You are on page 1of 117

‫جـامعــــــــــــــة قـاصدي مربـاح – ورقلـــــــــــة–‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬


‫قســــــــــــــــــــــــم الحقــــــــــــــــــوق‬

‫مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات شهادة املاسرت أكادميي حقوق‬


‫ختصص ‪ :‬قانون عام إقتصادي‬

‫بعنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان‬

‫التسييـــــر المالــــي للبلديـــــــــة‬


‫في التشريع الجزائري‬
‫بعنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان‪:‬‬

‫إشراف األستاذ ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبــــــــــــــــان‪:‬‬


‫أ‪ .‬غزيز محمد الطاهر‬ ‫ــ بالعجال امعمر‬
‫ــ بقوزي صادق‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫ــ الرئيس‪ :‬بن أكلي نصير ‪ ..............‬أستاذ محاضر – ب‪ ..... -‬جامعة ورقلة‬
‫ــ المشرف‪ :‬غزيز محمد الطاهر‪............‬أستاذ مساعد – أ‪ ...... -‬جامعة ورقلة‬
‫ــ المناقش‪ :‬جابو ربي إسماعيل ‪ ..........‬أستاذ محاضر – أ‪ ...... -‬جامعة ورقلة‬

‫‪2020/2019‬‬
‫جـامعــــــــــــــة قـاصدي مربـاح – ورقلـــــــــــة–‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬
‫قســــــــــــــــــــــــم الحقــــــــــــــــــوق‬

‫مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات شهادة املاسرت أكادميي حقوق‬


‫ختصص ‪ :‬قانون عام إقتصادي‬

‫بعنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان‬

‫التسييـــــر المالــــي للبلديـــــــــة‬


‫في التشريع الجزائري‬
‫بعنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان‪:‬‬

‫إشراف األستاذ ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبــــــــــــــــان‪:‬‬


‫أ‪ .‬غزيز محمد الطاهر‬ ‫ــ بالعجال امعمر‬
‫ــ بقوزي صادق‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫ــ الرئيس‪ :‬بن أكلي نصير ‪ ..............‬أستاذ محاضر – ب‪ ..... -‬جامعة ورقلة‬
‫ــ المشرف‪ :‬غزيز محمد الطاهر‪............‬أستاذ مساعد – أ‪ ...... -‬جامعة ورقلة‬
‫ــ المناقش‪ :‬جابو ربي إسماعيل ‪ ..........‬أستاذ محاضر – أ‪ ...... -‬جامعة ورقلة‬

‫‪2020/2019‬‬
‫ّللا تعــالى و أطال في‬
‫إلى والدي و والدتي حفظهمـا ه‬
‫عمرهمـــا‬
‫الى روح ابنتي الطاهــرة "فاطمة" رحمهـــا‬
‫هللا‬
‫إلى إبني " يحي" أسال هللا العظيم أن ينبته نبات‬
‫حسنا و يجعله من صالحين‬
‫و الى الزوجة الكريمة إخواتي و اخواتي االعزاء و الى‬
‫جميع األصدقاء‬
‫و الزمالء وكل من يعرفني دون استناء اهدي ثمرة‬
‫جهــــدي‪.‬‬

‫صادق‬
‫ّللا في عمرهما حفظهما من كل‬
‫إلى أبي و أمي بارك ه‬
‫مكروه‬
‫إلى قرة عينــــي أبنائي االعزاء "‬
‫محمد و أ يمن "‬
‫و الى الزوجة الكريمة و إخواتي و اخواتي‬
‫االعزاء‬
‫الى كل االحباب و األصدقاء‬
‫أهــــــدي هذا العمـــــل‬

‫أمعمر‬
‫" الّلهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت و لك‬

‫الحمد بعد الرضا " و "الصالة و السالم على معلم البشر‬

‫سيدنا و نبينا محمد و على أله و صحبه أجمعين"‬

‫أما بعد نتقدم بالشكر الجزيل و العرفان الى أستاذنا‬

‫المشرف الدكتور غزيز محمد الطاهر على توجيهاته و‬

‫نصائحه القيمة طوال مراحل إنجاز هذا العمل ‪ ،‬كما نتقدم‬

‫بالشكر الجزيل الى استاذة و عمال قسم الحقوق و كل من‬

‫ساهم في هذا العمل من قريب أو بعيد‬


‫بعض المختصـــــــــــــرات‬

‫قائمة المختصرات‬
‫المعنى‬ ‫االختصار‬
‫مخطط البلدي للتنمية‪.‬‬ ‫‪PCD‬‬
‫مخطط الوطني للتنمية‪.‬‬ ‫‪PND‬‬
‫مخطط القطاعي للتنمية‪.‬‬ ‫‪PSD‬‬
‫مديرية التخطيط و التهيئة العمرانية‪.‬‬ ‫‪DPAT‬‬
‫مديرية البرمجة و متابعة الميزانية‪.‬‬ ‫‪DPSB‬‬
‫مديرية االدارة المحلية‪.‬‬ ‫‪DAL‬‬
‫رخصة البرنامج‪.‬‬ ‫‪AP‬‬
‫إعتماد الدفع‪.‬‬ ‫‪CP‬‬
‫األمر المصلحي بانطالق األشغال‬ ‫‪ODS‬‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫مقدمــــــــة‬

‫تعتبر البلدية الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة تتمتع بالشخصية المعنوية و الذمة المالية‬
‫المستقلة حسب تعريف المشرع الجزائري الذي نص عليه في المادة األولى من القـ ـانون رقم‬
‫‪ 10 -11‬المتعلق البلدية ‪ ،‬ومن هذا يتبين لنا مدى أهمية البلدية بالنسبة للدولة حيث تعتبر‬
‫الجماعة القاعدية ‪ ،‬أي أنها النواة أو اللبنة األساسية المكونة لها‪.‬‬
‫زد على ذلك عالقتها المباشرة بالمواطن و تدخلها في جميع نشاطات الدولة (السياسية و‬
‫االقتصادية و االجتماعية و الثقافية) على المستوى المحلي‪.‬‬
‫وفي عصرنا هذا اتسعت و تعززت مفاهيم العدالة االجتماعية و ضرورة توزيع الموارد‬
‫توزيعا عادال بين مختلف فئات مواطنيها ‪ ،‬و هكذا فإن البلدية تعمل و باستمرار من أجل‬
‫التنمية و العدالة االجتماعية وفق خطة إنمائية واعية تشمل جميع المرافق االقتصادية و‬
‫االجتماعية و الثقافية و غيرها‪ ،‬لكن ذلك ال يتحقق عمليا إال بتوفر الوسائل المالية التي‬
‫تشكل أدوات العمل األساسية في يد البلدية لبلوغ أهدافها و غاياتها اإلنمائية‪.‬‬
‫ومادامت البلدية مسؤولة عن إنفاق و تسيير األموال الخاصة بها فهي كذلك مسؤولة عن‬
‫تسيير نفقات (أموال) ميزانية الدولة التي أسندت إليها بموجب التشريع و التنظيم المعمول‬
‫بهما ‪ ،‬من أجل تجسيد المخطط الوطني اإلنمائي على المستوى المحلي و بما أن المخطط‬
‫البلدي للتنمية يعتبر من نفقات الدولة للتجهيز و أداة التسيير المالي التي تشترك في تنفيذه‬
‫كل بلديات الوطن أي ‪ 1541‬بلدية دون استثناء‪.‬‬
‫ان المشرع الجزائري ن ّ‬
‫ظم أدوات التسيير المالي للبلدية في قوانين و تنظيمات مختلفة‪.‬‬
‫وذلك عبر فترات زمنية متعاقبة التي عاشتها البلدية الجزائرية منذ االستقالل ‪ ،‬وحتى يومنا‬
‫وعبر المشرع على هذا التنظيم أو التقنين من خالل القوانين المتعلقة بالبلدية و‬
‫هذا ّ‬
‫التنظيمات أحيانا و التعليمات أحيانا أخرى ‪.‬‬
‫وكما سنرى أنا التعليمات في مالية البلدية تحضى بأهمية بالغة وحاضرة في جل حيثيات‬
‫التسيير المالي للبلدية و المكانة التي يحضى بها المخطط البلدي للتنمية من خالل تنظيم‬

‫‌أ‬
‫المشرع لهذا المخطط كونه عنصر أساسي لتسيير مالية البلدية من حيث وضع‬

‫تنظيمات التي تعتبر االطار القانوني الذي يتم تنفيذه فيها ومن هذا المنطلق و من أجل‬
‫اإلحاطة بجوانب الموضوع المختلفة نطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫اإلشكالية ‪ :‬ما طبيعة العالقة بين ميزانية البلدية والمخطط البلدي للتنمية و ما هي أنواع‬
‫الرقابة المفروضة على التسيير المالي للبلدية؟‬
‫وعليه تهدف دراستنا إلى توضيح العالقة بين ميزانية البلدية و مخطط البلدي للتنمية وكذا‬
‫أنواع الرقابة المفروضة عليهم و ذلك من خالل التعرف على مختلف المفاهيم التي تمكننا‬
‫من اإللمام والتعرف أكثر على أدوات التسيير المالي للبلديات من جهة ‪ ،‬والرقابة المطبقة‬
‫على تنفيذ هذه األدوات‪.‬‬
‫• أسباب اختيار الموضوع ‪ :‬تعود ألسباب ذاتية و أخرى موضوعية‬
‫أ‪/‬األسباب الذاتية ميولنا الشخصي لمثل هذه المواضيع دفعنا إلى اختيار البحث في هذا‬
‫المجال من أجل التعرف عن قرب على التسيير المالي للبلدية‬
‫ب‪/‬المبررات الموضوعية هناك عدة اعتبارات تكمن وراء اختيار هذا الموضوع و هي‬
‫كاألتي‪:‬‬
‫▪ على اعتبار أن البلدية تحضى باهتمام واسع من جميع أفراد المجتمع على اختالف‬
‫مستوياتهم ومناصبهم و المكانة التي تحتلها حيث تعتبر نواة أساسية في الدولة‪.‬‬
‫▪ اهتمامنا بدراسة المالية المحلية نظ ار لشح الدراسات في هذا ميدان‪.‬‬
‫▪ االطالع على الرقابة المفروضة على التسيير المالي للبلديات والتعرف على أنواعها‪.‬‬
‫▪ إثراء المكتبة القانونية بالبحوث خاصة البحوث ذات الصلة بالجانب التسيير المالي‬
‫للجماعات المحلية‪.‬‬
‫• عن أهداف الدراسة ‪ :‬تهدف دراستنا إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬التعرف على أدوات التسيير المالي من خالل التطرق إلى ماهية ميزانية البلدية و‬
‫إعطاء نظرة شاملة عن هذه األداة ‪.‬‬

‫ب‬
‫‌ ‌‬
‫‪ -‬تقديم المخطط البلدي للتنمية الذي يعتبر هو األخر المظهر القانوني للتسيير المالي‬
‫للبلديات ‪ ،‬أردنا تقديمه كنموذج بالتعرف عليه عن قرب من خالل التعرف عليه و‬
‫على مميزاته و أهدافه وكيفية تنفيذه وتسيير المراحل التي سيمر بها هذا المخطط‬
‫باعتباره أهم أدوات التسيير المالي بعد الميزانية و ذلك لحضوره الدائم في جميع‬
‫بلديات الوطن دون استثناء‪.‬‬
‫• كما نشير للدراسات السابقة التي تناولت مواضيع و دراسات ذات صلة بموضوع البحث‬
‫نذكر منها دراسة األستاذ غزيز محمد الطاهر بعنوان ـ آليات دور البلدية في إدارة‬
‫التنمية المحلية بالجزائرالمقدمة لنيل شهادة الماجستير كلية الحقوق و العلم السياسية‬
‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة ‪ ، 2010/2009‬أين توصل إلى أن توسيع صالحيات‬
‫الببلدية لم يقابله تدعيم استقاللية عن السلطة المركزية من خالل االستمرار في السياسة‬
‫المخططات الوطنية ‪ ،‬على الرغم االصالحات المالية المتوالية لم تجسد رغبة المشرع في‬
‫دعم االستقاللية المالية المحلية ‪ ،‬كما بين كيف نظم المشرع المخطط البلدي للتمنية وكذا‬
‫صور الرقابة على نشاط البلدية ‪ ،‬قبل و أثناء و بعد التنفيذ مما ساعدنا في وضع قطار‬
‫الدراسة على السكة الصحيحة‪.‬‬
‫• و المنهج المتبع في دراستنا هو المنهج الوصفي التحليلي بالنظر إلى طبيعة الموضوع‬
‫باعتباره أكثر مالئمة وذلك من أجل اإللمام بمختلف الجوانب و التعرف أكثر على‬
‫بأدوات التسيير المالي للبلدية من خالل التعرف على الميزانية‬ ‫المتعلقة‬ ‫المفاهيم‬
‫والمخطط البلدي للتنمية وكذا أنواع الرقابة المفروضة عليهم من أجل إعطاء نظرة عامة‬
‫حول هذا التسيير وأنواع الرقابة المطبقة عليه‪.‬‬
‫• هذا ونشير إلى الصعوبات الكثيرة التي واجهتنا أثناء بحثنا والتي من أهمها نقص المراجع‬
‫المتخصصة في مجال تسيير المالي للبلدية و صعوبة الوصول اليها تزامنا مع الحجر‬
‫المنزلي و جائحة كورونا ‪ ،‬ماعدا تلك الدراسات التي ركزت على بعض الجوانب المتعلقة‬
‫بالتسسير المالي للجماعات المحلية‪.‬‬

‫‌ج‬
‫• هيكل الدراسة لإلجابة عن اإلشكالية‪ :‬تضمن بحثنا هذا مقدمة و فصلين ‪ ،‬كل فصل‬
‫من مبحثين ثم خاتمة الدراسة‬
‫▪ مقدمة‬
‫▪ الفصل األول‪ :‬أدوات التسيير المالي للبلديات‪.‬‬
‫▪ المبحث األول‪:‬ميزانية البلدية‪.‬‬
‫▪ المبحث الثاني‪:‬المخطط البلدية للتنمية‪.‬‬
‫▪ الفصل الثاني‪ :‬الرقابة على التسيير المالي للبلديات‪.‬‬
‫▪ المبحث األول‪ :‬الرقابة السابقة للتسيير المالي‪.‬‬
‫▪ المبحث الثاني‪ :‬الرقابة الالحقة و اآلليات الحديثة للتسيير المالي للبلدية‪.‬‬
‫▪ الخاتمة‬

‫‌د‬
‫الفصل األول‬
‫أدوات التسيير المالي‬

‫للبلديات‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيــــــــــد‪:‬‬

‫في إطار المهام المخولة للبلدية تقوم هذه األخيرة بتسيير مصالحها الضرورية وتلبية‬
‫حاجيات سكانها ‪ ،‬وانطالقا من العمليات المالية المختلفة التي تنتج عن تسيير هذه‬
‫المصالح‪ ،‬فانه ال يمكن االعتماد على تسجيل اإليرادات والنفقات دون تنظيم أو تقنين وعليه‬
‫وجدت أدوات تساعدها و تمكنها من ذلك أال و هي أدوات التسيير المالي ‪ ،‬وفي هذا الشأن‬
‫تقرر وضع وثيقة – أداة ‪ -‬قانونية تسمح بتحديد عمليات تحصيل األموال من مختلف‬
‫المصادر وإنفاقها في مدة زمنية محددة وهذه الوثيقة تسمى" الميزانية " التي خصصنا لها‬
‫المبحث األول إلى جانب أداة أخرى ال تقل أهمية عن الميزانية ( الموازنة)‪ ،‬تعرف‬
‫بمخططات البلدية للتنمية ذات تمويل مركزي و تنفيذ و تسيير محلي الذي خصصنا لها‬
‫المبحث الثاني ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬ميزانية البلدية‪.‬‬


‫سوف نعالج من خالل هذا المبحث مختلف المفاهيم المتعلقة ميزانية البلدية و قواعدها و‬
‫القوائم المالية ( وثائقها )‪ ،‬و المراحل التي تمر بها باإلضافة إلى مضمونها‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬مفهوم ميزانيــة البلدية ووثائـقهـا‪.‬‬
‫من خالل هذا المطلب سوف نقدم مفهوم ميزانية البلدية ‪ ،‬و الوثائق المكونة لها‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الميزانيـة‪:‬‬
‫سوف نتطرق في هذا الفرع الى التعريف بميزانية البلدية و خصائصها و قواعدها‬
‫لقد ورد تعريف موازنة البلدية في القانون رقم ‪ 10/11‬متعلق بالبلدية " ميزانية البلدية هي‬
‫جدول تقديرات اإليرادات و النفقات السنوية للبلدية‪ .‬وهي عقد ترخيص و إدارة يسمح بسير‬
‫المالح البلدية و تنفيذ برنامجها للتجهيز و لالستثمار "‪ ، 1‬كما أن هذا التعريف كان أكثر دقة‬
‫من التعريف الوارد في قانون رقم ‪ 08/90‬متعلق بالبلدية وهو قانون ملغى بموجب القانون‬
‫رقم ‪ 10/11‬مذكور أعاله حيث عرفها على النحو األتي " جدول التقديرات الخاصة بإراداتها‬
‫و نفقاتها السنوية ‪ ،‬و تشكل كذلك أم ار باإلذن و اإلدارة يمكن من سير المصالح العمومية‬
‫‪2‬‬
‫يحدد شكل و موضوع ميزانية البلدية عن طريق التنظيم "‬
‫إن الميزانية البلدية عبارة عن عمل إداري منظم ‪ ،‬من خالله يكون توقع النفقات و اإليرادات‬
‫و يكون الترخيص إلجراء عملياتها‪ ،‬تندرج ميزانية البلديات في إطار قانوني و تقني منظم‬
‫تنظيما دقيقا‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫و من خصائص ميزانية البلدية أنها‪:‬‬
‫• عمل منظم‪ :‬تخضع الميزانية لقانون البلدية و القوانين المكملة له‪ ،‬تخضع دوريتها و‬
‫تقديمها و بنيتها و إعدادها التصويت عليها‪ ،‬تنفيذها ألحكام شرعية تنظيمية (قانون‬

‫‪ 1‬المادة ‪، 176‬قانون ‪ 10 -11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ 2011‬المتعلق بالبلدية‪،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 37‬المؤرخة في ‪03‬‬
‫يوليو ‪.2011‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪، 176‬قانون ‪ 90‬ـ ـ ـ‪ 08‬المؤرخ في ‪07‬أفريل ‪ 1990‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد‪ 15‬المؤرخة في‬
‫‪11‬أفريل ‪.1990‬‬
‫‪ 3‬شريف رحماني‪ ،‬أموال البلديات الجزائرية‪،‬دار القصبة للنشر‪،‬ص ‪ 20‬و ‪.21‬‬

‫‪7‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫البلدية ‪،‬التعليمات الو ازرية المشتركة) ب‪ 1‬حول ميزانية البلدية ‪ ،‬و ت‪ 1‬وت‪ 2‬حول‬
‫الممتلكات‪.‬‬
‫• عمل تقديري‪ :‬ينبغي ع لى البلدية قبل كل شيء ‪ ،‬أن تقوم بإعداد برنامج عمل ذلك أنه‬
‫ينبغي عليها في بداية كل سنة معرفة الموارد التي سوف تمتلكها و النفقات التي سوف‬
‫تقوم بها ‪ ،‬على هذا األساس فانها تحدد نظام األولوية الخاص باألعمال الواجب انجازها‬
‫وفقا لطابعيها االستعجالي و لضرورتها‪.‬‬
‫• عمل ترخيصي‪ :‬على المجلس الشعبي البلدي البث في مسائل النفقات و اإليرادات ‪ ،‬فهو‬
‫الذي يقضي بما يراه مناسبا‪ ،‬فبمجرد أن يقضي بأمر فانه ال يستطيع أحد أن يطعن في‬
‫االختيارات التي قام بها‪ .‬وليس للترخيص نفس األهمية بالنسبة للنفقات و اإليرادات‬
‫الجبائية‪ ،‬فالبنسبة للنفقات ليس رئيس المجلس الشعبي البلدي ملزما بإنفاق كل‬
‫ولكنه ال يستطيع‬ ‫االعتمادات المزودة بها البلدية باستطاعته إنفاق جزء منها فقط‬
‫تجاوزها‪ ،‬فاالعتمادات المالية المصوت عليها بخصوص النفقات تمثل حد ال يستطيع‬
‫تجاوزه‪.‬‬
‫• عمل دوري‪ :‬هناك ميزانية واحدة لكل سنة مالية تعد بشكل دوري‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫و تتمثل المبادئ (قواعد) ميزانية البلدية في ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬مبدأ السنوية الميزانية‪ :‬تقضي المادة ‪ 176‬من القانون البلدية‪ 10/11‬المشار إليه سابقا‬
‫أن ميزانية البلدية هي‪" :‬جدول تقديرات اإليرادات والنفقات السنوية للبلدية "‪ .2‬ومن ثم فان‬
‫مدة سريان الميزانية هي سنة كاملة تم اختيارها أساسا العتبارات مالية وسياسية‪ .‬فمن الناحية‬
‫المالية يتم اختيار مدة سنة لكونها أصلح مدة لتقدير النفقات واإليرادات حيث تعتبر حدا‬
‫طبيعيا لتكرار العمليات المالية الحتوائها على دورة كاملة لفصول السنة‪ ،‬كما أن سنوية‬
‫تحصيل الضرائب ووضع االعتمادات المالية المرخص بها تحت تصرف رئيس البلدية لسنة‬
‫مالية واحدة تجعل من هذه القاعدة حدا زمنيا فاصال في العمليات المالية التي تقوم بها‬

‫‪ 1‬عبد القادر موفق‪،‬الرقابة المالية على البلدية في الجزائر‪ ،‬دراسة تحليلية ونقدية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬تخصص تسيير‬
‫المؤسسات‪،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،2015،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ ،176‬قانون ‪ ،10 -11‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫البلدية‪.‬أما من الناحية السياسية‪ ،‬فتعتبر مدة السنة ‪ ،‬فترة زمنية مناسبة لمراقبة المجلس‬
‫الشعبي البلدي ألداء السلطة التنفذية في البلدية‪.‬‬
‫‪ .2‬مبدأ وحدة الميزانية‪ 1:‬مبدئيا‪ ،‬ينبغي أن تدرج كل اإليرادات و كل النفقات في وثيقة‬
‫وحيدة هي الميزانية‪.‬هذا المبدأ يضمن صراحة المعلومات المالية المواجهة لمجلس‬
‫المداولة‪.‬غير أنه يوجد في مجال التطبيق ‪ ،‬عدة وثائق خاصة بالميزانية‪:‬‬
‫‪ -‬الميزانية األولية‪ ،‬كوثيقة ّأم‪.‬‬
‫‪ -‬فتح اعتماد مالي مسبق‪.‬‬
‫‪ -‬الميزانية اإلضافية‪.‬‬
‫‪ -‬الترخيص الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬الحسابات (اإلدارية بالنسبة لآلمر بالصرف ‪ ،‬المتعلقة بالتسيير بالنسبة للقابض)‪.‬‬
‫ترتبط هذه الوثائق بعضها ببعض لتشكل ‪ ،‬هكذا إذن و بصورة موحدة ‪،‬الميزانية الحيدة‬
‫للبلدية‪.‬‬
‫‪ .3‬مبدأ الشمولية‪ 2:‬ينبغي أن تقدم كل العمليات الخاصة باإليرادات و النفقات وفقا إلطار‬
‫ووثيقة عرض تسمى بقائمة الميزانية ‪ ،‬ينجم عن ذلك مانعان اثنان‪:‬‬
‫‪ -‬منع القيام بالتعويضات ببين اإليرادات و النفقات قصد تخصيص الحسابات الشاملة‬
‫وحدها‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تخصيص اإليرادات لتغطية النفقات فمبدأ وحدة الصندوق المالي هو الذي يسمح‬
‫بتغطية أي نفقة بالرصيد المتوفر‬
‫مع ذلك هناك بعض االستثناءات و هي مقصورة على بعض النفقات المحددة مثل المنح‬
‫المحملة‬
‫ّ‬ ‫المخصصة للمكفوفين المساعدات المقدمة لكبار السن و الهبات و الوصايا‬
‫بتخصصات خاصة ‪ ،‬والتي ال يستطيع اآلمر بالصرف تغير وجهتها‪.‬‬
‫‪ .4‬مبدأ توازن الميزانية‪‌3:‬و هي أهم قواعد التسيير البلدي ‪ ،‬إنها تهدف إلى المحافظة و‬
‫بصورة حذرة ‪ ،‬على التسيير المستقبلي للبلدية و على أالّ يكون المستقبل المالي للجماعة‬

‫‪ 1‬شريف رحماني‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫‪ 2‬مرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ 3‬مرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.23‬‬

‫‪9‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫المحلية رهنا (للمشاكل و العراقيل)‪ .‬ينبغي تحقيق التوازن سواء بالنسبة لفرع التسيير أو‬
‫بالنسبة لفرع التجهيز و االستثمار‪.‬‬
‫وقد أكد المشرع الجزائري على وجوب هذا المبدأ من خالل نص المادة ‪ 183‬من القانون رقم‬
‫‪ 10/11‬على أنه" ‪:‬ال يمكن المصادقة على الميزانية إذا لم تكن متوازنة أو إذا لم تنص على‬
‫النفقات اإلجبارية ‪.‬في حالة إذا ما صوت المجلس الشعبي البلدي على ميزانية غير متوازنة‬
‫فإن الوالي يرجعها مرفقة بمالحظته خالل الخمسة عشر(‪ 15‬يوما( التي تلي استالمها إلى‬
‫الرئيس الذي يخضعها لمداولة ثانية للمجلس الشعبي البلدي خالل عشرة ) ‪ ( 10‬أيام" ‪.‬‬
‫‪ .5‬مبدأ (قاعدة القبلية)‪ 1:‬مفادها وجوب إعداد الميزانية البلدية للسنة المقبلة قبل انتهاء‬
‫السنة المالية الجارية و تأتي هذه القاعدة لتعزيز الطابع االعتباطي للتوقعات المالية‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬وثائق ميزانيــــة البلديــــة‪:‬‬
‫تتنوع ميزانية البلدية تماشيا مع تقسيم السنة المالية إلى عدة أنواع وهذا حسب الفترة الزمنية‬
‫التي تغطيها‪ ،‬وقد قام المشرع الجزائري بتقسيم السنة المالية إلى مراحل ‪ ،‬ولكل منها ميزانيتها‬
‫أو وثيقتها المالية لكي يسمح بتغطية ما يمكن حدوثه من تضخم أو عجز في بنود وحسابات‬
‫الموازنة بعد التقدير األولي في بداية السنة المالية‪.‬‬
‫وينتج عن ذلك ظهور عدة أنواع من الموازنات أو الوثائق المالية التي قد تشكل خروجا عن‬
‫مبدأ وحدة الموازنة إذا ما أسيء استخدامها‪ ،‬ولكن في الحقيقة ال تتوفر البلدية إال على‬
‫موازنة واحدة للسنة المالية الواحدة تتكون من وثائق مختلفة مالئمة لتوزيع زمني محدد خالل‬
‫السنة المالية ‪ ،‬كما يطلق على قوائم المالية للميزانية اسم وثائق الميزانية‪ .‬تسمح بإعطاء‬
‫ميزانية البلدية قيمتها كعمل للمجلس الشعبي البلدي بعد المصادقة عليها من طرف السلطة‬
‫الوصية‪.‬‬
‫إن الوثائق الخاصة بالميزانية عددها ثالثة وهي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الميزانية األولية‪ 2:‬ترصد التقديرات الخاصة بالنفقات المسموح بها و اإليرادات‬
‫المتوقعة بالنسبة للسنة المعتبرة‪ ،‬و التصويت عليها يكون قبل ‪ 31‬أكتوبر من السنة‬

‫‪ 1‬عادل بوعمران‪،‬البلدية في التشريع الجزائري‪،‬دار الهدى عين مليلة ‪ ،‬الجزائر‪،‬ص‪.54‬‬


‫‪ 2‬شريف رحماني‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.47‬‬

‫‪10‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫المالية التي تسبق سنة تنفيذها‪ 1‬طبقا للمادة ‪ 181‬من قانون ‪ ،10/11‬تحتوي على فرع‬
‫للتسيير و فرع للتجهيز على النحو االتي‪:‬‬
‫أ‪ /‬فرع التسيير‪ :‬يحتوي على ثالث أعمدة مدرج فيها مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬العمود األول المعنون " للتذكير ميزانية السابقة " ‪ ،‬يوجد تخصيصات للميزانية‬
‫اإلضافية السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬العمود الثاني المعنون " اقتراحات" توجد اقتراحات المصوت عليها من طرف المجلس‬
‫الشعبي البلدي‪.‬‬
‫‪ -‬العمود الثالث المعنون " مصادقة " توجد التخصيصات الموافق عليها من طرف‬
‫السلطة الوصية‪.‬‬
‫ب‪ /‬فرع التجهيز‪ :‬كما هو الشأن بالنسبة لفرع التسيير يحتي على ثالث أعمدة مبين‬
‫عليها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬في عمود " للتذكير" توجد تخصيصات الميزانية السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬في عمود " اقتراحات " توجد تقديرات المصوت عليها من طرف المجلس الشعبي‬
‫البلدي‪.‬‬
‫‪ -‬في عمود " مصادقة " ‪ ،‬توجد التخصيصات الموافق عليها من طرف السلطة‬
‫الوصية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الميزانية اإلضافية‪ 2:‬هي عبارة عن وثيقة تعديليه للميزانية األولية‪ ،‬إنها تدمج‬
‫السنة المالية السابقة‪ ،‬و التصويت عليها يكون قبل ‪ 15‬يونيو من السنة المالية التي‬
‫تنفيذها فيها‪ 3‬طبقا للمادة ‪ 181‬من قانون ‪ ،10-11‬تحتوي الميزانية اإلضافية مثل‬
‫الميزانية األولية على فرعين‪ :‬فرع التسيير و فرع التجهيز و االستثمار‪.‬‬
‫أ‪ /‬فرع التسيير‪ :‬يحتوي على خمسة أعمدة مدرج فيها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬في العمود األول " ميزانية أولية " توجد تخصيصات الميزانية األولية الموافق عليها‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ،181‬قانون ‪11‬ـ ـ‪ ، 10‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬شريف رحماني‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ ،181‬قانون ‪11‬ـ ـ‪ ، 10‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬في العمود الثاني و الثالث موحدين تحت عنوان " التعديالت " توجد الزيادات أو‬
‫التخفيضات الخاصة بتخصيصات الميزانية األولية الموافق عليها‪.‬‬
‫‪ -‬في العمود الرابع " اقتراحات جديدة " تجد التخصيصات الجديدة ‪،‬انه مجموع األعمدة‬
‫السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬في العمود الخامس" المصادقة " يوجد التخصيصات الموافق عليها من طرف السلطة‬
‫الوصية‪.‬‬
‫ب‪ /‬فرع التجهيز و االستثمار‪ :‬يحتوي على ستة أعمدة مدرج فيها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬في األول‪" ،‬ميزانية أولية" توجد تخصيصات الميزانية األولية الموافق عليها‪.‬‬
‫‪ -‬في الثاني‪ ،‬توجد تحويالت السنة المالية المنصرمة ‪ ،‬أي الفائض أو العجز‪ ،‬ما لم يتم‬
‫القيام به من نفقات و إيرادات‪.‬‬
‫‪ -‬في الثالث و الرابع موحدين تحت عنوان " تعديالت " توجد الزيادات و التخفيضات‬
‫الخاصة بالتخصيصات المسجلة في العمود األول‪ ،‬وكذلك التخصيصات الجديدة‬
‫غير مقدرة في الميزانية األولية‪.‬‬
‫‪ -‬في الخامس‪ " ،‬اقتراحات جديدة " ‪ ،‬توجد التخصيصات الجديدة المتضمنة في مواد‬
‫األعمدة األربعة السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬في السادس‪ "،‬المصادقة " ‪ ،‬توجد التخصيصات الموافق عليها من طرف السلطة‬
‫الوصية للبلدية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحساب اإلداري‪ 1:‬ويعبر عن نتيجة السنة المالية‪،‬هذا األخير وثيقة أساسية للحكم‬
‫على نوع التسيير الذي قام به اآلمر بالصرف ‪ ،‬وخصوصا من خالل أهمية الفرق ببين‬
‫التقديرات الميزانية و االنجازات الفعلية‪ ،‬يمكن المتطلبات القانونية و االقتصادية االجتماعية‬
‫التي يصعب التنبؤ بها فيما يخص نتائجها المالية‪ ،‬أن ترغم مسؤولي التسيير البلدي على‬
‫أخذ ق اررات مالية تعديليه‪.‬‬
‫يتعلق األمر بالقرض المسبق (الفتح المسبق) أو الترخيص االستثنائي (الترخيص الخاص)‬
‫قبل الميزانية اإلضافية أو بعدها أما التسوية فتتم حسب الحالة في الميزانية اإلضافية أو‬

‫شريف رحماني‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.49‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪12‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫الحساب اإلداري‪ ،‬وقد نصت المادة ‪ 177‬من القانون ‪ 10 /11‬ي فقرتها األخيرة "‪...‬يسمى‬
‫فتح االعتمادات المصادق عليها على انفراد في حالة الضرورة اعتمادات ''مفتوحة مسبقا ''‬
‫إذا جاءت قبل الميزانية اإلضافية أو ''ترخيصا خاصا'' إذا جاءت بعدها "‪.‬‬
‫في‪:‬‬ ‫ملحقات ميزانية البلدية ‪ :1‬أما أهم الوثائق الملحقة بالموازنة فهي تتمثل‬ ‫❖‬

‫‪ -‬جدول تقديرات الضرائب المباشرة والغير مباشرة ‪.‬‬


‫‪ -‬جدول قسط الدفع الجزافي على المرتبات واألجور‪.‬‬
‫‪ -‬إعانات الدولة ‪ ،‬جدول المياه الصالحة للشرب ‪،‬وضعية الحظيرة البلدية ‪ ،‬جدول منحة‬
‫معادلة التساوي ‪ ،‬بطاقة حساب االقتطاع ‪ ،‬جدول أجور المستخدمين‪.‬‬
‫‪ -‬بطاقة حسابات مساهمة البلدية في ترقية مبادرات الشباب ‪ ،‬دفتر مالحظات اإليرادات و‬
‫النفقات‪.‬‬
‫‪ -‬جدول مساهمة البلدية في صندوق الضمان للضرائب الغير مباشرة‪.‬‬
‫مرحل ميزانية البلدية و مضمونها‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ا‬
‫سوف نتطرق في الفرع األول من هذا المطلب إلى مراحل التحضير والتصويت و المصادقة‬
‫ثم التنفيذ وفي الفرع الثاني نتطرق إلى مضمون ميزانية البلدية‬
‫الفرع األول‪ :‬مراحل ميزانيـة البلديـة‪:‬‬
‫تمر ميزانية البلدية بعدة مراحل ‪ ،‬تبدأ بمرحلة التحضير ثم التصويت و المصادقة و وصوال‬
‫الى مرحلة التنفيذ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مرحلة تحضير ميزانية البلدية‬
‫يعود إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي تحضير وثيقة الميزانية اقتراحها على المجلس‬
‫الشعبي البلدي‪ ،‬يساعده في ذلك تأطير بشري مزود برصيد وثائقي‪.‬‬
‫على المستوى البشري ‪ ،‬يساعد رئيس المجلس الشعبي البلدي أمين عام ورؤساء مصالح‪.‬‬
‫فهم الذين يحددون المتطلبات المالية االختيارات التي يقترحونها‪،‬وهم الذين يصوغون مشروع‬
‫الميزانية وفقا للمخطط الحسابي‪،‬وذلك يتم وفق مانصت عليه المادة ‪ 180‬من قانون رقم‬
‫‪ 10-11‬المتعلق بالبلدية التي نصت في فقرتها األولى‪ " 2‬يتولى األمين العام للبلدية تحت‬

‫‪ 1‬عبد القادر موفق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.118‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ، 180‬قانون ‪ 10- 11‬متعلق بالبدية ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬إعداد مشروع الميزانية" كما نصت الفقرة الثانية من‬
‫نفس المادة على دور المنتخبين الذي يقتصر على المصادقة على مشروع الميزانية "يقدم‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي مشروع الميزانية أمام المجلس للمصادقة عليه "‬
‫‪.1‬بالنسبة للميزانية األولية‪ 1:‬وقبل تقدير النفقات و اإليرادات ‪،‬يطلع رئيس المجلس الشعبي‬
‫على سلسلة الوثائق‪ ،‬الميزانية األولية للسنة المالية السابقة‪ ،‬وضعية أجور الموظفين ‪،‬وضعية‬
‫القسط السنوي لالقتراضات‪ ،‬وضعية اإلعانات الممنوحة ‪ ،‬استعمال التجهيزات الجديدة‬
‫‪،‬العقود و الصفقات التي نجمت عنها اإليرادات و النفقات‪.‬‬
‫وفي مجال التطبيق ‪ ،‬يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي بتقدير إيرادات فرع التسيير و‬
‫التجهيز‪ ،‬يقارن النفقات اإليرادات ‪ ،‬يحدد الموارد اإلضافية التي سوف تمول الفرق بين‬
‫اإليرادات و النفقات‪.‬‬
‫كما تحضر إجباريا قبل ‪ 31‬أكتوبر من السنة السابقة لتنفيذها كما نصت عليها المادة ‪181‬‬
‫من قانون ‪ 10 /11‬متعلق بالبلدية‪ ،2‬وهي تحتوي على وثائق متعددة‪:‬‬
‫‪ -‬الميزانية األصلية ذاتها‪.‬‬
‫جدول تلخيصي يسمح بالتحقق من توازن بين أقسام الميزانية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬جداول إحصائية ملحقة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الصفحة األولى من الميزانية تعطي ملخصا عاما عن الوضعية‬
‫االقتصادية والسياسية المالية للبلدية‪.3‬‬
‫‪.2‬بالنسبة للميزانية اإلضافية‪ :‬فان رئيس المجلس الشعبي البلدي يدمج نتائج الحساب‬
‫اإلداري الذي يبين كل العمليات المنجزة خالل السنة المنصرمة و يبين وضعية البرامج‬
‫الواجب إتباعها و التي سوف يتم تصحيحها في الميزانية اإلضافية‪.‬‬
‫تضمن الميزانية اإلضافية إذن الربط بين سنة و أخرى ‪ ،‬زد على ذلك أنها تصحح و تضبط‬
‫توقعات الميزانية األولية و أخي ار فإنها تدمج ق اررات المجلس الشعبي البلدي الالحقة للتصويت‬
‫على الميزانية األولية مثل فتح اعتمادات مالية المسبقة و تلبية الحاجات الغير متوقعة‪.1‬‬

‫‪ 1‬شريف رحماني‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.25‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ، 181‬قانون ‪ 10 -11‬متعلق بالبلدية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 3‬عبد القادر موفق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.122‬‬

‫‪14‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫و بتالي الميزانية اإلضافية ترحيلية ألنها تتضمن‪:‬‬


‫‪ -‬كل ترحيالت النفقات واإليرادات المتبقية للسنة المنصرمة‪.‬‬
‫‪ -‬ترحيل كل األرصدة سواء كانت دائنة أو مدينة‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر معدلة ألنه يمكن زيادة أو تخفيض النفقات المسجلة والمصادق عليها في الميزانية‬
‫األولية المتعلقة بالسنة المعنية‪.2‬‬
‫كما تحضر إجباريا قبل ‪ 15‬يونيو من السنة المالية التي تنفيذ فيها كما نصت عليها المادة‬
‫‪ 181‬من قانون ‪ 10 /11‬متعلق بالبلدية‪،3‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة التصويت على ميزانية البلدية‬
‫يصوت المجلس الشعبي البلدي على الموازنة بصفة إلزامية على أساس التوازن‪ ،‬لقد نصت‬
‫المادة ‪ 179‬من القانون ‪ 10/11‬المتعلق بالبلدية " ‪:‬تحتوي ميزانية البلدية على قسمين ‪:‬‬
‫قسم التسيير‪ ،‬قسم التجهيز واالستثمار و ينقسم كل قسم إلى إيرادات ونفقات متوازنة وجوبا‬
‫كما أكدت على نفس المبدأ المادة ‪ 183‬ال يمكن المصادقة على الميزانية إذا لم تكن‬
‫متوازنة‪ ،4‬فإن الوالي يرجعها مرفقة بمالحظاته خالل الخمسة عشر ) ‪ ( 15‬يوما التي تلي‬
‫استالمها‪ ،‬إلى الرئيس الذي يخضعها لمداولة ثانية للمجلس الشعبي البلدي خالل ‪ 10‬أيام‬
‫وقد حددت تواريخ التصويت على الميزانية األولية والميزانية اإلضافية في المادة ‪ 181‬من‬
‫قانون البلدية كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للميزانية األولية يجب التصويت عليها إلزاميا قبل ‪ 31‬أكتوبر من السنة التي‬
‫تسبق سنة تطبيقها‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للميزانية اإلضافية‪ ،‬ال يصوت عليها قبل ‪ 15‬يونيو من السنة المالية التي تطبق‬
‫عليها‪.‬‬

‫‪ 1‬شريف رحماني‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.26‬‬


‫‪ 2‬عباس عبد الحفيظ‪،‬تقييم النقات العامة في ميزانية الجماعات المحلية ـ دراسة حالة نفقات والية تلمسان و بلدية‬
‫المنصورة‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬تخصص تسيير المالية العامة‪،‬كلية علوم االقتصادية و التجارية علم التسيير‪،‬جامعة أبوبكر‬
‫بالقايد‪،‬تلمسان الجزائر‪ ، 2012/2011،‬ص‪.39‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ ، 181‬قانون ‪ 11‬ـ ‪ 10‬متعلق بالبلدية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ ، 183‬قانون ‪ 11‬ـ ‪ 10‬متعلق بالبلدية ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫ويجري التصويت على اعتمادات موازنة البلدية بابا بابا ومادة مادة‪ .‬بحسب نص المادة‬
‫‪ 182‬من قانون ‪ 10 /11‬متعلق بالبلدية‪ ،‬ويمكن للمجلس الشعبي البلدي إجراء تحويالت‬
‫من باب إلى باب داخل نفس القسم عن طريق مداولة كما يمكن لرئيس مجلس الشعبي‬
‫البلدي إجراء تحويالت من مادة إلى مادة داخل نفس الباب بموجب قرار ‪ ،‬يخطر بذلك‬
‫المجلس الشعبي البلدي بمجرد انعقاد دورة جديدة‪.‬‬
‫غير أنه ال يمكن القيام بأي تحويل بالنسبة لالعتمادات المقيدة بتخصيص خاص‪.1‬‬
‫ثالثا‪ :‬مرحلة المصادقة على الميزانية‬
‫ال تعد ميزانية البلدية قابلة للتنفيذ إال بعد المصادقة التي تهدف إلى تمتع السلطة الوصية‬
‫بصالحية مراقبة مضمون هذه الميزانية وتطرح المصادقة مشكلتين ‪:‬األولى تتعلق بتحديد‬
‫السلطة الوصية الممارسة للمصادقة‪ ،‬والثانية تتعلق بمضمون المصادقة‪.‬‬
‫‪.1‬السلطات المختصة بالتصديق‬
‫األصل أن الوالي هو الذي يمارس الوصاية على جميع البلديات الكائنة في حدود إقليم‬
‫الوالية التي يشرف عليها‪.‬‬
‫ونصت المادة ‪ 57‬من قانون البلدية صراحة على أن ال تنفذ المداوالت التي تتناول‬
‫الميزانيات والحسابات‪...‬إال بعد أن يصادق عليها الوالي‪. 2‬غير أنه بإمكان هذا األخير أن‬
‫يفوض هذه الصالحية لرئيس الدائرة‪ ،‬ولذلك يجري التصديق حسب األشكال التالية‪: 3‬‬
‫رئيس الدائرة بالنسبة للبلديات التي يقل عدد سكانها عن ‪50‬ألف ساكن‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الوالي بالنسبة للبلديات التي يفوق عدد سكانها ‪50‬ألف ساكن‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وإضافة إلى ذلك فان البلديات التي يقدر عدد سكانها بـ ‪ 30‬ألف ساكنا فأكثر ال يتم‬
‫المصادقة على موازنتها إال بعد عرضها على لجنة و ازرية مشتركة مكونة من ممثلين عن‬
‫و ازرتي المالية والداخلية‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ، 182‬قانون ‪ 11‬ـ ‪ 10‬متعلق بالبلدية ‪ ،‬مرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ، 57‬قانون ‪ 11‬ـ ـ ‪ 10‬متعلق بالبلدية ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 3‬يلس شاوش بشير‪،‬المالية العامة ‪ -‬المبتدئ العامة و تطبيقاتها في القانون الجزائري‪ -‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر ‪ ،2013‬ص ‪.167‬‬

‫‪16‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪.2‬مضمون المصادقة‪:‬‬
‫تشكل المصادقة على ميزانية البلدية إجراء إلزاميا يسمح للسلطة الوصية ممارسة رقابتها على‬
‫مضمون الميزانية ومن ثم مراقبة نشاط الجماعة المحلية ككل‪ ،‬ألن الميزانية هي األداة التي‬
‫يتجسد بواسطتها هذا النشاط‪.‬‬
‫تتمثل مهمة السلطة الوصية في التأكد من مدى احترام البلدية وضعها للموازنة لألحكام‬
‫التشريعية الخاضعة لها‪.‬‬
‫ولتحقيق ذلك مكن المشرع السلطة الوصية من أداة قانونية فعالة تتمثل في سلطة الحلول‬
‫التي ورد النص عليها كمبدأ عام في المادة ‪ 101‬من قانون البلدية " عندما يمتنع رئيس‬
‫مجلس الشعبي البلدي عن اتخاذ الق اررات الموكلة له بمقتضى القوانين والتنظيمات‪ ،‬يمكن‬
‫الوالي‪ ،‬بعد إعذاره‪ ،‬أن يقوم تلقائيا بهذا العمل مباشرة بعد انقضاء اآلجال المحددة بموجب‬
‫اإلعذار"‪.1‬‬
‫و في المجال المالي على الخصوص‪ ،‬يمكن للسلطة الوصية أن تمارس الحلول في ثالث‬
‫‪2‬‬
‫حاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬حالة التصويت على موازنة غير متوازنة‪.‬‬
‫‪ -‬حالة عدم قيد النفقات اإلجبارية‪.‬‬
‫‪ -‬حالة عدم امتصاص عدم التوازن الحاصل أثناء التنفيذ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تنفيذ ميزانية البلدية‬
‫تنفيذ ميزانية البلدية عن طريق الرئيس المجلس الشعبي البلدي بصفته آم ار بالصرف للبلدية‬
‫و أمين الخزينة البلدي بصفته‬ ‫‪3‬‬
‫و ذلك طبقا للمادة ‪ 81‬من قانون ‪ 10 -11‬متعلق بالبلدية‬
‫محاسبا عموميا رئيسا للبلدية و ذلك طبقا للمادة ‪ 54‬من مرسوم تنفيذي ‪ 313-91‬المعدل‬

‫‪ 1‬المادة‪ ، 101‬قانون ‪ 11‬ـ ـ ـ ‪ 10‬متعلق بالبلدية ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬يلس شاوش بشير‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.168‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ ،81‬قانون ‪ 10 -11‬متعلق بالبلدية ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫والمتمم‪ ، 1‬يتمثل دور كل من الرئيس المجلس الشعبي البلدي و أمين الخزينة البلدي في‬
‫تحصيل اإليرادات و دفع (تنفيذ) النفقات البلدية في فترة تنفيذ الميزانية على النحو األتي‪:‬‬

‫تحصيل اإليرادات‪ :‬وتحصل إرادات البلدية وفق مرحلتين أساسيتين و مهما المرحلة‬ ‫‪.I‬‬
‫اإلدارية و المرحلة المحاسبية‪.‬‬
‫‪.1‬المرحلة اإلدارية (دور رئيس المجلس الشعبي البلدي)‪:‬‬
‫أ ـ اإلثبات‪:‬تتعلق بنشأة الحقوق و معاينتها‪،‬و يكون ذلك على عاتق إدارة البلدية أو من قبل‬
‫إدارة الدولة ‪ ،‬وتتم عن طريق إجراء اإلثبات ‪2‬حسب المادة ‪ 16‬من قانون المحاسبة العمومية‬
‫اإلثبات اإلجراء الذي يتم بموجبه تكريس حق الدائن العمومي"‪ 3‬و الدائن العمومي هنا هو‬
‫البلدية‪.‬‬
‫ب ـ التصفية‪ :‬وهي تحديد مبلغ الدين المستحق للبلدية و القابل للتحصيل‪ ،‬وفي الواقع إثبات‬
‫و تصفية إيرادات البلدية هما عمليتان متكاملتان‪ ،‬وغالبا يتم إجرائهما في وقت واحد األمر‬
‫الذي يجعل باإلمكان جمعهما تحت عبارة تحديد اإليرادات‪،‬حسب المادة ‪ 17‬من قانون‬
‫المحاسبة العمومية" تسمح تصفية اإليرادات‪،‬بتحديد المبلغ الصحيح للديون الواقعة على‬
‫‪4‬‬
‫الم دين لفائدة الدائن العمومي و األمر بتحصيلها" و الدائن العمومي هنا هو البلدية‪.‬‬
‫ج ـ األمر بالتحصيل‪ :‬ويصدره األمر بالصرف ويتم التحصيل إلى غاية‪ 31‬مارس من السنة‬
‫الموالية لتنفيذ الميزانية الموازنة‪ .‬وهذا األمر يحدد طبيعة اإليراد‪،‬أساس الحساب وسند القيمة‬
‫‪5‬‬
‫المستحقة و يحمل رقم تسلسلي حسب السنة و حسب األقسام (تسيير‪ ،‬تجهيز و استثمار)‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ،54‬مرسوم تنفيذي ‪ ،313- 91‬مؤرخ في ‪ 07‬سبتمبر ‪ 1991‬يحدد إجراءات المحاسبة التي يمسكها اآلمرون‬
‫‪.1991‬‬ ‫بالصرف و المحاسبون العموميون و كيفياتها و محتواها‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 43‬المؤرخة في ‪18‬سبتمبر‬
‫‪ 2‬عباس عبد الحفيظ ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ 3‬المادة‪ ،16‬قانون ‪ 21-90‬متعلق بالمحاسبة العمومية‪،‬المؤرخ في ‪ 15‬غشت ‪ 1990‬متعلق بالمحاسبة العمومية‪،‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ 35‬المؤرخة في ‪ 15‬غشت ‪.1990‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ ،17‬قانون ‪ ، 21-90‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 5‬شباب سهام ‪،‬إشكالية تسيير الموارد المالية للبلديات الجزائريةـ دراسة تطبيقيةـ حالة بلدية معسكر‪،‬مذكرة ماجستير ‪ ،‬فرع‬
‫تسيير المالية العامة‪ ،‬كلية االقتصاد و علوم التسيير و العلوم التجارية‪،‬جامعة أبي بكر بالقايد‪ ،‬تلمسان ‪ ،‬الجزائر‪2012،‬‬
‫‪،‬ص‪.109‬‬

‫‪18‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫إن إجراء إثبات و تصفية اإليرادات مبدئيا و قانونيا من اختصاص اآلمر بالصرف حسب‬
‫المادة ‪ 23‬من قانون المحاسبة العمومية و يطلق على هذا اإلجراء المرحلة اإلدارية‪.‬‬
‫أما عن اجل التحصيل يصدر اآلمر بالصرف رئيس المجلس الشعبي البلدي أمر بتحصيل‬
‫اإليرادات في اجل أقصاه ‪ 30‬يوما من إثباتها ‪ ،‬وذلك حسب المادة ‪ 06‬من مرسوم تنفيذي‬
‫رقم ‪ 46-93‬مؤرخ في ‪ 06‬فيفري ‪ 1993‬يحدد أجال دفع النفقات و تحصيل األوامر‬
‫‪1‬‬
‫باإليرادات البيانات التنفيذية و إجراءات قبول القيم المنعدمة‪.‬‬

‫‪ .2‬المرحلة المحاسبية (دور أمين الخزينة البلدي)‪:‬‬


‫هو اإلجراء الذي بموجبه يتم إبراء الدين العمومي حسب المادة ‪ 18‬من قانون المحاسبة‬
‫العمومية " يعد التحصيل اإلجراء الذي يتم بموجبه إبراء الديون العمومية"‪ ،2‬يعد التحصيل‬
‫اإليراد الذي يتم بموجبه إراد الديون العمومية و تعد عملية التحصيل عملية محاسبية يقوم بها‬
‫المحاسب العمومي المتمثل في المحاسب البلدي ‪ ،‬كما يتعين على المحاسب العمومي (أمين‬
‫الخزينة البلدي) حسب المادة ‪ 35‬من قانون ‪ 21-90‬متعلق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬قبل التكفل‬
‫بسندات اإليرادات التي يصدرها األمر بالصرف أن يتحقق من هذا األخير مرخص له‬
‫بموجب قوانين و األنظمة بتحصيل اإليرادات‪.‬‬
‫فبعد وصول سند التحصيل إلى أمين الخزينة البلدي يتحقق من أن هذا السند مرخص له‬
‫بموجب القانون و األنظمة للتحصيل ثم يقوم بتسجيل هذا السند و بهذا تقع المسؤولية التامة‬
‫على عاتق أمين الخزينة البدي بتحصيل المبلغ كما يجب عليه أيضا مراقبة صحة إلغاءات‬
‫السندات و التسويات على الصعيد المادي‪.‬‬
‫‪ .II‬تنفيذ (دفع) النفقات‪ :‬و يتم دفع النفقات البلدية وفق مرحلتين أساسيتين و مهما‬
‫المرحلة اإلدارية و المرحلة المحاسبية‪:‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ،06‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 93‬ـــ ‪ 46‬مؤرخ في ‪ 06‬فيفري ‪ 1993‬يحدد أجال دفع النفقات و تحصيل األوامر‬
‫باإليرادات البيانات التنفيذية و إجراءات قبول القيم المنعدمة‪،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 09‬مؤرخة في ‪ 10‬فبراير ‪.1993‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ ،18‬قانون ‪ 21-90‬متعلق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪.1‬المرحلة اإلدارية (دور رئيس المجلس الشعبي البلدي)‪ :‬تكون من اختصاص رئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي باعتباره أمر بالصرف و تمر و تنفذ هذه المرحلة عبر ثالث فترات‬
‫و هي االلتزام بالنفقة‪ ،‬تصفيتها و األمر بصرفها‪.‬‬
‫أ ـ االلتزام بالنفقة (عقد النفقة)‪ :‬و هو التصرف الذي بمقتضاه تنشئ البلدية التزاما ينشئ‬
‫‪،‬حسب المادة ‪ 19‬من قانون المحاسبة العمومية التي تنص على انه " يعد االلتزام‬ ‫‪1‬‬
‫عبء‬
‫اإلجراء الذي يتم بموجبه إثبات نشوء الدين"‬
‫‪2‬‬

‫وقد يكون هذا الدين مصدره إرادي أو ال إرادي فااللتزام اإلرادي و المتمثل في التصرف‬
‫القانوني الذي ينشأ التزاما عليها ‪،‬مثل شراء معدات و لوازم للبلدية ‪ ،‬إنشاء طريق بلدي ‪،‬‬
‫تعيين موظفين‪ ...،‬إلخ‪.‬‬

‫أما االلتزام ال إرادي الذي قد ينشأ عن طريق االرتباط بالنفقة واقعة معينة يترتب عليه‬
‫التزام البلدية بإنفاق ما مثل تسبب سيارة البلدية في إصابة مواطن ففي هذه الحالة ينشأ‬
‫االرتباط بالنفقة نتيجة هذه الواقعة المادية‪ ،‬ويعتبر االرتباط في هذه الحالة غير إرادي ‪.3‬‬

‫• كما نصت التعليمة الو ازرية المشتركة‪ C1 4‬على نوعين من االلتزام ‪ ،‬األول قانوني و‬
‫‪5‬‬
‫الثاني محاسبي‪:‬‬
‫➢ االلتزام القانوني‪ :‬هو نتيجة تصرفات قد تكون ق اررات فردية مثل قرار تعيين‬
‫موظف أو عقود مثل صفقات عمومية يقوم بها رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫‪ 1‬عباس عبد الحفيظ ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.47‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ، 19‬قانون ‪ 90‬ـ‪ 21‬متعلق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 3‬عباس عبد الحفيظ ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ 4‬تعتبر التعليمة الو ازرية المشتركة ‪ C1‬هي األرضية و المرجع األول لتسيير العمليات المالية للبلديات فهي شاملة و‬
‫جامعة لكل االجراءات المتخذة في التسيير المالي للبلدية باالضافة الى كافة النماذج (المالحق) التي تستعمل أثناء التسيير‬
‫المالي مدرجة في هذه التعليمة‪.‬‬
‫‪INSTRUCTION C1 SUR LES OPERATIONS FINANCIERS DES COMMUNES(MNISTRE DES FINANCES _MNISTRE DE 5‬‬
‫‪L’INTERIEUR) mise à jour au 1ER juillet 1971.‬‬

‫‪20‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫➢ االلتزام المحاسبي ‪ :‬هو تخصيص اعتماد من الميزانية لتنفيذ النفقة الملتزم بها قانونيا‬
‫( االلتزام القانوني)‪ ،‬ويعني كذلك مسك محاسبة االلتزامات من طرف اآلمر بالصرف‬
‫البلدي‪.‬‬

‫ب ـ التصفية (تحديد النفقة)‪ :‬حسب المادة ‪ 20‬من قانون المحاسبة العمومية "تسمح‬
‫‪1‬‬
‫التصفية بالتحقق على أساس الوثائق الحسابية و تحديد المبلغ الصحيح للنفقات العمومية"‬
‫و يقصد بهذا تحديد المبلغ الذي تلتزم البلدية بدفعه نتيجة النفقة السابق االلتزام بها ‪ ،‬فال‬
‫يمكن صرف النفقات إالّ بعد تنفيذ موضوعها ‪ ،‬أي التحقق من أداء الخدمة الفعلية من طرف‬
‫الدائن و مطابقة هذا األداء لشروط االلتزام بالنفقات فال تدفع البلدية النفقة للمستفيد إال بعد‬
‫االنجاز الفعلي للخدمة ‪ ،‬فال يمكن للموظف العام تسليمه راتبه الشهري إال في نهاية الشهر‬
‫‪ ،‬أو دفع نفقة سلعة للتاجر إال بعد استالم السلعة باستثناء حاالت قليلة و مقررة قانونا مثل‪:‬‬
‫‪ -‬التسبيقات المقدمة للمتعاملين المتعاقدين في إطار الصفقات العمومية‪.‬‬
‫المعاشات و اإلعانات المالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومن ناحية أخرى و بما أن مبلغ النفقة القابل للدفع ال يمكن في كثير من الحاالت‬
‫تحديده بدقة أثناء االلتزام (يكون تقديريا) فان التصفية تسمح بضبطه على أساس‬
‫اإلثباتات التي تمت أثناء التحقيق في أداء الخدمة ‪ ،‬و عمليا تتمثل التصفية في االقرار‬
‫الخطي لألمر بالصرف على سند إثبات النفقة (الفاتورة) شاهدا بذلك على تمام أداء‬
‫الخدمة موضوع النفقة ‪ ،‬وصحة مبلغ النفقة ‪ ،‬فالتصفية تسمح بـ ‪:‬‬
‫‪ -‬التأكد من الخدمة الفعلية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬تحديد المبلغ الدقيق القابل للدفع‬
‫• أما التعليمة الو ازرية المشتركة ‪ C1‬تنص على أن التصفية تكون على طرقتين ‪:‬‬
‫إما أن يقدم الدائن طلب لرئيس المجلس الشعبي البلدي يثبت فيه الدين مثل فاتورة‬
‫و إما عن طريق الوثائق الثبوتية المنشأة للدين التي بحوزة األمر بالصرف‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ،20‬قانون ‪ 21-90‬متعلق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬ماضوي حنان‪ ،‬اجراءات إعداد و تنفيذ موازنة البلدية‪ ،‬مذكرة ماستر كلية علوم االقتصادية و تجارية و علوم التسيير‪،‬‬
‫جامعة بسكرة ‪ ،2016 -2015‬ص ‪.45‬‬

‫‪21‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫ج ـ األمر بصرف النفقة (األمر بالدفع)‪ :‬هو عبارة عن قرار إداري بموجبه يتلقى‬
‫المحاسب العمومي (أمين الخزينة البلدي) أم ار بدفع النفقة التي كانت محل التزام و‬
‫تصفية سابقين من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي بصفته آمر بالصرف ‪ ،‬بحسب‬
‫المادة ‪ 21‬من قانون المحاسبة العمومية و هنا تظهر السلطة التقديرية لآلمر بالصرف‬
‫بصفته مسي ار قبل كل شيء‪.‬‬

‫• إما الو ازرية المشتركة التعليمة ‪ C1‬تنص على إن األمر بالدفع يكون لفائدة الدائن‬
‫عن طرق إصدار حوالة دفع من طرف اآلمر بالصرف البلدي ترسل إلى أمين‬
‫‪1‬‬
‫الخزينة البلدي مرفقة بالوثائق الثبوتية التي تبرر الدين‪.‬‬

‫وبالنسبة لآلجال إصدار األوامر بالصرف و الحواالت يقوم اآلمر بالصرف رئيس المجلس‬
‫الشعبي البلدي بإرسالها بين اليوم األول و اليوم العشرين من كل شهر إلى أمين الخزينة‬
‫البلدي لتحويلها إلى نفقة و ذلك حسب نص المادة ‪ 02‬من من مرسوم تنفيذي رقم ‪46-93‬‬
‫مؤرخ في ‪ 06‬فيفري ‪ 1993‬يحدد أجال دفع النفقات و تحصيل األوامر باإليرادات‬
‫‪2‬‬
‫البيانات التنفيذية و إجراءات قبول القيم المنعدمة‬

‫‪ .2‬المرحلة المحاسبية (دور أمين الخزينة البلدي) وهي المرحلة األخيرة من مراحل‬
‫صرف النفقة العامة‪ ،‬تنفذ هذه المرحلة من طرف المحاسب البلدي بصفته محاسب‬
‫عمومي بالنسبة للبلدية و التي تمر بمرحلة وحيدة و هي دفع مبلغ النفقة للدائن الحقيقي‬
‫‪3‬‬
‫للبلدية‬

‫أ‪ -‬دفع النفقة‪ :‬حسب المادة ‪ 22‬من قانون المحاسبة العمومية " يعد الدفع اإلجراء الذي‬
‫فهذه العملية بموجبها يتم إبراء الدين البلدية‪ ،‬و هي‬ ‫‪4‬‬
‫يتم بموجبه ابراء الدين العمومي "‬
‫مرحلة محاسبية في تنفيذ النفقات العامة ‪ ،‬غير أن مهمة المحاسب العمومي ال تقتصر على‬

‫‪. INSTRUCTION C1 SUR LES OPERATIONS FINANCIERS DES COMMUNES,OP CIT1‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪،2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ، 46 -93‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 3‬عباس عبد الحفيظ ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.52‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ ،22‬قانون ‪ ، 21-90‬متعلق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫تنفيذ أوامر اآلمر بالصرف بل تتعداها بممارسة نوع من الرقابة المفروضة في حدود‬
‫‪1‬‬
‫صالحياته المنصوص عليها في المادة ‪ 36‬من قانون المحاسبة العمومية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬مطابقة العملية مع القوانين األنظمة المعمول بها‪.‬‬
‫‪ -‬صفة اآلمر بالصرف أو المفوض له‪،‬‬
‫‪ -‬شرعية عملية تصفية النفقات‪،‬‬
‫‪ -‬توفر االعتمادات‪،‬‬
‫‪ -‬الديون لم تسقط أجالها أو انها محل معارضة ‪،‬‬
‫‪ -‬الطابع االبرائي للدفع‪،‬‬
‫‪ -‬تأشيرات عمليات المراقبة التي نصت عليها القوانين و األنظمة المعمول بها‪،‬‬
‫‪ -‬الصحة القانونية للمكسب اإلبرائي‪،‬‬
‫باإلضافة إلى كونه أمينا على الصندوق‪.‬‬
‫ب ـ أجال دفع النفقة‪ 2:‬طبقا للمادة ‪ 03‬من مرسوم تنفيذي رقم ‪ 46-93‬مؤرخ في ‪06‬‬
‫فيفري ‪ 1993‬يحدد أجال دفع النفقات و تحصيل األوامر باإليرادات البيانات التنفيذية و‬
‫إجراءات قبول القيم المنعدمة‪ " ،‬يحول المحاسبون العموميون أوامر الصرف و حواالت الدفع‬
‫التي يصدرها اآلمر بالصرف في أجل أقصاه عشرة أيام من تاريخ استالمها‪ .‬ويتم حسابها‬
‫ابتداء من شهر إصدارها‪".‬‬

‫وفي حالة عدم مطابقة األمر بالصرف أو حوالة الدفع لإلحكام التشريعية و التنظيمية‬
‫المعمول بها ‪ ،‬يقوم المحاسبون العموميون بإبالغ اآلمرين بالصرف كتابيا رفضهم القانوني‬
‫للدفع ذلك في أجل أقصاه ‪ 20‬يوما ابتداء من تاريخ تسلمهم األمر بالصرف أو الحوالة‬
‫وذلك حسب ما نصت علي المادة ‪ 04‬من نفس المرسوم‪.‬‬

‫❖ وتم تقسيم تتنفيذ الميزانية على مرحلتين مرحلة أدارية و أخرى محاسبية تطبيقا للمبدأ‬
‫الفصل بين األمر بالصرف والمحاسب العمومي يقصد بمبدأ الفصل بين األمر بالصرف‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ،36‬قانون ‪ ، 21-90‬مرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪،03‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ، 46 -93‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫والمحاسب العمومي‪ 1:‬هو أنه ال يمكن أن يقوم اآلمر بالصرف باألعمال و هي المنوطة‬
‫بالمحاسب العمومي هذا األخير الذي يتم تعينه بمعرفة الوزير المكلف بالمالية‬
‫ويخضعون لسلطته وفي نفس الوقت حمايته‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 55‬من القانون ‪ 21-90‬متعلق بالمحاسبة العمومية " تتنافى وظيفة اآلمر‬
‫بالصرف مع وظيفة المحاسب العمومي " أي تنص على تفريق الوظائف ال المعامالت‪،‬‬
‫ففي بعض األحيان يتدخل اآلمر بالصرف أو المحاسب العمومي في بعض العمليات‬
‫غير الخاصة به و ذلك في حالة الضرورة‪.‬‬
‫المادة ‪ 56‬من نفس القانون ‪ " 21-90‬ال يجوز ألزواج األمرين بأي حال من األحوال‬
‫أن يكون محاسبين معينين لديهم" أي تنص على هذا المبدأ يطبق حتى بين األزواج‬
‫بحيث ال يمكن ان يكون زوج اآلمر بالصرف هو المحاسب العمومي الذي ينفذ عملياته‬
‫الميزانية‪.‬‬

‫من وجهة نظر الوظيفية لتقسيم العمل ‪،‬فان الفصل بين وظائف األمر بالصرف و أمين‬
‫الصندوق (الصراف) هي الشكل األولي للمبدأ بما أنها تحصر مراقبة المحاسب في األموال‬
‫المودعة في الخزينة و الجاهزة لدفع نفقة مقررة من طرف اآلمر بالصرف‪.‬‬
‫أن الشكل المتطور لمبدأ الفصل بين وظائف اآلمر بالصرف و الدفع آو اآلمر بالصرف و‬
‫أمين الخزينة‪ ،‬يكمن في تكليف للمحاسب بمراقبة صحة العمليات الخاصة اإليرادات و‬
‫النفقات وفق معايير داخلية و‪/‬أو خارجية قبل تنفيذ قرار األمر بالصرف‪.‬أن مبدأ الفصل بين‬
‫وظائف اآلمر بالصرف و المحاسب‪ ،‬في مفهومه العام ‪،‬يمكن أن يختزل في تناقض وظائف‬
‫اآلمر بالصرف و المحاسب‪ ،‬و كذلك في االستقاللية و المراقبة المتبادلة المعبر عنها من‬
‫طرف األشخاص المكلفين بكلتا الوظيفتين‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫❖ تسخير المحاسب العمومي‪ :‬إن التسخير هي وسيلة قانونية اختصها المشرع لآلمر‬
‫بالصرف قصد صرف نظر المحاسب عن رفضه للدفع حسب المادة ‪ 47‬من قانون‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 55‬و ‪ ، 56‬قانون ‪ 21-90‬متعلق بالمحاسبة العمومية ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬شريف رحماني‪،‬مرجع سابق ص ‪.99‬‬

‫‪24‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫المحاسبة العمومية إذا رفض المحاسب العمومي القيام بالدفع ‪ ،‬يمكن لآلمر بالصرف‬
‫بعد تلقيه قرار الرفض بالكتابة إلى المحاسب طالبا منه التنازل و صرف النظر عن قرار‬
‫رفضه الدفع ‪ ،‬وذلك تحت المسؤولية الكاملة لآلمر بالصرف‪.‬و دور المحاسب العمومي‬
‫في هذه الحالة بعد تلقيه لقرار التسخير ‪ ،‬حيث يوضح فيه االسباب التي أدت الى رفض‬
‫الدفع و يرفق ذلك بالوثائق المحاسبية ‪ .‬وحسب المادة ‪ 48‬من قانون المحاسبة "فإن على‬
‫‪2‬‬
‫كل محاسب أن يرفض االمتثال للتسخير إذا كان الرفض معلال بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم توفر االعتمادات المالية ما عدا بالنسبة للدولة‪،‬‬
‫‪ -‬عدم توفر أموال الخزينة‪،‬‬
‫‪ -‬انعدام إثبات أداء الخدمة ‪،‬‬
‫‪ -‬طابع النفقة غير ابرئي‪،‬‬
‫‪ -‬انعدام تأشيرة مراقبة النفقات الموظفة‪ ،‬او تأشيرة لجنة الصفقات المؤهلة إذا كان ذلك‬
‫منصوصا عليه في التنظيم المعمول به "‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مضمون ميزانية البلدية‬


‫سوف نعالج من خالل هذا المبحث مضمون ميزانية البلدية‪ ،‬التي نص عليها المشرع‬
‫الجزائري في المادة ‪ 179‬من قانون البلدية ‪" 10 /11‬تحتوي ميزانية البلدية على قسمين ‪:‬‬
‫قسم التسيير‪ ،‬و قسم التجهيز واالستثمار وينقسم كل قسم إلى إيرادات ونفقات متوازنة‬
‫وجوبا"‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إيرادات ميزانية البلدية‬
‫من خالل هذا الفرع سوف نتطرق لمختلف اإليرادات الخاصة بميزانية البلدية‪ ،‬وتصنيفها‬
‫حسب اإليرادات التي تعود كليا للبلدية‪ ،‬والتي تنقسم إلى إيرادات جبائية وإيرادات غير‬
‫جبائية‪ ،‬باإلضافة إلى إيرادات أخرى موجهة لميزانية البلدية والتي تتحصل عليها من مصادر‬
‫خارجية‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ، 47‬قانون ‪ 90‬ـ ‪ 21‬متعلق بالمحاسبة العمومية ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ، 48‬قانون ‪ 90‬ـ ‪ ، 21‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫إيرادات تعود كليا للبلدية‬ ‫‪.I‬‬


‫‪.1‬إيرادات جبائية‪ :‬سمح قانون للبلدية تحصيل الموارد ذات الطبيعة الجبائية الشيء الذي‬
‫جعلها تتمتع باالستقالل المالي‪ ،‬غير أن حدود هذا االستقالل تبقى ضيقة لكون أن وضع‬
‫الضريبة واإلذن بتحصيلها من اختصاص القانون وحده وفي هذا المجال أكدت المادة ‪195‬‬
‫من قانون البلدية على تمكين البلديات من تحصيل" الموارد الجبائية المرخصة بموجب‬
‫القانون والتنظيمات المعمول بها"‪.1‬‬
‫أ‪ .‬الرسم العقاري ‪:‬ويتعلق الرسم العقاري بالملكيات المبنية وغير المبنية وينقسم إلى‪:‬‬
‫• الرسم العقاري على الملكيات المبنية ‪:‬وتخضع للرسم العقاري على األمالك‬
‫المبنية األمالك التالية‪:‬‬
‫‪ -‬المنشآت المخصصة إليواء األشخاص والمواد أو لتخزين المنتوجات‪.‬‬
‫‪ -‬المنشآت التجارية الكائنة في محيط المطارات الجوية والموانئ ومحطات السكك‬
‫الحديدية ومحطات الطرقات‪ ،‬بما فيها ملحقات المتكونة من مستودعات ورشات‬
‫الصيانة‪.‬‬
‫‪ -‬أرضيات البنايات بجميع أنواعها والقطع األرضية التي تشكل ملحقا مباش ار لها وال‬
‫يمكن االستغناء عنها ‪.‬‬
‫‪ -‬ألراضي غير المزروعة والمستخدمة الستعمال تجاري أو صناعي كالورشات‬
‫وأماكن إيداع البضائع وغيرها من األماكن من نفس النوع‪ ،‬سواءا كان يشغلها‬
‫المالك‪ ،‬أو يشغلها آخرون مجانا‪.‬‬
‫• الرسم على الملكيات الغير مبنية‪ :‬و تخضع للرسم على الملكيات غير المبنية‬
‫كل من‪:‬‬
‫المحاجر و مواقع استخراج الرمل و المناجم و األراضي الفالحية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مناجم الملح و السبخات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬األراضي الكائنة في القطاعات العمرانية أ القابلة للتعمير‪.‬‬

‫‪ 1‬لخضر مرغاد‪،‬إليرادات العامة للجماعات المحلية في الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة بسكرة ‪ ،‬العدد ‪ ،07‬فيفري‬
‫‪ 2005‬ص‪.05‬‬
‫‪ 2‬لخضر مرغاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.06‬‬

‫‪26‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫ب‪ .‬رسم التطهير‪ :‬تأسس هذا الرسم بموجب المادة ‪ 545‬من قانون المالية لعام ‪،1984‬‬
‫وهو رسم خاص بإزالة القمامات المنزلية و يطبق رسم التطهير في البلديات التي‬
‫تشتغل فيها مصلحة رفع القمامات المنزلية‪ ،‬و يتحمله المستأجر الذي يمكن أن يكلف‬
‫مع المالك بدفع الرسم بصفة تضامنية‪ ،‬وأصبح مبلغ رسم التطهير يحدد من طرف‬
‫الجماعات المحلية بموجب المادة ‪ 11‬من القانون ‪ 21/01‬المؤرخ في‬
‫‪ 2001/12/22‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪.2002‬‬
‫ج‪ .‬رسم على رخص عقارية‪ :‬أنشأ المشرع الجبائي لفائدة البلديات رسما خاصا على‬
‫العقارات يفرض علة الرخص الشهادات المتمثلة في رخص البناء‪ ،‬تقسيم األراضي‪،‬‬
‫رخص التهديم و شهادات المطابقة و التجزئة و العمران يتراوح مبلغ الرسم بين‬
‫‪00,1875‬دج و‪ 32500,00‬دج لرخصة البناء ذات الطابع السكني و‪30000,00‬‬
‫‪1‬‬
‫دج و ‪ 100000,00‬دج بالنسبة للبناءات ذات الطابع التجاري و الصناعي‪.‬‬

‫د‪ .‬رسم الذبح‪ :‬هو ضريبة غير مباشرة تجبى كليا لفائدة البلديات التي تقع في إقليمها‬
‫مذابح البلدية‪ ،‬و ذلك منذ عام ‪ 1970‬ووفقا لنص المادة ‪ 110‬بموجب األمر ‪107/69‬‬
‫الصادر في ‪ 30‬ديسمبر ‪ 1969‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪.1970‬‬
‫ه‪ .‬رسم اإلقامة‪ :‬تأسس هذا الرسم بموجب قانون المالية لسنة ‪ ،1996‬يفرض على كل‬
‫شخص غير مقيم بالبلدية و يتم تحصيله من الفنادق المتواجدة بإقليم البلدية‪ ،‬حدد‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 370/98‬المؤرخ في ‪ 1998/11/23‬البلدية المعنية بتطبيق رسم‬
‫اإلقامة‪.‬‬
‫و‪ .‬رسم اإلعالنات و الصفائح المهنية‪ :‬يحدد هذا الرسم حسب مقاييس وطبيعة اإلعالن‬
‫‪2‬‬
‫و الملصقات أو طبيعة اللوحة المهنية أبعادها و فوائده تعود كليا للبلدية‪.‬‬
‫ز‪ .‬رسم على الحفالت األفراح‪ :‬يتضمن التشريع الجبائي الجزائري نوعين من االقتطاعات‬
‫في مجال تنظيم االحتفاالت ‪ ،‬وهما كاألتي‪:‬‬

‫‪ 1‬نضيرة دوبابي‪ ،‬الحكم الراشد و إشكالية العجز ميزانية البلدية ‪،‬رسالة ماجستير‪ ،‬تخصص اقتصاد تنمية‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية علوم التسيير و العلوم التجارية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪،‬تلمسان‪ ،2010،‬ص‪.33‬‬
‫‪ 2‬يلس شاوش بشير‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.184،185‬‬

‫‪27‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫▪ رسم على االحتفاالت العائلية‪ :‬تأسس هذا الرسم بموجب المادة ‪ 105‬من قانون‬
‫المالية لسنة ‪ ،1966‬يؤسس لصالح موازنة البلديات في المناطق التي تنظم فيها‬
‫احتفاالت األفراح العائلية مع الموسيقى يكلف به األشخاص المستفيدون من‬
‫رخصة الشرطة المقررة لهذا الغرض‪.‬‬
‫▪ الرسم على االحتفاالت المنظمة في القاعات‪ :‬تفرض حقوق االحتفال حسب‬
‫المادة ‪ 127‬من قانون الرسم على رقم األعمال في حالتين‪:‬‬
‫‪ -‬إذا تمت االحتفاالت أو التظاهرات في قاعات أو مؤسسات عامة أو‬
‫خاصة‪ ،‬نسبة الرسم ‪ %20‬من مبلغ نفقات التنظيم‪.‬‬
‫‪ -‬واذا لم تنظم االحتفاالت في هذا النوع من المؤسسات لم تستقبل جمهور‬
‫يحدد مبلغ الضريبة بـ‪ 500‬دج‪.‬‬

‫‪ .2‬إيرادات غير جبائية‪ :‬هي تلك الموارد التي تتعلق بناتج توظيف البلدية إلمكانها و‬
‫مواردها الخاصة باستغالل أمالكها تسيير ثرواتها‪،‬حيث تتمثل اإليرادات الغير جبائية‬
‫‪1‬‬
‫المخصصة لموازنة البلدية في‪:‬‬
‫أ‪ .‬ناتج االستغالل‪ :‬هو ما تجنيه البلدية نتيجة استغالل أمالكها حيث أن كل ما تأتيه‬
‫األمالك التابعة للبلدية هو مورد مالي ذاتي يصب في خزينتها‪.‬‬
‫ب‪ .‬ناتج الممتلكات‪ :‬هو كل ما تجنيه البلدية مقابل ما تقدمه من خدمات الجمهور مثل‪:‬‬
‫حقوق الدخول للمالعب‪ ،‬حقوق استعمال األرصفة و شغلها‪،‬محاصيل الحضانات‬
‫المخيمات الصيفية‪.‬‬
‫ج‪ .‬موارد مالية أخرى‪ :‬حيث يمكن للبلدية المشاركة في المضاربات المالية لتحقيق الربح‬
‫‪،‬كما يمكن لها تقديم أموالها للغير كالديون مؤجلة بفوائد و أيضا أرباح المصالح التجارية و‬
‫الصناعية البلدية‪.‬‬
‫‪ :II‬إيرادات تشترك فيها مع غيرها‪:‬‬
‫‪ .1‬الرسم على القيمة المضافة ‪1 :TVA‬تخضع عمليات البيع األشغال العقارية‪ ،‬تأدية‬
‫الخدمات للرسم على القيمة المضافة ‪ ،‬يمثل الرسم على القيمة المضافة ضريبة على‬

‫‪ 1‬عادل عمران ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.61‬‬

‫‪28‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫النفقة‪،‬وبذلك يتحمله كليا المستهلك النهائي غير أن لتحديد رقم األعمال الخاضع لهذا‬
‫الرسم يتطلب أن تضاف إلى قيمة السلع أو الخدمات أو األشغال و معدالت هذا الرسم‬
‫‪ %17‬سابقا‪ %19،‬حاليا (عادي) و ‪ %07‬سابقا‪% 09،‬حاليا (منخفض)‬
‫يوزع رصيد الرسم كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الدولة ‪ %85‬و البلدية ‪ %05‬و صندوق الجماعات المحلية ‪.%10‬‬
‫‪ .2‬الرسم على النشاط المهني‪ :TAP‬أنشئ هذا الرسم بموجب قانون المالية لسنة ‪1996‬‬
‫ليحل محل رسمين سابقين هما‪:‬الرسم على النشاط الصناعي و التجاري ‪،‬و الرسم على‬
‫نشاط المهن غير التجارية‪،‬يفرض هذا الرسم على االشخاص الطبيعيين أو المعنويين‬
‫الذين يمارسون نشاط تجاري أو صناعي أو غير تجاري (أصحاب المهن الحرة) ‪،‬‬
‫ينصب هذا الرسم على قم األعمال ‪ ،‬تبلغ نسبته ‪ %2‬توزع كتالي‪:‬‬
‫الوالية‪ %0,59:‬ـ البلدية‪ %1.30:‬ـ الصندوق المشترك للجماعات المحلية ‪%0.11‬‬
‫‪ .3‬ضريبة على الممتلكات‪ 2:‬حسب المادة ‪ 247‬من قانون الضرائب المباشرة و الرسوم‬
‫المماثلة يخضع للضريبة على األمالك‪:‬‬
‫✓ األشخاص الطبيعيون الذين يوجد مقرهم الجبائي بالجزائر‪ ،‬بالنسبة ألمالكهم الموجودة‬
‫بالجزائر أو خارجها‬
‫✓ األشخاص الطبيعيون الذين ليس لهم مقر جبائي بالجزائر بالنسبة ألمالكهم‬
‫الموجودة بالجزائر‪.‬‬
‫تحسب على أساس القيمة الصافية لألمالك توزع وفق النسب اآلتية‪ %60 :‬توجه لميزانية‬
‫الدولة و ‪ %20‬لميزانية البلدية و ‪ %20‬لصندوق الوطني للسكن‪.‬‬
‫‪ :III‬إيرادات أخرى موجهة لميزانية البلدية‬
‫باإلضافة إلى المصادر الذاتية التي تمتلكها البلدية ولدعم موازنتها فان هذه األخيرة تتغذى‬
‫بأموال خارجية قد تكون مساعدات مالية من الدولة ‪ ،‬الوالية ‪ ،‬قروض من مؤسسات مالية أو‬
‫مساعدات الصندوق المشترك للجماعات المحلية‬

‫‪ 1‬بري دالل‪،‬االستقالل المالي للبلدية‪،‬مذكرة ماستر‪،‬تخصص قانون إداري‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬جامعة قاصدي‬
‫مرباح ورقلة‪،‬الجزائر‪،2014 ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ 2‬يلس شاوش بشير ‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص‪.185‬‬

‫‪29‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .1‬إعانات الدولة‪ :‬حتى تتمكن الدولة من تدعيم الجماعات المحلية‪،‬خاصة البلدية‪،‬تمنح‬


‫مبالغ من ميزانيتها الخاصة لتمويل البلديات و الواليات‪ ،‬وتقدم هذه المساعدات في‬
‫األساس النجاز التجهيزات الكبرى‪،‬التي تثقل موازنة البلدية‪ ،‬وتهدف الدولة من ورائها إلى‬
‫ضمان تنمية متوازنة على المستوى الوطني‪.‬‬
‫‪ .2‬إعانات صندوق المشترك للجماعات المحلية‪ :‬يعد الصندوق المشترك للجماعات‬
‫المحلية مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل‬
‫المالي‪،‬ويخضع مباشرة إلى وصاية و ازرة الداخلية و الجماعات المحلية‪ ،‬مهمته األساسية‬
‫تسيير و تمويل صندوق التضامن و صندوق الضمان البلديين و المنصوص عليهما في‬
‫المواد ‪ 166‬الى ‪ 169‬من قانون البلدية و التي تتكفل بدورها في تمويل ميزانية البلدية و‬
‫تغطية النقص في المحاصيل الجبائية‪ ،‬وكذلك يقوم الصندوق بتقديم المساعدات المباشرة‬
‫للجماعات المحلية‪ ،‬خاصة إعانات التجهيز و االستثمار بهدف دعم برامج التنمية‬
‫المحلية و تقدر نسبتها بـ ‪ %40‬موزعة بين البلديات و ‪ %75‬والواليات ‪ ، %25‬ومن‬
‫بين شروط منح اإلعانات هو مراعاة مساحة البلدية ‪ ،‬و معدل نموها المحلي وفق‬
‫المخطط الوطني المعد من طرف و ازرة الداخلية‪ ،‬كما أن اإلعانات تقدم باسم الولي الذي‬
‫‪1‬‬
‫يحدد المشروع المراد انجازه و مضمونه وغالفه المالي‪.‬‬
‫تتمثل مصادر تمويل هذا الصندوق كما يلي‪:‬‬
‫‪ %5.49 -‬من مصادر الرسم على النشاط المهني‪.‬‬
‫‪ %10 -‬من مصادر الرسم على القيمة المضافة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ %80 -‬من مصادر منتوج قسيمة السيارات‪.‬‬
‫‪ .3‬ميزانية الوالية‪ :‬هي مساعدات تنمحها الوالية للبلديات و تقتطع من نفقات تجهيز الوالية‬
‫وقد تخصص ‪:‬‬
‫‪ -‬التجهيزات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬التجهيزات االجتماعية‪.‬‬

‫‪ 1‬غزيز محمد الطاهر ‪،‬آليات تفعيل دور البلدية في إدارة التنمية المحلية في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬تخصص‬
‫حقوق‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ، 2010/ 2009،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ 2‬غزيز محمد الطاهر‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.99‬‬

‫‪30‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬المساعدات في التجهيزات الصحية‪.‬‬


‫‪ -‬التجهيزات الرياضية و الثقافية‪.‬‬
‫وغيرها من التجهيزات العمومية‪،‬غير أنها بالمقارنة مع المساعدات األخرى تعتبر ضعيفة‪.‬‬
‫‪ .4‬القروض ‪:‬تعتبر القروض مبالغ من المال يستدان من المقرضين لفترة محددة أو غير‬
‫محددة لتغطية بعض أنواع النفقات‪ ،‬فهو دين مستحق تتعهد البلدية برد أصله في تاريخ‬
‫االستحقاق ودفع فوائد في مدة القرض فهو عبارة عن أحد الم وارد المالية التي تلجأ لها‬
‫البلدية‪ ،‬حيث يمكن للبلديات الجزائرية أن تقترض من الدولة وكذا من البنوك توجه هذه‬
‫القروض بالخصوص لالستثمارات المنتجة‪ ،‬يقوم مجلس بالتصويت على القروض‬
‫وترخيص العمال المعتمدة والموجهة له ويتضمن أيضا التصويت على قيمة القرض‪،‬‬
‫مدة االمتالك‪ ،‬وقيمة الفوائد المنجزة عنه بالرغم من أن القرض يعتبر مورد لسد نفقة‪ ،‬إال‬
‫أن هذا المورد بمجرد اعتماده يصبح نفقة ضرورية على البلدية فهو إيراد وحل حاضر‪،‬‬
‫ولكنه نفقة إجبارية مستقبال ‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬نفقات ميزانية البلدية‬
‫نفقات البلدية نصت عليها المادة ‪ 198‬من قانون ‪ 10-11‬متعلق بالبلدية ‪ "2‬يحتوي قسم‬
‫التسيير في باب النفقات على يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬أجور و أعباء مستخدمي البلدية‪،‬‬
‫‪ -‬التعويضات و األعباء المرتبطة بالمهام االنتخابية‪،‬‬
‫‪ -‬المساهمات المقررة على األمالك و مدا خيل البلدية بموجب قوانين‪،‬‬
‫‪ -‬نفقات صيانة األمالك المنقولة و العقارية‪،‬‬
‫‪ -‬نفقات صيانة الطرق‪،‬‬
‫‪ -‬المساهمات البلدية و األقساط المترتبة عليها‪،‬‬
‫‪ -‬االقتطاع من قسم التسيير لفائدة قسم التجهيز و االستثمار‪(،‬اقتطاع بموجب مرسوم‬
‫‪1‬‬
‫‪ 145-67‬متعلق باالقتطاع من إيرادات التسيير)‬

‫‪ 1‬عبد الكريم صادق بركات‪،‬المالية العامة‪،‬الدار الجامعية‪ ،‬لبنان‪ ،1986،‬ص ‪.187‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪، 198‬قانون ‪ 10 -11‬متعلق بالبلدية ‪ ،‬مرجع سابق‬

‫‪31‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬فوائد القروض‪،‬‬
‫‪ -‬أعباء التسيير المرتبطة باستغالل تجهيزات جديدة‪،‬‬
‫‪ -‬مصاريف تسيير مصالح البلدية‪،‬‬
‫‪ -‬األعباء السابقة‪،‬‬
‫يحتوي قسم التجهيز و االستثمار في النفقات خصوصا على ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬نفقات التجهيز العمومي‪،‬‬
‫‪ -‬نفقات المساهمة في رأس المال بعنوان االستثمار‪،‬‬
‫‪ -‬تسديد رأسمال القروض‪،‬‬
‫‪ -‬نفقات إعادة تهيئة المنشات البلدية"‬
‫كما نصت المادة ‪ " 199‬ال تعد إجبارية بالنسبة للبلدية إال النفقات الملقاة على عاتقها‬
‫بموجب التشريع و التنظيم المعمول بهما و النفقات المتعلقة بتسديد الديون الواجبة األداء‬
‫في إطار القرض"‬
‫‪2‬‬
‫كما يمكن تصنيف نفقات البلدية إلى إجبارية و أخرى ضرورية وهي كاألتي‪:‬‬
‫أ‪ .‬نفقات إجبارية‪ :‬وهي التي يمكن االستغناء عنها حتى في حالة األزمات لكونها‬
‫ضرورية والبد منها في تسيير شؤون البلدية ‪ ،‬فاألولويات لها دائما لضمان سير‬
‫هياكل البلدية وتتمثل في نفقات المستخدمين صف إلى ذلك نسب االقتطاعات‬
‫اإلجبارية المتمثلة في‪:‬‬
‫‪ -‬نسبة ‪ %10‬اقتطاع من قسم التسيير لتغطية نفقات قسم التجهيز و االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة ‪ %2‬موجهة للمساهمة في ضمان الضرائب البلديات‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة ‪ %4‬تدفعها البلديات للصندوق الوالئي للنشاطات الرياضية‪.‬‬
‫ب‪ .‬نفقات ضرورية‪ :‬تشمل هذه النفقات المصاريف التي تتعلق بسير المصالح اإلدارية‬
‫و التي تكون في الغالب ضرورية للسير الحسن لإلدارة‪ ،‬تتعلق بنفقات الماء‪،‬الغاز‪،‬‬
‫الكهرباء‪،‬الهاتف‪.‬‬

‫‪ 1‬مرسوم ‪ 145 - 67‬مؤرخ في ‪ 31‬يوليو ‪ ،1967‬يتعلق باالقتطاع من إيرادات التسيير‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪71‬‬
‫المؤرخة في ‪ 31‬غشت ‪.1967‬‬
‫‪ 2‬عباس عبد الحفيظ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫‪32‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المخطط البلدي للتنميـة ‪PCD‬‬


‫سوف نتطرق من خالل هذا المبحث إلى مفهوم المخطط البلدي للتنمية و خصائصه و‬
‫أهداف التي انشأ من أجلها كما سنتعرف على مدونة المخطط و مضمونها إضافة إلى‬
‫مراحل تسيير التي يمر بها المخطط البلدي للتمنية‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم المخطط البلدي للتنميـة و مدونته‪.‬‬
‫يحضى المخطط البلدي للتنمية ‪ PCD‬بأهمية بالغة من طرف الدولة في تنفيذ مخططاتها‬
‫على المستوى المحلي وسوف نتطرق في هذا المطلب الى فرعين األول خاص بمفهوم‬
‫المخطط و الثاني بمدونة المخطط ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم المخطط البلدي للتنميـة‪:‬‬
‫نتطرق في هذا الفرع الى التعريف بالمخطط و خصائصه و أهدافه‬
‫نصت المادة ‪ 107‬من القانون رقم ‪ 10-11‬متعلق بالبلدية وهو عبارة عن مخطط شامل‬
‫للتنمية في البلدية وهو أكثر تجسيدا لالمركزية على مستوى البلدية و مهمته توفير الحاجات‬
‫الضرورية للمواطنين‪ ،‬هو دعما للقاعدة االقتصادية و محتوى المخطط يشمل عادة‬
‫التجهيزات الفالحية والقاعدة التجارية تجهيزات االنجاز‪ ،‬لكن المجلس البلدي ليس ح ار في‬
‫إعداد هذا المخطط‪ ،‬كما أن هذ المخطط يسجل باسم الوالي فهو الذي يحدد المشاريع الذي‬
‫‪1‬‬
‫يوافق على إنجازها‬
‫برامج أعمال قصيرة المدة‬ ‫‪2‬‬
‫وقد اعتبرها مرسوم ‪ 136-73‬المؤرخ في ‪ 09‬أوت ‪1973‬‬
‫تقررها السلطات المختصة في إطار مخطط وطني‪.‬‬
‫أدخل أسلوب المخطط البلدي للتنمية في سنة ‪ ، 1973‬ويعتبر من أكثر البرامج التنموية‬
‫استعماال و خاصة بعد صدور مرسوم ‪ 136-73‬المتعلق بشروط تسيير و انجاز‬
‫المخططات البلدية للتنمية‪ ،‬لقد جاء هذا المخطط ليخلف النظام القديم و المتمثل في‬
‫"برنام ج التجهيز المحلي"‪ ،‬إذ تتكفل الدولة بتمويل بعض المشاريع المدرجة في المخططات‬
‫البلدية بعد أن تكون قد وافقت عليها‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد طاهر غزيز‪،‬مرجع سابق ص ‪71‬‬


‫‪ 2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 136 -73‬مؤرخ في ‪ 09‬غشت ‪ 1973‬متعلق بشروط تسيير و تنفيذ مخططات البلديات الخاصة‬
‫بالتنمية‪،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 67‬مؤرخة في ‪ 21‬غشت ‪. 1973‬‬

‫‪33‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫تندرج مخططات البلدية للتنمية في إطار سياسة التوازن الجهوي ‪،‬قصد إعطاء كل بلدية‬
‫حظوظا متساوية في التنمية‪،‬و تستجيب مساعدة الدولة هذه إلى االنشغال بضمان قابلية‬
‫اقتصادية نسبية للجماعات المحلية ‪ ،‬وذلك بتكملة النشاطات المشروع فيها في إطار‬
‫المخططات غير ممركزة و المعتمدة من طرف الوالة ‪ ،‬في إطار االستثمارات من االدخار‬
‫‪1‬‬
‫اإلجمالي الذي تقتطعه البلديات من مواردها الخاصة‬
‫من خالل ما تقدم فان المخططات البلدية للتنمية هي عبارة عن برامج عمل تقررها السلطات‬
‫المختصة في إطار المخطط الوطني و تحدد مدتها و أولويتها وكيفية تمويليها‪ ،‬ويتم انجازها‬
‫عبر مراحل ‪ ،‬حيث تتكفل كل بلدية بإعداد واعتماد مشاريعها التنموية وترفعها للوالية‪ ،‬كما‬
‫تعتبر من االختصاصات المباشرة للمجلس الشعبي البلدي ‪ ،‬هذا األخير يقوم بإعداد برامجه‬
‫السنوية والمتعددة السنوات الموافقة لمدة عهدته و يصادق عليها و يسهر على تنفيذها‪.‬‬
‫ويكون االختيار للعمليات المنجزة في إطار المخططات البلدية لتنمية و مالئمتها من‬
‫صالحيات المجلس الشعبي البلدي و رئيسه بصفته أم ار بالصرف لكن رغم ذلك فان المجلس‬
‫الشعبي البلدي ال يحتكر لوحده هذا االختصاص‪ ،‬بل يساهم لجانبه مجموعة من الهياكل و‬
‫اإلدارات في انجازه و المصادقة عليه و متابعته‪.‬‬
‫ومن خصائص و أهداف المخطط البلدي للتنميـ ـ ـة ‪PCD‬‬
‫‪ :I‬خصائص المخطط البلدي للتنمية‬
‫نتطرق ضمن هذا العنوان الى الخصائص أو المميزات التي تميز المخطط ‪ PCD‬عن باقي‬
‫المخططات‪:‬‬
‫أ‪ /‬خصائص (مميزات) مخطط البلدي للتنمية ‪ :‬يتميز المخطط البلدي للتنمية بمجموعة من‬
‫السمات التي تميزه عن باقي مخططات التنمية سواء على المستوى المحلي أو الوطني‪.‬‬
‫فنجد المخطط البلدي للتنمية مكمل و متمم للتنمية المحلية على مستوى البلدية‪،‬حيث يعمل‬
‫على تجسيد المنطلقات التنموية للدولة على المستوى المحلي بالنظر لخصوصية كل بلدية‪،‬‬

‫‪ 1‬ليندة لونيسي‪ ،‬المخطط البلدي للتنمية و دوره في تنمية البلدية‪،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية ـ العدد التاسع ـ جوان‬
‫‪،2016‬ص‪.229‬‬

‫‪34‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫كما انه يتميز باالستم اررية فهو يعد كل سنة ‪،‬فالمشاريع المسجلة ضمن المخطط البلدي‬
‫للتنمية تتميز بأنها صغيرة و ال تتجاوز في العادة مدة انجازها السنة ‪.‬‬
‫ويتميز كذلك بكونه يمول من الدولة ‪ ،‬ذلك لجميع البلديات عكس بعض البرامج التنموية‬
‫األخرى كالصندوق المشترك للجماعات المحلية‪ ،‬مثال الذي يمول البلديات التي تعاني عجز‬
‫مالي فقط ‪.‬‬
‫إضافة لوجود برامج أخرى تخصص لمناطق دون أخرى كصندوق تنمية الجنوب و‬
‫الهضاب العليا‪ ،‬كما نجد أن المخططات البلدية تسعى إلنعاش قطاع التنمية للبلديات وذلك‬
‫لمحو االختالفات الجهوية الموجودة بين البلديات ‪ ،‬كما نجد أنها متنوعة حيث نالحظ وجود‬
‫عدة أنواع للمخططات البلدية مثل المخططات التكميلية االستعجالية ‪ ،‬المخططات الخاصة‬
‫بالفيضانات و الكوارث الطبيعية‪.‬‬
‫و تتميز المخططات البلدية للتنمية بأن تجسيدها على أرض الواقع يمر من خالل إشراك‬
‫عدة جهات و فواعل في عملية بناءها سواء على المستوى المحلي أو على مستوى المركزي‬
‫(الوصاية)‪.‬‬
‫إذن فالمخططات البلدية للتنمية هي أداة أساسية تقوم عليها عملية التنمية المحلية في‬
‫الجزائر و يظهر ذلك من خالل مجمل الخصائص التي تتميز بها ‪ ،‬فهي تعبر عن‬
‫‪1‬‬
‫التوجهات التنموية للسياسة العامة في الجزائر‪.‬‬

‫ب‪ /‬تمييزه المخطط البلدي عن باقي المخططات‪:‬‬


‫سوف نتطرق الى المميزات التي يتميز بها مخطط ‪ PCD‬عن باقي المخططات على النحو‬
‫االتي‪:‬‬
‫‪1‬ـ تمييزه عن المخطط الوطني التنمية (‪ :)PND‬لخصناه في الجدول التالي رقم (‪)01‬‬

‫‪ 1‬عادل انزران و انتصار عريوات ‪ ،‬دور المخططات البلدية في التنمية المحلية في الجزائر‪،‬المجلة الجزائرية لألمن‬
‫اإلنساني‪،‬العدد السادس‪،‬جويلية ‪ ،2018‬ص ‪ 65‬و ‪.66‬‬

‫‪35‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫الجدول رقم (‪ )01‬المتعلق بـ‪ :‬المخطط البلدي للتنمية وتميزه عن المخطط الوطني للتنمية‪.‬‬

‫المخطط البلدي للتنمية (‪)PCD‬‬ ‫المخطط الوطني للتنمية (‪)PND‬‬

‫▪ مكمل و مفصل للخطوط العريضة‬ ‫▪ عام و شامل لتوازنات الكبرى‪.‬‬


‫الموجودة في المخطط الوطني للتنمية‪.‬‬ ‫▪ ال يتطرق إلى تفاصيل كل منطقة‬
‫▪ يعتبر أدرى بحاجيات و كماليات كل‬ ‫وحاجياتها على حدى‪.‬‬
‫منطقة‪.‬‬ ‫▪ يقوم بتحديد التوجهات االقتصادية‬
‫▪ يتم تحضيره في إطار احترام التوجهات‬ ‫الكبرى و التي البد من احترامها‪.‬‬
‫الكبرى للمخطط الوطني للتنمية‪.‬‬

‫يمكن القول من خالل الجدول رقم (‪ )01‬أن المخطط الوطني للتنمية يشمل توازنات العامة‬
‫لالقتصاد الوطني بحث يحدد الخطوط العريضة للتنمية و لكنه ال يتطرق إلى التفاصيل‬
‫المتعلقة بخصوصيات و متطلبات كل منطقة من التراب الوطني لذلك يتطلب إعداد المخطط‬
‫البلدي للتنمية و الذي يتخذ كمرجع له و يحترم التوجيهات التي يتضمنها فهو يقوم بتفصيل‬
‫الخطوط العريضة للمخطط الوطني للتنمية و يكمله باعتباره أدرى بخصوصيات و‬
‫‪1‬‬
‫احتياجات كل منطقة في مجال التنمية‪.‬‬

‫‪ 1‬حمزاوي سيد علي ‪،‬تأثير سياسة ترشيد نفقات العمومية في الجزائر على المخططات البلدية لتنمية‪،‬مذكرة ماستر‪،‬قسم‬
‫العلوم السياسية‪،‬كلية الحقوق‪،‬جامعة أحمد بوقرة ‪،‬بومرداس ‪، 2017/2016،‬ص ‪.63‬‬

‫‪36‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 2‬ـ تمييزه عن المخطط القطاعي للتنمية (‪ :)PSD‬لخصناه في الجدول التالي قم (‪:)02‬‬

‫الجدول رقم (‪ )02‬المتعلق بـ‪:‬المخطط البلدي للتنمية و تميزه عن المخطط القطاعي للتنمية‪.‬‬

‫المخطط البلدي للتنمية (‪)PCD‬‬ ‫المخطط القطاعي للتنمية)‪(PSD‬‬

‫▪ يسجل باسم الوالي وينفذ باسم رئيس‬ ‫▪ يسجله ينفذه الوالي‪.‬‬


‫المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬ ‫▪ االعتمادات المالية المخصصة‬
‫▪ االعتمادات المالية المخصصة‬ ‫النجاز المشاريع ال تستهلك بكاملها‬
‫لمشاريعه تستهلك قبل نهاية السنة‬ ‫عند نهاية السنة المالية‪.‬‬
‫المالية‪.‬‬ ‫▪ المشاريع المسجلة في هذا األخير‬
‫▪ المشاريع المسجلة في هذا األخير‬ ‫غالبا ما تتجاوز السنة‪.‬‬
‫هي في معظمها صغيرة و تنجز‬
‫عادة قبل نهاية السنة المالية‪.‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول رقم (‪ )02‬أنه بالنسبة لـ (‪ )PSD‬يسجله و ينفذه الوالي‪ ،‬بالنسبة‬
‫لالعتمادات المخصصة بمشاريعه فهي ال تخص عادة سنة مالية واحدة نظ ار لكون المشاريع‬
‫القطاعية ضخمة و تمتد للمدى المتوسط و الطويل في عملية تنفيذها هذا ما سيجعل فيه نوع‬
‫من االستحالة إلقفال هذه العمليات في إطار سنة مالية واحدة‪.‬‬
‫أما المخطط البلدي للتنمية فهو يسجل باسم الوالي وينفذه رئيس المجلس الشعبي البلدي‪،‬‬
‫مع العلم أن اعتمادات الدفع المخصصة له تستهلك قبل نهاية السنة المالية هذا ما يجعل‬
‫انجاز المشاريع يكون قبل نهاية السنة المالية هكذا يتم إغالق العمليات المسجلة في إطار‬
‫مخطط البلدي للتنمية ‪.‬‬
‫رجوعا للمخطط القطاعي للتنمية ف برنامج مكون من عمليات التجهيز و االستثمار المتعلقة‬
‫بالقطاعات مثل‪ :‬التربية ‪ ،‬التكوين‪ ،‬الفالحة‪...‬الخ‪ ،‬يمكن القول أن المخطط القطاعي للتنمية‬

‫‪37‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫هو عبارة عن همزة وصل بين المديريات المركزية الغير ممركزة و القطاعات الموجودة على‬
‫‪1‬‬
‫مستوى الوالئي لغرض تحقيق التوازن الجهوي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ تمييزه عن البرامج األخرى‪ :‬لخصناه في الجدول التالي رقم (‪:)03‬‬
‫الجدول رقم (‪ )03‬المتعلق بـ‪ :‬المخطط البلدي و تمييزه عن البرامج األخرى‪.‬‬

‫المخطط البلدي للتنمية (‪)PCD‬‬ ‫الصندوق المشترك للجماعات المحلية‬


‫تمويل مشاريع البلديات التي تعاني من عجز‬
‫مالي في ميزانياتها‪.‬‬
‫البلديات‬ ‫جميع‬ ‫يشمل‬ ‫الدولة‬ ‫تمويل‬ ‫برامج ميزانية الوالية‬
‫تمول به البلديات العاجزة على مستوى إقليمها الموجودة على مستوى التراب الوطني‪.‬‬
‫برامج ميزانية البلدية‬
‫تستفيد منه البلديات الفقيرة الموجودة في‬
‫المناطق النائية و المعزولة‪.‬‬
‫صندوق الوطني للتنمية مناطق الجنوب‬

‫تستفيد منه البلديات الصحراوية و شبه‬


‫صحراوية العاجزة ماليا‪.‬‬
‫نالحظ من الجدول رقم (‪ )03‬أن المخطط البلدي للتنمية يتميز عن البرامج األخرى كما‬
‫‪2‬‬
‫يلي‪:‬‬

‫✓ تمييزه عن الصندوق المشترك للجماعات المحلية ‪ :‬يمكن استخراج االختالف بينهما في‬
‫طريقة تمويل الدولة لمشاريعها على مستوى البلدية فالصندوق المشترك للجماعات‬
‫المحلية يقدم برامج تستفيد منها البلديات التي تعاني من عجز مالي محسوس في‬
‫ميزانيتها األولية اإلضافية ‪ ،‬بينما تمويل الدولة بواسطة المخطط البلدي للتنمية فيستفيد‬
‫منه جميع البلديات على مستوى اإلقليم الوطني‪.‬‬

‫‪ 1‬حمزاوي سيد علي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.64‬‬


‫‪ 2‬حمزاوي سيد علي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.65‬‬

‫‪38‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫✓ تمييزه عن برامج ميزانية الوالية‪ :‬تمنح ميزانية الوالية إعانات للبلديات التي تعاني عجز‬
‫دائم و مزمن على مستوى الوالية‪.‬‬
‫✓ تمييزه عن برامج البلدية‪ :‬برامج ميزانية البلدية التي تستفيد منها البلدية الفقيرة و المعزولة‬
‫خاصة منها الموجودة في المناطق الصحراوية ‪ ،‬السهوب العليا و المناطق الجبلية و‬
‫التي تتميز كلها بقلة مواردها المالية و عجزها المالي الدائم‪.‬‬
‫✓ تمييزه عن الصندوق الوطني لتنمية مناطق الجنوب‪ :‬بالنسبة لهذا االخير فه يقوم بمنح‬
‫برامج للتنمية لهذه البلديات في مجاالت محددة تخص المناطق الصحراوية مثل ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫السهوب والهضاب العليا‪.‬‬

‫‪ :II‬أهداف المخطط البلدي للتنمية‬

‫تعد التنمية من صالحيات و مسؤولية البلدية‪ ،‬وتعني برنامجا منسجما‪،‬معدا على أساس‬
‫إحصاء المناطق التي يستوجب ترقيتها وتشخيص العمليات التي يفترض القيام بها بالنظر‬
‫إلى حاجيات وطلبات المواطنين ‪ ،‬و توفير الوسائل الالزمة لتحقيقه‪ ،‬وقد سعى المشرع‬
‫الجزائري إلى منح المركزية في اتخاذ القرار و إعداد البرامج للجماعات المحلية و بمقتضى‬
‫ذلك أصبحت البلدية بموجب القانون ‪ 10/11‬المتضمن قانون البلدية تساهم إلى جانب‬
‫الدولة في العمل على تهيئة اإلقليم و التنمية االقتصادية و االجتماعية و الثقافية و كذا‬
‫الحفاظ علة اإلطار المعيشي للمواطن و تحسينه‪،‬ومن بين المهام الرئيسية التي أوكلت للبلدية‬
‫للنهوض بعملية التنمية المحلية هي تحضير المخططات البلدية للتنمية ‪ ،‬و التي تهدف من‬
‫‪2‬‬
‫ورائها إلى ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬القضاء على الزحف الريفي‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين ظروف المعيشة للمجتمع المدني و الريفي‪ ،‬من خالل فك العزلة وبناء المرافق‬
‫االجتماعية و الثقافية و الهياكل القاعدية ‪،‬من شبكات المياه الصالحة للشرب و شبكة‬
‫التطهير و التهيئة العمرانية‪.‬‬

‫‪ 1‬حمزاوي سيد علي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.66‬‬


‫‪ 2‬ليندة لونيسي‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.230‬‬

‫‪39‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬محاولة تدارك النقائص التي عرفتها برامج التنمية المحلية خاصة من جهة مركزية‬
‫تسيير االعتمادات و العراقيل الناجمة عنها‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير المبادرات المحلية‪،‬و البحث عن حلول محلية لمشاكل البلديات عن طريق‬
‫مجمل المنافع االقتصادية االجتماعية المحلية في المخطط البلدي‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع مجالي التوازن لالستثمارات المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين استغالل الطاقات و اإلمكانات المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬دمج البلدية في مسار التخطيط الوطني‪.‬‬
‫و نظ ار ألهمية المخطط البلدي للتنمية‪ ،‬و سعيا لتحقيق األهداف السابقة‪ ،‬نجد أن‬
‫الدولة الجزائرية تسعى دائما لتقدم مبالغ مالية ضخمة تقررها في قانون المالية تحت‬
‫عنوان مخططات البلدية للتنمية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مدونة المخطط البلدي للتنميـة‬

‫أوال ‪ :‬تعريفها نصت عليها المادة ‪ 03‬من المرسوم ‪ " 136/73:‬إن العمليات المعتمدة في‬
‫إطار المخطط البلدي للتنمية في الجدول البلدي لتجهيز و االستثمار"‪ 1‬و المادة ‪ 04‬من‬
‫نفس المرسوم في فقرتها األولى " تدرج كل سنة في الجدول البلدي و في كل قطاع و فصل‬
‫جميع عمليات التجهيز و االستثمار المقيد في المخطط البلدي للتنمية "‪ .‬حددت مدونة‬
‫االستثمارات بالمنشور الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 1974 /05/20‬المتعلق باالستثمار و‬
‫المعدل بالمنشور رقم ‪ 88/01‬المتعلق بنظام تحديد عمليات االستثمارات المخططة ‪،‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 227/ 98‬المؤرخ في ‪ 1998 /07/13‬المتعلق بنفقات الدولة‬
‫للتجهيز‪.‬‬
‫من خالل مفهوم مدونة االستثمارات يمكن تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تسمح بربط العالقة بين برامج االستثمارات و أهداف تحقيق االحتياجات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬تسمح بمتابعة تنفيذ االستثمارات‪.‬‬
‫‪ -‬تسهل مختلف عمليات التحليل االقتصادي و المالي المرتبطة باالستثمارات‪.‬‬
‫تنقسم مدونة المخطط البلدي للتنمية إلى أربعة مستويات وهي ‪:‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ، 03‬مرسوم رقم ‪،136 -73‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ /1‬القطاع‪ :‬يتعلق بالنشاط أو الوظيفة المهمة على المستوى العام لالقتصاد و تشمل ‪09‬‬
‫قطاعات (المخطط البلدي للتنمية هو القطاع قم ‪.)09‬‬
‫‪ /2‬القطاع الفرعي‪ :‬يقسم القطاع إلى مجموعة من نشاطات أو فروع أو برامج و تشمل على‬
‫أكثر من ‪ 40‬قطاع فرعي‪.‬‬
‫‪ /3‬الفصل‪ :‬يكون الوحدة األساسية للتصنيف‪ ،‬ويمثل الفرع أو النشاط أو الهدف المهم في‬
‫االقتصاد الوطني و يشمل على أكثر من ‪ 120‬فصل‪.‬‬
‫‪ /4‬المادة‪ :‬تجمع في إطار كل فصل على حسب غايتها يشتمل كل فصل على األكثر‬
‫‪ 09‬مواد‪.‬‬
‫• يمكن تجسيد (انجاز) االستثمار وفق ثالثة طرق وهي ‪:‬‬
‫▪ البرامج قطاعية ممركزة ‪ :‬متعلقة بالعمليات باسم اإلدارات المركزية‪.‬‬
‫▪ البرامج قطاعية الغير ممركزة ‪ :‬تتعلق ببرامج باسم الوالي‬
‫▪ مخططات البلدية للتنمية‪ :‬تخص المشاريع من تسيير البلدي‬
‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬مضمون المدونة‪:‬‬
‫طبقا للمقرر رقم ‪ 2001/01‬بتاريخ ‪ 21‬نوفمبر‪ 2001‬الصادر عن وزير المالية‬
‫الو ازرية‬ ‫ومتضمن تعديل على مدونة المخطط البلدي للتنمية ‪ ، PCD‬حسب التعليمة‬
‫رقم‪ 14801:‬صادرة عن وزير المالية و وزير الداخلية و جماعات المحلية‬ ‫‪2‬‬
‫المشتركة‬
‫بتاريخ ‪ 08‬ديسمبر ‪ 1975‬المتعلقة بشروط تسيير و انجاز المخططات البلدية للتنمية‪،‬التي‬
‫تتضمن طريقة تنفيذ المخططات البلدية للتمنية‪ ،‬ومنه مضمون مدونة على النحو األتي ‪:‬‬
‫قطاعات فرعية يندرج تحت كل منها فصول و كل فصل يتضمن مجموعة من المواد‪.‬‬
‫نأخذ على سبيل المثال ال الحصر ‪:‬‬
‫➢ القطاع الفرعي ‪ :69‬تربية و تكوين‬
‫✓ الفصل ‪ 691‬تربية تكوين‪:‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ :1‬إعادة بناء ـ ـ ـ المادة ‪ :2‬ترميمات كبرى‪.‬‬

‫‪Décision N° 01/2001 portant modification de la nomenclature des investissements publics .1‬‬


‫‪Instruction interministérielle N°14801 relative aux conditions de gestion et de réalisation des plans 2‬‬
‫‪communaux de développement.‬‬

‫‪41‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬المادة ‪ :3‬إعادة تهيئة ـ ـ المادة ‪ :4‬تجديد التجهيزات‬


‫‪ -‬المادة ‪ :5‬بناء قاعات تدريس‬
‫المطلب الثاني مراحل تسيير المخطط البلدي للتنميـــة‬
‫بعد أن تطرقنا إلى تعريف المخطط البلدي للتنمية و مدونته و أهدافه التي أنشأ من أجلها‬
‫سوف نتطرق في هذا المبحث إلى مراحل تسيير المخطط البلدي للتنمية إلى غاية تنفيذه‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مرحلة تسجيل المخطط البلدي للتنمية‪:‬‬
‫نتطرق في هذا الفرع الى كيفية التسجيل و كذا ق اررات التسجيل‬
‫أوال‪ :‬كيفية التسجيل‪:‬‬
‫عند نهاية كل سنة ميالدية ‪ ،‬وتحت إشراف رئيس مجلس الشعبي البلدي‪ ،‬تتولى المصالح‬
‫البلدية تحديد تقديرات في البطاقة التقنية من طرف مصالح البلدية مباشرة أو عن طريق‬
‫مكاتب دراسات‪.‬‬
‫يكون إعداد بطاقات تقنية لكل عملية مقترحة بعد إحصاء و تحديد جميع حاجيات سكان‬
‫البلدية و ترتيبها حسب األولوية‪،‬حيث يتم تحديد طبيعة األشغال أو التجهيزات المراد انجازها‬
‫بالتفصيل‪ ،‬و الكلفة المالية للمشروع من خالل إعداد البطاقة "‪ " fiche technique‬يتم‬
‫التداول عليها في المجلس الشعبي البلدي ثم تعرض االقتراحات على اللجنة التقنية للدائرة‬
‫‪1‬‬
‫لمناقشتها و ترتيب أولوياتها حسب أهمية المشروع‬
‫تتوج أشغال لجنة الدائرة ضمن محضر اجتماع يرفع الى اللجنة التقنية بالوالية و تحت رئاسة‬
‫والي الوالية ‪ ،‬و بحضور مدير التخطيط التهيئة العمرانية (‪ )DPSB‬بالوالية ‪ ،‬و كذا رئيس‬
‫المجلس الشعبي الوالئي ‪ ،‬ويتم إجراء عملية التحكيم للعمليات المقترحة ‪ ،‬المرفوعة إليها من‬
‫قبل لجنة الدائرة و ضبطها ‪ ،‬ويقوم الوالي بدوره بطلب اإلعانات المالية الالزمة لتنفيذ‬
‫المخططات البلدية من السلطات المركزية‪ ،‬التي تقررها الدولة إجماال في إطار قانون المالية‬
‫تحت عنوان مخططات البلدية للتنمية ثم تخصص كل والية‪ 2‬و هذا ما نصت عليه المادة‬
‫‪ 21‬من مرسوم تنفيذي رقم ‪" 227-98‬يخضع برنامج التجهيز العمومي التابع لمخططات‬

‫‪ 1‬عبد السالم ريان‪ ،‬إشكالية التنمية المحلية و مدى فعالية البرامج البلدية للتنمية بوالية األغواط ‪،‬مذكرة ماجستير المدرسة‬
‫العليا لالساتذة في االدب العلوم اإلنسانية ‪ ،‬بوزريعة ـالجزائر‪ ،‬سنة ‪ 2006‬ص‪.111‬‬
‫‪ 2‬ليندة لونيسي‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.232‬‬

‫‪42‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫البلدية للتنمية إلى رخصة شاملة حسب الوالية ‪ ،‬يبلغها الوزير المكلف بالميزانية بعد استشارة‬
‫‪1‬‬
‫الوزير المكلف بالمالية"‬
‫ثانيا‪ :‬ق اررات التسجيل ‪ :‬في إطار مخططات البلدية للتنمية ‪ PCD‬توجد نوعين من الق اررات‪:‬‬

‫مقرر برنامج ) ‪ )Autorisation-programme‬أو رخصة البرنامج صادر عن وزير‬


‫المالية و مقرر تسجيل ) ‪ )décision-programme‬خاص بكل عملية تعده الوالية‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ بمقرر برنامج ) ‪2 :)Autorisation-programme‬هذه المقررات يطلق عليها‬


‫اختصار (‪ )AP‬يعدها وزير المالية معرفة برقم مكون من ستة أرقام وهي كاالتي من اليسار‬
‫الي اليمين‪:‬‬
‫‪ -‬الوضعية األولى الثانية‪ :‬سنة تسجيل رخصة البرنامج‪.‬‬
‫‪ -‬الوضعية الثالثة و الرابعة‪ :‬الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬الوضعية الخامسة و السادسة‪ :‬رقم الترتيب‪.‬‬
‫مثال‪ :19.30.01 :‬هو رقم مقرر البرنامج األول لسنة ‪ 2019‬لوالية ورقلة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ مقرر تسجيل ) ‪ 3:)Décision-programme‬هو المقرر الذي يعده الوالي بناء‬
‫على مقرر ـ برنامج ‪ ،‬الذي يعده وزير المالية وكل مقرر من هذا النوع يحتوي على رقمين‪:‬‬
‫ـ رقم ثابت و ـ رقم تحليلي‬
‫‪ 2‬ـ‪ 1‬الرقم الثابت‪ :‬هذا الرقم صادر عن مصالح الوالية لكل عملية لمخططات التنمية‬
‫للبلديات مسجلة لصالح البلدية و يتكون هذا الرقم من تسعة أرقام و هي كاألتي من اليسار‬
‫إلى اليمين‪:‬‬
‫‪ -‬الستة أرقام األولى ‪ :‬تمثل الرقم الثابت لمقرر البرنامج‪.‬‬
‫‪ -‬الثالثة أرقام التالية ‪ :‬تمثل رقم الترتيب للعملية الصادرة عن مصالح الوالية‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر المادة ‪، 21‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 227 -98‬مؤرخ في ‪ 13‬جويلية ‪ 1998‬متعلق بنفقات الدولة لتجهيز‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪،98‬مؤرخة في ‪ 15‬جويلية ‪.1998‬‬
‫‪Instruction interministérielle N°14801,OP CIT.2‬‬
‫‪Instruction interministérielle N°14801, OP CIT .3‬‬

‫‪43‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫مثال‪ 19.30.120 :‬يعبر عن العملية ‪ 120‬الصادرة عن والية ورقلة للمقرر برنامج رقم‬
‫‪ 19.30.01‬لوالية ورقلة‪.‬‬

‫‪ 2 -‬ـ ‪ 2‬الرقم التحليلي ‪ :‬هذا الرقم الصادر عن مصالح الوالية و هو رمز مكون من‬
‫‪ 17‬رقم و حرف يتكون من اليسار إلى اليمين‪: 1‬‬
‫‪ -‬الوضعية األولى ‪:‬حرف يرمز إلى نوعية البرنامج‬

‫حرف‪ N :‬برنامج عادي ‪ ،‬حرف‪ S :‬برنامج خاص ‪ ،‬حرف‪ U :‬برنامج مستعجل‬

‫‪ -‬الوضعية الثانية ‪ :‬حرف يرمز إلى الفترة المعنية‪.‬‬

‫حرف‪ D :‬مثال يرمز للفترة من ‪ 1‬جانفي ‪ 1985‬الى ديسمبر ‪.1998‬‬

‫أما الحروف ‪ « ’’E’’ ,’’F’’,’’L’’,”K’’ » :‬فهي برامج رئيس الجمهورية مخصصة‬


‫‪2‬‬
‫للنمو االقتصادي ‪:‬‬
‫‪ -‬الوضعية الثالثة ‪ :‬رقم يرمز إلى نوعية التمويل‬
‫‪ :5‬مساعدة نهائية ‪ :06 ،‬مساعدة مؤقتة ‪ :07 ،‬تمويل ذاتي ‪ :08 ،‬تمويل مختلط‪.‬‬
‫‪ -‬الوضعية الرابعة إلى السادسة‪ :‬الفصل‪.‬‬
‫‪ -‬الوضعية السابعة ‪ :‬المادة‪.‬‬
‫‪ -‬الوضعية الثامنة إلى الثالثة عشر‪ :‬رمز المسير‪ 263.259 3‬رمز المسير (بلدية‬
‫تقرت)‪.‬‬
‫▪ رموز مسيري بلديات و الية رقلة في ملحق رقم ‪ .01‬من المنشور الوزاري المشترك‬
‫رقم ‪ 05‬مؤرخ في ‪ 31‬مارس ‪.1985‬‬
‫‪ -‬الوضعية الرابعة عشر الى الخامسة عشر‪ :‬سنة التسجيل‪.‬‬

‫‪Circulaire interministérielle N°05 le 31 mars 1985, portant -système d’indentification des 1‬‬
‫‪investissements planifie – Code de gestionnaire.‬‬
‫‪ 2‬حمزاوي سيد علي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.76‬‬
‫‪Circulaire interministérielle N°05 le 31 mars 1985, OP CIT.3‬‬

‫‪44‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬الوضعية السادسة عشر و السابعة عشر‪ :‬رقم ترتيب العملية في المادة المعنية خالل‬
‫سنة التسجيل‪.‬‬
‫مثال‪ :‬عن رقم مقرر تسجيل عملية ‪ PCD‬بلدية تقرت‬
‫عملية رقم ‪ NL5.793.1.263.259.15.06 :‬بعنوان متابعة و تعبيد شارع ‪ 01‬نوفمبر‪.‬‬

‫وهي العملية رقم ‪ 06‬في سنة ‪ 2015‬في فصل التهيئة الحضرية و المادة متعلقة بالطرقات‬
‫نوع التمويل نهائي و نوع البرنامج عادي‪.‬‬

‫❖ تنتهي مرحلة التسجيل باستخراج مقرر تسجيل العملية من مديرية البرمجة و متابعة‬

‫الميزانية (‪ )DPSB‬و (‪ )DPAT‬سابقا وهي مديرية تنفيذية تحت سلطة الوالي‪ ،‬هذا األخير‬
‫‪1‬‬
‫يرسل ‪ 07‬نسخ من مقرر تسجيل العملية إلى كل من ‪:‬‬

‫رئيس الدائرة ‪ ،‬رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬أمين الخزينة الوالئي‪ ،‬أمين الخزينة البلدي‬
‫المراقب المالي البلدي‪ ،‬نسختين يحتفظ بهما على التوالي لدى مدير اإلدارة المحلية (‪)DAL‬‬
‫و المراقب المالي الوالئي‪.‬‬

‫ومن خالل هذه الرحلة يتبن لنا أنا الولي و صاحب سلطة القرار في منح االعتمادات‬
‫للعمليات المسجلة في مخططات البلدية و المسؤول األول عن ضبط إعداد برامج التنمية‬
‫المحلية بالبلدية كما يمكنه أيضا إصدار مقرر يعدل فيه االعتمادات كليا أو جزئيا وذلك‬
‫حسب طبقا للمادة ‪ 11‬من مرسوم ‪ ،2 136 -73‬يبقى دور رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫االقتراح فقط هذا ما أكدته المادة ‪ 107‬من قانون ‪ 10-11‬متعلق بالبلدية صراحة عندما‬
‫نصت في فقرتا الثانية على "يكون اختيار العمليات التي تنجز في إطار مخطط البلدي‬
‫للتنمية من صالحيات المجلس الشعبي البلدي" ‪ ،3‬يقصد باالختيار هنا االقتراح المشاريع‬
‫فقط من الناحية العملية‪.‬‬

‫‪Instruction interministérielle N°14801,OP CIT.1‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 11‬من مرسوم رقم ‪ ، 136 -73‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪،107‬قانون ‪ 10-11‬متعلق البلدية ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫❖ الجدول رقم (‪ )04‬يبين مبالغ العمليات‪ pcd‬المسجلة بالـ‪ (:‬دج) في سنة ‪2019‬‬
‫لبلديات دائرة تقرت المقاطعة االدارية تقرت والية وقلة‬
‫بلدية الزاوية العابدية‬ ‫بلدية تبسبست‬ ‫بلدية النزلة‬ ‫بلدية تقرت‬
‫‪20.400.000,00 28.000.000,00 32.100.000,00 25.000.000,00‬‬
‫جدول من إعداد الطالبان ‪ ،‬المصدر مديرية البرمجة و متابعة الميزانية والية رقلة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلـــة التنفيذ و اختتام المخطط البلــدي للتنميــــة‬


‫يخضع المخطط البلدي للتنمية كغيره من المخططات الى مرحلة التنفيذ (تحقيق الهدف‬
‫المرجو) مرحلة االختتام و هي المرحلة التي تعبر عن نهاية المخطط‬
‫أوال‪ :‬مرحلة التنفيــــذ‪:‬‬
‫يتم تنفيذ المخطط البلدي للتنمية عن طريق رئيس المجلس الشعبي البلدي طبقا للمادة ‪14‬‬
‫من مرسوم ‪ 136-73‬و أمين الخزينة البلدي على النحو األتي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .1‬دور رئيس المجلس الشعبي ‪:‬‬
‫يعقد رئيس المجلس الشعبي البلدي جلسة مداولة بحضور أعضاء المجلس الشعبي البلدي‬
‫يعلمهم بمقرر تسجيل العمليات ليتم بعدها المصادقة عن طريق مداولة طبقا للمادة ‪ 05‬من‬
‫مرسوم ‪ ، 136-73‬بعد التداول يرسل نسخة من مقر تسجيل العملية للمراقب المالية لتأشير‬
‫عليها (تأشيرة األخذ بالحسبان ‪ )pris en charge‬من أجل متابعة االلتزامات المسبقة‬
‫المرصودة لالنجاز العملية طبقا للمرسوم تنفيذي ‪ 414 -92‬المتعلق بالرقابة المسبقة على‬
‫النفقات الملتزم بها المعدل المتمم‪.‬‬
‫يتعين على رئيس المجلس الشعبي البلدي أن ينفذ عمليات التجهيز و االستثمار التي‬
‫يتولى انجازها ‪ ،‬كما يمكن انجاز هذه العمليات عن طريق استغالل المباشر و إما عن‬
‫طريق مقاولة حسب نص المادة ‪ 14‬و ‪ 15‬من مرسوم‪ ، 136-73‬و الن إمكانيات البلدية‬
‫ضئيلة يستبعد االستغالل المباشر وعليه طبقا للمادة ‪ 17‬دائما من المرسوم ‪ 73‬ـ ‪،136‬‬
‫يشرع رئيس مجلس الشعبي البلدي بعقد الصفقات و االتفاقيات النجاز عمليات التجهيز و‬
‫الستثمار المسندة إليه و ذلك عن طريق مداولة (اجتماع مجلس الشعبي البلدي للتداول)‬

‫‪1 Instruction interministérielle N°14801,OP CIT.‬‬

‫‪46‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫لتحديد كيفيات تنفيذ العمليات عن طريق صفقات (إجراءات الشكلية ) أو عقود (إجراءات‬
‫مكيفة) حسب أذون البرنامج (اعتماد المرصود للعملية) و ذلك طبقا للمرسوم رئاسي‬
‫رقم ‪ 247-15‬مؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2015‬متضمن تنظيم الصفقات العمومية و‬
‫تفويضات المرفق العام‪.1‬‬
‫يتولى مكتب التجهيز للمصلحة المتعاقدة (البلدية) إعداد مشروع دفتر شروط الذي يعرض‬
‫على لجنة الصفقات للبلدية التي يرأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي لغرض تأشير عليه و‬
‫من ثم اإلعالن في الجرائد الوطنية على المناقصة حسب شروط المنصوص عليها في قانون‬
‫الصفقات العمومية رقم ‪ 15‬ـ ـ‪ 247‬ليتم في األخير اختيار المقاولة (المتعامل المتعاقد)‪.‬‬
‫بعد اختيار المقولة يودع ملف اإلداري و التقني باإلضافة للمداولة لدى مصالح الدائرة‬
‫للمصادقة عليها و بعد المصادقة الوصاية يرسل رئيس مجلس الشعبي البلدي ملف إلى‬
‫المراقب المالي البلدي للحصول على تأشيرة للمشروع الصفقة طبقا للمادة ‪ 05‬من مرسوم‬
‫‪ ،‬بعد الحصول على تأشيرة المراقب المالي‬ ‫‪2‬‬
‫تنفيذي رقم ‪ 414 -92‬المعدل و المتمم‬
‫البلدي يسلم رئيس المجلس الشعبي البلدي للمتعامل المتعاقد "األمر بانطالق الخدمة"‬
‫"‪ "ODS‬لبدء األشغال اتبعا للبنود الصفقة‪.‬‬
‫طبقا للقانون ‪ 21-90‬متعلق بالمحاسبة العمومية يمارس رئيس المجلس الشعبي البلدي مهام‬
‫اآلمر بالصرف و ذلك عن طريق قيامه باإلثبات و التصفية و األمر بالدفع النفقة وهي‬
‫نفس المهام المنصوص عليها في المادة ‪ 07‬و ‪ 08‬من المرسوم ‪ ،136 -73‬بما أن‬
‫اعتماد الدفع (‪ )CP‬تكون سنوية يمكنه التصفية النفقات أمر بدفعها في حدود اعتماد الدفع‬
‫المخصص للسنة المعنية و ذلك طبقا للتعليمة الو ازرية مشتركة ‪ 14801‬و ذلك حسب نسبة‬
‫تقدم األشغال‪.‬‬

‫‪ 1‬مرسوم رئاسي رقم ‪ 247 -15‬مؤرخ في‪ 16‬سبتمبر ‪ ،2015‬متضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات المرفق‬
‫العام‪،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 50‬مؤرخة في ‪ 20‬سبتمبر ‪.2015‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ ، 05‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،414 -92‬المؤرخ في ‪ 1992/11/14‬والمتعلق بالرقابة المسبقة على النفقات الملتزم‬
‫بها ‪,‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية العدد ‪ 82‬مؤرخة في ‪ 15‬نوفمبر‪. 1992‬‬

‫‪47‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫ويعتبر دور رئيس مجلس الشعبي البلدي دور إداري محض يسمى بالمرحلة اإلدارية التي‬
‫‪1‬‬
‫تطرقنا إليها في الفصل األول‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬االلتزام و إعداد الحوالة (حوالة الدفع) بما في ذلك التأكد من القيود المحاسبية (اإلسناد‬
‫القانوني للنفقة) تتم وفقا القواعد المنصوص عليها لهذا الغرض‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم بمراسلة أمين الخزينة بموجب جدول خاص بحوالة الدفع مرفق بوثائق ثبوتية‬
‫(ببطاقة االلتزام مؤشر عليها المراقب المالي البلدي ‪ +‬وضعية انجاز األشغال وكل‬
‫وثيقة لها عالقة بالنفقة )‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم في الفترة الممتدة من {‪ 01‬أفريل الى ‪ 01‬جويلية} و من{‪ 01‬أكتوبر إلى ‪01‬‬
‫ديسمبر} من كل سنة من إعداد وضعية البلدية الثالثية لالعتمادات المالية و الموازنة‬
‫المالية لكل العمليات المسجلة باسم المخططات البلدية للتنمية ‪ ،‬الوضعية تكون من ‪06‬‬
‫نسخ و مؤشرة من طرف المراقب المالي البلدي و أمين الخزينة البلدي توزع على النحو‬
‫األتي ‪ 02 :‬نسخة إلى الوالي (اإلدارة المحلية و مديرية البرمجة و متابعة الميزانية ) ‪01‬‬
‫نسخة إلى رئيس الدائرة ‪ 01‬نسخة إلى مراقب المالي البلدي ‪ 01 ،‬نسخة أمين الخزينة‬
‫البلدي و ‪ 01‬نسخة يحتفظ بها رئيس مجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫❖ إال انه يجوز للوالي أن يحل محل رئيس مجلس الشعبي البلدي إذا تم إهمال أو‬
‫رفض ذا األخير تنفيذ مخطط البلدي للتنمي ـة ذلك بعد إنذاره طبقا للمادة ‪ 12‬من‬
‫مرسـ ـوم رقم ‪ ، 136-73‬وقد حددت التعليمة الو ازرية مشتركة ‪ 14801‬مدة ‪ 15‬يوم‬
‫ابتداء من تاريخ استالم رئيس المجلس الشعبي البلدي التسخير من طرف رئيس‬
‫الدائرة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .2‬دور أمين الخزينة البلدي‬
‫يتمثل دور أمين الخزينة البلدي بصفته محاسب عمومي للبلدية في دفع النفقات التي تم‬
‫االلتزام بها من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي بصفته آمر الصرف وذلك طبقا للمادة‬
‫‪ 09‬من المرسوم ‪ ، 136-73‬وذلك بعد التأكد من تأشيرات المراقبة السابقة على غرار‬
‫تأشيرة المراقب المالي البلدي الذي يعتبر مسؤول عن متابعة االلتزامات و تأشير عليها قبل‬

‫‪Instruction interministérielle N°14801,OP CIT.1‬‬


‫‪Instruction interministérielle N°14801,OP CIT2‬‬

‫‪48‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫األمر بدفعها ‪ ،‬الن من مهامه كذلك مراقبة التأشيرات كتأشيرة لجنة الصفقات و ذلك طبقا‬
‫لصالحياته المذكورة في المادة ‪ 36‬من قانون ‪ 21-90‬متعلق بالمحاسبة العمومية وكذا‬
‫القوانين و التنظيمات المعمول بها‪ ،‬كما يقوم أمين الخزينة البلدي بإرسال خمس ‪ 05‬نسخ‬
‫من حوالة الدفع وضعية األشغال إلى كل من ‪:‬‬
‫‪ -‬نسختين إلي الوالية (مديرية اإلدارة المحلية ‪ DAL‬و مديرية المبرمجة و متابعة‬
‫الميزانية ‪ )DPSB‬و نسخة إلى رئيس الدائرة و نسختين ترسالن إلى أمين الخزينة‬
‫الوالئي‪.‬‬
‫✓ يقوم بإعداد وضعية شهرية الستهالك اعتمادات الدفع في نهاية كل شهر إداري‬
‫لكل بلدية حسب فصول مدونة البلدية ‪ ،‬وإذا لم تكن هناك اي عملية دفع خالل‬
‫الشهر يتم إصدار شهادة سلبية (‪ )certificat négatif‬يرسل نسخة إلى أمين‬
‫الخزينة الوالئي ‪ ،‬و نسخة ثانية إلى الوالي ممثلة في مديرية اإلدارة المحلية (‪DAL‬‬
‫تقوم بعملية مقاربة بين الوضعية الشهرية ألمين الخزينة الوالئي و أمين الخزينة‬
‫البلدي لالستهالك) ‪.‬‬
‫✓ يقوم في ‪ 31‬ديسمبر من كل سنة بإعداد وضعية الموقوفة (‪ )arrêté‬لعمليات‬
‫التجهيز الممولة نهائية من ميزانية الدولة حسب كل فصل‪ ،‬تؤشر من طرف رئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي و ترسل ‪ 05‬نسخ إلى الوالي قبل ‪ 05‬جانفي لغرض التحقق‬
‫من األرقام الستخدام الوثائق المحاسبية التي تحتفظ بها مديرية اإلدارة المحلية‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق نقول أن دور أمين الخزينة البلدي يتمثل في دور محاسبي محض يطلق‬
‫عليه بالمرحلة المحاسبية كما سبق التطرق إليه في المبحث األول‪ ،‬فدور يقتصر على دفع‬
‫(تنفيذ) النفقة و إبراء الدين(البلدية) العمومي اتجاه الدائن (المتعامل المتعاقد)‪.‬‬

‫❖ و تستمر تنفيذ العمليات اإلدارية من طرف اآلمر بالصرف البلدي (رئيس المجلس‬
‫الشعبي البلدي) وهي اإلثبات‪ ،‬تصفية و األمر بالدفع و كذا العمليات المحاسبية من‬
‫طرف المحاسب العمومي للبلدية (أمين الخزينة البلدي) إلى غاية أخر وضعية‬
‫أشغال مرفقة بأخر حوالة دفع من العملية (مخطط البلدي للتنمية ‪.1 )PCD‬‬

‫‪Instruction interministérielle N°14801,OP CIT1‬‬

‫‪49‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬مرحلة اختتام المخطط البلدي للتمنيــــــة‪.‬‬


‫كغيره من برامج التجهيز العمومي القطاعي الممركز وغير الممركز المخطط البلدي للتنمية‬
‫له مرحلة ختامية تتمثل في غلق العملية في الحالة العادية عند تنفيذها وتحقيق الهدف الذي‬
‫أنشأت من أجل و إما تختتم العملية بغلق استثنائي أو بإلغائها نهائيا دون تنفيذها‪.‬‬
‫‪ .1‬غلق العملية للمخطط البلدي للتنمية‪:‬‬
‫عند نهاية العملية يتم تخصيص الرصيد المتبقي من اعتماد الدفع لتمويل المشاريع ذات‬
‫األولوية داخل البلدية أو بشكل موسع على مستوى الوالية‪،‬ويتم هذا التحويل بمقرر تفريد‬
‫تعديلي يسمى قرار إعادة هيكلة أو إعادة تقييم طبقا للمادة ‪ 24‬مكرر ‪ 1‬من مرسوم تنفيذي‬
‫رقم ‪ 227-98‬مؤرخ في ‪ 13‬يوليو ‪ 1998‬متعلق بنفقات الدولة للتجهيز ‪ ،‬وذلك باالعتماد‬
‫نفس األشكال المتبعة في تسجيلها‪.1‬‬
‫يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي ‪-‬باعتباره اآلمر بالصرف‪ -‬بإصدار بطاقة غلق العملية‬
‫التي تتضمن رخصة البرامج (اعتماد اإلجمالي المرصود للعملية) و المبلغ الملتزم به و‬
‫المبلغ المدفوع نهائيا و الرصيد المتبقي للعملية وذلك بمعية كل من المراقب المالي البلدي و‬
‫أمين الخزينة البلدي كل حسب اختصاصه ‪. 2‬‬
‫ليتم في األخير إصدار مقرر غلق العملية باسم الوالي عن طريق مدير البرمجة متابعة‬
‫الميزانية (‪ )DPSB‬ويتم إرساله لرئيس المجلس الشعبي البلدي عن طريق رئيس الدائرة‬
‫حيث يقوم رئيس مجلس الشعبي البلدي بإرسال نسخة للمراقب المالي البلدي مع بطاقة‬
‫االلتزام للتأشير عليها وبهذا اإلجراء تغلق العملية نهائيا‪.‬‬
‫المحضر من طرف اآلمر بالصرف والمؤشر‬
‫ّ‬ ‫إن عملية االختتام تتم على أساس ملف الغلق‬
‫‪3‬‬
‫من طرف أمين الخزينة ما بين البلديات المعنية‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 24‬مكرر ‪،1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪،227 -98‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬يتم ارسال ‪ 06‬نسخ ‪ :‬نسخة الى كل من أمين الخزينة البلدي ‪،‬أمين الخزينة الوالئي ‪ ،‬المراقب المالي البلدي ‪،‬‬
‫‪ DPSB ،DAL‬ونسخة يحتظ بها رئيس مجلس الشعبي البلدي‬
‫‪( 3‬يحتوي ملف الغلق على‪ :‬ملف االختتام النموذجي ‪ ،‬تصريح باالختتام النهائي المؤشر من طرف مصالح التقنية‬
‫والمالية للبلدية‪ ،‬بطاقة االختتام النهائية المؤشرة من طرف اآلمر بالصرف وأمين الخزينة ما بين البلديات) حمزاوي سيد‬
‫علي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.76‬‬

‫‪50‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫مالحظة‪:‬‬
‫‪ -‬يسلم هذا الملف إلى مديرية البرمجة ومتابعة الميزانية واليت تقوم بدورها بتحضري‬
‫مقرر اختتام الذي يمضيه السيد الوالي ويسلم بعد ذلك إلى البلدية المعنية‪.‬‬
‫‪ -‬نشير هنا أن الرصيد المالي المتبقي احتمال بعد اختتام المشروع كليا يرجع إلى‬
‫صندوق الدولة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة بأنه يجب التمييز بين أربع أصناف من االختتام ‪1‬طبقا للمادة ‪ 26‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 227-98‬المعدل و المتمم بالمرسوم رقم ‪ 148-09‬المؤرخ في‬
‫‪.2009/05/02‬‬
‫ومقرر الغلق ال يختلف عن مقرر التسجيل العملية إالّ في مكان وضع عالمة (‪ )x‬أمام‬
‫كلمة التسجيل في مقرر التسجيل ‪ ،‬و وضعها أمام كلمة الغلق في مقرر الغلق‪ ،‬كما هو‬
‫موضح في المالحق المدرجة‪.‬‬
‫‪ .2‬الغلق االستثنائي أو إلغاء العملية للمخطط البلدي للتنمية‬
‫وهو من صالحيات الوالي فهو حسب نظرية توازي األشكال يمكنه أن يلغي العملية خاصة‬
‫‪2‬‬
‫بالمخطط البلدي للتنمية بنفس األشكال المتبعة عند تسجيلها‪.‬‬
‫وطبقا للمادة ‪ 26‬من مرسوم تنفيذي رقم ‪ 227-98‬متعلق بنفقات الدولة للتجهيز ‪ ،‬يطبق‬
‫غلق بقوة القانون على الحاالت الناجمة عن التوقف النهائي لالنجاز ألي سبب أخر‪.‬‬
‫وحسب الفقرة الثانية يجوز للوالي الغلق التلقائي العادي أو القضائي لعمليات تجاوزت أجال‬
‫انجازها بصورة غير عادية‪.‬‬
‫كما يمكن للوالي إلغاء العملية حسب نص المادة ‪ 11‬من مرسوم ‪ 136 -73‬دون تنفيذها‬
‫إذا رأى عدم االنتفاع بها كليا أو جزئيا أو أنها مستحيلة التنفيذ‪.‬‬

‫‪ 1‬أصناف اختتام العملية ( التوقيف النهائي الي سبب‪ ،‬االقفال النهائي العادي ‪ ،‬االقفال النهائي القضائي و اقفال المشاريع‬
‫الني لم يتم الشروع في انجازها ما يعرف بتطهير المدونة)‪.‬‬
‫‪Instruction interministérielle N°14801,OP CIT2‬‬

‫‪51‬‬
‫أدوات التسيير المالي للبلديات‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬

‫في نهاية هذا الفصل نكون قد أعطينا رؤية واضحة و قدمنا أدوات التسيير المالي للبلدية‬
‫المتمثلة في الميزانية البلدية و كذا المخطط البلدي للتنمية حيث قمنا بالتعرف على‬
‫الميزانية البلدية كأداة للتسيير المالي من خالل مفهومها و قواعدها و قوائمها المالية المكونة‬
‫لها ‪ ،‬كما تطرقنا ألعوان تنفيذها سواءا اآلمر بالصرف البلدي (رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي) و المحاسب العمومي البلدي (أمين الخزينة البلدي) و الصالحيات المنوطة بكل‬
‫عون حسب القانون و التنظيم ساري المفعول‪ ،‬كما حاولنا اإللمام بمختلف جوانب المخطط‬
‫البلدي للتنمية باعتباره مظهر قانوني و أداة من أدوات التسيير المالي للبلدية من خالل‬
‫تطرقنا لهذا المخطط من حيث مفهومه و خصائصه واألهداف المرجوة منه باإلضافة إلى‬
‫المراحل التي يمر بها حتى يتم تجسيده في ارض الوقع‪.‬‬
‫كما توصلنا أن البلدية مسؤولة عن تسيير أموالها الخاصة‪ ،‬كما أسند إليها تسيير أموال من‬
‫ميزانية الدولة مثل المخطط البلدي للتنمية من أجل تحقيق و تطبيق سياسة الدولة و‬
‫مخططها الوطني للتنمية على مستوى المحلي وذلك بموجب التشريع و التنظيم المعمول‬
‫بهما‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاين‬
‫الرقابة على التسيري‬
‫املايل للبلدايت‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫تمهيــــــــــــــــــــــــــد‬
‫إذا كان تسيير المال العام على مستوى الدولة يخضع الى أنواع مختلفة من الرقابة ‪ ،‬فإن‬
‫تسيير المال العام على المستوى المحلي أي على مستوى البلدية باعتبارها نواة الالمركزيـ ـ ـ ـة‬
‫االداري ـ ـة فهي تخضع بدوره ـ ـا الى رقاب ـة على تسييرها الم ـ ـالي من طرف جه ـات مختلفة كمـا‬
‫تختلف هذه الرقابـ ـ ـة على التسيير المالي للبلديات من حيث كونها رقابة سابقـة يطلق عليه ـ ـا‬
‫اسم الرقابة الوقائية أو التصحيحية و رقابة االخرى تعرف باسم الرقابة الحقـ ـ ـة و هي رقاب ـ ـ ـ ــة‬
‫بعدية تقوم بها جهات مختص ـ ـة من أجل التأكد من حسن إدارة المال العام فيـ ـها ‪ ،‬ومن هذا‬
‫المنطلق خصصنا المبحث األول للرقابة السابقة للتسيير المالي للبلديات و المبحث الثاني‬
‫للرقابة الالحقة و اآلليات الحديثة للتسيير المالي للبلديات‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المبحث األول‪ :‬الرقابة السابقة للتسييـر المالي‪.‬‬

‫ونتناول فيه مطلبين األول رقابة المجلس الشعبي البلدي ورقابة الوصاية والثاني رقابة المراقب‬
‫المالي والمحاسب العمومي ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬رقابة المجلس الشعبي البلدي ورقابة الوصاية على التسيير المالي للبلدية‪.‬‬
‫إن هاته الرقابة هي عبارة عن رخصة أو موافقة من طرف جهات مختصة على عملية‬
‫االلتزام بالنفقة والتأكد من وجود اعتمادات مقابلة لها وفقا للميزانية والتأكد من سالمتها يكون من‬
‫خالل الوثائق المرفقة وتعتبر هاته الرقابة رقابة وقائية تستدرك فيها األخطاء قبل وقوعها ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬رقابـة المجلس الشعبي البلدي على التسيـــر المالي للبلدية ‪.‬‬
‫ان الكيان االعتباري والمتمثل في البلدية يتكون من عدة فئات وهي من فئة المنتخبين الذين‬
‫تسند لهم عدة مهام منها إصدار الق اررات ومراقبة جميع أعمال التي تكون على مستوى البلدية‬
‫من اهمها ما هو منصوص عليه في نص المادة ‪ 178‬من دستور ‪ 2016‬والتي تنص‬
‫" تضطلع المجالس الشعبية المنتخبة بوظيفة الرقابة في مدلولها الشعبي "‪ 1‬وهذا الهدف منه‬
‫تحقيق التنمية ومراقبة االموال العامة في جميع المجاالت وفقا لما هو مخطط له ومن أهم‬
‫األعمال الرقابية لهاته المجلس ما سوف نوضحه ‪:‬‬
‫اوال ‪ :‬عملية الرقابة على ميزانية البلدية ‪:‬‬

‫وتتم هاته الرقابة بعد انتهاء األمين العام للبلدية من مشروع الميزانية وتحت رقابة رئيس المجلس‬
‫الشعبي البلدي وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 180‬من القانون ‪ 10-11‬والمتعلق بالبلدية "يتولى‬

‫األمين العام للبلدية ‪ ,‬تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي إعداد مشروع البلدية " ‪.2‬‬
‫ويتم تقديم المشروع من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي المشروع أمام المجلس للمصادقة‬
‫عليه ‪.‬‬
‫كما أن المجلس الشعبي البلدي وبصفته جهاز رقابي ‪,‬يمارس رقابته على الميزانية وفقا لنص‬
‫المادة ‪ 181‬من القانون ‪ 10-11‬والمتعلق بالبلدية من خالل ما يلي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ يصوت على الميزانية األولية قبل ‪ 31‬أكتوبر من السنة المالية التي تسبق سنة تنفيذها‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 178‬من دستور ‪ 2016‬الجريدة الرسمية للجهورية الجزائرية العدد ‪ 14‬بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪. 2016‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 180‬من القانون ‪ 10-11‬والمتعلق بالبلدية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ 2‬ـ يصوت على الميزانية اإلضافية في ‪ 15‬جوان من سنة التنفيذ ويكون رئيس البلدية في هذه‬
‫الحالة ملزم أثناء عرض الميزانية اإلضافية تقديم كافة المعلومات والتوضيحات الالزمة للمجلس‬
‫الشعبي البلدي في حالة تنفيذ الميزانية األولية المقرر تكميلها او تعديلها لتدارك األخطاء ‪.‬‬
‫وحسب نص المادة ‪ 182‬من القانون ‪ 10-11‬فان المجلس الشعبي البلدي أيضا" يصوت‬
‫على االعتماد بابا ومادة مادة ‪ ،‬ويمكن له إجراء تحويالت من باب داخل نفس القسم عن طريق‬
‫‪1‬‬
‫مداولة ‪.‬‬
‫وحسب نص المادة ‪ 183‬من القانون ‪ 10-11‬فان المجلس الشعبي البلدي أيضا" ال يمكن له‬
‫المصادقة على الميزانية اذا لم تكن متوازنة أو إذا لم تنص على النفقات اإلجبارية ‪. 2‬‬
‫‪ 3‬ـ متابعة جميع التصرفات التي يقوم بها رئيس المجلس الشعبي البلدي بصفته األمر‬
‫بالصرف والتي تكمن في إدارة مدا خيل البلدية وصرف النفقات ومتابعة تطور المالية للبلدية‬
‫‪ ,‬وجميع العمليات المتعلقة باقتناء األمالك وقبول الهبات والوصايا وهذا عن طريق تقارير‬
‫دورية يقدمها هذا األخير سواء تعلقت النفقات أو اإلي اردات طبقا لنص المادة ‪ 82‬من القانون‬
‫‪ 10/11‬المتعلق بالبلدية‪.3‬‬

‫ثانيا ‪ :‬عملية الرقابة على الحساب اإلداري ‪:‬‬

‫هو مجموعة التقرير الخاصة بالعمليات المالية المعدة من طرف رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي عند نهاية الفترة اإلضافية لسنة المالية وهو عبارة عن وثيقة يبين فيها جميع عمليات‬
‫التسيير المالي التي قام بها الجهاز التنفيذي للبلدية طبقا لمبادئ الشفافية والحاكمة ‪ ,‬أين يتم‬
‫المصادقة عليه والتصويت من طرف المجلس الشعبي البلدي بصفته هيئة رقابية وإعداد حساب‬
‫التسيير وكذا التقريب الدوري للكتابات طبقا التشريع المعمول به وهذا ما أشارت اليه نص المادة‬
‫‪ ،‬والمالحظ من نص المادة المذكور أعاله انها بينت الدور‬ ‫‪4‬‬
‫‪ 188‬من القانون ‪10-11‬‬
‫الفعال للمجلس الشعبي البلدي لمراقبة أعمال المسئولين أثناء التسيير ‪ ,‬لكن ما يعاب على هاته‬
‫الرقابة وفي الظرف الحالي وفي اغلب بلديات الوطن أنا فئة المنتخبين او المجلس الشعبي‬
‫الثقافة القانونية والكم من المعلومات في المحال‬ ‫البلدي ليسو ذو كفاءات وليس لديهم‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ، 182‬القانون ‪11‬ـ ‪ ، 10‬متعلق بالبلدية ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ،183‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ ،82‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ ،188‬القانون ‪ 10 -11‬المتعلق بالبلدية ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المحاسبي حتى يتمكنوا من بسط رقابتهم والتي حاليا تكون منعدمة ويمكن تسميتها برقابة رفع‬
‫األيدي على جهل‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الرقابة على الصفقات العمومية‬


‫من بين الرقابات التي تخضع لها الصفققات العمومية ‪ ،‬رقابة رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫ورقابة لجان الصفقات‬
‫‪ 1‬ــ رقابة رئيس المجلس الشعبي البلدي على صفقات العمومية ‪:‬‬
‫وتتمثل هاته الرقابة في الرقابة على العمليات المتعلقة بالمناقصات وأشغال البلدية ومراقبة‬
‫حسن تنفيذها طبقا لنص المادة ‪ 82‬فقرة ‪ 3‬من القانون ‪ 10/11‬والمتعلق بالبلدية ‪ ,1‬كما تظهر‬
‫هذه الرقابة والتأكد من طبيعة النفقة الملزم بها والتحقق من مطابقة الصفقات لألهداف الفعالية‬
‫وتدخل ضمن البرامج واألسبقيات المرسومة وهذا حسب نص المادة ‪ 164‬من المرسوم الرئاسي‬
‫‪ 247/15‬والمتضمن قانون الصفقات العمومية‪ 2‬وله الحق في االطالع على التقرير التقديمي‬
‫المعد من طرف المصلحة المتعاقدة عن ظروف انجاز المشروع وكلفته مقارنة بالهدف المسطر‬
‫له ‪.‬‬
‫يالحظ أن هاته الرقابة تقنية ميدانية جعلت من رئيس البلدية يقوم مقام اللجنة التقنية التي‬
‫تتألف من ذوي االختصاص من مهندسين ويمتازون بكفاءتهم في الميدان ‪ ,‬لكن من جهة أخرى‬
‫فعالة فيما يخص مطابقة العملية مع البرامج المعد له ‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ رقابة اللجان على الصفقات العمومية ‪:‬‬
‫لقد صنفت هاته الرقابة خارجية تخضع لها الصفقات العمومية التي تعني تنفيذ النفقات‬
‫المدرجة في ميزانية البلدية ‪ ,‬وبالتالي قبل تنفيذ اي صفقة وجب خضوعها للرقابة في عدة‬
‫اشكال وهذا النوع من الرقابة مهم في التسيير المالي للبلدية حتى يتم صرف األموال العمومية‬
‫وفقا للبرامج التي اعدت من اجلها وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 156‬من المرسوم الرئاسي‬
‫‪ 147-15‬كما يلي ‪ ":‬تخضع الصفقات العمومية التي تبرمها المصالح المتعاقدة للرقابة قبل‬
‫دخولها حيز التنفيذ وقبل تنفيذها وبعدة " ‪.3‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ،82‬قانون ‪11‬ـ ‪ 10‬متعلق بالبلدية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ،164‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ، 247 -15‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ ،156‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ، 247-15‬مرجع نسفه‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وقد عرفها الدكتور عمار بوضياف كما يلي " هي مجموعة من اآلليات تمارس من لجان‬
‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫مختصة قصد التحقق من مطابقة الصفقات العمومية للتشريع والتنظيم المعمول به"‬
‫و هما لجنتين ‪ ،‬لجنة فتح االظرفة و تقييم العرض و لجنة الصفقات العمومية‬
‫أ ــ رقابة لجنة فتح األظرفة وتقييم العروض ‪:‬‬
‫ان البلدية ملزمة على احترام المبدأ التي تقوم عليها الصفقات العمومية وهي مبدأ الشفافية‬
‫ومبدأ المنافسة مع البحث عن الشروط األكثر مالئمة من أجل تحقيق األهداف المسطرة من‬
‫طرفها كمصلحة متعاقدة ’ ولقد نصت المادة ‪ 160‬من المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬على ما‬
‫يلي " تحدث المصلحة المتعاقدة في اطار الرقابة الداخلية لجنة دائمة أو أكثر مكلفة بفتح‬
‫األظرفة وتحليل العروض " ‪ .2‬كما أنها تعتبر لجنة رقابة داخلية‪.‬‬
‫أــ‪ :1‬تشكيل لجنة فتح األطرفة وتقيم العروض ‪:‬‬
‫تتشكل من موظفين تابعين للمصلحة المتعاقدة يختارون لكفاءتهم يساعدها في مهمتها لجنة‬
‫تقنية تكلف إعداد تقرير حول تحليل العروض ‪.‬‬
‫أ ــ‪ :2‬مهام لجنة فتح األظرفة وتقيم العروض‪:‬‬
‫تقوم بعمل إداري والمتمثل في مسك الملفات ومعاينة‪ ،‬كما تقوم بعمل تقني والمتمثل في فتح‬
‫األظرفة ومعاينتها وتدوينها في سجل خاص و إعداد محض على ذلك ‪.‬‬
‫تقوم أيضا بعمل مالي وهو فتح األظرفة المالية المقدمة من طرف المترشحين وهذا ما نصت‬
‫عليه المادة ‪ 162‬من المرسوم الرئاسي ‪ " 247-15‬تسجيل لجنة فتح األظرفة وتقيم العروض‬
‫أشغالها المتعلقة بفتح األظرفة وتقيم العروض في سجلين خاصين يرقمهما األمر بالصرف‬
‫ويؤشر عليهما بالحروف " ‪.3‬‬
‫أ ـــ‪ :3‬نتائج رقابة لجنة فتح األطرفة وتقيم العروض‪:‬‬
‫عدم جدوى إعالن عن الصفقة ‪ ،‬إلغاء الصفقة ‪ ،‬منح الصفقة لمرشح معين‪.‬‬

‫‪ 1‬عمار بوضياف‪ ,‬تنظيم الصفقات العمومية وفقا للمرسوم الرئاسي ‪ 236-10‬المؤرخ في ‪ ، 2010/10/07‬دار جسور‬
‫للنشر والتوزيع الطبعة الثالثة الجزائر سنة ‪ 2011‬ص ‪.125‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ ،160‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ، 247-15‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ ،162‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ، 247-15‬مرجع نسفة‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ب ـــ رقابة لجنة البلدية لصفقات العمومية ‪:‬‬
‫تختص لجنة الصفقات بتقديم مساعدتها في مجال تحضير الصفقات العمومية و إتمام ترتيبها‪،‬‬
‫و دراسة الشروط وصفقات و المالحق و معالجة الطعون التي يقدمها المتعهدون ‪ ،‬حسب‬
‫الشروط المحددة في المادة ‪ 82‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247-15‬متعلق بالصفقات‬
‫العمومية‪ 1.‬كما أنها تعتبر لجنة رقابة خارجية (الحتوائها على أعضاء خارجين أي من خارج‬
‫البلدية )‪.‬‬
‫ب ـ ‪ :1‬تشكيل لجنة الصفقات العمومية‪:‬‬
‫▪ رئيس المجلس الشعبي البلدي أو من يمثله رئيسا‪.‬‬
‫▪ ممثل عن المصلحة المتعاقدة‪.‬‬
‫▪ منتخبين اثنين (‪ )2‬يمثالن المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫▪ ممثلين اثنين (‪ )2‬عن الوزير المكلف بالمالية (مصلحة الميزانية و مصلحة المحاسبة)‪.‬‬
‫▪ ممثل عن المصلحة التقنية المعنية بالخدمة للوالية حسب موضوع الصفقة (بناء ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫أشغال عمومية ‪ ،‬ري) عند االقتضاء‬
‫ب ـ‪ :2‬مهام لجنة الصفقات العمومية البلدية‬
‫وتتمثل مهامها فيما يلي‪:‬‬
‫▪ دراسة مشاريع دفاتر الشروط ومشاريع المالحق و مشاريع الصفقات الخاصة بالبلدية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى النظر في الطعون المقدمة من المتعهدين‬
‫▪ معاينة المبالغ المحددة في دفتر الشروط ومدى موافقتها لطبيعة الطلبية سواء كانت‬
‫‪3‬‬
‫انجاز أشغال أو لوازم أو خدمات أو دراسات حسب المبلغ المحدد قانونا لها‪.‬‬
‫ب ـ‪ :3‬النتائج رقابة لجنة البلدية لصفقات العمومية‪:‬‬
‫حسب نص المادة ‪ 178‬من المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬فان الرقابة تتوج بما يلي ‪:‬‬
‫▪ منح التأشير أو رفض منح التأشيرة خالل أجل أقصاه ‪ 20‬يوما ابتداء من تاريخ ايداع‬
‫الملف كامال لدى كتابة اللجنة ‪.4‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪،169‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ، 247-15‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ،174‬مرسوم رئاسي ‪ ، 247 -15‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ ، 169‬مرسوم الرئاسي ‪ ، 247 -15‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ ، 178‬مرسوم الرئاسي ‪ ، 247-15‬مرجع سابق‬
‫‪59‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫إن المالحظ في هاته الرقابة تظهر من الوهلة األولى أنها سلطة إشراف على تنفيذ‬
‫المتعامل لبنود الصفقة وتظهر في شكل أخر سلطة رقابة من خالل احترام المبادئ العامة‬
‫لصفقات العمومية من أجل حماية المال العام وحسن سير المرفق العام ألنها تعتبر نفقة‬
‫عمومية تم اإلشارة إليها في ميزانية البلدية ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬رقابة الوصايـــة على التسيير المالي للبلديـــــــة ‪:‬‬

‫ان البلدية وعلى الرغم من تمتعها بمظاهر االستقاللية اال أنه ولضمان القيام بأعمالها بشكل‬
‫جيد وعدم تجاوز االختصاصات الممنوحة لها فال بدة من كبحها بالرقابة تمارس من قبل‬
‫السلطة التنفيذيه وهي رقابة الوصاية ‪ ,‬والتي عرفها أيمن عوادة المعاني بأنها " مجموعة‬
‫السلطات ال تي يمنحها المشرع لسلطة المركزية لتمكينها من الرقابة على نشاط الهيئات المحلية ‪,‬‬
‫بقصد حماية المصلحة العامة وهي تهدف لتحقيق مشروعية األعمال التي تصدر من الهيئات‬
‫المحلية وعدم مخالفتها لصالح العام ‪ ,‬وتتصف أنها رقابة ذات صفة استثئائية ال تمارس إال في‬
‫حدود التي بينها المشرع " ‪.1‬‬

‫كما يمكن تعريفها على أنها " الرقابة المسندة الى مجموعة من اإلداريين الذين لديهم الحق في‬
‫االطالع الدائم على جميع األعمال التي تقوم بها البلدية ‪ ،‬من أجل المحافظة على الميزانية‬
‫متوازنة بعرض تحقيق األهداف المرجوة منها والتأكد من مطابقتها للقوانين " ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬األشخاص الموكلة لهم الرقابة الوصائية ‪ :‬إن من أهم األشخاص الذين أسندت لهم هاته‬
‫المهمة ‪:‬‬
‫‪ 1‬ــ رقابة الوالي ‪ :‬هو شخص معين مرسوم رئاسي يمارس مهامة االدارية والسياسية في حدود‬
‫إقليم واليته وتظهر رقابته على إعمال المجلس الشعبي البلدي من خالل ما يلي ‪:‬‬
‫أ ـ ضبط الميزانية‪ 2‬وهذه الحالة المنصوص عليها في المادة ‪ 183‬من القانون ‪ 10 -11‬و‬
‫المتعلق بالبلدية في حالة تصويت المجلس الشعبي البلدي على ميزانية غير متوازنة هنا ترجع‬
‫لهم من طرف الوالي وعليها المالحظاته ‪,‬كما أنه في حالة التصويت مجددا على ميزانية غير‬
‫متوازنة يتم اعذاهم ‪ ,‬وفي حالة لم يتم التصويت على الميزانية ضمن اآلجال والشروط تضبط‬

‫‪ 1‬أيمن عواد المعاني ‪,‬اإلدارة المحلية‪ ،‬كلية األعمال‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬دار وائل لنشر‪،‬الطبعة الثانية سنة ‪ 2013‬ص‪.175‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ ، 183‬قانون ‪ 10 -11‬متعلق بالبلدية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫تلقائيا من طرف الوالي كما يمكن اعتبار هذا اإلجراء حلول الوالي محل المجلس الشعبي في‬
‫اتخاذ الق اررات ‪.‬‬
‫ب ـ االطالع على التقرير المعدة من طرف لجنة الصفقات والمتمثل في محضر المناقصة او‬
‫الصفة مرفقا بالمداولة المتعلقة‪ 1‬طبقا لنص المادة ‪ 194‬من القانون ‪ 10 -11‬المتعلق بالبلدية‬
‫والتأكد من طبيعة النفقة الملزم بها والتحقق من مطابقة الصفقات لألهداف الفعالية وتدخل‬
‫ضمن البرامج واألسبقيات المرسومة وهذا حسب نص المادة ‪ 164‬من المرسوم الرئاسي رقم‬
‫وله الحق في االطالع على التقرير‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 247-15‬والمتضمن قانون الصفقات العمومية‬
‫التقديمي المعد من طرف المصلحة المتعاقدة عن ظروف انجاز المشروع وكلفته مقارنة بالهدف‬
‫المسطر له ‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ رقابة رئيس الدائرة ‪ :‬مهامه في األصل ذات طابع سياسي ويأتي في الهرم السلمي بعد‬
‫الوالي وهو يعين بمرسوم رئاسي وتتمثل بعض مهامه في ما يلي ‪:‬‬
‫مساعدة الوالي في مهامه من خالل مراقبة واالطالع لكل وثائق الميزانية وكل المحاسبة المرسلة‬
‫اليه وكأنه يهيئ األرضية للوالي وذلك بالتأكد من تطابق البطاقات المالية مع الحساب اإلداري‬
‫والميزانيات من خالل تحري التدقيق ومراجعتها ثم يرجعها لمصالح البلدية ويالحظ أن رقابه‬
‫رئيس الدائرة ال تتسم بالفعالية المرجوة من الرقابة وليست لها عالقة بالرقابة الوصية التي تتسم‬
‫بالطابع المصادقة والحلول مثل رقابة الوالي ‪.‬‬
‫م ا يالحظ على هاته الرقابة بأنها رقابة غير ردعية بل مجرد رقابة تصحيحة لألخطاء على‬
‫الرغم من كفاءة األشخاص القائمين بها ‪ ,‬ويستنتج منها على انها تمارس في شكلها السياسي ال‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬اهداف الرقابة الوصائية ‪:‬‬
‫حيث نستخلص مجموعة من األهداف لرقابة الوصاية اهمها ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ضمان وحدة الدولة من خالل تطبيق موحد للقوانين في كافة البلديات ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ضمان تحقيق أداء فعال للبلدية من خالل مراقبة تسيرها المالي ومسالة مسؤوليها على كل‬
‫اختالس ‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ، 194‬قانون ‪ 10 -11‬متعلق بالبلدية‪ ،‬مرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ،164‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ، 247-15‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ 3‬ـ اكتشاف نقاط ضعف التسيير المالي للبلدية ونقاط القوة من خالل التسير االنجح مع‬
‫تصحيح األخطاء ومنع المخالفات واالسراف ‪.‬‬
‫ما يالحظ على هاته الرقابة بأنها رقابة غير ردعية بل مجرد رقابة ادارية على الرغم من‬
‫كفاءة األشخاص القائمين بها ‪ ,‬ويستنتج منها على انها قد تمارس في شكلها السياسي في‬
‫حاالت ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬رقابة المراقب المالي ورقابة المحاسب العمومي على التسيير المالي للبلدية ‪:‬‬

‫ان الو ازرة المكلفة بالمالية قد وضعت على مستوى كل بلديات القطر الوطني أجهزة رقابية‬
‫لمراقبة الميزانية قبل تنفيذها وذلك بهدف الحد من األخطاء ومعالجتها ‪ ,‬وهذا كله بهدف تنفيذ‬
‫الميزانية تنفيذا سليما ‪.‬‬

‫ان النوع من هاته الرقابة يركز على النفقات واإليرادات حول كيفية صرفها وتحصيلها وهي‬
‫مرتبطة بمدة معينة وسوف نتناول هاته الرقابة في الفرع األول رقابة المراقب المالي أما الفرع‬
‫الثاني رقابة المحاسب العمومي ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬رقابة المراقب المالي على التسيير المالي للبلدية‪ :‬إن المراقب المالي في منظور‬
‫المادة ‪ 9‬من المرسوم التنفيذي ‪ 414/92‬هو " موظف تابع لو ازرة المالية والمديرية العامة‬
‫للميزانية ويتواجد على مستوى المحلي والمركزي ‪ ،‬يعين مساعديه بموجب قرار وزاري وتعد‬
‫‪1‬‬
‫رقابته مشروعة ال مراقبة مالئمة على النفقات العمومية "‬

‫أوال ‪ :‬تعين المراقب المالي‪:‬‬


‫يتم تعينه طبقا لنص المادة ‪ 60‬من القانون رقم ‪ 21-90‬والمتعلق بالمحاسبة العمومية والتي‬
‫‪2‬‬
‫تنص" يعين األعوان المكلفون بممارسة مراقبة النفقات المستعملة من قبل وزير الملف بالمالية‬
‫كما حددت المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي ‪ 381-11‬والمتعلق بمصالح المراقبة المالية منه"‬
‫‪3‬‬
‫يعين المراقب المالي بقرار من وزير المكلف بالمالية من بين ما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ، 9‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 414 -92‬المؤرخ في ‪ 1992/11/14‬والمتعلق بالرقابة المسبقة على النفقات الملتزم بها‬
‫‪,‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية العدد ‪ 82‬المؤرخة في ‪ 15‬نوفمبر‪. 1992‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪، 60‬قانون ‪ 21-90‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي ‪ 381-11‬والمتعلق بمصالح المراقبة المالية المؤرخ في ‪ 2011/11/21‬الجريدة الرسمية‬
‫للجمهورية الجزائرية العدد ‪ 64‬سنة ‪.2011‬‬
‫‪62‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬رؤساء المفتشين المحليين للمراقبة‪.‬‬
‫‪ -‬المتصرفين المستشارين الذين يثبتون خدمة ‪ 5‬سنوات فعلية بادارة الميزانية‪.‬‬
‫‪ -‬المفتشين المحليين المركزين للميزانية الذين يثبتون ‪ 5‬سنوات خدمة فعلية بادارة الميزانية‪.‬‬
‫‪ -‬المتصرفين الرئيسسن الذين يثبتون خدمة ‪ 5‬سنوات فعلية بادارة الميزانية أو ‪ 8‬سنوات‬
‫من األقدمية‪.‬‬
‫‪ -‬المفتشين المحليين الرئسيين للميزانية الذين يثبتون ‪ 7‬سنوات خدمة فعلية بادارة الميزانية‪.‬‬
‫‪ -‬المفتشين المحليين للميزانية و المتصرفين الرئيسسن الذين يثبتون ‪ 10‬سنوات خدمة‬
‫فعلية بادارة الميزانية ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك اشترط شهادة ليسانس في التعليم العالي أو شهادة جامعية معادلة ‪.‬‬
‫حيث أنه تجدر اإلشارة الى وجود شخص يساعد المراقب المالي في مهامه الرقابية وقد حددته‬
‫المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذ ‪ " 381-11‬يكلف المراقب المالي المساعد تحت سلطة المراقب‬
‫المالي بالحرص على تطبيق التشريع والتنظيم المتعلقين بالنفقات العمومية ويكلف أيضا بما‬
‫‪1‬‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ مساعدة المراقب المالي في مهامه ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اعداد تقرير عن ظروف ممارسة نشاطه والصالحيات المسندة اليه‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المهام الرقابية للمراقب المالي على التسيير المالي للبلدية ‪:‬‬
‫إن إطار ممارسة المراقب المالي لمهامه الرقابية نصت عليها المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي‬
‫‪ 381-11‬وهي كما يلي‪: 2‬‬
‫‪ -‬الرقابة على اإلدارة المركزية ‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة على الوالية ‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة على البلدية ‪.‬‬

‫حيث أيضا بالرجوع لنص المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي ‪ 381-11‬الفقرة ‪ 2‬منه فانها تنص‬
‫" المراقب المالي ملزم على تنفيذ األحكام التنظيمية فيما يتعلق بمراقبة النفقات الملزم بها" ‪. 3‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ، 13‬مرسوم تنفيذي ‪ ،381-11‬المرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ،03‬مرسم تنفيذي ‪ ،381-11‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ ،10‬مرسوم تنيذي ‪ ، 381-11‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫هاته النفقات أوردت في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 414-92‬في مواده ‪ 7, 6, 5‬منه خالل الفترة‬
‫المصرح بها وقبل توقيعها من األمر بالصرف والمتمثلة في ‪:1‬‬
‫‪ -‬مراقبة ق اررات التعيين والتثبيت ‪.‬‬
‫‪ -‬الجداول االسمية التي تعد قبل كل سنة مالية ‪.‬‬
‫‪ -‬الموافقة على الميزانيات التسيير والتجهيز واالستثمار ‪.‬‬
‫‪ -‬مشاريع الصفقات العمومية والمالحق ‪.‬‬
‫كل التزام بالدفع مدعم بسندات أو فاتورة او كشوف أو مشاريع العقود عندما ال تتعدى المبلغ‬
‫المحدد لها قانونا وهذا كله بعد مراعاة الشروط التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬التأكد من وجود توقيع األمر بالصرف أو من ينوبه ‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من مطابقة االلتزام للتشريع المعمول به ‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من وجود اعتماد مالي للمنصب المالي المفتوح ‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من توجيه النفقة وفقا للبرنامج المخصص لها وهذا طبقا لنص المادة ‪ 9‬من‬
‫‪2‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪414-92‬‬
‫ثالثا‪ :‬الدور المحاسبي واالستشاري للمراقب المالي‪:‬‬
‫حيث بالرجوع الى نص المادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 374-09‬المعدل للمرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 414-92‬فإنها تنص على ما يلي " يتكفل المراقب المالي زيادة على االختصاصات‬
‫التي تسند له في إطار الرقابة السابقة للنفقات الملتزم بها بالمهام التالية ‪:‬‬
‫ـ ـ مسك سجالت تدوين التأشيرات ومذكرات الرفض ‪.‬‬
‫ـ ـ مسك محاسبة التعداد الميزانياتي ‪.‬‬
‫ـ ـ مسك محاسبة االلتزامات بالنفقات ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ـ ـ تقديم النصائح لالمر بالصرف في المجال المالي‬
‫حيث يتجلى الدور المحاسبي للمراقب المالي من خالل مسكه محاسبة االلتزامات بالنفقات‬
‫ومسك سجالت تدوين التأشيرة ومذكرات الرفض حيث تودع هاته السجالت وتسجل فيها كل‬

‫‪ 1‬المواد ‪ ، 05،06،07‬مرسوم تنفيدي ‪ ،414-92‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ،09‬مرسوم تنفيذي ‪ ،414-92‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ ،15‬مرسوم تنفيذي ‪ ، 414 -92‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫العمليات المالية واألرصدة المتوفرة وهذا ما تضمنته المادة ‪ 18‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪1‬‬
‫‪ 414-92‬كما يلي ‪:‬‬
‫ـ ـ التأكد من وضعية االعتمادات المفتوحة أو المخصصة حسب األبواب والمواد والتأكد من‬
‫إسناد النفقة حسب كل فصل وباب ومادة ‪.‬‬
‫ـ ـ التأكد من صحة الترقيم ورقة االرتباط واالعتمادات وتحويالتها ‪.‬‬
‫ـ ـ التأكد من التفويضات باالعتمادات التي تمنح لألمر بالصرف الثانوي ‪.‬‬
‫ـ ـ التأكد من االلتزامات بالنفقات التي تمت ‪,‬‬
‫حيث أن هاته األعمال التي يقوم بمراقبتها المراقب المالي تخص ميزانية التسير ‪.‬‬
‫أما فيما يخص ميزانية التجهيز واالستثمار والمتعلقة بنفقاتهما فان مهمة المراقب المالي التأشير‬
‫‪ ,‬حيث تنص المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي ‪ 374-09‬والمعدلة والمتمة لنص المادة ‪29‬‬
‫فان مهمة المرقب المالي هي مهمة محاسبية لاللتزامات‬ ‫‪2‬‬
‫من المرسوم التنفيذي ‪414-92‬‬
‫وهي التأكد من الترخيص بالبرامج وعند االقتضاء اعادة تقيمها أو الترخيص المبلغ له من قبل‬
‫السلطة المؤهلة بالنسبة للقطاع الفرعي من مدونة االستثمارات العمومية‬
‫حيث انها وطبقا للمادة ‪ 14‬من المرسوم ‪ 414-92‬فإنها منحت المراقب المالي ‪ 10‬ايام‬
‫للقيام بدراسة وتفحص الملفات االلتزام التي قدمها له االمر بالصرف والمعروضة عليه لرقابة‬
‫‪3‬‬
‫ويمكن تمديد االجال الى ‪ 20‬يوما اذا كانت الملفات معقدة وتتطلب دراسة ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬نتائج رقابة المراقب المالي ‪:‬‬
‫حيث أن الرقابة التي قام بها المراقب المالي على ميزانية البلدية تضع حالتين سوف‬
‫موضحهما كما يلي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـــ الحالة األولى ‪:‬‬
‫هاته الحالة يكون المراقب المالي أما تطبيق نص المادة ‪ 9‬من المرسوم التنفيذي‬
‫‪ 414/92‬وهذا عندما تكون الملفات صحيحة ومطابقة للقوانين المعمول بها هنا يمنح التأشير‬
‫‪4‬‬
‫على االلتزام بالنفقة‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ،18‬مرسوم تنفيذي ‪ ، 414 -92‬مرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ،20‬مرسوم تنفيذي ‪ ، 414 -92‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ ،14‬مرسوم تنفيذي ‪ ، 414 -92‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ ،09‬مرسوم تنفيذي ‪ ، 414 -92‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ 2‬ـــ الحالة الثانية ‪:‬‬
‫في هاته الحالة يكون المراقب المالي أمام التزام غير قانوني وغير مطابق لتنظيم ويكون‬
‫أيضا أمام حلين وهما الرفض المؤقت أو الرفض النهائي وهذا ما نصن عليه المادة ‪ 10‬من‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 414-92‬وسنشرحها كما يلي ‪:‬‬

‫أـــ الحل األول ‪1 :‬عندما يكون المراقب المالي أمام حالة الرفض المؤقت والتي تكون بسبب‬
‫مخالفة بعض االجراءات المعمول بها فهنا يأمر بتصحيحها أما اذا كان الملف ناقص أو لم‬
‫يكن كامال بالوثائق الثبوتية المطلوبة يأمر باستكمالها ‪ ,‬كما يمكن أن يكون هناك نسيان في‬
‫البيانات الهامة للوثائق المرفقة وهذا ما نصت علية المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي ‪414-92‬‬
‫ب ـــ الحل الثاني ‪ 2:‬عندما يكون المراقب المالي أمام الرفض النهائي المنصوص عليه في‬
‫المادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذي ‪ 414-92‬ويكون أمام عدم تطابق اقتراح االلتزام للقوانين‬
‫وكذلك عدم توفر اعتمادات مالية للمناصب المفتوحة وعمد احترام األمر بالصرف للمالحظات‬
‫المدونة في مذكرة الرفض ‪.‬‬
‫انما تم استخالصه من خالل تقييم لرقابة المراقب المالي ما يلي ‪:‬‬
‫▪ هي رقابة فعالة ومانعة لمنع اي تهور في استعمال األموال العمومية وهي دقيقة كل‬
‫الدقة حتى اصبح اآلمر بالصرف والمؤسسات يشتكون من التأخر من صرف اموالهم ‪.‬‬
‫▪ رقابة شرفية أي رقابة محدودة وقد يتجاوزها األمر بالصرف من خالل اجراء التغاضي‬
‫وفقا لنص المادة ‪ 21‬من المرسوم التنفيذي ‪ 414-92‬والتي يقوم فيها المراقب المالي‬
‫بإرسال الملف الذي كان موضوع تغاضي حسي نص المادة ‪ 18‬من المرسوم التنفيذي‬
‫‪ 414-92‬الى الوزير المكلف بالميزانية قصد االعالم وهنا تظهر رقابة اإلعالم وتظهر‬
‫عدم فعالية ق اررات الرفض التي قام بها‪.3‬‬
‫خالصة القول أن ما دامت ق اررات المراقب المالي أثناء الرقابة المالية تهدف للحفاظ على‬
‫حماية المال العام كان من األجدر أن تكون ق ارراته نهائية ألنها بنيت على ملفات ووثائق بعد‬
‫خضوعها لتحقيقات محاسبية دقيقة من طرفه وطبقا للقانون ‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ،11‬مرسوم تنفيذي ‪ ، 414 -92‬مرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ،12‬مرسوم تنفيذي ‪ ، 414 -92‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ ،21‬مرسوم تنفيذي ‪ ، 414-92‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫كما يعتبر دور المراقب المالي دور وقائي ي االجراءات التي تسبق االلتزام بالنفقة هذا من‬
‫جهة الواقعية و أما ي بعض االحيان يعتبر رئيس المجلس الشعبي البلدي دور المراقب المالي‬
‫دور معرقل لتسيير المالي و تنفيذ النفقات من جهة أخرى ‪ ،‬هنا القانون وضع لآلمر بالصرف‬
‫(رئيس المجلس الشعبي البلدي) طريقة و هي التغاضي‬
‫• التغاضي‪:‬أي أن رئيس المجلس الشعبي البلدي يتغاضى عن تأشيرة المراقب المالي و‬
‫ذلك طبقا للنص المادة ‪ 18‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ " 414 -92‬في حالة الرفض‬
‫النهائي لاللتزام بالنفقات المنصوص عليها في المادتين ‪ 6‬و ‪ 7‬من هذا المرسوم ‪ ،‬يمكن‬
‫اآلمر بالصرف أن يتغاضى عن ذلك ‪ ،‬تحت مسؤوليته بمقرر معلل‪ ،‬يعلم به الوزير‬
‫المكلف بالميزانية‪ .‬و يرسل الملف الذي يكون موضوع التغاضي فو ار الى الوزير المعني‬
‫‪1‬‬
‫أو الوالي المعني حسب الحالة‪".‬‬
‫الفرع الثــــاني ‪ :‬رقابة المحاسب العمومي على التسيير المالي للبلديــــة ‪:‬‬
‫ان المحاسب العمومي هو كل موظف تسند له مهمة مسك جميع عمليات الخزينة وخاصة‬
‫حسابات حركة االموال وقد نصت المادة ‪ 33‬من القانون ‪ 21-90‬المتعلق بالمحاسبة العمومية‬
‫على ما يلي " يعد محاسبا عموميا في مفهوم هذه االحكام ‪ ,‬كل شخص يعين قانونا للقيام‬
‫بالعمليات التالية ‪:2‬‬
‫أوال ‪ :‬في مجال االيرادات ‪:‬‬
‫▪ التكفل بأوامر التحصيل لإليرادات‪.‬‬
‫▪ البواقي المطلوب تحصيلها ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬في مجال نفقات التسيير ‪:‬‬
‫▪ االعتماد المفتوح أو المفوض حسب األبواب ‪.‬‬
‫▪ األوامر بالصرف و الحواالت المقبوضة باالتفاق ‪.‬‬
‫▪ الرصيد المتاح ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬في مجال التجهيز واالستثمار ‪:‬‬
‫ـ ـ االلتزام بالدفع حسب كل عملية ‪.‬‬
‫ـ ـ االعتمادات ا لمفتوحة أو المفوضة حسب األبواب ‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ،18‬مرسوم تنفيذي ‪ ، 414 -92‬مرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ،33‬قانون ‪ ، 21-90‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫رابعا ‪ :‬الرقابة للمحاسب العمومي عند قفل السنة المالية على التسيير المالي للبلدية ‪:‬‬
‫إن المحاسب العمومي يساهم في الرقابة البعدية على تسيير ميزانية البلدية وفقا لنص‬
‫المادة ‪ 55‬من المرسوم التنفيذي ‪ 313-91‬والمتعلق باجراءات المحاسبة التي يمسكها األمرين‬
‫بالصرف والحاسبون العمومين وكيفيات محتواها " يعد المحاسب الرئيس للجماعات االقليمية‬
‫عند قفل السنة المالية حسابا لتسيير يتمثل في فترة تنفيذ الميزانية والتي تتجسد في ‪ 31‬مارس‬
‫من السنة الموالية ‪ ، 1‬نهايه العملية يقوم بها المحاسب العمومي من أجل مقارنة حساب التسيير‬
‫مع الحساب اإلداري الذي يعده رئيس البلدية بوصفه متدخال في عملية تنفيذ الميزانية ‪.‬‬
‫من خالل هاته النقاط نستنتج أن المحاسب العمومي " هو الشخص المكلف بالمحاسبة من‬
‫خالل صرف لمبلغ النفقة من خالل ممارسة مهامه وتحصيل االيراد " ‪.‬‬
‫حيث أن المحاسب العمومي يقوم باألعمال من خالل تحصله على الملف من األمر بالصرف‬
‫ويقوم المحاسب العمومي من التأكد منه قبل تنفيذ عملية الدفع وهذا من خالل بسط رقابته‬
‫التي تتجلى في الشكلين اآلتيين ‪:‬‬

‫أ ‪ :‬الرقابة الشرفية والقانونية للمحاسب العمومي على التسيير المالي للبلدية ‪ :‬وهي مطابقة‬
‫العملية للقوانين واللوائح المعمول بها وهذا حسب نص المادة ‪ 35‬من القانون رقم ‪21-90‬‬
‫والمتعلق بالمحاسبة العمومية والتي تنص " يتعين على المحاسب العمومي قبل التكفل بسندات‬
‫اإليراد التي يصدرها اآلمر بالصرف أن يتحقق من أن هاته األخير مرخص لها بموجب القوانين‬
‫وتظهر الرقابة هنا في ما يلي ‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫واألنظمة لتحصيلها "‬

‫ـ التأكد من أن األمر بالصرف معتمد قانونا ومرخص له بالتوقيع بموجب القانون ‪.‬‬
‫ـ التأكد من وجود الوثائق األساسية في الملف ومن وجود التأشيرات المنصوص عليها قانونا ‪.‬‬
‫ب ‪ :‬الرقابة المالية والمحاسبية للمحاسب العمومي على التسيير المالي للبلدية ‪:‬‬
‫ويقصد بها تأكد المحاسب العمومي من الخطوات المحاسبية والمالية والتي تم تعدادها في‬
‫نص المادة ‪ 36‬من القانون ‪ 21-90‬المتعلق بالمحاسبة العمومي‪ ,‬وهذا قبل صرف النفقة وهذا‬
‫‪3‬‬
‫من خالل ما يلي ‪:‬‬
‫ـ التأكد من مطابقة العملية للقوانين ‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪،55‬مرسوم تنفيذي ‪ ،313 -91‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ،33‬قانون ‪ ، 21 -90‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ ،36‬قانون ‪ ، 21 - 90‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ـ صحة تسبيب النفقة وهذا لمطابقتها لالعتماد المفتوح لها ‪.‬‬
‫ـ ـ توافر االعتمادات المالية الكافية ‪.‬‬
‫ـ ـ التأكد من عدم تقادم الديون ‪.‬‬
‫حيث أنه من المالحظ أن القانون ‪ 21-90‬المتعلق بالمحاسبة العمومية لم يحدد الفترة الممنوحة‬
‫للمحاسب العمومي من أجل إصدار ق ارراته ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬نتائج الرقابة المالية والمحاسبية للمحاسب العمومي على التسيير المالي للبلدية ‪:‬‬
‫إن بعد التدقيق المالي والمحاسبي تنتهي رقابة المحاسب العمومي بالنتائج التالية ‪:‬‬

‫‪ 1‬ــ الــدفع ‪ :‬والذي نصت عليه المواد ‪37‬و‪ 38‬من القانون ‪ 21-90‬المتعلق بالمحاسبة‬
‫العمومية وبعد قيامه بجميع اإلجراءات السالفة الذكر يقوم المحاسب العمومي بدفع النفقات‬
‫وتحصيل اإليرادات ‪,‬متحمال المسؤولية الشخصية ويوضع تأشيرته " قابل للدفع " على حوالة تم‬
‫إعدادها من طرف األمر بالصرف ‪. 1‬‬
‫‪ 2‬ــ رفض الــدفع مؤقت ‪ :‬هنا يستوجب على آلمر بالصرف تصحيح اإلجراءات أو تكملة‬
‫الملف‪.‬‬
‫‪ 3‬ــ رفض الدفــع ‪ :‬حيث أن المحاسب العمومي من خالل قيامه بالرقابة والحظ أن هناك عدم‬
‫توافر الشروط المنصوص عليها في المواد ‪ 35‬و‪ 36‬من القانون ‪ 21-90‬والمتعلق بالمحاسبة‬
‫العمومية يستوجب عليه رفض الدفع وإخطار األمر بالصرف بذلك ‪ ,‬ويكون اإلخطار مكتوب‬
‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫ومسبب وفي اآلجال القانونية‬
‫لكن المالحظ أن هذا االجراء يستطيع األمر بالصرف أن يتخطاه بما يعرف بالتسخير طبقا‬
‫لنص المادة ‪ 47‬من القانون ‪ 21-90‬المتعلق بالمحاسبة العمومية والتي تنص " يمكن لألمر‬
‫بالصرف أن يطلب منه كتابتا وتحت مسؤوليته أن يصرف النظر عن هذا الرفض‪.3‬‬
‫فهنا تب أر ذمة المحاسب العمومي من المسؤولية الشخصية ويقوم هذا األخير بإرسال تقرير‬
‫للوزير المكلف بالمالية ‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 37‬و ‪ ،38‬قانون ‪ ، 21-90‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 35‬و ‪ ،36‬قانون ‪ ، 21-90‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ ،47‬قانون ‪ ، 21-90‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ويجب أن يتضمن التسخير طبقا لنص المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 314-91‬والمتعلق‬
‫بإجراءات تسخير األمرين بالصرف ما يلي ‪:1‬‬
‫‪ -‬يجب أن يتضمن األمر بالتسخير زيادة على ذلك األسباب المميزة لذلك وعبارة "يطلب‬
‫من المحاسب العمومي أن يدفع " ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب على المحاسب العمومي أن يقدم تقري ار للوزير المكلف بالمالية خالل ‪ 15‬يوم‬
‫مبر ار بالرفض الدفع مرفق بنسخة من الوثائق المحاسبية ‪ ,‬غير أنه يجوز له رفض‬
‫ال تسخير معلال السبب وذلك في حالة عدم توفر االعتمادات أو اموال في الخزينة أو‬
‫انعدام باب الخدمة أو طابع النفقة غير ابرائي ‪.‬‬
‫ومن خالل ما تم التطرق إليه فانه يالحظ أن هاته الرقابة قد أخرجت من اإلطار القانوني من‬
‫رقابة سابقة الى رقابة مالئمة من خالل فرض إجراءات التغاضي والتسخير وتتدخل في‬
‫مهامهما على الرغم من الهدف الذي خصصت له وهو حماية المال العام‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ،2‬مرسوم تنفيذي ‪، 314 -91‬والمتعلق بإجراءات تسخير األمرين بالصرف للمحاسبين العموميين‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الرقابة الالحقة واآلليات الحديثة للتسيير المالي للبلدية‪:‬‬
‫سوف نتطرق إلى الرقابة الممارسة من قبل المفشية العامة للمالية و مجلس المحاسبة وكذا‬
‫آليات الحديثة للتسيير المالي للبلدية في مطلبين‬
‫المطلب األول‪ :‬الرقابة الالحقة على التسيير المالي للبلدية‬
‫نتناول في هذا المطلب الرقابة الالحقة و متمثلة في رقابة المفتشيه العامة للمالية و رقابة‬
‫مجلس المحاسبة و يعتبران الجهتان المختصتان قانونا في الرقابة الالحقة على التسيير المالي‬
‫للبلدية‬
‫الفرع األول ‪ :‬رقابة المفتشية العامة للمالية ‪:‬‬
‫وهو جهاز او هيئة إدارية تتولى مهمة الرقابة على التسيير المالي والمحاسبي للبلدية وجميع‬
‫مؤسسات الدولة والتي تخضع لقواعد المحاسبة وهذا حسب نص المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي‬
‫‪1‬‬
‫رقم ‪. 272-08‬‬
‫ويدير المفتشية العامة للمالية رئيس يعين بموجب مرسوم رئاسي وباقتراح من وزير المالية ‪،‬‬
‫وتتكون من مفتشين في شكل وحدات متنقلة والتي لها دور الرقابي في التقويم على المستوى‬
‫البلدي وتتمثل المهام الرقابية للمفتشية العامة للمالية من خالل التحقيقات الفجائية والزيارات‬
‫الميدانية الى مقر البلدية من اجل التدقيق والتقييم ومراقبة تنفيذ الميزانية‪ ،‬والذين يقومون‬
‫بتفحصها بابا بابا وفصال فصال لتاكد من توظيف النفقات وااليرادات في االغراض التي‬
‫خصصت من اجل ها وهذا بعد التبليغ المسبق لمصالح البلدية وتتجلى هاته الرقابة في ما يلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬مهمة التدقيق والتقييم ‪:‬‬
‫بالرجوع لنص المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 272-08‬والذي يحدد صالحيات المفتشية‬
‫‪2‬‬
‫العامة للمالية فان اهم المهام الخاصة بالتقييم هي‪:‬‬
‫‪ -‬تقييم تطبيق الشروط التشريع المالي والمحاسبي ‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بالتحليل لمدى فعالية التسير المالي والمحاسبي وتسير األمالك ‪.‬‬
‫‪ -‬تقدير مستوى االنجازات ومقارنتها مع االهداف ‪ ,‬والتعرف على نقائص التسيير وعوائقه‬
‫وأسبابه للحد منها ‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 272-08‬المؤرخ في ‪ 2008/09/06‬والذي يحدد تنظيم المفتشيات الجهوية للمفتشية‬
‫العامة للمالية وصالحيتها الجريدة الرسمية الجزائرية عدد ‪ 50‬الصادر بتاريخ ‪. 2008/09/07‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 272-08‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪ -‬تسيير اعتمادات الميزانية واستعمال وسائل لسيرها ‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة شروط منح واستعمال اإلعانات والمساعدات التي تقدمها الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة تطابق النفقات واألهداف المسطرة لها ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مهمة التحقيق والخبرات ‪:‬‬


‫تقوم المفتشية العامة للمالية بمهمة التحقيق واجراء خبرات وفقا لنص المادة ‪ 6‬من المرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 272-08‬والمحدد صالحيات المفتشية العامة للمالية وذلك في اطار التحقيقات‬
‫‪1‬‬
‫والقيام بالمهام التالية‪:‬‬
‫‪ -‬رقابة تسير الصناديق وفحص االموال والقيم والسندات الموجودة من اي نوع والتي‬
‫يحوزها المسيرون او المحاسبون ‪.‬‬
‫‪ -‬الحصول على المستندات او اي وثيقة تبريرية ضرورية لفحوصهم والتقارير التي تعدها‬
‫اي هيئة او خبرة خارجية ‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم اي طلب معلومات شفاهي او كتابي ‪.‬‬
‫‪ -‬القيام في االماكن بالتحقيقات بغرض رقابة التصرفات او العمليات المسجلة في‬
‫المحاسبات ‪.‬‬
‫‪ -‬االطالع على السجالت والمعطيات اينا كان شكلها ‪.‬‬
‫‪ -‬القيام في عين المكان باي فحص بغرض التيقن والتقيد المحاسبي ألعمال التسيير ذات‬
‫التأثير المالي ‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة عمليات التي قام بها المحاسبون العموميين للبلدية ‪.‬‬
‫وقد ألزمت المادة ‪ 17‬من المرسوم التنفيذي ‪ 272-08‬والمنظم لصالحيات المفتشية العام‬
‫‪2‬‬
‫للمالية مصالح البلدية بان تمكن هاته الواحدات من‪:‬‬
‫‪ -‬اإلجابة على طلبات المعلومات المقدمة ‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم األموال والقيم التي تحوزها مصالح البلدية واالطالع على الدفاتر والوثائق‬
‫والمستندات والتبريرات المطلوبة ‪.‬‬
‫في األخير بعد التأكد من المبالغ المسجلة في الميزانية يقومون بتحرير تقرير يسجل فيه‬
‫المالحظات والمعاينات التي تم مراقبتها وتقدم االقتراحات الالزمة من اجل تحسين األداء‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ،06‬مرسوم تنفيذي ‪ ،272 - 08‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ،17‬مرسوم تنفيذي ‪ ،272 -08‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وتنظيم التسيير الحسن لمالية البلدية أين يبلغ هذا التقرير إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫ومن حقه اإلجابة في مدة شهرين وقد تمد من طرف وزير المكلف بالمالية ‪.‬‬

‫إن هاته الرقابة على الرغم من أنها تحدد من المخالفات وتدفع بالمسؤولين الى توخي‬
‫الدقة في تنفيذ الميزانية والتطبيق الجيد لقوانين المالية على أكمل وجه ‪ ,‬إال أنها هاته الرقابة‬
‫جاءت متأخرة بعد إنفاق األموال العامة واألكثر من ذلك يالحظ ا نهاته الرقابة يقوم بها مجلس‬
‫المحاسبة والتي سوف نوضحها الحقا ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الرقابة الممارسة من طرف مجلس المحاسبة على التسيير المالي للبلدية ‪:‬‬
‫إن الرقابة التي يمارسها مجلس المحاسبة هي رقابة الحقة أين أوكلت له هاته المهمة‬
‫بصفته هيئة مستقلة في التسيير وأيضا ضمانا للحياد والموضوعية والفعالية ‪ ,‬وهي رقابة دقيقة‬
‫في اإلجراءات وذات جودة وهذا لما يملكه من أدوات رقابية مميزة ونظام قانوني خاص به اين‬
‫يتمتع باختصاصات قضائية وإدارية واسعة حسب نص المادة ‪ 192‬من الدستور ( يتمتع‬
‫مجلس المحاسبة باالستقاللية ويكلف بالرقابة البعدية لألموال الدولة والجماعات اإلقليمية‬
‫والمرافق العمومية ‪ .....‬الخ )‪. 1‬‬
‫وتتجلى الرقابة الممارسة من مجلس المحاسبة على مالية البلدية فيما يلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الرقابة المحاسبية على تسيير مالية البلدية‪:‬‬
‫بالرجوع لنص المادة ‪ 2‬من القانون ‪ 20 -95‬والتي تنص على ما يلي ( مجلس المحاسبة‬
‫هو المؤسسة العليا لرقابة البعدية على أموال الدولة والجماعات اإلقليمية والمرافق العمومية‬
‫والمرافقة العمومية وبهذه الصفة يدقق في شروط استعمال الهيئات للموارد والوسائل المادية‬
‫واألموال العامة التي تدخل في نطاق اختصاصه ‪ ,‬ويقيم تسيرها وبتأكد من مطابقة العمليات‬
‫المالية والمحاسبية للقوانين والتنظيمات )‪.2‬‬
‫حيث يتضح إن الهدف من هاته الرقابة هي تشجيع االستعمال الفعال والصارم للموارد والوسائل‬
‫المادية واألموال العمومية وترقية إجبارية تقديم الحسابات ‪,‬وتطوير شفافية تسيير المالية‬
‫العمومية ‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ،192‬دستور ‪ ،1996‬مرجع سابق‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ،2‬األمر رقم ‪ 20-95‬المؤرخ في ‪ 17‬يوليو ‪ 1995‬والمتعلق بصالحيات مجلس المحاسبة ‪ ,‬الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪ 39‬سنة ‪1995‬‬
‫‪73‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫حيث نصت المادة ‪ 08‬من القانون ‪ 95-20‬المتعلق بمجلس المحاسبة بالرقابة المرافق‬
‫العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري التي تكون مواردها أو رؤوس أموالها كلها ذات طبيعة‬
‫‪ ،‬كما أنه بالرجوع لنص المادة ‪ 210‬من القانون ‪ 10-11‬والمتضمن قانون البلدية‬ ‫‪1‬‬
‫عمومية‬
‫على ما يلي ( تتم مراقبة وتدقيق الحسابات اإلدارية للبلدية وتطهير حسابات التسيير الخاصة‬
‫بها من طرف مجلس المحاسبة وطبقا لتشريع الساري المفعول )‪.2‬‬
‫ويكون ذلك من خالل مراقبة نوعية التسيير وحسابات المحاسب العمومي ورقابة االنضباط في‬
‫تسيير الميزانية ‪،‬اين منح المشرع طبقا لنص المادة ‪ 55‬من األمر ‪ 20/95‬ما يلي ( لمجلس‬
‫المحاسبة سلطة االطالع والتحري كالية لتسهيل مهمة الرقابة على نشاط االمر بالصرف‬
‫والمحاسب العمومي على مستوى كل البلديات وله الحق في التدقيق في الحسابات واالطالع‬
‫على جميع الوثائق والقيام بالتحريات الالزمة ) ‪.3‬‬
‫ينصب دور مجلس المحاسبة في مراقبة األموال العمومية وفي مراقبة تنفيذ ميزانية البلدية‪،‬‬
‫ومدى تطبيق القوانين ويسمي هذا النوع من الرقابة رقابة التسيير والمتمثلة فيما يلي ‪:‬‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 69‬من األمر ‪ 95-20‬والمتعلق بصالحيات مجلس المحاسبة‬
‫وقبل التطرق لهاته الرقابة وجب التطرق لتعريفها ‪.4‬‬
‫وهي مراقبة نوعية التسيير على تقييم المهام واألهداف والوسائل المستعملة من طرف مصالح‬
‫البلدية ألداء نشاطها تحقيقا للمصلحة العامة‪ ،‬وعلى الرغم من تمتع مجلس المحاسبة بهذه‬
‫الرقابة إال أنه ال ينبغي له التعدي على حدود تقييم قواعد عمل وتنظيم الهيئات الخاضعة لرقابته‬
‫والتأكد من وجود آليات رقابية داخلية فعالة و موثوقة‪ ،‬كما يمكن تعريفها هي تلك الرقابة‬
‫الممارسة من قبل مجلس المحاسبة على الهيئات العمومية من أجل مر ا قبة مدى شرعية‬
‫نشاطها المالي‪ ،‬وكذا العمل على تحسين مستوى أدائها ومردودها‪ ،‬وهذا عن طريق تقييم شروط‬
‫استعمالها للموارد والوسائل العمومية الموضوعة تحت تصرفها‪ ،‬من حيث الفعالية و النجاعة‬
‫واالقتصاد‪ ،‬كما جاء في المادة المذكورة أعاله حول رقابة نوعية التسيير وهذا عن طريق‬
‫التأكد من ‪:‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ،08‬القانون ‪ ، 20-95‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ،210‬قانون ‪ ،10-11‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ ،55‬األمر ‪ ، 20-95‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ ، 69‬األمر ‪ ، 20-95‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫• تقيم شروط استعمال هذه الهيئات والمصالح للموارد والوسائل المادية واألموال العمومية‬
‫وتسييرها على مستوى الفعالية والنجاعة وفقا للبرامج واألهداف المبرمجة لها وهذا عن‬
‫طريق آليات ٕواجراءات الرقابة والتدقيق الداخلين‪ ،‬وذلك من خالل التحريات التي يقوم بها‬
‫مجلس المحاسبة‪.‬‬
‫• التأكد من مطابقة النفقات التي تم صرفها انطالقا من المواد التي تم جمعها من األهداف‬
‫التي تتوخاها الدعوة الى التبرعات العمومية وفقا للمادة ‪ 71‬من األمر ‪ 95-20‬وذلك‬
‫عن طريق إقامة األنظمة واإلجراءات على مستوى اإلدارات والهيئات الخاضعة لرقابة‬
‫المجلس ‪ ،‬تضمن نظامية تسيير مواردها واستعماالتها‪ ،‬وحماية ممتلكاتها ومصالحها‪.1‬‬
‫• تقديم المقترحات التي يراها مالئمة ‪ ،‬لتدعيم آليات الرقابة والحماية والتسيير األمثل للمال‬
‫العام والممتلكات العمومية مع رقابة شروط استعمال و منح اإلعانات والمساعدات‬
‫المالية التي منحتها الدولة‪ ،‬للبلدية و ومطابقة استعمالها مع الغايات التي منحت ألجلها‬
‫وهذا طبقا للمادة ‪ 70‬من القانون ‪ 95/20‬والمتعلق بصالحيات مجلس المحاسبة ومن‬
‫خالل ما ذكر يتضح لنا ما يلي ‪:2‬‬
‫▪ الهدف األول لرقابة التسيير هو اقتصادي بحت يتمثل في تقييم مردود البلدية و قياس‬
‫فعالية النشاط المالي لها ومدى تحقيق األهداف المسطرة لها ‪.‬‬
‫▪ أما الهدف الثاني فهو هدف قانوني وهو مراقبة شرعية النشاط المالي للبلدية ومدى‬
‫مطابقة أعمال التسيير المالي للنصوص القانونية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرقابة اإلدارية لمجلس المحاسبة ‪:‬‬


‫يمارس لمجلس المحاسبة الرقابة اإلدارية‪ ،‬حيث يكلف مجلس المحاسبة بممارسة الصالحيات‬
‫اإلدارية المخولة له‪ ،‬وفي هذا اإلطار يقوم المجلس برقابة حسن استعمال الهيئات التي تخضع‬
‫لرقابة األموال العمومية وتقييمها من ناحية الفعالية مع إعداده لتقارير‪ ،‬يوصي فيها بكل‬
‫اإلجراءات واالقتراحات الواجب اتخاذها قصد تحسين فعالية ومردودية تسيير المصالح المراقبة‬
‫و إ رسالها المصالح إلى والهيئات المعنية أو السلطات الوصية لتقديم إجاباتهم التي يحددها لهم‬
‫مجلس المحاسبة ‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪،71‬األمر ‪ 95‬ـ ‪ ، 20‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪،70‬األمر ‪ 95‬ـ ‪ ، 20‬مرجع نفسه‬
‫‪75‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ثالثا ‪ :‬الرقابة على الحسابات المقدمة من طرف المحاسبيين العموميين ‪:‬‬
‫يتعين على كل محاسب عمومي إيداع حسابه للتسيير لدى كتابة الضبط لمجلس المحاسبة و‬
‫االحتفاظ بكل الوثائق الثبوتية التي قد يطلبها منه مجلس المحاسبة عند االقتضاء ‪1‬طبقا لنص‬
‫المادة ‪ 74‬من األمر ‪ 20-95‬أين يراجع المجلس الحسابات ويصدر أحكاما بشأنها وهذا من‬
‫خالل و نصت المادة‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 56-96‬على أنه يجب على المحاسبين‬
‫العموميين التابعين لمصالح الدولة والجماعات اإلقليمية‪ ،‬ومختلف المؤسسات والهيئات العمومية‬
‫لقواعد المحاسبة العمومية أن يودعوا حساباتهم لدى كتابة الضبط لمجلس المحاسبة في أجل‬
‫أقصاه ‪ 30‬يوليو من السنة الموالية للميزانية المقفلة ‪. 2‬‬
‫أين يخضع تحديد هذه اآلجال إلى اعتبارات عملية يقتضيها النظام الذي يخضع له تسيير‬
‫األموال العمومية وطبيعية نشاط الهيئات العمومية‪ ،‬فمبدأ السنوية الذي تخضع له الميزانية‬
‫العمومية يقتضي أن تمنح الترخيصات المالية العمومية لسنة مالية واحدة وأن تنفذ كذلك خالل‬
‫نفس السنة المالية و لكن بما أن بعض العمليات المالية قد يتم إنجازها بعد تاريخ ‪ 31‬ديسمبر‬
‫من السنة المالية المعينة وتمتد إلى السنة المالية الموالية لها‪ ،‬فقد أفرد المشرع استثناء لهذا‬
‫المبدأ وأقر فترة تكميلية لتنفيذ الميزانيات وتصل إلى غاية تاريخ ‪ 31‬مارس من السنة الموالية ‪.‬‬
‫أما في حالة التأخير في إبداع الحسابات أو عدم إرسال الوثائق الثبوتية يمكن لمجلس المحاسبة‬
‫إصدار غرامات في حق المحاسبين العموميين وله أن يصدر في حقهم كذلك أوامر بإيداع‬
‫‪.‬‬
‫حساباتهم في اآلجال التي يحددها لهم‬
‫وتتمثل هاته الرقابة حسب نص المادة ‪ 75‬من األمر ‪ 95-20‬والمتعلق بصالحيات مجلس‬
‫‪3‬‬
‫المحاسبة على ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ مراجعة حسابات التسيير التي يعدها المحاسب العمومي من خالل العمليات المادية‬
‫الموصوفة فيها ومدى مطابقتها مع التنظيم وهذا التحقيق يكون كتابيا والحكم حضوريا ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ منح رئيس الغرفة المختصة بموجب أمر مقرر بإجراء التدقيقات لمراجعة حسابات التسيير‬
‫وهذا حسب نص المادة ‪ 77‬من األمر ‪ 20-95‬والمتعلق بصالحيات مجلس المحاسبة ‪.4‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ،74‬األمر ‪ 95‬ـ ‪ ، 20‬مرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ، 2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 56-96‬المؤرخ في ‪ 22‬جانفي‪ 1996‬المحدد انتقاليا ألحكام المتعلقة بتقييم الحسابات إلى‬
‫مجلس المحاسبة الجريدة الرسمية عدد ‪ 6‬سنة ‪. 1996‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ ،75‬األمر ‪ ، 20 -95‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ ،77‬األمر ‪ ، 20 -95‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫رابعا ‪ :‬الرقابة على الحسابات المقدمة من اآلمرين بالصرف ‪:‬‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي بصفته األمر بالصرف هو مسؤول عن تسيير المالي وهو‬
‫المؤهل لتنفيذ العمليات المشار إليها في المواد ‪ 21-20-19-17-16‬من القانون ‪21-90‬‬
‫‪1‬‬
‫المتعلق بالمحاسبة العمومية(‪)1‬‬
‫تظهر أهمية الحسابات اإلدارية في ممارسة الرقابة التي يمارسها مجلس المحاسبة‪ ،‬حيث أن‬
‫القانون يلزم جميع اآلمرين بالصرف بإعداد هذه الحسابات عند غلق كل سنة مالية ٕوايداعها‬
‫على مستوى كتابة الضبط في مجلس المحاسبة بهدف مراقبة نشاطهم المالي‪ ،‬ومعاينة مدى‬
‫انضباطهم في مجرد وسيلة لضبط األخطاء والمخالفات المالية المرتكبة وتوقيع العقوبات عليها‪،‬‬
‫ٕوانما تمكن كذلك من تقييم مردود الهيئات العمومية وتقدير مدى فعالية نشاطها المالي‪ ،‬باعتبار‬
‫أنها تسمح مع نهاية كل سنة مالية بإجراء مقارنة بين التقديرات المالية التي تضمنها الميزانية‬
‫مع النتائج المنجزة فعال بعد تنفيذها والفارق و التي تمكنه من تفادي تلك النقائص المسجلة في‬
‫الميزانيات المقبلة والعمل على تحسين مستوى األداء المالي للبلدية ‪.‬‬
‫الهدف من هاته الرقابة هو حسن التسيير في استعمال المال العام وحمايتها من‬
‫األضرار التي قد تلحق بالحساب المالي للبلدية من خالل التجاوزات التي قد تسجل سواء أثناء‬
‫تحصيل اإليرادات أو في صرف النفقات وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 88‬من االمر ‪95-20‬‬
‫ومن من خالل هذا وجب التطرق إلى ما يلي‪:2‬‬

‫ـ ـ معاينة مدى احترامهم األحكام التشريعية أو التنظيمية المتعلقة بتنفيذ اإلرادات والنفقات ‪.‬‬
‫ـ ـ استعمال اإلعتمادات أو المساعدات المالية التي تمنحها الدولة والجماعات اإلقليمية‬
‫والمؤسسات العمومية‪ ،‬أو الممنوحة بضمان منها ألهداف غير األهداف التي منحت ألجلها‬
‫صراحة‪.‬‬
‫ـ ـ االلتزام بالنفقات دون الصفة أو السلطة أو خرقا للقواعد المطبقة في مجال الرقابة القبلية‪.‬‬
‫ـ ـ االلتزام بالنفقات دون االعتماد أو تجاوز التخصيصات الخاصة بالميزانية‪.‬‬
‫ـ ـ خصم نفقة بصفة غير قانونية من أجل إخفاء‪ ،‬إما تجاو از ما في االعتماد‪ٕ ،‬واما تغيير‬
‫للتخصيص األصلي لاللتزامات أو القروض المصرفية الممنوحة لتحقيق عمليات محددة‪.‬‬

‫‪ 1‬المواد ‪، 16،17،19،20،21‬قانون ‪ ، 21-90‬مرجع سابق‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ،77‬األمر ‪ ، 20-95‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ـ ـ تنفيذ عمليات النفقات الخارجية بشكل واضح عن هدف أو مهمة الهيئات العمومية ‪.‬‬
‫ـ ـ الرفض غير المؤسس للتأشيرات أو العراقيل الصريحة من طرف هيئات الرقابية القبلية أو‬
‫التأشيرات الممنوحة خارج الشروط القانونية ‪.‬‬
‫ـ ـ عدم احترام األحكام القانونية أو التنظيمية المتعلقة بمسك المحاسبات وسجالت الجرد‪ ،‬و‬
‫االحتفاظ بالوثائق و المستندات الثبوتية‪.‬‬
‫ـ ـ التسيير الخفي لألموال أو القيم أو الوسائل أو األمالك العامة ‪.‬‬
‫ـ ـ كل تهاون يترتب عنه عدم دفع حاصل اإليرادات الجبائية أو شبه الجبائية التي كانت‬
‫موضوع اقتطاع من المصدر في اآلجال‪ ،‬ووفق الشروط التي أقرها التشريع المعمول به‪.‬‬
‫ـ ـ التسبب في إلزام الدولة أو الجماعات اإلقليمية أو الهيئات العمومية بدفع غرامات تهديدية أو‬
‫تعويضات مالية نتيجة عدم التنفيذ الكلي أو الجزائي أو بصفة متأخرة ألحكام القضاء‪.‬‬
‫ـ ـ االستعمال التعسفي إلجراء القاضي بمطالبة المحاسب العمومي بدفع النفقات على أسس‬
‫غير قانونية وغير تنظيمية‪.‬‬
‫ـ ـ أعمال التسيير التي تتم خالفا لقواعد إبرام وتنفيذ العقود التي ينص عليها قانون الصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫ـ ـ عدم احترام القوانين التي تخضع لها عمليات بيع األمالك العمومية التي لم تعد صالحة‬
‫االستعمال أو المحجوزة من طرف اإلدارة و الهيئات العمومية‪.‬‬
‫ـ ـ تقديم وثائق مزيفة أو خاطئة لمجلس المحاسبة أو إخفاء مستندات ‪.‬‬
‫تتلخص الرقابة الممارسة من طرف مجلس المحاسبة على الرغم من انها رقابة بعدية اال انها‬
‫وقائية تتمحور حول نوعية رقابة التسيير خالفا لما اقره نص المادة ‪ 73‬من األمر ‪95-20‬‬
‫والذي أعطي السلطة السلمية أو الوصية للبلدية في حالة سوء التسيير دون مجلس المحاسبة‬
‫مما يجعل دوره نسبي ومحدود ‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اآلليات الحديثــــة للتسيير المالي للبلديــــة‪:‬‬


‫تعتبر الميزانية هي المرآة العاكسة للسياسة المالية للبلدية في عدة مجاالت وخاصة في مجال‬
‫التنمية وبالتالي فكان من الضروري تحقيق هذا الهدف المنشود على الرغم من وجود هياكل‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ،73‬األمر ‪ 95‬ـ ‪ ، 20‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫رقابية على الميزانية ‪ ،‬لكن وواقع الحال عكس ذلك و بالتالي أصبح من الضروري القيام بما‬
‫يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إصالح نظام ميزانية البلدية‪:‬‬
‫ويتم هذا من خالل إتباع اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬النجاعة والفعالية ‪ :‬إن إصالح نظام الميزانية ضروري في تسير مالية البلدية فالنسبة‬
‫لنجاعة فتكون بالعالقة بين النفقات واإليرادات ‪ ,‬وذلك باستخدام الحد األدنى من اإليرادات‬
‫للوصول إلى تحقيق اإلنفاق السليم ‪,‬وهذا ما يسمى بإصالح شامل للميزانية العامة واألخذ‬
‫بالنظم الحديثة لميزانية األداء والتي ترتكز على قياس األداء أو ما يسمى رقابة األداء أما‬
‫الفعالية فهي تعتمد على ميزانية البرامج ألنها تعتمد على تحديد األهداف المرجوة وتحقيقها‪،‬‬
‫أي أن الفعالية في التسيير المالي أصبحت تقوم على ثقافة النتائج مع تبرير نوع النشاطات‬
‫واألهداف و نوعية والكمية التي تحققها ومن خالل ما تم ذكره نستنتج ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬االنتقال من رقابة عدم تجاوز االعتمادات المرصودة إلى رقابة فعالية تهتم بتحقيق‬
‫أهداف الميزانية ‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل أجهزة الرقابة من الرقابة على تنفيذ الميزانية إلى رقابة أداء وتقييم المنجزات‬
‫وكل هذا باالنتقال من رصد االعتمادات إلى منطق االهتمام بالنتيجة وتحقيق األهداف‬
‫وبالتالي يتم تطوير أسلوب الميزانية من كونها خطة للتمويل إلى خطة للتعبير عن‬
‫الخيارات في االستغالل الموارد في إطار استراتيجي مرتبط مع الساسة العامة لدولة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬برمجة الميزانية لسنوات متعددة ‪ :‬ان الميزانية هي جدول تقديري مبني على التوقع‬
‫القبلي لنفقات واإليرادات خالل السنة المالية والتي تبدأ من أول جانفي إلى غاية ‪ 31‬ديسمبر‪،‬‬
‫وبالتالي فان هاته البرمجة تتم لمدة قصيرة لكن اإلصالح المالي الفعال يجب أن يتم بإعداد‬
‫ميزانيات تتراوح أكثر من سنة لمجموعة الموارد والنفقات التي تحتاجها البلدية ‪ .‬وبالتالي فال‬
‫يجب أن تبقى الميزانية بيان رقمي خالل سنة وإنما عملية للتخطيط والبرمجة الشاملة للموارد‬
‫والنفقات‬
‫وفقا للمخططات اإلستراتيجية والتي تسمح بمراقبة تنفيذ المشاريع التي يتم انجازها على عدة‬
‫‪1‬‬
‫سنوات ومن هنا منع التالعب بأموال البلدية‬

‫شريف رحماني‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.116‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪79‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫ثالثا‪ :‬وضع حساب مالي موحد لمالية البلدية ‪ :‬بالرجوع لقانون المالية يالحظ وجود حسابين‬
‫وهما الحساب االداري وحساب التسيير وهذا من خالل التخفيض في مستوى الفصل بين األمر‬
‫بالصرف والمحاسب العمومي وهذا من خالل تقديم الحسابات السنوية عن طريق عرض وثيقة‬
‫واحدة ‪ ،‬وبالتالي وضع حساب مالي واحد بالنسبة للجماعات المحلية وهذا لتحقيق األهداف‬
‫‪1‬‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬سهولة االطالع على الوثيقة الواحدة‪.‬‬
‫‪ -‬تسهيل معرفة األموال المملوكة للبلدية سواء كانت نفقات أو ايردات‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تطوير الرقابة الخارجيـــــــــــــــــــــة ‪ :‬حتى نكون امام رقابة فعالة وقانونية ومحددة وجب‬
‫التقيد بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬القيام بالرقابة الخارجية قبل وبعد تنفيذ النفقات وخالل مدد قانونية محددة‬
‫‪ -‬وضع قواعد للتوازن على مستوى كل قسم من األقسام وتغطية كل خلل من المداخيل‬
‫الذاتية المحصلة من طرف البلدية ‪ .‬وجب تسجيل النفقات اإلجبارية والمقررة قانونا‬
‫‪ -‬وضع جدول تسجل فيه كل اإليرادات المحصل عليها في كل سنة مالية‬
‫‪ -‬القيام بالتقييم والتدقيق عن طريق رقابة مشروعة قانونية مع منح الحرية للبلدية أثناء‬
‫التسيير المالي لماليتها لكن باالحترام للقوانين والتنظيمات من اجل تقديم الفعالية لتحقيق‬
‫األهداف المرجوة ‪ .‬وال يتجلى هذا إال من خالل القيام برقابة سلسة وشفافة تعطي‬
‫األفضلية في تصحيح كل األخطاء‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الميزانية التشاركية كآلية للتسيير المالي للبلدية ‪:‬‬
‫إن الموزانة (الميزانية) التشاركية هي عملية من المشاورة الديمقراطية واتخاذ الق اررات‪ ،‬وهي تعد‬
‫نوعا من الديمقراطية التشاركية تسمح للمواطنين بتحديد و مناقشة مشروعات االنفاق و تحديد‬
‫األولويات الخاصة بهم و تمنحهم سلطة اتخاذ الق اررات الفعلية حول المبالغ التي يتم انفاقها ‪.‬‬
‫ويتم هذا من خالل ما يلي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬المشاركة العادية أو االلكترونية في مناقشة مشروع الميزانية على مستوى البلدية‪:‬‬
‫لقد نصت المادة ‪ 12‬من قانون البلدية ‪ 2‬على أن يسهر المجلس الشعبي البلدي على وضع‬
‫إطار مالئم للمبادرات التي تهدف لتحفيز المواطن على المشاركة كما نصت المادة ‪ 13‬من‬

‫شريف رحماني‪ ،‬مرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.117‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬المادة ‪ ،12‬قانون ‪ ،10 -11‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪80‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫قانون البلدية ‪ 1‬على إمكانية رئيس المجلس الشعبي البلدي االستعانة بهم بصفة استشارية ‪،‬الن‬
‫المواطنين هم المعنيون بالنفقات ولهم الحق في معاينة خروج هاته األموال إلى األهداف‬
‫المسطرة لها ‪ ,‬الن الهدف من هذا هو وضع المسؤول تحت نوع جديد من الرقابة وهي رقابة‬
‫ايجابية ‪ ,‬وهذا من خالل أيضا وضع اطر قانونية لتمكين حرية اإلعالم واالتصال والتواصل‬
‫الرقمي كرؤية جديدة الرتباطها بالشفافية الديمقراطية وبالتالي فان العناصر الثالثة لها دور فعال‬
‫في مراقبة التسيير المالي للبلدية ولها الدور في معالجة مختلف أوجه القصور وإعادة اكتشافه‬
‫من طرف المسؤولين واتخاذ القرار بالسرعة من اجل الحفاظ على األموال العامة وتسييرها تسير‬
‫جيد من خالل القيام بالتقييم والتدقيق عن طريق رقابة مشروعة قانونية مع منح الحرية للبلدية‬
‫أثناء التسيير المالي لماليتها لكن باالحترام للقوانين والتنظيمات من اجل تقديم الفعالية لتحقيق‬
‫األهداف المرجوة ‪ .‬وال يتجلى هذا إال من خالل القيام برقابة سلسة وشفافة تعطي األفضلية في‬
‫تصحيح كل األخطاء ‪ ،‬ويرى الدكتور جودي انه من الضروري توفر الشروط التالية لنجاح الية‬
‫الميزانية التشاركية وهي ‪2 :‬ـ‬
‫‪ -‬االرادة العليا من طرف أصحاب القرار العتمادها في تسيير ميزانيات البلدية‪.‬‬
‫‪ -‬وجود مجتمع مدني منظم ومسؤول وواعي يضمن للعملية شفافيتها وفاعليتها‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الشفافية المالية على مستوى البلدية‪ :‬إن الشفافية المالية هي شرط أساسي لسالمة‬
‫السياسة المالية وهي أهم الركائز التي تقوم عليها اإلدارة الحديثة ‪ ،‬وذلك من خالل نشر وثيقة‬
‫الميزانية التي يتم عرضها بوضوح في الموعد المناسب يضفي االنضباط على العمليات‬
‫الحكومية و التي من شانها تعزيز الثقة المواطن بالبلدية ومنه االستقرار والمساواة‪.‬‬
‫كما اعتبرت الشفافية أم ار حيويا في عملية الموازنة وتحقيق االنضباط المالي والسيطرة على‬
‫االنفاق وتخفيض التكاليف ‪ 3.‬فمن أهداف الشفافية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تمكين الجمهور من ممارسة الرقابة الشعبية على تصرفات اإلدارة والكشف عن األخطاء‬
‫والسلوكيات السلبية وتشخيصها‬
‫‪ -‬يضع مبدأ الشفافية كل األجهزة الدولة في ميزان القانون لتقييم مدى تجسيد ألحكامه‬
‫وقواعده‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ،13‬قانون ‪ ،10 -11‬مرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ 2‬جودي نور الدين ‪ ,‬تطبيق آلية الميزانية التشاركية ‪ ،‬يومية التحرير عدد منشور يوم ‪ 2017/08/24‬ص‪.4‬‬
‫‪ 3‬فتيحة حيمر‪،‬الشفافية كآلية للحد من الفساد ‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية العدد ‪ 24‬جوان ‪ 2017‬ص ‪.23‬‬
‫‪81‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫وبالتالي فان الشفافية قوة مؤثرة في صنع القرار وذلك عند توفر أسسها وشروط قيامها مما‬
‫يؤدي إلى مواجهة األخطاء وتداركها والتمكن من السيطرة عليها قبل وقوعها وتعتبر الشفافية‬
‫احد آليات الرقابة الشعبية على البلدية والتي على الرغم من النص عليها في قانون البلدية‬
‫إلى أنها منعدمة التطبيق في الواقع الحالي وال يعمل بها ولم يتم تجريبها أصال لطبيعة‬
‫المجتمع الجزائري ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫الرقابة على التسيير المالي البلديات‬ ‫الفصل الثاني‬
‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬
‫قمنا في هذا الفصل بالتعرف على أنواع الرقابة المطبقة على التسيير المالي للبلدية ‪ ،‬سواء‬
‫كانت قبلية أي سابقة التي تعرف كذلك بالرقابة التصحيحية (وقائية) أم البعدية التي يطلق‬
‫عليها الرقابة الالحقة كما تطرقنا الى الجهات المكلفة بهذه الرقابة ‪ ،‬و من ثم الى اآلليـ ـ ـات‬
‫الحديثة للتسيير المالي للبلدية من خالل إصالح نظام ميزانية البلدية و الميزانية التشاركية كألية‬
‫لتسيير المالي للبلدية من أجل تفعيل آليات الرقابة على البلدية و تسييرها المالي‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫اخلاتـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫اخلاتـمــــــــة‬

‫الخاتمـــــة‪:‬‬
‫الفعال يكون عن طريق االستخدام و االستغالل‬
‫إن التسيير المالي للبلدية الناجع و ّ‬
‫األمثل الدوات التسيير المالي من أجل تحقيق األهداف المرجوة سواء كانت هذه أهداف على‬
‫المستوى المحلي أو تلك التي لها بعد وطني و متعلقة بالسياسة التنموية للدولة ‪ ،‬و كما‬
‫تعرفنا من خالل دراستنا أن مالية البلدية تكون مدونة في وثيقة واحدة و محددة بمدة سنة‬
‫ّ‬
‫واحدة و شاملة لجميع النفقات المرخص لها صرفها وااليرادات المرخص لها تحصليها‬
‫بموجب التشريع و التنظيم المعمول بهما‪ ،‬غير أنه يمكن للبلدية أن تسير و تنفذ بعض‬
‫النفقات التي مصدرها ليس ميزانيتها الخاصة بل من ميزانية الدولة من أجل االهداف‬
‫الوطنية المسطرة من طرف السلطة المركزية ‪ ،‬وهذا ما تتطرقنا إليه عند دراستنا للمخطط‬
‫البلدي للتنمية ‪ ، PCD‬الذي يعتبر من نفقات الدولة للتجهيز أي أنه مسجل في ميزانية‬
‫الدولة و ليس في ميزانية البلدية التى كما رأينا سابقا أنها تتضمن نفقاتها و ايرادتها الخاصة‬
‫بها فقط ‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق يمكننا التوصل الى طبيعة العالقة بين الميزانية البلدية و المخطط‬
‫البلدي للتنمية و التي تكمن في أن كليهما يعتبر من أدوات التسيير المالي للبلدية إالّ أن‬
‫هناك بعض الخصوصية في مجال التنفيذ و التسيير و هذا ماتم التوصل إليه من خالل‬
‫دراستنا ‪ ،‬أن للبلدية كامل الحرية في التصرف في ميزانيتها في حدود التشريع والتنظيم‬
‫المعمول بهما ‪ ،‬غير أن البلدية عند تنفيذ و تسيير المخطط البلدي للتنمية فهي تنفذ نفقات‬
‫الخاصة بميزانية الدولة و تكون مجبرة على التقيد التام بالقوانين و التنظيمات التي تنظم‬
‫تنفيذ هذا المخطط ‪ ،‬و نجد هذه الخصوصية في مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬رئيس المجلس الشعبي البلدي هو اآلمر بالصرف بالنسبة للميزانية البلدية و امين‬
‫الخزينة البلدي هو المحاسب العمومي ‪ ،‬ورئيس المجلس الشعبي له كامل الحرية في‬
‫تنفيذها في حدود التشريع و التنظيم المعمول بهما‪ ،‬و نجده أيضا آم ار بالصرف في‬
‫المخطط البلدي للتنمية إال أنه يكون مقيد و له صالحيات مححدة ال يمكنه تجاوزها‬
‫في أي حال من األحوال ‪ ،‬مثال تسجيل العملية ‪ PCD‬أو تعديل عنوانها أو تكلفتها‬

‫‌ه‬
‫اخلاتـمــــــــة‬

‫أو غلقها دون تدخل جهات وصية كانت أو أخرى كالوالي ‪ ،‬االدارة المحلية ‪،DAL‬‬
‫رئيس الدائرة و مديرية البرمجة و متابعة الميزانية ‪. DPSB‬‬
‫‪ -‬كما نجد خصوصية أخرى متمثلة في اجال تنفيذ الميزانية ‪ ،‬تنفذ في سنة واحدة أما‬
‫المخطط البلدي قد تتجاوز مدة تنفيذه السنة فهو متعدد السنوات و يمكن أن يدخل‬
‫تنفيذه في السنة أو السنوات المقبلة شأنه شأن برامج التجهيز فهي متعددة السنوات‪.‬‬
‫‪ -‬كما يمكن القول أن الميزانية أداة داخلية ذاتية التنفيذ أما المخطط البلدي للتنمية أداة‬
‫خارجية يشترك في تنفذها جملة من مصالح و الجهات‪.‬‬
‫و في جانب الرقابة المفروضة أو المطبقة على ميزانية البلدية و مخطط البلدي للتنمية فهما‬
‫يخضعان لنفس أنواع الرقابة و نفس الجهات المكلفة بها أي نفس الجهة التي تمارس هذه‬
‫الرقابات سواء كانت رقابة سابقة أم الحقة ‪ ،‬كما عرجنا على آليات التسيير الحديثة من‬
‫خالل اصالح نظام الميزانية البلدية و الميزانية التشاركية كآلية للتسيير المالي للبلدية‪.‬‬
‫االقترحات كانت نتاج دراستنا و هي‪:‬‬
‫ا‬ ‫و في األخير نخرج بجملة من‬
‫‪ -‬توسيع صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي في مجال تنفيذ مخطط البلدي‬
‫للتنمية ‪ ،‬هناك نوع من التناقض فالمشرع يمنحه صفة اآلمر بالصرف في حين‬
‫صالحياته ال تتعدى المرحلة األولى فهي تبدأ و تنتهي في مرحلة االقتراح‪.‬‬
‫‪ -‬بعث روح جديدة و ذلك من خالل سن قوانين جديدة تتماشى مع التطور االقتصادي‬
‫و االجتماعي ‪ ،‬رغم تعاقب الفترات الزمنية و التحول من النظام من االشتراكي الى‬
‫الأرسمالي غير أننا نجد قوانين و تنظيمات تجاوز عمرها ‪ 50‬سنة رغم تغيير طابع‬
‫النظام االقتصادي للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز الرقابة الوقائية التصحيحية لتجنب التسجيل المزدوج للعمليات ‪ ،‬نجد عملية‬
‫مسجلة ضمن المخطط البلدي للتنمية و مسجلة أيضا ضمن ميزانية البلدية و هذا‬
‫مما يشكل عبء مالي مزدوج على عاتق نفقات الدولة و البلدية على حد سواء‪.‬‬
‫كما نتمنى أن تكون نتائج دراستنا انطالقة لبحوث و دراسات أخرى‪.‬‬

‫‌و‬
‫املراجع‬
Les
Références
‫قائمة المراجع و المصادر‪:‬‬
‫أ ‪ .‬النصوص الرسمية‬

‫‪.1‬الدساتير‬

‫‪ -‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ 1996‬الصادر في ‪28‬‬


‫نوفمبر‪ ، 1996‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 76‬المؤرخة في ‪ 08‬ديسمببر‪.1996‬‬
‫‪ -‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ 2016‬الصادر في ‪ 06‬مارس‬
‫‪ 2016‬الجريدة الرسمية للجهورية الجزائرية العدد ‪ 14‬بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪. 2016‬‬

‫‪ .2‬القوانين‬

‫‪ -‬قانون ‪ 08 -90‬المؤرخ في ‪ 07‬أفريل ‪ 1990‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية‬


‫العدد‪ 15‬المؤرخة في ‪11‬أفريل ‪(.1990‬ملغي)‬
‫‪ -‬قانون ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 15‬غشت ‪،1990‬متعلق بالمحاسبة العمومية‪،‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ 35‬المؤرخة في ‪ 15‬غشت ‪.1990‬‬

‫‪ -‬قانون ‪ 10 -11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ 2011‬المتعلق بالبلدية‪،‬الجريدة الرسمية العدد‬


‫‪ 37‬المؤرخة في ‪ 03‬يوليو ‪.2011‬‬
‫‪ .5‬األوامر‬

‫‪ -‬األمر رقم ‪ 20-95‬المؤرخ في ‪ 17‬يوليو‪ 1995‬والمتعلق بصالحيات مجلس المحاسبة‬


‫المعدل و المتمم‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 39‬سنة ‪1995‬‬
‫‪ .4‬المراسيم‬
‫• مراسيم رئاسية‬
‫‪ -‬مرسوم ‪ 145 - 67‬مؤرخ في ‪ 31‬يوليو ‪ ،1967‬يتعلق باالقتطاع من إيرادات التسيير‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪ 71‬المؤرخة في ‪ 31‬غشت ‪.1967‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ -‬مرسوم رئاسي رقم ‪ 247 -15‬مؤرخ في‪ 16‬سبتمبر ‪، 2015‬متضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية و تفويضات المرفق العام‪،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 50‬مؤرخة في ‪ 20‬سبتمبر‬
‫‪2015‬‬
‫• مراسيم تنفيذية‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 136 -73‬مؤرخ في ‪ 09‬غشت ‪ 1973‬متعلق بشروط تسيير و‬
‫تنفيذ مخططات البلديات الخاصة بالتنمية‪،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 67‬مؤرخة في ‪21‬‬
‫غشت ‪1973‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي ‪ ،313-91‬مؤرخ في ‪ 07‬سبتمبر ‪ 1991‬يحدد إجراءات المحاسبة التي‬
‫يمسكها اآلمرون بالصرف و المحاسبون العموميون و كيفياتها و محتواها‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪ 43‬المؤرخة في ‪18‬سبتمبر ‪1991‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي ‪ ، 314 -91‬مؤرخ في ‪ 07‬سبتمبر ‪ 1991‬والمتعلق بإجراءات تسخير‬
‫األمرين بالصرف للمحاسبين العموميين‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 43‬المؤرخة في‬
‫‪18‬سبتمبر ‪.1991‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 414 -92‬المؤرخ في ‪ 1992/11/14‬والمتعلق بالرقابة المسبقة على‬
‫النفقات الملتزم بها ‪,‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية العدد ‪ 82‬مؤرخة في ‪15‬‬
‫نوفمبر‪. 1992‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 46 -93‬مؤرخ في ‪ 06‬فيفري ‪ 1993‬يحدد أجال دفع النفقات و‬
‫تحصيل األوامر باإليرادات البيانات التنفيذية و إجراءات قبول القيم المنعدمة‪،‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ 09‬مؤرخة في ‪ 10‬فبراير ‪1993‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 56-96‬المؤرخ في ‪ 22‬جانفي‪ 1996‬المحدد انتقاليا ألحكام المتعلقة‬
‫بتقييم الحسابات إلى مجلس المحاسبة الجريدة الرسمية عدد ‪ 6‬مؤرخة في ‪ 24‬جانفي‬
‫‪1996‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 227 -98‬مؤرخ في ‪ 13‬جويلية ‪ 1998‬متعلق بنفقات الدولة لتجهيز‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪،98‬مؤرخة في ‪ 15‬جويلية ‪.1998‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 08‬ـ ـ ‪ 272‬المؤرخ في ‪ 2008/09/06‬والذي يحدد تنظيم المفتشيات‬
‫الجهوية للمفتشية العامة للمالية وصالحيتها الجريدة الرسمية الجزائرية عدد ‪ 50‬مؤرخة في‬
‫‪ 07‬سبتمبر ‪.2008‬‬
‫‪89‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي ‪ 381-11‬والمتعلق بمصالح المراقبة المالية المؤرخ في ‪ 21‬نوفمبر‪2011‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية العدد ‪ 64‬مؤرخة ي ‪ 27‬نوفمبر ‪.2011‬‬

‫‪ .4‬الق اررات‬

‫‪- Décision N° 01/2001 portant modification de la nomenclature des‬‬


‫‪investissements publics .‬‬
‫‪.4‬المناشير‬

‫‪- Circulaire interministérielle N°05 le 31 mars 1985, portant -‬‬


‫‪système d’indentification des investissements planifie – Code de‬‬
‫‪gestionnaire.‬‬
‫‪.5‬التعليمات‬
‫‪- INSTRUCTION C1 SUR LES OPERATIONS FINANCIERS DES‬‬
‫‪COMMUNES(MNISTRE DES FINANCES _MNISTRE DE L’INTERIEUR) mise à‬‬
‫‪jour au 1ER juillet 1971‬‬
‫‪- Instruction interministérielle N°14801 relative aux conditions de gestion et‬‬
‫‪de réalisation des plans communaux de développement.‬‬

‫ب‪ .‬المراجع المكتبية بالعربية‬

‫‪ -‬أيمن عواد المعاني ‪ ،‬اإلدارة المحلية‪ ،‬كلية األعمال‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬دار وائل‬
‫لنشر‪،‬الطبعة الثانية سنة ‪2013‬‬
‫‪ -‬بشير يلس شاوش ‪،‬المالية العامة ‪ -‬المبتدئ العامة و تطبيقاتها في القانون الجزائري‪-‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪،2013‬‬
‫‪ -‬شريف رحماني‪ ،‬أموال البلديات الجزائرية‪ ،‬دار القصبة للنشر‪.‬‬
‫‪ -‬عادل بوعمران ‪،‬البلدية في التشريع الجزائري‪،‬دار الهدى عين مليلة ‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬عبد الكريم صادق بركات‪،‬المالية العامة‪،‬الدار الجامعية‪ ،‬لبنان‪،1986،‬‬
‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ,‬تنظيم الصفقات العمومية وفقا للمرسوم الرئاسي ‪ 236/10‬المؤرخ في‬
‫‪, 2010/10/07‬دار جسور للنشر والتوزيع الطبعة الثالثة الجزائر سنة ‪2011‬‬

‫‪90‬‬
‫ج‪ .‬رسائل جامعية و مذكرات‬

‫❖ أطروحات الدكتوراه‪:‬‬
‫‪ -‬عبد القادر موفق‪،‬الرقابة المالية على البلدية في الجزائر‪ ،‬دراسة تحليلية ونقدية‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬تخصص تسيير المؤسسات‪،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫جامعة الحاج لخضر‪،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪.2015/2014.‬‬
‫❖ مذكرات الماجستير‬
‫‪ -‬سعاد طيبي ‪ ،‬الرقابة على ميزانية الجماعات المحلية ‪،‬رسالة ماجستير في القانون فرع‬
‫إدارة ومالية ‪ ,‬جامعة بن عكنون سنة ‪.2002/2001‬‬
‫‪ -‬سهام شباب ‪،‬إشكالية تسيير الموارد المالية للبلديات الجزائريةـ دراسة تطبيقيةـ حالة بلدية‬
‫معسكر‪،‬مذكرة ماجستير ‪ ،‬فرع تسيير المالية العامة‪ ،‬كلية االقتصاد و علوم التسيير و‬
‫العلوم التجارية‪،‬جامعة أبي بكر بالقايد‪ ،‬تلمسان ‪ ،‬الجزائر‪.2012،‬‬
‫‪ -‬عباس عبد الحفيظ‪،‬تقييم النفقات العامة في ميزانية الجماعات المحلية ـ دراسة حالة‬
‫نفقات والية تلمسان و بلدية المنصورة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬تخصص تسيير المالية‬
‫العامة‪،‬كلية علوم االقتصادية و التجارية علم التسيير‪،‬جامعة أبوبكر بالقايد‪ ،‬تلمسان‬
‫الجزائر‪.2012/2011،‬‬
‫‪ -‬عبد السالم ريان‪ ،‬إشكالية التنمية المحلية و مدى فعالية البرامج البلدية للتنمية بوالية‬
‫األغواط ‪،‬مذكرة ماجستير المدرسة العليا لألساتذة في األدب العلوم اإلنسانية ‪،‬‬
‫بوزريعة ـالجزائر ‪،‬سنة ‪2006‬‬
‫‪ -‬محمد الطاهر غزيز ‪،‬آليات تفعيل دور البلدية في إدارة التنمية المحلية في الجزائر‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬تخصص حقوق‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪،‬‬
‫ورقلة ‪2010/ 2009‬‬
‫‪ -‬نضيرة دوبابي‪ ،‬الحكم الراشد و إشكالية العجز ميزانية البلدية ‪،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫تخصص اقتصاد تنمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية علوم التسيير و العلوم التجارية‪ ،‬جامعة‬
‫أبي بكر بلقايد‪،‬تلمسان‪.2010،‬‬

‫‪91‬‬
‫❖ مذكرات الماستر‬
‫‪ -‬حنان ماضوي ‪ ،‬اجراءات إعداد و تنفيذ موازنة البلدية‪ ،‬مذكرة ماستر كلية علوم‬
‫االقتصادية و تجارية و علوم التسيير‪ ،‬جامعة بسكرة ‪.2016 -2015‬‬
‫‪ -‬دالل بري ‪،‬االستقالل المالي للبلدية‪،‬مذكرة ماستر‪ ،‬تخصص قانون إداري‪،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪،‬الجزائر‪.2014،‬‬
‫‪ -‬سيد علي حمزاوي ‪،‬تأثير سياسة ترشيد نفقات العمومية في الجزائر على المخططات‬
‫البلدية لتنمية‪،‬مذكرة ماستر‪،‬قسم العلوم السياسية‪،‬كلية الحقوق‪،‬جامعة أحمد بوقرة ‪،‬‬
‫بومرداس ‪.2017/2016،‬‬

‫د‪.‬الدوريات المقاالت‬

‫‪ -‬عادل انزران و انتصار عريوات ‪ ،‬دور المخططات البلدية في التنمية المحلية في‬
‫الجزائر‪،‬المجلة الجزائرية لألمن اإلنساني‪،‬العدد السادس‪،‬جويلية ‪.2018‬‬
‫‪ -‬فتيحة حيمر‪،‬الشفافية كآلية للحد من الفساد ‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية العدد ‪ 24‬جوان‬
‫‪.2017‬‬
‫‪ -‬لخضر مرغاد‪،‬إليرادات العامة للجماعات المحلية في الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫جامعة بسكرة ‪ ،‬العدد ‪ ،07‬فيفري ‪2005‬‬
‫‪ -‬ليندة لونيسي‪ ،‬المخطط البلدي للتنمية و دوره في تنمية البلدية‪،‬مجلة الباحث للدراسات‬
‫األكاديمية ـ العدد التاسع ـ جوان ‪.2016‬‬

‫‪92‬‬
‫قائمة المالحق‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الملحق‬ ‫رقم الملحق‬
‫‪95‬‬ ‫سند التحصيل‬ ‫‪01‬‬
‫‪96‬‬ ‫كشف التحصيل‬ ‫‪02‬‬
‫‪97‬‬ ‫كشف سند تحصيل االيرادات‬ ‫‪03‬‬
‫‪98‬‬ ‫حوالة الدفع‬ ‫‪04‬‬
‫‪99‬‬ ‫أمر بالدفع ‪ +‬أمر بالتحويل‬ ‫‪05‬‬
‫‪100‬‬ ‫كشف الحواالت‬ ‫‪06‬‬
‫‪100‬‬ ‫أمر بالتسديد‬ ‫‪07‬‬
‫‪101‬‬ ‫مقرر(تسجيل‪ ،‬اعادة تقييم‪ ،‬انخفاض التقييم و غلق "عملية‬ ‫‪08‬‬
‫‪)"PCD‬‬

‫‪93‬‬
‫املالحق‬
‫المالحق‬

‫ملحق رقم ‪ :01‬سند التحصيل‬

‫‪95‬‬
‫المالحق‬

‫ملحق رقم ‪ :02‬كشف التحصيل‬

‫‪96‬‬
‫المالحق‬

‫ملحق رقم ‪ :03‬كشف سند تحصيل االيرادات‬

‫‪97‬‬
‫المالحق‬

‫ملحق رقم ‪ :04‬حوالة الدفع‬

‫‪98‬‬
‫المالحق‬

‫ملحق رقم ‪ :05‬أمر بالدفع ‪ +‬أمر بالتحويل‬

‫‪99‬‬
‫المالحق‬

‫ملحق رقم ‪ :06‬كشف الحواالت‬

‫ملحق رقم ‪ :07‬أمر بالتسديد‬

‫‪100‬‬
‫المالحق‬

‫ملحق رقم ‪ :08‬مقرر(تسجيل‪ ،‬اعادة تقييم‪ ،‬انخفاض التقييم و غلق "عملية ‪)"PCD‬‬

‫‪101‬‬
‫ملخﺹ الدراســـــــــــــــــــــــــــــة‬

‫إن التسيير المالي للبلديات الناجع و الفعال يكون عن طريق االستعمال االمثل ألدوات‬
‫التسيير سواء كانت هذه األداة ميزانية (موازنة) البلدية التي تعتبر األداة األساسية وهي وثيقة‬
‫قانونية تحتوي على جميع نفقات و ايرادات البلدية لمدة محددة بسنة و كما رأينا األداة االخرى‬
‫و التي تعتبر المظهر القانوني االخر للتسيير المالي للبلدية أال و هي المخطط البلدي للتنمية‬
‫ و الحظنا أين يكمن الفرق‬، )‫الذي يعتبر مخطط ذو تمويل مركزي وتنفيذ ال مركزي (محلي‬
‫ كما تناولنا في الجزء الثاني من‬،‫بينهما من حيث مصدر التمويل و طريقة التسيير و التنفيذ‬
‫الدراسة ل لرقابة المفروضة على هذا التسيير من حيث نوع الرقابة و طريقتها و كذا الجهة التي‬
‫ و كذا اآلليات الحديثة للتسيير المالي للبلديات‬، ‫تمارسها سواءا كانت رقابة سابقة أم الحقة‬
.‫التي تؤدي الى التسيير االمثل‬
.‫ الرقابة الالحقة‬، ‫ الرقابة السابقة‬،‫ المخطط البلدي للتنمية‬، ‫ ميزانية البلدية‬:‫الكلمات المفتاحية‬
Résumé:
La gestion financière efficiente et efficace des communes passe par
l’utilisation optimale des outils de gestion, que cet outil soit le budget communal ,
qui est l’outil principal, le budget est un document juridique qui contient toutes
les dépenses et recettes de la commune pour une période spécifique d’un an, et
comme nous l’avons vu l’autre outil, qui est l’aspect juridique. L'autre concerne
la gestion financière de la commune, C'est Le Plan Communal de Développement
(PCD), qui est considéré comme un programme avec un financement central et
une mise en œuvre décentralisée )locale(. Nous avons également abordé dans la
deuxième partie de l'étude le contrôle imposé à cette gestion en termes de type
et de méthode de contrôle, ainsi que l'organisme qui le pratique, qu'il s'agisse
d'un contrôle préalable )antérieur( ou contrôle a posteriori )ultérieur(, ainsi que
de mécanismes modernes de gestion financière des communes qui conduisent à
une gestion optimale.

Mots clés :Budget communal , Plan Communal de Développement , Contrôle


préalable , Contrôle a posteriori .

102
‫قائمة الجداول‬
‫الصفحـــة‬ ‫العنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان‬ ‫الرقــــــــــــــم‬
‫‪36‬‬ ‫المخطط البلدي للتنمية و تمييزه عن المخطط الوطني للتنمية‬ ‫الجدول األول‬
‫‪37‬‬ ‫المخطط البلدي للتنمية و تمييزه عن المخطط القطاعي للتنمية‬ ‫الجدول الثاني‬
‫‪38‬‬ ‫المخطط البلدي للتنمية و تمييزه عن البرامج االخرى‬ ‫الجدول الثالث‬
‫مبالغ العمليات ‪ pcd‬المسجلة بـ(دج) لسنة ‪ 2019‬لبلديات‬
‫‪46‬‬ ‫الجول الرابع‬
‫دائرة تقرت‬

‫‪103‬‬
‫فهرس احملتوايت‬
‫الفهـــــــــرس‬
‫الصفحة‬ ‫العنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان‬
‫تشكـــــــــــــــرات‬
‫‪...............................................................................................‬‬
‫االهـــــــــــــــداء‬
‫‪................................................................................................‬‬
‫االهـــــــــــــــداء‪...............................................................................................‬‬
‫‪...‬‬
‫أ‪،‬ب‪،‬ج‪،‬‬ ‫مقدمــــــــــــة‬
‫د‬ ‫‪.....................................................................................‬‬

‫‪06‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬أدوات التسيير المالي للبلديات‬


‫‪06‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪07‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية ميزانية البلدية‬
‫‪07‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم ميزانية البلدية ووثائقها‬
‫‪07‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الميزانية‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬وثائق ميزانية البلدية‬
‫‪10‬‬ ‫أوال‪ :‬الميزانية االولية‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الميزانية االضافية‬
‫‪12‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الحساب االداري‬
‫‪13‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مراحل ميزانية البلدية و مضمونها‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع االول ‪ :‬مراحل ميزانية البلدية‬
‫‪13‬‬ ‫أوال‪ :‬مرحلة تحضير ميزانية البلدية‬
‫‪15‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مرحلة التصويت على ميزانية البلدية‬
‫‪16‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مرحلة المصادقة على الميزانية‬

‫‪105‬‬
‫‪17‬‬ ‫رابعا‪ :‬تنفيذ ميزانية البلدية‬
‫‪18‬‬ ‫‪ . I‬تحصيل االيرادات‬
‫‪20‬‬ ‫‪ . II‬تنفيذ (دفع) النقفات‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مضمون ميزانية البلدية‬
‫‪26‬‬ ‫أوال‪ :‬ايرادات ميزانية البلدية‬
‫‪31‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نفقات ميزانية البلدية‬
‫‪33‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية المخطط البلدي للتنمية‬
‫‪33‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المخطط البلدي للتنمية و مدونته‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم المخطط البلدي للتنمية‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مدونة المخطط البلدي للتنمية‬
‫‪40‬‬ ‫أوال‪ :‬التعريف بالمدونة‬
‫‪41‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مضمون المدونة‬
‫‪42‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مراحل تسيير المخطط البلدي للتنمية‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مرحلة تسجيل المخطط البلدي للتنمية‬
‫‪42‬‬ ‫أوال‪ :‬كيفية التسجيل‬
‫‪43‬‬ ‫ثانيا‪ :‬ق اررات التسجيل‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلة التنفيذ و اختتام المخطط البلدي للتنمية‬
‫‪46‬‬ ‫أوال‪ :‬مرحلة التنفيذ‬
‫‪50‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مرحلة اختتام المخطط البلدي للتنمية‬
‫‪52‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬
‫‪53‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬الرقابة على التسيير المالي للبلديات‬
‫‪54‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪55‬‬ ‫المبحث األول‪:‬الرقابة السابقة للتسيير المالي‬
‫‪55‬‬ ‫المطلب األول‪:‬رقابة المجلس الشعبي البلدي و رقابة الوصاية على التسيير المالي للبلدية‬
‫‪55‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬رقابة المجلس الشعبي على التسيير المالي للبلدية‬
‫‪55‬‬ ‫أوال‪:‬عملية الرقابة على ميزانية البلدية‬
‫‪106‬‬
‫‪56‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عملية الرقابة على الحساب االداري‬
‫‪57‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الرقابة على الصفقات العمومية‬
‫‪60‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬رقابة الوصاية على التسيير المالي للبلدية‬
‫‪60‬‬ ‫أوال‪ :‬األشخاص الموكلة لهم الرقابة الوصائية‬
‫‪61‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أهداف الرقابة الوصائية‬
‫‪62‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬رقابة المراقب المالي ورقابة المحاسب العمومي على التسيير المالي للبلدية‬

‫‪62‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬رقابة المراقب المالي على التسيير المالي للبلدية‬
‫‪62‬‬ ‫أوال‪ :‬تعيين المراقب المالي‬
‫‪63‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المهام الرقابية للمراقب المالي على التسيير المالي للبلدية‬
‫‪64‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الدور المحاسبي و االستشاري للمراقب المالي‬
‫‪65‬‬ ‫رابعا‪ :‬نتائج مراقبة المالاقب المالي‬
‫‪67‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬رقابة المحاسب العمومي على التسيير المالي للبلدية‬
‫‪67‬‬ ‫أوال‪ :‬في مجال االيرادات‬
‫‪67‬‬ ‫ثانيا‪ :‬في مجال نفقات التسيير‬
‫‪67‬‬ ‫ثالثا‪ :‬في مجال التجهيز و االستثمار‬
‫‪68‬‬ ‫رابعا‪ :‬الرقابة للمحاسب العمومي عند قفل السنة المالية على التسيير المالي للبلدية‬
‫‪69‬‬ ‫خامسا‪ :‬نتائج الرقابة المالية والمحاسبية للمحاسب العمومي على التسيير المالي للبلدية‬
‫‪71‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابة الالحقة و اآلليات الحديثة للتسيير المالي للبلدية‬
‫‪71‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الرقابة الالحقة على التسيير المالي للبلدبة‬
‫‪71‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬رقابة المفتشية العامة للمالية‬
‫‪71‬‬ ‫أوال‪ :‬مهمة التدقيق و التقييم‬
‫‪72‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مهمة التحقيق و الخبرات‬
‫‪73‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة الممارسة من طرف مجلس المحاسبة على التسيير المالي للبلدية‬
‫‪73‬‬ ‫أوال‪ :‬الرقابة المحاسبية على تسيير مالية البلدية‬
‫‪75‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الرقابة االدارية لمجلس المحاسبة‬
‫‪107‬‬
‫‪76‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الرقابة على الحسابات المقدمة من طرف المحاسبين العموميين‬
‫‪77‬‬ ‫رابعا‪ :‬الرقابة الحسابات المقدمة من اآلمرين بالصرف‬
‫‪78‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اآلليات الحديثة للتسيير المالي للبلدية‬
‫‪79‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اصالح نظام ميزانية البلدية‬
‫‪79‬‬ ‫أوال‪ :‬النجاعة و الفعالية‬
‫‪79‬‬ ‫ثانيا‪ :‬برمجة الميزانية لسنوات متعددة‬
‫‪80‬‬ ‫ثالثا‪ :‬وضع حساب مالي موحد لمالية البلدية‬
‫‪80‬‬ ‫رابعا‪ :‬تطوير الرقابة الخارجية‬
‫‪80‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الميزانية التشاركية كآلية للتسيير المالي للبلدية‬
‫‪80‬‬ ‫أوال‪ :‬المشاركة العادية أو االلكترونية في مناقشة مشروع الميزانية على مستوى البلدية‬
‫‪81‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الشفافية المالية على مستوى البلدية‬
‫‪83‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬
‫ه‪ ،‬و‬ ‫الخاتمــــــــــــــــة‪.‬‬
‫‪87‬‬ ‫المراجـــــــــــــع‬
‫‪94‬‬ ‫المالحق‬
‫‪102‬‬ ‫ملخــــــــــص الدراسة‪.‬‬

‫‪104‬‬ ‫فهرس المحتويات‬

‫‪108‬‬

You might also like