You are on page 1of 136

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

net/publication/352368193

‫دور اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻷﻣﻮال ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﺮﻛﺎت اﻷوﻓﺸﻮر ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة‬
2017 - 2015

Thesis · June 2020

CITATIONS READS

0 483

1 author:

Sara Abdelli
Centre universitaire de Mila
7 PUBLICATIONS   6 CITATIONS   

SEE PROFILE

Some of the authors of this publication are also working on these related projects:

2017 - 2015 ‫ دور اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻷﻣﻮال ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﺮﻛﺎت اﻷوﻓﺸﻮر ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة‬View project

‫اﻟﺼﻴﻦ ﻧﻤﻮذج‬- ‫ دور اﻟﻤﺪﻓﻮﻋﺎت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺸﻤﻮل اﻟﻤﺎﻟﻲ‬View project

All content following this page was uploaded by Sara Abdelli on 13 June 2021.

The user has requested enhancement of the downloaded file.


‫الجمهــورية الجزائ ـرية الديمق ـراطية الشعبي ــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫‪Ministère de l’Enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique‬‬
‫‪Page de garde‬‬
‫‪Master Finance et Commerce Inter.docx‬‬

‫‪Université Mohamed KHIDHER –Biskra-‬‬ ‫جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة ‪-‬‬


‫‪Faculté des Sciences Economiques,‬‬
‫‪Commerciales et des Sciences de Gestion‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫‪Département des Sciences Commerciales‬‬ ‫قس ـم العلـ ـ ـ ـوم التج ـ ـ ـ ـاريـ ـ ـ ـة‬

‫دور المراكز المالية الدولية في تحويل‬


‫األموال عالميا‬
‫‪ -‬دراسة حالة شركات األوفشور خالل الفترة (‪- )2017-2015‬‬

‫شعبـــة العلــــوم التجــــاريـــة‬


‫تخصص‪ :‬ماليـــة وتجـــارة دوليـــة‬

‫األستاذ المشرف‪:‬‬ ‫إعداد الطالب(ة)‪:‬‬


‫د‪ /‬الغالي بن إبراهيم‬ ‫عبدلي سارة‬

‫لجنة المناقشة‬

‫مؤسسة االنتماء‬ ‫الصّــفـة‬ ‫الرتبة‬ ‫أعضاء اللجنة‬ ‫الرقم‬


‫جامعة بسكرة‬ ‫رئيسا‬ ‫أستاذ محاضر (أ)‬ ‫بن عبيد فريد‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة بسكرة‬ ‫مشرفا‬ ‫أستاذ محاضر (أ)‬ ‫الغالي بن إبراهيم‬ ‫‪2‬‬

‫جامعة بسكرة‬ ‫ممتحنا‬ ‫أستاذ محاضر (أ)‬ ‫الربيع مسعود‬ ‫‪3‬‬

‫السنة الجامعية‪2020/ 2019 :‬‬


‫الجمهــورية الجزائ ـرية الديمق ـراطية الشعبي ــة‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬
‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫‪Ministère de l’Enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique‬‬
‫‪Page de garde‬‬
‫‪Master Finance et Commerce Inter.docx‬‬

‫‪Université Mohamed KHIDHER –Biskra-‬‬ ‫جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة ‪-‬‬


‫‪Faculté des Sciences Economiques,‬‬
‫‪Commerciales et des Sciences de Gestion‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫‪Département des Sciences Commerciales‬‬ ‫قس ـم العلـ ـ ـ ـوم التج ـ ـ ـ ـاريـ ـ ـ ـة‬

‫دور المراكز المالية الدولية في تحويل‬


‫األموال عالميا‬
‫‪ -‬دراسة حالة شركات األوفشور خالل الفترة (‪- )2017-2015‬‬

‫شعبـــة العلــــوم التجــــاريـــة‬


‫تخصص‪ :‬ماليـــة وتجـــارة دوليـــة‬

‫األستاذ المشرف‪:‬‬ ‫إعداد الطالب(ة)‪:‬‬


‫د‪ /‬الغالي بن إبراهيم‬ ‫عبدلي سارة‬

‫لجنة المناقشة‬
‫مؤسسة االنتماء‬ ‫الصّــفـة‬ ‫الرتبة‬ ‫أعضاء اللجنة‬ ‫الرقم‬
‫جامعة بسكرة‬ ‫رئيسا‬ ‫أستاذ محاضر (أ)‬ ‫بن عبيد فريد‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة بسكرة‬ ‫مشرفا‬ ‫أستاذ محاضر (أ)‬ ‫الغالي بن إبراهيم‬ ‫‪2‬‬

‫جامعة بسكرة‬ ‫ممتحنا‬ ‫أستاذ محاضر (أ)‬ ‫الربيع مسعود‬ ‫‪3‬‬

‫السنة الجامعية‪2020/ 2019 :‬‬


‫شكر وتقدير‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف المرسلين‪ ،‬سيدنا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه أجمعين‬

‫والشكر هلل على توفيقه وعونه إلتمام هذا العمل وبعد‪:‬‬


‫أتقدم بجزيل الشكر العرف ان والتقدير إلى أستاذي الف اضل األستاذ الدكتور بن إبراهيم‬
‫الغالي إلشرافه على هذه المذكرة ودعمه وتوجيهه لي وصبره طيلة إعدادها‪.‬‬
‫كما أتقدم بالشكر ألعضاء اللجنة المناقشة على قبولهم مناقشة هذا العمل وتقديم‬
‫التوصيات الالزمة‪.‬‬
‫كما ال يفوتني أن أتقدم بالشكر إلى جميع من مد لي يد العون‪ ،‬وأخص بالذكر أستاذي‬
‫الف اضل جيلح صالح وزميلتي هريات بثينة ف لهما مني كل االحترام والتقدير‪.‬‬

‫عبدلي سارة‬
‫إهداء‬
‫أهدي ثمرة عملي هذه إلى أعظم وأغلى إنسان على ق لبي‪ ...‬أبي (رحمه اهلل)‬
‫إلى سندي في هذه الحياة‪ ،‬إلى من كان دعاؤها لي‪ ،‬ورضاها عني مفتاحا لنجاحي‪ ....‬أمي‬
‫الغالية (حفظها اهلل وأطال في عمرها)‬
‫إلى من كان تشجيعهن ودعمهن لي هو السبب فيما أنا عليه اآلن أخواتي الغاليات‪...‬‬
‫محبوبة‪ ،‬آسيا‪ ،‬حسناء‪ ،‬هاجر‪ ،‬نصيرة (حفظهن اهلل ووفقهن)‬
‫إلى الغالي على ق لبي‪ ...‬أبي الثاني بوخلوة جمال (حفظه اهلل ورعاه)‬
‫وإلى كل من عرفني وأحبني وكان سندا لي وإن لم أذكر أسماءهم‪.‬‬
:‫الملخص‬
‫ وخاصة بعد تسارع وترية تطورها‬،‫ينصب موضوع هذه الدراسة على املراكز املالية الدولية باعتبارها مركزا حيويا يف النظام االقتصادي العاملي‬
،‫ وكذا تنوع املؤسسات املالية املتخصصة من بنوك‬،‫وتزايد تأثريها على اقتصادات الدول بسبب ضخامة حجم التدفقات النقدية واملالية العاملية فيها‬
،‫ وكذا تنوع األدوات املالية املتداولة فيها من العقود‬،‫ وشركات التأمني وخمتلف الوسطاء املاليني‬،‫ وأسواق رأس املال‬،‫وأسواق للعمالت األجنبية‬
.‫ إذ تؤدي هذه املراكز دورا أساسيا لتحويل األموال عامليا‬،‫ والتحويالت مع اخلارج بقيم متداولة وبكافة العمالت األجنبية‬،‫والعمليات املالية‬
‫ املتوسط‬،‫وحتويالت األموال عامليا هي عبارة أن آليات متنوعة ختتلف باختالف أهداف املستثمرين ونوع االستثمارات بني االستثمار القصري‬
‫ إذ تؤدي املراكز املالية الدولية دورا أساسيا يف حركة األموال عامليا بقيامها بتجميع املوارد املالية من الوحدات االقتصادية املدخرة‬،‫أو طويل األجل‬
‫ من خالل اآلليات املختلفة لالستثمار مبختلف‬،‫ ومن مث حتويلها إىل الوحدات االقتصادية اليت تعاين من عجز مايل‬،‫واليت يتوفر فيها فوائض مالية‬
.‫أشكاهلا وعن طريق قنوات متنوعة‬
‫لكن بالرغم من كل اإلسهامات اليت تقدمها املراكز املالية الدولية يف االقتصاد العاملي إال أن هناك نوع خاص منها وهو ما يسمى بشركات‬
‫ بسبب‬،‫ يتم استغالله كقناة شرعية للمعامالت املالية املشبوهة من هترب ضرييب وغسيل لألموال وغريها من املمارسات غري املشروعة‬،‫األوفشور‬
‫ وقد مت توضيح خطورة هذه املمارسات املشبوهة على االقتصاد العاملي‬،‫خصائصها القانونية اليت حتميها وكذا املزايا اليت تقدمها للمستثمرين فيها‬
"‫من خالل عرض مفصل لبعض التسريبات اليت حصلت يف اآلونة األخرية واليت تسببت بفضائح عاملية كتسريبات "سويس لكس" و"بنما‬
."‫و"باراديز‬
.‫ شركات األوفشور‬،‫ تبييض األموال‬،‫ حتويالت األموال عامليا‬،‫ املراكز املالية الدولية‬:‫الكلمات المفتاحية‬
Summary:
The topic of this study is focused on international financial centers as a vital center in the global economic
system, especially after the acceleration of its development and increasing its influence on the economies of
countries due to the huge size of global cash and financial flows in them, as well as the diversity of specialized
financial institutions from banks, foreign exchange markets, and capital markets, insurance companies and various
financial intermediaries, and the variety of financial instruments traded in them from contracts, financial
operations, and transfers with abroad in circulated values and in all foreign currencies, as these centers play a
fundamental role for transferring money globally
Global money transfers is the statement that various mechanisms differ according to the different goals of
investors and the type of investments between short, medium or long-term investments, as international financial
centers play a fundamental role in global money transfers by collecting financial resources from saved economic
units in which there are financial surpluses, and then Transferring them to economic units that suffer from a
financial deficit, through various investment mechanisms of various forms and through various channels.
But despite all the contributions that international financial centers make to the global economy, there is a
special type of them, that called offshore companies, which are used as a legitimate channel for suspicious financial
transactions such as tax evasion, money laundering and other illegal practices, due to their legal characteristics
that protect them, as well as And the advantages it provides to its investors. The danger of these suspicious
practices on the global economy has been clarified, through a detailed presentation of some recent leaks that have
caused global scandals, such as the "Swiss Lux" leak, the "Panama" leak and "Paradise" leaks.
Key words: International Financial Centers, International Money Transfers, Money Laundering Offshore
Companies
I
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫‪-‬‬ ‫شكر وتقدير ‪...............................................................................................‬‬
‫‪-‬‬ ‫إهداء ‪......................................................................................................‬‬
‫الملخص ‪..................................................................................................‬‬
‫فهرس المحتويات ‪..........................................................................................‬‬
‫فهرس الجداول ‪............................................................................................‬‬
‫فهرس األشكال ‪............................................................................................‬‬
‫فهرس المالحق ‪............................................................................................‬‬
‫أ‪-‬د‬ ‫مقدمة ‪.....................................................................................................‬‬
‫‪32-6‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية ‪.........................................................‬‬
‫‪7‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المراكز المالية الدولية ‪.............................................................‬‬
‫‪7‬‬ ‫تعريف المراكز المالية الدولية ‪..............................................‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪8‬‬ ‫شروط قيام المراكز المالية الدولية ‪..........................................‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪12‬‬ ‫أسباب التمركز الجغرافي للمراكز المالية الدولية ‪.............................‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫‪14‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع المراكز المالية الدولية‪ ،‬خصائصها ودورها ‪...........................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫أنواع المراكز المالية الدولية ‪................................................‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪17‬‬ ‫خصائص المراكز المالية الدولية ‪............................................‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪19‬‬ ‫دور المراكز المالية الدولية ‪.................................................‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫‪23‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬إيجابيات وسلبيات المراكز المالية الدولية وأهم هذه المراكز في العالم ‪....................‬‬
‫‪23‬‬ ‫إيجابيات المراكز المالية الدولية ‪............................................‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪25‬‬ ‫سلبيات المراكز المالية الدولية ‪.............................................‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪26‬‬ ‫أهم المراكز المالية الدولية ‪.................................................‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫‪64-34‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت ‪.........................‬‬
‫‪35‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم تحويل األموال عالميا وآثار هذه التحويالت ‪.......................................‬‬
‫‪35‬‬ ‫تطور حركة األموال عالميا ‪..................................................‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪38‬‬ ‫العوامل الدافعة لحركة األموال عالميا ‪.......................................‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪41‬‬ ‫اآلثار االقتصادية لتحويالت األموال عالميا ‪.................................‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫‪II‬‬
‫‪44‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬آليات تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت ‪...............‬‬
‫‪44‬‬ ‫آليات تحويل األموال عالميا ‪...............................................‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪48‬‬ ‫قنوات تحويل األموال عالميا ‪...............................................‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪51‬‬ ‫دور المراكز المالية الدولية في تنشيط حركة األموال عالميا ‪..................‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫‪53‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬الممارسات السلبية للمراكز المالية الدولية في تحويل األموال عالميا ‪.......................‬‬
‫‪53‬‬ ‫عملية تبييض (غسيل) األموال عالميا وأسبابها ‪..............................‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪56‬‬ ‫مراحل عملية تبييض (غسيل) األموال عالميا ‪................................‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪59‬‬ ‫دور المراكز المالية الدولية في تبييض (غسيل) األموال عالميا ‪...............‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫‪97-66‬‬ ‫الفصل التطبيقي‪ :‬دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا ‪.....................‬‬
‫‪67‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مدخل نظري لشركات األوفشور ‪..........................................................‬‬
‫‪67‬‬ ‫مفهوم شركات األوفشور ‪...................................................‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪70‬‬ ‫أسباب اللجوء لشركات األوفشور ‪..........................................‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪71‬‬ ‫المستفيدون من شركات األوفشور ‪..........................................‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫‪74‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬آليات تحويل األموال عالميا وفق شركات األوفشور وأهم أسواقها ‪...........................‬‬
‫‪74‬‬ ‫أهم أسواق (مناطق) األوفشور ‪.............................................‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪77‬‬ ‫المزايا التي تقدمها شركات األوفشور ‪.......................................‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪79‬‬ ‫إنشاء شركات األوفشور وآليات تحويل األموال عبرها ‪.......................‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫‪84‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬التعامالت المشبوهة لبعض شركات األوفشور ‪.............................................‬‬
‫‪84‬‬ ‫تسريبات سويس ليكس ‪............................................ 2015‬‬ ‫المطلب األول‪:‬‬
‫‪89‬‬ ‫تسريبات وثائق بنما ‪................................................ 2016‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫‪92‬‬ ‫تسريبات وثائق باراديز ‪............................................. 2017‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫‪101-98‬‬ ‫الخاتمة ‪....................................................................................................‬‬
‫‪107-103‬‬ ‫فهرس المصادر والمراجع ‪...................................................................................‬‬

‫‪III‬‬
‫فهرس الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم الجدول‬


‫‪27‬‬ ‫أهم خمسة شركات مدرجة في بورصة نيويورك حسب قيمتها السوقية ‪................‬‬ ‫الجدول رقم (‪)1‬‬
‫‪28‬‬ ‫أهم خمسة شركات مدرجة في بورصة الناسداك حسب قيمتها السوقية ‪...............‬‬ ‫الجدول رقم (‪)2‬‬
‫‪29‬‬ ‫أهم خمسة شركات مدرجة في بورصة لندن حسب قيمتها السوقية ‪...................‬‬ ‫الجدول رقم (‪)3‬‬
‫‪30‬‬ ‫أهم خمسة شركات مدرجة في بورصة هونكونغ حسب قيمتها السوقية ‪...............‬‬ ‫الجدول رقم (‪)4‬‬
‫‪31‬‬ ‫أهم خمسة شركات مدرجة في بورصة طوكيو حسب قيمتها السوقية ‪.................‬‬ ‫الجدول رقم (‪)5‬‬
‫‪58‬‬ ‫مراحل عملية تبييض (غسيل) األموال ‪.............................................‬‬ ‫الجدول رقم (‪)6‬‬
‫‪85‬‬ ‫الدول األعلى تصنيفا في تسريبات "سويس ليكس" حسب عدد العمالء ‪.............‬‬ ‫الجدول رقم (‪)7‬‬
‫‪86‬‬ ‫الدول األعلى تصنيفا في تسريبات "سويس ليكس" حسب المبالغ المالية ‪.........‬‬ ‫الجدول رقم (‪)8‬‬
‫‪88‬‬ ‫أهم األسماء الجزائرية البارزة التي ظهرت في تسريبات "سويس ليكس" ‪..............‬‬ ‫الجدول رقم (‪)9‬‬
‫‪91‬‬ ‫أهم األسماء الجزائرية البارزة التي ظهرت في تسريبات "وثائق بنما" ‪..................‬‬ ‫الجدول رقم (‪)10‬‬
‫األسماء الجزائرية التي ظهرت في تسريبات "وثائق باراديز" ‪96-94 ........................‬‬ ‫الجدول رقم (‪)11‬‬

‫‪IV‬‬
‫فهرس االشكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬


‫‪16‬‬ ‫تصنيف المراكز المالية الدولية وفق الحيز الجغرافي ونطاق األعمال ‪...............‬‬ ‫الشكل رقم (‪)1‬‬
‫‪20‬‬ ‫آلية عمل مركز تجميع وتصدير األموال ‪..........................................‬‬ ‫الشكل رقم (‪)2‬‬
‫‪21‬‬ ‫آلية عمل مركز الحلقة الدائرية ‪..................................................‬‬ ‫الشكل رقم (‪)3‬‬
‫‪22‬‬ ‫آلية عمل المركز التسجيلي ‪.....................................................‬‬ ‫الشكل رقم (‪)4‬‬
‫‪49‬‬ ‫أشكال شركات التأمين ‪.........................................................‬‬ ‫الشكل رقم (‪)5‬‬
‫‪50‬‬ ‫األدوات المالية الدولية األخرى ‪.................................................‬‬ ‫الشكل رقم (‪)6‬‬
‫‪68‬‬ ‫مراحل نشأة وتطور شركات األوفشور ‪...........................................‬‬ ‫الشكل رقم (‪)7‬‬
‫‪73‬‬ ‫المستفيدون من شركات األوفشور ‪..............................................‬‬ ‫الشكل رقم (‪)8‬‬
‫‪74‬‬ ‫توزيع أهم أسواق األوفشور في العالم ‪............................................‬‬ ‫الشكل رقم (‪)9‬‬
‫‪76‬‬ ‫توزيع أهم أسواق األوفشور البريطانية ‪............................................‬‬ ‫الشكل رقم (‪)10‬‬
‫‪83‬‬ ‫آلية تحويل األموال عبر شركة أوفشور ‪...........................................‬‬ ‫الشكل رقم (‪)11‬‬
‫‪85‬‬ ‫أكبر الدول المتواطئة في تسريبات "سويس ليكس" ‪.............................‬‬ ‫الشكل رقم (‪)12‬‬
‫‪86‬‬ ‫حجم المبالغ المالية للجزائريين في بتسريبات "سويس ليكس" ‪....................‬‬ ‫الشكل رقم (‪)13‬‬
‫‪87‬‬ ‫عدد الحسابات المصرفية المفتوحة للجزائريين في تسريبات "سويس ليكس" ‪......‬‬ ‫الشكل رقم (‪)14‬‬
‫‪87‬‬ ‫عدد العمالء الجزائريون المرتبطون بتسريبات "سويس ليكس" ‪.....................‬‬ ‫الشكل رقم (‪)15‬‬
‫‪89‬‬ ‫أهم المالذات الضريبية التي استخدمها مكتب "موساك فونسيكا" ‪...............‬‬ ‫الشكل رقم (‪)16‬‬
‫‪90‬‬ ‫أكبر عشرة مالذات ضريبية في تسريبات "وثائق بنما" ‪...........................‬‬ ‫الشكل رقم (‪)17‬‬
‫‪90‬‬ ‫أفضل عشرة بنوك تعمل كوسيط ظهرت في تسريبات "وثائق بنما" ‪...............‬‬ ‫الشكل رقم (‪)18‬‬
‫‪92‬‬ ‫أكبر المالذات الضريبية في تسريبات "وثائق باراديز" ‪.............................‬‬ ‫الشكل رقم (‪)19‬‬

‫‪V‬‬
‫فهرس المالحق‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الملحق‬ ‫رقم الملحق‬


‫‪109‬‬ ‫التعريف بشركة (‪ )SFM‬للخدمات العالمية ‪.........................................................‬‬ ‫الملحق رقم (‪)1‬‬
‫‪110‬‬ ‫أسباب اختيار شركة (‪ )SFM‬للخدمات العالمية ‪....................................................‬‬ ‫الملحق رقم (‪)2‬‬
‫‪111‬‬ ‫إجابة شركة (‪ )SFM‬للخدمات العالمية على أسئلة العمالء ‪..........................................‬‬ ‫الملحق رقم (‪)3‬‬
‫‪112‬‬ ‫قوائم خدمات شركة (‪ )SFM‬للخدمات العالمية ‪....................................................‬‬ ‫الملحق رقم (‪)4‬‬
‫‪113‬‬ ‫قوائم أسواق األوفشور التي تتعامل فيها شركة (‪ )SFM‬للخدمات العالمية ‪.............................‬‬ ‫الملحق رقم (‪)5‬‬
‫‪114‬‬ ‫االستشارة المجانية التي تقدمها شركة (‪ )SFM‬للخدمات العالمية للعمالء ‪............................‬‬ ‫الملحق رقم (‪)6‬‬
‫‪115‬‬ ‫قوائم أسعار تأسيس شركات األوفشور لدى شركة (‪ )SFM‬للخدمات العالمية ‪.........................‬‬ ‫الملحق رقم (‪)7‬‬
‫‪116‬‬ ‫التعريف بسوق "بنما" لشركات األوفشور ‪............................................................‬‬ ‫الملحق رقم (‪)8‬‬
‫‪117‬‬ ‫خصائص الشركات في سوق بنما‪ ،‬المستفيدون منها وكذا الوثائق المطلوبة لتأسيس الشركة ‪..............‬‬ ‫الملحق رقم (‪)9‬‬
‫‪118‬‬ ‫الملحق رقم (‪ )10‬معلومات العميل‪ ،‬ومعلومات شركة األوفشور التي سينشئها في "بنما" ‪..................................‬‬
‫‪119‬‬ ‫الملحق رقم (‪ )11‬التفاصيل الشخصية للعميل‪ ،‬وتفاصيل شركة األوفشور التي سينشئها في "بنما" ‪.........................‬‬
‫‪120‬‬ ‫الملحق رقم (‪ )12‬فتح حساب مصرفي للعميل‪ ،‬واختيار الخدمات التي ستقدمها له شركة (‪ )SFM‬للخدمات العالمية ‪....‬‬
‫‪121‬‬ ‫الملحق رقم (‪ )13‬استكمال التفاصيل الشخصية للعميل‪ ،‬واختيار طريقة دفع رسوم إنشاء شركة األوفشور في "بنما" ‪.........‬‬
‫‪122‬‬ ‫الملحق رقم (‪ )14‬استكمال العميل لمعامالت دفع رسوم إنشاء شركة األوفشور في "بنما" ‪................................‬‬
‫‪123‬‬ ‫الملحق رقم (‪ )15‬قائمة باألسماء الجزائرية التي ظهرت في تسريبات "بنما" ‪..............................................‬‬

‫‪VI‬‬
‫مقدمـ ـ ـ ـ ــة‬
‫تمهيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد‪:‬‬
‫إن ظهور وتوسع املراكز املالية الدولية وتطورها كان بسبب مسامهة مجلة من العوامل‪ ،‬فبالنسبة ألصحاب العجز كانت الرغبة يف‬
‫متويل الشركات خللق استثمارات جديدة أو لتنمية وتوسيع االستثمارات القائمة‪ ،‬وهذا ما أدى إىل تنامي حجم الطلب على األموال‬
‫حمليا ودوليا‪ ،‬باإلضافة إىل القيود املفروضة على عمليات اإلقراض لألجانب يف األسواق املالية احمللية‪ ،‬وكذا ارتفاع التكاليف التمويلية يف‬
‫البنوك وتعقيدات احلصول عليها‪.‬‬
‫أما على اجلانب اآلخر بالنسبة ألصحاب الفوائض املتمثلون يف الدول الصناعية املتقدمة والشركات املتعددة اجلنسيات والذين‬
‫ميتلكون موارد مالية كبرية تفوق قدرات وإمكانيات األفراد واملؤسسات على املستوى احمللي لديهم‪ ،‬أدى إىل تزايد وترية حركة األموال‬
‫عامليا وبروز املراكز املالية الدولية كوسيلة لتعبئة املوارد املالية الالزمة للتمويل العاملي‪ ،‬باإلضافة إىل كوهنا مصدرا هاما لالقرتاض والتمويل‬
‫الدويل‪ ،‬حيث أصبحت املراكز املالية الدولية كيانات مستقلة تضم أكرب الشركات واملؤسسات املالية املتخصصة واألسواق املالية الدولية‬
‫يف العامل من حيث حجم االستثمارات املالية‪.‬‬
‫كما أن عوملة األسواق املالية وزيادة انفتاح األسواق على بعضها البعض ساهم بشكل كبري يف تسارع وترية تنامي وانتشار املراكز‬
‫املالية الدولية مبختلف أشكاهلا ‪ ،‬كل هذا أدى إىل تراجع دور مصادر التدفقات النقدية التقليدية يف التمويل الدويل لصاحل املراكز املالية‬
‫الدولية األمر الذي أدى إىل زيادة حجم حتويالت األموال عامليا‪.‬‬
‫وأضحت التحويالت املالية يف خمتلف االجتاهات عامليا من خالل املراكز املالية الدولية ظاهرة تستوجب الدراسة‪ ،‬ملا هلذه احلركة‬
‫من أمهية وتأثريات كبرية يف التمويل العاملي إجيابية كانت أو سلبية‪ ،‬باإلضافة إىل أن املراكز املالية الدولية املنتشرة يف خمتلف أاحاء العامل‬
‫أضحى هلا دور كبري باعتبارها احملرك الرئيسي لالقتصاد العاملي‪.‬‬
‫إشكالية الدراسـ ـ ـ ـ ـة‪:‬‬
‫انطالقا مما سبق ظهرت احلاجة لدراسة أسباب ظهور وتطور املراكز املالية الدولية وتسليط الضوء على الدور الذي تقوم به يف‬
‫استقطاب األموال عامليا‪ ،‬وتوظيفها عرب قنوات رمسية وغري رمسية يف متويل االستثمارات وتنميتها‪ ،‬وهذا من خالل طرح اإلشكالية الرئيسية‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬كيف تساهم المراكز المالية الدولية في تحويل األموال عالميا عبر شركات األوفشور؟‬

‫وتندرج حتت هذه اإلشكالية الرئيسية مجموعة من التسالالت الفرعية التالية‪:‬‬


‫‪ .1‬ماهي األسباب اليت سامهت يف تنامي املراكز املالية الدولية؟؛‬
‫‪ .2‬هل تساهم املراكز املالية الدولية يف تنويع االقتصادات احمللية واالرتقاء هبا إىل ببيئة األعمال الدولية؟؛‬
‫‪ .3‬كيف حتولت بعض املراكز املالية الدولية إىل قنوات غري رمسية لتجميع وحتويل األموال عامليا؟‪.‬‬
‫فرضيات الدراسـ ـ ـ ـة‪:‬‬
‫لإلجابة على اإلشكالية املطروحة متت صياغة الفرضية الرئيسية على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -‬تساهم المراكز المالية الدولية في تحويل األموال عالميا عبر شركات األوفشور وفق قنوات رسمية وأخرى غير رسمية‪.‬‬
‫أ‬
‫وتندرج حتت الفرضية الرئيسية الفرضيات الفرعية‪ ،‬التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬أدت احلاجة املتزايدة لتمويل العجز املايل على مستوى املعامالت املالية والتجارة الدولية إىل تسريع وترية تنامي وتطور‬
‫املراكز الدولية؛‬
‫‪ .2‬تساهم املراكز املالية الدولية يف تنويع االقتصادات احمللية واالرتقاء هبا إىل ببيئة األعمال الدولية؛‬
‫‪ .3‬حتولت بعض املراكز املالية الدولية إىل قناة لتسهيل عمليات هتريب وتبييض األموال عامليا من خالل شركات‬
‫األوفشور‪.‬‬

‫دوافع اختيار موضوع الدراسـ ـة‪:‬‬


‫من أهم املربرات الدافعة الختيار هذه الدراسة هي‪:‬‬
‫‪ .1‬اليقني الشخصي بقيمة وأمهية املوضوع؛‬
‫‪ .2‬حماولة البدأ يف موضوع يكون اللبنة األوىل ملوضوع أكثر تعمقا؛‬
‫‪ .3‬قلة الدراسات املقدمة يف هذا املوضوع نتيجة حلداثته؛‬
‫‪ .4‬الرغبة يف معرفة الدور احلقيقي وكذا طبيعة وشرعية عمليات حتويل األموال اليت تتم من خالل شركات األوفشور‬
‫باعتبارها مراكز مالية دولية‪.‬‬

‫أهمية الدراس ـ ـ ـ ـ ـة‪:‬‬


‫تكتسي هذه الدراسة أمهية تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫مدى مسامهة املراكز املالية الدولية يف حتويل األموال عامليا‪ ،‬مع مراعات خصوصية بعض هذه املراكز اليت تؤدي إىل تغيري طبيعة‬
‫هذه التدفقات وبالتايل تغيري الدور األساسي للمراكز املالية الدولية‪.‬‬
‫أهداف الدراسـ ـ ـ ـة‪:‬‬
‫هتدف هذه الدراسة أساسا إىل‪:‬‬
‫‪ .1‬التعريف باملراكز املالية الدولية وتطورها؛‬
‫‪ .2‬حتديد األسباب اليت تؤدي إىل حتويل األموال عامليا؛‬
‫‪ .3‬التعرف على حتويالت األموال عامليا وكيفية القيام هبا وتأثرياهتا؛‬
‫‪ .4‬معرفة الدور احملوري الذي تلعبه املراكز املالية الدولية يف حتويل األموال عامليا‪،‬‬
‫ومن خالل حتقيق هذه األهداف سيتم الوصول إىل كيفية مسامهة املراكز املالية الدولية وأمهيتها الكبرية يف حتويالت األموال‬
‫عامليا‪.‬‬
‫حدود الدراسـ ـ ـ ـ ـة‪:‬‬
‫الحدود المكانية‪ :‬ستكون الدراسة على مستوى شركات األوفشور كنوع خاص من أنواع املراكز املالية الدولية‪.‬‬
‫الحدود الزمانية‪ :‬تتمثل احلدود الزمانية يف عرض بعض التعامالت املشبوهة لشركات األوفشور خالل الفرتة (‪.)2017-2015‬‬

‫ب‬
‫الدراسات السابقـ ـ ـ ـ ـة‪:‬‬
‫وقد مت تناول متغريات موضوع هذه الدراسة بطرق خمتلفة يف الدراسات التالية‪:‬‬
‫‪ .5‬دراسة رمضاين لعال‪ ،‬تدفقات رلوس األموال الدولية وأثرها على النمو والتنمية يف الدول النامية (دراسة جتربة كوريا اجلنوبية‬
‫وماليزيا)‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية العلوم التجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪،‬‬
‫‪ ،2011-2010‬وقد حدد إشكاليته الرئيسية بالسؤال التايل‪ :‬ماهي االنعكاسات االقتصادية لتدفقات رلوس األموال‬
‫الدولية على اقتصاديات الدول النامية؟‪ ،‬وقد خلصت الدراسة إىل أن هذه الدول متكنت من جذب كميات كبرية من‬
‫االستثمارات كان هلا دور كبري يف التنمية االقتصادية رغم األزمات املالية اليت مرت هبا‪ ،‬ويرجع ذلك يف جزء كبري إىل مجموعة‬
‫من العوامل أمهها جناح السياسات االقتصادية يف دول الدراسة يف حتقيق معدالت عالية من النمو االقتصادي‪ ،‬إال أن الباحث‬
‫أمهل الدور الذي ميكن أن تلعبه االستثمارات غري املباشرة يف التنمية سيما وأن التمويل من خالل املراكز املالية الدولية أسهل‬
‫وأقل تكلفة وأكثر تنويعا وأكثر استمرارية وهو الشيء الذي سنتطرق إليه يف دراستنا‪.‬‬
‫‪ .6‬دراسة شرفة حكيمة‪ ،‬حركة رلوس األموال الدولية ودورها يف متويل التنمية يف دول العامل الثالث‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم‬
‫االقتصادية ختصص نقود وبنوك‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪-‬‬
‫‪ ،2013-2012 ،-3‬ومتثلت إشكالية هذه الدراسة يف‪ :‬هل سامهت حركة تدفق رلوس األموال بطريقة فعالة يف متويل‬
‫احتياجات التنمية يف الدول النامية ودعمت االستقرار املايل ؟‪ ،‬وقد خلصت الدراسة إىل أن لتدفقات رلوس األموال آثارا‬
‫إجيابية على النمو ذلك ألهنا حتفز وتزيد االستثمار وترفع اإلنتاجية‪ ،‬إال أن مدى تأثري تدفقات رلوس األموال يرتبط بتحسني‬
‫السياسات احمللية وبالسرعة اليت تعمل هبا الدول النامية لتخفيف الرقابة على حركة رلوس األموال وبتشكيلة هذه التدفقات‬
‫ألهنا تلعب دورا فعاال يف إحداث وتغذية األزمات‪ ،‬إال أن الباحثة مل يتطرق إىل التدفق العكسي لرلوس األموال من خالل‬
‫عمليات هتريب وغسيل األموال عن طريق شراكات األوفشور باعتبارها مراكز مالية دولية‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫تبعا لطبيعة املوضوع‪ ،‬من جهة سيتم استخدام املنهج التارخيي لسرد األحداث واحلقائق التارخيية املتعلقة بنشأة وتطور املراكز املالية‬
‫الدولية وكذا حتويالت األموال عامليا‪ ،‬ومن جهة أخرى سيتم استخدام املنهج الوصفي التحليلي لوصف وتشخيص وحتليل املوضوع من‬
‫كل جوانبه‪.‬‬
‫هيكل الدراسة‪:‬‬
‫ومت تقسيم الدراسة إىل ثالثة فصول‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مت التطرق فيه إىل اإلطار النظري للمراكز املالية الدولية‪ ،‬وقد قسم إىل ثالث مباحث‪ ،‬املبحث األول التعريف باملراكز‬
‫املالية الدولية‪ ،‬شروط قيامها وأسباب متركزها جغرافيا‪ ،‬أما املبحث الثاين فسيتناول أنواع املراكز املالية الدولية‪ ،‬خصائصها ودورها‪ ،‬ويف‬
‫املبحث الثالث إجيابيات وسلبيات املراكز املالية الدولية وأهم هذه املراكز يف العامل‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬سيتم فيه التطرق إىل حتويل األموال عامليا ودور املراكز املالية الدولية يف هذه التحويالت‪ ،‬وقد مت تقسيمه إىل ثالث‬
‫مباحث يف املبحث األول مفهوم حركة األموال عامليا وآثار هذه التحويالت‪ ،‬ويف املبحث الثاين آلية حتويل األموال عامليا ودور املراكز‬
‫املالية الدولية يف هذه التحويالت‪ ،‬أما املبحث الثالث فعن املمارسات املشبوهة للمراكز املالية الدولية يف حتويل األموال عامليا‪.‬‬
‫ج‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬سيكون عن دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عامليا وقد قسم هذا الفصل إىل ثالثة‬
‫مباحث‪ ،‬املبحث األول سيكون من األجدر إعطاء فكرة عن شركات األوفشور من خالل مدخل نظري هلا‪ ،‬واملبحث الثاين سيخصص‬
‫لدراسة آلية حتويل األموال عامليا وفق شركات األوفشور وأهم أسواقها‪ ،‬أما املبحث الثالث فهو عن التعامالت املشبوهة لبعض شركات‬
‫األوفشور‪.‬‬

‫د‬
‫الفصل األول‬
‫اإلطار النظري للمراكز‬
‫المالية الدولية‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تمهيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‪:‬‬

‫إن التطور الصناعي والتكنولوجي الذي شهده القرنني السابع عشر والثامن عشر‪ ،‬إضافة إىل توجهات الفكر االقتصادي‬
‫الرأمسايل‪ ،‬وكذا احلركة املتزايدة لتطور التجارة واالستثمار وتنامي الشركات متعددة اجلنسيات‪ ،‬كل هذا أدى إىل ارتفاع حجم االستثمارات‬
‫اليت تتطلب موارد مالية كبرية تفوق قدرات وإمكانيات األفراد واملؤسسات على املستوى احمللي واإلقليمي‪.‬‬

‫إذ أصبح النشاط املايل متزايدا بشكل كبري واكتسب يف بعض احلاالت طبيعة عابرة للقارات من خالل إضفاء الطابع اإلقليمي‬
‫مسبقا‪ ،‬حيث نتج عن ذلك ظهور شركات املسامهة وتزايد عدد البنوك وتطورها وازدياد أمهيتها يف خمتلف الدول وتزايد وتطور األسواق‬
‫املالية الدولية‪.‬‬

‫أدت كل هذه الظروف فضال عن توسع املشاريع االستثمارية واملعامالت التجارية إىل نشأة املراكز املالية الدولية كوسيلة هامة‬
‫لتعبئة املوارد واملدخرات الالزمة للتمويل العاملي‪ ،‬فضال عن كوهنا مصدرا هاما لالقرتاض والتمويل الدويل‪ ،‬كما تضم املراكز املالية الدولية‬
‫أكرب الشركات يف العامل من حيث حجم االستثمارات املالية‪ ،‬األمر الذي يستدعي احلاجة إىل البحث يف هذا املوضوع ملا له من أمهية‬
‫بالغة يف االقتصاد العاملي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المراكز المالية الدولية‬


‫إن تسارع وترية التحوالت االقتصادية اليت طرأت على العامل بأمجعه أصبحت تفرض مواكبة ما حيدث من تطورات وتغريات‪ ،‬إذ‬
‫أصبحت املراكز املالية الدولية قوة مهمة على مستوى العامل وحلقة ضرورية لربط املستثمرين باملدخرين وعنصرا مهما من أجل تأمني‬
‫السيولة الضرورية واملتزايدة لالقتصاد العاملي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المراكز المالية الدولية‬


‫لقد تعددت تعاريف املراكز املالية الدولية‪ ،‬وذلك بسبب املعايري احملددة هلا‪ ،‬أو اختالف وجهات النظر املتبنية هلا منها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التعريف األول‬
‫"املركز املايل الدويل مكان عاملي يف دولة أو إقليم أو مدينة التقاء التدفقات النقدية واملالية العاملية الداخلة واخلارجة من سيولة‬
‫نقدية مبختلف العمالت األجنبية‪ ،‬وكذا األوراق املالية مبختلف آجاهلا واملعادن النفيسة‪ ،‬واليت (التدفقات) يعاد توزيعها على العامل‬
‫بواسطة املؤسسات احمللية واألجنبية من بنوك‪ ،‬أسواق العمالت األجنبية‪ ،‬أسواق رأس املال شركات التأمني وخمتلف الوسطاء‬
‫املاليني‪ ،‬وإعادة توزيع التدفقات النقدية واملالية يتم من خالل العقود والعمليات املالية والتحويالت مع اخلارج بقيم متداولة وبكافة‬
‫العمالت األجنبية"‪( .‬بن ابراهيم و بن ضيف‪ ،2019 ،‬صفحة ‪)77‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعريف الثاني‬
‫جتمع اخلدمات املالية يف املدن‪ ،‬واخلدمات املالية هي قطاعات ثالثة تسهل نقل األصول‬
‫تعرف باملراكز املالية الدولية على أهنا‪ُّ " :‬‬
‫النقدية يف االقتصاد العاملي احلايل‪ ،‬وتعد البنوك وشركات األوراق املالية وصناديق االستثمار وشركات البطاقات االئتمانية والتأمني‬
‫ومتويل املستهلك املزود الرئيسي للخدمات املالية‪ ،‬حيث أصبح التمويل صناعة مزدهرة يف التاريخ احلديث يغذيها مزيج هائل من‬
‫النمو االقتصادي والعوملة والتكنولوجيا واالبتكار‪ ،‬وتقاس املراكز املالية الدولية بالنطاق اجلغرايف للخدمات املقدمة"‪( Chen & .‬‬
‫)‪Chen, 2014, p. 11‬‬
‫ثالثا‪ :‬التعريف الثالث‬
‫املراكز املالية هي‪" :‬مدن عاملية تضم عددا من املصارف واملؤسسات التجارية والبورصات املالية البارزة وتؤدي دورا هاما يف‬
‫األسواق املالية‪ ،‬كمناطق مالية خاصة أو مناطق حرة تعمل على حتفيز النشاط املايل واالستثماري‪ ،‬وميثل املركز املايل منصة لشركات‬
‫اخلدمات املالية اليت توفر حزمة من اخلدمات مثل إدارة األصول‪ ،‬واخلدمات االستشارية املالية والقانونية‪ ،‬وخدمات امللكية اخلاصة‪،‬‬
‫واخلدمات املصرفية‪ ،‬كما تساعد بنوك االستثمار املتواجدة يف املركز املايل على توفري التمويل الضخم بدون التقيد باحلدود الوطنية‪،‬‬
‫ويتميز املركز املايل بالسماح للشركات املرخص هلا بالعمل بالعمالت احمللية واألجنبية‪ ،‬والبيئة الضريبية اجلاذبة حيث تصل نسبة‬
‫الضرائب يف الغالب إىل ‪ ،%10‬واإلعفاء من الضرائب أو ختفيضها‪ ،‬ويسمح املركز مبلكية ‪ %100‬من قبل الشركات األجنبية‪،‬‬
‫وحتويل مجيع األرباح إىل اخلارج‪ ،‬كما أن املركز املايل له قدرة على النمو بسرعة وبدون احتياجات استثمارية مرتفعة‪ ،‬وحيتاج املركز‬
‫إىل تكاليف استثمارية أقل يف األصول الثابتة مثل املعدات والتجهيزات عكس تلك املطلوبة يف القطاعات السلعية واخلدمية‬
‫األخرى‪ ،‬وترتكز مصاريفها على األجور والرواتب حيث يتميز موظفوها مبكافآت عالية جدا"‪( .‬السيد‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)4‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫رابعا‪ :‬التعريف الرابع‬


‫تسعى بعض املنظمات إىل تعريف للمراكز املالية الدولية‪ ،‬على سبيل املثال‪:‬‬

‫‪ .1‬حسب منظمة التعاون االقتصادي والتنمية )‪ (OECD‬واالحتاد األورويب)‪ (EU‬قامت بتحديد األقاليم ّ‬
‫املسماة مراكز مالية‬
‫دولية وفقا لـ‪ :‬أهداف‪ ،‬وسياسات‪ ،‬وتوجهات هذه املنظمات ونشرت قوائم هبذه املناطق اليت حتددها‪.‬‬
‫‪ .2‬كما تستند بعض التعريفات إىل الشفافية كتعريف شبكة العدالة الضريبية اليت تستند إىل‪ :‬مؤشر السرية املالية الذي يصنف‬
‫املراكز املالية الدولية وفقا ملستوى السرية وحجم األنشطة املالية اخلارجية‪.‬‬
‫‪ .3‬أما بالنسبة لصندوق النقد الدويل ومجلس االستقرار املايل فإهنا تتبىن تعريفا يعتمد على‪ :‬النشاط املايل‪ ،‬أو توفري اخلدمات لغري‬
‫املقيمني‪ ،‬وباالعتماد على هذه املناهج احدد املراكز املالية الدولية كمركز للخدمات املالية حيث تتكون غالبية األنشطة من‬
‫أعداد كبرية نسبيا من املؤسسات املالية تعمل بشكل أساسي يف األعمال التجارية مع غري املقيمني‪ ،‬ونظم مالية ذات األصول‬
‫واخلصوم غري احمللية اليت تكون كبرية مبا يتناسب مع الوساطة املالية احمللية والناتج احمللي اإلمجايل‪ ،‬وكذا النظم املالية اليت تفتقر‬
‫إىل "العمق املايل" فيما يتعلق بأسواق األصول وقاعدة املستثمرين املقيمني واملؤسسات املالية املقيمة‪ ،‬إال أن هذا التعرف يستثين‬
‫املراكز املالية الدولية الكبرية‪(Judith, 2019, pp. 10-11) .‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة نستنتج أن املركز املايل الدويل هو‪" :‬مكان تتجمع فيه خمتلف املؤسسات املالية املتخصصة احمللية‬
‫واألجنبية من بنوك‪ ،‬وصناديق استثمار‪ ،‬ومكاتب الصرافة والسمسرة‪ ،...‬وشركات التأمني‪ ،‬وأسواق رأس املال‪ ،‬وأسواق صرف‬
‫العمالت األجنبية‪ ،‬من أجل تعبئة وجتميع املوارد املالية من خمتلف أاحاء العامل‪ ،‬وحتويل هذه املوارد من أصحاب الفوائض إىل‬
‫أصحاب العجز عن طريق توفري منصات وشركات متخصصة لتوفري خدمات مالية‪ ،‬إدارية‪ ،‬واستشارية يف خمتلف أاحاء العامل‪ ،‬حيث‬
‫يقوم هذا املركز املايل الدويل بتسهيل احلصول على متويالت عاملية بدون قيود أو حدود واالستثمار يف شىت اجملاالت ويف أي مكان‬
‫يف العامل"‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬شروط قيام المراكز المالية الدولية‬


‫يرتبط قيام وتطور املراكز املالية الدولية بعمليات التحرير املايل وكذلك عوملة األسواق املالية الدولية‪ ،‬كما يتضح يف تاريخ تطور‬
‫املراكز املالية أن هناك العديد من العوامل واملتطلبات اليت تضمن جذب املؤسسات املالية املختلفة إليه سواء اإلقليمية أو الدولية‪،‬‬
‫وتسهيل عمل تلك املؤسسات بسرعة وكفاءة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط السياسية واألمنية والقانونية‬
‫هي كل ما يتعلق باألنظمة السياسية واألمنية والتشريعات وميكن إمجاهلا فيها‪:‬‬
‫‪ .1‬إن االستقرار السياسي واألمين يأيت يف صدارة األولويات اليت حتتاجها حركة رلوس األموال من وإىل املركز املايل‪ ،‬لنشر‬
‫االطمئنان وتعزيز الثقة لدى أصحاب األموال‪ ،‬ألن عدم االستقرار السياسي خيلق حالة من اخلوف والقلق للمتعاملني يف‬
‫املركز‪ ،‬إذ أن موطن املال حيث يتوفر الربح وقلة املخاطر؛‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ .2‬طبيعة النظم السياسية تقوم بدور مهم يف متركز العمليات املالية حىت تتحول إىل مركز مايل دويل‪ ،‬فاالستقرار السياسي واألمين‬
‫يرتجم إىل مستويات متدنية أو مقبولة من اجملازفة املالية‪ ،‬على عكس املناطق اليت متتاز بالتقلبات السياسية‪ ،‬كاالنقالبات‬
‫العسكرية والثورات الشعبية واحلروب األهلية‪ ،‬وكذا عدم استقرار احلكومات وسرعة تغري القوانني والتشريعات‪ ،‬فهي تشكل‬
‫مركز طرد لألموال األجنبية العابرة للحدود‪ ،‬مما يوجه أنظار املؤسسات املالية احو مناطق أكثر أمنا واستقرارا؛ (بن ابراهيم و‬
‫بن ضيف‪ ،2019 ،‬صفحة ‪)80‬‬
‫‪ .3‬البيئة الصديقة لألعمال هي ضرورية لقيام املركز املايل حيث يعد النظام القانوين الذي حيمي حقوق املشرتين والدائنني مهما‬
‫جلذب املؤسسات املالية باإلضافة إىل إلغاء القيود املالية والضرائب املنخفضة؛ )‪( Chen & Chen, 2014, p. 12‬‬

‫‪ .4‬إدخال املعايري الدولية واستخدامها واالمتثال هبا يف مجال احلسابات والتنظيم واإلبالغ واملراقبة؛‬
‫‪ .5‬اإلجراءات املبسطة لتسجيل الشركات وإجراء املعامالت‪ ،‬واخنفاض تكاليف اإلدارة‪ ،‬واخنفاض مستوى الفساد؛‬
‫‪ .6‬جيب التأكيد على الدور املهم الذي تلعبه البيئة يف إنشاء وتطوير املراكز املالية الدولية‪ ،‬إذ تتميز البيئة التشريعية باهليكل‬
‫التشريعي واملؤسسات احلكومية وغري احلكومية اليت تنظم السوق املالية باإلضافة إىل ما يسمى مبستوى احلرية املالية‪ ،‬ومرونة‬
‫السياسة الوطنية ملواجهة التحديات االقتصادية‪ ،‬كما ترتبط اجلوانب اليت متيز التشريعات بالعوامل التالية‪ :‬آليات محاية حقوق‬
‫املستثمرين‪ ،‬ومكافحة غسل األموال‪...‬؛ )‪(Solovjova, Rupeika-Apoga, & Romānova, 2018, pp. 8-9‬‬

‫‪ .7‬كما متثل التشريعات املتطورة واللوائح والنظم الواضحة ذات الصلة بأنشطة االستثمار بشكل عام‪ ،‬واالستثمار املايل بصفة‬
‫خاصة‪ ،‬أحد املقومات األساسية إلصالح بيئة األعمال وجذب رلوس األموال‪ ،‬عالوة على ضرورة تطوير البيئة التنظيمية‬
‫فيما يتعلق بتبسيط النظم واإلجراءات اإلدارية والقضاء على املعوقات البريوقراطية املرتبطة بتأسيس املؤسسات املالية ومزاولة‬
‫النشاط؛ (السيد‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)4‬‬
‫‪ .8‬املؤسسات التنظيمية املسؤولة واملشرفة على التنظيم والسري اجليد ملختلف األعمال واملعامالت؛‬
‫‪ .9‬غياب احلواجز احلمائية والسياسات التمييزية اليت تفضل الشركات احمللية على الشركات املالية األجنبية يف تقدمي اخلدمات‬
‫املالية؛‬
‫‪.10‬حوكمة النظام املايل الذي ميكن أن يعمل على خطوط ومعايري "أفضل املمارسات" العاملية‪( Douglas Wayne, 2009, .‬‬
‫)‪p. 196‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط االقتصادية‬
‫وهي كل ما له عالقة بالبيئة والسياسات االقتصادية وتتمثل يف‪:‬‬
‫‪ .1‬وجود املركز املايل يف منطقة اقتصادية قوية‪ ،‬كما يعد االستقرار االقتصادي لدولة املركز أمرا بالغ األمهية يف منو أعماله‪ ،‬مبا يف‬
‫ذلك استقرار معدالت النمو واألداء االقتصادي بشكل عام حىت ال يتأثر املركز بأي هزات يكون مصدرها مستويات األداء‬
‫املتقلب على املستوى االقتصادي الكلي؛‬

‫‪ .2‬يعد مناخ األعمال ّ‬


‫احلر من العوامل املثالية لنجاح املركز املايل‪ ،‬مثل احلد من انتشار البريوقراطية وملكية الدولة الواسعة‪ ،‬والعمل‬
‫التوسع يف انتشار اخلدمات املالية واملصرفية واإلصالح االقتصادي؛ (السيد‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)4‬‬
‫على ّ‬
‫‪9‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ .3‬وجود وتطور سوق األوراق املالية الذي ينطوي على وجود نظام تداول وتنوع يف األدوات املالية‪ ،‬إذ أنه على مدى السنوات‬
‫األخرية مت اتباع هنج خمتلف للتطوير فيما يتعلق باملعيار املذكور أعاله حيث أن الدور الرئيسي يتحقق بالتشريعات املالية‬
‫الليربالية وليس بأحجام التجارة وتنوع األدوات‪ ،‬خاصة فيما يتعلق باملعامالت مع غري املقيمني؛‬
‫‪ .4‬انفتاح االقتصاد على حركة رلوس األموال واملوارد البشرية واألصول غري امللموسة؛‬
‫‪ .5‬النظام املصريف الراسخ واملستقر‪ ،‬إذ أن وجود البنوك الدولية‪ ،‬والبنوك التجارية األجنبية يوفر للشركات فرصا إضافية جلمع‬
‫األ موال‪ ،‬وحيسن جودة املنتجات واخلدمات ويزيد رحبية عمليات البنك يف ظل املنافسة الشديدة‪ ،‬على سبيل املثال‪250 ،‬‬
‫من أصل ‪ 500‬بنك يف لندن هي بنوك أجنبية‪ ٪80 ،‬من بنوك هونكونغ هي بنوك غري مقيمة‪ ،‬يف سويسرا ما يقرب من‬
‫نصف مجيع البنوك هي اجلهات املساعدة أو املكاتب التمثيلية للبنوك األجنبية؛ & ‪(Solovjova, Rupeika-Apoga,‬‬
‫)‪Romānova, 2018, pp. 7-9‬‬
‫‪ .6‬أسواق واسعة النطاق وكذا حجمها وضخامة التعامالت التجارية الدولية‪ ،‬وكذا السياسة املناسبة للتسويق؛‬
‫‪ .7‬مستوى التنمية االقتصادية عامل مؤثر مهم جدا‪ ،‬إذ يشمل كال من وجود املؤسسات املهنية اليت تقدم مجموعة واسعة من‬
‫اخلدمات املالية باإلضافة إىل توفر العمالء‪ ،‬أي كرب حجم السوق احمللية‪ ،‬ويساهم املركز يف الناتج احمللي اإلمجايل الوطين‪،‬‬
‫باإلضافة إىل تطوير البنية التحتية لألعمال التجارية؛ )‪(Erdem Kayral & Baha Karan, 2012, p. 220‬‬

‫‪ .8‬القدرة يف جذب البنوك التجارية والبنوك االستثمارية وأسواق رأس املال‪ ،‬حيث تنتج هذه امليزة تأثريا يف تراكم تدفقات األموال‬
‫واملعرفة واخلربات احملددة واملهنيني املاليني املهرة والوصول إىل املعلومات واألسواق؛ )‪( Chen & Chen, 2014, p. 12‬‬

‫‪ .9‬إشراف الدولة ولكن ليس ُّ‬


‫تدخلي بل تنظيميّا ورقابيّا‪( Douglas Wayne, 2009, p. 196) .‬‬

‫ثالثا‪ :‬الشروط المالية‬


‫ترتكز أهم الشروط املالية على‪:‬‬
‫‪ .1‬بنية حتتية مالية عاملية واحلرص الدائم على تطويرها (البورصات والبنوك وشركات التأمني وصناديق االستثمار وأنظمة دفع‬
‫وشركات االئتمان وغريها)؛ (السميط‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)4‬‬
‫‪ .2‬بيئة مالية تنافسية‪ ،‬أي التكاليف التنافسية لألدوات واخلدمات املالية املتنوعة (األسهم والسندات واملشتقات واملؤشرات وما‬
‫إىل ذلك)؛ )‪(Erdem Kayral & Baha Karan, 2012, p. 220‬‬
‫‪ .3‬املستوى التنافسي للضرائب هو املكون الرئيسي ملناخ األعمال‪ ،‬إذ ترتبط ببيئة األعمال املناسبة‪ ،‬مبدى معقولية النظام الضرييب‬
‫على األرباح‪ ،‬ألن االستثمار األجنيب غالبا ما يسعى احو املناطق اليت تتسم باخنفاض معدالت الضريبة‪ ،‬ومن هنا فإن جاذبية‬
‫النظام الضرييب تعترب العامل األكثر تأثريا من مرحلة تطور النظام املصريف وسوق األوراق املالية؛ ‪(Solovjova, Rupeika-‬‬
‫)‪Apoga, & Romānova, 2018, pp. 8-9‬‬
‫‪ .4‬أن تكون العملة الوطنية عملة احتياطية دولية تستخدم على نطاق واسع يف الفواتري والتسويات العاملية؛ ‪( Chen & Chen,‬‬
‫)‪2014, p. 11‬‬
‫‪ .5‬وجود قوي وواسع للوسطاء املاليني باختالف أنواعهم‪( Douglas Wayne, 2009, p. 196) .‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫رابعا‪ :‬الشروط التقنية‬


‫تتمثل الشروط التقنية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ُّ .1‬‬
‫يعد توفري البنية املعلوماتية املناسبة أمرا حامسا يف جناح املركز املايل من خالل تطوير وحتديث البنية التحتية للمعلومات وقواعد‬
‫البيانات املختلفة‪ ،‬وبناء شبكة اتصاالت فائقة السرعة‪ ،‬مبا يسمح بنقل املعلومات والبيانات آليّا بقدر عال من السرعة والدقة‪،‬‬
‫وتسهيل عملية االتصال وتوفري أفضل نظم احلماية األمنية لشبكات املعلومات واالستعانة بأحدث التقنيات يف مجال املعلوماتية؛‬
‫(السيد‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)4‬‬
‫‪ .2‬قدرة سوق اخلدمات املالية على املنافسة عامليا؛ )‪(Erdem Kayral & Baha Karan, 2012, p. 220‬‬

‫‪ .3‬القدرة على تقدمي خدمات متطورة وجد حمفزة مبا يكفي للسماح ملراكز الشركات املتعددة اجلنسيات بالعمل على مستوى‬
‫العامل؛ )‪( Chen & Chen, 2014, p. 11‬‬

‫‪ .4‬التطور التكنولوجي والسرعة يف أداء املعلومات آليا‪ ،‬وتوفر البيئة اخلاصة بوسائل االتصال والشبكات التقنية الواسعة والربط‬
‫الكلي بشبكات االتصال الداخلية واخلارجية‪( .‬بن ابراهيم و بن ضيف‪ ،2019 ،‬صفحة ‪)81‬‬
‫خامسا‪ :‬شروط أخرى‬
‫إضافة إىل الشروط السابقة‪ ،‬هناك شروط أخرى جيب توافرها لقيام املراكز املالية الدوية وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬مستوى تطوير البنية التحتية املادية واالجتماعية لكل القطاعات وتوافر املوظفني املؤهلني تأهيال عاليا‪ ،‬وكذا مستوى معيشي‬
‫وجودة معينة يعنيان جاذبية املركز املايل لألغراض السكنية والعمل (خاصة لغري املقيمني) ويتم تقييمه بناءا على املعايري التالية‪:‬‬
‫الثقافة والرعاية الصحية والرتفيه ومستوى التعليم‪ ،‬ومن املؤكد أمهية عوامل مثل مستوى اجلرمية واإلرهاب وما إىل ذلك؛‬
‫‪ .2‬درجة انفتاح املعلومات أي درجة اإلفصاح اليت توفر شفافية املشاركني يف النظام املايل وتسمح بتحسني جودة القرارات اليت‬
‫يتم تبنيها ضمن إجراءات إدارة املخاطر؛‬
‫‪ .3‬العوامل متعددة الثقافات أي االنفتاح على (التاريخ‪ ،‬التقاليد‪ ،‬الدين‪ ،‬اللغة‪ ،‬طريقة التفكري‪ ،‬األيديولوجية‪)...‬؛ ‪(Solovjova,‬‬
‫)‪Rupeika-Apoga, & Romānova, 2018‬‬
‫‪ .4‬كما يتطلب األمر العمل على توفري الكوادر البشرية املتخصصة واخلبرية يف اجملاالت املختلفة للمعامالت املالية‪ ،‬حسب‬
‫معطيات هذه الصناعة إضافة إىل توفري الكفاءات املؤهلة إلجراء عمليات الرقابة املصرفية على مثل هذه املراكز املالية الدولية؛‬
‫(السيد‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)4‬‬
‫‪ .5‬السرية والكتمان يف التعامل مع الزبائن واحلفاظ على أسراهم؛ (جبار و عمر عبدة‪ ،2008 ،‬صفحة ‪)81‬‬
‫‪ .6‬املوقع اجلغرايف‪ ،‬وهيبة وتاريخ املركز املايل‪(Erdem Kayral & Baha Karan, 2012, p. 220) .‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أسباب التمركز الجغرافي للمراكز المالية الدولية‬


‫قبل التطرق إىل العوامل اليت جتعل املراكز املالية الدولية تتمركز يف مواقع معينة دون األخرى جيب فهم العالقات بني املراكز‬
‫املالية‪ ،‬ففي منوذج الشبكة يتم النظر إىل الوساطة املالية على مستويات متعددة‪ ،‬حيث يتم تغذية كل مستوى يف املستوى التايل ويف‬
‫النهاية تتشكل عالقة شبكية حتدث بني حملية‪-‬حملية‪ ،‬حملية‪-‬إقليمية‪ ،‬إقليمية‪-‬مراكز مالية دولية‪ ،‬ومع االجتاه املتصاعد احو العوملة‬
‫املالية مل يعد هذا النموذج يتناسب مع الطبيعة املتغرية للتمويل الدويل مع أسواق رأس املال املفتوحة إىل حد كبري وأسعار الصرف‬
‫املتغرية‪ ،‬يف مثل هذه البيئة يصبح مبقدور مزودي األموال واملستخدمني والوسطاء التفاعل بشكل مباشر يف املراكز الرئيسية يف مجيع‬
‫أاحاء العامل دون احلاجة للتوجيه عرب نظام شبكي )‪ ،( Douglas Wayne, 2009, pp. 194-195‬ومن هذا فقد تعددت‬
‫األسباب اليت تؤثر على قرار حتديد التمركز اجلغرايف للمراكز املالية الدولية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الموقع الجغرافي‬
‫هو أحـد العوامل احملددة لتأسيس أي نشاط جتاري‪ ،‬بغض النظر عن إنشاء املراكز املالية الدولية‪ ،‬وبذلك فإن اقتصاديات‬
‫أيضا يف البنوك والتمويل‪ ،‬لكي تكون قابلة للحياة‪،‬‬
‫املوقع منتشرة‪ ،‬ليس فقط يف اإلدارة الصناعية واألعمال والزراعة‪ ،‬ولكن ً‬
‫وعليه جيب أن تكون املراكز املا لية الدولية موجودة بالقرب من موردي ومستخدمي األموال‪ ،‬تفي بعض األماكن هبذا الشرط‬
‫ألهنا متساوية الوظائف يف كل من أوروبا والدول االسكندنافية وحافة احمليط اهلادئ والواليات املتحدة ودول آسيا‪ ،‬إن‬
‫تفعا‬
‫اقتصاديات هذه البلدان آخذة يف التوسع‪ ،‬حيث كان الطلب على رأس املال للحفاظ على النمو يف هذه األماكن مر ً‬
‫جدا‪ ،‬هذا هو السبب يف أن بعض البنوك متعددة اجلنسيات يف هونغ كونغ وسنغافورة والبحرين كانت تدفع أقساطا أعلى من‬
‫سعر سوق اليورو‪ ،‬حىت تتمكن من جذب األموال األجنبية الستخدامها يف اآلسيان والدول اجملاورة األخرى‪ ،‬ميكن أن تكون‬
‫حمتمال لرأس املال‪ ،‬كما أن الواليات املتحدة‪ ،‬مبا يف ذلك أالسكا‪ ،‬هي من املستخدمني‬
‫مستخدما ً‬
‫ً‬ ‫مجهورية الصني الشعبية أيضا‬
‫احملتملني لرأس املال‪ ،‬وتعتمد الفوائض يف اليابان وتايوان وكوريا اجلنوبية وبعض دول أوبك على تلبية الطلب؛ & ‪(Park‬‬
‫)‪Essayyad, 1989, p. 41‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمركز المؤسسات المالية الكبرى‬
‫أن تكون هذه املناطق موطنا للبنوك املشهورة عامليا والبورصـات‪ ،‬ومتتلك حصة كبرية من أس ـواق العمالت األجنبية‪ ،‬حيث‬
‫أن القوة املتنامية هلذه املراكز املالية قد خترتق اجملال الوطين لرأس املال إلعادة تشكيل العالقات السياسية واالقتصادية الدولية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬سلطة التحكم‬
‫من خالل استضافة مقر الشركات املتعددة اجلنسيات حيث جتعل هذه األماكن تتمتع بسلطة حتكم وإدارة يف االقتصاد‬
‫الدويل ويف السياسة الدولية‪( Chen & Chen, 2014, p. 11) .‬‬

‫رابعا‪ :‬توفر وتنوع األسواق واألدوات المالية‬


‫أن حيظى موقع املركز املايل الدويل بتوفر أسواق مالية متقدمة ومتكاملة عرب مجموعة املنتجات املختلفة‪ ،‬من أمثلة ذلك‪:‬‬
‫‪ .1‬سوق مشتقات مالية متقدمة توفر املساعدة يف إدارة املخاطر املختلفة مثل‪ :‬خماطر االئتمان‪ ،‬أسعار الفائدة‪ ،‬مدى‬
‫االستحقاق‪ ،‬العمالت‪ ،‬واملخاطر السياسية؛‬
‫‪12‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ .2‬سوق سندات يتميز بالعمق وتوافر منحىن للعوائد بعملة املركز املايل؛‬
‫‪ .3‬سوق أسهم كفئ تتميز باالتصال والتواصل العاملي وتوفر إمكانية إصدار األسهم من قبل الشركات املصدرة على مستوى‬
‫العامل؛‬
‫‪ .4‬أسواق تأمني وإعادة تأمني كفئة ومفتوحة ملختلف املتعاملني من أاحاء العامل وتوفر كافة املنتجات واخلدمات املطلوبة؛‬
‫‪ .5‬قطاع مصريف قوي ومنظم مبا يساعد على التقليل من أو القضاء على تضارب املصاحل الناشئة عن ملكية الدولة وسيطرهتا‬
‫على النظام املصريف؛‬
‫‪ .6‬سوق لتداول العمالت األجنبية قائمة وتعمل بشكل فعال‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬تكامل األسواق المالية واتساعها‬
‫ينبغي أن تكون األسواق املالية متكاملة على الصعيد العاملي كما جيب أن تتمتع أسواق األسهم والقطاعات املصرفية‬
‫والتأمني بعمق األسواق والعمل وفقا لوفورات احلجم الدولية‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬تدويل المصادر والمستثمرين‬
‫ما جيب أال تقتصر مصادر ومستخدمي التمويل أي املستثمرين يف املراكز املالية الدولية على اجلانب احمللي أو الدويل فقط‬
‫بل تتسع لتشمل كل منهما يف آن واحد؛ (السميط‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)5‬‬
‫سابعا‪ :‬تنوع عوامل االنتاج‬
‫أي عرض عوامل اإلنتاج‪ ،‬إذ يشمل توريد عوامل اإلنتاج توافر املوظفني املناسبني وتكلفة األموال وكفاءة أنظمة التسوية‬
‫ونوع التنظيم‪ ،‬وحتتاج الشركات املالية اليت مت تأسيسها بالفعل يف موقع معني إىل النظر يف "تكاليف الغرق" غري القابلة لالسرتداد‬
‫واليت قد تكون كبرية قبل االنتقال إىل موقع آخر‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬الطلب على اإلنتاج‬
‫ميكن أن ينشأ الطلب على خمرجات الشركات املالية من أنشطة البيع بالتجزئة اليت ال تزال تتطلب الوصول والتواصل وجها‬
‫لوجه مع العمالء‪ ،‬ومن أنشطة البيع باجلملة اليت ميكن‪ ،‬بفضل تكنولوجيا االتصاالت احلديثة اليوم‪ ،‬القيام هبا من أي مكان‬
‫تقريبا‪ ،‬عالوة على ذلك يظل موقع املنطقة الزمنية عامال مهما يف توليد الطلب‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬وفورات الحجم‬
‫تع ـ ــد وفورات احلجم اخلارجية واقتصادات التكتل من العوامل اهلامة واحلامسة اليت حتدد قرار املوق ـ ـ ـ ــع‪ ،‬وترتبط العديد من‬
‫االقتصادات اخلارجية بتدفقات املعلومات الفائقة اليت توفر األساس لتسعري أكثر دقة وأكثر تنافسية للخدمات املالية واألدوات‬
‫املالية‪ ،‬يولد احلجم املتزايد للنشاط املايل مزيدا من وفورات احلجم ألنه عندما تكون األشياء األخرى متساوية كلما كان السوق‬
‫املايل أكرب‪ ،‬وبالتايل زادت كفاءته وسيولته وعالوة على ذلك ترتبط األسواق املالية ارتباطا وثيقا وتعزز بعضها البعض عند‬
‫تواجدها معا‪ ،‬كما يعزز التكتل أيضا منو املهنيني ذوي الصلة‪ ،‬مثل احملامني واحملاسبني واملصرفيني وأخصائيو الكمبيوتر‪ ،‬ويوفر‬
‫ذلك قائمة خدمات أكثر ثراء وأكثر ختصصا للشركات املالية‪(Falzon, 2001, pp. 195-196) .‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع المراكز المالية الدولية‪ ،‬خصائصها ودورها‬


‫لقد أصبحت املراكز املالية الدولية أكثر أمهية يف النظام املايل العاملي‪ ،‬واختلفت أشكاهلا ومستوياهتا وأحجامها حسب خصائصها‬
‫ودورها الذي جعلها تساهم بشكل رئيسي يف النمو اهلائل يف حجم املعامالت املالية الدولية اليت شهدهتا سنوات الثمانينيات والتسعينيات‬
‫واستمرار وتريهتا حلد اآلن‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أنواع المراكز المالية الدولية‬


‫ميكن تصنيف ومتييز املراكز املالية الدولية إنطالقا من نواح خمتلفة‪ ،‬من حيث التطور التارخيي والتأثري اإلقليمي وعدد البنوك الدولية‬
‫املوجودة وحجم املعامالت الدولية الناجتة‪ ،‬واختلفت التقسيمات والتصنيفات من باحث إىل آخر‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تصنيف المراكز المالية الدولية باعتماد ثالث طرق‬
‫يكون هذا التصنيف على أساس نوع املستثمرين واملتعاملني يف هذه املراكز‪:‬‬
‫‪ -1‬التصنيف األول‪:‬‬
‫يقسم هذا التصنيف املراكز املالية الدولية إىل‪ :‬مراكز خارجية‪ ،‬خمتلطة‪ ،‬ومتكاملة‪.‬‬
‫‪ -1-1‬مراكز خارجية‪ :‬ال تسمح املراكز اخلارجية بالتفاعل بني أسواق االستثمار واملدخرات األجنبية واحمللية (مثل ديب)‪.‬‬
‫‪ -2-1‬مراكز خمتلطة‪ :‬تسمح املراكز املختلطة بوصول حمدد ومشروط للمستثمرين احملليني إىل السوق الدولية (على سبيل املثال‪،‬‬
‫قطر)‪.‬‬
‫‪ -3-1‬مراكز متكاملة‪ :‬تتيح املراكز املتكاملة الوصول الكامل للمستثمرين الدوليني إىل األسواق احمللية‪ ،‬مبعاملة تفضيلية (مثل لندن)‪.‬‬
‫‪ -2‬التصنيف الثاني‪:‬‬
‫يقسم هذا التصنيف املراكز املالية الدولية إىل‪ :‬مراكز عاملية‪ ،‬إقليمية‪ ،‬ودولية عادية‪.‬‬
‫‪ -1-2‬مراكز مالية عاملية‪ :‬تقوم خبدمة العمالء أو املستثمرين من مجيع أاحاء العامل (مثل لندن)‪.‬‬
‫‪ -2-2‬مراكز مالية إقليمية‪ :‬اليت ختدم العمالء يف األسواق اإلقليمية (مثل ديب وهونج كونج)‪.‬‬
‫‪ -3-2‬مراكز مالية دولية عادية‪ :‬اليت تليب بشكل أساسي احتياجات اقتصاداهتا الوطنية وعمالئها احملليني (مثل باريس وفرانكفورت‬
‫وطوكيو وسيدين)‪.‬‬
‫‪ -3‬التصنيف الثالث‪:‬‬
‫يقسم هذا التصنيف املراكز املالية على أساس اخلدمات والشروط اليت توفرها املراكز املالية الدولية‪ ،‬بشكل عام‪ ،‬يُرجح استخدام‬
‫املراكز اليت تقدم ضرائب أقل ومستويات أعلى من السرية ألغراض غري مشروعة أو غري قانونية‪ ،‬مثل التهرب الضرييب أو غسيل األموال‪،‬‬
‫إذ يقدم مؤشر السرية املالية الذي مت جتميعه من قبل شبكة العدالة الضريبية‪ ،‬حملة سريعة عن أداء خمتلف املراكز املالية الدولية يف هذا‬
‫الصدد‪ ،‬من هذا املنظور ميكن تقسيم هذه املراكز إىل‪ :‬فئات موجهة للمعامالت وأخرى موجهة لإليداع‪.‬‬
‫‪ -1-3‬مراكز مالية دولية موجهة للمعامالت‪ :‬وعادة ما جتذب الشركات الشرعية اليت تبحث عن خدمات مالية عالية اجلودة؛‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2-3‬مراكز مالية دولية موجهة احو اإليداع‪ :‬وتسعى إىل زيادة املوارد احمللية للتنمية الوطنية أو اإلقليمية‪ ،‬ومتيل هذه املراكز إىل‬
‫جذب أكرب حصة من التدفقات غري املشروعة‪(Waris, 2014, p. 2) .‬‬

‫ثانيا‪ :‬تصنيف المراكز المالية الدولية إلى فئات مختلفة‬


‫ومت هذا التصنيف على أساس دراسات أهم الباحثني االقتصاديني‪.‬‬
‫‪ -1‬تصنيف (‪:)1983( )Red‬‬

‫وقد قدم (‪ )Red‬تصنيف بديال من ثالثة مستويات للمراكز املالية الدولية‪ ،‬يدرس مجموعة بيانات من ‪ً 16‬‬
‫متغريا يقيس‬
‫ائدا يف عام ‪ ،1980‬ويقوم ريد‬
‫كزا عامليًا ر ً‬
‫عمليات املقاصة الدولية وإدارة احملافظ العاملية وروابط االتصاالت اليت تغطي ‪ 36‬مر ً‬
‫بتصنيف املراكز املالية إىل ثالثة أنواع رئيسية‪:‬‬
‫‪ -1-1‬املراكز املالية فوق الوطنية‪ :‬هي مديرة ملبالغ كبرية من األصول واخلصوم املالية األجنبية وبالتايل فهي مورد صاف لرأس املال‬
‫االستثماري األجنيب املباشر لبقية العامل‪ ،‬تقع بالقرب من عدد كبري من الشركات الصناعية الكبرية وهي مستخدم نشط ملرافق‬
‫أفكارا ومعلومات تتعلق بإجراءات التشغيل‬
‫االتصاالت العاملية‪ ،‬كما تصبح املراكز املالية فوق الوطنية مراكز إدارية تعزز وختلق ً‬
‫املستقبلية للشركات الدولية‪ ،‬وتعد نيويورك ولندن أمثلة على املراكز املالية فوق الوطنية من الدرجة األوىل‪ ،‬يف حني تعد طوكيو‬
‫وأمسرتدام وفرانكفورت وباريس وزيورخ أمثلة على املراكز املالية من الدرجة الثانية‪.‬‬
‫‪ -2-1‬املراكز املالية الدولية‪ :‬هي تلك املراكز اليت تصبح املقر الرئيسي للبنوك النشطة الدولية الكبرية اليت تؤثر على األحداث اليت‬
‫تتعلق بإدارة األصول واخلصوم العاملية‪ ،‬تشمل األمثلة على املدن بازل وبروكسل ودوسلدورف وهامبورغ ومدريد وروما وفيينا يف أوروبا‪،‬‬
‫شيكاغو ومكسيكو سييت وريو دي جانريو وساو باولو وسان فرانسيسكو وتورنتو يف أمريكا الشمالية واجلنوبية‪ ،‬وبومباي وهونج كونج‬
‫وسنغافورة وملبورن وسيدين يف آسيا وأسرتاليا‪.‬‬
‫‪ -3-1‬املراكز املالية الدولية املضيفة‪ :‬يعزز هذا النوع من املراكز البىن التحتية والقدرات املالية اخلاصة هبا من خالل جذب أعداد‬
‫كبرية نسبياً من املؤسسات املالية األجنبية من عدد كبري من البلدان‪ ،‬وتشمل األمثلة على املراكز املالية الدولية املضيفة لكسمبورغ وميالنو‬
‫والبحرين وبوينس آيرس ولوس أجنلوس ومونرتيال وبنما سييت وأوساكا وسيول وتايبيه‪(Falzon, 2001, pp. 194-195) .‬‬

‫‪ -2‬تصنيف (‪:)1994( )Roberts‬‬


‫وقد صنف (‪ )Roberts‬املراكز املالية الدولية إىل‪:‬‬
‫‪ -1-2‬املراكز املالية احمللية‪ :‬وتتعلق ببلد معني وختدم عمالء حمليني معينني‪.‬‬
‫‪ -2-2‬املراكز املالية العاملية‪ :‬يف حني أن هذا النوع مثل لندن ونيويورك‪ ،‬هي مراكز دولية حقيقية ختدم عمالء من مجيع أاحاء العامل‪.‬‬
‫‪ -3-2‬املراكز املالية اإلقليمية‪ :‬ختدم هذه املراكز زبونًا إقليميًا حيث يتم تعريف املنطقة ككيان فوق وطين وليس ككيان دون وطين‪.‬‬
‫‪ -4-2‬تعمل املراكز املالية اخلارجية‪ :‬كمشاريع مالية وجتري أنشطة دولية خارج النظام املايل للبلد املضيف‪ ،‬ووف ًقا لـ )‪ Dufey‬و‪Giddy‬‬

‫‪ (1978‬فإن املراكز املالية اخلارجية هي تلك اجملموعة الفرعية املعينة من بني مقدمي اخلدمات املالية اليت تقدم خدمات أضيق‬
‫بكثري من الوساطة للمقرتضني واملقيمني غري املقيمني‪ ،‬ويبقى عامل اجلذب الرئيسي للبنوك املوجودة يف املراكز املصرفية اخلارجية‬
‫هو عدم وجود أنظمة وضرائب رمسية تدخلية ومكلفة‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬تصنيف المراكز المالية الدولية وفقا لتوليفة أو مجموعة من المعايير‬


‫ويتم هذا التصنيف على أساس احليز اجلغرايف ونطاق األعمال واخلدمات املقدمة‪:‬‬
‫‪ -1‬المدى أو الحيز الجغرافي‪ :‬عاملي‪ ،‬إقليمي‪ ،‬حملي‪ ،‬حر؛‬
‫‪ -2‬نطاق األعمال‪ :‬اخلدمات املصرفية اخلاصة‪ ،‬اخلدمات املالية عرب احلدود‪ ،‬تبادل العمالت األجنبية‪ ،‬اإلعفاءات الضريبية‪.‬‬
‫(السميط‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)3‬‬
‫والشكل التايل يوضح هذا التصنيف‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)01‬تصنيف المراكز المالية الدولية وفق الحيز الجغرافي ونطاق األعمال‬

‫المراكز المالية الدولية‬

‫مراكز مالية عالمية‬ ‫مراكز مالية إقليمية‬ ‫مراكز مالية حرة (األوفشور)‬ ‫مراكز مالية محلية (وطنية)‬

‫‪ -‬نطاقها الجغرافي هو األوسع وتخدم‬ ‫‪ -‬تخدم االقتصاديات اإلقليمية التي‬ ‫‪ -‬مراكز مالية متخصصة وتتمتع بالصدارة‬
‫‪ -‬تقدم العديد من الخدمات المالية‬
‫قاعدة العمالء في شتى أنحاء العالم‬ ‫تقع بجوارها‬ ‫على مستوى العالم في قطاع بعينه‬
‫ولكنها محدودة باالحتياجات المحلية‬
‫تشتمل على أوسع نطاق للخدمات‬ ‫‪ -‬مقدار كبير من المعامالت المنفذة‬ ‫‪ -‬في المقام األول تعتبر المالذ الضريبي‬
‫لالقتصاد الوطني دون اإلقليم أو العالم‬
‫المالية‬ ‫عبر الحدود‬ ‫إلدارة الثروات فيما يتعلق باالستثمارات‬
‫‪ -‬تورنتو وطوكيو‬
‫‪ -‬تتواجد في أسواق تتميز بالعمق المالي‬ ‫‪ -‬سنغافورة وهونج كونج‬ ‫المصرفية‬
‫والسيولة النقدية‬ ‫‪ -‬زيورخ‬

‫مراكز مالية دولية‬ ‫مراكز مالية محلية‬

‫المصدر‪ :‬السميط بدر عبد اهلل‪ ،‬تقييم الكويت كمركز مايل‪ ،‬املؤمتر الدويل الرابع الجتاهات ‪ ،IV‬كلية العلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،2010 ،‬ص‪3‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص المراكز المالية الدولية‬


‫قد ختتلف خصائص املراكز املالية الدولية باختالف األطراف املستفيدة منها سواء كانت داخلية أو خارجية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬بالنسبة لألطراف الخارجية‬
‫تتميز املراكز املالية الدولية بالنسبة للمستثمرين بعدد من اخلصائص أمهها‪:‬‬
‫‪ .1‬ميثل املركز املايل منصة لشركات اخلدمات املالية اليت توفر حزمة من اخلدمات مثل إدارة األصول‪ ،‬واخلدمات االستشارية املالية‬
‫والقانونية‪ ،‬وخدمات امللكية اخلاصة‪ ،‬واخلدمات املصرفية؛‬
‫‪ .2‬تساعد بنوك االستثمار املتواجدة يف املركز املايل على توفري التمويل الضخم بدون التقيد باحلدود الوطنية؛‬
‫‪ .3‬تتخصص بعض اجلهات يف إصدار مؤشرات لقياس أهم هذه املراكز‪ ،‬وترتيبها أو تصنيفها وذلك نظرا ألمهيتها وهذه املؤشرات‬
‫يتابعها املراقبون واملستثمرون حول العامل وتعكس وجهات نظر وآراء املديرين التنفيذيني يف مجيع أاحاء العامل؛‬
‫‪ .4‬يتميز املركز املايل بالسماح للشركات املرخص هلا بالعمل بالعمالت احمللية واألجنبية‪ ،‬والبيئة الضريبية اجلاذبة‪ ،‬حيث تصل نسبة‬
‫الضرائب يف الغالب إىل ‪ ،%10‬واإلعفاء من الضرائب أو ختفيضها‪ ،‬ويسمح املركز مبلكية ‪ %100‬من قبل الشركات األجنبية‪،‬‬
‫وحتويل مجيع األرباح إىل اخلارج؛‬
‫‪ .5‬إن املركز املايل له قدرة على النمو بسرعة بدون احتياجات استثمارية مرتفعة‪ ،‬وحيتاج املركز إىل تكاليف استثمارية أقل يف‬
‫األصول الثابتة مثل املعدات والتجهيزات عكس تلك املطلوبة يف القطاعات السلعية واخلدمية األخرى‪ ،‬وترتكز مصاريفها على‬
‫األجور والرواتب حيث يتميز موظفوها بكفاءات عالية جدا؛ (السيد‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)4‬‬
‫‪ .6‬يتميز املركز املايل باالستقرار االقتصادي والسياسي‪ ،‬ومجتمع مايل كفء وذو خربة‪ ،‬واتصاالت جيدة وخدمات داعمة؛‬
‫‪ .7‬مناخ تنظيمي رمسي موات للقطاع املايل‪ ،‬حيث حيمي املستثمرين دون قيود مفرطة‪ ،‬مع وجود فرص لالستثمار األجنيب‪،‬‬
‫والضرائب املنخفضة أو املعدومة للشركات األجنبية؛ )‪(Falzon, 2001, p. 195‬‬

‫‪ .8‬االرتباط باملراكز املالية األخرى حتت إطار تنظيمي وتشريعي متطور؛‬


‫‪ .9‬توفر املراكز املالية الدولية تركيزا كبريا وتنويعا لألنشطة املصرفية‪ ،‬مثل االئتمان وتداول العمالت والعمالت األجنبية وحتويل‬
‫األموال عرب احلدود واالقرتاض واإلقراض األجنيب واالستثمار األجنيب وإدارة الثروات؛‬
‫‪.10‬السماح للمستثمرين األجانب بإيداع أو استثمار مدخراهتم يف املراكز املالية الدولية هربا من عدم االستقرار االقتصادي واملايل‬
‫يف بلداهنم األصلية‪ ،‬واالستفادة من اخلدمات املالية وخدمات إدارة الثروات اليت تقدمها هذه املراكز؛‬
‫‪.11‬توفر خمتلف املراكز املالية الدولية مجموعات خمتلفة ومتنوعة من اخلدمات؛‬
‫‪.12‬إزالة كاملة للحواجز املكانية يف إجراء املعامالت املالية الدولية بسبب التقدم يف تكنولوجيا االتصاالت واحلاسوب؛‬
‫‪ .13‬تتميز املراكز املالية الدولية بوفورات احلجم ووفورات التكتل املايل وزيادة العوائد وهذا ما يلعب دورا حامسا يف امليزة التنافسية‬
‫هلذه املراكز‪(Waris, 2014, p. 2) .‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة للدول الحاضنة للمراكز‬


‫تتميز املراكز املالية الدولية بالنسبة للدول احلاضنة خبصائص معينة‪:‬‬
‫‪ .1‬الدول احلاضنة للمراكز املالية الدولية تتميز بتنوع االقتصاد وتطور قطاع اخلدمات املالية؛‬
‫‪ .2‬يسمح تواجد املراكز املالية الدولية يف هذه الدول االرتقاء ببيئة األعمال إىل املستويات العاملية عرب توفري منصة داعمة للنمو‬
‫احمللي واإلقليمي الدويل من خالل رفع القدرات التنافسية للبنوك احمللية نتيجة لتزايد عملية املنافسة من قبل البنوك األجنبية‬
‫العاملة هبذه املراكز؛‬
‫‪ .3‬خلق فرص عمل يف قطاع اخلدمات املالية خاصة‪ ،‬والقطاعات األخرى عامة يف الدول احلاضنة هلذه املراكز؛‬
‫‪ .4‬يساعد وجود املراكز املالية الدولية يف هذه الدول على حتسني معدالت منو الناتج احمللي اإلمجايل؛‬
‫‪ .5‬متكني املؤسسات املالية اإلقليمية والعاملية من االزدهار يف بيئة مواتية للنمو بسبب بيئة األعمال اليت تتميز هبا املراكز املالية‬
‫الدولية؛‬
‫‪ .6‬تعزيز املكانة الدبلوماسية للدولة على املستويني اإلقليمي والدويل؛ (السيد‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)4‬‬
‫‪ .7‬يسمح تواجد املراكز املالية الدولية يف الدولة املضيفة القدرة على توفري وإعادة تدوير كم مناسب من األموال لتحقيق السيولة‬
‫الالزمة للمجتمع‪ ،‬ودعم االسـتثمارات ذات اآلجال املختلفة؛‬
‫‪ .8‬ترتبط تكاليف العمالت احمللية وسعر صرفها إزاء العمالت الرئيسة (الني‪ ،‬اليورو‪ ،‬الدوالر) ارتباطا مباشرا بتكاليف الشركات‬
‫متعددة اجلنسيات واألرباح اليت حتققها‪ ،‬حيث تقوم تلك الشركات بتقييم نتائجها املالية بناءا على مؤشر عاملي موحد قياسا‬
‫بالعمالت الكربى‪ ،‬ونظرا ألن هذه الشركات تقوم باستثماراهتا بالعملة احمللية للبالد‪ ،‬فإن اخنفاض قيمة العملة احمللية يؤثر على‬
‫قيمة أصوهلا املالية بعد خصم الضرائب وكذلك على ما حتققه من مكاسب وأرباح واليت تظهر بالعملة الصعبة‪ ،‬لذا فإن توافر‬
‫سياسة مناسبة خاصة بسعر الصرف من شأنه أن يعدل قيمة العملة احمللية حبيث ميكن التنبؤ به مما يساهم يف اجياد استقرار‬
‫اقتصادي واكتساب ثقة املستثمر؛ (البيايت ‪ ،2020-2019 ،‬صفحة ‪)10‬‬
‫‪ .9‬جيعل املراكز املالية الدولية املوجودة يف الدولة املضيفة من أسواقها كفؤة يف استغالل املوارد املالية املتاحة هلا‪ ،‬وذلك بتوفر مستان‬
‫مها كفاءة التسعري وكفاءة التشغيل‪ ،‬فاألوىل أي كفاءة التسعري أو الكفاءة اخلارجية كما تسمى فتعين سرعة وصول املعلومات‬
‫اجلديدة اىل مجيع املتعاملني يف السوق دون فاصل زمين كبري وأن ال يتكبدوا تكاليف باهظة مما جيعل أسعار األسهم مرآة‬
‫تعكس املعلومات املتاحة كافة‪ ،‬وبذلك يصبح التعامل بالسوق لعبة عادلة‪ ،‬أما الثانيـة كفـاءة التـشغيل أو الكفاءة الداخلية‬
‫فتعين قدرة السوق على خلق توازن بني العرض والطلب دون ان يتكبد املتعاملون خسارة باهظة ودون السماح للتجار‬
‫واملتخصصني بتحقيق هـامش ربـح فعـال‪ ،‬وعليه فان كفاءة التسعري تعتمد على كفاءة التشغيل‪ ( .‬اجلواري و صاحل‪،2009 ،‬‬
‫صفحة ‪)67‬‬
‫‪.10‬استضافة املراكز املالية الدولية يف الدولة يطور البىن التحتية هلا حيث تؤثر البنية التحتية للبلد املضيف (الطرق‪ ،‬املوانئ‪ ،‬املطارات‪،‬‬
‫شبكات االتصاالت السلكية والالسلكية‪ ،‬توافر الطاقة وغريها) تأثرياًكبريا على جذب االستثمارات‪ ،‬لذلك فإن البلدان اليت‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫متتلك بنية حتتية ضعيفة قد تواجه صعوبات يف اجتذاهبا حلجم كبري من األموال والعكس صحيح أيضا‪( .‬البيايت ‪-2019 ،‬‬
‫‪ ،2020‬صفحة ‪.)12‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬دور المراكز المالية الدولية‬
‫يتمثل دور املراكز املالية الدوية يف الطرق اليت تسهل هبا هذه املراكز حتويالت األموال من أصحاب العجز إىل أصحاب الفوائض‬
‫من خالل خمتلف مؤسساهتا وأسواقها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تجميع وتصدير األموال‬
‫يعتمد هذا الدور بشكل أساسي على جتميع املدخرات والودائع من املقيمني وغري املقيمني ومن مث إقراضها للمؤسسات‬
‫والشركات احملتاجة للتمويل‪( .‬بن ابراهيم و بن ضيف‪ ،2019 ،‬صفحة ‪)80‬‬
‫وتقوم هبذا الدور تلك املراكز اليت تسمى باملراكز الوظيفية واليت تتوفر فيها اخلدمات املمتازة واخلربة احمللية العميقة‪ ،‬وللبنوك‬
‫وشركات التأمني والوساطة ووجود مادي يف املراكز الوظيفة‪ ،‬إذ تستثمر وتقرتض األموال بصورة كبرية وقد عملت معظم هذه املراكز‬
‫على إحداث التفاعل بني بيئة االستثمار احمللية ومجموعة املراكز األخرى‪ ،‬سواء من خالل قيام املؤسسات احمللية بتقدمي القروض‬
‫واملشروعات عرب البحار أو خارج املركز‪( .‬عباس‪ ،2016 ،‬الصفحات ‪)295-294‬‬
‫كما تقوم املراكز املالية الرئيسة بنفس الدور من خالل خدمة العمالء من خمتلف أاحاء العامل‪ ،‬ولكن مصادر واستخدامات‬
‫األموال هي عاملية وتقع يف نطاق سوقها الرئيسي‪ ،‬أي يف نطاق املساحة اليت يتعامل فيها املركز‪ ،‬وتتألف هذه اجملموعة من املراكز‬
‫الرئيسية من البلدان الصناعية املتقدمة واليت تعرض فوائض مدخراهتا على املستثمرين أو أصحاب العجز يف مجيع أاحاء العامل وكذا‬
‫على املراكز املالية األخرى يف العامل‪ ،‬ويقوم املركز الرئيسي بدور وسيط مايل دويل بالنسبة لإلقليم الذي يتبعه‪ ،‬مثلما يقوم املركز‬
‫الداخلي بالنسبة للدولة هبذه الوظيفة‪ ،‬ونظرا للدور القيادي الذي يقوم به املركز الرئيسي فهو يعترب حمور العمليات املالية واملصرفية‪،‬‬
‫ويقدم خدمات مثل التسويق املايل ه املركز الرئيسي فهو يعترب حمور العمليات املالية واملصرفية‪ ،‬ويقدم خدمات مثل التسويق املايل‬
‫الدويل‪ ،‬والتجارة يف العمالت األجنبية‪( .‬عبد احلميد‪ ،‬االقتصاد اخلفي وغسيل األموال والفساد‪ ،2013 ،‬صفحة ‪)191‬‬
‫والشكل التايل يشرح آلية عمل مركز جتميع وتصدير األموال‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)02‬آلية عمل مركز تجميع وتصدير األموال‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة اعتمادا على‪:‬‬


‫بن إبراهيم الغايل‪ ،‬بن ضيف حممد عدنان‪ ،‬األسواق املالية الدولية تقييم األسهم والسندات‪ ،‬دار علي بن زايد للطباعة والنشر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬السنة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،2019‬ص‪.80‬‬
‫علي عباس‪ ،‬إدارة األعمال الدواية‪ ،‬دار املسرية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬السنة ‪ ،2016‬ص‪.295-294‬‬ ‫‪-‬‬
‫عبد احلميد عبد املطلب‪ ،‬االقتصاد اخلفي وغسيل األموال‪ ،‬الدار للطباعة والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬السنة ‪ ،2013‬ص‪.191‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحلقة الدائرية‬


‫يتمثل هذا الدور من أدوار املركز املايل يف حتويالت ثالثية األطراف ما بني مقرض ومقرتض أجنبيني عرب مؤسسات مالية متمركزة‬
‫يف بلد ثالث‪ ،‬لكن من املمكن أيضا أن توظف األموال الواردة إىل املركز املايل داخل البلد حيث ينشط املركز املايل‪ ،‬الذي قد يلعب دور‬
‫املصدر فقط لرلوس األموال‪ ،‬حيث يقوم بتصدير األموال احو باقي خمتلف املناطق يف العامل‪ ،‬وباملقابل قد يقوم باسترياد لرلوس األموال‬
‫فقط‪ ،‬وميكن اختصار هذا الدور بأن العمليات املالية تنتج أساسا عن التحويالت ما بني املصارف وغري املصارف لتمويل نشاطات‬
‫إنتاجية وغري إنتاجية وجتارية‪( .‬جبار و عمر عبدة‪ ،2008 ،‬الصفحات ‪)83-82‬‬
‫والشكل التايل يشرح آلية عمل مركز احللقة الدائرية‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)03‬آلية عمل مركز الحلقة الدائرية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة اعتمادا على‪:‬‬


‫جبار حمفوظ‪ ،‬عمر عبدة سامية‪ ،‬إدارة األعمال الدواية‪ ،‬أحباث اقتصادية وإدارية‪ ،‬العدد ‪ ،06‬السنة ‪ ،2008‬ص‪.83-82‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثالثا‪ :‬الدور التسجيلي‬


‫تسجيل حركة األموال ما بني مقرض ومقرتض غري مقيمني‪ ،‬والبلد املوجود فيه املركز املايل الدويل ال يتأثر حبركة األموال‪ ،‬وهذا‬
‫الدور تقتصر عليه شركات األوفشور (مركز عبور أو حجز)‪ ،‬وما يعاب على هذا الدور هو املسامهة يف عملية غسيل األموال‪( .‬بن ابراهيم‬
‫و بن ضيف‪ ،2019 ،‬صفحة ‪)80‬‬
‫وهذا ما يدعى باملراكز الورقية إذ إن معظم مراكز األوفشور تعمل يف األساس كمراكز ورقية‪ ،‬حيث اإليداعات والقروض والتحويالت‬
‫تتم يف بلدان خمتلفة لكن الصفقة (الوديعة‪ ،‬القرض أو أي نوع من التحويالت) فيتم تسجيلها يف أحد هذه املراكز الورقية يف بلد آخر‬
‫متاما من أجل السرية وجتنب دفع الضرائب والرسوم القانونية املطبقة على إجناز الصفقات يف بعض الدول‪( .‬عباس‪ ،2016 ،‬صفحة‬
‫‪)294‬‬
‫تستخدم املراكز التسجيلية من جانب املصارف الدولية كموقع يتم فيها توطني الفروع املغطاة‪ ،‬اليت تسجل الودائع بالعمالت‬
‫والقروض الدولية نظرا للنظام الضرييب املريح‪ ،‬وال يتطلب إقامة مثل هذه املراكز إنشاء مبان أو تشغيل موظفني أو حراس لألمن بالقدر‬
‫‪21‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الذي ميكن من االحتفاظ فقط بصناديق الربيد ودواليب لوضع امللفات املصرفية اهلامة‪ ،‬وهلذا ميكن للبنوك الدولية أن تفتح هذه الفروع‬
‫املغطاة باحلد األدىن من متطلبات البنيان املايل األساسي‪ ،‬ويتم االتصال إلكرتونيا بني الدائن واملدين عن طريق احلاسب اآليل‪ ،‬وهكذا‬
‫مل تعد املعاملة باألوراق أساسية عن طريق املكتب الرئيسي وفروعه وتتم معظم االتصاالت عن طريق اهلاتف أو االنرتنت‪.‬‬
‫أما عن تعامل املؤسسات املالية غري املصرفية يف هذه املراكز فيتم بصفة أساسية مع غري املقيمني واملوجودين يف أي مكان يف العامل‪،‬‬
‫وهبذا املعىن تقوم املراكز التسجيلية بدور املركز التجاري لتسويق رلوس األموال‪ ،‬حبث تكون مصادر استخدامات رأس املال موجهة خارج‬
‫اإلقليم‪( .‬عبد احلميد‪ ،‬االقتصاد اخلفي وغسيل األموال والفساد‪ ،2013 ،‬صفحة ‪)192‬‬
‫والشكل التايل يشرح آلية عمل املركز التسجيلي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)04‬آلية عمل المركز التسجيلي‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة اعتمادا على‪:‬‬


‫بن إبراهيم الغايل‪ ،‬بن ضيف حممد عدنان‪ ،‬األسواق املالية الدولية تقييم األسهم والسندات‪ ،‬دار علي بن زايد للطباعة والنشر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬السنة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،2019‬ص‪.80‬‬
‫علي عباس‪ ،‬إدارة األعمال الدواية‪ ،‬دار املسرية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬السنة ‪ ،2016‬ص‪.294‬‬ ‫‪-‬‬
‫عبد احلميد عبد املطلب‪ ،‬االقتصاد اخلفي وغسيل األموال‪ ،‬الدار للطباعة والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬السنة ‪ ،2013‬ص‪.192‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬إيجابيات وسلبيات المراكز المالية الدولية وأهم هذه المراكز في العالم‬
‫إن استمرار احلاجة الكبرية واملتزايدة لكل من التمويل واالستثمار على مستوى العامل أدى إىل سيطرة املراكز املالية الدولية على‬
‫التمويل العاملي وخلق فرص كبرية‪ ،‬كما خلقت أزمات أيضا كل هذا راجع إىل اختالف قوة وانتشار وتطور هذه املراكز وكذا متركزها يف‬
‫مناطق دون األخرى يف مجيع أاحاء العامل‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إيجابيات المراكز المالية الدولية‬


‫إن للمراكز املالية الدولية العديد من املزايا‪ ،‬بعضها جوهري من الناحية النسبية والبعض اآلخر ال‪ ،‬وميكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االستفادة المثلى من كفاءة التخصيص‬
‫استضافة املركز املايل الدويل من املرجح أن يزيل احمللية واالحتكار القطاعي‪ ،‬ويشجع على تشكيل املدخرات وجتميعها دوليا‬
‫من خالل تكامل أسواق رأس املال احمللية مع األسواق اإلقليمية أو العاملية األكثر كفاءة‪ ،‬ويتم حتقيق االستفادة املثلى من‬
‫ختصيص املوارد املالية على أساس إقليمي أو حىت عاملي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬زيادة العمالة المحلية‬
‫تعطي املراكز املالية الدولية قوة دفع لتطوير الصناعات املالية والصناعات ذات الصلة مثل القانونية واحملاسبة والطباعة وقطاعات‬
‫النقل اجلوي والربي‪ ،‬وهذا التطور بدوره يوسع فرص العمل لألفراد احملليني واألجانب يف هذه الصناعات‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك‪،‬‬
‫تؤثر األنشطة االقتصادية املتزايدة هلذه الصناعات على قطاعات أخرى‪ ،‬مما يؤدي إىل تأثري غري مباشر على االقتصاد الكلي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬توفير عائدات ضريبية إضافية‬
‫تولد املراكز املالية الدولية عائدات ضريبية إضافية للحكومات املضيفة‪ ،‬تشمل هذه اإليرادات الضريبية ضريبة الدخل الشخصية‬
‫على املوظفني احملليني واملغرتبني‪ ،‬ورسوم التسجيل يف املؤسسات املالية األجنبية‪ ،‬ورسوم الدمغة وضرائب التحويل على األوراق‬
‫املالية اليت يتم تداوهلا‪ ،‬وميكن أن تزيد الضرائب العقارية وضرائب أرباح رأس املال أيضا حيث جيذب املركز مجموعة رأس املال‬
‫االستثماري اليت تديرها املؤسسات املوجودة هناك‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تعزيز تدويل االقتصاد المحلي‬
‫يشجع موقع املراكز املالية الدولية االستثمار األجنيب يف االقتصاد احمللي إما يف شكل مشاريع مشرتكة أو استثمارات مباشرة‬
‫أخرى‪ ،‬كما أهنا تسرع من تدفق املعلومات القيمة حول التمويل والتجارة والصناعة من اخلارج‪ ،‬واالستثمار األجنيب وتدفق‬
‫املعلومات التجارية الدولية وتعزز تدويل االقتصاد احمللي‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬زيادة في األنشطة المالية للشركات متعددة الجنسيات‬
‫تستخدم املراكز املالية الدولية أيضا كموقع للشركات القابضة وكذلك الشركات املالية التابعة للشركات متعددة اجلنسيات اليت‬
‫تستفيد بشكل كامل من املناخ املايل والتنظيمي املالئم هلذه املراكز‪ ،‬ومن املعروف أن العديد من شركات التأمني الدولية تقع يف‬
‫املراكز املالية الدولية من أجل زيادة وتقوية وضعها املايل واملرونة‪ ،‬ومع ذلك ميكن أن تكون هناك بعض التكاليف احملتملة للبلدان‬
‫املضيفة املرتبطة هبذه املراكز املالية‪ ،‬وقد يصبح تنفيذ السياسات النقدية احمللية أكثر صعوبة بسبب استيعاب الصناديق اخلارجية‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ومنو العرض النقدي الزائد الناتج‪ ،‬وبالتايل قد يتم موازنة السياسة النقدية من خالل بعض التسرب يف النظام املصريف احمللي يف‬
‫وجود الصناديق اخلارجية‪ ،‬واالحتمال موجود أيضا لتدفقات رأس املال اخلارجة من السوق احمللية حيث ال توجد ضرائب مفروضة‬
‫على الودائع يف هذه املراكز املالية الدولية‪(Park & Essayyad, 1989, p. 167) .‬‬

‫سادسا‪ :‬أداة لالستثمار دون تمييز‬


‫كان االستثمار يف املاضي يعرت أداة لألثرياء لتجنب الضرائب‪ ،‬على الرغم من وجود األثرياء والشركات اليت تقيم يف اخلارج إال‬
‫أن هذه االعتقاد تغري‪ ،‬حيث أصبح هناك العديد من صغار املستثمرين يقومون باالستثمار أيضا يف هذه املراكز املالية نظرا‬
‫الخنفاض تكلف االستثمار وتأسيس الشركات وسهولتها‪(Offshore Financial Centers - Advantages or .‬‬
‫)‪Benefits & Disadvantages, 2020, pp. 3-9‬‬
‫سابعا‪ :‬توفير فرص استثمارية‬
‫توفر املراكز املالية الدولية للمستثمرين الكثري الفرص‪ ،‬وبالتحديد تكاليف املعامالت املنخفضة واملخاطر املنخفضة وسهولة‬
‫الوصول إىل رأس املال‪ ،‬وكذا القوى العاملة املؤهلة واالستقرار السياسي وإمكانات الدخل املتاحة واملتنوعة هي اخلصائص الظاهرة‬
‫األخرى للمراكز املالية‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬عمق المراكز المالية‬
‫إن قدرة املراكز املالية الدولية يف جذب األموال الالزمة لتنمية االقتصادات اجملاورة يعد مؤشرا وافرا على عمق هذه املراكز املالية‬
‫واتساعها بفضل هذه اخلاصية املميزة‪ ،‬ختلق املراكز املالية عوامل خارجية إجيابية للدول اجملاورة‪(ŞİT & KARADAĞ, .‬‬
‫)‪2018, p. 44‬‬
‫تاسعا‪ :‬زيادة الكفاءة في القطاع المالي‬
‫تساهم املراكز املالية الدولية يف زيادة الكفاءة يف القطاع املايل‪ ،‬وميكن مالحظة بعض اآلثار اإلجيابية على مؤشرات االقتصاد‬
‫الكلي‪ ،‬أي العمالة‪ ،‬وتدفقات رأس املال‪ ،‬والتأسيس السريع لألعمال التجارية‪ ،‬بالتزامن مع ذلك فإن التحرير املايل الذي حتقق‬
‫بعد تش كيل املراكز املالية الدولية ميكن أن يساعد االقتصادات يف أن تصبح أكثر شفافية وجذبا لالستثمارات الدولية‪ ،‬وهبذه‬
‫الطريقة يتم تلبية احلاجة إىل األموال الالزمة للنمو االقتصادي‪(ŞİT & KARADAĞ, 2018, pp. 44-45) .‬‬

‫عاشرا‪ :‬التداول الحر للمعلومات‬


‫ميكن للمستثمرين احلصول على معلومات حمدثة‪ ،‬مما يسهل اختاذ قراراهتم بشأن االستثمار‪ ،‬مع وجود نظام قضائي فعال‬
‫ومؤسسات رقابية من أجل محاية مصاحل املشاركني يف السوق والتشغيل السلس للسوق املالية‪ ،‬حبيث ميكن للمستثمرين‬
‫ومستخدمي اخلدمة أن يقللوا من املشاكل عند استخدام اخلدمات‪(International Financial Centre Foundation .‬‬
‫)‪part: Hong Kong as an International Financial Centre, 2014, p. 10‬‬
‫إحدى عشر‪ :‬الموقع االستراتيجي‬
‫يشري املركز املايل إىل مدينة ذات موقع اسرتاتيجي‪ ،‬ومؤسسات مالية رائدة‪ ،‬وبورصات مرموقة‪ ،‬وتركيز كثيف للمصارف العامة‬
‫واخلاصة وشركات التجارة والتأمني‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك جتهيز هذه احملاور ببنية أساسية واتصاالت وأنظمة جتارية من الدرجة‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األوىل‪ ،‬وهناك نظام قانوين وتنظيمي شفاف وسليم مدعوم بنظام سياسي مستقر‪ ،‬مثل هذه املدن هي وجهات مواتية للمحرتفني‬
‫بسبب مستويات املعيشة العالية اليت يقدموهنا جنبا إىل جنب مع فرص النمو اهلائلة‪( BAJPAI, 2019).‬‬

‫إثنى عشر‪ :‬األعمال المصرفية الخارجية‬


‫املراكز املالية الدولية ميكنها التعامل مع عمليات صرف العمالت األجنبية للشركات أو البنوك‪ ،‬دون خضوع هذه العمليات‬
‫أو الشركات أو مكاسب رأس املال أو أرباح األسهم أو ضرائب الفائدة لضوابط الصرف‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬سلبيات المراكز المالية الدولية‬


‫رغم الكثري من اإلجيابيات اليت تقدمها املراكز املالية الدولية إال أن هناك بعض العيوب وأشكال الفوضى املصاحبة هلا‪ ،‬وميكن‬
‫تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إن املركز املايل الدويل يتأثر بشكل متزايد باالضطرابات واملشاكل اليت تعاين منها احلكومات؛‬
‫ثانيا‪ :‬تعد املراكز املالية الدولية صناعة هشة قابلة لالهنيار يف وقت سريع‪ ،‬ولعل التجارب الدولية تشري إىل أن املراكز املالية هي‬
‫أكثر الصناعات عرضة للهزات‪ ،‬بسبب طبيعة العوامل املؤثرة على استقرار أسواقها؛‬
‫ثالثا‪ :‬عند تعرض املركز املايل الدويل ألي أزمة فإنه من املمكن أن تنتقل تلك األزمة إىل القطاعات األخرى يف االقتصاد خارج‬
‫املركز املايل يف الدولة وقد تنتقل إىل دول أخرى؛‬
‫رابعا‪ :‬ال يقتصر تأثر املركز املايل الدويل باألوضاع احمللية فقط وإمنا ميتد تأثره إىل األوضاع اإلقليمية والعاملية‪ ،‬حيث إن أي أزمة‬
‫سياسية أو اقتصادية أو أمنية يف دول اجلوار تلقي بظالهلا على عمل املركز؛‬
‫خامسا‪ :‬للمراكز املالية الدولية والية قضائية مستقلة وإطار قانوين منفصل عن الدولة‪ ،‬فيما يتعلق حبل املنازعات املدنية والتجارية‬
‫وهذا انتقاص من سيادة الدولة؛‬
‫سادسا‪ :‬تفتقر املراكز املالية الدولية إىل مستويات عالية من الشفافية‪ ،‬لذا يكتنف عملها درجة عالية من الغموض هبدف التهرب‬
‫من سلطة مؤسسات فرض القانون يف دول مالكي األموال؛‬
‫سابعا‪ :‬تقوم املراكز املالية الدولية على استثمارات صغرية يف األصول الثابتة‪ ،‬يقابلها استثمارات ضخمة يف رأس املال‪ ،‬غري أن‬
‫رأس املال بطبيعته متنقل‪ ،‬األمر الذي جيعل الصناعات املالية اليت تقام يف املركز املايل الدويل تفتقد إىل االستقرار؛‬
‫ثامنا‪ :‬متثل املراكز املالية الدولية مالذا للمصارف الساعية وراء األرباح والسيما املصارف اليت تواجه منافسة حملية حادة‪ ،‬وبدال‬
‫من أن تطور هذه املصارف من نفسها فإهنا تلجأ إىل البحث عن فرص ربح من خالل التعامل بودائع العملة األجنبية واملعامالت‬
‫الدولية ما جيعل االقتصاد خيسر استثمارات هذه املصارف؛‬
‫تاسعا‪ :‬تؤثر املراكز املالية على ميزان املدفوعات للدول احلاضنة نتيجة حتويل األرباح وأجور العاملني إىل اخلارج؛‬
‫عاشرا‪ :‬قد تُستخدم هذه املراكز كمعرب لتهريب رلوس األموال الوطنية والتهرب الضرييب يف البلدان األخرى‪ ،‬بسبب سعيهم‬
‫لتجنب الضرائب ووجود حرية تامة خلروج رلوس األموال وحتويالت األرباح إىل اخلارج يف هذه املناطق‪ ،‬وقد أدى ذلك إىل دفع‬
‫عاملي إلدراج املراكز املالية الدولية يف اتفاقيات تبادل املعلومات الضريبية؛‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إحدى عشر‪ :‬تشكل هذه املراكز مناطق جذب للكفاءات واخلربات بسبب ارتفاع األجور‪ ،‬األمر الذي يضر بالسوق احمللي‬
‫فيما يتعلق بالكفاءات وأصحاب اخلربة‪ ،‬وبالتايل يؤثر على املصارف واملؤسسات املالية احمللية وحيرمها من الكفاءات املدربة؛‬
‫إثنى عشر‪ :‬تتحول املؤسسات العاملة يف املراكز املالية الدولية إىل مجموعات ضغط على احلكومات الوطنية‪ ،‬من أجل احلصول‬
‫على املزيد من التسهيالت واالمتيازات ما يضر بصناع القرار؛‬
‫ثالثة عشر‪ :‬يتعرض إنشاء املراكز املالية الدولية إىل بعض املعوقات القانونية واإلجرائية اخلاصة بتحسني بيئة األعمال‪ ،‬مثل عدم‬
‫حترير سياسة البنك املركزي فيما يتعلق بعمليات إنشاء املؤسسات املالية والرقابة عليها‪ ،‬ومن مث االفتقاد إىل بيئة إجرائية تتسم‬
‫بالشفافية‪ ،‬والعدالة والسرعة والكفاءة؛ (السيد‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)4‬‬
‫أربعة عشر‪ :‬تشري األحباث احلديثة أن هذه املراكز لديها أيضا القدرة على تقويض الدميقراطية واملؤسسات‪ ،‬داخل بلدان املركز‪،‬‬
‫إذ قد حتصل الشركات على نفوذ مفرط‪ ،‬مما يتيح هلا التالعب بالتنظيم وصنع السياسات لصاحلها‪ ،‬مما يفقد ثقة الناس يف‬
‫املؤسسات الدميقراطية؛‬
‫خمسة عشر‪ :‬ميكن لنظا م السرية يف هذه املراكز أن تقلل من قدرة احلكومات على حماسبة شركاهتا احمللية عندما تستغل هذه‬
‫الشركات هياكل الشركات اليت تقدمها املراكز املالية الدولية إلخفاء ملكية الشركات والسيطرة عليها‪ ،‬هذه املشكلة حادة بشكل‬
‫خاص بالنسبة للبلدان النامية‪ ،‬اليت تكافح بالفعل لتطوير قواعدها الضريبية؛‬
‫ستة عشر‪ :‬جتذب املراكز املالية الدولية أيضا األفراد الذين يسعون إىل تبييض األموال غري املشروعة‪ ،‬مثل تلك الناجتة عن التهرب‬
‫الضرييب أو االجتار باملخدرات أو الفساد‪ ،‬وعادة ما ينجذب هؤالء األفراد من خالل إمكانية إخفاء هويتهم‪ ،‬وال تزال الشركات‬
‫واألفراد يستخدمون احلوافز واإلعفاءات الضريبية املمنوحة من احلكومات اليت تستضيف املراكز املالية الدولية كوسيلة لتجنب‬
‫الضرائب‪(Waris, 2014, p. 2) .‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهم المراكز المالية الدولية‬


‫باعتبار أن املراكز املالية الدولية أصبحت احملرك األهم لالقتصاد العاملي‪ ،‬ويرجع ذلك إىل احلجم الكبري لألموال املتداولة فيها‪،‬‬
‫وأمهية الضغط والتأثري الذي متارسه هذه املراكز يف العامل‪ ،‬لذا سيتم التعرف على أمهها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬نيويورك كمركز مالي دولي‬
‫تعترب نيويورك حاليا أهم مركز مايل دويل‪ ،‬ويرجع ذلك إىل احلجم الكبري لرلوس األموال املتداولة فيها‪ ،‬والتأثري الذي متارسه بورصة‬
‫وول سرتيت والناسداك كأهم بورصتني أو سوقني ماليني دوليني على بقية املراكز املالية الدولية يف العامل‪ ،‬ومما زاد من أمهية السوق‬
‫املايل األمريكي أيضا الوضع املتميز للدوالر يف النظام النقدي الدويل ولقد ظهرت نيويورك كمركز مايل دويل بعد احلرب العاملية الثانية‪،‬‬
‫وأهم سوقني ماليني يف موجودان يف هذا املركز مها بورصيت نيويورك (وول سرتيت) والناسداك‪.‬‬
‫‪ -1‬بورصة نيويورك‬
‫‪ -1-1‬تاريخ بورصة نيويورك‪ :‬تأسست بورصة نيويورك يف ‪ 17‬ماي ‪ 1792‬عندما وقع ‪ 24‬من السماسرة على اتفاقية باتونوود يف‬
‫وول سرتيت يف نيويورك‪ ،‬ويف ‪ ،1817‬أصبحت املنظمة رمسيا مجلس نيويورك لألوراق املالية والبورصات‪ ،‬ومت تبسيطها الحقا إىل‬
‫بورصة نيويورك‪ ،‬موقعها احلايل هو ‪ 11‬وول سرتيت‪ ،‬وتتطلب قواعد التعامل فيها أن تتم مجيع عمليات البيع والشراء باملزاد العلين‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪)Intercontinental‬‬ ‫(‪Exchange‬‬ ‫لشركة‬ ‫مملوكة‬ ‫اآلن‬ ‫وهي‬ ‫القاعة‪،‬‬ ‫يف‬ ‫ومسموع‬ ‫عال‬ ‫وبصوت‬
‫)‪(www.corporatefinanceinstitute.com, 2020‬‬

‫‪ -2-1‬رئيس مجلس اإلدارة بورصة نيويورك‪ :‬يف تارخيها البالغ ‪ً 226‬‬


‫عاما ستايسي كانينجهام هي الرئيس الـ ‪ 67‬لبورصة نيويورك‪،‬‬
‫وثاين امرأة رئيسة لبورصة نيويورك‪ ،‬إذ مت تعيينها يف ‪ 22‬مايو ‪ 2018‬رئيسا للبورصة‪(Romo, 2018) .‬‬
‫‪ -3-1‬املتدخلون يف البورصة بورصة نيويورك‪ :‬تتمثل عضوية البورصة يف املقاعد املخصصة وعددها ‪ 1366‬مقعد وهو ثابت منذ‬
‫‪ ،1953‬وتزيد قيمته حالياً عن مليون دوالر للمقعد‪ ،‬واألعضاء هم‪ :‬السماسرة الوكالء ‪ ،Commission Brokers‬مساسرة الصالة‬
‫‪ ،Floor Brokers‬جتار الصالة ‪ ،floor Traders‬املتخصصون ‪( .Specialists‬العزاوي‪ ،2020 ،‬الصفحات ‪)3-2‬‬
‫‪ -4-1‬األدوات املتداولة يف بورصة نيويورك‪ :‬يتم تداول أكثر من ‪ 3000‬ورقة مالية يف بورصة نيويورك‪(www.nyse.com, .‬‬
‫)‪2020‬‬
‫‪ -5-1‬مؤشرات بورصة نيويورك‪ :‬نظراً لوجود مجموعة واسعة من الشركات من قطاعات املدرجة يف بورصة نيويورك‪ ،‬فقد أنشأت‬
‫مجموعة من املؤشرات ملساعدة االقتصاديني ومديري الصناديق والصحفيني والتجار واملستثمرين على قياس جزء من السوق من أمهها‪:‬‬
‫أ‪ -‬مؤشر داو جونز (‪ :)Dow Jones 30‬هو مؤشر أسهم يتكون من ‪ 30‬شركة أمريكية كربى‪ ،‬مت تطوير هذا املؤشر لتتبع‬
‫أداء سوق األسهم األمريكي يف عام ‪.1896‬‬
‫ب‪ -‬مؤشر‪ :S&P 500‬يقيس قيمة أكرب ‪ 500‬شركة مدرجة يف بورصة نيويورك لألوراق املالية ويعترب أفضل ممثل عن السوق‬
‫األمريكي ككل‪ ،‬باإلضافة إىل ملؤشرات أخرى تابعة له مثل‪S&P Midcap 400 :‬و‪ S&P Small Cap 600‬و ‪S&P‬‬
‫‪Composite 1500‬‬
‫ت‪ -‬مؤشر راسل ‪ :2000‬وهو مؤشر يقيس أداء بعض الشركات الصغرية اليت يزيد عددها عن ‪ 2000‬واليت يتم سردها يف‬
‫مؤشر راسل ‪ ،3000‬تأسس عام ‪ 1984‬وهو مرتبط باألسهم املدرجة يف كل من بورصيت ناسداك ونيويورك‪.‬‬
‫‪ -6-1‬القيمة السوقية لبورصة نيويورك‪ :‬بلغت القيمة السوقية لبورصة نيويورك أكثر من ‪ 21‬تريليون دوالر‪ ،‬برتاجع كبري يف أعقاب‬
‫جائحة فريوس كورونا (كوفيد ‪ )19-‬بني فرباير ومارس ‪.2020‬‬
‫‪ -7-1‬أهم الشركات املدرجة يف بورصة نيويورك‪ :‬يوجد أكثر من ‪ 2400‬شركة من أفضل الشركات يف العامل مدرجة يف بورصة‬
‫نيويورك‪ ،‬ومن أهم الشركات العمالقة املدرجة يف بورصة نيويورك‪(www.nyse.com, 2020) :‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)01‬أهم خمسة شركات مدرجة في بورصة نيويورك حسب قيمتها السوقية‬
‫القيمة السوقية‬ ‫قطاع األعمال‬ ‫إسم الشركة‬ ‫الرقم‬
‫بليون ‪$‬‬ ‫‪551.780‬‬ ‫‪ ALIBABA GROUP HOLDING LIMITED‬متنوعة‬ ‫‪1‬‬
‫بليون ‪$‬‬ ‫‪384.900‬‬ ‫متنوعة‬ ‫‪VISA INC‬‬ ‫‪2‬‬
‫بليون ‪$‬‬ ‫‪384.643‬‬ ‫رعاية صحية‬ ‫‪JOHNSON & JOHNSON‬‬ ‫‪3‬‬
‫بليون ‪$‬‬ ‫‪365.647‬‬ ‫خدمات استهالكية‬ ‫‪WALMART INC‬‬ ‫‪4‬‬
‫بليون ‪$‬‬ ‫‪353.678‬‬ ‫خدمات مالية‬ ‫‪J P MORGAN CHASE & CO‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪Sources : NYSE Stock Exchange, Trading Information, 14 April 2020.‬‬
‫‪- https://www.nyse.com/markets/nyse-american/trading-info‬‬

‫‪ -2‬بورصة الناسداك‬
‫‪ -1-2‬تاريخ بورصة الناسداك‪ :‬تأسست بورصة الناسداك يف ‪ 8‬فيفري ‪ 1971‬مقرها مدينة نيويورك‪ ،‬ناسداك اختصار للرابطة‬
‫الوطنية لتجار األوراق املالية وعروض األسعار اآللية‪ ،‬هي ثاين أكرب بورصة يف الواليات املتحدة‪ ،‬والبورصة العاملية اإللكرتونية‬
‫‪27‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األوىل املتخصصة فقط يف إدراج الشركات القائمة على التكنولوجيا من خالل شبكة آلية من أجهزة الكمبيوتر بدالً من أرضية‬
‫التداول‪ ،‬تراقبها جلنة األوراق املالية والبورصات‪ ،‬يف ‪ 1992‬انضمت إىل البورصة الدولية يف لندن لتشكل أول وصلة بني‬
‫القارات ألسواق األوراق املالية‪ ( Kennon, 2019) ،‬ويف ‪ 2000‬أصبحت ناسداك شركة رحبية مملوكة جملموعة ‪NASDAQ‬‬
‫‪ OMX‬يف وقت الحق يف ‪ 2007‬مت دمج ‪ NASDAQ‬و‪ ،OMX‬والبورصة السويدية‪ ،‬ويف العام نفسه استحوذت‬
‫ناسداك على بورصة فيالدلفيا‪ ،‬أقدم بورصة يف أمريكا‪(www.fxcm.com, 2020) .‬‬
‫‪ -2-2‬رئيس مجلس اإلدارة لبورصة الناسداك‪ :‬أصبحت أدينا فريدمان الرئيسة التنفيذية لبورصة ناسداك يف ‪ 1‬جانفي ‪.2017‬‬
‫)‪(www.nasdaq.com, 2020‬‬
‫‪ -3-2‬املتدخلون يف بورصة الناسداك‪ :‬لدى ناسداك ما يقرب من ‪ 300‬من صناع السوق‪ ،‬إال أهنم ال يعملون يف البورصة بل‬
‫هم شركات استثمارية كبرية تشرتي وتبيع األوراق املالية من خالل شبكة إلكرتونية‪ ،‬باإلضافة إىل وسطاء التداول اإللكرتوين‪،‬‬
‫واألعضاء املشرتكني املرخصني كأفراد لدى البورصة‪.‬‬
‫‪ -4-2‬األدوات املتداولة يف بورصة الناسداك‪ :‬تقدم بورصة الناسداك أكثر من ‪ 3000‬ورقة مالية للتداول‪ ،‬لكي يتم إدراج األسهم‬
‫استنادا إىل مواردها املالية والسيولة وحوكمة الشركات‪ ،‬وجيب أن‬
‫ً‬ ‫أو األوراق املالية‪ ،‬جيب أن تستويف الشركة متطلبات معينة‬
‫تكون الشركة مسجلة لدى جلنة األوراق املالية والبورصة‪.‬‬
‫‪ -5-2‬مؤشرات بورصة الناسداك‪ :‬ظهر مؤشر ناسداك يف عام ‪ ،1971‬يعد مؤشر ناسداك ‪ 100‬أحد مؤشرات النمو الكبرية‬
‫البارزة يف العامل‪ ،‬وهو يضم ‪ 100‬من أكرب الشركات غري املالية احمللية والدولية املدرجة يف سوق ناسداك لألوراق املالية على‬
‫أساس القيمة السوقية‪ ،‬باإلضافة إىل مؤشر ناسداك املركب الذي يعكس قيمة أكرب ‪ 3200‬سهم للشركات املدرجة يف البورصة‬
‫داخل وخارج الواليات املتحدة األمريكية ‪(www.nasdaq.com, 2020).‬‬
‫‪ -6-2‬القيمة السوقية لبورصة الناسداك‪ :‬بلغت قيمتها السوقية ‪ 12.46‬تريليون دوالر مرتفعة عكس بورصة نيويورك بسبب جائحة‬
‫فريوس كورونا (كوفيد ‪.)19-‬‬
‫‪ -7-2‬أهم الشركات املدرجة يف بورصة الناسداك‪ :‬وحتتوي البورصة اآلن على حوايل ‪ 3500‬شركة متداولة فيها‪ ،‬بناءً على متطلبات‬
‫اإلدراج‪ ،‬ومن أهم الشركات العمالقة املدرجة يف بورصة الناسداك‪(www.nasdaq.com, 2020) :‬‬

‫الجدول رقم‪ :)02( :‬أهم خمسة شركات مدرجة في بورصة الناسداك حسب قيمتها السوقية‬
‫القيمة السوقية‬ ‫قطاع األعمال‬ ‫إسم الشركة‬ ‫الرقم‬
‫‪ 1,276,903,172,039‬ترليون ‪$‬‬ ‫تكنولوجيا املعلومات (صناعة نظام الربامج)‬ ‫‪Microsoft‬‬ ‫‪1‬‬
‫تكنولوجيا املعلومات (صناعة تكنولوجيا األجهزة ووحدات التخزين وملحقات) ‪ 1,174,991,399,200‬ترليون ‪$‬‬ ‫‪Apple‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 1,163,971,179,451‬ترليون ‪$‬‬ ‫أدوات تقديرية (صناعة اإلنرتنت والتسويق املباشر لألفراد)‬ ‫‪Amazon‬‬ ‫‪3‬‬
‫بليون ‪$‬‬ ‫‪837,320,643,447‬‬ ‫االتصاالت اخلدمات (صناعة وسائل اإلعالم التفاعلية واخلدمات)‬ ‫‪GOOGL‬‬ ‫‪4‬‬
‫بليون ‪$‬‬ ‫‪487,740,514,797‬‬ ‫االتصاالت اخلدمات (صناعة وسائل اإلعالم التفاعلية واخلدمات)‬ ‫‪Facebook‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪Sources: NASDAQ Stock Exchange, Company news and insights, 21 July 2020.‬‬
‫‪- https://www.nasdaq.com/news-and-insights/company-intel‬‬

‫ثانيا‪ :‬لندن كمركز مالي دولي‬


‫تعترب لندن أهم مركز مايل أورويب‪ ،‬إذ حتتل املركز الثاين بعد نيويورك يف العامل‪ ،‬ويعود هذا النشاط إىل القرن السابع عشر‪ ،‬حيث‬
‫كانت يف الواقع أكرب بورصة يف العامل حىت هناية احلرب العاملية األوىل‪ ،‬عندما احتلت بورصة نيويورك املركز األول‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬بورصة لندن‪ :‬بدأت بورصة لندن يف األصل كنشرة صحفية ألسعار السوق يف ‪ ،1698‬أما تسهيل شراء وبيع األسهم فبدأت‬
‫يف ‪ ،1801‬مما جيعلها واحدة من أقدم بورصات العاملية‪ ،‬وهي اآلن مملوكة جملموعة بورصة لندن بعد اندماجها مع البورصة اإليطالية‬
‫يف ‪ ،2007‬ويقع مقرها الرئيسي يف ميدان (‪ )Paternoster‬يف لندن‪ ،‬بريطانيا‪(www.admiralmarkets.com, 2020) .‬‬
‫‪ -2‬رئيس مجلس اإلدارة لبورصة لندن‪ :‬استلم رئاسة مجلس اإلدارة روبريت دون (‪ )Don Robert‬ابتداء من ‪ 14‬ديسمرب‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ -3‬المتدخلون في بورصة لندن‪ :‬تتميز بورصة لندن عن باقي البورصات بنظام خاص متعلق بوسائل وطرق تنفيذ العمليات‪،‬‬
‫فهو ليس سوق للمزاد العلين كبقية األسواق املالية الدولية‪ ،‬بل بوجود واجلوبرز هم مجموعة من األعضاء يف سوق لندن املايل‪ ،‬حيث‬
‫يقومون بوظيفة "صانعي األسواق"‪ ،‬ويبلغ عددهم ثالثة عشر(‪ )13‬تاجراً يتعاملون مع مساسرة األوراق املالية‪.‬‬
‫‪ -4‬األدوات المتداولة في بورصة لندن‪ :‬توفر بورصة لندن باعتبارها من أكرب البورصات يف العامل مجيع أنواع املنتجات للمتداولني‬
‫والوسطاء‪ ،‬مثل األسهم والسندات وصناديق االستثمار املتداولة واملذكرات املغطاة والضمانات وما إىل ذلك‪،‬‬
‫)‪ (www.yourdictionary.com, s.d.‬إال أهنا تعترب مركزا عاملي لسوق السندات‪ ،‬كما أنه أحد املراكز العاملية إلدراج سندات‬
‫اليورو‪ ،‬حيث يتم تداول أكثر من ‪ ٪75‬من مجيع سندات اليورو يف بورصة لندن‪.‬‬
‫‪ -5‬مؤشرات بورصة لندن‪ :‬مؤشر فوتسي (‪ )FTSE‬تشري (‪ )FTSE‬إىل (‪ )Financial Times Stock Exchange‬وتوفر‬
‫حملللي السوق واملستثمرين مقياسا لرصد سوق األسهم بشكل عام على وجه التحديد مقياسا موثوقا به ملراقبة األداء العام يف السوق‬
‫ومقارنته بالعائدات على حمافظ األسهم اخلاصة هبم‪ ،‬وتندرج حتت مؤشر (‪ )FTSE‬ما يلي‪ :‬مؤشر فوتسي ‪،)FTSE 100( 100‬‬
‫مؤشر فوتسي ‪ ،)250 FTSE( 250‬مؤشر فوتسي‪ ،( FTSE 350) 350‬مؤشر فوتسي (‪ ،)Small Cap‬مؤشر فوتسي‬
‫(‪(corporatefinanceinstitute.com, 2020).)Fledging‬‬
‫‪ -6‬القيمة السوقية لبورصة لندن‪ :‬بلغت القيمة السوقية لبورصة نيويورك لألوراق املالية أكثر من ‪ 3.62‬تريليون دوالر‪ ،‬برتاجع‬
‫بسبب جائحة فريوس كورونا (كوفيد ‪(www.londonstockexchange.com, 2020) ،2020 )19-‬‬
‫‪ -7‬أهم الشركات المدرجة في بورصة لندن‪ :‬اعتبارا من يوليو ‪ ،2020‬بلغ عدد الشركات املتداولة يف بورصة لندن ‪ 1991‬شركة‪،‬‬
‫من أكثر من ستني دولة‪( Cherowbrier, 2020) ،‬ومن أهم هاته الشركات‪:‬‬
‫الجدول رقم‪ :)03( :‬أهم خمسة شركات مدرجة في بورصة لندن حسب قيمتها السوقية‬
‫القيمة السوقية‬ ‫قطاع األعمال‬ ‫إسم الشركة‬ ‫الرقم‬
‫‪ 176,31‬بليون جنيه إسرتليين‬ ‫إنتاج الطاقة‬ ‫)‪ROYAL DUTCH SHELL PLC (UK‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 158,41‬بليون جنيه إسرتليين‬ ‫‪ TOYOTA MOTOR CORPORATION‬السلع املعمرة‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 138,86‬بليون جنيه إسرتليين‬ ‫صناعة الطائرات‬ ‫)‪BOEING CO (US‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ 120,23‬بليون جنيه إسرتليين‬ ‫اخلدمات املالية واملصرفية‬ ‫)‪HSBC HOLDINGS PLC (UK‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ 108,35‬بليون جنيه إسرتليين‬ ‫إنتاج الطاقة‬ ‫)‪TOTAL SE (France‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪Sources: London Stock Exchange, Issuer list archive 2020, 20 August 2020.‬‬
‫‪- https://www.londonstockexchange.com/reports?tab=issuers&fbclid=IwAR0tVtBdBSspenFx_IjhW6K9y‬‬
‫‪N4G_pVXG4g6_WV1qDGsyi6JYPDGtNcHQrU‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬آسيا كمركز مالي دولي‬


‫حيتل املركز املايل اآلسيوي املركز الثاين بعد أمريكا‪ ،‬وأهم سوقني ماليني يف موجودان فيها مها بورصيت طوكيو وهونكونغ‪.‬‬
‫‪ -1‬بورصة هونكونغ‬
‫‪ -1-1‬تاريخ بورصة هونكونغ‪ :‬تعد بورصة هونج كونج سادس أكرب بورصة يف العامل من حيث القيمة السوقية‪ ،‬ويعود تارخيها‬
‫إىل ‪ ،1866‬لكن أول سوق رمسي لألسهم قبل بورصة هونج كونج كان يسمى مجعية مساسرة األوراق املالية الذي تأسس عام‬
‫‪ ،1891‬وأعيدت تسميته إىل بورصة هونج كونج عام ‪ ،1914‬ويف ‪ 1986‬اندمجت بورصة هونج كونج مع ثالث بورصات أخرى‪:‬‬
‫(‪ ،)Far East Exchange Ltd‬وبورصة (‪ )Kam Ngan‬لألوراق املالية احملدودة‪ ،‬وبورصة كولون احملدودة‪ ،‬ويف عام ‪ 2000‬مت‬
‫دمج بورصة هونج كونج للعقود اآلجلة احملدودة وشركة هونج كونج لتداول األوراق املالية احملدودة وأصبحت الشركة القابضة لـ‬
‫(‪(www.fxcm.com, 2020) .)HKSE‬‬
‫‪ -2-1‬رئيس مجلس اإلدارة‪ :‬هي لورا ماي لونج تشا‪ ،‬مت تعيينها رئيسة جمللس اإلدارة منذ ‪ 4‬مايو ‪.2018‬‬
‫‪ -3-1‬املتعاملون يف بورصة هونكونغ‪ :‬يتم التعامل يف بورصة هونكونغ عرب مسسار لألسهم‪ ،‬أو عرب فتح حساب وساطة أو‬
‫وكيل‪ ،‬أو من خالل وكالء األسهم‪ ،‬فتح حساب وساطة يف مؤسسة مسسرة داخل بلدك‪(Hawk, 2019, p. 1) .‬‬
‫‪ -4-1‬األدوات املتداولة يف بورصة هونكونغ‪ :‬يتم تداول مجموعة من األدوات املالية‪ ،‬مبا يف ذلك األسهم والسندات وصناديق‬
‫االستثمار املشرتكة والصناديق املتداولة يف البورصة والضمانات واألوراق املالية األخرى املرتبطة باألسهم‪(sebkuhnert, 2018, .‬‬
‫)‪p. 1‬‬
‫‪ -5-1‬مؤشرات بورصة هونكونغ‪ :‬مؤشر هانغ سنغ (‪ )Hang Seng‬هو املؤشر الرئيسي الذي يتتبع األسهم الرئيسية املتداولة‬
‫يف البورصة وهو واحد من أكثر مؤشرات األسهم متابعة على نطاق واسع يف العامل‪ ،‬ويتكون من ‪ 50‬من أكرب الشركات وأكثرها‬
‫سيولة املدرجة يف بورصة هونغ كونغ‪ ،‬وميثل هذا أكثر من نصف القيمة السوقية اإلمجالية‪ ،‬مت تصميم املؤشر حملاكاة األداء العام‬
‫لسوق األسهم‪.‬‬
‫‪ -6-1‬القيمة السوقية لبورصة هونكونغ‪ :‬بلغت قيمتها السوقية ‪ 4.63‬تريليون دوالر مرتفعة بسبب جائحة فريوس كورونا‬
‫(كوفيد ‪(www.tradinghours.com, 2020) ،)19-‬‬
‫‪ -7-1‬أهم الشركات املدرجة يف بورصة هونكونغ‪ :‬بلغت الشركات املدرجة يف بورصة هونكونغ ‪ 2118‬شركة‪ ،‬وأكرب الشركات‬
‫على أساس القيمة السوقية بدوالر هونج كونج هي‪(www.fxcm.com, 2020) :‬‬

‫الجدول رقم‪ :)04( :‬أهم خمسة شركات مدرجة في بورصة هونكونغ حسب قيمتها السوقية‬
‫القيمة السوقية‬ ‫قطاع األعمال‬ ‫إسم الشركة‬ ‫الرقم‬
‫البنية التحتية التكنولوجية والوصول التسويقي ‪ 5,408.36‬بليون دوالر هونكونغ‬ ‫‪Alibaba Group Holding‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 4,906.02‬بليون دوالر هونكونغ‬ ‫متخصصة يف مجال اإلنرتنت واأللعاب‬ ‫‪Tencent Holdings‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 3,831.40‬بليون دوالر هونكونغ‬ ‫تكنولوجيا املعلومات (صناعة نظام الربامج)‬ ‫‪Microsoft‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ 1,413.65‬بليون دوالر هونكونغ‬ ‫‪ Construction Bank China‬اخلدمات املالية واملصرفية‬ ‫‪4‬‬
‫‪ 1,381.46‬بليون دوالر هونكونغ‬ ‫منصة للتجارة اإللكرتونية‬ ‫‪Meituan Dianping‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪Sources: hkex Stock Exchange, LIST OF SECURITIES, 20 August 2020.‬‬
‫‪- https://www.hkex.com.hk/Market-Data/Securities-Prices/Equities?sc_lang=en&sort=0‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬بورصة طوكيو‬
‫‪ -1-2‬تاريخ بورصة طوكيو‪ :‬هي السوق الرئيسية يف اليابان تقع يف طوكيو‪ ،‬ومن أكرب البورصات يف العامل مت افتتاحها يف ‪1878‬‬
‫لتوفري سوق لتداول السندات احلكومية وعمالت الذهب والفضة يف البداية‪ ،‬ولكن مع منو وحتديث اقتصاد اليابان أصبح تداول‬
‫األسهم هو الغالب‪ ،‬مت إغالق بورصة طوكيو مع مجيع البورصات اليابانية األخرى من عام ‪ 1945‬إىل ‪ ،1949‬وأعيد فتحها بعد‬
‫احلرب وأصبحت أكثر أمهية‪ ،‬واستحوذت بعد ذلك على أكثر من ‪ 90‬يف املائة من مجيع معامالت األوراق املالية يف اليابان مع‬
‫النمو اهلائل لالقتصاد الياباين‪ ،‬يف عام ‪ 2001‬أصبحت شركة متداولة يف البورصة‪ ،‬شركة طوكيو لألوراق املالية‪.‬‬
‫)‪(www.britannica.com, 2020‬‬
‫‪(www.icgn.org, 2020) .2015‬‬ ‫‪ -2-2‬رئيس مجلس إدارة بورصة طوكيو‪ :‬هو مياهارا كيوشريو وذلك منذ جوان‬
‫‪ -3-2‬املتدخلون يف بورصة طوكيو‪ :‬العضوية يف البورصة حمددة بشروط تسمح للحامل بإجراء املعامالت على ممتلكاته أو نيابة‬
‫عن العميل‪ ،‬وأهم املشاركني يف البورصة‪ ،‬الشركات اليت جتري عمليات على نفقتها اخلاصة أو لصاحل العميل أي أعضاء عاديون‪،‬‬
‫الشركات الوسيطة بني األعضاء العاديني (‪ ،)Sitori‬شركات تربط أسواق األسهم وتنفذ عمليات خاصة أي مشاركون خاصون‪،‬‬
‫شركات األوراق املالية غري املصرفية (املرتبطة بالبنوك)‪(www.japanvisitor.com, 2020) .‬‬
‫‪ -4-2‬األدوات املتداولة يف بورصة طوكيو‪ :‬يتم فيها تداول األدوات املالية التالية‪ :‬أسهم الشركات‪ ،‬مؤشرات األسهم‪ ،‬صناديق‬
‫االستثمار املتداولة‪ ،‬األوراق النقدية املتداولة يف البورصة‪ ،‬مؤشرات صندوق االستثمار العقاري‪(www.investopedia.com, .‬‬
‫)‪2020, p. 1‬‬
‫‪ -5-2‬مؤشرات بورصة طوكيو‪ :‬مؤشراهتا الرئيسية هي‪ :‬مؤشر ‪( TOPIX‬سعر سهم طوكيو ‪ ،)IndeX‬الذي يتتبع شركات‬
‫القسم األول يف بورصة طوكيو‪ ،‬مؤشر ‪ Nikkei 225‬وهو مؤشر األسهم القياسي للـبورصة والذي يضم ‪ 225‬شركة مت اختيارها‪.‬‬
‫)‪(www.japanvisitor.com, 2020‬‬
‫‪ -6-2‬القيمة السوقية لبورصة طوكيو‪ :‬بلغت قيمتها السوقية ‪ 5.67‬تريليون دوالر أمريكي مرتاجعة بسبب جائحة فريوس كورونا‪.‬‬
‫‪(www.investopedia.com,‬‬ ‫‪ -7-2‬أهم الشركات املدرجة يف بورصة طوكيو‪ :‬لدى بورصة طوكيو ‪ 3700‬شركة مدرجة‪،‬‬
‫)‪ 2020‬وأكرب الشركات على أساس القيمة السوقية هي‪:‬‬
‫الجدول رقم‪ :)05( :‬أهم خمسة شركات مدرجة في بورصة طوكيو حسب قيمتها السوقية‬

‫القيمة السوقية‬ ‫قطاع األعمال‬ ‫الرقم إسم الشركة‬


‫‪ 20.077,8‬بليون ‪$‬‬ ‫السلع املعمرة‬ ‫‪Toyota Motors Corporation‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 12.313,5‬بليون ‪$‬‬ ‫االتصاالت‬ ‫‪SoftBank Group Corporation‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 11.175,7‬بليون ‪$‬‬ ‫التكنولوجيا اإللكرتونية‬ ‫‪Keyence Corporation‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ 10.841,4‬بليون ‪$‬‬ ‫السلع املعمرة‬ ‫‪Sony Corporation‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ 10.086,2‬بليون ‪$‬‬ ‫االتصاالت‬ ‫‪NTT Docomo, Inc‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪Sources: Trading View Largest companies by Market cap (Japanese Stock Market), 28 July 2020.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪https://www.tradingview.com/markets/stocks-japan/market-movers-large-cap/‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار النظري للمراكز المالية الدولية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬

‫من خالل كل ما مت التطرق إليه يف هذا الفصل مت التوصل إىل أن املراكز املالية الدولية على اختالفها أصبحت املتحكم الرئيسي‬
‫يف االقتصاد العاملي كوهنا الفاعل احملوري يف قرارات تبادل األموال عامليا نظرا ملا تضمه هذه األماكن من البنوك التجارية واالستثمارية‪،‬‬
‫وشركات السمسرة‪ ،‬وشركات إدارة األموال‪ ،‬وشركات التأمني وشركات األسهم اخلاصة‪ ،‬وصناديق التحوط‪ ،‬واألسواق املالية بسبب العوملة‬
‫املالية‪ ،‬وتطور تكنولوجيات االتصال واملعلومات‪.‬‬

‫هذا جعل من هذه املراكز وسيلة هامة لتعبئة املوارد واملدخرات الالزمة للتمويل العاملي‪ ،‬أي غري حمصور بأي صفة كانت وطنية‬
‫إقليمية أو دولية‪ ،‬من خالل اجملال الواسع الذي تتم فيه مبادلة وتداول األصول املالية والنقدية ذات البعد الدويل سواء كانت طويلة‬
‫األجل كاألسهم والسندات الدولية ومشتقاهتا‪ ،‬أو قصرية األجل كاألوراق التجارية وقروض اليورو دوالر وأسواق العمالت األجنبية‪،‬‬
‫وخمتلف األدوات املالية النقدية الدولية األخرى‪.‬‬

‫بسبب هذه اإلمكانيات توفرها املراكز املالية الدولية دون احلاجة إىل التواجد الفعلي أو حتمل تكاليف ضخمة إلجناز الصفقات‬
‫املختلفة‪ ،‬األمر الذي جعل منها املصدر األكرب يف العامل من حيث حجم التداول واستقطاهبا لرلوس األموال وحلقة الوصل األهم‬
‫واألقوى اليت تؤدي وظيفة توظيف وختصيص وحتويل املوارد املالية عامليا‪.‬‬

‫كل ما سبق جعل دول العامل تتسابق إىل احلفاظ على صدارهتا وحتسينها مقابل املراكز املالية املنافسة كنيويورك ولندن أو‬
‫السعي إىل الصدارة من خالل توسعها وتقوية مكانتها كاليورو نكست‪ ،‬كهونغ كونغ‪ ،‬طوكيو‪ ،‬وسنغافورة أو حماولة خلق مراكز مالية‬
‫دولية جديدة‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز‬
‫المالية الدولية في هذه التحويالت‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تمهي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد‪:‬‬
‫تسعى معظم دول العامل إىل استقطاب األموال األجنبية وتشجيع تدفق االستثمارات إىل أراضيها خاصة يف ظل االنفتاح املايل‬
‫واالقتصادي الذي يشهده العامل اليوم‪ ،‬أين سامهت التحويالت املالية الدولية بصورة كبرية يف انتقال هذه األموال عن طريق املراكز املالية‬
‫الدولية املنتشرة‪ ،‬واليت أصبحت هي احملرك الرئيسي لالقتصاد العاملي‪.‬‬

‫ونظرا لألمهية الكبرية واملتزايدة للمراكز املالية الدولية‪ ،‬أصبح من الضروري معرفة الدور الذي تلعبه هذه األخرية يف حتويالت‬
‫األموال عامليا‪ ،‬وملا ختلفه هذه التحويالت من آثار وانعكاسات إجيابية كانت أو سلبية قد تصل إىل حد زعزعة الكيانات االقتصادية‬
‫للدول‪ ،‬ملا قد تسببه من أزمات اقتصادية متتد تداعياهتا لسنوات طويلة ويف بلدان كثرية‪.‬‬

‫كما جتدر اإلشارة إىل أنه رغم الدور اإلجيايب الذي تلعبه املراكز املالية الدولية يف التمويل العاملي‪ ،‬إال أنه قد تكون هلا ممارسات‬
‫سلبية عند القيام بتحويل األموال عامليا من خالهلا‪ ،‬وهذه املمارسات تتمثل باستخدام هذه التحويالت كطريقة لتبييض األموال عن‬
‫طريقها‪ ،‬أين أصبح من السهل انتقال األموال الذي حيمل يف طياته تنامي ظاهرة تبييض األموال‪ ،‬األمر الذي يستوجب البحث يف هذا‬
‫اجلانب الغامض من دور هذه املراكز‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم تحويل األموال عالميا وآثار هذه التحويالت‬


‫أصبحت حتركات أو حتويالت األموال أداة لقيادة االقتصاد العاملي نتيجة زيادة رلوس األموال باملقارنة حبجم التجارة العاملية‪،‬‬
‫حيث تعددت أشكال وتصنيفات هذه التحويالت‪ ،‬من حتويالت طويلة األجل‪ ،‬وأخرى قصرية األجل باإلضافة اىل أشكال أخرى من‬
‫التحويالت‪ ،‬وشهدت أيضا تطورا كبريا وبوترية متسارعة جدا والسبب يف ذلك يعود اىل التطورات الكبرية يف قطاع تكنولوجيا املعلومات‬
‫ومنو الشركات متعددة اجلنسيات‪ ،‬باإلضافة اىل أن العديد من البلدان أصبحت تدرك أمهية رأس املال األجنيب وفائدته للدول اليت يستقر‬
‫فيها وفق ضوابط حمددة ال تعد وال حتصى‪ ،‬إال أنه ال ميكننا أن نتغاضى اآلثار االقتصادية النامجة عن هذه التحويالت إجيابية كانت أو‬
‫سلبية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تطور حركة األموال عالميا‬


‫إن التطور األهم يف حركة األموال عامليا‪ ،‬جاء يف الثمانينات من القرن املاضي بعد جلوء الدول الصناعية الرئيسية إىل حترير التحكم‬
‫يف رأس املال‪ ،‬مع االجتاه املتزايد احو تعومي العمالت‪ ،‬وزيادة توقعات العائدات من تدفق رأس املال واخنفاض املخاطر املرتبطة به‪،‬‬
‫وينصرف االستثمار األجنيب غري املباشر كمفهوم لتحويالت األموال بكل أشكاهلا‪ ،‬حيث شهدت التدفقات املالية عرب احلدود منوا‬
‫سريعا‪ ،‬نتيجة لـ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬صعود الرأسمالية المالية‬
‫مل يكن للتحويالت املالية أن تنمو وتتسارع دون أن تتزامن مع تنامي الرأمسالية املالية‪ ،‬وذلك من خالل منو وتطور صناعة‬
‫اخلدمات املالية برتكيبتها اهليكلية املصرفية وغري املصرفية‪ ،‬كالبنوك التجارية‪ ،‬وشركات التأمني وإعادة التأمني‪ ،‬وصناديق‬
‫االستثمار‪ ،...،‬إذ أصبحت الرأمسالية ذات طابع ريعي صرف‪ ،‬ويتجلى ذلك من خالل توظيفها لرلوس األموال الستثمارها‪،‬‬
‫كما حتقق ريعا يف األوراق املالية أكثر من أن حتقق األرباح يف املشاريع اإلنتاجية‪ ،‬وهو ما يعكس أن حركة رأس املال يف األسواق‬
‫العاملية مل تعد مرتبطة حبركة التجارة العاملية‪ ،‬بل أصبح هلا كياهنا وآلياهتا وأدورهتا اخلاصة هبا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ظهور فائض نسبي كبير في رؤوس األموال‬
‫يف ضوء عوملة األسواق املالية عكس النمو اهلائل يف حركة رلوس األموال الدولية وجود حجم كبري من املدخرات والفوائض‬
‫اليت مل تستوعبها األسواق احمللية مما دفع هبا للبحث عن فرص استثمارية خارجية باحثة عن ربح أكرب‪ ،‬وهذا ما يعكس الزيادة‬
‫املطردة يف حركة رلوس األموال اجتاه معدالت الربح احو االرتفاع‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التقدم التكنولوجي والتقني‬
‫ساعد التقدم التقين خاصة يف مجال االتصاالت على جتاوز عقبة حواجز الزمان واملكان بني األسواق املالية املختلفة‪ ،‬واخنفضت‬
‫تكلفة االتصاالت واملعامالت مما أثر على الزيادة يف سرعة حترك رلوس األموال من سوق إىل أخرى‪ ،‬فمن خالل شبكة‬
‫االتصاالت احلديثة أصبح من اليسر معرفة آخر أخبار حركة األسعار يف خمتلف األسواق املالية الدولية واملقارنة بينها من أجل‬
‫اختاذ القرارات االستثمارية املناسبة يف أقل وقت ممكن‪ ،‬وهذا أدى إىل تسارع وترية تطور حتويالت األموال على املستوى العاملي‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫رابعا‪ :‬تأثير التحرير المالي المحلي والدولي‬


‫لقد أثرت عمليات التحرير املايل الداخلي والدويل على زيادة حركة األموال من سوق إىل آخر ومن دولة إىل أخرى‪ ،‬فاالنفتاح‬
‫يف األسواق املالية الدولية واالجتاه احو التكامل املايل واالندماج ومتويل املشروعات الكربى عن طريق خمتلف املؤسسات‬
‫االستثمارية واملصارف واملؤسسات املالية املتواجدة على مستوى املراكز املالية الدولية‪ ،‬زاد من حجم التحويالت املالية الدولية‬
‫بصورة هائلة دون حدود أو موانع‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬ظهور االبتكارات المالية‬
‫ارتبط تطور حركة األموال بظهور عدد من األدوات املالية احلديثة اليت جذبت العديد من املستثمرين‪ ،‬فإىل جانب األدوات‬
‫املالية التقليدية املتداولة يف األسواق املالية‪ ،‬فقد ظهرت أنواع جديدة من األدوات املالية اليت أطلق عليها تسمية " املشتقات‬
‫املالية"‪ ،‬واليت تتيح للمستثمرين عدة امتيازات منها‪ :‬تنويع حمافظهم االستثمارية‪ ،‬التغطية ضد خمتلف املخاطر املالية‪ ،‬املضاربة‪...‬‬
‫فربزت عقود االختيار مبختلف أشكاهلا وأنواعها‪ ،‬والعقود املستقبلية‪ ،‬وعقود املبادالت‪( ....‬برودي و بلعريب‪ ،‬الصفحات ‪-4‬‬
‫‪)6-5‬‬
‫سادسا‪ :‬نمو سوق السندات‬
‫يعود تسارع منو حتويالت األموال إىل النمو الكبري يف إصدار السندات وتداوهلا‪ ،‬وخاصة السندات احلكومية‪ ،‬كما يعود النمو‬
‫اهلائل يف سوق السندات العاملية إىل مجموعة من العوامل نذكر منها‪:‬‬
‫‪ .1‬مكافحة التضخم وحتقيق االستقرار االقتصادي يف كثري من الدول مما جعل سعر الفائدة احلقيقي موجبا؛‬
‫‪ .2‬السماح لغري املقيمني بالتعامل يف أسواق األوراق املالية احمللية؛‬
‫‪ .3‬استمرارية عجز املوازنات العامة ومتويل هذا العجز من خالل إصدار السندات احلكومية؛‬
‫‪ .4‬تفضيل مؤسسات التمويل عن طريق إصدار السندات بدال من األسهم ألسباب ضريبية من جهة وإلمكانية السيطرة على‬
‫اإلدارة من جهة أخرى؛‬
‫‪ .5‬التزام البنوك مبقررات بازل مما حد من قدرهتا على متويل االستثمارات الثابتة للقطاع اخلاص مما دفعها للجوء إىل سوق‬
‫السندات؛‬
‫‪ .6‬تنوع السندات وبالتايل تلبيتها حلاجات خمتلف املقرتضني واملستثمرين‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬إعادة هيكلة صناعة الخدمات المالية‬
‫إن تزايد وترية حركة األموال عامليا أدى إىل حدوث تغريات كبرية على صناعة اخلدمات املصرفية وإعادة هيكلتها‪ ،‬فقد توسعت‬
‫دائرة أعمال البنوك حمليا ودوليا وخاصة بعد موجات التحرير املايل اليت شهدهتا‪ ،‬حيث اجتهت املؤسسات املالية إىل أداء خدمات‬
‫مصرفية ومالية مل تكن تقوم هبا من قبل مما أدى إىل تنوع مصادر أموال البنوك وتنوع طرق استخدامها‪ ،‬كما مت تسجيل دخول‬
‫مؤسسات مالية غري مصرفية مجال صناعة اخلدمات التمويلية مثل شركات التأمني‪ ،‬وصناديق التقاعد‪ ،‬وصناديق االستثمار‪،...‬‬
‫باإلضافة إىل انتشار عمليات الشراء واالندماج بني املؤسسات املالية‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثامنا‪ :‬الخوصصة‬
‫لقد كان لعملية خوصصة شركات ومؤسسات القطاع العام دورا مهما يف توسيع حركة األموال عامليا‪ ،‬وخاصة مع تزايد إجراءات‬
‫التحرير املايل احمللي والدويل‪ ،‬ففي الدول اليت تبنت برامج اخلوصصة خاصة يف الدول النامية اليت تسارعت فيها عمليات وبرامج‬
‫اخلصخصة أتاح للمستثمرين األجانب إمكانية االستثمار وبالتايل زيادة حتويالت األموال لالستثمار يف هذه الدول‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬تطبيق االتفاق العام لتحرير تجارة الخدمات المالية الجات (‪)GATT‬‬
‫أدت مفاوضات ما بعد جولة أورغواي لتكريس املزيد من التحرير يف قطاعي التأمني والبنوك‪ ،‬وتعزيز التعهدات بالوجود التجاري‬
‫ملوردي اخلدمات األجانب‪ ،‬وقد كان ختفيف القيود مركزا على‪:‬‬
‫‪ .1‬توسيع العمليات القائمة يف جتارة اخلدمات املالية؛‬
‫‪ .2‬تعديل الشكل القانوين للوجود التجاري؛‬
‫‪ .3‬التعديل التشريعي مللكية األجانب ملؤسسات مالية حملية‪.‬‬
‫وتأيت اخلدمات املالية‪ ،‬مبا فيها خدمات التأمني والبنوك لينطبق عليها تعهدات حترير األسواق حسب االتفاق امللحق للخدمات‬
‫املالية والذي يلزم الدول املوقعة على االتفاق مبا يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬إزالة االحتكارات يف قطاع اخلدمات املالية بشكل تدرجيي؛‬
‫‪ .2‬عدم وضع قيود على نقل املعلومات؛‬
‫‪ .3‬املعاملة الوطنية للوسطاء املاليني األجانب املتواجدين داخل الدولة؛‬
‫‪ .4‬حرية وصول موردي اخلدمات املالية األجانب للمنتجات املالية اجلديدة يف حال وجودها؛‬
‫‪ .5‬عدم إمكانية الرتاجع عن التزام مت تقدميه " قاعدة التواجد التجاري"‪( .‬برودي و بلعريب‪ ،‬الصفحات ‪)6-5-4‬‬
‫كل مرحلة من مراحل التطور اليت مرت هبا حركة األموال عامليا جعلتها تصل إىل ماهي عليه اآلن وبلورت مفهوما حلركة حتويل‬
‫األموال أال وهو‪ ":‬أن حتويالت األموال أو حركة األموال عامليا هي آلية يتم من خالهلا حتويل األموال مبختلف أشكاهلا قصرية‪،‬‬
‫متوسطة‪ ،‬أو طويلة األجل باإلضافة إىل أشكال أخرى من التحويالت‪ ،‬بني دول العامل املختلفة ويعين شراء وبيع األدوات املالية‬
‫املتداولة يف األسواق املالية الدولية ككل‪ ،‬وجتدر اإلشارة أن حتويالت األموال ماهي إال جتسيد لالستثمار األجنيب غري املباشر‬
‫ويدعى هذا النوع من االستثمارات بعدة تسميات‪ ،‬حيث يطلق عليه" االستثمار الدويل يف األوراق املالية"‪ ،‬ويدعى أيضا "االستثمار‬
‫األجنيب احملفظي" وهو املفهوم األقرب من التسمية باللغة اإلجنليزية ومن جهة أخرى ألهنا مشتقة من االستثمار األجنيب يف احملافظ‬
‫االستثمارية"‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العوامل الدافعة لحركة األموال عالميا‬


‫تتمثل العوامل الدافعة حلركة األموال عامليا يف عوامل خارجية متمثلة يف عوامل الدفع‪ ،‬وعوامل داخلية متمثلة يف عوامل اجلذب‪.‬‬
‫أوال‪ :‬العوامل الخارجية (عوامل الدفع)‬
‫ويقصد هبا العوامل اخلارجية اليت حتدثت يف البيئة االقتصادية العاملية‪ ،‬وهي خارجة عن سيطرة الدولة املضيفة ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬االستفادة من مزايا التنويع الدولي‪ :‬من املعلوم أنه كلما زاد حجم حمفظة األوراق املالية (درجة التنويع فيها) أدى ذلك إىل‬
‫اخنفاض املخاطرة الكلية‪ ،‬من هنا تظهر أمهية مفهوم جديد هو التنويع الدويل‪ ،‬الذي غالبا ما يتحكم من خالله املستثمر‬
‫األجنيب يف املخاطر السوقية عن طريق تضمني احملفظة االستثمارية اخلاصة به ألصول مالية ملنشآت متارس نشاطها يف دول‬
‫خمتلفة‪( .‬عبد العال‪ ،2013 ،‬الصفحات ‪)84-83‬‬
‫‪ -2‬التغيرات النسبية في سعر الفائدة‪ :‬مبعىن أن ارتفاع سعر الفائدة قصري األجل حمليا‪ ،‬سوف يؤدي إىل حركتها من اخلارج إىل‬
‫داخل االقتصاد القومي قيد البحث والعكس بالعكس يف حال اخنفاض سعر الفائدة قصرية األجل مقارنة بالعامل اخلارجي‬
‫فسوف يدفع باألموال قصرية األجل من الداخل إىل خارج االقتصاد الوطين‪.‬‬
‫‪ -3‬التوقعات في أسعار الصرف‪ :‬تلعب هي األخرى دورا هاما يف إطالق حركات األموال قصرية األجل بني دول العامل املختلفة‬
‫فاملخاطر النامجة عن تغري أسعار الصرف قد متنع األفراد ا وتدفعهم اىل حتويل استثماراهتم بني دولة وأخرى‪ ،‬بالرغم من‬
‫االختالفات النسبية يف أسعار الفائدة‪.‬‬
‫‪ -4‬حالة االستقرار السياسي للدول‪ :‬فعدم توافر القدر الكايف من االستقرار املايل قد يؤدي إىل انطالق هذه احلركات إىل خارج‬
‫الدولة ما والعكس صحيح إذا توافر االستقرار السياسي داخل دولة ما فإنه يكون عامال مشجعا الجتذاب رلوس األموال‬
‫قصرية األجل إىل داخل السوق املايل هلذه الدولة حبثا عن األمان واالستقرار ويطلق على حتركات األموال قصرية األجل من‬
‫هذا النوع "رلوس األموال الساخنة"‪( .‬املرزوك‪ ،‬الصفحات ‪)3-2‬‬
‫‪ -5‬االتجاه المتزايد نحو تبني ما يعرف بالتحرر المالي‪ :‬الذي نتج عنه تغيري يف البيئة التنظيمية لألسواق املالية بصفة عامة‬
‫وأسواق األوراق املالية بصفة خاصة‪ ،‬حيث عمدت الكثري من الدول إىل حماولة ربط ودمج أسواق األوراق املالية بعضها‬
‫ببعض‪ ،‬وقد ساعد يف ذلك الثورة التكنولوجية اهلائلة لالتصال السريع‪ ،‬واجتاه بعض الدول املتقدمة إىل ختفيف بعض القيود‬
‫املفروضة على األوراق املالية اليت تصدرها الدول النامية ومشروعاهتا يف أسواق هذه الدول‪.‬‬
‫‪ -6‬الدورات االقتصادية‪ :‬الدورات االقتصادية اليت حتدث يف الدول املتقدمة واليت ترتافق يف بعض احلاالت مع حدوث اخنفاض‬
‫يف معدالت الفائدة القصرية واملتوسطة والطويلة األجل‪ ،‬ما يدفع املستثمرين يف تلك الدول إىل البحث عن فرص بديلة ذات‬
‫عوائد مرتفعة لتوظيف أمواهلم‪ ،‬إذ أنه عندما تكون معدالت الفائدة أو معدالت العوائد على األوراق املالية األجنبية أكثر منها‬
‫يف األوراق املالية احمللية للمستثمر‪ ،‬فإن ذلك سيدفع هذا األخري إىل توجيه أمواله لالستثمار يف املوجودات املالية للدول‬
‫األجنبية‪ ،‬فمن الناحية التجريبية الكثري من العلماء أمثال "‪ "Calvo‬سنة ‪ 1993‬و"‪ "Fernandez-Aras‬سنة ‪1994‬‬
‫فسروا الزيادة يف تدفقات رأس املال للدول النامية يف التسعينيات إىل اخنفاض سعر الفائدة يف الواليات املتحدة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -7‬االتجاه نحو االستثمار في األسواق العالمية‪ :‬إن االجتاه احو االستثمار يف األسواق العاملية أحد أهم االجتاهات احلديثة يف‬
‫مجال االستثمار‪ ،‬فقد ظهرت فرص االستثمار يف أسواق مالية تقع يف دول خمتلفة ومل يعد املستثمر حمصورا يف السوق احمللي‬
‫فقط‪ ،‬إذ شهدت أسواق املال األجنبية منوا سريعا أتاح للمستثمرين فرصة زيادة العائد وتقليل املخاطر من خالل االستثمار‬
‫الدويل‪( .‬ساحل و بن تفات‪ ،2019 ،‬الصفحات ‪)385-384‬‬
‫ثانيا‪ :‬العوامل الداخلية (عوامل الجذب(‬
‫وتشمل مجموعة من العوامل داخل البلدان واليت من شأهنا أن تشجع على جذب املستثمر األجنيب أي حتويل أموال إىل‬
‫الداخل وتنقسم إىل مجموعتني‪ :‬عوامل تتعلق بالسياسات االقتصادية الكلية‪ ،‬ومنها ما تتعلق هبيكل سوق األوراق املالية‬
‫‪ -1‬السياسة االقتصادية الكلية‪ :‬تتمثل السياسة االقتصادية الكلية يف معدل النمو االقتصادي واحلوافز الضريبية وسعر الصرف‬
‫وبعض العوامل األخرى‪:‬‬
‫‪ -1-1‬النمو االقتصادي‪ :‬إن اإلصالحات االقتصادية والتشريعات املشجعة على االستثمار يف حمفظة األوراق املالية وسائر‬
‫االستثمارات املباشرة سوف تؤدي بالتأكيد إىل خلق مناخ موات للمستثمرين األجانب ألن النمو االقتصادي يؤدي إىل منو‬
‫يف أرباح املشروعات وإىل ختفيض لعالوات اخلطر وملعدالت االحتساب بالقيمة احلالية‪.‬‬
‫‪ -2-1‬احلوافز الضريبية‪ :‬لقد استخدمت غالبية الدول احلوافز الضريبية لتشجيع االستثمار األجنيب‪ ،‬سواء بتخفيض نسبة الضريبة‬
‫أو اإلعفاء الكامل منها‪ ،‬كذلك اجتهت هذه الس ياسات إىل إجراء التخفيف من القيود املفروضة على امللكية‪ ،‬بتخفيف‬
‫اإلجراءات وتبسيطها والسماح لألجانب بالتملك للمشروعات بنسبة ‪ %100‬جلذب االستثمارات األجنبية‪.‬‬
‫‪ -3-1‬سعر الصرف‪ :‬يعترب سعر الصرف حافزا جيدا لالستثمار األجنيب‪ ،‬حيث يزداد نصيب الدولة من االستثمار اجلانيب غري‬
‫املباشر عندما تكون عملة الدولة املضيفة ضعيفة نسبيا باملقارنة بعملة الدولة األم اليت ينتهي إليها املستثمر األجنيب سواء كان‬
‫شركة أو فرد‪ ،‬وذلك أن ختفيض عملة الدولة املضيفة يؤثر باإلجياب على تدفق االستثمار األجنيب غري املباشر‪ ،‬فتخفيض قيمة‬
‫العملة خيفض من تكاليف االستثمار إذا ما قورنت بالتكاليف يف الدولة األم مما جيعل االستثمار أكثر رحبية للمستثمر‪.‬‬
‫‪ -4-1‬العوامل االقتصادية‪ :‬إن من أهم العوامل االقتصادية اليت تؤثر يف نصيب الدولة من االستثمار األجنيب غري املباشر‪ ،‬الناتج‬
‫الوطين اإلمجايل‪ ،‬معدالت النمو‪ ،‬مستوى التضخم‪ ،‬أسعار الفائدة‪ ،‬هيكل اجلهاز املصريف‪ ،‬حيث متثل هذه العوامل أمهية كربى‬
‫يف اختاذ القرارات االستثمارية بالنسبة للمستثمرين األجانب‪ ،‬حيث كلما زادت القوة االقتصادية لدولة ما كلما جعلها ذلك‬
‫موقعا مرغوبا من قبل املستثمرين‪.‬‬
‫‪ -5-1‬السياسة املالية والنقدية‪ :‬اجتهت الدول إىل حترير القطاع املصريف وإجراء الكثري من اإلصالحات املالية والنقدية مبا ييسر‬
‫حركة رلوس األموال وإلغاء القيود املفروضة على حتويل األرباح إىل اخلارج‪ ،‬وذلك من أجل جذب رلوس األموال األجنبية‬
‫لالستثمار‪ ،‬وكذلك اجتهت الدول إىل حترير أسواق املال وتقدمي حوافز تشجيعية للعمل فيها‪ ،‬للدفع هبذه األسواق احو النمو‬
‫والتفاعل مع األسواق الدولية املختلفة‪ ،‬وجذب رلوس األموال لالستثمار يف حمافظ األوراق املالية‪ ،‬حىت ميكن توفري الالزم‬
‫للمشروعات االستثمارية‪ ،‬ومن هذه احلوافز منح حرية حتويل أرباح حافظة األوراق املالية إىل اخلارج دون قيود‪( .‬خضري‪ ،‬أثر‬
‫االستثمار األجنيب غري املباشر على أداء سوق األوراق املالية‪ ،2015-2014 ،‬الصفحات ‪)139-138‬‬
‫‪39‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬هيكل سوق رأس المال‪ :‬وهي العوامل اخلاصة بالسوق املالية وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1-2‬الشركات املدرجة يف السوق‪ :‬من حيث عددها وحجمها ورلوس أمواهلا‪ ،‬فكلما كان عددها كبريا‪ ،‬ورأمساهلا مرتفعا‪،‬‬
‫كانت هناك فرصة للمستثمر األجنيب لزيادة استثماراته يف السوق‪.‬‬
‫‪ -2-2‬رحبية الشركات املدرجة يف السوق‪ :‬حيث يعد العائد على رأس املال وحقوق املسامهني من املؤشرات املهمة للمستثمرين‬
‫احملليني واألجانب على السواء‪ ،‬فاملستثمر يسعى بصفة عامة إىل تعظيم القيمة الصافية حلقوقه ضمن حدود مقبولة من‬
‫املخاطرة‪ ،‬ويف كثري من األحيان يقبل املستثمر معدالت مرتفعة من املخاطرة إذا مت تعويض ذلك مبعدالت عوائد مجزية‪.‬‬
‫‪ -3-2‬األدوات املالية املتوفرة يف سوق األوراق املالية‪ :‬فكلما كانت هناك أدوات مالية كثرية وخمتلفة‪ ،‬وفر ذلك فرصا استثمارية‬
‫أكرب وقلل من املخاطر‪.‬‬
‫‪ -4-2‬العوامل املتعلقة بكفاءة السوق‪ :‬يقوم املستثمر األجنيب عادة بدراسة كفاءة السوق املالية وفعاليتها بتمعن قبل أن يقوم‬
‫باستثماراته يف السوق‪ ،‬ويشمل ذلك آليات عمل السوق‪ ،‬والتكنولوجيا املستخدمة فيها‪ ،‬والفرتة الزمنية إلجناز الصفقات‪،‬‬
‫وسرعة تنفيذ العمليات‪ ،‬وبيئة التداول العادل‪ ،‬وسيولة السوق (عمقها واتساعها)‪ ،‬ومدى اندماج السوق مع األسواق األخرى‬
‫يف املنطقة‪.‬‬
‫‪ -5-2‬التشريعات والقوانني‪ :‬حتاول العديد من األسواق املالية احلفاظ على مصداقيتها أمام املستثمرين‪ ،‬من خالل فرض قوانني‬
‫وأنظمة تطمئن املستثمر إىل وجود رقابة صارمة متنع أي تالعب أو غش‪ ،‬وتضمن حقوقه‪ ،‬وتؤكد له أن مؤشرات السوق تعرب‬
‫متاما عن أوضاع الشركات املدرجة فيها‪ ،‬وتضمن حرية انتقال رأس املال واألرباح‪.‬‬
‫‪ -6-2‬حوكمة الشركات‪ :‬إن تطبيق احلوكمة يزيد ثقة مجيع األطراف املعنية باالقتصاد‪ ،‬كما يؤدي إىل تعميق دور أسواق املال‪،‬‬
‫ورفع قدرهتا على تعبئة املدخرات‪ ،‬ورفع معدالت تدفق األموال‪ ،‬ويضمن احلفاظ على حقوق املستثمرين‪ ،‬من جهة ثانية‪ ،‬فإن‬
‫احلوكمة تشجع النمو يف القطاع اخلاص‪ ،‬وتزيد من قدراته التنافسية‪.‬‬
‫‪ -7-2‬الرتويج للسوق املالية‪ :‬ويهدف ذلك إىل احملافظة على املستثمر احمللي وجذب املستثمر األجنيب إىل السوق املالية‪ ،‬من‬
‫خالل التوعية االستثمارية والتسويق اخلارجي‪( .‬شحدة‪ ،2010 ،‬الصفحات ‪)61-60‬‬

‫‪40‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اآلثار االقتصادية لتحويالت األموال عالميا‬


‫تعددت اآلراء واألفكار حول اآلثار االقتصادية لتحويالت األموال عامليا‪ ،‬فمنهم من يراها إجيابية من عدة نواحي وترجع بالنفع‬
‫والفائدة على الشركات واملؤسسات املالية واالقتصاد احمللي والعاملي ككل‪ ،‬ومنهم من يراها سلبية لعدة عوامل متعلقة بعدة جوانب‪،‬‬
‫ولتوضيح ذلك سيتم التطرق ألهم هاته اآلثار اإلجيابية والسلبية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اآلثار االقتصادية اإليجابية لتحويالت األموال عالميا‬
‫تساهم حتويالت األموال عامليا يف حتقيق العديد من املنافع للدول‪ ،‬وميكن إجيازها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬تصريف الفوائض املالية الوطنية لألشخاص الطبيعيني‪ ،‬املعنويني (الشركات) وكذا املؤسسات املالية يف شكل استثمارات‬
‫عن طريق استخدام املراكز املالية كقنوات لتحويل هذه الفوائض املالية إىل أصحاب العجز أو طاليب التمويل نتيجة للفرص‬
‫االستثمارية املتميزة املوجودة يف هذه املراكز؛‬
‫‪ .2‬العمل على متويل الشركات يف السوق األولية من خالل املشاركة يف امللكية (األسهم) أومن خالل اإلقراض للتمويل‬
‫(سندات)؛‬
‫‪ .3‬تدفق األموال من املستثمرين األجانب يؤدي اىل زيادة كفاءة األسواق املالية احمللية وذلك حلصول اتصال باملؤسسات‬
‫األجنبية اليت متتلك تكنولوجيا مالية حديثة وأساليب متطورة تساعد عمى جذب املزيد من التدفقات وزيادة املعرفة بتمك‬
‫األسواق وبالتايل تشجيع االستثمار األجنيب؛‬
‫‪ .4‬إن زيادة حتركات األموال عامليا يزيد من سيولة أسواق األوراق املالية‪ ،‬وميكن أن يساعد على تطوير كفاءة السوق أيضا‪،‬‬
‫إذ جيعل األسواق أكثر سيولة كما جيعلها أوسع واملقصود بالسيولة هنا‪ ،‬السهولة اليت يتم هبا حتويل االستثمارات إىل نقدية‬
‫أو اليت ميكن هبا للمستثمرين شراء األوراق املالية املالية دون تأثري كبري على االسعار‪ ،‬ويف سوق األوراق املالية فإن تواجد‬
‫عدد كبري من البائعني واملشرتين يضمن توافر السيولة للورقة املالية إذ تسمح أسواق األوراق املالية السائلة للمستثمرين‬
‫باستبدال حمافظهم االستثمارية بسهولة وبكلفة أقل‪ ،‬مما جيعل االستثمار أقل خماطرة؛‬
‫‪ .5‬إن األسوق املالية األكثر مرونة تشجع على املزيد من االدخار واالستثمار وهذا يساعد بدوره على زيادة جذب االموال‬
‫وتوجيهها احو االستثمارات سواء إىل األسواق األولية أو الثانوية؛‬
‫‪ .6‬أن عملية املشاركة األجنبية يف األسواق املالية احمللية يساعد على تطوير القواعد احملاسبية ورفع مستوى اإلفصاح عن‬
‫املعلومات ألداء الشركات؛ (حسني و كاظم‪ ،2012 ،‬الصفحات ‪)108-107‬‬
‫‪ .7‬حتقيق األرباح والعوائد املتأتية من استثمار أصحاب الفوائض املالية سواء أشخاص طبيعيني‪ ،‬معنويني‪ ،‬أو مؤسسات مالية‬
‫ألمواهلم يف اخلارج؛‬
‫‪ .8‬زيادة القوة الشرائية بالنسبة للبلدان اليت يتم تدفق األموال إليها لالستثمار؛‬
‫‪ .9‬املساعدة على تنفيذ برامج وخطط التنمية االقتصادية احمللية بالنسبة للبلدان اليت يتم حتويل األموال إليها لالستثمار؛‬
‫‪ .10‬التطور العلمي والتكنولوجي‪ ،‬خاصة إذا اقرتن استرياد األموال باسترياد اخلربات والكفاءات األجنبية؛‬

‫‪41‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ .11‬يؤدي االستثمار عن طريق حتويل األموال عامليا يف الدول املستقبلة إىل الزيادة نشاط التشغيل وامتصاص البطالة ومن مث‬
‫زيادة االنتاج وزيادة حجم التبادل التجاري وحتسني ميزان املدفوعات؛ (املرزوك‪ ،‬الصفحات ‪)7-6‬‬
‫‪ .12‬يشري االقتصاديون إىل أن حتويالت األموال (االستثمار األجنيب غري املباشر) ميكن أن تعود بالنفع على القطاع احلقيقي‬
‫لالقتصاد‪ ،‬إذ ميكن لتدفق األموال توفري مصدر لالستثمارات األجنبية السيما إىل البلدان النامية ذات الشح يف رلوس األموال‪،‬‬
‫لذا فان االستثمارات االجنبية احملفظية ميكن أن تكون مكملة لالدخارات احمللية لتحسني معدل االستثمار من خالل توفري‬
‫النقد األجنيب يف البلدان النامية؛‬
‫‪ .13‬إن دخول االستثمار االجنيب غري املباشر حيسن من مستوى اإلفصاح عن املعلومات واملعايري احملاسبية‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫االستفادة من جتربة استخدام تلك املعايري يف االسواق العاملية ومعرفة كيفية توظيفها او تطبيقها ويعين ذلك أن حرص الدول‬
‫وخصوصا الدول النامية على تشجيع جذب االستثمارات األجنبية إىل أسواقها املالية من شأنه أن يساعد يف حتسني البيئة‬
‫االستثمارية خصوصا املتعلقة بالشفافية ووضوح املعلومات اليت تعد من أهم املشاكل اليت تواجه األسواق املالية يف الدول‬
‫النامية واليت هي من أهم املتطلبات الرئيسية لتنمية االستثمارات وتسريعها؛‬
‫‪ .14‬إن توجيه حتويالت األموال إىل أسواق األوراق املالية احمللية يعين حركة األموال إىل ذلك البلد‪ ،‬وهذا من مزاياه كما أنه‬
‫يزيد من الطلب على العملة احمللية اليت تتجه إليها االستثمار ويرفع سعرها يف األسواق ويؤدي إىل زيادة عرض العمالت اليت‬
‫خترج منها رلوس االموال وبالتايل هبوط أسعارها‪( .‬طاهر و أمحد‪ ،2013 ،‬الصفحات ‪)107-106‬‬
‫ثانيا‪ :‬اآلثار االقتصادية السلبية لتحويالت األموال عالميا‬
‫إضافة إىل اجلانب االجيايب لتحويالت األموال عامليا هناك جانب سليب يتمثل يف زعزعة االستقرار االقتصادي‪ ،‬باإلضافة‬
‫إىل مجموعة من اآلثار السلبية األخرى اليت ميكن إجيازها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬اآلثار على التضخم‪ :‬كون أن زيادة تراكم رلوس األموال يؤدي إىل توسع القاعدة النقدية للبلد املستورد لرأس املال‪،‬‬
‫ومن مثة ارتفاع الضغوط ا لتضخمية‪ ،‬كما أن التحويالت املالية للمهاجرين هي األخرى هلا تأثري على زيادة الكتلة النقدية‬
‫املتداولة وهذا يف حالة حتويل تلك التحويالت عرب القنوات غري الرمسية مما يصعب على احلكومة معرفة حجم الكتلة النقدية‬
‫املتواجدة يف االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -2‬ضياع بعض الموارد المالية على الدول المستضيفة لالستثمارات‪ :‬حيث قدر صندوق النقد الدويل أن حوايل ‪% 10‬‬
‫من إيرادات املوازنة الكلية للدول املستضيفة االستثمارات األجنبية ميكن أن تقل بسبب منح املزايا الضريبية‪.‬‬
‫‪ -3‬السيطرة على اقتصاديات الدول‪ :‬وحيدث هذا خاصة يف حالة التدفق الضخم الستثمارات األجنبية اليت متتلك من‬
‫القدرات املالية ما ميكنها من السيطرة على اقتصاد بلد ما خاصة الدول النامية وإخضاعها مبا يتفق ومصاحلها وأهدافها‪ ،‬كما‬
‫أن القروض األجنبية هي األخرى تسفر عن عدم التحكم فيها وتوجيهها لتحقيق التنمية االقتصادية وتتحول إىل ديون تتجاوز‬
‫فرتة سدادها‪ ،‬ومن مثة يصبح االقتصاد يف حالة عجز‪ ،‬مما يؤدي إىل سيطرة سياسية على اقتصاد البلد ولو من جانب معني‬
‫كاالسترياد‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -4‬غسيل األموال‪ :‬فعرب إلغاء الرقابة على الصرف وحرية دخول وخروج األموال عرب احلدود الوطنية دون معرفة من جانب‬
‫السلطات‪ ،‬يرتتب عنها انفتاح قنوات إضافية لغسيل األموال القذرة وهي حماولة إلخفاء املصدر الغري شرعي هلذه األموال‬
‫وإكساهبا صفة الشرعية من خالل توظيفها يف استثمارات داخل بلد ما‪.‬‬
‫‪ -5‬حالة الدخول المفاجئ لالستثمار األجنبي غير المباشر‪ :‬يف حال الدخول املفاجئ لألموال للبلد املستضيف لالستثمار‬
‫فإن ذلك يزيد من عدم االستقرار االقتصادي وبالتايل‪:‬‬
‫‪ -‬ارتفاع يف سعر صرف العملة احمللية‪ ،‬وبالتايل يؤثر يف سعر العمالت للبلدان املصدرة لألموال؛‬
‫‪ -‬زيادة معدالت التضخم واالستهالك احمللي‪.‬‬
‫‪ -6‬حالة قرار مفاجئ بمغادرة البلد المضيف‪ :‬مما يؤدي إىل‪:‬‬
‫‪ -‬اخنفاض يف سعر صرف العملة الوطنية؛‬
‫‪ -‬تدهور يف أسعار األصول املالية‪ ،‬مما يسبب ضررا للسكان احملليني؛‬
‫‪ -‬تدهور معدالت الرحبية؛‬
‫‪ -‬تزايد العجز يف ميزان املدفوعات؛‬
‫‪ -‬استنزاف االحتياطيات الدولية وفقدان ثقة املستثمر األجنيب بالسوق احمللية‪( .‬حسني و كاظم‪ ،2012 ،‬الصفحات‬
‫‪)109-108‬‬

‫‪43‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آليات تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬
‫إن للمراكز املالية الدولية دور هام يف توفري املوارد املالية الالزمة لتمويل املشروعات االستثمارية وكذلك إجياد فرص للتوظيف الفعال‬
‫أمام أصحاب الفوائض املالية‪ ،‬من خالل حتويل هذه املوارد املالية عامليا‪ ،‬فهي أداة لتعبئة مدخرات األشخاص الطبيعيني واالعتباريني‬
‫وتوجيهها إىل الوحدات االقتصادية ذات العجز املايل لتلبية احتياجاهتا من املوارد املالية إلقامة املشاريع االستثمارية أو لتوسيع تلك‬
‫املشاريع‪ ،‬لذا فإن املراكز املالية الدولية هلا دور مهم يف حتويالت األموال عامليا من خالل اآلليات املختلفة لالستثمار مبختلف أشكاهلا‬
‫وعن طريق قنوات متنوعة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬آليات تحويل األموال عالميا‬


‫إن آليات حتويل األموال عامليا ختتلف باختالف هدف املستثمر من ذلك التحويل‪ ،‬فقد يكون هدفه احلصول على عائد كبري أو‬
‫صغري وبالتايل سيختلف نوع االستثمار الذي سيتوجه إليه بني االستثمار القصري‪ ،‬املتوسط أو طويل األجل‪ ،‬وهذا ما جيعله خيتار‬
‫بني استخدام أنواع خمتلفة من اآلليات وهي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬آليات تحويل األموال الدولية قصيرة األجل‬
‫وتتمثل يف حركة األموال بني الدول واليت هتدف إىل االستثمار قصري األجل الذي يقل عن السنة الواحدة‪ ،‬إذ أن غالبية‬
‫التدفقات املالية على الصعيد الدويل هي قصرية األجل‪ ،‬وبالدرجة األوىل من خالل احلجم اهلائل للعمليات القصرية األجل يف‬
‫األسواق املالية وتتم عن طريق آليات معينة وبعدة أشكال وتشمل‪:‬‬
‫‪ .1‬الودائع قصرية األجل يف املصارف األجنبية‪ ،‬أي ما يستثمره املقيمون من أمواهلم يف اخلارج على شكل إيداعات يف املصارف‬
‫األجنبية؛‬
‫‪ .2‬االئتمان املمنوح للمصدرين واملستوردين؛‬
‫‪ .3‬عمليات البيع والشراء قصرية األجل يف أسواق صرف العمالت األجنبية؛ ( منديل ‪ ،2019-2018 ،‬الصفحات ‪-71‬‬
‫‪)72‬‬
‫‪ .4‬شراء وبيع خمتلف األدوات املالية قصرية األجل املتداولة يف أسواق النقد الدولية وأمهها‪:‬‬
‫‪ -1-4‬أذونات اخلزينة‪ :‬هي أدوات دين قصرية األجل‪ ،‬تصدرها احلكومة لغرض االقرتاض‪ ،‬وترتاوح فرتة استحقاقهاما بني ثال‬
‫أشهرواثين عشر شهر‪.‬‬
‫‪ -2-4‬شهادات اإليداع الدولية‪ :‬تقسم إىل نوعني من حيث آلية ومكونات كل نوع مها‪:‬‬
‫‪ -1-2-4‬شهادات اإليداع املصرفية‪ :‬هي أداة دين تصدرها املصارف التجارية للمودعني كبديل عن الدوائع ألجل املودعة لديها‬
‫(بن ابراهيم و بن ضيف‪ ،2019 ،‬الصفحات ‪ )47-43‬وميكن حلاملها التصرف فيها بالبيع أو التنازل‪( .‬املقريف‪ ،2019 ،‬صفحة‬
‫‪)1‬‬

‫‪44‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2-2-4‬شهادات اإليداع الدولية‪ :‬هي أداة مالية قابلة للتداول يف األسواق املالية الدولية‪ ،‬وتقوم بإصدارها أحد املؤسسات أو‬
‫البنوك الدولية بالعملة األجنبية املتداولة مقابل االحتفاظ بغطاء يقابلها من األسهم احمللية احملفوظة لدى وكيل بنك اإليداع‪.‬‬
‫(جبوري‪ ،2017 ،‬صفحة ‪)753‬‬
‫‪ -3-4‬املقبوال املصرفية‪ :‬تعد املقبوالت املصرفية من أهم أدوات الدين قصرية األجل اليت تستخدم يف ميدان متويل التجارة الداخلية‬
‫واخلارجية‪ ،‬حيث تصدر املقبوال املصرفية عن البنوك التجارية عادة مقابل خصم معني‪ ،‬وذلك كوثائق دفع آجلة عند حماولة‬
‫التجار يف بلد ما استرياد سلعة ما من بلد آخر‪ ،‬فتكون هذه املقبوالت ضمان على قيمة هذه السلع‪ ،‬حيث تعترب أداة نقدية‬
‫قصرية األجل حيث فرتة تسديدها مابني ثالثون يوما ومئتان وسبعون يوما‪( .‬بوضياف‪ ،2007 ،‬صفحة ‪)7‬‬
‫‪ -4-4‬إتفاقيات إعادة الشراء‪ :‬بيع أوراق مالية أو أصول قابلة للتسييل بسعر حمدد‪ ،‬مع التعهد بشرائها من املشرتي يف تاريخ حمدد‬
‫وسعر حمدد يذكر يف االتفاقية‪ ،‬وفرتة استحقاقها تكون بني يوم واحد وثالثة أيام‪( .‬الشبيلي‪ ،2020 ،‬الصفحات ‪)6-4‬‬
‫‪ -5-4‬األوراق التجارية الدولية‪ :‬هي دين أو حمرر يتعهد مبقتضاه شخص بأداء مبلغ من النقود يف زمان ومكان معني لشخص‬
‫آخر‪ ،‬مع إمكانية نقل احلق من شخص إىل آخرعن طريق التظهري أو املناولة‪( ،‬بن ابراهيم و بن ضيف‪ ،2019 ،‬صفحة ‪)46‬‬
‫وتتخذ ثالثة أشكال هي‪:‬‬
‫‪ -1-5-4‬الشيك‪ :‬يعترب أداة وفاء تسوى هبا الديون ويقوم بوظيفة النقود التعامل‪( .‬معهد الدراسات املصرفية‪ ،2014 ،‬صفحة‬
‫‪)1‬‬
‫‪ -2-5-4‬الكمبيالة أو السفتجة‪ :‬هي عبارة عن صك أو حمرر يتضمن أمرا من الساحب (الدائن) إىل املسحوب عليه ( املدين)‬
‫بأن يدفع مبلغا معينا من املال يف تاريخ معني إلذن شخص ثالث‪( .‬مؤمون‪ ،2016 ،‬صفحة ‪)14‬‬
‫‪ -3-5-4‬السند ألمر أو السند األذين‪ :‬هو ورقة يتعهد حمررها بقتضاها بأن يدفع مبلغا معينا من النقود مبجرد االتالع أو يف‬
‫تاريخ معني إلذن أو ألمر شخص آخر هو املستفيد (أو حلامل السند إذا كان حلامله)‪( .‬ب‪ .‬م‪ ،2006 ،‬صفحة ‪)96‬‬
‫‪ -6-4‬قروض اليورو دوالر‪ :‬هي قروض قصرية األجل متنح بالدوالر األمريكي خارج الواليات املتحدة األمريكية يف منطقة اليورو‪( .‬بن ابراهيم‬
‫و بن ضيف‪ ،2019 ،‬صفحة ‪)47‬‬
‫‪ .5‬شراء وبيع السندات قصرية األجل عرب احلدود الدولية؛‬
‫‪ .6‬العمليات قصرية األجل يف سوق األدوات املشتقة؛‬
‫‪ .7‬العمليات اليت تدخل لفرتات قصرية يف سوق خدمات التأمني؛‬
‫‪ .8‬القروض القصرية األجل؛ (حسني و كاظم‪ ،2012 ،‬صفحة ‪)105‬‬
‫‪ .9‬حتويل رأس املال العامل داخل الشركات يف العديد من دول العامل اليت يتألف منها االقتصاد العاملي؛‬
‫‪.10‬األصول املالية السائلة اليت متتلكها البنوك املركزية لبعض الدول ولكنها حتتفظ هبا يف دول أخرى؛‬
‫‪.11‬العمالت األجنبية‪ ،‬واألصول األجنبية قصرية األجل اليت حتتفظ هبا البنوك التجارية العاملية خارج حدود الدولة األم ويف بعض‬
‫االقتصاديات القومية اليت يوجد هبا عمليات مصرفية هلذه البنوك؛‬

‫‪45‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ .12‬التحويالت النقدية الناجتة عن العالقات التجارية الدولية اليت تساهم بدورها يف تدفق األموال قصرية األجل بني دول العامل‬
‫املختلفة كوسيلة للتسوية احلسابية لقيمة كل من الصادرات والواردات باألموال‪( .‬املرزوك‪ ،‬صفحة ‪)4‬‬
‫ثانيا‪ :‬آليات تحويل األموال الدولية طويلة األجل‬
‫فيما خيص آليات حتويل األموال طويلة األجل فتكون من خالل عمليات بيع وشراء األسهم والسندات طويلة األجل عرب‬
‫احلدود الدولية‪ ،‬رغبة يف حتقيق عائد يفوق مستويات املخاطر اليت يتعرض هلا‪ ،‬وتشمل األدوات املالية املتداولة يف سوق رأس املال‪،‬‬
‫اليت تكون مدة استحقاقها متوسطة وطويلة األجل‪ ،‬وفيها سيتم التطرق ألدوات سوق رأس املال بشقيه األسواق احلاضرة واألسواق‬
‫املستقبلية كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أدوات السوق المستقبلية‪ :‬ترتكز املشتقات املالية على أوراق مالية أصلية أساسها األسهم والسندات‪ ،‬ليشتق منها أهم‬
‫األدوات املالية املستقبلية كاخليارات والعقود اآلجلة وعقود املبادالت‪ ،‬واهلدف من وجود املشتقات املالية هو استخدام املنتجات‬
‫املشتقة كبديل لالستثمار املباشر لتلبية احتياجات ال حتققها األدوات املالية التقليدية‪ ،‬والتحوط من املخاطر‪.‬‬
‫‪ -1-1‬عقود اخليارات‪ :‬هو اتفاق بني طرفني مينح حلامله احلق وليس اإللزام يف شراء أو بيع األصل حمل التعاقد‪ ،‬مقابل دفع‬
‫مكافئة غري قابلة للرد وال تعترب جزء من الصفقة‪ ،‬إذ متثل سعر عقد اخليار وتتنوع هذه العقود إىل‪( :‬بلخضر‪-2014 ،‬‬
‫‪ ،2015‬صفحة ‪)89‬‬
‫‪ -1-1-1‬خيار الشراء‪ :‬هو عقد ميتلك مشرتيه أو مالكه (دافع الثمن) حق شراء عدد حمدد من أسهم معينة‪ ،‬أو أي أوراق‬
‫مالية أخرى بسعر حمدد خالل فرتة معية غالبا ما تكون تسعني (‪ )90‬يوما وهو غري ملزم بالتنفيذ‪( ،‬مهيدات‪،‬‬
‫‪ ،2010‬صفحة ‪ )2‬واهلدف منه هو املضاربة يف السوق وكذا االحتياط من املخاطر‪( .‬بن ابراهيم و بن ضيف‪،‬‬
‫‪ ،2019‬صفحة ‪)48‬‬
‫‪ -2-1-1‬خيار البيع‪ :‬هو عملية معاكسة خليار الشراء‪ ،‬فكما يعطي خيار الشراء ملالكه حق شراء األسهم يف سعر ثابت ومدة‬
‫حمددة‪ ،‬يعطي حق خيار البيع ملالكه اخليار نفسه لبيع السهم يف سعر ثابت‪( .‬خليفة‪ ،2020 ،‬صفحة ‪)147‬‬
‫‪ -3-1-1‬اخليارات املركبة‪ :‬وهي العقود املركبة من اختيارين أو أكثر من نوعي اخليارين السابقني‪ ،‬وهي أنواع كثرية‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫(اخليار املزدوج‪ ،‬اخليار املسمى سرتادل (‪ ،)Straddle‬اخليار املسمى سربيد (‪ ،)Spread‬عقد اخليار املسمى‬
‫سرتاب ‪ ،Strap‬عقد اخليار املسمى سرتيب ‪( .)Strip‬بن ابراهيم و بن ضيف‪ ،2019 ،‬صفحة ‪)49‬‬
‫‪ -2-1‬العقود اآلجلة‪ :‬العقد اآلجل (‪ )forward contract‬هو عقد يربم بني طرفني‪ ،‬مشرتي وبائع للتعامل على أصل‬
‫ما‪ ،‬على أساس سعر يتحدد عند التعاقد‪ ،‬على أن يكون التسليم يف تاريخ الحق‪( .‬حمسن‪ ،2006-2005 ،‬صفحة ‪)54‬‬
‫‪ -3-1‬عقود املبادالت (عمليات ‪ :)SWAP‬عقد أو التزام بني طرفني أو أكثر لتبادل تدفقات نقدية وغري نقدية )حق‬
‫ملكية أو أسهم‪ ،‬سلع‪ ،‬عقارات‪ (...،‬يف مدة حمددة يتفق الطرفان عمليا يف عقد املعادلة وبطريقة يستفيد منها مجيع أطراف‬
‫العقد وتتحد موافقة الطرفني على تبادل تيارات الدفع على أساس كمية حمددة ملدة حمددة‪ ،‬وتسمى عقود املبادلة أيضا بعقود‬
‫املقايضة‪( .‬الشريدة‪ ،2016 ،‬صفحة ‪)258‬‬

‫‪46‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬أدوات السوق الحاضرة‪ :‬تتشكل أدوات السوق احلاضرة من األسهم والسندات‪ ،‬مع إضافة منتج الصكوك اإلسالمية اليت‬
‫يتم تداوهلا يف األسواق املالية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -1-2‬األسهم (‪ :)Stocks‬يعرف السهم بأنه أداة ملكية‪ ،‬وهو وثيقة تثبت حصة مالكها جلزء من رأس مال شركة األموال‬
‫مما خيول له احلق يف ملكية جزء من أصول الشركة اليت أصدرته‪ ،‬وحتمل تبعات نتيجة الدورة احملاسبية واملالية للشركة من ربح‬
‫أو خسارة‪ ،‬وندون على السهم قيمة إمسية ويصدر بقيمة إصدار مساوية أو تزيد عن القيمة اإلمسية بعالوة اإلصدار وهو قابل‬
‫للتداول بالطرق التجارية املختلفة كالتظهري والتسليم وللتسعري بقيمة سوقية يف بورصة األوراق املالية‪.‬‬
‫ويتم تداول األسهم الدولية يف بورصات عاملية وفق اللوائح التنفيذية للسوق احمللية لألسهم يف تلك البلدان‪.‬‬
‫‪ -2-2‬السندات (‪ :)Bonds‬السندات متثل دينا على اجلهة املصدرة سواء كانت شركة أو حكومة‪ ،‬وعندما يشرتي مستثمر‬
‫ما سندا فهو بذلك يكون قد وافق على اقرتاض مبلغ معني من املال إلحدى الشركات أو احلكومة‪ ،‬ويف مقابل ذلك يوافق‬
‫املصدر على رد هذا املبلغ عند حلول موعد حمدد يسمى تاريخ االستحقاق‪ ،‬مع دفع الفائدة املستحقة على القيمة االمسية‬
‫بتاريخ االستحقاق‪ ،‬للسندات قيمة امسية وقيمة جارية‪ ،‬فالقيمة االمسية هي القيمة اليت يصدر هبا السند ألول مرة‪ ،‬وتبقى‬
‫ثابتة ال تتغري منذ تاريخ اإلصدار حىت تاريخ االستحقاق أو السداد‪ ،‬أما القيمة اجلارية هي القيمة اليت يتداول هبا السند يف‬
‫األسواق املالية‪( .‬بوكساين ‪ ،2006-2005 ،‬الصفحات ‪)62-61‬‬
‫والسندات الدولية يتم تداوهلا مثل األسهم الدولية يف بورصات عاملية‪ ،‬إال أن السندات تتسم بنسبة منخفضة من املخاطر‬
‫املالية‪.‬‬
‫‪ -3-2‬الصكوك املالية اإلسالمية (‪ :)Sokoock‬ميكن تعريف الصكوك املالية اإلسالمية بأهنا صكوك تصدرها املؤسسات‬
‫املالية اإلسالمية باعتبارها مضاربا ومتثل حصة شائعة يف رأس مال مشروع معني أو شركات متعددة تشارك يف الربح املتوقع‬
‫واخلسائر احملتملة واالسرتداد أو باعتبارها وكيال جبعل مقابل أجر معني حمدد مسبقا‪ ،‬ويتم االكتتاب فيها من عدة جهات‪،‬‬
‫وحتصل الشركة املصدرة هلا على نقد فوري مقابل هذه الصكوك‪ ،‬وهي تصدر مقابل أصول غالبا ما تكون عقارية أو أوراق‬
‫مالية‪ ،‬والصكوك على مدى متوسط أو طويل األجل‪ ،‬والصكوك اإلسالمية تتنوع وفق تنوع صيغ وأدوات التمويل اإلسالمي‪،‬‬
‫وهي‪( :‬صكوك قائمة على عقود املشاركة‪ ،‬صكوك قائمة على عقود املضاربة‪ ،‬صكوك قائمة على عقود املزارعة‪ ،‬صكوك قائمة‬
‫على عقود املراحبة‪ ،‬صكوك قائمة على عقود املساقاة‪ ،‬صكوك قائمة على عقود االستصناع‪ ،‬صكوك قائمة على عقود السلم‪،‬‬
‫صكوك قائمة على عقود اإلجارة‪( .‬بن ابراهيم و بن ضيف‪ ،2019 ،‬الصفحات ‪)52-48‬‬
‫ثالثا‪ :‬عمليات شراء الذهب والمعادن النادرة‪ ،‬والقيم الغير منقولة‬
‫أي املعامالت اخلاصة بشراء أو بيع القيم الغري منقولة من عقارات‪ ،‬خيوت‪ ،‬طائرات‪ ،‬واليت تتم بواسطة غري املقيمني‪ ،‬أو‬
‫شراءها يف اخلارج بواسطة املقيمني‪( .‬حسني و كاظم‪ ،2012 ،‬صفحة ‪)105‬‬

‫‪47‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬قنوات تحويل األموال عالميا‬


‫يقصد بقنوات االستثمار الطرق املختلفة اليت يتم عن طريقها تطبيق آليات حتويل األموال عامليا‪ ،‬وميكن حتديد هذه القنوات‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬شركات االستثمار‬
‫‪ -1‬تعريف شركات االستثمار‪ :‬هي مؤسسات مالية تقوم بتجميع األموال من خمتلف املستثمرين وبصفة خاصة من صغار‬
‫املستثمرين الذين ال تتوافر لديهم موارد كافية لتكوين تشكيالت خمتلفة من حمافظ األوراق املالية‪ ،‬مث استثمارها حيث ميكن‬
‫لكبار املستثمرين وصغارهم املشاركة يف صناديق شركات االستثمار‪( .‬بن عزوز‪ ،2012-2011 ،‬الصفحات ‪)90-89‬‬
‫‪ -2‬أقسام شركات االستثمار‪ :‬تنقسم شركات االستثمار إىل‪:‬‬
‫‪ -1-2‬شركات االستثمار ذات النهاية املفتوحة‪ :‬تدير هذه الشركات عددا من صناديق االستثمار تسمى الصناديق املشرتكة‪،‬‬
‫وعبارة النهاية املفتوحة اليت تطلق على هذه الشركات تعود إىل حجم األموال املستثمرة يف الصناديق غري حمددة‪ ،‬حيث جيوز‬
‫للشركة إصدار وبيع املزيد من األسهم العادية وإن كان ال جيوز هلا إصدار السندات‪ ،‬وبالتايل فإن أسهم تلك الشركات ال‬
‫يتم تداوهلا يف أسواق رأس املال وال تسلم أسهمها يف تلك األسواق‪ ،‬ويف احملصلة ال تكون لتلك األسهم قيمة سوقية‪ ،‬وتقوم‬
‫الشركة عادة حبساب قيمة األصل الصافية يوميا‪ ،‬ويتم احلساب على أساس القيمة السوقية لألوراق املالية اليت يشتمل عليها‬
‫صندوق االستثمار‪ ( .‬محوي و إمساعيل‪ ،2011 ،‬صفحة ‪)115‬‬
‫‪ -2-2‬شركات االستثمار ذات النهاية املغلقة‪ :‬تقوم هذه الشركات بتشكيل صناديق استثمار تصدر أسهم حمددة‪ ،‬حيث‬
‫ال تستطيع الشركة زيادة عدد هذه األسهم إال يف حالة إصدار أسهم جديدة لغايات زيادة رأس ماهلا كما جيري يف شركات‬
‫التمويل العادية‪( ،‬املومين‪ ،2008 ،‬صفحة ‪ )28‬ويطلق عليها الصناديق ذات النهاية املغلقة اليت خيول هلا املشرع احلق يف‬
‫اصدار أسهم تباع للجمهور‪ ،‬ولقد جاء مسمى هذا النوع من الشركات من أن عدد األسهم اليت تصدرها ثابت ال يتغري‪.‬‬
‫(شريط ‪ ،2018 ،‬صفحة ‪)165‬‬
‫ثانيا‪ :‬شركات التأمين‬
‫‪ -1‬تعريف شركات التأمين‪ :‬شركة التأمني ميكن اعتبارها منشأة جتارية هتدف لتحقيق الربح‪ ،‬حيث تقوم بتجميع األقساط‬
‫من املؤمن هلم واستثمارها يف أوجه استثمارية مضمونة بغرض توفري األموال الالزمة لدفع التعويضات للمؤمن هلم أو املستفيدين‬
‫عند حتقق املخاطر املؤمن ضدها‪ ،‬وتغطية نفقات مزاولة النشاط التأميين وحتقيق ربح مناسب (لونيسي و فكارشة ‪،2019 ،‬‬
‫صفحة ‪ ، )359‬وغالبا ما تقوم هذه الشركات بتوظيف أمواهلا يف موجودات مالية من أسهم وسندات‪.‬‬
‫‪ -2‬وظائف شركات التأمين‪ :‬تتعدد وظائف شركات التأمني‪ ،‬إذ تعترب وظيفة احلماية التأمينية النشاط البارز هلا‪ ،‬ولكن ما‬
‫يهمنا هو االختصاصات اليت تعترب قنوات لتحويل األموال عامليا منها‪:‬‬
‫‪ -1-1‬وظيفة االكتتاب (إدارة العمليات)‪ :‬حيث تقوم شركات التأمني باعتبارها هيئة تزاول نشاط الوساطة املالية مبجموعة‬
‫من العمليات التقنية واملهام الفنية‪ ،‬املتمثلة يف إصدار وجتديد وحفظ العقود ليرتجم يف شكل حتصيل األقساط التأمينية وجتميع‬

‫‪48‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العالوات املكتتبة (اإليرادات) ليتم استثمارها يف حمفظة مرحبة من األخطار القابلة للتأمني للحصول على عوائد مطلوبة وحتقيقا‬
‫ملداخيل منتظرة ليتم بعد ذلك الوفاء بااللتزامات جتاه املؤمن هلم أو املستفيدون‪.‬‬
‫‪ -2-1‬الوظيفة املالية (إدارة االستثمار)‪ :‬تعد وظيفة االستثمار أحد أهم أنشطة شركات التأمني من منظور التخطيط املايل‬
‫والرقابة النقدية املكلفة بتسيري األصول املنقولة وغري املنقولة واليت تعمل على إحداث التوازنات املالية يف وضعيتها بالتوفيق بني‬
‫حركات التدفقات الداخلة واخلارجة‪( .‬ناصف‪ ،2018-2017 ،‬الصفحات ‪)34-33‬‬
‫وتأخذ شركات التأمني عدة أشكال إذ ميكن تصنيفها حسب املخطط التايل إىل‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)05‬أشكال شركات التأمين‬

‫المصدر‪:‬‬
‫لفتاحة سعاد‪ ،‬إدارة املخاطر االستثمارية يف شركات التأمني وفق نظام املالءة ‪ ،2‬دراسة حالة شركة الوطنية للتأمني (‪ ،)SAA‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات‬ ‫‪-‬‬
‫نيل شهادة املاجيسرت يف العلوم االقتصادية‪ ،‬ختصص اقتصاديات التأمني‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬السنة ‪ ،2015-2014‬ص‪.8‬‬

‫ثالث ـ ــا‪ :‬الشراء والبيع المباشر لألوراق المالية‬


‫ويكون ذلك إما عن طريق شراء أو بيع أسهم الشركات األجنبية من أسواقها احمللية ويعترب هذا النمط أكثر أنواع االستثمار‬
‫خطورة‪ ،‬ألن املستثمر عندها سيكون يف حالة مواجهة ملخاطر تغريات أسعار الصرف وكذلك خمتلف القواعد والقوانني املنظمة‬
‫لعمل السوق‪ ،‬باإلضافة إىل األنظمة احملاسبية والضريبية ومستويات اإلفصاح والشفافية اليت ختتلف من دولة إىل أخرى‪ ،‬وإما‬
‫عن طريق شراء وبيع األوراق املالية األجنبية املسجلة يف سوق األوراق املالية‪( .‬خضري ‪ ،‬أثر االستثمار األجنيب غري املباشر على‬
‫أداء سوق األوراق املالية (شهادة ماجيسرت)‪ ،2015-2014 ،‬الصفحات ‪)119-118‬‬
‫رابعا‪ :‬االستثمار باإلصدارات العالمية لألوراق المالية‬
‫االستثمار من خالل ما يعرف باإلصدارات العاملية أو الدولية لألوراق املالية‪ ،‬وهي أوراق يتم تسجيلها يف أسواق األوراق‬
‫املالية العاملية مما يسمح بتداوهلا يف دول كثرية‪ ،‬واملتمثلة يف‪:‬‬
‫‪ -1‬السندات الدولية‪ :‬قد تواجه بعض املؤسسات نقصا يف السيولة ملواجهة التوسع يف بعض استثماراهتا فتلجأ إىل التمويل‬
‫‪49‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اخلارجي عرب إصدار سندات يتم طرحها يف السوق املالية للجمهور من خالل البنوك واملؤسسات املالية املختلفة األخرى‪ ،‬ومن‬
‫أمهها‪:‬‬
‫‪ -1-1‬السندات األجنبية‪ :‬وهي سندات تصدر بعملة الدولة اليت يتم طرحها هبا مثل إصدار سند بالني الياباين يف اليابان من قبل‬
‫شركة أمريكية‪ ،‬وهنا يتم شراء اإلصدار من قبل مستثمرين مقيمني يف تلك الدول‪( .‬الكراسنة‪ ،2010 ،‬صفحة ‪)52‬‬
‫‪ -2-1‬سندات اليورو‪ :‬هي أيضا السندات اليت يتم إصدارها بعملة خمتلفة عن عملة البلد اليت يتم إصدار السندات هبا‪ ،‬فعلى سبيل‬
‫املثال جند أن سندات اليورو دوالر مقومة بالدوالر األمريكي‪ ،‬بينما سندات اليورو مقومة بالني الياباين‪ ،‬ومجيع هذه السندات‬
‫املرتبطة باليورو جتمع بني عدة مميزات أبرزها أهنا مكتتبة من قبل نقابة أو هيئة دولية‪ ،‬وتعرض على مستثمرين من كل مكان‬
‫يف العامل‪.‬‬
‫‪ -3-1‬السندات األوربية‪ :‬هي السندات اليت يصدرها املقرتضون املنتمون إىل دولة معينة خارج حدود دولتهم يف سوق رأس املال‬
‫لدولة أخرى وبعملة ختتلف عن عملة الدولة اليت يتم طرح السندات فيها‪ ،‬فعلى سبيل املثال لو قامت شركة أمريكية ببيع‬
‫السندات يف لندن مقيمة باملارك األملاين فإن هذه السندات تعترب سندات أوروبية‪( .‬حممود‪ ،2018 ،‬صفحة ‪)1‬‬
‫‪ -2‬أدوات مالية دولية أخرى‪ :‬تعد األوراق التجارية األوربيـ ـ ـ ـة أحد أهم األدوات املالية املتداولة يف األسواق الدولي ـ ـ ـ ـ ـة‪ ،‬وهي‬
‫متثل اإلصدار األويل ألوراق الدين القابلة للتداول‪ ،‬وتضم فئتني أساسيتني‪ :‬مضمونة تتمثل يف القسيمات األوربية وغري مضمونة‬
‫تتمثل يف األوراق التجارية األوربية‪ ،‬واملخطط التايل يلخص هاته األدوات‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)06‬األدوات المالية الدولية األخرى‬

‫األدوات المالية األخرى لإلصدارات العالمية لألوراق المالية‬

‫األوراق التجارية‬ ‫القسيمات األوروبية‬


‫األسهم الدولية‬ ‫القسيمات األوروبية‬
‫األوروبية‬ ‫قصيرة األجل‬

‫‪Sources : - Will Kenton, Euro Notes, 2 May 2020.‬‬


‫‪https://www.investopedia.com/terms/e/euro_note.asp‬‬
‫‪- James Chen, Euro commercial Paper, 28 July 2020.‬‬
‫‪https://www.investopedia.com/terms/e/eurocommercialpaper.asp‬‬

‫‪50‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور المراكز المالية الدولية في تنشيط حركة األموال عالميا‬
‫تؤدي املراكز املالية الدولية دورا متزايد األمهية يف األسواق املالية العاملية واالقتصاد العاملي‪ ،‬ومن أهم هذه األدوار اليت تساهم‬
‫هبا هذه املراكز ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬جمع األموال‬
‫تساهم املراكز املالية يف عملية مجع وتعبئة املوارد املالية املتوفرة لدى األعوان االقتصاديني الذين لديهم رغبة يف االدخار‬
‫أو يف استثمار أمواهلم انطالقا من اهلياكل املكونة للنظام املايل‪ ،‬وتتوقف قدرة املراكز املالية يف تعبئة أكرب قدر ممكن من‬
‫املدخرات املالية على قدرهتا يف تنويع احملافظ املالية (األصول املالية القابلة للتداول) املتاحة هلؤالء األعوان وجعلها أكثر تناسبا‬
‫مع تفضيالهتم فيما خيص العائد ودرجة املخاطرة والسيولة النسبية هلذه األصول‪ ،‬فهي تعد عوامل أساسية يعتمد عليها األعوان‬
‫االقتصاديني قبل اختاذ أي قرار هنائي للقيام بعملية االدخار أو استثمار األموال‪( .‬بن عالل‪ ،2016-2015 ،‬صفحة ‪)09‬‬
‫ثانيا‪ :‬االبتكار واالنشاء‬
‫تعمل هذه امليزة على إصدار أوراق مالية جديدة وبأنواع خمتلفة إذ تقوم املؤسسات هنا بالعمل على مجع املعلومات‬
‫ودراسة البيئة املالية من أجل حتديد أنواع األوراق املالية املصدرة‪ ،‬فضال عن جلب معلومات عن إمكانية إنشاء أوراق مالية‬
‫جديدة وفق أساس العائد واملخاطرة‪( .‬إدارة املؤسسات املالية‪)2018 ،‬‬
‫ثالثا‪ :‬تسهيل عملية المدفوعات‬
‫حيث تعمل املراكز املالية على تسهيل عملية املدفوعات بني الوحدات االقتصادية مقابل مطلوباهتا وهي كذلك من‬
‫خالل حصوهلا على أموال املدخرين مقابل مطلوباهتا ذاهتا‪ ،‬ومن مث قيامها بدورها مبنح قروض لآلخرين‪ ،‬فهي باإلضافة إىل‬
‫توسطها بني املدخرين واملقرتضني النهائيني‪ ،‬تقوم ببيع حقوق على نفسها إىل املودعني ومن مث شراء حقوق على املقرتضني‬
‫منها‪ ،‬وبشكل أساسي تبيع هذه املؤسسات وتشرتي حقوقا على مدفوعات مستقبلية وهذا االجناز باملدفوعات والوعود بالقيام‬
‫مبدفوعات مستقبلية هو أمر يف غاية األمهية يف االقتصاد احلديث‪( .‬محد‪ ،2012 ،‬صفحة ‪)189‬‬
‫رابعا‪ :‬إدارة األصول وتنويع المحافظ المالية العالمية‬
‫من خالل تنويع املخاطر إذ تقوم هذه املراكز املالية بتجميع مبلغ املودعني على اختالفاهتم فإهنا بذلك تقلل من املخاطر‪،‬‬
‫(إدارة املؤسسات املالية‪ )2018 ،‬حيث يقوم هبذه الوظيفة مجموعة متنوعة من مديري األصول الوطنية واإلقليمية والعاملية‪ ،‬مبا‬
‫يف ذلك صناديق التقاعد وشركات التأمني واالستثمارات والصناديق املشرتكة من خمتلف األنواع اليت تتميز هبا طبيعة األداة (أي‬
‫الديون أو حقوق امللكية أو العمالت القابلة للتحويل)‪ ،‬أو اجلغرافيا أو قطاع النشاط‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬تحويل السيولة‬
‫يقصد بالسيولة قدرة األصل املايل على التحول بسرعة إىل نقد‪ ،‬وهذا ما تؤديه املراكز املالية من خالل األسواق والوسطاء‬
‫املاليني‪ ،‬حيث يوفر نظاما للمتاجرة جتعل األصول املالية أكثر سيولة فالقدرة على حتويل األصول منخفضة السيولة إىل حقوق‬
‫سائلة بالصورة اليت يرغب فيها املدخر تعد أحد مقاييس كفاءة املراكز املالية‪( .‬ساعد‪ ،2009-2008 ،‬صفحة ‪.)17‬‬

‫‪51‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫سادسا‪ :‬تحويل األموال عن طريق التوريق‬


‫حيث أن عملية التوريق اليت تقوم هبا أسواق األوراق املالية تعمل على تنشيط حتويالت األموال من خالل تعبئة مصادر‬
‫متويل جديدة‪ ،‬وتنويع املعروض فيها من منتجات مالية‪ ،‬وتنشيط سوق تداول السندات‪ ،‬وخلق عالقات ارتباطية متويلية بني‬
‫قطاعات أخرى كقطاع السكن وسوق األوراق املالية‪،‬كما أن املراكز املالية تعتمد على عملية التوريق لرفع كفاءة الدورة املالية‬
‫واإلنتاجية ومعدل دوراهنا‪ ،‬عن طريق حتويل األصول غري السائلة إىل أصول سائلة إلعادة توظيفها مرة أخرى‪ ،‬مما يساعد على‬
‫توسيع حجم األعمال للمنشآت بدون احلاجة إىل زيادة حقوق امللكية‪( .‬راتول و مداين‪ ،‬صفحة ‪)09‬‬
‫سابعا‪ :‬خفض أو إلغاء الضرائب على التحويالت المالية‬
‫يؤدي فرض ضريبة على التحويالت‪ ،‬ال سيما إذا طبقت بصورة انتقائية على رعايا بلد معني‪ ،‬إىل إعادة توجيه تدفقات‬
‫التحويالت عرب بلدان ثالثة‪( ،‬على سبيل املثال‪ ،‬أجرب احلظر األمريكي على التحويالت إىل إيران الرعايا اإليرانيني يف الواليات‬
‫املتحدة على إرسال األموال عرب أوروبا أو اإلمارات)‪ ،‬وإذا كان األمر كذلك‪ ،‬فسيجد املهاجرون أنفسهم مضطرين لسداد رسوم‬
‫التحويل مرتني‪ ،‬لذلك تقوم بعض املراكز املالية خبفض أو إلغاء الضريبة على التحويالت املالية وذلك لتسهيل حركة األموال‬
‫عامليا‪( .‬النصف‪ ،2018 ،‬صفحة ‪)1‬‬
‫ثامنا‪ :‬االبتكار المالي (استخدام الهندسة المالية)‬
‫ا البتكارات املالية تساعد من الناحية النظرية على كفاءة السوق‪ ،‬وهذا يتطلب ختفيض تكاليف املعامالت وزيادة السيولة‬
‫يف السوق‪ ،‬حيث ساعد التطور التكنولوجي على ظهور وسائل الدفع اإللكرتونية‪ ،‬وهي مجموعة األدوات والتحويالت اإللكرتونية‬
‫اليت تصدرها املصارف ومؤسسات االئتمان واليت تساهم يف إدارة احملافظ املالية للعمالء‪( ،‬لسلوس ‪ ،‬الصفحات ‪)08-07‬‬
‫باإلضافة إىل ذلك استخدام اهلندسة املالية من طرف املراكز املالية الدولية يف ابتكار وتطوير أدوات متويلية جديدة كاملشتقات‬
‫املالية كالعقود اآلجلة‪ ،‬العقود املستقبلية‪ ،‬عقود املبادالت‪ ،‬عقود اخليارات اليت تشتق قيمتها من األسعار احلاضرة لألصول املالية‬
‫أو العينية حمل التعاقد مثل السندات واألسهم والنقد األجنيب والذهب وغريها من السلع‪ ،‬وتضم املشتقات املالية مجموعة واسعة‬
‫من العقود املالية اليت تتنوع وفق طبيعتها وخماطرها وآجاهلا وتستخدم املراكز املالية املشتقات املالية للعديد من األغراض من بينها‬
‫إدارة املخاطر والتحوط منها‪ ،‬باإلضافة إىل املضاربة‪ ،‬وذلك يف سبيل تنويع مصادر األرباح وبالتايل تنويع قنوات التحويالت‬
‫املالية‪( .‬بن علقمة‪ ،2016-2015 ،‬صفحة ‪)21‬‬

‫‪52‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الممارسات السلبية للمراكز المالية الدولية في تحويل األموال عالميا‬
‫إن التطور التكنولوجي اهلائل الذي صاحب البشرية يف تعاملها مع اجملتمع املعلومايت‪ ،‬وتطور وسائل التكنولوجيا احلديثة‪ ،‬وتزايد‬
‫دور املراكز املالية الدولية وتنوع خدماهتا واختالف قنواهتا‪ ،‬جعل منها وسيلة غري شرعية لتبييض (غسيل) األموال عن طريق استخدام‬
‫قنوات شرعية عرب هذه املراكز‪ ،‬وهذا ما جعل من عملية الكشف عن اجلرمية أمرا يف غاية الصعوبة‪ ،‬ملا هلذه املمارسات من صبغة قانونية‬
‫حممية بالقوانني املعمول هبا يف هذه املراكز املالية الدولية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬عملية تبييض (غسيل) األموال عالميا وأسبابها‬
‫إن ظاهرة تبييض األموال جرمية اقتصادية ليست باحلديثة‪ ،‬ولكنها تزايدت بدرجة كبرية يف ظل العوملة االقتصادية اليت ولدت‬
‫تناميا طرديا يف حركة األموال وانتقاهلا عرب احلدود‪ ،‬ولفهم ظاهرة تبييض األموال سيتم التطرق لدراسة مفهومها وأسباهبا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف عملية تبييض (غسيل) األموال‬
‫هناك العديد من التعاريف لظاهرة تبييض األموال نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬التعريف األول‪ :‬تبييض األموال عبارة عن‪" :‬معاجلة ملصدر الدخل األول أو األساسي ‪(Original source of‬‬
‫)‪ income‬غري املشروع (الناجم عن جرمية) بالقيام مبجموعة حتركات اقتصادية مشروعة تؤدي إىل طبع األموال غري‬
‫مشروعة املصدر بطابع املشروعية وبطريقة ال ميكن مبقتضاها التعرف على املصدر األصلي (غري املشروع)"‪( .‬بن يونس و‬
‫شاكري‪ ،2004 ،‬صفحة ‪)9‬‬
‫‪ -2‬التعريف الثاني‪ :‬يعرف صندوق النقد الدويل عملية تبييض األموال على أهنا‪" :‬العملية اليت يتم عن طريقها إلغاء وإبعاد‬
‫الصلة بني اجلرمية وبني املال‪ ،‬الذي مت احلصول عليه أو جتميعه بواسطة األنشطة اإلجرامية‪ ،‬والعاملني على تلك األنشطة‬
‫جيب أن جيدوا طريقة لتنظيف هذه األموال‪ ،‬حىت يستطيعوا استخدامها بدون جذب االنتباه إليهم من قبل السلطات"‪.‬‬
‫(عبد احلميد‪ ،‬االقتصاد اخلفي وغسيل األموال‪ ،2013 ،‬صفحة ‪)139‬‬
‫‪ -3‬التعريف الثالث‪ :‬جاء تعريف اللجنة األوروبية ملكافحة غسيل األموال‪ ،‬الصادر عام ‪ 1990‬واضحا وشامال حيث عرف‬
‫هذه اجلرمية بأهنا‪" :‬عملية حتويل األموال املتحصلة من أنشطة جرمية هبدف إخفاء أو إنكار املصدر غري الشرعي واحملظور‬
‫هلذه األموال أو مساعدة أي شخص ارتكب جرما بتجنب املسؤولية القانونية عن االحتفاظ مبحصالت هذا اجلرم"‪.‬‬
‫(القسوس‪ ،2002 ،‬صفحة ‪)13‬‬
‫من خالل التعاريف السابقة نستنتج أن عملية تبييض األموال هي‪" :‬العملية اليت يتم عن طريقها حتويل األرباح املتأتية‬
‫من نشاطات غري قانونية أو اجرامية‪ ،‬بشكل مشروع داخل النظام املايل العاملي‪ ،‬حبيث يصبح من الصعب تقفي أثر‬
‫املصادر األصلية هلذه األموال‪ ،‬وهبذا تصبح هذه األموال مشروعة املصدر وميكن استثمارها دون التعرض للمساءلة‬
‫القانونية"‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب عملية تبييض (غسيل) األموال‬


‫من العوامل واألسباب اليت أدت إىل استفحال وتنامي جرمية تبييض األموال‪:‬‬
‫‪ -1‬انعدام الرقابة على تحويالت األموال‪ :‬عدم وجود الرقابة عند انتقال األموال من دولة إىل أخرى لغرض تبييضها أو‬
‫إضفاء الشرعية عليها من خالل توظيف هذه األموال يف مشاريع داخل الدولة اليت انتقلت إليها األموال املراد غسلها‬
‫إلكساهبا الشرعية كما أن وجود أسعار صرف غري مستقرة ومعدالت الفائدة قليلة يف بلداهنم اليت حتاول هذه العصابات‬
‫نقل األموال احلاصلة إليها‪.‬‬
‫‪ -2‬التنافس بين البنوك‪ :‬إن التنافس احملموم بني البنوك جلذب املزيد من العمالء ولرفع معدالت األرباح عن طريق فروق‬
‫أسعار الفائدة والعموالت املختلفة أدت إىل تشجيع بعض موظفي البنوك على تنشأت وتنمية هذه الظاهرة‪( ،‬رشيد و عبد‬
‫القادر‪ ،2016 ،‬صفحة ‪ )3‬ناهيك عن سقوط بعض موظفي البنوك من ضعاف النفوس يف براثن مجرمي عمليات غسيل‬
‫األموال‪( .‬خبابة‪ ،2013 ،‬الصفحات ‪)123-122‬‬
‫‪ -3‬الفساد‪ :‬الفساد االجتماعي واألخالقي الناتج عن فساد أنظمة احلكم‪ ،‬وكذلك استشراء الفساد بكافة مفاصل الدولة‬
‫السياسية والقانونية واالمنية واالدارية واملالية واالقتصادية‪ ،‬كل هذا عمل على ازدياد حجم هذه الظاهرة من خالل سيادة‬
‫فكر الرشوة‪ ،‬احملاباة‪ ،‬والوساطة يف تسيري خمتلف األنشطة‪( ،‬رشيد و عبد القادر‪ )2016 ،‬باإلضافة إىل التعقيدات‬
‫اإلدارية احلكومية وغياب الشفافية واملغالطة على مستوى التقارير احملاسبية‪ ،‬وهذا ما أدى إىل تسهيل عمليات تبييض‬
‫األموال‪( .‬مسايلي‪ ،‬رشم‪ ،‬و بوطورة‪ ،2016 ،‬صفحة ‪)3‬‬
‫‪ -4‬تشجيع بعض الدول لعمليات تبييض األموال‪ :‬تردد بعض الدول يف وضع تشريعات وضوابط ملواجهة تبييض األموال‬
‫املتزايدة خشية تعارضها مع العوملة املالية‪ ،‬وحترير الضمانات من أجل جذب املزيد من األموال‪ ،‬بل األكثر من ذلك فإن‬
‫هذه الدول تتسابق يف منح حوافز االستثمار ظنا منها أن ذلك يعد كافيا لتحقيق املزيد من التنمية والتقدم االقتصادي‪،‬‬
‫بغض النظر أن تلك التدفقات مشروعة أو غري مشروعة‪ ،‬إذ هناك بعض الدول تشجع عمليات تبييض األموال وبعضها‬
‫أعلنه صراحة أهنا على استعداد لتلقي األموال القذرة‪ ،‬وتقدمي تسهيالت بل ال تفرض عليها ضرائب وتعفيها يف الغالب‪،‬‬
‫فعلى سبيل املثال مدينة "ناسو" عاصمة جزر البهاما يتواجد هبا ‪ 4000‬بنك شبه متخصص يف متويل جتارة السالح واليت‬
‫متثل ‪ 55 %‬من أنشطتها‪( .‬خبابة‪ ،2013 ،‬الصفحات ‪)123-122‬‬
‫‪ -5‬حرية حركة األموال عالميا‪ :‬تزايد االجتاه احو التحرير االقتصادي واملايل دوليا يف إطار اإلصالح االقتصادي‪ ،‬وحترير جتارة‬
‫اخلدمات املصرفية واملالية يف إطار منظمة التجارة العاملية‪ ،‬واالنفتاح يف األسواق املالية الدولية وانتشار املراكز املالية الدولية‬
‫واالجتاه احو التكامل املايل واالندماج والتمركز واالجتاه احو متويل املشروعات الكربى دوليا من خمتلف املؤسسات‬
‫االستثمارية واملصارف‪( ،‬مسايلي‪ ،‬رشم‪ ،‬و بوطورة‪ ،2016 ،‬صفحة ‪ )3‬حيث تسعى معظم دول العامل إىل جذب‬
‫االستثمارات األجنبية‪ ،‬إلحداث املزيد من االنتعاش والنمو االقتصادي وعلى الرغم من اجلانب االجيايب هلذا االنفتاح إال‬
‫أنه يساعد على تزايد عمليات تبييض األموال‪( .‬خبابة‪ ،2013 ،‬الصفحات ‪)123-122‬‬

‫‪54‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -6‬التقدم التكنولوجي‪ :‬ساهم التطور العلمي والتكنولوجي يف بروز عمليات التبييض‪ ،‬حيث استغل مبيضو األموال هذا‬
‫التطور للولوج إىل احلسابات السرية بفضل قدراهتم وكفاءهتم للدخول إىل الودائع البنكية عرب كلمات السر‪ ،‬باستخدام‬
‫األنرتنت يف نقل األرصدة من رصيد إىل آخر بسرعة وسرية تامة‪ ،‬إضافة إىل ذلك فقد تتم بعض عمليات السرقة عن‬
‫طريق أجهزة الصرف اآليل وبطاقات االئتمان‪( .‬حسان‪ ،2016-2015 ،‬صفحة ‪)61‬‬
‫‪ -7‬ظهور وانتشار التجارة اإللكترونية‪ :‬ظهور ما يسمى بالتجارة االلكرتونية عرب االنرتنت ساعدت على تنامي ظاهرة تبييض‬
‫األموال يف العامل‪( .‬رشيد و عبد القادر‪ ،2016 ،‬صفحة ‪)3‬‬
‫‪ -8‬السرية المصرفية‪ :‬تعترب السرية املصرفية عائقا حقيقيا حيول دون قيام النظام املايل بالدور املنتظر منه لكوهنا طريقة من‬
‫طرق عمليات تبييض األموال‪ ،‬ألن العميل يستغل املصرف الذي يتمسك بالكتمان املصريف ليكون غطاء الرتكاب جرميته‪،‬‬
‫فالدولة اليت تتبىن هذا النظام ال تسمح باخلروج على هذا املبدأ‪ ،‬وال تسمح للبنك أن يفشي أسرار عمالئه إال مبوافقة‬
‫خطية وصرحية من الزبون ومن مثة فإن هذا اإلجراء من شأنه أن يوسع من نطاق تزايد عمليات تبييض األموال‪( ،‬حسان‪،‬‬
‫‪ ،2016-2015‬صفحة ‪ )63‬إضافة إىل ضعف النظام املصريف واملعلومايت وعدم وجود األنظمة القانونية الكفيلة للحد‬
‫من هذه اجلرمية وضعف الرقابة على املصارف يف ظل االنفتاح االقتصادي‪( .‬رشيد و عبد القادر‪ ،2016 ،‬صفحة ‪)3‬‬
‫‪ -9‬البيروقراطية‪ :‬مما ال شك فيه أن كثرة التعقيدات اإلدارية الناجتة عن زيادة اإلجراءات املعقدة قد ولد لدى األفراد حافزا‬
‫قويا احو االتفاق على خمالفتها‪ ،‬وما زاد يف تفاقم انتشار جرمية تبييض األموال‪:‬‬
‫‪ -‬البريوقراطية احلكومية‪ ،‬حيث تتكون لدى بعض أفرادها روابط متينة مع مجاعات اجلرمية املنظمة‪ ،‬وبالتايل ليس من‬
‫مصلحتهم حتديد القانون حتديدا دقيقا‪.‬‬
‫‪ -‬كون اجلهة العاملة على تطبيق القانون تسهل رشوة أفرادها املتورطني بدرجة واسعة مع هذه اجلماعات‪( .‬حسان‪،‬‬
‫‪ ،2016-2015‬صفحة ‪)63‬‬
‫‪ -10‬الغطاء القانوني‪ :‬البحث عن األمان واكتساب الشرعية خشية املطاردة القانونية‪ ،‬فكلما ازدادت املتحصالت املتولدة‬
‫عن األنشطة غري املشروعة كلما زاد الدافع لغسلها أو تبييضها بصفة عامة‪ ،‬وعرب احلدود بصفة خاصة‪( .‬خبابة‪،2013 ،‬‬
‫الصفحات ‪)123-122‬‬
‫‪ -11‬العولمة‪ :‬ساعدت العوملة مبيضو األموال سواء األشخاص الطبيعيون أو املعنويون يف حتقيق أهدافهم حيث جعلتهم‬
‫أكثر قدرة على حتويل مبالغ ضخمة من األموال من بلد آلخر دون قيود وعقبات حتول دون ذلك‪ ،‬وهذا يف ظل إزالة‬
‫احلواجز اجلمركية اليت سامهت دون أدىن شك يف إخفاء األموال القذرة وتغطيتها‪ ،‬ونقلها من الطابع احمللي واالقليمي إىل‬
‫العاملي‪ ،‬وهو ما أدى إىل ظهور ما يسمى بظاهرة "عوملة تبييض األموال"‪( .‬حسان‪ ،2016-2015 ،‬صفحة ‪)61‬‬
‫‪ -12‬اختالف القوانين وعدم االحتكام إلى قوانين دولية موحدة‪ :‬تباين التشريعات وقواعد اإلشراف والرقابة بني الدول‬
‫املختلفة مما يفتح اجملال لوجود ثغرات تنفذ من خالهلا األموال القذرة‪ ،‬ويتم تنفيذها عنه طريق خرباء متخصصني وحمرتفني‪،‬‬
‫(خبابة‪ ،2013 ،‬الصفحات ‪ )123-122‬باإلضافة إىل املعوقات التشريعية واليت تتمثل يف عدم كفاية التشريعات‬

‫‪55‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫والقوانني اخلاصة مبواجهة جرمية تبييض األموال حيث أن النقص والتباين هبذه التشريعات ميكن أن تكون هدفا ملبيضي‬
‫األموال إلجياد ثغرات قانونية لتهريب األموال‪( .‬رشيد و عبد القادر‪ ،2016 ،‬صفحة ‪)4‬‬
‫‪ -13‬التهرب الضريبي‪ :‬انتشار التهرب الضرييب بسبب زيادة معدالت الضرائب مما يدفع إىل التهرب من دفعها‪ ،‬حيث يقوم‬
‫املتهرب خبلط أمواله يف قنوات االقتصاد العاملي حىت يبعد الشبهة عنها ومينع مطاردها‪( .‬مسايلي‪ ،‬رشم‪ ،‬و بوطورة‪،2016 ،‬‬
‫صفحة ‪)3‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مراحل عملية تبييض (غسيل) األموال عالميا‬


‫إن تزايد الثروات وكرب حجم األموال النامجة عن جرمية تبييض األموال بأشكاهلا وأنواعها املختلفة ورغبة أصحاهبا يف التخفي‬
‫والتمويه حىت ال يؤدي وجود هذه األموال يف حد ذاته دليال على الفعل االجرامي الذي ارتكب من قبل‪ ،‬جيعل من عملية غسيل‬
‫األموال متر باملراحل التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مرحلة التوظيف واإليداع (‪)PLACEMENT‬‬
‫يتم يف هذه املرحلة إدخال األموال غري املشروعة يف النظام املايل العاملي عن طريق مؤسسات مالية خمتلفة‪ ،‬مثل املصارف‬
‫أو مكاتب الصرافة أو الشركات التجارية أو شركات التأمني أو استثمارها يف أسواق رأس املال من خالل شراء األسهم‬
‫والسندات‪ ،‬أو بشراء العقارات أو الذهب أو التحف النادرة‪ ،‬إضافة إىل الدخول يف مشاريع استثمارية داخل البالد وخارجها‪،‬‬
‫وبطريقة غري ملفتة النتباه السلطات‪( ،‬بن يونس و شاكري‪ ،2004 ،‬صفحة ‪ )21‬ويتعمد مبيضو األموال لوجود فرتة طويلة‬
‫بني مجع املبالغ املعدة للتبييض وإدخاهلا يف النظام املايل‪ ،‬كما يتم توجيه هذه األموال يف الغالب إىل األماكن األكثر مالئمة‬
‫للقيام بعمليات التوظيف‪ ،‬وهذه املرحلة هي األصعب ملبيضي األموال إذ هتدف إىل توظيف األموال غري املشروعة يف االقتصاد‬
‫الرمسي دون النظر إىل حتقيق أرباح من هذه املشروعات‪ ،‬مما يرتتب عليه تغيري هوية األموال غري املشروعة وإخفاء وحمو طبيعتها‬
‫اجلرمية أو على األقل جعل التعرف على حقيقتها وهوية أصحاهبا أمرا بالغ الصعوبة إن مل نقل مستحيال‪ ،‬مما ميكن معه إيداع‬
‫هذه األموال يف البنوك واملؤسسات املالية املختلفة‪( .‬عبد احلميد‪ ،‬االقتصاد اخلفي وغسيل األموال‪ ،2013 ،‬صفحة ‪)160‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة التعتيم والتمويه أو الترقيد (‪)LAYERING‬‬
‫عندما ينجح املبيض يف وضع أمواله غري املشروعة داخل النظام املايل للدورة االقتصادية‪ ،‬ينتقل بعد ذلك من مرحلة‬
‫التوظيف إىل املرحلة الثانية وهي مرحلة التعتيم والرتقيد‪.‬‬
‫فيقوم خبلق عدة صفقات مالية معقدة أو إجراء سلسلة من العمليات املالية املتعاقبة‪ ،‬هتدف إىل إخفاء معامل مصدر املال‬
‫وإبعاده قدر اإلمكان عن إمكانية تتبع حركته من أجل منع كشف منبعه غري املشروع‪.‬‬
‫أي أهنا عملية نقل وتبادل املال القذر ضمن النظام الذي مت إدخاهلا فيه‪ ،‬وهنا ترتكز جهود مبيضي األموال على قطع صلة‬
‫املتحصالت املالية أو العائدات غري املشروعة مبصادرها وذلك عرب شبكة معقدة من الصفقات املالية الشرعية والتحويالت‬
‫الغامضة واملعقدة‪ ،‬داخليا أو خارجيا‪ ،‬جتريها شركات ناشطة يف مراكز "األوفشور" أو يف املراكز املالية الكربى أو يف بلدان‬
‫ذات نظام مصريف متساهل وذلك من خالل مثال‪:‬‬

‫‪56‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ .1‬فتح حسابات مصرفية بأمساء أشخاص غري مشتبه هبم‪ ،‬أو شركات ومهية‪ ،‬وذلك من خالل التحويالت املالية الربقية أو‬
‫استخدام النظم املصرفية السرية وفروعها املنتشرة يف العديد من املراكز املالية الدولية‪ ،‬واليت تقدم خدماهتا بقدر أكرب من‬
‫السرية والسرعة‪ ،‬وال ختلف حتويالهتا أي آثار عكس النظم املصرفية الشرعية‪.‬‬
‫‪ .2‬التواطؤ مع شركات مالية تستهدف حمو أي أثر جرمي هلذه املتحصالت من خالل االستثمار يف األسواق املالية الدولية؛‬
‫‪ .3‬توزيع األموال بني استثمارات متعددة يف بلدان خمتلفة مع إعادة بيع األصول املشرتات باستمرار لتجنب اقتفاء أثرها من‬
‫جانب السلطات املختصة؛‬
‫‪ .4‬التواطؤ مع املؤسسات املالية األجنبية والوطنية واستخدام حتويالت األموال عن طريق بطاقات الدفع اإللكرتوين واحلسابات‬
‫الرقمية املتغرية؛‬
‫‪ .5‬عقد الصفقات النقدية‪ ،‬كشراء السيارات والطائرات اخلاصة واليخوت الباهظة الثمن‪ ،‬أو القطع الفنية النادرة‪ ،‬اهلب واملعادن‬
‫النادرة‪ ،‬أو اجملوهرات‪ ،‬أو غريها من األموال غري املنقولة اليت يتم بيعها يف اخلارج ومن مث إيداعها يف البلد األجنيب ذاته‪.‬‬
‫وغري ذلك من األساليب‪ ،‬اليت توفر هلم مزايا تساعدهم على حمو األثار اجلرمية لعملياهتم كالسرعة وبعد املسافة إىل جانب‬
‫األثار احملاسبية شبه املعدومة وكذلك القدرة على إخفاء االسم‪ ،‬حبيث يصبح صعبا بعدئذ رصد حركة هذه احلسابات ومتابعة‬
‫سريها جراء ابتعادها تدرجييا عن مصدرها األمر الذي جيعل القائمني بغسلها مبأمن من الرقابة يوما بعد يوم‪( .‬القسوس‪،‬‬
‫‪ ،2002‬صفحة ‪)33‬‬
‫ثالثا‪ :‬مرحلة الدمج أو التكامل أو االستثمار في القطاع المشروع (‪)INTEGRATION‬‬
‫تأيت هذه املرحلة كخطوة هنائية بعد أن تكون األموال قد انفصلت متاما عن مصدرها غي املشروع وأصبحت ال تنتمي‬
‫إليه‪ ،‬وهي املرحلة األكثر علنية من مثيالهتا‪ ،‬حيث يتم بعد ذلك إكساهبا الشكل املشروع‪ ،‬ويعاد ضخ األموال اليت مت تبييضها‬
‫يف االقتصاد مرة أخرى كأموال عادية مشروعة تكتسب مظهرا قانونيا‪( ،‬عبد احلميد‪ ،‬االقتصاد اخلفي وغسيل األموال‪،2013 ،‬‬
‫صفحة ‪ )160‬ويتم دفع ضرائب عنها وذكرها يف إطار البيانات والقوائم املالية الدورية واخلتامية املنشورة واملتداولة‪ ،‬وبصفة‬
‫خاصة قائمة املراكز املايل‪ ،‬وقوائم الدخل وحسابات اإليرادات واملصروفات واألرباح واخلسائر‪ ،‬وحسابات التشغيل واملتاجرة‪،‬‬
‫حت يتم تقدمي تفسري مفصل ومقنع ملصدر األموال اليت مت تبييضها‪ ،‬إذ يصبح من شبه املستحيل التفريق بني األموال املشروعة‬
‫واألموال غري املشروعة كوهنا قد خضعت لعدة مستويات من التدوير‪ ،‬أحيانا على مدى عدة سنوات‪( ،‬اخلضريي‪،2002 ،‬‬
‫صفحة ‪ )57‬ويهتم مبيضو األموال بالوصول بعملية تبييض األموال إىل مرحلة التكامل‪ ،‬حيث يصعب فيها الفصل بني األموال‬
‫املتحصلة عن أنشطة مشروعة وأنشطة غري مشروعة‪ ،‬وتظهر األموال غري املشروعة خمتلطة ومندمجة يف االقتصاد الرمسي كأهنا‬
‫أموال متحصلة عن أنشطة مشروعة‪ ،‬وبعد االنتهاء من هذه املرحلة وإضفاء املشروعية األموال القذرة يصبح من الصعب‬
‫وأحيانا من املستحيل الكشف عنها إال من خالل‪:‬‬
‫‪ .1‬أعمال استخباراتية وحبث سري؛‬
‫‪ .2‬مساعدات غري رمسية من خالل املخربين؛‬
‫‪ .3‬شيء من احلظ واملصادفة‪( .‬عبد احلميد‪ ،‬االقتصاد اخلفي وغسيل األموال‪ ،2013 ،‬صفحة ‪)160‬‬
‫‪57‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫واملالحظ على هذه اخلطوات أهنا من املمكن أن تتزامن كما أنه من املمكن أن تتشابك‪ ،‬وإمنا يف كل األحوال جيب أن‬
‫حتدث‪ ،‬فال ميكن االستغناء عن أي منها‪.‬‬
‫واجلدول التايل يلخص مراحل عملية تبييض األموال‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)06‬مراحل عملية تبييض (غسيل) األموال‬

‫مرحلة الدمج أو التكامل‬ ‫مرحلة التعتيم والتمويه أو الترقيد‬ ‫مرحلة التوظيف واإليداع‬ ‫المرحلة‬
‫‪INTEGRATION‬‬ ‫‪LAYERING‬‬ ‫‪PLACEMENT‬‬
‫إظهار األموال غري الشرعية وكأهنا‬ ‫إخفاء مصدر األموال غري الشرعية عن طريق إبعاد‬ ‫إدخال األموال غري الشرعية‬ ‫الهدف‬
‫أموال مشروعة وقانونية‬ ‫األموال عن مصدرها إىل دولة أخرى أو يف نفس‬ ‫واستثمارها داخل الدورة املالية‪ ،‬أي يف‬
‫الدولة‪ ،‬من خالل استثمارها يف مؤسسات مالية خمتلفة‬ ‫النظام املايل العاملي‬
‫إعطاء صفة الشرعية لألموال القذرة‪،‬‬ ‫استخدام بلدان ذات نظام مصريف متساهل‪ ،‬أو مراكز‬ ‫نقل األموال غري الشرعية وإعادة‬ ‫المنهجية‬
‫ويعاد ضخ األموال اليت مت تبييضها‬ ‫"األوفشور" أو يف املراكز املالية الكربى يف لغسيل‬ ‫جتميعها وتوضيبها يف أماكن مدروسة‬
‫وتوظيفها يف االقتصاد مرة أخرى لتبدو‬ ‫األموال (ضرائب منخفضة‪ ،‬أنظمة مصرفية متساهلة‪،‬‬ ‫متهيدا لشرعيتها‬
‫وكأهنا أموال مشروعة‬ ‫قوانني غري متشددة) وذلك بتفريق ونشر وإبعاد األموال‬
‫القذرة عن مصدرها األصلي‬
‫استخدام تقنيات متطورة عن طريق‬ ‫سلسلة طويلة ومعقدة متتالية من العمليات‪ ،‬وتستخدم‬ ‫استبدال األموال النقدية غري املشروعة‬ ‫اآللية‬
‫إعادة توظيف واستثمار األموال‬ ‫يف هذه املرحلة النظام املصريف وخلق شركات ومهية أو‬ ‫بأشكال أخرى من األموال‬
‫وإدخاهلا يف وضمن الدورة االقتصادية‬ ‫االستثمار بشركات حقيقية‪ ،‬إلخفاء معامل مصدر املال‬
‫وإبعاده قدر اإلمكان عن إمكانية تتبع حركته‬
‫‪ -‬األكثر أمانا واألقل خطرا واألصعب‬ ‫أكثر أمانا أقل خطرا من املرحلة األوىل‬ ‫‪-‬‬ ‫املرحلة األكثر ضعفا واألكثر‬ ‫الخصائص ‪-‬‬
‫اكتشافا‪ ،‬ميكن أن تستمر هذه‬ ‫تعتمد على تواطؤ الغري أفراد أو شركات أو‬ ‫‪-‬‬ ‫خطرا‬
‫املرحلة عدة سنوات‪ ،‬وهي تعتمد‬ ‫اإلثنني‬ ‫طول الفرتة بني جتميعها‬ ‫‪-‬‬
‫على استخدام التقنيات املتطورة جدا‬ ‫تبحث عن الدول اليت تستطيع خرق قوانينها أو‬ ‫‪-‬‬ ‫وتوضيبها‬
‫ويف كافة اجملاالت وخاصة املعلوماتية‬ ‫أنظمتها أو أخالقيات شعوهبا أو الكل معا‬ ‫حجم السيولة فيها ضخم جدا‬ ‫‪-‬‬
‫واالتصاالت‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة اعتمادا على‪:‬‬
‫عبد احلميد عبد املطلب‪ ،‬االقتصاد اخلفي وغسيل األموال‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬السنة ‪ ،2013‬ص‪.160‬‬ ‫‪-‬‬
‫اخلضريي حمسن أمحد‪ ،‬غسيل األموال‪ ،‬مجموعة النيل العربية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬السنة ‪ ،2002‬ص‪.57‬‬ ‫‪-‬‬
‫القسوس رمزي جنيب‪ ،‬غسيل األموال جرمية العصر‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬السنة ‪ ،2002‬ص‪.33‬‬ ‫‪-‬‬
‫بن يونس عمر حممد‪ ،‬شاكري يوسف أمني‪ ،‬غسيل األموال عرب األنرتنت‪ ،‬أكاسيس للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬السنة ‪ ،2004‬ص‪.21‬‬ ‫‪-‬‬

‫اجلدول أعاله يوضح باختصار شرح مراحل عملية تبييض (غسيل) األموال من خالل‪ :‬هدف‪ ،‬ومنهجية‪ ،‬وآلية‪ ،‬وخصائص‬
‫كل مرحلة بطريقة مبسطة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دور المراكز المالية الدولية في تبييض (غسيل) األموال عالميا‬
‫يتجسد دور املراكز املالية الدولية يف تبييض األموال يف تسخري الطرق والقنوات املختلفة يف للتخفي خلفها جلعلها ذات‬
‫صيغة قانونية واليت تتمثل يف‪:‬‬
‫أوال‪ :‬األساليب التقليدية لتبييض (غسيل) األموال عالميا‬
‫وتتجسد األساليب التقليدية لتبييض األموال فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الغسيل باستخدام شركات تحويل األموال‪ :‬جتذب مكاتب الصرف مبيضي األموال نتيجة للخدمات اليت تقدمها‪،‬‬
‫وهي الصرف وتبديل األوراق النقدية الصغرية بالكبرية‪ ،‬وتبادل األدوات املالية‪ ،‬وكصكوك السفر‪ ،‬وإجراء التحويالت الربقية‪،‬‬
‫حيث ال ختضع هذه الشركات لرقابة صارمة‪ ،‬وميكن ملبيضي األموال اللجوء إليها إلجراء التحويالت النقدية مبقتضى شيكات‬
‫كاملة‪ ،‬أو قابلة للتظهري‪ ،‬أو أوامر دفع خمصومة على حساب شركات الصرافة لدى البنوك‪ ،‬وذلك هبدف عدم إثارة الشكوك‬
‫احو تكرار اإليداعات يف البنوك وحبسابات شركات الصرافة تتعامل مع البنوك مببالغ كبرية‪( .‬مسايلي‪ ،‬رشم‪ ،‬و بوطورة‪،2016 ،‬‬
‫صفحة ‪)8‬‬
‫‪ -2‬استخدام شركات الواجهة والشركات الوهمية (شركات الدمى)‪ :‬بالنسبة الستخدام هذين النوعني من الشركات يف‬
‫تبييض األموال‪ ،‬تكون كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1-2‬الشركات الومهية (شركات الدمى)‪ :‬يلجأ مبيضو األموال يف الكثري من األحيان إىل إنشاء شركات أجنبية صورية‪ ،‬يطلق‬
‫عليها شركات الدمى‪ ،‬هذه الشركات ال حتقق األغراض املنصوص عليها يف عقود تأسيسها‪ ،‬بل تقوم بالوساطة يف عمليات‬
‫تبييض األموال غري النظيفة مبساعدة بعض املؤسسات املالية يف املراكز املالية الدولية‪ ،‬وذلك للقيام بالتحويالت النقدية أو‬
‫مبساعدة شركات الصرافة والسمسرة‪ ،‬حيث ال ختضع هذه الشركات الومهية للرقابة مما جيعلها مصدرا حمبذا للتبييض‪.‬‬
‫‪ -2-2‬شركات الواجهة‪ :‬أما بالنسبة لشركات الواجهة فتختلف الشركات الومهية أو الدمى عن شركات الواجهة‪ ،‬كون هذه‬
‫األخرية تنشأ بصفة قانونية‪ ،‬ولكن هناك حالتان‪:‬‬
‫‪ -1-2-2‬شركات واجهة تشارك يف العمليات التجارية‪ :‬لكن هدفها من وراء ذلك هو تبييض األموال‪ ،‬بينما الشركات الومهية‬
‫هي كيان دون هدف جتاري مل ختضع إلجراءات التوثيق‪ ،‬وال تظهر إال يف وثائق الشحن أو أمر التحويل كوهنا اجلهة املرسل‬
‫إليها األ موال‪ ،‬وغالبا ما تكون أجنبية مسترتة يصعب االطالع على مستنداهتا‪ ،‬بل تستعمل يف الكثري من األحيان عملية‬
‫التزوير يف األوراق والفواتري حت تظهر أمام مصاحل الضرائب أهنا حققت أرباح ولكن احلقيقة عكس ذلك‪ ،‬كما أن هذه‬
‫الشركات يرافقها خرباء ومستشارين يف املسائل القانونية واحملاسبة املالية إلضفاء الطابع القانوين على نشاطها‪( .‬حسان‪،‬‬
‫‪ ،2016-2015‬الصفحات ‪)91-90‬‬
‫‪ -2-2-2‬شركات واجهة ال متارس يف الواقع أية نشاطات فعلية أو مشروعات‪ :‬بل يتم فتح حسابات باسم الشركة داخلية‬
‫وخارجية ومن مث تكون املالذ القانوين حملاوالت عمليات غسيل األموال‪ ،‬وتكون هذه الشركات منتشرة بصورة فعلية يف الدول‬
‫اليت تفتقر إىل الرقابة احملكمة أو متتاز مبنظومة سرية العمليات املصرفية واستقرار البيئة النقدية والسياسية أو وقوعها على‬

‫‪59‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خطوط التجارة العاملية وسهولة الدخول واخلروج منها وسهولة اإلجراءات املتبعة يف تأسيس الشركات أو شرائها‪( .‬مصطفى‬
‫و الرفيعي‪ ،2008 ،‬صفحة ‪)8‬‬
‫‪ -3‬استخدام النظام المصرفي‪ :‬ميكن استخدام النظام املصريف بعدة صور منها‪:‬‬
‫‪ -1-3‬فتح حسابات جارية يف البنوك‪ :‬يتم استخدام هذه الطريقة بإيداع األموال القذرة يف العديد من احلسابات البنكية يف‬
‫بنوك وبلدان خمتلفة ويسمى ذلك بتجزئة الودائع وبقيم أقل من املبلغ احملدد للتصريح لكي ال تثار الشبهات حوهلا‪ ،‬مث يتم‬
‫حتويلها إىل بنوك أجنبية ويعاد سحبها بعد ذلك يف شكل نقدي مث حتويلها إىل البلدان األصلية للمودعني‪ ،‬وهذه التقنية‬
‫تقليدية نوعا ما يف تاريخ التبييض‪ ،‬إال مازالت منتشرة وبكثرة خاصة عند استعمال البنوك اليت ترغب يف املزيد من الودائع‪،‬‬
‫حيث يتم استبدال النقود بالشيكات املصرفية مث يتم تداول هذه الشيكات باعتبارها سندات حلاملها يف عمليات ومهية أو‬
‫مشروعات داخلية أو خارجية‪ ،‬وأسلوب جتزئة اإليداعات قد يطلق عليها إعادة هيكلتها لتفادي ظهور املعامالت يف التقارير‬
‫الدورية اليت تقدمها البنوك إىل بنوكها املركزية‪( .‬مسايلي‪ ،‬رشم‪ ،‬و بوطورة‪ ،2016 ،‬صفحة ‪)5‬‬
‫‪ -2-3‬استخدام التحويل الربقي لألموال‪ :‬تستخدم هذه األنظمة الربقية املختلفة يف تبييض األموال نتيجة السرعة الفائقة يف‬
‫حتويل األموال‪ ،‬وكذا عدم احلاجة إىل اإلعالن عن أمسائهم‪ ،‬وهناك العديد من األنظمة للتحويل الربقي أمهها‪:‬‬
‫‪ -1-2-3‬نظام الفيد واير (‪ :)FED WIR‬ويستخدم يف الواليات املتحدة حيث تقوم املؤسسات املصرفية باالتصال‬
‫هاتفيا مع غاسل االموال باستخدام شفرة حمددة متفق عليها مث يقوم النظام )‪ (FED‬مبضاهاة العبارة املشفرة مث ادخاهلا‬
‫اىل اجلهاز االلكرتوين ملعاجلتها وارساهلا اىل اجلهة املستلمة ويتم التحويل بعد ذلك لألموال على اوراق املصرف االحتياطي‬
‫الفدرايل‪.‬‬
‫‪ -2-2-3‬نظام شيبس (‪ :)CHIPS‬نقل النقود من البطاقة الذكية اىل بطاقة اخرى إلكرتونيا دون تدخل البنوك بواسطة‬
‫اهلاتف املعد لذلك‪.‬‬
‫‪ -3-2-3‬نظام (‪ :)SWIFT‬الذي خيضع لسرية كاملة ويسهل معه نقل أموال ضخمة حول العامل بسرعة فائقة عرب برنامج‬
‫(‪ ،)Swift‬وهو االكثر شيوعا بغسل األموال‪( .‬الرفايت‪ ،2007 ،‬صفحة ‪)35‬‬
‫‪ -4-2-3‬نظام احلواالت السريعة (‪ :)Wester Union‬هو نظام أمريكي إلرسال واستقبال األموال من معظم دول‬
‫العامل‪ ،‬يف مدة قصرية على أال يتجاوز املبلغ عشرة آالف دوالر ويقتصر التحويل على ذكر عبارة (عميلنا يرغب يف حتويل‬
‫مبلغ لعميلكم)‪( .‬حسان‪ ،2016-2015 ،‬الصفحات ‪)94-93‬‬
‫‪ -3-3‬التواطؤ املصريف‪ :‬يف هذه التقنية يقوم املوظفني املتورطني يف عمليات غسيل األموال بتسهيل عمليات إيداع األموال‬
‫القذرة يف البنك دون مواجهة صعوبات اإليداع والتحقيق مثل استخدام األموال عن طريق إيداعها يف حسابات املقاصة‬
‫املصرفية لفرتات قصرية مث سحبها وحتويلها إىل بنك آخر فيصعب تتبع مصدرها ألهنا تدخل وخترج خالل فرتة قصرية جدا‪،‬‬
‫وتتغري عمليات غسيل األموال من مكان آلخر ومن زمان آلخر وتبعا للمبالغ املراد غسلها وحسب الظروف احمليطة بكل‬
‫عملية‪ ،‬ويستلزم استخدام هذه التقنية تواطؤ مسؤول البنك نظرا لتحويله أموال شخصية كمعاملة مصرفية‪ ،‬فال تظهر الصفة‬

‫‪60‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشخصية ملبيض األموال‪ ،‬وإن اعتماد هذه التقنية من املستحيل الكشف عن عملية تبيض أموال بوجود تواطؤ من البنك‬
‫بسبب عدم إمكانية متييز هذه الصفقات عن التحويالت اليت جتري عادة بني بنك وآخر ألغراض مصرفية مشروعة‪.‬‬
‫‪ -4-3‬استخدام الودائع القذرة كضمان للقروض (إعادة اإلقراض)‪ :‬هنا يقوم املبيض بإيداع األموال غري املشروعة لدى‬
‫البنوك‪ ،‬مث يتم استعماهلا كضمان للحصول على قروض ميكن حتويلها هبذه الصفة إىل بلده األصلي دون خماطرة‪ ،‬ويعين هذا‬
‫من الوجهة العملية احلصول على أموال نظيفة يف مظهرها‪ ،‬وبالتايل ميكن التعامل هبا يف شراء ممتلكات أو عقد صفقات‬
‫جارية أو غريها من األنشطة األخرى‪ ،‬ليس هذا فحسب بل قد تسمح القروض للمبيض باحلصول على إعفاءات جبائية‪.‬‬
‫(مسايلي‪ ،‬رشم‪ ،‬و بوطورة‪ ،2016 ،‬صفحة ‪)5‬‬
‫‪ -4‬استغالل المؤسسات المالية األخرى‪ :‬ويكون عن طريق استخدام طرق متنوعة منها‪:‬‬
‫‪ -1-4‬املضاربة يف البورصة‪ :‬كما وظهر اجتاه حديث بدأ ينتشر حاليا يف املراكز املالية الدولية وهو تبييض األموال من خالل‬
‫البورصات وله ثالثة أساليب وهي‪:‬‬
‫‪ -1-1-4‬إنشاء شركات مسامهة‪ :‬عن طريق إنشاء شركات مسامهة وطرح أسهم هذه الشركات يف سوق البورصة‪ ،‬حيث‬
‫يلجأ مبيضي هذه األموال النامجة عن أنشطة إجرامية لبعض املستثمرين أو األفراد العاديني لالكتتاب يف أسهم هذه‬
‫الشركات‪ ،‬ولكن بأسعار تفوق أسعار الطرح األوىل وعندها سرتتفع أسعار أسهم تلك الشركات وتستقر عند مستوى‬
‫مرتفع وبالنتيجة يتم جتميع تلك األموال واليت هي أساسا األموال اليت مت تبييضها من كبار املكتتبني والذين يتقاضون‬
‫عموالت على دورهم يف هذه العملية على أهنا تعود للشركة اليت مت االكتتاب هبا باعتبارها رلوس أمواهلا وتستمر مثل‬
‫هذه الشركات للعمل يف الدولة املستقبلة لالستثمارات لسنوات عديدة‪ ،‬مث يتم بعد مدة تسييل رلوس أموال هذه الشركات‬
‫وتصفيتها وتعود إىل صاحبها يف موطنه األصلي (باعتبارها أموال مشروعة) أموال نظيفة‪.‬‬
‫‪ -2-1-4‬إنشاء حمافظ استثمارية‪ :‬كما يقوم مبيض األموال بتكوين حمفظة استثمارية يديرها له الوسيط املايل‪ ،‬مث يقوم الوسيط‬
‫(قد يكون مصرفا أو مؤسسة مالية أو مكتب وساطة‪...‬اخل) بتنفيذ عمليات داخلية على األوراق املدرجة يف تلك احملفظة‪،‬‬
‫حبيث يرفق أوامر البيع والشراء يف صفقات بأسعار مغرية ليتم من خالهلا دخول أموال جديدة إىل تلك احملفظة‪ ،‬وأحيانا‬
‫يتعمد املستثمر أو الوسيط بتنفيذ عمليات خبسارة مالية إلبعاد األنظار عن حقيقة تلك احملفظة اجلديدة‪.‬‬
‫‪ -3-1-4‬أسواق اخليارات‪ :‬وهناك أسلوب آخر يتم من خالل أسواق اخليارات وهبذه األسلوب فإن املستثمر يقوم بتنفيذ‬
‫شراء أو بيع بعض الصفقات يف األمدين املتوسط والبعيد بأسعار مرتفعة للبيع‪ ،‬وأقل من قيمتها للشراء مع بعض زبائنه‬
‫وذلك هبدف تعظيم هامش أرباحه من خالل بعض الصفقات واليت ال ميكن أن يدان من خالهلا لكوهنا تعتمد بالدرجة‬
‫األوىل على التوقعات وقراءة مستقبل املتغريات االقتصادية وبالتايل فإن وجود بعض التوقعات اليت ختالف الواقع للمستثمر‬
‫ما‪ ،‬برفعه أو خفضه لسعر ورقة مالية (السهم مثال) ال ميكن أن يثري تسالالت لدى اجلهات الرقابية‪( .‬الشمري‪،2018 ،‬‬
‫الصفحات ‪)148-147‬‬
‫‪ -4-1-4‬استخدام صناديق االستثمار‪ :‬يتم دمج أموال التبييض يف استثمارات علنية مالئمة لتغطيتها وهناك من قاموا‬
‫بتأسيس صناديق استثمار خصيصا لغرض تبييض األموال‪( .‬مسايلي‪ ،‬رشم‪ ،‬و بوطورة‪ ،2016 ،‬الصفحات ‪)8-7‬‬
‫‪61‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2-4‬االعتماد املستندي‪ :‬تتمثل هذه التقنية يف شحن ومهي للبضائع‪ ،‬تنتج عنها أموال مقابل تلك البضائع‪ ،‬ليتم التصريح‬
‫كأهنا ناجتة عن عملية الشحن الومهية‪ ،‬أو باسترياد بضائع مغشوشة ورديئة وبعيدة كل البعد عن مثنها‬
‫عن األموال املبيّضة و ّ‬
‫احلقيقي عن طريق تزوير الفواتري ومستندات الشحن ومن مث قيمة االعتماد‪ ،‬أو الفرق بني قيمته والسعر احلقيقي للبضاعة هو‬
‫املال املبيض‪( .‬خوجة ‪ ،2008-2007 ،‬الصفحات ‪)39-38‬‬
‫‪ -3-4‬مكاتب السمسرة والوساطة‪ :‬وذلك بتحويل السيولة النقدية إىل سندات وأسهم قابلة للتداول على إسم السماسرة‬
‫وما أحوج هذه الفئة إىل مثل هذه اإلمدادات‪ ،‬مث تنتقل إىل عدة متعاملني داخل األسواق املالية فيصعب الرجوع إىل مصدرها‬
‫األساسي‪ ،‬فقطاع القيم املنقولة يشكل مناخا مناسبا إلجراء عمليات الغسيل وذلك بالنظر خلصائصه ونذكر منها طابعه‬
‫الدويل كما أنه سيولة مرتفعة يقوم السمسار كوكيل أو أمني استثمار بشراء وبيع السندات لصاحل العميل‪ ،‬وبالتايل من املمكن‬
‫أن تتم عمليات البيع والشراء مع إخفاء إسم العميل‪ ،‬ومبا أن السمسار يعمل يف ظل منافسة حادة فهو ال يهتم مبشروعية‬
‫املصدر من عدمه خاصة وأن راتبه يكمن يف عالوة البيع‪( .‬مسايلي‪ ،‬رشم‪ ،‬و بوطورة‪ ،2016 ،‬الصفحات ‪)8-7‬‬
‫‪ -4-4‬شركات التأمني‪ :‬متتلك مؤسسات التأمني مثلها مثل بقية املؤسسات املالية منتجات مالية استغل املبيضون تعددها‬
‫يف الوقت الراهن لتستخدم كتقنيات يف عمليات تبييض األموال‪ ،‬حيث أصبح قطاع التأمني قطاعا ديناميكيا تعرتيه تدفقات‬
‫ضخمة من األموال بني خمتلف األطراف فيه‪ ،‬سواء بني املؤمن وشركات التأمني أو بني هذه األخرية ومؤسسات مالية أخرى‬
‫خاصة البنوك حىت أصبحت سوقا متكامال عامليا مييزها االندماج بني هؤالء األطراف يف استثمارات خمتلفة داخل األسواق‬
‫املالية وخارجها‪ ،‬ودخول العديد من املستثمرين إىل هذا القطاع جعل فرصة الكشف عن عمليات تبيض األموال عرب املؤسسات‬
‫التأمني باتت منخفضة جدا‪( .‬علواش‪ ،2007 ،‬صفحة ‪)260‬‬
‫ثانيا‪ :‬األساليب التقنية الحديثة لتبييض (غسيل) األموال‬
‫وتتمثل األساليب التقنية احلديثة لتبييض األموال فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أجهزة الصراف اآللي (‪ :)ATM machines‬فقد تبني لدى السلطات األمريكية ومن خالل تقارير العمليات املالية‬
‫املشبوهة‪ ،‬وجود استخدام متزايد ألجهزة الصراف اآليل داخل الواليات املتحدة وخارجها هبدف التملص من عمليات السحب‬
‫وااليداع النقدي املباشر‪ ،‬وبالتايل استخدام هذه األجهزة للسحب واإليداع املتكرر هبدف جتنب االكتشاف من قبل السلطات‬
‫األمنية املختصة‪( .‬القسوس‪ ،2002 ،‬صفحة ‪)41‬‬
‫‪ -2‬البطاقات الذكية (‪ :)Smart card‬هي بطاقة بالستيكية حتتوي على شرحية ميكن حفظ املعلومات الرقمية فيها‬
‫وتتوافق مع األجهزة احلاسوبية وأجهزة أخرى تعتمد قراءة البيانات داخل الشرحية وحتويلها إىل معلومات مقروءة على حسب‬
‫طبيعة الربنامج والشيفرة االلكرتونية احملفوظة هبا‪ ،‬حيث تقوم البطاقة الذكية بصرف النقود اليت كان قد سبق حتميلها من‬
‫العميل مباشرة إىل القرص املغناطيسي عن طريق ماكنة حتويل آلية (‪ ،)ATM‬أو أي تلفون معد هلذا الغرض‪ ،‬ويزيد األمر‬
‫خطورة أن للكارت الذكي خاصية االحتفاظ مباليني الدوالرات خمزنة على القرص اخلاص به (‪( .)Clip‬علواش‪،2007 ،‬‬
‫الصفحات ‪)258-257‬‬

‫‪62‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -3‬بطاقات االئتمان )‪ :(Credit cards‬يتم إصدارها إما عن طريق البنك وقد تشارك يف عضوية إصدارها كافة البنوك‬
‫على مستوى العامل حتت رعاية منظمة عاملية مثل‪ ،(Visa card, Master card) :‬وهي بطاقات تصدر للزبائن ليقوموا‬
‫بالصرف من منافذ السحب االلكرتوين باستخدام رقم سري مث يقوم بالسحب من البنك يف البلد األجنيب وبذلك حتول‬
‫األموال القذرة اىل خارج البلد ويتخلص من القيود املفروضة على نقل األموال من قبل سلطة الدولة‪( .‬رشيد و عبد القادر‪،‬‬
‫‪ ،2016‬صفحة ‪)10‬‬
‫‪ -4‬الخدمات المصرفية اإللكترونية‪ :‬من أهم و أخطر الوسائل احلديثة يف تبييض األموال‪ ،‬ما يعرف بنظام بنوك األنرتنت‪،‬‬
‫وهي يف الواقع ليست بنوكا باملعىن املتعارف عليه‪ ،‬بل هي عبارة عن وسيط يف القيام ببعض العمليات املالية‪ ،‬فيقوم املتعامل‬
‫بإدخال الشفرة السرية من أرقام و طباعتها على الكمبيوتر ومن مثة يستطيع حتويل األموال بالطريقة اليت يأمر هبا اجلهاز‪،‬‬
‫وهذه الوسيلة تتيح ملبيضي األموال نقل أو حتويل كميات ضخمة من األموال بسرعة وأمان‪ ،‬فهذه البنوك تعمل يف حميط‬
‫السرية الشاملة‪ ،‬إذ ال يكون املتعاملون فيها معلومي اهلوية‪ ،‬أضف إىل ذلك أن هذه البنوك غري خاضعة ألية لوائح أو قوانني‬
‫رقابية‪ ،‬و يزداد األمر خطورة إذا علمنا أن احلدود الوطنية ليست عائقا أمام إجراء أي حجم من املعامالت املالية عن طريق‬
‫هذه البنوك بطريقة فورية ودون إمكانية تعقبها‪( .‬الرفايت‪ ،2007 ،‬الصفحات ‪)38-37‬‬
‫‪ -5‬االتصاالت اإللكترونية‪ :‬لقد استغلت االتصاالت اإللكرتونية يف تزويد معلومات مظللة وغري دقيقة حول أسعار األسهم‬
‫والسندات من خالل ما توفره من خدمات إليكرتونية كالربيد اإللكرتوين على الشبكة‪ ،‬ومنتديات احلوار والنقاش‪ .‬مما يدفع‬
‫املستثمرين إىل عمليات بيع وشراء خاطئة أستغلها مبيضو األموال يف حتقيق أرباح طائلة من شأهنا أن توفر الغطاء القانوين‬
‫الالزم لألموال القذرة اليت يعملون على تبييضها‪ ،‬وأقرب مثال عليها ما حصل يف بورصة السعودية من اهنيار كبري عام ‪2005‬‬

‫وكانت املواقع اإللكرتونية‪( .‬الرفايت‪ ،2007 ،‬صفحة ‪)38‬‬


‫‪ -6‬التشفير والنقود اإللكترونية‪ :‬تعد النقود االلكرتونية إحدى أهم أنظمة النقد والصرف إغراء لغاسلي األموال الستحالة‬
‫تعقبها وسريتها وسرعتها‪ ،‬إذ ميكن حتويل أي مبلغ كان من خالهلا يف فرتة وجيزة جدا من الزمن ودومنا إعاقات أو حواجز‬
‫جغرافية أو مصرفية‪ ،‬وبإجراء عمليات التشفري تصبح النقود االلكرتونية مبثابة نقد ورقي تقليدي فهي ملك حلائزها‪ ،‬ومىت مت‬
‫سحب أو إيداع هذه النقود عن طريق شبكة االنرتنت يستطيع حائزها أن ينفقها يف أي وجه يريد‪ ،‬كما ميكن من خالل‬
‫ذلك إجراء عمليات غسيلها‪ ،‬وبصورة ال تتيح االشتباه هبا أو الكشف عنها عن طريق تنفيذ العملية املالية بني الطرفني‬
‫املتعاملني على الشبكة دون احلاجة لوجود وسيط ثالث بينها كالبنك مثال‪( .‬بن علية‪ ،2010-2009 ،‬الصفحات ‪-47‬‬
‫‪)48‬‬
‫هذا وباإلضافة إىل العديد من األساليب والطرق اليت يلجأ إليها املبيضون واليت ال ميكن حصرها يف مجال أو عدد معني‪،‬‬
‫خاصة وأن هذه األساليب تتطور بسرعة فائقة أو يتم استحداث أساليب جديدة متاما‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫تحويل األموال عالميا ودور المراكز المالية الدولية في هذه التحويالت‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬


‫من خالل كل ما مت التطرق إليه يف هذا الفصل تبني أن تطور حركة األموال عامليا كانت له دوافع حتمية فرضتها‬
‫بالدرجة األويل العوملة املالية اليت اجنر عنها االنفتاح والتحرير املايل‪ ،‬وهذا التطور أوصل حتويالت األموال عامليا إىل ماهي عليه‬
‫اآلن باعتبارها احملرك الرئيسي لالقتصاد العاملي‪ ،‬وألهنا الطريقة األمثل لنقل األموال من أصحاب الفوائض الراغبني يف االستثمار‬
‫لتوظيف وزيادة أموهلم إىل أصحاب العجز الراغبني يف متويالت ملشاريعهم‪.‬‬

‫إال أن هذه التحويالت كانت فيما مضى تعرتضها الكثري من العوائق لصعوبة طرق تنفيذها وقلة القنوات اليت تتم من‬
‫خالهلا‪ ،‬لكن ظهور وتطور املراكز املالية الدولية وسيطرهتا على النظام املايل العاملي من خالل بسط سلطتها باتساع رقعتها وتنوع‬
‫مؤسساهتا‪ ،‬سهل وطور أساليب وأدوات التحويالت املالية عامليا‪.‬‬

‫كل هذا جعل هلذه املراكز املالية الدولية دورا كبريا ومهما لتعبئة املوارد واملدخرات الالزمة للتمويل العاملي‪ ،‬وتطوير‬
‫حركة األموال على مستوى العامل من خالل آليات متطورة وقنوات كثرية تسهل وتزيد من هذه التحويالت‪.‬‬

‫على الرغم من املسامهة الكبرية للمراكز املالية الدولية والدور األساسي الذي تؤديه يف حتويل األموال عامليا‪ ،‬فقد تشكل‬
‫بعض هذه املراكز غطاء ملمارسات غري قانونية ولكن بغطاء قانوين‪ ،‬السيما يف ظل السياسات والقوانني اخلاصة اليت حتكمها‪،‬‬
‫من خالل تسهيل انتقال األموال املبيضة بشكل مل يسبق له مثيل بسبب حرية حركة األموال عامليا عرب قنواهتا املختلفة‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل التطبيقي‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز‬
‫مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫تمهيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد‪:‬‬
‫تعد شركات األوفشور أحد أوجه العوملة املالية‪ ،‬وكما هو معروف فهي اجلزء األكثر تطورا يف النظام الرأمسايل‪ ،‬وقد تعددت‬
‫تسمياهتا فهي‪ :‬نظام األوفشور أو املالذات الضريبية أو الشركات اخلارجية أو بنوك األوفشور أو اجلنات الضريبية‪.‬‬

‫وجيدر الذكر أن شركات األوفشور ليست ظاهرة جديدة‪ ،‬بل توسع استخدامها يف العشرين عاما املاضية لتشمل مجموعة من‬
‫األسواق اجلديدة للشركات اخلارجية‪ ،‬إذ أنه ما يقرب من ثلثي إمجايل األصول املالية العاملية موجودة يف اخلارج يف بلدان "املالذات‬
‫الضريبية" غالبا من خالل شركات األوفشور‪.‬‬

‫تعود تسمية األوفشور إىل الصناعة النفطية‪ ،‬ويقصد هبا البئر النفطية املوجودة يف البحر‪ ،‬أي خارج احليز الرتايب القاري‪ ،‬ويتميز‬
‫هذا النوع من اآلبار بسهولة االستغالل وجودة اإلنتاج ووفرته‪ ،‬ووجدت التسمية مكانا هلا يف قطاع املال واألعمال لتدل على الشركات‬
‫املسجلة خارج البلد‪ ،‬واليت تتميز باخنفاض تكلفتها الضريبية ورمزية تكاليف الصيانة واحملاسبة واخنفاض تكلفة التأسيس والضمانة‬
‫االستثمارية‪ ،‬وميكن للمالك أن يدير شركته عرب وسيط ويكون هو وراء الستار ويستطيع بذلك إخفاء هويته احلقيقية وكذا ممارساته‬
‫املشبوهة‪ ،‬وكل هذه األسباب هي اليت جتعل املستثمرين باختالف توجهاهتم يستفيدون من شركات األوفشور من أجل حتقيق أهدافهم‪.‬‬

‫إن انتشار أسواق األوفشور وتركزها يف مناطق معينة‪ ،‬ما هو إال نتيجة للمزايا اليت توفرها الدول احلاضنة هلذا النوع اخلاص من‬
‫املراكز املالية الدولية‪ ،‬فالكل يسعى لتحقيق أهدافه من خالل هذه املزايا عن طريق شركات األوفشور املنشئة فيها على اختالف وتعدد‬
‫أشكاهلا‪ ،‬وكذا طرق تأسيسها وتسيريها بسبب اختالف أسواق األوفشور‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة إىل أن املمارسات املشبوهة لشركات األوفشور ليست جبديدة‪ ،‬ولكن ظهورها للعلن هو ما كشف حقيقتها‬
‫للجمهور وخاصة يف السنوات األخرية‪ ،‬وكان ذلك من خالل التسريبات اليت حصلت واليت كشفت الفضائح املالية للعديد من القادة‬
‫والسياسيني والشركات العمالقة واملشاهري بصفة عامة‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مدخل نظري لشركات األوفشور‬


‫إن شركات األوفشور أو املالذات الضريبية أو ما شاعت تسميته بالتسهيالت املصرفية‪ ،‬ال خيلو من كونه عبارة عن نوع خاص من‬
‫املراكز املالية الدولية اليت أصبحت منتشرة يف أاحاء العامل‪ ،‬واليت يتم من خالهلا حتويل األموال إىل مناطق يصعب الوصول إليها‪ ،‬وتأمني‬
‫أصول املستثمرين يف مؤسسات مالية أجنبية‪ ،‬وميكن استخدامها لتجنب بعض الظروف غري املواتية يف حالة االحتفاظ باألموال يف‬
‫مؤسسة مالية يف الدولة األم‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم شركات األوفشور‬
‫تعترب شركات األوفشور نوعا من الشركات‪ ،‬اليت أعطتها األنظمة الدولية التجارية احلديثة تعريفات كثرية ألنه من الصعب حتديد‬
‫تعريف دقيق هلا‪ ،‬إذ يعد مصطلح املالذات الضريبية هو املستخدم عادة يف وسائل اإلعالم وعند اجلمهور‪ ،‬يف حني أن الصناعة‬
‫تفضل مصطلح املركز املايل اخلارجي أو شركات األوفشور أو التسهيالت املصرفية‪ ،‬ولفهمها أكثر سيتم تناول مراحل نشأهتا وتطوها‬
‫وتعريفها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نشأة وتطور شركات األوفشور‬
‫منذ العصور القدمية‪ ،‬شكلت األراضي غالبا كجزر البحر الكارييب واحمليط اهلادئ‪ ،‬مناطق محاية ألساطيل القوى العظمى‬
‫وموانئ استقبال للسفن حلماية نفسها من القراصنة أو سوء األحوال اجلوية ‪....‬‬
‫ويُذكر أ ّن نظام "األوفشور" تعود دوافعه االقتصادية األوىل إىل عشرينيات القرن املاضي إذ بدأ العمل به منذ احلرب العاملية‬
‫األوىل (‪ ،)1918-1914‬حينما زادت احلكومات الضرائب بنسبة كبرية لتغطية نفقات احلروب‪ ،‬ووقوع أزمة عام ‪1929‬‬
‫وظهور السياسات الكينزية‪ ،‬ازداد الضغط القانوين واملايل يف البلدان املتقدمة‪ ،‬مما خلق فجوة مع قوانني املناطق منخفضة‬
‫الضرائب‪( Bouches-du-Rhône , 1999, p. 2) .‬‬
‫وبعدهـ ـا سنّت سويسرا عام ‪ 1934‬قانون « السري ـة » الشهري الذي جعل من انتهاك السرية املصرفية جرمية جنائية‪ ،‬ولكن‬
‫أول بروز لشركات األوفشور يف أوروبا يف فرتة اخلمسينات‪ ،‬حيث عمدت دول الكتلة االشرتاكية يف أوربا إىل سحب أرصدهتا‬
‫الدوالرية من البنوك األمريكية وإيداعها إىل البنوك األوروبية‪ ،‬بعدما خشيت أن تقوم احلكومة األمريكية بتجميد أرصدهتا يف‬
‫وقت التوتر حيث احتفظت هذه البنوك بالودائع يف صورهتا الدوالرية دون أن تلجأ إىل حتويلها إىل عملتها احمللية وهذا ألن‬
‫الدوالر كان العملة األقوى آن ذاك ومن مث أطلق " دوالر األوفشور" على الودائع بالدوالر املوجودة يف أوروبا أو يف فروع لبنوك‬
‫أمريكية يف أوروبا‪.‬‬
‫واستمر انتشارها وتطورها يف أوروبا من خالل جذب املستثمرين إىل لوكسمبورغ من أملانيا وفرنسا وبلجيكا من بداية‬
‫سبعينات القرن املاضي نتيجة اخنفاض الضرائب على الدخول‪ ،‬والعمل بقاعدة السرية املصرفية‪ ،‬ونتيجة لذلك ارتفعت قيمة‬
‫األصول هلؤالء املستثمرين مبعدل ‪ %8‬سنويا للفرتة من ‪( .1997-1987‬زهار‪ ،2019 ،‬صفحة ‪)1‬‬
‫مث استمر بروز شركات األوفشور إىل الواجهة نتيجة التشريعات املالية املصرفية الصارمة خالل فرتة الستينات والسبعينات‬
‫من القرن املاضي يف الدول الصناعية مثل‪ :‬متطلبات االحتياطي القانوين‪ ،‬حتديد معدالت الفائدة‪ ،‬فرض قيود على التعامل‬
‫ببعض املنتجات املالية‪ ،‬الرقابة على رأس املال وإجراءات اإلفصاح املايل‪ ،‬وتعترب هذه اإلجراءات الصارمة السبب األساسي‬
‫لظهور وتطور شركات األوفشور‪ ،‬فإثر اإلعالن عن هذا النظام اجلديد قامت املصارف األمريكية واملؤسسات املالية التابعة هلا‬
‫بإقامة مثل هذه املناطق يف أاحاء خمتلفة من العامل‪ ،‬وخاصة يف أوروبا ويف الشرقني األوسط واألقصى ولعل أكثر هذه املراكز‬
‫نشاطا هي تلك اليت أنشأت يف جزر الكارييب والبحرين‪ ،‬وأشارت التقديرات إىل أن حجم عملياهتا يبلغ احو ‪ 1500‬مليار‬
‫دوالر سنويا واجلدير باملالحظة أن أهم مصادر متويل نظام األوفشور هي أسواق العمالت الدولية‪ ،‬وبالدرجة األوىل سوق‬
‫‪67‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫اليورو دوالر وخصوصا بعد زيادة العائدات النفطية عام ‪ 1975-1974‬وعام ‪ 1979‬ونشوء ما مسي بالدوالرات النفطية‬
‫واليت متثل هي األخرى نوعا آخرا من الدوالرات اليت تقع خارج دائرة التأثري الفعلي للواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬وجتدر اإلشارة‬
‫إىل أنه بعد عام ‪ 1996‬حصلت هناك زيادة كبرية يف التعامل باحلسابات املصرفية بغري الدوالر‪ ،‬مما شجع على التوسع يف‬
‫إنشاء شركات األوفشور‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بظهور شركات األوفشور يف قارة آسيا فقد بدأت نشاطاهتا بعد عام ‪ ،1968‬عندما انطلقت يف سنغافورة‬
‫سوق الدوالر اآلسيوي وإصدار الوحدات النقدية اآلسيوية‪ ،‬وقد مت إنشاء سوق الدوالر اآلسيوي ليكون بديال لسوق لندن‬
‫لليورو دوالر لالستثمار يف الفائض النفطي يف كل من اندونيسيا وماليزيا‪.‬‬
‫أما يف الشرق األوسط فكانت البداية يف دولة البحرين لتلعب دور مركز التحصيل للفائض للمنطقة خالل منتصف‬
‫السبعينات بعد إصدار التشريعات املصرفية املناسبة وتقدمي التسهيالت الضريبة اليت قادت إىل إنشاء شركات األوفشور‪ ،‬ويف‬
‫الوقت احلاضر هناك ما يزيد على ‪ 500‬شركة أوفشور منتشرة يف خمتلف أاحاء العامل‪( .‬زهار‪ ،2019 ،‬صفحة ‪)1‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)07‬مراحل نشأة وتطور شركات األوفشور‬

‫منذ الحرب العالمية األولى‬

‫قانون « السرية » في سويسرا‬


‫سنة ‪1934‬‬

‫فترة الخمسينات‬

‫فترة الستينات والسبعينات‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبة اعتمادا على‪:‬‬


‫‪ -‬زهار مرمي وفاء‪ ،‬نظام األوفشور‪ ،‬مجلة عمران‪ ،2019 ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪Sources:‬‬
‫‪- Bouches du Rhône, Les Paradis Bancaires & Fiscaux Trous Noirs de la Finance Mondiale,‬‬
‫‪Commission Paradis Fiscaux & Traités Internationaux, Marseille, 1999, P 2.‬‬

‫‪68‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف شركات األوفشور‬


‫أوالً وقبل كل شيء‪ ،‬من الضروري تعريف مصطلح األوفشور (‪ ،)Offshore‬حيث تتعلق شركة األوفشور بإدارة أو‬
‫تسجيل أو إجراء أو عمل يف بلد أجنيب‪ ،‬غالبا مبزايا مالية وقانونية وضريبية‪ ،‬ومتتلك شركة أوفشور مجموعة متنوعة من‬
‫االستخدامات والفوائد للعمالء الراغبني يف االخنراط يف التجارة املالية الدولية وأنشطة االستثمار‪ ،‬اعتمادا على الوالية القضائية‬
‫اخلارجية احملددة ‪ ،‬إذ تتمتع الشركة اخلارجية (األوفشور) باملزايا التالية‪ :‬سهولة التأسيس‪ ،‬احلد األدىن من الرسوم‪ ،‬عدم وجود‬
‫ضوابط على العمالت األجنبية‪ ،‬السرية العالية‪ ،‬واملزايا الضريبية‪.‬‬
‫‪ -1‬التعريف األول‪ :‬يعرف قاموس إسكفورد للتمويل والبنوك‪ ،‬شركات األوفشور بأهنا " ممارسة تقدمي اخلدمات املالية يف مواقع‬
‫جتذب الزبائن غري املقيمني إليها نتيجة اخنفاض الضرائب‪ ،‬هذا يعين أن الفرق األساسي بني البنوك التقليدية وبنوك األوفشور‬
‫هو أن خدمات هذه األخرية هي عادة ال تكون ملواطين البلد الذي تعمل فيه"‪(oxford learners dictionaries, .‬‬
‫)‪2020‬‬
‫‪ -2‬التعريف الثاني‪ :‬يشري املصطلح األوفشور إىل "موقع خارج احلدود الوطنية للفرد‪ ،‬سواء كان هذا املوقع قائما على األرض‬
‫أو املياه أم ال‪ ،‬وميكن استخدام املصطلح لوصف البنوك والشركات واالستثمارات والودائع األجنبية معا‪ ،‬وجيوز لشركة ما‬
‫االنتقال بشكل قانوين إىل اخلارج بغرض التهرب الضرييب أو للتمتع باللوائح املخففة‪ ،‬وميكن أيضا استخدام املؤسسات‬
‫املالية اخلارجية ألغراض غري مشروعة مثل غسيل األموال والتهرب الضرييب‪ ،‬كما ميكن أن تشري شركات األوفشور إىل‬
‫مجموعة متنوعة من الكيانات أو احلسابات األجنبية من أجل التأهل للعمل يف اخلارج‪ ،‬وجيب أن تكون احلسابات أو‬
‫قائما يف أي بلد خبالف الدولة األم للعميل أو املستثمر‪ ،‬العديد من البلدان واألقاليم والواليات القضائية لديها‬
‫الكيان ً‬
‫مراكز مالية خارجية"‪(www.investopedia.com, 2020) .‬‬
‫‪ -3‬التعريف الثالث‪ :‬تعرف العديد من دول العامل بكوهنا "مالذات ضريبية" أو "جنات ضريبية"‪ ،‬أي‪" :‬املستقر الذي خيفي‬
‫فيه األثرياء أمواهلم‪ ،‬حيث تنشط عمليات غسيل األموال‪ ،‬وإخفاء ثروات الشعوب‪ ،‬عرب إنشاء شركات وحسابات بنكية‬
‫ومهية تُساعد يف التهرب من الضرائب والرقابة على الرتبح من الوظائف الرمسية‪ ،‬فيما خيص السياسيني والشخصيات الدولية‪،‬‬
‫ومل تعد املالذات مقصورة على اجلزر‪ ،‬بل أضحت موجودة يف قلب العواصم الكربى واملراكز املالية الدولية‪ ،‬مما أنتج خارطة‬
‫فك شفراهتا"‪(www.bbc.com, 2017) .‬‬ ‫عاملية معقدة لتلك املعامالت يصعب ّ‬
‫‪ -4‬التعريف الرابع‪ :‬شركة األوفشور هي "شركة يتم تأسيسها أو تسجيلها يف بلد آخر‪ ،‬أي خارج املكان الذي يعيش فيه‬
‫مستثمروها الرئيسيون‪ ،‬وهي أيضا شركة خارجية إذا قمت بتسجيلها يف اخلارج حيث توجد مكاتبها وعملياهتا الرئيسية‪،‬‬
‫مبعىن آخر‪ ،‬إذا كان مستثمرها الرئيسي يف البلد (أ)‪ ،‬لكنه قام بتسجيلها يف البلد (ب)"‪.‬‬
‫)‪(www.marketbusinessnews.com, 2020‬‬
‫ومن خالل التعاريف السابقة ميكن القول على شركات األوفشور بأهنا‪" :‬كيانات مالية ال ختضع للسلطات الرقابية‬
‫والتنظيمية يف الدول اليت تقوم مبزاولة أنشطتها على أراضيها‪ ،‬كما أهنا تقع خارج نطاق سيطرة دولة إقامة املودع أو املستثمر‪،‬‬
‫ولكن ال حتتاج الشركة اخلارجية بالضرورة إىل أن تكون موجودة يف بلد مالذ ضرييب‪ ،‬هذا يعين أنه ميكن تشكيل شركة‬
‫خارجية يف بلدان ذات معدالت ضرائب عالية على الشركات أو ميكن أن ينطبق املصطلح بنفس السهولة على شركة مت‬
‫تشكيلها يف بلد مع معدل ضرائب صفري أو منخفض جدا‪ ،‬مع شرط أن تكون هذه الدول ليس لديها لوائح وشروط‬
‫صارمة للتأسيس والضرائب وتكاليف اإلنشاء واإلدارة والرقابة"‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب اللجوء لشركات األوفشور‬


‫يتم اللجوء إىل شركات األوفشور من طرف العديد من املستثمرين ألسباب عديدة واستخدامات متنوعة منها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تقليل العبء الضريبي‬
‫ميكن القول أن هذا هو السبب الرئيسي للعديد من الشركات واألشخاص للجوء إىل شركات األوفشور‪ ،‬ومن األمثلة هلذا‬
‫االستخدام لتقليل العبء الضرييب‪:‬‬
‫‪ .1‬حتقيق أرباح من الدول ذات الضرائب املنخفضة أو املعدومة يف املنطقة املعفاة من الضرائب يف بلد التأسيس؛‬
‫‪ .2‬اإلعفاء من تقدمي التقارير عن األوضاع املالية لشركات األوفشور؛)‪(www.offshori.com, 2020‬‬
‫‪ .3‬ختفيض الوعاء الضرييب من خالل استخدام شركة األوفشور كوسيط يف عمليات التداول؛‬
‫‪ .4‬حيازة املمتلكات من طرف شركة األوفشور نيابة عن املستثمر‪ ،‬واليت ميكن أن توفر بشكل كبري ضريبة الدخل واألرباح‬
‫ورأس املال‪ ،‬وكذلك الضرائب على املمتلكات املستلمة كإرث؛‬
‫‪ .5‬تسجيل السفن واليخوت يف املناطق البحرية ونقلها إىل ملكية الشركات اخلارجية لتجنب فرض الضرائب على أرباحها من‬
‫التأجري واالستخدامات األخرى؛‬
‫‪ .6‬الناتج من الدخل الضرييب من استخدام حقوق التأليف والنشر وبراءات االخرتاع والعالمات التجارية عن طريق بيع‬
‫الرتاخيص لشركات األوفشور يف املمتلكات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حماية األصول‬
‫تعد شركات األوفشور أدوات جيدة حليازة مجيع أنواع األصول العاملية كقاعدة عامة‪ ،‬ويتم تسجيل شركات األوفشور‬
‫الشرعية على أساس مبدأ املسؤولية احملدودة‪ ،‬لذلك فإن الشركة ال تفي بأصوهلا اللتزامات أصحاهبا وفقا لذلك‪ ،‬عند سحب‬
‫األصول يف مناطق األوفشور‪ ،‬إذ ميكن ملالك هذه األصول التأكد من سالمتها‪(www.eltoma-global.com, 2020, .‬‬
‫)‪p. 3‬‬
‫ثالثا‪ :‬المحافظة على السرية‬
‫أساس شركات األوفشور هو السرية‪ ،‬انطالقا من تأسيسها‪ ،‬مرورا بتسيري عملياهتا ووصوال إىل أهدافها‪ ،‬لذا يتم اللجوء‬
‫إليها لـ‪:‬‬
‫‪ .1‬يتم ضمان مستوى عال من السرية حيث ال يتم اإلفصاح عن املعلومات املتعلقة باهليكل الداخلي للشركة (تفاصيل املديرين‬
‫واملسامهني واملالكني املستفيدين) للسلطات؛ )‪(www.offshori.com, 2020‬‬
‫‪ .2‬هناك مسة مميزة ألغلبية التشريعات اليت توفرها االختصاصات القضائية اخلارجية (مناطق األوفشور)‪ ،‬هلا حظر قانوين على‬
‫الكشف عن أي معلومات حول سرية أصحاب األعمال أو املسامهني يف شركة األوفشور‪ ،‬وال جيوز إصدار مثل هذه‬
‫املعلومات إال حبكم صادر عن حمكمة دولية أو حملية‪ ،‬لذلك فإن احلصول على معلومات حول املالكني املستفيدين لشركة‬
‫خارجية أوفشور) يكاد يكون مستحيال‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التخزين اآلمن لألموال‬
‫جيد العديد من األثرياء واملستثمرين والشركات مشكلة يف إجياد أماكن آمنة بعيدة لالحتفاظ بأمواهلم لعدة أسباب منها‬
‫التهرب من السلطات الضريبة‪ ،‬أو ألسباب اجتماعية مثل اإلرث والطالق‪ ،‬لذلك تشكل شركات األوفشور وسيلة ممتازة‬
‫لتخزين األموال‪ ،‬حيث مجرد أن جتمع رحبا كافيا تضعه يف بنك آمن وموثوق‪ ،‬مع وصول فوري على مدار الساعة‪ ،‬حتت تصرفك‬
‫وحركتك احلرة عامليا‪ ،‬وأحيانا بسب النزاعات السياسية أو السياسات املالية‪ ،‬ومن أجل محايتها من عدم االستقرار السياسي‬
‫‪70‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫اليت تعيشها الدول‪ ،‬يف هذه احلالة ميكن أن يكون احلل تسجيل شركة خارجية للتصرف نيابة عن العميل كمدير أو شخص‬
‫مفوض بتوكيل عام (أي املدير الذي سيظهر على الورق فقط)‪ ،‬وسيكون العميل احلقيقي قادرا على إدارة حساب شركته عرب‬
‫اإلنرتنت‪ ،‬واحلصول على بطاقات خاصة للشركة‪ ،‬واحلصول على أمواله مجانا على مدار الساعة‪ ،‬وسيتم إعفاله متاما من أي‬
‫ضرائب مع االلتزام الكامل باخلصوصية‪(www.eltoma-global.com, 2020, p. 3).‬‬
‫خامسا‪ :‬تنويع العمالت‬
‫تتيح التسهيالت املصرفية اخلارجية أو شركات األوفشور ألصحاب احلسابات امتالك حمفظة عمالت متنوعة يف حساباهتم‬
‫اخلارجية‪ ،‬مبعىن آخر ميكنك امتالك عمالت خمتلفة يف حساباتك‪ ،‬وكذلك إجراء معامالت بعمالت متعددة‪ ،‬هبذه الطريقة ال‬
‫ميكن أن يتأثر حسابك بسهولة بتقلبات العملة اليت ميكن رليتها غالبا يف موطنك‪.‬‬
‫ساسا‪ :‬من جهة الدول التي تجيز تأسيس هذا النوع من الشركات على أراضيها‪:‬‬
‫‪ .1‬احلفاظ على رلوس األموال داخل النطاق االقتصادي للدولة؛‬
‫‪ .2‬حماولة استقطاب رلوس أموال أجنبية وذلك بغية خلق مجاالت اقتصادية رحبة توفر أُطرا جديدة للعمل وتُعزز مناخ‬
‫االستثمار يف السوق احمللي؛‬
‫‪ .3‬االلتزام بعدم الكشف عن هوية العميل ولو كان الراغب يف ذلك مؤسسة حكومية؛‬
‫‪ .4‬عدم جترمي فعل تبييض االموال‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬من جهة المستثمرين في هذا النوع من الشركات‪:‬‬
‫‪ .1‬استخدامها كشركات أجنبية يف العطاءات احلكومية؛‬
‫‪ .2‬ضمان جزء من أمواهلم عند حجزها من احلكومة؛‬
‫‪ .3‬التهرب من هيئات غسيل األموال؛‬
‫‪ .4‬تشغيل األموال خلف أمساء مستعارة‪(bbc Incorp, s.d.) .‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المستفيدون من شركات األوفشور‬


‫ليس من الضروري حتقيق إيرادات ضخمة من أجل تسجيل شركة أوفشور ومحاية عملك من املخاطر أو اخلسائر الضريبية‪،‬‬
‫حىت إذا كنت متتلك شركة صغرية‪ ،‬فإن استخدام شركة أوفشور ميكن أن يساعدك يف إدارة رأس املال بشكل فعال‪ ،‬مع تقليل‬
‫العبء الضرييب وتوسيع نطاق تطوير عملك‪ ،‬لذا فإن استخدامات شركات األوفشور أو املستفيدون منها متعددون‪:‬‬
‫أوال‪ :‬رجال األعمال‬
‫يسمح لك إنشاء شركة أوفشور ببدء النشاط التجاري دون االضطرار إىل التعامل مع إجراءات تأسيس بنية حتتية معقدة‪،‬‬
‫وتسمح لك هذه الشركة بإنشاء سريع لكيان مستقر له إدارة بسيطة‪ ،‬ويتمتع جبميع مزايا السلطة القانونية اخلارجية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التجارة عبر اإلنترنت (التجارة اإللكترونية)‬
‫ميكن للمتداولني والبائعني عرب اإلنرتنت استخدام شركة األوفشور لتسجيل إسم املوقع وإدارة املواقع اإللكرتوين‪ ،‬وقد تكون‬
‫شركة األوفشور مثالية لألشخاص الذين يديرون أعماهلم على شبكة اإلنرتنت‪ ،‬وميكنك اختيار نطاق السلطة القانونية لتأسيس‬
‫شركتك وذلك لالستفادة من املزايا املتعددة اليت تقدمها هذه السلطات القانونية املختلفة‪(Bethel Finance, 2020) .‬‬

‫‪71‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬الخبراء االستشاريون‪/‬المستشارون‬


‫ميكنك أيضا إدارة أعمال االستشارات اخلاصة بك من خالل شركة األوفشور‪ ،‬وستجد أنه من األسهل أن تدير شركتك‬
‫إذا كانت مسجلة داخل سلطة قانونية (بلد) مستقرة‪ ،‬ومن املمكن االستفادة من مجيع نقاط القوة االجيابية هلذا البلد‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬األعمال التجارية الدولية‬
‫ميكن تنفيذ األعمال التجارية الدولية من خالل شركة أوفشور‪ ،‬حيث يتم حتطيم العديد من احلواجز التجارية وتسهيل‬
‫االتصاالت الدولية‪ ،‬والتعامل مع عمليات الشراء والبيع‪ ،‬مستفيدة من حقيقة أن أرباحها لن يتم فرض ضرائب عليها‪ ،‬أو عند‬
‫مستوى منخفض فقط‪ ،‬اعتمادا على االختصاص القضائي‪ ،‬وهذا النوع من االستخدام مثري لالهتمام بشكل خاص حيث‬
‫يتم بيع البضائع من بلد ما يف بلد آخر بينما تكون مقيما يف بلد آخر متاما‪(Offshore Company Corp, 2020) .‬‬
‫خامسا‪ :‬امتالك حقوق الملكية الفكرية‬
‫ميكن أن تكون امللكية الفكرية جزءا كبريا من األصول اليت جيوز تسجيلها كأي نوع من حقوق امللكية الفكرية مثل‪:‬‬
‫براءات االخرتاع وهي أكثر أنواع امللكية الفكرية شيوعا‪ ،‬لكن التصميمات وحقوق التأليف والنشر مؤهلة أيضا‪ ،‬يف بعض‬
‫احلاالت‪ ،‬حىت العالمات التجارية واألمساء التجارية مؤهلة حلماية امللكية الفكرية‪ ،‬كلها ميكن تسجيلها باسم شركة أوفشور‬
‫كما ذكرنا سابقا‪ ،‬وكما جيوز للشركة أيضا شراء أو بيع هذا النوع من احلقوق‪ ،‬وقد مينح أيضا حقوق االستخدام ألطراف ثالثة‬
‫مقابل املدفوعات اليت ستُعترب إيرادات وبالتايل ستستفيد من املستوى الضرييب املنخفض أو الصفري للضرائب يف الوالية القضائية‬
‫اليت مت تسجيلها فيها‪( Morgan C. , 2019) .‬‬
‫سادسا‪ :‬حماية الممتلكات المنقولة وغير المنقولة‬
‫تستخدم الشركات اخلارجية لالحتفاظ باملمتلكات املنقولة (مثل اليخوت) واملمتلكات غري املنقولة (مثل املنازل واملباين)‪،‬‬
‫باإلضافة إىل السرية‪ ،‬كما تشمل املزايا اليت يقدموهنا اإلعفاء من أنواع معينة من الضرائب (مثل الضرائب املستحقة على‬
‫املرياث)‪ ،‬ولكن جتدر اإلشارة مع ذلك إىل أن بعض البلدان ال تسمح باكتساب املمتلكات املنقولة وغري املنقولة من خالل‬
‫شركات األوفشور‪ ،‬وبالتايل يُنصح أولئك األشخاص الذين يرغبون يف تكوين شركة أوفشور بالتواصل مع السلطة املختصة يف‬
‫البلد املعني قبل البدء بتأسيس الشركة‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬أغراض الميراث‬
‫يف بعض البلدان ميكن استخدام شركة األوفشور (بشرط دفع مجيع التكاليف املرتبطة بتشغيلها) كوسيلة لتجنب قوانني‬
‫ضريبة املرياث‪ّ ،‬أما حتسني االلتزام الضرييب املتعلق باملرياث‪ ،‬فيمكن أن يتم من خالل دمج شركة األوفشور مع مؤسسة ما أو‬
‫مع أحد الصناديق االئتمانية‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬سماسرة البورصة أو وسطاء األسهم المالية أو العمالت األجنبية (الفوركس)‬
‫تستخدم شركات األوفشور يف كثري من األحيان ملعامالت األسهم أو العمالت األجنبية‪ ،‬وقد يتم إجراء املعامالت يف‬
‫بعض احلاالت مع حساب مفتوح حتت اسم الشركة‪(Bethel Finance, 2020) .‬‬

‫‪72‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ :‫الفصل التطبيقي‬

‫ المستفيدون من شركات األوفشور‬:)08( ‫الشكل رقم‬

‫حماية الممتلكات‬
‫المنقولة وغير‬
‫المنقولة‬

‫المستشارون‬ ‫التجارة‬
‫اإللكترونية‬

‫أغراض‬ ‫من يستطيع االستفادة‬


‫الميراث‬ ‫من شركات األوفشور؟‬ ‫الفوركس‬

‫األعمال‬
‫رجال‬
‫التجارية‬
‫األعمال‬
‫الدولية‬
‫حماية حقوق الملكية‬
‫الفكرية‬

Source : préparé par l'étudiant en fonction de :


- Chris Morgan, 7 Reasons to Take Your Company Offshore Cayman Enterprise City, 2019, p1.
https://www.caymanenterprisecity.com/blog/7-reasons-to-take-your-company-offshore
- Offshore Company Corp, Who should use an offshore company ?, 2019, p 1.
https://www.offshorecompanycorp.com/faq/who-should-use-an-offshore-company.
- Bethel Finance Advices, Everything you need to know to create an offshore company, 2020, p1.
https://www.bethelfinance.com/faqoffshoreincorporation/

73
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آليات تحويل األموال عالميا وفق شركات األوفشور وأهم أسواقها‬
‫هناك العديد من اآلليات لتحويل األموال إىل حساب خارجي‪ ،‬خارج منطقة نفوذ وسيطرة السلطات احمللية‪ ،‬للعديد من األسباب‬
‫الوجيهة‪ ،‬هذا بالطبع ليس غري قانوين يف مجيع احلاالت‪ ،‬وهو خيار شرعي متاما لألشخاص الذين يرغبون يف احلفاظ على خصوصيتهم‬
‫املالية بالطبع‪ ،‬ولكن من املهم قبل أن يتم إخفاء األموال‪ ،‬أن تُدفع مجيع الضرائب الالزمة‪ ،‬أما إذا كان التحويل ألغراض غري قانونية‬
‫مثل التهرب الضرييب أو غسيل األموال‪ ،...‬فهنا يظهر دور أسواق األوفشور املنتشرة يف العامل واليت يتم فيها تأسيس شركات األوفشور‬
‫وتسيريها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أهم أسواق (مناطق) األوفشور‬


‫تقوم ماليني احلسابات وعشرات اآلالف من الشركات الومهية بإدارة وإعادة تدوير تريليونات الدوالرات سنويا من الناتج العاملي‬
‫اإلمجايل‪ ،‬وتستفيد اجلرائم املالية من وجود ما يقارب ‪ 250‬سوق أو منطقة أوفشور‪ ٪95 ،‬منها تتكون من مستعمرات بريطانية‪،‬‬
‫وفرنسية‪ ،‬وإسبانية‪ ،‬وهولندية وأمريكية سابقة أو حالية‪ ،‬واليت ال تزال تعتمد على سلطتها الوصائية‪ ،‬واألخرى مناطق مستحدثة‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)09‬توزيع أهم أسواق األوفشور في العالم‬

‫‪Sources : Paradis Fiscaux 2.0, La liste complète des Paradis Fiscaux, 01 september 2020‬‬
‫‪- http://www.paradisfiscaux20.com/liste-complete-paradis-fiscaux.htm‬‬
‫اخلريطة أعاله توضح أهم أسواق األوفشور وأشهرها املنتشرة يف العامل‪ ،‬انطالقا من كوهنا دوال مستقلة أو إقليم تابع لدولة‬
‫معينة‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن تصنيفات أو تقسيمات أسواق أو مناطق األوفشور متعددة‪ ،‬حسب اجلهة املصدرة للتقسيم أو حسب‬
‫األسس اليت مت على أساسها التقسيم‪ ،‬ونذكر منها‪:‬‬

‫‪74‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التصنيف الجغرافي ألسواق األوفشور‬


‫تصنف أهم أسواق (مناطق) األوفشور إىل مناطق جغرافية موزعة عرب العامل كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أوروبا‪ :‬أندورا‪ ،‬دبلن‪ ،‬جريسي‪ ،‬غرينسي‪ ،‬ألديرين‪ ،‬سارك‪ ،‬جبل طارق‪ ،‬جزيرة مان‪ ،‬لوكسمبورغ‪ ،‬سويسرا‪ ،‬ليختنشتاين‪،‬‬
‫موناكو‪ ،‬مالطا‪ ،‬الفاتيكان‪ ،‬قربص‪.‬‬
‫‪ -2‬آسيا‪ :‬مكاو فلبني البوان وهاينان وهونغ كونغ (الصني) وسنغافورة وأفغانستان ولبنان واإلمارات العربية املتحدة والبحرين‬
‫وعمان‪.‬‬
‫‪ -3‬المحيط الهندي‪ :‬جزر املالديف وسيشيل وموريشيوس‪.‬‬
‫‪ -4‬أمريكا الوسطى‪ :‬بليز والسلفادور وكوستاريكا وبنما‪.‬‬
‫‪ -5‬أمريكا الجنوبية‪ :‬أوروغواي وباراغواي‪.‬‬
‫‪ -6‬المحيط الهادئ‪ :‬بولينيزيا الفرنسية‪ ،‬وبيتكرين‪ ،‬وكوك‪ ،‬وتونغا‪ ،‬وفيجي‪ ،‬وفانواتو‪ ،‬وساموا الغربية‪ ،‬وناورو‪ ،‬ومارشال‪.‬‬
‫‪ -7‬المحيط األطلسي‪ :‬الرأس األخضر وسانت هيالنة وماديرا‪.‬‬
‫‪ -8‬أفريقيا‪ :‬سبتة‪ ،‬غامبيا وليبرييا‪.‬‬
‫‪ -9‬جزر األنتيل‪ :‬برمودا‪ ،‬جزر البهاما‪ ،‬تركس وكايكوس‪ ،‬مجهورية الدومينيكان‪ ،‬جزر فريجن‪ ،‬سانت كيتس ونيفيس‪ ،‬أنغيال‪،‬‬
‫أنتيغوا وبربودا‪ ،‬ومونتسريات‪ ،‬باربادوس‪ ،‬سانت فنسنت وجزر غرينادين‪ ،‬كاميان‪ ،‬جامايكا‪ ،‬أوروبا‪ ،‬جزر األنتيل اهلولندية‬
‫وجرينادا‪( Bouches-du-Rhône , 1999) .‬‬
‫ثانيا‪ :‬تصنيف منظمة التعاون االقتصادي والتنمية والمفوضية األوروبية‬
‫قامت منظمة التعاون االقتصادي والتنمية واملفوضية األوروبية بتصنيف مناطق األوفشور على أساس ثالث معايري هي‪:‬‬
‫‪ -‬األول هو الشفافية المالية‪ :‬هل ميارسون التبادل التلقائي للمعلومات أم ال؟‬
‫‪ -‬الثاني هو العدالة الضريبية‪ :‬هل تطبق أم ال‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬إجراءات ضريبية تفضيلية ضارة؟‬
‫‪ -‬الثالث هل يطبقون أم ال إجراءات منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‪ :‬من أجل التحسني الضرييب الصارم؟‬
‫وكان التصنيف يف ثالث قوائم كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬القائمة السوداء‪ :‬تشمل الدول اليت ال تتعاون ماليا‪ ،‬وهي‪ :‬بربادوس‪ ،‬ماكاو‪ ،‬منغوليا‪ ،‬ناميبيا‪ ،‬باالو‪ ،‬بنما‪ ،‬سانت‬
‫لوسيا‪ ،‬ترينيداد‪ ،‬وتوباغو‪ ،‬وتونس‪ ،‬كوريا اجلنوبية‪ ،‬بليز‪ ،‬فيجي‪ ،‬غوام‪ ،‬غرينادا‪ ،‬عمان؛ البحرين‪ ،‬ماكاو‪ ،‬اإلمارات العربية‬
‫املتحدة‪ ،‬ساموا‪ ،‬ساموا األمريكية‪ ،‬ترينيداد‪ ،‬وجزر مارشال‪ ،‬وتوباغو‪ ،‬جزر فريجن األمريكية‪ ،‬وفانواتو‪.‬‬
‫مث قرروا فيما بعد إزالة دولة اإلمارات العربية املتحدة وجزر مارشال من القائمة‪ ،‬ألن هاتان الدولتان تبنيتا اإلصالحات‬
‫الالزمة لتنفيذ االلتزامات اليت قطعتها على نفسها لتحسني سياستها الضريبية من خالل إدخال متطلبات جوهرية اقتصادية‪،‬‬
‫أما بنما‪ ،‬بعد إزالتها من هذه القائمة يف عام ‪ ،2012‬مت إعادهتا يف أفريل ‪ 2016‬بعد قضية "وثائق بنما"‪.‬‬
‫ومن أجل تشجيع البلدان احملددة لسياستها اليت تعترب غري كافية فيما يتعلق مبكافحة االحتيال الضرييب واالرتقاء إىل مستوى‬
‫املعايري‪ ،‬فإن توجيه أموال االحتاد عرب الكيانات املوجودة يف البلدان املدرجة يف القائمة السوداء للمالذات الضريبية ممنوع متاما‪.‬‬
‫‪ -2‬القائمة الرمادية‪ :‬تتمثل يف الدول اليت قدمت التزامات قوية لتغيري ممارساهتا أو تشريعاهتا ووعدت باالمتثال للقواعد‬
‫اجلديدة ولكنها ال تطبقها وهي‪ :‬املغرب‪ ،‬الرأس األخضر‪ ،‬ألبانيا‪ ،‬وكوستاريكا‪ ،‬وموريشيوس‪ ،‬وصربيا‪ ،‬أندورا‪ ،‬ليختنشتاين‬
‫سويسرا‪ ،‬كاليدونيا اجلديدة‪ ،‬اجلزر الصغرية املرتبطة باململكة املتحدة مثل‪ :‬غرينسي‪ ،‬وجريسي‪ ،‬وآيل أوف ومان‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫‪ -3‬القائمة البيضاء‪ :‬فيها الدول اليت بذلت جهودا حقيقية واليت تتوافق قواعدها مع املعايري الدولية ملنظمة التعاون االقتصادي‬
‫والتنمية واملفوضية األوروبية‪(ALEXANDRE , 2019) .‬‬
‫ثالثا‪ :‬تصنيف مجموعة شبكة العدالة الضريبية‬
‫ترى مجموعة شبكة العدالة الضريبية أن املعايري اليت اعتمدهتا منظمة التعاون االقتصادي والتنمية غري كافية‪ ،‬لذا قامت بتجميع‬
‫قائمتها اخلاصة ألفضل عشرة مالذات ضريبية‪ :‬أقاليم ما وراء البحار الربيطانية‪ ،‬جزر كاميان‪ ،‬وبرمودا‪ ،‬وهولندا‪ ،‬وسويسرا‪ ،‬ولوكسمبورغ‪،‬‬
‫وجريسي‪ ،‬سنغافورة‪ ،‬وجزر الباهاما‪ ،‬وهونغ كونغ‪(www.lafinancepourtous.com, 2019).‬‬
‫رابعا‪ :‬تصنيفات أخرى‬
‫يضم العامل أكثر من ‪ 80‬سوق أوفشور‪ ،‬متثل املالذات الضريبية‪ ،‬مقسمة إىل أربعة مجموعات ‪:‬‬
‫‪ -1‬المنطقة األولى (المالذات االوربية)‪ :‬تضم سويسرا‪ ،‬ولوكسمبورج اليت سبقت الدول األوروبية مجيعا يف العمل منذ‬
‫عام ‪ 1929‬يف شركات األوفشور‪ ،‬وتصنف بأهنا من أكرب مالذات الضرائب يف العامل‪ ،‬وهولندا اليت ُمتثل أمو ُال األوفشور فيها‬
‫حوايل ‪ 18‬تريليون دوالر‪ ،‬أي ‪ 4‬أمثال إمجايل الناتج اهلولندي‪ ،‬كما تضم تلك املنطقة النمسا وبلجيكا‪ ،‬والدول "املاكرو‬
‫أوروبية"‪ ،‬مثل موناكو‪ ،‬وليختنشتاين وجزر ماديرا الربتغالية‪.‬‬
‫‪ -2‬المنطقة الثانية (المالذات البريطانية)‪ُ :‬وصفت بريطانيا بأهنا تضم أكثر من ثلث أموال األوفشور يف العامل‪ ،‬إذ جدت‬
‫األحباث اليت أجرهتا شبكة العدالة الضريبية أن اململكة املتحدة و"شبكة املالذ الضرييب للشركات" اخلاصة هبا هي إىل حد بعيد‬
‫"أكرب عامل متكني لتجنب ضرائب الشركات يف العامل"‪ ،‬مع وجود عشرات من مناطقها وتبعياهتا يف قائمة أفضل ‪ 10‬مالذات‬
‫ضريبية‪ ،‬وتشمل جرسي‪ ،‬وجورنزي‪ ،‬وآيل أوف مان‪ ،‬وكلها جزر تابعة للتاج الربيطاين‪ ،‬جبانب املناطق الواقعة عرب البحار‪،‬‬
‫مثل‪ :‬جزر كاميان‪ ،‬برمودا‪ ،‬فريجني‪ ،‬الرتك‪ ،‬كايكوس‪ ،‬جبل طارق‪ ،‬وختضع مجيعها لسيطرة بريطانية‪.‬‬
‫ويقع يف نطاق تلك املنطقة أيضا هونج كونج‪ ،‬مكاو‪ ،‬سنغافورة‪ ،‬وجزر البهاماس‪ ،‬وجزر فانتواتو جبنوب احمليط اهلادي‪،‬‬
‫وإيرلندا وديب والبحرين وهي ال ختضع لسيطرة بريطانية‪(www.capital.fr, 2017) .‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)10‬توزيع أهم أسواق األوفشور البريطانية‬

‫‪Sources : Martin Armstrong, The UK dominates the most damaging tax havens, 31 May 2019.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪https://projects.icij.org/swiss-leaks/countries/dza#clients‬‬

‫‪76‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫يُظهر هذا الرسم البياين كشف حتليل جديد أجرته شبكة العدالة الضريبية أن اململكة املتحدة هي أكرب عامل متكني للتهرب‬
‫الضرييب للشركات يف العامل‪ ،‬فاألقاليم الربيطانية فيما وراء البحار وتوابع التاج تسيطر على قائمة األماكن اليت تسمح للشركات‬
‫متعددة اجلنسيات بتجنب دفع الضرائب على أرباحها يف اجململ‪ ،‬وهذا جيعل اململكة املتحدة مسؤولة عن حوايل ثلث خماطر‬
‫التهرب الضرييب العاملية‪.‬‬
‫‪ -3‬المنطقة الثالثة (المنطقة االمريكية)‪ :‬وهي أسواق األوفشور األمريكية‪ ،‬وله ثالث مستويات‪:‬‬
‫‪ -1-3‬املستوى األول‪ :‬البنوك اليت تقبل بشكل قانوين عائدات لبعض اجلرائم مثل التعامل يف األمالك املسروقة طاملا أن‬
‫تلك اجلرائم مت ارتكاهبا يف اخلارج‪.‬‬
‫‪ -2-3‬املستوى الثاين‪ :‬بنوك األقليات الالتينية مثل بنوك والية فلوريدا اليت يربطها تاريخ طويل يف إيواء أموال عصابات جتار‬
‫املخدرات‪ ،‬واليت غالبًا ما ترتبط بشراكات معقدة مع املالذات الكاريبية الربيطانية القريبة‪.‬‬
‫‪ -3-3‬املستوى الثالث‪ :‬اجلزر التابعة ألمريكا مثل مارشال (كانت مستعمرة يابانية)‪ ،‬واليت تُعترب مكانا رئيسيا لتسجيل‬
‫السفن باخلارج‪ ،‬وكذلك بنما اليت تُعترب بالوعة غسيل األموال يف العامل‪.‬‬
‫‪ -4‬المنطقة الرابعة (أماكن هامشية)‪ :‬فهي دول مثل‪ :‬أوروجواي والصومال واجلابون‪ ،‬وهي ال ميكن تصنيفها ضمن احملاور‬
‫السابقة‪ ،‬ولكنها تلعب دورا كبريا يف تسهيل عمل شركات األوفشور‪ ،‬ففي اجلابون مت ختصيص ماليني الدوالرات كصناديق‬
‫ألموال قذرة للشركات والنخب الفرنسية‪(www.capital.fr, 2017) .‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المزايا التي تقدمها شركات األوفشور‬


‫تسمح العديد من شركات األوفشور حبرية حركة األموال من أجل االستفادة من وجود الشركة يف موقع خمتلف عن املكان‬
‫الذي تدار فيه الشركة يف البداية‪ ،‬حيث توفر شركات األوفشور للمستثمرين منافذ وقنوات لتوظيف أمواهلم ذات املصادر املتنوعة‬
‫مبا خيدم أهدافهم ومصاحلهم سواء كانت غاياهتم إجيابية أو سلبية‪ ،‬إذ ميكن إمجال أهم املزايا اليت تقدمها شركات األوفشور فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تشريعات محلية مواتية للشركات‬
‫متتلك العديد من أسواق األوفشور أطرا قانونية داعمة لتعزيز وتشجيع منو الصناعة اخلارجية واالستثمار األجنيب‪ ،‬مما يدعم‬
‫ومينح الشركات درجة عالية من املرونة‪ ،‬إذ ميكن لشركة األوفشور على غرار الشركة احمللية‪ ،‬فتح حسابات بنكية‪ ،‬وامتالك‬
‫العقارات‪ ،‬وإدارة األعمال التجارية‪ ،‬والدخول يف اتفاقيات مكتوبة‪ ،‬والشراء والبيع‪ ،‬واملشاركة يف أشكال أخرى من التجارة‪،‬‬
‫وال تتحمل عموما التزامات ضريبية يف البلد الذي مت تشكيلها فيه بسبب تشريعاهتا؛ ‪(Morgan & Briggs, 2018, p.‬‬
‫)‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬السرية العالية والخصوصية‬
‫تقدم شركات األوفشور مستوى كبري من اخلصوصية‪ ،‬خاصة عندما يتم تأسيسها‪ ،‬حيث تظل تفاصيل املالكني واحلساب‬
‫واملعلومات املالية سرية‪ ،‬وإن وجدت بدرجات متفاوتة حسب الوالية القضائية منطقة األوفشور)‪ ،‬بعضها لديه قدر ضئيل من‬
‫املعلومات املتاحة للجمهور مثل (هونج كونج ونيوزيلندا)‪ ،‬بينما يف (نيفيس‪ ،‬بنما‪ ،‬بليز‪ ،‬سيشيل) ال تتوفر أي معلومات عامة‬
‫على اإلطالق‪ ،‬حيث مينح توافر واستخدام املسامهني واملديرين املرشحني مزيدا من إخفاء اهلوية‪ ،‬إذ أنه عند إنشاء شركة أوفشور‬
‫يف بنما مثال‪ ،‬ميكنك محاية استثماراتك من األطراف اخلارجية‪ ،‬اعتمادا على نوع األسهم اليت ختتارها‪ ،‬وقد تتمكن حىت من‬
‫االحتفاظ بأمساء املسامهني بعيدا متاما عن سجالت الشركة‪ ،‬حيث يوفر هذا مستوى من اخلصوصية ال مثيل له يف أي مكان‬

‫‪77‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫آخر يف العامل‪ ،‬ومع ذلك هناك استثناءات يف حالة اإلرهاب أو الفظائع اإلجرامية اليت تتطلب التحقيق؛‬
‫)‪(www.delvallepanama.com, 2020‬‬
‫ثالثا‪ :‬سهولة التأسيس واالستخدام والتشغيل‬
‫إجراءات التسجيل والتأسيس واضحة جدا‪ ،‬ويف بعض احلاالت قد تستغرق العملية من ‪ 24‬إىل ‪ 48‬ساعة فقط‪ ،‬هذا‬
‫بالطبع يتطلب إعداد وتقدمي مجيع الوثائق املطلوبة قبل تقدمي أوراق التأسيس إىل السلطات املختصة‪ ،‬باإلضافة إىل البساطة‬
‫وسهولة التشغيل‪ ،‬حيث جتعل معظم مناطق األوفشور من السهل على أي شخص االستخدام‪ ،‬كما تبسط االلتزامات القانونية‬
‫يف إدارة شركات األوفشور اليت أسست‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الحد األدنى من الرسوم‬
‫هناك رسوم مرتبطة منخفضة للغاية‪ ،‬تعترب كتكاليف لبدء التشغيل؛ حيث أن العديد من أسواق األوفشور لديها رسوم‬
‫ترتاوح بني ‪ 300-200‬دوالر أمريكي يف السنة؛‬
‫خامسا‪ :‬إدارة مرنة ومتطلبات الحد األدنى من إعداد التقارير‬
‫مطلوب احلد األدىن من عدد أعضاء مجلس اإلدارة واملسامهني‪ ،‬حيث أنه غالبا ما تكون التقارير املالية ومعلومات احلساب‬
‫والعائدات السنوية غري مطلوبة أو تظل ضئيلة‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬ال ضوابط للصرف األجنبي‬
‫معظم أسواق األوفشور ليس لديها قيود على الصرف األجنيب مما يسهل ويتيح حرية عمليات حتويل الصرف من خالل‬
‫حمفظة متنوعة من العمالت األجنبية‪ ،‬إذ تساعد شركات األوفشور أيضا يف التحوط من خماطر صرف العمالت األجنبية‬
‫واملساعدة على إجراء املعامالت بتكاليف منخفضة‪ ،‬وميكن لشركات األوفشور أن تتلقى األموال من البلدان األخرى بعملتها‬
‫اخلاصة‪ ،‬وبالتايل تستطيع تبسيط العملية كاملة‪ ،‬وهذا ما سيؤدي إىل توفري رسوم التحويالت الدولية أيضا‪.‬‬
‫)‪(www.europeanbusinessreview.com, 2019‬‬
‫سابعا‪ :‬توفير األموال من خالل المزايا الضريبية‬
‫تقدم معظم الدول احلاضنة لشركات األوفشور ضرائب من صفر إىل ضرائب منخفضة على الشركات‪ ،‬مع إعفاء من معظم‬
‫الضرائب األخرى مثل‪ :‬ضرائب الدخل واملبيعات ومكاسب رأس املال والقيمة املضافة والعقارات واهلدايا‪ ،‬كما ميكن أن يساعد‬
‫وجود شركة أوفشور أيضا يف توفري املال‪ ،‬حيث عادة ما تدفع هذه الشركات ضرائب أقل من تلك اليت مت تأسيسها داخل‬
‫بلداهنم األصلية‪ ،‬يعين ذلك أنه ميكنك إعادة استثمار أرباح الشركة أو االحتفاظ بأرباح أكرب دون تسليم الكثري من األموال‬
‫إىل احلكومة‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬الحرية في فرص االستثمار‬
‫ال قيود فيما يتعلق باألنشطة االستثمارية‪ ،‬حيث تتمتع الشركات حبرية االخنراط يف أي نشاط اقتصادي أو مايل أو جتاري‬
‫تقريبا‪ ،‬لكن يف بعض أسواق األوفشور‪ ،‬هناك بعض اإلجراءات الرمسية والرتاخيص جيب احلصول عليها قبل إنشاء أنواع معينة‬
‫من العمليات التجارية (كما يف حالة البنوك والتأمني والعقارات)‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬احتماالت االنتقال‬
‫توفر العديد من الواليات القضائية (مناطق األوفشور) إمكانيات انتقال سلسة بني أسواقها دون احلاجة إىل إعادة هيكلة‬
‫أو وثائق معقدة‪(www.offshore-protection.com, 2020) .‬‬

‫‪78‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫عاشرا‪ :‬حماية األصول‬


‫ميكن أن يوفر وضع األصول يف شركات األوفشور احلماية من االلتزامات املستقبلية‪ ،‬من خالل وجود صناديق استئمانية‬
‫أو استثمارات أو حسابات بنكية يف حوزة شركتك اخلارجية‪ ،‬فإنه جيعل تعقبها عرب البحث عن األصول أمرا صعبا‪ ،‬حيث‬
‫توفر شركات األوفشور أيضا محاية فعالة لألصول وتفحص ألموالك بشكل فعال‪ ،‬إذ تتمتع بعض الدول احلاضنة لشركات‬
‫األوفشور بأنظمة قانونية وقائية تتيح محاية األصول للعمالء غري املقيمني الذين جيلبون رلوس أمواهلم إىل البالد‪ ،‬حيث متنح‬
‫محاية األصول للمستثمرين األجانب األمن الالزم لالستثمار بأمان يف بلد أجنيب‪ ،‬ونتيجة لذلك أنشأت العديد من األنظمة‬
‫املصرفية واملالية األجنبية مجموعة من القواعد القانونية القوية لضمان الصناعة‪.‬‬
‫إحدى عشر‪ :‬الحماية القانونية‬
‫إذا قام أحد اخلصوم القانونيني برفع دعوى قضائية ضدك‪ ،‬فعادة ما يتضمن ذلك البحث عن األصول‪ ،‬وهذا يضمن وجود‬
‫أموال للمدفوعات يف حالة صدور حكم سليب ضدك‪ ،‬حيث يعين تشكيل شركات أوفشور وامتالك أصول من قبل هذه الشركة‬
‫أنه مل يعد هناك اتصال بامسك لذلك ميكن محاية أصولك بشكل فعال من املعارضني القانونيني والقضاة وأحكام احملاكم‪.‬‬
‫)‪(www.expatica.com, 2020‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬إنشاء شركات األوفشور وآليات تحويل األموال عبرها‬


‫هتدف شركات األوفشور إىل توفري البىن التحتية لألعمال التجارية‪ ،‬وللمساعدة يف فتح أي شركة يف مناطق األوفشور‪ ،‬وخاصة‬
‫مع تزايد الطلب على مثل هذه الشركات يف مجيع أاحاء العامل‪ ،‬مت تبسيط التسجيل يف العديد من البلدان اخلارجية لغرض الكفاءة‬
‫وتوفري الوقت‪ ،‬ومن العوامل املهمة اليت جيب مراعاهتا حىت قبل بدء عملية تسجيل الشركات اخلارجية ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أنواع شركات األوفشور التي يمكن إنشائها‬
‫هناك العديد من أنواع من شركات األوفشور املسجلة يف املالذات الضريبية أو مناطق األوفشور‪ ،‬من ضمنها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الشركات القابضة (‪ :)Holding companies‬هي الشركات اليت متتلك حمفظة أسهم‪ ،‬دون ممارسة نشاط جتاري‬
‫بنفسها‪ ،‬مت دمجهم يف تلك املالذات الضريبية اليت تسمح هلم بـ "تكوين مالذات مالية حممية من أي ضرائب"‪ ،‬وتسمى هذه‬
‫املراكز "املراكز املالية اخلارجية" وهي توفر "األموال اخلارجية"‪ ،‬وتقع يف دول مثل ليختنشتاين ولوكسمبورغ وسويسرا وموناكو‬
‫وهونغ كونغ وسنغافورة وبرمودا ولديها وظائف متعددة‪ ،‬عندما تصبح الشروط الضريبية املعروضة أقل جاذبية من وجهة نظر‬
‫التنظيم الضرييب‪ ،‬تلجأ الشركات إىل احلل وحتويل نفسها إىل أخرى الدولة‪ ،‬أكثر ترحيبا من نقطة الضرائب للعرض‪.‬‬
‫‪ -2‬الشركات األساسية (‪ :)Base companies‬يتم تسجيل الشركات األساسية أيضا يف واليات مع ضرائب خمففة‬
‫وال تؤدي أنشطة جتارية بأنفسها‪ ،‬ولكنها تدير خزانة اجملموعة اليت أنشأهتا‪ ،‬وتركز وتدير املنافع التجارية واملالية احملققة يف‬
‫واليات أخرى مع فرض ضرائب عالية من قبل الفروع والشركات ضمن اجملموعة التأسيسية‪.‬‬
‫‪ -3‬شركات شام (‪ :)Sham companies‬شركات الشام هي تلك الشركات الومهية أو الشركات الومهية اليت ليس هلا‬
‫قاعدهتا يف بلدان اللجوء‪ ،‬لكنها تقتصر على مجرد "صندوق بريد" مت إنشاله مؤقتا وإحلاقه ببنك أو حمام أو حماسب‪ ،‬هبدف‬
‫حتديد من جهة‪ ،‬األرباح احملققة بعد عمليات معينة مت تنفيذها يف بلدان اللجوء ومن ناحية أخرى يف زيادة صعوبة الرقابة‬
‫الضريبية على السجالت احملاسبية للمجموعة‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫‪ -4‬الشركات ذات المسؤولية المحدودة (‪ :)LLC( )Limited Liability Company‬شركة ذات مسؤولية‬
‫حمدودة هي شراكة بني أشخاص طبيعيني أو اعتباريني حيث يُعترب الشركاء مسامهني وتكون املصداقية حمدودة وفقا حلصة‬
‫املشاركة يف رأس املال‪ ،‬بينما تعترب اهليئات الضريبية الربح كدخل شخصي وتقوم بفرض ضرائب عليه وف ًقا لذلك‪ .‬هذا النوع‬
‫من الشركات شائع يف الواليات املتحدة وخيضع لنظام "التدفق من خالل الضرائب"‪ ،‬مما يعين أن الشركة ال تدين بالضريبة‪،‬‬
‫لكن املسامهني يف الشركة مدينون هبذه الضريبة‪ ،‬ما مل ينصوا على خالف ذلك‪ ،‬أي هي شركة شفافة ماليا تسمح مبرور‬
‫املسؤولية الضريبية والدخل إىل أعضائها على سبيل املثال‪.Nevis LLC ،Delaware LLC ،Florida LLC ،‬‬
‫)‪(GHEORGHE, 2013, pp. 4-5‬‬
‫‪ -5‬الشركة التي لديها رأس مال (‪ :)Company having a share capital‬تقوم هذه الشركات بإصدار أسهم‪،‬‬
‫مبجرد دفع التكلفة األولية للسهم (رأس املال والعالوة)‪ ،‬ال يقع على املسامهني أي التزام آخر جتاه الشركة‪ ،‬وجيوز بيع األسهم‬
‫أو نقلها مع مراعاة قواعد الشركة وللمسامهني احلق يف التمتع بأرباح الشركة أو أي من حصيلة التصفية‪ ،‬لذلك فإن مسؤولية‬
‫املساهم تقتصر على املبلغ املستثمر فقط‪ ،‬وفيها تكون األسهم هي األصول‪.‬‬
‫‪ -6‬شركة محدودة بالضمان (‪ :)Company limited by guarantee‬يوافق أعضاء الشركة على الدفع حبد‬
‫أقصى يف حالة إفالس الشركة‪ ،‬قد يكتسبون حقوقا معينة ضد الشركة‪ ،‬مثل حقوق توزيع األرباح وسيتم حتديد احلقوق‬
‫احملددة يف قواعد الشركة‪ ،‬وتنتهي العضوية عند الوفاة‪ ،‬ويتم استخدام شركات الضمان للمنظمات غري رحبية هناك أيضا‬
‫خمططات متطورة لتخطيط العقارات تستفيد من شركات الضمان‪ ،‬وفيها تكون العضوية مسؤولية‪.‬‬
‫‪ -7‬الشركات الهجينة (‪ :)Hybrid‬وهي مزيج من الفئتني املذكورتني أعاله‪ ،‬أي شركة لديها رأس مال وشركة حمدودة‬
‫بالضمان‪ ،‬مبعىن شركة لديها أسهم من فئة املسؤولية وأسهم من فئة األصول‪.‬‬
‫‪ -8‬شركات الخاليا المحمية (‪ :)Protected cell companies‬تسمح بعض مناطق األوفشور للشركات اخللوية‪،‬‬
‫حيث يتم فصل أصول والتزامات معينة إىل "خاليا"‪ ،‬حبيث ال ميكن استخدام أصول خلية ما للوفاء بالتزامات خلية أخرى‪،‬‬
‫وتُستخدم شركات اخلاليا بشكل خاص يف الصناديق املشرتكة الشاملة أو سندات التأمني املرتبطة بالوحدات‪ ،‬يف هذه احلالة‬
‫تكون اخلاليا املنفصلة كيانات قانونية متميزة بشكل فعال‪(ZAFAR & ASSOCIATES - LLP, 2020).‬‬
‫‪ -9‬شركة األعمال الدولية (‪ :)IBC( )International Business Company‬هذه شركات خارجية تتمتع‬
‫بإعفاء ضرييب قانوين يف والية التأسيس مثل‪ Anguilla IBC،‬و‪ IBC Belize‬و‪ BVI Company‬و ‪Seychelles‬‬
‫‪.IBC‬‬
‫‪ -10‬الشركة منخفضة الضرائب (‪ :)Low Tax Offshore Company‬وهي شركات خارجية موجودة يف‬
‫مناطق أوفشور تتمتع مبعدل ضرائب منخفض أو فعال (مثل ‪)Seychelles CSL‬‬
‫‪ -11‬الشركة المحلية (‪ :)Onshore Company‬هذه هي الشركات اليت مت دمجها يف مناطق األوفشور اليت لديها‬
‫نظام ضرييب إقليمي كهونغ كونغ أو تقدم بعض احلوافز األخرى اليت ميكن من خالهلا استخدام الشركة كهيكل لتحقيق معدل‬
‫ضرييب فعال منخفض بشكل عام ينتج عن هيكلية فوائد مماثلة لتشكيل شركة أوفشور‪ ،‬ومن أمثلتها‪ ،‬سويسرا‪ ،‬ومالطا‪،‬‬
‫ولوكسمبورغ‪ ،‬واململكة املتحدة‪ ،‬وقربص‪ ،‬وهولندا‪ ،‬وإيرلندا‪ ،‬وسنغافورة وغريها‪(Sterling Trust and Fiduciary .‬‬
‫)‪Ltd, 2020‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن العديد من أسواق األوفشور تقدم أشكاال متخصصة بشكل متزايد ال ميكن حصره يف عدد معني من‬
‫الشركات (باإلضافة إىل الصناديق والشراكات املتخصصة) سعيا منها لزيادة حصتها يف السوق‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬كيفية إنشاء شركات األوفشور‬


‫لبدء إجراء احلصول على الرتخيص املطلوب للشركة اليت حتتاج إىل تسجيلها يف أي سوق من أسواق األوفشور‪ ،‬يتطلب‬
‫هذا قرارات دقيقة وانتقائية ستمكنك من احلصول على أفضل اخلدمات‪ ،‬وبعد اختيار السوق األنسب تبدأ إجراءات التسجيل‪،‬‬
‫وقد ختتلف هذه اإلجراءات من سوق إىل آخر‪ ،‬لكن هناك إجراءات مشرتكة بني معظم األسواق بصفة عامة‪.‬‬
‫وجيدر التذكري بأن كل هذه اإلجراءات أو املراحل تتم من خالل النقر على لوحة املفاتيح للحاسوب أو اهلاتف الذكي‬
‫ملنشئ الشركة وهو جالس يف منزله أو مكتبه‪ ،‬أومن خالل تكليف شركات متخصصة يف ذلك أو مكاتب استشارية أو مكاتب‬
‫حماماة‪ ،‬دون تكبد عناء االنتقال أو التواجد الشخصي يف املكاتب احلكومية الستخراج الوثائق أو إمتام املعامالت بأقل‬
‫التكاليف مقابل عمولة معينة‪.‬‬
‫وللتعرف على كيفية إنشاء شركة أوفشور يف أحد أسواق األوفشور‪ ،‬مت اختيار شركة خدمات عاملية متخصصة يف تأسيس‬
‫شركات األوفشور وهي مجموعة (‪ )SFM‬تنوب عن العميل بالقيام بإجراءات هذا الرتخيص‪ ،‬من خالل املراحل التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬البحث عن مزود التأسيس الخارجي المناسب‪ :‬يعد االستعانة مبزود خدمة خارجي جيد‪ ،‬حال فعاال وخاليا من‬
‫املتاعب ملعظم الشركات الناشئة‪ ،‬ويف هذا املثال مت اختيار مجموعة (‪ )SFM‬كشركة خدمات عاملية لتأسيس شركات‬
‫األوفشور عرب األنرتنت‪ ،‬حيث ستجمع شركة (‪ )SFM‬مستندات العميل واألوراق املطلوبة مث تسجل الشركة اخلارجية‬
‫(األوفشور) وتدمجها‪ ،‬وستكون شركة (‪ )SFM‬مفيدة أيضا لتسهيل إدارة املهام اإلدارية للعميل بعد التأسيس‪.‬‬
‫عند الدخول إىل موقع شركة (‪ )SFM‬سيعرض لك موقعها ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬التعريف بشركة (‪ )SFM‬للخدمات عاملية لتأسيس شركات األوفشور عرب األنرتنت أنظر لـ (امللحق رقم ‪)01‬؛‬
‫ب‪ .‬األسباب الوجيهة إلقناع العميل باختيار شركة (‪ )SFM‬إلنشاء وتسيري شركة األوفشور اخلاصة به أنظر لـ (امللحق رقم‬
‫‪)02‬؛‬
‫ت‪ .‬يقدم موقع شركة (‪ )SFM‬إجابة للعميل عن األسئلة اليت تتبادر إىل ذهنه وجتعله مرتددا يف إنشاء شركة أوفشور عن‬
‫طريقها أنظر (امللحق رقم ‪)03‬؛‬
‫ث‪ .‬يزود موقع شركة (‪ )SFM‬العميل بقائمة لكافة خدمات التأسيس وكذا قائمة جلميع اخلدمات اإلضافية اليت تقدمها‬
‫أنظر (امللحق رقم ‪)04‬؛‬
‫ج‪ .‬يطلع موقع شركة (‪ )SFM‬العميل على مجيع مناطق األوفشور (السلطات القانونية) اليت يستطيع إنشاء شركته فيها أنظر‬
‫(امللحق رقم ‪)05‬؛‬
‫ح‪ .‬يعطي موقع شركة (‪ )SFM‬العميل استشارة مجانية لتساعده على االختيار األمثل لسوق األوفشور املناسب له وكذا نوع‬
‫الشركة حسب ظروفه أنظر (امللحق رقم ‪)06‬؛‬
‫خ‪ .‬يطلع موقع شركة (‪ )SFM‬العميل على قائمة أسعار تأسيس الشركات عرب مجيع أسواق األوفشور اليت تتعامل خالهلا‬
‫أنظر (امللحق رقم ‪.)07‬‬
‫‪ -2‬اختيار سوق األوفشور المناسب‪ :‬بعد دراسة العميل لكل ما سبق واختيار سوق أوفشور مناسب يطلعه املوقع على‬
‫املعلومات اخلاصة بذلك السوق وكما يف هذا املثال وقع االختيار على بنما كسوق مناسبة أنظر (امللحق رقم ‪08‬‬
‫و‪.)09‬‬
‫‪ -3‬إجراءات التأسيس‪ :‬هناك متطلبات معينة جيب أن تستوىف خالل خطوات تأسيس الشركة‪:‬‬
‫‪ -1-3‬اخلطوة األوىل‪ :‬يقدم العميل املعلومات للشركة اليت سينشئها‪ ،‬كامسها ونوعها و‪ ،...‬أنظر (امللحق رقم ‪ 10‬و‪.)11‬‬

‫‪81‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫‪ -2-3‬اخلطوة الثانية‪ :‬استكمال التفاصيل األخرى للشركة اليت سينشئها العميل‪ ،‬أنظر (امللحق رقم ‪ 10‬و‪.)11‬‬
‫‪ -3-3‬اخلطوة الثالثة‪ :‬يقدم العميل املعلومات والتفاصيل الشخصية اخلاصة به‪ ،‬أنظر (امللحق رقم ‪ 10‬و‪.)11‬‬
‫‪ -4-3‬اخلطوة الرابعة‪ :‬املساعدة على فتح حساب مصريف للعميل‪ ،‬أنظر (امللحق رقم ‪)12‬‬
‫‪ -5-3‬اخلطوة اخلامسة‪ :‬اختيار اخلدمات اليت ستقدمها شركة (‪ )SFM‬للخدمات العاملية للعميل‪ ،‬أنظر (امللحق رقم ‪)12‬‬
‫‪ -6-3‬اخلطوة السادسة‪ :‬اس‬
‫‪ -7-3‬تكمال وتأكيد التفاصيل الشخصية للعميل‪ ،‬واختيار طريقة دفع رسوم إنشاء شركة األوفشور يف "بنما"‪ ،‬أنظر‬
‫(امللحق رقم ‪)13‬‬
‫‪ -8-3‬اخلطوة السابعة‪ :‬استكمال معامالت دفع رسوم إنشاء شركة األوفشور يف "بنما"‪ ،‬أنظر (امللحق رقم ‪)14‬‬
‫‪ -9-3‬اخلطوة الثامنة‪ :‬بعد إمتام اخلطوة األخرية وهي الدفع ستكون شركة األوفشور قد مت إنشالها‪(www.ar.sfm.com, .‬‬
‫)‪2020‬‬
‫ثالثا‪ :‬آليات تحويل األموال عبر شركات األوفشور‬
‫يعد نقل األموال أو حتويلها من بلد إقامتك إىل منطقة أوفشور معفاة من الضرائب أمرا قانونيا متاما‪ ،‬ولن يتسبب يف أي‬
‫مشكلة مع السلطات الضريبية يف بلدك طاملا أن األموال اليت تريد حتويلها ختضع للضريبة‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬ختيل أن شخصا‬
‫ما لديه شركة يف منطقة أوفشور ذات ضرائب عادية ويدفع كل عام مجيع الضرائب اليت تتوافق مع نشاطه التجاري‪ :‬ضريبة‬
‫الشركات وضرائب القيمة املضافة وضرائب الدخل‪ ،‬مبجرد دفع الضرائب‪ ،‬يكون املستفيد من هذه الشركة حرا يف فعل هذا‬
‫ثان يف اخلارج‪ ،‬أو االستثمار يف بورصات أجنبية ‪ ،‬أو فتح خطوط أعمال جديدة يف كل‬ ‫املال بكل ما يريد‪ ،‬ميكنه شراء منزل ٍ‬
‫من التجارة املادية واإللكرتونية يف أي بلد يف العامل‪ ،‬لكن يف حالة ما إن كانت األموال اليت تريد حتويلها عرب شركة األوفشور‬
‫ذات مصدر غري شرعي أو تريد حتويلها لتتهرب من دفع الضرائب يف بلدك األصلي أو إلخفائها عن اجلمهور ألسباب معينة‪،‬‬
‫هنا تصبح هذه الشركة غطاءا ملمارسات مشبوهة وهو اهلدف األساسي من إنشائها يف املالذات الضريبية‪.‬‬
‫وعمليات حتويل األموال عرب شركات األوفشور ختتلف باختالف نوعها وكذا نوع االستثمارات وقنوات التحويل اليت‬
‫تستعملها إلدخال األموال املشبوهة يف النظام املايل العاملي وإضفاء صفة الشرعية عليها‪ ،‬ومن مث إعادهتا إىل مالكها األصلي‬
‫دون أي شبهة‪ ،‬وكما يستطيع إخفاءها يف أمان بعيدة عن اجلمهور‪ ،‬وتقوم هذه الشركات بنشاطات جتارية واستثمارية خمتلفة‬
‫من أمهها‪:‬‬
‫أ‪ .‬التفاوض وتوقيع العقود بشأن عمليات وصفقات جتارية خارج أراضي البلد األصلي وتعود ملنتجات وبضائع موجودة‬
‫يف اخلارج أو يف املناطق احلرة؛‬
‫ب‪ .‬ميكن هلذه الشركات القيام بأعمال ونشاطات النقل البحري ومتلك أسهم وحصص وسندات يف مؤسسات وشركات‬
‫أجنبية خمتلفة؛‬
‫ت‪ .‬االستثمار والتملك يف املشاريع االقتصادية كافة؛‬
‫ث‪ .‬االستثمار يف سوق العمالت (‪ )FOREX‬واالستفادة من اخنفاض الضرائب يف مناطق األوفشور‪offshore ( .‬‬
‫‪)2018 ،finance‬‬
‫وسيتم شرح آلية حتويل األموال عن طريق شركات األوفشور باملثال التايل‪:‬‬

‫‪82‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)11‬آلية تحويل األموال عبر شركة أوفشور‬

‫‪Sources : DW Akademie, Panama "Papers" revelam negócios obscuros no mundo das artes, April 08, 2016.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪https://www.dw.com/pt-br/panama-papers-revelam-neg%C3%B3cios-obscuros-no-mundo-‬‬
‫‪das-artes/a-19173459‬‬
‫الشكل أعاله عبارة عن مثال يوضح اآللية اليت يتم من خالهلا حتويل األموال عرب شركة أوفشور‪:‬‬
‫‪ .1‬يوجد زبون ثري لديه أموال يريد إخفاء مصدرها عن اجلمهور‪ ،‬فيقوم باللجوء إىل مصرف معني يتعامل معه ليساعده على‬
‫إنشاء شركة أوفشور من أجل إخفاء واستثمار أمواله؛‬
‫‪ .2‬يقوم ذلك املصرف باالتصال مبكتب االستشارات املالية والقانونية "موساك فونسيكا" مثال؛‬
‫‪ .3‬يقوم مكتب االستشارات املالية والقانونية "موساك فونسيكا" بإنشاء شركة األوفشور للعميل يف إحدى مناطق األوفشور ويف‬
‫هذا املثال مت اختيار بنما‪ ،‬وبالتايل يتم حتويل جزء من ثروة العميل إىل الشركة كرأس مال ابتدائي؛‬
‫‪ .4‬بعد أن مت انشاء الشركة‪ ،‬يرتأس الشركة مدير صوري يكون هو الرئيس الرمسي هلا ويظهر إمسه على مجيع وثائق الشركة ومعامالهتا‪،‬‬
‫يف حني يبقى إسم العميل الثري مجهوال؛‬
‫‪ .5‬يتم حتويل باقي ثروة العميل اليت يريد إخفاءها وادخاهلا يف النظام املايل العاملي من خالل عمليا جتارية واستثمارات متنوعة يف‬
‫مجيع اجملاالت من أسواق رأس املال وأسواق العمالت واستثمارات حقيقية وغريها‪.‬‬
‫‪ .6‬وبعد اتساع دائرة حتويل هذه األموال يصبح من الصعب على السلطات املعنية تقفي أثرها‪ ،‬وبالتايل يكون هذا العميل قد‬
‫وصل إىل مبتغاه من إخفاء لألموال باإلضافة إىل حتقيق أرباح وعوائد جديدة‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التعامالت المشبوهة لبعض شركات األوفشور‬


‫إن التعامالت املشبوهة لشركات األوفشور ليست جبديدة ولكن بروزها إىل الواجهة هو الشيء اجلديد‪ ،‬من خالل سلسلة طويلة من‬
‫الفضائح املالية‪ ،‬بسب تسريبات خمتلفة ألطراف خفية‪ ،‬واليت رفعت كل منها بطريقتها اخلاصة جزءا من الستار على عامل غامض من‬
‫التعامالت املشبوهة‪ ،‬والتهرب من الضرائب وتبييض األموال‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تسريبات سويس ليكس ‪2015‬‬


‫قام "هرييف فالسياين" مهندس احلاسب اآليل الذي كان يعمل يف بنك "إتش إس يب سي" (‪ ،)HSBC‬بتهريب بعض الوثائق‬
‫اليت تثبت تورط ‪ 100‬ألف عميل للبنك يف عمل حسابات سرية‪ ،‬وسلم تلك التسريبات إىل السلطات الفرنسية يف هناية عام‬
‫‪ ،2008‬ويف عام ‪ 2014‬متكنت صحيفة "لوموند" (‪ )Le Monde‬الفرنسية من احلصول على املستندات اليت تدين العديد من‬
‫قادة وشركات العامل‪ ،‬ما سهل مهام املشروع االستقصائي‪ ،‬يف إدانة العمالء والبنك‪.‬‬
‫رغم أن قضية "إتش إس يب سي" تعود إىل عام ‪ 2008‬وتتعلق حبسابات مصرفية بني عامي ‪ 2005‬و‪ ،2007‬فإهنا انفجرت‬
‫إعالميا يف ‪ 08‬فيفري ‪ ،2015‬لسبب بسيط وهو أن بعض وسائل اإلعالم حصلت على التسريبات املصرفية وقررت نشر الوقائع‪.‬‬
‫إذ كشف حتقيق صحفي بعنوان "سويس ليكس" متعلق بالفساد املايل لبنك "إتش إس يب سي" (‪( )HSBC‬إتش إس يب‬
‫سي ‪ :‬هو عبارة عن احتاد مجموعه كبرية من البنوك وائتالف مع املصرف الربيطاين للشرق األوسط الذي هو مصرف مركزه لندن‪،‬‬
‫بريطانيا)‪ ،‬وشارك يف التحقيق كل من "لوموند" (‪ )Le Monde‬وأكثر من ‪ 60‬مؤسسة إعالمية حول العامل‪ ،‬حتت إشراف االحتاد‬
‫الدويل للصحفيني االستقصائيني (‪ ،)International Consortium of Investigative Journalists( )ICIJ‬وأصبح‬
‫مشروع تعاونيا صحفيا حول العامل‪ ،‬لتحليل بيانات "سويس ليكس"‪.(Davet & Lhomme, 2015, p. 1) .‬‬
‫"سويس ليكس" عبارة عن حتقيق تعاوين يكشف كيف استفاد الفرع السويسري ألحد أكرب البنوك يف العامل‪" ،‬إتش إس يب‬
‫سي"‪ ،‬من التعامل مع املتهربني من الضرائب واجملرمني يف مجيع أاحاء العامل‪.‬‬
‫عمل االحتاد الدويل للصحفيني االستقصائيني مع أكثر من ‪ 140‬مراسال يف ‪ 45‬دولة لتحليل ‪ 3.3‬جيجابايت‪ ،‬أي ما‬
‫يقارب ‪ 60‬ألف ملف مت تسريبه‪ ،‬إذ يقدم بعضها تفاصيل واضحة عن كيفية إدراك البنك الرتكاب خمالفات من قبل بعض‬
‫العمالء‪ ،‬وكانت القيمة اإلمجالية احملتفظ هبا يف احلسابات املصرفية املخالفة للقانون تتجاوز ‪ 100‬مليار دوالر‪ ،‬بعد االطالع على‬
‫حتقيق االحتاد الدويل للصحافيني االستقصائيني (‪ ،)ICIJ‬أقر بنك "إتش إس يب سي" (‪ )HSBC‬بأنه "مسؤول عن إخفاقات‬
‫االمتثال والرقابة السابقة"‪.‬‬
‫الوثائق اليت حصل عليها االحتاد الدويل للصحافيني االستقصائيني عرب صحيفة لوموند الفرنسية (‪ )Le Monde‬هي بالفعل‬
‫أساس التحقيقات الضريبية يف بلدان متعددة بعد أن تقامستها سلطات الضرائب الفرنسية يف األصل‪ ،‬وتقدم امللفات املسربة تفاصيل‬
‫حول األمساء واملهن وقيمة األصول ألكثر من ‪ 100،000‬عميل من عمالء "إتش إس يب سي" (‪ ،)HSBC‬من بينهم أفراد‬
‫للعائالت املالكة والسياسيون والشخصيات العامة واملشاهري وقادة األعمال يف أكثر من ‪ 200‬دولة‪.‬‬
‫واستخدم االحتاد الدويل للصحافيني االستقصائيني وشركائه اإلعالميني أساليب إعداد التقارير التقليدية باإلضافة إىل حتليل‬
‫البيانات وأدوات اإلنرتنت املصممة خصيصا هلذا املشروع‪( Caruana Galizia, et al., 2015) .‬‬
‫كما استخدم الصحفيون (‪( )Linkurious Enterprise‬هي عبارة عن منصة حتليل وتصور للرسم البياين‪ ،‬يستخدمه حمللو‬
‫االحتيال أو االستخبارات أو حمللو اإلنرتنت الكتشاف التهديدات والتحقيق فيها يف مجموعات البيانات الكبرية واملعقدة) للتحقق‬
‫من صحة مقاالهتم قبل النشر‪ ،‬بفضل ذلك متكنوا من البحث عن األشخاص الذين يكتبون عنهم ويعرفون بدقة عدد احلسابات‬

‫‪84‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫اليت كانوا متصلني هبا‪ ،‬وبأي صفة‪ ،‬ومقدار األموال اليت ميتلكوهنا وما إذا شاركوها مع شخص آخر‪ ،‬وقد مسح حملققي االحتاد‬
‫الدويل للصحافيني االستقصائيني بالتحقيق بسرعة وبدقة وجتنب ارتكاب األخطاء‪( Caruana Galizia, et al., 2015) .‬‬
‫والشكل املوايل يوضح أكرب الدول املتواطئة يف تسريبات "سويس ليكس"‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)12‬أكبر الدول المتواطئة في تسريبات "سويس ليكس"‬

‫‪Source: The International Consortium of Investigative Journalists, Offshore Leaks Database, 03 September 2020.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪https://projects.icij.org/swiss-leaks/countries/‬‬
‫والشكل أعاله يوضح أكرب الدول املتواطئة يف قضية "سويس ليكس" باملبالغ وكذا عدد العمالء‪ ،‬ولتوضيح عدد العمالء وكذا‬
‫املبالغ مت إجيازه يف اجلدولني اآلتيني‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)07‬الدول األعلى تصنيفا في تسريبات "سويس ليكس" حسب عدد العمالء‬

‫عدد العمالء‬ ‫أعلى الدول تصنيفا‬


‫‪11.235‬‬ ‫سويسرا‬
‫‪9187‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪8844‬‬ ‫المملكة المتحدة‬
‫‪8667‬‬ ‫البرازيل‬
‫‪7.499‬‬ ‫إيطاليا‬

‫‪Source : préparé par l'étudiant en fonction de :‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪https://projects.icij.org/swiss-leaks/countries/‬‬

‫‪85‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)08‬الدول األعلى تصنيفا في تسريبات "سويس ليكس" حسب المبالغ المالية‬

‫المبالغ المالية (بليون دوالر)‬ ‫أعلى الدول تصنيفا‬


‫‪31.2‬‬ ‫سويسرا‬
‫‪21.7‬‬ ‫المملكة المتحدة‬
‫‪14.8‬‬ ‫فنزويال‬
‫‪13.4‬‬ ‫الواليات المتحدة‬
‫‪12.5‬‬ ‫فرنسا‬

‫‪Source : préparé par l'étudiant en fonction de :‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪https://projects.icij.org/swiss-leaks/countries/‬‬

‫وجتدر اإلشارة أنه يف تسريبات "سويس ليكس" كانت اجلزائر متورطة حبصة ال بأس هبا‪ ،‬واألشكال الثالثة املوالية توضح‬
‫كال من‪ :‬املبالغ املالية‪ ،‬وعدد احلسابات املصرفية املفتوحة‪ ،‬وعدد العمالء اجلزائريني املرتبطني بتسريبات "سويس ليكس"‬
‫الشكل رقم (‪ :)13‬حجم المبالغ المالية للجزائريين في بتسريبات "سويس ليكس"‬

‫‪Source: The International Consortium of Investigative Journalists, Offshore Leaks Database, 03 September 2020.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪https://projects.icij.org/swiss-leaks/countries/dza#summary‬‬

‫من خال الشكل (‪ )13‬أعاله يتضح أن اجلزائر ترتبع على املركز ‪ 55‬مببلغ مايل قيمته ‪ 671.1‬مليون دوالر يف امللفات السويسرية‬
‫املسربة‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)14‬عدد الحسابات المصرفية المفتوحة للجزائريين في تسريبات "سويس ليكس"‬

‫‪Source: The International Consortium of Investigative Journalists, Offshore Leaks Database, 03 September 2020.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪https://projects.icij.org/swiss-leaks/countries/dza#accounts‬‬

‫من خالل الشكل (‪ )14‬تبني أنه مت فتح ‪ 590‬حسابا مصرفيا لعمالء جزائريني بني عام ‪ 1958‬وعام ‪ 2006‬وربطت بـ‬
‫‪ 1148‬حسابا مصرفيا‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)15‬عدد العمالء الجزائريون المرتبطون بتسريبات "سويس ليكس"‬

‫‪Source: The International Consortium of Investigative Journalists, Offshore Leaks Database, 03 September 2020.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪https://projects.icij.org/swiss-leaks/countries/dza#clients‬‬

‫الشكل (‪ )15‬أعاله يوضح أن ‪ 440‬عميال مرتبطون باجلزائر‪ ،‬و‪ ٪10‬منهم حيملون جواز سفر أو جنسية جزائرية‪ ،‬وكذا توزيع‬
‫أنواع احلسابات للعمالء‪ ،‬بني حسابات مرتبطة بأشخاص‪ ،‬وحسابات مرتبطة بشركات أوفشور‪ ،‬وحسابات مشفرة‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫ومن بني األمساء البارزة اليت ظهرت يف تسريبات "سويس ليكس" نوجزها يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)09‬أهم األسماء الجزائرية البارزة التي ظهرت في تسريبات "سويس ليكس"‬

‫ابن شقيق وزير الصحة عبد املالك بوضياف مببلغ ‪ 1.2‬مليون دوالر (‪ 9‬مليار سنتيم دينار جزائري تقريبا‪ ،‬اعتمادا على سعر‬ ‫إلياس بلقاسم بوضياف‬
‫الصرف يف ذلك الوقت)‪ ،‬وزوجته إيزيس بن عثمان‪ ،‬املهندسة املعمارية‪ ،‬وهي شريك يف ملكية هذا احلساب‪ ،‬أدار إلياس‬
‫بلقاسم بوضياف شركة نقل البضائع )‪ ، (Eurl GTRM‬وكذا شركة (‪،)Suc Partex Algeria Corporation‬‬
‫وهي شركة متخصصة يف "التنقيب عن النفط والدراسات واهلندسة املتعلقة باهليدروكربونات‪ ،‬واستخراج اهليدروكربونات السائلة‬
‫والغازية‪ ،‬والتحليالت املتعلقة باهليدروكربونات‪ ،‬وتكرير النفط واخلدمات البرتولية األخرى"‪ ،‬مت افتتاح حساب (‪)HSBC‬‬
‫سويسرا هذا‪ ،‬يف فيفري ‪ 2004‬وعهد بإدارته إىل جاك رينيه لويس جوجلني‪ ،‬رئيس شركة اخلدمات املالية ( ‪Capland‬‬
‫‪)SA‬وبالتايل‪ ،‬يتم استثمار جزء من أمواهلا يف شركات خارجية (أوفشور) يف مناطق خمتلفة‪ :‬يف (‪ )Hermitage‬أوروبا‪،‬‬
‫(‪ )Chinese Equity Cap GIF HSBC‬الصني‪ ( GIF HSBC GIF Indian Equity A) ،‬اهلند‪،‬‬
‫)‪ (Pictet Eastern‬أوروبا‪ )GIF Brazil Equity AD HSBC( ،‬الربازيل‪.‬‬
‫رئيس شركة جربا بالست‪ ،‬املتخصصة يف تصنيع املواد البالستيكية األساسية‪ ،‬مرتبط بـ مت فتح حساب باسم شركة خارجية يف‬ ‫جعفر أيتواريس‬
‫بنما‪ ،‬وهي شركة (‪ )Palmflower Inc‬بلغ رصيد هذا احلساب املسجل يف عام ‪ 2006‬و‪ 2007‬حوايل ‪ 5‬مليارات‬
‫اعتمادا على سعر الصرف يف ذلك الوقت‪ ،‬ومت إنشاء هذه الشركة يف عام ‪ 1989‬من قبل ابن عمه‬ ‫ً‬ ‫سنتيم دينار جزائري‪،‬‬
‫وشريكه يف املعرض الفين الباريسي (‪ ،)Galerie Aittouares‬جان فرانسوا باإلضافة إىل أعضاء آخرين من عائلة أيتواريس‬
‫املرتبطني هبذا احلساب يف دفاتر البنك‪ ،‬باإلضافة إىل شركات أخرى مثل بيع البقول‪ ،‬وشركة ( ‪Trade & Investment‬‬
‫‪ ،)Ltd‬مببالغ متفاوتة‪.‬‬
‫هو االبن األصغر للسناتور ياسف السعدي‪ ،‬رئيس التنظيم العسكري جلبهة التحرير الوطين يف اجلزائر العاصمة من سبتمرب‬ ‫محمد أمين سعدي‬
‫‪ 1955‬إىل سبتمرب ‪ ،1957‬على حسابه الذي افتتح يف يوليو ‪ ،2006‬مت تسجيل مبلغ أقصى قدره ‪ 246.335‬دوالر‬
‫اعتمادا على سعر الصرف يف ذلك الوقت) امسها مرتبط بثالث شركات أوفشور‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أمريكي (ما يقرب من ملياري دينار جزائري‪،‬‬
‫(‪ )Arvis Investment Limited‬و(‪ )Sagerton Holdings Limited‬و( ‪Sarl Inex‬‬
‫‪ )International‬مقراهتا سويسرا وجزر فريجن الربيطانية‪ ،‬وتتخصص شركاته يف استرياد املواد الصيدالنية واملعدات الطبية‬
‫واجلراحية وقطع الغيار واملواد االستهالكية ‪ ،‬وكذلك استرياد األجهزة واألدوات واملواد اخلاصة بالنظارات والبصريات الطبية‪،‬‬
‫وهناك ارتباط برجل األعمال كمال صحنني الناشط يف صناعة املواد الغذائية‪ ،‬ومع ذلك جيب أن التذكري أنه يف ‪-2006‬‬
‫‪ 2007‬كان لدى والده ‪ 400.762‬دوالر أمريكي (حوايل ‪ 3‬مليارات سنتيم‪ ،‬اعتمادا على سعر الصرف يف ذلك الوقت)‬
‫يف حساب فرع سويسري هلذا البنك أيضا‪.‬‬
‫وزير اخلزينة السابق حيث أنشأ إبن نواري بأمر من والده‪ ،‬عن طريق مكتب احملاماة موساك فونسيكا شركة أوفشور سنة ‪2000‬‬ ‫علي بن نواري‬
‫حتمل اسم "بيغول جروب" يف اجلزر العذراء الربيطانية‪ ،‬لتكون الواجهة القانونية اليت قام عن طريقها ببيع حصته من األسهم‪،‬‬
‫اليت استعملت من أجل استكمال بيع األسهم اليت ميتلكها يف بنك "سوسيتيه جنرال" الفرنسي (فرع اجلزائر) لصاحل آل خلفية‬
‫بنك‪ ،‬الذي كان مملوكا لرجل األعمال رفيق خليفة املوجود يف السجن‪.‬‬
‫رجل األعمال اجلزائري ورئيس منتدى رلساء املؤسسات‪ ،‬طلب خدمات مكتب احملاماة "موساك فونسيكا" إلنشاء "شركة‬ ‫علي حداد‬
‫ومهية" يف جزر العذراء الربيطانية سنة ‪ ،2004‬باسم "كنغستون غروب كوربورايشن" خمتصة يف االستثمار العقاري‪ ،‬وعهد إىل‬
‫املسري "غي فايت" (كان يشرف على تسيري مصاحل وزير الصناعة عبد السالم بوشوارب أيضا)‪ ،‬والشركة اململوكة لرجل األعمال‬
‫علي حداد كانت قد فتحت حسابا بنكيا يف بنك "إتش‪ .‬إس يب‪ .‬سي" الربيطاين يف لندن‪.‬‬
‫‪Source: The International Consortium of Investigative Journalists, Offshore Leaks Database, 03 September 2020.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪https://projects.icij.org/swiss-leaks/countries/‬‬

‫‪88‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تسريبات وثائق بنما ‪2016‬‬


‫يف بيان صدر إىل صحيفة زود دويتشه تسايتونج (‪ )Süddeutsche Zeitung‬األملانية واالحتاد الدويل للصحفيني االستقصائيني‬
‫(‪ ،)ICIJ‬يشري ما يسمى بـ "‪ "John Doe‬املبلغ اجملهول وراء أكرب تسريب للمعلومات يف التاريخ‪.‬‬
‫أوراق أو وثائق "بنما" هي حتقيق صحفي غري مسبوق نشر يف ‪ 03‬أفريل ‪ 2016‬لالحتاد الدويل للصحفيني االستقصائيني‬
‫(‪ ،)ICIJ‬مع صحيفة زود دويتشه تسايتونج (‪ )Süddeutsche Zeitung‬األملانية وأكثر من ‪ 100‬شريك إعالمي آخر‪ ،‬يتضمن‬
‫‪ 2.6‬تريابايت من البيانات أي ما يقرب من ‪ 40‬عاما من البيانات‪ ،‬وما يعادل ‪ 11.5‬مليون ملف سري خمبأ لـ ‪ 140‬سياسيا‪ ،‬لفضح‬
‫الشركات اخلارجية للزعماء السياسيني العامليني‪ ،‬وعالقاهتم بالفضائح العاملية‪ ،‬وتفاصيل عن التعامالت املالية اخلفية للمحتالني وجتار‬
‫املخدرات واملليارديرات واملشاهري وجنوم الرياضة وغريهم‪ ،‬وكان التسريب من شركة حماماة "موساك فونسيكا" مقرها بنما‪ ،‬مؤسسوها‪،‬‬
‫رامون فونسيكا ويورغن موساك‪ ،‬من عام ‪ 1977‬حىت هناية عام ‪ ،2015‬ومتلك مكاتب يف أكثر من ‪ 35‬موقعا حول العامل‪ ،‬وهي‬
‫واحدة من أفضل منشئي الشركات الومهية‪ ،‬وهياكل الشركات اليت ميكن استخدامها إلخفاء ملكية األصول‪.‬‬
‫كشف حتليل االحتاد الدويل للصحافيني االستقصائيني للسجالت املسربة عن معلومات حول أكثر من ‪ 214000‬شركة أوفشور‬
‫مرتبطة بأشخاص يف أكثر من ‪ 200‬دولة‪ ،‬تتضمن البيانات رسائل الربيد اإللكرتوين وجداول البيانات املالية وجوازات السفر وسجالت‬
‫الشركات اليت تكشف عن املالكني السريني للحسابات املصرفية والشركات يف ‪ 21‬والية قضائية خارجية‪ ،‬مبا يف ذلك نيفادا وهونغ كونغ‬
‫وجزر فريجن الربيطانية‪ ،‬وغريها‪ ،‬وأظهرت كيف دفعت البنوك الكربى إىل إنشاء شركات يصعب تتبعها يف املالذات اخلارجية‪ ،‬إذ أنشأ‬
‫أكثر من ‪ 500‬بنك والشركات التابعة هلا وفروعها ‪ -‬مبا يف ذلك (‪ )HSBC‬و(‪ )UBS‬و(‪ )Société-Générale‬أكثر من ‪15000‬‬
‫شركة أوفشور لعمالئها من خالل "موساك فونسيكا"‪ ،‬منها ‪ 17‬ألف شركة بريطانية‪ ،‬و‪ 11‬ألف روسية‪ ،‬و‪ 8‬آالف إماراتية‪ ،‬و‪ 6‬آالف‬
‫أمريكية‪ ،‬و‪ 304‬فرنسية‪ ،‬و‪ 200‬أملانية‪( Walker Guevara , et al., 2016) .‬‬
‫والشكل التايل يوضح أهم أسواق األوفشور اليت يستخدمها مكتب "موساك فونسيكا" يف تعامالته‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)16‬أهم المالذات الضريبية التي استخدمها مكتب "موساك فونسيكا"‬

‫‪Source: The International Consortium of Investigative Journalists, Offshore Leaks Database, 03 September 2020.‬‬
‫‪- https://www.icij.org/investigations/panama-papers/explore-panama-papers-key-figures/‬‬

‫من خال الشكل رقم (‪ )16‬يوضح املنحىن البياين املالذات الضريبية اليت يستخدمها "موساك فونسيكا" يف أكثر من ‪ 21‬منطقة‬
‫أوفشور‪ ،‬ويُعد أحد أكرب مخسة بائعي اجلملة يف العامل للشركات اخلارجية‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫وقد أوضحت تسريبات "وثائق بنما" العديد من الدول اليت تستخدم كأسواق أوفشور‪ ،‬والشكل املوايل يوضح أبرزها‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)17‬أكبر عشرة مالذات ضريبية في تسريبات "وثائق بنما"‬

‫‪Source: The International Consortium of Investigative Journalists, Offshore Leaks Database, 03 September 2020.‬‬
‫‪- https://www.icij.org/investigations/panama-papers/explore-panama-papers-key-figures/‬‬

‫خمطط األعمدة أعاله يوضح أكرب عشرة مالذات ضريبية شعبية يف تسريبات "وثائق بنما"‪ ،‬وهي‪ :‬جزر العذراء الربيطانية‪ ،‬بنما‪،‬‬
‫جزر البهاماس‪ ،‬جزر السيشيل‪ ،‬نيوي‪ ،‬ساموا‪ ،‬األجنويال الربيطانية‪ ،‬نيفادا‪ ،‬هونكونغ‪ ،‬اململكة املتحدة‪.‬‬
‫وأظهرت تسريبات "وثائق بنما" حجم البنوك اليت كانت تعمل كوسيط إلنشاء شركات األوفشور املشبوه لعمالئها كما يف الشكل‬
‫التايل‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)18‬أفضل عشرة بنوك تعمل كوسيط ظهرت في تسريبات "وثائق بنما"‬

‫‪Source: The International Consortium of Investigative Journalists, Offshore Leaks Database, 03 September 2020.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪https://www.icij.org/investigations/panama-papers/explore-panama-papers-key-figures/‬‬

‫يوضح الشكل أعاله خمطط األعمدة للبنوك العشرة اليت طلبت أكرب عدد من شركات األوفشور للعمالء وهي‪:‬‬
‫‪1. EXPERTA CORPORATE & TRUST SERVICES‬‬
‫‪2. BANQUE J. SAFRA SARASIN - LUXEMBOURG S.A.‬‬

‫‪90‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫‪3. CREDIT SUISSE CHANNEL ISLANDS LIMITED‬‬


‫‪4. HSBC PRIVATE BANK (MONACO) S.A.‬‬
‫‪5. HSBC PRIVATE BANK (SUISSE) S.A.‬‬
‫)‪6. UBS AG (SUCC. RUE DU RHÔNE‬‬
‫‪7. COUTTS & CO. TRUSTEES (JERSEY) LIMITED‬‬
‫‪8. SOCIÉTÉ GÉNÉRALE BANK & TRUST LUXEMBOURG‬‬
‫‪9. LANDSBANKI LUXEMBOURG S.A.‬‬
‫‪10. ROTHSCHILD TRUST GUERNSEY LIMITED‬‬
‫إذ سجل أكثر من ‪ 500‬بنك وفروعها ما يقرب من ‪ 15600‬شركة ومهية مع "موساك فونسيكا"‪ ،‬وفقا لتحليل (‪ )ICIJ‬وأنشأ‬
‫(‪ )HSBC‬والشركات التابعة له أكثر من ‪ 2300‬يف اجملموع‪.‬‬
‫وردت امساء جلزائريني بارزين ميلكون شركات أوفشور هبدف التهرب الضرييب يف تسريبات "وثائق بنما"‪ ،‬مذكورون يف اجلدول أدناه‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)10‬أهم األسماء الجزائرية البارزة التي ظهرت في تسريبات "وثائق بنما"‬

‫بنك الجزائر كان على رأس القائمة باعتباره شريكا يف شركة يف عملية إنشاء وكالة متخصصة يف اإلجيار املايل مع مجموعة بنك الربكة سنة ‪1990‬‬
‫الخارجي تعمل يف تونس ومسجلة يف جزر العذراء الربيطانية‪.‬‬
‫أمين زرهوني جنل وزير الداخلية األسبق يزيد زرهوين‪ ،‬وذكرت التسريبات أنه ميلك شركة أوفشور باسم “كارونت بلوس” مقرها اململكة املتحدة‬
‫ومسجلة يف جزر العذراء الربيطانية خالل الفرتة املمتدة ما بني ‪ 2007‬و‪.2010‬‬
‫أظهرت الوثائق امتالك وزير الصناعة واملناجم السابق شركة بنمية حتمل اسم "رويال أيرفال كورب" يف جوان ‪ ،2015‬لديها حساب‬ ‫عبد السالم‬
‫بنكي سويسري‪ ،‬ويتم تسيريها من طرف شركة أخرى توجد يف لوكسومربوغ‪ ،‬وتضمنت الوثائق أن الشركة البنمية اليت أنشأها بوشوارب‪،‬‬ ‫بوشوارب‬
‫تعمل يف مجاالت التمثيل التجاري واملفاوضات التجارية‪ ،‬وكذا األشغال العمومية والنقل البحري والسكك احلديدية‪ ،‬وأهنا تنشط يف تركيا‬
‫وبريطانيا واجلزائر‪.‬‬
‫جنل الرئيس اجلزائري األسبق‪ ،‬ورد يف فضيحة "وثائق بنما"‪ ،‬رفقة حمام تونسي ترشح سنة ‪ 2014‬للرئاسيات‪ ،‬حيث امتلكا شركة أوفشور‬ ‫توفيق بن‬
‫سنة ‪ 2007‬تدعى فايغايت كور (‪ ،)FAYGATE CORP‬حيث حاز توفيق بن جديد على ‪ 60‬باملائة من أسهمها‪ ،‬يف حني‬ ‫جديد‬
‫عادت النسبة املتبقية من األسهم ‪ 40‬باملائة‪ ،‬للمحامي التونسي مسري عبديل‪ ،‬أما تسيري املعامالت فكانت بني بنك "إتش‪.‬أس‪.‬يب‪.‬سي"‬
‫فرع سويسرا ومكتب احملامات "موساك فونسيكا"‪.‬‬
‫نجاة عرفات زوجة وزير الطاقة األسبق شكيب خليل‪ ،‬اليت اختذت تدابري يف بنما هبدف إخفاء امتالكها حلسابات بنكية يف سويسرا‪ ،‬إذ جلأت املذكورة‬
‫واليت مل يكن هلا أي نشاط رمسي حينها إىل خدمات املكتب البنمي "موساك فونسيكا" إلنشاء شركتني خارجيتني مها ( ‪Carnelian‬‬
‫‪ )Group Inc‬سنة ‪ 2005‬و(‪ )Parkford Consulting Inc‬يف أكتوبر من نفس السنة‪ ،‬وبعد سنتني من تأسيسهما‬
‫بتارخيي ‪ 26‬و‪ 27‬نوفمرب ‪ 2007‬انتقلت هاتان الشركتان إىل يدي وعمر هبور الفرنسي ذو األصول اجلزائرية‪ ،‬والذي تكرر امسه كثريا‬
‫يف قضية سوناطراك‪ ،‬إضافة إىل فريد جباوي ابن شقيق وزير اخلارجية اجلزائري السابق حممد جباوي‪.‬‬
‫ظهر اسم جنل الرئيس املدير العام لشركة سوناطراك عبد املؤمن ولد قدور‪ ،‬يف إطار حتويالت مالية مشبوهة عرب مصارف وبنوك يف لبنان‪،‬‬ ‫نسيم ولد‬
‫بأربع شركات ومهية يف قطاع النفط‪ ،‬عام ‪ ،2009‬هي على التوايل (‪ )Potter Financial‬و(‪ )Dudley Investment‬يف‬ ‫قدور‬
‫‪ 27‬و‪ 28‬جانفي و)‪ (Essence-Ciel‬يف ‪ 2‬مارس‪ ،‬و)‪ (Delta Consulting‬يف ‪ 6‬أكتوبر‪ ،‬وكلها عبارة عن شركات ومهية‬
‫تعمل مرآة هلياكل فارغة أنشئت يف السيشيل‪ ،‬للتعتيم على إدارة األصول املودعة يف املصارف اللبنانية‪.‬‬
‫‪Source: The International Consortium of Investigative Journalists, Offshore Leaks Database, 03 September 2020.‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪https://www.icij.org/investigations/panama-papers/explore-panama-papers-key-figures/‬‬

‫ولالطالع على القائمة التفصيلية لألمساء اجلزائرية البارزة يف تسريبات "وثائق بنما" أنظر (امللحق رقم ‪.)15‬‬
‫‪91‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تسريبات وثائق باراديز ‪2017‬‬


‫حصلت صحيفة زود دويتشه تسايتونج (‪ )Süddeutsche Zeitung‬األملانية على الوثائق األصلية من مصدر مجهول وكانت‬
‫نقطة االنطالق هلذا التحقيق مع االحتاد الدويل للصحفيني االستقصائيني‪ ،‬إىل جانب برنامج بانوراما يف "يب يب سي"‪ ،‬وما يقارب‬
‫‪ 100‬شريك إعالمي مشرتك يف ‪ 67‬دولة‪ ،‬مبا يف ذلك "اجلارديان" و"نيويورك تاميز"‪ ،‬وكان هناك أكثر من ‪ 1400‬جيجابايت من‬
‫البيانات‪ ،‬حتتوي على حوايل ‪ 13.4‬مليون مستند‪ ،‬مسربة من شركة احملاماة "أبل باي" (‪ )Appleby‬والشركة االئتمانية "آسيا‬
‫سيسيت تراست" )‪ (Asiaciti Trust‬اليت تساعد الشركات واملؤسسات املالية واألفراد ذوي املالءة املالية العالية يف إنشاء وتسجيل‬
‫شركات األوفشور يف املالذات الضريبية املختلفة‪ ،‬مقرها "برمودا" وتارخيها يعود إىل تسعينيات القرن التاسع عشر‪ ،‬ويُظهر التسريب‬
‫أن الواليات املتحدة هتيمن على سجل عمالء كل من "أبل باي" (‪ )Appleby‬و"آسيا سيسيت تراست" )‪،(Asiaciti Trust‬‬
‫مع أكثر من ‪ 31000‬عنوان أمريكي للعمالء‪ ،‬وأكثر من ‪ 14000‬عنوان بريطاين و‪ 12000‬عنوان يف برمودا‪ ،‬والبحر الكارييب‪،‬‬
‫وسنغافورة‪ ،‬والسيشيل‪ ،‬وجزر كاميان‪ ،‬وجريسي‪ ،‬وجزر العذراء الربيطانية‪ ،‬وموريشيو‪ ،‬وهونغ كونغ‪ ،‬وشنغهاي‪ ،‬وآيل أوف مان‪،‬‬
‫وغرينسي‪ ،‬إذ تغطي البيانات املسربة سبعة عقود‪ ،‬من ‪ 1950‬إىل ‪.2016‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)19‬أكبر المالذات الضريبية في تسريبات "وثائق باراديز"‬

‫‪Source: Elisabeth Gamperl, Katrin Langhans, Mauritius Much, Hannes Munzinger, Frederik Obermaier,‬‬
‫‪Bastian Obermayer, Nicolas Richter, Ralf Wiegand, Vanessa Wormer, Tobias Zick, Paradise Papers the‬‬
‫‪Shadowy World of Big Mony, 03 September 2020.‬‬
‫‪- https://projekte.sueddeutsche.de/paradisepapers/politik/this-is-the-leak-‬‬
‫‪e866529/_modules_11_infographic_desktopw2304q70-57568e63b8762d20.png‬‬

‫اخلريطة أعاله توضح أكرب املالذات الضريبية يف تسريبات "وثائق باراديز"‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫ومت الكشف عن الشؤون املالية اخلارجية ملئات من السياسيني والشركات متعددة اجلنسيات واملشاهري واألثرياء‪ ،‬كما تلقي األوراق‬
‫الضوء على الشركات القانونية واملؤسسات املالية واحملاسبني العاملني يف القطاع وعلى الواليات القضائية اليت تتبىن قواعد ضريبية خارجية‬
‫جلذب األموال‪ ،‬ومن ضمن املتورطني يف هذه الفضيحة‪:‬‬
‫‪ -‬قام األمري تشارلز حبملة لتغيري اتفاقيات تغري املناخ دون الكشف عن ممتلكاته اخلاصة وكان له مصلحة مالية خارجية فيما كان‬
‫يروج له‪.‬‬
‫‪ -‬قامت شركة "أبل" (‪ )Apple‬حبماية نظامها الضرييب املنخفض باستخدام املالذ الضرييب يف جزيرة جريسي؛‬
‫‪ -‬كما ضمت القائمة مشاهري من عامل الرياضة والفن‪ ،‬أبرزهم املغنية األمريكية "مادونا" اليت استثمرت يف شركة تستفيد من‬
‫ضرائب شبه معدومة‪ ،‬واملغنية الكولومبية "شاكريا" اليت تعيش يف برشلونة وانتقلت للعيش يف جزر البهاماس ألسباب ضريبية‪،‬‬
‫ونقلت إىل مالطا ولوكسمبورغ حقوق النشر التابعة هلا‪ ،‬وبطل العامل يف "الفورموال وان" الربيطاين "لويس هاميلتون" الذي‬
‫استخدم شركة يف جزيرة آيل أوف مان الربيطانية اليت ال تفرض ضرائب عالية‪ ،‬متفاديا بذلك دفع ضريبة القيمة املضافة لدى‬
‫شرائه طائرة خاصة مببلغ ‪ 16.5‬مليون جنيه إسرتليين؛‬
‫‪ -‬استثمرت بريطانيا حوايل ‪ 10‬ماليني جنيه إسرتليين يف املالذات اخلارجية؛‬
‫‪ -‬احتفظ أحد كبار مسؤويل إدارة الرئيس دونالد ترامب حبصة مالية يف شركة تشمل شركائها الرئيسيني شركة روسية مملوكة جزئيا‬
‫لصهر الرئيس الروسي فالدميري بوتني؛‬
‫‪ -‬تورط ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية‪ ،‬حيث كشف التحقيق االستقصائي أن ماليني اجلنيهات العائدة للملكة استُثمرت مبالذات‬
‫ضريبية‪ ،‬حبوايل عشرة ماليني جنيه إسرتليين (‪ 13‬مليون دوالر) من أمواهلا استُثمرت يف جزر كاميان وبرمودا‪ ،‬مبا يف ذلك مبلغ‬
‫صغري يف الشركة اليت تقف وراء (‪ ،)BrightHouse‬وهي سلسلة متهمة باإلقراض غري املسؤول؛‬
‫‪ -‬رجل أعمال أمريكي كلف بإدارة الثروة النفطية لدولة أنغوال األفريقية‪ ،‬وحصل على أكثر من ‪ 41‬مليون دوالر يف ‪ 20‬شهرا‬
‫فقط؛‬
‫‪ -‬وكشفت تسريبات "وثائق باراديز" كيف يبيع أصحاب املاليني يف اململكة املتحدة أصوهلم لشركات خارجية فقط ليصبحوا‬
‫مستشارين استثماريني لتلك الشركات‪ ،‬وبالتايل جتنب الضرائب؛‬
‫‪ -‬جتنبت شركة األسهم اخلاصة "بالكستون" عشرات املاليني من اجلنيهات االسرتلينية من الضرائب الربيطانية على صفقات‬
‫العقارات يف غالسكو ولندن؛‬
‫‪ -‬استخدمت شركة الطائرات اخلاصة احلصرية اململوكة للملياردير "ديرموت ديزموند" مالذا ضريبيا خارجيا لتجنب الضرائب‪.‬‬
‫بالنسبة لتسريبات "باراديز" مل تظهر أمساء جزائرية بارزة إىل العلن كما يف التسريبات السابقة‪ ،‬ولكن وردت امساء العديد من‬
‫اجلزائريني ميلكون شركات أوفشور‪ ،‬كما يوضح اجلدول أدناه‪:‬‬

‫‪93‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)11‬األسماء الجزائرية التي ظهرت في تسريبات "وثائق باراديز"‬

‫‪94‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫‪95‬‬
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ :‫الفصل التطبيقي‬

Source: The International Consortium of Investigative Journalists, Offshore Leaks Database, 03 September 2020.

- https://offshoreleaks.icij.org/search?c=DZA&cat=1&e=&j=&q=&utf8=%E2%9C%93

96
‫دراسة حالة شركات األوفشور كمراكز مالية دولية لتحويل األموال عالميا‬ ‫الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫خالصة الفصل التطبيقي‪:‬‬

‫من خالل كل ما مت التطرق إليه يف الفصل التطبيقي مت التوصل إىل أن شركات األوفشور باعتبارها نوعا خاصا من‬
‫املراكز املالية الدولية يتميز خبصائص معينة جعلته يستقطب فئات معينة من املستثمرين من شركات عمالقة أو متعددة اجلنسيات‪،‬‬
‫واألثرياء‪ ،‬والعائالت املالكة‪ ،‬والقادة والسياسيني‪ ،‬ومشاهري عامل الفن والرياضة من ذوي املالءة املالية العالية‪ ،‬وكذا جتار املخدرات‬
‫والسالح أو أصحاب األموال القذرة بصفة عامة وغريهم‪ ،‬وذلك الستخدامها ألسباب مشبوهة يف أغلب احلاالت من هترب‬
‫ضرييب‪ ،‬وغسيل لألموال‪ ،‬أو إخفائها عن اجلمهور ألسباب قانونية‪ ،‬باإلضافة إىل حتقيق أرباح وعوائد إضافية من ورائها‪.‬‬

‫وما ساعد يف انتشار هذا النوع من املراكز املالية العاملية (شركات األوفشور)‪ ،‬هو اتساع وزيادة أسواقها بسبب توفري‬
‫الدول احلاضنة هلا للظروف املالئمة لقيامها من خالل املزايا اليت تقدما شركات األوفشور املنشئة فيها سواء من حيث تأسيسها‬
‫أو إدارهتا‪ ،‬وكل هذا من أجل استقطاب أكثر لألموال إىل أراضيها‪.‬‬

‫كل هذه اخلصائص اليت تتميز هبا شركات األوفشور جعلها منتشرة بشكل كبري لكن دون أن تظهر للجمهور أو‬
‫العامة‪ ،‬رغم أهنا ظاهرة ليست حبديثة النشأة‪ ،‬إال أن ما جعلها تطفوا على الساحة كان بسبب التسريبات اليت حصلت يف‬
‫السنوات األخرية واليت تسببت بفضائح عاملية كشفت عمق واتساع الفساد املايل واألخالقي املتفشي يف االقتصاد العاملي‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫الخاتم ـ ـ ــة‬

‫لقد طرحت حتويالت األموال عامليا عن طريق املراكز املالية الدولية جدال كبريا بني االقتصاديني‪ ،‬فمنهم من اعتربها مؤثرا‬
‫إجيابيا على النظام االقتصادي العاملي‪ ،‬بينما اعتربها البعض عامال سلبيا على االستقرار املايل والنقدي يف العامل‪ ،‬وقد اتضح كيف ميكن‬
‫لتحويالت األموال نظريا أن تسهم يف ازدهار االقتصاد العاملي من خالل تعبئة املوارد واملدخرات وإعادة توجيهها لسد الفجوة بني‬
‫أصحاب الفوائض وهم املستثمرون من أشخاص طبيعيني أو معنويني‪ ،‬وأصحاب العجز من شركات حتتاج التمويل لتوسيع نشاطها أو‬
‫إنشاء مشاريع جديدة‪ ،‬إذ مت التوصل إىل أن املراكز املالية الدولية باختالف أنواعها تقوم بتسهيل حتويالت األموال كل حسب اختصاصه‬
‫واحتياجاته‪ ،‬وبالتايل يعود ذلك بالنفع على كل الفاعلني واملتدخلني يف هذه العمليات‪.‬‬
‫واتضح أيضا أن للمراكز املالية الدولية أمهية كبرية حيث أصبحت هي احملرك الرئيسي لالقتصاد العاملي‪ ،‬بسبب دورها كقنوات‬
‫لتحويالت األموال عامليا عن طريق أسواق رأس املال الدولية القائمة فيها‪ ،‬وكذلك خمتلف املؤسسات املالية املتخصصة من بنوك وشركات‬
‫تأمني وأسواق للعمالت ‪ ،...‬باإلضافة إىل الشركات املتعددة اجلنسيات‪.‬‬
‫كما تبني كيف ميكن هلذه املراكز أن تكون مضرة باالستقرار املايل العاملي ملا لبعض أنواعها من ممارسات مشبوهة مثل شركات‬
‫األوفشور‪ ،‬باعتبارها نوعا خاصا من املراكز املالية الدولية اليت ذاع صيتها وانتشرت يف أاحاء العامل‪ ،‬بسبب خصائصها املميزة املتمثلة يف‬
‫قوانني البيئة احلاضنة هلا من ظروف وتشريعات وتسهيالت‪ ،‬وبالتايل تقدم شركات األوفشور املنشئة فيها خدمات وغطاء قانونيا للتعامالت‬
‫الغري قانونية لعمالئها من خالل توفري قنوات لتحويل األموال املشبوهة أو طرق لغسيل األموال أو التهرب الضرييب باإلضافة إىل حتقيق‬
‫األرباح‪.‬‬
‫اختبار الفرضيات‪:‬‬
‫من خالل هذه الدراسة النظرية والتطبيقية هلذا املوضوع مت التوصل إىل نتائج ذات صلة باختبار صحة الفرضيات واملتمثلة يف‪:‬‬
‫بالنسبة للفرضية األولى‪:‬‬
‫إن تنامي وتطور املراكز الدولية على مر السنوات كان بسبب مجلة من العوامل‪ ،‬بداية من التطور الصناعي والتكنولوجي‬
‫الذي شهده القرنني السابع عشر والثامن عشر‪ ،‬إضافة إىل توجهات الفكر االقتصادي الرأمسايل‪ ،‬وكذا العجز املايل ألغلبية‬
‫الدول األوروبية الذي صاحب هناية احلرب العاملية الثانية‪ ،‬ما نتج عنه احلركة املتزايدة لتطور التجارة العاملية واالستثمار األجنيب‬
‫وتنامي الشركات متعددة اجلنسيات‪ ،‬باإلضافة لالنفتاح املايل الذي كان نتيجة حتمية للعوملة املالية‪ ،‬وبالتايل فإن تضافر كل‬
‫هذه العوامل مجتمعة زاد من النشاط املايل العاملي بشكل كبري واكتسب طابعا عابرا للقارات‪ ،‬ونتج عنه تزايد يف تعبئة املوارد‬
‫املالية واملدخرات لتمويل االقتصاد العاملي‪ ،‬وبالتايل تسريع وترية تنامي وتطور املراكز الدولية وهذا ما يفند صحة الفرضية األوىل‪.‬‬
‫بالنسبة للفرضية الثانية‪:‬‬
‫إن من خصائص املراكز املالية الدولية بالنسبة للدول احلاضنة هلا أهنا تتميز بتنوع االقتصاد وتطور قطاع اخلدمات املالية‬
‫خاصة‪ ،‬باإلضافة إىل القطاعات األخرى‪ ،‬وكذلك امتالكها لبىن حتتية قوية ومتكاملة من (الطرق‪ ،‬املوانئ‪ ،‬املطارات‪ ،‬شبكات‬
‫االتصاالت السلكية والالسلكية‪ ،‬توافر الطاقة وغريها) إذ يؤثر ذلك على جذب االستثمارات‪ ،‬وتوفر بيئة حملية مواتية لنمو‬

‫‪98‬‬
‫األعمال والوصول هبا إىل املستويات العاملية‪ ،‬عرب توفري منصة داعمة للنمو احمللي واإلقليمي والدويل من خالل رفع القدرات‬
‫التنافسية ملختلف املؤسسات املالية املتخصصة احمللية‪ ،‬والشركات نتيجة لتزايد عملية املنافسة من قبل املؤسسات والشركات‬
‫األجنبية العاملة هبذه املراكز‪ ،‬كل هذه اخلصائص وغريها تساهم يف تنويع االقتصادات احمللية واالرتقاء هبا إىل ببيئة األعمال‬
‫الدولية‪ ،‬وهذا ما يثبت صحة الفرضية الثانية‪.‬‬
‫بالنسبة للفرضية الثالثة‪:‬‬
‫تسمح العديد من املراكز املالية الدولية حبرية حركة األموال وتنوع االستثمارات واخلدمات ودرجة عالية من املرونة‪ ،‬بفضل‬
‫التشريعات والقوانني وتوفري بيئة أعمال مواتية جلذب االستثمارات وخمتلف الشركات‪ ،‬جعل من هذه املراكز وسيلة وقناة شرعية‬
‫لتبييض األموال والتهرب الضرييب وغريها من التعامالت املشبوهة من خالل شركات األوفشور اليت يتم عن طريقها تنفيذ‬
‫وجتسيد هذه املمارسات الغري قانونية بصبغة قانونية بسبب األطر التشريعية الداعمة هلا وحتميها‪ ،‬وهذا ما يثبت صحة الفرضية‬
‫الثالثة‪.‬‬
‫نتائج البحث‪:‬‬
‫يف خضم حتليل فصول هذه الدراسة‪ ،‬مت التوصل إىل مجموعة من النتائج ميكن بلورهتا يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬أصبحت املراكز املالية الدولية املتحكم الرئيسي يف االقتصاد العاملي كوهنا الفاعل احملوري يف قرارات حتويل األموال عامليا‬
‫نظرا ملا تضمه هذه املراكز من املؤسسات املالية املتنوعة من البنوك التجارية واالستثمارية‪ ،‬وشركات السمسرة‪ ،‬وشركات إدارة‬
‫األموال‪ ،‬وشركات التأمني وشركات األسهم اخلاصة‪ ،‬وصناديق التحوط‪ ،‬وأسواق رأس املال‪...‬؛‬
‫‪ .2‬املراكز املالية الدولية وسيلة هامة جدا لتعبئة املوارد واملدخرات الالزمة للتمويل العاملي وتطوير حركة األموال على مستوى‬
‫العامل من خالل آليات متطورة وقنوات كثرية تسهل وتزيد من هذه التحويالت‪ ،‬عن طريق اتساع نطاق املبادلة وتداول األصول‬
‫املالية والنقدية ذات البعد احمللي واإلقليمي والدويل؛‬
‫‪ .3‬يسمح تنويع التوظيفات يف احملافظ االستثمارية وتنوع األدوات املالية املتعامل هبا يف األسواق املالية الدولية من تقليل‬
‫املخاطر باعتبار أن هذه التوظيفات تكون موزعة يف املراكز املالية الدولية عرب خمتلف أاحاء العامل؛‬
‫‪ .4‬إن حتركات األموال عامليا عرب املراكز املالية الدولية مكن من هنضة القطاع املايل احمللي للدول احلاضنة هلذه املراكز‪ ،‬وفرض‬
‫زيادة يف االنضباط على السياسات االقتصادية الكلية‪ ،‬وولد مكاسب يف الكفاءة بني الشركات احمللية بتعريضها للمنافسة من‬
‫قبل الوافدين األجانب ومن مث إحداث تطور فيها؛‬
‫‪ .5‬توفر املراكز املالية الدولية إمكانيات دون احلاجة إىل التواجد الفعلي أو حتمل تكاليف ضخمة إلجناز الصفقات املختلفة‪،‬‬
‫األمر الذي جعل منها املصدر األكرب يف العامل من حيث حجم التداول واستقطاب األموال وحلقة الوصل األهم واألقوى اليت‬
‫تؤدي وظيفة توظيف وختصيص وحتويل املوارد املالية عامليا؛‬
‫‪ .6‬بسبب الدور احملوري الذي تؤديه املراكز املالية الدولية جعل دول العامل تتسابق على احلفاظ على مكانتها وحتسينها مقابل‬
‫صدارة املراكز املالية الرائدة كنيويورك ولندن أو السعي إىل الصدارة من خالل توسعها وتقوية مكانتها كاليورو نكست‪ ،‬وهونغ‬
‫كونغ‪ ،‬وطوكيو‪ ،‬وسنغافورة أو حماولة خلق مراكز مالية دولية جديدة؛‬

‫‪99‬‬
‫‪ .7‬ال يقتصر تأثري املركز املايل الدويل على الدولة احلاضنة له فقط‪ ،‬وإمنا ميتد تأثريه إىل النطاق اإلقليمي والعاملي‪ ،‬حيث أن‬
‫أي أزمة سياسية أو اقتصادية أو أمنية قد تلقي بظالهلا على عمل املركز‪ ،‬ومن املمكن أن تنتقل تلك األزمة إىل القطاعات‬
‫األخرى يف االقتصاد خارج املركز املايل يف الدولة وقد تنتقل إىل باقي دول العامل؛‬
‫‪ .8‬جتذب بعض املراكز املالية الدولية املستثمرين الذين يسعون إىل غسل األموال غري املشروعة‪ ،‬مثل تلك األموال الناجتة عن‬
‫التهرب الضرييب أو االجتار باملخدرات أو الفساد‪ ،‬وما جيذهبم إىل هذا النوع من املراكز إمكانية إخفاء هويتهم‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫احلوافز واإلعفاءات الضريبية املمنوحة من احلكومات اليت تستضيف املراكز املالية الدولية كوسيلة لتجنب الضرائب؛‬
‫‪ .9‬بالرغم من املسامهة الكبرية للمراكز املالية الدولية والدور األساسي الذي تؤديه يف حتويل األموال عامليا‪ ،‬فقد شكلت بعض‬
‫هذه املراكز غطاء ملمارسات غري شرعية ولكن بغطاء قانوين‪ ،‬السيما يف ظل السياسات والقوانني اخلاصة اليت حتكمها‪ ،‬بشكل‬
‫مل يسبق له مثيل بسبب حرية حركة األموال عامليا عرب قنواهتا املختلفة؛‬
‫‪ .10‬إن توفري الدول احلاضنة لشركات األوفشور للظروف والبيئة املالئمة لقيامها‪ ،‬وكذا القوانني والتشريعات والسياسات اليت‬
‫حتميها وتدعمها ساعد يف انتشار هذه الشركات واتساع رقعة انتشارها وزيادة أسواقها؛‬
‫‪ .11‬اخلصائص اليت تتميز هبا شركات األوفشور جعلها منتشرة بشكل كبري‪ ،‬من خالل تقدميها ملزايا من حيث تأسيسها أو‬
‫إدارهتا‪ ،‬كل هذا من أجل استقطاب أكثر لألموال إليها؛‬
‫‪ .12‬إن ما جعل شركات األوفشور تربز على الساحة كان بسبب التسريبات اليت حصلت يف السنوات األخرية واليت تسببت‬
‫بفضائح عاملية كشفت الفساد املايل واألخالقي املتفشي يف االقتصاد‪ ،‬مثل تسريبات سويس لكس‪ ،‬وتسريبا بنما‪ ،‬وتسريبات‬
‫باراديز؛‬
‫‪ .13‬رغم أن التسريبات اليت حصلت مل تغطي سوى سنوات معينة من التهرب الضرييب وغسيل األموال لبعض أسواق األوفشور‪،‬‬
‫إال أهنا كشفت عن حجم هائل من األموال املخبأة يف هذه املالذات الضريبية وهو حسب التقديرات ما يقارب الثالثني‬
‫(‪ )30‬ترليون دوالر‪.‬‬
‫التوصي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات‪:‬‬
‫بناء على ما ورد يف هذه الدراسة وعلى خلفية النتائج اليت مت التوصل إليها ميكن إعطاء مجموعة من التوصيات واالقرتاحات‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬ضرورة تطوير قوانني دولية منظمة حلركة األموال عامليا عرب املراكز املالية الدولية‪ ،‬خللق إطار قانوين لتنظيم املعامالت وحل‬
‫النزاعات اليت تنشأ من افتقار هذه املراكز إىل مستويات عالية من الشفافية‪ ،‬إذ يكتنف عملها درجة عالية من الغموض والسرية‬
‫بغرض التهرب من سلطة مؤسسات فرض القانون؛‬
‫‪ .2‬حتمية وجود اتفاقيات دولية لتبادل املعلومات الضريبية لتجنب استخدام املراكز املالية الدولية كمعرب لتبييض األموال والتهرب‬
‫الضرييب؛‬
‫‪ .3‬فرض رقابة ولو جزئية من طرف الدول على احلرية التامة لتحويالت األموال واألرباح من وإىل اخلارج يف هذه املناطق‪،‬‬
‫لإلنقاص تأثري هذه التحويالت على اقتصادات هذه الدول‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫آفاق الدراسة‪:‬‬
‫يف إطار البحث عن دور املراكز املالية الدولية يف حتويل األموال عامليا عرب شركات األوفشور‪ ،‬فإن اإلسهام الذي قدم بسيط‬
‫وال تزال هذه الدراسة حتتاج إىل جهود إضافية وتطوير من خالل حبوث الحقة تتمحور حول ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬دور املراكز املالية الدولية يف حدوث األزمات املالية العاملية والتداعيات اليت ترتتب عنها؛‬
‫‪ .2‬تأثري املراكز املالية الدولية على االستقرار املايل العاملي؛‬
‫‪ .3‬تنظيم حركة األموال عامليا من خالل دراسة حتليلية لألحكام والتشريعات الدولية؛‬
‫‪ .4‬تأثري املراكز املالية الدولية على الدول النامية؛‬
‫‪ .5‬شركات األوفشور قناة لغسيل األموال‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫المراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬إبراهيم الكراسنة‪ .)2010( .‬إرشادات عملية يف تقييم األسهم والسندات ‪ .‬أبوظيب‪ :‬معهد السياسات االقتصادية‪ ،‬صندوق النقد العريب ‪.‬‬
‫‪ .2‬رمزي جنيب القسوس‪ .)2002( .‬غسيل األموال جرمية العصر‪ .‬عمان‪ :‬دار وائل للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .3‬صادق راشد الشمري‪ .)2018( .‬إدارة العمليات املصرفية‪ .‬اليازوري للطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪ .4‬صالح الدين شريط ‪ .)2018( .‬اصول صناديق االستثمار يف سوق األوراق املالية‪ .‬دار محيثرا للنشر والرتمجة‪.‬‬
‫‪ .5‬عبد املطلب عبد احلميد‪ .)2013( .‬االقتصاد اخلفي وغسيل األموال والفساد‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬الدار اجلامعية‪.‬‬
‫‪ .6‬عبد املطلب عبد احلميد‪ .)2013( .‬االقتصاد اخلفي وغسيل األموال‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬الدار اجلامعية‪.‬‬
‫‪ .7‬علي عباس‪ .)2016( .‬إدارة األعمال الدولية‪ .‬عمان‪ :‬دار املسرية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .8‬عمر حممد بن يونس‪ ،‬و يوسف أمني شاكري‪ .)2004( .‬غسيل األموال عرب األنرتنت‪ .‬القاهرة‪ :‬أكاكيس للطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪ .9‬غازي فالح املومين‪ .)2008( .‬إدارة احملافظ االستثمارية احلديثة‪ .‬عمان‪ :‬دار املناهج للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪.10‬الغايل بن ابراهيم‪ ،‬و حممد عدنان بن ضيف‪ .)2019( .‬األسواق املالية الدولية تقييم األسهم والسندات‪ .‬بسكرة‪ :‬دار علي بن زيد للطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪.11‬فواز صالوم محوي‪ ،‬و حممد رمضان إمساعيل‪ .)2011( .‬إدارة املؤسسات واألسواق املالية‪ .‬دمشق‪ :‬دار عالء الدين‪.‬‬
‫‪ .12‬مبارك لسلوس ‪( .‬بال تاريخ)‪ .‬االبداع املايل يف املؤسسات بني الرغبة والرهبة‪.‬‬
‫‪.13‬حمسن أمحد اخلضريي‪ .)2002( .‬غسيل األموال‪ .‬القاهرة‪ :‬مجموعة النيل العربية‪.‬‬
‫‪ .14‬نعيمة برودي ‪ ،‬و عبد القادر بلعريب‪( .‬بال تاريخ)‪ .‬تيار عوملة األسواق املالية إىل أين‪...‬؟‬
‫رسائل الماجستير والدكتوراه‪:‬‬
‫‪.15‬ابتسام ساعد‪ .)2009-2008( .‬تقييم كفاءة النظام املايل اجلزائري ودوره يف متويل االقتصاد (شهادة ماجيسرت)‪ .‬بسكرة‪ ،‬جامعة حممد خيضر‪.‬‬
‫‪.16‬إيهاب حممد الرفايت‪ .) 2007( .‬عمليات مكافحة غسيل األموال وأثر االلتزام هبا على فعالية نشاط املصارف العاملة يف فلسطني (رسالة ماجيستري يف‬
‫احملاسبة والتمويل)‪ .‬غزة‪ ،‬قسم احملاسبة والتمويل‪ ،‬فلسطني‪ :‬اجلامعة اإلسالمية غزة‪.‬‬
‫‪.17‬بن علية بن علية‪ .) 2010-2009( .‬جهود وآليات مكافحة ظاهرة غسيل األموال يف اجلزائر (مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجيستري يف علوم التسيري‬
‫ختصص نقود ومالية)‪ .‬اجلزائر‪ ،‬قسم علوم التسيري‪ ،‬اجلزائر‪ :‬جامعة اجلزائر ‪.03‬‬
‫‪.18‬مجال خوجة ‪ .)2008-2007( .‬جرمية تبييض األموال (مذكرة لنيل شهادة املاجيستري يف القانون اخلاص)‪ .‬تلمسان‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬اجلزائر‪ :‬جامعة أبو‬
‫بكر بلقايد‪.‬‬
‫‪.19‬حسان ناصف‪ .) 2018-2017( .‬دور شركات التأمني يف حماولة مكافحة االحتيال (أطروحة دكتوراه)‪ .‬بومرداس‪ ،‬جامعة أحممد بوقرة‪.‬‬
‫‪.20‬رائدة حممد الدودة شحدة‪ .)2010( .‬االستثمار األجنيب يف الضفة الغربية وقطاع غزة‪ :‬مجاله وحمدداته خالل الفرتة (‪( )2007-1995‬درجة املاجيستري)‪.‬‬
‫غزة‪ ،‬كلية الدراسات العليا والبحث العلمي‪ ،‬فلسطني‪ :‬جامعة اخلليل‪.‬‬
‫‪.21‬رشيد بوكساين ‪ .) 2006-2005( .‬معوقات أسواق األوراق املالية العربية وسبل تفعيلها (رسالة لنيل درجة الدكتوراه يف العلوم االقتصادية)‪ .‬اجلزائر‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬اجلزائر‪ :‬جامعة اجلزائر‪.‬‬
‫‪.22‬ستار البيايت ‪ .)2020-2019( .‬اقتصاديات االستثمار األجنيب‪ .‬قسم اقتصاديات ادارة االستثمار واملوارد ‪.‬‬
‫‪.23‬مسرية حمسن‪ .)2006-2005( .‬املشتقات املالية ودورها يف تغطية خماطر السوق املالية (مذكرة مكملة لنيل شهادة املاجيستري يف العلوم االقتصادية)‪.‬‬
‫قسنطينة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬اجلزائر‪ :‬جامعة منتوري ‪.‬‬
‫‪.24‬عبد الرمحن بن عزوز‪ .)2012-2011( .‬دور الوساطة املالية يف تنشيط سوق األوراق املالية‪ .‬قسنطينة‪ ،‬جامعة منتوري‪.‬‬
‫‪.25‬عبد السالم حسان‪ .) 2016-2015( .‬جرمية تبييض األموال وسبل مكافحتها يف اجلزائر (أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه علوم ختصص قانون‬
‫جنائي)‪ .‬سطيف‪ ،‬قسم احلقوق‪ ،‬اجلزائر‪ :‬جامعة ملني دباغني‪.‬‬
‫‪.26‬عبري بوضياف‪ .)2007( .‬سوق األوراق املالية يف اجلزائر ( شهادة الدراسات العليا املتخصصة ‪ .) PGS‬قسنطينة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيري‪،‬‬
‫اجلزائر‪ :‬جامعة منتوري‪.‬‬
‫‪.27‬عقبة خضري ‪ .) 2015-2014( .‬أثر االستثمار األجنيب غري املباشر على أداء سوق األوراق املالية (شهادة ماجيسرت)‪ .‬بسكرة‪ ،‬جامعة حممد خيضر‪.‬‬
‫‪.28‬عقبة خضري‪ .)2015-2014( .‬أثر االستثمار األجنيب غري املباشر على أداء سوق األوراق املالية‪ .‬بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪ :‬جامعة حممد خيضر ‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫‪.29‬حممد راتول‪ ،‬و أمحد مداين‪( .‬بال تاريخ)‪ " .‬دور التّوريق كأداة مالية حديثة يف التّمويل وتطوير البورصة يف اجلزائر "‪( .‬الصفحات "سياسات التّمويل وأثرها‬
‫املؤسسات ‪ -‬دراسة حالة اجلزائر وال ّدول النّامية‪ .)"-‬بسكرة‪ :‬جامعة حممد خيضر‪.‬‬
‫على اإلقتصاديات و ّ‬
‫‪.30‬مسعودة بلخضر‪ .) 2015-2014( .‬عقود اخليار ودورها يف التقليل من خماطر أسواق رأس املال (شهادة ماجيستري)‪ .‬بسكرة‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫اجلزائر‪ :‬جامعة حممد خيضر‪.‬‬
‫‪.31‬مليكة بن علقمة‪ .)2016-2015( .‬تطوير وترشيد عمليات التوريق (شهادة دكتوراه)‪ .‬سطيف‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسري‪ ،‬اجلزائر‪:‬‬
‫جامعة سطيف‪.‬‬
‫‪.32‬مي عطا كمال مؤمون‪ .)2016( .‬مقابل الوفاء يف الكمبيالة (رسالة ماجيستري)‪ .‬غزة‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬فلسطني‪ :‬جامعة األزهر‪.‬‬
‫‪.33‬وحيد منديل ‪ .)2019-2018( .‬أثر التمويل الدويل على التنمية االقتصادية يف الدول النامية يف ظل العوملة االقتصادية أثر التمويل الدويل على التنمية‬
‫االقتصادية يف الدول النامية يف ظل العوملةاالقتصادية (أطروحة دكتوراه)‪ .‬املسيلة‪ ،‬جامعة حممد بضياف‪.‬‬
‫المجالت‪:‬‬
‫‪.34‬إياد حممد طاهر‪ ،‬و صالح حسن أمحد‪ .) 2013( .‬االستثمار االجنيب غري املباشر وانعكاسه على تداول األسهم العادية‪ .‬مجلة كلية بغداد للعلوم‬
‫االقتصادية اجلامعة‪ ،‬صفحة ‪.28‬‬
‫‪.35‬محد ‪,‬ب ‪.‬ع ‪. (2012).‬دور املؤسسات املالية يف حتفيز النشاط االقتصادي يف ظل أزمات االقتصاد املعومل ‪.‬مجلة دراسات حماسبية ومالية‪, 19.‬‬
‫‪.36‬سعيد بن حسني بن علي املقريف‪ .)2019 ,04 05( .‬االستثمار قصري األجل يف البنوك االسالمية‪ .‬مجلة احملاسب العريب‪ ،‬صفحة ‪.1‬‬
‫‪.37‬عبد اهلل خبابة‪ .) 2013( .‬إنعكاسات غسل األموال على متويل التنمية يف الدول النامية‪ .‬مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية اجلامعة‪ ،36 ،‬صفحة ‪.25‬‬
‫‪.38‬فريد علواش‪( .‬نوفمرب‪ .)2007 ,‬جرمية غسيل األموال ‪-‬املراحل واألساليب‪ .-‬مجلة العلوم االنسانية‪ ،12 ،‬صفحة ‪.16‬‬
‫‪.39‬حممد ساحل‪ ،‬و عبد احلق بن تفات‪( .‬سبتمرب‪ .)2019 ,‬االستثمار األجنيب احملفظي‪ .‬مجلة مفاهيم للدراسات الفلسفية واالنسانية املعمقة‪ ،6 ،‬صفحة‬
‫‪.10‬‬
‫‪.40‬مناهل مصطفى‪ ،‬و إفتخار حممد الرفيعي‪ .)2008( .‬دور املصارف ملواجهة عمليات االحتيال املايل وغسيل األموال‪ .‬مجلة جامعة بغداد‪ ،‬صفحة ‪.23‬‬
‫‪ .41‬ندى عبد القادر عبد الستار الشريدة‪ .) 2016( .‬توظيف عقود املبادالت يف مجال الفنادق والسياحة‪ .‬مجلة الغري للعلوم االقتصادية واالدارية‪،40 ،‬‬
‫صفحة ‪.19‬‬
‫‪.42‬نوفل رمحن ملغيط جبوري‪( .‬حزيران‪ .) 2017 ,‬التنظيم القانوين لشهادات اإليداع الدولية‪ .‬مجلة كلية الرتبية األساسية للعلوم الرتبوية واإلنسانية‪،33 ،‬‬
‫صفحة ‪.17‬‬
‫‪.43‬حمفوظ جبار‪ ،‬و سامية عمر عبدة‪ .)2008 ,06( .‬أسواق رأس املال الدولية‪ ،‬اهلياكل واألدوات‪ .‬أحباث اقتصادية وإدارية‪ ،‬الصفحات ‪.102-73‬‬
‫‪.44‬مناضل عباس حسني اجلواري‪ ،‬و خضري مهدي صاحل‪ .) 2009( .‬واقع األسواق املالية على املستويني العريب والعاملي مع تعليق قياسي‪ .‬مجلة جامعة بابل‪،‬‬
‫‪.23 ،01‬‬
‫‪.45‬بوعالم لونيسي‪ ،‬و سفيان فكارشة ‪ .)2019( .‬أشكال شركات التأمني يف اجلزائر‪ .‬مجلة اإلبداع‪.01 ،‬‬
‫‪.46‬خالد املرزوك‪( .‬بال تاريخ)‪ .‬احلركة الدولية لعوامل االنتاج‪ .‬االقتصاد الدويل‪ ،‬صفحة ‪.50‬‬
‫‪.47‬مرمي وفاء زهار‪ .)2019 ,04 21( .‬نظام األوفشور‪ .‬عمران‪ ،‬صفحة ‪.5‬‬
‫‪.48‬مفيض الرمحان ب‪ .‬م‪( .‬ديسمرب‪ .) 2006 ,‬التعامل باألوراق التجارية يف الشريعة اإلسالمية‪ .‬دراسات اجلامعة اإلسالمية العاملية شيتا غونغ‪ ،03 ،‬صفحة‬
‫‪.14‬‬
‫‪.49‬هاشم السيد‪ .)2014( .‬فوضى املراكز املالية احلرة سلسلة الفوضى يف عامل املال واألعمال‪ .‬الراية االقتصادية‪.4 ،‬‬
‫‪.50‬يامسني حممود‪ 28( .‬جوان‪ .)2018 ,‬ماهي السندات الدولية ؟ املرسال‪ ،‬صفحة ‪.1‬‬
‫‪.51‬يوسف بن عبد اهلل الشبيلي‪ .)2020( .‬أدواة إدارة خماطر السيولة وبد ائل إتفاقية إعادة الشراء يف املؤسسات املالية اإلسالمية‪ .‬املعهد العايل للقضاء‪،‬‬
‫صفحة ‪.27‬‬
‫‪.52‬معهد الدراسات املصرفية‪( .‬أكتوبر‪ .)2014 ,‬الشيكات‪ .‬إضاءات‪ ،03 ،‬صفحة ‪.04‬‬
‫‪ .53‬عبد الرزاق حممد حسني‪ ،‬و عامر عمران كاظم‪ .) 2012( .‬قياس أثر االستثمار األجنيب غري املباشر على بعض املتغريات االقتصادية الكلية يف البلدان‬
‫النامية‪ ،1 .‬صفحة ‪.18‬‬
‫‪.54‬عال عادل علي عبد العال‪ .) 2013( .‬دور االستثمار األجنيب غري املباشر يف تنشيط البورصة املصرية‪ .‬حبوث اقتصادية عربية‪ ،64-63 ،‬صفحة ‪.22‬‬

‫‪104‬‬
‫ صفحة‬،35 ،‫ حولية كلية الدراسات االسالمية والعربية للبنات‬.‫ عقود خيارات األسهم يف األسواق املالية‬.)2020( .‫مصطفى عبد الغفار عباس خليفة‬.55
.74
‫ آفاق‬.‫ تطور غسيل األموال ودور إجراءات الرقابة الوقائية يف البنوك لتعزيز مواجهة الظاهرة‬.) 2016( .‫ و فضيلة بوطورة‬،‫ حممد حسن رشم‬،‫نوفل مسايلي‬.56
.355 ‫ صفحة‬،01 ،‫للعلوم االنسانية واالجتماعية واالقتصادية‬
:‫المواقع باللغة العربية‬
:‫ مت االسرتداد من‬.‫ بورصات دولية‬.)2020 ,03 28( .‫حممد عبدول وهاب العزاوي‬.57
https://fr.scribd.com/document/2460982/%D8%A8%D9%88%D8%B1%D8%B5%D8%A7%D8%AA
-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9
:‫ مت االسرتداد من‬.‫ البنك الدويل حيذر من مساوئ فرض ضرائب على التحويالت‬.)2018 ,‫ أفريل‬02( .‫وليد عبد اللطيف النصف‬.58
https://alqabas.com/article/519977-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D9%83-
%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A-
%D9%8A%D8%AD%D8%B0%D8%B1-%D9%85%D9%86-
%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%88%D8%A6-%D9%81%D8%B1%D8%B6-
%D8%B6%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%D8%B9%D9%84
‫ والمحاضرات‬،‫ التقارير‬،‫الملتقيات‬
‫ جامعة الكويت (صفحة‬- ‫ تنظيم كلية العلوم اإلدارية‬- IV ‫ املؤمتر الدوىل الرابع اجتاهات‬.‫ تقييم الكويت كمركز ماىل‬.)2010( .‫بدر عبد اهلل السميط‬.59
.‫ احتاد الشركات االستثمارية‬:‫ الكويت‬.)2
‫ املؤمتر العلمي الدويل حول "األزمة املالية‬.)‫ املضاربات الومهية "السوقية" ودورها يف األزمة املالية (عقود اخليارات‬.)2010 ,‫ (ديسمرب‬.‫حممود فهد مهيدات‬.60
.‫ املعهد العاملي للفكر االسالمي‬/ ‫ جامعة العلوم االسالمية العاملية‬:‫ عمان‬.) 27 ‫واالقتصادية العاملية املعاصرة من منظور اقتصادي إسالمي" (صفحة‬
‫ وزارة‬:‫ بغداد‬."‫ دراسة حتليلية لظاهرة غسيل األموال "مع إشارة خاصة للعراق‬.) 2016( .‫ و عبد الوهاب عبد القادر عبد القادر‬،‫زياد عبد الكرمي رشيد‬.61
.‫ قسم السياسة االقتصادية‬،‫ الدائرة االقتصادية‬،‫املالية‬
.‫ املركز اجلامعي نور البشري‬،‫ البيض‬.‫ مطبوعة دروس مقياس حلقة‬.)2016-2015( .‫بلقاسم بن عالل‬.62
:‫المراجع باللغة األجنبية‬
Les ouvrages :
1. Bouches-du-Rhône . (1999). Les Paradis Bancaires & Fiscaux, Trous Noirs de la Finance Mondiale.
Marseille: Commission “Paradis Fiscaux & Traités Internationaux” ATTAC.
2. Falzon, J. (2001). Characteristics of International Financial Centres. New York: Palgrave Macmillan
UK.
3. GHEORGHE, C. (2013). OFFSHORE COMPANIES. The International Conference on Economics and
Administration, Faculty of Business and Administration (p. 10). Romania: University of Bucharest.
4. International Financial Centre Foundation part: Hong Kong as an International Financial Centre. (2014,
July).
5. Judith, T. (2019). International financial centres and development finance. London: Overseas
Development Institute.
6. Morgan, P., & Briggs, T. (2018, 06 21). offshore company. quora magazine.
7. Park, Y., & Essayyad, M. (1989). International Banking and Financial Centers. Dordrecht: Kluwer
Academic Publishers Group.
8. ŞİT, M., & KARADAĞ, H. (2018). THE IMPORTANCE OF INTERNATIONAL FINANCIAL
CENTERS IN ECONOMIC DEVELOPMENT: THE CASE OF ISTANBUL. International Journal of
Economics, Business and Politics.
Les Articles :
9. Chen, K., & Chen, G. (2014, 12 12). The rise of international financial centers in mainland China. Cities
The International Journal of Urban Policy and Planning, pp. 10-22.
10. Solovjova, I., Rupeika-Apoga, R., & Romānova, I. (2018). Competitiveness Enhancement of
International Financial Centres. European Research Studies Journal, pp. 5-17.
11. Waris, A. (2014, 09). Tax haven or international financial centre? The case of Kenya. ANTI-
COPPUPTION RESOURCE CENTRE by the Chr. Michelsen Institute, pp. 1-4.
12. Erdem Kayral, I., & Baha Karan, M. (2012, 10 15). The research on the distinguishing features of the
international financial centers. Journal of Applied Finance & Banking, pp. 2017-238.
105
13. Douglas Wayne, A. (2009, 05 25). The Competition of International 16Financial Centres and the Role
of Law. ECONOMIC LAW AS AN ECONOMIC GOOD, ITS RULE FUNCTION AND ITS TOOL
FUNCTION IN THE COMPETITION OF SYSTEMS, pp. 193-210.
14. ALEXANDRE , S. (2019). La liste noire des paradis fiscaux se réduit à 9 pays . Le Figaro.
15. sebkuhnert. (2018, 06 14). Hong Kong Stock Exchange. tradimo news, p. 1.
16. Davet , G., & Lhomme, F. (2015, 02 08). Swiss Leaks. Le Monde, p. 1.
Les sites web :
17. Récupéré sur www.yourdictionary.com:
https://www.yourdictionary.com/london-stock-exchange
18. BAJPAI, P. (2019, October 2). The World's Leading Financial Cities. Récupéré sur Investopedia:
https://www.investopedia.com/articles/investing/091114/worlds-top-financial-cities.asp
19. Caruana Galizia, M., Carvajal, R., Cabra, M., Díaz-Struck, E., Garcia Rey, M., Fitzgibbon, W., . Rudder,
H. (2015, 02 08). International Consortium of Investigative Journalists. Récupéré sur www.icij.org:
https://www.icij.org/investigations/swiss-leaks/about-project-swiss-leaks/
20. Cherowbrier, J. (2020, 08 20). Récupéré sur www.statista.com:
https://www.statista.com/statistics/324547/uk-number-of-companies-lse/
21. Kennon, J. (2019, 08 01). Récupéré sur www.thebalance.com:
https://www.thebalance.com/what-is-the-nasdaq-356343
22. Morgan, C. (2019, 07 10). Récupéré sur www.caymanenterprisecity.com:
https://www.caymanenterprisecity.com/blog/7-reasons-to-take-your-company-offshore
23. Walker Guevara , M., Ryle, G., Cabra, M., Diaz-Struck, E., Hudson, M., M. Hamilton, M., . . . Kiln.
(2016, 04 03). Récupéré sur www.icij.org:
https://www.icij.org/investigations/panama-papers/pages/panama-papers-about-the-investigation/
24. (2017, 11 17). Récupéré sur www.bbc.com:
https://www.bbc.com/news/world-41880153
25. (2017, 12 05). Récupéré sur www.capital.fr:
https://www.capital.fr/economie-politique/lue-espere-se-doter-dune-liste-noire-des-paradis-fiscaux-
1259178
26. (2019, 08 06). Récupéré sur www.lafinancepourtous.com:
https://www.lafinancepourtous.com/decryptages/politiques-economiques/economie-mondiale/paradis-
fiscaux/
27. (2019, 08 19). Récupéré sur www.europeanbusinessreview.com:
https://www.europeanbusinessreview.com/what-is-an-offshore-company-and-what-are-the-benefits-
of-establishing-an-offshore-company/
28. (2020, 04 11). Récupéré sur www.corporatefinanceinstitute.com:
https://corporatefinanceinstitute.com/resources/knowledge/trading-investing/new-york-stock-
exchange-nyse/
29. (2020, 04 11). Récupéré sur www.nyse.com: https://www.nyse.com/markets/nyse-american
30. (2020, 4 14). Récupéré sur www.nyse.com: https://www.nyse.com/listings/international-listings
31. (2020, 04 05). Récupéré sur www.fxcm.com: https://www.fxcm.com/markets/insights/nasdaq/
32. (2020, 04 03). Récupéré sur www.nasdaq.com:
https://www.nasdaq.com/about/our-people/adena-t.-friedman
33. (2020, 4 20). Récupéré sur www.nasdaq.com:
https://www.nasdaq.com/nasdaq100?channel=Advertising&source=Marketing&utm_content=Website
&utm_source=Marketing&utm_campaign=&utm_medium=Advertising
34. (2020, 4 21). Récupéré sur www.nasdaq.com:
https://www.nasdaq.com/news-and-insights/company-intel
35. (2020, 04 09). Récupéré sur www.admiralmarkets.com:
https://admiralmarkets.com/ar/education/articles/shares/boursat-alaswaq-alalamiya
(2020, 07 28). Récupéré sur corporatefinanceinstitute.com:
https://corporatefinanceinstitute.com/resources/knowledge/trading-investing/ftse-indices/
36. (2020, 04 22). Récupéré sur www.londonstockexchange.com:
https://www.londonstockexchange.com/news-article/market-news/admission-to-trading-17-08-
2020/14655961
37. (2020, 07 28). Récupéré sur www.fxcm.com:
https://www.fxcm.com/markets/insights/hong-kong-stock-exchange-sehk/
38. (2020, 08 04). Récupéré sur www.tradinghours.com:
106
https://www.tradinghours.com/exchanges/hkex
39. (2020, 07 28). Récupéré sur www.britannica.com:
https://www.britannica.com/topic/Tokyo-Stock-Exchange
40. (2020, 08 04). Récupéré sur www.icgn.org:
https://www.icgn.org/speakers/mr-koichiro-miyahara-president-ceo-tokyo-stock-exchange-inc
41. (2020, 07 28). Récupéré sur www.japanvisitor.com:
https://www.japanvisitor.com/tokyo/tokyo-stock-exchange
42. (2020, 07 28). Récupéré sur www.investopedia.com: https://www.investopedia.com/terms/t/tokyo.asp
43. (2020, 08 09). Récupéré sur www.investopedia.com: https://www.investopedia.com/terms/s/smurf.asp
44. (2020, 08 22). Récupéré sur www.marketbusinessnews.com:
https://marketbusinessnews.com/financial-glossary/offshore-company-definition-meaning/
45. (2020, 08 24). Récupéré sur www.offshori.com: http://offshori.com/what-is-offshore/
46. (2020, 08 22). Récupéré sur www.eltoma-global.com: http://eltoma-global.com/offshore-concept/
47. (2020, 08 22). Récupéré sur www.delvallepanama.com:
48. (2020, 08 22). Récupéré sur www.offshore-protection.com:
https://www.offshore-protection.com/company-formations-registrations
49. (2020, 07 31). Récupéré sur www.expatica.com:
https://www.expatica.com/working/self-employment/offshore-companies-18156/
50. (2020, 09 03). Récupéré sur www.ar.sfm.com:
https://ar.sfm.com/
51. bbc Incorp. (s.d.). Récupéré sur www.bbcincorp.com:
https://bbcincorp.com/resources/benefits-of-offshore-bank-accounts
52. Bethel Finance. (2020, 08 20). Récupéré sur www.bethelfinance.com:
https://www.bethelfinance.com/faqoffshoreincorporation/
53. Hawk, J. (2019, 04 16). Récupéré sur www.benzinga.com:
https://www.benzinga.com/money/hong-kong-stock-broker/
54. Offshore Company Corp. (2020, 09 31). Récupéré sur www.offshorecompanycorp.com:
https://www.offshorecompanycorp.com/faq/who-should-use-an-offshore-company
55. offshore finance. (2018, 05 27). Récupéré sur www.offshore.finance:
https://www.offshore.finance/en/blog/banking/transfer-money-offshore
56. Offshore Financial Centers - Advantages or Benefits & Disadvantages. (2020, 06 06). Récupéré sur:
www.coursehero.com.
57. oxford learners dictionaries. (2020, 08 24). Récupéré sur www.oxfordlearnersdictionaries.com:
https://www.oxfordlearnersdictionaries.com/definition/english/offshore_2?q=offshores
58. Romo, V. (2018, 05 22). the two-way. Récupéré sur www.npr.org:
https://www.npr.org/sections/thetwo-way/2018/05/22/613353836/a-woman-has-been-named-as-nyse-
ceo-it-only-took-226-years
59. Sterling Trust and Fiduciary Ltd. (2020, 08 31). Récupéré sur www.sterlingoffshore.com:
https://sterlingoffshore.com/knowledge-base/offshore-company/offshore-company-overview/
60. ZAFAR & ASSOCIATES - LLP. (2020, 08 31). Récupéré sur www.zallp.com:
https://zallp.com/practice/offshore_business/

107
‫المالحق‬
‫) للخدمات العالمية‬SFM( ‫ التعريف بشركة‬:)01( ‫الملحق رقم‬

Source: SFM Online Company, registration Companys Offchour, 04 September 2020.


- https://www.sfm.com/

109
‫) للخدمات العالمية‬SFM( ‫ أسباب اختيار شركة‬:)02( ‫الملحق رقم‬

Source: SFM Online Company, registration Companys Offchour, 04 September 2020.


- https://ar.sfm.com/offshore-trust

110
‫) للخدمات العالمية على أسئلة العمالء‬SFM( ‫ إجابة شركة‬:)03( ‫الملحق رقم‬

Source: SFM Online Company, registration Companys Offchour, 04 September 2020.


- https://ar.sfm.com/faq-offshore-company

111
‫) للخدمات العالمية‬SFM( ‫ قوائم خدمات شركة‬:)04( ‫الملحق رقم‬

Source: SFM Online Company, registration Companys Offchour, 04 September 2020.


- https://ar.sfm.com/services-by-sfm

112
‫) للخدمات العالمية‬SFM( ‫ قوائم أسواق األوفشور التي تتعامل فيها شركة‬:)05( ‫الملحق رقم‬

Source: SFM Online Company, registration Companys Offchour, 04 September 2020.


- https://ar.sfm.com/offshore-jurisdictions

113
‫) للخدمات العالمية للعمالء‬SFM( ‫ االستشارة المجانية التي تقدمها شركة‬:)06( ‫الملحق رقم‬

Source: SFM Online Company, registration Companys Offchour, 04 September 2020.


- https://ar.sfm.com/offshore-jurisdictions

114
‫) للخدمات العالمية‬SFM( ‫ قوائم أسعار تأسيس شركات األوفشور لدى شركة‬:)07( ‫الملحق رقم‬

Source: SFM Online Company, registration Companys Offchour, 04 September 2020.


- https://ar.sfm.com/company-registration-cost

115
‫ التعريف بسوق "بنما" لشركات األوفشور‬:)08( ‫الملحق رقم‬

Source: SFM Online Company, registration Companys Offchour, 04 September 2020.


- https://ar.sfm.com/panama-offshore-company

116
‫ المستفيدون منها وكذا الوثائق المطلوبة لتأسيس الشركة‬،"‫ خصائص الشركات في سوق "بنما‬:)09( ‫الملحق رقم‬

Source: SFM Online Company, registration Companys Offchour, 04 September 2020.


- https://ar.sfm.com/panama-offshore-company

117
"‫ ومعلومات شركة األوفشور التي سينشئها في "بنما‬،‫ معلومات العميل‬:)10( ‫الملحق رقم‬

Source: SFM Online Company, registration Companys Offchour, 04 September 2020.


- https://ar.sfm.com/register-company-online?jurisdiction=PAN

118
"‫ وتفاصيل شركة األوفشور التي سينشئها في "بنما‬،‫ التفاصيل الشخصية للعميل‬:)11( ‫الملحق رقم‬

Source: SFM Online Company, registration Companys Offchour, 04 September 2020.


- https://ar.sfm.com/register-company-online?jurisdiction=PAN

119
‫) للخدمات العالمية‬SFM( ‫ واختيار الخدمات التي ستقدمها له شركة‬،‫ فتح حساب مصرفي للعميل‬:)12( ‫الملحق رقم‬

Source: SFM Online Company, registration Companys Offchour, 04 September 2020.


- https://ar.sfm.com/register-company-online?jurisdiction=PAN

120
"‫ واختيار طريقة دفع رسوم إنشاء شركة األوفشور في "بنما‬،‫ استكمال التفاصيل الشخصية للعميل‬:)13( ‫الملحق رقم‬

Source: SFM Online Company, registration Companys Offchour, 04 September 2020.


- https://ar.sfm.com/register-company-online?jurisdiction=PAN

121
"‫ استكمال العميل لمعامالت دفع رسوم إنشاء شركة األوفشور في "بنما‬:)14( ‫الملحق رقم‬

Source: SFM Online Company, registration Companys Offchour, 04 September 2020.


- https://ar.sfm.com/register-company-online?jurisdiction=PAN

122
"‫ قائمة باألسماء الجزائرية التي ظهرت في تسريبات "وثائق بنما‬:)15( ‫الملحق رقم‬

Source: The International Consortium of Investigative Journalists, Offshore Leaks Database, 03 September 2020.

- https://offshoreleaks.icij.org/search?c=DZA&cat=1&e=&j=&q=&utf8=%E2%9C%93

123

View publication stats

You might also like