واألمة وحماية الحقوق والحريات‪.‬‬
‫_ يمنح العرف الدسـ ــتوري الضـ ــبط اإلداري العام لرئيس الجمهورية‪ ،‬كحامي الدسـ ــتور والقائد األعلى للقوات المسـ ــلحة‬
‫والمسئول عن الدفاع الوطني‪.‬‬
‫_تمنح الوظيفة التنظيمية العامة لرئيس الجمهورية وظيفة الض ـ ـ ـ ـ ــبط اإلداري‪ ،‬في الظروف العادية حس ـ ـ ـ ـ ــب نص المادة‬
‫‪ 141‬من الدسـ ـ ـ ــتور‪ .‬أما وظيفة الضـ ـ ـ ــبط اإلداري في الظروف االسـ ـ ـ ــتثنائية مخولة ص ـ ـ ـ ـراحة لرئيس الجمهورية بموجب‬
‫نصوص المواد من ‪ 97‬إلى ‪ 102‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ ،2020‬في حالتي الطوارئ والحصار والحالة االستثنائية‬
‫وحالة التعبئة العامة وحالة الحرب‪.‬‬
‫• الوزير األول‬

‫ال يتمتع الوزير األول بسلطات في مجال الضبط اإلداري صراحة‪ ،‬لكن الوظيفة التنظيمية التي يمارسها هذا األخير‬
‫بموجب الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 125‬وباعتباره المس ـ ـ ـ ــئول عن تنفيذ القوانين‪ ،‬تجعله المختص بإص ـ ـ ـ ــدار تنظيمات الض ـ ـ ـ ــبط‬
‫المطبقة في كامل التراب الوطني‪ .‬مثل المرسـ ـ ـ ــوم التنفيذي ‪ 239-15‬المؤرخ في‪ 2015-09-06‬المتعلق بتحديد قواعد‬
‫حركة المرور عبر الطرق‪.‬‬

‫• _ الوزراء‬

‫ال يملك الوزير س ـ ـ ــلطة إص ـ ـ ــدار ق اررات تنظيمية‪ ،‬ألنها من اختص ـ ـ ــاص رئيس الجمهورية والوزير األول بنص ـ ـ ــوص‬
‫الدسـ ـ ــتور‪ ،‬فال يمكن للوزير أن يصـ ـ ــدر ق اررات تنظيمية في مجال الضـ ـ ــبط اإلداري إال إذا سـ ـ ــمح له القانون بذلك‪ .‬لكن‬
‫يتمتع الوزير بسـلطة ضـبط إداري خاص مثل ضـبط السـينما‪ ،‬ضـبط الصـيد‪ ،‬الصـحة‪ ،...‬عندما يحيل القانون أو المرسـوم‬
‫له اتخاذ ق اررات تنظيمية تطبيقية للقانون‪.‬‬

‫ب _ على المستوى المحلي‬

‫• الوالي ‪:‬حسـ ـ ـ ـ ـ ــب نص المواد ‪ 114‬و‪ 116‬من قانون الوالية ‪" 07-12‬تمنح للوالي مسـ ـ ـ ـ ـ ــئولية المحافظة على النظام‬
‫واألمن والس ـ ــالمة والس ـ ــكينة العامة‪ ،‬تس ـ ــخير قوات الش ـ ــرطة والدرك"‪ ،‬ض ـ ــبط المرور في الطرقات الوطنية‪ ،‬الحلول محل‬
‫رؤساء البلديات عند إهمالهم القيام بصالحياتهم في المجال‪.‬‬

‫• _ رئيس البلدية‪ :‬يمارس سـ ــلطة الضـ ــبط اإلداري بموجب القانون ‪ 10-11‬المواد من ‪ 88‬على ‪ ، 92‬ويملك تسـ ــخير‬
‫قوات الشرطة والدرك الوطني المختصة إقليميا‪ ،‬ويمارس صالحياته باعتباره ممثال للدولة‪.‬‬

‫‪ / 2‬وسائل الضبط اإلداري في الجزائر‬

‫‪41‬‬
‫تمارس سلطات الضبط اإلداري سلطاتها الضبطية من خالل استخدام وسائل اما قانونية كالتنظيمات أو الق اررات الفردية‬
‫واإلكراه عن طريق توقيع الجزاءات اإلدارية‪ ،‬كما وأنها قد تستخدم وسائل مادية‪.‬‬

‫أ _ الوسائل القانونية‬

‫• الق اررات التنظيمية (لوائح الضـــــبط اإلداري)‪ :‬تسـ ـ ـ ــمى بلوائح الضـ ـ ـ ــبط أو البوليس‪ ،‬وهي مجموعة القواعد التي تتخذها‬
‫السـ ـ ــلطة اإلدارية المختصـ ـ ــة في شـ ـ ــكل م ارسـ ـ ــيم رئاسـ ـ ــية أو تنفيذية للمحافظة على النظام العام بأبعاده الثالثة المعروفة‬
‫(األمن‪ ،‬الصحة‪ ،‬السكينة العامة) حيث تتضمن هذه اللوائح قيودا على األفراد والحريات بوسائل مختلفة‪:‬‬

‫_ نظام المنع‪ :‬منع األفراد من اتخاذ إجراء معين أو ممارسـ ــة حرية أو نشـ ــاط معين‪ .‬ويشـ ــترط في المنع أن يكون جزئيا‬
‫وليس كليا أو مطلقا‪ ،‬ألن ذلك يعتبر مصادرة للحق أو الحرية وال يكون ذلك مشروعا إال في الظروف االستثنائية‪.‬‬
‫_ نظام اإللزام‪ :‬وهو إجراء قانوني إللزام األفراد القيام ببعض التصـ ـ ـرفات بهدف معين مثل ما ألزم القانون رقم ‪19-01‬‬
‫المتعلق بتسـ ـ ــيير النفايات كل منتج أو حائز للنفايات أن يتخذ كل اإلجراءات الضـ ـ ــرورية لتفادي إنتاج النفايات بأقصـ ـ ــى‬
‫قدر ممكن باعتماد واستعمال تقنيات أكثر نظافة وأقل إنتاجا للنفايات‪.‬‬
‫_ نظام التراخيص‪ :‬وهو ض ــرورة الحص ــول على ترخيص مس ــبق من س ــلطات الض ــبط اإلداري المختص ــة قبل ممارس ــة‬
‫نش ـ ــاط معين‪ ،‬حتى تتمكن اإلدارة من فرض ما تراه مناس ـ ــبا من االحتياطات لتوقي وقوع الض ـ ــرر‪ .‬ومن أمثلة‪ :‬تراخيص‬
‫البناء‪ ،‬رخص التجزئة ورخص الهدم‪ ،‬رخص إقامة التجمعات أو المظاهرات‪ ،‬حمل السالح الناري ‪...‬الخ‪.‬‬

‫_ نظام اإلخطار‪ :‬إخطار س ــلطة الض ــبط بمزاولة نش ــاط معين‪ ،‬لتقوم بإجراءاتها للمحافظة على النظام العام‪ ،‬وتتأكد هذه‬
‫األخيرة من استيفاء شروط مزاولة النشاط‪ .‬مثل اإلشعار باإلضراب قبل مدة من القيام به‪.‬‬

‫• الق اررات الفردية‪ :‬هي ق اررات ســلطات الضــبط اإلداري التي تخص شــخصــا بذاته أو مجموعة أشــخاص أو التي تطبق‬
‫على حالة محددة أو واقعة بعينها‪ ،‬للمحافظة على النظام العام‪ ،‬تتضـ ـ ـ ــمن هذه الق اررات توجيه أمر للقيام بعمل معين أو‬
‫االمتناع عن عمل ما‪ ،‬كاألمر بهدم منزل آيل للسـ ـ ـ ـ ــقوط أو منع حدوث أو إيقاف عرض فيلم أو منع عرضـ ـ ـ ـ ــه‪ .‬أو منح‬
‫رخصة بمزاولة نشاط معين كالترخيص بحمل سالح ناري‪ ،‬أو فتح مصنع‪ ،‬إقامة مشروع‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫• الجزاءات اإلدارية‪ :‬هي تدابير وقائية مؤقتة تتخذها سـلطات الضـبط اإلداري‪ ،‬على أسـاس نصـوص تشـريعية أو الئحية‬
‫تهدف إلى منع اإلخالل بالنظام العام‪ ،‬تمس حريات األفراد وحقوقهم ومصـ ـ ـ ــالحهم المادية‪ ،‬الهدف منها توقيف مصـ ـ ـ ــدر‬
‫التهديد عن إحداث الخلل‪.‬‬

‫توقع اإلدارة الجزاء اإلداري بوصـفها سـلطة عامة قائمة على مهمة الضـبط اإلداري وليس بوصـفها بديال عن القضـاء‬
‫في توقيع الجزاء‪ ،‬فالتدابير وقائية وليسـ ـ ــت عقابية‪ ،‬وما دامت كذلك فيجب أن تتناسـ ـ ــب مع قدر التهديد‪ ،‬ويمكن للهيئات‬
‫اإلدارية أن تتراجع عنها إذا ما زالت أسباب اإلخالل‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫والجزاءات اإلدارية لوظيفة الض ـ ـ ــبط اإلداري‪ :‬قد تكون جزاءات مالية تتض ـ ـ ــمن مص ـ ـ ــادرة مبلغ مالي مثال لمنتوجات‬
‫بدون فاتورة‪ .‬وجزاءات غير مالية مثل‪ ،‬سـ ــحب الرخصـ ــة‪ ،‬مصـ ــادرة صـ ــحيفة أو جريدة‪ ،‬أو غلق محل‪ ،‬توقيف النشـ ــاط‪،‬‬
‫المنع المؤقت لتوزيع جريدة‪ ،...‬وغالبا توقع بعد إعذار المعني بها ليتراجع عن تصرفاته أو يتوقف عنها‪.‬‬

‫ب _ الوســـــائل المادية‪ :‬تتطلب وظيفة الضـ ـ ـ ــبط اإلداري القيام بمجموعة أخرى من األعمال المادية المتنوعة للمحافظة‬
‫على النظام العام وتجس ــيد أهداف وظيفة الض ــبط اإلداري الخاص‪ ،‬حيث تملك وس ــائل مادية وبشـ ـرية تتمثل في موظفين‬
‫عموميين وخاصـين مثل‪ :‬مفتشـي البيئة‪ ،‬التجارة وقمع الغش‪ ،‬الغابات‪ ،‬شـرطة البلدية‪ ،‬الشـرطة والدرك‪ ،...‬ويكلفون بتنفيذ‬
‫ق اررات الضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبط اإلداري وقبـل ذلـك بمهـام الرقـابـة والتفتيش والتحقق من وجود المخـالفـات‪ ،‬وكـل فئـة من هؤالء األعوان‬
‫يحكمها نص خاص‪.‬‬

‫كما أن لإلدارة الض ـ ـ ــبطية امتياز التنفيذ الجبري يس ـ ـ ــمح لإلدارة بتنفيذ أوامرها بالقوة الجبرية إلنهاء المس ـ ـ ــاس بالنظام‬
‫العام من دون الحاجة إلى إذن أو ترخيص من القضـاء بسـبب عدم انصـياع األفراد لهذه الق اررات‪ .‬وهو ما يعرف بالتنفيذ‬
‫المباشـ ـ ــر‪ ،‬وأقر أغلب الفقه والقضـ ـ ــاء اإلداريين الفرنسـ ـ ــيين مشـ ـ ــروعية اللجوء للتنفيذ الجبري عند عدم وجود نص قانوني‬
‫يجيز استخدام التنفيذ الجبري لق اررات الضبط ويكون ذلك في الحاالت التالية‪:‬‬

‫_ وجود خطر جسـ ـ ــيم يهدد النظام العام بعناص ـ ـ ـره المعروفة يقتضـ ـ ــي التدخل الس ـ ـ ـريع من اإلدارة لمنع هذا التهديد ودفع‬
‫الخطر‪.‬‬
‫_ تعذر دفع هذا الخطر بالطرق القانونية العادية‪ ،‬فهو الوسيلة القانونية الوحيدة لدفعه‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون هدف السلطة اإلدارية تحقيق الصالح العام بالمحافظة على النظام العام‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون هذا اإلجراء بالقدر الضروري لدفع الخطر وال يزيد عن ذلك‬
‫‪ -‬أن يقوم باإلجراء الموظف المختص بأعمال وظيفته‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬حدود و يفة الضبط اإلداري‬

‫بالنظر لآلثار الهامة التي تترتب على ممارسـة سـلطات الضـبط اإلداري لهذه الوظيفة على الحقوق والحريات‪ ،‬وضـع‬
‫المش ــرع حدودا لممارس ــة الض ــبط‪ ،‬ألن األص ــل هو ص ــيانة الحقوق والحريات وعدم المس ــاس بها‪ .‬وتكون هذه الضـ ـوابط‬
‫أكثر صرامة في الظروف العادية وأقل في الظروف االستثنائية‪.‬‬

‫‪ / 1‬مبدأ المشروعية وتقيد مفهوم الضبط اإلداري‬

‫أ _ المقصـود بمبدأ المشـروعية‪ :‬بالمعنى العام هو ســيادة حكم القانون أي خضــوع الحاكم والمحكوم للقانون‪ ،‬وبالمفهوم‬
‫الضـيق خضـوع السـلطة اإلدارية للقانون في كل ما يصـدر عنها من تصـرفات‪ ،‬وما تتخذه من أعمال وق اررات وفي جميع‬

‫‪43‬‬
‫مظاهر النشــاط الذي تقوم به(قانوني أو مادي‪ ،‬إيجابي أو ســلبي)‪ ،‬وعندما تتصــرف اإلدارة الضــبطية‪ ،‬فإنها تكون ملزمة‬
‫باحترام مبدأ المش ــروعية‪ ،‬ويجب عليها في كل مرة تص ــدر فيه ق ار ار ض ــبطيا أن تتقيد بالقواعد الموجودة والقانون بالمعنى‬
‫الواسع‪.‬‬

‫ب _ مصــــــادر مبدأ المشــــــروعية‪ :‬المقص ـ ـ ـ ــود بها القواعد التي يجب على اإلدارة احترمها عند قيامها بأعمالها‪ ،‬وهذا‬
‫األمر يعني خض ـ ــوع اإلدارة للقانون بالمعنى الواس ـ ــع الذي يش ـ ــمل القواعد القانونية المكتوبة وغير المكتوبة‪ ،‬وليس بمعناه‬
‫الضيق الذي يقتصر على القواعد المكتوبة فقط وهي االتفاقيات الدولية‪ ،‬الدستور‪ ،‬التشريع بأنواعه‪ ،‬والتنظيم‪.‬‬

‫‪ / 2‬الرقابة القضائية على تدابير الضبط اإلداري‬

‫أ_ الرقابة القضـــائية على تدابير الضـــبط اإلداري في الظرو‪ :‬العادية‪ :‬يراقب القضـ ــاء اإلداري أعمال الضـ ــبط اإلداري‬
‫التي تحدث أث ار قانونيا باإلنش ـ ــاء أو التعديل أو اإللغاء في المراكز القانونية‪ ،‬وتنص ـ ــب الرقابة على مدى مش ـ ــروعية هذه‬
‫الق اررات‪ ،‬فإذا ثبت للقاضـ ـ ـ ــي أن اإلدارة الضـ ـ ـ ــبطية تجاوزت القانون كان له إلغاء قرارها والتعويض للمتضـ ـ ـ ــرر إذا طلب‬
‫ذلك‪.‬‬

‫ب _ الرقابة القضـــائية على تدابير الضـــبط اإلداري في الظرو‪ :‬االســـتثنائية‪ :‬الظروف االس ـ ــتثنائية هي تلك الظروف‬
‫التي تش ـ ـ ــكل تهديدا ألمن وس ـ ـ ــالمة وكيان الدولة‪ ،‬كالحروب واالض ـ ـ ــطرابات‪ ،‬والفوض ـ ـ ــى‪ ،‬واألوبئة‪ ،‬ما يس ـ ـ ــتوجب تدخل‬
‫سـ ــلطات الضـ ــبط اإلداري باتخاذ تدابير وإجراءات هي غير مشـ ــروعة في الظروف العادية إال أنها تصـ ــبح مشـ ــروعة في‬
‫ظل هذه الظروف االستثنائية بهدف المحافظة على النظام العام‪.‬‬

‫• شرول قيام الحاالت االستثنائية المقيد للحقوق والحريات‬

‫_ أن يكون هناك وضع غير عادي‪.‬‬


‫_ أن تترتب عن هذا الوضع عدم قدرة اإلدارة مواجهة هذا الظرف بالوسائل العادية‪.‬‬
‫وحتى ال تشكل هذه الظروف وسيلة لالعتداء على الحرية وضع القضاء اإلداري ضوابط لهذه الحالة تتمثل في‪:‬‬
‫_ أن تكون هذه الوسيلة المستخدمة هي الوسيلة الوحيدة لموجهة هذا الظرف‪.‬‬
‫_ تناسب اإلجراءات المتخذة من جانب اإلدارة مع الظرف االستثنائي لتحقيق الصالح العام‪.‬‬
‫_ زوال هذه الق اررات المتخذة بمجرد زوال الظرف االستثنائي‪ ،‬ألنها تصبح من غير سبب‪.‬‬
‫• خضـوع تدابير الضـبط اإلداري في الحاالت االسـتثنائية لرقابة قضـائية مخففة‪ :‬ال يمنع الظرف االسـتثنائي من خضـوع‬
‫هذه اإلجراءات والتدابير لرقابة القاضــي‪ ،‬فباســتثناء القرار المعلن عن الحالة االســتثنائية الذي اعتبره القضــاء اإلداري من‬
‫أعمال الس ــيادة ال تفلت باقي اإلجراءات المتخذة بناء القرار المعلن للحالة االس ــتثنائية من رقابة القض ــاء (إمكانية الطعن‬
‫فيها باإللغاء والتعويض)‪ .‬يراقب القاضـ ــي في الظروف االسـ ــتثنائية ق اررات االدارة من حيث أسـ ــبابها والغاية التي ترمى‬
‫اليها من اتخاذها وال يتجاوز في رقابته إلى العيوب األخرى التي يبنى عليها القرار اإلداري‪.‬‬

‫‪44‬‬
45

You might also like