Professional Documents
Culture Documents
لجنة المناقشة
مؤسسة االنتماء صــفـة
ال ّ الرتبة أعضاء اللجنة الرقم
جامعة بسكرة رئيسا أستاذ بن سماعين حياة 1
اإلهداء
السنة الجامعية2020/ 2019 :
كلمة شكر
اإلهداء
إلى الوالدين الكريمين وزوجتي وإبني محمد أنور حفظهم للا
على توجيهاته ونصائحه القيمة إلنجاز هذا العمل وتقديم خالص احترامي الى كل من
ساهم في إتمام هذا العمل.
اإلهداء
كلمة شكر
مقدمة عامة
84 التنافسية.................... المبحث الثاني :دراسة الوضعية وإستراتيجية التنافسية للمؤسسة وميزتها
المطلب األول :تحليل الوضعية التنافسية للمؤسسة وفقا لنموذج بورتر و84...........................SWOT
الخاتمة العامة93..................................................................................................................
فهرس األشكال
المالحق
قائمة المراجع
مقدمة عامة
مقدمة عامة
تمهيد:
شهد العالم تحوالت كبيرة نتيجة العولمة واالتجاه المتزايد نحو تحرير االقتصاد ،والذي أدى إلى زيادة شدة
المنافسة بين المؤسسات االقتصادية في اإلطار الدولي والوطني ،وتعتبر المؤسسات االقتصادية الجزائرية ليست
في منأى عما تشهده المؤسسات العالمية األخرى ،مما يساهم في ضرورة مواكبتها للواقع االقتصادي المعاصر،
خاصة بعد تبني الجزائر لمبدأ اقتصاد السوق وانفتاح السوق الجزائرية أمام المنتجات األجنبية ،وكذلك سعي
الجزائر لالنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة ،كل هذا يجعل المؤسسة االقتصادية الجزائرية أمام تنافسية كبيرة
اإلشكالية:
ومن اجل اإلحاطة بجميع جوانب البحث قمنا بتقسيم اإلشكالية الرئيسية الى األسئلة الفرعية التالية:
-ما هو مفهوم الميزة التنافسية ،وماهي مصادر تحقيقها للمؤسسة؟ وفيما تتمثل أهميتها؟
فرضيات الدراسة:
ولإلجابة على اإلشكالية الرئيسية والتساؤالت المطروحة حولها ،يمكن أن نعطي إجابات مبدئية لتكون المحدد
-يمكن القول ان االستراتيجية التنافسية على انها الخطط الطويلة األجل والشاملة التي تتعلق بتحقيق
التوافق واالنسجام بين البيئة التنافسية وقدرة اإلدارة العليا على تحقيق األهداف.
أ
مقدمة عامة
-الميزة التنافسية هي خلق عالمة تجارية متميزة لمنتوج المؤسس ــة ،وتحقق المؤسسة الميزة التنافسية في
-تسعى مؤسسة الكوابل بسكرة ENICABالى تحقيق ميزة تنافسية في السوق المحلية والدولية وذلك
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الى :إلقاء الضوء على مفهوم اإلستراتيجية واالستراتيجيات التنافسية وكذا الميزة التنافسية
كما تهدف الدراسة كذلك إلى االطالع على واقع اعتماد اإلستراتيجيات التنافسية من طرف المؤسسات
االقتصادية الجزائرية وأثر ذلك على تحقيق الميزة تنافسية لها ،خاصة وأن المؤسسة الجزائرية أمام تحديات كبرى
في السوق المحلية والدولية في ظل انفتاح السوق الجزائرية على السوق العالمية ،حيث صارت المنتجات
األجنبية ذات الجودة العالية والسعر التنافسي تهدد بقاء المنتج الوطني ،لهذا يستوجب تبني مفاهيم علمية حديثة
الدراسات السابقة:
من خالل عملية البحث تبين أن الموضوع تخللته العديد من الدراسات السابق ــة تناولت موضوع اإلستراتيجيات
التنافسية وكذا موضوع الميزة التنافسية ،وذلك من زوايا مختلفة ،ومن مداخل وارتباطات مفاهيمية متنوع ــة
منها ما تعلق باليقظة التنافسية إلى غير ذلك من المواضيع ،ويمكننا سرد بعض هذه الدراسات كالتالي:
-دراسة الطالبتين :بن زعتر عمارية – مدني أمينة بعنوان دور التغيير في تحسين القدرة التنافسي ــة
-دراسة الطالبة :نحاسية رتيبة بعنوان أهمية اليقظة التنافسية في تنمية الميزة التنافسية للمؤسسة
ب
مقدمة عامة
مذكرة ماجستير جامعة الجزائر.2003
تقسيمات الدراسة:
إلثراء الموضوع وبغية اإلجابة على إشكالية البحث والتساؤالت الواردة حولها وكذا اختبار مدى صحة الفرضيات
تناول الفصل األول مفاهيم عامة حول اإلستراتيجية واإلستراتيجيات التنافسية ،وكذلك تم التطرق إلستراتيجيات
أما الفصل الثاني فيتطرق لموضوع الميزة التنافسية والتعرف على مصادرها في المؤسسة ،وأهميتها بالنسبة
للمؤسسة االقتصادية ،ومختلف المقاربات التي تناولت مفهوم الميزة التنافسية وكذلك نموذجي بوتر وسوات
أما الفصل الثالث فهو محاولة لتطبيق مختلف المفاهيم النظرية الواردة في الفصول السابقة على دراسة حالة
لمؤسسة الكوابل بسكرة للتعرف على مدى مساهمة اإلستراتيجيات التنافسية في تحقيق ميزة تنافسية في السوق
المحلية والدولية.
ج
الفصل األول
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
تتعد المفاهيم المتعلقة بتسيير المؤسسات االقتصادية وتتطور يوما بعد يوم ،في ظل بيئة اقتصادية تتميز بالتعقيد
في أغلب المجاالت كما تتميز بحدة المنافسة ،كل هذا يفرض على المؤسسة مسايرة هذا الواقع ،واإللمام بمختلف
ويعد تطور الفكر االستراتيجي من بين اهم المفاهيم المعاصرة في توجيه سياسات المؤسسة وأنشطتها حيث
تسعى كل مؤسسة اقتصادية لتحقيق أهدافها وضمان االستم اررية باالستغالل األمثل للموارد المتاحة لها وفي
إستراتيجيات التنويع
2
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
لقد حاول العديد من المفكرين تحديد مفهوم االستراتيجية ونتج عن ذلك تعدد الرؤى وتباين األفكار التي قدمها
المفكرون وذلك باختالف تخصصاتهم واهتماماتهم وفلسفاتهم والفترة الزمنية التي ظهرت فيها دراساتهم ومؤلفاتهم
وسنناقش في هذا المبحث مفهوم اإلستراتيجية واإلدارة اإلستراتيجية وكذلك مسارها ومكوناتها وخصائص
االستراتيجية.
لقد ا ختلفت وجهات النظر في تحديد تعريف موحد لهذا األخير حيث لالستراتيجية عدة مفاهيم نذكر منها:
فقد عرفها Ansoffبانها تصور المؤسسة عن طبيعة العالقة المتوقعة مع البيئة الخارجية والتي في ضوئها تحدد
نوعية األعمال التي ينبغي القيام بها على المدى البعيد ،وتحديد المدى الذي تسعى المؤسسة من وراءه تحقيق
أما بورتر Porterفعرف اإلستراتيجية بناء وإقامة دفاعات ضد القوى التنافسية ،وإيجاد موقع في الصناعة حيث
أما منتزبرغ وواترز Mintzberg et Watersفيرون بأنها :نمط او نموذج معين يعبر عن تدفق مجموعة من
الق اررات او التصرفات سواء كان هذا النمط نتاجا إلستراتيجيات مقصودة او مخططة او نتاجا إلستراتيجيات غير
من خالل هذين التعريفين يمكن االستنتاج بان اإلستراتيجية تتعلق أساسا بتحديد األهداف طويلة االجل للمؤسسة
واتخاذ كل التدابير واإلجراءات الكفيلة بتحقيقها مع مراعاة خصوصيات البيئة التي تتواجد بها المؤسسة.
3
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
ال يمكن التطرق للمفاهيم المتعلقة باالستراتيجية دون التعريج على ماهية ومفهوم اإلدارة اإلستراتيجية ،واالطالع
عرف ويلين وهانجر Wheelen et Hungerاإلدارة اإلستراتيجية على أنها عملية تنمية وصيانة العالقة بين
المؤسسة التي تعمل فيها من خالل تنمية او تحديد غايات وأهداف وإستراتيجيات نمو وخطط لمحفظة األعمال
المتعلقة بكل العمليات أو األنشطة التي تمارسها المؤسسة( .أحمد ،2009 ،صفحة )23
اما أبو قحف فقد عرف اإلدارة اإلستراتيجية على أنها إدارة للميزات التنافسية تمثل نمط اإلدارة المستقبلي والذي
يساعد المؤسسات في البحث عن واقتناء وإدارة الميزات التنافسية بم يحقق لها نجاح والتميز في ظل بيئة تتسم
ويمكن تعريف اإلدارة اإلستراتيجية على أنها علم وفن صياغة وتطبيق وتقييم الق اررات الوظيفية والتي تمكن
المؤسسة من تحقيق أهدافها ،وتركز اإلدارة اإلستراتيجية على تكامل وظائف :اإلدارة ،التسويق ،المالية
والمحاسبة ،اإلنتاج والعمليات والبحث والتطوير ،ونظام المعلومات لتحقيق نجاح المؤسسة.
لعملية اإلدارة اإلستراتيجية سيرورة متتالية من المراحل ،وتتكون أساسا حسب نبيل مرسي وأحمد عبد السالم سليم
وفق أربعة عناصر أساسية وهي( :مرسي و سليم ،2007 ،صفحة )18
4
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
هو عملية الحصول على المعلوم ـ ـ ـات ومتابعة وتقييم كل من البيئة الخارجي ـ ـ ـة والداخليـ ـ ـ ـة للمؤسسة .ويهدف
االستكشاف البيئي الى تحديد العوامل اإلستراتيجية الخارجيـ ـ ـ ـة والداخلي ـ ـ ـ ـ ـة من شأنها التأثير في مستقبل
بعد جمع المعلومات من خالل عملية المسح البيئي ،تأتي عملية صياغة اإلستراتيجية ،وهذا من خالل تحديد
الرؤية اإلستراتيجية للمؤسسة هي فكرة العامة المجردة ذات المضمون الفلسفي والقريبة في فضائها من طبيعة
الحلم اإلنساني ،وهي أيضا منظر مستقبلي لإلدارة والعاملين ومصدر شعور بالوالء واالنتماء المشترك حيث
تتضمن عادة أكثر المعنى اتساعا في الزمن واالتجاه نحو المستقبل( .عالل ،2006 ،صفحة )57
أما رسالة المؤسسة فهي تلك الخصائص الفريدة في المؤسسة والتي تميزها عن غيرها من المؤسسات المماثلة
لها ،وتوضح الرسالة أسباب وجود المؤسسة ،كما أنها تحدد األهداف األساسية للمؤسسة.
وتقوم بعض المؤسسات بصياغة رسالتها في شكل مكتوب بينما تفضل أخرى االقتصار على الفهم الضمني
للرسالة من قبل األفراد دون الحاجة الى تدوينها( .خيري ،1994 ،صفحة )56
وتتسم الرؤية اإلستراتيجية والرسالة الفعالة بعدد من الخصائص التي يمكن تلخيصها فيما يلي( :الخفاجي،
،2008صفحة )120
5
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
-الواقعية والموضوعية.
2-2تحديد األهداف:
بعد وضع الرسالة تقوم المؤسسة بتحديد أهدافها ،فاألهداف تترجم رسالة المؤسسة الى األهداف محددة ،فالفرق
بين الرسالة والهدف أن الرسالة رؤية فلسفية غير محددة وغير قابلة للقياس اما الهدف فهو محدد بدقة ويمكن
قياسه واألهداف ماهي إال خطوات لتحقيق الرسالة الخاصة بالمؤسسة( .السيد ،1993 ،صفحة )06
3-2الغاية:
يوجد خلط كبير بين الغاية والهدف ،فبعض الكتاب يستخدمون الغاية كبديل أو تحمل نفس معنى اله ـ ـ ـ ـدف
والبعض األخر يستخدم الغاية بمعنى أكثر اتساعا من الهدف ،وقد يحدث العكس أيضا ،وبصف ـ ـ ــة عام ـ ـ ـة الغاية
هي هدف قصير األجل او نتيجة قصيرة االجل( .أبو قحف ،2005 ،صفحة )36
6
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
4-2السياسات:
تستمد من االستراتيجية وتمثل اإلطار او المرشد لعملية اتخاذ الق اررات داخل المؤسسة ،وبتالي فان
السياسات هي أداة للربط بين عمليات تكوين االستراتيجية والتنفيذ لها ،هذه السياسات تعد إطا ار مرجعيا يجب
االهتداء به بواسطة األقسام و األفراد عند سعيهم لتنفيذ اإلستراتيجية التي بمقتضاها يتم وضع اإلستراتيجيات و
السياسات موضع التنفيذ من خالل تنمية البرامج و الموازنات و اإلجراءات ،مما قد يحدث تغييرات في الثقافة
العامة او الهيكل او نظام التسيير في المؤسسة وباستثناء الحاالت التي تبرز فيها الحاجة إلى تغييرات جوهرية
فإن تنفيذ االستراتيجية يتم بواسطة مديري اإلدارة الوسطى ومتابعة اإلدارة العليا باتخاذ ق اررات يومية تتعلق
بتخصصي الموارد وهو ما يعبر عنه بالتخطيط التشغيلي( .بن حبتور ،2004 ،صفحة )45
والشكل رقم ( )01الموالي يوضح اهم العوامل المؤثرة في صياغة رسالة المؤسسة وأهدافها:
الرسالة واألهداف
المصدر :فالح حسن عداي ،اإلدارة اإلستراتيجية ،دائر وائل ،عمان األردن ،2006،ص 61
7
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
بعد عملية تجميع المعلومات الخاصة بالبيئة الخارجية والداخلية للمؤسسة ،وكذا بعد صياغة الرؤية االستراتيجية
للمؤسسة ورسالتها وأهدافها ،تأتي مرحلة تنفيذ االستراتيجية ويقصد بتنفيذ اإلستراتيجية المجموع الكلي لألنشطة
واالختيارات الالزمة لوضع اإلستراتيجيات المختارة موضع التنفيذ ،حيث أنها تلك العملية التي من خاللها تتحول
اإلستراتيجيات والسياسات الى تصرفات فعلية من خالل تنمية البرامج ،الموازنات واإلجراءات( .ثابت،2003 ،
صفحة )14
1-3البرامج:
هي مجموعة من النشاطات أو الخطوات الالزمة لتحقي ـ ـق خطة ذات هدف معـ ـين ،اذ ان البرنام ـ ـ ـج يجعـ ـ ـ ـ ـل
اإلستراتيجيات ذات صبغة علمية ،والبرنامج هو أداة للتوجه التنفيذي لإلستراتيجية ،والذي قد يتضمن إعادة هيكلة
التنظيم أو تغيير الثقافة الداخلية حول كيفية أداء أو إنجاز مهام محددة( .القطامين ،2002 ،صفحة )140
2-3الموازنات:
يشير بيارز Byarsالى أن الكثير من المدراء يعتقدون بان الموازنة عبارة عن جزء من األنشطة المالية فقط
وهذا االعتقاد خاطئ ،اذ تعد الموازنة من عمليات التنفيذ االستراتيجي ولكي تسهم الموازنة في عمليات التنفيذ
8
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
3-3اإلجراءات:
اإلجراءات هي نظام يتكون من خطوات متتابعة تحدد طريقة أداء مهمة او وظيفة معينة( .مرسي م،1999 ،.
صفحة )332
عند تنفيذ االستراتيجية البد من عملية متابعة والرقابة من خالل التقييم والمراجعة ،ويقصد بالرقابة اإلستراتيجية
ذلك النظام الذي يساعد اإلداريين على قيامهم بتقييم مدى تقدم الذي تحرزه المؤسسة في تحقيق أهدافها ،وتحديد
بعض مجاالت التنفيذ التي تحتاج الى عناية واهتمام أكبر (الحسيني ،2000 ،صفحة )220
كما تعرف عملية الرقابة بأنها " :عملية قياس وتقييم االستراتيجيات والخطط واتخاذ اإلجراءات التصحيحية للتأكد
وتحدد إجراءات الرقابة التي تستخدم لتسهيل تنفيذ الخطة ،وتقدم التقارير حول تنفيذ المهام والموازنة كل شهر او
كل أربعة أشهر ،وان هذا اإلجراء يتيح لإلدارة العليا تقييم نتائج كل طور ،إظهار اتجاهات األعمال أو السلع
ومهامها الخاصة بها التي لم يتم تنفيذها ،ويتعين على المدراء ان يقدموا الشرح الالزم عن طبيعة المشاكل،
وتحدث عن األعمال التصحيحية التي ينوون القيام بها.
9
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
المصدر :نبيل مرسي وأحمد عبد السالم سليم ،اإلدارة اإلستراتيجية ،اإلسكندرية ،2007،ص 31
إن اإلستراتيجية الناجحة والفعالة يمكن احتوائها في أربع خصائص أساسية وهي( :ختيم ،2009 ،الصفحات
)19-18
10
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
إن األساس التي تقوم عليه أي إستراتيجية خاصة بالنشاطات التجارية لمؤسسة من المؤسسات هو وضوح
األهداف ،وعلى هذا فانه إذا لم يتوفر تحديد واضح األهداف ،فلن يكون في استطاعة اإلستراتيجية أن توفر
إن من أهم عوامل نجاح المؤسسة قدرتها على تحديد حاجات غالبية المستهلكين في المجتمع ،الشيء الذي يوفر
لها مكانة في السوق إن هي وضعت إرضاء العميل وسعادته كهدف أساسي في أهدافها.
يعكس النجاح الذي تحققه المؤسسة مدى إدراكها لمواردها وإمكانياتها األساسية وتتضمن هذه اإلمكانيات
والقدرات السمعة التجارية المرتبطة بالمؤسسة وعالمتها التجارية ،وقدرتها على تحفيز العاملين .وعالقتها الجيدة
ال يمكن ان تحقق أكثر اإلستراتيجيات دقة النجاح المطلوب ما لم يتم تنفيذها بصورة صحيحة ومؤثرة ويتطلب
التنفيذ المؤثر لإلستراتيجية توفر السيطرة والقيادة .ونعني هنا الهيكل التنظيمي والنظم اإلدارية التي تتضمن
االلتزام والتنسيق من جانب العاملين كافة ،باإلضافة إلى تعبئة الموارد الالزمة لتحقيق هذه اإلستراتيجية.
ان االستراتيجية الخاصة بأية مؤسسة والتي تهدف الى تحقيقها تتضح من خالل السياسات التي تضعها
المؤسسة خاصة فيما يتعلق بالتنظيمات الوظيفية ،وتتلخص هذه المبادئ واألهداف في االتي:
• رغبة المؤسسة في إحكام المراقبة ،والتحكم في مراحل جوانب العملية اإلنتاجية وعملية عرض منتجاتها
وبضائعها
• تطبيق المؤسسة لإلستراتيجية الموضوعة من خالل نظام اإلدارة الذي يؤكد على احترامه لجميع
أن تكون شمولية وموجهة لنظام مفتوح وأن تكون مجموعة ق اررات استراتيجية ملزمة بالوقت وواضحة ومقنعة
من بين االسباب التي أدت الى تطور التفكير اإلستراتيجي في إدارة المؤسسات االقتصادية ،شدة المنافسة في
األسواق وتزايدها ،مما ادى الى ظهور هذه المفاهيم المتعلقة بـ االستراتيجية التنافسية ،والقدرة التنافسية للمؤسسة
االقتصادية.
تعرف االستراتيجية التنافسية "على انها الخطط الطويلة األجل والشاملة التي تتعلق بتحقيق التوافق واالنسجام
بين البيئة التنافسية وقدرة اإلدارة العليا على تحقيق األهداف" ،لذلك فهي تهتم بخلق الميزة التنافسية للمؤسسة
ضمن إطار وقطاع األعمال الذي تعمل فيه ،ويمكن أن يتحقق ذلك من خالل التركيز على قطاع أعمال
12
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
-الفرص والتهديدات.
-التوقعات االجتماعية (ما يطلبه المجتمع من المؤسسة وتتأثر بسياسة الدولة والوعي االجتماعي).
اإلستراتيجية التنافسية
المصدر :كاظم نزار الركابي ،اإلدارة اإلستراتيجية العولمة والمنافسة ،دار وائل للنشر ،عمان األردن
2004ص 161
تهدف اإلستراتيجية التنافسية الى تحقيق األهداف التالية( :الحاج نعاس و معمر قوادرية ،2010 ،الصفحات
)22-21
13
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
تعتبر الميزة التنافسية الهدف الرئيسي لإلستراتيجية التنافسية فهي تنشأ بمجرد توصل المؤسسة إلى اكتشاف
طرق جديدة أكثر فعالية من تلك المستعملة من قبل المتنافسين ،حيث يكون بمقدورها تجسيد هذا االكتشاف
ميدانيا ،وبمعنى اخر بمجرد إحداث عملية إبداع بمفهومه الواسع ،وبالتالي فهي عملية ديناميكية ومستثمرة
تستهدف معالجة الكثير من المشاكل الداخلية والخارجية ،لتحقيق التفوق المستمر للمؤسسة على االخرين من
كون أن صي اغة اإلستراتيجية التنافسية تعتمد على تحليل طبيعة وامتداد البيئة التنافسية للمؤسسة ،من اجل
تحديد التموضع المناسب لها ،وهذا عن طريق معرفة األبعاد المختلفة لهذه القطاعات البيئية والمتمثلة في:
فاإلستراتيجية التنافسية تساعد على معرفة وضعية التنافسية ،لتتخذها المؤسسة أساسا لتموضعها في المحيط أو
البيئة التنافسية ،والتي ت ضمن لها االستفادة من الفرص المتاحة والتأقلم مع المتغيرات وتجنب المخاطر
والتهديدات.
14
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
على صعيد ما تقدم يمكن استخالص أن اإلستراتيجية التنافسية تعتمد بصورة عامة على خطوات حسب:
(بوطالعة)2008 ،
-معرفة القوى التنافسية الموجودة في بيئة االعمال وترتيبها بحسب مدى تهديدها لوضع المؤسسة ،وهذه تبين
-تحديد أهداف اإلستراتيجية بحيث تم التركيز عليها واستخدام آلية إلستراتيجيات المنافسة فيها.
وهي المؤسسات التي تمارس نفس النشاط وتتعامل في نفس السوق ،وتتميز حالة ازدياد المنافسة بحاجة الى
تخفيض التكاليف وتقديم مستويات أفضل من الخدمة للعمالء ،أي التركيز على استراتيجيات مثل التحكم في
التكلفة مع التركيز على أسواق معينة ،وتتحدد حدة المنافسة اعتمادا على عوامل يمكن تقديم بعضها كما يلي:
-الهيكلة التنافسية :حيث يؤدي ارتفاع عدد المنافسين المتماثلين في الحجم من درجة المنافسة ،فكلما زاد عدد
المؤسسات التنافسية كلما ازدادت شدة المنافسة بينهم والعكس صحيح ويسمح لهم ذلك بممارسة السيطرة.
-ضعف معدالت النمو التي تزيد حدة تنافس المؤسسات على الحصة السوقية نتيجة لعدم ارتفاع الطلب.
-ضعف االختالف والتميز بين منتجات المؤسسات أو التجانس التام أو الشبه التام بين السلع ،الشيء الذي
يقلل من وفاء المستهلكين للماركة أو العالمة ،بحيث تزيد أو ترتفع المنافسة هنا من خالل األسعار.
15
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
-تمثل التكاليف الثابتة حاج از أو عقبة تواجهها المؤسسات في تخفيض األسعار في حالة انخفاض الطلب.
-ميزة التنوع لدى بعض المنافسين ،أو بمعنى آخر اختالف ثقافتهم عن اآلخرين والتي قد تمكنهم من التصرف
و يعني هذا دخول مؤسسات مختلفة إلى القطاع المعني الذي تعمل فيه المؤسسة ،ويسبب هذا زيادة في عدد
المنافسين وتقليل الحصص السوقية وبالتالي تقليل حجم األرباح ،حيث يتم التصدي لهذا التهديد من خالل طرق
معينة نذكر منها وضع حواجز للدخول بالنسبة للمؤسسات الجديدة كالتكنولوجيات ،والمواد األولية المتميزة ،كذلك
صعوبة التمكن من قنوات التوزيع إال من خالل إنفاق بعض التكاليف ،تخفيض في السعر ،اإلعالن ،ترقية
المبيعات وكذلك عن طريق بعض التصرفات أو السلوكيات التي قد تقوم بها المؤسسة في صناعة معينة لتعجيز
دخول م ؤسسات جديد فكلما كان من السهل الدخول ،كلما زادت شدة المنافسة وبالعكس.
وهو توافر الخدمات أو المنتجات البديلة التي تلبي نفس االحتياجات للخدمات والمنتجات األصلية ،والتي تمثل
ضغطا دائما.
وذلك عندما تزداد قدرة العمالء على الضغط على المؤسسات من أجل الحصول على طلبات معينة مثل
16
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
ويعنى ازدياد قدرة الموردين على الضغط على المؤسسة ،من موردين المواد األولية أو للعمالة أو رأس المال
(فمن خالل التالعب باألسعار ،مواعيد التسليم ،مستوى الجودة وحتى الحجم ،فهي قادرة على التأثير بصفة جد
وفي األخير تعتبر هاته العناصر الخمس هي القوى لنموذج بوتر Porterضمن البيئة التنافسية ولها تأثير
مباشر وقوي على نشاط المؤسسة ،وعلى مردودية وجاذبية القطاع وقد يشكل تهديدا لها إذا توفرت مجموعة من
العناصر المساعدة على ذلك وكذلك العكس صحيح حيث يمكن أن تتوفر بعض العناصر تضمن للمؤسسة
االستم اررية.
بعد ما توصلنا إلى أن اإلدارة االستراتيجية والتخطيط االستراتيجي ،تساهم في التعامل الرشيق مع المتغيرات
البيئية المتعددة والمتشابكة ،من خالل التحليل والتقييم المستمر ،ولكن تبقى المؤسسة في حاجة إلى مسؤولين
قادرين على المبادرة واالبتكار ويفكرون استراتيجيا ويحسنون تصميم االستراتيجيات التنافسية القادرة على تنمية
القدرات التنافسية للمؤسسة عالميا ومحليا وتتعدد االستراتيجيات المتبعة من قبل المؤسسات العالمية ،وقد يدور
محتواها حول السعر والتكلفة ،الجودة وتطوير المنتوج...إلخ وقد تأخذ شكل استراتيجيات هجومية ،دفاعية أو
التمييز ،عدم التمييز والتخصص.
تعتبــر هــذه االســتراتيجيات صــالحة للتطبيــق فــي أيــة مؤسســة وأيــة صــناعة وتبحــث عــن الميـ ـزة التنافسي ــة المؤكــدة،
وتســمى اســتراتيجيات بــورتر ،Porterوتتمثــل فــي ثــالث اســتراتيجيات أساســية يمكــن أن تتبعهــا المؤسســة لتحقيــق
الفوز على المنافسين وهي( :عوض ،2001 ،صفحة )30
- 1استراتيجية قيادة التكلفة.
– 2استراتيجية التمييز عن المنافسين
-3استراتيجية التركيز
17
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
استراتيجيات التكلفة هي استراتيجيات توجــه بصفة أولية كل مجهودات المؤسسة نحو هدف يعتبر جوهري:
تدنية تكاليفها الكلية ،حيث تضع المؤسسة ضمن اقل المنتجين تكلفة في القطاع الذي تنشط فيه ،وذلك من
خالل االستغالل األمثل للموارد واإلنتاج بمعايير نموذجية ،وتخفيض كل ما يمكن تخفيضه من العناصر المكونة
للتكلفة.
يمك ــن الق ــول ب ــأن ه ــذه االس ــتراتيجية ترك ــز عل ــى تق ــديم خدم ــة أو منت ــوج وبيع ــه ف ــي س ــوق يتمي ــز بحساس ــية للس ــعر
واهتمــام بــه أساســا ،وال يــتم التوصــل إلــى ذلــك إال مــن خــالل العمــل علــى تحقيــق إنجــاز عــالي وفعــال إلج ـراءات
وذل ــك به ــدف تخف ــيض التك ــاليف إل ــى مس ــتوى أق ــل مـ ــن وعملي ــات التش ــغيل ومختل ــف العناص ــر الم ــذكورة آنف ــا،
المنافس ــين ،ومن ــه بي ــع المنتج ــات بأس ــعار أق ــل م ــن أس ــعار المنافس ــين ،وم ــن أمثل ــة المؤسس ــات المطبق ــة له ــذه
االسـ ـ ــتراتيجية( :سـ ـ ــعد ،1999 ،صـ ـ ــفحة )160مؤسسـ ـ ـة Timexللسـ ـ ــاعات -شـ ـ ــركة Fujiلألفـ ـ ــالم -مؤسسـ ـ ــة
BIC Hyundaiللس ــيارات-ومجموعـ ــة - Goldstarومؤسسـ ــة NFCلصـ ــناعة أشـ ــباه المواصـ ــالت مؤسس ــة
ويحقــق هــذا النــوع مــن االســتراتيجيات مجموعــة مــن الم ازيــا للمؤسســة يمكــن تلخيصــها فيمــا يلــي( :خليــل ،1998 ،
الصفحات )116-115
فيمــا يتعل ــق بالمنافس ــين فالمؤسس ــة المنتج ــة بتكلفــة أق ــل تك ــون ف ــي موق ــع أفضــل م ــن حي ــث المنافس ــة عل ــى
أساس السعر.
فيما يتعلـق بالمشـترين فالمؤسسـة المنتجـة بتكلفـة أقـل سـوف تتمتـع بحصـانة ضـد العمـالء األقويـاء حيـث ال
18
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
فيمــا يتعلــق بــالموردين فالمؤسســة المنتجــة بتكلفــة أقــل يمكنهــا – فــي بعــض الحــاالت – أن تكــون فــي مــأمن
عـن المــوردين األقويــاء وخاصــة فـي حالــة مــا إذا مــا كانـت اعتبــارات الكفــاءة تســمح لهـا بتحديــد الســعر وتحقيــق
هامش ربح معين لمواجهة ضغوط ارتفاع أسعار المدخالت الهامة والحرجة.
فيمــا يتعلــق بــدخول المنافســين المحتملــين إلــى الســوق فالمؤسســة المنتج ـة بتكلفــة أقــل تحتــل موقعــا تنافســيا
فيمــا يتعلــق بالســلع البديلــة فالمؤسســة المنتجــة بتكلفــة أقــل يمكنهــا مقارنــة مــع منافســيها اســتخدام تخفيضــات
من خالل ما سبق تتضح لنا األهمية الكبيرة والفائدة التي تجنيها المؤسسـ ـ ـة من مختلف الجوانـب
باعتـمـادهـا علـى استراتيجية التكلفة األقل وميزة التكلفة األقل ،والتي توفر قد ار كبي ار من الحمايـة للمؤسسـة ضـد كـل
أنواع قوى التنافس الخمس لبورتر وقدرة المؤسسـة علـى تحديـد سـعر الصـناعة والقـدرة التنافسـية للمؤسسـة فـي سـوق
تعتمــد المؤسســة مــن خــالل هــذه االســتراتيجية علــى التميــز واالنف ـراد بخصــائص اســتثنائية فــي قطــاع نشــاطها مــن
خــالل تق ــديمها لمنتج ــات وخ ــدمات مختلف ــة عم ــا يقدم ــه المنافس ــون وذل ــك م ــن أج ــل أن تناس ــب رغب ــات واحتياج ــات
المستهلك الذي يهتم بالتمييز والجـودة أكثـر مـن اهتمامـه بالسـعر وهـي أكثـر االسـتراتيجيات شـيوعا لـدى المؤسسـات
العالميــة وعليــه تحــاول هــذه المؤسســات فــي ظــل التطــورات العالميــة السـريعة تحقيــق مســتوى عــالي مــن التمييــز فــي
معـايير الجـودة والوصــول إلـى جــودة غيـر عاديــة بالخدمـة الممتــازة فـي الوقــت المناسـب(دقة مواعيــد التسـليم وســرعة
تلبية الطلبيات)،المتانة والموثوقية ،المرونة ،التصـغير والتصـميم الهندسـي واألداء ،تسـهيالت الـدفع… ،وبالتـالي فـإن
نجاح هذه االستراتيجية يزداد في حالة تمتع المؤسسة بمهارات وجوانـب كفـاءة ال يمكـن للمنافسـين تقليـدها بسـهولة.
19
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
ومقاب ـل ذلــك يــنص الــبعض علــى أن س ـريان هــذا الــنمط مــن االســتراتيجية يتطلــب قــدرة كبي ـرة وقويــة علــى اإلبــداع
وبالتالي فإن المؤسسة يتحتم عليها ان تكون على الدوام هـي السـباقة فـي تقـديم الجديـد وعلـى فتـرات قصـيرة والبقـاء
دائمـا فــي مقدمــة المؤسســات المتنافسـة ويصــعب علــى اآلخـرين تقليــدها فضـال علــى أن هــذه االســتراتيجية المعتمــدة
علــى اإلبــداع وتتطلــب تخصــيص جــزء مــن األربــاح إلعــادة اســتثماره فــي مجــال البحــث والتطــوير مــن أجــل إطــالق
وفي هذا السياق يمكن القول بأن استراتيجيات التمييز الناجحـة تتحقـق مـن خـالل االعتمـاد علـى األنشـطة التاليـة:
شراء مواد خام جيدة بحيث تؤثر على أداء وجودة المنتج النهائي.
تكثي ــف مجه ــودات البحـ ـ وث والتط ــوير تج ــاه المن ــتج وبحي ــث ت ــؤدي إل ــى تق ــديم تص ــميمات وخص ــائص أداء
أفضل زيادة الستخدامات المنتج ،تنويع تشكيلة اإلنتاج ،تقديم نماذج جديـدة فـي زمـن أقـل ،شـغل مركـز قيـادي
مجهــودات بحــوث وتطــوير موجهــة نحــو عمليــة اإلنتــاج وبحيــث تــؤدي إلــى تحســين الجــودة ،وث ــوق المنـت ــج
ف ــي عملي ــة التص ــنيع التركي ــز عل ــى ع ــدم وج ــود أي عي ــوب تص ــنيع ،تص ــميم أداء ف ــائق للغاي ــة م ــن الناحي ــة
نظام للتسليم في أقصر زمن مع وجود نظام دقيق إلعداد الملفات واألوامر المطلوبة.
أنشــطة التســويق والمبيعــات وخدمــة المســتهلك والتــي تــؤدي إلــى تقــديم المســاعدة الفنيــة للمســتهلك ،صــيانة
أسرع وخدمات إصالح أفضل ،معلومات أكثر عن كيفية استخدام المنتج ،تقـديم شـروط ائتمانيـة أفضـل وأخيـ ار
20
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
نستنتج بأن المؤسسة من خالل اعتمادها على استراتيجية التمييز ،تركز على تشكيلـة منتجــات
واسـ ــتراتيجية تسـ ــويقية مـ ــن المسـ ــتوى العـ ــالي ،بطريقـ ــة تسـ ــمح لهـ ــا باالسـ ــتفادة مـ ــن وضـ ــعية مرجعيـ ــة أو نموذجيـ ــة
( ،)Referenceحي ـث معظــم الزبــائن يفضــلون ش ـراء عالمتهــا فــي حالــة عــدم تواجــد ح ـواجز الســعر وذلــك يرجــع إلــى
توفر خصائص التمييز المذكورة سابقا ،ويتبع هذه االستراتيجية العديد من الشركات:
الزراعيـــة واآلالت الثقيلـــة ،حي ــث يض ــمن تس ــليم قطــع الغي ــار ف ــي خ ــالل 48ســاعة ألي زب ــون ف ــي مختل ــف بق ــاع
العالم.
تعني تقديم سلعة او خدمة تشبع حاجـات قطـاع معـين مـن المسـتهلكين أو تخـدم منطقـة جغرافيـة محـددة فالمؤسسـة
تتخص ــص ف ــي خدم ــة نس ــبة معين ــة م ــن الس ــوق الكل ــي ب ــأكثر فاعلي ــة وكف ــاءة م ــن خدم ــة الس ــوق كك ــل م ــن خ ــالل
االعتماد على ميزة تنافسـية معينـة فالمؤسسـة بـذلك تركـز مجهوداتهـا علـى بعـض األقسـام السـوقية المختـارة بطريقـة
ص ــائبة وه ــو م ــا ي ــتم م ــن خ ــالل التع ــرف عل ــى الحاجي ــات الخصوص ــية له ــذا القط ــاع ووض ــع اس ــتراتيجية الس ــيطرة
بالتكـاليف أو بـالتمييز فـالميزة التنافسـية المبحـوث عنهـا والتـي مـن الممكـن تحقيـق وتمكـين كـال مـن التمييـز والتكلفـة
نستنتج من ذلك بأن تحقيق ميزة تنافسية في ظل استراتيجية التركيز تتحقق من خالل عنصرين وهما:
التمييز في القطاع او القطاعات المستهدفة باالعتماد على طرق التمييز المذكورة آنفا.
رغم أهمية وفائدة هذه االستراتيجية للمؤسسة ،إال أن كل شيء مرتبط بمدى جاذبية القطاع ويمكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن
21
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
التعــرف عليــه مــن خــالل حجــم القطــاع ووجــود احتمــاالت نمــو الســوق وازدهــاره و ربحيــة الســوق و مــدى قــوة قــوى
التنـافس الخمــس فــي القطــاع و مــدى التوافــق بــين إمكانيـات المؤسســة ونقــاط قوتهــا وحاجــات القطــاع الســوقي الــذي
تنشــط في ــه وله ــذا الس ــبب ي ــرى الــبعض ب ــأن ه ــذه االس ــتراتيجية تناس ــب المؤسســـات الصـــغيرة والمتوســـطة الت ــي ال
تسـتطيع منافسـة الشـركات العمالقـة فـي كـل األسـواق ،ومنـه تـركــز جهودهـا علـى خدمـة قطـاع معـين يصـعب علــى
المؤسســات العمالقــة خدمتــه بكفــاءة أو تتجاهل ــه نظ ـ ار لصــغره وعــدم أهميتــه بالني ــة إليهــا بفعــل تواجــد أس ـواق أكب ــر
أنواع اإلستراتيجيات
المصدر :نبيل مرسي خليل ،الميزة التنافسية في مجال األعمال ،مركز اإلسكندرية للكتاب1998 ،
ال توجد إستراتيجية تنافسية واحدة مثالية تضمن النجاح التام ،فكل إستراتيجية من استراتيجيات التي قام بورتر
بتحديدها تنطوي على بعض المخاطر ،فعلى المؤسسة التي ترغب في تطبيق إستراتيجية التمييز مثال أن تتأكد
22
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
من أن السعر العالي لمنتجاتها المتميزة وذات الجودة العالية ليس أعلى بكثير من سعر المنتجات المنافسة ،وإال
فإن الزبائن سيدركون أن الجودة العالية والخدمة المتميزة التي يحصلون عليها ال تبرر السعر المرتفع الذي
يدفعونه ،ويوضح الجدول التالي المخاطر المتعلقة بتطبيق كل إستراتيجية من استراتيجيات التنافسية.
23
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
هنـاك عـدة مفـاهيم قـد تنصـب حـول تعريــف اسـتراتيجيات التنويـع ،كمـا أن هنـاك عـدة آليـات للوصـول إلــى
ه ـ ــذا الن ـ ــوع م ـ ــن االس ـ ــتراتيجيات فض ـ ــال ع ـ ــن الفوائ ـ ــد الت ـ ــي تجنيه ـ ــا المؤسس ـ ــات الت ـ ــي تحس ـ ــن إع ـ ــداد وتنفي ـ ــذ ه ـ ــذه
االستراتيجيات،
ويمكن تعريفها على أنها دخـول الشـركة إلـى أسـواق جديـدة بمنتجـات جديـدة أو بعبـارة أخـرى فإنهـا تمثـل الزيـادة فـي
عــدد الصــناعات التــي تعمــل فــي داخلهــا الشــركة ،بينمــا هنــاك مــن يربطهــا بعــدد مجــاالت النشــاط المســتقلة والتــي
يمكـن إدارتهـا بشـكل منفصـل عـن بقيـة مجـاالت النشــاط" .نخلـص إلـى أن اسـتراتيجية التنويـع ،تعنـي قيـام المؤسســة
بإضافة منتجات جديدة للبيع في أسواق جديدة ،أو الدخول في ميدان جديد من األعمال مختلف تمامـا عـن طبيعـة
األعمــال التــي تقــوم بتنفيــذها المؤسســة فــي الوقــت ال ـراهن وذلــك لفت ـرة طويلــة ،وغالبــا مــا يــتم ذلــك فــي حالــة وجــود
فرصة إضافية للنمو او الـربح ،وذلـك بالنسـبة لكـل مـن المنتجـات واألسـواق الحاليـة للمؤسسـة بفعـل اكتشـاف فـرص
معينة موجودة أو متوقعة أو توقـع خسـائر فـي النشـاط الحـالي ومنـه يمكـن القـول بـان هـذه االسـتراتيجية مناسـبة فـي
حالــة الجاذبيــة األكبــر لمجــاالت النشــاط التــي ســتقتحمها المؤسســة عــن المجــاالت الســابقة ،وهــذا طبعــا باســتغالل
عقالني لكفاءات المؤسسة المتميزة ،التي تدفعها إلى تنويع اإلنتاج واالستثمار في صناعات جديدة.
إن الهــدف الرئيســي مــن تبنــي إســتراتيجية التنويــع مــن طــرف المؤسســة االقتصــادية هــو دخولهــا مجــاالت األعمــال
التي تختلف عن طبيعة تشكيلة المنتجات التي تقوم بها حاليا ،فهي تسمح لهـا بالتوسـع فـي أعمالهـا ومنتجاتهـا فـإذا
كان هذا المجال الجديد الذي تدخله المؤسسة مرتبط بمجاالت األعمـال الحاليـة ،فـان هـذا التنويـع يطلـق عليـه اسـم
التنويــع المت ـرابط ،امــا إذا كــان هــذا المجــال غيــر م ـرتبط بمجــاالت عمــل المؤسســة الحاليــة ،فهــي تتبــع اســتراتيجية
24
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
فــي المقابــل قــد تتبنــى المؤسســة االقتصــادية اســتراتيجية التنويــع الــداخلي باســتخدام مواردهــا الداخليــة ،او مــن خــالل
االندماج مع مؤسسة أخرى ،او شراء او حيازة مؤسسة أخرى ،وبذلك قد انتهجت استراتيجية التنويع الخارجي.
وعليه ،ومما تقدم يمكن التطرق الى أنواع إستراتيجيات التنويع تحت ثالث مجموعات رئيسية وهي:
إستراتيجيات التنويع
المصدر :االدارة اإلستراتيجية مفاهيم وحاالت تطبيقية ،لمكتب العربي الحديث اإلسكندرية 1999،
25
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
ان ادخــال عمليــة التنويــع فــي مجــال عمــل وأنشــطة المؤسســة يمثــل تحـوال فــي عملياتهــا و نشــاطها
الحـ ــالي مـ ــع احتمـ ــال علـ ــى ان تكـ ــون مجـ ــاالت النشـ ــاط الجديـ ــد مرتبطـ ــة معـ ــا لنشـ ــاط الحـ ــالي مـ ــن حيـ ــث
التكنولوجيا المستخدمة واألسواق التي يتم التصـرف فيهـا او قنـوات التوزيـع و أسـاليب التسـويق المسـتخدمة
،ففـي هـذه الحالــة تكـون اإلســتراتيجية المطبقـة هــي إسـتراتيجية التوزيــع المركـزي او المـرتبط مـع المنتجــات
الحالية ،ويتم التركيز هنا على االرتبـاط معـا لمنتجـات بصـورة ال تشـبهها تمـام او ليسـت مختلفـة عنهـا كليـا
ولكــن مرتبطــة بصــورة مــا م ــع مــا تقدمــه المؤسســة حاليــا و تلج ــأ المؤسســة الــى اختيــار هــذه اإلس ــتراتيجية
عندما تكون السلع و الخدمات الجديدة المضافة تـرتبط مـع خـط المنتجـات الحاليـة فـي عـدة جوانـب (رحـيم
،2008 ،صفحة )25ونجد في هذا التنويع نوعين التنويع المترابط المتمم ،والتنويع المترابط التكميلي.
يحدث ذلـك عنـدما تتحـول المؤسسـة الـى مجـاالت وأنشـطة ال تـرتبط بعملياتهـا الحاليـة ،وهـذا النـوع
مـن التنويـع يتضـمن إضـافة منتجـات أو خطـوط إنتاجيـة جديـدة كليـا الـى مجـال عمـل المؤسسـة ،وال تـرتبط
بالمنتجــات القائمــة بــأي صــلة وبهــذه اإلســتراتيجية تهــتم اإلدارة العليــا بقيــاس العائــد علــى االســتثمار عوضــا
عن وجود خيط متصل يربط بين أعمال المؤسسة كلما كان العائد على االستثمار عاليا.
ان هــذا الخيــار يكــون مالئمــا للمؤسســات التــي تعمــل فــي صــناعة غيــز جذابــة ،وال تمتل ـك القــدرة والمهــارة
على التحول بسهولة لتنويع منتجاتها ،حيث يكون الخيار المتاح أمام مثل هذه المؤسسـات هـو التنويـع فـي
الصناعة لسي لها عالقة بصناعتها الحالية( .رحيم ،2008 ،صفحة )25
هــو التنوي ــع الــذي يعتم ــد علــى ال ــدخول فــي ص ــناعة ذات عالقــة بص ــناعة المؤسســة الرئيس ــية ،أو أنش ــطة
توج ــد ب ــين عنص ــر أو ع ــدد م ــن العناص ــر الت ــي تختل ــف ع ــن العناص ــر المش ــتركة ،وع ــادة م ــا يوج ــد ه ــذا
االرتبــاط فــي أنشــطة اإلنتــاج و التســويق وتعتمــده هــذه اإلســتراتيجية علــى ان تقــوم المؤسســة بالــدخول فــي
بعــض مجــاالت األعمــال الجديــدة و التــي غالبــا مــا تكــون مترابطــة مــع مجــاالت العمــل الحاليــة للمؤسســة
وذلك عن طريق تنمية هـذه المجـاالت الجديـدة بنفسـها ،ومثـل هـذا النـوع مـن التنويـع عـادة مـا ينطـوي علـى
التوســع فــي المنتجــات التــي تقــدمها المؤسســة فــي األس ـواق ،أو التوســع فــي األس ـواق ذاتهــا بالــدخول الــى
-2إستراتيجية التنويع الخارجي :يأخذ ثالث أشكال أساسية وهي (غانم :)2014 ،
-االندماج :يكـون بـين مؤسسـة او أكثـر مـن خـالل مـزج اعمالهـا لتكـون مؤسسـة أخـرى ،ربمـا باسـم جديـد او
-المؤسسات المشتركة :في هذه الحالة ليس هناك شراء وال اندماج ،وانما هنـاك مؤسسـة جديـدة تـم انشـاؤها
باالشت ارك ما بين مؤسستين او أكثر ،بغرض انتاج منتج او منتجات جديدة.
:أي تقــوم المؤسســة بش ـراء مؤسســة او مؤسســات أخــرى ،عــادة مــا تكــون أصــغر -االســتحواذ واالمتصــا
منهــا او تع ــاني مــن ص ــعوبات وبتــالي تك ــون المؤسس ــة قــد ض ــمت اليهــا من ــتج او منتجــات أخ ــرى وأس ـواق
أخرى.
ه ــو اس ــتخدام نف ــس الق ــدرات التقني ــة والتجاري ــة ف ــي ممارس ــة أنش ــطة مش ــابهة لألنش ــطة األص ــلية أو بديل ــة له ــا
باستخدام نفس سلسلة اإلنتاج ونقاط التوزيع بحيـث تـتمكن المؤسسـة مـن اسـتغالل كافـة المـواد المتاحـة لتحقيـق
27
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
وهــو توجيــه م ـوارد وإمكانيــات المؤسســة نحــو أنشــطة ذات وضــعيات مختلفــة مقارنــة بالنشــاط األصــلي (أنشــطة
-التكامل األمامي :ويعني الدخول الى فرع تجاري وإحداث عالقة مباشرة مع المستهلكين.
-التكامــل الخلفــي :يتعلــق بــدخول المؤسســة فــي أنشــطة التمــوين بــالمواد ومســتلزمات نشــاطها األصــلي التــي
عادة ما تحمل عليها من الموردين ،وذلك بعدم تأمين النشاط من التقلبات في التوريد بالمواد والخدمات.
ان التنويــع ف ــي المنتج ــات ل ــه أهمي ــة كبي ـرة ف ــي المؤسس ــة كون ــه الوس ــيلة الت ــي تجع ــل المؤسس ــة تض ــمن مكانه ــا ف ــي
تتجلى اه مية التنويع في كونه يضمن للمؤسسة التموقع الحسن مقارنة بمنافسيها من خالل المحافظـة علـى مركزهـا
التنافســي وحصــتها الســوقية ،وهــذا نتيجــة إضــافة منتجــات جديــدة وفــتح أس ـواق جديــدة أيضــا ،فمــثال علــى ذلــك فهــو
يضمن للمؤسسة:
-االستخدام األفضل للموارد المتاحة ،خاصة عندما يكون عبئ التكاليف الثابتة كبيرا.
-انخفــاض تكــاليف النقــل ،ففــي حالــة التكامــل ال أرســي إذا كانــت كــل الم ارحــل اإلنتاجيــة مجمعــة فــي منطقــة
-تقليــل المخــاطر ومنهــا تلــك المخــاطر المتوقعــة مــن انخفــاض الطلــب عــن طريــق انتــاج س ـلعة أخــرى ذات
طلب كبير ،وكذلك تقليل المخاطر الناتجة عن التأخير او تدهور نوعية المواد األولية.
-تحقيق التوازن االقتصادي للمؤسسة ،مع تغطيـة بعـض الجوانـب التـي تتعـرض لهـا المؤسسـة مـع منتجاتهـا
الحالية غير انه بالمقابل تنطوي إستراتيجية التنويع على جملة من العيوب هي:
28
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
✓ قــد يشــكل أحــد او بعــض األنشــطة عبئــا علــى المؤسســة ألســباب تجاريــة أو فنيــة ،ومــع ذلــك قــد ال
تس ــتطيع التخل ــي عنه ــا بس ــبب حــواجز الخ ــروج ،وبت ــالي تبق ــى بمثاب ــة أنش ــطة طفيلي ــة تتغ ــذى م ــن
✓ تعقي ــدات التس ــيير :أي تس ــيير محفظ ــة األنش ــطة ،حي ــث أن المؤسس ــة تك ــون ام ــام أس ــواق متع ــددة
وذات طبيع ــة مختلف ــة وك ــذا ام ــام خط ــوط انت ــاج ذات متطلب ــات مختلف ــة ،وه ــو م ــا يقتضـ ـي اجـ ـراء
تجزئــة إســتراتيجية وبتــالي إنشــاء إدارة خاصــة بكــل نشــاط وهــو مــا يعن ـي ارتفــاع التكــاليف الثابتــة.
األسباب التي تدعو الى اتخاذ قرار بالتنويع كثيرة نذكر منها ما يلي:
-صــعوبات تواجههــا اإلدارة فــي زيــادة مبيعاتهــا مــن المنتجــات الحاليــة ،كمــا هــو الحــال إذا مــا بلغــت ســوق
المنتج درجة كبيرة من التشبع ،كما ان من المؤسسات من تلجأ الى التنويع وذلك لمواجهة المنافسين.
-استغالل األصول التي تمثل طاقة إنتاجية عاطلة ،كذلك بعض المعدات والكفاءات في قسـم التسـويق ممـا
-زيادة األرباح واستقرارها ،اذ تساعد استراتيجية التنويـع فـي نمـو المؤسسـة وتقلـل مـن مخـاطر التـي تتعـرض
-توزي ــع المخ ــاطر الت ــي يحتم ــل أن ت ــنجم ع ــن كس ــاد أح ــد األص ــناف ،حي ــث أن التنوي ــع ي ــأدي ال ــى توزي ــع
المخاطر على األصناف الرائجة فال يتعرض المنتج أو الموزع الى الخطر.
-رغبة المنتج فـي اسـتغالل مخلفـات اإلنتـاج واالسـتفادة منهـا فـي إنتـاج منـتج جديـد ،مثـل قيـام شـركة اللحـوم
بإنت ــاج األس ــمدة والغـ ـراء والش ــحوم وأنــواع كبثيـ ـرة م ــن الس ــلع ذات العالق ــة بمث ــل ه ــذه الص ــناعة وذل ــك م ــن
مخلفات اإلنتاج.
29
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
-كذلك تقوم المؤسسات بالتنويع وذلك من أجل االستفادة من المخترعات الحديثـة فـي إنتـاج منتجـات جديـدة
تشـبع الرغبــات الكامنــة فـي نفــوس المســتهلكين وتعــالج مشـاكلهم االســتهالكية( .محــروس ،2002 ،صــفحة
)157
30
اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة االقتصادية الفصل األول:
لقد تطرقنا في هذا الفصل الى اإلستراتيجية والتي يقصد بها فـن اسـتخدام اإلمكانيـات والمـواد بطريقـة مثلـى وتحقـق
األهداف المنشودة ،فاإلسـتراتيجية فهـي العمليـة المسـتمرة المناسـبة للمحافظـة علـى األنشـطة واالسـتثمارات الخاصـة
بالمؤسســة مــع األهــداف علــى المــدى الطويــل ،والتــي يــتم تحديــدها وفقــا للفــرص الخارجيــة والمخــاطر المقترنــة بهــا،
ومن بين خصائصها األهداف البسيطة وطويلة األجل وتحليـل البيئـة التنافسـية والتقيـيم الموضـوعي والتنفيـذ المـؤثر
أمــا اإلســتراتيجيات التنافســية نجــد ثالثــة إســتراتيجيات حســب بــوتر ،وهــي إســتراتيجية قيــادة التكلفــة و التــي تهــدف
تحقيــق تكلفــة أق ــل بمقارنــة مــع المنافس ــين مــع المحافظ ــة علــى جــودة مقبول ــة باإلضــافة الــى تط ــوير المنــتج بم ــا ال
يتعارض مع سياسة تقليل التكلفة ،وإستراتيجية التمييز وفيها تقدم المؤسسة منتجـات او خـدمات متميـزة مـع محاولـة
تقليــل التكلفــة ،إســتراتيجية التركيــز وهــي الوصــول الــى موقــع أفضــل فــي الســوق مــن خــالل إشــباع حاجــات خاصــة
لمجموعة معينة من المستهلكين ،كمـا تـم التطـرق الـى إسـتراتيجية التنويـع وهـي دخـول الشـركة إلـى أسـواق جديـدة
بمنتجات جديدة.
وفي الفصل الموالي سنتطرق الى الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي.
31
الفصل الثاني
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
تواجه كل مؤسسات االعمال في اطار الضغوط البيئية والتنافسية المتزايدة مشكالت جوهرية تتمثل في سعيها
المستمر للبحث عن المصادر التي تتمكن من خاللها من تحقيق النجاح في الميدان التنافسي ،وتحقيق المزايا
التنافسية للمؤسسة من خالل التفوق على قدرات المنافسين والتأقلم مع الديناميكية المتصاعدة للبيئات التنافسية
التي تعمل فيها واالستغالل األمثل و المتميز للقدرات التنافسية للمؤسسة ،وبما يضمن لها تحقيق التفوق
التنافسي ،ولتعيق دخول منافسين جدد الى القطاع الصناعي التي تعمل فيه ،وتحقق االستمرار في اطار
مستويات متميزة.
وحتى المؤسسات التي حققت النجاح في الميادين التنافسية ليس امامها اال التفكير في إيجاد آليات تتمكن من
خاللها بقاء ذلك النجاح ،ووجدت أن تبني االستراتيجيات المالئمة يمكن ان تحقق لها الوصول الى تحقيق المزايا
التنافسية في األطر الزمنية المختلفة من خالل البحث عن مؤشرات التفوق التنافسي المتميز والعمل على
33
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
يحتل مفهوم الميزة التناﻓسية حي از ومكانة هامة في مجال اإلدارة اإلستراتيجية للمؤسسات االﻗتصادية ،وتﻌود
بدايات ﻫذا المفهوم إلى ثمانينات الﻘرن الﻌشرين حيث بدأت ﻓكرة الميزة التناﻓسية في االنتشار والتوسع خاصة
بﻌد ظهور كتابات مايكل بورتر M.Porterبخصوص استراتيجيات التناﻓس والميزة التناﻓسية ،وكذا التطورات
لم تتﻔق التعاريف المﻘدمة لمفهوم الميزة التناﻓسية على صيغة لﻔظية موحدة إال أنها تتﻔق على نﻔس
المﻌنى أو الجدوى من تحﻘيقها ،حيث أنه تطور حسب تطور الﻔكر االستراتيجي ووجهة النظر إلى المؤسسة
في حد ذاتها وكذا ديناميكية البيئة االﻗتصادية للمؤسسات ﻋبر الزمن ،لذا سيتم التطرق إلى بﻌض التعاريف
األساسية المﻘدمة.
أما بورتر M. Porterﻓيﻌرفها" :تنشأ الميزة التناﻓسية بمجرد توصل المؤسسة إلى اكتشاف طرق جديدة
أكثر فعالية من تلك المستﻌملة من ﻗبل المناﻓسين ،حيث يكون بمﻘدورها تجسيد ﻫذا االكتشاف ميدانياً،
وبمﻌنى آخر بمجرد إحداث ﻋملية إبداع بمفهومه الواسع"(Porter, 1993, p. 48) .
أما ميسكون وزمالؤه Mescon, et alﻓيرون أن الميزة التناﻓسية هي" :الﻘدرة على اإلنتاج بطريقة أو
وجاء تﻌريف علي السلمي للميزة التناﻓسية بأنها "المهارة أو التﻘنية أو المورد المتميز الذي يتيح للمؤسسة
إنتاج ﻗيم ومنافع للزبائن تزيد ﻋما يﻘدمه لهم المناﻓسون ،ويؤكد تميزها واختالفها ﻋن ﻫؤالء المناﻓسين من وجهة
34
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
نظر الزبائن الذين يتﻘبلون ﻫذا االختالف والتمايز ،حيث يحﻘق لهم المزيد من المنافع والﻘيم التي تتﻔوق على ما
في حين يرى نبيل مرسي خليل الميزة التناﻓسية على أنها ميزة أو ﻋنصر تﻔوق للمؤسسة يتم تحﻘيقه في
حالة إتباعها إلستراتيجية مﻌينة للتناﻓس" (خليل ،الميزة التنافسية في مجال األعمال ،1998 ،صفحة )37
من خالل التعاريف السابقة يمكن الﻘول أنه على المؤسسة إنتاج سلع أو تﻘديم خدماتها بطريقة مختلفة
ومتميزة ﻋن باقي المناﻓسين ،حيث يكون ﻫذا االختالف ايجابي من وجهة نظر الزبائن ،حيث سيضمن ﻫذا
االختالف والء ﻫذا األخير مما يسمح للمنظمة باالستمرار والبقاء في ظل مﻌطيات البيئة التناﻓسية وشدة
بﻌد سرد أﻫم التعاريف المﻘدمة لمفهوم الميزة التناﻓسية ،البد من التﻌرف على أنواعها ومحدداتها.
إن وجود ميزة تناﻓسية يساﻫم في خلق وضﻌية تناﻓسية متﻔوقة للمنظمة على مناﻓسيها وذلك من خالل
تكاليفها المنخﻔضة ،أو من خالل تميز منتجاتها ﻋن مناﻓسيها .ومن خالل ما سبق يمكن أن نﻔرق بين
مﻌناها أن المؤسسة تﻌمل على تصميم ،وتصنيع ،وتسويق منتج أﻗل تكلفة بالمقارنة مع المؤسسة المناﻓسة ومما
يؤدي في النهاية إلى تحﻘيق ﻋوائد أكبر ،وتﻌتبر ﻋملية خﻔض التكاليف من أحد المﻘومات األساسية لزيادة
35
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
الﻘدرة التناﻓسية للمنتج واستمرار تزايد ﻫذه الﻘدرة ،حيث أن تخﻔيض التكاليف ينجم ﻋنه خﻔض األسعار إلى
لكي تستطيع المنظمة تحﻘيق التميز من خالل خﻔض التكاليف إلى ما دون تكاليف المناﻓسين ،يجب عليها
مﻌرفة الﻌوامل المؤثرة على التكاليف ومن ثم مراﻗبتها ،حيث أن التحكم الجدوى في ﻫذه الﻌوامل يكسب
-1مراﻗبة الحجم :يمكن للمنظمة أن تخﻔض من تكاليفها من خالل التوسع في تشكيلة المنتجات أو التوسع
في األسواق أو النشاط التسويقي أو حتى حيازة وسائل إنتاج جديدة ،لكن الحجم الذي يتحكم في التكاليف يختلف
من نشاط إلى آخر ،ومن منطقة إلى أخرى ،وﻫنا تجدر اإلشارة إلى أنه يتﻌين على المنظمة المحاﻓظة على
شرط التوازن في ﻋملية البحث ﻋن اﻗتصاديات الحجم حيث يجب أن ال يحدث تدﻫور في األنشطة األخرى.
-2مراﻗبة التعلم :إن التعلم ﻫو محصلة الجهود المبذولة والمتواصلة من طرف المستخدمين والمسيرين
على حد سواء.
-3مراﻗبة الروابط :إن تمكن المنظمة من إدراك الروابط الموجودة بين األنشطة المنتجة للﻘيمة من جهة
واستغاللها من جهة أخرى ،يحسن من موقعها في التحكم في خﻔض التكاليف ويﻌزز قدراتها التناﻓسية.
-4مراﻗبة اإللحاق :ويﻘصد بذلك إما تجميع بﻌض األنشطة المهمة والمنتجة للﻘيمة ،بهدف استغالل
اإلمكانات ال مشتركة ،أو نﻘل الخبرة المكتسبة في تسيير نشاط منتج للﻘيمة إلى وحدات إستراتيجية تمارس
أنشطة مماثلة.
-5مراﻗبة اإلجراءات :غالبا ما تلجأ المنظمة إلى تطبيق بﻌض اإلجراءات بصفة مرتجلة ،وﻗد يﻌود ذلك
إلى سوء فهم ﻫذه اإلجراءات ،وسرعان ما يكشف تحليل التكاليف ﻋن ضرورة إلغاء أو تﻐيير بﻌض اإلجراءات
36
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
التي ال تساﻫم إيجابا في تحﻘيق ميزة التكلفة األﻗل ،وزيادة على ذلك فهي تكلف أكثر من الالزم ،وبالتالي فإن
-6مراﻗبة تموضع األنشطة :سواء كان ﻫذا التموضع يخص األنشطة ﻓيما بينها ،أو يخص الزبائن
والموردين ،فإن له تأثي ار على ﻋدة ﻋناصر من بينها :مستوى األجور ،وفعالية اإلمداد ،وسهولة الوصول إلى
الموردين.
-7مراﻗبة الرزنامة :إن المنظمات السباقة إلى بﻌض الﻘطاعات تستﻔيد من ميزة التكلفة األﻗل بشكل
مستمر ،ويرجع ذلك لموقعها بالدرجة األولى كتوظيفها ألﻓضل الﻌمال واإلطارات باإلضافة إلى تعاملها مع
موردين ذوي خبرة إدارية ،أما الﻘطاعات األخرى التي تتميز بسرعة التﻐير في التكنولوجيا المستﻌملة فإن التريث
والترﻗب يكون ﻫو األﻓضل وذلك لتكوين صورة واضحة وشاملة ﻋن المناﻓسة السائدة في الﻘطاع.
ﻫناك الﻌديد من األخطاء تتعلق بخﻔض التكاليف يجب االنتباه لها وتفاديها حتى تتمكن المنظمة من
• التركيز على تكاليف اإلنتاج :أغلب المسيرين يركزون على تكاليف الصنع ألن اإلنتاج في نظرﻫم
يستهلك الموارد الكثيرة ،في حين أن ﻫناك أنشطة كالبيع ،الخدمات ،التطور التكنولوجي والبنية
• إﻫمال األنشطة الصﻐيرة أو ﻏير المباشرة :تركز البرامج المخصصة لتخﻔيف التكاليف على األنشطة
التي تكون تكاليفها مﻌتبرة مثل تكلفة اليد العاملة وال تبدي اﻫتماما بتكاليف وسائل اإلنتاج المشتراة،
فهي تميل الﻋتبار التموين نشاطا ثانويا وعلى الﻌكس من ذلك فﻘد يسمح إحداث تﻐيرات بسيطة في
37
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
• تخﻔيضات متناﻗصة للتكاليف :ﻗد تحاول المنظمة أحيانا تخﻔيض التكاليف بطرق متناﻗصة فهي تجتهد
في توسيع حصص السوق ،لالستفادة من مزايا اﻗتصاديات الحجم ،وفي نﻔس الوﻗت تهدر مواردها على
مضاعفة النماذج ،وتﻘيم بمﻘربة من السوق حتى تستﻔيد من وﻓرات في مصاريف النﻘل ،ولكن في الوﻗت
• التﻔكير في اإلجراءات الهامشية :غالبا ما تهدف الﻌمليات المتﻌددة لتخﻔيض التكاليف إلى إجراء
تحسينات متواضعة وهامشية ،ﻋوض البحث ﻋن وسائل جديدة تسمح بالحصول على مجال تكاليف
جديد.
• الفهم الخاطﺊ لﻌوامل تطور التكاليف :يمكن أن تﻘوم المؤسسات بتشخيص مضلل لﻌوامل تطور
التكاليف ،ﻓمثال ﻗد تمتلك المؤسسة حصة مﻌتبرة في السوق الوطنية وتملك ﻫيكل تكلفة أﻗل من
مناﻓسيها ،ﻓيتبين لها أن الحصة السوﻗية الوطنية هي التي تحكم التكاليف ،ﻏير أنه ﻗد يرجع ذلك
بدرجة كبيرة إلى الحصة السوﻗية الجهوية ،وﻫذا بسبب نﻘص في فهم مصدر الميزة المﻌتمدة على
• تهديد التمايز :إن االﻋتماد على التكاليف للسيطرة على المناﻓسين واالستحواذ على الحصة األكبر في
السوق ﻗد يؤدي إلى تهديد التمايز ،وذلك إذا تم إلغاء المصادر التي تجﻌل من المؤسسة ﻓريدة في
نظر الزبون.
-2ميزة التمايز:
وهي "ﻗدرة المؤسسة على تﻘديم منتج متميز وﻓريد وله ﻗيمة مرتفعة من وجهة نظر الزبون" ،مثال جودة
38
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
حتى تتمكن المؤسسة من حيازة ميزة التمايز ،يجب عليها االستناد إلى الموارد المنﻔردة والخاصة بها:
-1اإلجراءات التﻘديرية :إن اإلجراءات التﻘديرية لألنشطة وطرق تنسيقها المﻌتمدة من ﻗبل المؤسسة ﻗد تمثل
عامال مهما على تمايزها ،وتتمثل في خصائص وكفاءة المنتجات المﻌروضة ،والخدمات المﻘدمة ،وكثافة
النشاط (مستوى االستثمار ،محتوى النشاط ،جودة وسائل اإلنتاج المستﻌملة ،كفاءة وخبرة المستخدمين في
-2الروابط :يمكن أن تمثل الروابط الموجودة بين األنشطة أو الروابط مع الموردين وﻗنوات التوزيع المستغلة
من ﻗبل المؤسسة مصد ار للتمايز ،حيث يشترط في االستجابة الجيدة لحاجات الزبائن تنسيقا بين
األنشطة المرتبطة ﻓيما بينها ،التنسيق مع الموردين ،تقليص مدة تطوير منتج جديد ،باإلضافة إلى
-3الرزنامة :ﻗد يرتبط التاريخ الذي بدأت ﻓيه المؤسسة نشاطا مﻌينا بخاصية التمايز ،ﻓمثال المؤسسة
السباقة في استﻌمال صورة مﻌينة لمنتج يمكنها أن تحﻘق التمايز ،وعلى الﻌكس من ذلك فهناك بﻌض
الﻘطاعات يكون ﻓيها الدخول المتأخر ذا جدوى ألنه يسمح للمؤسسة باستﻌمال تكنولوجيا أكثر حداثة.
-4الموضع :إن اختيار الموضع المالئم لألنشطة يساﻋد على حيازة ﻋوامل التمايز.
-5اإللحاق :يمكن أن تنجم خاصة التمايز لنشاط منتج للﻘيمة ،إذا كان ﻫذا النشاط مشتركا بين ﻋدة
-6التعلم وآثاره :ﻗد تﻔرز ﻋملية التعلم الجيد عامل من ﻋوامل التمايز لنشاط مﻌين ،فالجودة في الﻌملية
اإلنتاجية يمكن تعلمها ،ومن ثمة فإن التعلم المكتسب بشكل شامل كﻔيل بأن يؤدي إلى تمايز مستمر.
39
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
-7التكامل :ﻗد ترتبط خاصية التمايز بدرجة التكامل ،حيث يتم ذلك من خالل دمج األنشطة المولدة للﻘيمة
كأن تمارس من ﻗبل الموردين أو ﻗنوات التوزيع ،فهي بذلك تهيئ الﻔرصة لمراﻗبة نتائج األنشطة التي ﻗد
-8الحجم :ﻗد يؤدي الحجم الكبير إلى التأثير سلبيا على التمايز ،كأن يضﻌف مرونة المؤسسة ﻋند
إن المؤسسة مطالبة برصد التمويل الالزم لتحﻘيق التمايز ،حتى تتمكن من ممارسة أنشطتها المولدة للﻘيمة
بشكل أﻓضل مقارنة بمناﻓسيها ،وﻫناك تباين في تكلفة التمايز لدى المؤسسات ،ويرجع ذلك إلى اختالف وجهة
نظر ﻫذه المؤسسات إلى ﻋوامل تطور التكاليف ،ومن ثمة أصبح من الضروري الرفع من درجة التمايز من
لتحﻘيق التميز يتﻌين الحذر والﻌمل على تفادي الﻌديد من األخطاء أﻫمها:
• التميز المفرط :يمكن للمؤسسة أن ال تستوﻋب اآلليات التي تؤثر بها الﻘيمة المستحدثة للزبون أو
المدركة من ﻗبله ،وﻫذا ما ﻗد يؤدي إلى إﻓراط التمايز ،فعلى سبيل المثال إذا كانت جودة المنتج أو الخدمة
تتﻌدى احتياجات الزبائن فالمؤسسة تصبح ﻫدفا سهال للمناﻓسين الذين يملكون منتوج بجودة مناسبة وسﻌر
منخﻔض.
• المبالغة في رفع السﻌر :يرتبط السﻌر اإلضافي المصاحب للتمايز بالﻘيمة الممنوحة للزبون وباستم اررية
التمايز ذاته ،فالسﻌر المبالﻎ ﻓيه يدفع بالزبون إلى التخلي ﻋن منتجات المؤسسة ،ومن ثمة فالمؤسسة مطالبة
40
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
• ﻋدم مﻌرفة تكلفة التمايز :حتى يؤدي التمايز إلى تحﻘيق نتائج أكبر ،يجب أن تكون الﻘيمة المدركة من
ﻗبل الزبون أكبر من تكلفة المنتج ،وغالبا ما تتجاﻫل المؤسسات تحديد تكلفة األنشطة المسؤولة ﻋن التمايز،
• التركيز الشديد على المنتج :إن مﻌظم المؤسسات تنظر إلى التمايز من جانب المنتج ،وتهمل اإلمكانات
الموجودة في مختلف أنشطتها ،حيث يمكن أن تﻘدم ﻫذه األخيرة ﻓرصا جديدة ومستمرة للتمايز.
ويسمح التحديد الجيد لميزتي التكلفة األﻗل والتمايز للمؤسسة بتركيز الجهود في اتجاه يحول دون ﻫدر ﻗدراتها
ومواردها ،وبالتالي فإن التحكم في الﻌوامل المؤثرة على ﻫذين النوﻋين ﻗد يكون من المﻔيد أن يتم تحﻘيق ميزة
تتحدد الميزة التناﻓسية ببﻌدين هامين ﻫما :حجم الميزة التناﻓسية ونطاق التناﻓس( .خليل ،الميزة
التنافسية في مجال األعمال ،1998 ،صفحة )85
يكون للميزة التناﻓسية سمة االستم اررية إذا أمكن للمنظمة المحاﻓظة على ميزة التكلفة األﻗل أو تمييز
المنتج في مواجهة المنظمات المناﻓسة ،وﻋموما كلما كانت الميزة أكبر كلما صﻌب على المناﻓسين مجاراتها،
وكما ﻫو الحال بالنسبة للمنتجات الجديدة التي تملك دورة حياة فإن للميزة التناﻓسية دورة حياة أيضا تميزها
حيث تبدأ ﻫذه الدورة بمرحلة التﻘديم أو النم و السريع ،ثم تليها مرحلة التبني من ﻗبل المنظمات المناﻓسة ،ثم
مرحلة الركود حيث تﻌمل المنظمات المناﻓسة على تقليد الميزة التناﻓسية ومحاولة التﻔوق عليها وتنتهي بمرحلة
الضرورة أين تحتاج المنظمة إلى تﻘديم تكنولوجيا جديدة لتخﻔيض التكلفة أو تدﻋيم ميزة تمييز المنتج ،ومن ﻫنا
تبدأ المنظمة في تجديد أو تطوير وتحسين الميزة الحالية أو تﻘديم ميزة تناﻓسية جديدة تحﻘق ﻗيمة أكبر
للمستهلك ،والشكل الموالي يبين مراحل دورة حياة الميزة التناﻓسية.
41
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
المصدر :نبيل مرسي خليل ،الميزة التنافسية في مجال األعمال ،مرجع سابق ،ص.86 :
يتضح من خالل ﻫذا المنحنى مختلف المراحل التي تمر بها الميزة التناﻓسية ،وهي( :بوشناف،2002 ،
الصفحات )27-26
-مرحلة التﻘديم :تﻌد أطول المراحل بالنسبة للمؤسسة المنشئة للميزة التناﻓسية؛ لكونها تحتاج الكثير من
يﻌزى ذلك إلى الﻘبول الذي تحض به من ِﻗبل ﻋدد متزايد من الزبائن.
-مرحلة التبني :تﻌرف الميزة ﻫنا استﻘرار نسبيا من حيث االنتشار ،باﻋتبار أن المناﻓسين بدأوا يركزون
-مرحلة التقليد :يتراجع حجم الميزة وتتجه شيئا ﻓشيئا إلى الركود ،لكون المناﻓسين قاموا بتقليد ومحاكاة ميزة
-مرحلة الضرورة :تأتي ﻫنا ضرورة تحسين الميزة الحالية وتطويرها بشكل سريع ،أو إنشاء ميزة جديدة
على أسس تختلف تماما ﻋن أسس الميزة الحالية ،وإ ذا لم تتمكن المؤسسة من التحسين أو الحصول على
ميزة جديدة ،فإنها تفﻘد أسبﻘيتها تماما وﻋندها يكون من الصﻌوبة الﻌودة إلى التناﻓس من جديد.
42
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
يﻘصد بالنطاق مدى اتساع أنشطة ﻋمليات المنظمة بﻐرض تحﻘيق مزايا تناﻓسية ﻓنطاق النشاط على مدى
واسع يمكن أن يحﻘق وﻓورات في التكلفة ﻋن المنظمات المناﻓسة ،ومن أمثلة ذلك االستفادة من تﻘديم تسهيالت
إنتاج مشتركة ،خبرة ﻓنية واحدة ،استخدام نﻔس مناﻓذ التوزيع لخدمة ﻗطاعات سوﻗية مختلفة أو مناطق مختلفة أو
صناعات مترابطة .وﻫناك أربعة أبعاد لنطاق التناﻓس من شأنها التأثير على الميزة التناﻓسية وهي( :خليل ،
أ /نطاق الﻘطاع السوقي :يﻌكس مدى تنوع مخرجات المنظمة والﻌمالء الذين يتم خدمتهم ،وﻫنا يتم
ب /النطاق الرأسي :يﻌبر ﻋن أداء المنظمة ألنشطتها داخليا (ﻗرار التصنيع) أو خارجيا باالﻋتماد على
مصادر التوريد المختلفة (ﻗرار الشراء) ،فالتكامل الرأسي المرتفع بالمقارنة مع المناﻓسين ﻗد يحﻘق مزايا
التكلفة األﻗل أو التمييز ،ومن جانب آخر يتيح التكامل درجة أﻗل من المرونة للمنظمة في تﻐيير مصادر
التوريد.
يعكس عدد المناطق الجغرافية أو الدول التي تنافس فيها المؤسسة ،ويسمح النطاق الجغرافي للمؤسسة
بتحقيق مزايا تنافسية من خالل المشاركة في تقديم نوعية واحدة من األنشطة والوظائف عبر عدة مناطق
جغرافية مختلفة ،وتبرز أهمية هذه الميزة بالنسبة للمؤسسة التي تعمل حاليا على نطاق عالمي ،حيث تقدم
43
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
د /نطاق الصناعة :يﻌبر ﻋن مدى الترابط بين الصناعات التي تﻌمل في ظلها المنظمة ﻓوجود روابط بين
األنشطة المختلفة ﻋبر ﻋدة صناعات ،من شأنه خلق ﻓرص لتحﻘيق مزايا تناﻓسية ﻋديدة ،فﻘد يمكن استخدام
نﻔس التسهيالت أو التكنولوجيا أو األﻓراد أو الخبرات ﻋبر الصناعات المختلفة التي تنتمي إليها المنظمة.
إن ضمان البقاء والنمو واالستمرار في السوق متوﻗف على امتالك مزايا تناﻓسية حﻘيﻘية يصﻌب
تقليدها ومحاكاتها من ﻗبل المناﻓسين ،لذا تسعى المؤسسة دوما إلى تنمية وتطوير مزاياها التناﻓسية ،وﻫذا من
خالل اكتشاف آليات جديدة للمناﻓسة باالﻋتماد على االبتكار الذي يتمثل في التحسينات المستمرة على
التكنولوجيا وتقديم أداء أﻓضل للﻌمليات ،ومن أﻫم األسباب التي تؤدي إلى ضرورة تنمية وتطوير الميزة
-ظهور تكنولوجيا جديدة :إن ابتكار تكنولوجيا جديدة سيكون له تأثير مباشر على تصميم المنتج ،طرق
التسويق ،اإلنتاج ،والتوزيع باإلضافة إلى خدمات ما بﻌد البيع المﻘدمة للزبائن......الخ
-ظهور حاجات جديدة للزﺑائن أو تﻐيرها :تﻌد حاجات ورﻏبات الزبائن متجددة باستمرار وﻫذا نتيجة
النتشار الوعي االستهالكي ،وارتفاع المستوى المﻌيشي ...الخ ،وعليه يحدث تجديد في الميزة التناﻓسية
-ظهور ﻗطاع جديد في الصناعة :إن ظهور ﻗطاع صناعي جديد أو طرق جديدة إلعادة تجميع
-تﻐيير تكاليف المدخالت أو درجة تواﻓرها :إن الميزة التناﻓسية تتﻐير بتﻐير جوﻫري في التكاليف
المطلقة أو النسبية للمدخالت مثل :الﻌمالة ،المادة األولية ،الطاقة ،وسائل اإلنتاج.
44
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
-حدوث تﻐييرات في الﻘيود الحكومية :إن للﻘيود الحكومية تأثير مباشر على الميزة التناﻓسية مثل الﻘيود
الحكومية ﻓيما يخص مواصفات المنتج ،حمالت حماية البيئة من التلوث ،ﻗيود الدخول والخروج من
السوق.
وعليه فالمؤسسة بحاجة للﻌمل على التحسين والتجديد والتطوير المستمر وﻫذا بﻐرض امتالك مزايا
ومن أﻫم خصائص التي يجب أن تتوﻓر في المزايا التناﻓسية للمؤسسة ما يلي( :إدريس،2007 ،
صفحة )310
• أن تكون مستمرة ومستدامة ،بمﻌنى أن تُحﻘق المؤسسة السبق على المدى الطويل وليس على المدى
الﻘصير فﻘط.
• أن تكون متجددة وﻓق مﻌطيات البيئة الخارجية من جهة ،وﻗدرات وموارد المؤسسة الداخلية من جهة
أخرى.
• أن تكون مرنة بمﻌنى يمكن إحالل ميزات تناﻓسية بأخرى بسهولة ويسر وﻓق اﻋتبارات التﻐيرات الحاصلة
• أن يتناسب استخدام ﻫذه الميزات التناﻓسية مع األﻫداف والنتائج التي ترﻏب المؤسسة تحﻘيقها في
45
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
أوال :الرﺑحية
يﻌتبر مؤشر الربحية كاﻓيا للداللة على تناﻓسية المؤسسة ،كما أن الحصة من السوق هي األخرى تشكل
مؤش ار للتناﻓسية ،إذا كانت المؤسسة تﻌمل على تﻌظيم أرباحها أي أنها ال تتنازل ﻋن الربح لمجرد تحﻘيق ﻏرض
رفع حصتها من السوق ،ويمكن للمؤسسة أن تكون تناﻓسية في سوق تناﻓسية تتجه هي ذاتها نحو التراجع ،وفي
ﻫذه الحالة فإن التناﻓسية الحالية للمؤسسة لن تكون ضامنة لربحيتها المستﻘبلية .وإذا كانت ربحية المؤسسة التي
تريد البقاء في السوق ينبغي أن تمتد إلى ﻓترة من الزمن ،فإن الﻘيمة الحالية ألرباح المؤسسة تكون مرتبطة
بالﻘيمة السوﻗية لها ،وحتى يكون بإمكاننا الﻘول بأن مؤسسة ما تﻌتبر تناﻓسية ،يجب أن تكون نسبة الﻘيمة
السوﻗية للدين ورؤوس األموال الخاصة بالمؤسسة على تكلفة استبدال أصولها أكبر من الواحد .وتﻌتمد المنافع
المستﻘبلية للمؤسسة على إنتاجيتها النسبية وتكلفة ﻋوامل إنتاجها ،وكذلك على الجاذبية النسبية لمنتجاتها على
امتداد ﻓترة طويلة ،وعلى إنفاقها الحالي في البحث والتطوير أو براءات االختراع التي تحصل عليها ،إضافة إلى
الﻌديد من الﻌناصر األخرى ،وتﻌتبر النوﻋية ﻋنص ار هاما الكتساب الجاذبية ،ومن ثم النفاذ إلى األسواق
والمحاﻓظة عليها.
يمكن اﻋتبار تكلفة الصنع المتوسطة بالﻘياس إلى تكلفة المناﻓسين كمؤشر كافي ﻋن التناﻓسية في ﻓرع
النشاط ذو إنتاج متجانس ،ما لم يكن ضﻌف التكلفة على حساب الربحية المستﻘبلية للمؤسسة .ويمكن لتكلفة
وحدة الﻌمل أن تكون بديال جيدا ﻋن تكلفة الصنع المتوسطة ،وﻫذا ﻋندما تشكل تكلفة اليد العاملة النسبة
46
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
إن اإلنتاجية الكلية للﻌوامل تﻘيس الفعالية التي تحول ﻓيها المؤسسة مجموعة من ﻋوامل اإلنتاج إلى
منتجات ،ولكن ﻫذا المفهوم ال يوضح مزايا وﻋيوب تكلفة ﻋناصر اإلنتاج ،كما أنه إذا كان اإلنتاج يقاس
بالوحدات الﻔيزيائية مثل األطنان من الورق فإن اإلنتاجية اإلجمالية للﻌوامل ال توضح شيئا حول جاذبية
المنتجات المﻌروضة من جانب المؤسسة .ويكون من الممكن أن نقارن اإلنتاجية الكلية للﻌوامل أو نموها
بﻌدد من المؤسسات على المستويات المحلية والدولية ،كما يمكن إرجاع نموها سواءا إلى التﻐيرات التﻘنية
وتحرك دالة التكلفة نحو األسﻔل أو إلى تحﻘيق وﻓورات الحجم ،كما يتأثر دليل نمو اإلنتاجية الكلية للﻌوامل
بالﻔروقات ﻋن األسعار ا لمسندة إلى التكلفة الحدية ،ويمكن تﻔسير اإلنتاجية الضﻌيفة بإدارة أﻗل فعالية ،أو
من الممكن لمؤسسة ما أن تحﻘق أرباحا وتستحوذ على جزء هام من السوق الداخلية بدون أن تكون
تناﻓسية على المستوى الدولي ،ويحدث ﻫذا ﻋندما تكون السوق المحلية محمية بعﻘبات اتجاه التجارة الدولية،
كما يمكن للمؤسسات الوطنية أن تكون ذات ربحية آنية ولكنها ﻏير قادرة على االحتفاظ بالمناﻓسة اتجاه
تحرير التجارة أو بسبب أﻓول السوق ،لذلك يجب مقارنة تكاليف المؤسسة مع تكاليف مناﻓسيها الدوليين،
وﻋندما تتحﻘق حالة توازن تﻌظيم المنافع ضمن ﻗطاع نشاط مﻌين ،ذو إنتاج متجانس ،فإنه كلما كانت
التكلفة الحدية للمؤسسة ضﻌيفة بالﻘياس إلى التكاليف الحدية لمناﻓسيها ،كلما كانت حصتها من السوق أكبر،
وكانت المؤسسة أكثر ربحية مع اﻓتراض تساوي األمور األخرى ،فالحصة من السوق تترجم إذن المزايا في
47
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
هناك العديد من المداخل التي تناولت موضوع الميزة التنافسية وقد طورت وحسنت مع نهاية الخمسينات
من القرن الماضي ،ومع ذلك فإن هذا الموضوع بدأ تحليله بانتظام مع بداية الستينات بظهور أعمال مدرسة
هارفارد والتي اقترحت أن نجاح المؤسسات يرتبط بمدى قدرتها على االستجابة للفرص والتهديدات التي تفرضها
البيئة التي تنشط فيها المؤسسة؛ بحيث يؤكد كل من Christensen & Androws & Guth & Learned
1965أن عالقة المؤسسة ببيئتها الصناعية هي التي تحدد إمكانية تحقيق المؤسسة لموقع تنافسي جيد في
السوق.
بدأت الميزة التنافسية تلقى االهتمام الكافي بالدراسة والتحليل مع بداية الثمانينات من القرن الماضي بظهور
وتطور تيارين /مدخلين فكريين متعارضين :المدخل المرتكز على البيئة ،المدخل المرتكز على الموارد ،كال
ِ
تمكن المؤسسة من الحصول على الميزة المدخلين قاما بتطوير العديد من النماذج وأدوات التحليل التي
التنافسية ،وقد كانت لهما مساهمة هامة في فهم وسائل تحقيق الميزة التنافسية.
سوف نتطرق في هذا المبحث إلى المدخل المرتكز على البيئة ممثال في نموذج بوتر.
تمثل كتابات بوتر سلسلة القيمة ،اإلستراتيجيات العامة للتنافس ،نموذج القوى الخمس" في الثمانينات من
القرن الماضي خطوة متطورة لدراسة الميزة التنافسية بعد أعمال مدرسة هارفرد ،يؤكد بوتر أن دراسة الميزة
التنافسية يتمحور حول ثالثة عناصر أساسية( :وسيلة ،2012 ،الصفحات )29-24
• البيئة الخارجية :وتشمل العوامل االقتصادية ،االجتماعية ،السياسية ،القانونية ،الثقافية ،البيئية ،التكنولوجية...
• سلوك المؤسسة.
48
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
فالميزة التنافسية حسب رأيه تعني البحث عن أفضل موقع تنافسي في القطاع في ظل تأثير عوامل المحيط
التنافسي.
في إطار دراسته للبيئة التنافسية يؤكد بوتر أن هناك عاملين حاسمين لهما تأثير كبير على مردودية المؤسسة
فالعامل األول يتمثل في مدى جاذبية القطاع نتيجة لألرباح التي يحققها ،أما بالنسبة للعامل الثاني فيتمثل في
الموقع التنافسي النسبي للمؤسسة في السوق ،كما يرى أن هذين العاملين يتأثران بمدى قوة القوى المكونة للمحيط
التنافسي ومدى التفاعل الموجود بينها ،و من ثم فإن قدرة المؤسسة على امتالك ميزة تنافسية تحكمها القوى
التنافسية المشكلة للمحيط التنافسي الذي تنشط فيه المؤسسة ومدى قدرتها على فهم العالقة الموجودة بين هذه
القوى والتحكم فيها .وتتمثل القوى التنافسية التي قدمها بوتر في:
إن إطار العمل الذي طوره بوتر Porterوالموضح في الشكل رقم 06يسمح للمؤسسة بتحليل القوى التنافسية
في بيئة الصناعة بهدف التعرف على الفرص والتهديدات ،وحسب رأيه فإن تفاعل هذه القوى يؤثر على الربحية
داخل الصناعة ،وأن قوة إحدى هذه القوى التنافسية يمكن اعتباره بمثابة تهديد يؤدي إلى تقليص األرباح بينما
49
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
الداخلون الجدد
تهديد الداخلين
الموردون العمالء
الموردون العمالء
شدة المنافسة بين
مؤسسات القائمة
ذذ
تهديد
المنتجات
المنتجات البديلة
المصدرPorter ME, Compétitive Avantage – Creating and Sustaining Superior Performance :
إن القوى التي تحكم المنافسة قدمها بوتر ضمن خمسة أقسام تتمثل في شدة المنافسة بين مؤسسات القطاع،
تهديد المنافسين المحتملين ،القوة التفاوضية للموردين ،القوة التفاوضية للعمالء ،المنتجات البديلة ويمكن التفصيل
50
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
يشير مفهوم المنافسة إلى حالة الصراع التنافسي بين المؤسسات في صناعة ما لتحقيق التفوق على المنافسين
والحصول على حصة سوقية أكبر ،يمكن أن يتم هذا الصراع باستخدام أساليب مختلفة كالتركيز على األداء،
الجودة ،السعر ،التصميم ،خدمات ما بعد البيع ،...وأن كثافة وحدة المنافسة في صناعة ما تعتبر محددا مهما
وقويا لجاذبية وربحية تلك الصناعة على اعتبار انها تتطلب التخفيض في األسعار وزيادة في النفقات وبذلك
فهي تشكل تهديدا قويا للربحية .إن مدى وحدة المنافسة بين المؤسسات القائمة حسب هيل وجونز هي دالة
للهيكل التنافسي داخل صناعة معينة ،ظروف وأحوال الطلب ،عوائق الخروج.
إذا كانت ظروف الطلب قوية بمعنى أن الطلب يتسم بالتنامي سواء من خالل عمالء جدد أو عمليات شراء
من قِبل عمالء حاليين فإن ذلك يؤدي إلى تخفيف حدة المنافسة بين المؤسسات القائمة كما يتيح ذلك فرصا
للتوسع ،أما عندما يتسم الطلب بالضعف فيترتب عن ذلك زيادة حدة المنافسة وتراجع ربحية مؤسسات
القطاع.
ويشير إلى عدد وحجم التوزيع الخاص بالمؤسسات في صناعة ما ،وتختلف حدة المنافسة في الصناعات
المجزأة التي تتكون من عدد كبير من المؤسسات صغيرة ومتوسطة الحجم عنها في الصناعات المجمعة التي
عليها عدد صغير من المؤسسات كبيرة الحجم .وحسب هيل وجونز فإن هيكل الصناعة المج أز يشكل تهديدا
أكثر منه فرصة حيث ينخفض مستوى ربحية الصناعة لكثرة عدد المؤسسات وانخفاض عوائق الدخول؛
وحيث أنه من الصعب تمييز المنتجات فالمنافسة بين المؤسسات منافسة سعرية ترتكز على تخفيض
التكاليف ،أما بالنسبة للصناعات المجمعة فإن هناك فرص أكبر لتحقيق ربحية أعلى.
51
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
قد تكون عوائق اقتصادية ،عاطفية ،إستراتيجية ،تمنع المؤسسة من الخروج من الصناعة ،وإذا كانت عوائق
الخروج عالية جدا في صناعة تتسم بتدهور الطلب عادة ما تلجأ المؤسسات بهدف تغطية تكاليفها والحصول
على طلبيات الزبائن إلى تخفيض األسعار .وتتضمن عوائق الخروج األكثر شيوعا:
• أن بعض األصول متخصصة جدا ،وبالتالي قد تجد المؤسسة صعوبة في التخلص منها.
• التكاليف الثابتة العالية للخروج كإعانات وتعويضات مالية صحية يجب دفعها للعمال في حالة توقف
المؤسسة عن العمل.
• االرتباط العاطفي بصناعة معينة؛ بحيث ال يرغب مالك المؤسسة أو العمال في الخروج من الصناعة
المنافسون المحتملون هم المؤسسات التي ال تنافس حاليا في الصناعة ،لكن لديها القدرة إذا ما رغبت في
ذلك .إن دخول منافسين محتملين يمثل تهديدا لربحية المؤسسات الحالية على اعتبار أنه كلما زاد عدد
المؤسسات التي تنشط في صناعة معينة أصبح األمر أصعب على المؤسسات القائمة حماية حصتها من
السوق ،من ناحية أخرى كلما انخفض خطر دخول منافسين جدد أمكن ذلك المؤسسات الحالية رفع أسعارها
إن خطر دخول منافسين محتملين هو دالة لصعوبة وارتفاع عوائق الدخول ،وتتمثل هذه األخيرة في:
52
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
ويتمثل في تفضيل المستهلكين منتجات المؤسسات الحالية ،ويمكن لهذه األخيرة أن تنمي الوالء للعالمة من
خالل اإلعالن ،القيام بعمليات تحديث مستمرة لمنتجاتها ،التأكيد على الجودة ،خدمات متفوقة .إن تنمية الوالء
للعالمة بجعل األمر أصعب على الداخلين الجدد القتطاع جزء من الحصة السوقية للمؤسسات.
عمليات إنتاج متفوقة قد تكون محصلة خبرات سابقة ،أو براءات االختراع. •
التحكم في مدخالت معينة تتطلبها عملية اإلنتاج (عمالة ،مهارات إدارية). •
إن امتالك المؤسسات التي تنشط حاليا في الصناعة لهيكل تكلفة منخفض من شأنه أن يضعف القوة •
يقصد بها مزايا التكلفة النسبية التي تؤدي إلى التخفيض في هيكل تكلفة المؤسسة نتيجة اإلنتاج بأحجام
تنشأ هذه التكاليف عندما يقضي المستهلك وقتا ويبذل جهدا ويتكلف ماال ألجل التحول من المنتجات التي
تقدمها مؤسسة قائمة إلى منتجات تقدمها مؤسسة جديدة .وبذلك كلما ارتفعت التكاليف التي يتحملها المستهلك
للتحول إلى استهالك منتجات المؤسسة الجديدة كلما ارتفعت عوائق الدخول.
53
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
إذا كانت المؤسسات في صناعة ما تتمتع بحماية قانونية ونظامية فإن خطر دخول منافسين محتملين سوف
يتقلص وبذلك تنخفض حدة المنافسة وهذا ما يسمح بتحقيق معدالت أرباح أكثر في الصناعة والعكس.
مما سبق نستنتج أنه كلما ارتفعت عوائق دخول منافسين محتملين كلما تدنت المخاطر المترتبة على ذلك،
يمكن للموردين ممارسة قوتهم التفاوضية على مؤسسات القطاع من خالل رفع األسعار أو من خالل تخفيض
نوعية المنتجات /الخدمات المشتراة ،وبالتالي فالقوة التفاوضية للموردين يمكن أن تؤثر على مردودية القطاع
إن القوة التفاوضية للموردين والعمالء هي دالة لمجموعة من الخصائص مثل :وضعية كل منهم في السوق،
• إذا كانت سوق التوريد مسيطر عليها من قبل عدد قليل من المؤسسات وكان هؤالء الموردون أكثر تمرك از
• إذا كانت منتجات الموردين متفردة أو متميزة أو أن تتحمل المؤسسات تكاليف تحول مرتفعة إذا ما تحولت
• إذا كان الموردون غير مضطرين لمقاومة المنتجات األخرى عند بيع منتجهم للقطاع.
• إذا كان للموردين القدرة على التكامل نحو األمام بدخول صناعة عمالئهم واستخدام مدخالتهم الخاصة
• ال تمثل الصناعة التي تنتمي إليها المؤسسات المشترية زبونا مهما للموردين بمعنى أن أرباح الموردين ال
يمكن للعمالء أن يمارسوا ضغوطا على المؤسسات ،وان قوتهم التفاوضية هي دالة لمجموعة من الخصائص
مثل :وضعية كل منهم في السوق ،األهمية النسبية للمشتريات من إجمالي مشتريات القطاع .ويكون العمالء
• في حالة ما إذا كان العمالء يملكون معلومات حول أحوال الطلب ،أسعار السوق الحقيقية ،تكاليف
الموردين.
• عندما يقوم العمالء بشراء كميات كبيرة وبذلك يكونون أكثر حساسية للسعر.
• إذا كانت مشترياتهم من منتجات القطاع نمطية أو غير متميزة ،حيث يدرك العمالء أن بإمكانهم الحصول
• إذا كان منتج القطاع ال يؤثر على نوعية المنتجات أو الخدمات الخاصة بالزبون.
• إذا كان للعمالء القدرة على التكامل نحو الخلف بدخول الصناعة عمالئهم وتصنيع المنتجات للحصول
على احتياجاتهم.
يكون الموردون أو العمالء أكثر قوة وبذلك يشكلون تهديدا للمؤسسة عندما تعتمد عليهم المؤسسة وبنسبة
كبيرة في إنجاز األعمال وال يعتمدون عليها في ذلك ،والعكس من ذلك بحيث يقل تهديدهم إذا كانوا يعتمدون
تتمثل المنتجات البديلة في تلك المنتجات التي تعرضها مؤسسات في صناعات أخرى بإمكانها إشباع
حاجات مماثلة للمستهلك ،إن هذه القوة يمكن أن تؤثر على ربحية الصناعة إذ أن وجود بدائل قوية ودقيقة
لمنتجات المؤسسة يشكل تهديدا تنافسيا قويا يؤثر على السعر الذي تفرضه المؤسسة في صناعة ما ومن ثم
تتأثر ربحيها .حسب بورتر Porterفإن المنتجات التي ينبغي على مؤسسات القطاع مراقبتها أكثر:
• المنتجات التي يتجه فيها السعر /األداء نحو التحسن مقارنة بمنتج الصناعة المعنية.
55
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
بناء على ما سبق ذكره يمكن القول أن تفاعل هذه القوى يؤثر على الربحية داخل الصناعة ،وأن الحصول
يرجع مفهوم سلسلة القيمة The Value Chainإلى أن المؤسسة يمكن اعتبارها سلسة من األنشطة
التي تهدف إلى تحويل المدخالت إلى مخرجات ،وأنه من الصعب فهم الميزة التنافسية إذا أخذنا المؤسسة
ككل فالميزة التنافسية تنشأ عن مجموعة من األنشطة التي تقوم بها المؤسسة؛ بحيث أن كل نشاط تقوم به
يمكن أن يساهم في تحسين وضعيتها من حيث التكاليف أو خلق قاعدة تمييزية .وعليه فإن فهم مصادر
الميزة التنافسية يتم من خالل تفحص كل األنشطة التي تقوم بها المؤسسة والوسيلة األساسية للوصول إلى
يمكن تعريفها على أنها طريقة نظامية Systematicللنظر إلى سلسلة النشاطات التي تؤديها؛ وبحيث يمكن
من خاللها فهم المصادر الحالية والمحتملة للميزة التي تحققها الشركة عن منافسيها .وعليه يشير مصطلح
سلسلة القيمة إلى اعتبار المؤسسة سلسلة من األنشطة التي تهدف إلى تحويل المدخالت إلى مخرجات تكون
إن العالقة بين سلسلة القيمة والميزة التنافسية تتضح من خالل األدوار واألهداف التي تطمح سلسلة القيمة
إلى تحقيقها ،وذلك على النحو التالي( :وسيلة ،2012 ،الصفحات )31-29
• تمثل المؤسسة على أنها مجموعة من األنشطة التي يمكن من ورائها خلق قيمة لمنتجاتها /خدماتها.
• تسمح بمعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف في المؤسسة وبالتالي معرفة مصادر الميزة التنافسية.
• التعرف على الروابط التي توضح تأثير أسلوب أداء أحد األنشطة على تكلفة نشاط آخر.
56
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
• التوصل إلى تحسين وتطوير األوضاع والتناسق من خالل تغيير العالقات واألنماط بين األنشطة داخل
المؤسسة.
التطور التكنولوجي
األنشطة
الداعمة
المشتريات
خدمات
األنشطة األساسية
المصدرPorter ME, Compétitive Avantage – Creating and Sustaining Superior Performance, :
The Free Press, New York, 1985, P. 37
تتكون سلسلة القيمة للمؤسسة من عدد من األنشطة الرئيسية والتي ُتنشئ قيمة للعالء وعدد من األنشطة
57
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
وتتمثل في مجموعة األنشطة التي تؤدي إلى التشكيل المادي للمنتج وحتى تقديمها للمشتري ،ويتم تقييم هذه
األنشطة بهدف التعرف على نقاط القوة ونقاط الضعف فيها .وتشمل حسب الشكل رقم 08
أ .اإلمدادات الداخلية :وتشمل األنشطة والتكاليف واألصول المرتبطة باالستالم والتخزين والرقابة على
المخزون فيها.
ب .العمليات (اإلنتاج) :تشمل األنشطة المتصلة بتحويل المدخالت إلى منتجات في شكلها النهائي
ج .اإلمدادات الخارجية :وتشمل كل األنشطة المرتبطة بعمليات التوزيع المادي للمنتج ،وبناء شبكة من
ه .المبيعات والتسويق :وتشمل أنشطة الدعاية والترويج وبحوث السوق وتخطيطها بمعنى كل األنشطة التي
و .الخدمات :وتتمثل في األنشطة المرتبطة بتقديم خدمات لدعم قيمة المنتج وتشمل خدمات التركيب ،توفير
أما بالنسبة لألنشطة الداعمة فتتمثل في األنشطة التي تدعم وتسهل القيام باألنشطة األساسية وتشمل :البنية
58
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
أ .البنية األساسية للمؤسسة :تضم العديد من األنشطة المرتبطة باإلدارة العامة ،المحاسبة ،التمويل،
التخطيط ،مراقبة الجودة ...كباقي األنشطة الداعمة فإن أنشطة البنية األساسية تعمل على دعم كامل
ب .تسيير الموارد البشرية :تتعلق باألنشطة التي تتضمن التعيين ،االستخدام ،التدريب والتطوير وأنشطة
العمالة وتطوير المهارات .إن أنشطة الموارد البشرية تتغلغل عبر سلسلة القيمة ككل وتعمل على تدعيم
ج .التطوير التكنولوجي :يتضمن األنشطة المتصلة ببحوث تطوير المنتج ،تحسين تصميم العمليات ،تطوير
د .المشتريات :تشير إلى وظيفة الحصول على المدخالت المطلوب شراؤها ،سواء كانت مواد أولية أو
خدمات أو آالت .وتتغلغل هذه الوظيفة عبر سلسلة القيمة ككل ألنها تدعم كل نشاط في حالة شراء.
في إطار تقديمه لمفهوم سلسلة القيمة يرى بوتر Porterأن تحقيق المؤسسة لميزة تنافسية يرتبط بقدرتها
على األداء األنشطة المطلوبة بتكلفة أقل من المنافسين ،أو أداء األنشطة بطريقة مميزة التي تخلق قيمة للمشتري
إذا نموذج سلسلة القيمة يمكن من دراسة جوانب القوة وجوانب الضعف في أنشطة المؤسسة لتحديد قدرة
كل نشاط على المساهمة في بناء ميزات تنافسية ،من خالل تحليل داخلي جيد ودقيق لألنشطة ومعرفة تطورها
من ناحية التكلفة وكذا من ناحية طبيعة القيمة المضافة .وتجدر اإلشارة إلى أن بناء ميزات تنافسية ال يرتكز
فقط على التحليل الداخلي ألنشطة المؤسسة بل يرتكز أيضا على التنسيق والترابط مع مختلف األطراف التي
59
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
قبل التطرق الى موضوع تحليل بيئة المنظمة ينبغي التعرف على مفهوم البيئة ويقصد بها مجموعة
الظروف والمتغيرات والموارد التي تحيط بالمنظمة وتقسم على بيئة داخلية وبيئة خارجية .وإن أغلب الباحثين
استخدموا تحليل SWOTفي تحليل البيئة المحيطة بالمنظمة ألنه يتناسب بشكل خاص مع المراحل األولى من
التخطيط االستراتيجي ،وكلمة سوات SWOTاختصار ألربعة مفردات هي :القوة ،Strength
الذي تم بمعهد ستانفورد من عام 1960الى عام 1970وقام به إلبرت همفري ،وجاء االهتمام به في نفس
الوقت الذي دعت الحاجة الى دراسة اإلستراتيجية وبات ذلك واضحاً في العديد من النظريات التي تفترض أن
تقوم اإلدارة بالتحليل البيئي لالستعانة بنتائجه لرسم صورة المنظمة في بيئتها الخاصة والعامة.
ويتطلب على إدارة المؤسسة تحليل دراسة ومعرفة نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات على مستوى
المؤسسة ،فقد ظهرت عدة دراسات اهتمت بتحليل بيئة المؤسسة يمكن ذكر مصفوفة النمو لمجموعة بوستن
االستشارية ( ،)BCG( )Boston Consulting Groupونموذج جنرال إلكتريك ) ،(GEومصفوفة ( ،)SWOTلتحديد
نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات.
المصدر :دراسة ميدانية من إعداد الدكتور صبا نوري الحمداني ود .محمد عبد للا الخوالني ،األردن
مجلة جامعة المدينة العالمية
http://ojs.mediu.edu.my/index.php/arrasikhun/article/view/1371
60
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
ويتطلب هذا النموذج توضيح مكوناته واطاره العام وكاآلتي( :الخوالني)2015 ،
أن تحليل البيئة الخارجية من وجهة النظرة االستراتيجية غير كاف اذ البد من إجراء تحليل للبيئة
الداخلية فهي مجموعة من العوامل الداخلية تؤثر على ق اررات االعمال داخل المؤسسة ،وتتمثل عناصر القوة
وبموجبها يتم تحديد العالقات القائمة في المؤسسة وتوزيع األدوار والمسؤوليات والصالحيات وتتحدد شبكات
االتصال وانسياب المعلومات بين مختلف المستويات اإلدارية وهكذا تتشكل اإلدارات الرئيسية والفرعية
وصوالً إلى مستوى الفرد باعتباره شاغالً لوظيفة معينة ضمن هذا الهيكل.
تمثل اإلطار القيمي واألخالقي والسلوكي الذي تعتمده المؤسسة في تعاملها مع مختلف األطراف ومع ذلك
فأنه يمكن رؤية الثقافة بكونها تمثل مجموعة القيم والمعتقدات واالفتراضات والرموز والطقوس والمعايير
السلوكية واالتصاالت والتقاليد واألعراف السائدة في مؤسسة ما بحيث تعطي لهذه المؤسسة تفرداً
فتمثل المزيج من الموارد المالية والبشرية والتكنولوجية واألنظمة اإلدارية المختلفة ونظم المعلومات اإلدارية
ونظم التسويق الفعالة والموارد ذات الصلة بالبحث والتطوير ،واهم هذه الموارد هي:
61
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
الموارد التسويقية :تعد الوظيفة األكثر أهمية للنشاط التسويقي في المنظمة هي تنظيم مستويات الطلب على
منتجاتها بطريقة تساعد في تحقيق األهداف المحددة ،ويتم ذلك من خالل درجة االهتمام الذي توليه دائرة
التسويق في المنظمة بأوضاع أسواقها ومزيجها التسويقي واالمكانيات البشرية والتكنولوجية المرصودة لزيادة
الموارد المالية :ان مسؤولية المنظمة الرئيسية هي توفير السيولة الالزمة سواء من مصادر داخلية أم
الموارد اإلنتاجية :وهي التي تعتني بتوفير واستحداث سلعة أو خدمة وبالنسبة للمنتجات المادية ،اما
الموارد البشرية :وهي تلك المجموعات من األفراد القادرين على أداء العمل والراغبين في هذا األداء بشكل
جاد وملتزم.
موارد البحث والتطوير :وهي مركز النشاط االبتكار واالبداع داخل المنظمة والمسؤولة عن صياغة السياسة
يتلخص مفهوم البيئة الخارجية على تحديد الفرص وهي االحتماالت التي تسمح للمنظمة من تحقيق أهدافها ،
والتهديدات التي تمنع المنظمة من تحقيق أهدافها ،فهي تمثل نتائج االتجاهات واالحداث االقتصادية
واالجتماعية والس ياسية والتكنولوجية والتنافسية التي يمكن ان تؤثر بشكل واضح على المنظمة بصورة إيجابية أو
سلبية في المستقبل ،فإذا كانت إيجابية فهي تمثل فرصاً يجدر بالمنظمة السعي نحو اقتناصها ،وإذا كانت
سلبية فهي تمثل مخاطر يجب على المنظمة تجنبها أو تحجيم أثرها على المنظمة ،ويمكن القول بأن الفرصة
هي الموقف الجذاب الذي يحتمل ان تتمتع به المنظمة بمزايا نسبية ،اما التهديدات فهي تلك الحاالت او
االتجاهات السلبية ومتوافقة مع اتجاهات المنظمة او االضطراب الذي يحدث في البيئة ليؤدي الى تأثيرات
62
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
عكسية على اهداف المنظمة ،كما تعرف بأنها تلك العوامل او االحداث التي تحول دون تحقيق المؤسسة
ألهدافها بالشكل الذي تسعى إليه ويكون لها آثر سلبي على المؤسسة .
إن عملية الموائمة بين نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات تتم من خالل مصفوفة سوات والتي ينتج
عنها إمكانية اختيار اإلستراتيجية المناسبة لكل موقف ،كما يتضح من الشكل (.)10
المصدر :دراسة ميدانية من إعداد الدكتور صبا نوري الحمداني ود .محمد عبد للا الخوالني ،األردن
مجلة جامعة المدينة العالمية
http://ojs.mediu.edu.my/index.php/arrasikhun/article/view/1371
-استراتيجية الهجوم:
وتعتمدها المنظمة عندما تكون في أفضل حاالتها ألنها تعبر عن توافق وانسجام ما بين نقاط القوة التي تمتلكها
وما متاح لها من فرص في السوق قادرة على استثمارها ،وبالتالي فإن اعتماد هذه اإلستراتيجية ينبع من قدرتها
على مواجهة المنافسين والدخول الى االسواق التي يعملون بها أو اقتطاع أجزاء من حصصهم في السوق،
63
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
فضالً عن كون مكامن قوتها هي أكبر من نقاط ضعفها ،لكي ال تسمح للمنافسين من رد الهجوم عليها في أي
-استراتيجية عالجية:
وهي تمثل انعكاس للعالقة ما بين نقاط الضعف الموجودة في المنظمـة والفـرص المتاحـة فـي السـوق ،والتـي يمكـن
ان تمثــل حالــة المنظمــة فــي ظــل االنتعــان االقتصــادي ونمــو الســوق ومــا ينــتج عنــه فــرص كثي ـرة ومتاحــة لجميــع
المنظمات ،أال انها تعـاني مـن ضـعف فـي قـدراتها وامكاناتهـا الداخليـة ،وعليـه فـإن إدارة المنظمـة تعتمـد اسـتراتيجية
-استراتيجية دفاعية:
تختلــف هــذه اإلســتراتيجية عــن ســابقها بــأن المنظمــة تواجــه متغي ـرات (تهديــدات) خارجيــة غيــر مســيطر عليهــا ،
وبالتالي فإنها تعمل على التكييف معها قدر المستطاع ومواجهة ما تستطيع مواجهته ،ولكنهـا غيـر قـادرة علـى
التأثير بها كما هو حاصل في بيئتهـا الداخليـة ،ولـذلك فـإن اإلسـتراتيجية هـذه تمثـل العالقـة بـين مـا تمتلكـه مـن
قـوة ومــا تواجهـ ُـه مـن تهديــدات ،وبالتــالي فإنهـا تنــتهج اســتراتيجية الـدفاع مــن خــالل تعزيـز وتقويــة مكـامن قوتهــا
لمواجهــة التهديــدات والتــي قــد تكــون ذات فت ـرة زمنيــة محــدودة ،وتســتطيع تجاوزهــا لكــي تنتقــل الــى اســتراتيجية
الهجوم على اعتبارات أن تجاوز المنظمة للتهديدات يفتح لها المجال القتناص الفرص المتاحة في السوق.
-استراتيجية االنسحاب:
تمثــل اخطــر الحــاالت التــي تكــون بهــا المنظمــة ألنهــا تمثــل حالــة التوافــق بــين نقــاط الضــعف التــي تعتريهــا ومــا
تواجه ـ ُـه م ــن تهدي ــدات ف ــي البيئ ــة ،وس ــبب ذل ــك يع ــود ال ــى ع ــدم الكف ــاءة التش ــغيلية واإلنتاجي ــة والتس ــويقية ف ــي
المنظمــة ،فض ـالً ع ــن الضــغوط التنافس ــية التــي تواجهه ــا والظــروف االقتص ــادية الســيئة ،ل ــذلك فإنهــا س ــتعتمد
استراتيجية االنسحاب أو التراجع من خـالل تقلـيص عملياتهـا فـي مجـال معـين أو سـوق محـدد ،أو تقـوم بإلغـاء
64
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
خــط مــن خطــوط اإلنتــاج أو الخــروج مــن أج ـزاء محــددة مــن الســوق واالنتظــار الــى حــين مــن الــزمن لكــي تعيــد
النظر في قدراتها بما يعزز من مكامن قوتها وتعالج نقاط ضعفها لكي تعاود النشاط والعمل.
،BCGو ه ــي مؤسس ــة مــن أكث ــر النم ــاذج شــهرة واس ــتخداما ،أع ــدت م ــن قبــل مجموع ــة بوس ــطن االستش ــارية
لالستشــارات اإلداريــة ،كمــا تعتبــر النمــوذج األقــدم و األســهل فــي التحليــل اإلســتراتيجي ،و ترتكــز علــى المبــادئ
-معــدل النمــو الســوقي :والــذي يقــيس جاذبيــة كــل مجــال نشــاط اســتراتيجي للمؤسســة وهــو ممثــل فــي المحــور
العمودي.
-حصة السوق النسبية :تقـيس الوضـعية التنافسـية للمؤسسـة لكـل مجـال نشـاط اسـتراتيجي DASمقارنـة مـع
لقـد أصــبح كســب الحصـة الســوقية هــدفا إسـتراتيجيا تســعى المؤسســات إلـى تحقيقــه ،حيــث تعتبـر أحــد المؤشـرات
الهام ــة الت ــي تع ــزز المرك ــز التنافس ــي للمؤسس ــة ،فالمؤسس ــة الت ــي تمتل ــك الحص ــة األعل ــى تك ــون ذات المرك ــز
التنافسي األقوى.
65
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
الموارد
+
أنشطة النجم أنشطة االستفهام
معدل
نمو
السوق االحتياجات
-
إن مصفوفة الـ BCGيمكن تطبيقها في المؤسسـات ذات المنتجـات المتعـددة مـن أجـل اتخـاذ القـ اررات الخاصـة
بالتوسع واالستقرار أو االنكمان ،فالهدف األساسي من تحليل مصفوفة الحصـة هـو العمـل علـى إيجـاد محفظـة
أنشــطة متوازنــة ،والتــي يــتم تحقيقهــا مــن خــالل تبنــي اإلســتراتيجية التــي تــتالءم والمرحلــة ال ت یم ت به ت المن ت ،
ووفق هذه المصفوفة ی م توزيت تتع مج الت النش ط ال ئيسة إىل أربعة مج ميع وه:
تمتــاز بحصــة س ــوق نســبية منخفض ــة ومعــدل نم ــو ســوقي عــالي ،تحت ــاج إلــى مص ــادر مالي ـة كافي ــة لــدعم ه ــذه
الحص ــة وتطويره ــا م ــن أج ــل إيص ــالها إل ــى مرحل ــة النج ــوم ،حي ــث إن عالم ــات الس ـؤال تمث ــل تق ــديم المنتج ــات
الجديدة إلى األسواق ذات معدالت النمو المرتفعة ،وتعد هذه المرحلة من المراحل الحرجـة والهامـة التـي تتطلـب
66
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
من المسؤولين دراسة وتحليل مستمر من أجل إيصالها إلى مركز النجوميـة ،وحـذف المنتجـات التـي ال تسـتطيع
الصمود في السوق ولم تستطع تلبية حاجات ورغبات الزبائن ،وال تتمكن من الوصول إلى مرحلة النجومية.
وتتمي ــز ه ــذه المرحل ــة بع ــدم معرف ــة المس ــتهلك للمن ــتج مم ــا يتطل ــب جه ــود إعالني ــة تعريف ــة وإخباري ــة مكثف ــة لك ــي
يتعرف المستهلك على المنتج ،وأن إنتاج كميات كبيرة وضخها إلى األسـواق تعتبـر مجازفـة بالنسـبة للمؤسسـات
لــذلك يكــون اإلنتــاج محــدود ويــتم تقــديم كميــات محــدودة وفــي نقــاط مختــارة للــتمكن مــن متابعــة ســير المنــتج فــي
السوق.
وهي ذات حصة سوقية مرتفعة نسبيا ومعدل نمو سوقي مرتفع ألن ما تحصل عليه المؤسسة من تدفقات نقدية
ال تكفي لتحقيق معدالت نمو عالية يمكنها من مواجهة المنافس لذلك فإنها تحتاج إلى استثمار أموال كثيرة من
أجل المحافظة على مركزها التنافسي والوصول إلى مركز أنشطة البقرة الحلوب ووفقا لمركز النجوم فإن
المؤسسة تركز على زيادة استثمار األموال واألرباح وعدد الزبائن وارتفاع كميات المبيعات.
تكون الحصة السوقية مرتفعة والتدفقات النقدية تزيد عن احتياجاتها و أن األرباح إضافية والفائض من النقد
يستخدم لتدعيم المركز التنافسي ،حيث تمتاز بمعدل نمو سوقي يكون منخفضا ،األرباح تكون كبيرة والمنافسة
كذلك شديدة وتكون دورة حياة المنتج في النضج فعلى اإلدارة أن تكون واعية لخطورة هذه المرحلة حيث أن
المنتجات التي ال تُدعم بشكل جيد في هذه المرحلة سوف تبدأ بالتراجع إذ يجب معالجة ذلك من خالل األنشطة
التسويقية الالزمة ،ألنه في حالة عدم تدعيم هذه المنتجات فإنها سوف تنتقل إلى مرحلة خطرة وهي مرحلة
المنتجات الضعيفة.
حيث إن الحصة السوقية تكون منخفضة ومعدل نمو سوقي منخفض قد تحتاج إلى كمية من االستثمارات
النقدية للمحافظة على هذه الحصة وعلى معدل النمو حيث يعزف الزبائن عن شراء المنتج –تقابلها مرحلة
67
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
التراجع والتدهور حسب دورة حياة المنتج – و هذا لوجود منتجات منافسة أو خلل في السياسة السعرية أو لعدم
مواكبة المنتج للتغيرات الحاصلة في حاجات ورغبات المستهلكين و تطور أذواقهم .
إن المجاميع التي تعرضنا لها تؤدي بنا إلى ق اررات هامة خاصة بإبقاء أو استبعاد األنشطة مع استراتيجيات
إن أحد جوانب القوة الموجودة بها هي قدرة المؤسسة على تمثيل كل أنشطتها على مصفوفة واحدة
ومساهمة كل نشاط للمؤسسة ككل ،وهذا ما يمكن المؤسسة من أن تختار اإلستراتيجية المالئمة لكل قطاع
والذي يمكنها من أن تعظم من مقدار مساهمته في تحقيق إستراتيجيات المؤسسة في اآلجال الطويلة.
وهي تبحث عن وجود عالقات أو ارتباط بين حصة السوق في كل نشاط من األنشطة ومعدل مردودية
-أنشطة المأزق:
حجم الميزة التنافسية ضعيف باإلضافة إلى إمكانيات تمييز تنافسي ضعيف والمؤسسة ال تضع حواجز الدخول،
التكنولوجيا متاحة لجميع المؤسسات والمردودية ضعيفة بالنسبة للمنافسين والربح ال يتوقف على حجم المؤسسة
بل على عمر االستثمار والتكنولوجيا المستعملة ،فآخر من يقوم باالستثمارات هو الذي يستفيد من انخفاض
فحجم الميزة التنافسية قوية لكن أمام المؤسسة مصادر قليلة للتمييز التنافسي ،فيمكن استغالل أثر الخبرة ،وتقدم
المؤسسة هنا ميزة التكلفة األقل والعالقة بين حصة السوق ،ومردودية االستثمار وثيقة جدا ،والمؤسسة التي
تحصل على هذه الميزة يمكنها مهاجمة المنافسين الضعفاء في الصناعة ،وهذا ألن لها القدرة على تخفيض
68
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
فحجم الميزة التنافسية ضعيف أمام تعدد مصادر واحتماالت التميز التنافسي ،فهناك فرصة للمنافس بتمييز،
والمردودية هنا ال ترتبط كثي ار بحصة السوق حيث يمكن أن يشكل حجم المؤسسة عائقا ،فعنصر النجاح
والوصول إلى ميزة تنافسية دائمة مرتبط بمرونتها وتكيفها مع تقلبات السوق.
تميز كبير للمنتجات ومرتبط بتوقعات المستهلكين أي أن كل مؤسسة تتخصص في خدمة عمالء محددين وفي
هذه الصناعات كثي ار ما يكون إنتاج هذه المؤسسات بالطلبيات ،وال يوجد في هذه الحالة ارتباط بين حجم الميزة
والربح وحتى تنجح المؤسسة يحب عليها استغالل األجزاء السوقية إلى أقصى حد وبتمييز كبير عن المنافسين.
تعتبر األداة الثانية من أدوات التحليل اإلستراتيجي المعروفة والتي ظهرت في سنوات السبعينات ،وهي أداة كيفية
على عكس مصفوفة BCGالتي تعتبر كمية ،تتكون المصفوفـ ـ ـة من بعدين أساسيين( :بوشنـ ــاف،2002 ،
صفحة )33
أ -نضج الصناعة :وهو يشبه مفهوم دورة حياة المنتج ،فيمر نضج الصناعة بأربعة مراحل وهي:
ب-الوضعية التنافسية :وتتشكل من خالل عدة عوامل نجاح رئيسية لكل مجال نشاط استراتيجي DAS
وتصنف الوضيعات التنافسية إلى خمس وضعيات تنافسية :مسيطرة ،قوية ،مقبولة ،ضعيفة ،حدية.
يمكن تمثيل مصفوفة ADLمع توجيهاتها ،بوجه عام يمكن تقسيم المصفوفة إلى أربع مجاالت:
69
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
أ /المجال األول :خانة النمو الطبيعي :حيث تتمتع المؤسسة بأحسن القدرات التنافسية ويرشدنا النموذج هنا إلى
ب /المجال الثاني :خانة النمو االختياري :تنافسية المؤسسة هي األفضل وتطور السوق ممكن التنبؤ به،
والمخاطر التي تواجه المؤسسة جد متدنية ،وهنا ضرورة التركيز على النشاطات المفضلة والمربحة.
ج /المجال الثالث :خانة إعادة التقويم والتوجيه :تتمتع المؤسسة هنا بتنافسية ضعيفة أو غير مقبولة لكن من
المهم زيادة الحصص السوقية وخاصة ذات النمو الضعيف والتي هي أقل من المنافسين المتواجدين في ميدان
د /المجال الرابع :خانة التخلي :فالمؤسسة ال تتمتع بتنافسية والقطاع ليس جذابا مع امتالك المؤسسة لحصص
سوقية ذات خطر تكلفة أكثر من العوائد المتوقعة ،وهنا ضرورة التخلي واالنسحاب من هذه الحصص.
70
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
تطورات النشاط
+ -
البداية النمو النضج التدهور
الوضعية مخاطر
المردودية
التنافسية المنافسة
مالئم
- +
هامشي
-
+ االحتياجات التمويلية
71
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
طورت هذه المصفوفة في سنوات السبعينات من طرف مجموعة ماكينزي لالستشارات األمريكية مع شركة جنرال
إلكتريك.
هي طريقة كيفية على عكس مصفوفة BCGالتي تعتبر كمية ،فهي تدمج متغيرات تقييم نوعية للمؤسسة
و التي تسمح لنا بتكون نظرة حقيقية لألنشطة ،تركز هذه المصفوفة في تقييمها على بعدين و يعتب ار محوري
-1يشير البعد العمودي إلى الموقع التنافسي ،أو القوة التنافسية للنشاط المعني والتي يتم التعبير عنها بوساطة
حصة السوق ،جودة المنتجات ،صورة المؤسسة ،تقدمها التكنولوجي ،وبصفة عامة كل ما من شأنه أن يمثل
عامل تنافسية.
-2يشير البعد األفقي إلى جاذبية القطاع ،حيث تقاس باالستناد إلى حجم السوق ،األسعار المطبقة ،آفاقه
التكنولوجية ،وكذا أهمية االستثمارات .ويتعلق األمر على الخصوص بتقويم الجدوى من دخول المؤسسة إلى
قطاع نشاط معين ،حيث يتم تحليل هذا األخير استنادا إلى:
أ) قيمة القطاع من حيث المردودية المتوسطة ،مستوى الخطر ،النمو على المدى البعيد.
ب) اإلمكانات التي يقدمها نشاط القطاع ،من حيث المساهمة في التكاليف الثابتة ،مراقبة منافذ التوزيع،
72
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
ويتم قياس البعدين على مستويات :قوي – متوسط – ضعيف ،حيث تسمح بتموضع أنشطة المؤسسة ضمن
الموقع التنافسي
ج ضعيف
ب ج
المصدر :عمار بوشناف رسالة لنيل شهادة الماجستير تحت عنوان الميزة التنافسية في المؤسسة االقتصادية
مصادرها ،تنميتها وتطويرها ،جامعة الجزائر2002،
إن ه ــذه الطريق ــة تم ك ــن م ــن الكشـ ــف ع ــن الوض ــعيات الممكن ــة ،م ــن خـ ــالل التولي ــف ب ــين درج ــة الموقـ ــع
التنافسي ودرجة جدوى القطاع .ومـن ثمـة اتخـاذ القـرار االسـتراتيجي الـذي يناسـب كـل وضـعية؛ قصـد الحيـازة علـى
ميزة تنافسية توفر إمكانيات التفوق على المنافسين واالستفادة من الفرص المتاحة.
73
الميزة التنافسية ونماذج وطرق التحليل االستراتيجي الفصل الثاني:
ان المؤسســات و فــي ســعيها لتحقيــق رضــا العمــالء تســعى الــى تحقيــق مــا يعــرف بــالميزة التنافســية التــي تســمح لهــا
بتحصــين مكانتهــا ،وفــي إطــار ذلــك تحــاول معرفــة مختلــف التغيـرات الحاصــلة فــي البيئــة التــي تعمــل فيهــا ،وكــذا
مختلــف التطــورات الحاصــلة فــي المجتمــع وقطــاع األعمــال خاصــة مــن الجانــب التنافســي الــذي اصــبح يقــوم علــى
أســس وقواعــد جديــدة ،و هــو مــا يجع ـل مــن تحقيــق مي ـزة تنافســية فــي الوقــت ال ـراهن ال يعتبــر فرصــة فــي حــد ذاتــه
بقــدر مــا هــو تهديــد ،ألن المؤسســة التــي تحقــق هــذا التميــز تصــبح محــل اهتمــام كــل المنافســين للوصــول إليهــا و
تحقي ــق ه ــذا التمي ــز أو التف ــوق علي ــه بك ــل الط ــرق و األس ــاليب ،و بت ــالي ف ــان ه ــذه المؤسس ــة بحاج ــة للعم ــل عل ــى
تحســين و التجديــد و التطــوير لميزتهــا باســتمرار ،و المؤسســة المتفوقــة هــي التــي تــتمكن مــن اكتشــاف و إدراك و
74
الفصل الثالث
دراسة حالة مؤسسة الكوابل ENICABفرع مجمع كندور
دراسة حالة مؤسسة الكوابل ENICABفرع مجمع كندور الفصل الثالث:
يشهد العالم تحوالت اقتصادية عميقة وسريعة ،فالمؤسسة في هذا القرن تعمل في ظل اقتصاد عالمي يكون البقاء
فيه لألقوى ،وعالم تسيطر عليه التقنية العالية والتكنولوجية المتطورة واتساع دائرة المنافسة وعدم اليقين
االقتصادي ،حيث أصبحت المؤسسة أكثر حذ ار فهي تعتمد المرونة لتواجه الظروف المستقبلية لذا يفرض على
المؤسسة الجزائرية االهتمام بإستراتيجية التنافسية التي تحقق لها الميزة التنافسية.
المبحث الثان ي :دراسة الوضعية وإستراتيجية التنافسية للمؤسسة والميزة التي تحققها.
76
دراسة حالة مؤسسة الكوابل ENICABفرع مجمع كندور الفصل الثالث:
إ ن مؤسسة صناعة الكوابل هي مؤسسة اقتصادية ذات طابع صناعي وتقع في والية بسكرة وتسعى دائما الى
تحسين نوعية وجودة منتجاتها وتوسيع حصتها السوقية من أجل ضمان استمرارها وتطورها والحفاظ على
مواردها ،لذا سنعرض في هذا المبحث األول نشأة المؤسسة وهيكلها التنظيمي ونشاطها وأهميتها وعوامل
نجاحها.
تعــد مؤسســة ENICABمــن أهــم المؤسســات الوطنية فــي مجــال صــناعة الكوابــل الكهربائية بمختلــف أنواعهـا،
وقــد ذاع صيتها علــى المسـتوى اإلقليمي والعـالمي وذلـك بسـبب جــودة منتوجهـا وخـدماتها ،وهـو مــا أهلهــا
لتتحصــل علــى شــهادة المواصــفات العالمية للجــودة ، ISOاألمــر الــذي فــتح لهــا البــاب لتتب ـوأ مكانــة تنافسية
هامــة وتحظى باهتمام مؤسسات عالمية كبيرة على غرار GENERAL CABLEاألمريكية
بدأت أشغال إنجاز مشـروع وحـدة صـناعة الكوابـل الكهربائيـة فـي فيفري 1980وكـان ذلـك تطبيقا للمخطـط
الرب ــاعي ،1984-1980بغــالف م ــالي ق ــدر بـ 1520مليون دينار ج ازئــري ،ونظ ـ ار لض ــخامة المش ـروع وتوسع
77
دراسة حالة مؤسسة الكوابل ENICABفرع مجمع كندور الفصل الثالث:
• مؤسسـة SKETألمانية كلفـت بد ارسـة وتجهيز المشـروع بالمعدات وتكوين اليد العاملة بألمانيا.
اإلنتاج. • مؤسس ــة VINCOTTEبلجيكية متخصص ــة بالمراقب ــة التقنية ألجهزة
وأنشأت وحدة الكوابل الكهربائية "بسكرة" في سنة 1986بطاقة إنتاجية تقدر ب 2800طن ،حيث كانت تابعة
آنذاك "للمؤسسة الوطنية لصناعة الكوابل" الكائن مقرها بالعاصمة (وحدة السمار) ،ثم انفصلت عنها سنة لتصبح
وفي سنة 2008وإثر قرار من طرف رئيس الحكومة تم خصخصـة المؤسسـة وتحويلها مـن ملكية إلى مؤسسة
خاصة جزئيا ،وقد تقدمت عدة مؤسسات لشراء المؤسسة أهمها :مؤسسة نيكسون فرنسية -مؤسسة جدة كابل
سعودية -.مؤسسة جنرال كابل متعددة الجنسيات وهي أمريكية .وقد حظيت المؤسسة األمريكية GENERAL
و في ظل قانون االستثمار وفي جويلية % 30 CABLEبملكية المؤسسة بنسبة % 70وبقيت للدولة نسبة
2017تنازلت شركة جنرال كابل عن حصتها في األسهم لصالح لشركة كندور لإلخوة بن حمادي بقيمة 37
وتقع مؤسسة ENICABفي المنطقة الصناعية غرب المدينة وتتربع على مساحة 42هكتار منها 12هكتار
مغطاة تشمل مباني اإلدارة وورش ـ ــات اإلنتاج والمخـ ـ ـ ــازن ومواقف السيارات ،اما الجزء المتبقي فهو عبارة عن
مساحة خضراء وقد تستخدم في بعض األحيان كمخازن إضافية في حالة عدم كفاية المخازن الخاصة
بالمنتجات.
78
دراسة حالة مؤسسة الكوابل ENICABفرع مجمع كندور الفصل الثالث:
يقدر عدد المنتجات الرئيسة 40منتوح والباقي يتم انتاجه حسب الطلبيات وحسب السوق الوطنية ،كما يبلﻎ عدد
72 -إطارات
69 -عون تحكم
المديرية العامة :تهتم باإلشراف ومتابعة مختلف مهام الوحدة والتنسيق بين الدوائر وذلك بمساعدة مجموعة
-1مكتب مساعد الرئيس العام للشؤون القانونية والمنازعات :يهتم بمعالجة وحل النزاعات الداخلية بين العمال
-2مكتب مساعد الرئيس لضمان النوعية :مهمته انابة الرئيس المدير العام في حالة غيابه وهو مسؤول عن
-3مكتب رئيس مشروع المعلوماتية :يعد من الفروع الناشئة لدى الوحدة وذلك لمواكبة التطورات السريعة على
المستوى المحلي والدولي وتتمثل مهمته في الخدمات التي تستفيد منها الوحدة بالنسبة لمختلف النشاطات.
-4مكتب مساعد المدير العام لمشروع حبيبات :PVCمكلف بمراقبة سير العمل الوحدة البالستيك
79
دراسة حالة مؤسسة الكوابل ENICABفرع مجمع كندور الفصل الثالث:
وهي الهيئة المعنية بمتابعة الق اررات الخاصة بالعمليات اإلنتاجية من خالل الدوائر التالية:
-1دائرة انتاج الكوابل :وتعتبر من أكبر الدوائر على مستوى المؤسسة حيث تشرف على تسير العملية
اإلنتاجية بمختلف المراحل من دخول المواد األولية الى اخر مرحلة وهي تعبئة الكوابل في البكرات الخشبية.
-2دائرة انتاج الملحقات :تقوم بتصنيع المنتجات حسب البرنامج المرسوم من طرف المصلحة وكذلك تهتم
-3دائرة التكنولوجيا وضمان الجودة :تقوم بمراقبة المنتوج التام الصنع ومدى مطابقته للمقاييس المعمول بها،
وكذا مراقبة المواد المشت ارة من الداخل والخارج ومدى مطابقتها لمواصفات الشراء من أجل التأكد من انها صالحة
لالستعمال.
-4دائرة الصيانة :وتتكفل بحماية وصيانة وسائل اإلنتاج واآلالت الميكانيكية ووسائل النقل ووسائل التكييف
تقوم بتنسيق ومراقب ة كل النشاطات المتعلقة بالمشتريات ،ونشير الى ان هذه المديرية كانت سابقا مدمجة مع
هي المديرية المعنية بمتابعة تنفيذ الق اررات الخاصة بعملية تسيير المنتوج النهائي وتسويقه وتتضمن دائرتين:
-1دائرة تسيير المنتوج النهائي :تنظم وتراقب حركة المخزون سواء تعلق األمر بالمنتوج النهائي أو
الملحقات ،وتشرف على مصلحة تسيير الكوابل ،مصلحة تسيير انتاج الملحقات.
80
دراسة حالة مؤسسة الكوابل ENICABفرع مجمع كندور الفصل الثالث:
-2دائرة التسويق :من مهامها دراسة السوق واحتياجاته للمادة المنتجة للكوابل ،كما تقوم بتسيير عملية
البيع وتوزيع المنتجات ،وإيجاد منافذ وعمالء جدد وابرام العقود المتعلقة بالبيع من خالل مصلحة البيع
ومصلحة التسويق.
تهتم هذه المديرية بتسجيل جميع العمليات المحاسبية وكذا المالية ،وتقوم بدراسة الوضع المالي والمحاسبي
-مصلحة المالية :مهمتها متابعة حركة األموال مع البنك الخاص باإليرادات والنفقات وتقوم بإعداد ملفات
-مصلحة الميزانية :وبدورها تقوم بإعداد ميزانية االستثمار ،وتتكون من فرع الميزانية الذي يقوم بوضع
الميزانية التقديرية مع المصالح والمديريات األخرى للسنوات المقبلة باتباع الخطوات التالية:
-2دائرة المحاسبة :وتقوم بتسجيل العمليات المحاسبية اليومية وتشرف أيضا على عمليات الجرد السنوية لكل
دورة يوجد بها مصلحتين هما :مصلحة المحاسبة العامة ومصلحة المحاسبة التحليلية.
تقوم بعمل تنظيم عمل الدوائر والمصالح والتأكد من صالحيته وتأهيل العاملين وتوفير الشروط الحسنة للعامل
(الترقية ،االنتقاء ،التكوين) وكذلك تأمين محيط العمل من المخاطر وتتكون من دائرة المستخدمين والتكوين.
81
دراسة حالة مؤسسة الكوابل ENICABفرع مجمع كندور الفصل الثالث:
تعمل المؤسسة على إنتاج عدة أصناف من الكوابل الكهربائية وهذا بفضل إدخالها لتكنولوجيا متطورة في هذا
المجال ،اذ تمكنت المؤسسة من التخصص في انتاج أكثر من 400نوع من الكوابل جمعت في خمس
مجموعات:
-الكوابل المنزلية :حيث تنتج منها المؤسسة حوالي 229نوع تستخدم في البنايات واالستخدام المنزلي
-الكوابل الصناعية :ويبلﻎ عددها 70نوع تستخدم في تشغيل اآلالت الصناعية كالمحركات ويتراوح
ضغطها بين 1000- 600فولط وتنقسم بدورها الى قسمين حسب المواد األولية المستخدمة في
-الكوابل الكهرﺑائية ذات التوتر المتوسط والعالي :تستخدم في النقل الكهربائي ،ويقدر التوتر المتوسط ما
بين 3000 -1000فولط ،أما التوتر العالي فتفوق شدة توتره في نقل الكهرباء 3000فولط.
-الكوابل غير المعزولة :يبلﻎ عدد أنواعها 10تستعمل خاصة في نقل الكهرباء من المحوالت الى مناطق
-كوابل التوزيع أو الشبكات الكهرﺑائية :تستخدم هذه الكوابل لتوزيع الكهرباء وتصنع بدرجة أولى من
األلمنيوم وخليط يسمى AGSمكون من المغنيزيوم والسليسيوم واأللمنيوم ،وتتك ـ ــون من حوالي
-إدخال التكنولوجيا الحديثة والمتطورة في ميدان صناعة الكوابل الكهربائية بكل أنواعها الى أرض الواقع.
82
دراسة حالة مؤسسة الكوابل ENICABفرع مجمع كندور الفصل الثالث:
-تخفيض نسبة استيراد الكوابل الكهربائية من الخارج وذلك لتلبية حاجات السوق الوطنية.
توجد عدة عوامل داخلية وخارجية تؤدي الى نجاح المؤسسة منها:
• قربها من الطريق الوطني رقم 46الرابط بين بسكرة والجزائر العاصمة وكذا شمال وجنوب البالد.
• وجود عدة منشآت قاعدية صلبة وجديدة بداخل المؤسسة (عمارات – اإلدارة -الشؤون االجتماعية
وورشات االنتاج).
• وجود السكك الحديد التي تربط المؤسسة بباقي موانئ التراب الوطني من اجل نقل السلع من والى
المؤسسة.
• وجود فضاء كبير لتخزين المواد األولية والمنتوج المصنع يتسع إلنتاج ألكثر من ثالثة أشهر من
الكابالت.
• وجود خطان للتيار الكهربائي اللذان يمدان المؤسسة بطاقة 20ميغا وات لكل واحد.
• حجم المؤسسة الذي يشغل أكثر من %50من مساحة المنطقة الصناعية لمدينة بسكرة.
• وجود سوق داخلي كبير خاصة بعد إعالن الدولة عن البرنامج خماسية للتنمية . 2010 - 2005
83
دراسة حالة مؤسسة الكوابل ENICABفرع مجمع كندور الفصل الثالث:
تتميز البيئة التنافسية التي تعمل فيها المؤسسة بالمنافسة الحادة وتقارب األسعار والمنتجات المتشابهة ،فهي
تعمل جاهدة من اجل التغلب عليها من خالل تحقيق ميزة تنافسية ،في هذا المبحث سنحاول التطرق الى تحليل
الوضعية التنافسية للمؤسسة وفقا لنموذج بورتر و SWOTودراسة استراتيجية التنافسية للمؤسسة والميزة التي
تحق قها ،وقد اعتمدت في جلب المعلومات على أسلوب المكالمة الهاتفية مع مسؤولة التسويق السيدة ع.ن
وكذلك عن طريق البريد اإللكتروني نظ ار لظروف الصحية التي تمر بها البالد .
يتم تحليل الوضعية التنافسية للمؤسسة وفقا لنموذج بورتر على النحو التالي:
-1المنافسين:
ال توجد أي أرقام واضحة لتقسيم السوق لكن يوجد العديد من المنافسين لمنتجات المؤسسة نذكر منها:
لكن مؤسسة ENICABهي المسيطرة بدرجة كبيرة على السوق الجزائرية ألن لديها جودة عالية للمنتجات ال
يتميز منافسو المؤسسة بكونهم من القطاع الخاص ،وهذا ما أكسبهم مزايا تنافسية منها:
84
دراسة حالة مؤسسة الكوابل ENICABفرع مجمع كندور الفصل الثالث:
-2المنافسين المحتملين:
كلما كانت حواجز الدخول الى القطاع مرتفعة ،كلما كان وضع المؤسسات المتواجدة أحسن وكذلك األمر
بتكاليف الخروج ،حيث ان ارتفاعها يجعل المستثمرين يترددون في الدخول والمالحظ ان صناعة الكوابل في
الج ازئر ينمو بشكل معتبر ،مما يجعل ظهور مؤسسات جديدة وامكانيات دخول مستثمرين في قطاع نشاط
المؤسسة وارد.
-3الموردين:
يعتبر الموردون من اهم المتعاملين االساسين للمؤسسة باعتبارهم يزودونها بالمواد األولية والعتاد وكل ما
تحتاجه من لوازم أخرى ،وللمؤسسة مجموعة من المتعاملين األجانب والمحليين الذين يوفرون احتياجاتها
-4الزﺑائن:
تتوقف استم اررية المؤسسة على مدى تقبل الزبائن المستهلكين لمنتجاتها ،لذا فهي تولي أهمية كبيرة لهم ألنها
85
دراسة حالة مؤسسة الكوابل ENICABفرع مجمع كندور الفصل الثالث:
• شركة كهركيب
• مؤسسة .CAMEG
• شركة نفطال
• شركة كوسيدار
• شركة ALSTOM
-5المنتجات البديلة:
حاليا ال يمكن لمس أي منتج بديل للكوابل الكهربائية في الجزائر إال هناك احتمال ظهور أحد البدائل.
يتم تحليل مصفوفة التشخيص SWOTوذلك لتحديد نقاط الضعف ونقاط القوة للمؤسسة (التشخيص
• نقاط القوة:
-خبرة اكتسبتها من الشراكة مع مؤسسات عالمية منها (شركة جنرال كابل األمريكية).
86
دراسة حالة مؤسسة الكوابل ENICABفرع مجمع كندور الفصل الثالث:
-امتالك المؤسسة طاقة إنتاجية كبيرة مما يجعلها تلبي جميع الطلبيات في الوقت المناسب.
-تتوفر المؤسسة على إمكانيات مادية وبشرية تسمح لها باستمرار نشاطها في السوق.
-الثقة في المنتوج.
-المؤسسة ال تقوم بإعالنات اشهارية تلفزية او عن طريق الجرائد بل تعتمد على المعارض الوطنية
والدولية فقط.
-عدم توفر المؤسسة على نظام صيانة كفئ لكون المعدات والتجهيزات ذات تكنولوجيا عالية.
-عدم قيام المؤسسة بدراسات دورية للسوق لكون السوق يتحكم فيه تجار كبار.
ب-التشخيص الخارجي :يمكن اظهار الفرص والتهديدات التي يوفرها محيط المؤسسة كالتالي:
• الفر :
-يمكن تصدير منتوجاتها نظ ار للموقع الجغرافي واالتفاقيات المبرمة في إطار التعاون بين الحكومات.
-مؤسسة ENICABتملك صورة جيدة لدى الزبون ،يجب المحافظة عليها وتدعيمها.
• التهديدات:
87
دراسة حالة مؤسسة الكوابل ENICABفرع مجمع كندور الفصل الثالث:
إذا قمنا بإسقاط االستراتيجيات التي تطرقنا اليها من قبل ،نجد أن مؤسسة ENICABتتبع مزيج من
استراتيجيتي التركيز والتميز ،وذلك المتالكها إمكانيات ضخمة وموارد معتبرة من حيث التكنولوجيا وتركيزها على
يوجد في السوق الوطنية منافسون لمؤسسة ، ENICABإذا عمدت المؤسسة لمقابلة منافسيها بتحديد استراتيجية
قائمة على دراسة المنتجات المنافسة من حيث النوعية والسعر ،ثم تحديد السعر المنافس ألسعار هذه المنتجات
-التميز على أساس تقديم المنتج بقيمة أكبر للزبون نظير المبلﻎ المدفوع.
أما التميز األهم الذي تنتجه المؤسسة هو التميز على أساس الجودة فهي حاصلة على شهادة المطابقة
للمواصفات العالمية) ، )ISO9001كما أن هناك إدارة خاصة بالجودة والتي تعمل على تطوير ثقافة الجودة
-إعطاء الجودة االهتمام األكبر في التنظيم وذلك من خالل تدعيم مخابر المؤسسة بتجهيزات متطورة.
-توزيع مسؤولية تحقيق الجودة بين أقسام اإلنتاج كافة من خالل تقديم تحفيزات في األجور.
88
دراسة حالة مؤسسة الكوابل ENICABفرع مجمع كندور الفصل الثالث:
-اعتبار الجودة عامال استراتيجيا لكون المستهلك يطلب منتوح ذو جودة عالية ألخطار الناتجة في حال
التلف.
منذ سنة 1999شرعت المؤسسة في وضع وتأسيس سياسة خاصة بجودة المنتوج وذلك عبر تطبيق مجموعة
من المناهج والطرق التي تصل بها الى التحكم في نوعية المنتوج .وبالفعل فقد وصلت الى الحصول على عالمة
اشهاد ISO9001سنة 2003وهي االن تكثف مجهوداتها من أجل اإلبقاء على عالمة االشهاد وتطوير نوعية
تتمثل استراتيجية التركيز في تمكن المؤسسة من التخصص في انتاج أكثر من 400نوع من الكوابل جمعت في
05مجموعات
-الكوابل المنزلية.
-الكوابل الصناعية.
وهي تمتلك تشكيلة متنوعة من الكوابل لعدة استخدامات (المنازل ،المحركات ،آالت الصناعية) وهي تركز على
انتاج أنواع محددة لزبائن محددين وهذا ما يكسبها ميزة تنافسية من خالل تلبية احتياجات فئة معينة من منتجات
89
دراسة حالة مؤسسة الكوابل ENICABفرع مجمع كندور الفصل الثالث:
محددة ،هذا يسمح لها بتقديم أفضل منت ج للزبائن مقارنة بمنتجات المؤسسات المنافسة ،وهذا يؤدي الى زيادة
أما بمقارنة مع إستراتيجيات المؤسسات المنافسة في السوق خاصة مؤسسة EL SEWEDY ELECTRIC
فهذه األخيرة تعتمد على إستراتيجية قيادة التكلفة وإستراتيجية التمييز لكونها من أكبر المنافسين في السوق
الوطنية حيث يؤهلها موقعها الجغرافي في المنطقة الصناعية لمدينة عين الدفلى على استحواذها على أسواق
المنطقة الشمالية والغربية للوطن وكذلك حصولها على االمتيازات الجبائية في إطار قانون االستثمار مما يجعلها
أما فيما يخص المشاكل التي واجهتها مؤسسة الكوابل بسكرة في اآلونة األخيرة فتتمثل في دخول الشريك الجديد
مجمع كوندو في متابعة قضائية مما أدى تجميد أرصدته المالية لفترة معينة مما أدى الى خلق عجز مالي في
المؤسسة والذي نجم عنه تأخر في صب أجور العمال وحذف بعض المنح مما خلق موجة من الغضب لدى
هاته الفئة والتي دخلت هي األخرى في اإلضراب عن العمل وكل هذه العوامل أثرت على سمعة المؤسسة
90
دراسة حالة مؤسسة الكوابل ENICABفرع مجمع كندور الفصل الثالث:
لقد استطعنا من خالل هذا الفصل أن نلقي الضوء على واحدة من أهم المؤسسات في صناعة الكوابل هي
مؤسسة ENICABبسكرة وقد تبين لنا أن البيئة وما تحمله من تقلبات وتحوالت تدفع المؤسسة الى تحسين
المستمر في أدائها ،حيث من خالل ذلك يمكنها احتالل موقع متميز في السوق وأسبقية على المنافسين وذلك
من خالل اقتناصها للفرص المتاحة والتعرف على التهديدات لمحاولة تفاديها كما تبذل المؤسسة منذ سنة 2008
لذا فهي دائما تبذل المزيد من المجهودات من أجل مواكبة تحديات البيئة االقتصادية الجزائرية وهذا بزيادة
91
خاتمة عامة
خاتمة عامة
فـي ختــام هــذا العمــل البحثــي حــول التفكيــر اإلســتراتيجي ،والـذي ســعينا مــن خاللــه تســليط الضــوء علــى مفهــوم
إســتراتيجية المؤسســة ودورهــا فــي تحقيــق المي ـزة التنافســية ،نســتطيع القــول ان المؤسســة التــي تريــد المحافظــة علــى
بقائهــا واســتمرارها فــي ســوق تحكمــه المنافســة الشــديدة البــد ان تكــون لهــا قــدرة علــى المنافســة تمكنهــا مــن مواجهــة
منافســيها ف ــي ظــل التط ــورات الس ـريعة والمتعاقبــة للمح ــيط ،وتعتب ــر اإلســتراتيجية أه ــم وس ــيلة لتحقيــق ذل ــك وبت ــالي
تعزيز ال ميزة التنافسية للمؤسسة ،ألجل ذلـك فقـد أصـبحت مسـعى العديـد مـن المؤسسـات وقـد لجـأت لتعميمهـا علـى
فالمؤسسات تعيش اليوم عالما مختلفا عن العالم الذي عاشته منذ سنوات قليلة ،فلم يعـد مـن الممكـن أن يفكـر
قادته ــا بمع ــزل عم ــا يج ــري ف ــي الع ــالم ف ــي ظ ــل حري ــة التج ــارة العالمي ــة وعولم ــة المنافس ــة ،وأص ــبح االس ــتغراق ف ــي
التعامل مع األمور الداخلية والتركيز على حل مشكالت المؤسسة داخليا دون محاولة ربطها بالسوق والعميل.
إذ لم يعـد مقبـوال أن يقضـي مـدير اإلدارة العليـا معظـم وقتـه فـي تعـديل الهيكـل التنظيمـي ووضـع أسـس الترقيـة
وإعـادة النظـر فــي مسـميات الوظـائف وترتيــب أمـاكن العمـل وتشــكيل لجـان ومـا شــابه ذلـك مـن مهــام فهـذه األعمــال
رغــم أهميتهــا ليســت أعمــال إســتراتيجية ،ومــن ثــم ال ينبغــي أن تشــغل وقــت اإلدارة العليــا ،فمهمــة هــذه األخي ـرة فــي
المؤسسـات سـواء أكانـت مؤسســة حكوميــة أو تجاريـة ،خدماتيــة أو إنتاجيـة ،تهـدف للـربح أو ال تهـدف الــى تحقيــق
ال ـربح ،ه ــي مهم ــة إس ــتراتيجية ته ــدف ف ــي المق ــام األول ال ــى زي ــادة الق ــوة التنافس ــية للمؤسس ــة وتحقي ــق الف ــوز عل ــى
المنافسين و زيادة قيمتها من وجهة نظر المتعاملين معها ،فمهمة اإلدارة العليا هي إدارة المؤسسة إستراتيجيا.
93
فهرس األشكال
عبد هللا غانم .)2014( .أثر إستراتيجية التنويع على أداء المؤسسة االقتصادية .مجلة الواحات للبحوث ،المجلد ،7العدد .2
أحمد القطامين .)2002( .اإلدارة اإلستراتيجية مفاهيم وحاالت تطبيقية .األدرن :دار مجدالوي للنشر.
إسماعيل السيد السيد .)1999( .االدارة اإلستراتيجية مفاهيم وحاالت تطبيقية .اإلسكندرية :المكتب العربي الحديث.
إسماعيل محمد السيد .)1993( .اإلدارة اإلستراتيجية مفاهيم وحاالت تطبيقية .مصر :المكتب العربي الحديث.
والعوامل المؤثره فيها ) (SWOTاتجاهات المديرين في مراكز الوزارات االردنية نحو تطبيق مصفوفة . (2015).الخوالني ,م .ع-.ص
.األردن .ودورها في تحقيق الميزة التنافسية
بوازيد وسيلة .) 2012( .مقاربة الموارد الداخلية والكفاءات كمدخل للميزة التنافسية في المؤسسة االقتصادية الجزائرية مذكرة مقدمة لنيل
شهادة ماجستير .كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة سطيف .1
حسين رحيم .)2008( .إستراتيجية المؤسسة .قسنطينة :دار بهاء للنشر و التوزيع.
حسين يرقي .)2008( .إستراتيجية تنمية الموارد البشرية في المؤسسة اإلقتصادية -حالة مؤسسة سونطراك .جامعة الجزائر :كلية العلوم
اإلقتصادية وعلوم التسيير.
جامعة محمد بوضياف المسيلة. :إدارة الجودة الشاملة و إستراتيجية المؤسسة -دراسة ميدانية سونلغاز رسالة الماجستير . (2009).ختيم ,م
.كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية
خديجة الحاج نعاس ،و فضيلة معمر قوادرية .)2010( .أثر إدارة التغيير على اإلستراتيجية التنافسية للمؤسسة الصناعية .الملتقى الدولي
الرابع حول المنافسة و اإلستراتيجيات التنافسية للمؤسسة الصناعية خارج قطاع المحروقات في الدول العربية( ،الصفحات -21
.)22جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف.
رنا أحمد ديب عيتاني .)2003( .تأثير بعض المتغيرات التسويقية والبيئية على القدرة التنافسية للصناعات الغذائية اللبنانية ،مذكرة ماجستير.
جامعة بيروت العربية لبنان.
طاهر محسن منصور الغالبي -وائل محمد صبحي إدريس .)2007( .اإلدارة اإلستراتيجية منظور منهجي متكامل .عمان ،األردن :دار وائل
للنشر.
عبد الرحمان ادريس جمال الدين محمد المرسي ثابت .)2003( .اإلدارة اإلستراتيجية مفاهيم ومناذج تطبيقية .اإلسكندرية :الدار الجامعية.
عبد السالم أبو قحف .)2005( .أساسيات اإلدارة اإلستراتيجية .اإلسكندرية :الدار الجامعية.
عبد العزيز صالح بن حبتور .)2004( .اإلدارة اإلستراتيجية .األردن :دار المسيرة.
علي السلمي .)2001( .إدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية .القاهرة :دار غريب.
علي جزيري خيري .)1994( .إدارة اإلستراتيجية التطبيق و التقييم .القاهرة :دار النهضة العربية -مصر.
عمار بوشنــــاف .) 2002( .الميزة التنافسيـة في المؤسسـة االقتصاديـة رسالـة مقدمـة لنيل شهـادة المـاجستير .كلية العلوم االقتصادية و علوم
التسيير الجزائر.
عمار بوشناف .) 2002( .الميزة التنافسية في المؤسسة االقتصادية :مصادرها ،تنميتها وتطويرها ،مذكرة ماجستير .في علوم التسيير بجامعة
الجزائر.
عيسى يحيى وآخرون .)2011( .السوق االستراتيجي .الجزائر :دار الخلد ونية للنشر والتوزيع.
فالح حسن الحسيني .)2000( .اإلدارة اإلستراتيجية .األردن :دار وائل للنشر.
فيروز شنين .)2010/2009( .محاضرة في إستراتيجية المؤسسة .كلية العلوم اإلقتصادية و التجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد خيضر
بسكرة.
قويدر لويزة وكشيدة حبيبة .)2007( .دور الميزة التنافسية في بيئة األعمال ومصادرها .الملتقى الدولي الثاني حول المعرفة في ظل االقتصاد
الرقمي ومساهمتها في تكوين المزايا التنافسية للبلدان العربية .جامعة الشلف.
محمد أحمد عوض .)2001( .اإلدارة االستراتيجية (األصول واألسس العلمية) .دار الجامعية.
محمد إسماعيل محروس .)2002( .إقتصاديات الصناعة و التصنيع .مصر :مؤسسة شباب الجامعة.
محمد بوطالعة .)2008( .دور اإلستراتيجيات التنافسية في تحقيق الميزة التنافسية -مذكرة نيل شهادة ماجستير في علوم التسيير .أم البواقي:
المركز الجامعي العربي بن مهيدي.
محمد سمير أحمد .)2009( .اإلدارة اإلستراتيجية وتنمية الموارد البشرية .األردن :دار المسيرة للنشر.
محمد فريد السيد إسماعيل الصحن .)2000( .التسويق .اإلسكندرية :الدار الجامعية للنشر و التوزيع.
محمود عبد الحميد الصباغ زهير نعيم مرسي .)1999( .اإلدارة اإلستراتيجية .المملكة العربية السعودية :معهد اإلدارة العامة.
مريم حيمر ( .بال تاريخ) .دور استراتيجتي اإلعالن والتنويع في تحقيق الميزة التنافسية للمؤسسة مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير .جامعة
محمد خيضر بسكرة :كلية العلوم اإلقتصادية و التجارية وعلوم التسيير.
منال كباب .) 2007( .دور إستراتيجية الترويج في تحسين القدرة التنافسية للمؤسسة الوطنية .جامعة محمد بوضياف ،المسيلة.
نبرورت عالل .)2006( .إستراتيجية تطوير الموارد البشرية في المؤسسات الجزائرية .كلية علوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير،
الجزائر :جامعة الجزائر.
نبيل محمد مرسي ،و أحمد عبد السالم سليم .)2007( .اإلدارة اإلستراتيجية .اإلسكندرية :المكتب الجامعي الحديث.
نبيل محمد مرسي .)2003( .اإلدارة اإلستراتيجية -تكوين وتنفيذ استراتيجيات التنافس .اإلسكندرية :دار الجامعة الجديدة للنشر.
نبيل مرسي خليل .)1995( .اإلدارة اإلستراتيجية .مصر :مؤسسة المعارف للطباعة والنشر.
نبيل مرسي خليل .)1998( .الميزة التنافسية في مجال األعمال .اإلسكندرية :مركز اإلسكندرية للكتاب.
نبيلة جعيجع ،و رابح بوقرة .)2002( .اثر التنويع على تنافسية مؤسسة كوندور .الملتقى الدولي حول المنافسة والتنافسية للمؤسسات
الصناعية خارج قطاع المحروقات .جامعة المسيلة.
نزار الركابي كاظم .) 2004( .االدارة االستراتيجية-العولمة و المنافسة .االردن :دار وائل للنشر عمان.
نعمة عباس الخفاجي .)2008( .اإلدارة اإلستراتيجية المداخل و المفاهيم و العمليات .األردن :مكتبة دار الثقافة للنشر .
هاللي الوليد .) 2009( .األسس العامة لبناء المزايا التنافسية ودورها في خلق القيمة مذكرة ماجستير .جامعة المسيلة.