You are on page 1of 468

‫جامعة وهران ‪ – 2 -‬حممد بن أمحد‬

‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‬


‫رسالة دكتوراه يف العلوم يف القانون اخلاص‬

‫الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‬


‫مقدمة للمناقشة من طرف الطالب‪:‬‬
‫خالدي اثمر‬
‫إشراف‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬زعنون فتيحة‬
‫أم ـ ـام جلن ـ ـ ـة املناقشـ ـ ـ ـة املكون ـ ـ ـة مـ ـ ـ ـن‪:‬‬

‫الصفة‬ ‫املؤسسة األصلية‬ ‫الرتبة‬ ‫اللقب واالسم‬

‫رئيسا‬
‫ً‬ ‫جامعة وهران ‪2‬‬ ‫أستاذ‬ ‫أ‪ .‬تـراري ث ـ ـاين مصطفـ ـى‬

‫ومقرًرا‬
‫مشرفًا ّ‬ ‫جامعة وهران ‪2‬‬ ‫أستاذة‬ ‫أ‪ .‬زعنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون فتيح ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫شا‬
‫عضوا مناق ً‬
‫ً‬ ‫جامعة وهران ‪2‬‬ ‫أستاذة حماضرة أ‬ ‫أ‪ .‬بلخيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر هنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد‬

‫شا‬
‫عضوا مناق ً‬
‫ً‬ ‫جامعة تيارت‬ ‫أستاذ‬ ‫أ‪ .‬بومساحـ ـ ـ ـ ـة الشيـ ـ ـ ـ ـ ـخ‬

‫شا‬
‫عضوا مناق ً‬
‫ً‬ ‫جامعة تيارت‬ ‫أستاذ‬ ‫أ‪ .‬مقنـ ـ ـ ـ ـي بـ ـ ـ ـن عم ـ ـ ـ ـار‬

‫شا‬
‫عضوا مناق ً‬
‫ً‬ ‫جامعة مستغامن‬ ‫أستاذ‬ ‫أ‪ .‬بقنيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـش عثمـ ـ ـ ـ ـ ـان‬

‫السنة اجلامعية‪2018-2017 :‬‬


‫اإلهداء‬

‫أهدي هذا العمل المتواضع إلى‪:‬‬

‫‪ -‬أمي الحنون ‪ -‬حفظها هللا – «الجنة تحت أقدام األمهات» حديث شريف‪.‬‬

‫‪ -‬والدي العزيز‪ -‬حفظه هللا ‪« -‬رضا الرب من رضا الوالد وسخط الرب في سخط‬

‫الوالد» حديث شريف‪.‬‬

‫‪ -‬إلى نعم السند زوجتي‪ -‬حفظها هللا‪« -‬وخلقنا لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها»‬

‫آية‪.‬‬

‫‪ -‬إلى أبنائي فلذات كبدي – حفظهم هللا – أسماء‪ ،‬أحالم‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬إلياس‪ ،‬والصغيرة‬

‫أماني‪« .‬المال والبنون زينة الحياة الدنيا» آية‪.‬‬

‫‪ -‬إلى كل إخوتي‪ ،‬وأصدقائي‪ ،‬وإلى كل من علمني حرفا‪ ،‬خصوصا‪ ،‬األستاذة الدكتورة‬

‫فتيحة زعنون التي استفدت من توجيهاتها في انجاز هذه الرسالة فحفظها هللا‪ ،‬وسدد‬

‫أتوجه بالشكر الجزيل إلى أعضاء لجنة المناقشة‬


‫خطاها‪ ،‬وجزاها عني خير الجزاء‪ .‬كما ّ‬
‫لقبولهم مناقشة هذه الرسالة وللمجهودات المبذولة من طرفهم في تقييمها‪.‬‬
‫الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‬ ‫ملخص‬

‫الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‬ : ‫ملخص‬


‫ أما املؤسسة االقتصادية به تسري عملية‬،‫ فبالنسبة للبنك هو من صميم وظائفه‬.‫إن التمويل عملية هامة ابلنسبة للبنك وللمؤسسة االقتصادية‬
.‫ أبرزها خطر عدم التسديد وخطر سعر الفائدة وسعر الصرف وخطر السيولة‬.‫ لكن ذلك ال خيلو من خماطر‬.‫االنتاج‬
‫ إىل الضماانت‬.‫لذلك جرت العادة أن البنك مىت قام بعملية التمويل فإنه يطلب ضماانت تقليدية؛ الضماانت الشخصية والضماانت احلقيقية‬
‫ فالضماانت مبعناها الواسع؛ وهي كل آلية ميكن للبنك استعماهلا حلماية‬.‫املستحدثة؛ التأمني وخطاب الضمان والضمان املايل وحق امللكية كضمان‬
.‫ائتمانه؛ القواعد االحرتازية وآلية الرقابة املصرفية‬
،‫ لذلك جيب أن تكون وسائل احلماية هي كذلك يف تطور مستمر‬،‫وابملقابل املخاطر املرتبطة هبا هي كذلك يف تطور‬،‫إن آليات التمويل يف تطور‬
‫ ومن جهة‬،‫وهذا ملا تتعرض له البنوك من أزمات حىت أصبحنا أمام أزمات مالية تنذر إبفالس دول وليس بنوكا ومؤسسات مالية فحسب هذا من جهة‬
‫ فهي اليوم جمرد وسيلة هتديد املدين أو خمرج‬،‫ أصبحت مبوجبها ال حتقق الفعالية ااملنشودة يف محاية االئتمان‬،‫اثنية ملا تعرفه الضماانت التقليدية من أزمة‬
.‫ لذلك البد من إحداث تغيريات على الضماانت التقليدية مبا خيدم مصلحة الدائن كما فعل املشرع املصري والفرنسي‬،‫انقاذ‬
.‫ مؤسسة اقتصادية; بنك; متويل; خماطر; الضماانت الشخصية; الضماانت احلقيقية; القواعد االحرتازية; الرقابة املصرفية‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Abstract: Guarantees against the risks of financing the economic enterprise

Financing is an important process for the Bank and the Economic enterprise. For the bank is at the heart of its
functions, and the economic society is in the process of production. But that is not without risks. Most notably
the risk of non-payment, interest rate risk, exchange rate and liquidity risk.
There fore, it is customary that the bank, once it has carried out the financing process, requires traditional
guarantees, personal guarantees and real guarantees. and new guarantees; insurance; the guarantee letter; the
financial guarantee; and the right of title as collateral. Guarantees in their broadest sense, any mechanism the
bank can use to protect its credit, prudential rules and banking supervision mechanism.
The mechanisms of finance are developing, and the risks associated with them are also in development.
Therefore, the means of protection must also be in constant development. This is because the banks are exposed
to crises until we are facing financial crises that threaten the bankruptcy of countries, not only banks and
financial institutions. , And on the other hand, what traditional guarantees of a crises is are known to mean that
they do not achieve the desired effectiveness in the protection of credit. Today they are merely a means of
threatening the debtor or a bailout.Therefore, it is necessary to make changes to traditional guarantees in the
interest of the creditor as did the Egyptian and French legislators.
Keywords: economic enterprise; bank; financing; risks; personal guarantees; real guarantees; precautionary
rules; banking supervision.

Résumé : Garanties contre les risques de financement de l'entreprise économique

Le financement est un processus important pour la Banque et l'entreprise économique. Car la banque est au
cœur de ses fonctions, et l'entreprise économique est en cours de production. Mais ce n'est pas sans risques. Plus
particulièrement le risque de non-paiement, le risque de taux d'intérêt, le taux de change et le risque de liquidité.
Par conséquent, il est habituel que la banque, une fois qu'elle ait procédé au processus de financement, exige
des garanties traditionnelles ; des garanties personnelles et des garanties réelles. et nouvelles garanties ;
L'assurance, la lettre de garantie, la garantie financière et le droit de propriété en garantie. et Garanties dans leur
sens le plus large, tout mécanisme que la banque peut utiliser pour protéger son crédit, ses règles prudentielles et
son mécanisme de supervision bancaire.
Les mécanismes de financement se développent et les risques associés à eux sont également en
développement. Par conséquent, les moyens de protection doivent également être en constante évolution. Les
banques sont exposées à des crises jusqu'à ce que nous traversons des crises financières qui menacent la faillite
des pays, pas seulement les banques et les établissements financières. Et, d'autre part, quelles sont les garanties
traditionnelles d'une crise qui signifient qu'elles n'atteignent pas l'efficacité souhaitée dans la protection du crédit.
Aujourd'hui, elles ne constituent qu'un moyen de menacer le débiteur ou un plan de sauvetage. Par conséquent, il
est nécessaire d'apporter des modifications aux garanties traditionnelles dans l'intérêt du créancier, tout comme
les législateurs égyptiens et français.
Mots-clés : entreprise économique ; banque, financement, risques; garantie personnelle; garantie réels; Règles
prudentielles; controle bancaire.
‫الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫مقدمة‬

‫إن املؤسسة االقتصادية هي ذلك الكيان املادي والبشري القائم على مجع عناصر اإلنتاج وحتويلها من‬
‫أجل احلصول على سلعة أو تقدمي خدمة لتلبية حاجيات ورغبات اجملتمع‪ ،1‬وهذا الكيان يتنوع حسب املعيار‬
‫‪2‬‬
‫تبعا لطبيعة امللكية‪.‬‬
‫القانوين أو حجمه أو طابعه االقتصادي او ً‬
‫ومهما يكن نوع املنشأة االقتصادية‪ ،‬فإهنا تسعى دائما إىل حتقيق األرابح املمكنة‪ ،‬وحتقيق األهداف‬
‫االجتماعية والتكنولوجية‪ ،‬والبقاء على الساحة االقتصادية‪ ،‬ولكن ال يتأتى هلا ذلك إال حبصوهلا على عوامل‬
‫اإلنتاج املختلفة‪ ،‬واليت أمهها على اإلطالق رؤوس األموال اليت يتم احلصول عليها عن طريق التمويل‪ ،‬الذي هو‬
‫عملية إمداد الغري ابألموال الالزمة لتسيري مؤسسته‪ ،‬سواء أكان هذا اإلمداد ذاتيا داخليا‪ ،‬وهذا عندما متول‬
‫املؤسسة االقتصادية ذاهتا بذاهتا‪ ،‬ولكن هذا غري كاف وخاصة يف حال متويل نشاطات االستثمار‪ ،3‬فيتم‬
‫اللجوء إىل مصادر خارجية أمهها على اإلطالق البنوك ابعتبارها وسيط فعال بني املدخرين واملستثمرين وهذا‬
‫مقابل حصوهلا على أرابح إذا كنا أمام بنوك إسالمية أو فوائد إذا كانت بنوك كالسيكية‪ ،‬حيث تقوم بتوزيع‬
‫هذه األموال على املؤسسات اليت هي حباجة إىل ذلك لفرتة معينة‪ ،‬فهنا األموال تنتقل من أصحاب الفائض‬
‫املايل إىل أصحاب االحتياجات املالية‪ ،‬وهذا ما يعّب عنه ابلوساطة املالية‪.4‬‬
‫ومهما تكن آلية التمويل املعتمدة‪ ،‬فإن هذه العملية حيوية وخطرية يف آن واحد‪ ،‬فحيوية ألن املؤسسة‬
‫املمولة حتتاج إىل ذلك لتسيري عجلة اإلنتاج أو القدرة على تقدمي اخلدمات‪ ،‬ومن جهة املؤسسة ِّ‬
‫املمولة‬ ‫َّ‬
‫(البنك) فإن عملية التمويل هي من صميم وظائفها وأوالها‪ ،‬ألهنا تقوم بضمان متويل هذه املؤسسات‬
‫االقتصادية املنتجة‪ ،‬فتلعب دور وسيط فعال بني االدخار واالستثمار مقابل حصوهلا على فوائد‪.‬‬

‫‪ -1‬هناك عدة تعريفات للمؤسسة االقتصادية‪ ،‬راجع انصر دادي عدون‪ ،‬اقتصاد املؤسسة‪ ،‬دار احملمدية العامة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،1998 ،‬ص‪.10-9‬‬
‫حممد حبار‪ ،‬حماضرات متويل املؤسسة‪ ،‬ماجستري قانون املؤسسة‪ ،‬جامعة وهران‪.2006 ،‬‬
‫‪ -2‬فبالنظر للمعيار القانوين‪ ،‬فهي تصنف إىل مؤسسات فردية وشركات‪ .‬أما حسب معيار احلجم‪ ،‬فهي تقسم إىل مؤسسات صغرية ومتوسطة‪ ،‬وكبرية‪ .‬وأما‬
‫فيما خيص طبيعة امللكية‪ ،‬فتكون عمومية أو خاصة أو خمتلطة‪ .‬وتبعا لطابعها االقتصادي أو لطبيعة النشاط الذي متارسه‪ ،‬فتكون إما مؤسسة صناعية أو‬
‫فالحية أو جتارية أو مالية أو خدماتية‪ ،‬انصر دادي عدون‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪72-56‬‬
‫‪ -3‬نشطات االستثمار‪ :‬هي كل العمليات اليت تقوم هبا املؤسسة االقتصادية من‪2‬سنتني فما فوق حسب طبيعة االستثمار املمول‪ ،‬وهي ختصص لتمويل اجلزء‬
‫االعلى من امليزانية‪ ،‬والقروض املوجهة هلا تسمى قروض االستثمار‪ ،‬راجع‪ :‬الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة‬
‫السادسة‪ ،2007 ،‬ص ‪.73-57‬‬
‫‪ -4‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫‪1‬‬
‫الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫فالتمويل حيقق الفائدة للبنك الدائن وللمؤسسة االقتصادية املدين‪ ،‬فاألول ميثل أهم عملياته ابعتباره‬
‫أيخذ مدخرات الغري من أجل منحها للمحتاجني إليها لتسيري مشاريعهم مقابل أرابح أو فوائد‪ ،‬أما الثانية فيه‬
‫تستطيع االضطالع مبهامها وهي تسيري نشاطاهتا مقابل احلصول على أرابح‪.‬‬
‫أما خطورهتا فتظهر من خالل ما حييط بعملية التمويل من خماطر أبرزها على اإلطالق خماطر االئتمان‪،‬‬
‫واليت تتمثل أساسا يف عدم قدرة املؤسسة املمولة على السداد يف الوقت احملدد‪ ،‬وابلتايل تكون أمام حالة عدم‬
‫القدرة على دفع مستحقاهتا والذي تنجر عنه خماطر أخرى‪ ،‬خطر سعر الفائدة وخطر سعر الصرف وخطر‬
‫عدم السيولة وخطر التجميد وخطر العميل‪ ،‬هذه املخاطر قد تؤدي إىل اإلفالس‪ .‬أما ابلنسبة للمؤسسة املمولة‬
‫(البنك) فإن عملية التمويل تعين ابلنسبة هلا رهن أمواهلا لفرتة حمددة قد ال تستطيع استعادهتا يف الوقت‬
‫املناسب‪ ،‬وخاصة يف فرتة مطالبة املودعني أبمواهلم اليت تكون إما حتت الطلب أو ألجل‪ ،‬قد تصل إىل‬
‫اإلفالس‪ ،‬أو فقدان الثقة هبا‪ ،‬وهكذا يبقى اخلطر مرتبطا دائما بعملية التَّمويل‪ ،‬جيب وضعه يف احلُسبان من‬
‫الطَّرفني‪ .‬وما اآلليات اليت وضعتها القوانني الوطنية والدولية‪ ،‬واليت تسمى بقواعد التنظيم التحويطية خلري دليل‬
‫على ذلك‪ ،‬حيث َّ‬
‫أن صندوق النقد الدويل يعرتف صراحة هبذه املخاطر‪ ،‬ويرى أنَّه ابإلمكان جتنبها والتعامل‬
‫معها عن طريق احليطة واحلذر‪ ،1‬خاصة وحنن اليوم أمام ما يسمى ابلعوملة املالية‪ ،‬اليت كثريا ما أدت إىل أزمات‬
‫مالية مكلِّفة تلوح إبفالس دول‪ ،‬وليس مؤسسات فحسب‪.‬‬
‫وأمام التطورات اليت تعرفها املؤسسات االقتصادية‪ ،‬وكذا آليات التمويل وازدايد درجة املخاطرة‪ ،‬ابت‬
‫من الضروري التفكري يف القيام إبصالحات جذرية‪ ،‬على مستوى هذه العناصر الثالثة السالفة‪ ،‬واجلزائر وعلى‬
‫غرار بقية الدول قامت جبملة إصالحات اقتصادية أفرزهتا التغريات االجتماعية والسياسية والدولية‪.‬‬
‫ففي ظل النظام االشرتاكي كانت امللكية مجاعية لوسائل إلنتاج‪ ،‬كما كانت املؤسسات عمومية‪ ،‬وكان‬
‫االعتماد على املؤسسات االقتصاديَّة الكّبى‪ ،‬ومل تكن هناك املؤسسات اخلاصة‪ ،‬وال املؤسسات الصغرية‬
‫واملتوسطة إال اندرا وشكليا فقط‪ .‬فكانت الدولة يف ظل هذا النظام متدخلة يف كل كبرية وصغرية‪ ،‬وكان إنقاذ‬
‫املؤسسات االقتصادية العمومية من ِّ‬
‫أي عجز مايل من أولوايهتا‪ ،‬ألن السائد آنذاك ال إفالس وال حجز على‬

‫‪ -1‬أمري السعد‪ ،‬قضااي نظرية يف العوملة املالية‪ ،‬جملة التواصل‪ ،‬عنابة‪ ،‬عدد ‪ ،2005 ،15‬ص‪.35‬‬
‫‪2‬‬
‫الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫هاته املؤسسات‪ ،‬ألن عملية التمويل مضمونة ابلنسبة هلاته األخرية ولو كانت عاجزة على سداد الدين‪ ،‬نتج‬
‫عنه مؤسسات اقتصادية هشة‪ ،‬غري قادرة على اإلنتاج كما ونوعا إال القليل‪ ،‬كما نتج عنه بنوكا متول‬
‫متول فيها‪ ،‬وهذا ألهنا جمّبة على ذلك‪ ،‬وكذا أمواال جممدة لدى‬
‫مؤسسات غري قادرة على السداد يف كل مرة َّ‬
‫هاته املؤسسات ال تستطيع احلصول عليها‪ ،‬ألن هذه األخرية غري قادرة على ذلك‪ ،1‬والدولة تدعمها‪ .‬وحىت‬
‫اختاذ أي إجراء حتويطي ضدها غري ممكن‪ ،‬ألهنا متثل مؤسسات الدولة‪ ،‬وآليات التمويل مل ترق إىل املستوى‬
‫املطلوب سوى عمليات القروض الكالسيكية‪ .2‬وحفاظا على مسعة هاته املؤسسات مل نكن نسمع مبخاطر‬
‫تعرضت هلا‪ ،‬ألن الدولة كانت تتدخل يف كل مرة إلنقاذها‪ ،‬كما مل نكن نسمع بدخول مؤسسات منتجة أو‬
‫مم ِّولة (بنوك) يف حالة إفالس أو وجود إمكانية للحجز عليها‪ ،‬إذ أن ذلك كان ممنوعا قانوان‪ ،‬حىت وإن كلف‬
‫الدولة الكثري من أجل إنقاذها‪.‬‬
‫أما يف ظل النظام الرأمسايل احلر‪ ،‬والذي تبنته اجلزائر بعد ‪ ،1988‬وفتح اجملال للحرية االقتصادية‪،‬‬
‫وامللكية الفردية لوسائل اإلنتاج‪ ،‬والقانون ‪ 01-88‬جعل املؤسسات العمومية كباقي املؤسسات األخرى‬
‫ختضع للقانون التجاري‪ ،‬كما ميكن شهر إفالسها واحلجز عليها‪ ،3‬كما مت إنشاء مؤسسات صغرية ومتوسطة‪،‬‬
‫واليت بدأت تعرف رواجا كبريا سنة ‪ 1993‬إبنشاء وزارة املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف جويلية ‪ 1993‬بعد‬
‫أن كان سائدا فكرة األكّب هو األفضل‪ .4‬هذا الواقع جعل من الضروري القيام إبصالح جذري على البنوك‬
‫مبوجب قانون النقد والقرض ‪ .510-90‬الذي أعطى للبنوك دورا أساسيا يف دفع عجلة النمو‪ ،‬وترقية‬
‫االستثمار األجنيب‪ ،‬وكذا ختفيض املديونية‪ ،‬وإدخال منتجات مالية جديدة‪ ،6‬فضال عما مت استحداثه من‬
‫مؤسسات اليت توفر للبنوك الثقة واالئتمان‪ ،‬بوضع ميكانيزمات جديدة لسياسة منح القروض‪ ،‬والضماانت‬

‫‪ -1‬معمر سعدوين‪ ،‬احلماية القانونية ضد املخاطر البنكية يف ظل التحول حنو اقتصاد السوق‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬معهد احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2002 ،‬ص‬
‫‪.35- 34‬‬
‫‪ -2‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.37 -36‬‬
‫‪ -3‬القانون التوجيهي رقم ‪ 01-88‬الصادر يف ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬املتعلق ابلقانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪،2‬‬
‫الصادر يف ‪ 13‬جانفي ‪.1988‬‬
‫‪ -4‬ليلى لوالشي‪ ،‬التمويل املصريف للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬مذكرة ماجستري يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،2005-2004 ،‬ص‪.69‬‬
‫‪ -5‬القانون رقم ‪ 10-90‬املؤرخ يف ‪14‬أفريل ‪ 1990‬املتعلق ابلنقد والقرض‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،16‬املؤرخ يف ‪18‬أفريل ‪.1990‬‬
‫‪ -6‬حمفوظ لعشب‪ ،‬القانون املصريف‪ ،‬سلسلة القانون االقتصادي‪ ،‬املطبعة احلديثة للفنون املطبعية احلديثة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2001،‬ص‪26‬‬
‫‪3‬‬
‫الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫املطلوبة‪ ،‬لتمكني البنوك جتنب بعض املخاطر املتوقعة‪ .‬كما عرفت هذه الفرتة ظهور أدوات مالية إسالمية‬
‫بتأسيس بنك الّبكة اإلسالمي يف ‪ 06‬ديسمّب‪ ،1990‬وهذا بعد أشهر قليلة من صدور قانون النقد‬
‫والقرض‪ ،1‬واستحداث آليات متويل جديدة منها‪ ،‬القرض االجياري أو االعتماد االجياري‪ ،2‬وكذا أتسيس‬
‫العديد من البنوك اخلاصة‪ ،‬اليت عرفت أزمات وإفالسات كثرية يف الفرتة ما بني ‪ 2001‬و‪ 2002‬حيث‬
‫اإلعالن عن إفالس بنك اخلليفة‪ ،‬والبنك اجلزائري الصناعي والتجاري‪.3‬‬
‫عدل‪ ،4‬يف الوقت الذي يبقي فيه على‬‫ولقد شهدت سنة ‪ 2003‬صدور األمر املتعلق ابلنقد والقرض امل ِّ‬
‫ُ‬
‫حترير القطاع املصريف مع فرض شروط التأسيس وإحكام الرقابة على البنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬إال أن مسلسل‬
‫إفالس البنوك اخلاصة اخلاضعة للقانون اجلزائري بقي متواصال‪ ،‬ففي الفرتة ما بني ‪ 2004‬و‪ 2005‬عرفت‬
‫الساحة االقتصادية إفالس ‪ 05‬مخسة بنوك ومؤسسات مالية خاصة منها‪ ،‬البنك االحتادي‪ ،‬والبنك اجلزائري‬
‫الدويل‪ ،‬وبنك موانء‪ ،‬ومنه مل تبق أية بنوك خاصة يف الساحة‪ ،5‬وهذا كله يعود إىل املخاطر املرتبطة بعملية‬
‫التمويل‪ ،‬من اخلطر البشري املتمثل أساسا يف سوء التسيري‪ ،‬ونقص اخلّبة يف جمال املهنة املصرفية‪ ،‬وخطر‬
‫السيولة‪ ،‬وهذا لعدم وضع االحتياطات الالزمة‪ ،‬وعدم متكنها من اللجوء إىل السوق ما بني البنوك القرتاض‬
‫األموال لدى البنوك‪ ،‬وخطر عدم التسديد‪ ،‬وذلك ملنح قروض دون االكرتاث لقاعدة توزيع املخاطر‪ ،‬وقاعدة‬

‫‪ -1‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.203‬‬


‫‪ -2‬األمر رقم ‪ 09-96‬املؤرخ يف ‪10‬جانفي ‪ 1996‬املتعلق ابالعتماد اإلجياري‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،3‬املؤرخ يف ‪ 14‬جانفي ‪.1996‬‬
‫‪ -3‬صوراي قاصدي‪ ،‬قواعد االحتياط من املخاطر البنكية يف النظام املصريف اجلزائري‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬فرع القانون اخلاص‪ ،‬جامعة اجلزائر‪،2005-2004 ،‬‬
‫ص‪.150-148‬‬
‫‪ -4‬األمر رقم ‪ 11-03‬املؤرخ يف ‪ 26‬أوت ‪ ،2003‬املتعلق ابلنقد والقرض‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،52‬املؤرخ يف ‪ 27‬أوت ‪ .2003‬املعدل واملتمم ابألمر رقم‬
‫‪ 04-10‬املمضي بتاريخ ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،50‬املؤرخ يف ‪ 01‬سبتمّب ‪ ،2010‬ص‪.11‬‬
‫‪ -5‬صوراي قاصدي‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪ .152-151‬وآخر إحصائية‪ ،‬وبناء على منشور من بنك اجلزائر‪ ،‬فإن هناك اليوم ‪ 29‬بنكا ومؤسسة مالية معتمدة يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬من بينها ‪ 6‬بنوك عمومية و‪ 9‬مؤسسات مالية‪ ،‬وهي‪ :‬بنك اجلزائر اخلارجي‪ ،‬البنك الوطين اجلزائري‪ ،‬القرض الشعيب اجلزائري‪ ،‬بنك التنمية احمللية‪،‬‬
‫بنك الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬الصندوق الوطين للتوفري واالحتياط‪ ،‬بنك الّبكة اجلزائري‪ ،‬سييت بنك اجلزائر‪ ،‬املؤسسة العربية املصرفية‪ ،‬نتيكيس اجلزائر‪،‬‬
‫سوسييت جنرال‪ ،‬البنك العريب‪ ،‬يب أن يب ابريباس‪ ،‬ترست بنك‪ ،‬بنك األكسان للتجارة والتمويل‪ ،‬بنك اخلليج‪ ،‬فرنسا بنك‪ ،‬كريدي أغريكول‪ ،‬اتش ا س يب‬
‫سي‪ ،‬مصرف السالم‪.‬‬
‫أما املؤسسات املالية فهي‪ :‬شركة إعادة التمويل الرهين‪ ،‬الشركة املالية لالستثمار واملسامهة والتوظيف‪ ،‬الشركة العربية لإلجيار املايل‪ ،‬ستيالم اجلزائر‪ ،‬الصندوق‬
‫الوطين للتعاضدية الفالحية‪ ،‬الشركة الوطنية لإلجيار املايل‪ ،‬إجيار ليزينغ اجلزائر‪ ،‬اجلزائر إجيار‪ .‬جريدة املساء‪ 23 ،‬جانفي ‪ .2017‬واملقرر رقم ‪01-17‬‬
‫مؤرخ يف ‪02‬جانفي ‪ ، 2017‬يتضمن نشر قائمة البنوك وقائمة املؤسسات املالية املعتمدة يف اجلزائر‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،02‬املؤرخ يف ‪11‬‬
‫جانفي‪ .2017‬وهو موجود ابملالحق‪ ،‬يف هناية هذه الرسالة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫متابعة القروض‪ ،‬واالعتماد على اجملامالت‪ ،‬والثقة املفرطة‪ ،‬والعشوائية يف منح القروض بدل االعتماد على‬
‫آليات الضماانت ودراسات اجلدوى‪ ،‬وبصفة عامة عدم احرتام قواعد املهنة املصرفية‪.‬‬
‫خصوصا السيولة‬
‫ً‬ ‫وبذلك عرفت اجلزائر تدابري جديدة يف جمال اإلشراف والرقابة على املخاطر املصرفية‬
‫والعمل على االستقرار املايل من خالل التسيري احلذر الحتياطات الصرف ومواجهة العوامل والظروف اخلارجية‬
‫خاصة بعد األزمة املالية العاملية لسنة ‪ 2007‬فكان على اجلزائر أن حتتاط لذلك من خالل تكوين مصارف‬
‫ومؤسسات مالية قادرة على الصمود يف وجه هذه األزمات واليت يشكلها اخلطر النظامي‪ ،‬وتفادي الضعف‬
‫الذي عرفته هذه املؤسسات يف ضل تشريعات السابقة وإثر ذلك فإنه أصبح اليوم لبنك اجلزائر الصالحيات‬
‫الواسعة من حيث رقابة البنوك واملؤسسات املالية الناشطة على الساحة االقتصادية وهذا جلعلها أكثر قدرة‬
‫على التحكم يف املخاطر‪ 1‬من خالل احرتام األحكام القانونية مبا فيها القواعد االحرتازية وتفعيل آليات الرقابة‬
‫املصرفية‪ ،2‬وهذا كله من أجل محاية املال العام واموال املودعني واحلفاظ على استقرار البنوك واملؤسسات املالية‬
‫وتفادي حدوث االزمات املالية اليت قد يكون هلا تداعيات خطرية على االقتصاد ككل‪.‬‬
‫فالبنوك تلعب دورا ابرزا يف االقتصاد‪ ،‬فهي تسهل التعامالت التجارية سواء داخل البلد أو خارجه‪ ،‬وذلك‬
‫بفضل متويل املشاريع للقطاعني العام واخلاص بواسطة منح القروض أو ضمان التسديد‪ ،‬ومن أجل بلوغ‬
‫مستوى عال من التطور االقتصادي خارج قطاع احملروقات‪ ،‬فازدادت أعباء البنوك واملؤسسات املالية يف جمال‬
‫متويل النشاطات املنتجة مع األخذ بعني االعتبار التحسني املتواصل ملناخ االستثمارات وهذا ما تبناه املشرع‬
‫اجلزائري عندما أحدث مجلة من التغريات يف جمال القوانني وخاصة قانوان االستثمار اجلديد وقانون اجلمارك‬
‫خصوصا عند حلول‬
‫ً‬ ‫خالل ‪ 2016‬مع التدابري املتعلقة بدعم املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف أي مرحلة‬
‫آجال تسديد الديون‪ ،‬ويظهر ذلك الدعم يف اإلجراءات املتعلقة إبعادة جدولة ديون هذه املؤسسات مع‬
‫أتجيل يف التسديد ملدة ‪ 03‬سنوات وهذا انتظارا الرتقائها وحتسن حالتها املالية وخالهلا تتكفل اخلزينة‬
‫العمومية بتسديد الفوائد على ديون هذه املؤسسات‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 02‬من النظام رقم ‪ 08-11‬املؤرخ يف ‪ 28‬نوفمّب ‪ 2011‬املتضمن الرقابة الداخلية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،47‬املؤرخ يف ‪ 29‬أوت ‪.2012‬‬
‫‪ -2‬املواد ‪ 98‬و‪ 100‬و‪ 102‬و‪ 108‬من األمر رقم ‪ 04-10‬املؤرخ يف ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬املتعلق ابلنقد والقرض‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 50‬املؤرخ يف ‪01‬‬
‫سبتمّب ‪ ،2010‬ص‪.11‬‬
‫‪5‬‬
‫الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫هذه التدابري ستكون مبثابة دعم هلذا النوع من القطاع االقتصادي‪ ،‬من خالل ختفيف األعباء املالية عليه‬
‫وذلك إبعادة جدولة ديوهنا وتكفل الدولة بتسديد فوائد ديوهنا وأتجيل التسديد وختفيض الفائدة على القروض‬
‫املمنوحة هلا‪.1‬‬
‫أما اليوم‪ ،‬وكما هو معلوم‪ ،‬فاجلزائر متر أبزمة سيولة خانقة‪ ،‬لذلك فاملسؤولون يبحثون عن آليات متويل‬
‫جديدة للخروج من هذه الضائقة املالية‪ .‬حيث مت اقرتاح أمام الّبملان اللجوء إىل طريقة التمويل غري‬
‫التقليدي‪ .financement non conventionnel‬والذي يعين أنه على البنك املركزي خلق كمية معتّبة‬
‫من العملة لتمويل اخلزينة العمومية‪ ،‬اليت تعاين نقصا كبريا يف السيولة‪ ،‬ومتويل الصندوق الوطين لالستثمار‪ .‬بدل‬
‫اللجوء لالستدانة اخلارجية‪ .‬ولتطبيق هذا اإلجراء كان البد من تعديل قانون النقد والقرض رقم ‪11-03‬‬
‫خصوصا املادة ‪ 45‬منه‪ ،2‬وهو ابلفعل ما جاء به مشروع القانون املعدل يف املادة ‪ 45‬مكرر‪ .3‬فالتعديل مس‬
‫مادة واحدة فقط‪ ،‬واليت من خالهلا ميكن تطبيق األداة اجلديدة يف عملية التمويل‪ ،‬واليت تسمى ابلتمويل غري‬
‫التقليدي‪ .‬هذا من شأنه السماح لبنك اجلزائر القيام بشراء سندات اخلزينة العمومية لتغطية عجز ميزانية‬
‫الدولة‪.4‬‬
‫إن أزمة السيولة مل تسلم منها حىت كّبايت الدول‪ ،‬فآلية التمويل غري التقليدي استعملت ألول مرة من‬
‫طرف الياابن يف التسعينات بعد احجام البنك املركزي الياابين ولفرتة طويلة عن طبع الني الياابين‪ .‬وجلأ إىل‬
‫ذلك مضطرا نتيجة معاانته من ضائقة مالية‪ ،‬وهذا بكمية حمدودة وملدة حمددة‪ .‬كما استعملت أيضا يف‬

‫‪ -1‬عبد احلزيز خنفوسي‪ ،‬عيسى لعالوي‪ ،‬مداخلة ‪ :‬البيئة املصرفية اجلزائرية ومدى تناغمها مع إصالحات‪ ،2010‬موقع الكرتوين‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ماي ‪،2016‬‬
‫ص‪.07-06‬‬
‫‪ - 2‬املادة ‪ 45‬من قانون النقد والقرض رقم ‪ 11-03‬تنص‪ ":‬ميكن بنك اجلزائر‪ ،‬ضمن احلدود ووفق الشروط اليت حيددها جملس النقد والقرض‪ ،‬أن يتدخل يف‬
‫سوق النقد وأن يشرتي ويبيع على اخلصوص سندات عمومية وسندات خاصة ميكن قبوهلا إلعادة اخلصم أو ملنح التسبيقات‪ .‬وال جيوز‪ ،‬أبي حال من‬
‫األحوال‪ ،‬أن تتم هذه العمليات لصاحل اخلزينة واجلماعات احمللية املصدرة للسندات‪" .‬‬
‫‪ - 3‬املادة ‪ 45‬مكرر من مشروع التعديل تنص‪ ":‬بغض النظر عن كل حكم خمالف‪ ،‬يقوم بنك اجلزائر ابتداء من دخول هذا احلكم حيز التنفيذ‪ ،‬بشكل‬
‫استثنائي‪ ،‬وملدة ‪ 5‬مخس سنوات‪ ،‬بشراء مباشرة عن اخلزينة السندات املالية اليت تصدرها هذه األخرية من أجل املسامهة على وجه اخلصوص يف‪ - :‬تغطية‬
‫احتياجات متويل اخلزينة‪،‬‬
‫‪ -‬متويل الدين العمومي الداخلي‪،‬‬
‫‪ -‬متويل الصندوق الوطين لالستثمار‪.‬‬
‫تنفيذ هذه اآللية ملراقبة تنفيذ برانمج االصالحات اهليكلية االقتصادية وامليزانية واليت ينبغي أن تفضي يف هناية الفرتة املذكورة أعاله كأقصى تقدير ‪." . . .‬‬
‫‪ - 4‬مسرية بلعمري‪ ،‬تعديل قانون النقد والقرض يلزمه شراء سندات اخلزينة‪ ،‬يومية الشروق‪ ،‬العدد ‪ ،5571‬الصادر يف ‪ 09‬سبتمّب ‪ ،2017‬اجلزائر‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪6‬‬
‫الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫الوالايت املتحدة األمريكية مث يف أوراب بعد األزمة املالية العاملية اليت برزت سنة ‪. 12007‬‬
‫فاملصريف عند توظيف أمواله للقيام بعملية بنكية فإنه يعتمد أوال على الثقة واليت تعين أن األموال اليت‬
‫يقرضها سوف تعود إليه يف اآلجال املتفق عليها ألن أساس االئتمان هو الثقة‪ ،‬أضف إىل ذلك فإن هذه‬
‫األموال هي أموال املودعني اليت هي حتت الطلب أو ألجل لذا جيب أن تعود ألصحاهبا عند املطالبة هبا‪ ،‬ومنه‬
‫فالبنك ال يقدم على عملية التمويل ما مل جيد الثقة اليت يوحيها صاحب املشروع من حيث مركزه املايل واحرتامه‬
‫للتعهدات وااللتزامات ومدى فعالية الضماانت اليت يكون على استعداد لتقدميها كضمان للوفاء اباللتزامات‪،‬‬
‫وهذا يعين أن البنك وللقيام بعمليات مالية فإنه يسعى إىل توظيف أمواله يف مشاريع مرحبة من جهة وقلة‬
‫املخاطر أو انعدامها واليت يتعرض هلا ائتمانه‪ ،2‬ابرزها خطر عدم التسديد الذي قد يؤدي إىل خطر السيولة‬
‫هذا األخري تعاين منه حىت بنوك الدول املتقدمة والذي أدى إىل إفالس العديد منها‪.‬‬
‫إن السبب يف اللجوء إىل طلب الضماانت هو تعدد املخاطر وتشعبها‪ ،‬وعليه فالضمان هو إجراء‬
‫قانوين وتعاقدي يتم مبقتضاه احلصول على وعد ابلوفاء‪ ،‬سواء من طرف املدين نفسه أو بواسطة الغري بفضل‬
‫آليات قانونية خمتلفة‪ ،‬من حق االمتياز‪ ،‬الضماانت الشخصية من كفالة وضمان احتياطي‪ ،‬وضماانت عينية‬
‫املمولة‪ .‬والغاية من ذلك كله هو تنفيذ االلتزام يف‬
‫من رهن للمنقوالت والعقارات اململوكة للمنشأة االقتصادية َّ‬
‫اآلجال احملددة يف حالة إعسار املدين‪ ،‬ومبعىن آخر‪ ،‬جتنبا للمخاطر احملتملة املرتبطة بعملية التمويل‪.‬‬
‫حيث إذا مل يتم تنفيذ االلتزام جيد البنك الدائن إما مدينا آخر ينفذ التزامه مكان املدين ابعتباره كفيال‬
‫أو ضامنا احتياطيا قدم ضماان شخصيا او عينيا ملصلحة املدين األصلي‪ ،‬أو أن جيد أمواال حقيقية على شكل‬
‫عقارات أو منقوالت وله مبقتضاها أن ينفذ عليها ويستويف حقه منها ابألولوية وذلك ابحلجز عليها وبيعها‬
‫ابملزاد العلين‪ .‬وللمحافظة على هاته الضماانت فإن له إمكانية التأمني عليها لدى شركات التأمني‪ ،‬حبيث إذا‬
‫ضاعت أو فقدت أو تلفت كان للدائن مبقتضى ذلك اللجوء إىل هذه الشركات الستيفاء حقه من مبلغ‬
‫التامني‪.‬‬

‫‪ -1‬نور الدين جوادي‪ ،‬طبع الدينار آلية فعالة‪ ،‬وليس هلا ابلضرورة آاثر سلبية على االقتصاد أو على القدرة الشرائية للمواطن اجلزائري‪ ،‬يومية التحرير اجلزائري‪،‬‬
‫العدد ‪ ،1275‬الصادر يف ‪ 21‬سبتمّب ‪ ،2017‬اجلزائر‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫‪ -2‬زايد رمضان‪ ،‬إدارة األعمال املصرفية‪ ،‬الطبعة‪ ،6‬دار الصفاء للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،1997 ،‬ص‪.132‬‬
‫‪7‬‬
‫الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫إن موضوع الضماانت املصرفية حتكمه القواعد العامة يف القانون املدين‪ ،‬ضماانت شخصية وضماانت‬
‫عينية‪ ،‬هذه األخرية متنح البنك حق األفضلية وحق التتبع يف استيفاء الدين‪ ،‬ابإلضافة ألحكام القانون املصريف‬
‫(املواد من‪ 120‬اىل ‪ )124‬من االمر املتعلق ابلنقد والقرض‪ ،‬وأحكام القانون التجاري‪.‬‬
‫فالضماانت هي ما ميكن للمؤسسة أن تكون على استعداد لتقدميه للبنك كضمان سواء تعلق األمر‬
‫بطرف يكون على استعداد لضمان املدين‪ ،‬فهنا يكون أمام البنك مدينان أصلي هو املدين وتبعي هو الكفيل‬
‫أو الضامن االحتياطي‪ ،‬أو ما تقدمه من أشياء ملموسة تكون له مبقتضاها التنفيذ عليها واستيفاء حقه منها‬
‫ابألولوية إذا ما حدث خطر االئتمان‪ ،‬كل هذا مقابل احلصول على التمويل‪ .‬فالضماانت متثل فائدة مزدوجة‬
‫للبنك الدائن وللمؤسسة املدين‪ ،‬فاألول حيمي ائتمانه والثانية تتحصل على األموال الالزمة لتسيري عملياهتا‪.‬‬
‫وتعود جذور الضماانت إىل الزمن القدمي‪ ،‬حيث كانت اجملتمعات األوىل تتعامل ابلضماانت الشخصية‪،‬‬
‫حيث أن األسرة والقبيلة كانت تسودمها روح التضامن فتسهل للمدين احلصول أمام الدائن على من يتقدم‬
‫لكفالته‪ ،‬إضافة إىل العقارات‪ ،‬اليت كانت تعود ملكيتها للقبيلة أو األسرة‪ ،‬فإن هذا األمر أدى إىل صعوبة‬
‫التصرف فيها‪ ،‬أعاق ذلك ظهور الضماانت العينية‪ ،‬كما أن املنقوالت كانت قيمتها اتفهة مما جعلها غري‬
‫مقبولة كضمان‪ ،1‬وهكذا كانت الضماانت الشخصية يف تلك الفرتة الوسيلة الوحيدة للدائن حىت يستطيع‬
‫مبوجبها ضمان استيفاء حقه‪ .‬وبعد مرور فرتة زمنية طويلة مليئة ابلتغريات والتطورات االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫زالت ملكية األسر والقبائل للعقارات ومتلكها األفراد‪ ،‬مما شجع ظهور الضماانت العينية‪ ،‬وسرعان ما انتشرت‪،‬‬
‫وأصبح التعامل هبا يف الوقت احلاضر كبريا جدا‪ ،‬إذ أن املدين يقدم للدائن ما الً خيصصه للوفاء حبقه‪ ،‬وهذا‬
‫الضمان العيين مينحه حق التقدم‪ ،‬وحق التتبع‪.‬‬
‫حيث أن أول ضهور للتأمينات العينية عندما كان املدين يقوم بنقل ملكية الشيء املرهون إىل الدائن‬
‫هذا األخري يتعهد إبرجاعها له عند استيفائه حلقوقه‪ ،‬ونتيجة لعيوب هذا التصرف ظهرت إمكانية أن ينقل‬
‫املدين حيازة الشيء املرهون إىل الدائن مع بقاء احتفاظه ابمللكية‪ ،‬وهنا ظهر الرهن احليازي‪ ،‬مث نطور األمر إىل‬

‫‪ -1‬مسري عبد السيد تناغو‪ ،‬التأمينات الشخصية والعينية‪ ،‬توزيع منشأة املعارف‪ ،‬االسكندرية‪ ،1996 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪8‬‬
‫الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫إمكانية وجود رهن دون نقل احليازة فظهر ما يسمى الرهن الرمسي وعرف مبصدرين فقط مها الرهن الرمسي‬
‫االتفاقي والرهن القانوين فاألول كان يتقرر دون احلاجة إىل اإلجراءات الرمسية أما الثاين فيتقرر بقوة القانون‪.1‬‬
‫ونظرا لتطور‬
‫نظرا لتطور املعامالت املصرفية من جهة‪ً ،‬‬
‫ومل يقف تطور الضماانت عند هذا احلد‪ ،‬حيث ً‬
‫املخاطر وتنوعها من جهة اثنية ظهر على الساحة ضماانت مستحدثة يسعى من خالهلا الدائن حلماية ائتمانه‬
‫أبية وسيلة قانونية فكان التأمني وخطاب الضمان والضمان املايل وحق امللكية كضمان وتطور القواعد‬
‫االحرتازية وآليات الرقابة كضماانت مبعناها الواسع‪.‬‬
‫إن الضمان هو آلية قانونية متثل محاية قانونية صلبة‪ ،‬ويضمن التنفيذ على حق اثبت‪ ،‬فهو يعمل مسبقا‬
‫على تغطية خماطر االئتمان‪ ،‬نظرا إلمكانية حدوث خطر عدم القدرة على السداد‪ ،‬ومن مث فإن االختيار‬
‫احلسن لنوع الضمان وقيمته جيعل عملية التمويل يف مأمن من املخاطر‪ ،‬وابلتايل جيعله أمام محاية قانونية ومنه‬
‫يف حالة أفضل‪.2‬‬
‫وقد أصبح هذا اإلجراء أكثر من ضروري‪ ،‬ألنه مهما كانت االحتياطات املتخذة مسبقا على عملية‬
‫التمويل إال أن البنكي جيد نفسه معرضا ملخاطر عدة‪ ،‬ومن أبرزها خطر عدم التسديد‪ ،‬والذي قد يعود‬
‫للمؤسسة االقتصادية يف حد ذاهتا‪ ،‬أو لظروف اقتصادية‪ ،‬أو سياسية داخلية‪ ،‬أو خارجية‪. . .‬‬
‫ومبا ان اخلطر ال ميكن فصله عن عملية التمويل فهو متوقع احلدوث‪ ،‬مادامت هناك فرتة انتظار‪ ،‬وأمام‬
‫املمولة‪ ،‬وهذه الضماانت تدخل‬
‫هذا الواقع يتعني على البنكي طلب ضماانت كافية من املؤسسة االقتصادية َّ‬
‫فيها عدة اعتبارات‪ ،3‬إذ جيب أن تكون هذه الضماانت ذات قيمة‪ ،‬حبيث تكون مساوية أو تفوق املبلغ‬
‫املقرتض‪ .‬غري أنه‪ ،‬مع تغري األوضاع االقتصادية واالجتماعية وحىت السياسية قد يفقد الضمان قيمته مستقبال‪.‬‬
‫َ‬
‫أما االعتبار اآلخر فيتمثل يف اختيار الضماانت‪ ،‬حيث إذا كانت التمويالت قصرية األجل وقليلة‬
‫املبلغ‪ ،‬هنا ميكن للبنك االكتفاء بضماانت شخصية‪ ،‬فهي متثل ما يقدمه الغري لفائدة املدين‪ ،‬ألن درجة اخلطر‬
‫تكون أقل‪ .‬أما إذا كانت التمويالت طويلة األجل أو متوسطة‪ ،‬حيث تكون آجال التسديد بعيدة‪ ،‬فيمكن أ ْن‬

‫‪ -1‬شوقي بناسي‪ ،‬أحكام عقد الرهن الرمسي يف القانون املدين اجلزائري‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.50‬‬
‫‪ -2‬عبد املعطي رضا أرشيد وحمفوظ أمحد جودة‪ ،‬إدارة االئتمان‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪ ،1999 ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ -3‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.165- 164‬‬
‫‪9‬‬
‫الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫تتأثر ابملتغريات السالف ذكرها‪ ،‬ومن هنا يتعني عليه اختيار ضماانت ذات أشياء ملموسة تكون عبارة عن‬
‫منقوالت أو عقارات تقدم على سبيل الرهن‪ ،‬وللدائن إمكانية التنفيذ عليها الستيفاء حقه من مثنها ابألولية يف‬
‫حال حتقق خطر عدم التسديد‪.‬‬
‫كما ميكن للبنك أن يوسع من دائرة الضماانت حلماية ائتمانه وذلك بعد االكتفاء ابلضماانت‬
‫التقليدية‪ ،‬فيلجأ إىل الضماانت املستحدثة اليت منها ما هو منصوص عليه قانوان بعد أن فرضتها األعراف‬
‫هاما يف حتقيق‬
‫واملعامالت البنكية واللجوء إىل قواعد احليطة واحلذر والرقابة‪ .‬وهي آليات ميكن ان تلعب دورا ً‬
‫احلماية للبنك ابعتباره صاحب االئتمان والذي جتب محايته ملا حييط به من خماطرة كثرية ومتنوعة قد يكون هلا‬
‫التأثري الكبري على االئتمان يف حد ذاته وعلى الضماانت اليت أخذها من اجل احلماية‪.‬‬
‫وعليه لتحديد الضماانت املرتبطة مبخاطر متويل املؤسسة االقتصادية‪ ،‬نطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ما هي أنواع الضماانت كآلية قانونية للحماية من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية؟‬

‫‪ -‬وما مدى فعالية هذه الضماانت يف احلماية من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية؟‬

‫‪ -‬وهل أن هذه اآللية القانونية كافية وحدها للحد من خماطر متويل املؤسسة‪ ،‬وحتقيق االئتمان البنكي؟‬

‫‪ -‬وما هو الضمان املؤكد واألجنع للبنك الدائن؟‬

‫‪ -‬وما هو واقع البنوك اجلزائرية يف استعمال الضماانت كآلية قانونية للحماية من خماطر متويلها للمؤسسات‬
‫االقتصادية؟‬
‫أما عن اختياران هلذا املوضوع (الضماانت) فكان بدافع إبراز أمهية هذه اآللية القانونية اليت وضعها‬
‫املشرع بني يدي البنك ِّ‬
‫املمول لالستفادة منها واستخدامها استخداما جيدا حلماية نفسه من أي خطر يتعرض‬
‫له جراء عملية التمويل اليت هي عملية حمفوفة ابملخاطر‪ ،‬جتعل البنكي يرهن أمواله اليت هي أموال الغري‪ ،‬لدى‬
‫املنشأة االقتصادية لفرتة زمنية‪ ،‬قد تكون مدهتا طويلة أو متوسطة أو قصرية جتعل إمكانية عدم اسرتجاع أمواله‬
‫واردة‪ ،‬ابإلضافة إىل إخراج الضماانت من طابعها املدين اجلاف إىل توظيفها يف اجملال املصريف العملي‪ ،‬وربطها‬
‫ابالئتمان البنكي‪ .‬وتقدير مدى فعالية هذه اآللية القانونية يف احلماية من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‪،‬‬
‫ومدى قدرة هذه األخرية على تقدمي الضماانت الكافية واملطلوبة للحصول على التمويل املطلوب لالضطالع‬
‫‪10‬‬
‫الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫ابملشاريع االستثمارية‪ ،‬وحتقيق األهداف املرجوة منها‪ ،‬وأن اإلحاطة بكل هذه اجلوانب أمر فيه صعوابت عدة‬
‫تتمثل يف‪:‬‬

‫‪ -‬نقص املراجع املتخصصة حول هذا املوضوع (الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية)‪ ،‬فهناك‬
‫دراسات عامة وغري منظمة جلها ختص القانون املدين‪.‬‬

‫‪ -‬تشعب موضوع الضماانت ألهنا آلية قانونية متس احلدود املشرتكة لعدة فروع من القانون (القانون املدين‪،‬‬
‫القانون التجاري‪ ،‬القانون املصريف‪ ،‬والقانون البحري‪ ،‬وقانون الصفقات العمومية‪ ،‬إىل اإلجراءات املدنية)‪.‬‬

‫‪ -‬صعوبة اجلانب التطبيقي من خالل الوصول إىل املعلومات الكافية‪ ،‬وهذا حلساسية املهنة املصرفية‪،‬‬
‫ووجوب احلفاظ على أسرار املتعاملني مع البنك‪.1‬‬
‫ولدراسة املشكلة املطروحة موضوع البحث‪ ،‬ولإلجابة على كل التساؤالت القانونية املطروحة‪ ،‬فان‬
‫الدراسة تعتمد على املنهج الوصفي‪ ،‬والتحليلي واملقارن أحياان‪ ،‬وذلك من خالل عرض مجيع املعلومات‪،‬‬
‫وفحصها‪ ،‬وكذا تفسريها‪ ،‬وحتليلها‪ ،‬واستخالص املالحظات والنتائج‪.‬‬
‫ومبا أن املوضوع ذو طابع عملي تطبيقي‪ ،‬سوف نتطرق إىل واقع البنوك اجلزائرية يف تعاملها مع هذه‬
‫اآللية القانونية (الضماانت) املمنوحة هلم حلماية أنفسهم من خماطر التمويل املرتبطة هبذه العملية احليوية‪.‬‬
‫أما عن سبب اختياري هلاته اخلطة‪ ،‬فهو اإلملام جبميع جوانب املوضوع مبا فيها آليات التمويل‪،‬‬
‫واملخاطر املرتبطة هبا‪ ،‬الذي كان أمرا البد من اإلحاطة به قبل الدخول يف صميم املوضوع‪ ،‬فكان ذلك يف‬
‫فصل متهيدي‪ .‬لنخصص الباب األول للضماانت التقليدية‪ ،‬حيث الفصل األول منه للضماانت الشخصية‬
‫والثاين للضماانت العينية‪ ،‬أما الباب الثاين فكان للضماانت املستحدثة‪ ،‬حيث الفصل األول للضماانت‬
‫الناشئة عن األعراف واملمارسات البنكية أما الثاين فكان حول الضماانت مبعناها الواسع‪ .‬أما اخلامتة‪ ،‬فكانت‬
‫عبارة عن نتائج واقرتاحات‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 169‬من قانون النقد والقرض رقم ‪ 10-90‬السالف الذكر‪ ،‬املعدلة ابملادة ‪ 117‬من األمر رقم ‪ 11-03‬املتعلق ابلنقد والقرض السالف ذكره‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫فصل تمهيدي‪ :‬أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬

‫إن التمويل هو عملية إمداد املؤسسة االقتصادية ابملال الالزم لتسيري عجلة اإلنتاج والقدرة على تقدمي‬
‫اخلدمات‪ ،‬وهذه العملية ميكن أن تكون داخلية ذاتية‪ ،‬وهذا عندما متول املنشأة االقتصادية نفسها بنفسها عن‬
‫طريق مجلة من خمتلف اآلليات‪ ،1‬ولكن هذا غري كاف‪ ،‬وخاصة يف حالة متويل نشاطات االستثمار‪ ،‬فتلجأ إىل‬
‫املصادر اخلارجية‪ ،‬اليت يقسمها الفقهاء والباحثون إىل آليات متويل تقليدية وآليات متويل مستحدثة‪ ،‬وأخرى تنفرد‬
‫هبا البنوك اإلسالمية‪ ،‬ولكن رغم ما هلذه العملية احليوية من أمهية على خمتلف األصعدة‪ ،‬سواء على الصعيد‬
‫املمولة والبنك املمول هلا بصفة خاصة‪ ،‬ألن بدوهنا تبقى املشاريع‬
‫االقتصادي عامة‪ ،‬أو على املؤسسة االقتصادية َ‬
‫االستثمارية حّبا على ورق‪ ،‬إال أهنا تبقى حمفوفة ابملخاطر‪ ،‬جيب على مجيع األطراف الفاعلة فيها أخذ احليطة‬
‫واحلذر‪ ،‬ألن هذه املخاطر نتائجها وخيمة على مجيع األطراف مبا يف ذلك املودعون‪ ،‬حيث أن أقلها اهتزاز الثقة‬
‫ابلبنك‪ ،‬وأخطرها التوقف عن الدفع‪ ،‬وابلتايل حالة اإلفالس ومنه اخلروج من الساحة االقتصادية‪ ،‬واالختفاء‬
‫هنائيا‪ ،2‬وهذه املخاطر تتنوع وختتلف من حيث الطرف املرتبطة به‪ ،‬فهناك خماطر تعود للمؤسسة االقتصادية‬
‫املمولة‪ ،‬وأخرى تعود للبنك املمول‪ ،‬وأخرى تنفرد هبا البنوك اإلسالمية‪ ،‬وهذا نظرا آلليات التمويل اليت تعتمد‬
‫َ‬
‫عليها‪ ،‬واليت ختتلف عنها يف البنوك الكالسيكية‪ ،‬من مراحبة‪ ،‬ومضاربة‪ ،‬ومشاركة‪.‬‬
‫وللتعرف أكثر على آليات التمويل املختلفة للمؤسسة االقتصادية وخماطرها ومفاهيم أولية عن الضماانت‬
‫قبل الدخول يف التفاصيل‪ ،‬فقد مت تقسيم هذا الفصل إىل ثالث مباحث‪ :‬األول حول نظام التمويل‪ ،‬والثاين حول‬
‫خماطره‪ ،‬والثالث أساسيات عن الضماانت‪.‬‬

‫‪ -1‬التمويل الذايت يشمل آليات خمتلفة وهي‪ :‬االهتالكات اليت هي مبالغ سنوية خمصصة لتعويض النقص الذي حيدث على عناصر االستثمارات‪ .‬واملؤوانت اليت هي‬
‫خمصصات مالية حتتجز ملواجهة خسائر حمتملة‪ ،‬أما األرابح احملتجزة فهي األرابح اليت حتققها املنشأة ومل تقم بتوزيعها‪ .‬أمحد بوراس‪ ،‬متويل املنشآت االقتصادية‪،‬‬
‫دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2008 ،‬ص‪.31-28‬‬
‫‪ -2‬القراران الصادران من اللجنة املصرفية‪ ،‬األول رقم ‪ 2003/03‬الصادر من اللجنة املصرفية‪ ،‬يف‪ ،2003-5-29‬يقضي بسحب االعتماد املمنوح لبنك اخلليفة‬
‫ووضعه يف حالة تصفية وتعيني مصفي للقيام بعملية التصفية‪ ،‬والقرار الثاين رقم ‪ 2003-08‬الصادر من اجلنة املصرفية‪ ،‬يف‪ 2003-8-21‬يقضي بسحب‬
‫االعتماد املمنوح للبنك التجاري والصناعي اجلزائري ووضعه قيد التصفية وتعيني مصفي للقيام بذلك‪ ،‬امللحق رقم ‪ 1‬املتعلق ببالغ اللجنة املصرفية ابلعربية‪ .‬عن‬
‫صوراي قاصدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬املالحق‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫المبحث األول‪ :‬أساسيات عن نظام تمويل المؤسسة االقتصادية‬

‫حىت يتم بلوغ األهداف اليت تسعى إليها املؤسسة االقتصادية‪ ،‬سواء أكانت اقتصادية أو اجتماعية أو‬
‫تكنولوجية‪ ،‬كان ال بد من إجياد األساليب التمويلية الكفيلة برفع الكفاءة االقتصادية‪ ،‬وزايدة الطاقة اإلنتاجية‪ ،‬من‬
‫خالل االستخدام األمثل للموارد املتاحة‪ ،‬وسد العجز الذي قد تعاين منه املؤسسات نتيجة نقص أو انعدام‬
‫السيولة املالية‪ ،‬ألنه إذا كان العجز هو الداء‪ ،‬فإن التمويل هو الدواء‪ ،‬ألن تغطيته هو اهلدف الرئيسي‪ ،‬ولكن مع‬
‫املفاضلة بني عدة مصادر متاحة‪ ،‬واالختيار يكون ألقل تكلفة‪ ،‬وهذا جتنبا إلثقال كاهل املؤسسة ابلديون‪ ،‬اليت‬
‫أمامها أساليب متويلية خمتلفة منها‪ :‬الكالسيكية‪ ،‬واملستحدثة‪ ،‬وآليات متويلية تنفرد هبا البنوك اإلسالمية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬آليات التمويل التقليدية‬

‫ميكن تصنيف هذه اآلليات إىل‪ :‬متويل قصري األجل وهو عادة ما يكون موجها لتمويل نشاطات‬
‫االستغالل‪ ،‬وإىل متويل متوسط وطويل األجل وهو الذي يكون موجها لتمويل نشاطات االستثمار‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التمويل قصير األجل (‪)Le financement à court terme‬‬

‫التمويل قصري األجل هو جمموعة األموال املستخدمة من قبل املؤسسة االقتصادية من أجل متويل‬
‫احتياجاهتا اجلارية واليت ال تتعد ى عادة السنة املالية الواحدة‪ ،‬ولكن أحياان قد تصل إىل السنتني‪ .1‬فهذا النوع من‬
‫التمويل موجه لتمويل نشاطات االستغالل‪ ،‬آلياته تتمثل يف االئتمان التجاري‪ ،‬القروض العامة‪ ،‬والقروض اخلاصة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االئتمان التجاري (‪)Le crédit commercial‬‬

‫يعتّب االئتمان التجاري أحد أنواع التمويل قصري األجل‪ ،‬وتتحصل عليه املؤسسة من املوردين‪ ،‬ويتمثل يف‬
‫قيمة املشرتايت األصلية للسلع اليت تتاجر فيها‪ ،‬أو اليت تستخدمها يف عملية اإلنتاج‪.‬‬
‫ولعب االئتمان التجاري دورا ابلغ األمهية يف متويل الكثري من املؤسسات خاصة التجارية‪ ،‬واملؤسسات‬
‫الصغرية واملتوسطة‪ ،‬اليت جتد صعوبة يف احلصول على القروض البنكية ذات التكلفة املنخفضة‪ ،‬أو تعاين من عدم‬
‫رأمساهلا‪.2‬‬

‫‪-1‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪ .36‬والطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬


‫‪ -2‬مجيل أمحد توفيق‪ ،‬وعلي شريف بقة‪ ،‬اإلدارة املالية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،1998 ،‬ص‪.388 .‬‬
‫‪13‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫وتعتمد املؤسسات على هذا النوع من التمويل أكثر من اعتمادها على االئتمان املصريف نتيجة املزااي اليت‬
‫يتمتع هبا هذا النوع من االئتمان‪:‬‬
‫أ‪-‬سهولة الحصول عليه‪:‬‬

‫فهو ال يتطلب اإلجراءات املعقدة واملتعددة اليت يتطلبها االئتمان البنكي‪ ،‬وعادة ال توجد طلبات رمسية‬
‫لألبد من حتريرها‪ ،‬أو مستندات جيب توقيعها‪ ،‬بل جند املورد ين على استعداد إلعطاء عمالئهم مهلة للسداد‪ ،‬إذا‬
‫كانت ظروفهم املالية ال تسمح ابلدفع‪ ،‬مع عدم املطالبة بضماانت عادة ما تكون غري متوفرة لدى املؤسسة‬
‫االقتصادية املمولة‪.‬‬
‫ب‪-‬المرونة‪:‬‬

‫إن االئتمان التجاري مصدر من مصادر التمويل‪ ،‬حيث تستعمله املؤسسة كلما أرادت ذلك وابلكيفية اليت‬
‫حتتاجها‪ ،‬كما أن استخدامه يرتك أصول املؤسسة دون مساس‪ ،‬ألن املورد اندرا ما يطلب ضماانت مقابل احلصول‬
‫على االئتمان‪.‬‬
‫وتّبز ظاهرة االئتمان التجاري بشكل واضح عند ما يتعلق األمر بتعامل املؤسسات الصغرية واملتوسطة مع‬
‫املؤسسات الكبرية‪ ،‬فهذه األخرية عادة ما تكون على قدر كاف من السيولة يف اآلجال القصرية‪ ،‬تسمح هلا مبنح‬
‫آجال معتّبة للمؤسسة واضعة ذلك نفسها موضع البنك يف متويل نشاط االستغالل‪ ،1‬غري أنه قد يتحول إىل‬
‫مولة استخدامه‪ ،‬فعدم قيامها بسداد مستحقات املوردين يف الوقت‬
‫متويل مكلف للغاية إذا مل حتسن املؤسسة امل َ‬
‫املناسب قد يرتتب عليه اإلساءة إىل مسعتها يف السوق بشكل قد يصعب معه احلصول على احتياجاهتا بشروط‬
‫معقولة‪ ،‬وهذا األمر إذا طال أمده قد يفقد املنشأة مركزها التنافسي‪ ،‬بل وقد خيرجها هنائيا من السوق‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬القروض العامة (‪)Les crédits globaux‬‬

‫توجه هذه القروض ملواجهة بعض الصعوابت اليت قد تعاين منها املؤسسة االقتصادية‪ ،‬وميكن تقسيمها إىل‬
‫تسهيالت الصندوق وسحب على املكشوف وقروض املوسم‪:3‬‬

‫‪ -1‬عبد اجلليل بوداح‪ ،‬مداخلة حول‪ ،‬بدائل التمويل اخلارجي يف املشروعات الصغرية واملتوسطة‪2003 ،‬ص‪.20 .‬‬
‫‪ -2‬أمحد بوراس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪-3‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.61-58‬‬
‫‪14‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫أ‪ -‬تسهيالت الصندوق (‪)Crédit par caisse‬‬

‫هي آلية ملواجهة صعوابت السيولة املؤقتة اليت تعرتض املنشأة االقتصادية بسبب الالتوازن بني اإليرادات‬
‫والنفقات‪ ،‬ويسمح البنك يف هذه احلالة للمؤسسة بسحب مبلغ يتعدى رصيدها ألجل تسديد ما عليها من‬
‫التزامات عاجلة‪ ،‬وتكرار هذه اآللية يؤدي إىل خطر التجميد‪ 1‬وعادة ما يًلجئ إهلا يف هناية الشهر حيث تكثر‬
‫التزامات املؤسسة من دفع أجور العمال وااللتزام بتسديد ما عليها من مصاريف ودفع مبالغ الفواتري‪.2‬‬
‫ب‪ -‬السحب على المكشوف (‪)Le découvert‬‬

‫يقصد ابلسحب على املكشوف أن يسمح البنك للمؤسسة بسحب مبلغ يزيد عن رصيدها الدائن‪ ،‬على‬
‫أن يفرض البنك فائدة تتناسب والفرتة اليت مت خالهلا السحب‪ ،‬ويتوقف البنك عن حساب الفائدة مبجرد أن يعود‬
‫احلساب إىل حالته الطبيعية‪ .3‬وهذا النوع من التمويل يستعمل الستغالل املؤسسة لضرف ما يسمح هلا بتوفري‬
‫نظرا الخنفاض مواد أولية تستعملها يف آلية اإلنتاج‪ ،‬أو نظرا ملا قد يطرأ لظروف جيعلها غري متوفر يف‬
‫مبالغ مالية ً‬
‫السوق‪ ،‬فتحتاج املؤسسة لسيولة مؤقتة الستغالل هذه الفرص اليت هلا تداعيات إجيابية عليها من خالل شراء‬
‫كميات كبرية منها مادامت متوفرة‪ ،4‬أو حتقيق عملية مرحبة للمؤسسة مل تكن متوقعة‪ ،‬وهذا النوع من التمويل فيه‬
‫خماطر تتمثل يف خطر التجميد‪ ،‬وخطر عدم التسديد‪ ،‬فاألول يتحقق عندما جيد البنك أمواله جممدة لفرتة معينة‪،‬‬
‫املمولة عن طريق هذه‬
‫هذا يؤثر على سيولته‪ ،‬وابلتايل على القيام بعمليات قرض أخرى‪ ،‬ونظرا ألن العمليات َ‬
‫اآللية حتتاج إىل قدرة للقيام بتصريفها‪ ،‬وابلتايل القدرة على حتقيق الرحبية‪ ،‬وإذا مل يتحقق ذلك تكون املؤسسة‬
‫والبنك أمام اخلطر الثاين‪ ،‬ومادامت هذه املخاطر قائمة ميكن للبنك محاية نفسه عن طريق طلب ضماانت من‬
‫املؤسسة‪ ،‬والقيام بتحليل جيد عندما يقدم على منح القرض هلذه األخرية‪.‬‬
‫ج‪ -‬قروض الموسم (‪)Crédits de campagne‬‬

‫هي قروض تتحصل عليها املؤسسة من البنك يف بعض املواسم اليت تزيد فيها احتياجاهتا للتمويل املؤقت‪،‬‬
‫نظرا لزايدة الطلب على منتجاهتا‪ ،‬وإلزامية اإلنتاج بكمية أكّب‪ ،‬والبنك يف هذه العملية ال يقوم بتمويل كل‬

‫‪1-Gérard afonsi, Pratique de gestion et d'analyse financière, édition d'organisation, paris,1984, p. 360.‬‬
‫‪ -2‬أمحد بوراس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -3‬شاكر القزويين‪ ،‬حماضرات يف اقتصاد البنوك‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2000 ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -4‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪15‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫التكاليف النامجة عن هذا النشاط‪ ،‬وإمنا يقوم فقط بتمويل جزء من هذه التكاليف‪ ،‬لكن قبل اإلقدام على منح‬
‫هذا النوع من القروض على املؤسسة أن تقدم خمططا يبني نفقات وعائدات النشاط الذي من أجله مت املطالبة‬
‫هبذا النوع من القروض ألن التسديد يكون على أساس ما حتصل عليه املؤسسة من إيرادات بيع املنتوج‪ ،‬الذي‬
‫يكون بيعه واسعا الن املناسبات اليت يتحقق فيها ذلك هامة وهلا دور يف تصريفه وحتقيق عائدات معتّبة ميكن من‬
‫خالهلا للبنك استيفاء حقه منها‪.1‬‬
‫ثالثا‪ :‬القروض الخاصة (‪)Les crédits spécifique‬‬
‫وتتمثل يف التسبيقات على البضائع واخلصم التجاري واالعتمادات ابلتوقيع واالعتماد املستندي‪.‬‬
‫أ‪ -‬تسبيقات على البضائع (‪)Avances sur marchandises‬‬
‫إن التسبيقات على البضائع أو املخزوانت هلا مقابل مادي هو املخزون من البضائع واملنتجات التامة‬
‫الصنع‪ ،‬والنصف املصنعة‪ ،‬فهي بذلك تسبيقات مالية اىل املؤسسات مقابل خمزون يوضع يف خمازن املصرف‬
‫كضمان أوكرهن لديه‪.‬‬
‫ومن هذا القرض توجد تقنية سند اخلزن (‪ )Warrant‬وكشف رهن‪ ،‬ميكن لصاحب املخزون من تقدميه‬
‫كضمان عند طلب القرض عن طريق خصمه لدى املصرف التجاري‪ ،‬وهو بذلك ورقة جتارية ميكن إظهارها عدة‬
‫مرات يف إطار عملية الرهن‪ ،‬ويتم خصم سند الضمان حبصول املودع على املخزون ويبقى حتت تصرف صاحبه يف‬
‫انتظار عملية تصريف املخزون‪ ،‬وعند سداد التسبيق ترجع الوثيقة إىل مالك املخزون‪ ،‬الذي ميكن أن يسحب‬
‫خمزونه عن طريق وصل اإليداع‪ ،‬حيث يبقى املخزون كرهن خالل مدة القرض‪ ،‬مث يدفع املدين فائدة على القرض‪،‬‬
‫ويف حالة عد م تسديد املبلغ ميكن للدائن أن يبيع املخزون الذي يتمتع حبق امللكية مادام لديه سند الضمان‪،‬‬
‫فيتحصل على قيمة القرض املقدم‪ ،‬والباقي يرجعه لصاحب املخزون‪ ،2‬وهتدف هذه التسبيقات إىل متويل خمزون‬
‫سلع املؤسسة مقابل رهن هذه السلع للبنك‪ ،‬وهنا تكمن الصعوبة فيشرط حتقق احليازة للسلع املرهونة هلذا األخري‪،‬‬
‫حيث أن معظم املصارف تكتفي أبخذ الرهن بدون حيازة السلع املرهونة‪ ،‬هذا يضعف من قوة الرهن وحجيته‬

‫‪1-Ammour, Ben Halima, Pratique des techniques bancaires, édition Dahleb, Alger ,1997, p. 63.‬‬
‫‪2-Ibid, pp. 65-69.‬‬
‫‪16‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫القانونية‪ ،‬ولتفادي هذا اإلشكال طُور أسلوب سند اخلزن‪ ،1‬الذي ميكن من تداول السلع وحقوق الرهن املرتبطة‬
‫هبا‪ ،‬حيث هناك بعض األنظمة حترر فيها املخازن العمومية وثيقتني يف آن واحد‪ :‬األوىل وتعّب عن ملكية البضاعة‪،‬‬
‫والوثيقة الثانية متثل سند الرهن‪ ،‬ويف أثناء املعامالت يقدم صاحب البضاعة سند الرهن كضمان للبنك املمول‪،‬‬
‫بينما حيتفظ بسند امللكية‪.2‬‬
‫ب‪ -‬الخصم التجاري (‪)Escompte commercial‬‬
‫ميثل اخلصم التجاري شكال من أشكال القروض القصرية األجل اليت متنحها البنوك‪ ،‬وتعد عملية اخلصم‬
‫ابلنسبة للمؤسسة وسيلة من وسائل الدفع‪ ،‬فاملنشأة ولغرض إثبات ديوهنا على الغري تتعامل ابألوراق التجارية‪،‬‬
‫كالسفتجة والشيك والسند ألمر‪ ،‬وتنتظر احلصول على قيمة الورقة التجارية يف املوعد احملدد‪،‬‬
‫لكن ضرورات نشاط االستغالل كثريا ما جتعل املؤسسة حاملة الورقة التجارية حباجة إىل املال لتسوية‬
‫التزاماهتا‪ ،‬فتلجأ إىل حتصيل قيمتها يف شكل سيولة من خال ل خصمها لدى البنك‪ ،3‬ويعتّب أكثر أشكال‬
‫القروض قصرية األجل استعماال‪.‬‬
‫وتعتّب عملية اخلصم قرضا ابعتبار أن البنك يعطي ماال إىل حاملها‪ ،‬وينتظر اتريخ االستحقاق لتحصيل‬
‫هذا الدين‪ ،‬كما ميكن هلذا األخري إعادة خصمها لدى البنك املركزي إذا احتاج البنك حامل السند إىل السيولة‪،‬‬
‫وهذا مقابل مثن يسمى سعر اخلصم‪.4‬‬
‫ويشكل هذا النوع من القروض خماطرة كّبى ابلنسبة للبنك‪ ،‬إذا كان هناك إصدار شيك بدون رصيد‪،‬‬
‫يرجع الشيك املخصوم غري مدفوع‪ ،‬إذا كان املستفيد من الشيك غري قادر على الدفع يتحمل املصرف النتائج‬
‫املالية‪ ،‬يف مثل هذا يكون ضحية جرمية نصب واحتيال اليت ميكن أنتكون مدبرة بني صاحب الشيك واملستفيد‬
‫هبدف احلصول على سيولة على حساب البنك‪ ،‬فإذا أخذ املصريف الشيك بكل ثقة من أجل اخلصم‪ ،‬ال يكون‬

‫‪-1‬املادة ‪543‬مكرر‪ 2‬من القانون التجاري اجلزائري تنص‪" :‬سند اخلزن هو سند يسمح للمودع ابالقرتاض على قيمة البضائع املودعة ابملخزن‪ . . .‬وتشكل البضاعة‬
‫املودعة حينئذ ضمان تسديد املبلغ املقرتض عند االستحقاق‪" .‬‬
‫‪2-A. ben Halima, op.cit., p. 64.‬‬
‫‪-3‬فريدة خبراز يعدل‪ ،‬تقنيات وسياسات التسيري املصريف‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة‪ ،2005 ،3‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -4‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ ،66‬واملادة ‪ 02‬النظام رقم ‪ 01/2000‬املؤرخ يف ‪ 13‬فيفري ‪ ،2000‬يتعلق إبعادة اخلصم والقروض املمنوحة للبنوك‬
‫واملؤسسات املالية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬املؤرخ يف ‪ 12‬مارس ‪ ،2000‬ص‪ .21‬واملادة ‪ 41‬من االمر ‪ 11-03‬املتعلق ابلنقد والقرض املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫مسئوال‪ ،‬أما إذا تصرف إبرادة مبيتة لتبديد أموال البنك لصاحل الغري فهذه جرمية‪ ،‬ويتبني هذا إذا واصل البنكي‬
‫خصم الشيكات اليت رجعت غري مسددة‪ ،‬أو الزالت متنح لزابئن تسببوا يف إحلاق الضرر ابلبنك‪.1‬‬
‫ج‪ -‬االعتمادات بالتوقيع (‪)Les crédits par engagement‬‬
‫قد يقوم البنك بدور الكفيل للمؤسسة أمام دائن ما‪ ،‬وقد تتخذ الكفالة صورة ابتكرها العرف املصريف‪ ،‬فال‬
‫ختضع ملا تعرفه الكفالة من أحكام‪ ،‬فقد يكون البنك مبناسبة سحب ورقة جتارية من جانب املؤسسة‪ ،‬البنك بقبول‬
‫هذه الورقة تيسريا لتداوهلا‪ ،‬فيمكن الزبون عندئذ من خصمها بسهولة واحلصول على ما يريد من نقود لدى البنك‬
‫الذي يقوم خبصمها‪.2‬‬
‫وقد تشتبه الكفالة ابملعىن املتقدم مع عملية أخرى قريبة يقوم هبا البنك أو شركات التأمني وهي أتمني‬
‫املؤمن‪ ،‬لكن بني العمليتني‬
‫القرض‪ ،‬ووجه الشبه بينهما‪ :‬أن عدم وفاء املدين ابلدين حيرك التزام كل من الكفيل و َ‬
‫فروقا كبرية؛ فاهلدف من كل منهما هو أتمني أو ضمان القرض وفاء الدين‪ ،‬تفادي خطر عدم السداد‪ ،‬ولكن‬
‫الكفيل اذ يتدخل فهو يساعد املدين ويقوي ائتمانه ابحلصول على ما يريد من النقود ألجل‪ ،‬كونه هو الذي يّبم‬
‫التأمني‪ ،‬ويؤمن نفسه ضد خماطر ختلف املدين عن الوفاء‪ ،‬كما أنه يف الكفالة يتعهد الكفيل بعلم املدين أو بغري‬
‫علمه‪.3‬‬
‫وقبل أن يقبل البنك كفالة املؤسسة االقتصادية عليه أن يدرس خماطر هذه الكفالة من عدة جوانب‪ ،‬ومن‬
‫مث وجب عليه التحقق من‪:4‬‬

‫‪ -‬املركز املايل للمؤسسة اليت تطلب كفالتها‪ ،‬ولذلك عادة ما يلجأ البنك إىل االطالع على الوضعية املالية‬
‫للمؤسسة (امليزانية‪ ،‬األرابح واخلسائر)‪.‬‬

‫‪ -‬املؤسسة طالبة الكفالة من حيث يسرها وأمانتها وكفاء ة مسرييها‪.‬‬

‫‪ -‬االلتزام املتخذ من طرف البنكي ينصب على مبلغ حمدد ومدة حمددة‪.‬‬

‫‪ -1‬سعدوين معمر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ .17‬واملادة ‪ 374‬من قانون العقوابت‪( :‬يعاقب ابحلبس من سنة إىل مخس سنوات وبغرامة ال تقل عن قيمة الشيك)‪.‬‬
‫‪ -2‬علي مجال الدين عوض‪ ،‬عمليات البنوك من الوجهة القانونية‪ ،‬املكتبة القانونية‪ ،‬مصر‪ ،1993 ،‬ص ‪.559‬‬
‫‪ -3‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.561‬‬
‫‪ -4‬سعدوين معمر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪18‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫فهذا النوع من القروض يشكل توقيع البنك لضمان التزامات املؤسسة اجتاه الغري يف حدود مبلغ معني وملدة‬
‫معينة مقابل عمولة‪.‬‬
‫د‪ -‬االعتماد المستندي (‪)Le crédit documentaire‬‬
‫جما ل استعماله هو متويل العمليات اليت تقوم هبا املؤسسة مع اخلارج على املدى القصري‪ ،‬وهي مرتبطة‬
‫فعال بني‬
‫مورد خارج الوطن‪ ،‬ودور البنك هنا هو وسيط َ‬
‫أساسا بشراء املواد األولية الضرورية للعملية اإلنتاجية من َ‬
‫املنشأة واملورد‪ .‬وهو يتخذ شكل وثيقة مصرفية يرسلها املصرف بناء على طلب من زبونه إىل مصرف آخر يف‬
‫اخلارج‪ ،‬وهو يتوىل مباشرة عقد البيع بني الزبون (املؤسسة املستوردة) والبائع(املورد)‪ ،‬ويهدف هذا االعتماد اىل‬
‫تسديد مثن الصفقة للبائع األجنيب إذا قام هذا األخري فعال بتجهيز البضاعة‪ ،1‬الذي بدوره يتسلم املبلغ يف بلده‬
‫من املصرف املوجود يف دولته‪ ،‬وهو مراسل املصرف األول الذي تعهد ابلدفع‪.2‬‬
‫واالعتماد املستندي مل يكن حمالًّ لتنظيم تشريعي حىت يومنا هذا‪ ،‬وإمنا حتكمه املمارسات والعرف والقضاء‪،‬‬
‫وهو ليس له صفة اإللزام بل يستمد قوته من اتفاق األطراف‪ ،‬املشرتي والبائع والبنك‪.3‬‬
‫ويف مثل هذا النوع من االعتمادات قد يطلب البنك من املؤسسة املستوردة تقدمي ضماانت‪ ،‬وختتلف‬
‫الضماانت املطلوبة ابختالف وضعية املؤسسة جتاه البنك‪ ،‬فقد تكون قيما منقولة كاألوراق املالية أو التجارية‪ ،‬أو‬
‫تكون عبارة عن عقارات أو جزء من املخزون‪ ،‬كما قد تطلب توقيع طرف اثلث كضامن للتعاقد‪ ،‬أو تطلب سداد‬
‫الفائدة مقدما‪ ،‬مع سداد قيمة القرض على دفعات‪.4‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التمويل متوسط األجل (‪)Le financement à moyen terme‬‬
‫يقصد ابلتمويل طويل األجل تلك األموال اليت حتصل عليها املؤسسة من ابقي املتعاملني االقتصاديني‪،‬‬
‫سواء يف صورة أموال نقدية أو أصول‪ ،‬واليت عادة ما تكون مدة استحقاقها ترتاوح ما بني ‪2‬اىل‪7‬سنوات‪ ،‬وتكون‬

‫‪ -1‬قرار احملكمة العليا‪ ،‬قضية بنك التنمية احمللية ضد شركة اهلندسة والدراسات‪ ،‬اجمللة القضائية‪ ،‬العدد‪ ،2007 ،2‬ص‪" :342‬وحيث أنه ابلرجوع للعقد املّبم بني‬
‫الطرفني‪ ،‬يتبني أن البنك القائم بتحويل األموال تنفيذا لقرض مستندي غري مسؤول على مواصفات السلع وال على مطابقتها ووزهنا‪." ..‬‬
‫‪ -2‬زايد رمضان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪ -3‬مصطفى كمال طه‪ ،‬البنوك‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،1991 ،‬ص ‪.431‬‬
‫‪-4‬أمحد بوراس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪19‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫هذه القروض موجهة لتمويل نشاطات االستثمار‪ ،‬فهي موجهة لشراء وسائل اإلنتاج‪ ،1‬ويف هذا النوع من التمويل‬
‫يكون البنك معرضا لنوعني من املخاطر‪ :‬خطر التجميد‪ ،‬وخطر عدم السداد‪ .‬فاألول يتحقق ألن البنك بذلك قد‬
‫مجد أمواله لفرتة زمنية معينة‪ ،‬حيث ال ميكن استعماهلا يف متويل عمليات أخرى‪ ،‬ألنه رهن أمواله لدى املنشأة‬
‫االقتصادية لفرتة ليست ابلقصرية‪ ،‬وأن احتمال عدم السداد ممكن وابلتايل يتحقق اخلطر الثاين‪ ،‬فالفرتة طويلة قد‬
‫حتدث فيها متغريات‪ ،‬وجند ضمن هذه اآللية من التمويل‪ ،‬قروض املدة‪ ،‬وقروض التجهيزات‪.‬‬
‫أوال‪ :‬قروض المدة (‪)Crédit de terme‬‬
‫هي قروض متوسطة األجل ترتاوح مدهتامابني‪3‬و‪7‬سنوات‪ ،‬األمر الذي يعطي املؤسسة املمولة االطمئنان‬
‫واألمان‪ ،‬ويقلل من خما طر التمويل‪ ،‬ألن درجة املخاطرة يف التمويل قصري األجل تكون عالية ابلنسبة للمؤسسة‬
‫االقتصادية‪ ،‬ألنه إذا وصل اتريخ استحقاق القرض فإنه من احملتمل أال يوافق البنك على جتديد القرض‪ ،‬أو أن‬
‫جيدد بشروط قاسية‪ ،‬كأن يكون معدل الفائدة مرتفعا‪ ،‬حيث يفرض معدل الفائدة على أساس املدة اليت اُستخدم‬
‫فيها القرض‪ ،‬أما جتديده فيتم على أساس أسعار الفائدة السائدة يف السوق‪.2‬‬
‫أما من جهة البنك املمول فهو معرض خلطر جتميد األموال‪ ،‬وخطر عدم السداد‪ ،‬حيث هذه الفرتة طويلة‬
‫نوعا ما ميكن أن حتدث فيها متغريات سواء تعلقت ابملؤسسة االقتصادية يف حد ذاهتا‪ ،‬أو متغريات خارجية تؤثر‬
‫على نشاطها وابلتايل على رحبيتها‪ ،‬ومن مث على قدراهتا على الوفاء ابلتزاماهتا‪ ،‬هذا جيعل البنك كذلك معرضا‬
‫خلطر نقص السيولة‪ ،‬وميكن أن يتفادى ذلك إبمكانية إعادة خصم هذه القروض لدى مؤسسة مالية أخرى أو‬
‫لدى البنك املركزي‪ .‬حيث يسمح هذا للبنك ابحلصول على السيولة يف حال احلاجة اليها دون انتظار أجل‬
‫استحقاق القرض الذي منحه للمؤسسة االقتصادية‪.3‬‬
‫تسدد قروض املدة عادة على أقساط دورية متساوية‪ ،‬وأن القرض يتم تسديده من التدفقات النقدية الناجتة‬
‫عن األصل الذي موله البنك‪ ،4‬ويف هذا ختفيض من احتمالية اخلطر على كل من املؤسسة االقتصادية من حيث‬

‫‪-1‬شاكر القزويين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.106‬‬


‫‪ -2‬حممد أمين عزت امليداين‪ ،‬اإلدارة التمويلية‪ ،‬مكتبة العبيكان‪ ،‬السعودية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،1999 ،‬ص ‪.502‬‬
‫‪ -3‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪ -4‬حممد أمين عزت امليداين‪ ،‬اإلدارة التمويلية يف الشركات‪ ،‬جامعة الظهران‪ ،‬السعودية‪ ،1993 ،‬ص ص‪.473-472 .‬‬
‫‪20‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ختفيف عبء الدفعات على املقرتض‪ ،‬كما تؤمن للبنك اسرتجاع أمواله تدرجييا‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬قروض التجهيزات (‪)Crédits d'équipements‬‬
‫عندما تقوم الشركة بشراء آالت أو جتهيزات فإهنا تستطيع احلصول على متويل متوسط األجل بضمانة هذه‬
‫املوجودات‪ ،‬حيث اجلهة املمولة(البنك) ميول مابني‪70‬و‪%80‬من قيمة التجهيزات وتبقى‪20‬اىل‪ % 30‬تدفعها‬
‫الشركة املمولة‪ ،2‬ويوجد شكالن مينح مبوجبهما قروض التجهيزات ومها‪:‬‬
‫أ‪ -‬عقود البيع المشروطة (‪)Des contrats de vente conditionnelles‬‬
‫يف ذا النوع من القروض يقوم البنك ابالحتفاظ مبلكية التجهيزات إىل أن تقوم الشركة بتسديد كافة‬
‫األقساط املطلوبة‪ ،‬فتقدم دفعة أولية عند الشراء وتصدر كمبياالت بقيمة األقساط املتبقية من قيمة األصل‪،‬‬
‫وعندما يتم التسديد ابلكامل يقوم البنك بنقل ملكية األصل إىل الشركة‪ ،‬أما إذا ختلفت عن السداد فانه ميكن‬
‫للبنك االستيالء على التجهيزات وبيعها إىل عميل آخر‪.‬‬
‫ب‪ -‬القروض المضمونة (‪)Les crédits garantis‬‬
‫ويكون ذلك يف حال استخدام التجهيزات كضمانة للحصول على قرض بنكي فيتم ذلك عن طريق رهن‬
‫التجهيزات لصاحل البنك املمول‪ ،‬مع وضع حجز على التجهيزات متنع الشركة املقرتضة من إمكانية التصرف فيها‪،‬‬
‫ذلك كضمان للبنك يف احلصول على التجهيزات وبيعها يف السوق إذا ختلفت الشركة عن تسديد دفعات‬
‫القرض‪.3‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التمويل طويل األجل (‪)Le financement à long terme‬‬
‫انه غالبا ما حيدث وأن تكون املؤسسة االقتصادية يف حاجة إىل األموال من أجل التوسع يف نشاطها‪ ،‬أومن‬
‫أجل قامة استثمارات جديدة‪ ،‬هذا كله حيتاج ألموال كثرية وملدة طويلة كافية لتحقيق العوائد املتوخاة‪ .‬هذه املدة‬
‫قد تتجاوز‪7‬سنوات لتصل اىل ‪ 25‬سنة أو أكثر يف بعض القطاعات الضخمة‪ ،‬وعادة ما تطلب البنوك ضماانت‬
‫نتيجة الرتفاع درجة املخاطرة يف مثل هذه اآلليات من التمويل‪ ،‬ويتخذ إجراءات وقائية‪ ،‬ألن البنك يف هذه احلالة‬

‫‪-1‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬أساسيات االستثمار والتمويل‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص‪.457 .‬‬
‫‪-2‬منري إبراهيم هندي‪ ،‬األوراق املالية وأسواق رأس املال‪ ،‬مركز الدالتا للطباعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1996 ،‬ص‪.120 .‬‬
‫‪ -3‬حممد أمين عزت امليداين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ .502‬وعبد الغفار حنفي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫‪21‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫يرهن أمواله لدى املؤسسة االقتصادية ملدة طويلة حتدث خالهلا متغريات داخلية أو خارجية‪ ،‬فتكون احتمالية عدم‬
‫التسديد ممكنة‪ ،‬أو يكون هناك أتخر يف السداد‪ ،‬ومن هذه اآلليات جند‪ :‬التمويل عن طريق األسهم والسندات‪،‬‬
‫والقروض طويلة األجل‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التمويل عن طريق األسهم (‪)Le financement par les actions‬‬

‫العادية (‪)Les actions ordinaires‬‬


‫ّ‬ ‫أ‪ -‬األسهم‬

‫تعتّب من مصادر التمويل الداخلي املرغوب فيها‪ ،‬ألهنا جتعل منشآت األعمال أقل عرضة للضرر الناتج عن‬
‫اخنفاض املبيعات واملكاسب‪ ،‬وعند إصدار املزيد منها خيفض نسبة االقرتاض‪ ،‬إال أن إصدار األسهم العادية يعين‬
‫زايدة عدد املسامهني يف املؤسسة‪ ،‬وابلتايل املزيد من التدخل والرقابة يف تسيري املؤسسة‪ ،1‬ومنه صعوبة اختاذ القرار‪.‬‬
‫إال أن خماطرها جلية على املؤسسة‪ ،‬من حيث أسعارها املستقبلية واألرابح اليت حتققها‪ ،‬فشراء السهم هو عملية‬
‫خماطرة على رأس املال وعلى املداخيل‪.‬‬
‫أما ابلنسبة حلملة األسهم ال ميكن مكافأهتم إال إذا حققت املؤسسة أرابحا صافية‪ ،‬يضاف إىل ذلك أن‬
‫محلة األسهم العادية أيتون يف ذيل القائمة يف حصوهلم على نصيب يف صايف التصفية يف حال إفالس املؤسسة اليت‬
‫أصدرت األسهم العادية‪.‬‬
‫ب‪ -‬األسهم الممتازة (‪)Les actions privilégiées‬‬
‫تعتّب األسهم املمتازة بديال من بدائل التمويل اليت ميكن أن تعتمدها بعض املؤسسات‪ ،‬وذلك بسبب املزااي‬
‫اليت ميكن أن تتحصل عليها من خالهلا‪ ،‬ألهنا غري ملزمة قانوان إبجراء توزيعات‪ ،‬وأن التوزيعات حمدودة‪ ،‬وليس‬
‫حلملة األسهم املمتازة احلق يف التصويت‪ ،‬وابلتايل ليس هلم متثيل يف جملس إدارة املؤسسة‪ ،2‬وأن إصدار املزيد من‬
‫األسهم املمتازة يساهم يف ختفيض نسبة األموال املقرتضة‪ ،‬إال أن ما يعاب عليها ارتفاع تكلفتها نسبيا‪ ،‬ألهنا ال‬

‫‪-1‬املادة‪715‬مكرر‪ 42‬من القانون التجاري اجلزائري‪":‬األسهم العادية هي األسهم اليت متثل اكتتاابت ووفاء جلزء من رأمسال شركة جتارية ومتنح احلق يف املشاركة يف‬
‫اجلمعيات العامة واحلق يف انتخاب هيئات التسيري أو عزهلا واملصادقة على كل عقود الشركة أو جزء منها وقانوهنا األساسي أو تعديله ابلتناسب مع حق‬
‫التصويت الذي حبوزهتا مبوجب قانونه األساسي أو مبوجب القانون‪ .‬ومتنح عالوة على ذلك احلق يف حتصيل األرابح عندما تقرر اجلمعية العامة توزيع كل الفوائد‬
‫الصافية احملققة أو جزء منها‪" .‬‬
‫‪ -2‬حممد أمين عزت امليداين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.511 .‬‬
‫‪22‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫حتقق وفرات ضريبية للمؤسسة‪ ،‬وأن محلة األسهم املمتازة يتعرضون ملخاطر أكّب من تلك اليت يتعرض هلا املقرضون‬
‫الذين يتحصلون على فوائد اثبتة‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬التمويل عن طريق السندات (‪)Le financement par les obligations‬‬
‫وهنا نكون أمام أسلوب من االقرتاض تلجأ فيه املؤسسة إىل الغري القرتاض مبلغ مايل يوزع على أساس قيم‬
‫متساوية‪ ،‬فالسند اتفاق تعهدي مكتوب مفوض خبتم الطرف الذي أنشأه‪ ،‬يتعهد فيه بد فع املبلغ املايل احملدد هبذا‬
‫االتفاق مضافا إليه فائدة دورية مع دفعها لصاحبها يف اتريخ استحقاقه‪ ،2‬وهذا النوع من القروض له مزااي منها‪:‬‬

‫‪ -‬استغالل أموال الغري ملدة طويلة يف الدورات االستثمارية دون إشراكهم يف القرارات اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -‬زايدة وسائل التمويل املتاحة للمؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬حتقيق وفرة ضريبية‪ ،‬ألن السندات تعتّب دين على املؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬ومبقارنة السند ابلسهم فان السند أقل خطورة‪ ،‬فاملداخيل املنتظرة سنواي معروفة مسبقا‪ ،‬على عكس‬
‫مداخيل السهم تتميز ابلعشوائية‪ ،‬حيث ميكن أن ينتج عن السهم خطر يتمثل يف إمكانية إفالس اجلهة اليت‬
‫أصدرته‪ ،‬وابلتايل يكون استيفاء صاحب السند حقه قبل صاحب السهم‪.‬‬
‫د‪ -‬القروض طويلة األجل (‪)Les crédits à long terme‬‬
‫إن التمويل عن طريق القروض هو تنازل مؤقت من أحد الطرفني لآلخر على املال على أمل استعادته منه‬
‫فيما بعد مع الفوائد‪ ،‬وإىل حني حتقق ذلك فإن القروض تشكل واحدا من مصادر التهديدات ابلنسبة للبنك‪،‬‬
‫تتمثل يف التغريات اليت قد تطرأ بني حلظة منح القروض وحلظة اسرتجاعها‪ ،‬اليت يف هذا النوع من القروض درجة‬
‫املخاطرة عالية لطول األجل‪ ،‬فكل حادث أو تعثر يف تنفيذ املشروع يف مرحلة من مراحله قد يؤدي إىل تقليص‬
‫حظوظ تسديد أقساط التمويل يف آجاهلا‪ ،‬وعليه فان املصريف يلجأ إىل طلب ضماانت عينية لضمان اسرتجاع‬

‫‪-1‬أمحد بوراس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .55 .‬وعثمان رفعت إمساعيل‪ ،‬متويل املشروعات‪ ،‬مطبعة العابدين‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1996 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬حممد حبار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.11 .‬‬
‫‪23‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫متويله أصال وفوائدا‪ .1‬وعادة ما يتم االتفاق بني الشركة والبنك املقرض هلا على معدل الفائدة‪ ،‬واتريخ االستحقاق‬
‫وطريقة السداد‪ ،‬وما إذا كان مرة أ وعلى دفعات‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آليات التمويل المستحدثة‬

‫يف أواخر القرن العشرين ظهرت بعض أساليب التمويل اليت أصبحت تعتمد عليها املؤسسات بغرض احلد‬
‫من بعض املخاطر واليت كانت تواجهها يف إطار اآلليات التقليدية كمخاطر التقادم التكنولوجي‪ ،‬خماطر التخلف‬
‫عن السداد ومن هذه اآلليات املستحدثة جند‪ ،‬االعتماد االجياري‪ ،‬عقد حتويل الفاتورة‪ ،‬ورأس مال املخاطر‪.‬‬
‫األول‪ :‬االعتماد االيجاري (‪)Le crédit-bail‬‬
‫الفرع ّ‬
‫جاء هذا النوع من التمويل للتخفيف من أعباء املؤسسة عند قيامها ابالستثمار ألول مرة‪ ،‬ووفقا هلذا النظام‬
‫يقوم املؤجر‪-‬وعادة ما يكون بنكا أو مؤسسة مؤجرة متخصصة إبعطاء املستأجر معدات معينة‪ ،‬وإذا اطمأن‬
‫املؤجر إىل سالمة املركز املايل للمؤسسة وخّبهتا يقوم إببرام عقد اإلجيار‪ ،‬حيث من خالله يؤجر البنك هذه‬
‫املعدات مع حساب تكاليف الشراء وعائد مناسب‪ ،‬وال يتحمل أية تكاليف للصيانة أو اإلصالح أو التأمني أو‬
‫الضرائب أو املخاطر‪ ،‬حيث يتحملها املستأجر ابلكامل‪ ،2‬ويتاح للمستأجر يف العقد فرصة الشراء للمعدات يف‬
‫هناية عقد اإلجيار مقابل ما تبقى من تكلفة الشراء‪ ،3‬حيث يتم السداد بواسطة أقساط ‪ -‬تسمى مثن اإلجيار‪-4‬‬
‫عند هناية العقد‪ .‬ويف هذه احلالة تنتقل امللكية القانونية للمعدات للمؤسسة املستأجرة‪ ،‬وأما أن تطلب هذه األخرية‬
‫جتديد عقد اإلجيار وفق شروط جديدة كخيار اثن‪ ،‬وابلتايل تستفيد لفرتة أخرى من حق استعمال هذا األصل‬
‫دون أن تكتسب ملكيته‪ ،‬وأما أن متتنع عن جتديد العقد‪ ،‬ومتتنع عن الشراء كخيار اثلث‪ ،‬وابلتايل إرجاع العني‬
‫املؤجرة إىل البنك‪.5‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 112‬من قانون النقد والقرض ‪ 10-90‬املعدلة واملتممة ابملادة ‪ 68‬الفقرة ‪ 01‬من األمر ‪ 11-03‬تنص‪" :‬تشكل عملية قرض يف تطبيق هذا القانون كل‬
‫عمل لقاء عوض‪ ،‬يضع مبوجبه شخص ما أو يعد بوضع أموال حتت تصرف شخص آخر‪ ،‬أو أيخذ مبوجبه وملصلحة الشخص اآلخر التزاما ابلتوقيع كالضمان‬
‫االحتياطي أو الكفالة‪ ،‬أو الضمان‪" .‬‬
‫‪-2‬حممد أمين عزت امليداين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.505‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 68‬من األمر‪ 11-03‬املعدل واملتمم ابألمر رقم ‪ 04-10‬املتعلق ابلنقد والقرض تنص‪" :‬تعتّب مبثابة قرض‪ ،‬عمليات اإلجيار املقرونة حبق خيار للشراء‬
‫السيما عمليات القرض مع إجيار‪." .‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 14‬من األمر ‪ 09-96‬املتعلق ابالعتماد اإلجياري‪ ،‬الصادر يف ‪ 10‬يناير ‪ 1996‬تنص‪ . . ." :‬سعر شراء األصل املؤجر مقسما اىل مستحقات متساوية‬
‫املبلغ تضاف اليها القيمة املتبقية اليت جيب دفعها عند مزاولة حق اخليار ابلشراء‪" . . .‬‬
‫‪-5‬املادة ‪ 16‬من األمر السابق‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫انطالقا من الدوافع السابقة تبقى املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬وبقدراهتا املالية احملدودة هي األكثر‬
‫استخداما هلذا األسلوب من التمويل‪ ،‬الذي له أشكال ختتلف ابختالف مدة ومصري عقد االئتمان ونوعية‬
‫وموضوع السلع حمل االئتمان‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االعتماد االيجاري العملي (‪)Crédit-bail opérationnel‬‬
‫يف هذا النوع من التأجري يستخدم املستأجر األصل خالل مدة زمنية قصرية مقارنة ابلعمر اإلنتاجي له‪،‬‬
‫هلذا فان ملكية األصل تبقى يف حوزة البنك املؤجر‪ ،‬ويكون هذا التأجري مرفقا بتوفري خدمات أخرى‪ ،‬أي ما‬
‫يعرف ابستئجار اخلدمات‪.‬‬
‫فهنا البنك املؤجر يتحمل مسؤولية الصيانة وتوريد قطع الغيار للمنشأة املؤجرة‪ ،1‬حيث أن هذا األصل ال‬
‫يتم اهتالكه ابلكامل‪ ،‬حيث يتجه البنك املؤجر بعد ذلك إىل أتجريه أو بيعه بعد استعادته من املؤسسة املستأجرة‬
‫يف هناية فرتة التأجري‪ ،‬لذا فان إمجايل أقساط االستئجار ال تساوي تكلفة حمل التأجري‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬االعتماد اإليجاري المالي (‪)Crédit-bail financier‬‬
‫حسب نص املادة ‪ 2‬الفقرة ‪ 2‬من األمر السابق‪" :‬تدعى عمليات االعتماد اإلجياري (ابعتماد اجياري‬
‫مايل) يف حالة ما إذا نص عقد االعتماد اإلجياري على حتويل لصاحل املستأجر‪ ،‬كل احلقوق وااللتزامات واملنافع‬
‫واملساوئ واملخاطر املرتبطة مبلكية األصل املمول عن طريق االعتماد اإلجياري‪ ،‬ويف حالة ما إذا يضمن هذا األخري‬
‫املستثمرة‪." . . .‬‬
‫َ‬ ‫للمؤجر حق استعادة نفقاته من رأس املال واحلصول على مكافأة على األموال‬
‫هذا يعين أن هذه العملية تعاقدية مبقتضاها يقوم مالك األصل حمل العقد مبنح املنشأة حق االنتفاع من‬
‫أصل معني ختتاره‪ ،‬خالل فرتة زمنية حمددة مقابل مبلغ تدفعه بشكل دوري يضاف إليه مكافأة هذه األموال‬
‫املستثمرة‪ ،‬وتتحمل األعباء مبا فيها املخاطر املرتبطة هبذه العملية‪.3‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 2‬فقرة ‪ " :3‬تدعى عمليات االعتماد اإلجياري (ابعتماد اجياري عملي) يف حالة ما إذا مل حيول لصاحل املستأجر‪ ،‬كل أو تقريبا كل احلقوق وااللتزامات‬
‫واملنافع واملساوئ واملخاطر املرتبطة حبق ملكية األصل املمول‪ ،‬واليت تبقى لصاحل املؤجر وعلى نفقاته‪" .‬‬
‫‪ -2‬حممد كمال خليل احلمزاوي‪ ،‬اقتصادايت االئتمان املصريف‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬طبعة‪ 2‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص‪.423 .‬‬
‫‪ -3‬الواسعة زرارة صاحلي‪ ،‬مقال‪ :‬عقد االعتماد اإلجيار لألصول املنقول‪ ،‬جملة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،28-27‬نوفمّب ‪ ،2012‬ص ‪-355‬‬
‫‪.356‬‬
‫‪25‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ثالثا‪ :‬القرض االيجاري للمنقول (‪)Crédit-bail mobilier‬‬


‫القرض االجياري للمنقول هو تصرف قانوين يشمل ثالثة أطراف‪ ،‬البائع‪ ،‬البنك املشرتي‪ ،‬واملنشأة‬
‫املستأجرة‪ ،‬فالبنك يقوم ابقتناء مال منقول جتهيزات‪ ،‬معدات مهنية‪ ،‬سيارات‪ ،‬أجهزة‪ ،‬وذلك بغرض أتجريها‪،‬‬
‫وابنقضاء مدة اإلجيار املتفق عليها بني البنك واملنشأة‪ ،‬هذه األخرية هلا اخليار يف الشراء بثمن يتفق عليه يف‬
‫العقد‪ ،1‬إن مدة هذا العقد تقيد على املدى املتوسط‪ ،‬وجيب التمييز هنا بني االعتماد اإلجياري والبيع واإلجيار‪،‬‬
‫فاالعتماد اإلجياري هو ائتمان ابعتباره يتضمن تسليم مال دون استيفاء كل مثنه يف احلال‪ ،‬وهو ليس بيعا حمضا‬
‫ألن حقوق التملك ال تنتقل مبجرد إمتام العقد‪ ،‬وهو ليس إجيارا حمضا ألن األقساط هنا مرتفعة‪ ،2‬أما فيما خيص‬
‫حقوق والتزامات األطراف يف مثل هذا النوع من القروض‪ ،‬فآاثره تظهر ابعتباره آلية من آليات التمويل وضمان يف‬
‫نفس الوقت وابلتايل فهو يضمن للمستأجر االنتفاع ابلعني املؤجرة وللمؤجر حق امللكية على الشيء املؤجر أو‬
‫انتقاهلا للمستأجر إذا رغب هذا األخري يف ذلك‪.3‬‬
‫أ‪ -‬حق المستأجر على الشيء‬

‫املستأجر له احلق يف استعمال الشيء حمل القرض اإلجياري‪ ،‬ولكن مقتضيات العقد متنع عليه أن يعيد‬
‫إجياره للغري‪ ،4‬وأن عدم احرتام ذلك ينتج عنه جرمية خيانة األمانة‪.‬‬
‫ب‪ -‬حق المستأجر تجاه البنك‬

‫يف حالة عدم التسديد اجلزئي يف آجال االستحقاق املتفق عليها يف العقد‪ ،‬فإن العقد ينص عادة على‬
‫الفسخ االتفاقي للعقد مع اسرتجاع األصل املؤجر حمل القرض‪ ،‬إضافة إىل ذلك تقوم املؤسسة املستأجرة بتقدمي‬
‫تعويض‪ ،‬وعندما يتم عدم التسديد يف بداية تنفيذ العقد‪ ،‬فان صاحب امللكية (البنك) يسرتجع عتاده‪ ،‬ويستفيد‬
‫إضافة إىل ذلك من مبلغ إجيار عدة سنوات‪.5‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 7‬من األمر السابق‪.‬‬


‫‪ -2‬الواسعة زرارة صاحلي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.346-345‬‬
‫‪ -3‬الواسعة زرارة صاحلي‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.352‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 9‬من األمر السابق‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 13‬من األمر السابق‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫‪1‬‬
‫رابعا‪ :‬القرض االيجاري للعقار (‪)Crédit-bail immobilier‬‬
‫إن هذا النوع من القروض يشبه إىل حد كبري القرض االجياري للمنقول‪ ،‬إال أن االختالف يكمن يف‪:‬‬

‫‪ -‬حمل القرض االجياري العقاري يرد على العقارات‪.‬‬

‫‪ -‬مدة القرض اإلجياري العقاري طويلة ترتاوح بني ‪10‬سنوات إىل ‪25‬سنة‪.‬‬
‫وخيضع هذا النوع من القرض لإلشهار العقاري‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التمويل عن طريق عقد تحويل الفاتورة (‪)Le factoring‬‬
‫لقد اختلف فقهاء القانون يف إعطاء تعريف موحد وشامل ملفهوم حتويل عقد الفاتورة‪:2‬‬

‫‪ -‬حيث عرفته الغرفة التجارية الوطنية للمستشارين املاليني بفرنسا‪" :‬حتويل للحقوق التجارية من مالكها‬
‫للوكيل أو الوسيط الذي يتحمل مهمة حتصيلها وضمان الوفاء النهائي يف حالة اإلعسار املؤقت أو النهائي‬
‫للمدين مقابل عموالت هذا التدخل‪" .‬‬

‫‪ -‬كما عرفه بعض الفقهاء‪" :‬أسلوب حتصيل وضمان خطر عدم الوفاء ومتويل بواسطة حتويل احلقوق‪".‬‬

‫‪ -‬أما املشرع اجلزائري‪ ،‬فان هذا النوع من التمويل مل يقرر إال مؤخرا بصدور املرسوم التشريعي ‪08-93‬املؤرخ‬
‫‪3‬‬
‫يف‪25‬أفريل‪1993‬املتضمن القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫فعقد حتويل الفاتورة هو آلية متويل قصرية األجل مستحدثة ميكن للمؤسسة االقتصادية استخدامها من‬
‫أجل احلصول على قيمة فواتريها اآلجلة من بنك أو مؤسسة مالية متخصصة تتوىل عملية حتصيل قيمة هذه‬
‫الفواتري اآلجلة وتتحمل خماطر عدم التسديد مقابل أجر‪ ،‬فهنا البنك حيل حمل املنشأة مبقتضى اتفاق مّبم بني‬
‫الطرفني‪.4‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 8‬من األمر السابق‪.‬‬


‫‪ -2‬أمحد بوراس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.111 .‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 543‬مكرر ‪ 14‬من املرسوم السابق تنص‪" :‬عقد حتويل الفاتورة هو عقد حتل مبقتضاه شركة متخصصة تسمى "وسيط" حمل زبوهنا املسمى "املنتمي" عندما‬
‫تسدد فورا هلذا األخري املبلغ التام لفاتورة ألجل حمدد انتج عن عقد وتتكفل بتبعة عدم التسديد‪ ،‬وذلك مقابل أجر‪" .‬‬
‫‪4-Francoise, Dekeuner, droit bancaire, France, édition Dalloz, 1999, p. 108.‬‬
‫‪27‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ويسمى البنك الذي يقوم ابلفاكتورينغ خدمة للمؤسسات املستفيدة من هذه اآللية ب(الفاكتور) الذي‬
‫يعتّب الوسيط يف هذه العملية‪ ،‬واملؤسسة االقتصادية اليت حبوزهتا احلساابت املدينة اليت يشرتيها الفاكتور مقابل أجر‬
‫يسمى(املنتمي) والطرف اآلخر ويسمى العميل‪ ،‬وهو الطرف املدين للمؤسسة االقتصادية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حقوق أطراف عقد تحويل الفاتورة‬

‫أ‪ -‬حقوق الفاكتور (البنك)‬

‫‪ -‬يقوم الفاكتور بتحصيل قيمة احلقوق موضوع الفواتري احملولة اليه‪ ،1‬حيث مبقتضى هذا التحويل يصبح‬
‫الفاكتور مالكا هلذه احلقوق اليت جيوز له التصرف فيها واالستفادة من ضماانهتا‪.2‬‬

‫‪ -‬من حق الفاكتور مراقبة املنتمي والعميل‪ ،‬حيث يسمح هلا هذا احلق االطالع على مركز‪ ،‬العميل فيكون‬
‫على علم بكل ما يطرأ من تغريات مما جيعله يتخذ اإلجراءات الوقائية حلماية مصاحله‪ ،‬ولتفادي املخاطر‬
‫اليت ممكن أن تنجم عن استمرارها يف التعامل مع هذا العميل‪.‬‬

‫‪ -‬وللفاكتور احلق يف العمولة نظري ما تقدمه من خدمات للمنتمي‪ ،‬ونظري ضمان خطر عدم الدفع يف حال‬
‫إعسار املدين‪ ،‬ابإلضافة إىل نسبة الفائدة كتعويض عن عملية التمويل املقدم واملدة اليت متتد من اتريخ‬
‫حتويل الفواتري إىل اتريخ استحقاقها‪.3‬‬

‫‪ -‬لكن قبول الفاكتور حتويل بعض الفواتري معناه ضمان حتصيلها من العميل (مدين املؤسسة االقتصادية)‪،‬‬
‫حيث إذا تعذر عليه ذلك بسبب إعسار أو إفالس املدين فال ميكن للفاكتور الرجوع على‬
‫املنتمي(املؤسسة)‪ ،‬ألن عقد حتويل الفاتورة ينص على أنه إذا حدثت خسائر يف التحصيل فهي عادة ما‬
‫تكون على الفاكتور‪ ،‬فهو الذي يتحمل عبء خطر عدم السداد‪.4‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 543‬مكرر‪ 17‬من املرسوم السابق‪" :‬ينظم الوسيط واملنتمي بكل حرية‪ ،‬وعن طريق االتفاق‪ ،‬الكيفيات العملية لتحويالت الدفعات املطابقة حلواصل‬
‫التنازل‪" .‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 543‬مكرر ‪" :18‬يرتتب عن حتويل الديون التجارية‪ ،‬نقل كل الضماانت اليت تتضمن تنفيذ االلتزامات لفائدة الوسيط‪" .‬‬
‫‪-3‬ترتاوح نسبة العمولة عادة بني ‪ %1 .0‬و‪ ،%5 .2‬أما نسبة الفوائد فترتاوح بني ‪ %5 .2‬و‪ ،%4‬عبد اجلليل بوداح‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.8 .‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 543‬مكرر ‪ 14‬السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫‪1‬‬
‫الممولة)‬
‫ّ‬ ‫ب‪ -‬حقوق المنتمي (المؤسسة االقتصادية‬

‫‪ -‬يعتّب اهلدف األساسي من إبرام عقد حتويل الفاتورة هو احلصول على اعتمادات تضمن للمؤسسة املنتمي‬
‫احلصول على احتياجاهتا من السيولة على اعتبار أن هذه العملية آلية متويل قصرية األجل موجهة لتمويل‬
‫نشاطات االستغالل‪ ،‬هذا يعطي للمؤسسة االقتصادية املستفيدة من هذه اآللية فرصة مواجهة التزاماهتا‬
‫اجتاه الغري يف آجاهلا‪ ،‬دون انتظار تسديد مدينيها للفواتري يف آجال الحقة‪.‬‬

‫‪ -‬كذلك من حقوق املنتمي تكليف الفاكتور ابالستقصاء عن بعض املعلومات اليت يراها هتمه‪ ،‬أو طلب‬
‫بعض االستشارات قبل إجراء أية صفقة جتارية‪ ،‬هذا حىت يكون على اطالع أبحوال السوق‪ ،‬وعلى دراية‬
‫أبحوال املتعاملني‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ثانيا‪ :‬خدمات الفاكتورينغ‬

‫‪ -‬توفري التمويل الالزم للورد أو املصدر الذي ابع الفواتري إىل الفاكتور مقابل سحب مبلغ نقدي قبل حلول‬
‫أجل استحقا ق هذه الفواتري مقابل نسبة الفائدة‪.‬‬

‫‪ -‬توفري احلماية االئتمانية عن طريق حتمل عبء املخاطر التجارية الناجتة عن عدم سداد مدين املؤسسة‬
‫للفواتري‪.‬‬

‫‪ -‬قيام الفاكتور أبعمال التحصيل للمستحقات لدى الغري يف تواريخ استحقاقها‪ ،‬ومتابعة حتصيلها يف حاالت‬
‫التأخر عن الدفع‪.‬‬
‫ومع ذلك يعاب على هذه اآللية أبهنا مرتفعة التكلفة‪ ،‬لوجود نسبة فائدة ونسبة عمولة قد تصل إىل‬
‫‪%4‬من رقم األعمال الناتج عن عملية التصدير‪ ،3‬وحسب الضماانت املرتبطة ابلدين‪ ،‬إضافة إىل جهل املتعاملني‬
‫االقتصاديني ملضمون هذه اآللية أدى إىل قلة استعماهلا‪.4‬‬

‫‪-1‬أمحد بوراس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬


‫‪ -2‬صليحة بن طلحة‪ ،‬وبوعالم معوشي‪ ،‬دور عقد حتويل الفاتورة يف متويل وحتصيل احلقوق‪ ،‬امللتقى الدويل حول سياسات التمويل وأثرها على االقتصادايت‬
‫واملؤسسات‪ ،‬مجعة حممد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬نوفمّب ‪.2006‬‬
‫‪3-J. Peyrard, Finance internationale d'entreprise, Vuibert, paris,1988, p. 159.‬‬
‫‪ -4‬سعدوين معمر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪29‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التمويل عن طريق رأس المال المخاطر (‪)Le capital-risque‬‬


‫رأمسال املخاطر آلية متويل مستحدثة‪ ،‬ال تقوم على تقدمي األموال فحسب‪ ،‬بل أيضا تقوم بتقدمي املساعدة‬
‫يف إدارة الشركة مبا حيقق هلا التطور‪.1‬‬
‫والبنك أو املؤسسة املالية اليت ت ْقدم على تقدمي رؤوس األموال الستثمارها مبخاطر مرتفعة تتوقع حتقيق عائد‬
‫مرتفع قد يصل اىل‪%30‬أو‪ %40‬يف الدول الكّبى‪ ،‬ولكن مع حتمل املخاطر كليا أو جزئيا يف حال فشل‬
‫املشروع املمول ومن دون تقدمي أي ضمان من املنشأة االقتصادية املمولة‪ ،‬فهذا العقد عبارة عن مشاركة‪ ،‬فشركات‬
‫رأس املال املخاطر تقوم على أساس املشاركة يف األرابح واخلسائر‪ ،‬أي املشاركة يف حتمل املخاطر وحتمل التكاليف‬
‫واقتسام األرابح‪ ،‬فهذه املؤسسات املالية وعن طريق هذه اآللية تقدم للشركة املمولة املال واخلّبة الفنية واإلدارية‬
‫لتطويرها وإصالحها‪ ،‬كما أن مؤسسات رأمسال املخاطر تدعم ماليا وفنيا املشروعات الناشئة‪ ،‬ملا تتميز به من قدرة‬
‫على التعامل مع املخاطر دون أن يتطلب ذلك ضماانت اليت قد تكون مكلفة‪ ،‬أو غري متاحة لدى املنشآت‬
‫الصغرية واملتوسطة‪ ،‬إذ تشري اإلحصاءات إىل أن نسبة التعثر داخل املشروعات اليت متوهلا مؤسسات رأس املال‬
‫املخاطر منخفضة إذا ما قورنت ابإلخفاقات اليت تعرفها إذا ما مت متويلها عن طريق القروض‪ ،2‬ويرجع ذلك إىل أهنا‬
‫تنتقي بعناية املشروعات ذات اآلفاق املرحبة مع وجود املشاركة والكفاءات القادرة على التصدي لكل أنواع‬
‫املخاطر بكل فاعلية‪ ،‬ودون إرهاق للمؤسسة االقتصادية بطلب ضماانت مرتفعة‪ ،‬أو فوائد عالية‪ ،‬ولكن مع متابعة‬
‫املشروع عن كثب‪ ،‬ألنه جيب أن تطمئن مؤسسة رأس املال املخاطر على حسن سري املشروع وفق اخلطة اليت‬
‫وضعت حني مت إنشاؤه‪ ،‬فذلك سيسمح ابكتشاف املصاعب اليت تواجهه يف الوقت املبكر وإجياد حلول مالئمة‬
‫هلا‪ ،‬ومنه محاية مصاحل املمول نفسه‪ ،‬ولذلك جرى العمل يف هذه اآللية أن البنك مىت مول مشروعا يعني ممثال عنه‬
‫يف جملس إدارة املؤسسة ملتابعة مسرية املشروع‪ .3‬لكن هذه امليزة تشكل عبئا على املنشأة‪ 4‬من خالل املشاركة يف‬
‫قرارات املشروع والتدخل يف توجيه مساره‪ ،‬كذلك املطالبة مببالغ مرتفعة يف حال جناحه السرتداد حصص‬

‫‪ -1‬مبارك باللطة وسليمان بلعور وعبد الوهاب دادن‪ ،‬مداخلة‪ :‬اآلليات املعتمدة من طرف اجلزائر يف متويل املشروعات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫وعلوم التسيري‪ ،‬اجلزائر‪ ،2003 ،‬ص‪.6 .‬‬
‫‪ -2‬عبد الباسط وفا‪ ،‬مؤسسات رأس املال املخاطر ودورها يف تدعيم املشروعات الناشئة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مطبعة اإلسراء‪ ،‬األردن‪ ،2001 ،‬ص‪.97 .‬‬
‫‪-3‬حممد حبار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.12 .‬‬
‫‪-4‬أمحد بوراس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.129 .‬‬
‫‪30‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫املخاطرين‪ ،‬وهذه نتيجة حتمية وعادلة ألهنم قد يفقدون أمواهلم اليت شاركوا هبا يف املشروع‪ ،‬إذا تعرض هذا األخري‬
‫ملخاطر تؤدي لفشل املشروع‪ ،‬ألن يف ذلك خماطرة كبرية‪ ،‬إال أن تدخل مؤسسة رأس املال املخاطر يف إدارة‬
‫املشروع ضمانة كبرية لنجاحه ملا ميلكه املختصون فيها من قدرة على التعامل مع املخاطر‪ ،‬واختاذ اإلجراءات‬
‫الكفيلة ابحلد منها والتصدي هلا يف الوقت املناسب‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬آليات التمويل اإلسالمية‬

‫إن البنوك اإلسالمية هي بنوك حديثة النشأة تسعى إىل التخلي عن سعر الفائدة حيث هلا مفهومها اخلاص‬
‫عن املعامالت املصرفية‪ ،‬فهي تقبل الودائع حتت الطلب وودائع االدخار واالستثمار طبقا ملبدأ املشاركة يف الربح‪،‬‬
‫أويف ظل صيغ أخرى من التمويل‪ ،‬كاملراحبة واملضاربة‪ ،1‬ويعد بنك الّبكة النموذج هلذا النوع من البنوك يف اجلزائر‪،‬‬
‫والذي يتوىل كل العمليات املصرفية وفقا للشريعة اإلسالمية‪.2‬‬
‫وعموما‪ ،‬فان متويل املؤسسات االقتصادية بصفة عامة واملؤسسات الصغرية واملتوسطة بصفة خاصة عّب‬
‫آليات التمويل اإلسالمي يكون كما يلي‪:3‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المضاربة‬

‫وهي أن يعطي البنك املال للمؤسسة االقتصادية (املضارب) مع اقتسام نتائج املشروع بنسب متفق عليها‪،‬‬
‫فهذه الصيغة التمويلية تسمح إبجياد تدفقات نقدية للمؤسسة االقتصادية‪ ،‬بشرط أن توضع هلا شروط تضمن‬
‫االستخدام األمثل للموارد املالية الذي يتصوره البنك املمول وللمؤسسة املمولة قبول أو رفض ذلك‪ ،‬ويف حال‬
‫وقوع خسارة‪ ،‬فالذي يتحمل ذلك هو البنك مامل يثبت أن املنشأة أخلت بشروط استخدام رأس املال الذي ميكن‬
‫أن يكون ملكا للبنك أو عبارة عن ودائع للغري‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المشاركة‬

‫املشاركة هي أسلوب متويلي قائم على مشاركة البنك للمؤسسة االقتصادية يف تقدمي املال الالزم ملشروع ما‪،‬‬
‫ويوزع الربح بينهما حبسب ما يتفقان عليه‪ ،‬أما اخلسارة فبنسبة متويل كل منهما‪ ،‬وال تكون مشاركة البنك يف‬

‫‪-1‬سيد اهلواري‪ ،‬إدارة البنوك‪ ،‬مكتبة عني مشس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1983 ،‬ص‪.4 .‬‬
‫‪2-Ammour Ben Halima, op.cit, p. 104.‬‬
‫‪-3‬رابح خوين‪ ،‬مداخلة‪ ،‬آفاق متويل وترقية املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر‪ ،‬سطيف‪ ،2003 ،‬ص‪.18-16 .‬‬
‫‪31‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫اإلدارة إال يف حدود ما حيفظ حقوقه‪ ،‬واالطمئنان إىل عدم حدوث إمهال أو تقصري‪ ،‬فأحياان تكون هذه‬
‫املشاركة‪:1‬‬

‫‪ -‬دائمة إذا اتفق الطرفان على ذلك (الشركة والبنك املمول هلا) وهذا يف حال ما إذا أصبح كل مشارك ممتلكا‬
‫حلصة يف رأس املال بصفة دائمة ومستحقا لنصيبه من األرابح‪ ،‬وتستمر املشاركة اىل حني انتهاء العمر‬
‫اإلنتاجي للمشروع أو االتفاق على حله‪ ،‬أو يف حال تنازل أحد األطراف عن حصته يف رأس املال أو‬
‫بيعها للطرف الثاين‪.‬‬

‫‪ -‬منتهية ابلتمليك يف حال ما إذا مل يقصد البنك البقاء واالستمرار يف الشراكة إىل حني انتهاء الشركة‪.‬‬
‫ومن مزااي هذا األسلوب من التمويل أنه ال يطلب أسعار فائدة مرتفعة ترهق كاهل املؤسسة‪ ،‬وال يعتمد‬
‫كثريا على الضماانت اليت أحياان ال تكون متاحة أمام املنشأة االقتصادية‪ ،‬يقف ذلك عائقا أمام املستثمر يف‬
‫احلصول على االحتياجات التمويلية يف الوقت املناسب‪ ،‬وهذا ما جنده يف نظام التمويل التقليدي‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المرابحة‬

‫املراحبة عقد بني املؤسسة والبنك يتضمن قيام هذا األخري بيع سلعة للمؤسسة مقابل هامش ربح يضاف‬
‫اىل الثمن الذي اشرتاها به‪ ،‬وبعد ا ستالم الطرف الثاين للسلعة ميكن أن يسدد ما هو مستحق عليه فورا أو على‬
‫مدى فرتة مالئمة من الزمن مرة واحدة أو على أقساط‪.‬‬
‫يعتّب أسلوب املراحبة أسلواب مناسبا للمشروعات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬ألنه يساعد على احلصول على خمتلف‬
‫اآلالت والتجهيزات واملواد األولية‪ ،‬مع املوارد املالية اليت ميكن أن حتتاجها هذه املؤسسات دون دفع فوري‪ ،‬ألنه‬
‫كثريا ما تكون السيولة غري متاحة أمامها أو غري كافية‪ ،‬وابلتايل فان هذا األسلوب يساعدها كثريا على دفع ما‬
‫عليها يف شكل أقساط مستقبلية‪ ،‬وهذا األسلوب يناسب البنك ألنه حيصل على عائد مع ضمان اسرتداد ماله‪،‬‬
‫ألنه حيق له أن يطلب ضمان طرف اثلث يف حالة البيع ابملراحبة (ضماانت شخصية)إذا كانت املؤسسة ال تتمتع‬
‫بوضعية ائتمانية جيدة‪ .‬وابلتايل تتيح هلا وفْرات مالية تستخدمها يف شؤون أخرى‪ ،‬وللبنك املمول عائدا مناسبا‪.‬‬

‫‪-1‬إبراهيم خمتار‪ ،‬التمويل املصريف منهاج الختاذ القرارات‪ ،‬مكتبة األجنلو‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة‪ ،1987 ،2‬ص‪.267‬‬
‫‪32‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫الفرع الرابع‪ :‬اإلجارة‬

‫وهو أن يقوم البنك ابقتناء آالت ومعدات وعقارات‪ ،‬مث يقوم بتأجريها للمنشأة االقتصادية حسب‬
‫احتياجاهتا ملدة متفق عليها‪ ،‬وأثناء مدة اإلجيار يظل األصل ملكا للبنك‪ ،‬وأجرة يتفق عليها طرفا العقد‪.1‬‬
‫إن عقد اإلجارة مناسب جدا ملساعدة املؤسسات االقتصادية يف احلصول على احتياجاهتا من رأس املال‬
‫الثابت دون إرهاق هلا‪ ،‬فاملؤسسة تستطيع أن تدفع اجيارا على املكان الذي متارس فيه نشاطها دون تكليف‬
‫مليزانيتها‪ ،‬وهذا ال يقارن ا طالقا بتكاليف شراء املكان‪ ،‬كما تستطيع املؤسسات االقتصادية أن حتصل على‬
‫اآلالت واملعدات اليت حتتاجها بصيغة اإلجارة أيضا‪ ،‬ومن فائدة املنشأة أن يكون مالك العني املؤجرة مسئوال عن‬
‫‪2‬‬
‫صيانتها‪ ،‬كما أن هلا خيار امتالك العني املؤجرة أو إعادهتا إىل البنك املؤجر‪ ،‬ومنه ميكن تقسيم اإلجارة إىل‬
‫نوعني‪ ،‬اإلجارة التمليكية‪ ،‬واإلجارة التشغيلية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اإلجارة ال ّتمليكية‬

‫تعتّب اإلجارة التمليكية أو املنتهية ابلتمليك من األساليب اجلديدة استحدثتها البنوك اإلسالمية‪ ،‬وهي‬
‫تتميز بكون البنك ال يقتين املوجودات واألصول نظرا لدراسة السوق ووجود رغبات هلا‪ ،‬بل انه يشرتيها استجابة‬
‫لطلب أحد عمالئه لتملك تلك األصول‪ ،‬وعليه فإهنا ال تبقى يف ملكية البنك بعد هناية عقد اإلجارة وإمنا تنتقل‬
‫إىل ملكية املستأجر‪ ،‬وحيسب البنك األجرة اإلمجالية غالبا على أساس تكلفة املوجودات ابإلضافة إىل رحبه‪،‬‬
‫وتقسط األجرة بعد ذلك على فرتات يُتفق عليها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلجارة التشغيلية‬

‫يقوم البنك مبوجب هذه الصيغة ابقتناء موجودات وأصول خمتلفة تستجيب حلاجيات املستخدمني‪ ،‬وتتمتع‬
‫بقابلية جيد ة للتسويق سواء على املستوى احمللي أو الدويل‪ ،‬ويتوىل البنك إجارة هذه األعيان ألية جهة ترغب‬
‫فيها هبدف تشغيلها واستيفاء منافعها خالل مدة حمددة يُتفق عليها‪ ،‬وابنتهاء املدة تعود إىل حيازة البنك‪ ،‬ليبحث‬
‫من جديد عن مستخدم آخر يرغب يف استئجارها‪.‬‬

‫‪-1‬ميلود مهدي‪ ،‬أدوات التمويل املصريف الال ربوية ودورها يف دعم املؤسسات االقتصادية‪ ،‬امللتقى الدويل حول سياسات التمويل وأثرها على االقتصادايت‬
‫واملؤسسات‪ ،‬جامعة حممد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬نوفمّب‪.2006‬‬
‫‪-2‬حممد بن بوزاين وخدجية خالدي‪ ،‬التمويل اإلسالمي فرص وحتدايت‪ ،‬الدورة التدريبية الدولية حول‪ :‬متويل املشروعات الصغرية واملتوسطة وتطويرها يف االقتصادايت‬
‫املغاربية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬بسكرة‪ ،2006 ،‬ص‪.10-8 .‬‬
‫‪33‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ويتميز هذا األسلوب ببقاء األعيان املؤجرة حتت ملكية البنك اإلسالمي الذي يقوم بعرضها لإلجيار مرة‬
‫أخرى‪ ،‬ويتحمل بذلك خطر ركود السوق‪ ،‬واخنفاض الطلب على تلك املعدات‪ ،‬مما يؤدي إىل خطر عدم‬
‫استغالهلا‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬اإلجراءات العملية لعملية التمويل‬

‫مهما يكن نوع البنك كالسيكيا كان أو إسالميا‪ ،‬ومهما تكن صيغة التمويل‪ ،‬فإن يف عقد التمويل وحفاظا‬
‫على أموال البنك فالبنود اليت ينص عليها العقد جيب أن تكون يف صاحل البنك‪.1‬‬

‫‪ -‬االستعالم عن املؤسسة طالبة التمويل لدى مصلحة مركزية املخاطر‪ ،‬مث القيام بتشخيصها‪ 2‬من خالل‬
‫التحليل املايل واحملاسيب بواسطة امليزانيات والواثئق احملاسبية‪ ،‬ومقارنة حالة املؤسسة ابلنسبة إىل املؤسسات‬
‫األخرى من نفس احلجم متارس نفس النشاط‪ ،‬واالطالع على إطارها القانوين‪ ،‬وهذا يفيد البنك يف التعرف‬
‫على نوع الشركاء ومسؤولياهتم وحتديد اإلجراءات والوسائل اليت جيب اختاذها يف حالة اللجوء إىل العدالة‬
‫السرتجاع الدين‪ ،‬والتعرف على قدرات املؤسسة املالية واالقتصادية لالطمئنان على تسديد االئتمان املمنوح‬
‫يف األجل احملدد‪.‬‬

‫‪ -‬تقدمي التمويل املطلوب للمؤسسة‪ ،‬يكون ذلك بعد دراسة ملف طلب التمويل احملتوي على كل البياانت‬
‫واملعطيات اخلاصة ابملشروع املمول‪ ،‬وبعد إعداد حساب لتقدير حاجيات املشروع املالية على مستوى‬
‫البنك‪ ،‬ليتم توفري التمويل الالزم للمؤسسة مع القيام بكافة التصرفات القانونية لتعبئة الدين من جهة ووضع‬
‫املال املطلوب حتت تصرف املؤسسة من جهة اثنية‪.3‬‬

‫‪ -‬تقدمي الضماانت من املؤسسة‪ ،‬طبقا لقاعدة أن "كل متويل يقابله ضمان" فإن للبنك حق االستفادة من‬
‫كل الضماانت سواء أكانت عينية و‪/‬أو شخصية اليت قدمتها له املؤسسة كضمان لتسديد مبلغ التمويل‪،‬‬

‫‪-1‬ما نالحظه أن االلتزامات امللقاة على عاتق املؤسسة من عقد التمويل قد تكون يف كثري من األحيان أكّب من احلقوق اليت تتحصل عليها‪ ،‬وهذا يدل على أن عقد‬
‫التمويل مييل إىل عقد اإلذعان (‪ )Contrat d'adhésion‬حيث أن البنك يضع شروطا يف إطار مناذج معدة مسبقا وما على املؤسسة املستفيد من التمويل‬
‫إال قبوهلا‪ ،‬املادة ‪ 70‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -2‬انصر حيدر‪ ،‬مداخلة حول‪ :‬مسامهة بنك الّبكة يف دعم املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬اجلزائر‪ 28 ،‬ماي ‪ ،2003‬ص‬
‫‪.7‬‬
‫‪ -3‬فتيحة حزام‪ ،‬عقد التمويل املتعلق ابمللكية يف البنوك اإلسالمية‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬القانون اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2003 ،‬ص‪.106 .‬‬
‫‪34‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫مع التزام البنك بقيدها حفاظا على حقوقه‪ ،‬لكن هناك من يرى أن هذه نظرة خاطئة‪ 1‬وال تتالءم مع نظرة‬
‫املصريف فالضماانت مهما كان نوعها ومهما كانت قيمتها ما هي إال ملحقات لالئتمان‪ ،‬ألن املقياس‬
‫األساسي ملنح التمويل هو مردودية املؤسسة وقدرهتا على تسديد ديوهنا يف ميعاد استحقاقها‪.‬‬

‫‪ -‬القيام بعمليات التفتيش‪ ،‬حيث وحمافظة من البنك على أمواله املقدمة يف التمويل يتوجب عليه القيام‬
‫بعمليات التفتيش عّب كل مراحل تنفيذ املشروع حىت يطمئن على سري املشروع وفق اخلطة اليت وضعت‬
‫حني إنشائه‪ ،‬ولذا يتوجب على املؤسسة متكينه من القيام بكل اإلجراءات الكفيلة ابالطالع على الواثئق‬
‫واملستندات اليت يطلبها من واثئق مالية وحماسبية‪.2‬‬

‫‪ -‬فرض غرامات التأخري‪ ،‬إن كل البنوك الكالسيكية تلجأ إىل الفائدة املركبة يف حالة التأخري يف تسديد مبلغ‬
‫التمويل‪ ،‬أي سداد القرض ونسبة الفائدة على القرض وعلى الفائدة يف حد ذاهتا‪ ،3‬أما البنوك اإلسالمية‬
‫املمولة املماطلة من أجل‬
‫ومبا أهنا ال يتعامل ابلفائدة فإهنا تلجأ إىل فرض غرامات التأخري جتاه املؤسسة َّ‬
‫حتصيلها ألمواهلا ومستحقاته‪ ،4‬كما أنه من حقه اسرتجاع أمواله واألرابح ألن البنك اإلسالمي غرضه من‬
‫التمويل ليس الفائدة وإمنا األرابح‪ ،‬أو اللجوء إىل املطالبة ابالستحقاق املسبق يف حال اإلخالل اباللتزامات‬
‫أو وجود حالة إفالس‪ ،‬وهذا ما تنص عليه كل البنوك يف اتفاقية القرض‪.5‬‬

‫‪ -‬احلق يف التنفيذ على الضماانت‪ ،‬وال يكون ذلك إال يف حالة أتكد البنك من عدم قدرة املؤسسة على‬
‫التسديد عند حلول األجل‪ ،‬لذا على البنك االلتزام مبتابعة عملية تسديد أقساط التمويل وفوائده إن كان‬
‫بنكا كالسيكيا‪ ،‬والتمويل وأرابحه إن كان بنكا إسالميا‪ ،‬هذا وفقا للشروط املتفق عليها‪ ،‬ألن هذه العملية‬
‫املمولة على الوفاء‬
‫هي أحد مراحل التمويل تلزم هبا كل البنوك حفاظا على حقوقها‪ ،‬فإذا ختلفت املؤسسة َّ‬

‫‪ -1‬انصر حيدر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.6‬‬


‫‪ -2‬اتفاقية قرض بني بنك بدر ومؤسسة اقتصادية‪ ،‬البند رقم ‪ 12‬من العقد‪ ،‬حتت عنوان رقابة القرض‪ ،‬املالحق رقم ‪3‬و‪.4‬‬
‫‪ -3‬البند ‪14‬من العقد‪ ،‬حتت عنوان جزاءات التأخري‪ ،‬املالحق السابقة‪.‬‬
‫‪ -4‬فتيحة حزام‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.110 .‬‬
‫‪ -5‬البند ‪ 11‬من اتفاقية القرض‪ ،‬حتت عنوان شروط الفسخ‪ ،‬امللحق السابق‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫كان إبمكان البنك ِّ‬


‫املمول التنفيذ على الضماانت وفقا لإلجراءات املطلوبة قانوان من إجراءات احلجز‬
‫والبيع ابملزاد العلين‪ ،1‬مع مراعاة االمتيازات اليت مينحها قانون النقد والقرض للبنوك‪.‬‬

‫‪ -‬التزامات املؤسسة‪ ،‬إن عقد التمويل يلقي التزامات على عاتق املؤسسة هي من مصلحة البنك ِّ‬
‫املمول هلا‪،‬‬
‫أخذ الضماانت اليت حتمي البنك من املخاطر اليت قد تنجر عن عملية التمويل واليت قد تكون خارجة عن‬
‫نطاق املؤسسة‪ ،‬لذا ال جيب على املصريف االكتفاء ابلثقة والتشخيص بل املطالبة بضماانت حقيقية وصلبة‬
‫تساوي أو تفوق مبلغ التمويل‪ ،‬وإن كان يعتّبه البعض إجحافا يف حق املؤسسة ألن الضمان ال ميكن أن‬
‫يتجاوز مبلغ التمويل املطلوب‪ ،2‬لكن ال يوجد قانون حيدد قيمة الضمان‪ ،‬فهناك من البنوك من يشرتط‬
‫ضماانت تفوق نسبة ‪ %100‬من مبلغ التمويل‪ ،‬وااللتزام ابحملافظة على مبلغ التمويل واستعماله فيما أعد‬
‫له‪ ،‬متكني البنك من الرقابة واالطالع على سري املشروع مع تزويده ابلواثئق الالزمة لذلك‪ ،‬وااللتزام ابلتأمني‬
‫على األخطار اليت قد تنجر على املشروع مع إعفاء البنك من أي رجوع عليه‪ ،‬وإخطاره ابحلوادث حىت‬
‫ميكنه التدخل يف الوقت املناسب‪.3‬‬

‫‪ -1‬البند ‪ 8‬من اتفاقية القرض‪ ،‬حتت عنوان الضماانت‪ ،‬والبند ‪ 16‬من اتفاقية القرض‪ ،‬حتت عنوان تسوية املنازعات‪ ،‬املالحق السابقة‪.‬‬
‫‪ -2‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪ -3‬البند ‪13‬من اتفاقية القرض‪ ،‬حتت عنوان التزامات املقرتض‪ ،‬املالحق السابقة‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫مصادر التمويل‬

‫آليات التمويل‬ ‫آليات التمويل‬ ‫آليات التمويل‬


‫اإلسالمية‬ ‫املستحدثة‬ ‫التقليدية‬
‫التمويل طويل‬ ‫التمويل متوسط‬ ‫التمويل قصري‬
‫املضاربة‬ ‫اإلعتماد اإلجياري‬
‫األجل‬ ‫األجل‬ ‫األجل‬
‫عقد حتويل‬
‫املشاركة‬ ‫األسهم‬ ‫قروض املدة‬ ‫اخلصم التجاري‬
‫الفاتورة‬
‫السحب على‬
‫املراحبة‬ ‫رأمسال املخاطر‬ ‫السندات‬ ‫قروض التجهيزات‬
‫املكشوف‬
‫القروض طويلة‬ ‫تسهيالت‬
‫اإلجارة‬
‫األجل‬ ‫الصندوق‬

‫قروض مومسية‬

‫االعتماد املستندي‬

‫خمطط من إعداد الطالب‬

‫‪37‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬

‫إن عملية التمويل مهما كانت آلياهتا‪ -‬تقليدية كانت أو مستحدثة أو صيغ متويل إسالمية‪ -‬حمفوفة‬
‫ابملخاطر‪ ،‬مادام هناك فرتة انتظار بني منح التمويل وسداده‪ ،‬حيث حتدث متغريات وخاصة على املدى الطويل أو‬
‫املتوسط قد تكون داخلية مرتبطة ابملؤسسة االقتصادية‪ ،‬أو خارجية سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو حىت‬
‫دولية‪ ،‬نظرا ملا يسمى اليوم ابلعوملة‪ ،‬أو بسبب األعمال املوكلة للبنك مهما كان نوعه‪ ،‬ألن كال من البنوك‬
‫الكالسيكية والبنوك اإلسالمية عرضة ملثل هذه املخاطر الكثرية واملتنوعة‪ ،‬وهذا رغم االختالف الكبري بينهما من‬
‫حيث صيغ التمويل‪ ،‬حيث أن األوىل هد فها من التمويل هو احلصول على فوائد لقاء هذا االنتظار‪ ،‬بينما الثانية‬
‫هدفها احلصول على األرابح من خالل املشاركة يف املشروع بعيدا عن نسبة الفائدة اليت ليست من معامالته‪.‬‬
‫لذلك سنعاجل يف هذا املبحث ثالثة مطالب‪ :‬األول حول املخاطر املرتبطة ابملؤسسة االقتصادية‪ ،‬والثاين‬
‫حول املخاطر املرتبطة بعمل البنك‪ ،‬والثالث حول املخاطر املرتبطة بصيغ التمويل اإلسالمية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المخاطر المرتبطة بالمؤسسة االقتصادية‬

‫حتتاج املؤسسة االقتصادية إىل أموال للنهوض مبشاريعها‪ ،‬وتتعدد املصادر اليت تلجأ إليها للحصول على‬
‫ذلك‪ ،‬فرتتبط بذلك خماطر تكون املشاريع هي السبب‪ ،‬إما على مستوى أتسيس املؤسسة‪ ،‬أو ما يتعلق ابحلالة‬
‫االقتصادية والتكنولوجية للمؤسسة‪ .‬كما أنه غالبا ما يتسبب يف هذه املخاطر مسريوها وهذا لضعف قدراهتم‬
‫وإمكانياهتم الفنية وخّباهتم يف االضطالع ابملهام وعدم دراسة املستقبل بشكل صحيح‪.1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الخطر القانوني (‪)Le risque juridique‬‬
‫يرتبط هذا اخلطر أساسا بعدم معرفة الوضعية القانونية للمؤسسة‪ ،‬وكذا نوع النشاط الذي متارسه‪ ،2‬فالبنك‬
‫مىت مول مؤسسة اقتصادية‪ ،‬فانه عليه مراعاة هذه اجلوانب اهلامة وإال عر ض أمواله للخطر‪ ،‬اليت هي أموال‬
‫املودعني‪.‬‬

‫‪ -1‬زاينة آيت وازو‪ ،‬مسؤولية البنك املركزي يف مواجهة األخطار املصرفية‪ ،‬رسالة دكتوراه علوم‪ ،‬القانون اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،2012 ،‬ص‪.73‬‬
‫‪-2‬إبراهيم خمتار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.36 .‬‬
‫‪38‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫فاملؤسسة االقتصادية مهما كان نوعها‪ ،‬ومهما كانت طبيعة النشاط الذي متارسه‪ ،‬جيب أن تؤسس على‬
‫أسس صحيحة منصوص عليها قانوان‪ ،‬فكل طابع تتحدد به املؤسسة‪ ،‬وتعرف من خالله جيب أن يكون وفقا‬
‫للقانون وإال اعتّبت ابطلة‪.‬‬
‫فالقانون التجاري اجلزائري أصبحت خاضعة له كل املؤسسات االقتصادية سواء أكانت عمومية أو خاصة‬
‫بعد صدور القانون التوجيهي ‪ 01-88‬ينص على‪" :‬حيدد الطابع التجاري لشركة إما بشكلها أو موضوعها‪".‬‬
‫أوال‪ :‬مراعاة الشكل القانوني للمؤسسة‬

‫فإذا أردان البحث عن املؤسسات حبكم شكلها ومهما يكن نشاطها جند أن القانون التجاري ينص على‬
‫اختاذ األشكال القانونية التالية‪ :‬شركات التضامن‪ ،‬شركات التوصية البسيطة‪ ،‬شركات التوصية ابألسهم‪ ،‬شركات‬
‫ذات املسؤولية احملدودة متعددة الشركاء‪ ،‬واملؤسسة ذات الشخص الواحد وذات املسؤولية احملدودة‪ ،‬وشركات‬
‫املسامهة‪ ،1‬أما عن املؤسسة واليت تقاس مبوضوعها وليس بشكلها‪ ،‬جند أن املشرع نص على مؤسسة واحدة هي‬
‫شركات احملاصة حيث إذا اختذت أية مؤسسة شكال غري الذي نص عليه املشرع‪ ،‬فإهنا تكون ابطلة بطالان مطلقا‬
‫وغري معرتف هبا قانوان‪ ،‬كما أن الغرض من حتديد هذه األشكال هو حتديد مسؤولية أصحاب املؤسسة‪ ،‬فإذا كنا‬
‫أمام شركات أموال فان املسؤولية تكون حمدودة حبسب ما مت تقدميه من أموال‪ ،2‬وهذا كله محاية لصاحب املؤسسة‬
‫نفسه‪ ،‬ومحاية للمتعاملني معها‪ ،‬فأي مؤسسة تتجاوز هذا فهي غري مؤسسة قانوان‪ ،‬وابلتايل ال ميكن محايتها وال‬
‫التعامل معها‪ ،‬وكل من تعامل وخاصة الطرف املمول فانه عرضة للمخاطر‪ ،‬ألن أي مشروع استثماري تقوم به‬
‫يكون غري معرتف به ما مل يتم يف إطار قانوين شكال ومضموان‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مراعاة الشروط الموضوعية‬

‫جيب مراعاة مدى توفر املؤسسة االقتصادية على األركان املوضوعية العامة واخلاصة‪ ،3‬وهذا يعين أن تكون‬
‫متوفرة على األركان الالزمة يف العقود عامة وهي‪ :‬الرضا‪ ،‬األهلية‪ ،‬واحملل‪ ،‬والسبب‪.‬‬

‫‪ -‬فالرضا جيب أن يكون خاليا من كل العيوب كاإلكراه والتدليس والغلط‪ ،‬وإال كان العقد قابال لإلبطال‪.‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ ،544‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬


‫‪-2‬املواد ‪ 551‬و‪ 563‬مكرر ‪ 1‬و‪ 564‬و‪ 592‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫‪-3‬عمورة عمار‪ ،‬الوجيز يف شرح القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة ‪ ،2000‬ص ‪.148‬‬
‫‪39‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫‪ -‬واألهلية اليت جيب أن تتوفر يف املؤسسني‪ ،‬ألهنا متنح هلم حق التصرف وااللتزام‪ ،‬ألنه إذا تبني أنه غري أهل‬
‫لذلك كان عقد املؤسسة ابطال ابلنسبة إليه‪ ،‬وختتلف األهلية الالزمة يف املؤسس ابختالف نوع املؤسسة‪،‬‬
‫فإذا كنا أمام مؤسسة اختذت شكل شركة أشخاص واملسؤولية فيها شخصية وتضامنية وغري حمدودة‪ ،‬فانه‬
‫جيب على املؤسس أن يتوفر على أهلية االجتار‪ ،‬وابلتايل جيب أن يكون راشدا أو مرشدا‪ ،‬عكس ما إذا كنا‬
‫أمام مؤسسة اختذت شكل شركة أموال‪ ،‬حيث تكون املسؤولية فيها حمدودة‪ ،‬ومنه ميكن للقاصر أن يكون‬
‫عضوا فيها‪.‬‬

‫‪ -‬أما احملل فهو النشاط االقتصادي الذي قامت من أجله املؤسسة‪ ،‬أو املشروع الذي سوف تنفذه‪ ،‬والذي‬
‫جيب أن يكون ممكنا وجائزا قانوان‪ ،‬فإذا ما وجد مانع قانوين أو مادي حيول دون ذلك فاملؤسسة ابطلة‪،‬‬
‫والبنك املمول هلا عرضة للخطر‪ ،‬فاالستحالة تكون قانونية كاحتكار الدولة لبعض الصناعات ال ميكن ألي‬
‫مؤسسة اقتصادية أخرى القيام هبا‪ ،‬واستحالة مادية كأن حتاول مؤسسة ما استثمار مشروع معني وتبني فيما‬
‫بعد أنه غري قابل لالستثمار فيه‪ ،‬أو رغبة الدولة يف تشجيع أو احلد من متويل بعض األنشطة االقتصادية‪.1‬‬
‫كما جيب أن يكون النشاط املمارس مشروعا وغري حمظور ملخالفته النظام العام واآلداب العامة‪ ،‬وإال كان‬
‫املشروع ابطال بطالان مطلقا لعدم مشروعية احملل‪.‬‬

‫‪ -‬وركن السبب يعين الغرض الذي قامت من أجله املؤسسة والذي جيب أن يكون مشروعا‪ ،‬فهو يتمثل يف‬
‫اجناز النشاط بغية حتقيق األرابح عن طريق القيام مبشروع مايل‪ ،‬واستغالل فرع من فروع النشاط التجاري‬
‫أو الصناعي‪.‬‬

‫‪ -‬ابإلضافة إىل األركان املوضوعية العامة‪ ،‬جيب توفر الشروط اخلاصة يف املؤسسة االقتصادية‪ ،‬وهي توفرها‬
‫على مؤسسني ماعدا يف املؤسسة ذات الشخص الواحد اليت يكفي أن تتوفر على مؤسس واحد‪ ،‬وتقدمي‬
‫احلصص اليت يلتزم هبا كل مؤسس‪ ،‬وذلك من خالل تقدمي نصيب معني من املال أو عمل أو عني‪،‬‬
‫ابإلضافة إىل نية االشرتاك وما هلا من دور ابلرغم من أن املادة ‪ 416‬من القانون املدين أغفلتها‪ .‬كما ال‬
‫جيب إغفال ركن اقتسام األرابح واخلسائر الناجتة عن املشروع‪ ،‬إال انه ميكن اللجوء إىل احتجاز بعض‬

‫‪-1‬إبراهيم خمتار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.47 .‬‬


‫‪40‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫األرابح وإعادة استثمارها‪ ،‬وهي إما احتياطات قانونية أو نظامية‪ ،‬وهي تلعب دورا هاما يف متويل‬
‫احتياجات املؤسسة‪.1‬‬
‫ثالثا‪ :‬مراعاة الشروط الشكلية‬

‫مل يكتف املشرع ابألركان املوضوعية‪ ،‬بل اشرتط النعقاد العقد أن يفرغ يف الشكل الكتايب الرمسي‪ .2‬وعمال‬
‫هبذه األحكام فان الكتابة ركن من أركان العقد ال تنعقد أية مؤسسة بدونه‪ ،‬وليس وسيلة لإلثبات‪ ،‬كما اشرتطت‬
‫املادة ‪ 548‬من القانون التجاري اجلزائري أ ْن تثبت الشركة بعقد رمسي وإال كانت ابطلة‪ ،‬إال هذا البطالن من نوع‬
‫خاص‪ ،‬ال تطبق عليه النظرية العامة للبطالن حبذافريها‪.3‬‬
‫فيجب أن يتضمن عقد الشركة حدا أدىن من البياانت على وجه اخلصوص‪ ،‬نوع الشركة‪ ،‬وموضوعها‪،‬‬
‫ورأمساهلا‪ ،‬وعنواهنا‪ ،‬ومدهتا‪ ،‬وأحياان نظام توزيع األرابح وسلطة املديرين‪ ،‬وجيب أن تودع العقود التأسيسية والعقود‬
‫املعدلة لدى املركز الوطين للسجل التجاري‪ ،‬وتنشر حسب األوضاع اخلاصة بكل شكل من أشكال الشركة‪ ،‬وإال‬
‫كانت ابطلة‪.4‬‬
‫فعند توفر الشروط املوضوعية والشكلية فانه ميكن احلكم على مدى أهلية املقرتض‪ ،‬وصالحيته لالقرتاض‪،‬‬
‫ألنه من الطبيعي أن يطمئن البنك على أن املتعاقد على القرض له احلق يف متثيل املؤسسة املقرتضة‪ ،‬وحقوق‬
‫وسلطات املديرين يف االقرتاض‪ ،‬ويف حالة عدم وجود نص يف عقد الشركة ينظم ذلك يتعني توافر موافقة اجلمعية‬
‫العامة‪ ،‬وجيب على البنك املمول أن يقف على حدود صالحية ممثل املؤسسة على التعاقد‪ ،‬وذلك ابالطالع على‬
‫التفويض املمنوح له يف هذا الشأن‪ ،‬والشروط اليت ميكن التعاقد على أساسها‪ ،‬حىت ميكن االطمئنان على عدم‬
‫جماوزة احلدود املفوض فيها‪.‬‬

‫‪-1‬حممد حبار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.9 .‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 418‬فقرة ‪ 1‬من القانون املدين‪ " :‬جيب أن يكون عقد الشركة مكتواب‪ ،‬وإال كان ابطال‪ ،‬وكذلك يكون ابطال كل ما يدخل على العقد من تعديالت‪ ،‬إذا‬
‫مل يكن له نفس الشكل الذي يكتسبه ذلك العقد‪" .‬‬
‫‪-3‬عمورة عمار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .170 .‬وقرار احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة التجارية‪ ،‬ملف ‪ ،58829‬يف ‪ ،1991-07-09‬العدد‪ ،1‬ص‪" :80 .‬حيث وإن كان‬
‫قضاة املوضوع قد نطقوا ببطالن عقد الشركة تطبيقا للمادة ‪ 545‬من القانون التجاري من عدم إفراغه يف الشكل الرمسي فإنه كان يتعني عليهم استخالص مجيع‬
‫النتائج املرتتبة على هذا البطالن‪" . . .‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 546‬من القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬املادة ‪ 563‬مكرر ‪ 2‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫رابعا‪ :‬دراسة الجدوى القانونية‬

‫دراسة اجلدوى القانونية "هي تلك االختبارات والتحليالت واالستنتاجات والتقديرات اليت يقوم هبا خّباء‬
‫خمتصون يف جمال قوانني وتشريعات االستثمار للوصول إىل ما يعود على املشروع من مزااي وتدفقات نقدية داخلية‬
‫وما يتحمله من أعباء‪ ،‬وتدفقات خارجية‪ ،‬وحتديد الشكل القانوين األنسب للمشروع الذي يعظم أهدافه‪.1" .‬‬
‫فعلى مسئويل البنك التحقق من التطبيق الصارم للقوانني واألنظمة السارية املفعول داخل البلد‪ ،‬وإال أدى‬
‫ذلك إىل عدم إمكانية املؤسسة املمولة من الوفاء بتعهداهتا اجتاه البنك من عقود وتقدمي ضماانت‪ ،‬فالعمليات‬
‫البنكية هلا أسس قانونية إما تشريعية أو عرفية نتيجة املمارسات املتكررة هلا‪ ،‬كما أن للمنشأة شروطا وأركان جيب‬
‫احرتامها‪ ،‬ويف حال اإلخالل هبا‪ ،‬فان البنك واملؤسسة يتعرضان ملخاطر قانونية قد تؤدي هبما ألزمات مهلكة‬
‫واهتزاز املتعاملني هبما‪ ،‬وتدهور مصداقيتهما‪.‬‬
‫فبالنسبة للبنك املمول اخلطر القانوين يتحقق بسبب وجود خطر عدم إمكانية مواجهة األحكام الصادرة‬
‫ضده‪ ،‬بسبب إخفاق اتبعي البنك يف احلصول على أحكام لصاحله‪ ،‬أو إمهال اإلجراءات الواجب إتباعها لدى‬
‫اجلهات القضائية‪ ،‬أو بسبب خطر عدم إمكانية اسرتداده حلقوقه نتيجة انتكاس وختلف مدينيه عن الوفاء‬
‫ابلتزاماهتم‪ ،‬أو لصعوبة التنفيذ على الضماانت املقدمة يف هذا العقد‪ ،‬كأن تكون متنازع عليها‪ ،‬أو لعدم التأمني‬
‫عليها ضد أي تقلبات أو حوادث‪.‬‬
‫كما عرف املشرع اخلطر القانوين على أنه النزاع أو النزاعات اليت ميكن أن حتدث بني البنك املمول والعميل‬
‫انجم عن أي غموض أو خلل‪ ،‬وهذا مبوجب العمليات املالية اليت يضطلع هبا البنك او املؤسسة املالية‪.2‬‬
‫لذا جيب دراسة القوانني‪ ،‬وذلك ابلبحث يف قوانني وتشريعات االستثمار األساسية واملكملة‪ ،‬كما تتمثل‬
‫هذه القوانني يف التشريع املايل والضرييب‪ ،‬وتشريعات العمل والتأمينات االجتماعية املؤثرة على فعالية املشروع‪،‬‬
‫وعلى عملية التمويل‪ ،‬حبيث يرتتب عن القوانني آاثر اجيابية ومن مث تدفقات نقدية داخلية قد تكون ممنوحة من‬

‫‪-1‬حممد سالمة‪ ،‬دراسة اجلدوى واملشروعات الصناعية‪ ،‬مكتبة غريب‪ ،‬مصر‪( ،‬ب‪ .‬س‪ .‬ن)‪ ،‬ص‪.82 .‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 02‬من النظام رقم ‪ 08-11‬املتعلق ابلرقابة الداخلية للبنوك واملؤسسات املالية‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫طرف الدول ة للمشروعات االستثمارية تدخل يف تشجيع االستثمار يف جماالت معينة‪ ،‬ويكون لزاما على املهتمني‬
‫معرفة هذه اجملاالت يف القوانني والتشريعات اليت تنطوي على مزااي معينة‪.1‬‬
‫كما أنه جيب على الدارسني للجدوى القانونية االنتباه إىل أنه أحياان القوانني تضيف تكاليف وأعباء قد‬
‫تؤثر بشكل مباشر على املشروع وابلتايل على التدفقات النقدية اخلارجية‪ ،‬فقد يكون أحد األهداف اليت تسعى‬
‫السياسة االئتمانية العامة إىل حتقيقها‪ ،‬كتشجيع الصادرات عن طريق خفض أسعار الفائدة‪ ،‬أو التخفيف من‬
‫الضرائب‪ ،‬أو وجود إعفاء ضرييب مؤقت‪ ،‬وأحياان يكون احلد من بعض السلع الكمالية عن طريق رفع أسعار‬
‫الفائدة أو الرفع من الضريبة على هذه السلع‪ .2‬لذا جيب على املؤسسة االقتصادية والبنك التنبه إىل مثل هاته‬
‫احلاالت‪ .3‬وأكثر من ذلك ما جنده اليوم من دعم الدولة لبعض القطاعات دون اآلخر‪ ،‬وخاصة املؤسسات‬
‫الصغرية واملتوسطة املنتجة من خالل ختفيف يف الفوائد على القروض املتعلقة ابالستثمار ووجود جدولة ديوهنا‬
‫وأتجري التسديد ملدة ‪ 03‬سنوات مع احتساب أصل الدين دون الفوائد هذه األخرية تتكفل هبا اخلزينة العمومية‪.4‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الخطر البشري (‪)Le risque d'humain‬‬
‫ويتمثل هذا اخلطر يف عدم كفاءة املوارد البشرية املكرسة إلجناز املشروع وعدم أهليتهم‪ ،‬مما يرتتب عليه عدم‬
‫استغالل األموال املقرتضة بكفء‪ ،‬أو استغالهلا بصفة سيئة‪ ،‬أو خطر سوء تسيري املشروع من طرف مسريي‬
‫املؤسسة‪ ،‬وهي خماطر مرتبطة مباشرة ابلقرارات املتخذة من طرف املسئولني الذين تسند إليهم مهمة توجيه السياسة‬
‫الفعلية للمؤسسة‪ ،‬وحتديد االسرتاتيجية املثلى لتنميتها واستمرارها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬حاالت الخطر البشري‬

‫عادة ما تسند املهام إىل اإلدارة العليا‪ ،‬فقد ترتجم يف شكل سوء حتديد لألهداف أو عدم تالؤمها مع‬
‫ظروف البيئة االقتصادية واالجتماعية املستقبلية‪ ،‬أو لعدم متاشيها ومتطلبات الزابئن‪ ،‬أو إلتباع خطة ال تسمح‬

‫‪ -1‬راجع الفصل الثاين املتعلق ابملزااي‪ ،‬القانون رقم ‪ 09-16‬املؤرخ يف ‪ 03‬أوت ‪ 2016‬املتعلق برتقية االستثمار‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،46‬املؤرخ يف ‪ 03‬أوت‬
‫‪2016‬‬
‫‪ -2‬راجع األحكام اجلبائية واجلمركية‪ ،‬القانون رقم ‪ 14-16‬املؤرخ يف ‪ 28‬ديسمّب ‪ ،2016‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2017‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،77‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 29‬ديسمّب ‪.2016‬‬
‫‪ -3‬سليمان مرزاق‪ ،‬دراسات اجلدوى كأداة الختاذ القرار االستثماري‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2006،‬ص‪.75‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز خنفوسي‪ ،‬عيسى لعالوي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.07‬‬
‫‪43‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫بتحقيق األهداف‪ ،‬أو حىت لعدم كفايتها أو غياهبا أصال‪ ،‬كما أهنا خماطر سببها تلك البيئة االقتصادية اليت‬
‫تسودها املنافسة الشديدة‪ ،‬والتطور املستمر‪ ،‬واالرتباط الوثيق ابلسوق‪ ،‬هذه العوامل وغريها جيب على املسريين‬
‫متابعتها ابستمرار لرسم اخلطة الصائبة اليت تسمح بتحديد التصرف األمثل‪ ،‬واالجتاه األفضل لتحقيق املر دودية‪،‬‬
‫فكل تصرف أو موقف غري موافق ملتطلبات السوق يعرض املنشأة االقتصادية املمولة والبنك املمول هلا خلطر‬
‫اسرتاتيجي‪ ،‬وخلسائر كبرية أكثر من األرابح اليت كان من املمكن حتقيقها لو مل يقع املسريون يف اخلطأ‪.‬‬
‫إن القرارات اليت يتخذها املسريون‪ ،‬واليت تكون متباينة‪ ،‬وال تتماشى والظروف االجتماعية واالقتصادية‬
‫تعتّب من أهم األخطار اليت هتدد املؤسسة‪ ،‬فيفشل البنك يف استثمار أمواله املقرتضة‪ ،‬ويتسبب ذلك يف اختالل‬
‫الوضعية املالية للمؤسسة قد تصل إىل حد اإلفالس مما يستدعي ضرورة االحتياط منها‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬مسؤولية اإلدارة‬

‫ينتج عن احلكم الرشيد‪ 2‬مؤسسة أكثر صالبة‪ ،‬تتميز بتفتح روحها وفكرها وكذا منط مسئوليتها‪ ،‬واليت‬
‫تكون دوما يف ترابط مع روح التغيري وإثراء الرفاهيات الكّبى املطلوبة من طرف اجملتمع‪ ،‬وكذا تفادي الوقوع يف‬
‫األزمات الداخلية‪ ،‬فمجلس اإلدارة يضمن ويقوم مبسؤوليات حرجة وحساسة فيجب أن أيخذ بعني االعتبار إدارة‬
‫املؤسسة بروح املسئولية من منطلق املردودية احملصل عليها‪ ،‬ويتم ذلك عّب إعداد إطار للتقييم الفعال سواء على‬
‫جملس اإلدارة أو املدير العام‪.3‬‬
‫حيث أن املسؤولية الرئيسية جمللس اإلدارة تتمثل يف التسيري احلسن للموارد املالية للمؤسسة‪ ،‬وهو أييت‬
‫بفائدة كّبى للمؤسسة من خالل استثمار رؤوس األموال للحصول على عائد على االستثمار‪ ،‬حيث أن ألخطاء‬
‫اإلدارة آاثرا سلبية على نتائج أعمال الشركة وابلتايل على العوائد‪ ،‬فاختاذ قرارات نتيجة معلومات خاطئة نتيجة أو‬
‫غري مكتملة أو غري دقيقة قد تؤثر على أرابح الشركة‪ ،‬فهناك الكثري من املؤسسات املالية واالقتصادية تعرضت‬
‫لإلفالس بسبب الفشل يف الوفاء ابلتزاماهتا نتيجة سوء اإلدارة‪.‬‬

‫‪-1‬صورااي قاصدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬


‫‪-2‬األخضر أبو العال‪ ،‬وغامل جلطي‪ ،‬احلكم الرشيد وخوصصة املؤسسات‪ ،‬جملة اجلندول‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد‪ ،2006 ،27‬ص‪.30 .‬‬
‫‪-3‬إدارة شركة املسامهة وتسيريها‪ ،‬القسم الثالث من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ولذلك على هذه األخرية أن تسعى دائما إىل حتقيق الفعالية اإلدارية‪ .1‬إذن فاخلطر البشري يتعلق مبدى‬
‫كفاءة وقدرة املقرتض‪ ،‬فإذا تبني أن هذا ال ميلك خّبات جيدة‪ ،‬هذا يؤدي إىل عدم االستغالل لألموال املقرتضة‪،‬‬
‫وال شك أن توافر اخلّبة الفنية واإلدارية‪ ،‬والقدرة على التنظيم لدى مديري املؤسسات‪ ،‬وتفهم ألمهية التخطيط‬
‫املايل‪ ،‬هي من املقومات اليت تطمئن البنك إىل مقدرة املقرتض إذا ما صاحبتها النوااي احلسنة للسداد‪ ،‬ويؤكد ذلك‬
‫أن هناك مشروعات يقوم إبدارهتا رجال تتوافر األخالق القومية ولكن ليس لديهم اخلّبة‪ ،‬فكان مصريها الفشل‬
‫بسبب سوء التنظيم اإلداري واملايل‪ ،‬وعدم قدرهتم على تسيريها يف اإلطار السليم ومواجهة املشكالت والتحدايت‬
‫اليت حتتاج إىل احللول املناسبة ويف الوقت املناسب‪ ،‬وجتنب التعثر املايل‪ ،2‬لذلك دأبت بعض البنوك على تتبع‬
‫املشروع عند متويله‪ ،‬وتعيني ممثلني عنها يف جملس إدارة املؤسسة املمولة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مراعاة الخطر البشري‬

‫جيب مراعاة اخلطر البشري على املؤسسة والبنك‪ ،‬مبعىن اختيار مسريين من املستوى املطلوب‪ ،‬فهناك من‬
‫االقتصاديني من يعتّب أن املوارد البشرية أصبحت أكثر أمهية من املوارد املادية‪ ،‬على اعتبار أن كفاءة وخّبة األوىل‬
‫هي اليت ختلق الثانية‪ ،‬وأن سوء التسيري ونقص يف اخلّبة وضعف يف الكفاءة هو الذي يؤدي إىل املخاطر‪ ،‬وابلتايل‬
‫فقدان الثانية‪ ،‬من خالل تبديدها وعدم استعماهلا بعقالنية ويف األوجه الصحيحة هلا‪ ،‬وابلتايل حىت حرمان املنشأة‬
‫من احلصول على أموال من جهات خارجية‪ ،‬مىت كان هناك سوء إدارة وضعف يف التسيري‪ ،‬الذي يؤدي اىل عدم‬
‫االستغالل األمثل لألموال املقرتضة ألن من املبادئ األساسية ملنح القرض األمان‪ ،‬ويتحقق ذلك إذا ُمنح لعميل‬
‫تتوافر فيه اخلّبة الكافية والكفاءة اإلدارية والفنية للقائمني إبدارة املنشأة‪ ،‬وما يتمتعون به من قدرات يف جمال‬
‫التنظيم واإلدارة‪ ،‬أما مل يتوفر ذلك فذلك يشكل خطرا على البنك املمول من خالل عدم التسديد يف اآلجال‬
‫احملددة‪ ،‬لذلك فالبنك قبل متويله ألية منشأة فانه يقوم بدراسة شاملة حوهلا مبا يف ذلك مدى كفاءة مسرييها‬
‫ومدى أهليتهم لالقرتاض‪ ،‬والشيء نفسه يقال على البنوك‪.3‬‬

‫‪ -1‬حسني علي خربوش‪ ،‬االستثمار والتمويل بني النظرية والتطبيق‪ ،‬عمان األردن‪ ،1990 ،‬ص‪.47 .‬‬
‫‪-2‬إبراهيم خمتار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪-3‬إن أزمة ‪ 2003‬املالية يف اجلزائر وإفالس كل البنوك اخلاصة‪ ،‬وخاصة بنك اخلليفة والبنك التجاري والصناعي اجلزائري خلري دليل على سوء تسيري هاته البنوك‪،‬‬
‫وتبديد أمواهلا‪ ،‬وعدم وجود دراسة فنية وعلمية للمشاريع املمولة‪ ،‬فأدى ذلك إىل أزمة سيولة حادة لدى هاته البنوك‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫فعلى البنك التعرف على السلطات املمنوحة للمديرين يف مسألة االقرتاض‪ ،‬وذلك من خالل االطالع على‬
‫عقد الشركة أو من خالل موافقة اجلمعية العامة أو مجعية الشركاء ومنه إلزامية وجود تفويض صادر من جهة إدارية‬
‫خاصة للمفوض له وحدود هذا التفويض‪ ،‬والذي على أساسه يتم التعاقد وجتنب جتاوز حدود التفويض‪ ،‬ألنه مىت‬
‫خطرا على ائتمان البنك‪ ،‬على أساس أنه ميكن أن يتعاقد مع شخص ليست له أي‬
‫حدث ذلك فإنه يشكل ً‬
‫صالحيات للتعاقد مع الغري‪.‬‬
‫وحىت تستطيع املؤسسة التحكم يف التسيري اجليد مبختلف جوانب نشاطها ابتداء من حتديد اسرتاتيجيتها‪،‬‬
‫عليها أن تبحث عن عناصر تتمتع خبصائص وقدرات إدارية عالية‪ ،‬إبمكاهنا التحكم يف قيادة وتوجيه املؤسسة يف‬
‫حميط يتميز ابلقيود الداخلية واخلارجية مبا فيها املنافسة‪ ،‬ومتطلبات السوق‪ ،‬وقلة املوارد املالية‪ ،‬وخضوعها لقيود‬
‫أكثر صعوبة مع التطورات السريعة يف التكنولوجيا‪ ،‬والعوملة املالية‪ ،‬وتغري القوانني‪ ،‬واألنظمة االقتصادية‬
‫واالجتماعية وحىت السياسية‪.‬‬
‫لذلك ميكن حتديد شروط مسبقة على أساسها يتم اختيار أعضاء جملس اإلدارة من طرف مالكي املؤسسة‪،‬‬
‫أما يف مجعية املسامهني أويف مجعية الشركاء‪ ،‬وهذا حسب الشكل القانوين للمؤسسة‪ ،‬وأن ختضع هذه الشروط‬
‫للجانب العلمي والتقين‪ ،‬وكذلك اخلّبة للعناصر اليت تريد االلتحاق ابإلدارة‪.‬‬
‫ويف اجلزائر – وحىت تتمكن مؤسساتنا من حتقيق قفزة نوعية يف إدارهتا وابلتايل حتقيق قفزة نوعية يف‬
‫مشروعاهتا من خالل حتقيق األرابح‪ ،‬والقدرة على املنافسة‪ ،‬واحلفاظ على بقائها على الساحة االقتصادية – فانه‬
‫ميكن أن تستعني بعناصر أجنبية يف حالة مشاركة مؤسسات اقتصادية أجنبية‪ ،‬نظرا ملا يتوفر عليه إداريوها من‬
‫العقالنية واجلدية والشفافية واملرونة يف التسيري واإلدارة‪ ،‬وما هلم من خّبة وجتربة يف ميادين إدارية تعتّب جديدة لدى‬
‫املؤسسات اجلزائرية‪ ،‬كالتسويق‪ ،‬والتعامل مع السوق اخلارجية يف إطار عمليات اخلوصصة وضمن استرياد‬
‫تكنولوجيا اإلدارة والتسيري‪.1‬‬
‫ويقوم الكثري من الباحثني يف هذا اجملال بتقدمي سيناريوهات خمتلفة لوصف املراحل اليت متر هبا املؤسسة قبل‬
‫أن ينتهي هبا األمر ابخلروج من الساحة االقتصادية‪ ،‬هذا يكون نتيجة للفشل الذي أصاهبا‪ ،‬وهو عملية تستغرق‬

‫‪-1‬انصر دادي عدون‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.240‬‬


‫‪46‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫عدة سنوات متر فيها املؤسسة مبراحل متعاقبة قبل أن تصل إىل ذلك احلدث الذي ينهي حياهتا وهو العسر املايل‪،‬‬
‫أي عدم القدرة على سداد االلتزامات‪ ،‬والذي يرجع للعيوب اليت ترتكز يف إدارة املؤسسة‪ ،‬وخاصة يف املستوايت‬
‫العليا منها‪ ،‬ومن أمهها أن يكون املدير العام ذا سلطة مطلقة‪ 1‬هتمش وتلغي دور بقية املدراء التنفيذيني‪ ،‬أو أن‬
‫جيمع شخص واحد بني منصيب املدير العام ورئيس جملس اإلدارة‪ ،‬فذلك جتسيد للسلطة املطلقة اليت جتمع بني‬
‫التنفيذ والرقابة كذلك أن تعاين املؤسسة من ضعف على مستوى اإلدارة املالية‪ ،‬أو أن تكون غري قادرة على‬
‫التكييف مع املستجدات من الظروف اليت حتيط هبا‪.‬‬
‫وكنتيجة الرتكاب األخطاء السابقة فإن املؤسسة تكون قد بدأت ابلسري يف طريق االهنيار للدخول يف‬
‫مرحلة العسر املايل‪ ،‬الذي هو عملية تستغرق عدة سنوات ترتاوح بني ‪5‬و‪10‬سنوات‪.2‬‬
‫أما عن أسباب التعثر املايل‪ ،3‬فتعود إىل سوء اإلدارة اليت تؤدي إىل عدم استغالل الطاقة اإلنتاجية‬
‫ابلكامل‪ ،‬ضعف إنتاجية العامل ابلساعة‪ ،‬هدر املواد األولية‪ ،‬اإلنتاج الرديء‪ ،‬وضعف الرقابة‪ ،‬عدم إجراء دراسات‬
‫جدوى ملشاريع االستثمار واالعتماد على احلدس والتخمني‪ ،‬إتباع سياسة متويلية تعتمد أساسا على االقرتاض‪.‬‬
‫هذا يؤدي إىل ارتفاع نسبة املديونية واخنفاض يف األرابح‪ .‬لذا هناك احتماال كبريا أبال تتمكن املؤسسة من تغطية‬
‫التزاماهتا املالية‪ ،‬أي الفائدة على الدين ودفعات تسديد القروض‪ ،‬مما قد يعرضها لإلفالس‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الخطر المالي (‪)Le risque financier‬‬
‫إن لنوع املؤسسة وطبيعة نشاطها وحجمها دورا هاما يف إعطاء الوضعية املالية املناسبة هلا واليت تتماشى مع‬
‫ذلك‪ ،‬فإذا كنا أمام شركات أموال‪ ،‬أو مؤسسات كبرية احلجم ذات مشاريع كّبى‪ ،‬أو مؤسسات عمومية‪ ،‬فإهنا‬
‫حتتاج إىل أموال كثرية من أجل القيام مبشاريعها االقتصادية‪ ،‬وحتقيق التنمية‪ ،‬ومنه فإهنا حباجة إىل متويل ضخم‬
‫وآلجال متوسطة أو طويلة‪.‬‬
‫حيث وبعد حتديد احلاجات اليت تريدها املنشأة من أموال من خالل براجمها وخططها االستثمارية‪ ،‬وكذا‬
‫برامج متويلها‪ ،‬أييت القرار ابختيار أحسن اإلمكاانت والبدائل اليت تسمح هلا بتحقيق خططها مع األخذ بعني‬

‫‪1-Farha Zéraoui, La répartition des pouvoirs généraux entre le conseil d'administration et son président‬‬
‫‪: quelle solution ? Revue entreprise et commerce, Edik oran, No1-2005, P29-36.‬‬
‫‪ -2‬رحيان الشريف‪ ،‬التعثر املايل‪ :‬املراحل‪ ،‬األسباب والطرق وإجراءات املعاجلة‪ ،‬جملة التواصل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.118‬‬
‫‪ -3‬رحيان الشريف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫‪47‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫االعتبار عامل الزمن‪ ،‬وحىت تصل اىل تغطية حاجياهتا املالية‪ ،‬فإهنا تسهر على اختيار املزيج املايل املالئم من أموال‬
‫خاصة‪ ،‬وديون خمتلفة الذي حيقق هلا أحسن مردود بتكاليف أقل مع العمل على إنفاق هذه األموال بطرق‬
‫عقالنية لتحقيق األهداف املرجوة‪ ،‬وإذا مل يراع كل ذلك فان املنشأة تكون عرضة ملخاطر مالية والبنك املمول هلا‬
‫كذلك‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اعطاء المؤسسة وضعية مالية تتماشى وحجمها‬

‫إن حجم األموال اليت حتتاجها املؤسسة ختتلف من مؤسسة ألخرى‪ ،‬حيث ال ميكن تصور مؤسسة كبرية‬
‫احلجم تكون هلا نفس الوضعية املالية مع أخرى صغرية‪ ،‬فاألوىل حتتاج إىل جتهيزات ضخمة ومواد أولية كثرية‪،‬‬
‫مقارنة مع الثانية اليت حتتاج إىل جتهيزات أقل ويد عاملة حمدودة‪ .‬كما أنه ال ميكن أن تكون نفس الوضعية املالية‬
‫ملؤسسة اختذت شكل شركة مسامهة مع مؤسسة اختذت شكل مؤسسة فردية‪ ،‬فاألوىل حتتاج إىل رأس مال ضخم‬
‫ال يقل عن‪1‬مليون دينار يف حالة اللجوء العلين لالدخار‪ ،‬و‪5‬مليون دينار يف حالة اللجوء إىل اجلمهور‪ ،‬أما الثانية‬
‫فتتميز بضعف رأمساهلا‪ ،‬ولذلك جند أن مشرعنا يف القانون التجاري قد حدد احلد األدىن لرأس مال بعض‬
‫الشركات‪ ،‬فنجده نص على احلد األدىن لرأمسال شركة املسامهة‪ ،‬وشركة املسئولية احملدودة‪ .1‬ومل ينص على ذلك يف‬
‫شركة التضامن‪ ،‬وهذا ألن املسؤولية غري حمدودة اليت يتميز هبا الشركاء يف هذا النوع من الشركات‪.‬‬
‫فحجم املؤسسة يقاس بعدة مؤشرات‪ ،‬أمهها رأس املال وخاصة رأس املال الدائم‪ ،‬الذي يتكون من جمموع‬
‫رأس املال الذي أتسست به املؤسسة (رأس املال القانوين) ابإلضافة إىل كل االحتياطات والديون ألجل طويل‪،‬‬
‫حيث تؤثر هذه العناصر يف جمملها يف تكوين أصول املؤسسة‪ ،‬كما أن رأس املال الدائم يؤثر أتثريا مباشرا على‬
‫الوضعية املالية للمؤسسة وعلى إمكانية اللجوء لالقرتاض وتوسعها‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬اعطاء المؤسسة وضعية مالية تتماشى وطابعها االقتصادي‬

‫إذا نظران إىل املؤسسات االقتصادية تبعا لطابعها االقتصادي جند املؤسسات الصناعية‪ ،‬والفالحية‪،‬‬
‫والتجارية‪ ،‬واخلدماتية‪ ،‬واملالية‪ ،‬وكل نوع منها حيتاج إىل وضعية مالية تتماشى وطبيعة نشاطه‪ ،‬فإذا نظران إىل‬

‫‪-1‬املادة ‪ 566‬تنص‪" :‬ال جيوز أن يكون رأمسال الشركة ذات املسؤولية احملدودة أقل من‪100‬ألف دينار جزائري‪ ،" . . .‬وتنص املادة ‪":594‬جيب أن يكون رأمسال‬
‫شركة املسامهة مبقدار ‪ 5‬ماليني دينار جزائري على األقل إذا ما جلأت الشركة علنية لالدخار أو‪ 1‬مليون دينار جزائري على األقل يف احلالة املخالفة‪" .‬‬
‫‪-2‬انصر دادي عدون‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪48‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫املؤسسة الصناعية مقارنة ابلفالحية جندها حتتاج إىل رأمسال ضخم يتماشى وطبيعة هذا النشاط‪ ،‬كما ان‬
‫املؤسسات املالية حتتاج إىل رؤوس أموال ضخمة تتماشى واملهام اليت تضطلع هبا‪ ،‬وهذا ألهنا قد متول مشاريع‬
‫ضخمة‪ ،‬ومنه فان هذه املنشآت جيب أن تكون على شكل شركات مسامهة‪ ،‬حىت أنه يف إطار املنشأة الواحدة‬
‫حتتاج ألموال لتمويل نشاطات االستغالل‪ ،‬أو متويل االستثمار‪ ،‬فاألول حيتاج ألموال أقل وآلجال قصرية‪ ،‬أما‬
‫الثاين حيتاج ألموال كثرية وآلجال متوسطة أو طويلة‪ ،‬وخماطرها تكون أكثر‪ .‬حىت أنه يف إطار النشاط الواحد جند‬
‫االختالف‪ ،‬فاألموال املمنوحة ملنشآت الصناعات الثقيلة ختتلف عنها يف منشآت الصناعات اخلفيفة‪ ،‬فاألوىل‬
‫تتطلب أمواال كثرية وكفاءات عالية مقارنة ابلثانية اليت ال حتتاج إىل كفاءة عالية وال إىل أموال ضخمة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مظاهر الخطر المالي‬

‫اخلطر يظهر عندما تعطى للمؤسسة‪ ،‬أو ألي مشروع استثماري وضعية مالية ال تتماشى مع حجم‬
‫املشروع‪ ،‬والمع نوع النشاط‪ ،‬فذلك يؤدي إىل تبديد هذه األموال‪ ،‬أو عدم االستفادة منها‪ ،‬وذلك بعدم تسيريها‬
‫بطرق عقالنية‪ ،‬ومنه الو صول إىل حالة عدم القدرة على الوفاء اباللتزامات نتيجة عدم حتقيق العائدات املناسبة‬
‫من األموال املستعملة يف املشروع‪ ،‬والتوقف عن التسديد ألي مؤسسة يعين الوصول إىل حالة اإلفالس اليت هلا آاثر‬
‫سلبية على كل من له عالقة ابملشروع‪ ،‬مبا يف ذلك البنك الذي موله‪.‬‬
‫وإعطاء املؤسسة االقتصادية أمواال أقل ال تكفي ابلنهوض ابملشروع املراد تنفيذه نتيجة لضخامته‪ ،‬يؤدي‬
‫إىل تعثره‪ ،‬وابلتايل عدم حتقيق األرابح املنتظرة منه‪ ،‬وما اختفاء الكثري من املؤسسات‪ ،‬وإخفاق الكثري من املشاريع‬
‫اهلامة إال بسبب عدم حصوهلا على متويل‪ ،‬أو حصوهلا على متويل بكمية غري مناسبة ألن توفر األموال اليت‬
‫تتناسب وطبيعة املؤسسة ميكن من تقليص املخاطر النامجة عن االستثمار‪ ،‬وأتثرياهتا على وضعية املؤسسة والبنك‬
‫املمول هلا‪.‬‬
‫ويرتتب اخلطر املايل عن مدى قدرة املؤسسة على حتقيق املردودية‪ ،‬وعلى حتقيق تدفقات نقدية صافية‬
‫اجيابية تسمح هلا ابلوفاء ابلتزاماهتا‪ ،‬وخاصة تلك االلتزامات النامجة عن عملية االقرتاض‪.‬‬
‫فاخلطر املايل يتحقق على مستويني‪ :‬مستوى اإلنتاج‪ ،‬ومستوى الوسائل املالية‪ ،‬مبعىن أن يكون اإلنتاج‬
‫يتماشى وقدرات املؤسسة‪ ،‬وأن ميكن هلذه األخرية من اسرتجاع األموال اليت صرفتها‪ ،‬وحصوهلا على وسيلة متويل‪،‬‬

‫‪49‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫اليت ال ميكن للبنك منحها اال بعد دراسة شاملة ومعمقة عن وضعية املنشأة املالية‪ ،‬من خالل االطالع على بعض‬
‫الواثئق والسجالت اليت حتتوي على ميزانية املنشأة‪ ،‬وعادة ما يطلب البنك ميزانية ثالث سنوات سابقة‪ ،‬ألن ذلك‬
‫يساعد على معرفة املركز املايل للمنشأة ومالءمتها‪ ،‬ومدى توازن هيكلها التمويلي‪ ،‬وكفاية رأس املال لتحقيق‬
‫أغراضها‪ ،‬ومبلغ القرض‪ ،‬ومدى مناسبته ال شبا ع االحتياجات التمويلية‪ ،‬ومصادر سداده‪ ،‬ومدى مقدرة‬
‫املؤسسة على الوفاء مبا عليها من التزامات‪.1‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الخطر االستراتيجي (‪)Le risque stratégique‬‬
‫قبل القيام بتنفيذ أي مشروع استثماري جيب دراسة كل اجلوانب املتعلقة به‪ ،‬سواء من طرف املؤسسة‬
‫االقتصادية القائمة على املشروع‪ ،‬أو من طرف البنك املمول هلا‪ ،‬وهذا حىت ميكن التقليص من احتماالت عدم‬
‫التأكد‪ ،‬وابلتايل التقليص من املخاطر النامجة عن االستثمار وأتثرياهتا على وضع املؤسسة والبنك املمول للعملية‪،‬‬
‫والتأثري على املتعاملني مع املؤسسة‪ ،‬وهذا اخلطر قد يرتجم يف شكل سوء حتديد لألهداف‪ ،‬أو لعدم متاشيها‬
‫ومتطلبات الزابئن‪ ،‬أو املنافسة الشديدة‪ ،‬أو أتثري السوق احمللي أو اخلارجي على املؤسسة‪ ،‬سواء ابلنسبة للسلعة‬
‫املنتجة من طرفها‪ ،‬أو السعر‪ ،‬أو تصريف السلع‪.‬‬
‫إال أن هذه الدراسة وغريها غري كافية للتحلل من املخاطر اليت ميكن أن تواجه املنشأة االقتصادية‪ ،‬واليت ال‬
‫ميكن استبعادها عند تنفيذ أي مشروع استثماري‪ ،‬فهذا اخلطر موجود مادام هناك مستقبل ال ميكن التحكم يف‬
‫كل متغرياته‪ ،‬وإمنا على األقل التخفيف من حدته يف املستقبل‪ .‬كأن يكو ن هناك كساد يف املنتجات لعدم‬
‫اإلقبال عليها من طرف املستهلك لوجود بدائل أخرى أجود‪ ،‬أو أقل سعرا‪ ،‬أو مبواصفات معينة‪ ،‬فيحدث من‬
‫خالل هذا أن تكون التكاليف أكثر من العائدات‪ ،‬هذا يؤدي إىل حدوث خسائر‪ ،‬ومنه عدم القدرة على‬
‫السداد‪ ،‬لذلك جيب أن تتوفر املنشأة على خّبة ومعارف حول السوق الذي تعمل يف إطاره‪ ،‬هذا قد يساعد ها‬
‫على امكانية حتملها ألي هزات منتظرة‪ ،‬واليت عادة ما تكون خارجة عن إطارها‪ ،‬كتأثري احلالة الطبيعية أو‬
‫االقتصادية أو االجتماعية‪ ،‬وحىت السياسية السائدة‪ ،‬وخطر السوق (‪ )Le risque de marché‬الذي تعاين منه‬
‫مؤسساتنا وخاصة املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬من خالل نقص الكفاءات التسويقية‪ ،‬وعدم االهتمام ابلبحوث‬

‫‪-1‬إبراهيم خمتار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.45 .‬‬


‫‪50‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫التسويقية‪ ،‬ونقص املعلومات عن حاجات السوق يف ظل املنافسة الشديدة على املستوى احمللي‪ ،‬ويف إطار السوق‬
‫اخلارجية‪ ،1‬ووجود منتجات بديلة ابستمرار وأبقل تكلفة‪ .‬هذا من شأنه أن يؤثر على تصريف منتجات املؤسسة‪،‬‬
‫وابلتايل ال جيعلها حتقق العائدات املنتظرة‪ ،‬فتقع يف خسائر‪ ،‬ومن مث تزيد أعباؤها املالية اليت جتعلها غري قادرة على‬
‫تسديدها‪ ،‬فأصبح اليوم من املعرتف به االهتمام مبجموعة عمليات ختص السوق من خالل السلعة املراد تسويقها‪،‬‬
‫وسعرها‪ ،‬وبيعها‪.2‬‬
‫فبالنسبة للسلعة واليت متثل ما تقدمه املؤسسة‪ ،‬وهي متثل أداة وصل بني املؤسسة واملستهلك‪ ،‬الذي ال‬
‫يشرتي إال بعد مقارنة بني أكثر من سلعة من عدة جوانب‪ ،‬لذا فان املؤسسة املنتجة تعمل على مراعاة العناصر‬
‫اليت تفيدها يف اختيار السلعة األكثر تقبال من املستهلك‪.‬‬
‫أما ابلنسبة للسعر فهو من املؤشرات اهلامة يف جناح عملية البيع‪ ،‬إذ له دور يف رفع حجم املبيعات‪ ،‬وإقبال‬
‫املستهلك عليها‪ ،‬والسعر تتحكم فيه أسعار سلع املنافسني‪ ،‬ومدى وجود سلع بديلة وأبسعار أقل‪ ،‬وملعرفة ذلك‬
‫فان املؤسسة تقوم إبجراء اتصاالت مع املوزعني واملستهلكني لالستفادة من آرائهم‪.‬‬
‫أما ابلنسبة للبيع فهذه املرحلة هامة وخطرية يف آن واحد‪ ،‬فهامة إذا متكنت املؤسسة من تصريف منتجاهتا‪،‬‬
‫وخطرية إذا كان هناك كساد لعدم اإلقبال عليها‪ ،‬فمن خالل هذه العملية ميكن إيصال املنتج للمستهلك‪ ،‬ومن‬
‫خالهلا يتم اختيار الطريقة املالئمة للقيام بعملية البيع‪ ،‬واختيار منطقة البيع‪ ،‬واستمرارية املؤسسة يف تصريف‬
‫منتجاهتا يف السوق مرهون ابستمرارية وفاء زابئنها‪ ،‬وذلك إبرفاق املبيعات خبدمات تقنعهم أفضل مما تقدمه‬
‫املؤسسات املنافسة‪.‬‬
‫فاملخاطر املتعلقة ابملؤسسة االقتصادية تظهر كذلك من خالل املقدرة اإلنتاجية‪ ،‬ويتم الوقوف على ذلك‬
‫من خالل مدى كفاءة املؤسسة على االستخدام األمثل لعناصر اإلنتاج املختلفة‪ ،‬واألسلوب املتبع يف اإلنتاج‪،‬‬
‫ومدى جودته‪ ،‬وتقبل السوق له‪ ،‬والتوسع يف النشاط مستقبال‪ ،‬ومدى قرهتا على تصريف منتجاهتا‪ ،‬ومعرفة‬

‫‪-1‬عبد الرمحان بن عنرت وعبد هللا بلوانس‪ ،‬واقع مؤسساتنا الصغرية واملتوسطة وآفاقها املستقبلية‪ ،‬جملة العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪،‬‬
‫سطيف‪ ،‬العدد‪ ،2002 ،1‬ص‪.5 .‬‬
‫‪-2‬انصر دادي عدون‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.328 .‬‬
‫‪51‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫منافسيها‪ .1‬حيث إذا مل يصرف املنتج لعدم تقبله فذلك من أسباب اهنيار املؤسسة‪ ،‬فمعرفة الشراء والبيع أصبح‬
‫أكثر أمهية من معرفة التصنيع‪.‬‬
‫فاملخاطر االسرتاتيجية هي تلك املخاطر احلالية واملستقبلية اليت ميكن هلا التأثري على إيرادات البنك وعلى‬
‫رأس ماله نتيجة الختاذ قرارات خاطئة أو التنفيذ اخلاطئ للقرارات وعدم التجاوب املناسب مع التغريات يف القطاع‬
‫البنكي‪ ،‬ويتحمل جملس إدارة البنك مسؤولية كاملة عن هذا النوع من املخاطر وكذلك اإلدارة العليا يف البنك اليت‬
‫تتمثل مسؤوليتها يف ضمان وجود إدارة خماطر اسرتاتيجية مناسبة يف البنك‪.2‬‬
‫إن السياسات املتعلقة ابالسرتاتيجيات هي حامسة ملعرفة القطاعات اليت يقوم البنك ابلرتكيز على متويلها‬
‫على املدى القصري والطويل‪ ،‬وابلتايل البد من وجود توجيهات تبني توقيت وإجراءات مراجعة اسرتاتيجية البنك‪،‬‬
‫ومن أجل وجود إدارة خماطر اسرتاتيجية قوية البد من توفر أنظمة معلومات كي تتمكن اإلدارة من املراقبة والتنبؤ‬
‫ابلظروف االقتصادية املستقبلية كالنمو االقتصادي والتضخم وسعر الصرف والفائدة‪ . . .‬كذلك حتتاج البنوك‬
‫ألنظمة رقابة داخلية تضمن عدم تعرض البنك ملخاطر اسرتاتيجية‪.‬‬
‫إهنا خماطر ال ميكن حصرها‪ ،‬سببها تلك البيئة املصرفية خاصة واالقتصادية عامة تسودها املنافسة الشديدة‪،‬‬
‫والتطور املستمر‪ ،‬واالرتباط الوثيق ابلسوق‪ ،3‬هذه العناصر وغريها جيب على البنك متابعتها عن كثب وابستمرار‬
‫لرسم اخلطة الناجعة اليت تسمح بتحديد التصرف األمثل لتحقيق املر دودية‪ ،‬فكل تصرف غري موائم ملتطلبات‬
‫البيئة يعرض البنك خلطر اسرتاتيجي وخلسائر كبرية أكثر من األرابح اليت كان من املمكن أن حيققها لوكان القرار‬
‫مدروسا‪.‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬خطر عدم التسديد (‪)Risque de non remboursement‬‬
‫أول ما يواجه املصريف هو عدم التزام املتعاقد معه بتنفيذ العقد‪ ،‬إما لعدم القدرة على الوفاء‪ ،‬أو لإلعسار‪،‬‬
‫أي بصفة غري عمدية‪ ،‬أو بسبب االمتناع عن التنفيذ أي بصفة عمدية‪ ،‬حبيث قد ال يدفع أصل الدين وفوائده‬

‫‪-1‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.140 .‬‬


‫‪-2‬إبراهيم الكراسنة‪ ،‬أطر أساسية ومعاصرة يف الرقابة على البنوك وإدارة املخاطر‪ ،‬معهد السياسات االقتصادية‪ ،‬صندوق النقد العريب‪ ،‬أبو ظيب‪ ،2006 ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪3-Eric Lamarque, gestion bancaire, édition person-éducation canada, 2003, P67.‬‬
‫‪52‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫كلها أو جزء منها‪ ،‬أو أن يتأخر يف الدفع‪ .1‬وقد عرفه املشرع على انه اخلطر الذي ميكن التعرض له يف حالة‬
‫عجز طرف مقابل أو أطراف مقابلة‪.2‬‬
‫وبصفة عامة يتحقق هذا اخلطر يف حالة اختالل الوضعية املالية للمؤسسة‪ ،‬حبيث أن جمرد تسجيل حالة‬
‫العجز لديها يعين ظهور خطر عدم التسديد‪ ،‬وال يرتبط هذا اخلطر ابلضرورة بتحقيق اخلسارة‪ ،‬ويتضاعف هذا‬
‫اخلطر بتعدد املقرتضني‪ ،‬إال أنه يتحقق مبجرد ثبوت احلالة يف أحد ها وإخالله ابلتزامه‪ ،‬وال يشرتط حتققه يف‬
‫اجلماعة كلها‪ ،‬ألن حتقق هذا اخلطر يف مدين واحد يضع البنك يف موقف حرج مع مودعيه‪ ،‬لعدم قدرته على‬
‫مواجهة طلبات السحب‪ ،‬مما يسبب االختالل يف ميزانيته‪ ،‬وقد يصل إىل حد التوقف عن دفع مستحقاته‬
‫وإفالسه‪ .‬وهذه احلالة متس أيضا ابملؤسسة االقتصادية‪ ،‬فال ميكنها تسديد ديوهنا‪ ،‬وهذا عندما حيدث تفاوت بني‬
‫مصروفاهتا وإيراداهتا‪ ،‬وابلتايل أتخر يف عملية حتصيل احلقوق مقارنة مع تسديد الديون‪ ،‬هذه الوضعية ينتج عنها‬
‫عجز يف خزينة املؤسسة‪ ،‬وتزداد أعباؤها املالية‪ ،‬وتتسبب قابلية عدم التسديد يف افالسها نتيجة توقفها عن الدفع‪.‬‬
‫أمرا ضرورًّاي ألن الضماانت وحدها ال تكفي‪ ،‬حيث ميكن أن تكون له سوابق‬
‫فأمانة العميل يف التعامل املايل تعد ً‬
‫يف مسألة التماطل يف السداد‪ ،‬وأنه ال يفي ابستحقاقاته إال بعد ممارسة الضغوطات عليه‪ ،‬والتأكد من حسن نواايه‬
‫يف مسألة السداد وهذا كله ال يتأتى إال ابالستعالم عنه ومعرف مسعته االئتمانية عن طريق السوق ومن األجهزة‬
‫املمولة‪ ،‬أو خارجيا خارجا عن نطاقها‪.‬‬
‫الرقابية‪ .‬ومصدر هذا اخلطر قد يكون داخليا خاصا ابملؤسسة االقتصادية َّ‬
‫‪3‬‬
‫أوال‪ :‬المخاطر الخارجية (‪)Les risques externe‬‬
‫املخاطر اخلارجية قد تكون متعلقة ابلعوامل االقتصادية والسياسية واالجتماعية للبلد (خطر عام)‪ ،‬أو‬
‫بقطاع نشاط املؤسسة االقتصادية (خطر مهين)‪ ،‬أي أن هناك املخاطر اليت تنشا ألسباب خارجية عن املؤسسة‬
‫وتتمثل يف املخاطر السياسية وتقلبات أسعار الفائدة وتغري القوانني والسياسة النقدية السائدة يف البالد والظروف‬

‫‪ -1‬قضية بني البنك الوطين‪ ،‬و(ش‪ .‬ذ‪ .‬م‪ .‬م(ع))‪ ،‬حكم صادر يف ‪ . . .": 2008-07-13‬وحيث أن احملكمة تستخلص من خالل وقائع الدعوى أن هناك‬
‫عالقة قرض بني الطرفني مبوجب اتفاقية القرض املّبمة بينهما‪ ،‬وأن املدعي عليها رغم إعذارها بتسديد أقساط القرض تبعا التفاق الطرفني‪ ،‬لكنها مل تستجب‪،‬‬
‫هلذه األسباب فالنزاع يقع حول طلب فسخ اتفاقية القرض وإلزام املدعى عليها بتسديد الدين الواقع يف ذمتها‪." . . .‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 02‬أ من النظام رقم ‪ 08-11‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬أمحد غنيم‪ ،‬صناعة قرارات االئتمان والتمويل يف إطار االسرتاتيجية الشاملة للبنك‪ ،‬مطابع املستقبل‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة‪ 1998 ،1‬ص‪ .24 .‬وإبراهيم خمتار‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.49 .‬‬
‫‪53‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫االجتماعية وتغري األوضاع االقتصادية وحىت الظروف الطبيعية‪ ،‬خاصة يف الدول الكّبى‪ .‬كما أن هناك خماطر‬
‫تنشأ بسبب املؤسسة نفسها وتتمثل يف عدم القدرة على الوفاء وضعف التسيري والتالعب ابالئتمان بعدم‬
‫استعمالية يف الغرض الذي منح من أجله‪ .‬لذلك على البنك أن يكون على علم ابلوضعية العامة للمؤسسة‬
‫االقتصادية إدارًّاي وماليًا‪ ،‬وذلك بتشخيص واثئقها املالية واحملاسبية ومعرفة املؤشرات املالية املختلفة اليت تبني مدى‬
‫وجود توازن يف اهليكل املايل للمؤسسة‪.1‬‬
‫أ‪ -‬الخطر العام (‪)Le risque général‬‬
‫ويعد انعكاسا ألوضاع مفاجئة هلا أتثري على العالقة اليت تربط املؤسسة مع البنك‪ ،‬ويكون هذا اخلطر انمجا‬
‫عن الظروف احمليطة‪ ،‬أتثري احلالة الطبيعية كالزالزل وخمتلف الكوارث الطبيعية‪ ،‬واالقتصادية كاألزمات املالية‬
‫السائدة داخليا أو خارجيا مثل األزمة املالية العاملية وتداعياهتا على خمتلف البنوك واملؤسسات االقتصادية‪ ،‬من‬
‫هبوط يف قيمة العملة‪ ،‬والنقص احلاد يف السيولة‪ ،‬وكساد املنتجات لعد م اإلقبال عليها لضعف القدرة الشرائية‪ ،‬أو‬
‫استصدار قرارات اقتصادية ومالية قد تؤثر أحياان على بعض األنشطة يف الدولة‪.2‬‬
‫أما املخاطر السياسية فتظهر من خالل ما ينشأ عن التبعية االقتصادية لدولة أجنبية‪ ،‬وما ينجم عن خماطر‬
‫احلروب وقطع العالقات مع دول معينة وإقامة احلضر على السلع‪ ،‬أما املخاطر االجتماعية كاإلضراابت اليت هلا‬
‫أتثري على نشاط املنشأة االقتصادية‪ ،‬وعلى مقدرهتا على سداد ما عليها من مستحقات‪ .3‬واخلطر القانوين الذي‬
‫يظهر من خالل صدور تشريعات اليت قد تؤثر على توزيع الدخل بني فئات اجملتمع‪ ،‬وابلتايل التأثري على القدرة‬
‫الشرائية هلاته الفئات‪ ،‬أو صدور بعض التشريعات اليت قد تسمح بتأجيل بعض الديون املصرفية املمنوحة لبعض‬
‫املؤسسات‪ ،‬وأخص ابلذكر االمتيازات املمنوحة للمشاريع اليت يقوم هبا الشباب واملؤسسات الصغرية واملتوسطة‬
‫ابإلضافة إىل بعض املؤسسات العمومية احلساسة‪.‬‬

‫‪ -1‬إبراهيم خمتار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.37 .‬‬


‫‪ -2‬إبراهيم خمتار‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.48 .‬‬
‫‪ -3‬منري إبراهيم هندي‪ ،‬اإلدارة املالية مدخل حتليلي معاصر‪ ،‬املكتب العريب احلديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة‪ ،1999 ،1‬ص‪.440 .‬‬
‫‪54‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫هذه العوامل اليت خترج عن إرادة املؤسسة االقتصادية املمولة تؤدي إىل حدوث خسائر معتّبة‪ ،‬فيؤدي هبا‬
‫األمر إىل عدم قدرهتا على تسديد الديون اليت استفادت منها‪ ،‬فهده املخاطر من الصعب التنبؤ هبا وحصرها‪ ،‬ومن‬
‫مث من الصعب التحكم فيها‪.1‬‬
‫ب‪ -‬الخطر المهني (‪)Le risque professionnel‬‬
‫يرتبط هذا اخلطر ابلتطور احلاصل للعوامل والشروط اليت تتحكم يف نشاط املؤسسة‪ ،‬وكذا التحول يف شروط‬
‫االستغالل‪ ،‬وطرق اإلنتاج الناجتة عن التطور التكنولوجي‪ ،‬ظهور منتجات بديلة أبسعار أقل‪ ،‬ندرة املواد األولية‪،‬‬
‫املمول‪ ،‬وكل ما من شأنه أن يؤثر سلبا على نشاط املؤسسة موضوع التمويل من‬
‫ضعف القدرة التنافسية للنشاط َّ‬
‫طرف البنك‪ ،‬وكل تلك املظاهر تشكل أخطارا مهنية ابلنسبة للمؤسسة‪ ،‬وابلتايل التأثري على من موهلا‪ ،‬مما جيعل‬
‫هذا األخري حيجم على املخاطرة أبمواله يف نشاطات تكون عرضة لعدم القدرة على السداد‪.2‬‬
‫كما أن اخلطر يظهر من خالل طبيعة النشاط االقتصادي للمؤسسة حيث إذا كنا أمام نشاط زراعي فإنه‬
‫يتأثر ابلظروف املناخية ومدى وفرة املياه والتعرض لآلفات الزراعية ومدى اإلقبال على هاته املنتوجات الزراعية من‬
‫طرف الزابئن‪ ،‬ألنه كلما كان هناك ضعف يف اإلقبال عليها كانت العائدات ضعيفة‪ .‬كما أنه إذا كنا أمام عر‬
‫خصوصا إذا كانت منتجات كمالية‪.‬‬
‫ً‬ ‫إلنتاج صناعي أو خدمايت فإن اخلطر يظهر من خالل نقص الطلب عليها‬
‫فالسوق ونوع املنتج واختالف أذواق املستهلكني له أتثري على املنتجات اليت تقدمها املؤسسات االقتصادية ومن‬
‫مث التأثري على ائتمان البنك من خالل إمكانية عدم القدرة على السداد لعدم حتقق العائدات الكافية‪.3‬‬
‫ثانيا‪ :‬المخاطر الخاصة (‪)Les risques propres‬‬
‫أو ما يسمى كذلك ابملخاطر الداخلية (‪ )Les risques internes‬وهي املخاطر املرتبطة ابملؤسسة‬
‫االقتصادية وميكن تقسيمها إىل‪:‬‬

‫‪ -1‬زاينة آيت وازو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.74‬‬


‫‪-2‬عبد احلق بوعرتوس‪ ،‬الوجيز يف البنوك التجارية‪ ،‬دار النشر‪ ،‬قسنطينة‪ ،2000 ،‬ص‪.52 .‬‬
‫‪ -3‬شريف مصباح أبو كرش‪ ،‬مداخلة‪ :‬االستثمار والتمويل يف فلسطني بني آفاق التنمية والتحدايت املعاصرة‪ ،‬املؤمتر العلمي األول‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة اخلليل‪،‬‬
‫فلسطني‪ 09-08 ،‬ماي ‪ ،2005‬ص‪.08‬‬
‫‪55‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫أ‪ -‬مخاطر متعلقة بالمؤسسة نفسها (‪)Risques liés à l'entreprise‬‬


‫ويرتبط هذا اخلطر أبهلية املقرتض وصالحيته لالقرتاض‪ ،‬ومدى كفاءة وقدرة مسريي املؤسسة‪ ،‬حيث أن‬
‫جناح املؤسسة مقرون مبدى كفاءة وخّبة مسرييها‪ ،‬ويرتبط هذا اخلطر كذلك ابلسمعة االئتمانية للمؤسسة‬
‫املقرتضة‪ ،‬وهذا ملدى احرتامها لتعهداهتا ووفائها ابلتزاماهتا يف مواعيدها‪.1‬‬
‫ب‪ -‬مخاطر تقنية (‪)Risques techniques‬‬
‫إن نوعية التكنولوجيا املستعملة من طرف املؤسسة قد جيعلها يف موقع هش ابلنسبة ألطراف أخرى‬
‫تستخدم تقنيات عالية وحديثة‪ ،‬جيعل وضع املؤسسة التنافسي ضعيفا‪ ،‬ابإلضافة إىل مدى قدرة وخّبة املؤسسة يف‬
‫التحكم يف املستوى التكنولوجي املستخدم يف إنتاج السلع أو اخلدمات يف جمال نشاط املؤسسة‪ ،2‬ومدى قدرهتا‬
‫على استخدام عناصر اإلنتاج املختلفة‪ ،‬واألسلوب املتبع يف ذلك‪ ،‬ومدى قدرهتا على تصريفه مبا حيقق هلا‬
‫العائدات املنتظرة‪.‬‬
‫ج‪ -‬مخاطر خاصة باالئتمان (‪)Risques propres au crédit‬‬
‫وينجم هذا اخلطر عن مدة القرض‪ ،‬والغرض منه‪ ،‬حيث أن خطر عدم التسديد يظهر أكثر يف التمويالت‬
‫املتوسطة أو الطويلة‪ ،‬ويف األموال الضخمة‪ ،‬ويف بعض النشاطات اليت متثل أكثر خطورة‪ ،‬كالنشاطات ا لفال حية‬
‫والصناعية‪ ،‬كما يكمن اخلطر كذلك يف استعمال القروض ألغراض أخرى‪.‬‬
‫تواجه البنوك التقليدية املخاطر االئتمانية يف كل عملياهتا تقريبا ألن العالقة بينها وبني عمالئها هي عالقة‬
‫دائن مبدين على الدوام مهما اختلفت العقود واملعامالت‪ .‬وكدا البنوك اإلسالمية فإهنا تواجه هذا النوع من‬
‫املخاطر‪ ،3‬ابألخص يف صيغ التمويل اليت تعتمد على عقود املداينة‪ ،‬فمعلوم أن املراحبة واإلجارة هي بيوع آجلة‬
‫يتولد عنها ديون يف دفاتر البنك‪ ،‬واملخاطرة فيها هي املخاطر االئتمانية‪ .‬واملضاربة واملشاركة هي عقود شركة‪ ،‬ال‬
‫تكون األموال اليت يدفعها البنك إىل املؤسسة ديوان يف ذمتها‪ ،‬لكنها قد تتضمن خماطر ائتمانية من طريقني‪ :‬يف‬

‫‪-1‬إبراهيم خمتار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.46 .‬‬


‫‪-2‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ -3‬خدجية خالدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪56‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫حال التعدي أو التقصري‪ ،‬حيث تضمن املؤسسة رأس املال فينقلب إىل دين يف ذمتها‪ ،‬وعند انتهاء املضاربة‬
‫والقسمة يصبح نصيب البنك مضموان على املؤسسة االقتصادية كمثل الدين‪.‬‬
‫ونظرا الختالف كل آلية متويل فإن التعرف على خماطر االئتمان ختتلف من آلية ألخرى‪ ،‬وعليه فإن تقييم‬
‫خماطر االئتمان جيب أن يتم بشكل مستقل لكل أداة متويل على حدا من أجل تسهيل عمليات املراقبة الداخلية‬
‫اليت تتم على مستوى البنك املمول وعمليات إدارة املخاطر‪.‬‬
‫فعلى البنوك اإلسالمية أن أتخذ بعني االعتبار األنواع األخرى من املخاطر اليت تؤدي إىل نشوء خماطر‬
‫ائتمان كأن تتحول املخاطر املتأصلة يف طبيعة عقد املراحبة من خماطر سوق إىل خماطر ائتمان‪ ،‬أو أن يتحول رأس‬
‫املال املستثمر يف صيغة التمويل ابملشاركة أو املضاربة إىل دين يف حالة ثبوت إمهال أو سوء تصرف املضارب أو‬
‫الشريك (املؤسسة) اليت تشرف على املشروع‪.‬‬
‫لذا على البنوك عند قياس مستوى املخاطر املقبولة للمؤسسة املتعامل معها أن تتأكد من أن املعدل املتوقع‬
‫للعائد على عملية التمويل يتناسب مع املخاطر وأن تتجنب خماطر االئتمان العالية على مستوى كل عملية‬
‫متويل‪.1‬‬
‫وابلنسبة للبنوك الكالسيكية فهذه املخاطر تعين خماطرة أن تتخلف املؤسسة عن الدفع‪ ،‬مبعىن العجز عن‬
‫الوفاء ابلتزاماهتا خبدمة الدين‪ ،‬ويتولد عن العجز عن السداد خسارة كلية أو جزئية ألي مبلغ مقرض إىل املؤسسة‪،‬‬
‫وهذا له أمهية ابلغة من حيث خطورة اخلسائر احملتملة‪.2‬‬
‫وتتألف خماطر االئتمان اليت يتعرض هلا البنك من املبالغ اليت يدين هبا املقرتضون له واملتعلقة مبدفوعات‬
‫الفائدة على القروض وسداد مبالغ أصل القرض‪ ،‬كما تتألف من ديون العمالء‪ ،‬كخطاابت االئتمان أو سندات‬
‫الكفالة لضمان التنفيذ‪.3‬‬
‫ما يفهم‪ ،‬هو أن االئتمان يعين أن البنك يقرض املؤسسة أمواال فيأمتنها عليه مقابل معدالت فائدة يعتّبها‬
‫عائدا مقابل التمويل‪ ،‬وبشرط زمين حمدد‪ ،‬فإذا مت االلتزام بدلك فليس هناك ما يشكل خطرا على البنك‪ ،‬أما يف‬

‫‪-1‬نفس املرجع والصفحة‪.‬‬


‫‪ -2‬طارق عبد العال محاد‪ ،‬حوكمة الشركات (تطبيقات احلوكمة يف املصارف)‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،2005 ،‬ص‪.365-364‬‬
‫‪ -3‬برااين كوبل‪ ،‬حتديد خماطر االئتمان‪ ،‬دار الفاروق للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة العربية األوىل‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص‪.7‬‬
‫‪57‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫حالة ما إذا مل تتمكن املؤسسة من الوفاء ابلتزاماهتا فإن البنك يكون قد خاطر أبمواله‪ ،‬ألن هناك احتمال أال‬
‫يسرتجعها‪.‬‬
‫ونتيجة لتكدس األموال الناجتة عن فائض مبلغ الودائع على مبلغ السحب فإن البنك يستطيع أن يقرض‬
‫من هذه األموال جزءا كبريا بعد أن حيتفظ مبا يرتاوح ما بني ‪ 10‬و‪ 30‬ابملئة من جمموعها بعد تغطية طلبات‬
‫الساحبني‪ .‬فالبنك يرغب يف التمويل من خالل ما لديه من أموال تفيض عن االحتياطي الذي يريد االحتفاظ‬
‫به‪.1‬‬
‫أماعن املعايري اليت تعتمد عليها البنوك لوضع كل نوع من التمويل يف صنف معني‪ ،‬الذي يساعدها يف‬
‫تسيريها جيدا تتمثل يف تصنيفه حسب طبيعة الشخص املمول إن كان شخصا طبيعيا أو مؤسسة‪ ،‬ووفق طبيعة‬
‫املشروع املمول‪ ،‬إن كان صناعيا أو جتاراي أو زراعيا أو خدماتيا‪ ،‬مث النظر للمدة طويلة أو قصرية أو متوسطة‪،‬‬
‫وأخريا يصنف حسب قوة الضمان‪ ،‬فهناك عمليات متويل دون ضمان‪ ،‬وهي قليلة جدا‪ ،‬يكون ذلك فيما إذا‬
‫كانت املؤسسة تتمتع مبركز مايل قوي‪ ،‬فهنا حتل الثقة حمل الضماانت‪ ،‬وهناك متويالت بضماانت سواء بضماانت‬
‫شخصية أو عينية أو خمتلطة‪ ،‬لذلك كل بنك يصنف عملياته املالية‪ ،‬هذا يتيح له سهولة تسيريها‪ ،‬والتحكم فيها‬
‫ويف خماطرها‪ ،‬وكذا وضع خطط واسرتاتيجيات مناسبة هلا لتنميتها وتطويرها‪.2‬‬
‫أماعن أنواع خماطر االئتمان‪ ،‬وكنتيجة ملنح التمويل للمؤسسة‪ ،‬فالبنك يتعرض ألنواع كثرية من هذه املخاطر‬
‫تتمثل يف‪،3‬‬

‫‪ -‬خماطر تغري القوانني‪ ،‬سواء مبنح التسهيالت االئتمانية أو تضييقها ميكن أن يولد خماطر للبنك‪.‬‬

‫‪ -‬خماطر الصناعة اليت تزاوهلا املؤسسة‪ ،‬فمخاطر الصناعة التكنولوجية مثال تكمن يف التقادم وظهور تكنولوجيا‬
‫جديدة‪ ،‬والزراعة مرتبطة ابملناخ وتغرياته‪.‬‬

‫‪ -‬خماطر إدارة البنك‪ ،‬فقلة اخلّبة‪ ،‬وسوء تسيري القروض‪ ،‬وعدم تشخيص املؤسسة ومسعتها املالية قد يهدد‬
‫القرض املمنوح هلا من حيث عدم قدرهتا على تسديده‪.‬‬

‫‪-1‬معلومات مستقاة من مدير بنك بدر‪ ،‬مقابلة بتاريخ ‪ ،2013-07-08‬على الساعة ‪10‬صباحا‪.‬‬
‫‪-2‬نفس املرجع‪.‬‬
‫‪-3‬عبد املعطي رضا أرشيد‪ ،‬حمفوظ أمحد جودة‪ ،‬إدارة االئتمان‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪( ،‬د س ن)‪ ،‬ص‪.215-213‬‬
‫‪58‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫‪ -‬خماطر الظروف االقتصادية واالجتماعية والسياسية والطبيعية‪ ،‬وكذلك الداخلية منها واخلارجية‪ ،‬كاحلروب‪،‬‬
‫واألزمات املالية العاملية‪ ،‬كاخنفاض أسعار الصرف والفائدة والبرتول‪.‬‬

‫‪ -‬خماطر مرتبطة ابملؤسسة املمولة‪ ،‬من حيث سوء التسيري‪ ،‬ألن ذلك يؤدي إىل سوء استغالل األموال‬
‫املقرتضة‪ ،‬وهي األكثر انتشارا وتكرارا واألصعب من حيث التحكم فيها‪ ،‬نظرا ألن أسباهبا متعددة ونتيجتها‬
‫هي عدم القدرة على السداد‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫د‪ -‬أخطار مالية (‪)Risques financiers‬‬
‫ويرتتب هذا اخلطر عن مدى قدرة املؤسسة على تسديد الديون‪ ،‬ولكي يكون املصريف على علم ابلوضعية‬
‫املالية للمؤسسة يلزمه دراسة وحتليل الواثئق املالية واحملاسبية املختلفة (امليزانية‪ ،‬املتاجرة‪ ،‬األرابح واخلسائر)‪ ،‬ومعرفة‬
‫املؤشرات املالية املختلفة اليت توضح توازن اهليكل التمويلي للمؤسسة‪.2‬‬
‫ألنه قد تصل املؤسسة إىل مرحلة التعثر املايل‪ ،3‬اليت هي تلك املرحلة من االضطراابت املالية اخلطرية اليت‬
‫جتعلها قريبة جدا من مستوى شهر إفالسها سواء كانت هذه االضطراابت تعين عدم قدرهتا على سداد التزاماهتا‬
‫جتاه البنك اململ هلا‪ ،‬أو حتقيق خسائر متتالية سنة تلوى األخرى جيعلها مضطرة إىل إيقاف نشاطها من حني‬
‫آلخر‪.‬‬

‫‪ -1‬هناك عدة تقسيمات للمخاطر‪ ،‬فهي تقسم إىل خماطر مالية وخماطر غري مالية‪ :‬فاألوىل تشمل‪ :‬خطر االئتمان‪ ،‬خطر السيولة‪ ،‬خطر عدم املالءة‪ ،‬خطر معدل‬
‫الفائدة‪ ،‬خطر سعر الصرف‪ ،‬خطر السوق‪ .‬والثانية تشمل‪ :‬خطر التشغيل‪ ،‬اخلطر االسرتاتيجي‪ ،‬صورااي قاصدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.9-8‬‬
‫كما تقسم إىل خماطر كالسيكية وأخرى حديثة‪ :‬فاألوىل تشمل‪ :‬خطر االئتمان‪ ،‬خطر السيولة‪ ،‬خطر سعر الفائدة‪ ،‬خطر سعر الصرف‪ ،‬اخلطر البشري‪ ،‬اخلطر‬
‫النظامي‪ .‬والثانية تشمل‪ :‬اخلطر االسرتاتيجي‪ ،‬خطر االتصال‪ ،‬اخلطر التشغيلي‪ .‬حممد للوشي‪ ،‬األخطار املصرفية‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫اجلزائر‪ ،2002-2001 ،‬ص‪.23-20‬‬
‫‪-2‬إبراهيم خمتار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.37 .‬‬
‫‪ -3‬إن هناك مصطلحات عديدة للتعبري عن احلالة املالية الصعبة للمؤسسة‪ :‬فهناك من يسميها االفالس وهم رجال القانون‪ ،‬ويعين ذلك توقف املؤسسة عن سداد‬
‫ديوهنا يف آجال استحقاقها‪ ،‬ويكون ذلك مبوجب حكم من احملكمة املختصة بغرض تصفيتها وبيعها متهيدا لتسديد هذه الديون‪ ،‬ولكن مادام هي مرحلة خطرية‬
‫فقد جيري الدائنون صلحا مع املؤسسة ودلك رغبة مب نح فرصة للمؤسسة وفائدة هلم ألهنا قد تنتج عن عدم حتصيل كافة الديون من خالل عملية التصفية‪ ،‬ودلك‬
‫إدا رأوا أبهنا متلك امكاانت مستقبلية جيدة يف حال جتاوزت املرحلة الصعبة‪.‬‬
‫وهناك من يسميها حالة االعسار أو ضعف املالءة‪ ،‬ويعين أن خصوم املؤسسة جتاوزت موجوداهتا‪ ،‬ويف هذا املؤسسة متر أبزمة سيولة حادة نتيجة لضعف رحبيتها‪ ،‬أو‬
‫تكون يف حالة عسر مايل حقيقي جيعلها قريبة من جدا من االهنيار‪ ،‬ألهنا تعاين من تراكم اخلسائر من جهة‪ ،‬ومن جهة اثنية غري قادرة على الوفاء ابلتزاماهتا‪.‬‬
‫هناك من يسميها الفشل وهم رجال االقتصاد‪ ،‬وهو مصطلح عام وغري دقيق خيلط بني املفاهيم املالية والقانونية حلالة العسر‪.‬‬
‫ومصطلح التعثر املايل الذي هو تلك املرحلة اخلطرية اليت وصلت فيها املؤسسة إىل حتقيق خسائر متتالية تنبء ابهنيارها‪ .‬رحيان الشريف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪-116‬‬
‫‪ .118‬و‬
‫‪Mohamed Salah, Les sociétés commerciales, tome1, édition Edik, Oran, 2005, p. 237-262.‬‬
‫‪59‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫وغالبا ما حيدث التعثر املايل كنتيجة لوجود املشكلتني معا‪ ،‬ومنه نكون أمام حالة عسر مايل حقيقي‪.‬‬
‫ألنه من املعروف أن األرابح هي املصدر الرئيس للتدفق النقدي الدي سوف يستخدم يف سداد املؤسسة‬
‫اللتزاماهتا‪ ،‬يف حني ال تعتّب عدم القدرة على سداد االلتزامات مشكلة خطرية إال عندما تكون قيمة االلتزامات‬
‫لديها تفوق قيمة موجوداهتا‪ ،‬أي أن هناك خسائر مرتاكمة إىل درجة جتعل قيمة هذه األخرية غري كافية لتغطية‬
‫التزامات املؤسسة‪.1‬‬
‫وابلتايل على املؤسسة كي تستطيع ممارسة نشاطها بدون خماطر أو مشاكل مالية أن حتقق التوازن بني قدرهتا‬
‫على حتقيق األرابح وقدرهتا على الوفاء ابلتزاماهتا جتاه البنك يف تواريخ استحقاقها‪ ،‬أي توازن بني الرحبية وتوليد‬
‫تدفقات نقدية كافية لسداد الديون‪ ،‬وهدا ال يتم إال يف إطار هيكل مايل متوازن‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المخاطر المرتبطة بعمل البنك‬

‫يتعرض البنك أثناء القيام مبهامه املصرفية لبعض العوامل اخلارجية اليت قد متتد ليس فقط إىل عدم حتقيق‬
‫املقرضة ذاهتا‪ .‬وهي تنطوي على مجلة من‬
‫َ‬ ‫البنك العائد املتوقع من عملية التمويل‪ ،‬وإمنا إىل خسارة األموال‬
‫املخاطر‪،‬‬
‫الفرع األول‪ :‬خطر عدم السيولة (‪)Risques d'il liquidité‬‬
‫متثل سيولة البنك خاصية لصيقة مباهية البنوك التجارية‪ ،‬ابعتبارها اتجرة‪ ،‬وخالقة للنقود‪ ،‬فهي تتعامل‬
‫أبموال الغري اليت تلقتها يف شكل ودائع جارية أو ادخارية‪ ،‬وأصبحت من خصومها‪ ،‬أي يلتزم بسدادها ألصحاهبا‬
‫عند الطلب‪ ،‬أو عند حلول األجل‪ ،‬وجيوز للبنوك التجارية أن ختلق ودائع افرتاضية نتيجة القروض املمنوحة يف‬
‫شكل فتح اعتماد‪ ،‬وعليها أن تتوقع أن يتقدم األفراد حائزي الشيكات املسحوبة على تلك احلساابت للمطالبة‬
‫بقيمتها يف شكل نقود قانونية‪ ،‬فإ ذا كانت البنوك تستخدم األموال املودعة لديها يف أوجه التوظيف املختلفة‪ ،‬من‬
‫سلفيات وقروض وأوراق جتارية ومالية واستثمارات مقابل فوائد حتصل عليها تغطي تكاليفها اإلدارية‪ ،‬وحتقق هلا‬

‫‪-1‬الشريف رحيان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.117‬‬


‫‪60‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫أرابحا‪ ،‬إال أن هناك عدة التزامات قانونية قبل املودعني تتمثل يف ضرورة سداد قيمة الودائع نقدا عند الطلب‪ ،‬أو‬
‫عند حلول اآلجال‪.1‬‬
‫ويعتّب نقص أو انعدام السيولة من أكثر األسباب اليت ميكن أن تؤدي إىل إفالس البنوك وهذا بسبب عجز‬
‫املؤسسة او املؤسسات عن الدفع‪ ،‬هذا جيعل املودعني يقفدون ثقتهم هباذه البنوك‪ ،‬فيؤدي هبم إىل سحب ودائعهم‬
‫على نطاق واسع‪ .‬لذلك فعلى البنوك أن تستثمر أمواهلا يف حيقق هلا عوائد كبرية مع وضع احتياطي كاف ملواجهة‬
‫أزمة نقص السيولة‪ ،‬وهذا ما تدعوا إليه االتفاقيات املالية الدولية والتشريعات الوطنية ألن هذا اخلطر بنبأ إبفالس‬
‫دول وليس بنوك فحسب‪ ،‬ولقد جاء املشرع على تعريف هذا اخلطر أبنه انتج عن عدم قدرة العميل على الوفاء‬
‫نظرا لوضعية السوق‪ ،‬وذلك يف آجل حمدد (آجال االستحقاق)‪.2‬‬
‫ابلتزاماته‪ً ،‬‬
‫يتميز هذا اخلطر اخلاص ابلبنوك يف تلقي هذه األخرية صعوبة لتعبئة حمفظتها من املستحقات يف السوق‬
‫النقدية ولدى بنك اإلصدار بواسطة تقنية إعادة التمويل‪ ،‬خاصة إعادة اخلصم وإجيار سندات القروض‪ ،‬يف هذه‬
‫احلالة يكون البنك مضطرا للجوء إىل السوق النقدي الضيق (ما بني البنوك) مقابل دفع فائدة بسعر أكّب‪ ،‬ويف‬
‫حالة نفاد السوق من األموال يلجأ البنك إىل طلب السحب على املكشوف من البنك املركزي كآخر فرصة مقابل‬
‫دفع معدل فائدة مرتفع جدا يدعى (املعدل اجلهنمي) وهو أعلى معدل مطروح يف السوق‪.‬‬
‫إن اللجوء إىل إعادة التمويل اإلضايف آلية ليست يف صاحل مردود البنك وتطوره‪ ،‬بل ميكن أن تؤدي به إىل‬
‫االهنيار على مستوى ثالث جبهات‪:‬‬

‫‪ -‬التقليص من توزيع القروض يؤدي إىل التقليص يف منتجات االستغالل‪.‬‬

‫‪ -‬وجوب البحث عن موارد جتارية اثبتة مع منح نسب فائدة جذابة‪ ،‬مما يزيد يف أعباء البنك ويقلص يف‬
‫النتائج‪.‬‬

‫‪ -‬البحث عن إعادة التمويل لدى البنك املركزي مبعدالت فائدة مرتفعة‪ ،‬مما يؤدي إىل ظهور خطر معدل‬
‫الفائدة فيزيد من خطورة وضعية البنك‪.‬‬

‫‪-1‬مصطفى رشدي شيحة‪ ،‬االقتصاد النقدي واملصريف‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬مصر‪ ،1995 ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 02‬و‪ :‬من النظام رقم ‪ 08-11‬السالف الذكر واملادة األوىل من النظام رقم ‪ 04-11‬املؤرخ يف ‪ 24‬ماي ‪ 2011‬يتضمن تعريف وقياس وتسيري ورقابة‬
‫خطر السيولة‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،54‬املؤرخ يف ‪ 02‬أكتوبر ‪.2011‬‬
‫‪61‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫فقد يتعرض البنك خلطر سيولة فورية‪ ،‬وهي احلالة اليت يكون فيها غري مستعد ملواجهة طلب كثيف غري‬
‫منتظر لعمليات سحب األموال من طرف املودعني أو مؤسسات قرض أخرى‪.‬‬
‫لذا جيب على البنك التوفيق بني عملية التمويل وآجاهلا وفرتة سحب األموال‪.‬‬
‫وغالبا ما يساء تقييم خطر السيولة من طرف البنك‪ ،‬حيث التساهل يف منح التمويل مع الودائع ألجل‪،‬‬
‫هذا يؤدي إىل عدم مالءة البنك‪ ،‬فتكون السبب يف حدوث اخلطر النظامي الذي ميكن أن يزعزع كل النظام‬
‫املصريف يف البلد نتيجة الرتابط الفعلي مع البنوك األخرى‪.1‬‬
‫وكمرحلة سابقة من اتريخ اجلزائر فإن خطر السيولة ابلنسبة للبنوك التجارية كان غالبا نتيجة التدخل من‬
‫السلطات العمومية يف تسيريها الداخلي‪ ،‬إلجبارها على دفع أجور عمال املؤسسات العاجزة أو من قروض‬
‫ملؤسسات فاشلة‪ ،‬هذه التدخالت رغم أهنا متبوعة بتعويضات متأخرة جدا إال أهنا تضع البنوك أمام وضعيات‬
‫صعبة للتحمل واليت قد تصل أحياان إىل حالة عدم القدرة على الوفاء اباللتزامات‪.2‬‬
‫فالبنوك الكالسيكية عالقتها ابملؤسسة هي عالقة دائن مبدين ألجل حمدد لذلك فهي حتاول املوافقة بني‬
‫آجال الودائع وآجال القروض املمنوحة للمؤسسة مع جتنب استثمار الودائع القصرية األجل يف متويالت طويلة‬
‫األجل‪ ،‬ألهنا بذلك ختالف أحد القواعد االحرتازية يشجعها على ذلك األمل يف جتديد بعض املودعني آلجال‬
‫ودائعهم‪ ،‬هذا األمل قد يتحقق وقد ال يتحقق‪.‬‬
‫وختتلف البنوك اإلسالمية اختالفا كبريا يف أهنا ال تقدم األموال قروضا آلجال حمددة‪ ،‬بل تقوم بتمويل‬
‫مشروعات يصعب يف بعض األحيان ضبط مواعيد حتصيل نتاجها مهما كانت تنبؤات دراسات اجلدوى‪ ،‬ويرتتب‬
‫على ذلك صعوبة إجياد السيولة يف الوقت املناسب لرد الودائع عند مواعيد سحبها‪.‬‬
‫والبنوك اإلسالمية مل تعرف كثريا هاته الصعوبة‪ ،‬ذلك يرجع لرتتيبات السيولة لديها‪ ،‬فهي على العكس‬
‫تشكو من وفرة السيولة لديها ال من عجزها‪ ،‬وهو خطر إجيايب فإن مل تستغله يف عمليات تدر هلا أرابح فهذا‬
‫يعرضها خلطر التجميد‪ ،‬الذي هو تراكم السيولة دون استعماهلا‪.3‬‬

‫‪ -1‬صورااي قاصدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪-2‬محيد قطوش‪ ،‬تكييف البنوك التجارية مع اقتصاد السوق‪ ،‬تسيري املخاطرة البنكية‪ ،‬مذكرة ماجستري يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2000 ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪-3‬خدجية خالدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪62‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ولكن هذا ال يعين أن هذا النوع من البنوك يف منأى عن هذا اخلطر واليت تستلزم إجياد ضوابط يف صيغ‬
‫التمويل لديها تكفل هلا توافق اآلجال بني مدد التمويل ومدد سحب الودائع‪ .‬وإضافة شروط وبدائل تكفل حتقيق‬
‫السيولة اليت قد حيتاج إليها قبل هناية العملية االستثمارية‪.1‬‬
‫أوال‪ :‬أسباب خطر عدم السيولة‬

‫‪ -‬أما عن سبب حتقق خطر عدم السيولة‪ ،‬فقد يعود ألسباب داخلية‪ ،‬وهي سوء تسيري املواعيد بني القروض‬
‫والودائع‪ ،‬لعدم وجود التوافق الزمين بني آجال استحقاق القروض وآجال استحقاق الودائع‪ ،‬أو اإلخفاق يف‬
‫إمكانية حتويل أصول البنك إىل سيولة مطلقة موجودة يف خزينته‪ ،‬لكوهنا الزالت لدى الغري ومل حين بعد‬
‫أجل استحقاقها‪ ،‬وهدا ما يعرف خبطر التحويل‪ .)Risque de transformation(2‬وهذا كله مرده‬
‫لسوء إدارة خماطر السيولة‪ ،‬وذلك لعدم مراجعة االحتياجات للسيولة ابستمرار وعدم وجود موازنة بني‬
‫التدفقات النقدية الواردة للبنك والتزاماته‪.‬‬

‫‪ -‬وقد يرجع هذا اخلطر ألسباب خارجية تتعلق ابلسوق النقدي‪ ،‬حبيث أ ن البنك يلجأ ابستمرار اىل السوق‬
‫النقدي خلصم أوراقه التجارية مقابل السيولة الالزمة وعادة ما يلجأ إىل البنك املركزي للقيام بعملية اخلصم‪.‬‬
‫وهناك من يفرق بني خطر عدم السيولة وخطر عدم املالءة (‪ ،)Risque d'insolvabilité‬هذا األخري‬
‫يعرف على أنه‪ ":‬احلالة اليت يسجل فيها البنك عجزا يف أمواله اخلاصة‪ ،‬وذمته املالية‪ ،‬الستحالة تغطية املخاطر‬
‫واخلسائر احملتملة الوقوع‪ ،‬حبيث ال يتوفر ال على السيولة‪ ،‬وال على أصول لتغطية خصومه‪ ،‬وعليه فإن خطر عدم‬
‫املالءة أوسع من خطر عدم السيولة"‪.3‬‬

‫‪ -‬وقد يتحقق بسبب إعسار مدين البنك‪ ،‬إعسار البنك واختالل وضعيته املالية‪.‬‬

‫‪-1‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.28‬‬


‫‪2-Eric Lamarque, Op. cit. p. 70. 3‬‬
‫‪3-Rachid Amrouche, Régulation risque et contrôle bancaire, édition bibliopolis, Alger, 2004, p. 121 et‬‬
‫‪s : " Le cas qui la banque enregistre un déficit dans les comptes propre et se patrimoine, puisque‬‬
‫‪l'impossibilité de couvrir tous les risques et perte s qui peuvent parvenir et ce par manque de‬‬
‫‪liquidité et l'actifs pour couvrir les passifs, donc risque d'insolvabilité plus vaste que risque d'il‬‬
‫"…‪liquidité‬‬
‫‪63‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوقاية من خطر عدم السيولة‬

‫نظرا ألمهية هذا اخلطر‪ ،‬فإن البنوك تلتزم ابلتوفيق يف تسيري أموا هلا مبا يتناسب مع تغطية خماطرها العديدة‬
‫واملتوقعة‪ ،‬ويكون ذلك ابالحتفاظ بدرجة سيولة مناسبة ميكنها تغطية هذا اخلطر إن حدث‪ ،‬ابإلضافة إىل الدراسة‬
‫اليت تقوم هبا البنوك حول املؤسسات االقتصادية املراد متويلها‪ ،‬واليت متثل أهم اإلجراءات الوقائية املتخذة يف سبيل‬
‫تفادي هذه املخاطر النامجة عن عدم قدرهتا على الوفاء ابستحقاقاهتا اليت تؤدي إىل نقص يف السيولة النقدية لدى‬
‫البنك‪ ،‬هذا األخري قد يلجأ إىل الغري من أجل احلصول على السيولة‪ ،‬هذا قد حتمله معدالت فائدة مرتفعة‪ ،‬يظهر‬
‫ذلك جليا يف حالة إعادة التمويل أو إعادة اخلصم‪.)Réescompte(2‬‬
‫لذلك جيب على البنك مراجعة احتياجاته للسيولة ابستمرار والتعرف على املواسم اليت تشهد سحب‬
‫مكثف للودائع وعدم املغامرة ابلودائع اليت هي حتت الطلب يف غي عمليات طويلة وخطرية ووضع موازنة حقيقية‬
‫بني اإليرادات والنفقات‪ ،‬أضف إىل ذلك على البنك أن يكون على استعداد لألزمات املالية ليس الداخلية‬
‫فحسب بل حىت على الصعيد الد ويل مادام أن العوملة املالية هلا تداعيات على كل أسواق املال وهذا لالرتباط‬
‫الوثيق بينها‪ .‬وأن خطر السيولة مرتبط مبخاطر أخرى كخطر سعر الفائدة وخطر سعر الصرف وخطر التجميد‬
‫وخطر السوق‪.3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خطر التجميد (‪)Risque de l'immobilisation‬‬
‫ميكن للبنك استعمال األموال املودعة لديه‪ ،‬سواء أكانت ودائع حتت الطلب‪ ،‬أو ألجل‪ ،4‬يف عملية‬
‫التمويل‪ ،‬ومن خالل هذه العملية فانه يرهن أمواله لدى الغري ملدة حمددة قد تطول أو تقصر‪ ،‬وكلما كانت اآلجال‬
‫طويلة إال وازدادت األخطار املرتبطة هبذه العملية‪ ،‬حيث قد تصل إىل إمكانية عدم إرجاع أمواله اليت قدمها‬
‫كتمويل‪ ،‬فهو مل حيقق الفوائد املرجوة منها‪ ،‬وهي حتقيق األرابح‪ ،‬ومل يتم تسديدها من طرف املؤسسة االقتصادية‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 02‬و‪ 03‬من النظام رقم ‪ 04-11‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬األوراق التجارية املخصومة هي عموما أوراق قابلة للتعبئة لدى البنك املركزي‪ ،‬أي أن هذه األوراق ميكن إعادة خصمها لدى البنك املركزي إذا احتاج البنك‬
‫التجاري إىل سيولة مقابل مثن يسمى سعر إعادة اخلصم‪ .‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .67 .‬وابتسام القرام‪ ،‬املصطلحات القانونية يف التشريع اجلزائري‪،‬‬
‫قصر الكتاب‪ ،‬البليدة‪ ،1998 ،‬ص‪.236 .‬‬
‫‪ -3‬زاينة آيت وازو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.116‬‬
‫‪-4‬ودائع حتت الطلب هي دائما حتت تصرف أصحاهبا‪ ،‬ميكن اللجوء إىل سحبها كليا أو جزئيا مىت شاءوا‪ ،‬أما ودائع ألجل فهي اليت يضعها أصحاهبا لدى البنك‬
‫لفرتة‪ ،‬حيث ال ميكنهم سحبها اال حبلول األجل‪ .‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.27-26 .‬‬
‫‪64‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫املمولة‪ ،‬وابلتايل فان هذا اخلطر يؤدي إىل خطر آخر وهو خطر عدم املالءة أو عدم السيولة اليت إ ْن استمرت‬
‫تؤدي إىل خطر التجميد‪ ،‬حيث أن هذا األخري يؤدي إىل عدم حركة األموال‪ ،‬ألن الفائدة ابلنسبة للبنك هي‬
‫حركة هذه األموال‪ ،‬وما يزيد األمر صعوبة يف حال ما إذا كان البنك قد منح قروضا طويلة األجل‪ ،‬عند متويل‬
‫نشاطات االستثمار‪ ،‬حينها يكون قد اختذ قرارا ميكن أن يرهن مستقبله إذا مل يكن قراره صائبا‪ ،‬ألنه بذلك يكون‬
‫قد مجد أمواله لدى املْنشأة‪ 1‬يف حني كان من املفروض أن يستفيد من عائداهتا لو حصل عليها يف وقتها وقام‬
‫ُ‬
‫ابستعماهلا مرة أخرى عن طريق متويل منشآت أخرى وعمليات أخرى لو مت تسديد املنشأة االقتصادية ملستحقاهتا‬
‫للبنك يف تواريخ استحقاقها‪ ،‬ألن هذا األخري يعتّب دائنا ومدينا يف نفس الوقت‪ ،‬مدينا ابلنسبة للمودعني‪ ،‬ودائنا‬
‫ابلنسبة للمؤسسات االقتصادية‪ ،‬وأي اختالل زمين بني عمليات القبض يؤدي إىل جتميد رؤوس األموال‪ ،2‬ألن‬
‫القرض غري املسدد يف املواعيد املتفقة ميكن أن يرتب مصاريف وتكاليف إضافية يتحملها البنك املمول تتمثل يف‪:‬‬

‫‪ -‬تكاليف للتشغيل‪ ،‬اليت هي ضرورية لتسيري املخاطر‪ ،‬ويشمل على أجور املستخدمني‪ ،‬وأتعاب احملامني‬
‫واحملضرين‪ ،‬والتأمينات‪.‬‬

‫‪ -‬مصاريف االتصال مثل املراسالت‪.‬‬

‫– تكاليف الوسائل املستخدمة كاإلعالم اآليل‪.‬‬


‫هذا كله يؤثر بطريقة مباشرة على توازن خزينة البنك‪ ،‬وجيعله يف وضع حرج‪ ،‬لذا عادة ما يلجأ إىل دراسة‬
‫شاملة عن الوضعية املالية للمؤسسة اليت موهلا‪ ،‬مع إمكانية متابعة سري املشروع‪ ،‬واملطالبة بضماانت‪ ،‬وعادة ما ال‬
‫يقبل البنك طلب التمويل ما مل يكن واثقا فعال من أن التسديد سيتم فعال يف ميعاده‪ ،‬وهذا لتفادي جتميد أمواله‬
‫لدى الغري‪ ،‬كان من األجنع أن يستفيد من مدخالهتا لو وظفها مرة أخرى يف مشاريع أخرى‪.‬‬
‫ميكن أال يتم تسديد االئتمان يف اآلجال املتفق عليها يف حالة التقدير اخلاطئ لقدرات املؤسسة املمولة على‬
‫التسديد أو لعدم احرتام االلتزامات املتخذة من طرف هذه األخرية املستفيدة من التمويل‪.3‬‬

‫‪-1‬أمحد بوراس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.42 .‬‬


‫‪-2‬عبد احلق بوعرتوس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.48 .‬‬
‫‪ -3‬يسمى ذلك ابملخاطر اإلجيابية‪ ،‬وهي املخاطر الناجتة عن التقصري والتعدي‪ ،‬وهي خماطر ميكن للبنك التحكم فيها‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫وعلى ذلك فإن التأخر يف التسديد ترتتب عليه نتائج‪ ،‬فبالنسبة للبنك اختالل يف تقديره لدخول‬
‫اإليرادات‪ ،‬مما سيؤثر على تقديراته يف جمال السيولة‪ .‬أما ابلنسبة للمؤسسة املمولة فيؤدي هذا التأخري إىل ارتفاع يف‬
‫كلفة األموال‪.‬‬
‫وميكن أن تكون األسباب اليت أدت إىل التأخري يف تسديد الديون خارجة عن املؤسسة‪ ،‬واليت جيد البنك‬
‫نفسه حياهلا عاجزا‪ ،‬وهي احلاالت اليت ال ميكن التحكم فيها ألهنا مفاجئة وغري متوقعة‪ .‬كحادث ما يؤثر على‬
‫الوضعية املالية للمؤسسة‪ ،1‬أزمة اقتصادية وطنية أو دولية هلا أتثري على قطاع النشاط الذي تنشط فيه املؤسسة‬
‫املمولة‪ ،‬اخنفاض سعر العملة الوطنية‪ ،‬ابإلضافة للظروف الطبيعية واالجتماعية والسياسية وحىت القانونية اليت هلا‬
‫أتثري على ذلك‪.‬‬
‫أما ابلنسبة للبنوك اإلسالمية فيطلق على هاته الوضعية املماطلة يف سداد الديون‪ ،‬وهي تعد أهم مشكلة‬
‫تواجهها‪ ،‬ألن تعويضها عن فوات الربح ليس جائزا ابتداء عكس ما هو معمول به يف البنوك التقليدية‪ ،‬كاستعماهلا‬
‫آللية الفائدة وغرامات التأخري‪ ،‬واللجوء إىل استعمال الفائدة املركبة‪ .2‬أما املصارف اإلسالمية فبدال عن ذلك‬
‫جلأت إىل‪:3‬‬

‫‪ -‬توثيق الدين ابلضماانت‪ ،4‬يف هذه احلالة يكون يف يد البنك الدائن ما ميكن التنفيذ عليه يف حالة أتخر‬
‫املؤسسة يف السداد أو إفالسها‪ ،‬فهذه اآللية انجعة يف معاجلة مشكلة املماطلة يف سداد الديون إال أهنا ال‬
‫تتوفر لدى بعض املؤسسات وخاصة املؤسسات الصغرية واملتوسطة اليت قلما تتوفر على أصول تصلح للرهن‬
‫وإمنا يكتفي البنك ابلكفاالت‪ ،‬أو اللجوء إىل آلية االحتفاظ ابمللكية كضمان كحالة التمويل التأجريي‪.‬‬

‫‪ -1‬يسمى هذا النوع من املخاطر ابملخاطر السلبية‪ ،‬وهي خماطر خارجة عن إرادة البنك والعميل‪ ،‬حيث من الصعب التحم فيها‪.‬‬
‫‪ -2‬الفائدة املركبة هي نسبة الفائدة على مبلغ القرض وعلى الفائدة‪.‬‬
‫‪-3‬خدجية خالدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.13-10‬‬
‫‪ -4‬يلزم بنك الّبكة اجلزائري عمالءه بتقدمي الضماانت الالزمة للتمويل واملنصوص عليها يف عقود التمويل‪ :‬ففي التمويل ابملشاركة ينص العقد على تقدمي الضماانت‬
‫العينية و‪/‬أو الشخصية ضماان لتسديد مبلغ التمويل مبا يف ذلك األصل‪ ،‬ونسبة الربح‪ ،‬والنفقات واملصاريف ودلك يف املادة الرابعة عشر (‪ )14‬من عقد‬
‫املشاركة‪.‬‬
‫ويف التمويل ابملراحبة ينص على ذلك يف املادة ‪ 14‬من عقد املراحبة‪ .‬ونفس الشيء يف التمويل ابملضاربة‪ .‬امللحق اخلاص ابلعقود املتعلقة آبليات التمويل اإلسالمية‬
‫ضمن مالحق هذه الرسالة‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫‪ -‬رفع معدل الزايدة يف الثمن اآلجل‪ ،‬ال ميكن للبنك اإلسالمي فرض غرامات التأخري وال الفائدة املركبة‪،‬‬
‫لدلك جاءت األسعار املرتفعة نسبيا ملواجهة هذه املشكلة‪.‬‬

‫‪ -‬التأمني‪ ،‬والدي حتال عليه إمكانية اسرتداد الدين يف حالة تعثر الدين ملماطلة املؤسسة املدينة وملؤسسة‬
‫التأمني الرجوع على املؤسسة املدينة مببلغ الدين‪.‬‬

‫‪ -‬احتياطي الديون املتعثرة‪ ،‬تقوم مجيع البنوك مبا فيها املصارف اإلسالمية برصد احتياطي يكون ذلك ابقتطاع‬
‫جزء من الربح سنواي مث يستخدم فيما بعد لتخفيف أثر املماطلة أو اإلفالس‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬خطر سعر الفائدة (‪)Risque de taux d'intérêt‬‬
‫إن الفائدة هي السعر الذي يعود على البنك عندما يستثمر أمواله يف مشاريع‪ ،‬أو هي تلك العمولة اليت‬
‫تقابل اخلدمة اليت يقدمها للغري‪ .‬أما سعر الفائدة فهو أجر كراء النقود‪ ،‬يلتزم املقرتض بدفعه للبنك مقابل التنازل‬
‫املؤقت عن السيولة‪ ،1‬والذي حيدده البنك املركزي بصفة فصلية انطالقا من األوضاع االقتصادية العامة للدولة‪،‬‬
‫والسياسة النقدية املتبعة‪ ،‬وتقلبات السوق النقدي واملايل‪ ،2‬وقيمة سعر الصرف املتغري بصفة مستمرة صعودا‬
‫ونزوال‪.‬‬
‫والسبب يف اختصاص السلطة النقدية يف حتديد هذا املعدل يرجع لتفادي تعسف البنوك يف وضع معدالت‬
‫فائدة مرتفعة‪ ،‬وكذلك تفادي سعيها وراء األرابح الكبرية وخلق نقود بصفة غري منظمة‪ ،‬مما خيلق تضخما ماليا‪،‬‬
‫فنكون أمام خطر التضخم‪.)Risque d'inflation( 3‬‬
‫فإذا كانت نسبة الفائدة عالية ترتب عليه نقص يف طلب القروض‪ ،‬مما يؤدي إىل نقص يف االستثمارات‬
‫وزايدة يف نسبة البطالة‪ ،‬وأحياان تلجأ الدولة إىل ختفيض سعر الفائدة رغبة يف تشجيع بعض األنشطة االقتصادية‪،‬‬
‫أو الرفع من أسعار الفائدة للحد من بعض السلع الكمالية‪.4‬‬

‫‪ -1‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.70 .‬‬


‫‪ -2‬زاينة آيت وازو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.112‬‬
‫‪ -3‬خماطر التضخم‪" :‬هي املخاطر الناجتة عن االرتفاع العام يف األسعار‪ ،‬ومن مث اخنفاض القدرة الشرائية للعملة‪ ،" .‬حسني بلعجوز وحممد العريب غزي‪ ،‬مداخلة‬
‫حول‪ :‬دراسة مقارنة ملخاطر التمويل املصريف بني النظام الكالسيكي والقيمي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة حممد بوضياف‪،‬‬
‫املسيلة‪ ،2006 ،‬ص‪.4 .‬‬
‫‪-4‬إبراهيم خمتار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪67‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫فخطر سعر الفائدة مرتبط مباشرة بتحويل آجال اخلصوم البنكية‪ ،‬أي عندما حيول البنك ديون قصرية‬
‫األجل إىل حقوق طويلة األجل‪ ،‬فإنه يعرض نفسه إىل تدهور هامش فائدته يف حالة ارتفاع معدالت الفائدة يف‬
‫السوق‪ ،‬ويف نفس وضعية التمويل فإن اخنفاض معدالت الفائدة يكون يف صاحل البنك املمول‪.‬‬
‫إن هناك تداخل أو خطر مركب يتكون من خطر السيولة من جهة ومن خطر سعر الفائدة من جهة‬
‫اثنية‪.1‬‬

‫‪ -‬فاذا كانت االستخدامات لألموال مدهتا أقل من موارد البنك هنا ال وجود خلطر السيولة‪ ،‬لكن يف املقابل‬
‫هناك خطر معدل الفائدة بعد مرور مدة االستخدامات‪ ،‬ألن البنك قد يتعرض خلطر اخنفاضها‪.‬‬

‫‪ -‬أما إذا كانت االستخدامات مدهتا أكثر من املوارد هنا يكون البنك أمام خطر السيولة‪ ،‬ألنه غري متأكد‬
‫من إجياد األموال اليت حيتاجها بعد حلول آجال املوارد والتمويالت مازال مل حين بعد آجال استحقاقها‪.‬‬
‫وهناك أيضا خطر معدل الفائدة عند ارتفاعها العتماده على معدل فائدة اثبت‪.‬‬

‫‪ -‬لكن إذا كانت االستخدامات واملوارد هلا نفس اآلجال ومبعدالت متغرية يتم مراجعتها من فرتة حمددة‬
‫ألخرى‪ ،‬هنا ال وجود خلطر السيولة والوجود خلطر معدل الفائدة‪.‬‬
‫ميكننا القول إن خطر معدل الفائدة هو اخلطر الذي يتحمله البنك الذي ميتلك حقوقا ذات معدالت اثبتة‬
‫بفعل ارتفاع معدالت الفائدة يف السوق‪.‬‬
‫من هذا املنطلق وبعد سنة‪ 2000‬اليت عرفت اخنفاضا يف معدل الفائدة من ‪ 20‬ابملئة إىل حدود ‪10-8‬‬
‫ابملائة أصبحت البنوك اجلزائرية تعطي أمهية قصوى خلطر معدل الفائدة قبل القيام أبي عملية متويلية‪ ،‬خصوصا‬
‫دراسة طلبات التمويل وحتليل خطورهتا‪.2‬‬
‫إن ما يقابل سعر الفائدة يف البنوك التقليدية هو سعر العائد يف البنوك اإلسالمية على أساس أن هاته‬
‫األخرية ال تتعامل آبلية الفائدة‪ ،‬حيث أنه بناء على التمويل عن طريق املضاربة تتحصل على عائد متمثال يف نسبة‬
‫معينة من األرابح‪ 3‬اليت حتققها املؤسسة اليت ميوهلا البنك‪ ،‬وابلتايل يستفيد منها هذا األخري وكذا املودعون لديه‪،‬‬

‫‪ -1‬حممد للوشي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.38-33‬‬


‫‪-2‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -3‬خدجية خالدي‪ ،‬املرجع السابق ص ‪.29-28‬‬
‫‪68‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫أما إذا كانت هناك خسائر فإن البنك يتحملها واملودعون‪ ،‬هذا يسبب مشكلة‪ ،‬وهي إحجام املودعني عن إيداع‬
‫أمواهلم يف هذا النوع من البنوك مادام يتحمل تبعات خسارة املشروعات املمولة‪ ،‬ألن هذا يشكل خطرا على البنك‬
‫ويؤثر سلبا على التمويل‪.‬‬
‫وملواجهة خماطر العائد وما يسببه من مشاكل للبنك القيام بدراسات فنية وتقنية وقانونية دقيقة للمشاريع‬
‫قبل متويلها على أن أتخذ هذه الدراسات بعني االعتبار الدراسة الشخصية واملالية واألهداف والقدرات على‬
‫حتقيق الرحبية‪.‬‬
‫فيتم تصنيف التمويل إىل صنفني‪ ،‬صنف خاص بتمويل االستثمارات عالية اخلطورة‪ ،‬وتعتمد على أموال‬
‫املسامهني والودائع املخصصة برضا أصحاهبا على املخاطرة فيها‪ .‬وصنف خاص بتمويالت أقل خطورة‪ ،‬ويعتمد‬
‫فيها على أموال املودعني العاديني ونسبة من رأس املال‪ ،‬ونسبة األرابح ختتلف من صنف آلخر‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أسباب تغير سعر الفائدة‬

‫أما عن خطر سعر الفائدة فهو خطر عدم حتقق األرابح املرجوة‪ ،‬أو الوقوع يف خسائر بسبب تغري‬
‫معدالت الفائدة‪ ،‬هذه األخرية إذا تغريت تؤثر مباشرة يف النتائج املنتظرة بصفة كلية‪ ،‬خاصة وأن عمل املصريف قائم‬
‫على النسب واملعدالت وحتقيق األرابح‪.‬‬
‫يرجع تغري سعر الفائدة إىل املصدر الذي أتيت منه الفائدة‪ ،‬سواء القروض‪ ،‬توظيف األموال يف شكل أسهم‬
‫وسندات‪ ،‬حبيث أن أصول البنوك تتعرض إىل تغري يف تكلفتها بسبب مرونة السوق املتذبذب بني العرض‬
‫والطلب‪ ،‬وتقلب العمالت وتغري معدالت السوق‪ ،1‬هذا ما يؤدي إىل تغري نسبة العائد على األصول‪ ،‬وعليه فان‬
‫تقلب األسعار ابلزايدة ‪ -‬زايدة التكاليف – يتطلب رفع سعر الفائدة ألنه أصبح ال يتناسب مع السوق‪ ،‬وإال فان‬
‫املصرف جيد نفسه يف خسارة كبرية ونقص يف املردودية‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نتائج خطر سعر الفائدة‬

‫إن خطر سعر الفائدة يؤثر على كل من املؤسسة االقتصادية والبنك املمول هلا إجيااب وسلبا‪ ،‬حيث أن‬
‫تقلب أسعار الفائدة يف املستقبل ابالرتفاع جيعل األوىل يف وضعية احتمال زايدة تكاليفها ونفقاهتا‪ ،‬وابملقابل فان‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 02‬ج‪ :‬من النظام رقم ‪ 08-11‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪69‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫الثاين جيد نفسه يف حالة حصول على عوائد‪ ،‬وابلتايل تضاعف األرابح‪ ،‬هذه احلالة جتعل املودعني أيضا حيصلون‬
‫على فوائد معتّبة والعكس صحيح أيضا‪ ،‬إذا أخفق املصريف يف تسيري أمواله ووقع يف خطر سعر الفائدة‪ ،‬فان ذلك‬
‫يدفع املودعني لسحب أمواهلم وإعادة توظيفها يف بنوك أكثر استثمارا هلا لتعود عليهم بفائدة أكّب‪ ،‬هذا ينتج عنه‬
‫نقص السيولة لدى البنك‪ ،‬مما جيعله يتابع تغريات معدل الفائدة‪ ،‬ألن معدل الفائدة يكون اثبتا أو متغريا ابلنظر‬
‫حلجم العمليات املصرفية‪ ،‬وكلما مل تراع هذه املعطيات فان املؤسسة االقتصادية كلما ارتفع سعر الفائدة ازدادت‬
‫أعباؤها املالية اليت ستؤدي إىل إفالسها‪ ،‬لذا جتري املؤسسات دائما مقارنة بني مر دودية مشروعها االستثماري‬
‫وتكلفة رأمساهلا الضروري هلذا‪ ،‬واالختيار بني بدائل التمويل األقل تكلفة وخطرا‪ ،‬فتعمد إىل التمويل الذايت‪ ،‬أو‬
‫ابللجوء إىل املسامهني‪ ،‬أو قروض بنكية‪ ،‬ولكن هذا ليس بشكل مطلق‪ ،‬فهناك عوامل أخرى تؤثر على قرارات‬
‫املستثمرين‪:1‬‬

‫‪ -‬املؤسسات اجملّبة لقدرهتا يف التنافس يف األسواق أو االستثمارات ميكنها مواكبة تطور الطلب‪.‬‬

‫‪ -‬ميكن للمؤسسات أن تلجأ إىل االقرتاض القصري األجل يف حال ما إذا كانت أسعار الفائدة مرتفعة‪.‬‬

‫‪ -‬قد تقبل املؤسسات دفع أسعار فائدة مرتفعة إذا كان إبمكاهنا إدراج هذا االرتفاع يف أسعار مبيعاهتا دون‬
‫خطر فقدان مكاهنا يف السوق‪ ،‬والنتيجة أن تغري سعر الفائدة يؤثر على سلوك املؤسسات‪ ،‬ألن ديوهنا جتاه‬
‫البنوك هي سعر متغري‪ ،‬وكذا التمويل يف سوق السندات يكون بسعر فائدة قابل للمراجعة بصفة دورية‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬خطر سعر الصرف (‪)Risque de taux de change‬‬
‫إن مهنة املصريف تقتضي أن يلعب دور املقايض واملبدل للعمالت األجنبية لتلبية طلبات زابئنه يف عمليات‬
‫الصرف‪ ،‬وتعتّب هذه األخرية عملية متويل‪ ،‬وتغيري العملة الوطنية ابألجنبية فالفارق بني العمليتني يسمى سعر‬
‫الصرف‪ ،2‬والتغري يف هذا السعر يؤدي إىل الوقوع يف خطر الصرف‪ ،‬فيتأثر البنك ألنه ميتلك حقوقا وديوان‬
‫ابلعمالت الصعبة‪ ،‬حيث أن معدل الصرف يتغري بسبب هبوط أو صعود يف قيمة أو سعر الصرف‪ ،‬يتأثر هذا‬
‫األخري أبوضاع الدولة من تصدير واسترياد أو انتاج وألوضاع السوق داخليا وخارجيا‪ ،‬كما يتأثر ابألوضاع العامة‬

‫‪-1‬فريدة خبراز يعدل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.149‬‬


‫‪-2‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪70‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫داخل الدولة‪ ،‬إال أنه خطر تواجهه البنوك الدولية الكّبى خاصة‪ ،‬ألن هلا رؤوس أموال ضخمة‪ ،‬وديون ابلعمالت‬
‫الصعبة لدى الغري‪ .‬ومما يصعب الوضع على البنك أو على املؤسسة االقتصادية املمولة أن هذا اخلطر حدوثه‬
‫مفاجئ‪ ،‬انتج عن تقلبات أسعار العمالت األجنبية ابملقارنة مع العملة الوطنية‪ ،‬مما يؤدي إىل تذبذب القيمة‬
‫احلقيقية للقرض عند حلول آجال استحقاقها‪ .1‬ومنه حدوث خسائر نتيجة للتغريات يف أسعار صرف العمالت‬
‫األجنبية‪ ،‬وذلك نتيجة ربط اإليرادات والنفقات أبسعار الصرف وبصفة خاصة ينتج هذا اخلطر نتيجة التعامل‬
‫بعمالت أجنبية وخاصة إذا كانت حقوق البنك ابلعملية األجنبية واخنفضت العملة هنا يواجه مشاكل الصرف‪.2‬‬
‫فارتفاع سعر الصرف واخنفاضه يشكل مشكال كبريا ابلنسبة للبنوك املمولة‪ ،‬فإذا اخنفضت قيمة العملة‬
‫املستعملة يف عملية التمويل فإنه ينتج عنها خسائر‪ ،‬وإذا ارتفع سعر الصرف فإهنا تتعرض خلطر عدن السداد ألن‬
‫عجر املؤسسة على ذلك وارد وهذا نظرا ألهنا ستلجأ لشار العملة األجنبية لسعر مرتفع وعم قدرهتا على ذلك‬
‫ممكن‪ ،‬هذا سيؤثر على الوضعية املالية للبنك‪.3‬‬
‫واملشرع اجلزائري بني هذا اخلطر على انه إمكانية التعرض خالل الفرتة اليت تفصل بني حلظة الدفع لعملية‬
‫مالية مث بيعها وحلظة االستالم النهائي للعملة اليت مت شرائها‪ .4‬وقد اعتّب املشرع هذا اخلطر هو جزء من خطر‬
‫السوق‪.5‬‬
‫أما عن آاثر سعر الصرف‪ ،6‬فإن ارتفاع واخنفاض سعر الصرف له أتثري على املؤسسة االقتصادية عند‬
‫تعاملها ابلعملة األجنبية‪ ،‬وعلى البنك عند متويله هلا‪ ،‬ففي احلالة األوىل عند ارتفاع سعر الصرف مقارنة ابلعملة‬
‫الوطنية حيقق رحبا يف الصرف‪ ،‬ومنه جيلب فوائد للمصرف املمول‪ ،‬وتتأثر املؤسسة االقتصادية املمولة سلبا هبذا‪،‬‬
‫ألنه يزيد من أعبائها املالية‪ ،‬أما العكس فيؤدي إىل حتمل اخلسارة ابلنسبة للبنك‪ ،‬ويؤثر إجيااب على املؤسسة‪،‬‬

‫‪ -1‬كما كان احلال ابلنسبة ملستوردي التجهيزات يف اجلزائر يف فرتة سابقة‪ ،‬حيث اخلسارة النامجة عن تدبدب سعر الصرف اليت كان سببها تدهور قيمة الدينار‬
‫ابلنسبة للعمالت األجنبية األخرى‪ ،‬فكل مستورد ي القطاع العام واخلاص الدين حتصلوا على جتهيزات من اخلارج بتمويل بنكي أتثروا كثريا عند حلول أجل‬
‫التسديد بفعل اخنفاض قيمة الدينار مقابل العمالت األجنبية هذا أدى إىل مضاعفة هذه القروض إىل أربعة أضعاف‪ ،‬ومل يكن يف استطاعتهم حتمل ذلك العبء‬
‫املايل دون مساعدة الدولة‪ .‬حممد للوشي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪-2‬صورااي قاصدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -3‬زاينة آيت وازو‪ ،‬املرجع السابق‪.113-112 ،‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪02‬د‪ :‬من النظام رقم ‪ 08-11‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 02‬ه‪ :‬من النظام رقم ‪ 08-11‬السالف الذكر‬
‫‪ -6‬حممد حبار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪71‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫وابلتايل جيب األخذ بعني االعتبار العملة األجنبية املرجعية‪ ،‬ولتجنب اخنفاض العملة أو ارتفاع قيمتها يشرتي‬
‫البنك املركزي أو يبيع عملته يف السوق مقابل عمالت أجنبية معدال بذلك توازن السوق‪.1‬‬
‫وأن تقرير ارتفاع سعر الصرف نسبيا عن قدره احلقيقي يساعد على التقليل من سرعة التضخم‪ ،‬فهو جيعل‬
‫الواردات قليلة الثمن‪ ،‬مما ميكن الدولة من تكوين ادخارات لتمويل االستثمار‪ ،‬فظهور مؤسسات مبنتجات قوية‬
‫ميثل الوسيلة الوحيدة للحفاظ على مكانة الدولة يف ميدان التنافس الدويل‪ ،‬ومن مث احلفاظ على قيمة العملة‪ ،‬ومنه‬
‫تفادي املخاطر املرتبطة بسعر الصرف‪.‬‬
‫فمؤخرا ونتيجة الخنفاض سعر البرتول ونقص احتياطي الصرف دقت الدول اليت تعتمد على الريع انقوس‬
‫اخلطر ومنها اجلزائر‪ .‬فلجأت إىل إصالحات اقتصادية جدية وشاملة خوفا من خماطر أزمة اقتصادية أو مالية نتيجة‬
‫هلذا الوضع املتدهور ألسعار الذهب األسود‪ ،‬فدعت إىل تشجيع االستثمار‪ ،‬فكان التعريف ابملنتوج الوطين داخليا‬
‫وخارجيا والبحث عن أسواق له يف خمتلف دول العامل وتشجيع إنشاء املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬حيث مت‬
‫إحصاء أكثر من مليون مؤسسة‪ ،‬ولتحقيق كل ذلك مت إصدار قانون االستثمار ‪ 2017‬ومتت املصادقة عليه‪،‬‬
‫والقانون التوجيهي للمؤسسات الصغرية واملتوسطة وإعادة جدولة ديوهنا‪ ،‬وفتح أبواب البنوك أمامها للحصول على‬
‫التمويل‪ ،‬وإجياد حلول ملشكل العقار الصناعي والفالحي‪ ،‬وتشجيع خمتلف القطاعات االقتصادية من أجل‬
‫التخلص من التبعية لقطاع النفط‪ ،‬واالشتغال على البدائل واملتمثلة يف الطاقات املتجددة‪ ،‬ابإلضافة إىل ترسانة من‬
‫اإلجراءات تضمنها قانون املالية ‪ 2017‬ابإلضافة إىل الندوات وامللتقيات الوطنية والدولية‪.2‬‬
‫ومؤخرا كذلك عرف سعر صرف األورو والدوالر ارتفاعا مقابل الدينار اجلزائري فقد أضحى األول يقرتب‬
‫من ‪190‬دينارا‪ ،‬والثاين ‪180‬دينارا‪ ،‬حيث فقد الدينار حوايل ‪ 40‬يف املائة من قيمته االمسية يف التعامالت الرمسية‬
‫مقابل الدوالر خالل سنتني‪ ،‬وهو ما يبني مدى االختالل الذي تعرفه العملة الوطنية‪ ،‬وهوما دفع احلكومة إىل‬
‫إحداث تعديل كبري يف سعر صرف الدينار‪ ،‬فقد كان معدل سعر الصرف يف قانون املالية ‪ 2012‬بـ‪ 74‬دينار‬
‫للدوالر الواحد لريتفع يف قانون املالية ‪ 2014‬إىل ‪ 80‬دينارا للدوالر الواحد‪ ،‬بينما يف مشروع قانون املالية‬

‫‪ -1‬فريدة خبراز يعدل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.159‬‬


‫‪ -2‬تصرحيات الوزراء والفاعلني يف القطاع االقتصادي على مستوى اإلعالم مبختلف أنواعه‪ ،‬املكتوب واملرئي واملسموع وااللكرتوين‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫‪ 2016‬اعتمدت احلكومة على سعر صرف معدل يقدر ب ‪ 98‬دينارا للدوالر الواحد‪ ،‬وأخريا سعر صرف‬
‫بـ‪108‬دينارا للدوالر الواحد يف قانون املالية ‪.2017‬‬
‫ويالحظ أن سعر صرف الدينار مقابل األورو بلغ مند ‪ 2014‬عتبة ‪ 180‬دينارا واستمر يف املنحى‬
‫التصاعدي خالل ‪ 2015‬و‪ 2016‬ليصل إىل ‪190‬دينارا تقريبا‪.1‬‬
‫الفرع اخلامس‪ :‬خماطر أخرى (‪)Autres risques‬‬

‫وأبرزها خطر ما بني البنوك (‪ )Risque inter –bancaires‬وخطر النظام ( ‪Risque‬‬

‫‪ ،)systémique‬والذي جيمع بينها أهنا خماطر سيادية‪ ،)Risques souverains( 2‬حيث تظهر هذه املخاطر‬
‫نتيجة تشابك العالقات بني البنوك‪ ،‬وابلتايل أتثريها على بعضها البعض نتيجة اختالل وضعيتها املالية أو‬
‫إفالسها‪ ،‬وهذا ما أفرزته األزمة املالية العاملية بسبب ما يسمى ابلعوملة املالية‪ .‬أضف إىل ذلك حالة فقدان‬
‫االستقرار املايل على مستوى واسع بسبب انتقال املشاكل املالية إىل كل البنوك العاملة على الساحة واملساس‬
‫ابلوضعية العامة لالقتصاد ككل‪ ،‬أي حدوث حالة عدم مالءة عامة ومنه عدم القدرة على الوفاء عامة متس كل‬
‫البنوك واملؤسسات املالية لذى فإن اهنيار واحد منها او تعرضه للمخاطر يعرض البقية لنفس العدوى املالية‪ ،‬هذا‬
‫قد حيول األزمة من أزمة بنكية إىل ازمة دول‪ ،‬خطر الدولة (‪ 3)Risque pays‬والدليل على ذلك ما تعانيه الكثري‬
‫من الدول من نقص أو انعدام السيولة واليت متثل أساس خطر النظام‪ 4‬هذا جعل الدول تلجأ إىل بنوك عاملية أو‬
‫دول تتوفر على فائض من العملة األجنبية بسبب مداخيلها من الصناعة او التجار او التكنولوجيا أو البرتول‪،‬‬
‫كحالة اجلزائر أثناء فرتة ارتفاع أسعار البرتول‪.‬‬
‫لكن اليوم وما تعرفه سوق النفط من تقلبات أصبحت الدول املنتجة له تعاين من نقص السيولة بسبب‬
‫اخنفاضه إىل أدىن مستوايته ليصل إىل حدود ‪ 52‬دوالر للّبميل بعدما كان بـ ‪ 100‬دوالر للّبميل الواحد‪ ،‬فدقت‬
‫هاته الدول انقوس اخلطر وما اجتماعاهتا غري الرمسية ابجلزائر يف ‪ 2016‬واجتماعها الرمسي جبنيف واالتفاق على‬

‫‪ -1‬حفيظ صواليلي‪ ،‬سعر صرف األورو يالمس ‪190‬دينار‪ ،‬اخلّب اليومي‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد‪ ،2016/12/1 ،8347‬ص‪.11‬‬
‫‪-2‬صورااي قاصدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.20-11‬‬
‫‪3 -Amine trazi, risque bancaire déréglementation financière et réglementation prudentielle, paris,‬‬
‫‪édition presse universitaire de limoge ,1996, p14.‬‬
‫‪4 -Aglieta m et Moutot p, le risque de système et sa prévention, paris, cahiers économique et‬‬
‫‪monétaire, no41,1993, p78.‬‬
‫‪73‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ختفيض اإلنتاج‪ ،‬وإقناع الدول غري املنظمة ألوبيك هبذا اإلجراء خلري دليل على ذلك‪ .‬بل أكثر من ذلك‪ ،‬راحت‬
‫هذه الدول ومنها اجلزائر تبحث عن بدائل هلاته الثروة اآليلة للزوال واليت تعرف تدبداب يف أسعارها فبعد هبوطها يف‬
‫الثمانينات وما أحدثته من أزمة اقتصادية خانقة ترتفع يف األلفينات إىل أعلى مستوايهتا لتتدهور بدء من ‪2016‬‬
‫وتنتعش قليال مؤخرا بسبب قرار التخفيض يف إنتاج هذه الثروة اليت أثبتت فشلها يف خلق الثروة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المخاطر المرتبطة بنظام التمويل اإلسالمي‬

‫إن البنوك اإلسالمية كغريها من الكالسيكية تتعرض ملخاطر عديدة جراء قيامها بعملية التمويل‪ ،‬فتتعرض‬
‫خلطر السيولة وخطر سعر الصرف وخطر عدم السداد وخطر العميل وخطر التجميد‪ ،‬وما دام أهنا ال تتعامل‬
‫ابلفائدة فهي ال تتعرض ملخاطرها‪ ،‬وهي تلجأ إىل صيغ أخرى خمتلفة عنها يف البنوك الكالسيكية من أسلوب‬
‫املراحبة‪ ،‬واملضاربة‪ ،‬واملشاركة‪ ،‬واإلجارة‪ ،‬هذه اآلليات هي كذلك ال تسلم من املخاطر‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مخاطر التمويل بالمرابحة‬

‫إن هناك إمجاع فقهي على أن عقد املراحبة هو عقد مستحدث مت إجازته كأحد صور البيع اآليل‪ ،‬وشرط‬
‫صحة هذا العقد أتيت من حقيقة أنه جيب على املصرف متلك السلعة عن طريق الشراء مث حتويل ملكيتها‬
‫للمقرتض‪ ،‬ومن هنا يظهر جليا أن اخلطر األول واألهم قد ينشأ من عدم االتفاق على طبيعة العقد‪ ،‬أما اخلطر‬
‫الثاين احملتمل فهو أتخر املقرتض عن سداد الدين‪ ،‬خاصة وأن البنوك اإلسالمية ال أتخذ أية فائدة عن سعر‬
‫السلعة مما يعرض البنك للخسارة احملتملة‪.‬‬
‫كذلك مسألة عدول املؤسسة االقتصادية عن الشراء بعد طلب السلعة يف الوقت الذي يكون البنك قد‬
‫قام بشرائها‪ .‬وعليه فسيتحمل هذا األخري تكلفة ختزينها‪ ،‬وما قد يصيب السلعة من تلف‪ ،‬أو ما حيدث من تغري‬
‫يف األسعار‪ ،‬إىل أن جيد مشرتاي آخر هلذه السلعة‪ .‬وعليه يتحمل البنك هاته التكاليف جبانب اخلسارة إلمكانية‬
‫تعرضه خلطر السوق‪ ،‬فهذه العملية تكون خطرا على البنك بدال أن تكون آلية متويل‪ ،‬وهو بذلك يدخل أموال‬
‫املودعني يف دوامة من اخلسائر‪.‬‬

‫‪-1‬احلسني بلعجوز وحممد العريب غزي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ . 9 .‬عثمان اببكر أمحد ورضا سعدهللا‪ ،‬إدارة املخاطر‪ ،‬حتليل قضااي يف الصناعة املالية اإلسالمية‪ ،‬جدة‪،‬‬
‫الطبعة‪ ،2003 ،1‬ص‪.70-68 .‬‬
‫‪ -2‬حسن حزوري‪ ،‬املخاطر الواقعة على املصارف اإلسالمية‪ ،‬املؤمتر الرابع للمصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوراي‪1 ،‬و‪2‬جانفي ‪ ،2009‬ص‪.89‬‬
‫‪74‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫لذلك تلجأ البنوك يف مثل هاته احلالة إىل إلزام املؤسسة مبقدار ما حلقه من خسارة جراء العدول عن‬
‫الشراء‪ .‬أو أن يتصرف ببيع السلعة ملؤسسة أخرى مع إمكانية املطالبة ابلتعويض عن أي خسارة يتعرض هلا من‬
‫بيع السلعة مرة اثنية‪.‬‬
‫ومبا أن طبيعة عقد املراحبة تقتضي من البنك متلك السلعة وحيازهتا مث بيعها للمؤسسة اآلمرة بشرائها مع‬
‫الربح املتفق عليه‪ ،‬هذا جيعل البنك يتحمل تبعة وخماطر اهلالك قبل التسليم ويضمن كذلك العيب اخلفي وخماطر‬
‫التخزين‪ ،‬فالضمان يبدأ من اتريخ األمر ابلشراء حىت تسليم السلعة للمؤسسة‪ ،‬أما بعد التسليم‪ ،‬يتحمل تبعة رد‬
‫السلعة املشرتاة نتيجة ظهور أي عيب أو عدم حتقق األوصاف املطلوبة‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مخاطر التمويل بالمضاربة‬

‫املضاربة هي نوع من أنواع الشركة‪ ،‬يكون فيها رأس املال من طرف هو البنك‪ ،‬والعمل من طرف آخر‬
‫يسمى مضارب‪ ،‬أي صاحب املشروع‪ ،‬يقوم هذا األخري ابلعمل ابملال املقدم له على سبيل التمويل‪ ،‬والربح يقسم‬
‫بينهما بنسب معلومة متفق عليها مسبقا‪ ،‬أما اخلسارة فيتحملها صاحب رأس املال وحده ما مل يثبت أن املؤسسة‬
‫صاحبة املشروع قد قصرت وأمهلت عملها‪ ،‬فهنا مركز اخلطر ألن اخلسارة يتحملها البنك وحده لعدم وجود قاعدة‬
‫تقسيم بني البنك واملؤسسة‪ ،‬كما أنه ميكن أن يكون هناك حتايل من املضارب ألنه يعلم أن اخلسائر واملخاطر ال‬
‫يتحملها هو‪ ،‬أو وجود سوء نية من طرفه‪ ،‬أوال يبذل قصارى جهده إلجناح املشروع‪ ،‬فهذا النوع من التمويل تكون‬
‫خماطره أقل لو مت االتفاق على حتمل اخلسائر من الطرفني البنك املمول واملؤسسة صاحبة املشروع وليس األرابح‬
‫فقط‪.‬‬
‫املضاربة هي حجر الزاوية يف التمويل اإلسالمي‪ ،‬إال أن البنوك تتعامل هبا يف حدود ضيقة‪ ،‬وحبذر شديد‪،‬‬
‫ومرد ذلك يعود للمخاطر األخالقية‪ ،‬وحتدث عندما ال يكون الشخص املمول ذا ثقة وسيء النية وال حيسن‬
‫التصرف يف املال‪ ،‬أو مل تكن لديه اخلّبة الكافية يف إدارة املشروع‪ ،‬هنا تتحول عملية املضاربة إىل خسارة يتحملها‬
‫رب املال‪ ،‬وهو هنا البنك اإلسالمي‪ .‬لكن إذا ثبت أن اخلسارة كانت بسبب سوء اإلدارة أو لعدم االلتزام بشروط‬

‫‪-1‬القانون املدين اجلزائري‪ ،‬عقد البيع‪ ،‬التزامات البائع‪ ،‬املواد من ‪364‬إىل‪.386‬‬


‫‪75‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫املضاربة أو أن هناك أي تقصري من الشخص فإن هذا األخري يؤاخذ على ذلك ويتحمل تبعات اخلسارة‪ .1‬لذلك‬
‫ولتفادي هاته املخاطر‪ ،‬فإن البنك يتعامل على أساس مالءة الشخص وجودة ضماانته وتشخيصه من حيث‬
‫العناصر املالية وغري املالية‪ ،‬مع املراقبة واملتابعة للمشروع املمول‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مخاطر التمويل بالمشاركة‬

‫املشاركة هي أسلوب متويلي يشرتك مبوجبه البنك مع املؤسسة االقتصادية يف تقدمي املال الالزم ملشروع ما‪،‬‬
‫ويوزع الربح بينهما حبسب ما يتفقان عليه أما اخلسارة فبنسبة متويل كل منهما‪ ،‬وال تكون مشاركة البنك يف اإلدارة‬
‫إال يف حدود ما حيفظ حقوقه‪ ،‬وهذا النوع من التمويل خماطره أقل نظرا لوجود مشاركة يف كل شيء وتقاسم‬
‫املخاطر النامجة عن املشروع‪ ،‬أما اخلطر فيه فيظهر يف مدى جناح أو فشل املشروع إذا مل يتم اختياره بعناية‪ ،‬أو مل‬
‫تتم دراسة جدواه الفنية والقانونية جيدا‪ ،‬أو نظرا ملخاطر خارجية مهما كانت‪.‬‬
‫كما أن هذا النوع من التمويل يتعرض ملخاطر االئتمان فيما يتعلق مبدفوعات العميل لشراء حصة البنك‪،‬‬
‫وأن املخاطر املتعلقة بنصيب البنك يف األصل موضوع الشراكة‪ ،‬كما أن هناك خماطر تتعلق ابلشريك‪ ،‬من خالل‬
‫إمكانية إخالله ابلعقد أو تقصريه وسوء إدارته للمشروع‪ ،‬ومادام أن هناك شركة أحد شركائها بنكا‪ ،‬فإمكانية‬
‫التعرض للخسارة حمتمل‪ ،‬فاقتسام األرابح واخلسائر هو أحد شروطها املوضوعية اخلاصة‪ .‬وللحماية من أخطار‬
‫التمويل ابملشاركة جيب اختاذ اخلطوات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬اإلعداد والتخطيط اجليد للمشروعات املمولة‪ ،‬حيث أن أهم أسباب الفشل تعود لقصور دراسات اجلدوى‪.‬‬

‫‪ -‬اختيار الشركاء بعناية فائقة‪ ،‬من أهل اخلّبة إبدارة املخاطر‪ ،‬وممن لديهم مالءة مالية‪.‬‬

‫‪ -‬ميكن للبنك أن يشرتط أن تكون نسبة الشريك يف رأس مال املشروع كبرية وأن يتم دفعها كامال‪.‬‬

‫‪ -‬جيوز للبنك أخد ضمان أو رهن من هذا الشريك‪.2‬‬

‫‪ -‬على البنك أن يبذل جهدا إضافيا يف اإلشراف واملتابعة للمشروع املمول‪ ،‬وأال يتنازل عن ذلك لصاحل‬
‫الشريك‪.‬‬

‫‪ -1‬حسن حزوري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .174‬وخدجية خالدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 14‬من عقد املشاركة الذي يصدره بنك الّبكة اجلزائري‪ ،‬الدي يطلب الضماانت مبختلف أنواعها ويف كل صيغ التمويل‪ ،‬املالحق‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫‪1‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬مخاطر التمويل باإلجارة‬

‫هنا يقوم البنك ابقتناء آالت ومعدات‪ ،‬مث يقوم بتأجريها للمؤسسة االقتصادية حسب احلاجة‪ ،‬وأثناء مدة‬
‫اإلجيار يظل األصل ملكا للبنك‪ ،‬وبعد هناية املدة املتفق عليها تنتقل هذه احلقوق إىل البنك‪ ،‬فهنا يكمن اخلطر‬
‫ألن هذه املعدات أو التجهيزات تكون قد اهتلكت‪ ،‬أو تعرضت خلطر التقادم التكنولوجي‪ ،‬حبيث ال ميكن‬
‫أتجريها مرة أخرى‪ ،‬أو يتعرض خلطر ظهور آالت جديدة أقوى وأسرع ومل ال أرخص سعرا‪ ،‬فال يستطيع البنك‬
‫االستفادة منها مرة اثنية‪ ،‬ألن املؤسسة االقتصادية سوف ال جتدد العقد مرة أخرى حول هذه اآلالت اليت‬
‫اهتلكت أو فقدت قيمتها يف السوق‪ ،‬ألهنا سوف تستأجر معدات وآالت حديثة‪.‬‬
‫أما ابلنسبة إىل أتجري العقارات فقد يتعرض البنك املؤجر من خال له خلطر اخنفاض قيمتها يف السوق‬
‫ويكون قد اشرتاها مببالغ ابهظة‪ ،‬هذا نظرا ألزمة مالية‪ ،‬وهذا ما نالحظه اليوم يف سوق العقارات يف بعض الدول‬
‫اليت تعاين أزمة مالية حادة لنقص يف السيولة‪ ،‬ولتدهور يف قيمة عملتها‪.‬‬
‫كما تعتّب خماطر عقود اإلجارة خماطر ملكية‪ ،‬كون األصل املؤجر تبقى ملكيته للبنك‪ ،‬وتنشأ املخاطرة عن‬
‫احتمال تلف أو تقادم أو اخنفاض قيمة العني املؤجرة‪ ،‬اليت ال يستطيع البنك حتويلها للمستأجر‪ ،‬كما تنتج عن‬
‫ختلف املستأجر عن سداد ابقي أقساط األصل‪ ،‬أو رفضه لتملكه وهذا بعد انتهاء عقد اإلجارة‪ ،‬وابلتايل إعادته‬
‫للبنك الذي جيب عليه أتجريه مرة أخرى‪ ،‬ولكن هذا أمر مستبعد‪ ،‬أو بيعه أبقل مثن ألنه يكون قد تقادم استعماله‬
‫لظهور آالت جديدة أو يكون قد اهتلك‪.2‬‬

‫‪ -1‬خدجية خالدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬


‫‪ -2‬حسن حزوري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪77‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫خماطر متويل املؤسسة‬


‫االقتصادية‬

‫املخاطر املرتبطة‬ ‫املخاطر املرتبطة بنظام‬ ‫خماطر مرتبطة بعمل‬


‫ابملؤسسة اإلقتصادية‬ ‫التمويل اإلسالمي‬ ‫البنك‬

‫خماطر التمويل‬
‫اخلطر القانوين‬ ‫خطر عدم السيولة‬
‫ابإلجارة‬

‫خماطر التمويل‬
‫اخلطر البشري‬ ‫خطر التجميد‬
‫ابملشاركة‬

‫خماطر التمويل‬
‫اخلطر املايل‬ ‫خطر سعر الفائدة‬
‫ابملضاربة‬

‫اخلطر االسرتاتيجي‬ ‫خماطر التمويل ابملراحبة‬ ‫خطر سعر الصرف‬

‫خطر عدم التسديد‬ ‫خماطر أخرى‬

‫خطر النظام‬

‫خطر الدولة‬

‫املخطط من إعداد الطالب‬

‫‪78‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أساسيات عن الضمانات‬

‫إن سياسة منح القروض من قبل البنك ترتكز على متابعتها‪ ،‬ولكن رغم هذا يبقى اخلطر يف منح الثقة‬
‫التامة للزبون أمرا قائما وذلك خوفا من عدم تسديد مستحقاته يف التاريخ احملدد‪.‬‬
‫ولتفادي أو على األقل التقليل من املخاطر‪ ،‬وخاصة خطر عدم التسديد فان البنك يشرتط تقدمي ضماانت‬
‫تدرس هبدف عدم الوقوع يف أخطار أخرى ال عالقة هلا ابلبنك‪ ،‬وتتخذ هذه اإلجراءات بقصد إجياد مصدر‬
‫للتعويض يف حالة عجز املدين‪ ،‬ويكون ذلك عّب الضماانت املقدمة‪ ،‬واليت تصبح حتت تصرف البنك الذي له‬
‫احلرية الكاملة يف التصرف فيها عن طريق بيعها أو كرائها‪ ،‬كما أن الضماانت تلعب دورا أساسيا يف الصفقات‬
‫الدولية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬طبيعة الضمانات‬

‫تعتّب الضماانت البنكية وسيلة من خالهلا ميكن للمؤسسة خاصة وللمتعاملني عامة تقدميها للحصول على‬
‫متويل من البنك‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬فهي أداة إثبات حق البنك يف احلصول على أمواله اليت مول‬
‫هبا املؤسسة ابلطريقة القانونية‪ ،‬وذلك يف حالة عدم تسديد هذه األخرية لديوهنا‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الضمانات وأسباب اللجوء إليها‬

‫أوال‪ :‬تعريف الضمانات‬

‫حسب املادة ‪ 644‬من القانون املدين اجلزائري‪ ،‬فان الضماانت عبارة عن عقد يلتزم مبقتضاه شخص‬
‫ويتعهد للدائن أبن يفي هبذا االلتزام يف حالة ما إذا مل يف به املدين نفسه‪.‬‬
‫فالضمان آلية قانونية وضعها املشرع بني يدي الدائن يستعملها هذا األخري من أجل احلصول على أمواله‬
‫يف حال عجز املدين عن الوفاء بديونه‪.‬‬
‫كما أهنا األصول اليت يبدي العميل استعداده لتقدميها للبنك مقابل احلصول على متويل‪ ،‬فهي عبارة عن‬
‫األشياء امللموسة اليت يتحصل عليها البنك من املؤسسة اليت موهلا تضمن له اسرتجاع أمواله يف حال ما إذا‬
‫عجزت عن الوفاء ابلتزاماهتا‪ ،‬سواء لظروف داخلية تتعلق هبا‪ ،‬أو لظروف خارجية‪ ،‬هذه اآللية جتعل البنك يف‬

‫‪79‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫وضع ارتياح‪ ،‬ألهنا جتعله مطمئنا على أمواله‪ ،‬مادام أن هناك مقابل مادي ملموس يعوضه عنها يف حال حدوث‬
‫خطر عدم السداد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أسباب اللجوء إليها‬

‫لقد جلأت املصارف إىل زايدة استعمال الضماانت يف السنوات األخرية لـ‪:1‬‬

‫‪ -‬الضمان العام وما حييط به من خماطر‪ ،‬وأخص ابلذكر إمكانية املدين التصرف يف أمواله ماداي وقانونيا‬
‫وإمكانية عدم كفاية هذه األموال للوفاء ابلديون وكذا قصور الوسائل القانونية يف محاية الضمان العام‪.‬‬

‫‪ -‬قلة اهتمام بعض املؤسسات التجارية والصناعية ابحملافظة على السمعة االئتمانية‪ ،‬وحسن التعامل‪ ،‬مما‬
‫يضطر املصرف إىل عدم االعتماد على الثقة بشكل كبري‪ ،‬بل اللجوء إىل طلب هذه الضماانت‪ ،‬رغم أن‬
‫من مبادئ القرض الثقة واألمان‪.‬‬

‫‪ -‬كّب حجم العمليات االئتمانية ابلنسبة ملالية املتعامل نتيجة بعض الظروف االقتصادية اليت طرأت مؤخرا‬
‫مثل برامج التنمية‪ ،‬وما تتبعه من نشاطات جد متزايدة‪ ،‬والغالء وما ينتج عنه من اخنفاض القدرة الشرائية‬
‫للنقد الوطين‪.‬‬

‫‪ -‬كما يعتّب اخلطر مالزما للقرض‪ ،‬ال ميكن أبي حال من األحوال إلغاؤه متاما مادامت هناك فرتة انتظار قبل‬
‫حلول أجل اسرتداده‪ ،‬فيلجأ البنك إىل طلب أشياء ملموسة محاية ألمواله من املخاطر‪ ،‬وخاصة خطر عدم‬
‫التسديد‪.‬‬

‫‪ -‬تنامي ظاهرة العوملة املالية وما حتدثه من اضطراابت على االقتصاد دوليا هذا نظرا لالرتباط الوثيق بني‬
‫املؤسسات بعضها ببعض‪ ،‬وما أفرزته األزمة املالية مؤخرا خري دليل على ذلك‪ ،‬فخطر عدم التسديد قد‬
‫يكون خرجا عن إطار املؤسسة االقتصادية املمولة‪ ،‬بل لظروف اقتصادية دولية‪.‬‬

‫‪-1‬زايد رمضان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.102 .‬‬


‫‪80‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫‪1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التمييز بين التأمينات والضمانات‬

‫أوال‪ :‬التأمينات (‪)Les suretés‬‬


‫مل حيدد املشرع تعريفا دقيقا للتأمينات‪ ،‬لكنه حددها بعدد من األنظمة القانونية تتمثل يف‪ :‬الكفالة‪ ،‬الرهن‬
‫الرمسي‪ ،‬الرهن احليازي‪ ،‬حقوق االمتياز‪ ،‬لكن ميكن البحث عن العناصر املشرتكة جلميع التأمينات اليت تسمح‬
‫بتوضيح مفهومها‪.‬‬
‫أ‪-‬غاية التأمين‬

‫هذه الغاية هي حتسني أو تقوية وضعية الدائن القانونية ابلنسبة للدائنني العادين الذين هلم فقط حق‬
‫الضمان العام‪ ،‬فالتأمني يعتّب مصدر طمأنينة للدائن ينتج عن الزايدة يف حقوقه‪ ،‬وتزيد من الثقة يف قدرات املدين‬
‫على الوفاء ابلدين‪ ،‬وميكن القول أبنه منفعة أو ميزة خاصة تـُ ْعطى للدائن‪ 2‬دون أن تكون مصدر ربح ابلنسبة له‪.3‬‬
‫ب‪-‬أثر التأمين‬

‫التأمينات يف جمموعها تشرتك يف أن وضعها حيز التنفيذ يرتب أثرا يتمثل يف حصول الدائن على حقه‬
‫ويؤدي ولو نظراي إىل انقضاء الدين بصفة كلية أو جزئية‪ ،‬بطريقة مباشرة أو غري مباشرة‪.‬‬
‫فمن خالل هذه العناصر اليت تتميز هبا التأمينات ميكننا اعتبارها‪" :‬أبهنا تعيني مال أو جمموعة أموال أو ذمة‬
‫مالية لصاحل الدائن‪ ،‬إضافة إىل احلقوق الناجتة طبيعيا لصاحله من خالل العقد األصلي (عقد القرض) عن طريق‬
‫حق اتبع حلق الدائنية الذي حيسن من وضعيته القانونية‪ ،‬ومعاجلة عدم كفاية حق الضمان العام دون أن يكون‬
‫ذلك مصدر ربح للدائن‪ ،‬بل مصدر أمان يف حال يف حال عدم قدرة املدين على الوفاء ابستحقاقاهتا‪ ،‬هذا يؤدي‬
‫إىل حصول الدائن على حقه كليا أو جزئيا‪ ،‬بصفة مباشرة أو غري مباشرة"‪.4‬‬

‫‪ -1‬راضية أمقران‪ ،‬ضماانت البنك يف جمال االئتمان‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬فرع العقود واملسئولية‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2001 ،‬ص ‪.27-24‬‬
‫‪2- Piérre, croq, propriété et garantie, paris, L. G. D. J,1995, p. 221. "un avantage particulier reconnu au‬‬
‫‪créancier pour le protéger contre l'insolvabilité de son débiteur".‬‬
‫‪ -3‬مينع املشرع يف الرهن الرمسي مثال على الدائن أن يشرتط على الراهن متلك العقار املرهون‪ ،‬وهذا طبقا للمادة ‪ 903‬فقرة ‪1‬من القانون املدين اجلزائري‪" :‬يكون‬
‫ابطال كل اتفاق جيعل للدائن احلق‪ . . .‬يف أن يتملك العقار املرهون أو يف أن يبيعه‪ . . .‬ولو كان هذا االتفاق قد ابرم بعد الرهن‪ ،" .‬جملس قضاء سكيكدة‪،‬‬
‫الغرفة املدنية‪ ،2007-03-21 ،‬قضية(م‪-‬ب) ضد شركة الوفاء‪ ،‬اجمللة القضائية‪ ،2008 ،‬العدد األول‪ ،‬ص‪" .75 .‬الرهن ضمان الستيفاء الدين‪ ،‬وال يعد‬
‫الرهن طريقا لتملك الشيء املرهون‪ ،‬وهذا طبقا للمادتني ‪903‬و‪" . . .882‬‬
‫‪4-Ibid. p. 234 : "mettre de fond ou un groupe de fonds ou de divulgation financière en faveur du‬‬
‫" ‪créancier cela conduit o créancier sur le droit en tout ou en partie, directement ou indirectement.‬‬
‫‪81‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ثانيا‪ :‬الضمانات (‪)Les garanties‬‬


‫إن الضماانت هلا جمال واسع ابملقارنة مع التأمينات‪ ،‬فهي تشمل كل التقنيات القانونية‪ ،‬وكل الوسائل اليت‬
‫يستعملها الدائن الستيفاء أو لضمان حقه ومحايته من املخاطر اليت ميكن أن يتعرض هلا‪ ،‬واليت ال ميكن استبعادها‬
‫مادام هناك فرتة انتظار بني منح التمويل وأجل تسديده‪ ،‬فهي متثل أحسن محاية للدائن‪ ،‬فهي‪" :‬كل امليكانيزمات‬
‫اليت تزيد من فرص الدائن يف حصوله على حقه ابحلد من نتائج املستجدات املستقبلية إلفالس املدين للوقاية‬
‫منها‪.1" .‬‬
‫فمفهوم الضمان يشمل كل األنظمة القانونية مهما كانت طبيعتها‪ ،‬واليت تؤدي وظيفة الضمان‪ ،‬لكن مع‬
‫ذلك ميكن البحث عن العناصر اليت تشرتك فيها الضماانت واليت تسمح بتوضيح مفهومها‪:‬‬

‫‪ -‬الضمان هو آلية اتبعة اللتزام أصلي تعمل على حتقيق الوفاء به‪.‬‬

‫‪ -‬الضمان آلية محائية وضعت كاحتياط لعدم تنفيذ املدين التزامه‪ ،‬فاألصل هو تنفيذ االلتزام مث إذا مل يتحقق‬
‫ذلك يكون التنفيذ على هذه الضماانت واستيفاء الدائن حلقه منها ابألفضلية‪ ،‬وابلتايل فالضمان هو محاية‬
‫قانونية للدائن من عدم تنفيذ املدين اللتزامه‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مبادئ الضمانات‬

‫هذه املبادئ تشرتك فيها كل الضماانت ومنها‪:‬‬

‫‪ -‬مبدأ حسن النية‪ ،‬وهو مبدأ معروف يف القواعد العامة‪ ،‬فالبنك مىت مول مؤسسة فعليه أن يلتزم مبدأ حسن‬
‫النية‪ ،‬حيث إذا قام بطلب ضماانت مفرطة ابملقارنة مع التمويل املمنوح فقد أخل هبذا املبدأ‪ ،‬فقيمة‬
‫الضمان ال ميكن أن تتجاوز مبلغ التمويل املطلوب‪ ،‬كما أنه على املؤسسة الرهن االلتزام بضمان سالمة‬
‫الرهن وللبنك الدائن إمكانية االعرتاض عن كل عمل أو تقصري من شأنه إنقاص الضمان إنقاصا كبريُا‪.4‬‬

‫‪1-Ibid. p. 239.‬‬
‫‪ -2‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬الوايف يف عقد الرهن الرمسي يف القانون املدين اجلزائري‪ ،‬دار هومة اجلزائر‪ ،2015 ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪3-Dominique, legueais, Surtés et garanties du crédit, paris, L. G. D. J, 1995, pp. 8-9 : "tout ce que les‬‬
‫‪mécanismes de travail augmente les chances d'un créancier à obtenir le droit de limiter les résultats‬‬
‫"‪futurs développements de la faillite du débiteur pour les empêcher‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 898‬من القانون املدين اجلزائري‪ ،‬املقابلة للمادة ‪ 1047‬من القانون املدين املصري‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫فالضمان مقتضاه التزام املدين ابالمتناع عن كل عمل مادي أو قانوين من شأنه أن يسبب انتقاصا كبريا‬
‫للضمان املقرر للبنك الدائن املرهتن‪ .‬ومبوجب ذلك يستطيع هذا األخري فسخ العقد وجيوز له املطالبة‬
‫إبسقاط االجل كما ميكنه أيضا املطالبة ابلتعويض إذا توفر سببه‪.1‬‬

‫‪ -‬مبدأ الشفافية‪ ،‬وهو يعين أن الغري من مصلحته معرفة جمموعة الضماانت اليت تعقدها املؤسسة‪ ،‬واليت‬
‫تسمح بتقدير إعسارها بشكل أفضل‪ ،‬فالشفافية تظهر من خالل إشهار الضماانت‪ ،‬ويسمح ذلك بتدارك‬
‫التنازع بني الدائنني املستفيدين من الضماانت‪.2‬‬

‫‪ -‬مبدأ عدم التعسف يف استعمال احلق‪ ،‬وهو مبدأ معروف يف القواعد العامة‪ ،3‬فعلى البنك ابعتباره دائنا ال‬
‫يتعسف يف استعمال حقه يف طلب الضمان‪ ،‬كأن ميتنع عن التمويل مامل جيد الضماانت رغم أن مسعة‬
‫املؤسسة طالبة التمويل جيدة‪ ،‬وحالتها املالية تؤهلها يف احلصول على التمويل‪ ،‬أو طلب ضماانت غري‬
‫متاحة لدى املؤسسة االقتصادية‪ ،‬ألهنا أكّب من التمويل املطلوب‪ .‬ولقد ظهر على الساحة اليوم ما يسمى‬
‫ابلضمان املايل‪ ،‬وهو إمكانية متويل املؤسسة االقتصادية دون أن تقدم ضماانت إذا كانت غري متاحة‬
‫لد يها‪ ،‬فالضمان يقدمه صندوق الضمان الذي مبقتضاه ميكن للبنك احلصول على التعويض املايل يف هذا‬
‫الصندوق يف حال فشل املؤسسة يف التسديد ولقد جاء هذا الصندوق وغريه من صناديق الضمان ملساعدة‬
‫الشباب أصحاب املشاريع واملؤسسات االستثمارية اليت ال تستطيع تقدمي ضماانت فهي متثل وسيط فعال‬
‫بني املستثمر والبنك‪ ،‬وألجل ذلك توجد اليوم ‪ 16‬اتفاقية أبرمها الصندوق مع بنوك عمومية وخاصة ألجل‬
‫متويل املشاريع اليت ال تتوفر على ضماانت عينية‪.4‬‬

‫‪ -1‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.90‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 904‬و‪ 961‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 110‬من نفس القانون‪" :‬إذا مت العقد بطريقة اإلذعان‪ ،‬وكان قد تضمن شروطا تعسفية‪ ،‬جاز للقاضي أن يعدل هذه الشروط‪ ،‬أو أن يعفي الطرف املذعن‬
‫منها‪" . . .‬‬
‫‪ -4‬تصريح لعبد الرؤوف خلف‪ ،‬املدير العام لصندوق ضم ان القروض للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬حصة ضيف الصباح‪ ،‬القناة اجلزائرية األوىل‪ 23 ،‬ماي‬
‫‪.2017‬‬
‫‪83‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫‪ -‬مبدأ االستقاللية‪ ،‬ويعين أن الضمان مستقل عن التعهد ابلضمان‪ ،‬فهنا جيب التمييز جيدا بني واجب‬
‫العمل (العقد التجاري) وواجب الدفع (الضمان)‪ ،‬حيث جيب أن يبقى الضامن حيادي ابلنسبة لكل‬
‫النزاعات اليت ميكن أن تنشأ بني املصدر واملستورد‪ ،‬ويكون ذلك يف الضماانت املرتبطة ابلتجارة اخلارجية‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ االلتزام الرئيسي‪ ،‬هنا الضامن هو امللتزم الرئيسي‪ ،‬وهو يضمن النتيجة املقدرة من طرف املستفيد فقط‬
‫دون غريه‪ ،‬وأن استعمال الضمان ال يتطلب إثبات وجود عجز يف التسديد‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية الضمانات‬

‫ويف هذا سوف نتطرق إىل حالة البنك يف حال عدم وجود ضماانت‪ ،‬وإىل بعض االعتبارات اليت جيب‬
‫مراعاهتا عند املطالبة ابلضماانت مهما كانت‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حالة البنك في حال عدم وجود ضمانات‬

‫البنك يف حال عدم وجود ضماانت يعتّب دائن عادي‪ ،‬وهذا ممكن يف حال ما إذا مل يطلب ضماانت لثقته‬
‫املفرطة يف املؤسسة نظرا لوضعها املايل‪ ،‬أو لوضعيتها االئتمانية اجليدة‪ ،‬وابلتايل يكون له حق التمسك جبزاءات‬
‫عدم تنفيذ املدين اللتزاماته أو أتخره يف تنفيذها‪ ،‬ويكون له احلق كذلك يف الضمان العام على الذمة املالية‬
‫للمدين‪.1‬‬
‫البعض يرى أن التمويل بدون ضماانت يشكل خطورة كبرية حيث أن البنك يف هذه احلالة يكتفي ابلثقة‬
‫لكن املؤسسة قد تعرتضها ظروف خارجية قد تؤثر على هذه الثقة وابلتايل إمكانية عدم قدرهتا على الوفاء‬
‫ابلتزاماهتا‪ ،‬هنا ال يستطيع البنك اسرتجاع أمواله‪ .‬وهناك من يرى أن التمويل بدون ضمان هو األفضل واألسلم‬
‫خطرا إذا ما كانت هناك دراسة معمقة عن حميط املؤسسة وعن سالمة اهليكل املايل للمؤسسة وكفاءة‬
‫للبنك وأقله ً‬
‫مسرييها ورحبية مشروعها االستثماري‪ ،‬وابلتايل هنا مينح التمويل على أساس الثقة وليس على أساس ما متلكه‬
‫املؤسسة من ضماانت ألنه أحياان تتحقق خماطر االئتمان وابلتايل عدم القدرة على السداد مع عدم كفاءة‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 188‬مدين‪" :‬أموال املدين مجيعها ضامنة لوفاء ديونه‪ ،‬ويف حال عدم وجود حق أفضلية مكتسب طبقا للقانون فإن مجيع الدائنني متساوون اجتاه هذا‬
‫الضمان‪" .‬‬
‫‪84‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫الضماانت للوفاء أبصل الدين والفوائد واملصاريف وهذا ملا تتعرض له كذلك الضماانت من خماطر كاخنفاض‬
‫قيمتها أو تلفها أو عدم قدرة الكفيل أو الضامن على الوفاء اباللتزامات‪.‬‬
‫إذن فالضماانت ليست السبب الوحيد ملنح االئتمان للمؤسسة وهذا ما تعتمده الدول األجنبية وخاصة‬
‫أمريكا‪ ،‬فال بد من اعتماد الثقة كأساس لذلك مث القيام بعملية التشخيص للعميل من مجيع اجلوانب مث طلب‬
‫ضماانت هنا نستطيع القول أن البنك يف مأمن أما غري ذلك فيبقى وضع البنك يف خطر‪.1‬‬
‫أوال‪ :‬جزاءات عدم تنفيذ المدين اللتزاماته أو التأخر في تنفيذها‬

‫هناك جزاءات يتعرض هلا املدين مهما كان نوعه شخص طبيعي أو مؤسسة يف حال إخالله بتنفيذ التزاماته‬
‫الناشئة عن عقد التمويل أو أتخره يف تنفيذها‪.‬‬
‫أ‪ -‬جزاءات عدم التنفيذ‬

‫البنك يعتّب متعاقدا ضحية عدم تنفيذ االلتزامات النامجة عن عقد التمويل‪ ،‬وميكنه بذلك مطالبة املدين‬
‫بفسخ العقد‪ .2‬فالبنك هنا قد نفذ التزامه بوضع مبلغ التمويل حتت تصرف املؤسسة االقتصادية‪ ،‬لكن هذه‬
‫األخرية مل تويف ابلدين الناشئ عن هذا العقد‪.‬‬
‫يقرر الفسخ هنا بطريقتني‪ :‬حبكم من القاضي الذي تكون له السلطة التقديرية يف ذلك‪ ،‬أو جيوز له إعطاء‬
‫املدين أجال آخر لتنفيذ التزامه‪.‬‬
‫أو جيوز للطرفان االت فاق على اعتبار العقد مفسوخا من تلقاء نفسه عند عدم الوفاء اباللتزامات الناشئة‬
‫عنه‪ ،‬فيحل االتفاق حمل حكم القاضي ابلفسخ طبقا لقاعدة العقد شريعة املتعاقدين‪.3‬‬
‫ويرتتب على الفسخ رجوع الطرفني إىل احلالة اليت كاان عليها من قبل العقد فإذا استحال ذلك جاز احلكم‬
‫بتعويض طالب الفسخ‪ ،‬وهذا طبقا للمادة ‪ 122‬مدين‪" :‬إذا فسخ العقد أعيد املتعاقدان إىل احلالة اليت كاان عليها‬
‫قبل العقد‪ ،‬فإذا استحال ذلك جاز للمحكمة أن حتكم ابلتعويض‪" .‬‬

‫‪ -1‬زاينة آيت وازو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.105-104‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪119‬فقرة‪ 1‬مدين‪" :‬يف العقود امللزمة للجانبني إذا مل يوف أحد املتعاقدين ابلتزاماته جاز للمتعاقد اآلخر بعد إعذاره املدين أن يطالب بتنفيذ العقد أو‬
‫فسخه‪ ،‬مع التعويض يف احلالتني إذا اقتضى احلال ذلك‪ ،" .‬وقرار احملكمة العليا‪ ،‬العدد ‪ ،1994 ،02‬ص‪" :.167‬عند إبرام العقود امللزمة للجانبني إذا مل لف‬
‫أحد املتعاقدين ابلتزامه جاز للمتعاقد اآلخر بعد إعذاره للمدين ان يطالب بتنفيذ العقد أو فسخه مع التعويض يف احلالتني إذا اقتضى األمر ذلك‪." . . .‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪120‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫‪1‬‬
‫ب‪ -‬جزاء التأخر في التنفيذ‬

‫يف حال أتخر املؤسسة املمولة يف تنفيذ التزاماهتا بتسديد مستحقاهتا‪ ،‬يكون للبنك احلق يف املطالبة‬
‫ابلتعويض عن األضرار النامجة عن هذا التأخري‪ ،‬واملسؤولية هنا تتحقق مبجرد عدم دفع املستحقات يف أجل‬
‫التسديد‪ ،‬دون احلاجة إىل إثبات ذلك من البنك املمول‪.‬‬
‫ويف الغالب يتفق الطرفان على حتديد مبلغ التعويض يف حال عدم الوفاء ابملستحقات يف العقد‪ ،‬أو من‬
‫خالل اتفاق الحق‪ ،‬الذي ال يستحق (التعويض) إال بعد إعذار املؤسسة املمولة‪ ،‬وهذا كله محاية للمدين من كل‬
‫تعسف يتعرض له من البنك املمول إذا ثبت أن هذا األخري كان مفرطا يف تقديره‪ ،‬وهذا من خالل إمكانية‬
‫املراجعة القضائية يف مقداره‪.‬‬
‫والتعويض الالزم عن األضرار اليت حلقت ابلبنك الدائن يشمل ما حلق هذا األخري من خسارة وما فاته من‬
‫كسب جراء التأخري يف تنفيذ االلتزام‪.2‬‬
‫فهذه اجلزاءات تشكل ضماانت قانونية للبنك مبفهومها الواسع‪ ،‬تسمح له ابلضغط على املؤسسة املمولة‬
‫املتوقفة عن التسديد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حق الضمان العام‬

‫جاء ذلك يف املادة السالفة الذكر‪ ،3‬ويعين ذلك أن الذمة املالية للمدين هي ضامنة للوفاء بديونه‪ ،‬فيعتّب‬
‫الضمان العام لكل الدائنني الذين يتساوون يف استيفاء حقهم من هذا الضمان‪ ،‬فكل دائن مهما كانت صفته له‬
‫حق على الذمة املالية للمدين‪ ،‬وأمهيتها تظهر يف توفري الضمان العام‪ ،‬ومقتضاه أن حق الدائنني غري متعلق بعني‬
‫معينة‪ ،‬أو مبال معني‪ ،‬وإمنا مرتبط مبجموع الذمة املالية يف احلاضر واملستقبل‪ ،‬وابلتايل يكون للدائن احلق يف احلجز‬

‫‪ -1‬قضية بني البنك الوطين و((ش‪ .‬ذ‪ .‬م‪ .‬م‪( ).‬ع)) ‪ ،‬حكم صادر يف ‪ . . ." :2008-07-13‬وحيث أن احملكمة تستخلص من وقائع الدعوى أن هناك عالقة‬
‫قرض بني الطرفني مبوجب اتفاقية القرض املّبمة بينهما‪ ،‬وأن املدعى عليها رغم إعذارها بتسديد أقساط القرض تبعا التفاق الطرفني لكنها مل تستجب‪ ،‬هبذه‬
‫األسباب فالنزاع يقع حول طلب فسخ اتفاقية القرض والزام املدعى عليها بتسديد الدين الواقع يف ذمتها‪." . . .‬‬
‫‪ -2‬حمكمة االستئناف التجارية‪ ،‬مراكش‪ ،‬قرار رقم ‪ ،115‬الصادر بتاريخ ‪" :2004-02-10‬حيث أن الدفع املنصب على حذف املادة ‪ 32‬من قانون املسطرة‬
‫املدنية ال يستند على أساس ابعتبار أن املستأنف مل يتضرر من اإلخالل الشكلي املتمسك به‪ ،‬حىت على فرض وجوده فإنه ال بطالن بدون ضرر‪" . . .‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 188‬من القانون املدين اجلزائري‬
‫‪86‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫على أموال املدين لبيعها واستيفاء حقه من مثنها‪ ،‬ويكون ذلك عن طريق املزاد العلين‪ ،‬فالدائنون احلاجزون‬
‫يتقامسون ابلتساوي الثمن الناتج عن البيع إذا كان يكفيهم‪ ،‬وإال فان القسمة تكون كل حسب دينه‪.‬‬
‫ولكن الذي يغيب يف هذه احلالة هو حق التتبع‪ ،‬فالضمان العام للدائنني على الذمة املالية للمدين ال‬
‫تعطيهم احلق يف التتبع‪ ،‬حيث ال ميكنهم تتبع مال املدين يف يد الغري واحلجز عليه يف حال بيعه من قبل أو هبته‪،‬‬
‫كما أن الضمان العام ال يعطي للدائن حق األولوية‪ 1‬عند إعسار املدين‪.‬‬
‫فالضمان العام حتكمه قاعداتن‪ ،‬مها أن مجيع أموال املدين ضامة للوفاء بديونه واثنيهما أن مجيع الدائنني‬
‫متساوون يف الضمان إال من كان له منهم حق األفضلية‪.‬‬
‫لكن للبنك الدائن آليات قانونية جعلها املشرع حتت تصرفهم للمحافظة على الضمان العام تتمثل يف‬
‫اإلجراءات التحفظية‪ ،‬واإلجراءات اليت تقع بني هذه األخرية والتنفيذية‪ ،2‬كما أن للدائن احلق يف حبس مال يف يد‬
‫املدين حىت يستويف حقه منه مرتبط هبذا املال‪.3‬‬
‫لكن أغلب الفقه الفرنسي يصنف هذا الفعل ضمن التأمينات العينية‪ ،4‬ابعتبار أن حق احلبس يؤدي‬
‫وظيفة الضمان ابلنسبة للدائن‪.‬‬
‫إال أن آلية التأمني غري متوفرة يف حق احلبس ابعتبار أنه ال يعطي احلق للدائن يف بيع الشيء احملبوس‬
‫واستيفاء حقه من مثنه ابألولوية على بقية الدائنني‪ ،‬بل يقتصر حقه فقط يف حبس الشيء إىل حني استيفاء حقه‪،‬‬
‫فهذا ال يرتب حق امتياز للبنك الدائن املمول على غريه من الدائنني‪.5‬‬

‫‪ -1‬قد جيد الدائن العادي نفسه يف حاالت معينة يف مركز قانوين مينحه األفضلية على الدائنني اآلخرين‪ ،‬وحيدث ذلك يف حاالت منه‪ :‬املقاصة‪ ،‬الدعوى املباشرة‪،‬‬
‫احلق يف احلبس‪ .‬شوقي بناسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪-2‬وتتمثل يف الدعوى غري املباشرة‪ ،‬والدعوى البوليصية‪ ،‬الدعوى الصورية‪ ،‬وهي منصوص عليها يف املواد من ‪ 189‬إىل ‪ 198‬من القانون املدين اجلزائري‪:‬‬
‫‪ -‬فالدعوى غري املباشرة‪ ،‬تعين نيابة الدائن عن املدين نيابة قانونية يف املطالبة حبقوق هذا األخري لدى الغري إذا أمهل ذلك هتاوان أو غشا منه‪.‬‬
‫‪ -‬أما الدعوى البوليصية‪ ،‬فهي جلوء الدائن إىل الطعن يف التصرفات الصادرة من مدينه ألن يف ذلك مساس ابئتمانه‪.‬‬
‫‪ -‬الدعوى الصورية‪ ،‬وهل الدعوى اليت يدفع هبا الدائن غش املدين إذا حاول هذا األخري إخراج بعض أمواله من الضمان العام وذلك إببرام تصرفات صورية‪.‬‬
‫‪ -3‬نظمه املشرع يف املواد من ‪ 200‬إىل ‪ 202‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪4-Piérre, croq, op. cit, p. 226. " Le droit de rétention a indubitablement une fonction de garantie dans‬‬
‫‪la mesure où il permet à un créancier de retenir l'exécution de l'obligation assumée à son égard en‬‬
‫" ‪échappant à l'insolvabilité de son débiteur.‬‬
‫‪-5‬املادة ‪201‬مدين‪":‬جمرد حق حبس الشيء ال يثبت حق امتياز عليه‪" . . .‬‬
‫‪87‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫لكن االعتماد كلية على حق الضمان العام جير البنك املمول إىل خماطر‪ ،‬ويظهر ذلك يف حال عدم كفاية‬
‫الضمان العام يف استيفاء الديون‪ ،‬وأن الوسائل املستعملة حلماية الضمان العام ليست مبثابة ضماانت كافية لتحقق‬
‫للبنك احلماية الكافية‪ ،‬وإمنا هي آليات إلجبار املدين صاحب النية السيئة على تنفيذ التزاماته يف اآلجال احملددة‪.‬‬
‫وأكثر من ذلك فآلية شهر إعسار املدين غري منصوص عليها يف التشريع اجلزائري اقتداء ابلتشريع الفرنسي‪،‬‬
‫فكان على مشرعنا أن يقتدي مبا جاء يف التشريعات العربية وخاصة املصري وما جاء يف الشريعة اإلسالمية اليت‬
‫جّبا وقسمتها قسمة غرماء بني دائنيه‪.1‬‬
‫قررت اإلعسار إذا ما استغرقت الديون أموال املدين وابلتايل بيع أمواله ً‬
‫كما أن الضمان العام ال حيقق احلماية الكافية للدائن ألنه حيدوه خطران‪ :‬خطر عدم كفاية أموال املدين‬
‫للوفاء بديونه من جهة‪ ،‬وخطر حرية تصرف املدين يف هذه األموال من جهة اثنية‪ ،‬ابإلضافة إىل محاية املشرع‬
‫للمدين ابعتباره الطرف الضعيف يف العقد‪ ،2‬فكان أوىل به أن حيمي الدائن ابعتباره الطرف املتعرض ألخطار‬
‫االئتمان كما فعل نظريه املشرع املصري والفرنسي‪.‬‬
‫فالضمان العام وإن جعل أموال املدين مجيعها ضامنة للوفاء بديونه‪ ،‬فهو غري كاف حلماية حق الدائن‬
‫والوفاء به كامال‪ ،‬فحق هذا األخري يف الضمان العام يهدده خطران‪:‬‬

‫‪ -‬األول يتمثل يف أن الضمان العام ال يغل يد املدين عن التصرف يف أمواله‪ ،‬وال مينعه من عقد ديون‬
‫جديدة‪ ،‬والسبب يف ذلك أن الضمان العام ال يربط حق الدائن مبال معني من أموال مدينه‪ ،‬فاملؤسسة اليت‬
‫عجزت عن تسديد ديوهنا ميكنها أن تطلب متويال آخر‪ ،‬وليس يف يد البنك الدائن أية وسيلة قانونية ميكن‬
‫من خالهلا منعها من التعامل مع بنك آخر حبجة أن هذه التصرفات تنقص من ديونه‪ ،‬ومن مثة تضعف‬
‫فرصته يف استيفاء حقه كامال‪ ،‬ابلعكس مع لو كان بيده ضماانت‪ ،‬هناك يكون له احلق يف تتبعها وإمكانية‬
‫احلجز عليها وبيعها‪.‬‬

‫‪ -‬اخلطر الثاين يكمن يف مبدأ املساواة بني الدائنني‪ ،‬هذا املبدأ يقضي ابشرتاك مجيع الدائنني يف قسمة أموال‬
‫مدينهم‪ ،‬دون أن يكون ألحدهم حق التقدم على اآلخر‪ ،‬بل أكثر من ذلك‪ ،‬حيث يقل نصيبه من هذه‬

‫‪ -1‬شوقي بناسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.17‬‬


‫‪-2‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.20-18‬‬
‫‪88‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫األموال كلما زاد عدد الدائنني‪ ،‬مث أنه إذا ختلف عن املشاركة يف التنفيذ على أموال مدينه إما إمهاال منه‪،‬‬
‫وإما عدم علمه بدلك‪ ،‬فإنه قد يضيع عليه حقه‪ ،‬ألن القاعدة أن أموال املدين أو املتحصل عليها من بيع‬
‫هذه األموال تقسم على الدائنني املشاركني يف التنفيذ فقط‪.‬‬
‫وهكذا يبقى الدائن العادي يف ظل الضمان العام حتت رمحة مدينه‪ ،‬حبيث ال يضمن له احلصول على‬
‫حقوقه إال أمانة هذا املدين ونزاهته‪ ،‬أو مالءته‪.‬‬
‫ولذلك كانت احلاجة إىل آلية أخرى تؤمن الدائن من خطر إعسار املدين وحتميه من غشه وإمهاله‪ ،‬حبيث‬
‫ميكنه احلصول على حقه كامال مهما تغريت ظروف املدين‪.1‬‬
‫فالبنك الدائن كي حيمي نفسه من املخاطر املرتبطة بعملية التمويل عليه أن أيخذ ضماانت ملموسة‬
‫شخصية كانت أو عينية‪ ،‬أو أن ينوع بينها‪ ،‬ألن املخاطر املرتبطة بعملية التمويل ال ميكن استبعادها حىت وإن كان‬
‫مبلغ هذه األخرية قليال أو كانت آجال التسديد قصرية‪ ،‬لذلك تظهر أمهية الضماانت كآلية قانونية وضعها املشرع‬
‫حلماية الدائن عامة والبنك املمول خاصة من خطر عدم التسديد‪.‬‬
‫إال أن هذه الضماانت وما هلا من أمهية يف محاية الدائن إال أهنا هي األخرى ال تسلم من املخاطر‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬بعض االعتبارات المتعلقة بالضمانات‬

‫إن طلب الضماانت من طرف البنك يفتح اجملال واسعا للتساؤل حول العديد من االعتبارات املرتبطة هبذه‬
‫الضماانت‪ ،‬واليت تتمثل يف قيمة الضمان‪ ،‬ومعايري اختيار الضمان؟‬
‫أوال‪ :‬قيمة الضمان‬

‫يف احلقيقة عندما يقوم البنك بطلب ضماانت من املؤسسة اليت تريد التمويل فهو يصطدم مبشكلة أال وهي‬
‫ما قيمة هذه الضماانت؟‬
‫إنه ال يوجد نص قانوين حيدد مسألة قيمة الضمان‪ ،‬ولكن القاعدة أن الضمان ال ميكن أن يتجاوز مبلغ‬
‫التمويل وهذا عمال مببادئ الضماانت واليت منها مبدأ عدم التعسف يف استعمال احلق عند طلب البنك للضمان‪،‬‬

‫‪ -1‬اآلليات اليت وضعها املشرع حلماية الدائن يف حالة غش وإمهال املدين غري كافية‪ ،‬بل ابلعكس مرهقة له من حيث الشروط واإلجراءات وعبء اإلثبات‪ ،‬املواد من‬
‫‪ 189‬إىل ‪.197‬‬
‫‪89‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫حيث أن املبالغة يف قيمته يعتّب إذعاان وتعسفا منه‪ ،‬وعلى هذا األساس ميكن حتديد قيمة الضمان إىل بعض‬
‫االعتبارات واليت تساعد البنك على القيام هبذه اخلطوة‪.1‬‬
‫وأوىل االعتبارات ما يتعلق ابلعرف البنكي‪ ،‬فالبنوك بصفة عامة هلا عادات وتقاليد مكتسبة يف شأن‬
‫الضماانت‪ ،‬كما أن جتارهبا املرتاكمة يف هذا امليدان جيعلها قادرة على حتديد قيمة الضمان املطلوب حسب طبيعة‬
‫كل نوع من أنواع التمويل‪ ،‬واألفضل هو أن تكون قيمة الضمان مساوية ملبلغ التمويل ذا يسمح للبنك الدائن‬
‫ابنتظار موعد التسديد يف طمأنينة ألن بيده أشياء ملموسة‪.‬‬
‫كما أن هناك اعتبار اثن يدخل يف حتديد قيمة الضمان وهي ترتبط ابملنشأة اليت تطلب التمويل‪ ،‬فاليت‬
‫تتمتع بسمعة جيدة يف السوق قد تكون الضماانت املطلوبة منها ال ختضع إال العتبارات شكلية‪ ،‬كما أن املؤسسة‬
‫ال ميكنها أن تعطي ضماانت إال يف حدود ما متلك‪ ،‬ويتجلى هذا يف حال ما إذا كانت صغرية أو متوسطة‪،‬‬
‫حيث عادة ما تكون الضماانت املطلوبة منها غري متاحة أو قليلة ابملقارنة مع ما هو مطلوب منها من طرف‬
‫البنك كضمان‪ ،‬ولذلك جند هذا النوع من املؤسسات يف اجلزائر يعاين من مشكل التمويل‪ ،‬وما فشل الكثري منها‬
‫وخروجها من الساحة االقتصادية خلري دليل على ذلك‪.2‬‬
‫جتدر اإلشارة إىل أن أغلب البنوك خاصة بدر (بنك الفالحة والتنمية الريفية) ‪-‬وكالة حاسي حببح‪،‬‬
‫اجللفة‪ -‬يشرتط يف هذه الضماانت أن تغطي قيمة القرض بنسبة تفوق‪%100‬من قيمة القرض‪ ،‬ففي ملف قرض‬
‫استثمار ألحد املؤسسات اليت تنشط يف جمال الصناعات الغذائية‪ 3‬أن املؤسسة استفادت خالل سنة ‪2005‬من‬
‫قرض استثمار إلنشاء املؤسسة بقيمة ‪ 29485700‬دج‪ ،‬حيث ميثل هذا املبلغ ‪%70‬من رأس مال املؤسسة على‬
‫أن يسدد القرض بعد ‪ 5‬سنوات أي خالل ‪ ،2010‬يف حني بلغت مسامهة صاحب املؤسسة ‪ %30‬أي‬
‫‪ 8845710‬دج‪ ،‬وقدمت املؤسسة مقابل احلصول على ذلك الضماانت‪:‬‬

‫‪ -1‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.164‬‬


‫‪ -2‬جريدة اخلّب‪26 ،‬مارس ‪ ،2013‬العدد ‪ ،7025‬ص‪ .9 .‬حيث أن املستثمر أعد ملفا كلفه ‪34‬مليون سنتيما ورهن هكتارين من أراضيه كضمان لتسديد‬
‫القرض‪ ،‬وبعد سنة جاء الرد من البنك ابلسلب دون متويل املشروع‪ .‬كما قدرت وزارة املؤسسات الصغرية واملتوسطة والصناعات التقليدية معدل اختفاء هذه‬
‫املؤسسات بنسبة ‪%18‬سنواي‪ ،‬وأكدت أن السبب الرئيسي هلذا االختفاء هو صعوبة حصوهلا على التمويل‪ ،‬نظرا ألن الضماانت املطلوبة منها غري متاحة‬
‫لديها‪ .‬فجاءت آلية صندوق ضمان القروض لتسد الفراغ يف جمال الضماانت‪ ،‬عبد الرمحان بن عنرت وعبد هللا بلوانس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.30 .‬‬
‫‪-3‬معلومات مستقاة من مدير بنك بدر‪ ،‬وكالة اجللفة‪ ،2013- 07-08 ،‬على الساعة ‪ 10‬صباحا‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫• رهن حيازي للعتاد بقيمة ‪ 20000000‬دج يضم جمموعة من اآلالت والتجهيزات‪ ،‬وكذلك بعض‬
‫سندات الصندوق والبضاعة املوجودة ابحملل‪ ،‬إىل جانب أتمني متعدد األخطار بقيمة ‪ 20000000‬دج‪.‬‬
‫• كفالة تضامنية قيمتها ‪ 20000000‬دج‪.‬‬
‫مما سبق نالحظ أن تغطية القرض متت بنسبة ‪ ،% 200‬مع أتمني متعدد األخطار‪.‬‬
‫يف سنة ‪ 2010‬استفادت نفس املؤسسة من قرض اثن بقيمة ‪ 42400000‬دج يف شكل اعتماد‬
‫مستندي بقيمة ‪ 22400000‬دج وقرض استثمار يسدد خالل ‪ 2015‬بقيمة ‪ 20000000‬دج‪ ،‬أما عن‬
‫الضماانت اليت قدمتها فكانت بقيمة ‪ 40000000‬دج متثلت يف‪ :‬رهن عقاري بقيمة ‪ 20000000‬دج إىل‬
‫جانب رهن حيازي لآلالت بنفس القيمة تقريبا‪.‬‬
‫مما سبق فإن قيمة الضماانت متثل أكثر من ‪%90‬من قيمة القرض‪ ،‬رغم أن املؤسسة قامت بتسديد‬
‫القرض األول يف اتريخ استحقاقه‪ .‬هذا يدل على أن البنك عند متويله ألية مؤسسة ال جيب أن يكتفي ابلثقة هبا‬
‫وال بتشخيصها فقط وال بضماانت أقل‪ ،‬بل جيب عليه أن حيتاط من خماطر متويله ألية مؤسسة بضماانت تغطي‬
‫مبلغ القرض أو تفوق‪.‬‬
‫كما أن الضماانت يف حد ذاهتا قد تتعرض ملخاطر جتعل قيمتها مستقبال ختتلف متاما عن قيمتها يف‬
‫الوقت الذي أخذت فيه‪ ،‬فاحتمال أن يفقد الضمان جزء من قيمته كاخنفاض سعر العقار لوجود أزمة مالية‬
‫خانقة‪ ،‬وخري دليل على ذلك ما أحدثته األزمة املالية العاملية من تداعيات على سوق العقار يف الدول األوربية‪،‬‬
‫فالضماانت ميكن أن تعرتيها بعض التغريات يف املستقبل تؤثر سلبا على قيمتها سواء كانت عقارات أو منقوالت‬
‫أو ضماانت شخصية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬اختيار الضمانات‬

‫إن اختيار الضماانت مسألة جد هامة فإذا أحسن البنك ذلك كان مبثابة محاية حقيقية وأكيدة من أي‬
‫خطر قد حيدث مستقبال‪ ،‬أما إذا مل حيسن ذلك فه مصدر خطر عليه وال يتأتى له ذلك إال بدراسة وتشخيص‬
‫الضماانت اليت منحها إايه العميل‪.‬‬

‫‪-1‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.165 .‬‬


‫‪91‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ومنه فاختيار الضماانت تتحكم فيه مسألتان هامتان‪ ،‬مسألة مدة التمويل فإذا كان األمر يتعلق بتمويل‬
‫قصري األجل حيث آجال التسديد قريبة واحتماالت تعري أوضاع املؤسسة ضئيل كما أن هذا النوع من التمويل ال‬
‫حيتاج إىل مبالغ ضخمة من هذا املنطلق ميكن أن يطلب البنك ضماانت بسيطة عادة ما تكون عبارة عن‬
‫ضماانت شخصية تقليدية‪ ،‬أما إذا كان التمويل عبارة ائتمان طويل او متوسط األجل تكون آجال التسديد طويلة‬
‫وإمكانية حدوث متغريات واردة كما أن مبلغ التمويل ضخم والعمليات املمولة عادة ما تكون عرضة للظروف‬
‫واملتغريات الداخلية واخلارجية هلا أتثري على حياة املشروع واستمراريته‪ ،‬وابلتايل على التزاماته املستقبلية من هنا كان‬
‫على البنك أن يطلب ضماانت ضخمة عبارة عن أشياء حقيقية وملموسة تكون على شكل رهون حيث ميكنه‬
‫التنفيذ عليها وبيعها ابملزاد العلين واستيفاء حقه منها ابألولوية يف حال حتقق املخاطر‪ ،‬حىت أن هذه الضماانت‬
‫هي األخرى ال تسلم من املخاطر‪ ،‬فالضمان الذي له قيمة أثناء أخذه قد ال تكون له أية قيمة أثناء التنفيذ عليه‬
‫وبيعه‪ .‬أم املسالة الثانية فتتمثل يف املركز املايل ونوعية املشروع املمول‪ ،‬فإذا كان العميل يوحي مبركز مايل قوي‬
‫وميزانية متوازنة ومشروع اقتصادي كبري فالبنك ميكن أن يكتفي ابلثقة مع أخذ بعض الضماانت البسيطة كاحتياط‬
‫(كفاالت) أما إذا كان العكس فعلى البنك أن أيخذ ضماانت قوية وذات قيمة وأكثر من ذلك عليه أن ينوع بني‬
‫الضماانت الشخصية والعينية وحىت اللجوء إىل الضماانت املستحدثة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أساسيات عن الضمانات البنكية الدولية‬

‫تلعب الضماانت البنكية دورا أساسيا يف الصفقات الدولية كوهنا تقلل من املخاطر اليت تواجه املتعاملني‪،‬‬
‫وتوطد الثقة بينهم‪ ،‬كما حتل املشكالت ألن الضماانت شرط للحصول على التمويل‪.‬‬
‫فاملستفيد يف املعاملة الدولية يقدم الواثئق واملستندات اليت تثبت تنفيذه اللتزامه‪ ،‬أما يف الضمان فإن البنك‬
‫يقوم ابلتنفيذ بناءً على تقدمي املستفيد مستند يفيد فيه إبخالل األمر تنفيذ التزامه‪ ،‬فخطاب االعتماد ( ‪lettre de‬‬

‫‪ )crédit‬هو مزيج من االعتماد املستندي والكفالة العادية‪.1‬‬

‫‪ -1‬فهيمة قسوري‪ ،‬املسؤولية املدنية لالعتماد املستندي‪ ،‬رسالة دكتوراه يف العلوم‪ ،‬القانون اخلاص‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،2016 ،‬ص‪.56‬‬
‫‪92‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫الفرع األول‪ :‬عموميات عن الضمانات البنكية الدولية‬

‫ويف هذا نتطرق لتعريف هذا النوع من الضماانت‪ ،‬واىل األطراف املتدخلة يف هذا الضمان‪ ،‬وأسباب اللجوء‬
‫إليها يف العمليات التجارية الدولية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الضمانات البنكية الدولية‬

‫هي التحقيق املادي لوعد ابلتسديد من طرف املدين للدائن أو طرف اثلث على شكل التزام يعود عليه‬
‫ابلربح حسب إجراءات خمتلفة إما بتفصيل حق السلع أو رهن أاثث أو بناايت ميلكها امللتزم ابلوعد‪.1‬‬
‫الضمان البنكي هو تعهد يصدر من البنك بناء على طلب عميل له (اآلمر) بدفع مبلغ معني أو قابل‬
‫للتعيني لشخص آخر(املستفيد) دون قيد أو شرط‪ ،‬إذا طلب منه ذلك خالل املدة احملددة يف نص الضمان الذي‬
‫يوضع فيه الغرض الذي صدر من أجله الضمان‪.2‬‬
‫بصفة عامة ميكن تعريف هذا النوع من الضمان على أنه التزام من طرف البنك الذي يتعهد بدفع مبالغ‬
‫مستحقة يف حالة عجز أو عدم قدرة زابئنه املستوردين على تنفيذ التزاماهتم املالية أو التجارية اجتاه املوردين عند‬
‫حلول آجال االستحقاق‪ ،‬ويكون الضمان يف غالب األحيان لصاحل املستورد‪.‬‬
‫يف هذا النوع من االعتماد ال يراد منه احلصول على مبلغ من املال‪ ،‬بل هو تقدمي ضمان لألشخاص الذي‬
‫يتعاملون معه لتنفيذ االلتزامات اليت تعهدها اجتاههم‪ ،‬ففي هذه احلالة يتدخل البنك ليقدم هذه الضماانت‪.‬‬
‫واملشرع اجلزائري مل ينظم هذا النوع من الضماانت ابستثناء ما جاءت به املادة ‪ 96‬من قانون املالية‬
‫التكميلي‪ ،‬حيث مل يتضمن القانون البنكي على أي نص ينضم مثل هذه اآلليات اتركا ذلك إبرادة األطراف وما‬
‫هو معمول به يف األعراف البنكية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األطراف المتدخلة في الضمان‬

‫أما األطراف املتدخلة يف الضمان فقد تكون أربعة أو ثالثة أطراف حسب نوع الضمان وهي تتمثل يف‬
‫معطي األمر ويتمثل يف املستورد واملستفيد الذي يتمثل يف البائع والضامن وهو البنك اخلاص ابملستورد‪ ،‬يهدف إىل‬
‫أتمني املستفيد عن طريق تعويض املبلغ يف حلة عدم احرتام االلتزامات املوجودة يف العقد والضامن املضاد وهو‬

‫‪1-M. Remelleret, Les suretés du crédit, clé édition banque, paris,1983, p. 8.‬‬
‫‪-2‬فريد صاحل‪ ،‬وموسى نصر‪ ،‬املصرف واألعمال املصرفية‪ ،‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،1997 ،‬ص‪.186 .‬‬
‫‪93‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫البنك الذي ميثل املصدر حيث يضمن كل عجز متوقع من زبونه‪.1‬‬


‫ثالثا‪ :‬أسباب اللجوء للضمانات‬

‫ميكن القول إن الضماانت نشأت من احلاجة إىل احلماية ضد عدم التنفيذ أو عدم التنفيذ اجليد من طرف‬
‫البائع أو املصدر اللتزاماته البنكية التعاقدية‪ ،‬وكذا نظرا الحتمالية حدوث خطر عدم التسديد يف حالة حدوث‬
‫عجز من قبل املستورد حيول دون القدرة على تنفيذ التزاماته اجتاه املصدر‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الضمانات البنكية الدولية‬

‫إن التجارة اخلارجية تتعرض لعدة خماطر‪ ،‬لذا وضعت البنوك التجارية عدة أنواع من الضماانت البنكية‪،‬‬
‫متعهدة بدفع املبالغ املستحقة يف حالة عجز عن السداد من طرف زابئنها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أوال‪ :‬أنواع الضمانات البنكية حسب الشكل‬

‫ميكن التمييز حسب الشروط املوضوعية ثالثة أشكال من الضماانت وهي‪،‬‬


‫أ‪-‬الضمان عند الطلب األول (‪)Garantie à la première demande‬‬
‫وهي الضماانت الواجبة األداء عند أول طلب من املستفيد دون تّبير لذلك‪ ،‬وجيب أن حيرتم يف طلب‬
‫التنفيذ الشكل والشروط املتعلقة بنص الضمان‪ ،‬وعلى البنك أن ينفذ طلب املستفيد دون أن يبدي رأيه على‬
‫شرعية املطالبة‪ ،‬ويعتّب هذا الشكل أكثر استعماال يف التجارة اخلارجية‪.‬‬
‫ب‪-‬الضمان عند الطلب المبرر (‪)Garantie à la demande justificative‬‬
‫هو ضمان يتم استعماله إبرفاق املستفيد شهادة يثبت فيها عجز اآلمر عن الوفاء ابلتزاماته‪ ،‬أي أن يقوم‬
‫بتّبير طلب استعمال الضمان من خالل تقدمي املعلومات املفصلة عن السبب املرتبط هبذا العجز‪.‬‬
‫ج‪-‬الضمان المستندي (‪)garantie documentaire‬‬
‫وفيه يلتزم البنك الضامن بدفع مبلغ الضمان عند تقدمي املستندات املّبرة ذا لعدم احرتام البائع اللتزاماته‪،‬‬
‫وكذلك ميكن أن يتحقق بتصريح عادي من قبل املستفيد بعجز البائع‪ ،‬فتقدمي هذه املستندات يؤدي إىل الوضع يف‬

‫‪-1‬حممد دامن‪ ،‬دراسة نظرية وتطبيقية يف الرهون‪ ،‬مذكرة خترج‪ ،‬العلوم االقتصادية‪ ،‬نقود ومالية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2003 ،‬ص‪ .4 .‬وفهيمة قسوري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪-34‬‬
‫‪.36‬‬
‫‪-2‬سعيد بلخريي‪ ،‬دور الضماانت البنكية يف التجارة اخلارجية‪ ،‬مذكرة هناية الدراسة‪ ،‬علوم اقتصادية‪ ،‬اجللفة‪ ،2008 ،‬ص‪.3 .‬‬
‫‪94‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫حالة التنفيذ للضمان‪.1‬‬


‫ثانيا‪ :‬أنواع الضمانات البنكية حسب الموضوع‬

‫أ‪-‬الضمانات الخاصة بالمستورد الجزائري‬

‫هذه الضماانت اخلاصة ابملشرتي الذي يريد استرياد سلعة من اخلارج‪ ،‬فيلجأ إىل البنوك املوجودة ابجلزائر واليت تقوم‬
‫بعملية الضمان‪ ،‬ويضطلع هبذه املهمة البنك اخلارجي اجلزائري(‪.)BEA‬‬
‫‪ -‬ضمان االكتتاب (‪)garantie de soumission‬‬
‫يدعى كذلك بضمان العرض أو ضمان املناقصة‪ ،‬فهو يتدخل يف فرتة ما قبل إمضاء العقد هبدف محاية‬
‫املستورد‪ ،‬حبيث مينع هذا الضمان انسحاب املورد ويلزم ابحرتام الشروط احملددة يف املناقصة‪ ،‬وميثل ‪ %1‬اىل‬
‫‪%5‬من مبلغ الصفقة‪ ،‬وهو تعهد قابل لإللغاء‪ ،‬وعليه فانه ال يعد ضماان كافيا لتسوية ديون املستورد جتاه املصدر‪،‬‬
‫ألنه ميكن أن يلغى يف أي حلظة‪.2‬‬
‫وجيب اإلشارة يف هذا النوع من الضمان إىل‪ :‬اسم وعنوان الشركة‪ ،‬ورقم املناقصة‪ ،‬القيمة الصافية للضمان‬
‫ابألرقام واحلروف‪ ،‬موضوع الضمان‪ ،‬وآخر أجل لدفع امللف‪ ،‬آجال صالحية الضمان‪ ،‬اتريخ فتح امللف‪ ،‬وطريقة‬
‫التمويل‪ ،‬إعطاء موافقة البنك على شكل الضمان املرغوب فيه‪.‬‬
‫كل هذا يتمثل يف املعلومات اليت جيب أن حيصل عليها البنك من طرف زبونه للقيام بدراسة وضعية‬
‫املصدر ومدى قدرته على الوفاء ابلتزاماته وواجباته اجتاه املستفيد‪ ،‬ويكون سراين مفعول عقد الضمان عند اتريخ‬
‫فتح امللفات‪.‬‬
‫ففي حالة ما إذا امتنع امللتزم املتعهد ابملناقصة عن الوفاء ابلتزاماته‪ ،‬أو بسحب عرضه طيلة فحص‬
‫العروض‪ ،‬أو رفض العقد وتقدمي الضماانت‪ ،‬فان املشرتي يف هذه احلالة ميكن االستفادة من مبلغ الضمان‬
‫التعهدي‪ ،‬أي ضمان االكتتاب الذي يعتّب مبثابة تعويض‪ ،3‬املشرتي ميكنه احلصول على تعويض يف حالة ما إذا‬

‫‪ -1‬فهيمة قسوري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.56 .‬‬


‫‪-2‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.119 .‬‬
‫‪-3‬زايد رمضان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.187 .‬‬
‫‪95‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫رفض املصدر التوقيع رغم اختياره للمناقصة من طرف املشرتي‪ ،‬ويف حال ما إذا مل يوف املصدر ابلتزاماته التعاقدية‬
‫يف املواعيد احملددة‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان إعادة التسبيق (‪)garantie de restitution d'acompte‬‬
‫يف التعامالت التجارية الدولية يفرض املورد على املشرتي تسديد تسبيق يرتاوح بني ‪5‬و‪ %15‬من جممل‬
‫الصفقة‪ ،‬وهذا لتغطية النفقات األولية‪ ،‬هلذا من الضروري أال يدفع املستورد التسبيق إال إذا حتصل على ضمان‬
‫إعادة التسبيق يف حال ختلي املورد عن التزاماته التعاقدية‪ ،‬وهذا الضمان يصبح ساري املفعول عند التسديد‬
‫ودخول املبلغ حلساب البنك املسري ألموال املورد‪ ،‬وتنتهي صالحية هذا الضمان عند تسليم البضاعة‪ ،‬أو بعد املدة‬
‫بقليل‪ ،‬ومبلغ اسرتجاع التسبيق يرتاوح ما بني ‪20‬اىل‪%30‬من مبلغ العقد التجاري إذا تعلق األمر أبسواق كبرية‪،‬‬
‫فال ميكن أن تتم هذه التسبيقات ما مل تقم املؤسسة ابإلرسال الفعلي للبضاعة إىل املؤسسة املستوردة‪ ،‬وميكن‬
‫إثبات ذلك بكل الواثئق املمكنة‪ ،‬وخاصة الواثئق اجلمركية الدالة على ثبوت عملية التصدير‪.1‬‬
‫‪ -‬ضمان التنفيذ الجيد (‪)Garantie de bon exécution‬‬
‫يعرف كذلك بضمان النهاية احلسنة‪ ،‬أو ضمان حسن التنفيذ‪ ،‬حيث أن اهلدف منه أتمني املستورد مببلغ‬
‫معني إذا كان غري راض عن األعمال املقدمة من طرف املصدر‪ ،‬مبعىن عدم تنفيذ املصدر اللتزاماته التعاقدية فيما‬
‫خيص نوعية السلع أو اخلدمات املتفق عليها‪ ،‬ميكنه الطلب من بنكه التعويض مبا يعادل ‪% 10‬من قيمة العقد‪،‬‬
‫ويصبح ساري املفعول عند اتريخ إصداره‪ ،‬ويبقى إىل غاية االستالم النهائي للسلع‪.‬‬
‫وهذه الكفالة متنح من طرف البنك لتفادي قيام العميل بتقدمي النقود كضمان حلسن تنفيذ الصفقة وفق‬
‫املقاييس املناسبة‪ ،2‬ويكون هذا النوع من الضمان بعد التسلم النهائي لإلجناز مع إبداء التحفظات‪ ،‬وينتهي عند‬
‫رفع التحفظات‪ 3‬ألن املستورد سوف يتحمل إصالح العيوب الناجتة عن سوء أداء املصدر ألعماله كأن تكون‬
‫نوعية السلع أو اخلدمات املتفق عليها ال تتماشى وما هو مطلوب من مواصفات‪ ،‬وهذا كله يكون من خالل‬
‫التعويض عن طريق البنك‪.‬‬

‫‪ -1‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.115 .‬‬


‫‪-2‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.64 .‬‬
‫‪ -3‬معمر سعدوين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.22 .‬‬
‫‪96‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫فهذا الضمان يهدف إىل تعويض املستورد مببلغ حمدد مسبقا إذا أخل املصدر ابلتزاماته التعاقدية فيما يتعلق‬
‫بنوعية البضاعة املطلوبة‪ ،‬ويبدأ هذا الضمان من اتريخ إصداره إىل غاية إلغائه‪.‬‬
‫‪ -‬كفالة اقتطاع الضمان (‪)Caution pour retenue de garantie‬‬
‫يهدف هذا الضمان اىل التأمني ضد احتمال حدوث خسائر انجتة عن سلعة سيئة أو غري موافقة‬
‫للمقاييس املتفق عليها يف العقد‪ ،‬أو ظهور نقائص يف اجناز املشروع‪ ،‬لذا من الضروري على املستورد أو صاحب‬
‫املشروع احلصول على مبلغ من قيمة العقد‪ ،‬هذا الضمان موجه لتجنب اقتطاع االجناز من طرف املشرتي على‬
‫سعر العقد لتأمني التعويض يف احلاالت السابقة الذكر‪ ،‬فيقدم البنك كفالة اقتطاع الضمان‪ ،‬يقوم بدفعها فعليا إذا‬
‫ظهرت نقائص يف االجناز أثناء فرتة الضمان‪ ،1‬ينتهي هذا األخري بنهاية التنفيذ التام للمصدر اللتزاماته اخلاصة‬
‫اجتاه اآلمر‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان األخطار البحرية (‪)Garantie des risques maritimes‬‬
‫هذه الضماانت أنشئت لتغطية اخلسائر اليت ميكن أن تنجم أثناء عملية النقل البحري‪ ،‬وذلك بعد حتديد‬
‫املسئول عن اخلطر‪ ،‬أو بعد إثبات أن مانح األمر هو املسئول‪ ،‬فتصدر احملكمة حكما قضائيا وهنائيا أو معاهدة‬
‫صلح حني تقع اخلسائر‪ ،‬وتتم العملية أبن يرسل املستفيد من الضمان طلب حتريك هذا الضمان الذي جيب أن‬
‫يكون مرفقا بواثئق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ضمان القبول المؤقت (‪)Garantie admission temporaire‬‬
‫هذا الضمان حمدد لصاحل اجلمارك من قبل البنك الضامن عند قيام املقاول األجنيب ابسترياد آالت مؤقتا مث‬
‫إعادهتا إىل البلد دون دفع احلقوق والرسوم اجلمركية‪ ،‬ويظهر دور الضمان يف حجز قيمته يف حالة عدم خروج‬
‫اآلالت أو عدم دفع تلك الرسوم اجلمركية‪ ،‬واهلدف منه هو حتقيق مشاريع كّبى‪ ،‬فاملنشأة األجنبية تكون حباجة‬
‫يف بعض احلاالت إىل استرياد مؤقت لبعض األجهزة على البلدان القائمة ابملشروع واليت سوف تصدرها مرة‬
‫أخرى‪ ،‬فتُع َفى هذه املنشأة من كل احلقوق والرسوم اجلمركية عند االسترياد حتت شرط وضع صالحية ضمان‬

‫‪ -1‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.65 .‬‬


‫‪ -2‬معمر سعدوين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪22 .‬‬
‫‪97‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫القبول املؤقت الذي دفع املصاريف املذكورة سابقا‪ ،‬فمبلغ الضمان يكون مساواي ملبلغ احلقوق والرسوم اجلمركية‬
‫املطلوبة ويكون هذا ساري املفعول عند ختم البنك جتاه إدارة اجلمارك فوق الواثئق اجلمركية املطلوبة‪.‬‬
‫فالضمان هنا يكون عبارة عن كفالة يقدمها البنك تضمن احلقوق اجلمركية املستحقة على سلع ليست‬
‫مستوردة لالستهالك على الرتاب الوطين‪ ،‬بل إلعادة تصديرها إىل مكان آخر‪ ،‬ففي حالة عدم خروج السلع من‬
‫الرتاب الوطين يف األجل املمنوح من قبل اإلدارة اجلمركية تصبح هذه احلقوق مستحقة من قبل البنك الكفيل‪.‬‬
‫‪-‬الضمان الضريبي (‪)La garantie fiscale‬‬

‫هذا الضمان يشبه ضمان اجلمارك يف املبدأ وخيتلف عنه يف كون الضمان الثاين خيتص ابلنفقات والرسوم‬
‫املؤقتة‪ ،‬أما األول اجلبائية وخاصة غري املدفوعة وتلك املتنازع فيها واليت هي اندرة الوجود‪ ،‬يقوم البنك الضامن‬
‫إبعطاء أمر للمستفيد إبضافة ‪%10‬من الضمان‪ ،‬ومنه يكون املستفيد قد دفع ما قيمته ‪%110‬من قيمة الضمان‬
‫اجلبائي‪ ،‬بينما يف ضمان اجلمارك يكون الدفع مساواي ‪%100‬من قيمة الضمان‪.‬‬
‫فالضمان هنا يكون عبارة عن كفاالت تسمح لعمالء البنوك ابحلصول على مهلة لدفع الضرائب أو حقوق‬
‫مستحقة إلدارة الضرائب‪ ،1‬والكفيل هنا هو بنك املستفيد‪.‬‬
‫ب‪-‬الضمانات الخاصة بالمصدر األجنبي‬

‫تكمن هذه الضماانت يف الضماانت البنكية اليت يطلبها املصدر األجنيب واليت حترر من طرف بنك املستورد‪،‬‬
‫حبيث جيب أن يفي هذا األخري جتاه املصدر ابلتزاماته‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان الدفع (‪)Garantie de paiement‬‬
‫هذا الضمان يثبت حق املصدر على املستورد ويؤكد دفع قيمة املشرتايت يف الوقت احملدد‪ ،‬مبعىن أن‬
‫الضمان موجه لتأمني املستفيد من طرف البنك الضامن لكل املبلغ يف إطار بعض القروض‪.2‬‬

‫‪-1‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.23 .‬‬


‫‪ -2‬قرض املشرتي الذي هو عبارة عن آلية مبوجبها يقوم بنك معني من بلد املصدر إبعطاء قرض للمستورد‪ ،‬حيث يستعمله هذا األخري لتسديد مبلغ الصفقة نقدا‬
‫للمصدر لفرتة تتجاوز ‪ 18‬شهرا‪ ،‬ويلعب املصدر دور الوسيط بني املستورد والبنك الذي مينح القرض‪ ،‬ولالحتياط من املخاطر ميكن هلذا األخري أن يلجأ إىل‬
‫بنك املستورد للقيام بكفالة هذا األخري‪:‬‬
‫‪Ammour ben- Halima, op. cit. p. 107‬‬
‫‪98‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫ويظهر هذا النوع من الضمان من خالل ما يسمى ابالعتماد املستندي‪ ،‬حيث يقبل مبوجبه بنك املستورد‬
‫أن حيل حمله يف االلتزام بتسديد واردته لصاحل املصدر األجنيب عن طريق البنك الذي ميثله مقابل استالم الواثئق‬
‫اليت تدل على أن املصدر قد قام فعال إبرسال البضاعة املتعاقد عليها‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان تغطية القرض (‪)Garantie pour couverture de crédit‬‬
‫هو ضمان حيدد لصاحل املقرض من طرف املقرتض أو بنكه لضمان تسديد قرض قيمته تساوي املبلغ‬
‫ُ‬
‫اإلمجايل للقرض مضافا إليه هامش تغطية الفوائد ومدته متواصلة إىل غاية تسديد القرض‪ ،‬مبعىن أن املصدر أو‬
‫بنكه يطلب من بنك املستورد أن حيرر له رسالة يثبت فيها حقه يف حالة تالعب املشرتي‪ ،‬أو وجود سوء نية يف‬
‫دفع الدين الذي عليه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أنواع الضمانات حسب األطراف‬

‫هناك الضمان املباشر والذي يكون فيه ثالثة أطراف‪ ،‬وهو غري معمول به يف اجلزائر وكثري من الدول‪،‬‬
‫وضمان مباشر ويكون فيه أربعة أطراف‪ ،‬وهو األكثر استعماال يف الكثري من الدول‪.‬‬
‫أ‪-‬الضمان المباشر (‪)La garantie directe‬‬
‫إن الضماانت املباشرة هي اليت تكون موضوعة من طرف البنك املصدر وموجهة مباشرة إىل املستفيد‪،‬‬
‫فاملصدر يعطي األمر لبنكه بوضع ضمان لفائدة املشرتي ومنه ال ميكن للمصدر أن يتحصل على املبلغ إال بعد أن‬
‫يتصل مباشرة ابلبنك اخلارجي‪ ،‬هذا النوع من الضماانت أيخذ بعني االعتبار ثالثة أطراف متدخلني‪:1‬‬

‫‪ -‬اآلمر‪ ،‬ويتمثل يف الطرف الذي يلتزم ابلصفقة بعد رسو املناقصة عليه‪ ،‬وهذا األخري جيب أن ينفذ التزاماته‬
‫اجتاه املستورد حسب ما يقتضيه العقد‪.‬‬

‫‪ -‬الضامن‪ ،‬وهو البنك الذي قام إبصدار الضمان لصاحل املستفيد‪.‬‬

‫‪ -‬املستفيد‪ ،‬ويتمثل يف املستورد الذي أعلن املناقصة الذي لديه القدرة واحلق يف الطعن مباشرة يف حالة ما إذا‬
‫كان املصدر غري قادر على الوفاء‪.‬‬
‫وابملوازاة مع هذه التعريفات يكون إصدار الضمان املباشر كما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬حممد دامن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.60 .‬‬


‫‪99‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫‪ -‬طلب إصدار الضمان من طرف املصدر‪.‬‬

‫‪ -‬التبليغ أبن الضماانت مفتوحة لصاحل املصدر‪.‬‬

‫‪ -‬إمضاء العقد التجاري‪.‬‬

‫‪ -‬طلب الضمان من املستورد‪.‬‬

‫‪ -‬تسديد مبلغ الضمان من طرف املصدر‪.‬‬


‫ب‪ -‬الضمان غير المباشر (‪)La garantie indirecte‬‬
‫وهو من أكثر األشكال تطورا‪ ،‬وهو ضمان يتدخل فيه البنك احمللي كوسيط‪ ،‬حيث أن هذا األخري يكلَّف‬
‫من طرف البنك اآلمر (الضامن املقابل) بتزويد املستفيد بضماانت‪ ،‬وهذا عن طريق ضمان مقابل‪.‬‬
‫بعض الدول تشرتط يف نظامها القانوين تطبيق هذا النوع من الضماانت ألهنا األكثر محاية للعمليات‬
‫التجارية‪ ،‬وكذلك ابلنسبة للموردين‪ ،‬ألن االعتماد على الثقة املفرطة واألمان يف مثل هذا النوع من املعامالت‬
‫التجارية غري ممكن‪.‬‬
‫هذا النوع من الضمان يوضع حبضور أربعة أطراف‪ ،‬ابإلضافة إىل األطراف السابقة الذكر يف الضماانت‬
‫املباشرة‪ ،‬هناك الضامن املقابل الذي هو بنك املصدر الذي يلتزم ابلدفع عند أي عجز عن الوفاء من املستورد‪.1‬‬
‫واالعتماد املستندي كآلية لتمويل التجارة اخلارجية‪ 2‬ميثل الضمانة احلقيقية للمصدر أو املستورد تتمثل يف‪:3‬‬

‫‪ -‬يتضمن نوعا من احلماية اليت يتعرض هلا املصدر من خالل أنه يكون يف مأمن من عدم احلصول على مثن‬
‫البضائع‪ ،‬وذلك من خالل ما يوفره له البنك الضامن الذي يعلمه بوجود اعتماد لصاحله على مستواه‬
‫على أ ْن يلتزم بشروط االعتماد‪.‬‬

‫‪ -‬أما ابلنسبة للمستورد فإن هذه اآللية تضمن له عدم دفع قيمة البضاعة ما مل تكن البضاعة مطابقة‬
‫للمواصفات املطلوبة واملتفق عليها يف العقد‪ .‬ومنه نستطيع القول أن االعتماد املستندي هو آلية متويل‬

‫‪-1‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.61 .‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 96‬الفقرة ‪ 01‬من قانون املالية التكميلي رقم ‪ 01-09‬املؤرخ يف ‪ 22‬جويلية ‪ ،2009‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،44‬املؤرخ يف ‪ 26‬جويلية ‪" :2009‬يتم‬
‫الدفع مقابل الواردات إجباراي فقط بواسطة االئتمان املستندي"‪.‬‬
‫‪ -3‬زاينة آيت وازو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.95 .‬‬
‫‪100‬‬
‫أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات‬ ‫فصل تمهيدي‬

‫وضمان يف نفس الوقت‪.‬‬


‫هذه جممل أنواع الضماانت املستعملة يف التجارة اخلارجية‪ ،‬واليت ميكن حتريرها سواء لصاحل املستورد أو‬
‫لصاحل املورد‪ ،‬فالعالقات التجارية يف تطور حىت أصبحت التعامالت التجارية تتم دون تعارف أطراف العقد‪ ،1‬مما‬
‫جعل نسبة ودرجة الثقة تقل بينهم‪ ،‬هذا أدى إىل ضرورة طلب ضماانت اليت هي عبارة عن كفاالت تقدمها‬
‫البنوك لعمالئها سواء الضامن أو الضامن املضاد‪ ،‬واليت متثل آلية محاية وأمان لتغطية أي عجز متوقع‪ ،‬أو يف حال‬
‫عدم احرتام االلتزامات التعاقدية إزاء الطرف اآلخر‪.‬‬
‫وما يستخلص من كل ما سبق أن آليات التمويل كثرية ومتنوعة بني اآلليات التقليدية واملستحدثة وصيغ‬
‫التمويل اليت تنفرد هبا البنوك اإلسالمية‪ ،‬كما أن املخاطر املرتبطة هبا كثرية ومتنوعة بني ما هو متعلق ابملؤسسة‬
‫املمولة‪ ،‬والبنك املمول هلا‪ ،‬وما هو متعلق بنظام التمويل اإلسالمي‪ ،‬لكن هذا ال مينع من قيام البنك هبذه العملية‬
‫اليت هي من صميم وظائفه‪ ،‬وال مينع املؤسسة من اللجوء إليها‪ ،‬ولكن ما عليها سوى االختيار بني البدائل املتاحة‬
‫األقل تكلفة واألقل خطرا‪ ،‬رغم أن اخلطر مرتبط بعملية التمويل ال ميكن استبعاده‪ ،‬ولكن جيب االعتماد على‬
‫التسيري اجليد‪ ،‬وقراءة املستقبل‪ ،‬ألن اخلطر قد يكون خارجا عن نطاق املؤسسة أو البنك‪ ،‬لظروف اقتصادية أو‬
‫اجتماعية أو طبيعية أو سياسية أو حىت دولية‪ .‬والضماانت مبختلف أنواعها‪ ،‬سواء أكانت متعلقة ابلتجارة‬
‫الداخلية أو الدولية متثل آلية قانونية وضعها املشرع بني يدي الدائن لالستفادة منها ومحاية نفسه من املخاطر اليت‬
‫قد تتعرض هلا أمواله جراء ظروف ما جتعل الطرف املدين غري قادر على الوفاء ابلتزاماته التعاقدية‪ .‬ألن الضمان‬
‫العام أثبت عدم جناعته‪ ،‬فالدائن يبقى دائنا عاداي من جهة‪ ،‬ومن جهة اثنية يبقى حتت رمحة مدينه‪ ،‬اعتمادا على‬
‫نزاهته ومالءته‪ ،‬دون أن تكون بيده أشياء ملموسة ينفذ عليها يف حالة عدم وفائه ابلتزاماته‪.‬‬

‫‪ -1‬ظهور التجارة االلكرتونية اليت يعرفها علماء االنرتنيت أبهنا‪" :‬التجارة اليت تفتح اجملال من أجل بيع وشراء املنتجات واخلدمات واملعلومات عّب االنرتنيت‪ ،" .‬عمر‬
‫سعد هللا‪ ،‬القانون الدويل حلل النزاعات‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2008 ،‬ص‪.261 .‬‬
‫‪101‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫الباب األول‪ :‬الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬


‫االئتمان يقوم على الثقة‪ ،‬فالدائن ال مينح ائتمانه إال للمدين املوثوق فيه‪ ،‬من خالل شخصه‪ ،‬معامالته‪ ،‬أو‬
‫ما يكون لديه من أموال أو ما يقدمه من ضماانت‪ .‬هذه الرغبة الشديدة يف احلصول على الضمان أدت إىل‬
‫القول بعدم وجود الثقة الواجب توافرها يف نطاق املعامالت التجارية خاصة‪.‬‬
‫فالضماانت حتقق فائدة مزدوجة لكل من البنك الدائن واملؤسسة املدين‪ ،‬فاألول يضمن حقه أبن تعاد له‬
‫أمواله يف اآلجال املتفق عليها أو أن ينفذ على هاته الضماانت يف حالة عدم قدرة املؤسسة على السداد‪ ،‬وهذه‬
‫األخرية حتصل على ثقة البنك الدائن ومنه تستفيد من أمواله يف تسيري املشروع‪.‬‬
‫والضماانت يف األصل تتحقق بوسائل تقليدية‪ ،‬تتمثل يف الضماانت الشخصية والضماانت العينية‪.‬‬
‫فاألوىل يسعى من خالهلا البنك الدائن إىل ضمان تنفيذ االلتزام خارج ذمة املؤسسة املدين‪ ،‬حيث يلتزم‬
‫إزاءها شخص آخر بوفاء االلتزام عندما يتحقق إعسار املؤسسة االقتصادية‪ ،‬وتعتّب الكفالة والضمان االحتياطي‬
‫هي أنظمة الضماانت الشخصية التقليدية‪.1‬‬
‫والثانية تتحقق بوسيلة عينية‪ ،‬عن طريق ختصيص مال معني ابلذات لضمان الوفاء حبق البنك الدائن‪،‬‬
‫ويصبح له على هذا املال حقا عينيا تبعيا‪ ،‬يعطيه احلق يف تتبع العني يف أي يد تكون‪ ،‬حىت ولو تصرف فيها‬
‫املدين وانتقلت ملكيتها إىل غريه‪ ،‬وهذا الستيفاء دينه من مثنها أبولوية على سائر الدائنني اآلخرين‪ .‬وهذه‬
‫الضماانت قد تكون يف صورة رهن رمسي أورهن حيازي أويف صورة حق ختصيص أو حق امتياز‪.2‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الشخصية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬

‫املمولة‬
‫إن آليات التمويل كثرية‪ ،‬واملخاطر املرتبطة هبا كثرية ومتنوعة‪ ،‬ولكن ما على املؤسسة االقتصادية َّ‬
‫والبنك املمول هلا إال اختاذ اإلجراءات القانونية الكفيلة ابحلماية منها أو على األقل التقليل من حدهتا إن حدثت‪،‬‬

‫‪-1‬نظم املشرع اجلزائري الكفالة يف الباب احلادي عشر‪ ،‬املواد من ‪644‬إىل ‪ 673‬من القانون املدين‪ ،‬القانون رقم‪ 05-07‬املؤرخ يف ‪13‬ماي ‪ ،2007‬جريدة رمسية‬
‫العدد ‪ 31‬املؤرخة يف ‪13‬ماي ‪.2007‬‬
‫والضمان االحتياطي يف القسم اخلامس من الباب األول‪ ،‬املادة ‪409‬من القانون التجاري‪ ،‬القانون رقم ‪02-05‬املؤرخ يف ‪6‬فيفري ‪ ،2005‬اجلريدة الرمسية العدد‬
‫‪ ،11‬املؤرخ يف ‪9‬فيفري ‪.2005‬‬
‫‪ -2‬نظم ا ملشرع اجلزائري الضماانت العينية يف الكتاب الرابع من القانون املدين‪ ،‬خصص الباب األول للرهن الرمسي‪ ،‬املواد من ‪882‬إىل‪ ،963‬والباب الثاين حلق‬
‫التخصيص‪ ،‬املواد من ‪937‬إىل ‪ ،947‬والباب الثالث للرهن احليازي‪ ،‬املواد من ‪948‬إىل ‪ ،981‬والباب الرابع حلقوق االمتياز املواد من ‪982‬إىل ‪.1001‬‬
‫‪102‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫فاألوىل ما عليها سوى االختيار بني بدائل التمويل املتاحة‪ ،‬األقل كلفة وخطرا‪ ،‬أما الثاين فعليه أخذ الضماانت‬
‫الشخصية‪ ،‬هذه األخرية يتم اللجوء إليها يف حال ما إذا كانت آلية التمويل قصرية األجل‪ ،‬حيث أن الفرتة ما بني‬
‫منح التمويل واسرتجاعه قصرية فإمكانية حدوث خماطر فيها مستبعد‪ ،‬أو كانت العملية املمولة بسيطة‪ ،‬كتمويل‬
‫دورة االستغالل‪ ،‬حيث األموال املستعملة فيها ليست ضخمة‪ ،‬والعملية ال تشكل خطورة كبرية مقارنة بتمويل‬
‫االستثمار‪ ،‬أو أن املؤسسة تتميز بسمعة ائتمانية جيدة‪ ،‬ويف حالة مالية جيدة‪ ،‬تسمح للبنك إبعطاء التمويل‬
‫الالزم هلا بكل ثقة وأمان‪ ،‬وما اللجوء إىل الضماانت الشخصية إال على سبيل االستئناس واالطمئنان‪.‬‬
‫هذه الضماانت عبارة عن تعهد يُقدَّم من شخص أومن عدة أشخاص للوفاء مببلغ الدين إذا عجز املدين‬
‫األصلي وهو هنا املؤسسة االقتصادية عن الوفاء إذا حل أجل االستحقاق‪ .‬فهي ضماانت توفرها ذمة الغري اليت‬
‫تتطلب انضمام مدين أو أكثر إىل املدين األصلي‪ ،‬فهي تقتضي توزيع خطر عدم السداد عن طريق تضامن‬
‫املدينني‪.‬‬
‫هذا النوع من الضماانت يقسم إىل نظام الكفالة‪ ،‬ونظام الضمان االحتياطي‪ ،‬لذلك سنحاول التطرق هلذه‬
‫الضماانت من خالل مبحثني‪ ،‬األول للكفالة‪ ،‬والثاين للضمان االحتياطي‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الكفالة (‪)Le cautionnement‬‬


‫تعتّب الكفالة النموذج األمثل للضماانت الشخصية (‪ )Les garanties personnelles‬حيث يتقدم‬
‫مبوجبها شخص ليضم ذمته املالية إىل ذمة املدين األصلي لتقوية ضمان الدائن يف استيفاء حقه‪ ،‬فيكون للدائن‬
‫نتيجة لذلك مدينان أحدمها مدين أصلي واآلخر مدين احتياطي (كفيل)‪ ،‬فيلتزم هذا األخري ابلوفاء ويضم ذمته‬
‫إىل ذمة املدين األصلي دون تضامن‪ ،‬فيكون التزامه التزاما اتبعا‪ ،‬ومنه فمسؤوليته ليست أصلية فال إال ابلتبعية‪،‬‬
‫هذا ما أكدته املادة ‪ 644‬قانون مدين جزائري‪ ،‬إذ أن التزام الكفيل يقوم يف حالة عدم وفاء املدين ابلتزامه‪ ،‬كما‬
‫قد يكفل مدينه مع تضامن‪ ،‬فيختار الدائن يف هذه احلالة أيهم يشاء لريجع عليه الستيفاء حقه‪ ،‬ألن املسؤولية هنا‬
‫أصلية‪.‬‬
‫هلذا سنعاجل يف هذا املبحث‪ :‬مفهوم الكفالة كمطلب أول‪ ،‬التزام الكفيل كمطلب اثن‪ ،‬واملطلب الثالث‬
‫لتقييم فعالية الكفالة‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الكفالة‬

‫لقد اختلفت التشريع والفقه يف إعطاء مفهوم موحد للكفالة‪ ،‬كما أن للكفالة ميزات وخصائص جتعلها‬
‫ختتلف عن غريها من التأمينات‪ ،‬وهلا تقسيمات عدة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الكفالة‬

‫عرف املشرع اجلزائري الكفالة يف نص املادة ‪ 644‬السالفة الذكر‪" :‬الكفالة عقد يكفل مبقتضاه شخص‬
‫تنفيذ التزام أبن يتعهد للدائن أبن هبذا االلتزام إذا مل يف به املدين نفسه‪ " .‬ونستنتج من هذا التعريف أن عقد‬
‫الكفالة طرفاه الدائن (‪ )Débiteur‬والكفيل (‪ ،)Caution‬أما املدين (‪ )Créancier‬فليس طرفا فيه‪ ،‬ألنه جيوز‬
‫كفالة املدين بغري علمه أو حىت معارضته‪ ،1‬فالكفالة عقد تنشئ التزاما جديدا على عاتق الكفيل اجتاه الدائن‪،‬‬
‫ويتمثل يف ضمان املدين األصلي‪ ،‬ومن مث جيد الدائن نفسه أمام مدينني‪ ،‬املدين األصلي ابلدين والكفيل الذي‬
‫ضمن هذا الدين‪ ،‬وعلى الدائن عند املطالبة ابلدين أن يطلب املدين األصلي أوال‪ ،‬وأن يبدأ ابلتنفيذ على أمواله‬
‫قبل التنفيذ على أموال الكفيل‪.2‬‬
‫كما أن الكفالة تعين ضم ذمة مالية اىل أخرى يف املطالبة بتنفيذ االلتزام الذي مت التعهد به‪ ،3‬ففي هذه‬
‫احلالة يعتّب الشخص الضامن كفيال للمؤسسة املمولة عند إخالهلا ابلتزاماهتا‪ ،‬أو عدم قدرهتا على الوفاء بديوهنا‬
‫جتاه البنك املمول‪ ،‬لذلك ونظرا خلطر عدم السداد فالبنك عند متويله ألي منشأة يطالبها بتقدمي كفالة سواء أكان‬
‫ذلك من طرف شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬وهذا أخف ضمان يطلبه البنك إذا وجد أن املنشأة لديها املقدرة على‬
‫السداد‪ ،‬وأن فرتة القرض قصرية األجل‪ ،‬ولكي يطمئن ويتفادى أي مشكل حمتمل فانه يلجأ إىل املطالبة بضمان‬
‫شخص يتمثل يف الكفالة‪ ،‬لكن حىت أكثر يشرتط يف الكفيل أن يكون لديه املالءة (‪ )solvabilité‬وابلتايل‬
‫القدرة على السداد‪ ،‬ألنه سوف يعود عليه حال عدم قدرة املنشأة على السداد عند مطالبتها بذلك‪.‬‬
‫فالكفالة فعل حايل هدفه االحتياط من احتماالت سيئة يف املستقبل‪ ،‬وال ميكن أن يتدخل الكفيل بشكل‬

‫‪-1‬املادة ‪ 647‬من القانون السلف الذكر‪" :‬جتوز كفالة املدين بغري علمه‪ ،‬وجتوز أيضا رغم معارضته‪" .‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 660‬فقرة من القانون املدين‪" :‬ال جيوز للدائن أن يرجع على الكفيل وحده إال بعد رجوعه على املدين‪." .‬‬
‫‪ -3‬شاكر القزويين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.109 .‬‬
‫‪104‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫فعلي إال إذا حتققت هذه االحتماالت املتمثلة يف خطر عدم القدرة على الوفاء اجتاه البنك الدائن‪.1‬‬
‫أما ابلنسبة للتعريف املصري القدمي للكفالة فقد جعل منها عقدا يلتزم به اإلنسان أبداء دين إنسان آخر‬
‫إذا عجز هذا األخري عن الوفاء به‪ ،‬وقد عيب على هذا التعريف استعمال كلمة إنسان بدل من شخص‪.2‬‬
‫ونظرا ألمهية الكفالة كضمان شخصي ينبغي أن يعطى هلا اهتمام أكّب‪ ،‬وجيب أن يكون ذلك مكتواب‪،‬‬
‫ومتضمنا طبيعة االلتزام بدقة ووضوح‪ ،‬وينبغي أن ميس هذا الوضوح كل اجلوانب األساسية واملتمثلة على وجه‬
‫اخلصوص‪ ،‬موضوع الضمان‪ ،‬مدة الضمان‪ ،‬املدين األصلي‪ ،‬الكفيل‪ ،‬وحدود الضمان‪.‬‬
‫ومن كل هذا تبقى الكفالة عبارة عن فعل رضائي ووحيد اجلانب‪ ،‬فيتمثل وجه الرضائية يف أن قبول دور‬
‫الكفيل ال خيضع ألي شكل من األشكال القانونية واملألوفة‪ ،‬كما أن عنصر أحادية اجلانب يف االلتزام ينعكس يف‬
‫أن اتفاق الكفالة ال حيرر إال يف نسخة واحدة‪ ،‬ومن جهة أخرى ونظرا ألمهية موضوع الكفالة جتّب األنظمة‬
‫املختلفة البنوك على ضرورة إعالم الكفيل مببلغ الدين حمل االلتزام وآجاله‪ ،‬وذلك خالل كل فرتة معينة‪ ،‬وميكن أن‬
‫تسلط بعض العقوابت على البنوك اليت ال تلتزم هبذا األمر‪ ،‬واهلدف من ذلك تفادي املنازعات اليت تنجم عن سوء‬
‫التفاهم بني البنك الدائن والكفيل‪.3‬‬
‫وأكثر من ذلك‪ ،‬فان الغرض من تقدمي الكفيل هو أتمني الدائن ضد خطر إعسار املدين‪ ،‬وذلك بضم‬
‫ذمته املالية إىل ذمة هذا األخري‪ ،‬لذا جيب أن تتوفر شروط يف الكفيل يف مجيع األحوال اليت يلتزم فيها املدين‬
‫بتقدمي الكفيل أاي كان مصدر هذا االلتزام‪ ،‬االتفاق أو القانون أو القضاء‪ ،4‬وهذه الشروط تتمثل يف‪:5‬‬

‫‪ -‬جيب أن يكون الكفيل موسرا‪ ،‬أي قادرا على الوفاء اباللتزام الذي ضمنه‪ ،‬إذ ما قيمة الكفالة إذا كان‬
‫الكفيل معسرا‪ ،‬والكفيل الذي يضمن دين البنك يكون شخصا طبيعيا أو معنواي‪ ،‬وكلما كان الكفيل‬
‫شخصا معنواي فان ذلك يقوي مركز املدين‪ ،‬يقدم على عملية التمويل‪ ،‬وعادة ما يتقدم لكفالة املؤسسة‬

‫‪ -1‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.168 .‬‬


‫‪ -2‬إنسان تعين شخص طبيعي‪ ،‬والكفيل قد يكون شخصا طبيعيا أو معنواي‪ ،‬فوزي بن سديرة‪ ،‬حماضرات يف القانون املدين‪ ،‬غري منشورة‪ ،‬لطلبة الليسانس‪ ،‬علوم‬
‫قانونية وادارية‪ ،‬املركز اجلامعي ابجللفة‪ ،2004 ،‬ص‪.4-3 .‬‬
‫‪ -3‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.167 .‬‬
‫‪ -4‬سنوضح هذه املصادر عند التطرق ألنواع الكفالة يف الفرع الثالث من هذا املطلب‪.‬‬
‫‪ -5‬هذه الشروط منصوص عليها يف املادة ‪646‬من القانون السالف الذكر‪" :‬إذا التزم املدين بتقدمي كفيل وجب أن يقدم شخصا موسرا ومقيما ابجلزائر‪ ،‬وله أن يقدم‬
‫عوضا عن الكفيل أتمينا عينيا كافيا‪" .‬‬
‫‪105‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫االقتصادية مؤسسة أخرى موسرة‪ ،‬أو مؤسسة أم تتقدم لكفالة مؤسسة فرع‪ ،‬وهذا نظرا للمصاحل االقتصادية‬
‫واملادية بينها‪ ،‬كما أن املؤسسة املدينة للبنك إذا تقدم لكفالتها شخص معنوي تكون يف مركز قوي‪ ،‬حيث‬
‫أهنا تضمن متويل البنك هلا من جهة‪ ،‬ومن جهة اثنية تضمن تسديد التزاماهتا يف حال ما إذا عجزت هي‬
‫عن التسديد‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة أن مصدر اليسار للشركات التجارية تتمثل يف رأس املال املخصص إلنشائها وأصوهلا‪،‬‬
‫وختصص ذمة مالية للشركة ضامنة للوفاء بديوهنا ال جيوز التصرف فيها‪ ،‬وجيب احملافظة على رأس مال الشركة‬
‫بشكل اثبت‪ .‬فأمهيتها ابلغة يف شركة املسامهة والشركة ذات املسؤولية احملدودة‪ ،‬ألن الشريك فيها مسؤوليته‬
‫حمدودة‪ ،‬فالبنك الدائن ينفد فقط على أموال الشركة وال يتعداها ألموال الشريك‪ ،‬كما ال جيوز لدائين الشريك‬
‫التنفيذ على أموال الشركة ومن بينها حصة الشريك املدين‪ ،‬ألن هذه احلصة انتقلت من ذمته إىل ذمة الشركة‪.1‬‬
‫أما يف شركة التضامن فال يشكل رأس مال الشركة الضمان الوحيد للبنك الدائن بل حيق له فوق ذلك‬
‫الرجوع على ذمم الشركاء‪ ،‬ألن هؤالء يسألون عن ديون الشركة مسؤولية شخصية تضامنية ومطلقة‪ ،‬وإفالس‬
‫الشركة ينتج عنه إفالس الشركاء حتما‪ ،‬والعكس صحيح ما مل ينص القانون األساسي على استمرارها أو يقرر ابقي‬
‫الشركاء ذلك ابإلمجاع‪.2‬‬
‫أما ابلنسبة لشركة التوصية البسيطة والتوصية ابألسهم‪ ،‬فجزء من الشركاء يسري عليهم ما جاء يف شركة‬
‫املسامهة‪ ،‬وهم الشركاء املوصون ابلنسبة ملسؤوليتهم عن ديون الشركة‪ ،‬وجزء منهم يسري عليهم ما جاء يف شركة‬
‫التضامن من مسؤولية‪ ،‬وهم الشركاء املتضامنون‪.3‬‬

‫‪ -‬أن يكون الكفيل مقيما ابجلزائر‪ ،4‬واحلكمة من هذا الشرط واضحة حىت ميكن للدائن مطالبة الكفيل‪،‬‬
‫والرجوع عليه أبسهل الطرق يف حال ما إذا مل يف املدين ابلتزاماته‪ ،‬والنص يف هذا واضح‪ ،‬ال يشرتط أن‬

‫‪-1‬املادة ‪ 436‬من القانون املدين‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 563‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫‪ - 3‬املادة ‪563‬مكرر‪ 1‬واملادة ‪ 715‬اثلثا الفقرة‪.1‬‬
‫‪ -4‬قرار احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة التجارية والبحرية‪ ،‬قرار بتاريخ‪ ،2010-07-08‬قضية مؤسسة (ن‪-‬م) ضد عرب بنك اجلزائر وانسيوانل بنك الكويت والشركة‬
‫ذ‪.‬م‪.‬م برقان انرتانسيوانل اجلزائر‪ ،‬اجمللة القضائية ‪ ،2012‬العدد‪ ،1‬ص‪" :.251 .‬يشرتط يف الكفالة الشخصية أن يكون الكفيل موسرا ومقيما ابجلزائر‪ ،‬بينما‬
‫الكفالة الدولية اليت هي كفالة ألول طلب حتكمها األعراف الدولية‪ ،‬وال جمال لتطبيق املادة ‪646‬وما يليها اليت تنطبق على الكفالة الشخصية‪." . . .‬‬
‫‪106‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫يكون الكفيل جزائراي‪ . . ." ،‬مقيما ابجلزائر‪ " . . .‬ومل يقل جزائراي‪.‬‬

‫‪ -‬أن تتوفر يف الكفيل أهلية االلتزام ابلكفالة‪ ،‬نظرا إلقدامه على التزام خطري قد يضر مبصلحته‪ ،‬لذا جيب‬
‫أن يكون واعيا ملا هو قادم عليه‪ ،‬وشرط األهلية العّبة فيها بتوافرها وقت إبرام عقد الكفالة‪ ،‬لذلك إذا‬
‫كان الكفيل مؤسسة وجب أن توقع الكفالة من طرف مدير أو مسري مؤهال لذلك يف القانون األساسي‬
‫هلذه املؤسسة وأال خترج عن الغرض واملوضوع الذي أنشئت له هذه األخرية واملنصوص عنه يف قانوهنا‬
‫األساسي‪ ،‬ألهنا سوف تلتزم بذلك‪ ،‬هذا محاية للغري‪ .1‬حيث أن حمكمة النقض الفرنسية حكمت بصحة‬
‫عقد الكفالة الذي أبرمه مدير البنك رغم أنه ليس مؤهال إلجراء هذا التصرف طبقا لقانونه األساسي‪،‬‬
‫وهذا محاية للضامن املضاد والعميل‪ ،2‬هذا عندما يكون البنك هو الضامن أو الضامن املضاد ويظهر‬
‫ذلك يف الكفالة البنكية القائمة على محاية املصدر واملستورد‪.3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الكفالة‬

‫من التعريف التشريعي والفقهي للكفالة نستشف خصائص الكفالة اليت جتعلها ختتلف عن األنظمة األخرى‬
‫من الضماانت الشخصية‪ ،‬فهي عقد رضائي وملزم جلانب واحد وتّبعي وعقد تبعي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الكفالة عقد رضائي (‪)contrat consensuel‬‬
‫إن الكفالة تنعقد مبجرد الرتاضي بني الكفيل والدائن‪ ،‬فال حاجة النعقاده يف شكل خاص‪ ،‬وان كانت‬
‫املادة ‪645‬من القانون املدين اجلزائري تنص على أن الكفالة ال تثبت إال ابلكتابة‪ ،‬فالكتابة ليست ضرورية النعقاد‬
‫العقد بقدر ما هي ضرورية لإلثبات‪ .‬فالكفالة عقد رضائي يكفي النعقاده صحيحا توافر اإلجياب والقبول‬
‫ثانيا‪ :‬الكفالة عقد ملزم لجانب واحد (‪)Contrat unilatéral‬‬
‫الكفالة يف األصل عقد من العقود امللزمة جلانب واحد‪ ،‬فهو ملزم للكفيل‪ ،‬أما الدائن وهو الطرف اآلخر‬
‫يف عقد الكفالة فال يلتزم بشيء انتج عن هذا العقد‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 555‬فقرة ‪ 1‬من القانون التجاري اجلزائري‪" :‬تكون الشركة ملزمة مبا يقوم به املدير من تصرفات تدخل يف موضوع الشركة‪ ،‬وذلك يف عالقاهتا مع الغري‪" .‬‬
‫‪ -2‬علي مجال الدين عوض‪ ،‬االعتمادات املصرفية وضماانهتا‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1994 ،‬ص‪.106-105 .‬‬
‫‪ -3‬مت تفصيل ذلك يف الفصل األول من هذا البحث من خالل املبحث الثالث‪ ،‬ص‪.81 .‬‬
‫‪107‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫فالكفالة ال تنتج إال التزاما أصليا وهو التزام الكفيل اجتاه الدائن‪ .1‬وهذه اخلاصية ال متنع من وجود التزامات‬
‫على عاتق الدائن‪ ،‬فهناك بعض القوانني تلقي التزاما على عاتق البنك الدائن بتقدمي معلومات خاصة عن املؤسسة‬
‫املمولة للكفيل‪ ،‬هذا االلتزام ال يعد مقابال اللتزام الكفيل وال ميحو صفة العقد امللزم جلانب واحد‪ ،2‬فااللتزام‬
‫َّ‬
‫األساسي يقع على عاتق الكفيل الذي يتحمل االلتزام ابلوفاء ابلدين إن مل يف به املدين األصلي وهذا اجتاه‬
‫البنك الدائن‪ ،‬أما هذا األخري فال يلتزم عادة بشيء اجتاه الكفيل‪ ،‬إال أن ذا ال مينع من ضرورة إعالم الكفيل مببلغ‬
‫الدين حمل االلتزام وآجاله من طرف البنك الدائن‪ ،‬ألنه التزام خطري‪ ،‬لذا جيب وضع الكفيل يف الصورة عن حالة‬
‫املؤسسة املدينة املادية اليت سوف يكفلها‪.‬‬
‫كذلك أن الكفالة عقد ال يتم إال بتبادل إرادتني متطابقتني من الكفيل والدائن‪ ،‬وال يتم إبرادة الكفيل‬
‫وحده‪ ،‬ولو أن الكفالة يستفيد منها البنك الدائن‪ ،‬حيث يكون له مدينان إذا مل يف املدين األصلي ابلتزاماته‬
‫ميكنه الرجوع على الكفيل الستيفاء حقه منه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الكفالة عقد تبرعي (‪)Contrat libéralité‬‬

‫الكفيل عادة ما يتّبع بكفالته للدين‪ ،‬فأحياان يتقدم الكفيل لضمان املدين من تلقاء نفسه دون أن يطلب‬
‫املدين ذلك‪ ،‬وقد يكون بعلم املدين أو بغري علمه أو حىت رغم معارضته‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الكفالة عقد تبعي (‪)Contrat subordonné‬‬

‫تستند الكفالة يف وجودها اللتزام أصلي‪ ،‬ويرتتب على ذلك أن الدائن ال يستطيع الرجوع على الكفيل إال‬
‫بعد الرجوع على املدين‪ ،3‬فالكفيل يلتزم بشكل احتياطي اجتاه الدائن يف حالة واحدة وهي عدم إمكانية املدين‬
‫من تنفيذ التزامه‪ ،‬ومن مث فهي تلحق االلتزام األصلي فتصح إذا كان هذا األخري صحيحا‪ ،‬وتبطل إذا كان االلتزام‬
‫األصلي ابطال‪ ،‬كما أن التبعية ينتج عنها أن التزام الكفيل يكون يف حدود االلتزام املكفول‪ ،‬فال جيوز أن يزيد عن‬
‫االلتزام األصلي أو أن يكون أشد عبئا‪ ،4‬ولكن جيوز أن يكون مببلغ أقل وشروط أخف‪ ،5‬وتؤدي صفة التبعية إىل‬

‫‪1-Jean Paul, Branlard, Droit du crédit, paris, A engend ,4éme édition ,1997, p. 58.‬‬
‫‪2-M. Remelleret, op. cit. p. 48.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 660‬فقرة ‪ 1‬من القانون السابق‪" :‬ال جيوز للدائن أن يرجع على الكفيل وحده اال بعد رجوعه على املدين‪" .‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 652‬فقرة ‪ 1‬من القانون السابق‪" :‬ال جتوز الكفالة يف مبلغ أكّب مما هو مستحق على املدين وال يشرتط أشد من شروط الدين املكفول‪" .‬‬
‫‪ -5‬نفس املادة الفقرة ‪" :2‬ولكن جتوز الكفالة يف مبلغ أقل وبشرط أهون‪" .‬‬
‫‪108‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫أن الكفيل يستطيع التمسك ابلدفوع اليت للمدين األصلي‪ ،‬وإذا بطل االلتزام األصلي فان التزام الكفيل يسقط‪.‬‬
‫لكن صفة التبعية يف األعراف البنكية ليس هلا قيمة مطلقة‪ ،‬ألن البنوك تتعرض ملخاطر عديدة جراء عملية‬
‫التمويل‪ ،‬ويف حالة تقدم كفيل كضامن للدين عن طريق عقد الكفالة فان البنك جيعل التزام الكفيل أشد من التزام‬
‫املدين األصلي‪ ،‬وذلك تطبيقا ملبدأ حرية التعاقد‪.1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع الكفالة‬

‫هناك عدة تصنيفات للكفالة‪ ،‬وهذا حسب عدة معايري‪ ،‬إما ملوضوعها‪ ،‬أو حسب األطراف املتدخلة فيها‪،‬‬
‫أو تبعا ملصدرها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أوال‪ :‬الكفالة االتفاقية والقانونية والقضائية‬

‫قد يكون هناك عقد أو نص قانوين أو حكم يلزم املدين بتقدمي كفيل‪ ،‬إذا التزم املدين بتقدمي كفيل مبوجب‬
‫عقد نكون بصدد كفالة اتفاقية (‪ ،)Cautionnement convention‬لكن أحياان يتقدم الكفيل لضمان‬
‫املدين دون أن يطلب هذا األخري ذلك‪ ،‬وقد يكون بعلم املدين أو بغري علمه أو حىت رغم معارضته‪ ،‬وهذا عندما‬
‫يتقدم الكفيل من تلقاء نفسه لضمان املدين‪.‬‬
‫أما الكفالة اليت يلتزم املدين بتقدميها خضوعا لنص قانوين‪ 3‬فهي كفالة قانونية ( ‪Cautionnement‬‬

‫‪.)juridique‬‬
‫والكفالة القضائية (‪ )Cautionnement judiciaire‬هي اليت يكون مبقتضاها املدين ملزما بتقدمي كفيل‬
‫مبوجب حكم قضائي ليكون هذا احلكم مصدر التزام املدين بتقدميها‪ ،‬وهي اليت يرتك أمرها لتقدير القاضي‪ ،‬ومن‬
‫مث فاملصدر هو الذي حيدد طبيعة الكفالة اتفاقية أو قانونية أو قضائية‪ ،‬فإذا كان مصدرها العقد فهي اتفاقية‪ ،‬أما‬
‫إذا نص عليها القانون فهي قانونية‪ ،‬وإذا حكم القاضي إبنشائها فهي كفالة قضائية‪.4‬‬

‫‪ -1‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.32 .‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 667‬من القانون املدين اجلزائري‬
‫‪ -3‬املادة ‪851‬من القانون السالف الذكر‪" :‬إذا كان املال املقرر عليه حق االنتفاع منقوال وجب جرده ولزم املنتفع تقدمي كفالة به فان مل يقدمها بيع املال‪" . . .‬‬
‫‪ -4‬فوزي بن سديرة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.5 .‬‬
‫‪109‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫ثانيا‪ :‬الكفالة الشخصية والكفالة العينية‬

‫الكفالة الشخصية (‪ )Cautionnement personnelle‬ترد على مجيع الذمة املالية للكفيل الذي‬
‫يسمى هنا كفيل شخصي الذي يضمن بنفسه وفاء املدين بدينه إزاء الدائن املضمون جبميع ما لديه من ذمة‬
‫مالية‪.‬‬
‫أما الكفالة العينية (‪ )Cautionnement réelle‬فهي أتمني عيين يقدم من شخص آخر غري املدين‬
‫يسمى الكفيل العيين الذي احتفظ مبصطلح الكفالة ألن الضمان مقدم من شخص غري ملتزم ابلدين‪ ،‬فهو الذي‬
‫يقدم للبنك الدائن رهنا ألمالك عقارية أو منقولة ميلكها‪.1‬‬
‫فالكفالة العينية تصنف ضمن التأمينات املختلطة‪ ،‬وهي تشكل ضمانة شخصية من جهة‪ ،‬وضمانة عينية‬
‫من جهة اثنية‪ ،‬ألن النظام القانوين املطبق على هذا النوع من الكفالة غري حمدد نظرا لعدم معاجلته من قبل املشرع‪.‬‬
‫والفقه يرى أبن الكفالة العينية هي قبل كل شيء أتمني عيين‪ ،‬ولكن هناك قواعد خاصة تطبق على هذه‬
‫الضمانة بطبيعتها عقد كفالة يف تكوينها وانقضائها‪ ،‬ويف نفس الوقت تطبق أحكام التأمني العيين اخلاصة ابلرهن‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬الكفالة التجارية (‪)Le cautionnement commercial‬‬
‫إن الكفالة ابلنسبة للكفيل مدنية (‪ )Cautionnement civil‬حىت ولوكان الكفيل اتجرا وكان الدين‬
‫جتاراي‪ ،3‬غري أنه إذا كان الكفيل اتجرا وحيرتف الكفالة مبقابل‪ ،‬فهنا تكون الكفالة جتارية‪ ،‬كتلك الكفاالت اليت‬
‫تقدمها البنوك لعمالئها ومنها الكفالة الضريبية‪ ،‬والكفالة اجلمركية‪ ،‬وكفالة التنفيذ اجليد‪.4‬‬
‫كما تعتّب الكفالة جتارية إذا تعلقت بدين اثبت يف ورقة جتارية وقع الكفيل عليها بصفته ضامنا احتياطيا أو‬
‫مظهرا‪.5‬‬

‫‪ -1‬املواد من‪644‬اىل‪669‬من القانون املدين اجلزائري‪ ،‬واملواد من‪ 288‬اىل‪291‬من القانون التجاري‪ ،‬واملواد من‪304‬اىل‪309‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‬
‫رقم ‪ 09-08‬املؤرخ يف ‪ 25‬فيفري ‪ 2008‬يتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‬
‫‪2-D. Legeais, op. cit. p. 24.‬‬
‫‪ -3‬املادة‪ 651‬فقرة‪ 1‬من القانون املدين اجلزائري‪" :‬تعتّب كفالة الدين عمال مدنيا ولو كان الكفيل اتجرا‪" .‬‬
‫‪ -4‬تطرقنا اىل مجيع هذه الكفاالت ابلتفصيل يف حبثنا هذا‪ ،‬يف البا األول الفصل األول‪ ،‬املبحث الثالث‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪651‬فقرة ‪2‬من القانون السالف الذكر‪" :‬غري أن الكفالة الناشئة عن ضمان األوراق التجارية ضماان احتياطيا‪ ،‬أو عن تظهري هذه األوراق تعتّب عمال‬
‫جتاراي‪" .‬‬
‫‪110‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫وقد أضاف القضاء حالة أخرى تعتّب فيها الكفالة جتارية وهي أن تكون للكفيل مصلحة شخصية ذات‬
‫تدخل من أجل كفالة الدين الناشئ عنها‪ ،‬فاملصلحة تفرتض عندما يكون الكفيل يف‬
‫طبيعة مالية يف العملية اليت َّ‬
‫نفس الوقت مسريا أو مديرا للمؤسسة االقتصادية املكفولة‪ ،‬فاملصلحة جعلت هذا الشخص يتدخل من أجل‬
‫كفالة املؤسسة ابعتباره مسريا هلا أو حىت شريكا فيها‪.1‬‬
‫فالكفالة املدنية ال ميكن إثباهتا إال ابلكتابة‪ ،‬أما الكفالة التجارية فيمكن إثباهتا بكافة طرق اإلثبات‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الكفالة البسيطة والكفالة التضامنية‬

‫تكون الكفالة بسيطة (‪ )Cautionnement simple‬إذا كان التزام الكفيل بسيطا عندها جيب على‬
‫الدائن الرجوع على املدين قبل رجوعه على الكفيل‪ ،‬وعلى الدائن إثبات عدم مقدرة املدين على الوفاء ابلتزاماته‪،‬‬
‫وأن الذي مل حيصل عليه مل يكن بتقصري منه‪ .‬ففي هذا يسأل الكفيل وحده يف حالة عدم الوفاء من طرف املدين‬
‫األصلي‪.‬‬
‫أما الكفالة التضامنية(‪ )Cautionnement solidaire‬فهي اليت يكون فيها التزام الكفيل تضامنيا مع‬
‫املدين األصلي‪ ،‬وابلتايل يكون الكفيل قد تنازل عن حقه يف الدفع بتجريد املدين األصلي من أمواله قبل التنفيذ‬
‫على أموال الكفيل‪ ،‬وكذا عن حقه يف التقسيم يف حال وجود عدة كفالء‪ ،2‬فيكون للدائن يف هذه احلالة الرجوع‬
‫على أي واحد الكفيل أو املدين األصلي ويطالبه ابلوفاء‪ ،3‬هذا النوع من الكفالة أحسن من األول ابلنسبة للبنك‬
‫املمولة ملبلغ القرض فان البنك الدائن ميكنه الرجوع ألحدمها أو كليهما‪،‬‬
‫املمول‪ ،‬ففي حالة عدم تسديد املؤسسة َّ‬
‫فهنا اخلطر يكون موزعا توزيعا نسبيا‪.4‬‬
‫وكون أن الكفالة تضامنية تسبب خماطر للكفيل فانه جيب أن يكون هناك اتفاق صريح أو ضمين بني‬
‫الكفيل والبنك الدائن لتفادي هذا األخري كل نتيجة هتدف إىل محاية الكفيل‪ ،‬ألنه يف حالة الشك تعتّب الكفالة‬
‫بسيطة وليست تضامنية‪ ،5‬فالشك يفسر لصاحل الكفيل ابعتباره مدينا‪.‬‬

‫‪ -1‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.33 .‬‬


‫‪ -2‬املادة‪664‬فقرة‪1‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -3‬شاكر القزويين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.128 .‬‬
‫‪ -4‬محيد قطوش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.87 .‬‬
‫‪ -5‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪34 .‬‬
‫‪111‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫خامسا‪ :‬الكفالة البنكية (‪)Cautionnement Bancaire‬‬


‫وتعين تعهد البنك بتوقيع كفالة أبن يدفع للدائن عوض العميل املدين يف حالة إعسار هذا األخري‪ ،‬وهو‬
‫نوع من القروض يتخذ شكل توقيع البنك لضمان التزامات زبونه اجتاه اآلخرين يف حدود مبلغ معني‪.‬‬
‫وإبرام الكفالة البنكية خيضع للقواعد العامة‪ ،‬فيجب أن توقع من طرف املمثل الشرعي للبنك واملنصوص‬
‫عنه يف القانون األساسي للبنك الكفيل‪ ،‬ألنه إذا وقع الكفالة شخص غري مؤهل لذلك فان البنك يلتزم هبا محاية‬
‫للغري‪.1‬‬
‫هذا النوع من الكفاالت تكون حمررة من أجل نوعني من العمليات‪ ،‬اما جلعل املؤسسة املكفولة تستفيد من‬
‫آجال تسوية ممنوحة من طرف اإلدارة الضريبية أو اجلمركية‪ ،‬فتسمى الكفاالت املمنوحة ابلكفالة الضريبية أو‬
‫الكفالة اجلمركية‪ .‬وإما السماح للمؤسسة احلصول على سلفيات أو أقساط أو إعفاءات يف إطار الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬إذن فالكفالة وسيلة ملساعدة خزينة املؤسسة‪ ،2‬كما تلعب الضماانت البنكية دورا أساسيا يف الصفقات‬
‫الدولية كوهنا تقلل من املخاطر اليت تنجم بني املتعاملني وتوفر الثقة املطلوبة وتزيل املشاكل املختلفة‪.3‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التزام الكفيل‬

‫من خالل التعريف السابق للكفالة جند أهنا تشمل على ثالثة أنواع من الروابط‪ ،‬رابطة بني الدائن واملدين‪،‬‬
‫حيث إذا خشي األول من إعسار الثاين فانه يطلب منه تقدمي كفيل‪.‬‬
‫ورابطة بني الكفيل واملدين‪ ،‬ويكون ذلك عن طريق اتفاق أو أن يتطوع الكفيل بنفسه لضمان املدين‪.‬‬
‫ورابطة اثلثة بني الدائن والكفيل‪ ،‬وهذه الرابطة هي اليت جتسد عقد الكفالة‪ ،‬ومبقتضاها يتعهد الكفيل أبن‬
‫يفي اباللتزام إذا مل يف به املدين نفسه (املؤسسة)‪ ،‬ولكن الكفالة ال تنعقد إال بتوفر شروط جتعل التزام الكفيل‬
‫صحيحا‪.‬‬

‫‪ -1‬حكم حمكمة النقض الفرنسية الصادر بتاريخ ‪": 1962-12-13‬مىت وقع مدير البنك كفالة ابلرغم من أن القانون األساسي للبنك ال يعطيه هذه السلطة فان‬
‫البنك يلتزم هبذه الكفالة‪ ،" .‬علي مجال الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.106-105 .‬‬
‫‪ -2‬دغنوش العطرة‪ ،‬البنوك التجارية ودورها يف متويل املؤسسة‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬يف العلوم االقتصادية‪ ،‬نقود ومالية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2001 ،‬ص‪.111 .‬‬
‫‪ -3‬القرار السالف الذكر‪ ،‬اجمللة القضائية‪ ،2012‬العدد‪ ،1‬ص‪":251 .‬حيث جيب التذكري أن الكفالة بدعوى احلال أبرمت مبوجب عقد فيما بني البنك الوطين‬
‫الكوييت بصفته الكفيل والبنك العريب ابجلزائر املكفول الذي منح تسهيالت مالية مصرفية لعملية شركة التوزيع مقابل ضمان متثل يف كفالة بنكية‪ ،‬ويف حالة‬
‫عجزها كمدين عن تسديد ديوهنا اجتاه البنك العريب‪ ،‬اضطر هذا األخري ابلتنفيذ على الضمان املقدم ألول طلب‪" . . .‬‬
‫‪112‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫لذلك سنعاجل يف هذا املطلب‪ :‬شروط انعقاد الكفالة كفرع أول‪ ،‬وكفرع اثن آاثر عقد الكفالة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شروط انعقاد الكفالة‬

‫مبا أن الكفالة عقد‪ ،‬والعقد كي يكون صحيحا وينتج آاثرا البد أن يتوفر على الشروط املوضوعية‬
‫العامة(‪ )Les conditions générales de fond‬وهي الرضا واألهلية واحملل والسبب‪ ،‬أما ابلنسبة للشروط‬
‫الشكلية مل يتطرق املشرع لذلك سوى قوله‪" :‬ال تثبت الكفالة إال ابلكتابة‪1" . . .‬ومل حيدد نوعها وال كيفيتها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الرضا (‪)Le consentement‬‬

‫إن الكفالة عقد‪ ،‬وككل العقود يشرتط فيها الرضا‪ ،‬حيث جيب تبادل اإلجياب والقبول‪ ،‬والكفالة فيها‬
‫طرفان مها الكفيل الذي قد يكون شخصا طبيعيا أو معنواي والدائن الذي هنا البنك املمول واملكفول هو املؤسسة‬
‫املدينة اليت ال تظهر هنا على اعتبار أنه ميكن كفالة الكفيل دون علمه ورغم معارضته‪ ،‬فتنعقد الكفالة برتاضي كل‬
‫من الكفيل والبنك املمول‪ ،‬وقد يكون الرتاضي صرحيا أو ضمنيا طبقا للمادة ‪ 60‬قانون مدين‪.‬‬
‫لكن هذا غري كاف‪ ،‬حيث جيب أن يكون الرضا خال من العيوب‪ ،‬من غلط وتدليس وإكراه‪ ،‬وإال كان‬
‫عقد الكفالة قابال لإلبطال‪.‬‬

‫أ‪-‬الغلط (‪)L'erreur‬‬

‫لكي يطلب الكفيل إبطال عقد الكفالة نتيجة وقوعه يف الغلط يشرتط أن يون هذا الغلط جوهراي‬
‫(‪ ،)Erreur essentiel‬ويكون الغلط جوهراي إذا بلغ حدا من اجلسامة حبيث جيعل املتعاقد استحالة اتمة إلمتام‬
‫العقد طبقا للمادة ‪ 82‬مدين جزائري‪.‬‬
‫والغلط أنواع‪ ،‬فقد يكون يف سبب االلتزام‪ ،‬ومنه جيب معرفة نية الطرفني‪ ،‬وكذا الغلط الذي يقع فيه الكفيل‬
‫بشأن امتداد الضماانت املقدمة للبنك واليت كانت السبب يف التزامه ابعتبار أنه كان يعتقد أن البنك الدائن‬
‫يستفيد من رهن مقيد يف مرتبة متقدمة بينما هو يف املرتبة األخرية‪ ،‬إضافة إىل ذلك هناك الغلط يف الوضعية املالية‬
‫للمؤسسة املدينة‪ ،‬حيث أن الكفيل كان يعتقد أهنا يف حالة مالية جيدة بينما ظروفها املادية سيئة‪ ،‬حبيث لو علم‬
‫هبذه الوضعية ملا أبرم الكفالة‪ ،‬فهنا ميكنه إبطال عقد الكفالة‪ ،‬كما جيب على البنك‪ ،‬ابعتباره طرفا اثنيا يف عقد‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 645‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬


‫‪113‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫الكفالة وهو املستفيد من ذلك‪ ،‬أن خيّب الكفيل ابلوضعية املالية للمؤسسة وأهنا يف حالة يسار أو إعسار‪ ،‬فعلى‬
‫الكفيل إذا وقع يف الغلط أن يثبت أن البنك الدائن للمؤسسة كان على علم بوضعيتها‪ ،‬وأن الكفيل التزم ألنه‬
‫يظن أبن املدين يف حالة مالءة‪.‬‬
‫إال أن هناك من القضاء ما هو متشدد يف مثل هذه احلالة‪ ،‬حيث تقضي أبن الكفيل ال ميكنه أن يتحلل‬
‫من التزامه إببطال الكفالة للغلط يف احلالة املالية‪ ،‬إ ال إذا أثبت أنه اشرتط على البنك الدائن يف عقد الكفالة أن‬
‫يكون املدين ميسورا‪ ،‬وأن البنك كان على علم ابحلالة املالية السيئة للمؤسسة املدينة واملكفولة‪.1‬‬
‫والغرض من ذلك هو إعطاء الكفالة حقها كآلية ضمان تكفل للبنك احلماية من خطر عدم التسديد‪ ،‬ألنه‬
‫لو مت ذلك فعال فإ ن الكفالة تصبح أداة يف يد الكفيل يستعملها ليتالعب هبا كيف يشاء ومىت يشاء‪ ،‬وميكن أن‬
‫يستعملها كوسيلة هتديد ومؤامرة بني الكفيل واملدين األصلي ضد البنك الدائن‪.‬‬
‫لكن هناك من الفقهاء من يرى يف مثل هذه األحكام القضائية تشددا وضررا على الكفيل‪ ،‬ألنه إذا كان‬
‫التزام الكفيل ابلكفالة معتقدا أن املؤسسة املكفولة يف حالة مالية جيدة بينما هي عكس ذلك‪ ،‬فبدون شك‬
‫يضطر الكفيل للوفاء يف مكان املؤسسة املدينة‪ ،‬وابلتايل ال يستفيد من الدفوع املقدمة إليه قانوان من‪ ،‬الدفع‬
‫ابلتجريد أو التقسيم‪ ،‬ألنه يصبح يف هذه احلالة مدينا أصليا عوض أن يكون اتبعا‪ ،‬فهو هنا يصبح مدينا وليس‬
‫كفيال دون أن يعلم‪ ،‬لذا فمن حق الكفيل هنا إذا علم بذلك وكان جيهل الوضعية املالية للمؤسسة املكفولة أن‬
‫يتخلص من التزامه أبن يدفع أبنه لو كان يعلم احلقيقة املالية للمدين قبل إبرام عقد الكفالة ملا أقدم على ذلك‬
‫االلتزام‪.2‬‬
‫لكن علم الكفيل ابلوضعية املالية للمؤسسة املكفولة جيعل التزامه صحيحا وابلتايل عقد الكفالة صحيحا‪،‬‬
‫وال ميكنه التمسك ابلغلط‪ ،‬خاصة إذا كانت هناك مصلحة أو قرابة تربطه ابملدين األصلي‪ ،‬كأن يكون الكفيل‬

‫‪ -1‬قرار صادر عن حمكمة النقض الفرنسية بتاريخ ‪":1977-10-25‬أبن الكفيل ال ميكنه أن يتحلل من التزامه رغم جهله ابحلالة املالية للمدين"‪ ،‬راضية أمقران‪،‬‬
‫املرجع السابق‪ ،‬ص‪.36 .‬‬
‫‪ -2‬ميكن أن يقع الكفيل يف غلط جوهري يف صفة الشخص املكفول‪ ،‬حيث يقع يف غلط يف نوع الشركة اليت يكفلها وماهيتها‪ ،‬كما إذا اعتقد أنه يكفل شركة‬
‫تضامن لكن كفالته وقعت على شركة ذات مسؤولية حمدودة‪ ،‬على اعتبار أنه كفل شخصا معنواي يتحمل كل أعضائه مسؤولية شخصية مطلقة وابلتضامن‪ ،‬وهذا‬
‫من مصلحته‪ ،‬لكن اكتشف أنه كفل شخصا معنواي ال يتحمل أعضاؤه املسؤولية إال يف حدود ما قدموا من حصص‪ ،‬لذا من واجب البنك الدائن أن يعطي‬
‫للكفيل كل احلقائق عن املدين دون إخفاء‬
‫‪114‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫مسريا للمؤسسة أو تكون املؤسسة األم هي الكفيل واملؤسسة الفرع هي املدين األصلي املكفول‪.‬‬
‫ب‪ -‬التدليس (‪)Le dol‬‬
‫التدليس غالبا ما يصدر من مدين موضع اعتبار يف التعاقد‪ ،‬ومبا أن هذا األخري ليس طرفا يف العقد‪ ،‬فان‬
‫الكفيل كي حيصل على حكم إبطال العقد للتدليس جيب أن يثبت أن الدائن كان يعلم أو كان من املفروض أن‬
‫يعلم ابلتدليس‪.‬‬
‫فمن هنا يظهر أن التدليس يشتمل على عنصر مادي يتمثل يف احليل وهي اليت يلجأ إليها املدلس لتضليل‬
‫الكفيل إلبرام عقد الكفالة‪ ،‬ولكن هذا ال يبطله إال إذا أثبت املدلس عليه جسامة احليل‪ ،‬حيث لو علم هبا ما أبرم‬
‫عقد الكفالة‪ ،‬واملعيار يف ذلك هو احلالة النفسية للكفيل املتعاقد املدلس عليه‪.‬‬
‫كما أن للتدليس عنصر معنوي يتمثل يف نية التضليل واخلداع‪ ،‬وتتحقق مبجرد علم املدلس أبن كتمان‬
‫األمر سوف يفسد رضا الطرف الثاين‪ ،‬أو بعبارة أخرى أن املدلس عليه لو علم ابحلقيقة ما أبرم عقد‪ ،‬حيث أن‬
‫التدليس هو السبب الذي دفع املتعاقد املدلس عليه إلبرام عقد الكفالة‪.1‬‬
‫لكن إذا كان الكفيل على علم ابلوضعية املالية للمؤسسة املدينة واملكفولة فال ميكنه أن يتمسك إببطال‬
‫عقد الكفالة ألنه ليس على علم ابلصعوابت املالية اليت تواجهها وقت إبرام عقد الكفالة‪ ،‬وخاصة إذا كان الكفيل‬
‫حيتفظ بصفته كمدير أو شريك للشركة املكفولة وقت إبرام عقد الكفالة‪ ،‬أو حالة كفالة الشركة الفرع من طرف‬
‫الشركة األم ألن املصلحة تقتضي ذلك فال جمال لالحتجاج ابلصعوابت املالية اليت يعاين منها املكفول إذا كانت‬
‫هناك رابطة أو مصلحة بني الطرفني‪.‬‬
‫ونظرا ألمهية موضوع الكفالة هناك من األنظمة جتّب البنوك بضرورة إعالم الكفيل بكل تفاصيل الدين‬
‫املكفول وحالة املؤسسة املدينة املكفولة‪ ،‬وهذا لتفادي الكثري من املنازعات‪.2‬‬

‫‪-1‬املادة‪86‬فقرة‪1‬من القانون املدين‪" :‬جيوز ابطال العقد للتدليس إذا كانت احليل اليت جلأ اليها أحد املتعاقدين أو النائب عنه من اجلسامة حبيث لوالها ما أبرم‬
‫الطرف الثاين العقد"‪ ،‬وقرار جملس قضاء اجلزائر‪ ،‬الغرفة التجارية والبحرية ‪ ،1987-12-08‬غري منشور‪ ،‬قضية(ب‪-‬س) ضد بنك بدر‪" :‬الكفيل لكي يتحلل‬
‫من التزامه إببطال الكفالة لعيب التدليس جيب أن يثبت أن البنك كان على علم ابلوضعية املالية السيئة للمدين األصلي وقت ابرام عقد الكفالة‪" . . .‬‬
‫‪-2‬قرار من حمكمة النقض الفرنسية‪ ،‬الغرفة التجارية‪": 1992-05-26 ،‬أبن هناك تدليس من طرف البنك الذي مل يذكر بصفة واضحة وصرحية يف عقد الكفالة‬
‫اهلدف من االلتزام وأخفى ذلك على الكفيل"‪ ،‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.38 .‬‬
‫‪115‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫وقد أضاف املشرع اجلزائري أن السكوت عمدا يعتّب تدليسا وذلك يف املادة‪86‬فقرة‪ 1‬من القانون املدين‪،‬‬
‫الشيء الذي يسمح ابعتبار الكتمان تدليسا‪ ،‬لكن كذلك ابلنسبة للبنوك مل ينص املشرع ال يف قانون النقد‬
‫والقرض واليف قانون خاص على هذا االلتزام‪ ،‬لكن البنوك كي تتفادى هذه الوضعية يف اعتبار سكوهتا أنه تدليس‪،‬‬
‫عادة ما يشرتط يف عقد الكفالة أبن يُعفيه الكفيل من إخباره ابلعوارض واملستجدات اليت ميكن أن تلحق احلالة‬
‫املالية والقانونية للمؤسسة املقرتضة واملكفولة‪ ،‬لكن مادامت الكفالة تعّب عن التزام خطري قد ميس بذمة الكفيل‬
‫املالية ولتفادي املنازعات بني الكفالء والبنوك فمن ابب أوىل أن يطلع هذا األخري الكفيل بكل املستجدات عن‬
‫املمولة واملكفولة من طرفه وهذا ما هو معمول به يف األعراف البنكية الدولية‪ ،‬حيث ينبغي‬
‫احلالة املالية للمؤسسة َّ‬
‫أن ميس هذا الوضوح كل اجلوانب األساسية لاللتزام‪ ،‬من موضوع الضمان إىل أمهية وحدود االلتزام‪.1‬‬
‫أما فيما خيص الكفاالت البنكية فينبغي على البنك أن حيدد التزامه‪ ،2‬فيما يتعلق مبدة الكفالة ومبلغها‪ ،‬ويف‬
‫حالة عدم ذكر املبلغ فعلى البنك أال ميضي العقد‪ ،‬ويف حالة نقص يف مالءة العميل على املصريف أال يقدم كفالته‬
‫إال يف حدود وجود ضماانت مقابلة‪ ،‬وهذا ما هو معمول به يف الضماانت غري املباشرة املعتمدة دوليا‪.‬‬
‫وهناك من الفقهاء من يرى عكس ذلك‪ ،‬فان األصل الذي جيب مراعاته أن البنك ليس عليه أن حييط‬
‫الكفيل علما ابلظروف الداخلية للعملية وال بتطور سريها وال مبركز العميل‪ ،‬ألن هذا شأن الكفيل عليه أن يستعلم‬
‫بنفسه عن ذلك‪ ،‬وألن البنك ملزم ابلسر املهين الذي هو من واجباته‪ ،3‬فليس للبنك أن يكشف عن الوضعية‬
‫السيئة للمؤسسة للكفيل‪ ،‬كما أنه ال جيب عليه أن يتخذ وسائل اجيابية إلخفاء مركز املدين ويرتك الكفيل يستعلم‬
‫بنفسه‪ ،‬فان أخفى ذلك كان غشا يستلزم إبطال الكفالة‪.4‬‬
‫فاحلل األنسب‪ ،‬ومادام الكفالة متس األطراف الثالثة‪ ،‬فعلى البنك الدائن والكفيل واملؤسسة املدينة االتفاق‬
‫على كل الشروط ومصارحة بعضهم البعض عن كل احلقائق‪ ،‬سواء تعلق األمر ابلكفيل أو املؤسسة أو البنك‪ ،‬هذا‬
‫كي يكون كل واحد منهم يف الصورة وال حيتج الطرف اآلخر للتهرب من التزاماته‪.‬‬

‫‪1-M. remelleret, op. cit. pp. 17-18.‬‬


‫‪ -2‬حممد دامن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.54 .‬‬
‫‪-3‬املادة ‪169‬من قانون النقد والقرض‪" :‬يتعني على كل عضو‪ . . .‬كتمان السر املهين ضمن الشروط وحتت طائلة العقوابت‪" . . .‬‬
‫‪ -4‬علي مجال الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.315-314 .‬‬
‫‪116‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫وأرى أنه ال جمال هنا لتطبيق واجب السر املهين بني األطراف الثالثة مادام أهنم مقدمون على تصرف يهم‬
‫مجيعا‪ ،‬فاملؤسسة مقبلة على قرض وال تتحصل عليه إال بتقدمي كفيل وبشروط خاصة‪ ،‬الكفيل ال يقبل هذا االلتزام‬
‫مامل يكن متأكدا من احلالة املالية للمؤسسة اليت سيكفلها وما مل يعرف مركزها القانوين‪ ،‬والبنك ال جيب عليه‬
‫تضييع هذه اآللية ألن فيها محاية ألمواله‪ ،‬فعليه معرفة الوضع املايل والقانوين للكفيل‪ ،‬ألنه يعتّب املدين الثاين له‪،‬‬
‫حيث إذا وقع يف خطر عدم التسديد سيجد الكفيل ليسدد التزام املؤسسة‪ ،‬كما أن من مصلحته مصارحة الكفيل‬
‫مبوضوع القرض ووضعية املؤسسة املقرتضة ومبلغ الضمان وحدوده لكن على الكفيل كذلك أن يتحرى بنفسه عن‬
‫وضعية املدين املكفول‪ ،‬فال جمال لتطبيق واجب السر املهين بني هؤالء األطراف الثالثة فكلهم معنيون ابألمر‪ ،‬رغم‬
‫أن املشرع مل يستثن الكفيل من مسألة السر املهين وهو طرف أساس يف العقد‪ ،‬وهذا طبقا للمادة السالفة الذكر‬
‫من قانون النقد والقرض‪.1‬‬
‫فإعالم الكفيل واجب بكل احلقائق‪ ،‬وجيب استثناؤه من السر‪ ،‬على اعتبار أن اخلطر انتقل من البنك‬
‫الدائن إىل الكفيل‪ ،‬وهذا حىت أيخذ احتياطاته يف حال حتقق خطر عدم التسديد‪ ،‬ألنه سوف يـُ ْقدم على التسديد‬
‫مادامت املؤسسة غري قادرة على الوفاء ابلتزامها جتاه البنك املمول‪.‬‬
‫كما يضيف املشرع اجلزائري حالة أخرى للتدليس‪ ،‬وهذا عندما يصدر من غري املتعاقدين‪ ،‬ولكن إلبطال‬
‫عقد الكفالة جيب أن يكون البنك على علم به أو كان ابستطاعته أن يعلم ذلك‪.2‬‬
‫حنن نعلم أن عقد الكفالة فيه طرفان الكفيل والبنك الدائن‪ ،‬فيمكن اعتبار املدين من الغري‪ ،‬فيظهر دوره يف‬
‫التدليس من خالل إمكانية تواطئه مع البنك لإليقاع ابلكفيل وجعله يوقع على عقد الكفالة‪ ،‬كأن تقدم املؤسسة‬
‫املمولة للكفيل واثئق غري حقيقية عن حالتها املالية لتومهه أهنا جيدة وهي يف احلقيقة عكس ذلك‪ ،‬أو‬
‫االقتصادية َّ‬
‫أن تومهه أبهنا قدمت نظري عملية التمويل أتمينات أخرى وهي مل تفعل ذلك‪ ،‬أو أهنا أومهته بنظام قانوين غري‬
‫نظامها القانوين احلقيقي كأن تكون شركة مسؤولية حمدودة وقدمت نفسها على أهنا شركة تضامن ألن هذا أفضل‬
‫للكفيل‪.‬‬

‫‪"-1‬ابإلضافة اىل احلاالت املنصوص عليها صراحة يف القانون ال ميكن االحتجاج ابلسر املهين جتاه البنك املركزي‪ ،‬واللجنة املصرفية والسلطة القضائية‪" . . .‬‬
‫‪-2‬املادة ‪ 87‬مدين‪" :‬إذا صدر التدليس من غري املتعاقدين فليس ل لمتعاقد املدلس عليه أن يطلب ابطال العقد مامل يثبت أن املتعاقد اآلخر كان على علم هبذا‬
‫التدليس"‬
‫‪117‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫هذه احليل قد تكون بعلم أو بغري علم البنك الدائن‪ ،‬فهنا يكون الكفيل قد وقع يف التدليس‪ ،‬وعليه إثبات‬
‫ذلك إلبطال عقد الكفالة مادام أهنا تنم عن التزام خطري قد ميس كل الذمة املالية هلذا األخري‪.‬‬
‫ج‪ -‬اإلكراه (‪)La violence‬‬
‫إن اإلكراه يف جمال املؤسسات االقتصادية اندر جدا‪ ،‬ولكن ميكن أن حيدث يف داخلها أو يف عالقات‬
‫املؤسسات ببعضها البعض‪ ،‬كأن حياول مسري مؤسسة ما احلصول على كفالة زوجته ابستعمال اإلكراه املعنوي‪ ،‬أو‬
‫أن يلجأ البنك إىل إجبار املسري أو املسريين أو أحد الشركاء املليء ابلتوقيع على الكفالة من أجل كفالة شركتهم‪،‬‬
‫مع العلم أن البنك الدائن على دراية ابلوضعية املالية الصعبة للشركة‪ ،‬فاستعمل سلطته للهيمنة على الكفيل وجعله‬
‫يوقع عقد الكفالة‪.1‬‬
‫ووضح املشرع اجلزائري اإلكراه وذكر حاالت الوقوع فيه‪ ،‬مبا يف ذلك الرهبة اليت يبعثها أحد املتعاقدين على‬
‫اآلخر يف نفسه‪ ،‬وهذا ما مت ذكره سابقا عندما استعمل البنك سلطته إلجبار الكفيل على التوقيع‪ ،‬أو يف حالة‬
‫وجود خطر يهدد الكفيل أو أحد أقاربه يف النفس أو اجلسم أو الشرف أو املال‪.2‬‬
‫كما أن اإلكراه قد يصدر من غري املتعاقدين‪ ،‬ويف حالة عقد الكفالة ميكن أن يصدر من املدين األصلي‬
‫ابعتباره من الغري‪ ،‬ألنه ليس طرفا يف العقد بشرط أن يثبت الكفيل أن البنك الدائن املتعاقد معه كان يعلم أو كان‬
‫من املفروض أن يعلم هبذا اإلكراه‪ ،3‬هذا ممكن يف حال ما إذا أُجّب املدين األصلي حتت سلطان الرهبة واملساس‬
‫مبال أو عرض الكفيل من أجل دفعه على التعاقد أمام البنك الذي قد يكون على علم بذلك اإلكراه‪ ،‬وأكثر من‬
‫ذلك إذا كانت وضعية املؤسسة املالية سيئة وأجّبت الكفيل على كفالتها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األهلية (‪)La capacité‬‬

‫الذي يتقدم لكفالة املدين األصلي قد يكون شخصا طبيعيا أو معنواي كالشركات مبختلف أنواعها والبنوك‬
‫كذلك قد تقدم كفاالت لعمالئها وتسمى كفاالت بنكية وهذا عادة ما يكون يف إطار الصفقات الدولية‪ ،‬لذلك‬
‫سنطرق إىل كل نوع من هذه األشخاص‪ ،‬على اعتبار أن الكفيل قد يكون أحد هذه األنواع‪.‬‬

‫‪1-Philipe, hingner, La caution personnelle, 2éme édition, Toulouse, rezelfels ,1996, p. 60 : "La caution‬‬
‫"…‪qui avait d'abord refusé de signer l'acte, pour finir par s'y résoudre n'avait d'une violence morale‬‬
‫‪-2‬طبقا لنص املادة ‪88‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪89‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫أ‪-‬الكفيل شخص طبيعي (‪)La caution est personne physique‬‬


‫جيب أن تتوفر األهلية للكفيل الطبيعي النعقاد عقد الكفالة‪ ،‬وال يكون هذا العقد صحيحا إال إذا كان‬
‫صادرا من ذي أهلية‪ ،‬فاألهلية متنح للشخص حق التصرف وااللتزام‪ ،‬فإذا بلغ املتعاقد سن الرشد وهو سليم العقل‬
‫ومل حيجر عليه كان أهال إلبرام عقد الكفالة‪ ،‬أما إذا كان قاصرا أو مصااب أبحد عوارض األهلية كان عقد الكفالة‬
‫ابطال ابلنسبة إليه‪ ،‬سواء أكانت الكفالة تّبعية أو مبقابل‪ ،‬على اعتبار أن الكفالة من االلتزامات اخلطرة‪ ،‬حيث‬
‫متس ابلذمة املالية للكفيل‪ ،‬فإذا مول البنك مؤسسة واشرتط تقدمي كفيل جيب أن يكون هذا األخري ذا أهلية وعلى‬
‫البنك أن يتحرى بنفسه عن هذا األمر حىت ال يضيع آلية محاية ألن عقد الكفالة يكون قابال لإلبطال إذا اختل‬
‫شرط األهلية‪.‬‬
‫ب‪-‬الكفيل شخص معنوي (‪)La caution est personne morale‬‬
‫الشخص املعنوي قد يكون شركة مدنية أو جتارية أو بنكا ضامنا لقرض ممنوح من بنك دائن‪ ،‬وهذا النوع‬
‫يكثر يف اجملال الدويل‪.‬‬
‫‪ -‬الكفيل شركة مدنية (‪)La caution est société civile‬‬

‫الشركات املدنية منظمة ابملواد ‪ 416‬اىل ‪ 449‬من القانون املدين‪ ،‬وأهنا متارس أعماال حرة كالفالحة‬
‫والتعليم‪ ،‬والشركاء فيها مسؤوليتهم شخصية وغري حمددة اجتاه ديون الشركة‪ ،‬وهي ختضع إلجراءات التسوية‬
‫القضائية واإلفالس عند التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫والكفالة يف مثل هذا النوع من األشخاص جيب أن تكون مرخصة ابتفاق مجيع الشركاء إذا كان الكفيل‬
‫شريكا أو عدة شركاء‪ ،‬وبرتخيص من اجلمعية العامة إذا كان الكفيل مديرا‪ ،‬واحلصول على إذن من جملس اإلدارة‬
‫إذا كان الكفيل فيها ممثَّال‪.1‬‬
‫فاألهلية ابلنسبة للشركة تتمثل يف احلدود اليت يعينها عقد إنشائها أو اليت يقررها القانون‪ ،‬وهذا طبقا لنص‬
‫املادة ‪50‬من القانون املدين‪ ،‬لذا جيب على أن يكون على اطالع ابلقانون األساسي للشركة الكفيلة لالطالع‬

‫‪-1‬إدارة الشركة املدنية‪ ،‬املواد ‪427‬اىل‪431‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬


‫‪119‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫على حدود وصالحيات كل عضو فيها ومركزه القانوين‪ 1‬ومدى أهليته إلجراء التصرفات كي ال تكون هناك‬
‫منازعات‪ ،‬وابلتايل إمكانية تضييع هاته اآللية اليت منحه إايها املشرع‪ ،‬وما يرتتب عن ذلك من خماطر على البنك‬
‫الدائن‪ .‬فكلما كانت هناك دراسة أعمق كلما حقق هذا األخري أماان أكّب وإمكانية السرتجاع أمواله اليت أقرضها‪.‬‬
‫‪-‬الكفيل شركة تجارية (‪)La caution est société commerciale‬‬

‫الشركات التجارية وحدها دون الشركات املدنية تكتسب صفة التاجر وتلتزم ابلتزامات التاجر املهنية من‬
‫مسك الدفاتر التجارية والقيد يف السجل التجاري ودفع الضريبة على األرابح التجارية والصناعية‪ ،‬وتطبق عليها‬
‫أحكام القانون التجاري من االلتزامات املهنية والتجارية‪ ،‬ولقد نصت املادة ‪ 544‬من القانون التجاري اجلزائري‬
‫على أنواع الشركات التجارية‪ ،‬شركات التضامن وشركات التوصية وشركات ذات املسؤولية احملدودة وشركات‬
‫املسامهة‪ ،‬وأن لكل نوع منها نظامها القانوين من حيث الشركاء ومسؤولياهتم وكيفية إدارهتا وتسيريها‪ ،‬وأسباب‬
‫انقضائها‪.‬‬
‫من هذا املنطلق البد من احرتام الشكليات واحلدود اخلاصة بكل نوع من هاته الشركات عند إبرام عقد‬
‫الكفالة‪ ،‬وجيب على البنك أن يكون مطلعا على األنظمة القانونية اخلاصة بكل نوع وملا ال االطالع على القانون‬
‫األساسي ملعرفة حدود صالحيات املسريين فيها ومدى أهليتهم للتعاقد‪ ،‬وأن حيرص على أن تدخل الكفالة يف‬
‫موضوع الشركة وهدفها االجتماعي‪ ،‬وذلك حىت ال يضيع احلماية من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‪ ،‬وأبرزها‬
‫خطر عدم التسديد‪ ،‬بواسطة أحد آليات الضماانت الشخصية التقليدية وهي الكفالة اليت تسمح له إبجياد مدين‬
‫اتبع لديه املالءة ليطالبه ابلوفاء يف حال عجز املدين األصلي على ذلك‪ ،‬خاصة إذا كان الكفيل شركة جتارية‪.‬‬
‫ابلنسبة لشركة التضامن فالشركاء فيها مسئولون مسؤولية شخصية وتضامنية ومطلقة عن ديون الشركة‪،2‬‬
‫فاملقصود من أن مسؤولية الشريك شخصية أنه يسأل هو شخصيا عن ديون الشركة‪ ،‬أما التضامن فيعين أن من‬
‫حق دائين الشركة أن يطالبوا الشركة كشخص معنوي أو أي شريك أبن يدفع عن ديون الشركة وليس من حقه‬

‫‪-1‬يف الشركات املدنية‪ ،‬الشركاء ال يسألون بطريق التضامن عن ديون الشركة ولكن يسألون مسؤولية شخصية يف أمواهلم اخلاصة‪ ،‬كل شريك بنسبة نصيبه يف الدين‪،‬‬
‫عمار عمورة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.212 .‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 551‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫‪120‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫الدفع ابلتجريد أو التقسيم‪ ،‬وأما كون املسؤولية مطلقة للشريك فألنه يسأل عن ديون الشركة يف مجيع أمواله‪ ،‬وال‬
‫تتحدد بقدر احلصة املقدمة يف رأس مال الشركة‪.1‬‬
‫ونظرا هلذه املسؤولية اخلطرية للشركاء وجب أن يكون املدير أو املديرون من الشركاء‪ ،‬وأن أي تصرف يقوم‬
‫به الشخص املعنوي جيب أن يكون ابتفاق مجيع الشركاء كيال يكون هناك جتاوز للسلطات املعرتف هبا للمديرين‪،‬‬
‫كما أن الشركة تكون ملزمة مبا يقوم به املديرون من تصرفات تدخل يف موضوع الشركة وذلك يف عالقاهتا مع‬
‫الغري‪.2‬‬
‫من هذا املنطلق وجب على املدير أو املديرون أن يكونوا مؤهلني إلبرام العقود وهذا يف حال ما إذا كان‬
‫التصرف يدخل يف نطاق سلطاته اليت حيددها عادة عقد الشركة التأسيسي‪ ،‬أما إذا مل يتم حتديد ذلك جاز له أن‬
‫يقوم جبميع أعمال اإلدارة والتصرف الذي يتماشى وغرض وموضوع الشركة‪ ،‬ألن أعمال املدير وتصرفاته تلزم‬
‫الشركة كشخص معنوي والشركاء محاية للغري‪ ،‬فإذ ُن الشركاء واجب يف مثل هذه الشركات نظرا ملا ذكران سابقا‬
‫وخاصة عند إبرام عقود تشكل خطرا على الشركة كشخص معنوي وعلى الشركاء كمسئولني عن ديون الشركة‪،‬‬
‫كالتزامه بكفالة ابسم الشركة‪ ،‬أو رهن عقارات أو منقوالت للشركة‪ ،‬أو أن يعقد قروضا‪.‬‬
‫إذن فشركة التضامن ميكن أن تّبم عقد كفالة لكفالة شخص طبيعي أو معنوي مدين‪ ،‬لكن شريطة أن‬
‫يكون هذا التصرف يدخل يف صالحيات املدير وأن ال يفعل ذلك إال إبذن خاص من الشركاء‪ ،‬لذلك على البنك‬
‫الدائن املتعاقد مع هذا الشخص املعنوي أن يعرف صالحيات املدير وحدود ذلك‪ ،3‬حىت يكون عقد الكفالة‬
‫صحيحا وابلتايل جينب نفسه الدخول يف منازعات قد تكلفه غاليا فيكون يف مواجهة خطر عدم التسديد من‬
‫طرف املؤسسة املكفولة من جهة‪ ،‬وخماطر مرتبطة ابلكفالة كضمان من جهة أخرى‪ ،‬لذلك على البنك الدائن‬
‫املمولة وشركة التضامن الكفيلة‪.‬‬
‫االطالع على القانون األساسي للمؤسسة َّ‬

‫‪1-Mohamed Salah, Op. cit. p 265-266.‬‬


‫‪ -2‬املواد ‪554‬و‪ 555‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -3‬اندية فضيل‪ ،‬أحكام الشركة طبقا للقانون التجاري اجلزائري (شركات األشخاص)‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.130-126‬‬
‫‪121‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫أما عن الشركة ذات املسؤولية احملدودة فهي نوعان الشركة املتعددة الشركاء واملؤسسة ذات الشخص الواحد‬
‫وذات املسؤولية احملدودة‪ ،‬مسؤولية الشركاء أو الشريك حمدودة حبسب ما قدمه كل واحد منهم من حصص فيها‪.1‬‬
‫يدير شركة املسؤولية احملدودة شخص أو عدة أشخاص من الشركاء أو من غريهم‪ ،‬وحيدد القانون األساسي‬
‫للشركة سلطات املدير أو املديرين‪ ،‬ويتمتع أبوسع السلطات ليتعامل يف مجيع الظروف ابسم الشركة‪ ،‬فتكون عندئذ‬
‫ملزمة أبعمال وتصرفات املدير قبل الغري حىت وان كانت هذه التصرفات ال تندرج يف نطاق حتقيق الغرض الذي‬
‫قامت من أجله‪ ،‬وذلك محاية للغري واستقرار املعامالت‪ ،‬مامل يقم الدليل على أن الغري كان يعلم أو كان من‬
‫املفروض حتما أن يعلم أبن التصرفات ليست من صالحيات املدير وال تندرج ضمن غرض وهدف الشركة‪.2‬‬
‫فالكفالة املقدمة من طرف هذا النوع من الشركات ملزمة هبا حىت وان كانت خارج موضوع الشركة‪ ،‬إال إذا‬
‫أثبتت أن البنك الدائن كان يعلم أبن التصرف يف إبرام عقد الكفالة يتجاوز نطاق موضوع الشركة‪ ،‬لكن هناك من‬
‫يعتّب أن البنك ليس غريا عاداي‪ ،‬ألنه ملزم ابلتأكيد قبل قبول الكفالة التأكد من مطابقتها لغرض وموضوع‬
‫الشركة‪.3‬‬
‫والشركة ذات األسهم شركة يقسم رأمساهلا إىل حصص‪ ،‬تتكون من شركاء ال يتحملون اخلسائر إال بقدر ما‬
‫قدموا من حصص فيها‪ ،‬وهي شركة تسري عن طريق نوعني من اإلدارة‪.4‬‬
‫شركة املسامهة ذات جملس املديرين‪ ،‬حيث يتمتع اجمللس بسلطات واسعة للتصرف ابسم الشركة وحلساهبا‪،‬‬
‫متارس هذه السلطات يف حدود موضوع الشركة‪ ،‬وتكون بذلك الشركة ملزمة يف عالقاهتا مع الغري حىت أبعمال‬
‫اجمللس غري التابعة ملوضوع الشركة ما مل يثبت أن الغري كان يعلم أن التصرف يتجاوز هذا املوضوع أوال ميكنه‬
‫جتاهله‪ ،‬مع استبعاد كون نشر القانون األساسي يكفي وحده لتأسيس هذه البينة‪ ،‬وال ميكن أن حيتج على الغري‬
‫أبحكام القانون األساسي اليت حتدد سلطات جملس املديرين‪.5‬‬

‫‪ -1‬القضية املؤرخة يف ‪ ،1991-06-03‬اجمللة القضائية ‪ ،1991‬العدد‪": 2‬ان املسامهني يف الشركة ذات املسؤولية احملدودة ال يتحملون اخلسائر إال يف حدود ما‬
‫قدموه من حصص فيها‪" .‬‬
‫‪ -2‬عمار عمورة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.339‬‬
‫‪3-Michel, Mathieu, l'exploitant bancaire et le risque de crédit, revue banque éditeur,1995, p. 201.‬‬
‫‪-4‬لالطالع أكثر على إدارة شركة املسامهة الرجوع إىل القسم الثالث‪ ،‬إدارة شركة املسامهة وتسيريها‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬املواد من ‪ 610‬إىل ‪ .673‬و‬
‫‪Mohamed Salah, Farha Zéraoui –Salah, Revue entreprise et commerce, n°1, Edik Oran, 2005, pp. 29-‬‬
‫‪42.‬‬
‫‪-5‬عمار عمورة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.286 .‬‬
‫‪122‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫وابلنسبة لشركة املسامهة ذات جملس اإلدارة‪ ،‬فإن القانون ينص على "خيول جملس اإلدارة كل السلطات‬
‫للتصرف يف كل الظروف ابسم الشركة‪ ،‬وميارس هذه السلطات يف نطاق موضوع الشركة مع مراعاة السلطات‬
‫املسندة صراحة يف القانون جلمعيات املسامهني"‪ ،1‬وتلتزم الشركة يف أعمال الغري حىت اليت خترج عن صالحيات‬
‫اجمللس وال تتصل مبوضوع الشركة‪ ،‬إال إذا ثبت أن هذا الغري كان يعلم أبن العمل يتجاوز هذا املوضوع أو كان ال‬
‫يستطيع جهل ذلك‪ ،‬وال ميكن االحتجاج على الغري أبحكام القانون األساسي اليت حتد من صالحيات جملس‬
‫اإلدارة‪.2‬‬
‫جيوز جمللس اإلدارة أو جملس املديرين حسب احلالة إبعطاء الكفاالت ابسم الشركة يف حدود كامل املبلغ‬
‫الذي حيدده‪ ،‬وميكن أن جيدد كذلك يف ذلك يف ذلك اإلذن عن طريق االلتزام مبلغا ال ميكن أن تتجاوز قيمة‬
‫الكفالة‪ ،‬وال ميكن أن تتجاوز مدة األذون سنة واحدة مهما كانت مدة االلتزامات املكفولة أو املضمونة‪ ،‬وإذا‬
‫أعطيت الكفاالت أو الضماانت مببلغ إمجايل يتجاوز احلد املعني للمدة اجلارية‪ ،‬فان التجاوز ال حيتج به على الغري‬
‫الذي ال علم له بذلك‪ ،‬وهذه السلطات اليت مينحها جملس اإلدارة تنشر يف شكل إعالانت قانونية يف النشرة‬
‫الرمسية لإلعالانت القانونية‪ ،‬ويبدأ االحتجاج هبا على الغري ابتداء من اتريخ النشر‪.3‬‬
‫إذن ومهما يكن نوع الشركة التجارية فإهنا مؤهلة للقيام ابلتوقيع على الكفالة‪ ،‬وهذا لكفالة شخص طبيعي‬
‫أو معنوي‪ ،‬ولكن ميكن للمكلف إبدارة الشركة أن يتصرف بعقود ال تدخل يف إطار موضوع الشركة إال يف شركة‬
‫التضامن‪ ،‬و‬
‫يكون التصرف صحيحا وتلتزم به الشركة وال ميكن االحتجاج بذلك إال إذا كان الطرف اآلخر املتعاقد‬
‫على علم أبن الكفالة ال تدخل يف موضوع الشركة وال يف غرضها الذي ينص عنه يف قانوهنا األساسي‪ ،‬أو كان من‬
‫املفروض أن يعلم بذلك‪ ،‬ولذلك قبل تقدم الشركة لكفالة أو لطلب التمويل على البنك الدائن أن يتحرى عن‬
‫سلطات املدير أو املديرين وموضوع الشركة لقبول الكفيل كضامن لديون الشركة املمولة‪ ،‬وهذا حىت يستفيد من‬
‫الضمان املقدم له الستيفاء حقه منه إذا مل تستطع هذه األخرية الوفاء بذلك‪ ،‬ومنه محاية أمواله من خطر عدم‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 622‬من القانون التجاري‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪623‬من القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬وعمار عمورة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.291 .‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪624‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫التسديد‪ ،‬ومنه وجب االطالع على القانون األساسي للشركة اليت ستقوم بدور الكفيل‪1‬وعلى مركزها التعاقدي‬
‫واملايل‪ ،‬ألن البنك الدائن من مصلحته أن يكون الكفيل أهال للتعاقد وله مالءة‪ ،‬حىت يتفادى املخاطر اليت تنجم‬
‫عن عقد الكفالة‪ ،‬وحىت ميكن تغطية املخاطر أن حتققت بواسطة هذه اآللية القانونية اليت منحها املشرع للدائن‬
‫كي يستويف حقوقه من خالهلا‪.‬‬
‫‪ -‬الكفيل بنك (‪)La caution est banque‬‬
‫إن الكفالة البنكية هي أكثر فعالية كون البنك شخصا معنواي يتميز ابملالءة فهو على استعداد للوفاء أبي‬
‫مبلغ ويف أي وقت دون حدوث إلمكانية خطر عدم القدرة على الدفع‪ ،‬لكن هذا ال يعين أن البنك يقدم كفالته‬
‫ملن يريد وألي مدين‪ ،‬بل جيب أن يكون هذا األخري أهال ألن يكون مكفوال من خالل يسره وقدرته على الوفاء‪،‬‬
‫فال ميكن أن نتصور البنك يكفل شخصا معسرا أوليس أهال لذلك‪ ،‬ألن البنك يقدم كفالته على وجه االحرتاف‬
‫ويتلقى مقابال لذلك‪ ،‬لذا فالكفالة البنكية جتارية دائما‪ ،‬كما ال جيب أن توقع الكفالة البنكية إال من املمثل‬
‫الشرعي للبنك يف حدود السلطات املنصوص عليها يف القانون األساسي للشركة‪ ،1‬رغم أنه إذا أصدر ممثل البنك‬
‫كفا لة ومل يكن من صالحياته احملددة يف القانون األساسي فان هذا التصرف قبل الدائن يكون صحيحا وابلتايل‬
‫الكفالة املقدمة من البنك صحيحة ويلتزم هبا‪ .‬ما مل تكن هناك نية سيئة من الدائن وكان على علم بذلك أو من‬
‫الفروض أن يعلم أن املمثل قد تصرف يف عمل ال يدخل يف صالحياته‪ ،‬وعادة ما يكون جمال الكفاالت البنكية‬
‫التجارة اخلارجية‪ ،‬على اعتبار أن البنك يكفل املستورد‪ ،‬وإذا كان ضماان مضادا فان البنك اآلخر يكفل املصدر‪،‬‬
‫ألن الضماانت املستعملة دوليا هي ضماانت غري مباشرة فيها أربعة أطراف‪.2‬‬
‫فالضماانت البنكية هي التزام من طرف البنك الذي يتعهد من خالله بدفع مبالغ مستحقة يف حالة عجز‬
‫أو عدم قدرة عمالئه املستوردين على تنفيذ التزاماهتم املالية اجتاه املوردين عند حلول آجال االستحقاق‪ ،‬ويكون‬

‫‪ -3‬طبقا للمادة ‪ 50‬السالفة الذكر‪ ،‬فان الشركة كشخص معنوي تكتسب أهلية يف احلدود اليت يعينها عقد إنشائها أو اليت يقررها القانون‪ ،‬فيحق للشركة أن تتعامل‬
‫مع الغري فتصبح دائنة ومدينة‪ ،‬هذا ال يعين أن للشركة حرية مطلقة يف التصرف عند مباشرة أهليتها‪ ،‬إمنا عليها أن تلتزم ابحلدود اليت رمسها هلا عقد الشركة‪،‬‬
‫والغرض الذي وجدت من أجله‪ ،‬وال جيوز للشركة أن تتجاوز هذا الغرض إىل غريه إال بتغيري عقدها التأسيسي‪ ،‬تطبيقا لقاعدة ختصص الشخص املعنوي‪ ،‬عمار‬
‫عمورة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.177‬‬
‫‪ -2‬مت التطرق إىل هذا النوع من الضماانت ابلتفصيل يف حبثنا هذا‪ ،‬الفصل التمهيدي‪.‬‬
‫‪124‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫الضمان يف غالب األحيان لصاحل املستورد وهو عبارة عن كفالة بنكية‪.1‬‬


‫إن القانون والقضاء يفرق بني الكفالة البنكية والكفالة الشخصية‪ ،‬حيث أن األوىل حتكمها األعراف وال‬
‫جمال لتطبيق ‪ 646‬وما يليها من القانون املدين اليت تطبق على الكفالة الشخصية اليت تشرتط أن يكون الكفيل‬
‫مقيما ابجلزائر وميسورا‪ ،‬حيث لوال هذه املادة اليت تشرتط أن يكون الكفيل مقيما ابجلزائر لظلت الكفالة بكل‬
‫أنواعها حتت احتكار البنوك الدولية والبلدان الغنية‪.2‬‬
‫ورغم أمهية هذا النوع من الكفاالت ابلنسبة للبنك الكفيل الذي يستفيد من مقابل جراء ذلك‪ ،‬وأن املدين‬
‫املكفول تكتمل ثقته اليت يفتقر إليها لدى دائنيه‪ ،‬هذا هو الوجه احلسن يف الكفالة‪ ،‬ولكن الوجه السليب يف‬
‫ال كفالة أن البنك قد يضطر إىل وفاء الدين املضمون إذا ختلف عن وفائه املدين املكفول‪ ،3‬فهذا اخلطر ينتج يف‬
‫حال إذا وجد املشرتي األجنيب املكفول نفسه غري قادر على التسديد‪ ،‬أو هناك عجز مؤقت‪ ،‬لذلك قبل منح‬
‫البنك ضمانه للمدين جيب عليه تشخيص املؤسسة من كل اجلوانب‪ ،‬من تشخيص للعناصر غري املالية واليت تتمثل‬
‫يف العامل البشري والعامل االقتصادي والعامل االجتماعي ودراسة السوق‪ ،‬اىل تشخيص للعناصر املالية وهذا‬
‫ملعرفة الوضعية املالية للمؤسسة ومدى قدرهتا على الوفاء ابلتزاماهتا والضماانت اليت سوف تقدمها‪.4‬‬
‫وملواجهة اخلطر الناجم عن عقد الكفالة عادة ما تلجأ البنوك الكفيلة إىل طلب ضماانت شخصية تتمثل‬
‫يف كفالة مضادة‪ ،5‬أو رهن رمسي أو حيازي‪ ،‬حلماية أمواهلا من املخاطر النامجة عن عقد الكفالة خاصة خطر عدم‬
‫التسديد وخطر سعر الصرف مادام أن الكفاالت البنكية جماهلا املعامالت الدولية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المحل (‪)L'objet‬‬
‫أي‬
‫أي كان مصدره و ٌّ‬
‫احملل هو االلتزام األصلي‪ ،‬أي ما يسمى ابلتزام املكفول‪ ،‬وهذا االلتزام ممكن كفالته ٌّ‬

‫‪ -1‬القرار الصادر عن احملكمة العليا‪ ،‬القضية السابقة الذكر‪" :‬وعليه فالكفالة البنكية ألول طلب أصدرها البنك الوطين الكوييت لفائدة البنك العريب ابجلزائر لضمان‬
‫عملية توزيع السيارات لشركة التوزيع بعد أن تعذر عليها الوفاء بدينها جتاه البنك العريب ابجلزائر ومت تنفيذها طبقا لألعراف الدولية املتعلقة ابلكفاالت البنكية‬
‫وحتت مراقبة البنك املركزي اجلزائري‪" . . .‬‬
‫‪-2‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.254 .‬‬
‫‪-3‬نفس املرجع‪ ،‬ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪-4‬خلدون ابراهيم شريفات‪ ،‬ادارة وحتليل مايل‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،2001 ،‬ص‪.16-15 .‬‬
‫‪-5‬الكفالة املضادة هي ال كفالة اليت يقدمها بنك املصدر‪ ،‬والذي يتعهد للضامن من خالهلا ابلتجاوب لكل عجز متوقع لزبونه‪ ،‬فالضماانت املقابلة مستقلة متاما عن‬
‫الضماانت األصلية‪:‬‬
‫‪Mondino. Jean, Thomas. Y, Le droit du crédit, Paris, Dunod ,1992, p. 96.‬‬
‫‪125‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫كان حمله‪ ،‬فيمكن كفالة االلتزام الذي حمله العقد كعقد القرض‪ ،‬فيكون للمقرتض كفيل يلتزم أبداء املبلغ الذي‬
‫اقرتضه املدين األصلي إذا مل يوف به هذا األخري‪ ،‬كما جيوز أن يكون التزام الكفيل حمال لكفالة أخرى‪ ،‬وهذا ما‬
‫يسمى بكفيل الكفيل‪ ،‬ولكي يكون احملل صحيحا فانه جيب فيه أن يكون االلتزام األصلي موجودا وصحيحا‬
‫ومعينا أو قابال للتعيني‪ ،‬ألن الكفالة عقد اتبع اللتزام أصلي‪.‬‬
‫أ‪ -‬وجود االلتزام المكفول‬

‫حىت يكون التزام الكفيل ممكنا جيب أن يكون االلتزام األصلي موجودا‪ ،‬لكن هذا ال ينهي أن يكون االلتزام‬
‫األصلي مستقبلي أو مشروطا أو طبيعيا إذا كان امللتزم انقص األهلية‪.‬‬
‫‪ -‬كفالة االلتزام المستقبلي (‪)Cautionnement de l'obligation futuriste‬‬
‫لقد ورد حكم كفالة االلتزام املستقبلي يف نص املادة ‪650‬من القانون املدين‪" :‬جتوز الكفالة يف الدين‬
‫املستقبل إذا حدد مقدما املبلغ املكفول‪ .‬غري أنه إذا كان الكفيل يف الدين املستقبل مل يعني مدة الكفالة‪ ،‬كان له‬
‫أن يراجع فيها يف أي وقت مادام الدين املكفول مل ينشأ‪" .‬‬
‫فيتعهد الكفيل سواء أكان شخصا طبيعيا أو معنواي للبنك املمول بضمان الوفاء اباللتزامات اليت تنشأ يف‬
‫ذمة املؤسسة االقتصادية املمولة نظرا لتمويلها‪ ،‬واملشرع اجلزائري وطبقا لنص املادة السابقة يقبل هبذا النوع من‬
‫الكفاالت ولكن شريطة أن حيدد املبلغ الذي سوف يكفله الكفيل الضامن‪ ،‬وهذا يعين أنه إذا مل يكن أي حتديد‬
‫للمبلغ يف الكفالة فإهنا ابطلة‪ ،‬وتظهر هذه الصورة يف اجملال البنكي‪ ،‬خاصة فيما يتعلق ابحلساب اجلاري‪ ،‬فعند‬
‫إعطاء البنك اعتماد للعميل فانه كثريا ما يفتح له حسااب جاراي لالستفادة من هذا االعتماد‪ ،‬وغالبا ما يكون‬
‫الضمان هو كفالة تضمن رصيد هذا احلساب البنكي‪ ،‬وجيوز للكفيل يف مثل هذا النوع من الكفاالت إهناء التزامه‬
‫يف أي وقت إذا كان الكفيل مل يعني مدة االلتزام‪ ،‬وال يكون عليه إال ضمان رصيد احلساب الذي يكون قائما‬
‫وقت انتهاء الكفالة دون ما ينشأ بعد ذلك من ديون على املدين املكفول‪.1‬‬
‫لكن ابلنسبة إىل العبارة األخرية من املادة السابقة الذكر فإهنا تشكل خطرا على البنك الدائن‪ ،‬حيث أنه‬
‫إذا مل يتم حتديد مدة االلتزام يف عقد الكفالة جاز للكفيل أن يتحلل من التزامه يف أي وقت مادام أن الدين‬

‫‪-1‬علي مجال الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.335‬‬


‫‪126‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫األصلي مل ينشأ‪ ،‬وبه يكون البنك معرضا للخطر الناشئ عن الدين األصلي وهو عدم قدرة املؤسسة على السداد‪،‬‬
‫ومعرضا للخطر الناشئ عن الكفالة وهو إمكانية حتلل الكفيل من التزامه‪ ،‬فيكون البنك قد ضيع آلية هامة تضمن‬
‫له محاية أمواله إذا مل يستطع اسرتجاعها من املؤسسة املمولة‪ ،‬وحفاظا على آلية الضمان وابلتايل محاية أموال البنك‬
‫من خطر عدم التسديد‪ ،‬على هذا األخري أن يطلب دائما الكفاالت احملددة املدة‪ ،‬وهذا حىت ال تكون هناك‬
‫إمكانية للكفيل من وضع حد اللتزاماته‪ ،‬ابلرجوع إىل القواعد العامة يف التشريع اجلزائري‪ 1‬فانه ميكن إنشاء هذا‬
‫النوع من الكفاالت‪ ،‬وذلك يف إطار التمويل ضماان لألموال اليت يستعملها البنك لذلك‪ ،‬ولكن لتفادي املخاطر‬
‫اليت ميكن أن تشكلها الكفاالت على البنك أخذ احليطة واحلذر بطلب كفاالت حمددة املدة‪ ،‬والتأكد من مسعة‬
‫الكفيل وقدرته على الوفاء‪.‬‬
‫‪ -‬كفالة االلتزام الشرطي (‪)Cautionnement de l'obligation conditionnelle‬‬
‫نص املادة ‪650‬السابقة جييز كفالة االلتزام املشروط‪ . . .":‬كما جتوز الكفالة يف الدين املشروط‪،" . . .‬‬
‫ويقصد به أبن االلتزام األصلي معلق على شرط واقف‪ ،‬وابلتايل يكون التزام الكفيل معلقا على ذات الشرط إذا‬
‫حتقق الشرط ثبت االلتزام األصلي وتبعا لذلك يثبت التزام الكفيل‪ ،‬أما إذا ختلف الشرط الواقف زال الدين‬
‫األصلي أبثر رجعي‪ ،2‬ومنه ال يكون هناك التزام على الكفيل مادام أن االلتزام األصلي أصبح غري موجود‪.‬‬
‫ويظهر ذلك جليا يف حال ما إذا أرادت املؤسسة أن تقدم طلبا للبنك من أجل متويلها نظرا حلجاهتا إىل‬
‫ذلك لالضطالع بدورة االستغالل‪ ،‬ويف نفس الوقت طلبت من شخص طبيعي أو معنوي كفالتها لدى البنك‪،‬‬
‫فقبل الكفيل بذلك ولكن بشرط حصوهلا على التمويل املطلوب‪ ،‬فإذا ما قبل البنك بذلك وقدم التمويل املطلوب‬
‫منه هنا ينشأ التزام أصلي وهو وجود دين على ذمة املؤسسة جراء هذه العملية‪ ،‬وابلتايل يثبت التزام الكفيل‪ ،‬ألنه‬
‫اتبع اللتزام املؤسسة املكفولة‪ ،‬ووعليه أن ينفذ التزامه ويسدد مبلغ القرض والفوائد إذا مل تستطع املؤسسة ذلك‪.‬‬
‫لكن إذا مل يقبل البنك طلب املؤسسة وابلتايل رفض متويلها أو أن املؤسسة حتسنت حالتها املالية فرتاجعت عن‬
‫طلب التمويل‪ ،‬فهنا ال ينشأ التزام أصلي‪ ،‬وابلتايل ال يكون هناك التزام على عاتق الكفيل ألن شرط التمويل مل‬
‫يتحقق‪.‬‬

‫‪-1‬املادة ‪92‬فقرة‪1‬من القانون املدين اجلزائري‪" :‬جيوز أن يكون حمل االلتزام شيئا مستقبال‪" . . .‬‬
‫‪-2‬فوزي بن سديرة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪127‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫‪ -‬كفالة االلتزام الطبيعي (‪)Cautionnement de l'obligation d'un incapable‬‬

‫االلتزام الطبيعي هو التزام انقص ألنه ينقصه عنصر املسؤولية‪ ،‬استنادا للقاعدة العامة اليت تقول أن الكفالة‬
‫ال جتوز بشرط الدين‪ ،‬إال أنه استنادا للرأي الغالب يف فرنسا‪ 1‬جواز كفالة االلتزام الطبيعي‪ ،‬إذ جتيز كفالة االلتزام‬
‫القابل لإلبطال لناقص األهلية‪ ،‬مرد ذلك أن التزام انقص األهلية يصبح التزاما طبيعيا إذا أبطل فان كانت كفالته‬
‫جائزة فان كفالة االلتزام الطبيعي جائزة كذلك‪ ،2‬ألنه أحياان ما يكون الكفيل عاملا بنقص أهلية املدين وقصد‬
‫ابلكفالة محاية البنك الدائن مما قد يتعرض له من ضرر نتيجة متسك املدين إببطال العقد الذي أنشأ االلتزام‪ ،‬منه‬
‫على الكفيل الضامن تنفيذ التزامه إذا مل ينفذه املدين انقص األهلية‪ ،‬كذلك ويف حالة علم الكفيل بنقص أهلية‬
‫املدين فانه يفرتض أنه تنازل عن التمسك ابلدفع بنقص أهلية املدين‪.3‬‬
‫لكن إذا وقع الكفيل يف غلط‪ ،‬حيث كان يعتقد أن املدين األصلي كامل األهلية‪ ،‬هذا غلط يف صفة‬
‫جوهرية‪ ،‬فيجوز هنا للكفيل أن يطلب إبطال عقد الكفالة‪ ،‬ألنه لو كان يعلم بسن املدين ما أقدم على إبرام عقد‬
‫الكفالة‪.‬‬
‫احلالة تظهر هنا ابلنسبة للمؤسسة ذات املسؤولية احملدودة ذات الشخص الواحد حيث أن الشريك الوحيد‬
‫ميكن أن يكون قاصرا (‪ ،)Mineur‬سواء أكان قاصرا مرشدا أو غري مرشد‪ ،4‬إال أنه ال ميكنه أن يكون مديرا‪،‬‬
‫ففي حال متويل البنك هلاته املؤسسة وتصرف صاحب املؤسسة على اعتباره مديرا هلا سواء بعلم البنك أو بغري‬
‫علمه‪ ،‬ألنه جيهل النظام القانوين هلذا النوع من املؤسسات‪ ،‬لكنه عند قيامه هبذه العملية اشرتط تقدمي كفيل‬
‫يضمن املؤسسة‪ ،‬فتقدم الكفيل لضمان ذلك‪ ،‬فإذا كان هذا األخري على علم بنقص أهلية ممثل املؤسسة كانت‬
‫الكفالة صحيحة وعليه تنفيذ التزامه إذا مل تنفذه املؤسسة ذات الشخص الواحد وذات املسؤولية احملدودة‪ ،‬أما إذا‬

‫‪ -1‬نفس املرجع‪ ،‬ونفس الصفحة‪.‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 649‬من القانون املدين اجلزائري‪" :‬من كفل التزام انقص األهلية وكانت الكفالة بسبب نقص األهلية‪ ،‬كان ملزما بتنفيذ االلتزام إذا مل ينفذه املدين املكفول‪.‬‬
‫‪"..‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 654‬فقرة ‪ 2‬من القانون املدين اجلزائري‪" :‬غري أنه إذا كان الوجه الذي حيتج به املدين يتمثل يف نقص أهليته وكان الكفيل عاملا بذلك وقت التعاقد‪ ،‬فليس‬
‫له أن حيتج هبذا الوجه‪" .‬‬
‫‪ -4‬القاصر املرشد هو الذي أذن له مبمارسة التجارة‪ ،‬أما القاصر غري املرشد هو الذي مل يؤذن له مبمارسة التجارة‪ ،‬ليلى بلحاسل منزلة‪ ،‬ميزات املؤسسة ذات الشخص‬
‫الواحد وذات املسؤولية احملدودة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬ابن خلدون للنشر وتوزيع‪ ،‬وهران‪ ،2006 ،‬ص‪.65-64 .‬‬
‫‪128‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫مل يكن على علم بذلك جاز له أن يطلب إبطال عقد الكفالة ألنه وقع يف غلط جوهري‪ ،‬أي يف صفة املدين‬
‫األصلي‪.‬‬
‫على املصريف أن يكون على دراية جيدة ابلنظم القانونية للمنشآت االقتصادية‪1‬وأن يتجنب الوقوع يف‬
‫األخطاء اليت تكلفه خماطر إضافية ابإلضافة إىل خطر عدم التسديد‪ ،‬وما دام أن الكفالة هي فعل حايل هدفه‬
‫االحتياط من ضد احتماالت سيئة يف املستقبل‪ ،‬ونظرا ألمهية الكفالة كضمان شخصي ينبغي أن يعطي هلا‬
‫اهتماما أكّب‪ ،‬ويتطلب ذلك الوضوح يف كل اجلوانب األساسية فيها واملتمثلة على وجه اخلصوص‪ ،‬موضوع‬
‫الضمان ومدة الضمان واملؤسسة املدينة والشخص الكفيل‪ ،‬من حيث الثقة واألهلية واملقدرة على الوفاء‪ ،‬ألنه مىت‬
‫كانت هناك عشوائية من طرف البنك الدائن يف دراسة املؤسسة االقتصادية من كل اجلوانب ولو كان األمر بسيطا‬
‫فانه يعرض أمواله للخطر وكذا الضمان الذي حتصل عليه‪ ،‬كأن يتحلل الكفيل من التزاماته أو لوجود نقص يف‬
‫أهلية املدين املكفول أو أن يتعرض الكفيل للغلط أو إكراه من طرف الدائن نفسه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون االلتزام المكفول صحيحا‬

‫إن فكرة تبعة التزام الكفيل لاللتزام األصلي هتيمن على كل أحكام الكفالة‪ ،‬ومن هنا إذا كان االلتزام‬
‫املكفول صحيحا تكون الكفالة صحيحة أيضا‪ ،‬وهذا استنادا إىل القانون املدين اجلزائري‪" :‬ال تصح الكفالة إال يف‬
‫االلتزام الصحيح‪ ،‬وال تكون الكفالة صحيحة إال إذا كان االلتزام املكفول صحيحا"‪2‬وبناء على ذلك ميكن‬
‫التساؤل عن إمكانية كفالة االلتزام الباطل وااللتزام القابل لإلبطال‪.‬‬
‫‪ -‬كفالة االلتزام الباطل (‪)Cautionnement de l'obligation nulle‬‬
‫إذا كفل الكفيل دينا‪ ،‬وكان هذا االلتزام ابطال فان الكفالة تكون ابطلة على اعتبار أن الكفالة عقد تبعي‪،‬‬
‫فالتزام الكفيل يتبع التزام املدين األصلي يف صحته وبطالنه‪ ،‬ويكون التزام هذا األخري ابطال إذا اختل أحد أركانه‪،‬‬

‫‪-1‬طبقا للقانون التجاري اجلزائري فان هناك عدة أنواع من الشركات التجارية لكل واحدة منها نظامها القانوين اخلاص‪ ،‬فمن حيث مسؤولية الشركاء جند‪ :‬يف شركة‬
‫التضامن كل الشركاء جيب أن تكون هلم أهلية االجتار‪ ،‬ألن مسؤوليتهم غري حمدودة‪ ،‬أما يف شركة املسؤولية احملدودة بنوعيها ميكن للشريك أن يكون قاصرا‪ ،‬كما‬
‫أن يف شركة املسامهة ونظرا للمسؤولية احملدودة للشركاء حق للقاصر أن يكون شريكا فيها‪ ،‬أما شركة التوصية البسيطة فهي تتكون من نوعني من الشركاء‪ ،‬الشركاء‬
‫املتضامنون ‪-‬ومسؤوليتهم غري حمدودة وابلتايل جيب أن يكون الشريك له أهلية االجتار‪ ،‬وشركاء موصون مسؤوليتهم حمدودة فهنا ميكن للقاصر أن يكون شريكا‬
‫فيها‪ ،‬وكذا نفس الشيء مع شركة التوصية ابألسهم‪ ،‬فرحة زراوي صاحل‪ ،‬حماضرات يف القانون التجاري‪ ،‬السنة الثالثة ليسانس‪2003 ،‬كلية احلقوق‪ ،‬وهران‪،‬‬
‫ص‪.17 .‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 648‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪129‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫ألن الكفالة ككل العقود حتتاج إىل شروط موضوعية عامة وهي الرضا واحملل والسبب‪ ،‬فإذا اختل ركن من هذه‬
‫األركان كان العقد ابطال وابلتايل الكفالة اليت تكفله ابطلة ويظهر البطالن أكثر يف حال عدم مشروعية احملل أو‬
‫السبب يف العقد األصلي‪.‬‬
‫لكن القضاء الفرنسي رجح بقاء التزام الكفيل وذلك طبقا للقرار الصادر بتاريخ ‪1994-11-02‬ابعتبار‬
‫أن الكفالة ال تغطي االلتزامات التعاقدية فقط ولكن أيضا ما يتبع البطالن‪.1‬‬
‫لكن الفقه اعرتض على هذا املوقف واعتّب أن ما بين على ابطل فهو ابطل‪ ،‬وابلتايل فان هذا يعتّب إخالال‬
‫أبحد خصائص الكفالة وهي أهنا عقد تبعي‪ .‬فإذا كان البطالن قائما على عدم مشروعية احملل أو السبب كأن‬
‫يكون نشاط الشركة املكفولة خمالفا للنظام العام واآلداب العامة‪ ،‬فان االعرتاف ابلوجود الفعلي للكفالة معناه‬
‫االعرتاف ابلنشاط غري املشروع الذي متت كفالته‪ ،‬وهذا يتناىف مع املنطق والقانون‪ ،‬فإذا مت متويل هذا النشاط‬
‫ومتت كفالته فعقد التمويل ابطل والكفالة ابطلة ألن نشاط املؤسسة ابطل‪.‬‬
‫إذا تعاقد البنك مع منشأة على آلية من آليات التمويل وكان الغرض الذي هتدف إليه هذه األخرية من وراء‬
‫هذا القرض غري مشروع أو أن ركن الرضا غري متوفر‪ ،‬ومت إبرام العقد‪ ،‬مث تقدم كفيل لضمان البنك الدائن أبن كفل‬
‫املنشأة‪ ،‬فإذا ما تقدم أحد املتعاقدين البنك الدائن أو املنشأة املمولة بطلب بطالن العقد بطالان مطلقا‪ ،‬فان‬
‫احلكم يكون حتما إببطال عقد التمويل وإرجاع األطراف إىل احلالة اليت كانوا عليها قبل العقد‪ ،‬والذي يفرض‬
‫إرجاع األموال املقرتضة إىل البنك الدائن‪ ،‬فاملدين هنا يلتزم ابلدفع الفوري‪ ،‬مما ينتج عنه اختالف كبري خاصة يف‬
‫نسبة الفوائد وكذا يف آجال االستحقاق‪.‬‬
‫لكن مادام العقد ابطال ال ميكن أن نتصور أنه حيدث آاثرا بني املتعاقدين‪ ،‬حيث ال نتصور وجود نسبة‬
‫فوائد‪ ،‬فإذا كان الدين ابطال فآاثره ابطلة أو غري مقبولة أصال‪ ،‬تبقى وضعية الكفيل يف مثل هذه احلالة وخاصة إذا‬
‫مل يكن على علم ابختالل أحد أركان العقد األصلي هنا تكون الكفالة ابطلة وابلتايل ال يوجد أي التزام على‬
‫عاتق الكفيل‪ ،‬على اعتبار أن أحد خصائص الكفالة أهنا عقد تبعي‪ ،‬فإذا كان االلتزام األصلي صحيحا وجب‬

‫‪1-Philipe Hegner, op. cit, p. 20: "L'obligation de restituer inhérente au contra t de prêt demeure‬‬
‫‪valable. Les considération des quelles le prêt a été consenti subsistaient donc tout que cette‬‬
‫" ‪obligation n'est pas éteinte.‬‬
‫‪130‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫تنفيذه‪ ،‬وابلتايل وجب معه تنفيذ التزام الكفيل إذا مل يستطع املدين األصلي ذلك‪ ،‬أما إذا كان االلتزام األصلي‬
‫ابطال ألي سبب من األسباب ال نتصور وجود التزام من الكفيل وإال نكون نفينا خاصية التبعية عن الكفالة‬
‫وجعلناها التزاما أصليا وهذا خطأ فقها وقضاء‪ ،‬وابلتايل إرجاع مجيع األطراف‪ ،‬الدائن واملدين والكفيل إىل احلالة‬
‫اليت كانوا عليها قبل العقد دون إحداث أي آاثر قانونية‪ ،‬وابلتايل نكون قد طبقنا املبدأ العام ما بين على ابطل‬
‫فهو ابطل‪ ،‬أما إذا مت العكس فان ذلك خمالف للمنطق والقانون‪.‬‬
‫حىت ابلنسبة للشركة الفعلية فانه ال ميكن تطبيقها وان ابشرت أعماال قبل احلكم ابلبطالن إذا كان البطالن‬
‫قائما على عدم توافر األركان املوضوعية اخلاصة بعقد الشركة‪ ،1‬أو إذا كان البطالن منصبا على عدم مشروعية‬
‫احملل أو السبب‪ ،‬فال يكون عندئذ للشركة وجود قانوين وال فعلي‪ .2‬ومنه إن كان هناك كفيل فإن الكفالة كذلك‬
‫كأن مل تكن‪ ،‬ألنه ال ميكن كفالة ما هو ابطل‪.‬‬
‫‪ -‬كفالة االلتزام القابل لإلبطال (‪)Cautionnement de l'obligation annulable‬‬

‫إذا كان االلتزام األصلي املكفول قابال لإلبطال فان الكفالة تكون كذلك‪ ،‬والقابلية لإلبطال تعين أن االلتزام‬
‫صحيح ومنتج آلاثره حىت يتم احلكم ببطالنه‪ ،‬فان حكم ببطالنه بناء على طلب املدين األصلي سقطت الكفالة‬
‫تبعا لذلك‪ ،‬أما إذا أصبح االلتزام األصلي القابل لإلبطال صحيحا ابإلجازة من طرف هذا األخري أو سقط حقه‬
‫يف ذلك‪ ،3‬فان االلتزام املكفول يتأكد وجوده وكذلك التزام الكفيل‪ ،‬ويف حال قابلية التزام الكفيل لإلبطال ومل جيز‬
‫هذا األخري ذلك حيث متسك إببطاهلا تبطل الكفالة رغم إجازة االلتزام األصلي‪.‬‬
‫ويكون االلتزام املكفول قابال لإلبطال ألي سبب كان‪ ،‬لنقص يف األهلية أوعيب من عيوب اإلرادة‪ ،‬شريطة‬
‫أن يكون الكفيل غري عامل بذلك وقت انعقاد العقد‪ ،‬جاز له أن يتمسك ببطالن التزامه ولو مل يتمسك املدين‬
‫ببطالن االلتزام األصلي املكفول‪.4‬‬
‫بصفة عامة‪ ،‬إذا ما تقرر إبطال العقد األصلي بناء على طلب من تقرر ملصلحته اإلبطال فان االلتزام‬

‫‪-1‬الشروط املوضوعية اخلاصة منصوص عليها يف املادة ‪ 416‬من القانون املدين اجلزائري ابإلضافة إىل نية االشرتاك‪ ،‬أما تعدد الشركاء فمستثىن من مؤسسة الشخص‬
‫الواحد‪.‬‬
‫‪-2‬فرحة زراوي صاحل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 101‬فقرة ‪ 1‬من القانون املدين اجلزائري‪" :‬يسقط احلق يف إبطال العقد إذا مل يتمسك به صاحبه خالل مخس (‪ )5‬سنوات‪" .‬‬
‫‪-4‬فوزي بن سديرة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.11 .‬‬
‫‪131‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫املكفول يزول ويبطل معه عقد الكفالة ألهنا عقد اتبع للعقد األصلي‪.‬‬
‫فإذا ما تصرف انقص األهلية يف شركة ذات مسؤولية حمدودة ابمسها وطلب قرضا من البنك لتمويل‬
‫مؤسسته‪ ،‬أو أن املمثل الشرعي ألية شركة أجرى تصرفا ليس من سلطاته أو أنه خارج عن موضوع أو غرض‬
‫الشركة‪ ،‬فإننا نكون هنا أمام احتمالني‪:‬‬
‫• االحتمال األول تقدم املدين أو من يهمه األمر ابملطالبة إببطال عقد االئتمان لوجود مدين انقص األهلية‬
‫وأنه ليس أهال إلجراء التصرفات ابسم هذه املنشأة رغم إمكانية أن يكون شريكا فيها‪ ،‬أو أن ممثل الشركة‬
‫تصرف مبا مل يدخل يف موضوع أو غرض الشركة‪ ،‬هنا التزام الشركة املكفول يزول‪ ،‬ومنه إرجاع املبلغ‬
‫املقرتض اىل البنك‪ ،‬ومبا أن الكفالة اتبعة لعقد القرض فان عقد الكفالة يبطل كذلك‪ ،‬حىت أنه للكفيل‬
‫إمكانية للمطالبة إببطال العقد األصلي حىت يتحلل من التزامه شريطة أن يكون ليس لديه علم بعدم أهلية‬
‫املدين األصلي‪ ،‬ألنه وقع يف غلط جوهري‪.‬‬
‫• االحتمال الثاين عدم تقدم أي أحد للمطالبة إببطال العقد األصلي أو الكفالة من املدين أو الكفيل لوجود‬
‫عيب يف الرضا أو األهلية‪ ،‬فان االلتزام املكفول يتأكد وجوده وابلتايل يكون التصرف صحيحا وعلى‬
‫املؤسسة تنفيذ التزاماهتا جتاه البنك الدائن‪ ،‬كما أن الكفالة تكون صحيحة وعلى الكفيل أن ينفذ التزامه إذا‬
‫مل تستطيع املؤسسة املكفولة ذلك‪.‬‬
‫وابلنسبة للشركة الفعلية اليت قامت بتصرفات اجتاه البنك وكانت ابطلة على أساس نقص األهلية أو وجود‬
‫عيب يف الرضا فان التصرفات اليت التزمت هبا يف مواجهة الغري تعد صحيحة ومنتجة آلاثرها وحيق للبنك الدائن هلا‬
‫التمسك ببقائها‪ ،‬وابلتايل صحة عقد الكفالة‪ ،‬كما له حق شهر إفالسها وتقسيم أمواهلا الستيفاء حقه حسب‬
‫قواعد اإلفالس‪ ،‬وهذا كله حسب املصلحة اليت يرى البنك أهنا مناسبة له‪ .‬فتعتّب الشركة الفعلية كما لو كانت‬
‫شركة صحيحة‪ ،1‬ومن مث تبقى مجيع حقوقها والتزاماهتا قائمة‪ ،‬سواء كانت كفيلة للغري أو مكفولة من قبل الغري‪،‬‬
‫لذلك اعرتف املشرع بنظرية الشركة الفعلية اليت تسمح بتثبيت التزامات الشركة خاصة اجتاه الغري‪.2‬‬

‫‪-1‬اندية فضيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.55 .‬‬


‫‪-2‬فرحة زراوي صاحل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.3 .‬‬
‫‪132‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫املمولة من‬
‫فعلى البنك أن أيخذ احليطة واحلذر حىت ال يتعرض للمخاطر‪ ،‬وذلك ابلدراسة اجليدة للمؤسسة َّ‬
‫حيث التأسيس واملقدرة على الوفاء‪ ،‬وللكفيل أيضا من حيث شخصه ومدى قدرته على الوفاء‪ ،‬ولعقد الكفالة‬
‫كذلك من حيث حتديد املبلغ املكفول بدقة‪ ،‬وحتديد مدة االلتزام حىت ال تكون هناك إمكانية لتحلل الكفيل من‬
‫التزامه كي ال خيسر البنك آلية ضمان هامة تكفل له محاية أمواله يف حال تعرضه خلطر عدم التسديد‪ ،‬ألن لديه‬
‫مدينان أحدمها أصلي واآلخر كفيل‪ ،‬فاالعتماد على الضمان وحده دون تشخيص للمؤسسة وللكفيل غري كاف‬
‫للحماية من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‪.‬‬
‫كما أنه جيب على الكفيل أن أيخذ احليطة واحلذر قبل اإلعالن عن التزامه ألن فيه خماطر‪ ،‬فقد ينصرف‬
‫إىل مجيع ذمته الشخصية خاصة إذا مل تكن للمؤسسة املكفولة املالءة للوفاء ابلتزامها فيضطر عندئذ الكفيل للوفاء‬
‫مكاهنا‪.‬‬
‫ج ‪ -‬أن يكون االلتزام المكفول معينا أو قابال للتعيين‬

‫إن هذا الشرط ليس خاصا ابلكفالة فحسب‪ ،‬إمنا شرط عام ابلنسبة جلميع العقود‪ ،‬أي أن يكون االلتزام‬
‫املكفول معينا أو قابال للتعيني‪ ،‬كأن يعني أطراف هذا االلتزام من الدائن واملدين‪ ،‬ويعني مصدر الدين‪.‬‬
‫فيجب تعيني طريف االلتزام ومها الدائن واملدين‪ ،‬ألنه من الضروري أن يعرف الكفيل الشخص الذي سريجع‬
‫عليه إذا ما اضطر الوفاء اباللتزام للدائن‪ ،‬وأكثر من ذلك جيب معرفة كل التفاصيل على املدين من سنه ووظيفته‬
‫والسلطات املخولة له وحدودها للتصرف ابسم املؤسسة إذا ما كان موضوع الدين قرضا‪ ،‬وهذا حىت ال يقع‬
‫الكفيل يف غلط يؤدي إىل بطالن عقد الكفالة‪ ،‬فمحكمة النقض الفرنسية حكمت إببطال القرار املطعون فيه‬
‫الصادر عن حمكمة االستئناف يف ‪ 1996-02-27‬اليت قضت بصحة الكفالة اليت مل يعني فيها اسم املدين‬
‫املكفول فهنا خرق لقواعد القانون املدين‪.1‬‬
‫وجيب تعيني حمل االلتزام املكفول مبا يشمله من مبلغ الدين والفوائد‪ ،‬ومصدر االلتزام املكفول‪ ،‬الذي‬
‫يكون يف حالة التمويل تعيني آلية التمويل‪.‬‬

‫‪-1‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.51 .‬‬


‫‪133‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫ومبا أن العقد شريعة املتعاقدين ميكن أن يتفق البنك مع الكفيل أن يكون التزام هذا األخري خمتلفا يف املقدار‬
‫والشروط عن االلتزام األصلي‪ ،‬لكن دون اخلروج عن مقتضيات املادة ‪652‬من القانون املدين اليت ال جتيز الكفالة‬
‫يف مبلغ أكّب مما هو منصوص عليه يف العقد األصلي‪ ،‬وال بشروط قاسية أشد من شروط على املدين األصلي‬
‫املكفول‪ ،‬ولكن إذا كان املبلغ أقل والشروط أهون فيجوز االتفاق على ذلك‪ ،‬وابلتايل تكون الكفالة جائزة تبعا‬
‫لذلك‪.‬‬
‫ورغم أن هناك إمكانية ألن يكون التزام الكفيل أشد‪ ،‬إذا كان هناك تضامن بني جمموعة من الكفالء أو‬
‫بني املدين والكفيل (الكفالة التضامنية) عكس ما هو عليه يف الكفالة البسيطة‪ ،‬إال أنه دائما ال جيب أن يكون‬
‫التزام الكفيل أشد من التزام املدين األصلي‪ ،‬وهذا طبقا لنص املادة السالفة الذكر‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬السبب (‪)La cause‬‬
‫إن السبب يف الكفالة له أمهية عملية وأساسية‪-‬ونظرا لعدم وجود هذا الركن يف األنظمة القانونية املختلفة‬
‫وعلى اعتبار أن الكفالة كباقي العقود البد من توفرها على األركان املوضوعية العامة سابقة الذكر من بينها ركن‬
‫السبب‪ -‬نعود إىل القواعد العامة يف القانون املدين‪ ،‬فطبقا ملا جاء يف القانون املدين جند‪ " :‬إذا التزم املتعاقد لسبب‬
‫غري مشروع‪ ،‬أو لسبب خمالف للنظام العام أو اآلداب‪،‬‬
‫كان العقد ابطال‪ ،1" .‬وحسب نفس القانون جند‪" :‬كل التزام مفرتض أن له سبب مشروع ما مل يقم‬
‫الدليل على غري ذلك‪ ،‬ويعتّب السبب املذكور يف العقد هو السبب احلقيقي مامل يقم الدليل على ما خيالف ذلك‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫فإذا قام الدليل على صورية السبب فعلى من يدعي أن لاللتزام سبب آخر مشروع أن يثبت ما يدعيه‪" .‬‬
‫فإذا كنا أمام عقد متويل مؤسسة فان السبب هو الغاية أو اهلدف أو التّبير الذي جعل الكفيل يتقدم‬
‫املمولة من طرف البنك‪ ،‬السبب يكون يف كثري من األحيان غري واضح‪ ،‬ماعدا إذا‬
‫ابلتزامه لكفالة هذه املؤسسة َّ‬
‫كانت هناك مصلحة أو رابطة اجتماعية بني الكفيل واملدين أو كان هناك هدف مادي من وراء هذه الكفالة‪،‬‬
‫ونتصور ذلك يف حال ما إذا كانت هناك رابطة عائلية بني املدين والكفيل‪ ،‬كأن تكون مبنية على العالقة الزوجية‬
‫كون الكفيل زوجا للمدين املكفول‪ ،‬أو أن الكفيل عضوا يف الشركة املكفولة كمدير أو شريك‪ ،‬فإذا ما كان هناك‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 97‬من القانون املدين‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 98‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪134‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫انفصال بني الزوجني الكفيل واملكفول وإذا ما خرج الكفيل من الشركة املكفولة كعضو هنا جند غياب السبب‬
‫وابلتايل يبطل معه عقد الكفالة‪.1‬‬
‫كما أننا نتصور السبب يف عقد الكفالة إذا كان هناك غرض مادي من إنشاء عقد الكفالة‪ ،‬ويظهر ذلك‬
‫جليا يف الكفاالت البنكية اليت تقدم كفالتها لعمالئها من أجل حصوهلا على عمولة‪ ،‬والعميل املكفول تتدعم ثقته‬
‫عند اآلخرين ويتحصل على طلبياته‪.‬‬
‫كذلك يظهر السبب بوضوح عندما تكفل الشركة األم الشركة الفرع وتضمنها أمام البنك من أجل أن‬
‫تتحصل على مبلغ القرض‪ ،‬فاملصلحة تقضي أن تقوم الشركة األم هبذا التصرف‪.‬‬
‫كما يظهر السبب يف حال ما إذا كفل الكفيل مدينا انقص األهلية ألنه أراد محاية أموال البنك‪ ،‬القصد‬
‫من الكفالة هنا هو محاية البنك الدائن مما قد يتعرض‬
‫له من ضرر نتيجة متسك املدين إببطال العقد الذي أنشأ االلتزام‪ ،‬لكن إذا كان اهلدف من الكفالة هو‬
‫اإلضرار مبصلحة املدين املكفول أو الدائن‪ ،‬كأن يكون ذلك على سبيل الضغط أو احلصول على مصاحل غري‬
‫مشروعة أو القيام أبعمال متس ابلنظام العام واآلداب العامة‪.‬‬
‫املمولة هو جعلها تتحصل على‬
‫لكن اهلدف الواضح والرئيسي من كفالة الكفيل للمؤسسة االقتصادية َّ‬
‫التمويل الذي تريده‪ ،‬على اعتبار أن البنك قد يشرتط من املؤسسة تقدمي كفالة كضمان مقابل منحها مبلغ‬
‫التمويل املطلوب‪ ،‬وهذا كإجراء حتويطي حلماية أمواله من خطر عدم التسديد‪.‬‬
‫كما أن الكفاالت البنكية اليت تقدمها البنوك لعمالئها هدفها هو احلصول على عمولة من هذه العملية‬
‫من جهة‪ ،‬ومن جهة اثنية تقوية املركز التعاقدي للعمالء ومحايتهم من خطر عدم تنفيذ الطرف اآلخر اللتزاماته‪،‬‬
‫البنك هنا ضامنا لعميله وأن حيل حمله إذا عجز عن الدفع‪ ،‬وقبل أن يقدم البنك على مثل هذا االلتزام وجب‬

‫‪-1‬لكن بعد ذلك اجته رأي إىل اعتبار أن هذه املستجدات ال تؤثر على صحة الكفالة فال تكون ابطلة‪ ،‬بل تظهر يف هذه احلالة كتصرف جمرد عن سببه‪ ،‬وأصبح دور‬
‫السبب حمدود يف عقد الكفالة‪ ،‬فالكفالة ال تؤدي دورها كضمان اذا كان الكفيل يفاجئ البنك الدائن يف كل مرة مبستجدات وأحداث خاصة حلياته املهنية‬
‫والعائلية‪ ،‬كما أنه قد يستغلها كذريعة للتحلل من التزامه‪ ،‬كما يظهر ذلك جليا يف أحكام القضاء‪ ،‬حيث قررت حمكمة النقض الفرنسية يف‪":1972-11-8‬ان‬
‫سبب االلتزام ابلكفالة يوجد يف السماح للشركة املكفولة ابحلصول على قرض وليس يف الوظيفة اليت يشغلها الكفيل يف هذه الشركة‪ ،" . .‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.54 .‬‬
‫‪135‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫التأكد من السمعة االئتمانية للعميل‪ ،‬ومدى جناعة املشروع موضوع التمويل‪ ،‬ومدى مشروعية سبب الدين‬
‫املكفول‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نطاق التزام الكفيل‬

‫عقد الكفالة اتفاق بني الدائن والكفيل‪ ،‬وهذا االتفاق هو الذي حيدد حدود التزام الكفيل‪ ،‬وهذه احلدود‬
‫تكون وفقا لبنود العقد‪ ،‬فإذا ختلف بند منها وجب أخذه ابلتفسري األصلح للكفيل‪ ،‬ويستند هذا املبدأ التقليدي‬
‫والعام إىل تفسري الشك ملصلحة املدين‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نطاق التزام الكفيل من حيث الموضوع‬

‫هنا جيب التمييز بني الكفالة املطلقة والكفالة احملددة ملعرفة حدود التزام الكفيل‪.‬‬

‫أ‪-‬الكفالة المطلقة (‪)Le cautionnement illimité‬‬


‫هي الكفالة غري احملددة‪ ،‬وهي اليت يكون التزام الكفيل فيها بعبارات عامة‪ ،‬أيدون تعيني لاللتزامات اليت‬
‫قبل ضماهنا اجتاه الدائن‪ ،‬كما ميكن أن تتضمن ديون املؤسسة اجتاه البنك حىت وان جديد بشأن هذه الديون‬
‫املضمونة‪ ،‬لكن رغم ذلك تبقى الكفالة غري احملددة خاضعة ملبدأ أساسي وهو احنصارها يف نطاق ما رضي به‬
‫الكفيل ووجوب التضييق يف تفسري التزام هذا األخري‪ ،‬عمال مببدأ الشك يفسر لصاحل الطرف الضعيف يف العقد‪،‬‬
‫أي التفسري األصلح للمدين‪.2‬‬
‫لكن ال ميكن تصور وجود كفالة هبذا التوسع يف ميدان الضمان‪ ،‬ألن الكفالة تصرف خطري له آاثر سلبية‬
‫على ذمة على الذمة املالية للكفيل يف حال حتقق خطر عدم التسديد من طرف املؤسسة املكفولة‪ ،‬ألن الدائن‬
‫سوف يعود على الكفيل‪ ،‬واألخطر من ذلك إذا التزم هذا األخري ابلتزامات مطلقة‪ ،‬فقد يُطالَب ابلدين والفوائد‬
‫وفوائد التأخري والتعويضات عن اخلسائر جراء ذلك إن وجدت‪.‬‬
‫لكن ال نتصور وجود هذا النوع من الكفالة إال إذا كانت هناك قرابة أو مصلحة تفرض ذلك‪ ،‬وخاصة‬
‫ابلنسبة للعالقة القوية اليت تربط الشركة األم ابلشركة الفرع أو الشريك بشركته أو الرابطة االجتماعية بني املدين‬
‫والكفيل أو يف حال الكفالة البنكية القائمة على العمولة من هذه العملية‪ ،‬هذا قد جيعل الكفيل يكفل املدين دون‬

‫‪-1‬معمر سعدوين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪-2‬فوزي بن سديرة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪136‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫حتديد ملقدار االلتزام‪ .‬هذا عكس الكفالة التّبعية اليت يقوم هبا الشخص الطبيعي ال نتصور أن تكون مطلقة‪ ،‬فهو‬
‫ال خيرج عن حدود االلتزام الذي تعهد به املدين األصلي وبنفس الشروط‪.1‬‬
‫ويف إطار أهلية الشركات فانه جيوز للشركة قبول التّبعات من الغري كأن يتّبع شخص طبيعي ميسور‬
‫بكفالته هلا بشرط أال يكون التّبع مقرتان بشرط يتناىف مع غرض الشركة‪ ،‬أما تّبعات الشركات للغري فاألصل عدم‬
‫جوازها لتعارض ذلك مع غرض الشركة وهو السعي وراء حتقيق الربح‪ ،‬حيث ال نتصور تقدمي شركة لكفالة تّبعية‬
‫للغري سواء أكان شخصا طبيعيا أو معنواي ألن ذلك يتناىف مع هدف الشركة‪.2‬‬
‫فالقاعدة القانونية اليت جاءت هبا املادة السابقة الذكر غري حمددة بضرورات شكلية أو موضوعية‪ ،‬ألن‬
‫الكفيل غري ملزم أبن يضع يف العقد القيمة أو املبلغ أو الشروط‪ ،‬حىت مدة االلتزام ميكن أن تكون غري حمددة‪،‬‬
‫لكن هذا الشرط األخري من فائدة الكفيل ويف غري مصلحة البنك الدائن‪ ،‬ألنه ميكن للكفيل التحلل من التزامه يف‬
‫أي وقت‪ ،‬وحيدث ذلك يف حال ما إذا كان مبلغ الدين املضمون غري حمدد وقت إبرام العقد‪.‬‬
‫ولكن من مصلحة الكفيل أن حيدد كل ما يتعلق ابلدين األصلي املضمون يف عقد الكفالة ولو حبد أقصى‬
‫يناسب قدرات ومالءة الكفيل‪ ،‬وهذا حىت ال يلتزم بشيء فوق قدراته وطاقته املالية‪ ،‬ألنه يف حال ما إذا كفل‬
‫الكفيل مؤسسة اقتصادية مدينة للبنك نتيجة عقد قرض ومل يتم التحديد‪ ،‬هنا يكون الكفيل مسئوال عن أصل‬
‫الدين املكفول وملحقاته‪ ،‬من فوائد قانونية واتفاقية والتعويضات الناشئة عن التأخر يف تنفيذ االلتزامات‪ ،‬ألن‬
‫القرض غري املسدد يف املواعيد املتفق عليها ميكن أن يرتب مصاريف إضافية على البنك املمول‪ ،‬من تكاليف‬
‫التشغيل ومصاريف االتصال والتكاليف النامجة عن استخدام الوسائل‪ .3‬هذه التكاليف واألعباء يتحملها الكفيل‬
‫إذا كانت الكفالة مطلقة‪ ،‬ابإلضافة إىل إمكانية حتمله للفائدة املركبة اليت هي نسبة الفائدة على مبلغ القرض وعلى‬
‫الفائدة اليت حيتسبها البنك الدائن نتيجة أتخر املؤسسة يف السداد‪.‬‬
‫لكن إذا شاب الكفالة غموض وكانت هناك منازعات‪ ،‬فان تفسري هذه األخرية جيب أن يكون ضيقا‬

‫‪-1‬املادة ‪ 652‬سابقة الذكر‪.‬‬


‫‪-2‬عبد القادر البقريات‪ ،‬دروس يف القانون التجاري اجلزائري (الشركات التجارية)‪ ،‬املدرسة الوطنية لإلدارة السنة الثالثة ليسانس‪ ،‬اجلزائر‪ ،2004-2003 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.26‬‬
‫‪-3‬على سبيل املثال واستنادا لدراسة نشرت‪ ،‬قدرت تكاليف قرض غري مسدد يف فرنسا سنة ‪ 1989‬حوايل ‪ 16000‬فرنك فرنسي‪M. Mathieu, op. ،‬‬
‫‪.cit, p. 289‬‬
‫‪137‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫ودائما ف مصلحة الكفيل‪ ،‬وان توسع الكفيل يف التزاماته جيب األخذ أبقل حد ممكن‪ ،‬فال تكون هناك مبالغة يف‬
‫املصروفات‪ ،‬فهناك ويف هذه احلالة األخرية من يفرق بني املصروفات قبل إخطار البنك للمدين واليت بعد‬
‫اإلخطار‪ ،‬ففي احلالة األوىل الكفيل يتحمل هذه املصروفات‪ ،‬أما يف احلالة الثانية ال يتحملها الكفيل‪.‬‬
‫ويف حالة الكفالة املطلقة فان املشرع تفطن إىل هذا النوع من الكفالة‪ ،‬حيث ميكن أال يوجد اتفاق بني‬
‫الكفيل والدائن يف هذه احلالة تفسر الكفالة تفسريا موسعا‪ ،‬فهي تشمل الدين وكل ما يستجد إىل حني حلول‬
‫أجل تنفيذ االلتزام‪.1‬‬
‫ب‪ -‬الكفالة المحددة (‪)La cautionnement limité‬‬

‫هنا يسأل الكفيل يف حدود ما يقوم‪ ،‬فإذا كفل جزء من التزامات املدين فانه يسأل عن هذا اجلزء فقط‪،‬‬
‫وابلتايل فالكفالة احملددة ال تتجاوز احلدود املرسومة يف العقد‪ ،‬فإذا ما تقدمت مؤسسة اقتصادية بطلب إىل البنك‬
‫للحصول على متويل واشرتط هذا األخري تقدمي كفيل‪ ،‬وتقدم الشخص ليعلن التزامه ولكنه اشرتط أن يضمن أصل‬
‫الدين فقط دون الفوائد‪ ،‬فان الكفيل يلتزم مبا نص عليه عقد الكفالة فقط‪ ،‬فال ميكن للبنك الدائن أن يطلب منه‬
‫الفوائد أو ملحقات الدين يف حال عدم السداد أو التأخر عن السداد من طرف املؤسسة املكفولة‪ ،‬لكن هذا‬
‫التحديد يكون ابتفاق الطرفني الدائن والكفيل ويسجل ذلك يف عقد الكفالة‪ ،‬كما أن هذا التحديد جيب أن‬
‫يكون دقيقا وواضحا‪ ،‬ألنه إذا مل يكن كذلك سوف تفسر الكفالة تفسريا واسعا ومنه نعود إىل نص املادة ‪653‬‬
‫السالفة الذكر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نطاق التزام الكفيل من حيث األشخاص‬

‫كما أشران سابقا‪ ،‬فمن مصلحة الكفيل أن حيدد كل كبرية وصغرية اللتزامه يف عقد الكفالة‪ ،‬ابإلضافة إىل‬
‫مبلغ الدين املكفول ومدة االلتزام جيب حتديد أطراف االلتزام ومها الكفيل واملدين األصلي ابإلضافة إىل البنك‬
‫الدائن‪ ،‬فالدائن والكفيل طرفان أساسيان يف عقد الكفالة فهما اللذان يتبادالن اإلجياب والقبول‪ ،‬بينما املدين‬
‫املكفول ليس طرفا فيها‪ ،‬ألنه ميكن كفالته وهو غري راض بذلك وحىت دون علمه‪ ،‬ولكن رغم ذلك إال انه يعتّب‬
‫عنصرا جوهراي يف عقد الكفالة على اعتبار أن الغلط يف شخص املدين أو يف صفة من صفاته جيعل عقد الكفالة‬

‫‪-1‬املادة ‪ 653‬من القانون ا ملدين اجلزائري‪" :‬إذا مل يكن هناك اتفاق خاص‪ ،‬فان الكفالة تشمل ملحقات الدين‪ ،‬ومصروفات املطالبة األوىل‪ ،‬وما يستجد من‬
‫املصروفات بعد إخطار الكفيل‪" .‬‬
‫‪138‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫قابال لإلبطال‪ ،‬كأن يكون الكفيل اجتهت إرادته إىل كفالة شركة تضامن لكنه وجد نفسه قد كفل شركة ذات‬
‫مسؤولية حمدودة‪ ،‬على اعتبار أن األوىل يسأل الشركاء فيها مسؤولية غري حمدودة وشخصية ومطلقة وابلتضامن عن‬
‫ديون الشركة هذا يصب يف مصلحته عكس الثانية اليت يسأل الشركاء فيها مسؤولية حمدودة حسب ُمقدَّماهتم‪،‬‬
‫أوان الكفيل كفل شركة ضاان أهنا قدمت للبنك املمول ضماانت أخرى فاكتشف أهنا قدمت الكفالة فقط‬
‫كضمان‪ ،‬ألن الضماانت األخرى سوف حتميه من احتمالية رجوع البنك الدائن عليه يف حال عدم قدرة الشركة‬
‫على الوفاء ابلتزامها‪.‬‬
‫كما أن املدين حمل اعتبار‪ ،‬ألنه يف حال ما إذا أُستبدل مبدين آخر أو ُحول الدين إىل مدين آخر ويكون‬
‫هذا يف حال انتقال االلتزام‪ ،1‬فهنا ميكن للكفيل إبطال عقد الكفالة‪.‬‬
‫أما ابلنسبة للقانون التجاري فتظهر هذه احلالة جلية يف حال حتول املؤسسة إىل شخص معنوي آخر‪،‬‬
‫ويكون ذلك عند دمج مؤسستني يف بعضهما لتتحول إىل مؤسسة جديدة‪ ،‬أو يف حال حتول الشركة مهما كان‬
‫نوعها إىل شركة أخرى لظروف طرأت على الشركاء نتيجة وفاة أو انسحاب أحد الشركاء لكن بشروط وإجراءات‬
‫قانونية‪ ،‬ومهما يكن نوع الدمج أو التحول‪ 2‬فإن املؤسسة املكفولة سوف تتغري ابلنسبة للكفيل‪ ،‬حيث سوف‬
‫يكفل شخصا معنواي جديدا وله االختيار إما أن يقبل هذا الطارئ أو أن يطلب إبطال عقد الكفالة‪ ،‬ألن للكفيل‬
‫إمكانية التحلل من التزامه إذا تغري املدين األصلي ومن مث تّبأ ذمة الكفيل‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬آثار الكفالة (‪)Des effets du contrat‬‬
‫إن عقد الكفالة ينشئ عالقات خمتلفة‪ :‬عالقة بني الدائن ابملدين من خالل مطالبة الدائن للمدين ابلوفاء‬
‫ابلتزامه‪ ،‬إذا مل يف هذا األخري ابلدين أمكن للدائن الرجوع على الكفيل للوفاء بذلك مبوجب عقد الكفالة فتنشأ‬

‫‪-1‬املادة ‪ 251‬من القانون املدين اجلزائري‪" :‬تتم حوالة الدين ابتفاق بني املدين وشخص آخر يتحمل عنه الدين‪" .‬‬
‫‪-2‬الدمج قد يكون عن طريق الضم )‪ (Absorption‬وهذا إذا اندجمت شركة يف شركة أخرى قائمة‪ ،‬حيث تنقضي الشركة املندجمة وتفقد شخصيتها املعنوية وحتل‬
‫حملها الشركة الداجمة‪ ،‬حبيث تنتقل مجيع حقوق والتزامات الشركة املندجمة اىل الشركة الداجمة وتصبح هي املسئولة عن كل االلتزامات‪ ،‬أما حالة‬
‫املزج)‪(Création‬فتعين اندماج شركتان أو أكثر قائمة لتنشأ شركة جديدة تكون هي املسئولة عن كل االلتزامات‪ .‬املادة‪744‬من القانون التجاري‪ ،‬وليلى‬
‫بلحاسل منزلة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .139-138 .‬أما التحول فهو انتقال الشركة من نوع اىل نوع آخر من األنواع املنصوص عليها يف القانون التجاري اجلزائري‬
‫وهذا يف حال حدوث طارئ على أحد الشركاء أو أكثر من وفاة أو انسحاب أو عارض‪ ،‬ويكون هذا ابتفاق الشركاء الباقني‪ ،‬مع تعديل يف القوانني األساسية‪،‬‬
‫واحرتام القواعد اخلاصة بكل شكل من الشركة امل َوافَق عليها‪ .‬عبد القادر البقريات‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.35 .‬‬
‫ُ‬
‫‪139‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫عالقة بني الدائن والكفيل‪ ،‬وعندما يفي هذا األخري ابلدين أمكنه الرجوع على املدين املكفول فتنشأ عالقة بني‬
‫الكفيل واملدين‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عالقة الدائن بالمدين األصلي‬

‫جيب على البنك الدائن الرجوع على املؤسسة املدينة واملكفولة أوال قبل أن يرجع على كفيلها‪ ،‬هذا إن‬
‫كانت الكفالة بسيطة أو أن الكفيل مل يتنازل عن هذا احلق ابعتباره قاعدة مكملة ليست من النظام العام ميكن‬
‫ألطراف العقد االتفاق على ما خيالف ذلك‪ ،1‬لكن إن كان أجل التزام املؤسسة والكفيل واحد أو وجود تنازل من‬
‫الكفيل عن حقه يف الدفع أمكن للبنك مطالبة أي واحد منهما أومها معا‪.‬‬
‫واملقصود ابلرجوع املطالبة القضائية‪ ،‬فال جيوز للدائن أن يرفع دعوى على الكفيل وحده وبصفة مباشرة‬
‫إللزامه بوفاء ابلدين ما مل يرفع دعوى أوال على املؤسسة املكفولة يلزمها فيها ابلوفاء ابعتبارها مدينة أصلية للبنك‬
‫جراء عقد التمويل‪ ،‬ألنه إن فعل ذلك هذا األخري فان الكفيل لديه وسيلة الدفع بوجوب الرجوع على املؤسسة‬
‫أوال‪ ،‬إذا ثبت إعسار(‪ )Insolvabilité‬هذه األخرية عندئذ أمكن للبنك مطالبة الكفيل‪ ،2‬على اعتبار أن‬
‫املطالبة تكون للمدين املكفول مث الكفيل ما مل يكن هناك تضامن بني الكفيل واملدين األصلي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عالقة الدائن بالكفيل‬

‫يلتزم الكفيل مبقتضى عقد الكفالة أن يضمن تنفيذ التزام املؤسسة املدينة‪ ،‬ويرتتب على ذلك أن البنك‬
‫الدائن يطالب الكفيل املدين التابع ابلوفاء ابلتزام املكفول‪ ،‬لكن نظرا لصفة التبعية اليت متيز عقد الكفالة فانه جيب‬
‫على البنك الدائن أن يطالب املؤسسة أوال قبل الرجوع على الكفيل‪ ،‬كما جيب أن ينفذ على املؤسسة الستيفاء‬
‫حقه قبل أن ينفذ على أموال الكفيل‪ ،‬هذا يسمى الدفع ابلتجريد (‪ ،)Bénéfice de discussion‬فليس‬
‫للدائن مطالبة الكفيل قبل حلول أجل استحقاقه‪.‬‬

‫‪-1‬فوزي بن سديرة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫‪-2‬قرار صادر عن احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة التجارية والبحرية‪ ،‬يف‪ ،2008-7-9‬قضية بنك الّبكة اجلزائر ضد (ب‪-‬س)‪ ،‬اجمللة القضائية‪ ،‬العدد‪ ،1‬ص‪":183 .‬ال جيوز‬
‫للبنك الرجوع على الكفيل لتحصيل الدين الباقي يف ذمة املدين املكفول إال بعد ثبوت إعسار املدين‪ ،‬وال يعد جمرد إعذار املدين دليال على إعساره‪" . . .‬‬
‫‪140‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫املمولة مهلة أخرى للسداد كان للكفيل إما أن يفي ابلدين األصلي فور‬
‫لكن إذا منح البنك للمؤسسة َّ‬
‫حلول أجل التزامه وإما أن ينتظر ويستفيد من مد األجل طبقا لصفة التبعية اليت متيز عقد الكفالة‪.1‬‬
‫كما جيب التفرقة بني الكفالة البسيطة والكفالة التضامنية عند مطالبة البنك الدائن للكفيل‪.‬‬
‫فإذا كانت الكفالة بسيطة فان الكفيل كفيل عادي‪ ،‬وابلتايل ال جيوز للبنك الدائن أن يرجع عليه وحده ما‬
‫مل يرجع على املؤسسة املكفولة وإال كان أمام الكفيل دفع وهو مطالبة البنك ابلرجوع على املؤسسة املدينة أوال‪.2‬‬
‫أما إذا كانت الكفالة تضامنية‪ ،‬سواء أكان هذا التضامن بني الكفيل واملدين األصلي‪ 3‬أو بني عدة كفالء‪.‬‬
‫ففي احلالة األوىل يسقط حق الكفيل يف هذا الدفع ألنه متضامن مع املدين األصلي‪ ،4‬وللبنك الدائن احلق‬
‫يف مطالبة أي من الكفيل أو املؤسسة املمولة‪ ،‬أو يطالبهما معا على اعتبار وجود تضامن بينهما‪.5‬‬
‫أما عن احلالة الثانية‪ ،‬وهي تعدد الكفالء لدين واحد وبعقد واحد وكانوا غري متضامنني فيما بينهم‪ ،‬قُسم‬
‫الدين عليهم‪ ،‬وال جيوز للبنك الدائن مطالبة كل كفيل إال بقدر نصيبه يف الكفالة‪ ،6‬ويكون للكفيل حق الدفع‬
‫ابلتقسيم‪ ،‬وإذا التزم الكفالء بعقود متوالية فان كل واحد منهم يكون مسئوال عن الدين كله‪ ،‬إال إذا احتفظ لنفسه‬
‫حبق التقسيم‪.)Bénéfice de division(7‬‬
‫نظرا خلطورة املهنة املصرفية‪ ،‬واملخاطر اليت تعرتضها جراء عملية التمويل وخاصة خطر عدم التسديد‪ ،‬فان‬
‫البنوك عادة ما تشرتط يف عقد الكفالة شروطا جتعلها حممية من هذا اخلطر‪ ،‬كأن تشرتط كفالة تضامنية وليس‬
‫بسيطة‪ ،‬كما قد تشرتط على الكفيل التنازل على حقه يف الدفوع عند مطالبة البنك له‪ ،‬وهذا حىت ينفذ الكفيل‬

‫‪ -1‬طبقا لنص املادة‪ 211‬من القانون املدين اجلزائري‪ ،‬فان هناك حاالت يسقط فيها أجل االلتزام واليت تتمثل يف‪ :‬اإلفالس‪ ،‬إضعاف أتمينات الدين‪ ،‬عدم تقدمي‬
‫املدين ما وعد بتقدميه من أتمينات‪ .‬ومبا أن الكفالة عقد تبعي فان أجل التزام الكفيل يسقط تبعا للدين‪.‬‬
‫‪ -2‬املادة‪660‬من القانون املدين اجلزائري‪" :‬ال جيوز للدائن أن يرجع على الكفيل وحده اال بعد رجوعه على املدين‪ ،‬وال جيوز له أن ينفذ على أموال الكفيل إال بعد‬
‫أن جيرد املدين من أمواله‪ ،‬وجيب على الكفيل يف هذه احلالة أن يتمسك هبذا احلق‪" .‬‬
‫‪ -3‬قرار صادر عن احملكمة العليا‪ ،‬يف‪ ،2007-6-20‬قضية بنك التنمية احمللية ضد(س‪-‬ع)‪ ،‬اجمللة القضائية‪ ،2008‬العدد‪ ،1‬ص‪" :.87 .‬الكفالة املتضامنة تفقد‬
‫الكفيل حق املطالبة بتجريد املدين من أمواله‪" . . .‬‬
‫‪ -4‬قرار صادر عن احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة التجارية والبحرية‪ ،‬يف‪ ،2008-03-05‬قضية مؤسسة ترقية السكن العائلي ضد بنك التنمية وكالة‪ ،417‬اجمللة‬
‫القضائية‪ ،2008‬العدد‪ ،1‬ص‪" : 141 .‬ميكن للدائن‪ ،‬يف كفالة شخصية وابلتضامن رفع دعوى مباشرة على الكفيل املتضامن دون أن يكون يف وسع هذا‬
‫األخري طلب التجريد‪" . . .‬‬
‫‪ -5‬املادة‪665‬من القانون املدين اجلزائري‪" :‬ال جيوز للكفيل املتضامن مع املدين أن يطلب التجريد‪" .‬‬
‫‪ -6‬املادة‪664‬فقرة‪1‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪-7‬املادة‪664‬فقرة‪2‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫التزامه مبجرد مطالبة البنك الدائن له‪ ،‬كيال تكون هناك أعباء إضافية على حساب أموال هذا األخري‪ ،‬ألن املطالبة‬
‫ابألموال اليت أقرضها قد تكلفه غاليا وخاصة يف حال ما إذا مل جيد استجابة سواء من املدين أو الكفيل‪ .1‬وأكثر‬
‫من ذلك قد يطلب البنك الدائن من املؤسسة طالبة التمويل أن تقدم كفيال عينيا‪ ،‬هذا األخري يقدم للبنك الدائن‬
‫كضمان رهنا ألمالك عقارية ميلكها‪ ،‬وليس له احلق يف الدفع ابلتجريد ما مل يوجد اتفاق يقضي خبالف ذلك‪،‬‬
‫ومؤدى ذلك أنه ميكن للدائن البدء يف التنفيذ على العقار املرهون اململوك للكفيل العيين دون أن يعرتض على‬
‫ً‬
‫ذلك‪ ،‬ولكن يبقى اخلطر قائما حيث جيوز للكفيل أن يتمسك ضد البنك الدائن ابلدفوع اليت كان للمدين‬
‫األصلي أن يتمسك هبا ابعتبار أن الكفالة عقد تبعي‪.2‬‬
‫ابإلضافة إىل كل ذلك فهناك دفوع أخرى للكفيل أن يتمسك هبا وهي يف جمملها تشكل محاية للكفيل‬
‫ومتثل خطرا على الدائن إذا مل يضعها يف احلسبان وتتمثل يف‪:‬‬

‫‪ -‬الدفع إبضاعة التأمينات‪ ،‬أي أخذ أي ضمان خاص سواء كان اتفاقيا أو قانونيا أو حىت قضائيا‪ ،‬حيث تّبأ‬
‫ذمة الكفيل ابلقدر الذي أضاعه الدائن من ضماانت ولو كانت بعد الكفالة‪.3‬‬

‫‪ -‬الدفع بعدم اختاذ الدائن لإلجراءات ضد املدين‪ ،‬فتأخر الدائن ابختاذ اإلجراءات ضد املدين جتعل الكفيل‬
‫تّبأ ذمته وابلتايل يكون قد ضيع إحدى ضماانت االئتمان‪.4‬‬

‫‪ -‬الدفع بعدم تدخل الدائن يف تفليسة املدين‪ ،‬فهي الوسيلة اليت تسمح للدائن يف احلصول من املدين على ما‬
‫ميكنه من استيفاء حقه‪ ،‬ألنه إذا ضيع ذلك ال ميكنه الرجوع على الكفيل الذي ميكنه التمسك بّباءة ذمته‬
‫ابلقدر الذي أضاعه الدائن عند عدم دخوله يف تفليسة املدين‪.5‬‬

‫‪-1‬علي مجال الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.340 .‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 893‬الفقرة ‪ 02‬من القانون املدين اجلزائري‪ ،‬املقابلة للمادة ‪ 1042‬فقرة ‪ 02‬من القانون املدين املصري واليت تنص‪" :‬إذا كان الراهن غري املدين كان له‬
‫إىل جانب متسكه أبوجه الدفع اخلاصة به أن يتمسك مبا للمدين التمسك به من أوجه الدفع املتعلقة ابلدين ويبقى له هذا احلق ولو تنازل عنه املدين"‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 656‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 657‬الفقرة ‪ 02‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 658‬من القانون املدين اجلزائري‪ ،‬وقرار احملكمة العليا‪ ،‬رقم ‪ 264039‬الصادر بتاريخ ‪ 2002/10/09‬بني القرض الشعيب الوطين وكالة ‪ 30‬وديوان‬
‫الرتقية والتسيري العقاري‪" :‬حيث وأن احملكمة العليا وابلرجوع إىل عناصر امللف وجدت أن املدين مؤسسة أشغال البناء قسنطينة قد حلت وعني هلا مصفي‬
‫واحلال كان على املدعى عليه ديوان الرتقية والتسيري العقاري أن يطالب بدينه أمام املصفى قبل العودة على الكفيل (القرض الشعيب الوطين) وهو ما مل يقم به‪،‬‬
‫وبذلك أخطأ يف تطبيق املادة ‪ 658‬قانون مدين‪ ،‬ومنه كان على الدائن إتباع اإلجراءات الالزمة قبل العودة على الكفيل"‪.‬‬
‫‪142‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫لكن النص القانوين واضح يف هذه املسألة‪ ،‬حيث أعطى هذه اآللية القانونية للكفيل كي يتمسك هبا وهي‬
‫مجلة من الدفوع ألن ذلك من حقه‪ ،‬على اعتبار أن الكفالة من التصرفات اخلطرة اليت قد تنصرف إىل كل الذمة‬
‫املالية للكفيل‪ ،‬فال ميكن تصور تنازل الكفيل عن حقه يف الدفع ابلتجريد أو الدفع ابلتقسيم هبذه السهولة‪ 1‬ما مل‬
‫تكن هناك مصلحة قوية جدا بني الكفيل واملدين املكفول وما مل تكن للكفيل ثقة كبرية يف املدين الذي يكفله‬
‫وقدرته على الوفاء‪ ،‬أضف إىل ذلك وحلماية أكثر للكفيل فانه عادة ما ال يتقدم هذا األخري ابلتزامه اجتاه البنك‬
‫الدائن إال إذا وجد ضماانت أخرى قدمتها املؤسسة إىل البنك إىل جانب الكفالة اليت التزم هبا هو‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عالقة الكفيل بالمدين‬

‫الكفيل الذي وىف ابلدين املضمون للبنك الدائن له حق الرجوع على املدين األصلي السرتجاع ما دفعه‪،‬‬
‫ويكون ذلك وفقا آلليات قانونية من حق الكفيل‪.‬‬
‫أ‪ -‬دعوى الكفالة (‪)Action en cautionnement‬‬
‫وهذا ما تنص عليه املادة ‪ 670‬فقرة ‪ 1‬من القانون املدين‪ ،‬حيث جيب على الكفيل أن خيّب املدين قبل أن‬
‫يقوم بوفاء الدين وإال سقط حقه يف الرجوع على املدين واملادة ‪ 672‬من نفس القانون تنص على أن للكفيل‬
‫احلق يف الرجوع على املدين ومطالبته أبصل الدين واملصروفات‪ 2‬إذا وىف الدين‪.‬‬
‫ب‪ -‬دعوى الحلول (‪)Action en subrogation‬‬

‫يقصد هبا أن الكفيل إذا وىف الدين مكان املدين األصلي حيل حمل البنك الدائن يف مجيع ماله من حقوق‬
‫قبل املؤسسة املكفولة‪ ،‬هذا طبقا ملا نصت عليه املادة ‪ 671‬من القانون السالف الذكر‪ ،‬لكن إذا وىف ببعض‬
‫الدين فال يرجع على املدين إال إذا وىف هذا األخري كامل الدين للدائن‪ ،‬وهذا طبقا للمادة السالفة الذكر‪.3‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬حاالت انقضاء الكفالة‬

‫ابإلضافة إىل األسباب العامة النقضاء الكفالة‪ ،4‬فان هناك حاالت أخرى تنقضي هبا الكفالة‪ .‬وهذه‬

‫‪-1‬املادة ‪ 660‬السالفة الذكر‪ . . .":‬وجيب على الكفيل يف هذه احلالة أن يتمسك هبذا احلق‪" .‬‬
‫‪ -2‬املصروفات اليت يطالب هبا الكفيل املدين اليت دفعها من وقت إخبار املدين ابإلجراءات املتخذة ضده‪ ،‬نفس املادة السابقة‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة‪":671‬إذا وىف الكفيل الدين‪ ،‬كان له أن حيل حمل الدائن يف مجيع ماله من حقوق جتاه املدين‪ .‬ولكن إذا مل يوف اال بعض الدين‪ ،‬فال يرجع مبا وفاه اال بعد‬
‫أن يستويف الدائن كل حقه من املدين‪" .‬‬
‫‪-4‬الوفاء‪ ،‬الوفاء مبقابل‪ ،‬التجديد‪ ،‬املقاصة‪ ،‬احتاد الذمة‪ ،‬استحالة التنفيذ‪ ،‬اإلبراء‪ ،‬التقادم‪ ،‬هذا ما جاءت به املواد من‪258‬اىل‪307‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪143‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫احلاالت تشكل الوجه السليب للكفالة‪ ،‬حيث أهنا متثل خماطر الكفالة‪ ،‬ألهنا ال توفر ضماان كافيا للبنك الدائن‬
‫يكفل له احلصول على حقه كامال‪ ،‬لدلك يرتدد الدائن يف قبول الكفالة مامل تكن صادرة عن مصرف‪ ،‬أوعن‬
‫شخص مشهود له ابملالءة واالستقامة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬انقضاء الدين األصلي‬

‫مبا أن الكفالة كما أشران سابقا عقد يتميز خباصية التبعية‪ ،‬فانه عندما يفي املدين األصلي املكفول يؤدي‬
‫تبعا لذلك إىل انقضاء التزام الكفيل‪ ،‬وابلتايل إبراء ذمة الكفيل‪ .1‬وهنا تكون الكفالة قد أدت دورها رغم أن‬
‫املدين هو الذي وىف ابلدين‪ .‬ويف هذا فائدة للبنك الدائن يف أنه استوىف دينه‪ ،‬وللمدين أنه كسب ثقة البنك‬
‫والكفيل‪ ،‬وهدا األخري النقضاء التزامه وإبراء ذمته‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خطأ البنك الدائن‬

‫ويكون ذلك يف حالة ارتكاب البنك الدائن خطأ ما من إضاعة التأمينات إىل التأخر يف اختاذ اإلجراءات‪،‬‬
‫فالكفالة حمفوفة ابملخاطر إذا مل يتم االحتياط لذلك واستغالهلا أحسن استغالل‪ ،‬ويكون ذلك يف حالة إضاعة‬
‫التأمينات‪ ،‬فهنا تّبأ ذمة الكفيل‪ ،‬وابلتايل يكون البنك الدائن قد أضاع آليات قانونية منحها له املشرع من أجل‬
‫محاية أمواله‪ ،‬إما عن جهل ابلقوانني السائدة‪ ،‬وإما لتهاونه يف اختاذ ذلك‪ ،‬و يقصد هنا ابلتأمينات كل اآلليات‬
‫املخصصة لضمان الدين‪ ،‬فأحياان يطلب البنك الدائن ضماانت ولكنه يضيعها‪ 2‬بسبب عدم قيدها وأحياان ال‬
‫يطلبها أصال من املؤسسة اليت موهلا لثقته املفرطة هبا‪ ،‬وهذا يشكل خطرا على أمواله‪ ،‬فطلب الضماانت وحده غري‬
‫كاف بل جيب على البنك أن يدعمها ابآلليات القانونية اليت تكفل له احلفاظ على أمواله ويف نفس الوقت‬
‫احلفاظ على الضماانت‪ ،‬فالضمان وحده غري كاف ما مل تسبقه دراسة جادة عن املدين والكفيل وحىت الضمان‬
‫املقدم والتأمينات املقررة له‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 664‬فقرة ‪ 1‬من القانون املدين اجلزائري‪" :‬يّبأ الكفيل مبجرد براءة املدين وله أن يتمسك جبميع األوجه اليت حيتج هبا املدين‪" .‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 656‬من القانون املدين اجلزائري‪" :‬تّبأ ذمة الكفيل اب لقدر الذي أضاعه الدائن خبطئه من الضماانت‪ .‬ويقصد ابلضماانت يف هذه املادة كل التأمينات‬
‫املخصصة لضمان الدين ولو تقررت بعد الكفالة وكذلك كل التأمينات املقررة حبكم القانون‪" .‬‬
‫‪144‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫كما يظهر خطأ البنك الدائن يف عدم اختاذ اإلجراءات الكفيلة ابسرتجاع أمواله عند حلول أجل‬
‫االستحقاق‪ ،1‬لذا عند حلول أجل وفاء املؤسسة ابلتزاماهتا على البنك املمول أن يتخذ اإلجراءات القانونية لدفع‬
‫املؤسسة إىل الوفاء‪ ،‬لكن ليس جمرد التأخر يف ذلك يؤدي إىل إبراء الكفيل‪ ،‬بل جيب على هذا األخري أن ينبه‬
‫البنك الدائن إىل وجوب اختاذ اإلجراءات الالزمة لدفع املؤسسة املمولة للوفاء‪ ،‬هذا اإلجراء مفيد للطرفني البنك‬
‫الدائن وللكفيل‪ ،‬فاألول ميكنه احلفاظ على أمواله واحلفاظ على آلية الضمان ألنه إذا مل يفعل تّبأ ذمة الكفيل‪،‬‬
‫والثاين يستفيد من رجوع الدائن على املدين قبل الرجوع عليه ومنه احلفاظ على ذمته املالية‪.‬‬
‫فاملصلحة تقتضي أن يكون هناك تعاون بني البنك الدائن والكفيل على إلزام املدين ابلوفاء‪.‬‬
‫وأكثر من ذلك‪ ،‬وألكثر محاية للطرفني‪ ،‬من واجب الكفيل أن يرشد الدائن إىل أموال املدين تفي ابلدين‬
‫كله‪ ،‬وهذا كله على نفقة الكفيل‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬التغير الطارئ على المكفول‬

‫وحتدث هذه احلالة يف املؤسسات االقتصادية حال انفصاهلا أو اندماجها أو تغري نظامها القانوين‪ ،‬ومادام‬
‫أن الشخص املدين حمل اعتبار‪ ،‬فان استبداله أو تغري صفته يؤدي إىل إمكانية حتلل الكفيل من التزامه اجتاه البنك‬
‫الدائن‪ ،‬ألن الكفيل إذ يكفل شخصا معينا فهو ال يفرتض أن يكفل غريه يف مكانه‪.‬‬
‫ففي حالة دمج الشركة (‪ )Fusion‬أو انفصاهلا (‪ )Scission‬تغري الشخص املعنوي وظهر شخص‬
‫معنوي جديد خيتلف نظامه القانوين عما سبقه‪ ،‬ومنه نكون إزاء دين جديد‪ ،‬وابلتايل تنقضي الكفالة ويتحلل‬
‫الكفيل من التزامه‪ ،‬أما إذا كان هذا التعديل ال يؤدي إىل شخص معنوي جديد‪ ،‬بل بقي النظام القانوين نفسه‬
‫عندئذ بقي الكفيل ملزما ابلكفالة‪ ،‬وعادة ما ينشأ عن املزج شركة جديدة‪ ،‬أما الضم فال ينشأ عنه شخص معنوي‬
‫جديد‪.3‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 657‬فقرة ‪ 2‬من نفس القانون‪":‬غري أن ذمة الكفيل تّبأ إذا مل يقم الدائن ابختاذ اإلجراءات ضد املدين خالل ستة أشهر من إنذار الكفيل للدائن ما مل‬
‫يقدم املدين للكفيل ضماان كافيا‪" .‬‬
‫‪ -2‬املادة‪ 661‬الفقرة‪ 1‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪.Mohamed Salah, op. cit, pp. 159-160‬‬ ‫‪-3‬املادة ‪744‬السالفة الذكر‪،‬‬
‫‪145‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫كما أن تغري شكل الشركة نظرا للظروف الطارئة عليها نتيجة للحصص أو الشركاء فان ذلك يؤدي إىل‬
‫تغري نظامها القانوين وهذا ابتفاق الشركاء الباقني‪ ،‬فإذا كانت الشركة مكفولة وتغريت إىل شكل آخر أمكن‬
‫للكفيل التحلل من التزامه إال إذا رضي بذلك‪ ،1‬ألن املدين قد تغري وحل حمله شخص معنوي جديد‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تحلل الكفيل من التزامه‬

‫تنتهي الكفالة بتحلل الكفيل من التزامه‪ ،‬ويكون ذلك يف حال ما إذا كانت الكفالة غري حمددة املدة‪،‬‬
‫فللكفيل أن يتحلل من التزامه ابلنسبة للمستقبل ويف أي وقت‪ ،‬ويكون ذلك إبعالن إرادته إىل البنك الدائن‪،‬‬
‫شريطة أن يكون إهناء االلتزام يف وقت مناسب وحبسن نية ولسبب مّبر‪ ،‬حيث أنه للكفيل أن حيتج بنقص أهلية‬
‫املدين شريطة أن يكون غري عامل بذلك وقت التعاقد‪ ،‬وابلتايل ميكنه املطالبة إببطال عقد الكفالة‪ ،‬ومنه التحلل من‬
‫التزامه اجتاه البنك الدائن‪ .‬وابملفهوم الواسع للتحلل فان أي تغري طارئ على املدين املكفول أو عدم أخذ‬
‫الضماانت أو التأخر يف اختاذ اإلجراءات من البنك الدائن يؤدي إىل حتلل الكفيل من التزامه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫خامسا‪ :‬حالة إفالس المؤسسة‬

‫إذا أفلست املؤسسة االقتصادية املدينة واملكفولة وجب على البنك الدائن أن يتقدم بدينه يف التفليسة‪ ،‬وإال‬
‫سقط حقه يف الرجوع على الكفيل بقدر ما أصاب هذا األخري من ضرر بسبب إمهال البنك الدائن‪.3‬‬
‫ويف هذا اإلطار قد تظهر بعض احلاالت اليت قد جيري فيها اتفاق بني املؤسسة اليت فشلت يف تسديد‬
‫ديوهنا والبنك الدائن على تسوية األمر بينهما دون اللجوء إىل إجراءات شهر اإلفالس القضائي للمؤسسة‪ .‬وذلك‬
‫رغبة منه مبنح فرصة هلا ألهنا متلك إمكاانت مستقبلية جيدة يف حال جتاوزت اضطراابهتا املالية احلالية وابلتايل‬
‫ستكون عميال جيدا يف املستقبل‪ ،‬األمر الذي يعتّب أفضل بكثري من اخلسارة اليت قد تنتج عن عدم حتصيل كافة‬
‫الديون من خالل آلية التصفية‪ ،‬ابإلضافة إىل أن مثل هذا االتفاق يؤدي إىل توفري النفقات املتعلقة ابإلجراءات‬
‫القانونية لشهر اإلفالس والتصفية‪ .‬فهذه املعاجلة تكون يف تقدمي تنازالت طوعية من قبل الدائنني إلعادة تنظيم‬
‫املؤسسة هبدف إعادة أتهيلها ومتكينها من استعادة مركزها املايل على أساس أن مستقبلها يبشر ابخلري‪ .‬وإن كان‬

‫‪-1‬املادة ‪ 254‬فقرة ‪ 2‬من القانون املدين اجلزائري‪" :‬غري أنه ال يبقى للكفيل‪ ،‬عينيا كان أو شخصيا‪ ،‬التزام جتاه الدائن إال إذا رضي ابحلوالة "‬
‫‪ -2‬الشريف رحيان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.114-113‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 658‬من القانون املدين اجلزائري‪ ،‬وللتعرف أكثر على اإلفالس الرجوع إىل النصوص القانونية املطبقة عليه‪ ،‬املواد من ‪ 215‬إىل ‪ 316‬من القانون التجاري‬
‫اجلزائري‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫العكس فإن احلل يكمن يف تصفيتها‪.1‬‬


‫ورجال االقتصاد يعطوننا مفهومني للعسر املايل للمؤسسة‪ ،‬العسر املايل الفين والعسر املايل احلقيقي‪:2‬‬
‫فاألول عندما تكون املؤسسة غري قادرة على الوفاء ابلتزاماهتا املرتتبة عليها ابلرغم من أن إمجايل املوجودات‬
‫لديها يفوق إمجايل املطاليب‪ ،‬ويكون هذا عندما متر املؤسسة أبزمة سيولة حادة لضعف الرحبية لديها‪ ،‬فإن هذا‬
‫يعين أهنا مازالت متلك فرصة لتجاوز أزمتها دون أن تضطر للوصول إىل حالة اإلفالس‪ ،‬وذلك من خالل بيع‬
‫بعض موجوداهتا لتغطية االلتزامات املستحقة والعاجلة‪.‬‬
‫أما الثاين‪ ،‬فهو تلك احلالة اليت تكون فيها املؤسسة غري قادرة على سداد ما عليها من التزامات مع معاانهتا‬
‫من قلة إمجايل موجوداهتا وكثرة مطاليبها‪ ،‬وهذا يعود لرتاكم اخلسائر لديها‪ ،‬حىت لو مت التفكري يف بيع موجوداهتا لن‬
‫تكون قادرة على تغطية كامل التزاماهتا‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم فعالية الكفالة‬

‫رغم اعتبار الكفالة آلية قانونية يف يد البنك الدائن يستعملها حلماية أمواله من خطر عدم تسديد املؤسسة‬
‫االقتصادية للديون‪ ،‬إال أهنا ال يعول عليها كثريا‪ ،‬وهذا نظرا لسلبياهتا‪ ،‬حيث أهنا ال تضمن احلماية الكافية يف‬
‫املمولة على السداد‪ ،‬وكذا عدم ضمان إمكانية تنفيذ الكفيل اللتزامه إما إلعساره أو‬
‫مواجهة عدم قدرة املؤسسة َّ‬
‫وفاته أو إلمكانية التحلل من التزامه الذي وقعه‪ ،‬إذ أن خطر إعسار الكفيل يظل قائما إىل جانب إعسار املدين‬
‫أو نظرا للدفوع اليت منحه إايها املشرع من الدفع ابلتجريد والدفع ابلتقسيم‪ ،‬أو حىت عدم كفاية ذمته املالية للوفاء‬
‫بديون البنك‪ ،‬وهذا إلمكانية وجود دائنني آخرين يزامحون البنك وهو ليس على دراية هبم‪ ،‬وأكثر من ذلك ممكن‬
‫أن تكون هلؤالء أتمينات عينية لضمان الدين‪ ،‬وابلتايل يكون وضع البنك ضعيفا أمام هؤالء الدائنني الذين مل‬
‫يضيعوا هذه الضماانت‪.‬‬
‫كما أن املشرع يلجأ إىل محاية الكفيل على اعتبار أنه الطرف الضعيف واملدين‪ ،‬عمال ابملبادئ العامة‪،‬‬
‫حيث أن اآلليات اليت منحه إايها كثرية وقوية للدفاع عن نفسه‪ ،‬وأن تفسري الكفالة دائما يكون ضيقا وملصلحة‬

‫‪ -1‬التصفية‪ ،‬املواد من ‪ 765‬إىل ‪ 795‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬


‫‪ -2‬هيثم الزغيب حممد‪ ،‬اإلدارة والتحليل املايل‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ .2000 ،‬وخالد أمني عبد هللا‪ ،‬التحليل املايل لغاية التنبؤ ابلفشل‪،‬‬
‫جملة املصارف العربية‪ ،‬العدد ‪ ،148‬عمان‪ ،‬األردن‪.1993 ،‬‬
‫‪147‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫الكفيل إذا شاب العقد غموضا‪ ،‬كما أن اخلطر قد أييت من البنك الدائن نفسه من خالل إضاعته للتأمينات اليت‬
‫كانت ستعزز مركزه التعاقدي وجتعله حمميا أكثر من خماطر متويل املؤسسة أو من عدم تنفيذ الكفيل اللتزامه‪ ،‬ألن‬
‫البنك إبمكانه طلب كفيل عيين بدال من الكفيل الشخصي‪ ،‬كما أن خطر الكفالة قد أييت من تضييع البنك‬
‫لإلجراءات القانونية عند مطالبة املؤسسة املدينة ابألموال اليت اقرتضتها منه‪ .‬هذه األسباب وغريها جتعل الكفيل‬
‫تّبأ ذمته اجتاه البنك الدائن‪.‬‬
‫إذن فاملخاطر اليت حتيط بعقد الكفالة‪ ،‬تظهر من خالل‪ ،1‬خاصية التبعية اليت متيز هاته اآللية القانونية‪،‬‬
‫واليت ينتج عنها حق متسك الكفيل اجتاه البنك الدائن بكل الدفوع اليت ميكن أن يدفع هبا املدين األصلي‪.‬‬
‫وصعوبة البنك الدائن يف تقدير الذمة املالية للكفيل‪ ،‬وابلتايل خطر عدم استيفائه حلقه نتيجة إعسار هذا األخري‬
‫إىل جانب إعسار املدين األصلي‪ .‬كما أن ملزامحة الدائنني اآلخرين دوره يف أتثري على حق البنك الدائن‪ ،‬نظرا‬
‫لعدم متكن هذا األخري من معرفة ما إذا كان الكفيل قد أنشأ التزامات أخرى من نفس النوع لصاحل دائنني آخرين‪.‬‬
‫وأخطر من كل ذلك‪ ،‬هو ميل القوانني إىل محاية الكفيل ابعتباره الطرف الضعيف مما يشكل ضعفا آللية الكفالة‬
‫يف حتقيق احلماية للبنك الدائن‪.‬‬
‫أمام هذه السلبيات للكفالة ما على البنك سوى االحتياط لذلك عن طريق اإلحاطة ابلتشريعات اليت‬
‫ختص هذه اآللية‪ ،‬وفرض شروط على الدائن والكفيل جتعل مركزه كدائن قواي‪ ،‬واللجوء أكثر إىل املطالبة ابلكفالة‬
‫التضامنية‪ ،‬سواء تضامن الكفيل مع املدين أو تضامن عدة كفالء‪ ،‬واختيار الكفيل العيين على الكفيل الشخصي‪،‬‬
‫وهذا حىت تكون لديه أشياء ملموسة ينفذ عليها يف حال عجز املدين أو الكفيل على الوفاء ابلدين‪ ،‬وهذا للتقليل‬
‫من املخاطر النامجة عن عملية التمويل‪ ،‬وابلتايل إمكانية اسرتجاع البنك ألمواله‪ ،‬كما أنه يف وسع البنك الدائن أن‬
‫جيري دراسة وافية ومعمقة عن الكفيل الضامن من مجيع النواحي‪ ،‬سواء أكان الشخص طبيعيا أو معنواي‪ ،‬وهذا‬
‫قبل قبوله كضامن‪ ،‬ألن االعتماد على الكفالة وحدها دون دراسة للكفيل الضامن يشكل خطرا على األموال‬
‫قرضة من جهة وعلى الكفالة من جهة اثنية‪ ،‬ألنه إذا حتلل الكفيل من التزامه خسر البنك هذا الضمان‪،‬‬
‫امل َ‬

‫‪ -1‬رقية جبار‪ ،‬مداخلة حول‪ :‬الكفالة البنكية كضمان يف الصفقات العمومية‪ ،‬جامعة املدية‪ ،2013-30-20 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪148‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫وابلتايل تكون أمواله يف خطر‪ ،‬واالعتماد على الكفالة وحدها غري كاف ما مل يدعمها الدائن جبملة من التأمينات‬
‫األخرى واليت تتمثل يف أشياء ملموسة وذات قيمة تقدمها املؤسسة املدينة وِّملَ ال الكفيل أيضا‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الضمان االحتياطي (‪)L'aval‬‬


‫عول عليها كثريا يف ميدان‬
‫نظرا ملا حييط ابلكفالة من خماطر ملا تتميز به من سلبيات‪ ،‬أصبح اليوم ال يُ َّ‬
‫الضماانت‪ ،‬وهذا ملا وضعه املشرع واألعراف البنكية أمام البنوك من آليات الضماانت تضمن هلم احلماية من‬
‫إعسار املدين أو عدم قدرته على الوفاء‪ ،‬حيث اجتهت البنوك إىل مطالبة املنشآت االقتصادية املمولة بضماانت‬
‫أكثر صالبة اليت من بينها الضمان االحتياطي‪ ،‬هذه اآللية جماهلا األوراق التجارية ( ‪Les effets de‬‬

‫السفتجة (‪ )La lettre de change‬والسند ألمر (‪ ،)billet à ordre‬أما الشيك‬


‫‪ )commerce‬وخاصة ُّ‬
‫(‪ )Le chèque‬فهو واجب األداء لدى االطالع‪.‬‬
‫ولدراسة هذا املبحث فقد مت تقسيمه إىل ثالثة مطالب‪ ،‬األول خصص ملفهوم الضمان االحتياطي‪ ،‬والثاين‬
‫لشروط صحة الضمان االحتياطي‪ ،‬وآاثره‪ ،‬وأما الثالث لتقييم فعالية الضمان االحتياطي‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الضمان االحتياطي‬

‫يعتّب الضمان االحتياطي أحد أنواع التأمينات الشخصية‪ ،‬فالضامن االحتياطي(‪ )L'avaliste‬هو شخص‬
‫ليس طرفا يف االلتزام ومع ذلك يلتزم بتسديد السند التجاري‪ ،‬ويضمن عوضا عن املدينني يف حالة ما إذا مل يتمكن‬
‫أحدهم من ذلك‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الضمان االحتياطي‬

‫لقد أعطى الفقه عدة تعريفات للضمان االحتياطي‪ ،‬مقارنة ابلتشريع الذي مل يتطرق إىل ذلك‪.‬‬
‫فالضمان االحتياطي هو ضمان مقدم من طرف شخص يضمن الوفاء مببلغ السفتجة يف اتريخ‬
‫استحقاقها‪ ،‬والضامن كفيل متضامن‪ ،‬والتزامه التزام صريف‪.1‬‬

‫‪-1‬راشد راشد‪ ،‬األوراق التجارية‪ ،‬اإلفالس والتسوية القضائية يف القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة‪ ،2005 ،5‬ص‪.72 .‬‬
‫‪149‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫الضمان االحتياطي هو التزام الضامن بتوقيع ورقة جتارية بقيمة القرض‪ ،‬ومتثل تعهدا شخصيا ابلوفاء مببلغ‬
‫القرض يف حالة عجز املقرتض عن السداد‪.1‬‬
‫الضمان االحتياطي التزام مكتوب من طرف شخص معني يتعهد مبوجبه على تسديد مبلغ ورقة جتارية أو‬
‫جزء منها‪ 2‬يف حالة عدم قدرة املوقعني عليها على التسديد‪.3‬‬
‫من كل ما سبق جند أن الفقهاء اختلفوا يف تعريفهم للضمان االحتياطي‪ ،‬فمنهم من اعتّبه عقد‪ ،‬وذهب‬
‫قسم آخر إىل اعتباره تعهد‪ ،‬وآخرون قالوا عنه تصرف إبرادة منفردة‪ ،‬وقسم اثلث اعتّبوه كفالة‪ .4‬وهو يف احلقيقة‬
‫كفالة جتارية‪.‬‬
‫أما الذين اعتّبوا الضمان االحتياطي عقدا فإهنم نظروا إىل الضامن االحتياطي على أنه شخص أجنيب‪،‬‬
‫واستبعدوا أن يكون من بني املوقعني على الورقة التجارية‪ ،‬وابلتايل عرفوه على أنه‪ " :‬العقد الذي يلتزم مبوجبه‬
‫شخص من الغري بدفعه قيمة السند يف ميعاد االستحقاق يف حالة عدم الوفاء من امللتزم املضمون" وهناك من‬
‫اعتّب الضمان تعهدا فقد قالوا عنه أبنه‪ " :‬التعهد الذي يلتزم مبوجبه شخص بوفاء قيمة السفتجة عندما يتقاعس‬
‫املدين عن الوفاء‪" .‬‬
‫أما الذين ذهبوا إىل اعتباره تصرف إبرادة منفردة فقد عرفوه أبنه‪ " :‬تصرف قانوين إبرادة منفردة هي إرادة‬
‫الضامن االحتياطي‪ ،‬يرتب التزاما يف ذمته بضمان قبول الورقة التجارية وضمان الوفاء هبا إىل احلامل على وجه‬
‫التضامن مع املوقعني مىت امتنع املدين األصلي عن الوفاء‪" .‬‬
‫وقد ذهب جانب آخر من الفقه إىل اعتبار الضمان االحتياطي كفالة أو نوعا من الكفالة عرفوه أبنه‪:‬‬
‫"كفالة أحد املوقعني على السفتجة واملوقعني الالحقني يف الوفاء مببلغها عند استحقاقها‪ ،‬ويسمى الكفيل فيها‬
‫الضامن االحتياطي‪" .‬‬

‫‪-1‬عبد احلق بوعرتوس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.58 .‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 409‬فقرة ‪ 1‬من القانون التجاري اجلزائري‪" :‬إن دفع مبلغ السفتجة ميكن أن يضمنه كليا أو جزئيا ضامن احتياطي‪" .‬‬
‫‪-3‬حممد حبار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.15 .‬‬
‫‪-4‬إبراهيم إمساعيل إبراهيم‪ ،‬الضمان التجاري يف األوراق التجارية‪ ،‬دراسة قانونية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،1999 ،‬ص‪.24 .‬‬
‫‪150‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫‪1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الضمان االحتياطي‬

‫يف كثري من األحيان يقوم الشخص بتحرير الورقة التجارية إىل شخص آخر ويرفض املستفيد أو املظهر له‬
‫(احلامل الشرعي) قبول استالم هذه الورقة‪ ،‬وذلك لضعف الثقة املالية لديه عند الشخص املضمون‪ ،‬لذلك يطلب‬
‫من الشخص الذي ظهر الورقة التجارية إليه أتمينا لكي يقبلها ويكون مطمئنا إىل وفاء الورقة التجارية‪.‬‬
‫يقدم الضمان االحتياطي عادة عندما يكون هناك توقيع ضعيف أو مشكوك فيه‪ ،‬فيأيت الضامن االحتياطي‬
‫لتقوية الثقة لدى احلامل (‪.)Porteur‬‬
‫فالضمان االحتياطي إذن من ضماانت الورقة التجارية مينحها الثقة كما يسهل تداوهلا‪ ،‬وخاصة إذا كان‬
‫الكفيل مصرفا أو مؤسسة مالية‪ ،‬حيث أن هذا الضمان جيعل الورقة التجارية تتداول بسهولة كتداول النقود الورقية‬
‫إىل حد ما‪.‬‬
‫ابإلضافة إىل هذه اخلصائص للضمان االحتياطي فانه كذلك تصرف رضائي‪ ،‬ألنه تصرف قانوين إبرادة‬
‫الضامن االحتياطي يرتب التزاما يف ذمته‪.‬‬
‫كما أنه يتميز خباصية التبعية‪ ،‬فالضامن ال خيرج التزامه عن الدين األصلي املضمون والذي يوجد على‬
‫الورقة التجارية‪ ،‬فهو إما أن يتعهد بوفاء املبلغ كامال أو جبزء منه‪ ،‬واملبلغ املضمون جيب أن يكون حمررا يف السند‬
‫التجاري‪ ،‬كما جيب أن يكون الضمان االحتياطي مؤرخا‪ ،‬ويعطى الضمان على الورقة التجارية ذاهتا كما جيوز‬
‫إعطاؤها بسند منفصل‪ ،‬ففي هذه احلالة ينبغي إيضاح طابع الورقة املضمونة يف السند‪ ،‬ومبلغ القيمة املكفولة ومدة‬
‫هذا الضمان‪.‬‬
‫بناءً على كل ذلك ميكن استخالص أن الضمان االحتياطي هو شكل من أشكال الكفالة‪ ،‬ألن كل من‬
‫الضامن االحتياطي والكفيل ضامن لدين أصلي جيب عليهما الوفاء ابلتزامهما أمام البنك الدائن يف حالة عقد‬
‫حمله عملية متويل مؤسسة‪ ،‬لكن الضمان خيتلف عن الكفالة يف كونه يطبق يف حالة الديون املرتبطة ابألوراق‬
‫التجارية فقط‪ ،‬والضمان ميكن أن يقدم من طرف الغري أو حىت من املوقعني على الورقة التجارية‪.2‬‬

‫‪-1‬معمر سعدوين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .94 .‬والطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪.168 ،‬‬
‫‪-2‬املادة‪ 409‬فقرة ‪ 2‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫كما خيتلف الضمان االحتياطي عن الكفالة يف وجهني‪ ،‬فالضمان االحتياطي هو التزام جتاري ابلدرجة‬
‫األوىل ولو كان معطي الضمان (‪ )Donneur d'aval‬غري اتجر‪ ،‬السبب يف ذلك هو أن العمليات املتعلقة‬
‫ابألوراق التجارية حمل الضمان هي عمليات جتارية‪ ،1‬بينما الكفالة عمل مدين ولو كان الكفيل اتجرا‪ .‬أما الوجه‬
‫الثاين لالختالف يتمثل يف أن الضمان االحتياطي يكون صحيحا ولو كان االلتزام األصلي الذي ضمنه ابطال ما‬
‫مل يعرتيه عيب يف الشكل‪ ،2‬هذا يعين أنه عند سقوط االلتزام األصلي ال يسقط الضمان بل يكون مقبوال‪ ،‬بينما‬
‫الكفالة تكون ابطلة إذا كان االلتزام األصلي ابطال‪ ،‬كما أن الضمان يعد التزاما تضامنيا بينما الكفالة الشخصية‬
‫ليست كذلك ماعدا إذا كانت كفالة تضامنية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬شروط صحة الضمان االحتياطي وآثاره‬

‫لصحة الضمان االحتياطي البد من توفر شروط‪ ،‬منها ما هو املوضوعي شكلي‪ .‬كما أنه تصرف قانوين‬
‫يرتب عالقات قانونية بني الضامن لالحتياطي واحلامل‪ ،‬أي البنك الدائن‪ ،‬وبني الضامن االحتياطي واملدين‪ ،‬أي‬
‫املؤسسة االقتصادية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شروط صحة الضمان االحتياطي‬

‫وتقسم إىل شروط موضوعية عامة واليت ختضع هلا كل العقود‪ ،‬وشروط موضوعية خاصة ختص الضمان‬
‫االحتياطي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط الموضوعية‬

‫وميكن التمييز بني نوعني من الشروط املوضوعية‪ ،‬شروط موضوعية عامة واليت جيب أن تتوفر يف كل العقود‪،‬‬
‫وشروط موضوعية خاصة ختص الضمان االحتياطي‪.‬‬
‫‪ -1‬الشروط الموضوعية العامة (‪)Les conditions générales de fond‬‬
‫الشروط املوضوعية العامة هي املتعلقة ابلقواعد العامة‪ ،‬والزمة ألي التزام قانوين فال يصح وال يرتب أثره‬
‫بدوهنا‪ ،‬تتمثل هذه الشروط يف األهلية‪ ،‬الرضا‪ ،‬احملل‪ ،‬السب‪.‬‬

‫‪-1‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.168‬‬


‫‪-2‬املادة‪ 409‬فقرة ‪ 8‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪152‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫أ‪ -‬األهلية‬

‫مبا أن الضمان االحتياطي هو عمل جتاري حىت وإن مل يكن الضامن اتجرا‪ ،‬فإنه جيب أن يتوفر الضامن‬
‫على أهلية االجتار وهي بلوغه ‪ 19‬سنة كاملة‪ ،‬أو أن يرشد إذا كان ابلغا سن‪18‬مع منحه اإلذن ابالجتار‪ ،‬وابلتايل‬
‫حيق هلذا األخري القيام جبميع التصرفات القانونية الناشئة عن الورقة التجارية‪ ،‬وعلى هذا فإنه جيب أن يكون‬
‫الضامن أهال لاللتزام الصريف وإال أصبح الضمان كفالة عادية تسري عليها القواعد العامة‪.1‬‬
‫كما أن الدفع الناشئ عن نقص األهلية يعطي لناقص األهلية احلق يف التمسك به‪ 2‬حىت يف وجه احلامل‬
‫حسن النية‪ ،‬وبذلك فاملشرع هنا غلب محاية مصلحة انقص األهلية على مصلحة حامل السند حسن النية‪ ،‬وهذا‬
‫ألن االلتزام الصريف (‪ )Obligation du change‬خطري على الضامن‪.‬‬
‫أما احلالة اليت يكون فيها احلامل وقع ضحية لتدليس أو بطرق احتيالية اختذها القاصر إليهامه برشده‪،‬‬
‫عندئذ فالقاصر جيب عليه تعويض احلامل عن فعلته‪ ،‬وأما احلالة اليت يكون فيها احلامل وقع ضحية لتدليس أو‬
‫بطرق احتيالية اختذها القاصر إليهامه برشده‪ ،‬عندئذ فالقاصر جيب عليه تعويض احلامل عن فعلته‪ ،‬ويرى الفقه أن‬
‫أنسب تعويض للحامل هو إلزام القاصر بدفع قيمة السند‪.3‬‬
‫أم ا ابلنسبة ألهلية الشخص املعنوي كضامن احتياطي فقد حددهتا املادة ‪ 50‬من القانون املدين السالفة‬
‫الذكر حبسب طبيعة سند إنشائه أو القانون‪ ،‬حيث يفهم من ذلك أنه على املمثل الشرعي للشخص املعنوي أن‬
‫يكون متمتعا بسلطة التوقيع على السند وفقا للقانون األساسي للشخص املعنوي أو حبسب القانون اخلاضع له‬
‫الشخص املعنوي‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرضا‬

‫يشرتط لصحة االلتزامات وجوب توفر الرضا‪ ،‬وملا كان الضمان االحتياطي تصرفا قانونيا فإنه يشرتط لقيامه‬
‫توافر رضا الضامن على السند وخلوه من أي عيب من عيوب الرضا‪ ،‬وهذا األخري يتأتى ابلتوقيع‪ ،‬أما قبول حامل‬

‫‪ -1‬مجال برهان الدين‪ ،‬السندات التجارية يف القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة‪ ،1988 ،2‬ص‪.105 .‬‬
‫‪ -2‬املادة‪393‬فقرة‪1‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫‪3 -Christien, Gavalda, et Jean, Stoufflet, droit commercial, chèque et effet de commerce, tome2,‬‬
‫‪paris,1994, p. 115.‬‬
‫‪153‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫السند وهو هنا البنك الدائن فيتأتى مبجرد وجود السند يف حوزته‪ ،‬هذا جتسيدا ملبدأ احليازة يف املنقول سند‬
‫امللكية‪.1‬‬
‫لكن الرضا قد يعرتيه عيب من العيوب كالغلط والتدليس واإلكراه‪ ،‬وعندئذ ميكن ملن عاب رضاه أن‬
‫يتمسك ببطالن ضمانه‪ ،‬لكن هذا غري ممكن االحتجاج به ضد البنك الدائن حسن النية إذا كان هذا األخري ال‬
‫علم له بذلك‪.‬‬
‫يف هذا الصدد قضت حمكمة استئناف ابلقاهرة‪ ":‬إذا فرض جدال أن التظهريات اليت تناولت السندات‬
‫الإلذنية صحيحة يف شكلها‪ ،‬فانه يشرتط يف جعلها واجبة األداء أن تكون متت يف جو تثبت فيه إرادة احمليل‬
‫واحملال إليه انصعة ال تشوهبا شائبة"‪.2‬‬
‫ج ‪ -‬المحل‬

‫طبقا للقواعد العامة جيب أن يكون حمل االلتزام ممكنا ومشروعا‪ ،‬ويتجلى حمال لضمان االحتياطي لدى‬
‫غالبية الفقه يف قيمة السند‪ ،‬والذي يتمثل دائما يف مبلغ نقدي‪ ،‬وكتابته من البياانت الالزمة التحديد ال يدع جماال‬
‫للبس أو الشك‪ ،‬ولذلك يكتب ابألرقام واحلروف‪ ،‬وإذا ما حدث لبس أو غموض يف األرقام عندئذ يؤخذ ابملبلغ‬
‫األقل قيمة‪ ،3‬أما عن االلتزام أبداء املبلغ احملرر على الورقة التجارية والذي ميثل الدين األصلي‪ ،‬فإنه ميكن أن يلتزم‬
‫الضامن أبداء املبلغ كامال (‪ ،)Paiement intégral‬أو أن يتعهد أبداء جزء منه فقط ( ‪paiement‬‬

‫‪ ،4)partiel‬وهذا كله يف حال عدم قدرة املدين املضمون على الوفاء ابلتزامه‪.‬‬
‫كما ميكن ملقدم الضمان أن يلتزم فقط اجتاه احلامل احلايل أي البنك الدائن للمؤسسة االقتصادية املدينة‬
‫دون احلاملني الالحقني كأن يكون بنكا آخر‪ ،‬يظهر ذلك يف حال خصم البنك األول الورقة التجارية لدى البنك‬

‫‪ -1‬صبحي عرب‪ ،‬حماضرات يف القانون التجاري‪ ،‬األسناد التجارية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2000 ،‬ص‪.66‬‬
‫‪ -2‬عبد املعني لطفي مجعة‪ ،‬موسوعة القضاء يف املواد التجارية‪ ،‬املؤسسة املصرية‪ ،1998 ،‬ص‪.151 .‬‬
‫‪ -3‬املادة‪392‬من القانون التجاري اجلزائري‪" :‬إذا كتب مبلغ السفتجة ابألحرف الكاملة واألرقام معا فالعّبة عند االختالف للمبلغ احملرر ابألحرف الكاملة‪ ،‬وإذا‬
‫كتب مبلغ السفتجة عدة مرات ابألحرف وابألرقام فالعّبة عند االختالف ألقلها مبلغا‪" .‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 409‬فقرة ‪ 1‬السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪154‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫الثاين‪ ،‬ويكون هذا يف حال ما إذا البنك األول للسيولة مع أن اتريخ استحقاق الورقة مل حين بعد‪.1‬‬
‫كما ميكن لضامن الوفاء إعطاء تعهد مقرتان بشرط هذا فقها‪ ،2‬أما قانوان فإن كل شرط سيخل ابلوظائف‬
‫األساسية للورقة التجارية بوصفها أداة ائتمان ووفاء يعتّب كأن مل يكن ويظل الضمان صحيحا‪.3‬‬
‫السبب‬
‫د‪َّ -‬‬

‫إن سبب قيام الضمان االحتياطي هو االلتزام األصلي القائم على العالقة بني الضامن االحتياطي واملضمون‬
‫احتياطيا‪ ،‬على أن السبب وفقا للقواعد العامة يفرتض فيه أن يكون موجودا وحقيقيا ومشروعا وإال فإنه يؤدي إىل‬
‫بطالن الضمان‪ ،‬لكن هذا غري ممكن يف حال مفاجأة البنك الدائن احلامل للورقة بدفع ال علم له به‪.‬‬
‫ويظهر السبب أكثر إذا كانت هناك عالقة وطيدة بني الضامن االحتياطي واملدين املضمون‪ ،‬ففي عقد‬
‫التمويل سبب الضمان هو حصول املؤسسة على التمويل املطلوب من طرف البنك الذي ميثل الدائن احلامل‬
‫للسند التجاري‪ ،‬أو كانت هناك مصلحة مادية تفرتض قيام الضامن بذلك الضمان االحتياطي‪ ،‬ويظهر ذلك جليا‬
‫يف الضماانت االحتياطية اليت تقدمها البنوك لعمالئها‪ ،‬حيث ميكن هلذا األخري أن يسحب على بنكه سفتجة‬
‫ويعطيها على سبيل الوفاء بدينه‪ ،‬فالبنك هنا يعطي التزاما يضمن مبوجبه تنفيذ التزام الذي قبل به مدين السند‬
‫التجاري‪.4‬‬
‫‪ -2‬الشروط الموضوعية الخاصة (‪)Les conditions de fond spéciales‬‬
‫يشرتط يف الضمان االحتياطي شروطا موضوعية خاصة بوصفه تصرفا قانونيا ينشئ التزاما صرفيا على عاتق‬
‫الضامن االحتياطي‪ ،‬وتتمحور هذه الشروط حول األشخاص الذين ميكنهم تقدمي الضمان االحتياطي‪ ،‬ووضع‬
‫املدين املضمون‪ ،‬وأن حيصل الضمان يف الوقت احملدد قانوان‪.‬‬

‫‪-1‬اخلصم التجاري هو أحد أنواع التمويل قصري األجل ويكون ذلك عن طريق التنازل على الورقة التجارية لصاحل البنك مقابل احلصول على التمويل‪ ،‬كما ميكن‬
‫للبنك الدائن كذلك خصمه لدى بنك آخر إذا احتاج إىل السيولة‪ ،‬وهكذا حىت حيني أجل الوفاء فيتقدم الستيفاء قيمته يف اترخيه‪ ،‬من هذه اخلاصية فإن األوراق‬
‫التجارية تعتّب أداة ائتمان‪ ،‬راشد راشد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.6 .‬‬
‫‪2-Roblot René, traité élémentaire de droit commercial ,9 éd, tome2, mise à jour, 1984, p. 149.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 396‬فقرة ‪ 4‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -4‬الضمان االحتياطي البنكي هو التزام مقدم من طرف البنك لصاحل الزبون‪ ،‬يتعهد من خالله بتسديد الورقة التجارية اخلاصة ابملدين (زبون البنك) لصاحل دائنه‬
‫(املورد) يف ميعاد االستحقاق‪ ،‬ومن مث فالبنك املوقع ملزم بنفس الكيفية اليت هبا املدين‪ ،‬محيد قطوش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.65 .‬‬
‫‪155‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫أ‪ -‬األشخاص الذين يمكنهم تقديم الضمان‬

‫جيوز أن يقدم الضمان من قبل الغري‪ ،‬كما ميكن تقدميه من قبل املوقعني على السفتجة‪ ،1‬فإذا مت تقدميه من‬
‫الغري فيفرتض األهلية التجارية ألنه يولد التزاما صرفيا من طبيعة جتارية‪ ،‬حيث أنه إذا مل يكن الضامن أهال لاللتزام‬
‫الصريف انقلب الضمان االحتياطي (الكفالة التجارية) إىل كفالة عادية ختضع إىل القواعد العامة يف القانون‬
‫املدين‪،2‬وابلرغم من أن النص القانوين يسمح بتقدمي الضمان من قبل املوقعني على السند فإن تقدميه من املسحوب‬
‫عليه القابل أو الساحب ال يفيد يف شيء‪ ،‬ألن كل واحد منهما ملتزم قانوان جتاه احلامل واملوقعني اآلخرين‪ ،3‬ألن‬
‫هذا ال جيوز منطقا وعلى أرض الواقع‪ ،‬فالضمان االحتياطي من أحد امللتزمني ال حيسن من وضع البنك الدائن‬
‫ابعتباره حامل الورقة التجارية ألنه حيتاج ضامنا من الغري حبيث إذا مل يستطع امللتزم األصلي السداد ميكنه عندئذ‬
‫الرجوع على الضامن االحتياطي‪ ،‬كما أن ضعف الثقة يف ا ملوقعني على السند التجاري تقدم الغري بضمانه يعطي‬
‫هلذا السند القوة كآلية ضمان جتعل مركز البنك الدائن قواي يف مواجهة املدين املضمون عن طريق الرجوع على‬
‫ضامنه‪ ،‬وابلتايل تكون محاية أقوى وأصلب جتاه خطر عدم قدرة املدين على الوفاء‪ ،‬ألن الضامن أييت لتقوية الثقة‬
‫لدى احلامل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وضع المدين المضمون‬

‫ميكن أن يضمن مقدم الضمان االحتياطي تعهد أي واحد من مديين السفتجة كالساحب أو املسحوب‬
‫عليه القابل أو املظهر‪ ،‬ويذكر غالبا اسم الشخص املضمون يف الورقة التجارية‪ ،‬وإذا مل يُ َشر إىل االسم أعتّب‬
‫الضمان االحتياطي موجها لضمان تعهد الساحب‪ ،4‬وهذا رعاية ملصاحل سائر امللتزمني ابلورقة التجارية‪ ،‬ألنه إذا مت‬
‫الوفاء عنه برئت ذمة املوقعني على السند مجيعا‪.‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 409‬فقرة ‪ 2‬السالفة الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬نسرين شريفي‪ ،‬السندات التجارية يف القانون التجاري‪ ،‬دار بلقيس للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪ ،2013 ،1‬ص‪.92 .‬‬
‫‪-3‬راشد راشد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 409‬فقرة ‪ 6‬من القانون التجاري اجلزائر‪" :‬جيب أن يذكر يف الضمان االحتياطي اسم املضمون وإال عد للساحب"‪.‬‬
‫‪156‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكلية (‪)Les conditions de forme‬‬


‫يقدم الضمان االحتياطي بكتابته على السفتجة نفسها‪ ،‬أو على ورقة متصلة هبا‪ ،‬أو حمرر مستقل‪،1‬‬
‫والكتابة ليست شرطا إلثبات الضمان االحتياطي فقط‪ ،‬وإمنا هي أيضا شرط لصحته‪.2‬‬
‫‪ -1‬كتابة الضمان على السفتجة أو على ورقة متصلة بها‬

‫يعطى الضمان االحتياطي عن طريق توقيع السفتجة حتت عبارة على وجه الضمان‪ ،‬أو أبية عبارة تعطي‬
‫نفس املعىن‪ ،3‬ويعتّب االلتزام ابلضمان انشئا مبجرد توقيع مقدم الضمان على وجه السفتجة إال إذا كان توقيع‬
‫الساحب أو املسحوب عليه‪ ،4‬هذا ومل يستلزم املشرع من مقدم الضمان حتديد املبلغ الذي يراد ضمانه‪ ،‬كما مل‬
‫يستلزم اتريخ نشوئه‪.‬‬
‫‪ -2‬كتابة الضمان في سند مستقل‬

‫وليكون هذا الضمان الوارد ضمن سند مستقل عن السند األصلي البد من توافر شرطني طبقا للمادة‬
‫‪ 409‬فقرة‪ 1‬السالفة الذكر ومها‪ ،‬استعمال صيغة تدل على الضمان االحتياطي مذيلة بتوقيع الضامن االحتياطي‪،‬‬
‫وبيان السفتجة املضمونة‪.‬‬
‫كما جند أن املادة ‪ 409‬فقرة ‪ 3‬السالفة الذكر تشرتط كذلك تبني مكان صدور السند‪ ،‬وهذا تفاداي‬
‫إلشكالية تنازع القوانني‪.‬‬
‫ابإلضافة إىل هذه الشروط يستلزم االجتهاد القضائي احلديث أن يكون مبلغ واتريخ استحقاق الورقة‬
‫التجارية املضمونة حمددين حتديدا دقيقا‪ ،‬وبذلك ينتج الضمان االحتياطي مبحرر مستقل النتائج نفسها اليت ينتجها‬
‫الضمان احملرر على السفتجة‪.5‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 409‬فقرة ‪ 3‬من القانون التجاري اجلزائري‪" :‬جيب أن يكتب الضمان االحتياطي على نفس السفتجة أو الورقة املتصلة هبا أو سند يبني فيه مكان‬
‫صدوره‪".‬‬
‫‪ -2‬راشد راشد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 409‬فقرة ‪ 4‬السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 409‬فقرة ‪.5‬‬
‫‪ -5‬راشد راشد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪157‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬آثار الضمان االحتياطي (‪)Des effet d'aval‬‬


‫إن الضمان االحتياطي تصرف قانوين يرتب عالقات بني الضامن االحتياطي واحلامل‪ ،‬أي البنك الدائن‪،‬‬
‫آاثرا خمتلفة بني الضامن‬
‫وبني الضامن االحتياطي واملؤسسة االقتصادية املدينة عن طريق عقد التمويل‪ .‬فهو يرتب ً‬
‫واحلامل واملضمون‪.1‬‬
‫أوال‪ :‬عالقة الضامن االحتياطي بالبنك الدائن‬

‫يعتّب البنك الدائن حامل الورقة التجارية‪ ،‬والضامن االحتياطي ملتزم اجتاهه بدفع مبلغ الورقة التجارية أو‬
‫جزء منه‪ ،‬على اعتبار أن املؤسسة االقتصادية املضمونة هي مدينة للبنك هبذا املبلغ جراء عملية التمويل‪ ،‬ومنه‬
‫وطبقا لنص املادة ‪409‬السالفة الذكر يف فقرتيها ‪7‬و‪8‬فإن ضامن الوفاء أو ما يسمى املويف االحتياطي‬
‫(‪ )Recommandataire subsidiaire‬أو(‪ )Tiré subsidiaire‬يلتزم بكل ما التزمت به املؤسسة‬
‫املضمونة‪ ،‬ويكون التزام الضامن االحتياطي صحيحا ولو كان االلتزام الذي ضمنه ابطال ألي سبب آخر غري‬
‫عيب يف الشكل‪ ،‬ألن هذا العيب يبطل التزام الضامن االحتياطي‪ ،‬كما أن املشرع مل يضع هلذا األخري دفوعا‬
‫يتحجج هبا اجتاه الدائن وهذا حىت ال تفقد هاته اآللية القانونية قيمتها كأداة ائتمان ووفاء ( ‪Instrument de‬‬

‫‪ ،)crédit et paiement‬وهذا طبقا ملبدأ تطهري الدفوع (‪)Principe de purge des exceptions‬‬
‫اخلاص ابلسندات التجارية‪ ،‬وطبقا ملبدأ استقالل التواقيع(‪)Principe d' autonomie des signatures‬‬
‫فإن التزام الضامن االحتياطي يكون صحيحا يف مجيع األحوال ولو كان احملل أو السبب اخلاص ابلدين املضمون‬
‫غري مشروع أو انعدام األهلية يف شخص املدين‪ ،‬كما لو أبرم مدير الشركة قرضا لصاحل شركته‪ ،‬ولكن ذلك ال‬
‫يدخل يف تصرفاته وسلطاته احملددة يف القانون األساسي‪ ،‬أو أن هذا التصرف ال يدخل يف موضوع الشركة وال يف‬
‫غرضها الذي أنشئت من أجله‪ ،‬فهنا على الضامن أن يبقى ضامنا للدين األصلي ولو كان تصرف املدين غري‬
‫صحيح‪ ،‬وهذا عمال مببدأ استقالل التواقيع‪ ،‬لكن خلو الورقة التجارية من إحدى بياانهتا اإللزامية يرتب بطالن‬
‫االلتزام املضمون بسبب عيب يف الشكل‪ ،2‬ومنه اعتبار الضمان االحتياطي غري صحيح‪.‬‬

‫‪ -1‬أكرم ايملكي‪ ،‬األوراق التجارية والعمليات املصرفية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلصدار ‪ ،2009 ،04‬ص‪.184 .‬‬
‫‪2-M. remelleret, op. cit, p. 56.‬‬
‫‪158‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫والضامن االحتياطي يعتّب كفيال متضامنا مع املؤسسة امللتزمة واملضمونة‪ ،‬وابلتايل فللبنك الدائن احلامل‬
‫للورقة التجارية مطلق احلرية يف مطالبة املؤسسة أو الضامن أو االثنني معا دون أن يكون من حق هذا األخري‬
‫الدفع ابلتجريد أو الدفع ابلتقسيم يف مواجهة البنك الدائن احلامل للورقة التجارية‪ ،1‬هذا حىت يكون هلذه األسناد‬
‫التجارية دورها كأداة ضمان‪ ،‬وابلتايل محاية البنك الدائن املمول من خطر عدم التسديد أو التجميد‪ ،‬حىت وإن‬
‫تعدد الضامنون االحتياطيون فإنه ليس هلم احلق يف التمسك ابلدفع ابلتقسيم‪.2‬‬
‫إن مسألة تعدد املتضامنني االحتياطيني يفيد البنك الدائن احلامل للورقة أكثر من ضامن احتياطي واحد‪،‬‬
‫وهذا إلمكانية تقاسم اخلطر عمال بقاعدة تقسيم املخاطر (‪ 3)Règle de division des risques‬اليت تفيد‬
‫البنك من جهة‪ ،‬حيث جيد أمامه عدة دائنني ضامنني ميكن له أن يطالب أي واحد منهم ابلوفاء ابلدين املضمون‬
‫أو أن يطالبهم مجيعا بذلك‪ ،‬هنا خطر عدم التسديد يكون ضئيل الوقوع أو حىت منعدما مادام أن هناك عدة‬
‫ضامنني‪ ،‬هذا كذلك مفيد هلم من جهة اثنية ألهنم متعاونون على الوفاء ابلدين جتاه البنك الدائن كل مبا التزم به‬
‫حيث هناك إمكانية قانونية وهي أن يلتزم كل واحد منهم جبزء من الدين املوجود على الورقة‪ ،‬هذا أفضل من لو‬
‫التزم واحد مبفرده بوفاء الدين كله‪.‬‬
‫ومادام أن التزام الضامن االحتياطي التزام تبعي فإنه ال خيرج عن االلتزام األصلي للمؤسسة‪ ،‬ألنه هو السبب‬
‫الذي أدى إىل قبول التوقيع على السند كضمان‪ ،‬وينتج عن هذا‪ 4‬أن الضامن ميكنه االستفادة من إمهال البنك‬
‫احلامل للسند‪ ،‬كما ميكن للضامن أيضا التمسك جتاه احلامل ابلتقادم‪.5‬‬
‫وعلى ذلك فالضامن االحتياطي يعتّب أنه يقوم بعمل جتاري ولو مل حيرتف التجارة‪ ،6‬ومل يستثين املشرع‬
‫اجلزائري صحة التزام الضامن االحتياطي إال يف احلالة اليت يكون فيها التزام املدين املضمون ابطال لعيب يف الشكل‬

‫‪-1‬قرار صادر عن احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة التجارية‪ ،‬يف‪ ،2008-3-5‬قضية القرض الشعيب اجلزائري وكالة ‪ 364‬ضد (م‪-‬و) الشركة ذات املسؤولية احملدودة ذات‬
‫الشخص الوحيد‪ ،‬اجمللة القضائية‪ ،2008‬العدد‪ ،1‬ص‪":163 .‬يستحق الضامن تسديد مبلغ السفتجة والفائدة املقررة قانوان‪" . . .‬‬
‫‪ -2‬اندية فضيل‪ ،‬األوراق التجارية يف القانون اجلزائري‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪( ،‬ب‪-‬س‪-‬ن)‪ ،‬ص‪.82 .‬‬
‫‪ -3‬اثمر خالدي‪ ،‬خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬القانون اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة وهران‪ ،2011،‬ص‪.104-103 .‬‬
‫‪ -4‬راشد راشد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.76 .‬‬
‫‪-5‬قرار صادر عن احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة التجارية‪ ،‬يف‪ ، 2008-3-5‬قضية املؤسسة العمومية االقتصادية لتوزيع العتاد الكهرابئي‪ ،‬ضد البنك اخلارجي اجلزائري‪ ،‬اجمللة‬
‫القضائية ‪ ،2008‬العدد‪ ،1‬ص‪": 169 .‬ال تفقد السفتجة‪ ،‬ولو مل تقدم يف وقتها للمخالصة‪ ،‬صفة الدين املمكن حتصيله قضاء‪ ،‬إال ابلتخلص منه بوسيلة‬
‫الدفع‪"...‬‬
‫‪ -6‬حممد الطاهر ابلعيساوي‪ ،‬الوجيز يف شرح األوراق التجارية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة‪ ،2008 ،02‬ص‪.114-113 .‬‬
‫‪159‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫كنقص أحد البياانت االجبارية‪ .1‬ونرى أن املشرع اجلزائري كان صائبًا عندما منع الضامن من أي دفوع وهذا‬
‫محاية للدائن حامل السند‪ ،‬ما عدى يف حالة واحدة ميكن له فيها الدفع وهي حالة وجود عيب يف الشكل وهذا‬
‫عمال بقاعدة محاية صاحب االئتمان اليت حنن حباجة إليها اليوم وهذا ملا يتعرض له هذا األخري من خماطر متس‬
‫مفلسا إذا مل يزوده املشرع آبليات قانونية حتميه من كل ذلك وأمهها تغليب مصلحته‬
‫شخصا ً‬
‫ً‬ ‫ائتمانه قد جتعل منه‬
‫معتّبا إايه الطرف الضعيف يف العقد‪.‬‬
‫على مصلحة املضمون اليت ما يزال العمل هبا جاراي إىل اليوم ً‬
‫ثانيا‪ :‬عالقة الضامن االحتياطي بالمدين المضمون‬

‫ميكن للضامن االحتياطي عندما يويف بقيمة الورقة التجارية للبنك احلامل هلا‪ ،‬الرجوع ضد املؤسسة‬
‫االقتصادية املدينة واملضمونة من طرفه ويطالبها ابملبلغ الكامل الذي وفاه واملصاريف اليت أنفقها وهذا طبقا‬
‫للمادة‪ 409‬السالفة الذكر فقرة‪ ،9‬وميارس الضامن االحتياطي حق الرجوع مبقتضى الدعوى الصرفية ابعتباره‬
‫أصبح حامال للسفتجة‪ ،2‬وقد استقر الفقه والقضاء على اعتبار حقه يف الرجوع مستمدا من القواعد العامة يف‬
‫احللول(‪ ، 3) La subrogation‬وبذلك يستفيد من مبدأ تطهري الدفوع ومبدأ استقالل التواقيع واحلجز‬
‫التحفظي(‪.4)Saisie conservatoire‬‬
‫ثالثا‪ :‬عالقة الضامن االحتياطي بالموقعين اآلخرين على السند‬

‫هذه العالقة نصت عليها املادة السابقة يف فقرهتا األخرية‪" :‬إذا دفع الضامن االحتياطي قيمة السفتجة‬
‫يكتسب احلقوق الناجتة عنها جتاه املضمون وامللتزمني له مبقتضى السفتجة‪" .‬حيث أن الضامن االحتياطي ال‬
‫ميارس حق الرجوع على املدين املضمون فقط‪ ،‬بل أيضا جتاه األشخاص امللتزمني مبا هو موجود يف السند‪.‬‬
‫فكل موقع على الورقة التجارية يعتّب ضامنا للوفاء هبا‪ ،‬هذا جيعل احلامل ينتظر ميعاد االستحقاق‬
‫ابطمئنان‪ .‬واملشرع اجلزائري كرس ذلك عندما نص على‪" :‬إن ساحب السفتجة وقابلها ومظهرها وضامنها‬
‫االحتياطي ملزمون مجيعا حلاملها على وجه التضامن‪ .5" . . .‬فاملشرع هنا مل يقتصر فقط على إلزام املوقعني على‬

‫‪ -1‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.114‬‬


‫‪ -2‬القسم الثامن من القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬يف الرجوع ويف االحتجاج‪ ،‬املواد من ‪ 426‬اىل ‪.444‬‬
‫‪-3‬اندية فضيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.82 .‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 440‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 432‬الفقرة ‪ 01‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫‪160‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫أيضا نوعا من التضامن الداخلي بني املوقعني‬


‫الورقة التجارية ابلوفاء هبا للحامل على وجه التضامن وإمنا أقام َ‬
‫أنفسهم‪ .1‬وأكثر من ذلك فقد قرر املشرع أن للحامل حق الرجوع على هؤالء األشخاص منفردين أو جمتمعني‬
‫مرغما على مراعات الرتتيب‪.2‬‬
‫دون أن يكون ً‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم فعالية الضمان االحتياطي‬

‫مبقارنة الضمان االحتياطي ابلكفالة جنده آلية قانونية أكثر صالبة وأكثر محاية للبنك الدائن يف مواجهة‬
‫الضامن االحتياطي أو املؤسسة املدينة املضمونة‪ ،‬ألن هنا الدين قائما على التضامن‪ ،‬فيمكن للبنك الرجوع على‬
‫أي كان الضامن أو املؤسسة املضمونة أو مها معا‪.‬‬
‫كما أن الضامن االحتياطي ليست لديه دفوعا كثرية يتقدم هبا أمام البنك الدائن‪ ،‬فليس من حقه الدفع‬
‫ابلتجريد أو الدفع ابلتقسيم‪ ،‬وهذا عمال مببدأ تطهري الدفوع‪ ،‬كما أن مبدأ استقاللية التواقيع يؤدي إىل عدم‬
‫إمكانية حتلل الضامن من التزامه حىت وإن كان املدين املضمون يشوبه عيب يف األهلية أو وجود عيب يف احملل‪،‬‬
‫فإنه جيوز للمدين املضمون أن يتمسك ابلدفوع حول ذلك بينما الضامن الذي ضمنه ليس له احلق يف أن يتمسك‬
‫هبذه الدفوع وليس من حقه املطالبة ببطالن ضمانه‪ ،‬فيبقى ضمانه صحيحا ومنتجا آلاثره حىت وإن أبطل املدين‬
‫التزامه هبذه الدفوع بقي الضامن ملتزما‪ ،‬عكس الكفالة اليت ميكن للكفيل التحلل من التزامه إذا كان االلتزام‬
‫األصلي ابطال أو قابال لإلبطال‪.‬‬
‫كما يعتّب الضمان االحتياطي آلية متويل قصرية األجل تنتمي إىل القرض اباللتزام أو ابلتوقيع ( ‪Ou par‬‬

‫‪ 3)signature Crédit par engagement‬وهي آلية سهلة االستعمال ابلنسبة للمؤسسة‪ ،‬حيث ميكنها‬
‫سحب سفتجة على البنك للوفاء بديوهنا‪ ،‬كما ميكنها خصم ورقة جتارية لدى البنك إذا احتاجت إىل سيولة ومل‬
‫حين بعد أجل استحقاق الورقة التجارية‪ ،‬والبنك ميكنه فعل ذلك إذا احتاج إىل سيولة عاجلة‪ ،‬وهكذا إىل أن يصل‬
‫ميعاد استحقاق الورقة التجارية‪ ،‬هذه األخرية اليت تعتّب أداة وفاء وأداة ائتمان‪ ،‬وابلنسبة إىل البنك الدائن تعتّب‬
‫أداة ضمان‪.‬‬

‫‪ -1‬حممد الطاهر ابلعيساوي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.103 .‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 432‬الفقرة ‪ 02‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -3‬القرض اباللتزام ال يتجسد يف إعطاء أموال حقيقية من طرف البنك إىل املؤسسة االقتصادية‪ ،‬وإمنا يتمثل يف الضمان الذي يقدمه هلا لتمكينها من احلصول على‬
‫أموال من جهة أخرى‪ ،‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.67 .‬‬
‫‪161‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫إضافة إىل ذلك فقد أحاط املشرع األوراق التجارية عامة والضمان االحتياطي خاصة بشروط موضوعية‬
‫وأخرى شكلية‪ ،‬هذه األخرية إذا مل حترتم تؤدي إىل بطالن الضمان‪ ،‬ومن هذا املنطلق جتعل البنك حريصا على‬
‫وجوب االلتزام هبذه الشكلية حىت ال يضيع عن نفسه آلية قانونية صلبة يف مواجهة املؤسسة أو الضامن أو مها‬
‫معا‪ ،‬وابلتايل محاية أمواله من خطر عدم القدرة على الوفاء‪.‬‬
‫كما أن أمام البنك الدائن إمكانية لتقوية هذا الضمان ابشرتاط عدة ضامنني احتياطيني‪ ،‬سواء بضمان دين‬
‫املؤسسة كامال أو كل واحد منهم يتكفل بضمان جزء‪ ،‬ألنه ميكن ذلك قانوان عن طريق االلتزام جبزء من الدين‬
‫احملرر على الورقة التجارية‪ ،‬ذا يفيد البنك من جهة والضامنني االحتياطيني من جهة أخرى‪ ،‬ألن هذه العملة وهي‬
‫تقسيم املخاطر جتعل اخلطر ضئيال إن مل يكن منعدما‪ ،‬فجميع الضامنني يشرتكون يف الوفاء ابلدين‪ ،‬عندئذ إمكانية‬
‫عدم الوفاء منعدمة‪.‬‬
‫ولكن رغم هذه االجيابيات فإن هناك بعض السلبيات وإن كانت ال ترقى إىل السلبيات اليت تتميز هبا‬
‫الكفالة‪ ،‬كصعوبة البنك يف احلصول على هذه اآللية لعدم وجود ضامن احتياطي ثقة ممكن أن يتقدم بضمان‬
‫مؤسسة قد تكون يف وضع سيئ‪ ،‬ألن الضامن االحتياطي يقدم ضمانه عندما يكون هناك توقيع ضعيف أو‬
‫مشكوك فيه‪ ،‬فيأيت الضامن لتقوية الثقة لدى البنك احلامل للورقة‪ ،‬وابلتايل يقدم هذا األخري على منح التمويل‬
‫للمؤسسة اليت هي حباجة إىل ذلك‪ ،‬ولكن ال نتصور وجود ضامن يقوي هذه الثقة ما مل تكن هناك رابطة قوية أو‬
‫مصلحة مادية قوية بني الضامن االحتياطي واملؤسسة املدينة‪.‬‬
‫ومادام أن الضمان االحتياطي يرد على األوراق التجارية وهي عبارة عن منقوالت فإنه ميكن ضياعها أو‬
‫سرقتها أو تعرضها للتزوير (‪ )Faux‬أو التحريف (‪ ،)Altération‬كما توجد خماطر أخرى للضمان االحتياطي‬
‫تتمثل فيما قد يتعرض له الضامن من وفاة أو إفالس‪.‬‬
‫واخلطر حيل يف حال ما إذا أضاع البنك الدائن ألحد حقوقه‪ ،‬كعدم مطالبته للمدين بتقدمي أتمينات وهذا‬
‫لثقته املفرطة يف املدين أو الضامن وكذا يف حال التنازل عن هذا احلق الستبعاده إمكانية حصول اخلطر‪ ،‬أو عدم‬
‫اختاذ اإلجراء القانوين املناسب الستيفاء حقه‪ ،‬فهنا يستطيع الضامن أن يتحلل من التزامه وتّبأ ذمته ملا أضاعه‬

‫‪162‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫احلامل من حقوق‪ ،‬أو أن يتأخر احلامل يف املطالبة أبمواله فتتقادم الدعوى اليت يرفعها الدائن احلامل‪ 1‬على املدين‪،‬‬
‫فيستطيع أن يتمسك الضامن بذلك وله يف ذلك‪ ،‬وهذا كله بناء على املادة ‪ 665‬من القانون املدين‪.2‬‬
‫واألسناد التجارية اليت ميكن استعماهلا يف الضمان االحتياطي كثرية ومتنوعة‪ ،‬لكن األكثر استعماال واليت‬
‫تؤدي هذه الوظيفة هي السفتجة‪ ،‬بينما السند ألمر أقل استعماال‪ ،‬والشيك ال ميكن التعويل عليه كثريا ألنه أداة‬
‫وفاء‪ 3‬مبجرد االطالع‪ ،‬ألن حياته قصرية وابلتايل ال يصلح ألن يكون أداة ائتمان‪ ،‬ألن االئتمان يتطلب فرتة من‬
‫الزمن‪.4‬‬
‫وكخالصة هلذا الفصل ميكن القول إن الثقة والضمان العام غري كافيني للحماية من خماطر االئتمان‪ ،‬ألنه‬
‫قد تعرتيهما ظروف جتعل منهما وسائل معطلة‪ .‬لذلك كان التعويل على الضماانت الشخصية التقليدية‪ ،‬فهي متثل‬
‫آلية لتوزيع املخاطر بني املدين والغري‪ ،‬هنا جيد صاحب االئتمان نفسه أمام عدة ذمم مالية متضامنة ميكنه التنفيذ‬
‫عليها‪ .‬لكن رغم هاته اإلجيابية إال أن الدائن قد يصطدم مبخاطر جتعل من هاته اآللية دون فعالية‪ ،‬كأن جيد‬
‫األطراف املتضامنة يف حالة إعسار أو إمكانية حتللها من التزاماهتا طبقا ملا لديها من وسائل قانونية‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات العينية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬

‫إن الضماانت الشخصية غري كافية للحماية من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‪ ،‬حيث بعد تشخيصها‬
‫وجدان أهنا ال تصلح للحماية إال يف حدود معينة نظرا ملا فيها من سلبيات‪ ،‬لذلك فالبنكي يستخدمها يف متويل‬
‫االستغالل‪ ،‬حيث التمويل قصري األجل‪ ،‬واملبالغ املستخدمة يف ذلك قليلة‪ ،‬أو استخدامها على سبيل االستئناس‬
‫املمولة الثقة واألمان وكذلك القدرة االئتمانية‪.‬‬
‫إذا وجد البنكي يف املؤسسة َّ‬
‫لكن ابلنسبة للضماانت احلقيقية (‪ )Les garanties réelles‬فهي حصول البنك ِّ‬
‫املمول من املؤسسة‬
‫االقتصادية املمولة على أشياء ملموسة تعطى على سبيل الرهن وال تقدم على سبيل حتويل امللكية‪ ،‬فهي توفر محاية‬

‫‪ -1‬عندما مينح احلامل املدين املضمون مهلة للوفاء‪ ،‬يرى بعض االجتهادات يف هذه احلالة عدم براءة ذمة الضامن االحتياطي‪ ،‬يف حني أن البعض اآلخر يرى براءة‬
‫الضامن االحتياطي إذا مل يبلغ بتمديد مهلة الوفاء‪ ،‬مما يرتب عنه استحالة ممارسة الرجوع‪ ،‬راشد راشد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،77 .‬أما قانوان فتنقضي الدعوى‬
‫الناشئة عن سحب السفتجة بتقادم قصري‪ ،‬فالدعوى اليت يرفعها احلامل واملظهرين تتقادم مبضي ‪ 01‬سنة‪ ،‬املادة‪461‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫‪-2‬راشد راشد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.76 .‬‬
‫‪-3‬قرار صادر عن احملكمة العليا‪ ،‬يف‪ ،2010-6-3‬قضية الديوان القومي ملنتجات الكروم ضد(م‪-‬م)‪ ،‬اجمللة القضائية‪ ،2012‬العدد‪ ،1‬ص‪":259 .‬ساحب‬
‫الشيك ضامن للوفاء حىت يف حالة إفالس البنك‪ ،‬املسحوب عليه‪ ،‬وهذا طبقا للمادتني ‪482‬و‪483‬من القانون التجاري‪" . . .‬‬
‫‪ -4‬اندية فضيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،112 .‬والضمان االحتياطي اخلاص ابلشيك تناولته املواد‪497‬إىل‪499‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪163‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫صلبة من خماطر متويل املنشآت االقتصادية‪ ،‬حيث إن حتقق اخلطر فإن البنك يلجأ إىل هاته اآلليات ليستويف حقه‬
‫منها عن طريق بيع األموال املرهونة وأيخذ مبلغ التمويل من حصيلة بيعها‪ ،‬سواء أكانت عقارات أو منقوالت أو‬
‫ما لديه من حقوق ممتازة‪.‬‬
‫فهي ضماانت تقتضي ختفيض اخلطر عن طريق منح حق أولوية على هاته األموال‪ ،‬وهو ما يسمى‬
‫ابلضماانت العينية اليت ظهرت بقوة بعدما سيطرت التأمينات الشخصية ملدة طويلة‪.‬‬
‫ورغم تنوع الضماانت العينية فإهنا جتمع بينها خاصية مشرتكة تتمثل يف أهنا ال توجد لذاهتا وإمنا لضمان‬
‫الوفاء حبق ما‪ ،‬إضافة إىل ختويلها حقا يف األفضلية كقاعدة عامة‪ ،‬وحقا يف التتبع حبسب الضمان الذي نكون‬
‫بصدده‪.‬‬
‫أما أنواعها‪ ،‬فقد تكون اتفاقية‪ ،‬كما هو احلال ابلنسبة للرهن الرمسي واحليازي‪ ،‬وقد تكون قضائية‪ ،‬وهذا هو‬
‫حق التخصيص‪ ،‬وقد تنشأ بقوة القانون‪ ،‬وهو ما يعّب عنه حبق االمتياز‪.‬‬
‫ومنه سنعاجل كل ذلك وفق اخلطة التالية‪ :‬املبحث األول خنصصه لدراسة الرهن الرمسي‪ ،‬واملبحث الثاين‬
‫للرهن احليازي‪ ،‬واملبحث الثالث حلقوق االمتياز‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الرهن الرسمي (‪)L'hypothèque‬‬


‫لقد عرف املشرع اجلزائري الرهن الرمسي على أنه‪" :‬عقد يكسب به الدائن حقا عينيا‪ ،‬على عقار لوفاء‬
‫دينه‪ ،‬يكون له مبقتضاه أن يتقدم على الدائنني التاليني له يف املرتبة يف استيفاء حقه من مثن ذلك العقار يف أي يد‬
‫‪1‬‬
‫كان‪".‬‬
‫من خالل هذا التعريف نالحظ أن املشرع غلب فكرة العقد على فكرة احلق الذي ينشأ عن هذا العقد‪،‬‬
‫كان من املستحسن أن يعرف الرهن على اعتباره حقا‪ ،‬ألن احلق هو الغالب‪ ،‬وما العقد إال وسيلة لنشوئه‪ ،‬ومنه‬
‫فاملشرع غلب فكرة العقد على فكرة احلق الذي ينشأ عن العقد‪ ،‬فعرفه بوسيلته وكان من األوىل أن يعرف بغايته‪.2‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 882‬من القانون املدين‪.‬‬


‫‪-2‬شوقي بناسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.68 .‬‬
‫‪164‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫إذن‪ ،‬فالرهن الرمسي هو حق عيين اتبع لدين يقع على عقار غري قابل للتجزئة ينشأ مبقتضى عقد رمسي من‬
‫عقود الضمان ملزم جلانب واحد ومبقابل‪.1‬‬
‫كما ًعرف فقها على أنه‪" :‬حق عيين تبعي ينشأ مبقتضى عقد رمسي ويتقرر ضماان لدين على عقار مملوك‬
‫للمدين أو غريه‪ ،‬ويكون للدائن مبقتضاه أن يتقدم يف استيفاء حقه من املقابل النقدي هلذا العقار مفضال عن غريه‬
‫من الدائنني العاديني والتاليني له يف املرتبة‪ .‬وأن يتبع العقار يف أي يد يكون"‪.2‬‬
‫ويعد الرهن الرمسي من أهم وسائل االئتمان يف العصر احلديث وذلك ألنه يوفق بني مصاحل املدين الراهن‬
‫والدائن املرهتن رغم أهنا متعارضة‪ ،‬كما أنه يوفر احلماية للغري يف حالة تعاملهم مع الراهن يف العقار املرهون‪ ،‬فهو‬
‫ميثل آلية ضمان صلبة للبنك الدائن‪ ،‬حيث ميكنه من بيع العقار حمل الرهن واستيفاء حقه من مثن البيع ابألولوية‬
‫مقارنة مع الدائنني اآلخرين هذا يف حالة عدم قدرة املؤسسة االقتصادية على الوفاء مببلغ القرض يف اآلجال‬
‫احملددة‪.‬‬
‫وسنعاجل ذلك ابلتفصيل يف هذا املبحث وفق املطالب التالية‪ :‬املطلب األول لطرق إنشاء الرهن الرمسي‪،‬‬
‫واملطلب الثاين آلاثر الرهن الرمسي‪ ،‬واملطلب الثالث النقضاء الرهن الرمسي وتشخيصه‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬طرق إنشاء الرهن الرسمي‬

‫جاءت مادة من القانون املدين لتحدد كيفية انعقاد الرهن الرمسي(العقاري)‪ ،‬حيث تنص‪" :‬ال ينعقد الرهن‬
‫‪3‬‬
‫إال بعقد رمسي أو حكم أو مبقتضى القانون‪" .‬‬
‫نستخلص من هذه املادة أن هناك ثالثة طرق إلنشاء هذا النوع من الرهون تتمثل يف الرهن الرمسي‬
‫االتفاقي‪ ،‬والرهن الرمسي القضائي‪ ،‬والرهن الرمسي القانوين‪ ،‬وكل نوع من هذه األنواع حيتاج لصحته إىل شروط‬
‫موضوعية وأخرى شكلية‪.‬‬

‫‪-1‬هذا التعريف ميثل خصائص الرهن الرمسي ابعتباره حق‪ ،‬وخصائصه ابعتباره عقد‪ ،‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ -2‬شوقي بناسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.66 .‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 883‬الفقرة ‪.1‬‬
‫‪165‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫الفرع األول‪ :‬الرهن الرسمي االتفاقي (‪)Hypothèque amiable‬‬


‫ينشأ هذا الرهن مبوجب اتفاق بني البنك ِّ‬
‫املمول واملؤسسة االقتصادية الراهن املمولة لضمان الوفاء بدينه‪،‬‬
‫وال يكون ذلك إال وفق شروط شكلية وأخرى موضوعية وإال كان عقد الرهن ابطال‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط الشكلية‬

‫استنادا لنص املادة السالفة الذكر فإن الرهن الرمسي ال ينعقد إال بعقد رمسي (‪)Acte authentique‬‬
‫مودع أمام موثق يف حدود اختصاصاته وصالحياته وفقا لإلجراءات اليت يفرضها القانون لتحرير العقود الرمسية‪،‬‬
‫ويرتتب على اإلخالل ابلرمسية بطالن العقد بطالان مطلقا‪ ،1‬ألن كل التعامالت اليت ترد على العقارات ال تصح‬
‫إال إبتباع الرمسية‪ ،‬عقد موثق‪ ،‬اإلشهار والتسجيل‪ ،‬وهذا حىت تكون حجة أمام الغري‪ .‬كما أنه محاية للراهن من‬
‫خالل تنبيهه خلطورة ما هو مقدم عليه‪ ،‬وللدائن املرهتن‪ ،‬من خالل أنه جينبه خطورة إبطال الرهن الذي جيعله يف‬
‫مركز دائن عادي‪ ،‬ألن الرمسية تضمن صحى العقد‪.2‬‬
‫ومبناسبة الكالم عن الشكلية يف الرهن الرمسي البد من التطرق إىل حاليت الوعد إبنشاء الرهن الرمسي‪ ،‬وكذا‬
‫ابلنسبة للوكالة عند غياب املدين الراهن‪.‬‬
‫أ‪ -‬الوعد بالرهن الرسمي‬

‫إن الوعد ابلرهن الرمسي هو من إنشاء املمارسة واألعراف البنكية‪ ،‬يتمثل يف وعد املؤسسة املدينة للبنك‬
‫اباللتزام بتخصيص رهن رمسي مبجرد طلب البنك الدائن لذلك‪.3‬‬
‫لكن هذا النوع من االتفاق مل ينص عليه املشرع‪ ،‬بل هو نتاج املمارسات واألعراف‪ ،‬وابلتايل ميكن الرجوع‬
‫إىل القواعد العامة‪ ،‬حيث تنص املادة ‪ 71‬فقرة‪":2‬إذا اشرتط القانون لتمام العقد استيفاء شكل معني فهذا‬
‫الشكل يطبق أيضا على االتفاق املتضمن الوعد ابلتعاقد‪" .‬‬
‫وعلى هذا األساس فالوعد ابلرهن ال ينعقد إال إذا أفرغ هو نفسه يف الشكل الرمسي‪ ،‬ويتضمن الوعد‬
‫البياانت اخلاصة والكافية املتعلقة ابلعقار املرهون والدين املضمون واملدة‪.‬‬

‫‪-1‬قرار احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة التجارية‪ ،‬ملف رقم ‪ ،103656‬الصادر بتاريخ ‪ ،1994-11-09‬نشرة القضاة‪ ،‬عدد‪ ،51‬ص‪" :7 .‬يشرتط يف العقود الواردة على‬
‫العقارات أن حترر يف شكل رمسي وإال وقعت حتت طائلة البطالن‪" . . .‬‬
‫‪ -2‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.33 .‬‬
‫‪3-Michel, mathieu, op. cit, p. 180-190.‬‬
‫‪166‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫فإذا توفر الوعد ابلرهن على شروطه املوضوعية والشكلية وامتنع الواعد عن إبرام عقد الرهن الرمسي وقاضاه‬
‫البنك الدائن املرهتن مطالبا إايه بتنفيذ الوعد قام احلكم مقام العقد‪.1‬‬
‫الوعد ابلرهن الرمسي ال يشكل ضمانة حقيقية وصلبة للبنك الدائن يف مواجهة املؤسسة املدينة املمولة من‬
‫طرفه‪ ،‬فهو ال يرتب سوى التزامات شخصية ال ترقى إىل آلية لتغطية مبلغ القرض‪ ،‬بل ميكن للدائن املرهتن احلصول‬
‫على إقرار ابلدين‪ ،‬واملدين الراهن عليه التعويض كجزاء على إخالله ابلتزام شخصي‪ ،2‬ومنه فإن هذا النوع من‬
‫الوعود ينم عن خماطر‪ ،‬ففي حالة شهر إفال س املؤسسة فإن البنك الدائن يف هذه احلالة ال تكون له أية مرتبة أمام‬
‫الدائنني اآلخرين الذين قاموا بقيد الرهن‪.3‬‬
‫ب‪ -‬التوكيل في إنشاء الرهن‬

‫عند غياب املدين الراهن وقت توقيع الرهن الرمسي ميكن لوكيله أن يوقع بدال عنه ولكن بشرط أن تكون‬
‫الوكالة رمسية وخاصة‪.‬‬
‫رمسية ألن التوكيل كالرهن ال ينشأ إال إذا أفرغ يف الشكل الرمسي‪ ،4‬فعند إبرام عقد الرهن لفائدة البنك جيب‬
‫ذكر املادة املوجودة يف القانون األساسي للشركة اليت متنح للمسري التأهيل إلنشاء وإبرام عقد الرهن‪ ،‬ويف حالة‬
‫انعدام هذه املادة يف القانون األساسي جيب أن حيضر املسري أو املمثل عن املؤسسة للبنك عقد توثيقي إلبرام عقد‬
‫الرهن وإال أصبح الرهن ابطال‪ ،5‬أما التخصيص فيقضي أبال تكون الوكالة أبلفاظ عامة‪ ،‬ألهنا يف حال ذلك ال‬
‫تعطي احلق يف إنشاء الرهن الرمسي‪.6‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الموضوعية‬

‫إلنشاء الرهن الرمسي االتفاقي البد من توفر شروط موضوعية عامة وأخرى خاصة‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة‪72‬من القانون املدين‪" :‬إذا وعد شخص إببرام عقد مث نكل وقاضاه املتعاقد اآلخر طالبا تنفيذ الوعد‪ ،‬كانت الشروط الالزمة لتمام العقد وخاصة ما يتعلق‬
‫منها ابلشكل متوافرة‪ ،‬قام احلكم مقام العقد‪" .‬‬
‫‪-2‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.40 .‬‬
‫‪-3‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.114 .‬‬
‫‪-4‬املادة ‪572‬من القانون املدين‪" :‬جيب أن يتوفر يف الوكالة الشكل الواجب توفره يف العمل القانوين الذي يكون حمل الوكالة‪" ..‬‬
‫‪-5‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.37 .‬‬
‫‪-6‬املادة ‪574‬فقرة‪1‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪167‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫‪ -1‬الشروط الموضوعية العامة‬

‫الرهن الرمسي االتفاقي كبقية العقود يتم مبقتضى عقد تراعى فيه الشروط املقررة يف القواعد العامة بشأن‬
‫العقود‪.1‬‬

‫‪ -‬من الرضا الذي جيب أن يصدر من املتعاقدين ومها هنا البنك الدائن املرهتن واملؤسسة االقتصادية املدين‬
‫الراهن‪ ،‬ومىت تطابقت إرادهتما مع خلو اإلرادتني من عيوب الرضا انعقد الرهن‪ ،‬كما جيب أن يكون كل‬
‫من املتعاقدين أهال ملباشرة الرهن‪ ،‬غري أن املشرع مل يتعرض ألهلية املرهتن بصدد الرهن‪ ،‬مكتفيا ابلقواعد‬
‫العامة‪ ،‬وعليه فإذا كان مميزا أعتّب الرهن صحيحا ابلنسبة له ألنه انفعا نفعا حمضا‪.‬‬

‫‪ -‬وجود احملل‪ ،‬وهو رهن واقع على عقار مملوك للمدين الراهن لضمان الوفاء ابلتزام‪.‬‬

‫‪ -‬السبب‪ ،‬هو ضمان الدين الذي يكون قد نشأ صحيحا وبقي قائما إىل غاية انعقاد الرهن‪.‬‬
‫‪ -2‬الشروط الموضوعية الخاصة‬

‫حىت يصح عقد الرهن على العقار جيب أن تتوفر شروطا من جانب املدين الراهن‪ ،‬ومن جانب الدائن‬
‫املرهتن‪ ،‬والدين املضمون‪ ،‬والعقار املرهون‪.‬‬
‫أ‪ -‬من جانب المدين الراهن‬

‫‪ -‬وجود المدين الراهن أو شخصا آخر يقدم رهنا لمصلحة المدين‬

‫جيب أن يتمتع املدين أبهلية االلتزام ومقدرته على إبرام عقود أاي كان نوعها خاصة أبهلية االلتزام‪.‬‬
‫فإذا كان الراهن هو املدين فالرهن ابلنسبة إليه يعتّب من أعمال التصرف الدائرة بني النفع والضرر‪ ،‬هلذا‬
‫يشرتط أن يكون ابلغا سن الرشد‪ ،‬أما إذا كان غري ذلك فالرهن يقع ابطال بطالان مطلقا‪ ،‬وهذا طبقا للنص‬
‫القانوين الذي يقضي أبن يكون الراهن كامل األهلية‪ ،‬ونفس الشيء يف حالة ما إذا الراهن شخصا آخر غري‬
‫املدين كأن يكون كفيال عينيا حيث يكون عمله تّبعيا هنا يستلزم أن تكون له أهلية التّبع وهي سن الرشد‪.2‬‬

‫‪-1‬املادة‪884‬فقرة‪1‬من نفس القانون‪.‬‬


‫‪-2‬فوزي بن سديرة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.35 .‬‬
‫‪168‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫‪ -‬ملكية الراهن للعقار المرهون‬

‫جيب أن يكون الراهن مالكا للعقار املرهون سواء أكان مدينا أصليا (املؤسسة) أو كفيال عينيا‪ ،‬فإذا مل يكن‬
‫كذلك فال نتصور أنه يستطيع إعطاء البنك املرهتن أي حق عليه‪ ،‬ألن فاقد الشيء ال يعطيه‪.‬‬
‫ومبفهوم املخالفة إذا مل يكن الراهن مالكا للعقار املرهون كان الرهن ابطال بطالان مطلقا‪ ،‬لكون ملكية‬
‫الراهن للعقار املرهون شرط من شروط الرهن‪.1‬‬
‫من هنا من واجب املوثق واحملافظ العقاري التأكد من ملكية العقار قبل حترير العقد الرمسي للرهن الرمسي‪،‬‬
‫وقبل القيام إبجراءات شهره‪ ،‬كما أنه إبمكان البنك املرهتن التحري عن العقار حمل الرهن يف احملافظة العقارية من‬
‫حيث مدى ملكية املؤسسة أو الكفيل العيين للعقار‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ب‪ -‬من جانب الدائن المرتهن‬

‫‪ -‬وجود الدائن املرهتن إلمضاء عقد الرهن مع اختيار موطن الدائن‪ ،‬والتعريف به‪ ،‬وذكر رأمساله‪ ،‬واملقر‬
‫الرئيسي‪ ،‬والسجل التجاري‪.‬‬

‫‪ -‬تبيني سند الدين املتمثل يف رخصة القرض‪ ،‬من حيث رقمها واتريخ إصدارها وإمضاؤها وذكر اجلهة‬
‫املرخصة‪ ،‬واتفاقية القرض من حيث رقمها واترخيها والغاية من منح القرض‪.‬‬

‫‪ -‬حتديد الدين‪ ،‬من حيث مبلغه وشروطه وتفاصيله وتعبئته‪.‬‬


‫ج‪ -‬تخصيص الدين المضمون‬

‫يعتّب الدين املضمون من الشروط املوضوعية اخلاصة لصحة الرهن‪ ،‬ينطبق عليه مبدأ التخصيص كما هو‬
‫الشأن ابلنسبة للعقار‪ ،‬وختصيص الدين يتم حتديده من حيث املقدار‪ ،‬واملصدر‪ ،‬وهذا التخصيص جيب أن يرد يف‬
‫عقد الرهن‪ ،‬وقد يكون الدين معلقا على شرط مستقبلي أو احتمايل‪.3‬‬

‫‪-1‬املادة ‪884‬فقرة‪ 2‬من القانون املدين‪" :‬جيب أن يكون الراهن مالكا للعقار املرهون وأهال للتصرف فيه‪" . . .‬‬
‫‪-2‬حممد دامن‪ ،‬الرجع السابق‪ ،‬ص‪.49 .‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 891‬من القانون املدين‪" :‬جيوز أن يرتتب الرهن ضماان لدين معلق على شرط أو دين مستقبلي أو دين احتمايل كما جيوز أن يرتتب ضماان العتماد مفتوح‬
‫أو لفتح حساب جار على أن يتحدد يف عقد الرهن مبلغ الدين املضمون أو احلد األقصى الذي ينتهي إليه هذا الدين‪ ،" .‬وزاهية حورية سي يوسف‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.83-79 .‬‬
‫‪169‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫د‪ -‬تخصيص العقار المرهون‬

‫ينص املشرع يف القانون املدين على‪" :‬ال جيوز أن ينعقد الرهن إال على عقار ما مل يوجد نص يقضي بغري‬
‫ذلك"‪ .1‬وجيب أن يكون العقار املرهون مما يصح التعامل فيه وبيعه ابملزاد العلين‪ ،‬وأن يكون معينا ابلذات تعيينا‬
‫‪2‬‬
‫دقيقا من حيث طبيعته وموقعه‪ ،‬وأن يرد هذا التعيني إما يف عقد رمسي الحق‪ ،‬وإال كان الرهن ابطال‪" .‬‬
‫من خالل نص املشرع السابق فإن هناك شروطا موضوعية خاصة جيب أن تتوفر يف العقار املرهون‪ ،3‬حيث‬
‫جيب أن يكون العقار مما يصح التعامل فيه وبيعه ابملزاد العلين‪ ،‬وهلذا ال جيوز الرهن يف األموال املوقوفة واألموال‬
‫العامة وحق االرتفاق‪ ،‬فاألوىل ال جيوز التعامل فيها وبيعها ابملزاد العلين‪ ،‬والثانية ألهنا خترج عن التعامل فيها حبكم‬
‫القانون‪ ،‬والثالث ألنه ال ميكن بيعه استقالال عن العقار‪.‬‬
‫وهذا كله لتمكني البنك الدائن املرهتن عند عدم استيفاء حقه من التنفيذ على العقار املرهون وبيعه ابملزاد‬
‫العلين يف حال عدم قدرة املؤسسة الراهن عن الوفاء ابلتزاماهتا اجتاه البنك الدائن املرهتن‪.‬‬
‫كما جيب تعيني العقار املرهون تعيينا دقيقا‪ ،‬فهذا احلكم يقرر مبدأ ختصيص الرهن‪ ،‬واملقصود ابلتخصيص‬
‫هو أن يتقرر الرهن على عقار بعينه وليس على كل أموال املدين احلاضرة واملستقبلية‪ ،‬واهلدف من ذلك هو‬
‫القضاء على الرهن العام الذي يرد على أموال املدين‪ ،‬وهذا ملا ينتج عن ذلك من أضرار تلحق مبصلحة الراهن‪،‬‬
‫لذلك جيب أن يكون التعيني دقيقا‪ ،‬من حيث طبيعة العقار وموقعه والبلدية اليت يقع فيها وتعيني القسم ورقم‬
‫املخطط‪.‬‬
‫ويشرتط يف العقار أن يكون موجودا‪ ،‬ولكن ال مانع من رهن املال املستقبلي‪ 4‬ولكن بشرط إمكانية تعيينه‬
‫تعيينا دقيقا يف العقد‪ ،‬ويكون ابطال كلما ختلف شرط التخصيص‪.‬‬
‫كما أن الرهن على العقار ال يشمل هذا األخري فقط‪ ،‬بل كل ملحقاته وتوابعه كحق االرتفاق والعقارات‬

‫‪-1‬املادة ‪ 886‬فقرة ‪ ، 1‬فهناك بعض املنقوالت يشملها الرهن الرمسي ألهنا ال ختضع لقاعدة احليازة يف املنقول سند امللكية مثل الرهن الرمسي الوارد على السفن‬
‫والطائرات‪.‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 886‬الفقرة ‪.2‬‬
‫‪-3‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.78-58‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 92‬فقرة‪ 2‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪170‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫ابلتخصيص وكافة التحسينات واإلنشاءات اليت تعود ابملنفعة على املالك‪.1‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬الرهن القانوني (‪)Hypothèque légale‬‬
‫إن الرهن القان وين هو الرهن الذي ينشأ نص يف القانون‪ ،‬وهو يتقرر ابلنظر إىل نوعية الدائن ألنه يستحق‬
‫محاية خاصة‪ ،2‬وهو يقع على األمالك العقارية للمدين للفائدة البنوك واملؤسسات املالية لضمان حتصيل ديوهنا‪.‬‬
‫ولقد تطرق املشرع اجلزائري إىل هذا النوع من الرهن يف عدة نصوص قانونية‪ ،3‬ولكنه مل يعط تعريفا صرحيا له‬
‫فتم تعريفه فقها على أنه‪" :‬حق عيين ينشئه القانون للدائن على عقار معني خمصص للوفاء بدينه‪ ،‬يكون له‬
‫مبقتضاه التقدم على الدائنني التاليني له يف املرتبة والدائنني العاديني يف استيفاء حقه من مثن ذلك العقار يف أي يد‬
‫يكون"‪.4‬‬
‫فمعيار التفرقة بني الرهن القانوين وما يشاهبه‪ ،‬وخاصة الرهن الرمسي االتفاقي والرهن القضائي‪ ،‬فهو مصدره‬
‫القانون‪ ،‬بينما الرهن الرمسي االتفاقي فمصدره إرادة الطرفني‪ ،‬والرهن القضائي يتقرر مبوجب حكم قضائي‪ .‬والرهن‬
‫القانوين ال خيتلف عن الرهن الرمسي التعاقدي سوى من حيث املصدر‪ ،‬هذا جيعل شروط تكوينه خمتلفة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬شروط الرهن القانوني‬

‫يتطلب إنشاء الرهن القانوين مجلة من الشروط بعضها يتعلق ابلشكل وجانب آخر ميس موضوع الرهن‪.‬‬
‫‪ -1‬الشروط الشكلية‬

‫إن املمثل القانوين للبنك أو املؤسسة املالية يتوىل حترير اتفاقية القرض مع ختصيص لعقارات املدين كضمان‬
‫هلذا االئتمان مبوجب وثيقة ختصيص الرهن العقاري‪ .5‬ولكن هذا غري كاف‪ ،‬حيث ال يكتسب الرهن القانوين أية‬

‫‪-1‬املادة ‪ 787‬من نفس القانون‪.‬‬


‫‪ -2‬جناة بوساحة‪ ،‬الرهن القانوين املؤسس للبنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬جملة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،13‬جوان ‪ ،2016‬ص‪.40‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 96‬من القانون رقم‪ 11-02‬املؤرخ يف ‪ 24‬ديسمّب ‪ ،2002‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2003‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،86‬سنة ‪ ،2002‬املعدلة‬
‫مبوجب املادة ‪ 56‬من القانون رقم ‪ 16-05‬املؤرخ يف ‪ 31‬ديسمّب ‪ 2005‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2006‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 85‬لسنة ‪،2005‬‬
‫واملادة ‪ 1‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 132-06‬املؤرخ يف ‪3‬أفريل ‪ 2006‬املتضمن الرهن القانوين املؤسس للبنوك واملؤسسات املالية ومؤسسات أخرى‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 21‬املؤرخ يف ‪5‬أفريل ‪ ، 2006‬واليت نص‪" :‬يؤسس رهن قانوين على األمالك العقارية للمدينني لفائدة البنوك واملؤسسات املالية وصندوق ضمان‬
‫الصفقات العمومية لضمان حتصيل ديوهنا وااللتزامات اليت مت االتفاق عليها"‪ .‬واملادة‪ 2396‬من القانون املدين الفرنسي‪L'hypothèque légale est " :‬‬
‫‪."celle qui résulte de la loi‬‬
‫‪ -‬كما أشار املشرع لذلك من خالل املادة ‪ 883‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -4‬جناة بوساحة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ -5‬جناة بوساحة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫‪171‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫حجة ما مل يتم شهره‪ 1‬ابحملافظة العقارية‪ ،‬ويتم تسجيل الرهن طبقا للمادة ‪ 93‬من املرسوم ‪ 63-76‬املتعلق‬
‫إبنشاء الدفرت العقاري‪ ،2‬ويتطلب ذلك تقدمي اتفاقية القرض اليت تفيد استفادة املدين من القرض‪ ،3‬وإذا مت القيد‬
‫فإنه مينح للدائن مرتبته يف الرهن‪ ،‬وفقا لتاريخ قيد حقوقه‪ ،‬وإال فإن املصرف يقوم بتقييد رهن قانوين بدرجة الحقة‬
‫فيتحدد بذلك مركزه طبقا لدرجة اتريخ قيد الرهن‪ .4‬ومبا أن املشرع قد أعطى امتيازا خاصا للبنوك واملؤسسات‬
‫املالية يف مسألة جتديد القيد‪ ،‬فإن ذلك ال يكون إل ملدة ‪ 30‬سنة‪ .5‬وابلتايل فإن الرهن القانوين ميثل هبذه الصفة‬
‫سندا تنفيذاي‪.6‬‬
‫ومن أجل تقييد املصرف يف رهن قانوين لفائدته‪ ،‬ونظرا إلمكانية رفض املدين التصريح جبميع أمالكه‬
‫العقارية‪ ،‬وذلك ليتفادى احلجز عليها يف حالة عدم التسديد‪ ،‬فإنه ميكنه البحث عن ذلك على مستوى احملافظة‬
‫العقارية ملعرفة العقارات اليت ميلكها املدين‪.7‬‬
‫‪ -2‬الشروط الموضوعية‬

‫يتميز الرهن القانوين عن الرهن االتفاقي من حيث غياب إرادة العميل‪ ،‬ولذلك ال يشرتط لتكوين هذا النوع‬
‫من الرهن توفر ركن الرضا ابعتبار أن القانون يشرتط لتحققه ملكية العميل للعقار املرهون‪ .8‬ويف هذا خروج عن‬
‫القواعد العامة للرهن الرمسي اليت جتيز ما يسمى الكفالة العينية أين يكون مالك العقار املرهون ليس هو املدين‬
‫األصلي‪ ،‬حيث اشرتط املشرع يف الرهن القانوين أن يكون مالك العقار هو الشخص الذي أبرم اتفاقية القرض مع‬
‫املؤسسة املالية أو البن ك‪ . 9‬وأكثر من ذلك استعمل املشرع لإلشارة إىل هذا الشرط مصطلح‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 15‬و‪ 16‬من األمر رقم ‪ 74-75‬املؤرخ يف ‪ 12‬نوفمّب‪ 1975‬املتعلق ابملسح العام لألراضي وأتسيس السجل العقاري العام‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪92‬‬
‫لسنة ‪ 1975‬وقرار احملكمة العليا‪ ،‬املؤرخ يف ‪ ،2008-05-17‬امللف رقم ‪ ،523832‬الصادر عن الغرفة التجارية والبحرية‪..‬‬
‫‪ -2‬املرسوم رقم‪ 63-76‬املتضمن أتسيس السجل العقاري‪ ،‬املؤرخ يف ‪ 25‬مارس ‪ ،1976‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬املؤرخ يف ‪13‬أفريل ‪ ،1976‬املعدل واملتمم‬
‫ابملرسوم رقم ‪210-80‬املؤرخ يف ‪13‬سبتمّب‪ ،1980‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،38‬املؤرخ يف ‪16‬سبتمّب‪ ،1980‬املعدل واملتمم ابملرسوم التنفيذي رقم ‪-93‬‬
‫‪123‬املؤرخ يف ‪19‬ماي ‪ ،1993‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،34‬املؤرخ يف ‪23‬ماي‪ ،1993‬ص‪.14‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 96‬الفقرة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 11-02‬السالف الذكر‪ ":‬يتم تسجيل هذا الرهن القانوين طبقا لألحكام القانونية املتعلقة ابلدفرت العقاري‪ ،‬مببادرة من البنك‬
‫على أساس اتفاقية القرض اليت متت بني البنك وزبونه‪ ،‬مبينة خاصة املبلغ األقصى للقرض املضمون ووصف األمالك موضوع الرهن‪" . . .‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 96‬فقرة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ 11-02‬السالف الذكر‪ . . .":‬الذي أيخذ مرتبته عند اتريخ تسجيله‪." . . .‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 96‬فقرة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ ":11-02‬يعفى هذا الرهن‪ ،. . .‬من التجديد ملدة ‪ 30‬سنة‪." .‬‬
‫‪ -6‬السندات التنفيذية حددهتا املادة ‪ 600‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -7‬ليندة شاميب‪ ،‬االئتمان املصريف‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬القانون اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.341‬‬
‫‪ -8‬املادة ‪ 96‬الفقرة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ . . .": 11-02‬يؤسس رهن قانوين على األمالك العقارية للمدينني‪ ،‬لفائدة البنوك واملؤسسات املالية‪." . . .‬‬
‫‪ -9‬جناة بوساحة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪172‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫الزبون‪ .1‬ووفقا ملا سبق فإن الشروط املوضوعية للرهن القانوين تتمثل يف وجود اتفاقية قرض بني البنك أو املؤسسة‬
‫املالية والزبون وختصيص الرهن من حيث امللك العقاري املرهون‪.‬‬
‫‪ -‬وجود اتفاقية قرض‬

‫لقد أشار املشرع اجلزائري إىل اتفاقية القرض من خالل نص املادة ‪ 68‬من األمر رقم ‪ 11-03‬املتعلق‬
‫ابلنقد والقرض‪":2‬يشكل عملية قرض يف مفهوم هذا األمر كل عمل لقاء عوض يضع مبوجبه لصاحل الشخص‬
‫اآلخر التزاما ابلتوقيع كالضمان االحتياطي أو الكفالة أو الضمان‪ ،‬تعتّب مبثابة عمليات قرض‪ ،‬عمليات اإلجيار‬
‫املقرونة حبق خيار ابلشراء السيما عمليات القرض االجياري "‪.‬‬
‫ومادام أن اتفاقية القرض هي عمل جتاري حبسب املوضوع‪ 3‬فهو حيتمل الربح أو اخلسارة‪ ،‬وابلتايل فهذه‬
‫االتفاقية من التصرفات القانونية اليت تدور بني النفع والضرر ابلنسبة للمدين املقرتض‪ ،‬لذلك فاألهلية الواجب‬
‫توفرها هلذا األخري هي سن الرشد القانوين أو حصول على إذن من احملكمة‪ ،‬بينما ابلنسبة للدائن املرهتن فهذه‬
‫العملية انفعة له نفعا حمضا‪ ،‬غري أن ما يف األمر أن التحديد يف اتفاقية القرض يكون بتعيني احلد األقصى للدين‪.4‬‬
‫‪ -‬ملكية العميل للعقار المرهون‬

‫إن نص املادة ‪ 96‬فقرة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 11-02‬ذكر ذلك الشرط‪ ،‬وهو أن الرهن القانوين يؤسس على‬
‫العقارات اليت ميتلكها املدينون وتقدم كضمان للبنوك واملؤسسات املالية محاية هلا من خماطر االئتمان واليت أبرزها‬
‫عجز املدينني على السداد‪ .‬ألنه توجد أموال ال يصح التعامل فيها‪.5‬‬
‫وامللكية ختضع ألحكام املادة ‪ 324‬من القانون املدين اجلزائري واليت تقضي بشرط الرمسية والقيد لدى‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 5‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 132-06‬السالف الذكر‪ . . . ":‬ويلحق ابلطلب‪ :‬اتفاقية القرض املّبمة بني البنك أو املؤسسة املالية أو صندوق ضمان‬
‫الصفقات العمومية وزبونه‪." . . .‬‬
‫‪ -2‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،52‬املؤرخ يف ‪27‬أوت‪ ،2003‬املعدل واملتمم ابألمر رقم ‪ 04-10‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪02‬الفقرة ‪ 17‬من القانون التجاري اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 96‬فقرة‪ 2‬القانون رقم ‪" :11-02‬مبينا خاصة املبلغ األقصى للقرض املضمون‪." . . .‬‬
‫‪-5‬ال جيوز التعامل يف أمالك الدولة طبقا للمادتني ‪688‬و‪ 689‬من القانون املدين‪ ،‬كما ال جيوز رهن األموال املوقوفة وذلك لعدم إمكانية التصرف فيها‪ ،‬وهذا ما‬
‫أكدته املادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪10-91‬املؤرخ يف ‪1991-04-27‬واملتعلق ابألوقاف‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 21‬لسنة ‪ .1991‬وقرار احملكمة العليا حتت‬
‫رقم ‪310-157‬املؤرخ يف ‪ ،1997-7-16‬اجمللة القضائية‪ ،‬العدد‪ ،1997 ،1‬ص‪" :34‬من املقرر شرعا وقانوان أن العني احملبسة ال جيوز التصرف فيها أبي‬
‫تصرف انقل للملكية سواء ابلبيع‪ " . . .‬هذا يعين كذلك الرهن‪ ،‬ألنه عادة ما يستويف الدائن املرهتن حقه من مثن بيع هذه األموال عن طريق املزاد العلين‪.‬‬
‫‪173‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫احملافظة العقارية‪ ،‬ومنه فامللكية غري املشهرة ال ميكن للبنك من خالهلا احلصول على رهن رمسي قانوين لصاحله‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬آثار الرهن القانوني‬

‫إن القيد يتم على مستوى احملافظة العقارية اليت يقع بدائرة اختصاصها موقع العقار أو العقارات املرهونة‪،‬‬
‫وهذه اآللية تتيح للدائن املرهتن إمكانية االحتجاج هبا على الغري وبه تتحدد مرتبته إزاء الدائنني اآلخرين‪ ،‬وأكثر‬
‫من ذلك‪ ،‬فإن الرهن القانوين ميثل سندا تنفيذاي ولكن جيب إمهاره ابلصيغة التنفيذية‪ 2‬وذلك عن طريق تقدمي‬
‫طلب تقدمي طلب إىل رئيس احملكمة مكان وجود العقار ويتم تقدميه إىل احملضر القضائي يف أجل يسمح للبنك أو‬
‫املؤسسة املالية حبجز األمالك املرهونة‪.3‬‬
‫أما عن إجراءات التنفيذ على العقارات املرهونة وبيعها ابملزاد العلين فقد تطرق املشرع إىل ذلك يف املواد ‪2‬‬
‫إىل ‪ 7‬من املرسوم رقم ‪ 132-06‬املذكور أعاله‪ ،‬وجاءت هذه اإلجراءات كامتياز ممنوح للبنوك وتتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة معاينة عدم وفاء املدين ابلتزامه يف التاريخ احملدد من طرف احملضر القضائي‪ ،‬وذلك بتحريره حملضر‬
‫يتضمن إعذار املدين املتعثر بدفع املبالغ املستحقة خالل أجل ‪1‬شهر‪ .‬ولكن اإلشكال هنا أن قيد مبلغ‬
‫االئتمان يتضمن مبلغ القرض دون الفوائد املنجرة عنها فكان على املشرع أن يتفادى هذا الفراغ وذلك‬
‫ابلنص على تدوين ذلك يف حمضر اإلعذار‪.4‬‬
‫‪ -‬عند عدم الدفع يف األجل احملدد يف املادة ‪ 2‬من املرسوم املذكور أعاله يتم تبليغ إعذار اثين للمدين بنفس‬
‫الصيغة املذكورة أعاله وحيدد له أجل جديد للدفع مدته ‪ 15‬يوما قبل اللجوء إىل احملكمة املختصة‪.‬‬
‫هنا نالحظ أن إجراءات احلجز على املنقول املنصوص عليها يف قانون النقد والقرض ختتلف عن إجراءات‬
‫احلجز على العقار املرهون املنصوص عليها يف املادتني ‪2‬و‪ 3‬من املرسوم رقم ‪ 132-06‬ألن هذا األخري ينص‬
‫على إعذارين بينما يف حجز املنقول فإنه يتطلب إعذارا واحدا‪.5‬‬

‫‪ - 1‬ليندة شاميب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.341‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 96‬فقرة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 11-02‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 96‬فقرة ‪ 5‬من القانون رقم ‪.11-02‬‬
‫‪ - 4‬ليندة شاميب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.342‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 124‬من قانون النقد والقرض األمر رقم ‪ 11-03‬املعدل واملتمم ابألمر رقم ‪ 04-10‬السالف ذكره‪.‬‬
‫‪174‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫ثالثا‪ :‬تقييم فعالية الرهن القانوني‬

‫كان من األجدر ابملشرع اختصار الشكليات الطويلة واملعقدة إلنشاء الرهن القانوين أو عند التنفيذ عليه‬
‫خصوصا إذا تعلق األمر ببنك أو مؤسسة مالية‪ ،‬فهذا يؤثر سلبا على االئتمان ويضعف من فعالية الرهن كضمان‪.‬‬
‫فاإلعذار وما مير به من إجراءات ومدد قانونية يتناىف وخاصية السرعة اليت متييز االئتمان‪ .‬مث أن احلجز العقاري وما‬
‫يتطلبه من إجراءات طويلة ومدد قانونية جيعلنا حقيقة أمام أزمة الرهن عامة والقانوين بصفة خاصة‪ ،‬من احلصول‬
‫على الصيغة التنفيذية للسند مث تقدميه للمحضر القضائي لتبليغه للمدين ليتم بعد ذلك شهره ابحملافظة العقارية‬
‫لتأيت مرحلة البيع ابملزاد العلين وما يتطلبه من إجراءات طويلة ومعقدة وبشروط حمددة قانوان إذا مل تتوفر تؤدي إىل‬
‫إلغاء هذا اإلجراء‪ ،‬وأكثر من ذلك حىت وإن مت عقد جلسة املزادة فقد ال ميكن الوصول إىل الثمن املتوخى منه أو‬
‫أن يرتاجع املشرتي عن قراره أو أن الثمن الذي بيع به العقار املرهون ابملزاد العلين قد ال يفي بكامل التزامات‬
‫املدين‪.‬‬
‫من يقرتح إرجاع فعالية التأمينات العينية الضائعة من خالل تكريس مصلحة‬
‫ولتفادي هذه اإلجراءات هناك ْ‬
‫الدائن املرهتن وذلك بتفادي اإلجراءات الطويلة واملكلفة من خالل اقرتاح شرط متلك العقار املرهون عند حتقق‬
‫خطر عدم السداد‪ ،‬هذا الشرط الذي مازال ممنوعا يف التشريع والقضاء اجلزائري‪ 1‬رغم أن بعض التشريعات مسحت‬
‫إبدراج هذا الشرط يف عقد الرهن‪ ،‬وهذا مبوجب إصالح قانون التأمينات العينية مبقتضى األمر رقم ‪324-06‬‬
‫املؤرخ يف ‪13‬مارس ‪ 2006‬ولكن بشرط أال يكون العقار املرهون معدا لسكن املدين‪.2‬‬
‫وأكثر من ذلك وللرفع من فعالية الرهن العقاري فإنه من األحسن تشجيع البيع الودي للعقار دون إتباع‬
‫احلجز العقاري ولكن حتت سلطة القضاء وبشروط حمددة‪.‬‬
‫وابلنظر إىل املادة ‪ 884‬مدين جزائري السالفة الذكر ويف فقرهتا األوىل جتيز أن يكون الراهن هو نفسه املدين‬
‫أو شخصا آخر يقدم رهنا ملصلحة املدين‪ ،‬لكن ابلنسبة للرهن القانوين فإن املشرع ينص على أن العقار املرهون‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 903‬من القانون املدين اجلزائري‪ ،‬وقرار احملكمة العليا الصادر بتاريخ ‪25‬مارس‪ 1992‬حتت رقم ‪ ،81688‬وقرار آخر صادر يف ‪21‬مارس‪ 2007‬حتت‬
‫رقم ‪ ": 347927‬الرهن ضمان الستيفاء الدين وال يعد طريقا لتملك الشيء املرهون‪ ،‬وكل اتفاق يقضي خبالف ذلك يعد ابطال بطالان مطلقا ملخالفته النظام‬
‫العام‪." . . .‬‬
‫‪2-Article 2459 code civil :" il peut être convenu dans la convention d'hypothèque que le créancier‬‬
‫‪deviendra propriétaire de l'immeuble hypothéqué, toutefois, cette clause est sans effet sur‬‬
‫‪l'immeuble qui constitue la résidence principe du débiteur ".‬‬
‫‪175‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫جيب أن يكون ملكا للمدينني فقط‪ ،‬فهذا الشرط حيد بصفة معتّبة من أمهية وفعالية هذا النوع من الضمان‪ ،‬ألن‬
‫وجود الكفيل العيين يصب يف مصلحة الدائن ويفتح اجملال واسعا أمام هذا األخري يف احلصول على الضماانت‬
‫حد من‬
‫اليت تكفل له محاية أمواله‪ ،‬فالرهن القانوين جاء كامتياز للبنوك واملؤسسات املالية ولكنه يف نفس الوقت ً‬
‫فعالية هذا الضمان عندما أبعد املشرع الغري من إمكانية تقدمي عقار كرهن‪ ،‬وهذا عكس ما ذهب إليه يف الرهن‬
‫الرمسي االتفاقي‪.‬‬
‫ابإلضافة إىل ذلك فإن هذا االمتياز ال تتمتع به البنوك واملؤسسات املالية وحدها بل تشاركها يف ذلك‬
‫صندوق ضمان الصفقات العمومية‪ ،1‬فنكون بصدد تزاحم العديد من أصحاب الرهون القانونية‪.‬‬
‫كما أن حرية املدين الراهن يف التصرف يف األموال املرهونة بيعا ومقايضة وإجيارا ورهنا مرة أخرى هلاته‬
‫األموال‪ ،‬ولتفعيل هذا النوع من الضمان ظهر على الصعيد العملي والقضائي ما يسمى بشرط املنع من التصرف‪،‬‬
‫والذي يتم من خالله تقييد هذا االمتياز ابلشكل الذي ال يتعارض مع حق امللكية ويف نفس الوقت حيمي حقوق‬
‫الدائن املرهتن‪ .‬لذلك فالقضاء أقر شرط املنع من التصرف النتشاره على الصعيد العملي حىت أصبح يقضي‬
‫بصحته إذا كان ال يتضمن مساسا مبضمون امللكية‪ ،2‬وهبذا أتثرت خمتلف التشريعات كالتشريع املصري‪ ،3‬وعليه‬
‫ميكن للمرهتن أن حيمي ضمانه من خالل اشرتاطه للمنع من التصرف يف عقد الرهن‪ ،‬كما عمل املشرع اجلزائري‬
‫هبذا الشرط بصفة غري صرحية‪ ،4‬وعليه ميكن إدراج هذا الشرط يف عقد الرهن ما دام ال يؤثر سلبا على حق امللكية‬
‫وإمنا هدفه محاية مؤقتة للدائن وأنه مبين على ابعث مشروع‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الرهن القضائي (‪)Hypothèque judiciaire‬‬
‫وفقا لنص املادتني ‪ 941‬و‪ 942‬من القانون املدين اجلزائري فإن الرهن القضائي هو حق يتقرر مبوجب أمر‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 1‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 132-06‬املذكور أعاله‪.‬‬


‫‪ -2‬على عبد اهلادي العبيدي‪ ،‬الوجيز يف شرح القانون املدين‪ ،‬احلقوق العينية التبعية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ ،2005 ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 823‬من القانون املدين املصري‪ « :‬إذا تضمن العقد أو الوصية شرطا يقضي مبنع التصرف يف املال فال يصح هذا الشرط ما مل يكن مبنيا على ابعث‬
‫مشروع ومقصورا على مدة حمددة»‪ .‬املقابلة للمادة ‪ 850‬من القانون املدين القطري رقم ‪ 22‬املؤرخ يف ‪ 30‬جوان ‪ ،2004‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،11‬املؤرخ يف‬
‫‪ 08‬أوت ‪2004‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 87‬من املرسوم رقم ‪ 63-76‬السالف الذكر‪« :‬إن اخللف اخلاص لصاحب حق عيين عقاري الذي أشهر العقد أو القرار القضائي الذي يثبت فيه حقه‬
‫اخلاص ال ميكنه االعرتاف على العقود بني األحياء واليت مت إعدادها بصفة متميزة من اجل اثبات شروط عدم قابلية التصرف املؤقت ومجيع التقييدات األخرى‬
‫حلق التصرف‪.». . .‬‬
‫‪176‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫على عريضة م ن رئيس احملكمة لصاحل الدائن الذي يكون بيده حكم واجب التنفيذ على عقار أو أكثر من‬
‫عقارات مدينه‪.‬‬
‫وعلى هذا فالرهن القضائي يشبه الرهن الرمسي االتفاقي من حيث اآلاثر وخيتلف عنه من حيث النشوء‪،‬‬
‫فاألول ينشأ بناء على حكم واجب التنفيذ إبذن صادر من رئيس احملكمة اليت يقع يف دائرة اختصاصها العقار أو‬
‫العقارات املرهونة‪ ،‬بينما الثاين ينشأ عن طريق العقد‪.‬‬
‫ووفقا ألحكام املادة ‪ 937‬مدين جزائري فإنه‪" :‬جيوز لكل دائن بيده حكم واجب التنفيذ صادر يف أصل‬
‫الدعوى يلزم املدين بشيء معني أن حيصل على حق ختصيص لعقارات مدينه ضماان ألصل الدين واملصاريف"‪.‬‬
‫ومادام أن املشرع مل يقدم تعريفا للرهن القضائي وإمنا أشار إليه فقد تكلف الفقه بذلك من خالل تعريفه‬
‫على أنه‪" :‬حق عيين تبعي يتقرر للدائن على عقار أو أكثر من عقارات املدين مبقتضى حكم واجب التنفيذ‬
‫الصادر ابلتزام املدين ابلدين‪ ،‬وخيول للدائن التقدم على الدائنني العاديني والتاليني له يف املرتبة يف استيفاء حقه من‬
‫املقابل النقدي لذلك العقار يف أي يد يكون"‪.1‬‬
‫ومادام أن أحكام الرهن الرمسي االتفاقي تسري على الرهن القضائي من حيث القيد واآلاثر فيكفي هنا أن‬
‫نتطرق إىل شروط وإجراءات احلصول عليه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬شروط الرهن القضائي‬

‫جيب توافر أربعة شروط إلنشاء الرهن القضائي بعضها خيص الدائن الذي حيصل عليه وبعضها يتعلق‬
‫ابحلكم املقرر هلذا الرهن ومنها ما يرجع لألموال اليت يتقرر عليها هذا احلق والوقت الذي يتقرر فيه‪.‬‬
‫‪-1‬الدائن المرتهن‬

‫ميكن لكل دائن بيده حكم يلزم املدين بشيء معني أن حيصل على رهن عن طريق القضاء ضماان ألصل‬
‫الدين واملصاريف‪.‬‬
‫من هنا نستطيع القول إن هذا النوع من الرهن جاء لضمان دين مهما كان نوعه أو مصدره‪ ،‬فقد يكون‬
‫حمله مبلغا من النقود أو عمال أو امتناع عن عمل على أنه يشرتط أن يكون حق الدائن اثبتا مبقتضى حكم يلزم‬

‫‪ -1‬إبراهيم نبيل سعد‪ ،‬التأمينات العينية والشخصية‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪( ،‬ب‪ .‬س‪ .‬ن) ‪ ،‬ص‪.159‬‬
‫‪177‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫املدين بشيء معني‪ .‬ومل يشرتط املشرع اجلزائري يف الدائن طالب الرهن أن يكون حسن النية خالفا لبعض‬
‫التشريعات ومنها التقنني املدين املصري‪ .1‬وعليه فلو ابع املدين عقارا مث حصل الدائن على رهن قضائي على هذا‬
‫العقار وهو على علم ببيعه‪ ،‬أي أنه هنا سيء النية‪ ،‬فإن هذا احلق يكون انفذا يف حق املشرتي‪.‬‬
‫‪ -2‬الحكم المقرر للرهن‬

‫طبقا لنص املادة ‪ 937‬مدين جزائري‪ ،‬فإنه يلزم أن تتوفر يف احلكم الذي حيصل من خالله الدائن على‬
‫رهن قضائي أن يكون حكما قضائيا واجب التنفيذ صادرا يف موضوع الدعوى‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون حكما قضائيا‬

‫الدائن ال ميكنه احلصول على هذا النوع من الرهون إال مبقتضى حكم قضائي يقرر حقه الثابت‪ ،‬واحلكم‬
‫هنا هو القرار الصادر من جهة ذات والية قضائية‪ ،‬فإذا كان حق الدائن مقررا مبوجب عقد رمسي‪ ،‬فإنه ال يصلح‬
‫للحصول مبقتضاه على عقد رمسي قضائي (حق ختصيص)‪.2‬‬
‫ولقد قرر املشرع يف املادة ‪ 939‬مدين جزائري على أنه ميكن احلصول على رهن قضائي بناء على حكم‬
‫يثبت وجود صلح أو اتفاق بني املتعاقدين‪ ،‬وهبذا فإن األحكام الصادرة ابلتصديق على حمضر الصلح جيوز‬
‫مبقتضاها احلصول على رهن قضائي‪. 3‬‬
‫وأكثر من ذلك فلقد أجاز املشرع إمكانية احلصول على رهن قضائي بناء على حكم صادر من حمكمة‬
‫أجنبية‪ ،‬إذا أصبح واجب التنفيذ‪.4‬‬
‫‪ -‬أن يكون الحكم واجب التنفيذ‬

‫احلكم الواجب التنفيذ هو الذي يكون حائزا لقوة الشيء املقضي فيه أي أنه غري قابل للطعن فيه ابلطرق‬
‫العادية وهي االستئناف واملعارضة أو أن يكون قابال للطعن فيه ولكنه مشمول ابلنفاذ املعجل قانوان أو طبقا حلكم‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 1085‬من القانون املدين املصري‪ ،‬واليت تقابلها املادة ‪ 937‬مدين جزائري‪ .‬املقابلة للمادة ‪ 1116‬من القانون املدين القطري‪.‬‬
‫‪ -2‬حممد صّبي السعدي‪ ،‬الواضح يف شرح القانون املدين‪ ،‬التأمينات العينية‪ ،‬دار اهلدى‪ ،‬عني مليلة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬طبعة‪ ،2010‬ص‪.205‬‬
‫‪-3‬حممد صّبي السعدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.206‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 938‬من القانون املدين اجلزائري‪" :‬ال جيوز احلصول على حق ختصيص بناء على حكم صادر من حمكمة أجنبية‪ . . .‬إال إذا أصبح حكم القرار واجب‬
‫التنفيذ"‪.‬‬
‫‪178‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫احملكمة‪ .1‬فإذا مل يكن احلكم كذلك‪ ،‬فال بد من انتظار فوات مدة الطعن‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أن يكون الحكم صاد ار في موضوع الدعوى‬

‫وعليه تستبعد األحكام التحضريية اليت ال متس أبصل احلق إال إذا تضمنت التزام املدين أبداء شيء معني‪،‬‬
‫ألن الرهن القضائي هو ضمان للدائن من إخالل املدين ابلتزامه‪ .‬لذلك يشرتط يف احلكم أن يذكر فيه مقدار‬
‫الدين فإذا كان غري حمدد توىل رئيس احملكمة تقديره وعني املبلغ الذي به يتحقق هذا الرهن‪. 3‬‬
‫‪ -3‬األموال محل الرهن‬

‫إن الرهن القضائي مثله مثل الرهن الرمسي االتفاقي ال يتقرر إال على عقار أو عقارات ملكا للمدين‪ .4‬من‬
‫هنا فإن هذا الرهن جيب أن يقع على عقار مملوك للمدين وقت قيد الرهن وأن يكون معينا تعيينا دقيقا وأن تذكر‬
‫البياانت املعينة له يف طلب الرهن وذلك ببيان موقعها مع تقدمي أوراق الدالة على قيمتها‪ .5‬كما يشرتط يف هذه‬
‫العقارات أن تكون مما جيوز التعامل فيها وبيعها ابملزاد العلين أي أن تكون مما جيوز رهنها رهنا رمسيا‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -4‬الوقت الذي يجوز فيه أخذ الرهن القضائي‬

‫مىت توفرت الشروط السابقة واملنصوص عليها قانوان جاز للدائن أخذ رهن قضائي على عقار أو عقارات‬
‫مدينه يف أي وقت شاء‪ ،‬غري أن املشرع وضع استثناء على ذلك‪ ،‬وهو عدم جواز أخذ هذا النوع من الرهون بعد‬
‫وفاة املدين‪ ،7‬ألنه طبقا للقواعد العامة فإنه بوفاة املدين يكون أجل الدين حال الوفاء‪ ،‬أضف إىل ذلك أن الدائن‬
‫يستويف حقه من تركة مدينه كما أنه جيب إعالم املدمني ابألمر الصادر ابلرهن‪ ،‬وألنه من حق املدين التظلم من‬
‫أمر التخصيص‪.‬‬
‫لكن إذا تقرر ملصلحة الدائن رهنا قضائيا أثناء حياة املدين وتوفرت الشروط املوضوعية فإنه ال يكتسب‬

‫‪ -1‬بوبشري حمند أمقران‪ ،‬قانون اإلجراءات املدنية‪ ،‬نظرية الدعوى‪ ،‬نظرية اخلصومة‪ ،‬اإلجراءات االستثنائية‪ ،‬طبعة ‪ ،2008‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫ص‪.292‬‬
‫‪ -2‬حممد صّبي السعدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.207‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 941‬فقرة ‪ 2‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 940‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 941‬فقرة ‪ 2‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -6‬حممد صّبي السعدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.208‬‬
‫‪ -7‬املادة ‪ 937‬فقرة ‪" : 2‬وال جيوز للدائن بعد موت املدين أخذ ختصيص على عقار يف الرتكة "‪.‬‬
‫‪179‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫هذا الرهن إال بطلب توقيع األمر ابلتخصيص وفقا لإلجراءات القانونية احملددة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات الحصول على رهن قضائي‬

‫ونتطرق يف هذا لكيفية احلصول على الرهن القضائي‪ ،‬ونبني سلطة رئيس احملكمة يف منح هذا الرهن‬
‫للدائن‪ ،‬وإمكانية اإلنقاص من هذا الرهن‪.‬‬
‫‪ -1‬كيفية الحصول على الرهن القضائي‬

‫تبدأ اإلجراءات أبن يتقدم الدائن بعريضة إىل رئيس احملكمة الكائن بدائرة اختصاصها موقع العقار حمل‬
‫الرهن وجيب إرفاقها بصورة رمسية من احلكم‪ ،‬كما نص املشرع على البياانت الواجب ذكرها يف العريضة‪ ،1‬وأبرزها‬
‫مقدار الدين وتعيني العقار تعيينا دقيقا مع تقدمي األوراق الدالة على قيمتها‪ ،‬وهذا حىت يقرر القاضي مدى‬
‫تناسبها مع مقدار الدين املضمون‪ ،‬وهذا ال يكون إال على وجه التقريب‪.2‬‬
‫‪ -2‬سلطة رئيس المحكمة‬

‫لرئيس احملكمة سلطة األمر ابلرهن القضائي أو رفضه‪ ،‬وهذا وفقا ملدى توفر الشروط املوضوعية السابقة‪ ،‬مث‬
‫إذا ما رأى القاضي أن الشروط تتيح للدائن احلصول على رهن فتكون له بذلك السلطة التقديرية ابلنسبة لتحديد‬
‫العقار أو العقارات موضوع الرهن‪ ،‬وتقدير مبلغ الدين إذا مل يكن حمددا يف احلكم‪ .‬كما أن للقاضي السلطة‬
‫التقديرية يف جعل الرهن مقصورا على بعض العقارات أو على واحد منها فقط أو على جزء من أحدها‪ ،‬إذا رأى‬
‫أن ذلك كافيا لضمان تسديد الدين واملصاريف‪.3‬‬
‫‪5‬‬
‫وجيب إعالن األمر ابلرهن للمدين يف نفس اليوم الذي يتقرر فيه أمر الرهن‪ .4‬وللمدين احلق يف التظلم‬
‫وهذا بسبب انقضاء الدين ابلوفاء أو أن العقارات موضوع الرهن تزيد قيمتها بكثري عن قيمة الدين املضمون‪.‬‬
‫كما أنه ميكن للدائن التظلم من أمر رئيس احملكمة املختص يف حال ما إذا رفض منحه الرهن رغم توفر‬
‫الشروط‪ ،‬أو إذا ألغى الرهن بناء على تظلم املدين‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 941‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬


‫‪ -2‬حممد صّبي السعدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.210‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 942‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 1091‬مدين مصري‪ ،‬تقابلها املادة ‪ 943‬مدين جزائري‪ .‬واملادة ‪ 1122‬من القانون املدين القطري‪" :‬على قلم الكتاب إعالن املدين ابألمر الصادر‬
‫ابالختصاص يف نفس اليوم الذي يصدر فيه هذا األمر‪" . . .‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 944‬مدين جزائري‪" :‬جيوز للمدين أن يتظلم من األمر‪ . . .‬أمام القاضي الذي أصدره"‪.‬‬
‫‪180‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫فالفرق بني تظلم املدين وتظلم الدائن يكون يف اجلهة القضائية اليت يرفع إليها أمر التظلم‪ ،‬فتظلم املدين‬
‫يكون أمام القاضي الذي أصدر األمر ألن هذا األخري يصدر يف غري مواجهة املدين ودون مساع أقواله‪ ،‬فهنا‬
‫إمكانية رجوع القاضي عن قراره‪ .‬بينما ابلنسبة للدائن فريفع أمره أمام اجمللس القضائي‪. 1‬‬
‫‪ -3‬إنقاص الرهن القضائي وانقضائه‬

‫يقرر املشرع ا جلزائري على أنه ميكن للمدين أو لكل ذي مصلحة أن يطلب إنقاص الرهن القضائي إىل‬
‫القدر املناسب للدين املضمون‪ ،‬وهذا إذا مت منح الدائن عقارات تفوق قيمتها ما يكفي لضمان الدين وهذا‬
‫اإلنقاص يتمثل يف‪ 2‬إنقاص الرهن ليكون مقتصرا على جزء من العقار أو العقارات موضوع الرهن‪ ،‬نقل الرهن إىل‬
‫عقار آخر تكون قيمته مساوية لقيمة الدين املضمون‪ .‬وهذا حرصا على حتقيق التناسب بني الدين املضمون‬
‫والعقار حمل الضمان‪.‬‬
‫ويشري املشرع إىل أن اإلنقاص مقرر حىت للغري إذا كانت له مصلحة يف ذلك‪ .3‬ونتصور ذلك للدائن املرهتن‬
‫املتأخر يف املرتبة أو الدائن العادي أو حائز العقار‪ .‬كما يشري أيضا أن موضوع اإلنقاص ال بد أن يكون حمل قيد‬
‫ومصاريفه تقع على عاتق طالبه‪.4‬‬
‫أما عن موضوع انقضاء الرهن القضائي فإن املشرع حييلنا إىل الرهن الرمسي االتفاقي‪ ،5‬ابإلضافة إىل أسباب‬
‫ختص هذا النوع من الرهن تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا صدر أمر ابلرهن مث طعن فيه بطريق من الطرق غري العادية ومت إلغاؤه‪ ،‬فإن هذا الرهن يسقط وللمدين‬
‫طلب حموه‪ .‬وكذلك إذا تقرر بناء على حكم مشمول ابلنفاذ املعجل مث ألغي ابملعارضة واالستئناف‬
‫‪ -2‬إذا تظلم املدين إىل القاضي الذي أصدر أمر الرهن‪ ،‬ومت قبول هذا الرهن‪ ،‬فإن هذا الرهن يلغى‪ .‬ونشري إىل‬
‫أن كل ما يطرأ على الرهن‪ ،‬من خالل ما يصدر فيه من أحكام‪ ،‬سواء ما تعلق ابإلنقاص أو اإللغاء جيب‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 945‬مدين جزائري‪" :‬إذا رفض رئيس احملكمة طلب التخصيص‪ . . .‬جاز للدائن أن يتظلم من أمر الرفض إىل اجمللس القضائي"‪.‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 946‬الفقرة ‪ 2‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 946‬فقرة ‪ 1‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 947‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 947‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪181‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫أن يتم قيد ذلك على هامش القيد‪. 1‬‬


‫ثالثا‪ :‬تقييم فعالية الرهن القضائي‬

‫إن الرهن القضائي آلية ضمان حقيقية للدائن مصدرها القضاء ألهنا تعطي محاية قانونية للدائن من خالل‬
‫حصوله على رهن مبوجب حكم قضائي‪ ،‬يكون له مبقتضاه التنفيذ على هذه األموال يف حال ما إذا أخل املدين‬
‫ابلتزاماته اجتاهه‪.‬‬
‫وما جيعلنا أمام أزمة حقيقية هلذا النوع من الرهن هو إمكانية إلغاء احلكم الصادر ابلرهن وللمدين طلب‬
‫حموه‪ ،‬كما أن للمدين احلق يف التظلم مع إمكانية قبول القاضي لذلك‪ ،‬وابلتايل يفقد الدائن آلية ضمان حقيقية‪،‬‬
‫فيكون مبوجب ذلك دائنا عاداي‪ .‬ابإلضافة إىل ذلك إمكانية إنقاص الرهن الذي هو مقرر لكل ذي مصلحة‪ ،‬هذا‬
‫جيعل هناك إمكانية لعدم كفاية العقار املخصص كرهن للوفاء مببلغ الدين‪ .‬ويف حالة وفاة املدين فإنه ال إمكانية‬
‫للدائن يف رهن قضائي يف تركة مدينه‪ ،‬وابلتايل يكون دائنا عاداي‪ .‬أو حصول الدائن على رهن قضائي ولكن يف‬
‫ذلك مزامحة من قبل دائنني آخرين مرهتنني أو أصحاب حقوق امتياز‪ ،‬فتكون هلم األولوية يف استيفاء حقوقهم‬
‫على حساب الدائن صاحب الرهن القضائي‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار الرهن الرسمي وحاالت انقضائه‬

‫إن الرهن الرمسي حيقق التوفيق بني املصاحل يف كون الراهن ال يفقد ملكية العقار وتبقى له كافة سلطات‬
‫املالك كما ال يفقد حيازة العقار‪ ،‬أما ابلنسبة للمرهتن فيقرر له ضماان قواي دون أن حيمله عبء إدارة العقار‬
‫ويزوده يف نفس الوقت بسند تنفيذي‪ ،‬أما الغري فمصلحته تتحقق يف كون ضرورة ختصيص الرهن الرمسي وشهره‬
‫حتقق هلم الوسيلة ملعرفة الدين املضمون ابلعقار على وجه التحديد ويتصرفون مع الراهن على بينة من األمر‪،‬‬
‫وابلتايل فإن الرهن الرمسي ينشئ آاثرا ابلنسبة لكل األطراف‪ ،‬للدائن املرهتن‪ ،‬وللراهن‪ ،‬وحىت ابلنسبة للغري‪ .‬كما أنه‬
‫ينتهي وفقا حلاالت منها ماهي مرتبطة ابلدين املضمون‪ ،‬ومنها ما هي مستقلة عن ذلك‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬آثار الرهن الرسمي‬

‫للرهن الرمسي آاثر ابلنسبة للمتعاقدين‪ ،‬وابلنسبة إىل الغري‪ ،‬متثل التزامات وحقوق لكل واحد منهم‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 944‬فقرة ‪ 2‬مدين جزائري‪" :‬وجيب التأشري على هامش القيد بكل أمر أو حكم قضى إبلغاء األمر الصادر ابلتخصيص"‪.‬‬
‫‪182‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫أوال‪ :‬آثار الرهن الرسمي بالنسبة للمتعاقدين‬

‫املتعاقدان مها املدين الراهن وهو هنا املؤسسة االقتصادية‪ ،‬والدائن املرهتن ويتمثل يف البنك املمول‪ ،‬لذلك‬
‫سنتطرق إىل آاثر الرهن ابلنسبة لكل منهما‪.‬‬
‫‪ -1‬بالنسبة إلى المدين الراهن (‪)A l'égard du constituant‬‬
‫إن الرهن العقاري يرتب حقوقا لصاحل املدين الراهن من حق التصرف يف العقار املرهون إىل احلق يف‬
‫استغالله‪ ،‬كما يرتب التزامات عليه من ضمان سالمة الرهن إىل ضمان هالك العقار املرهون‪.‬‬
‫أ‪ -‬حقوق المدين الراهن‬

‫جيوز للراهن أن يتصرف يف العقار املرهون سواء أكان التصرف ماداي أو قانونيا بشرط أال يضر مبصلحة‬
‫البنك الدائن املرهتن‪.1‬‬
‫فإذا كان التصرف ماداي وجب أال يكون من شأنه اإلنقاص من قيمة الرهن‪ ،‬ألن الراهن ملزم بضمان‬
‫سالمة الرهن‪.‬‬
‫أما ابلنسبة للتصرفات القانونية فله كذلك أن يقوم ببيع العقار املرهون أو هبته أو املقايضة أو أتجريه‬
‫ابعتباره مالكا بشرط عدم اإلضرار حبق املرهتن‪ ،‬وكل هذه التصرفات القانونية ال تلحق ضررا حبق الدائن إذا كانت‬
‫الحقة لقيد الرهن إذ ينتقل العقار املرهون حممال ابلرهن‪ ،‬ويكون الرهن انفذا يف مواجهة من آل إليه العقار‪ ،‬أما إذا‬
‫متت هذه التصرفات قبل قيد الرهن فيعتّب هذا مضرا حبق البنك الدائن‪ .2‬كما جيوز للمدين الراهن أن يرتب على‬
‫العقار املرهون كافة احلقوق العينية األخرى كحق االنتفاع واالرتفاق‪ ،‬أو رهن العقار مرة أخرى‪.‬‬
‫إذن فالراهن ابعتباره مالكا للعقار املرهون ميكنه أن يتصرف فيه‪ ،‬لكن غالبا ما جند البنوك تشرتط يف عقد‬
‫الرهن عدم تصرف الراهن يف العقار املرهون ببيعه إىل شخص آخر‪ .3‬وهذا تفاداي للمنازعات اليت حتتاج إىل‬
‫إجراءات طويلة ليست من مصلحة البنك الدائن الذي تبقى أمواله جممدة لدى املؤسسة اليت هي أموال املودعني‬
‫قد يطالبون هبا فيكون عرضة خلطر السيولة اليت قد تؤدي إىل إفالسه إذا مل تكن له اآلليات الكافية اليت من‬

‫‪-1‬املادة ‪ 894‬من القانون املدين‪" :‬جيوز للراهن أن يتصرف يف العقار املرهون‪ ،‬على أن أي تصرف يصدر منه ال يؤثر يف حق الدائن املرهتن‪" .‬‬
‫‪-2‬شوقي بناسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.210 .‬‬
‫‪-3‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.127 .‬‬
‫‪183‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫خالهلا يتحصل على التمويل من بنك آخر كآلية إعادة اخلصم‪ ،‬أو وضع نسبة من السيولة ملواجهة هذا‬
‫االحتمال‪.‬‬
‫كما أن للمدين الراهن حق استغالل واستعمال العقار املرهون واحلصول على مثاره إىل غاية تسجيل التنبيه‬
‫بنزع امللكية‪ ،‬وميكنه إجيار العقار املرهون واحلصول على األجرة ولكن بشروط‪ ،1‬وهذا التصرف يعتّب من أعمال‬
‫اإلدارة اليت جيوز للراهن القيام هبا‪.‬‬
‫إال أن السؤال الذي يُطرح هو ما مدى جواز وضع شرط املنع من التصرف من طرف الدائن؟ إن للمدين‬
‫احلق يف التصرف يف أمواله سواء كنا أمام الضمان العام أو الضمان اخلاص‪ ،‬وهذه القاعدة فيها إضرار مبصلحة‬
‫الدائن على اعتبار أنه صاحب االئتمان ويتعرض ملخاطره‪ .‬لذلك كان ال بد من هجر هذه القاعدة واستبداهلا‬
‫بقاعدة إمكانية وضع الدائن لشرط املنع من التصرف على أن يكون ذلك مبنيا على ابعث مشروع وعدم املساس‬
‫ابمللكية‪ .‬لكن مع ذلك هناك من يرى أن حق الراهن يف التصرف يف أمواله متعلق ابلنظام العام فال جيوز االتفاق‬
‫على خمالفته‪ .‬بينما يرى آخرون إمكانية إجازة هذا الشرط ألنه ال عالقة هلذا احلق ابلنظام العام‪.2‬‬
‫ومهما يكن فإن املشرع وضع آليات قانونية ميكن من خالهلا للدائن من مواجهة هذه التصرفات ويظهر‬
‫ذلك يف إمكانية الدائن املرهتن من فسخ العقد املرتب حلق الرهن‪ ،‬وإمكانية املطالبة إبسقاط أجل التسديد‪ ،3‬كما‬
‫أن للدائن إمكانية االعرتاف على األعمال اليت أيتيها املدين‪ ،‬وله احلق أيضا يف اللجوء إىل آلية وضع العقار‬
‫املرهون حتت احلراسة القضائية حىت يتم البيع ابملزاد العلين‪ ،‬كما توجد إمكانية املطالبة ابلتنفيذ العيين أي إعادة‬
‫احلال إىل ما كان عليه قبل التعاقد‪.‬‬

‫‪-1‬املاداتن ‪896‬و‪ 897‬من القانون املدين‪.‬‬


‫‪ -2‬يرى علي علي سليمان أن القانون املدين اجلزائري أغفل التعرض لقيد اتفاقي هام يرد على حق التصرف وهو الذي أوردته كل التشريعات احلديثة‪ ،‬وانتهى القضاء‬
‫الفرنسي إىل قبوله وكذا القانون املدين املصري والقوانني العربية اليت حذت حذوه‪ ،‬كما أن املشرع اجلزائري أشار إىل ذلك بطريقة غري مباشرة يف املرسوم املتعلق‬
‫إبنشاء السجل العقاري يف املادة ‪ 87‬منه فبقي له أن يدرجه بصفة صرحية ومباشرة يف القانون‪ ،‬على على سليمان املدين‪ ،‬وهو يستجيب حلاجات عملية ملحة‪.‬‬
‫وجوب إعادة النظر يف القانون املدين اجلزائري‪ ،‬الديوان الوطين للمطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائري‪ ،1995 ،‬ص‪ .51-48‬عن شوقي بناسي‪ ،‬مرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.213‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 211‬من القانون املدين اجلزائري تقابلها املادة ‪ 1188‬من القانون املدين الفرنسي‪Le débiteur ne peut plus réclamer le " :‬‬
‫‪bénéfice du terme lorsque par son fait il a diminué les sûretés qu’il avait données par le contrat à‬‬
‫‪"son créancier‬‬
‫‪184‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫ب‪ -‬التزامات المدين الراهن‬

‫التزام الراهن بضمان سالمة الرهن أمر طبيعي‪ ،‬فمن قرر الرهن ال يقبل منه نقصه‪ ،‬وهلذا االلتزام صورة سلبية‬
‫وأخرى إجيابية‪.‬‬
‫فالصورة السلبية وهي البارزة وتتمثل يف امتناع الراهن عن كل تصرف مادي أو قانوين من شأنه أن ميس‬
‫بسالمة الرهن أو يضر حبقوق املرهتن‪.‬‬
‫والصورة اإلجيابية فتتمثل يف تدخل الراهن من أجل الدفع بدعاوى الغري اليت من شأهنا أن حتدث التعارض‬
‫مع حقوق املرهتن‪ ،‬ويف مجيع األحوال يستطيع الدائن املرهتن أن يعرتض عن األعمال اليت متس بسالمة الرهن‪.1‬‬
‫وإذا هلك العقار املرهون سواء كان بفعل الراهن أم بفعل الغري كان للدائن اخليار أبن يطلب أتمينا كافيا أو‬
‫يستويف حقه فورا‪ ،‬وينتقل الرهن مبرتبته إىل احلق الذي يرتتب على ذلك من مبلغ التعويض عن الضرر أو مبلغ‬
‫التأمني‪ 2‬أو الثمن املقرر للدين مقابل نزع امللكية للمنفعة العامة‪.3‬‬
‫إذن كل تصرف من شأنه اإلضرار مبصلحة الدائن املرهتن على املدين الراهن تفاديه وإال اعتّب ذلك خرقا‬
‫اللتزامه بضمان سالمة الرهن‪ ،‬وابلتايل يرتتب عليه سقوط حقه يف األجل وحلول أجل الوفاء ابلدين نظرا‬
‫إلضعاف التأمينات‪.4‬‬
‫‪ -2‬بالنسبة للدائن المرتهن (‪)A l'égard du créancier hypothécaire‬‬
‫قبل حلول أجل الدين ويف هذه الفرتة ال يكون للدائن املرهتن سوى احلق يف مراقبة ما يرتتب عليه املساس‬
‫حبقه أو اإلنقاص منه‪ ،‬فإذا حدث ذلك فله اختاذ اإلجراءات التحفظية الالزمة للمحافظة على العقار املرهون‪ .‬أما‬
‫إذا حل أجل الدين ومل يف املدين الراهن ابلتزاماته جاز للبنك املرهتن التنفيذ على العقار متبعا يف ذلك اإلجراءات‬

‫‪-1‬املادة ‪ 898‬من نفس القانون‪.‬‬


‫‪ -2‬عادة ما تطلب البنوك من املدين الراهن أو تباشر هي ذلك بنفسها عن طريق تفويض من الراهن ابلتأمني على العقارات املرهونة ضد املخاطر مبختلف أنواعها‪،‬‬
‫حيث تبقى حظوظ البنك قائمة يف اسرتجاع حقوقه‪ .‬حممد دامن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.4 .‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 900‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪-4‬املادة‪ 211‬فقرة‪ 1‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪185‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫القانونية املتعلقة ابحلجز العقاري والبيع ابملزاد العلين‪ ،1‬كما جيوز له التنفيذ على سائر أموال املدين (الضمان العام)‬
‫وهذا يف حالة عدم كفاية مثن العقار للوفاء ابلدين‪.‬‬
‫كما أنه ميتنع على الدائن املرهتن متلك العقار املرهون عند عدم الوفاء‪ ،‬والغرض من بطالن هذا الشرط هو‬
‫محاية املدين الراهن من استغالل الدائن املرهتن‪ ،‬لكن إذا حل أجل الدين ومل يف املدين ميكن لطريف عقد الرهن أن‬
‫يتفقا على متلك الدائن املرهتن العقار املرهون مقابل الدين‪ .2‬غري أن أحكام الشريعة اإلسالمية ترى أنه ال يغلق‬
‫الرهن فيقع ابطال كل اتفاق جيعل للدائن احلق عند عدم استيفاء الدائن حلقه وقت حلول أجله يف أن يتملك‬
‫العقار املرهون ابلدين‪ .‬وهذا منعا الحتماالت التواطؤ بني املدين والدائن املرهتن إضرارا لباقي الدائنني‪ .‬وهناك من‬
‫يرى أنه على املشرع اجلزائري املبادرة حبذف الفقرة ‪ 02‬من املادة ‪.3903‬‬
‫أما إذا كان الراهن شخصا آخر غري املدين فال جيوز التنفيذ على ماله إال على مارهن‪ ،‬وال يكون هلذا‬
‫األخري احلق يف الدفع بتجريد املدين إال إذا وجد اتفاق يقضي بغري ذلك‪ ،4‬ألن الكفيل العيين ليس له هذا احلق‪،‬‬
‫ومن مصلحة البنك الدائن عدم قبول هذا الشرط حىت يكون لديه ضماان قواي‪ ،‬وله اخليار يف التنفيذ على املال‬
‫املرهون دون الرجوع على املدين األصلي‪ ،‬فهذا جيعل مركز البنك الدائن قواي يف استيفاء حقه‪ ،‬حيث يكون للبنك‬
‫مدينان‪ ،‬املدين األصلي والكفيل العيين‪ .‬وأن حرمان الكفيل العيين من الدفع ابلتجريد ليس من النظام العام‬
‫وابلتايل جيوز االتفاق على منحه هذا احلق ما "‪ . . .‬مل يوجد اتفاق يقضي بغري ذلك"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬آثار الرهن الرسمي بالنسبة إلى الغير‬

‫الرهن الرمسي ينشأ مبجرد العقد‪ ،‬والقيد الزم لنفاذه يف مواجهة الغري‪ ،‬هذا مينح الدائن حق التقدم أو‬
‫األفضلية وحقه يف التتبع‪.‬‬
‫‪ -1‬قيد الرهن الرسمي (‪)Inscription hypothécaire‬‬
‫هو إجراء يتم يف احملافظة العقارية الواقع يف دائرة اختصاصها العقار املرهون وهو مبثابة شهر للرهن‪ ،‬يتم‬

‫‪-1‬املادة ‪ 902‬فقرة‪ 1‬من نفس القانون‪.‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 903‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ -3‬شوقي بناسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.254 .‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 901‬من نفس القانون‪ .‬املقابلة للمادة ‪ 1050‬من القانون املدين املصري‪.‬‬
‫‪186‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫‪1‬‬
‫ذلك ابلتأشري على البطاقة اخلاصة ابلعقار املرهون‬
‫وأن مصاريف القيد تقع على عاتق الراهن ما مل يتفق على خالف ذلك‪ ،2‬فهذه القاعدة القانونية ليست‬
‫من النظام العام ميكن االتفاق على ما خيالف ذلك‪.‬‬
‫ما يهمنا هنا أكثر ليس إجراءات القيد‪ ،‬وإمنا ما يرتتب على إجراء القيد أو عدم إجرائه‪ ،‬إذن فالقيد هو‬
‫الذي ينشئ حق التقدم‪ ،‬وحتسب مرتبة الرهن الرمسي من وقت القيد وليس من وقت إنشاء الدين‪ ،‬وهذا حىت ولو‬
‫كان الدين مل ينشأ بعد‪ ،‬كأن يكون احتماليا أو معلقا على شرط أو كان دينا مستقبليا‪.3‬‬
‫إذا تعطل أثر القيد كتأخري إجرائه فإن ذلك يؤدي إىل توقيف أثر الرهن العقاري وجعله غري انفذ يف‬
‫مواجهة الغري‪ ،4‬وابلتايل يكون الرهن غري كامل األثر‪ ،‬حيث إذا مت شهر إفالس املؤسسة فإن إجراء قيد ال ميكن‪،‬‬
‫وإذا مت ذلك فيمكن احلكم ببطالنه‪ ،‬وال يصح التمسك به من قبل البنك الدائن املرهتن‪ ،‬كما أن تسجيل التنبيه‬
‫بنزع امللكية ال ميكن بعدها للدائن املرهتن الذي يكون قد نشأ حقه أن يقيد رهنه‪ ،‬وإذا مت ذلك فال حيتج به على‬
‫الغري وال يكون انفذا يف مواجهته‪.‬‬
‫من خالل ما سبق فإن قيد الرهن الرمسي ضروري حلماية البنك واحلفاظ على أمواله‪ ،‬ألن هذه العملية‬
‫تنشئ حق أفضلية البنك وأولويته يف استيفاء حقه‪ ،‬مع ما لذلك من أمهية يف إعالم الغري بذلك التصرف‪،‬‬
‫فيتصرفون مع الراهن على بينة من األمر‪ ،‬كما أن ذلك يسمح إبعطاء مرتبة للبنك وفقا لتاريخ القيد‪ ،5‬هذا يسمح‬
‫للبنك الدائن املرهتن من استيفاء حقه قبل الدائنني اآلخرين التاليني له يف املرتبة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -2‬حق األفضلية (‪)Droit de préférence‬‬
‫يتجلى هذا احلق بوضوح يف استيفاء الديون‪ ،‬حيث يسبق الدائنون املرهتنون الدائنني العاديني يف جين مثار‬
‫العقار أو من املال الذي حل حمل العقار حبسب مرتبة كل منهم ولو أجروا القيد يف يوم واحد‪.‬‬

‫‪-1‬ابتسام القرام‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.159‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 906‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 908‬من نفس القانون‪" :‬حتسب مرتبة الرهن من وقت تقييده‪ ،‬ولو كان الدين املضمون ابلرهن معلقا على شرط أو كان دينا مستقبال أو احتماليا‪" .‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 904‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪-5‬شوقي بناسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.259‬‬
‫‪-6‬لقد ورد النص على هذا احلق يف املواد ‪ 907‬اىل‪ 910‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪187‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫فاملرتبة هي املقياس الوحيد الذي جيب االعتماد عليه يف هذه احلاالت‪ ،‬فالرقم واحد يسبق الثاين يف‬
‫التسجيل حىت لو كانت التسجيالت قد متت يف يوم واحد‪.‬‬
‫وعن موضوع األفضلية فهي مجيع احلقوق اليت يستوفيها البنك الدائن املرهتن ابألفضلية فيتمثل يف أصل‬
‫الدين والفوائد واملصروفات‪.‬‬
‫ويستعمل حق األفضلية عند احلجز على العقار املرهون وبيعه ابملزاد العلين‪ ،‬وال يكون ذلك إال بعد إنذار‬
‫املدين وإلزامه ابلدفع‪ ،‬وإذا مل يتم ذلك حيرر احملضر القضائي حمضرا بعدم الدفع (عدم امتثال) مث القيام ابحلجز‬
‫العقاري الذي يتم بواسطة عريضة إىل رئيس احملكمة اليت يقع بدائرة اختصاصها العقار املرهون يطلب فيها احلجز‬
‫على هذا األخري‪ ،‬ويقوم احملضر القضائي بتبليغ احلجز للمدين‪ ،‬وجيب على احملافظ العقاري قيد أمر احلجز من‬
‫اتريخ اإليداع وتسليم شهادة عقارية إىل احملضر القضائي أو إىل الدائن احلاجز خالل أجل أقصاه ‪ 8‬أايم‪ ،‬وإذا مل‬
‫يقم املدين احملجوز عليه ابلوفاء خالل أجل ثالثني يوما من اتريخ التبليغ الرمسي ألمر احلجز حيرر احملضر القضائي‬
‫قائمة شروط البيع ويودعها أبمانة ضبط احملكمة اليت يوجد يف دائرة اختصاصها العقار احملجوز‪.1‬‬
‫وبعد إجراء احلجز وبيع العقار املرهون ابملزاد العلين يكون للبنك أن يستويف حقه من الثمن الناتج عن البيع‬
‫ابألولوية على غريه على غريه من الدائنني العاديني‪ ،‬والدائنني املرهتنني اآلخرين الذين هلم رهن رمسي على نفس‬
‫العقار شريطة أن يكون قد قيد رهنه أوال‪.‬‬
‫أما املشاكل اليت تصادفها البنوك عند وضعها الرهن الرمسي حيز التنفيذ هي اإلجراءات الطويلة واملعقدة‪،‬‬
‫أضف إىل ذلك اشرتاط بعض القضاة إلجراء احلجز العقاري تقدمي حمضر عدم وجود أو عدم كفاية األموال‬
‫املنقولة اليت للمدين‪.2‬‬
‫ابإلضافة إىل إمكانية تعطيل اإلجراءات من طرف القضاة إما ابلدفع بعدم االختصاص إبجراء البيع‪ ،‬أو‬
‫عدم القدرة على حتديد الثمن األساسي للعقار هذا يؤدي إىل تعيني خبري قضائي توكل إليه مهمة حتديد الثمن‪،‬‬

‫‪-1‬يف استصدار أمر احلجز وقيده‪ ،‬والتبليغ الرمسي ألمر احلجز العقاري‪ ،‬وقيد أمر احلجز‪ ،‬ويف قائمة شروط البيع‪ ،‬املواد ‪ 721‬إىل ‪ 737‬من قانون اإلجراءات املدنية‬
‫واإلدارية اجلزائري‪.‬‬
‫‪-2‬املادة ‪ 721‬فقرة‪ 1‬من نفس القانون‪" :‬جيوز للدائن احلجز على العقارات و‪ /‬أو احلقوق العينية العقارية ملدينه‪ ،‬مفرزة كانت أو مشاعة‪ ،‬إذا كان بيده سند تنفيذي‬
‫وأثبت عدم كفاية األموال املنقولة ملدينة أو عدم وجودها‪" .‬‬
‫‪188‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫علما أن األعمال املصرفية تتسم ابملرونة والسرعة ال تتواءم وثقل اإلجراءات القضائية‪ ،‬فمن املفروض واألفضل أن‬
‫تكون هناك إجراءات خاصة هبذا النوع من القطاعات احلساسة تتسم ابلسرعة والتخصص سواء ابلنسبة للمحاكم‬
‫أو القضاة‪ ،‬ألن أي تعطيل يف دفع مستحقات البنك يؤدي إىل خماطر قد تكلفه خسائر كبرية‪ ،‬ألن الفارق بني‬
‫خروج األموال ودخوهلا هي نقطة حتول ابلنسبة للبنك قد تؤدي إىل نقص السيولة إذا صادف ذلك سحب‬
‫املودعني ألمواهلم فذلك يشكل أزمة مالية ابلنسبة للبنك تؤدي إىل فقدان املودعني الثقة به‪ ،1‬وابلتايل املطالبة‬
‫بسحب كل أمواهلم الذي من شأنه أن يؤدي إىل التوقف عن الدفع‪ ،‬وابلتايل إىل إفالسه‪ ،‬فعلى البنكي أن يوفق‬
‫دائما بني اتريخ خروج األموال ودخوهلا واتريخ سحب املودعني ألمواهلم‪ ،‬وأن أي أتخر يف ذلك يؤدي ابلبنك إىل‬
‫أزمة سيولة قد ال حتمد عقباها‪.‬‬
‫ورغم أن قانون النقد والقرض قد وضع قواعد استثنائية يف جمال اإلجراءات خاصة ختص البنوك واملؤسسات‬
‫املالية إال أهنا تبقى غري كافية وغري مطبقة من بعض القضاة الذين يلجؤون إىل تطبيق املادة ‪ 721‬فقرة‪ 1‬من قانون‬
‫اإلجراءات املدنية واإلدارية وكذا ما يتعلق إبجراءات احلجز العقاري‪.‬‬
‫حىت أن حق التقدم أو األفضلية له مبدأ عام وهو العّبة ابألسبقية يف القيد‪ ،‬ولكن هناك استثناءات أوردها‬
‫خطرا على الدائن املرهتن وتقضي على حق األفضلية الذي هو آلية يتمتع هبا هذا األخري‬
‫املشرع نرى أهنا تشكل ً‬
‫يف استيفاء حقه ويظهر ذلك من خالل‪:2‬‬
‫‪ -‬حقوق االمتياز العامة تكون أسبق يف املرتبة على أي حق امتياز عقاري آخر أو حق رهن رمسي مهما‬
‫كان اتريخ قيده‪.3‬‬
‫‪ -‬رهن العقار اململوك على الشيوع‪ ،‬فهو يتقدم على الرهن الصادر من الشريك ولو مت قيده بعد قيد رهن‬
‫هذا األخري‪ ،‬رغم أن كالمها مبثابة الدائن املرهتن رهنا رمسيا وأن الثاين أسبق يف القيد‪ ،‬إال أنه وكاستثناء‬

‫‪-1‬تسمى هذه الظاهرة خبطر السمعة (‪ ) Risque de réputation‬وهو احتمالية اخنفاض ايرادات البنك أو قاعدة عمالئه نتيجة لرتويج إشاعات عن البنك‬
‫ونشاطاته‪ ،‬وهذه املخاطر هي نتيجة لفشل البنك يف إدارة أحد أو كل أنواع املخاطر اليت مت ذكرها سابقا‪ .‬إبراهيم الكراسنة‪ ،‬أطر أساسية ومعاصرة يف الرقابة على‬
‫البنوك وإدارة املخاطر‪ ،‬معهد السياسات االقتصادية‪ ،‬أبو ظيب‪ ،2006 ،‬ص‪.41 .‬‬
‫‪ -2‬شوقي بناسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .289-284 .‬وزاهرة حورية سي يوسف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.135-135‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 986‬الفقرة ‪ 03‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪189‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫يتقدم الذي قيد رهن الحقا على الذي قيد رهنه سابقا‪.1‬‬
‫‪ -‬الرهن العقاري احليازي إذا مت قيده وانتقلت احليازة تقدم الدائن املرهتن رهنا حيازاي على الدائن املرهتن رهنا‬
‫رمسيا‪.2‬‬
‫‪ -‬ما يستحق من ابئع العقار من الثمن وملحقاته يكون له االمتياز على العقار املبيع بشرط أن يتم تقييد‬
‫هذا االمتياز وإال أصبح هذا االمتياز رهنا رمسيا‪ .‬وهذا عكس ما ذهب إليه املشرع املصري الذي جعل‬
‫املرتبة حتدد بتاريخ البيع وليس القيد‪.3‬‬
‫‪ -‬امتياز املبالغ املستحقة للمقاولني واملهندسني املعماريني‪ ،‬فهؤالء يتقاضون ماهلم من حقوق قبل الدائن‬
‫املرهتن رغم أن مرتبة هذا األخري مقيدة قبل االمتيازات املمنوحة هلؤالء‪.4‬‬
‫‪ -‬حالة تزاحم حق ختصيص ورهن رمسي‪ ،‬فاألول له األفضلية بشرط أن يكون حسن النية‪.5‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -3‬حق التتبع (‪)Droit de suite‬‬
‫هو حق الدائن املرهتن يف نزع العقار املرهون للمدين من بني يدي الغري الذي حاز عليه نظرا لكونه ميثل‬
‫ضماان لتسديد الدين‪.7‬‬
‫واملقصود هنا حبق التتبع أنه إذا انتقلت ملكية العقار املرهون إىل الغري ألي سبب من األسباب‪ ،8‬فللدائن‬
‫املرهتن أن يستعمل امليزة اليت خيوهلا له الرهن وهي تتبع العقار يف أي يد يكون لينفذ عليه‪ ،‬وبعبارة أخرى فحق‬
‫التتبع هو حق الدائن يف التنفيذ على العقار حتت يد من انتقلت إليه امللكية‪.9‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 890‬الفقرة ‪ 02‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 966‬من القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 999‬من القانون املدين اجلزائري املقابلة للمادة ‪ 1147‬من القانون املدين املصري‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 1000‬من القانون املدين اجلزائري املقابلة للمادة ‪ 1148‬من القانون املدين املصري‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 1085‬من القانون املدين املصري‪ ،‬يف حني أن املشرع اجلزائري يعطي للدائن حق التخصيص ولو كان سيئ النية‪.‬‬
‫‪-6‬وردت أحكام حق التتبع يف املواد من ‪ 911‬إىل ‪ 914‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪-7‬ابتسام القرام‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪-8‬ينتقل الرهن العقاري بوجه تبعي )‪ (A titre accessoire‬وذلك ابنتقال الدين إىل الورثة أو يف إطار اهلبة‪ ،‬وبوجه أصلي)‪ )A titre principal‬وذلك‬
‫ابنتقاله إىل دائن آخر غري مرهتن أو إىل دائن مرهتن آخر ابلتنازل عن املرتبة‪ ،‬حممد دامن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.51 .‬‬
‫‪-9‬املادة ‪ 911‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪190‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫أ ‪ -‬شروط مباشرة حق التتبع‬

‫‪ -‬حلول أجل الدين‬

‫حيل الدين حبلول أجله أو ألسباب أخرى مسقطة ألجل الدين من إفالس املدين أو إنقاصه للتأمينات‬
‫اخلاصة املمنوحة للدائن بقدر كبري أو عدم تقدميه ملا وعد به من أتمينات‪.1‬‬

‫‪ -‬الرهن نافذ في مواجهة الحائز‬

‫ال يكون كذلك إال إذا كان مقيدا قبل أن يشهر من انتقلت إليه ملكية العقار‪ ،‬ألنه إذا مل يقيد الرهن قبل‬
‫انتقال امللكية للحائز فإهنا تنتقل إليه خالية من الرهن‪ ،‬لذا جيب أن يكون العقار املرهون مسجال ومشهرا أمام‬
‫احملافظة العقارية وهذا إلمكانية االحتجاج به أمام الغري‪.2‬‬
‫‪ -‬الحائز مالك للعقار المرهون‬

‫إن حق التتبع ال ميارس إال يف مواجهة احلائز (‪ )Le Tiers détenteur‬ابملعىن املقصود يف املادة ‪911‬‬
‫السالفة الذكر‪ ،‬فواضع اليد على العقار قبل اكتسابه ال يعد مالكا وكذلك من له احليازة العرضية ال يعتّب مالكا‬
‫واملستأجر ال يعتّب حائزا‪ ،‬والعتبار الشخص حائزا هبذا املفهوم جيب أن تكون امللكية قد انتقلت إليه وفقا ملا يقرره‬
‫القانون‪ ،‬أي جيب أن يكون قد شهر حقه وإال ال يوصف أبنه حائز‪ ،‬وابلتايل ال ميكن مباشرة حق التتبع اجتاهه‪.3‬‬
‫ب‪ -‬إجراءات التتبع‬

‫تتمثل هذه اإلجراءات يف التنفيذ على العقار وفقا لقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬والتنفيذ يف مواجهة‬
‫احلائز يسبق ابلتنبيه على املدين املرهتن بنزع امللكية‪.4‬‬
‫ويقصد ابلتنبيه إعذار املدين أبنه إذا مل يف ابلدين حيجز على العقار ويباع ابملزاد العلين‪ ،‬وإذا قام املدين‬
‫بعد تنبيهه ابلوفاء ابلدين فالبنك الدائن يتوقف عن متابعة اإلجراءات‪ .‬وجيب أن يودع أمر احلجز على العقار يف‬

‫‪-1‬املادة ‪ 211‬من القانون املدين‪ .‬واملادة ‪ 911‬الفقرة ‪ 01‬من القانون املدين اجلزائري‪ ،‬املقابلة للمادة ‪ 1060‬الفقرة ‪ 01‬من القانون املدين املصري‪.‬‬
‫‪-2‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪-3‬نفس املرجع‪ ،‬ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 923‬فقرة ‪ 02‬من القانون املدين‪" :‬ويكون اإلنذار بعد التنبيه على املدين بنزع امللكية أو مع هذا التنبيه يف وقت واحد‪" .‬‬
‫‪191‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫اليوم املوايل للتبليغ الرمسي لدى مصلحة الشهر العقاري‪ ،‬ليتم تبليغ أمر احلجز للحائز أو الكفيل العيين وإنذاره إما‬
‫ابلتسديد أو ختلية العقار أو قبول إجراءات احلجز والبيع‪.1‬‬
‫كما جيب إنذار احلائز للعقار املرهون‪ ،‬يكون ذلك ابلدفع أو التخلية‪ ،‬وليس هناك ما مينع البنك الدائن‬
‫إبنذار احلائز واملدين يف آن واحد رحبا للوقت واإلجراءات‪.‬‬
‫ج‪ -‬الدفوع الممنوحة للحائز‬

‫للحائز أن يتمسك جبميع الدفوع اليت كان للمدين إمكانية التمسك هبا من بطالن الدين‪ ،‬وهذا يف حالة‬
‫ما مل يكن الدائن قد اختصم احلائز فال يكون احلكم ابلدين حجة عليه ألنه من الغري‪ ،‬إىل شهر سند امللكية كان‬
‫قبل صدور احلكم ابلدين على املدين‪.2‬‬
‫كما أن للحائز إمكانية التمسك ابلدفع الذي يستمده من عقد الرهن ذاته كوجود بطالن يف القيد أو‬
‫خلل فيه‪.3‬‬
‫د‪ -‬الخيارات الممنوحة للحائز لوقف إجراءات التتبع‬

‫مبقتضى حق التتبع ميك للبنك الدائن املرهتن من حجز العقار املرهون من يد احلائز له وبيعه عند حلول‬
‫أجل الدين إال إذا اختار أن يقضي الدين أو يطهر العقار من الرهن أو أن يتخلى عنه‪.4‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬قضاء الديون (‪)Le paiement‬‬
‫جيوز للحائز عند حلول أجل الدين املضمون ابلرهن أن يقضيه هو وملحقاته مبا يف ذلك مصاريف‬
‫اإلجراءات من وقت إنذاره‪ ،‬وله بعد ذلك الرجوع على املدين بكل ما وفاه على املدين‪.‬‬
‫فهنا قد يرى حائز العقار أن خري سبيل يسلكه هو أن يدفع للدائن املرهتن طالب التنفيذ دينه إذا كان‬
‫الدين أقل مما هو مستحق يف ذمته وبدفعه هذا خيلص عقاره من الرهن ويّبئ ذمته من الثمن‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 734‬من قانون اإلجراءات املدينة واإلدارية اجلزائري‪" :‬إذا كان العقار أو احلق العيين مثقال بتأمني عيين وانتقلت ملكيته بعقد رمسي مشهر إىل الغري قبل قيد‬
‫جّبا عليه‪" .‬‬
‫أمر احلجز‪ ،‬وجب إان الغري احلائز وتكليفه بدفع مبلغ الدين أو ختليته العقار‪ ،‬وإال بيع العقار ً‬
‫‪-2‬املادة ‪ 924‬فقرة ‪ 01‬من نفس القانون‪ .‬وفوزي بن سديرة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.48 .‬‬
‫‪-3‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.151 .‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 911‬فقرة‪ 1‬من القانون املدين‪" :‬جيوز للدائن املرهتن عند حلول أجل الدين أن يقوم بنزع ملكية العقار املرهون من يد احلائز هلذا العقار‪ ،‬إال إذا اختار احلائز‬
‫أن يقضي الدين أو يطهر العقار من الرهن أو يتخلى عنه‪ ،" .‬واملادة ‪ 726‬فقرة‪ 2‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪-5‬املاداتن ‪912‬و‪ 914‬من القانون السابق‪.‬‬
‫‪192‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫والصورة العادية لقضاء الديون هي أن يكون احلائز قد اكتسب العقار املرهون ابلشراء ومل يقم بعد بدفع‬
‫الثمن للبائع‪ ،‬ففي هذه احلالة يقوم بوفاء حقوق الدائنني من الثمن‪.1‬‬
‫كما أن للبنك الدائن املرهتن إمكانية جلّب احلائز على دفع مبلغ القرض شريطة أن يكون لدى احلائز للعقار‬
‫املرهون مبلغا مستحق األداء حاال يكفي لوفاء دينه وأن يكون سند ملكيته قد سجل‪.‬‬
‫وللمؤسسة االقتصادية املدين الراهن مالكة العقار سابقا وتطبيقا للقواعد العامة أن تشرتط على احلائز أن‬
‫يقوم بوفاء ديون البنك الدائن املرهتن‪ ،‬ومنه يصبح هلذا األخري حق مطالبة احلائز ابلوفاء‪ ،‬ويصبح هذا األخري‬
‫ملتزما شخصيا يف أمواله ابلوفاء‪ ،‬فال حيق له التخلي على العقار املرهون‪.2‬‬
‫‪ -‬التطهير (‪)La purge‬‬
‫تطهري العقار من الرهون هو جمموعة القواعد واإلجراءات اليت تسمح حلائز العقار املرهون ابلتخلص من‬
‫حق التتبع الذي ميكن أن ميارسه الدائنون املمتازون (‪ )Créanciers bénéficiant de privilèges‬أو‬
‫املرهتنون (‪ )D'hypothèques‬وذك ابقرتاح مثن لتملكه‪.3‬‬
‫أم ا عن الذي له احلق يف التطهري فهو كل حائز للعقار املرهون أشهر سند ملكيته‪ ،‬وال يعتّب حائزا املالك‬
‫حتت شرط واقف طاملا مل يتحقق هذا الشرط‪ ،‬وابلتايل ال جيوز هلذا األخري التطهري‪ ،‬وإذا متت إجراءات التطهري‬
‫انقضى حق الرهن هنائيا ولو زالت ألي سبب من األسباب ملكية احلائز الذي طهر العقار‪.4‬‬
‫أم ا عن الوقت الذي يتم فيه التطهري فبمجرد اكتساب الغري صفة احلائز دون انتظار حلول أجل الدين‪،‬‬
‫يبقى هذا احلق قائما إىل يوم إيداع قائمة شروط البيع‪.5‬‬
‫وللتطهري إجراءات بينتها املادة ‪ 916‬من القانون املدين‪ ،‬إذ جيب على احلائز الذي يعرض التطهري أن يبلغ‬
‫كل دائن مرهتن مقيد حقه يف موطنه املختار إعالان يشمل خالصة من سند ملكيته للعقار وذكر كل التصرفات‬

‫‪-1‬فوزي بن سديرة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬


‫‪ -2‬هذه احلالة غري منصوص عليها قانوان‪ ،‬ولكن ميكن االتفاق على تطبيقها أو اشرتاطها من أطراف العقد‪.‬‬
‫‪-3‬ابتسام القرام‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.230‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 934‬من القانون املدين‪ ،‬وفوزي بن سديرة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪-5‬املادة ‪ 915‬فقرة‪ 2‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪193‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫اليت طرأت على هذا العقار‪ ،‬مع اإلشارة إىل املبلغ الذي يقدره احلائز مثنا هلذا العقار‪ .‬وأن يبدي احلائز استعداده‬
‫للدفع يف حالة قبول الدائنني هلذا العرض ويكون ذلك يف نفس اإلعالن‪.1‬‬
‫أما عن مصري هذا العرض الذي يتقدم به احلائز قد يكون حمل قبول أو رفض من طرف الدائنني‪.‬‬
‫ففي حالة القبول مل يشرتط املشرع موافقة صرحية من الدائن املرهتن وإمنا اعتّب سكوته عن رفض العرض‬
‫موافقة ضمنية‪ ،‬وهذه املوافقة حددها املشرع بـ ‪ 60‬يوما كأقصى تقدير‪ ،‬و‪ 30‬يوما كأقل تقدير‪ ،‬حيث حيق‬
‫للحائز بعدها القيام ابلتطهري‪.2‬‬
‫أم ا يف حالة رفض عرض التطهري من طرف الدائن فهذا يؤدي إىل بيع العقار املرهون ابملزاد العلين‪ ،‬وحيق‬
‫طلب البيع ألي دائن مرهتن أو الكفيل العيين‪.‬‬
‫‪ -‬التخلية (‪)Le délaissement‬‬
‫ومعناها ترك احليازة املادية للعقار ووضعه حتت يد حارس أو أمني تعينه احملكمة على أن تتم إجراءات نزع‬
‫امللكية ضد هذا الشخص‪ ،‬وهذا كله ليتجنب احلائز اختاذ إجراءات يف مواجهته فيتخلى عن العقار‪.3‬‬
‫والتخلية يف األصل مقررة ملصلحة احلائز‪ ،‬ولكن هناك حاالت يسقط عنه هذا احلق‪ ،‬وذلك إذا كان جمّبا‬
‫على قضاء الديون‪.4‬‬
‫أم ا عن إجراءات التخلية فتتمثل يف تقدمي تقرير من طرف احلائز إىل قلم كتابة احملكمة املختصة وجيب عليه‬
‫أن يطلب التأشري بذلك يف هامش التسجيل بنزع امللكية‪ ،‬وأن يعلم البنك الدائن ويباشر اإلجراءات املتعلقة‬
‫ابلتخلية يف خالل ‪ 5‬أايم من وقت التقرير هبا‪.5‬‬
‫وإذا بيع العقار املرهون بثمن يزيد عن قيمة الديون فالزايدة تعود للحائز على اعتبار أنه مالك للعقار‪.6‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 917‬من نفس القانون‪.‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 918‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ -3‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .135 .‬وفوزي بن سديرة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.52 .‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 914‬فقرة‪ 3‬من القانون املدين‪" :‬ويف كلتا احلالتني ال جيوز للحائز أن يتخلص من التزامه ابلوفاء للدائنني بتخليه عن العقار‪" .‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 922‬فقرة‪ 1‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪-6‬املادة ‪ 928‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪194‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫وكما سبق اإلشارة إليه فإن الكفيل العيين فليس من حقه الدفع ابلتجريد‪ ،‬هذا ليس من النظام العام ألنه‬
‫ميكن إدراج هذا الشرط يف اتفاقية الرهن‪ ،‬فاملشرع اجلزائري نص على (ما مل يوجد اتفاق يقضي بغري ذلك)‪ ،‬فإذا‬
‫كان الكفيل العيين حمروما من هذا احلق فإنه ميكن تفادي أي إجراء من إجراءات التنفيذ وهو أن يتخلى عن‬
‫العقار املرهون ويكون ذلك بنفس األحكام اليت يتبعها احلائز يف آلية التخلية‪.1‬‬
‫‪ -‬البيع بالمزاد العلني (‪)Vente aux enchères publiques‬‬
‫إذا مل يقض احلائز الديون ومل يطهر العقار أو يتخلى عنه فإن يتعرض للبيع ابملزاد العلين‪.‬‬
‫حيث حيق لكل شخص الدخول يف املزاد العلين مبا يف ذلك احلائز شريطة أال يعرض يف العقار مثنا أقل من‬
‫الباقي يف ذمته من مثن العقار اجلاري بيعه‪ ،‬وال جيوز للمدين التقدم يف املزايدة ألنه من غري املعقول السماح له‬
‫بذلك ألنه أثبت عدم قدرته على تسديد الدين‪.‬‬
‫وعند تقدمي الثمن املقرر هلذا العقار املرهون يرسو املزاد‪ ،‬ورسو املزاد قد يكون على احلائز أو على غري‬
‫احلائز‪ ،‬ويرتب رسو املزاد آاثرا تتمثل يف نقل امللكية وتطهري العقار الذي رسا عليه املزاد‪.2‬‬
‫فعن نقل امللكية فإهنا تنتقل إىل الراسي عليه املزاد كل حقوق املدين احملجوز عليه اليت كانت له على‬
‫العقارات و‪/‬أو احلقوق العينية العقارية املباعة ابملزاد‪ ،‬وكذلك كل االرتفاقات العالقة هبا‪ ،‬ويعتّب حكم رسو املزاد‬
‫سند للملكية‪.3‬‬
‫فإذا رسا املزاد على احلائز اعتّب مالكا للعقار مبقتضى سند ملكيته‪ ،‬أما إذا رسا املزاد على الغري فإنه جيب‬
‫شهر حكم رسو املزاد النتقال امللكية إليه‪ ،‬ويف هذه احلالة وإذا كان املبلغ الذي رسا به املزاد أكثر من حقوق‬
‫الدائنني رجحت هذه الزايدة للحائز‪.‬‬
‫وببيع العقار ابملزاد فإنه يتطهر من كل احلقوق العينية التبعية‪ ،‬واألولوية اليت متنحها هذه احلقوق من تتبع‬
‫وتقدم تنتقل إىل الثمن الذي بيع به العقار‪ ،‬ألن هدف البنك الدائن من وراء هذا البيع هو استيفاء حقه‪ ،‬وأنه‬

‫‪ -1‬شوقي بناسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.245 .‬‬


‫‪-2‬مسعود كمني‪ ،‬احلجز العقاري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف العلوم القانونية‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬جامعة ابتنة‪ ،2004،‬ص‪.97-96 .‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 762‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪195‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫مادام يتم إعالمه ابإلجراءات فال مّبر لبقاء حقه معلقا‪ ،‬بل ينتقل إىل مثن العقار‪ ،‬والتطهري كنظام قانوين تطرق له‬
‫املشرع يف القانون املدين دون قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬
‫والتطهري حىت يتم جيب أن تتوفر فيه شروط‪:‬‬
‫• أن يكون العقار مملوكا للمدين أو احلائز أو الكفيل العيين‪ ،‬ألنه إذا كان مملوكا للغري فالتطهري ال يتم‪ ،‬دليل‬
‫ذلك أن امللكية ال تنتقل اىل املشرتي‪ ،‬وبدون ذلك ال يتحول حق البنك الدائن صاحب الرهن‪.‬‬
‫• شهر حكم رسو املزاد‪ ،‬ألن امللكية ال تنتقل إال ابلشهر‪ ،‬والتطهري ال ميكن أن يتم إال إذا انتقلت امللكية‪،‬‬
‫وابخلصوص إذا رسا املزاد على الغري‪ ،‬ألنه إذا رسا على احلائز فإنه يعتّب مالكا للعقار مبقتضى سند امللكية‬
‫الذي حبوزته‪.‬‬
‫• أن يكون البنك الدائن قد مت إعالمه جبلسة االعرتاضات واملزايدة‪ ،‬ألن الدائن الذي مل يتم إعالمه له احلق‬
‫يف تتبع العقار يف يد املشرتي الراسي عليه املزاد‪.‬‬
‫• أن تكون حقوق البنك الدائن مشهرة قبل شهر نقل امللكية‪.‬‬
‫ونرى‪ ،‬وأنه على غرار ما اندى به الفقه والقضاء إمكانية إجراء البيع الودي للعقار املرهون ولكن عن طريق‬
‫القضاء وهذا من أجل تفادي اإلجراءات الطويلة واملعقدة واملكلفة يف عملية البيع يف املزاد العلين‪ ،‬وكذا‬
‫خدمة ملصلحة الدائن املرهتن ألن من خصائص االئتمان السرعة واملرونة وهذا ما حتققه إجراءات البيه ابملزاد‬
‫العلين‪ ،‬ولكن ابعتماد شروط وأسباب مشروعة حتد من هيمنة الدائن املرهتن وحتقق يف نفس الوقت مصلحة‬
‫هذا االخري وحتفظ للدائنني املرهتنني اآلخرين حقوقهم ومتنع التواطؤ الذي قد حيدث بني املدين الراهن‬
‫والدائن املرهتن‪ .‬كما أنه ميكن جعل هذا اإلجراء استثنائي ابلنسبة للبنوك على اعتبار املخاطر الكبرية اليت‬
‫تتعرض هلا‪ ،‬فهي تغامر وختاطر مببالغ ضخمة عند منح االئتمان‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حاالت انقضاء الرهن الرسمي‬

‫ينقضي الرهن الرمسي بصفة تبعية‪ ،‬أي ابنقضاء الدين املضمون‪ ،‬وإما بصفة أصلية مستقلة عن الدين‬
‫املضمون‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫أوال‪ :‬انقضاء الرهن الرسمي بصفة تبعية‬

‫إن الرهن الرمسي هو عقد أو حق تبعي ال ينشأ إال لضمان دين معني يتبعه يف نشوئه وانقضائه‪ .1‬فإنه مىت‬
‫انقضى الدين املضمون بسبب من أسباب انقضاء االلتزام‪ :‬من الوفاء‪ ،‬الوفاء مبقابل‪ ،‬التجديد‪ ،‬املقاصة‪ ،‬احتاد‬
‫الذمة‪ ،‬اإلبراء‪ ،‬استحالة التنفيذ‪ ،‬التقادم‪ ،‬انقضى مع ذلك الرهن الرمسي‪ ،‬ولكن بشرط أن يكون االنقضاء هنائيا‬
‫للدين‪ ،‬ألنه إذا بقي جزء منه يف ذمة املدين فإن الرهن يبقى ضامنا له‪ ،‬وهذا وفقا خلاصية الرهن الذي يعتّب غري‬
‫قابل للتجزئة‪ .‬لكن إذا زال السب الذي أدى إىل انقضاء الدين املضمون يعود الدين املضمون ويعود معه الرهن‪.2‬‬
‫وينتهي الرهن أيضا بصفة تبعية إذا زال الدين املضمون به‪ ،‬كما لو كان هذا الدين ابطال أو قابال لإلبطال‬
‫ومت إبطاله من طرف من كان له احلق يف ذلك‪ ،‬فيبطل الدين وكذا الرهن الضامن له على اعتبار خاصية التبعية اليت‬
‫يتميز هبا الرهن الرمسي‪ .‬إذن فالرهن يتبع الدين من حيث االنقضاء دون النظر لسبب ذلك االنقضاء‪.3‬‬
‫ثانيا‪ :‬انقضاء الرهن الرسمي بصفة أصلية‬

‫قد ينقضي الرهن الرمسي بصفة مستقلة عن الدين املضمون ويكون ذلك إما بتطهري العقار املرهون‪ ،‬أو‬
‫هبالك العقار املرهون‪ ،‬أو يف حالة بيع العقار املرهون ابملزاد العلين‪ ،4‬أو يف حالة احتاد الذمة‪.‬‬
‫فالتطهري حيرر العقار املرهون من الرهن‪ ،‬حيث ينتقل حق الدائن املرهتن إىل املبلغ الذي قوم به العقار‪ ،‬وكذا‬
‫نفس الشيء يف حالة البيع ابملزاد العلين‪ ،‬وذلك ابنتقال احلقوق اليت مينحها الرهن الرمسي إىل الثمن الذي بيع به‬
‫العقار‪ ،‬ألن اهلدف من وراء هذا البيع هو إمكانية استيفاء الدائن حلقه من مثن العقار‪.‬‬
‫ويف حالة احتاد الذمة فإننا نتصورها عندما يصبح الدائن املرهتن هو مالك للعقار املرهون إما عن طريق‬
‫الشراء من مالكه املدين الراهن أو عن طريق رسو املزاد عليه‪.‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 893‬فقرة‪ 1‬من القانون املدين‪" :‬ال ينفصل الرهن عن الدين املضمون بل يكون اتبعا له يف صحته وانقضائه‪ ،‬ما مل ينص القانون على غري ذلك‪" .‬‬
‫‪-2‬املادة ‪ 933‬من نفس القانون‪" :‬ينقضي حق الرهن الرمسي ابنقضاء الدين املضمون ويعود معه إذا زال السبب الذي انقضى به الدين‪ ،‬دون اإلخالل ابحلقوق اليت‬
‫يكون الغري حسن النية كسبها يف الفرتة ما بني انقضاء احلق وعودته‪" .‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 933‬من القانون املدين اجلزائري وقرار احملكمة العليا املؤرخ يف ‪ 22‬أكتوبر ‪ ،2009‬اجمللة القضائية‪ ،‬العدد‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬ص‪.174 .‬‬
‫‪-4‬املواد ‪ 934‬و‪ 936‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪197‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫أما يف حالة هالك العقار املرهون فإن البنك الدائن يستويف حقه من مؤسسة التأمني بواسطة مبلغ التأمني‪،‬‬
‫أو عن طريق الثمن املقدم مقابل نزع امللكية للمنفعة العامة‪ ،‬وهبالك العقار املرهون يكون للدائن احلق يف اسقاط‬
‫أجل الدين واملطالبة مببلغه فورا ما مل يتم تقدمي رهن آخر‪ ،‬وابلتايل ينتقل الرهن مبرتبته إذا ما حل حمله‪.1‬‬
‫كما ينقضي الرهن الرمسي ابلنزول عن الرهن ألنه من اجلائز التصرف فيه عن طريق عنه دون التنازل عن‬
‫الدين املضمون‪ ،‬ومنه يتحول الدائن املرهتن إىل دائن عادي‪ ،‬ويكون ذلك بصفة صرحية او عن طريق التوازن‬
‫الضمين هذه احلالة األخرية تكون عند االمتناع عن استعمال الرهن أصال وعن النزول عن قيد الرهن وكذلك عدم‬
‫القيام بتجديد الرهن‪.2‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم فعالية الرهن الرسمي‬

‫إن هلذه اآللية القانونية خماطر وصعوابت تقلل من فعاليتها كوسيلة حلماية البنك من املخاطر النامجة عن‬
‫عملية التمويل رغم ماهلا من أمهية يف جمال االئتمان‪.‬‬
‫إن الرهن الرمسي ذو أمهية كبرية‪ ،‬حيث يعطي للبنك أشياء ملموسة عبارة عن عقارات ميكن له التنفيذ‬
‫عليها عند عدم قدرة املؤسسة املمولة على السداد‪ ،‬هذا يعطي توفيقا بني مصلحة البنك الدائن املرهتن واملؤسسة‬
‫االقتصادية املدين الراهن‪ ،‬فاألول ميكنه محاية أمواله من خطر عدم التسديد عن طريق بيع العقار ابملزاد واستيفاء‬
‫حقه من مثنه‪ ،‬والثانية ميكنها احلصول على التمويل الالزم مىت قدمت ضماانت حقيقية تتمثل خصوصا يف‬
‫العقارات‪ ،‬إذن يعتّب الرهن الرمسي آلية ضمان صلبة وحقيقية جتعل البنك يف محاية من خماطر متويل املؤسسة‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫حيث وابلرغم من وجود حرية التصرف يف العقار املرهون من طرف املؤسسة املمولة بصفتها مالكا له‪ ،3‬إال‬
‫أنه ال ميكنه أن ميارسها بشكل يضر بقيمة وفعالية الضمان املمنوح للبنك الدائن(املرهتن)‪ ،‬سواء تعلق األمر‬
‫ابلتصرفات املادية أو القانونية‪ ،‬فإن هلذا األخري إمكانية اختاذ اإلجراءات التحفظية اجتاه هذه التصرفات اليت من‬

‫‪ -1‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.198 .‬‬


‫‪ -2‬امللف رقم ‪ ،236457‬قرار بتاريخ ‪ 01‬جويلية ‪ ،2003‬اجمللة القضائية ‪ ،‬العدد ‪ ،01‬سنة ‪.2003‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 894‬من القانون املدين‪" :‬جيوز للراهن أن يتصرف يف العقار املرهون‪" . . .‬‬
‫‪198‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫شأهنا اإلضرار مبصاحله على العقار املرهون يف مواجهة مالكه‪ ،1‬حيث يتم وضع العقار املرهون حتت يد القضاء‬
‫ومنعه من التصرف فيه‪.‬‬
‫لكن هذه اآللية ورغم ماهلا من اجيابيات إال أهنا ال ختلو من بعض السلبيات‪ ،‬حيث ال تكون أحياان فعالة‬
‫يف مواجهة املخاطر اليت املرتبطة بعملية التمويل خاصة خطر عدم التسديد‪ ،‬ويظهر ذلك جليا يف اإلجراءات‬
‫الطويلة والثقيلة‪ ،‬سواء يف عملية قيد الرهن الرمسي‪ ،‬الذي إن أغفل عنها البك املرهتن ضاعت حقوقه وأصبح جمرد‬
‫دائن عادي‪ ،‬إىل إجراءات احلجز العقاري‪ ،‬وإجراءات بيعه ابملزاد العلين‪ ،‬وإجراءات الشهر يف كل مرحلة مير هبا‬
‫أي تصرف يطرأ على العقار‪ ،‬هذه اإلجراءات ال تتواءم والعمليات املصرفية اليت تتميز ابلسرعة واملرونة‪.‬‬
‫حيث أن بيع العقار املرهون دون مراعاة اإلجراءات اليت فرضها القانون ابطل‪ ،‬ولوكان هناك اتفاق قد أبرم‬
‫بعد الرهن بني املالك والدائن‪ ،2‬ألن احلجز العقاري وسيلة من وسائل التنفيذ اجلّبي على أموال املدين الراهن‪ ،‬هبا‬
‫يتمكن الدائن املرهتن من وضع عقارات مملوكة ملدينه‪ 3‬حتت يد القضاء من أجل الشروع يف بيعها ابملزاد واستيفاء‬
‫دينه من مثنها‪.‬‬
‫إال أن التنفيذ اجلّبي على العقارات‪ ،‬يتميز بكثرة الشكليات وطول اإلجراءات وتعقيدها‪ ،‬هذا ال خيدم‬
‫خاصية السرعة واالئتمان اليت متييز عمل البنوك خاصة‪ ،‬كل هذا ينعكس سلبا على ضمان البنك املرهتن‪ ،‬وجيعل‬
‫الرهن الرمسي ال يكون ضماان كافيا له‪ ،‬وعلى الرغم من خطورة العمل املصريف لكنه ال يستفيد من أي استثناء‬
‫قانوين يف جمال إجراءات التنفيذ اجلّبي‪.4‬‬
‫لذلك يتم التنفيذ اجلّبي على العقار املرهون مرورا بثالث مراحل‪ ،‬وكل مرحلة هلا إجراءاهتا اخلاصة‪:5‬‬
‫‪ -1‬وضع العقار املرهون حتت يد القضاء‪ ،‬ويف ذلك البد من إجراءين هامني‪:‬‬

‫‪ -1‬املواد من ‪ 646‬إىل ‪ 649‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬


‫‪ -2‬قرار احملكمة العليا‪ ،‬اجمللة القضائية‪ ،‬العدد ‪ ،1990 ،4‬ص‪.16‬‬
‫‪ -3‬الرهن القانوين املمنوح للبنوك ينصب فقط على األمالك العقارية التابعة للمدين الراهن دون غريه‪ ،‬وهذا يعتّب إنقاص من قيمة هذا النوع من الرهون يف حق البنوك‬
‫واملؤسسات املالية‪.‬‬
‫‪ -4‬رغم أن املادة ‪ 124‬من األمر ‪ 11-03‬السالف الذكر املتعلق ابلنقد والقرض‪ ،‬متنح للبنك الدائن إمكانية إجراء البيع مباشرة‪ ،‬إال أن قرارات احملكمة العليا ال‬
‫تؤكد ذلك‪" :‬ال يعفي قانون النقد والقرض البنك أو املؤسسة املالية حق ممارسة احلجز مباشرة على املال املرهون‪ " . . .‬اجمللة القضائية‪ ،‬العدد‪،2007 ،1‬‬
‫ص‪.75‬‬
‫‪ -5‬احلجز العقاري‪ ،‬املواد من ‪ 721‬إىل ‪ 765‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪199‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫‪ -‬استصدار أمر احلجز على العقار‪ ،‬وذلك بناء على عريضة تتضمن طلب يوجه إىل رئيس احملكمة اليت يوجد‬
‫يف دائرة اختصاصها موطن العقار املرهون مرفق بسندات الدين والواثئق الثبوتية للرهن‪ ،‬إضافة إىل بيان‬
‫العقار حمل احلجز‪ ،‬وجيب أن يتضمن الطلب كذلك معلومات عن الدائن وعن املدين‪ .‬ليصدر رئيس‬
‫احملكمة أمرا خالل ‪ 8‬أايم من إيداع الطلب‪ ،‬ليبلغ للمدين عن طريق احملضر منذرا إايه أبنه يف حالة عدم‬
‫الوفاء ابلدين يف أجل شهر من التبليغ سيباع العقار جّبا‪.‬‬

‫‪ -‬تسجيل أمر احلجز لدى مصلحة الشهر العقاري الواقع يف دائرة اختصاصها العقار املرهون‪ ،1‬وعندها يسلم‬
‫احملافظ العقاري شهادة عقارية ابلقيد للحاجز أو للمحضر القضائي يف أجل أقصاه ‪8‬أايم‪ ،‬وهنا يصبح‬
‫احلجز هنائيا والعقار حتت يد القضاء‪ ،‬ويبقى املدين حارسا عليه إىل أن يتم بيعه‪.‬‬
‫‪ -2‬إعداد العقار للبيع‪ ،‬يف حالة عدم امتثال املدين ابلوفاء يف أجل ‪30‬يوما اليت تلي التبليغ الرمسي أبمر احلجز‪،‬‬
‫ليحرر احملضر حمضرا به قائمة شروط البيع ويودعه لدى أمانة ضبط احملكمة ليؤشر عليه رئيسها‪ ،‬وحتدد فيه جلسة‬
‫االعرتاضات وجلسة البيع والثمن األساسي للبيع‪ ،‬وخالل ‪ 15‬يوما من إيداع قائمة الشروط يقوم احملضر بتبليغها‬
‫رمسيا لكل من يهمه أمر البيع‪.‬‬
‫‪ -3‬البيع ابملزاد العلين‪ ،‬بعد تبليغ احملضر لكل من يهمه األمر‪ ،‬يقوم هذا األخري بنشر مستخرج من قائمة البيع يف‬
‫جريدة يومية كما يعلقها يف لوحة اإلعالانت ابحملكمة خالل‪8‬أايم املوالية للتبليغ‪ .‬وقبل جلسة البيع بـ ‪ 30‬يوما‬
‫على األكثر حيرر احملضر مستخرجا من مضمون السند التنفيذي يضاف إليه كل املعلومات اخلاصة ابلعقار احملجوز‬
‫ومثنه األساسي وجلسة املزايدة وقائمة شروط البيع‪ ،‬مث يقوم بنشر اإلعالن على نفقة طالب التنفيذ يف أماكن‬
‫خمتلفة جللب أكّب عدد من املزايدين الذي ال جيب أن يقل عن ‪3‬مزايدين‪ ،‬لتكون هناك إجراءات تنتهي حبكم‬
‫رسو املزاد‪ 2‬وتوزيع حصيلة البيع على الدائنني‪.‬‬
‫هنا تكمن أحد خماطر الرهن الرمسي‪ ،‬فباإلضافة إىل طول اإلجراءات وتعقيدها واملصاريف اليت تنفق‬
‫جراءها‪ ،‬جند عدم كفاية حصيلة التنفيذ للوفاء ابلدين املضمون‪ ،‬هنا ما على الدائن املرهتن إال حتمل اخلسائر اليت‬

‫‪ -1‬يف قيد أمر احلجز وآاثره‪ ،‬املواد من ‪ 728‬إىل ‪ 736‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ -2‬املواد من ‪ 762‬إىل ‪ ،764‬قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪200‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫قد تنجم عن هذه العملية‪ ،‬وهي أحد السلبيات اليت جتعل من هذا الرهن آلية ضمان ال ميكن التعويل عليها كثريا‬
‫رغم أمهيتها يف جمال الضماانت‪.‬‬
‫أضف إىل ذلك أن هذه اإلجراءات قد تصطدم ببعض العوامل‪ 1‬فتؤدي إىل أتجيلها‪ ،‬وابلتايل مزيدا من‬
‫ضياع الوقت واجلهد واملال‪.‬‬
‫ابإلضافة إىل ما يطرأ عل ى العقار املرهون من يوم رهنه إىل حلول أجل الدين وهي فرتة طويلة‪ ،‬ألنه عادة ما‬
‫يقدم هذا النوع من الرهن على سبيل احلصول على متويل طويل متوسط أو طويل األجل قد حتدث يف هذه املدة‬
‫مستجدات ومتغريات قد تؤثر سلبا على العقارات عامة‪ ،‬كأن تتدهور قيمة العقار املرهون نظرا للظروف‬
‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية وحىت املستجدات الدولية اليت قد تكون هلا أتثري على سوق العقارات‪ ،‬هنا‬
‫تتدهور قيمة العقار وقد ال يفي مبستحقات الدين إذا مت بيعه‪ ،‬وما األزمات املالية العاملية اليت حتدث من حني‬
‫آلخر خلري دليل على ذلك‪ ،‬حيث أدت إىل ركود وانكماش اقتصادي خطري‪ ،‬هذا أدى إىل تراجع الطلب على‬
‫قطاع العقارات‪ ،‬وابلتايل اخنفاض قيمتها‪ ،2‬أضف إىل ذلك إمكانية تعرض العقار املرهون للهالك وابلتايل تناقص‬
‫قيمته‪ ،‬فالضمان املطلوب يف الوقت الراهن قد تكون قيمته خمتلفة متاما عن قيمته وقت التنفيذ عليه لعدم التسديد‪،‬‬
‫وهلذه االعتبارات فإن حتديد قيمة الضمان أمر هام ألنه يضع البنك الدائن يف مأمن ضد األخطار احملتملة‪ ،‬لذلك‬
‫عادة ما تطلب هذه األخرية من املؤسسات اللجوء إىل شركات التأمني للتأمني على العقارات املرهونة‪ ،‬ألنه يف‬
‫حال هالك العقار املرهون ميكن للبنك اللجوء إىل شركة التأمني الستيفاء حقه من مثن التعويض‪.‬‬
‫أضف إىل ذلك إمكانية أن يكون العقار املرهون مثقال برهون أخرى سابقة جتعل وضعية البنك صعبة‬
‫وحرجة‪ ،‬ألنه قد قيد رهنه يف مرتبة متأخرة قد ال يكفي مثن العقار لتسديدها كلها‪ ،‬ألن االمتياز واألولوية‬
‫ألصحاب املراتب املتقدمة والعّبة يف ذلك ابلقيد‪.‬‬

‫‪ -1‬هذه العوامل موجودة يف املواد ‪ 744‬و‪ 754‬و‪ 757‬و‪ 760‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ -2‬يف عام ‪ 2006‬حوايل ‪ 40‬يف املائة من القروض العقارية اليت منحتها البنوك األمريكية هي قروض عالية املخاطرة‪ ،‬حيث هبطت قيمة العقارات ومل يعد املقرتضون‬
‫قادرين على سداد ديوهنم حىت بعد بيع عقاراهتم املرهونة‪ ،‬وبذلك تضررت البنوك الدائنة‪ ،‬وأعلنت شركات عقارية إفالسها‪ .‬مسري آيت عكاش‪ ،‬تطورات القواعد‬
‫االحرتازية للبنوك‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.169‬‬
‫‪201‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫كما أن املشاكل اليت يعانيها العقار يف اجلزائر جتعل االعتماد عليه كآلية ضمان للحماية من خماطر التمويل‬
‫أويف جمال االستثمار ليست لديها فعالية أو أرضية صلبة ميكن التعويل عليها‪ .‬ألنه ال يزال مشكل العقار يشكل‬
‫حساسية كبرية‪ ،‬والذي يقف عائقا عند إجناز وحتقيق العديد من املشاريع االستثمارية‪ ،‬وتكمن الصعوبة يف مشكلة‬
‫إحصاء املساحات أو األراضي العقارية بسبب أن كثريا من املتعاملني ال ميلكون عقود ملكية‪ .‬وأن أكثر من نصف‬
‫العقارات الصناعية غري مستغلة‪ 1‬بسبب أهنا تعود إىل مؤسسات مفلسة أو إىل خواص حولوا هذه العقارات‬
‫ألغراض أخرى‪ ،‬فقاموا ابملضاربة يف هذه العقارات‪.‬‬
‫مع املشاكل اليت تصادف البنوك يف جمال اإلجراءات‪ ،‬حيث عند وضع الرهن الرمسي حيز التنفيذ قد جيد‬
‫البنك اشرتاط بعض القضاة قبل إجراء احلجز تقدمي حمضر عدم وجود أو عدم كفاية األموال املنقولة اليت للمدين‪،‬‬
‫وهذا طبقا لقواعد اإلجراءات املدنية‪ ،‬ويف كثري من احلاالت جتد البنوك تعطيال يف اإلجراءات جيعله عرضة خلطر‬
‫التجميد وخطر عدم السيولة‪.‬‬
‫لذا جيب على البنك القيام بدراسة شاملة عن املؤسسة االقتصادية طالبة التمويل وخاصة اجلانب املايل‬
‫واإلداري‪ ،‬واالستعالم حول وضعية العقارات املقدمة إليه كرهن أهنا غري مثقلة برهون أو حقوق امتياز‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق االستعالم عنها يف احملفظات العقارية وحصوله على شهادة اجيابية منها‪.‬‬
‫كما أنه جيب عليه أيضا االطالع على كل القواعد القانونية واإلجراءات اليت ختص هذا النوع من‬
‫القطاعات‪ ،‬ألن أي خطأ أو جهل بذلك يؤدي إىل ضياع حقوقه‪ ،‬ويكون بذلك عرضة للمخاطر‪.‬‬
‫وكذلك فإنه من األفضل أن يضع البنك الدائن شروطا سواء على املدين األصلي أو احلائز أو الكفيل‬
‫العيين جتعله يتفادى اإلجراءات الطويلة واملعقدة وجتعل مركزه كدائن قواي‪:‬‬
‫‪ -1‬شرط املنع من التصرف يف العقار املرهون‪ ،‬ولكن بشرط أن يكون مبنيا على ابعث مشروع‪ ،‬وأن يكون‬
‫مقصورا على مدة معقولة‪ .2‬ونظرا ملا يتعرض له البنك من خماطر االئتمان وخماطر التأمينات العينية عامة‬

‫‪ -1‬منصور قوجيل‪ ،‬أتخر هتيئة العقار الصناعي يعطل االستثمار‪ ،‬جريدة اخلّب اليومي‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ 1 ،8347‬ديسمّب ‪ ،2016‬ص‪.7‬‬
‫‪ -2‬املنع من التصرف مل ينص عليه املشرع اجلزائري بصفة مباشرة‪ ،‬كما فعل نظريه املصري يف املادة ‪ 823‬من القانون املدين املصري‪ ":‬إذا تضمن العقد أو الوصية‬
‫شرطا يقضي مبنع التصرف يف املال فال يصح هذا الشرط ما مل يكن مبنيا على ابعث مشروع ومقصورا على مدة حمددة‪ ." . . .‬إبراهيم سيد أمحد‪ ،‬املنع من‬
‫التصرف فقها وقضاء‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص‪.60‬‬
‫‪202‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫والرهن الرمسي خاصة‪ ،‬فإن تضمني هذا الشرط يف عقد الرهن ممكن وفيه محاية فعالة للدائن املرهتن‪ ،‬ولكن‬
‫بشرط شهره‪ ،‬ألن كل عملية متعلقة ابلعقار مهما كانت جيب أن تشهر يف احملافظة العقارية اليت يقع العقار‬
‫املرهون يف دائرة اختصاصها‪.‬‬
‫‪ -2‬شرط متلك العقار املرهون‪ ،‬إن هذا الشرط اعتّبه املشرع اجلزائري ابطال وعليه فإنه بذلك يكون قد غلب‬
‫مصلحة املدين الراهن‪ ،1‬يف حني كان جيب عليه أن يويل أمهية ملصلحة مانح االئتمان‪ ،‬ويرتك يف ذلك احلرية‬
‫ألطراف العقد يف حتديده‪ ،‬دون حتديد فرتة إدراجه‪ .2‬فمثل هذا الشرط من شأنه تقوية مركز البنك الدائن‪،‬‬
‫وحيقق احلماية له‪ ،‬ويبعده عن اإلجراءات الطويلة واملعقدة واملكلفة اليت تتطلبها عملية التنفيذ اجلّبي على‬
‫العقار‪ ،‬ولكن ولتفعيل هذا الشرط فما على الدائن املرهتن إال اللجوء إىل مصلحة الشهر العقاري لشهره‪ ،‬هذا‬
‫جيعل له إمكانية االحتجاج به يف مواجهة الغري‪.‬‬
‫لذلك وللحد من املخاطر الكثرية واملتنوعة اليت أصبحت تكتنف الرهن العقاري واليت جتعل منه آلية ضمان‬
‫غري فعالة‪ ،3‬إابحة مثل هذه الشروط وغريها من طرف مشرعنا على غرار ما فعل املشرع املصري والفرنسي‪ ،‬مع‬
‫إحاطتها ببعض احلدود لتجنب التعسف من جهة‪ ،‬وحتقيق التوازن بني مصلحة الدائن املرهتن واملدين الراهن‪ ،‬ألن‬
‫القواعد القانونية املوضوعية واإلجرائية للرهن الرمسي يف التشريع اجلزائري فيها محاية وتغليب ملصلحة املدين الراهن‬
‫على حساب مصلحة الدائن املرهتن‪ ،‬الذي يف عمله مغامرة أبمواله قد تؤدي إىل اهنياره إن مل تكن هناك آليات‬
‫ضمان فعالة يوفرها له املشرع وحيميها القضاء‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الرهن الحيازي (‪)Nantissement‬‬

‫لقد عرف املشرع اجلزائري الرهن احليازي يف القانون املدين على أنه‪" :‬عقد يلتزم به شخص‪ ،‬ضماان لدين‬
‫عليه أو على غريه‪ ،‬أن يسلم إىل الدائن أو إىل األجنيب يعينه املتعاقدان‪ ،‬شيئا يرتب عليه للدائن حقا عينيا خيوله‬

‫‪-1‬املادة ‪ 903‬فقرة ‪ 1‬من القانون املدين‪ .‬وقرار احملكمة العليا‪" :‬الرهن ضمان الستيفاء الدين وال يعد طريقا لتملك الشيء املرهون‪ ،‬وكل اتفاق يقضي خبالف ذلك‬
‫يعد ابطال بطالان مطلقا ملخالفته النظام العام تطبيقا للمواد ‪882‬و‪ 903‬من القانون املدين‪ ،" ..‬اجمللة القضائية‪ ،‬العدد ‪ ،2008 ،1‬ص‪.75‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 903‬فقرة‪ 2‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪ -3‬هذه املخاطر تتمثل يف‪ :‬املخاطر املرتبطة ابمللكية وحرية التصرف يف العقار من طرف مالكه‪ ،‬املخاطر املتعلقة بسند الرهن‪ ،‬طول آجال التنفيذ‪ ،‬عدم كفاية‬
‫األموال املتحصل عليها من بيع العقار ابملزاد‪ ،‬خماطر تتعلق بتدهور قيمة العقار‪.‬‬
‫‪203‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫حبس الشيء إىل أن يستويف الدين‪ ،‬وأن يتقدم الدائنني العاديني والدائنني التاليني له يف املرتبة يف أن يتقاضى حقه‬
‫‪1‬‬
‫من مثن هذا الشيء يف أي يد يكون‪" .‬‬
‫من هذا التعريف نستنتج أن للرهن احليازي أركان تتمثل يف‪:2‬وجود عقد التزام‪ ،‬وجود دائن ومدين‪ ،‬ودين‬
‫مستحق األداء‪ ،‬ووجود شيء حمل الرهن الذي ميكن حبسه وبيعه ابملزاد العلين الستيفاء الدائن حقه من مثن هذا‬
‫املال املخصص كضمان‪.‬‬
‫كما ميكن استخالص من نفس النص خصائص عقد الرهن احليازي‪ :3‬الذي هو عقد تبعي يستند يف‬
‫وجوده اللتزام سابق ويضمن تنفيذه‪ ،‬كما أنه عقد شكلي خيضع إلجراءات الكتابة والتسجيل‪ ،‬وأنه عقد تباديل‬
‫يرتب التزامات على كل من الدائن املرهتن واملدين الراهن إذا ما حتقق تطابق اإلرادتني‪ ،‬إال أن هذا العقد غري قابل‬
‫للتجزئة فكل جزء من الدين مضمون بكل الرهن وأبن كل جزء من الرهن ضامن لكل الدين فإذا انقضى جزء من‬
‫الدين فإن الرهن ال ينقضي بل يبقى قائما إىل حني استيفاء كامل الدين‪ ،‬والرهن احليازي يرتب نقل احليازة املال‬
‫املنقول من املدين إىل الدائن‪ ،‬لكن أحياان قد تكون األموال حمل الرهن ال ميكن نقل احليازة فيها‪ ،‬ألن ذلك سوف‬
‫جيرد املؤسسة املدين من وسائل عملية‪.4‬‬
‫لذلك سنعاجل هذا املبحث يف ثالث مطالب‪ :‬املطلب األول وخنصصه للقواعد العامة للرهن احليازي‪،‬‬
‫واملطلب الثاين ويكون ألنواع الرهن احليازي‪ ،‬واملطلب الثالث النقضاء الرهن احليازي وتشخيصه‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬القواعد العامة للرهن الحيازي وحاالت انقضائه‬

‫للرهن احليازي شروطا جيب توفرها حىت أتيت آاثره صحيحة وميكن أن حيقق احلماية للدائن املرهتن‪ ،‬وخالل‬
‫ذلك فإنه حيدث آاثرا سواء ابلنسبة للمتعاقدين أو للغري‪ ،‬كما أن للرهن احليازي حاالت ينقضي هبا‪ ،‬سواء بصفة‬
‫تبعية أو بصفة مستقلة عن الدين املضمون‪ .‬لذلك سنعاجل يف هذا املطلب‪ :‬القواعد العامة للرهن احليازي كفرع‬
‫أول‪ ،‬مث حاالت انقضائه كفرع اثن‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 948‬من القانون املدين‪.‬‬


‫‪-2‬حممد دامن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.38 .‬‬
‫‪-3‬معمر سعدوين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.107 .‬‬
‫‪-4‬حممد حبار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.15 .‬‬
‫‪204‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫الفرع األول‪ :‬القواعد العامة للرهن الحيازي‬

‫للرهن احليازي شروط جيب أن تتوفر فيه لصحته‪ ،‬وآاثر حيدثها متثل حقوقا والتزامات للمتعاقدين وللغري‪.‬‬
‫أوال‪ :‬شروط صحة الرهن الحيازي‬

‫‪ -1‬إنشاء الرهن الحيازي‬

‫ينشأ الرهن احليازي بواسطة عقد بني البنك الدائن واملؤسسة املدين‪ ،‬وهذا العقد يف عمومه عقد رضائي ال‬
‫يستلزم شكلية معينة إال يف بعض احلاالت حيتاج إىل الرمسية وخاصة يف حالة رهن حمل جتاري‪ ،‬لذا فإن العقد ينعقد‬
‫مبجرد تراضي الطرفني وخلو هذا الرضا من أي عيب‪.‬‬
‫أما ابلنسبة لطريف العقد فإنه جيب يف املؤسسة املدين الراهن أن تكون أهال للقيام ابلرهن‪ ،‬أي أن ذلك‬
‫يدخل يف موضوعها وغرضها وأن املدير أو املسري القائم على املؤسسة من صالحياته إبرام مثل هذه العقود‪ ،‬كما‬
‫جيب أن الشيء املرهون ملكا للمؤسسة‪ ،‬أما ابلنسبة للبنك الدائن املرهتن فإن ذلك ال يطرح أي إشكال ألن مثل‬
‫هذه العقود انفعة له نفعا حمضا‪ ،‬وأن من مهامه القيام بعمليات التمويل ومن مصلحته أخذ مثل هذه الضماانت‬
‫محاية ألمواله من خماطر التمويل خاصة خطر عدم التسديد‪.1‬‬
‫أما حمل عقد الرهن احليازي فهو الشيء املرهون الذي جيب أن يكون معينا ومما جيوز التعامل فيه وبيعه‬
‫ابملزاد العلين استقالال‪ ،2‬وال يهم إن كان هذا املال مملوكا للمؤسسة املدين أو للغري‪.3‬‬
‫أما عن سبب الرهن احليازي فيجد مصدره يف الدين املضمون ابلرهن واملتمثل يف عقد القرض املمنوح‬
‫للمؤسسة من طرف البنك‪ ،‬والذي جيب أن يكون موجودا ومشروعا وإال كان الدين ابطال وابلتايل يكون عقد‬
‫الرهن كذلك ابطال‪ ،‬ألن الرهن احليازي يتميز بصفة التبعية فهو مل يوجد إال لوجود دين يتمثل هنا يف مبلغ‬
‫التمويل‪.‬‬

‫‪ -1‬رغم ذلك إال أن البنك يتعرض ملخاطر مجة جراء عملية التمويل‪ ،‬منها ما يتعلق ابالئتمان يف حد ذاته‪ ،‬كما رأينا ذلك يف الفصل التمهيدي من هذا البحث‪،‬‬
‫ومنها ما يتعلق ابلضماانت‪ ،‬وهذا ما سنبينه عندما نتعرض لتقييم الرهن احليازي يف هذا املبحث من الفصل الثاين من الباب األول املتعلق ابلضماانت التقليدية‬
‫من هذا البحث‪.‬‬
‫‪-2‬املادة ‪ 949‬من القانون املدين‪" :‬ال يكون حمال للرهن احليازي إال ما ميكن بيعه استقالال ابملزاد العلين من منقول وعقار‪" .‬‬
‫‪-3‬مجال الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.230 .‬‬
‫‪205‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫‪ -2‬نفاذ الرهن الحيازي‬

‫لنفاذ الرهن احليازي فإنه يشرتط انتقال احليازة من املؤسسة الراهن إىل البنك املرهتن وذلك إلعالم الغري أبن‬
‫املال املنقول مل يصبح يف ذمة املؤسسة املدين‪ ،‬ألنه إذا مت إرجاع املال املرهون إىل حيازهتا انقضى الرهن ما مل يثبت‬
‫الدائن عكس ذلك‪.1‬‬
‫ولكن ليس من الضروري أن يتحول املال املرهون إىل حيازة البنك الدائن ألنه ميكن تعيني شخص اثلث‬
‫أجنيب من طرف املتعاقدان‪.‬‬
‫ونقل احليازة من املؤسسة الراهن إىل البنك املرهتن فيها إجيابيات وسلبيات‪:‬‬
‫فمن اإلجيابيات أن نقل احليازة فيها محاية للبنك الدائن املرهتن‪ ،‬حيث إبمكانه احملافظة على املال املرهون‬
‫والنفاذ عليه وبيعه ابملزاد العلين يف حال إذا مل تفي املؤسسة املدين مببلغ القرض‪ ،‬ألن بقاءه يف يد هذه األخرية‬
‫ميكنها التصرف فيه أو تسليمه للغري حسن النية أو ابتفاق سري بينهما‪ ،‬ألن احليازة يف املنقول سند امللكية‬
‫وابلتايل اإلضرار مبصاحل البنك الراهن‪ ،2‬كما توجد إمكانية تعرض املال املنقول للضياع أو السرقة إذا مل حياط‬
‫ابلعناية الكاملة‪.‬‬
‫أما الوجه السليب يف نقل ملكية املال املرهون فإنه يزيد من أعباء البنك الدائن‪ ،‬حيث يضطره ذلك إىل‬
‫البحث عن مستودعات إليداع األشياء املرهونة وتعيني قائم عليها فتكون هناك مصاريف إضافية إىل جانب مبلغ‬
‫القرض الذي هو كذلك عرضة للمخاطر‪ ،‬أما ابلنسبة للمنشأة املدين الراهن فإن ذلك يؤثر عليها سلبا ألنه جيردها‬
‫من وسائل عملية وابلتايل ميس مبصاحلها‪.‬‬
‫ولذلك ظهر يف إطار النشاط التجاري نوع جديد من الرهون املتعلقة أبموال منقولة ال تقرتن بنزع احليازة‬
‫وهذا لفائدة البنك واملؤسسة‪ ،‬ولكن وحفاظا على مصاحل البنك الدائن من التصرفات السلبية اليت قد تلجأ إليها‬
‫املؤسسة فإنه أوجب املشرع قيد مثل هذا النوع من الرهون لدى املركز الوطين للسجل التجاري‪ ،3‬وكذا حىت يكون‬
‫الغري على علم بذلك‪.‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 952‬من القانون املدين‪.‬‬


‫‪-2‬نبيل إبراهيم سعد‪ ،‬حنو قانون خاص ابالئتمان‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1991 ،‬ص‪.160 .‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 120‬من القانون التجاري‪ ،‬وحممد دامن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.39 .‬‬
‫‪206‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫فهذه الطريقة توفر محاية ثالثية‪ ،‬للبنك الدائن حيث ال تكون عليه أعباء إضافية‪ ،‬واملؤسسة تستطيع ممارسة‬
‫نشاطها االقتصادي فهي حتتفظ حبيازة األموال املنقولة‪ ،‬ومحاية للغري إبعالمه بوجود رهن على هذه األموال‬
‫املنقولة‪.‬‬
‫واألكثر من ذلك حيث يشرتط املشرع لنفاذ رهن املنقول اجتاه الغري إىل جانب نقل حيازته للدائن املرهتن‬
‫أن يدون عقد الرهن يف ورقة اثبتة التاريخ يبني فيها املبلغ املضمون ابلرهن واملال املرهون‪ ،‬ولذلك فائدة وهي حتديد‬
‫مرتبة الدائن املرهتن‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬آثار عقد الرهن الحيازي‬

‫يرتتب على عقد الرهن احليازي آاثر تتمثل يف ظهور التزامات بني األطراف املتعاقدة‪ ،‬الدائن املرهتن واملدين‬
‫الراهن‪ ،‬كما يؤدي إىل إنشاء حق عيين لفائدة الدائن املرهتن ابلنسبة للغري‪.‬‬
‫‪ -1‬التزامات األطراف المتعاقدة‬

‫يرتب الرهن احليازي التزامات على الدائن املرهتن وأخرى على املدين الراهن‪ ،‬حبيث ما هو التزام على عاتق‬
‫أحدمها يعتّب حق للطرف اآلخر‪ ،‬وهذه أحد خصائص عقد الرهن احليازي أنه عقد ملزم للطرفني‪.‬‬
‫أ‪ -‬التزامات المدين الراهن‬

‫‪ -‬يلتزم املدين الراهن بتسليم املال املرهون إىل الدائن املرهتن أو إىل الشخص الذي عينه املتعاقدان‪ ،2‬والتسليم‬
‫ليس ركنا من أركان عقد الرهن احليازي ألنه عقد رضائي‪ ،‬وإمنا هو التزام‪ ،‬ذلك ولعملية التسليم الذي تنتقل‬
‫به حيازة الشيء املرهون للمرهتن بطريقة فعلية وعلنية نتائج هامة متعلقة بنفاذ الرهن يف مواجهة الغري‬
‫وبتحمل الدائن املرهتن االلتزام ابحملافظة على الشيء املرهون واستغالله‪ ،3‬ذلك ولقد أحال املشرع يف شأن‬
‫أحكام تسليم الشيء املرهون إىل أحكام االلتزام بتسليم الشيء املبيع‪ .4‬وإذا مل يقم الراهن بتنفيذ التزامه‬
‫ابلتسليم جاز للمرهتن طلب فسخ العقد مع التعويض‪.‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 969‬من القانون املدين‪ ،‬وراضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.142 .‬‬
‫‪-2‬املادة ‪ 951‬السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 955‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 951‬السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪207‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫‪ -‬التزام الراهن بضمان سالمة الرهن ونفاذه‪ ،‬ويكون ذلك ابالمتناع شخصيا عن كل عمل من شأنه أن‬
‫ينقص من قيمة الشيء املرهون‪ ،‬وضمان كل تعرض صادر من الغري من شأنه التأثري على نفاذ حق املرهتن‬
‫أو إنقاصه‪ ،‬كما يضمن كل ما من شأنه احليلولة بني الدائن ومباشرة حقه يف إدارة واستثمار ما مت رهنه من‬
‫مال‪ ،‬وهذا االلتزام يكون على نفقة املدين الراهن‪.1‬‬

‫‪ -‬التزام الراهن بضمان هالك الشيء املرهون وتلفه‪ ،2‬حيث أن الراهن يضمن هالك املال املرهون أو تلفه إذا‬
‫كان هذا راجعا إىل خطئه أو اىل قوة قاهرة سواء أكان ذلك قبل تسليمه للدائن أو بعده‪ ،‬ويكون للدائن‬
‫املرهتن يف احلالة األوىل اخليار بني أن يقضي املدين الراهن الدين فورا أو يطالبه بتقدمي أتمني آخر‪ ،‬أما يف‬
‫احلالة األخرى يكون اخليار للمدين‪.3‬‬
‫وعادة ما يطلب الدائن املرهتن من الراهن التأمني على املال املرهون حفاظا عليه من اهلالك أو التلف‪ ،‬وهذا‬
‫ليحل مبلغ التعويض حمل الشيء املرهون يف الوفاء حبق الدائن‪.‬‬
‫ب‪ -‬التزامات الدائن المرتهن‬

‫‪ -‬على الدائن االلتزام حبفظ وصيانة املال املرهون‪ ،‬ويكون ذلك منذ تسلمه له على النحو املنتظر من الرجل‬
‫العادي‪ ،‬ومن الطبيعي أن عناية الرجل العادي يف حفظ وصيانة املال املرهون اليت يقاس عليها ما بذله‬
‫املرهتن من عناية‪ ،‬يقدر من القضاء حبسب طبيعة املال املرهون وظروف ومالبسات كل حالة ما مل يثبت أن‬
‫هالك الشيء املرهون أو تلفه يرجع لسبب ال يد له فيه‪.4‬‬
‫فيعتّب من قبيل العناية اليت كان ليبذهلا الرجل العادي‪ 5‬املبادرة إبخطار املدين الراهن مبا عسى أن يهدد‬
‫الشيء املرهون من هالك أو تلف أو نقص يف قيمته وعندئذ يكون للراهن أن يسرتد الشيء املرهون على أن يقدم‬
‫أتمينا آخر كافيا‪ ،‬وإذا كان املرهون ورقة جتارية فإنه من املنتظر من املرهتن أال يتأخر يف املطالبة هبا عند حلول أجل‬
‫استحقاقها‪.‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 953‬من القانون املدين‪.‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 954‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪-3‬تسري هنا أحكام املادة ‪ 899‬من نفس القانون واملتعلقة ابلرهن الرمسي‪.‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 955‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪-5‬مجال الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.369 .‬‬
‫‪208‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫ويتعارض مع االلتزام ابحلفظ والصيانة مباشرة املرهتن التصرف يف املال املرهون ابلبيع أو اهلبة أو الرهن‪ ،‬وهذا‬
‫يعتّب من قبيل التصرف يف ملك الغري‪.‬‬
‫فإذا قصر املرهتن يف التزامه كان مسؤوال مسؤولية عقدية بتعويض الراهن عما أصابه من ضرر‪.1‬‬

‫‪ -‬كما جيب على املرهتن إدارة واستثمار املال املرهون وهذا حىت ال يضيع على الراهن عائدا حمتمال ابذال يف‬
‫ذلك عناية الرجل العادي‪ ،‬وذلك إبخطار الراهن عن كل أمر يقتضي تدخله بشأن ما يصادفه من عقبات‬
‫جوهرية حتول دون استثماره للشيء املرهون أو هتدد سالمته أو تنذر بنقص يف قيمته‪ ،‬وليس للدائن أن‬
‫ينتفع ابلشيء املرهون دون مقابل‪ ،‬وعليه أن يستثمره استثمارا كامال ما مل يتفق على خالف ذلك‪ ،‬وما‬
‫حصل عليه الدائن من صايف الريع وما استفاد منه من استعمال الشيء املرهون خيصم من املبلغ املضمون‬
‫ابلرهن ومل يكن قد حل أجل استحقاقه‪ ،‬على أن يكون اخلصم أوال من قيمة ما أنفقه املرهتن يف احملافظة‬
‫على الشيء املرهون ويف اإلصالحات مث من املصروفات والفوائد مث من أصل الدين‪.2‬‬

‫‪ -‬وأخريا االلتزام برد الشيء املرهون ويكون ذلك ابنقضاء احلق يف الرهن وال يكون ذلك إال ابستيفاء الدائن‬
‫املرهتن كامل حقه من ملحقات ومصاريف وتعويضات وفوائد‪ ،‬وإذا مل يتم رد الشيء املرهون فللمدين‬
‫الراهن احلق يف اسرتداده على أساس الدعوى الشخصية استنادا لعقد الرهن وما يرتبه من التزام على املرهتن‬
‫وهو ما يعرف بدعوى الرهن‪ ،‬أو على أساس صفته كمالك وما عليه عندئذ إال إثبات ملكيته للشيء‬
‫املرهون الذي يطالب ابسرتداده‪ ،3‬ألنه مي تنع عن الدائن اشرتاط متلك الشيء املرهون دون إتباع اإلجراءات‬
‫الالزمة‪.4‬‬

‫‪-1‬إذا كان املال املرهون منقوال قد بدده املرهتن أعتّب جبانب مسؤوليته املدنية مسئوال جنائيا عن جرمية خيانة األمانة‪ ،‬فيمكن للمدين املطالبة بوضع املال املرهون حتت‬
‫يد حارس إذا كان ال أيمن بقاء العني املرهونة يف يد املرهتن‪ ،‬املادة ‪ 958‬فقرة ‪ 2‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪-2‬املادة ‪ 956‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪-3‬علي مجال الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.372 .‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 960‬من القانون املدين املتعلقة ابلرهن احليازي حتيل اىل املادة ‪ 903‬من نفس القانون اليت تتعلق ابلرهن الرمسي‪.‬‬
‫‪209‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫‪ -2‬آثار الرهن الحيازي بالنسبة إلى الغير‬

‫أ‪ -‬شروط نفاذ الرهن الحيازي تجاه الغير‬

‫قبل نفاذ الرهن احليازي جتاه الغري يشرتط انتقال احليازة لتحقيق ذلك مهما كانت طبيعة املال املرهون‬
‫(منقول مادي أو معنوي أو عقار)‪ ،‬واحليازة هنا تنتقل اىل املرهتن أو اىل الغري يعينه الطرفان‪ ،‬كما أن املشرع خول‬
‫للمرهتن احلق يف اسرتداد الشيء املرهون من الغري إذا ما خرج من يده ودون إرادته أو علمه‪.1‬‬
‫والغرض من شرط نقل احليازة هو إعالم الغري بذلك‪ ،‬ألن ذلك سوف يشكل لبسا إذا ما بقي الشيء‬
‫املرهون يف يد الدين الراهن‪.‬‬
‫فإذا كان الرهن احليازي واردا على عقار فلنفاذ الرهن احليازي جيب انتقال احليازة بقيد عقد الرهن‪ ،‬أما إذا‬
‫كان الرهن احليازي واردا على مال منقول مادي فإىل جانب انتقال حيازته من الراهن إىل املرهتن أو الغري جيب‬
‫تدوين عقد الرهن يف ورقة اثبتة التاريخ يبني فيها املبلغ املضمون ابلرهن واملال املرهون تعيينا كافيا‪ ،‬والعقد هنا ليس‬
‫لإلثبات وال لالنعقاد وإمنا شرط للنفاذ‪.2‬‬
‫أما إذا كان املال املنقول معنواي‪ ،‬إن كان دينا فإنه ال يكون انفذا يف حق الغري إال حبيازة الدائن املرهتن لسند‬
‫الدين املرهون أو بقبوله له‪.3‬‬
‫ب‪ -‬نتائج نفاذ الرهن في مواجهة الغير‬

‫إذا ما انعقد الرهن احليازي صحيحا وتوافرت فيه شروط نفاذه يف مواجهة الغري كان للدائن املرهتن أن يباشر‬
‫قبل الغري‪ :‬احلق يف احلبس‪ ،‬واحلق يف االسرتداد‪ ،‬واحلق يف التتبع‪ ،‬واحلق يف التقدم‪ ،‬واحلق يف بيع الشيء املرهون‬
‫ابملزاد العلين‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬حق الحبس (‪)Droit de rétention‬‬
‫إن للمرهتن احلق يف حبس الشيء املرهون وملحقاته عن الناس كافة حلني أن يفي له الراهن بكامل حقه‬
‫املضمون ابلرهن‪ ،‬ويثبت احلق يف احلبس للمرهتن حىت ولو كان الشيء املرهون يف حيازة الغري‪ ،‬ألن هذا األخري‬

‫‪-1‬املادة ‪ 961‬واملادة ‪ 962‬من نفس القانون‪.‬‬


‫‪-2‬علي مجال الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،394 .‬وراضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.142 .‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 975‬من القانون املدين واليت حتيل اىل املادة ‪ 241‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 962‬فقرة‪ 1‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪210‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫حيوز الشيء نيابة عن الدائن املرهتن وال جيوز له أن يسلمه إال بعد انقضاء الرهن أبي شكل من األشكال‬
‫القانونية‪ ،‬وإال كان احلائز مسئوال عما يلحق الدائن املرهتن من أضرار‪ ،‬ويظل هذا احلبس للشيء املرهون طاملا‬
‫الرهن ما يزال قائما ومل يستوف الدائن حقه‪.‬‬
‫وللدائن مباشرة احلق يف احلبس اجتاه أي شخص إال إذا كان هذا األخري ممن حفظ حقه طبقا للقانون‪،‬‬
‫شأن من اكتسب حقا على الشيء املرهون قبل نفاذ الرهن اجتاهه‪.1‬‬
‫ومن الفقه من يعتّب حق احلبس وسيلة ممتازة حلماية حق الدائن‪ ،‬لكن هناك من يعتقد أن احلبس ال يعد‬
‫كضمان للدائن وإمنا هو جمرد وسيلة إكراه وضغط على املدين حلصول الدائن على حقه‪ ،‬فهو حق سليب ال يعطي‬
‫أي امتياز للدائن‪ ،‬ألنه ال ميكنه من بيع الشيء املرهون واالستفادة من مثنه‪ ،‬بل هو جمرد توقيف له لديه إىل حني‬
‫استيفاء حقه من املدين الراهن‪.2‬‬
‫إال أن هذه اآللية القانونية هامة منحها املشرع للدائن املرهتن كي حيمي حقه من تصرفات الغري أو املدين‬
‫اليت ميكن أن تؤدي إىل تضييع وسيلة أتمني هامة على البنك خاصة والدائن عامة ومنه تعرض أمواله للمخاطر‪،‬‬
‫وذلك بفقده لألموال املرهونة إذا ما خرجت من يده إىل الغري‪ ،‬ولكن بشرط أن يكون الدائن املرهتن قد قيد حقه‬
‫قبل نشوء التصرف الذي قام به الغري‪ ،‬ألنه حببسه للشيء املرهون فإن لديه إمكانية قانونية أخرى بعدها تتمثل يف‬
‫بيع الشيء املرهون ابملزاد العلين إذا مل يف املدين مببلغ التمويل املمنوح له من البنك الراهن‪ ،‬ولكن هذا كذلك وفق‬
‫إجراءات قانونية‪.‬‬
‫‪ -‬حق االسترداد (‪)Droit de revendication‬‬

‫إذا خرج الشيء املرهون من يد الدائن دون إرادته أو من غري علمه كان له احلق يف اسرتداد حيازته من الغري‬
‫وفقا ألحكام احليازة‪.3‬‬

‫‪-1‬علي مجال الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.401‬‬


‫‪2-Bouteclet, Blocaille, Droit du crédit ,2éme édition, masson, France,1995, p. 104 : "Le droit de‬‬
‫‪rétention est un droit passif, le créancier doit attendre qu'on le paye …il devient de simple créancier‬‬
‫"…‪ou privilégié exposé à la concurrence des autre créanciers‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 962‬فقرة ‪ 2‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪211‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫فإذا خرج الشيء املرهون من يد الدائن وعودته للمدين الراهن دون إرادته أو دون علمه فعند ذاك ويف‬
‫العالقة بني املتعاقدين يظل الرهن قائما وال جمال إلعمال قرينة انقضاء الرهن‪ ،1‬وله احلق يف اسرتداد حيازة الشيء‬
‫املرهون‪.‬‬
‫أما يف مواجهة الغري قرر املشرع أن للدائن احلق يف اسرتداد الشيء املرهون من الغري وفقا ألحكام احليازة‪،‬‬
‫فإن كان عقارا استعمل الدائن يف اسرتداده دعوى اسرتداد احليازة (‪ )Réintégrande‬أو دعوى منع التعرض‬
‫(‪ ،2)Complainte‬أما إذا كان الشيء املرهون منقوال فله خالل ثالث سنوات من اتريخ ضياعه أو سرقته‬
‫اسرتداده على أن يعوض من حازه أبن يدفع له الثمن الذي دفعه هذا األخري على هذا املنقول إذا كان قد اشرتاه‬
‫من مزاد علين أو سوق عام‪.3‬‬
‫‪ -‬حق التتبع‬

‫مقتضى احلق يف التتبع أن للمرهتن اقتضاء حلقه أن ينفذ على الشيء املرهون يف أي يد يكون خصوصا إذا‬
‫انتقلت ملكيته إىل شخص آخر ألن القاعدة اليت تطبق على املنقول هي" احليازة يف املنقول سند امللكية "إال أن‬
‫القانون أعطى محاية للغري احلائز على املنقول حبسن نية (‪ 4)Bonne foi‬حيث جيوز لكل حائز حسن النية أن‬
‫يتمسك ابحلق الذي اكتسبه على الشيء املرهون ولو كان ذلك الحقا لتاريخ الرهن‪.5‬‬
‫وملن انتقلت ملكية الشيء املرهون أن يتخلص من إجراءات التنفيذ اليت سوف ميارسها عليه الدائن املرهتن‬
‫وذلك بدفع الدين خاصة إذا أثبت الدائن املرهتن سوء نية احلائز للشيء املرهون‪ ،‬ألنه كان على علم بوجود رهن‬
‫حيازي عليه‪.6‬‬
‫‪ -‬حق التقدم‬

‫تظهر أمهية حق التقدم كميزة خيوهلا الرهن احليازي‪ ،‬حيث يصادف الدائن املرهتن يف التنفيذ على املال‬

‫‪-1‬املادة ‪ 965‬من القانون املدين تتحدث عن هذه القرينة وهي‪" :‬التنازل ضمنا بتخلي الدائن ابختياره عن الشيء املرهون‪" .‬‬
‫‪ -2‬محاية احليازة‪ ،‬املواد من ‪ 817‬اىل ‪ 826‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪-3‬علي مجال الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.391 .‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 824‬من القانون املدين‪" :‬يفرض حسن النية ملن حيوز حقا وهو جيهل أنه يتعدى على حق الغري إال إذا كان هذا اجلهل انشئا عن خطأ جسيم‪ .‬وإذا كان‬
‫احلائز شخصا معنواي فالعّبة بنية من ميثله‪ .‬ويفرتض حسن النية دائما حىت يقوم الدليل على العكس‪" .‬‬
‫‪-5‬املادة ‪ 970‬فقرة‪ 2‬من نفس القانون‪ ،‬ومعمر سعدوين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.109 .‬‬
‫‪-6‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.145 .‬‬
‫‪212‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫املرهون مزامحة دائنني آخرين سواء أكانوا عاديني أو ممتازين‪ ،‬إذ حق الرهن احليازي خيول للمرهتن الدائن احلق يف‬
‫التقدم على الدائنني العاديني والدائنني املمتازين التاليني له يف املرتبة‪.‬‬
‫فإذا كان التزاحم بني أكثر من مرهتن حيازي على عقار كانت األسبقية للذي سبق غريه يف حيازة العقار‬
‫وقيد رهنه‪ ،‬فاألسبقية للحيازة ولو كان قيدهم للحق أسبق‪ ،‬أما إذا كان التزاحم على منقول فاألفضلية فيما بني‬
‫املرهتنني حيازة ألسبقهم اترخيا‪ ،‬بشرط أن يكون حائزا للمنقول‪.1‬‬
‫فإذا كان البنك الدائن قد حاز على املنقول وكان األسبق اترخيا يف ذلك‪ ،‬أو حاز العقار وقد قام بتقييده‪،‬‬
‫هنا تكون له األفضلية يف استيفاء حقه من العني املرهونة‪ ،‬ويتمثل ذلك يف املصروفات الضرورية اليت أنفقت‬
‫للمحافظة على الشيء املرهون‪ ،‬والتعويضات عن األضرار اليت ميكن أن تنشأ عن عيوب هذا األخري‪ ،‬ومصروفات‬
‫العقد الذي أنشأ الدين والذي أنشأ الرهن‪ ،‬ومجيع الفوائد املستحقة عن الدين‪ ،‬ومجيع فوائد التأخري إىل يوم رسو‬
‫املزاد‪.2‬‬
‫لذلك من واجب البنك الدائن دراسة ما تعلق ابملال املرهون الذي متلكه املنشأة االقتصادية من حيث‬
‫وضعيته وقيمته والتصرفات الواردة عليه‪ ،‬أضف إىل ذلك القيام بكل اإلجراءات اليت من شأهنا أن تضمن له حقه‬
‫وجتعله يف مرتبة جيدة من بني الدائنني‪ ،‬حىت إذا نفذ على املال املرهون لديه يستطيع استيفاء كامال‪ ،‬وابلتايل‬
‫احملافظة على أمواله من أي خطر وخاصة خطر عدم إمكانية املنشأة االقتصادية من الوفاء بديوهنا‪ ،‬خاصة وأن‬
‫هناك خطورة ابلنسبة لرهن املال املنقول على اعتبار أن حيازة املنقول هي سند امللكية‪ ،‬وصعوبة إثبات حسن نية‬
‫أو سوء نية (‪ (Mauvaise foi‬احلائز من الناحية العملية‪ ،‬ألن لكل حائز إمكانية التمسك حبقه الذي كسبه‬
‫على الشيء املرهون ولو كان الحقا لتاريخ الرهن‪ ،3‬وهنا حمل اخلطر على البنك الدائن‪.‬‬
‫‪ -‬حق بيع الشيء المرهون بالمزاد العلني‬

‫جيوز للدائن املرهتن إذا مل يستوف حقه أن يطلب من القاضي الرتخيص له يف بيع الشيء املرهون ابملزاد‬

‫‪-1‬علي مجال الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.404 .‬‬


‫‪-2‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.406-405 .‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 970‬فقرة ‪ 2‬السالفة الذكر‪ . . ." :‬كما جيوز من جهة أخرى لكل حائز حسن النية أن يتمسك ابحلق الذي كسبه على الشيء املرهون ولو كان ذلك‬
‫الحقا لتاريخ الرهن‪" .‬‬
‫‪213‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫العلين‪ ،1‬وأن للبائع والدائن املرهتن املقيد دينهما على احملل التجاري أن حيصل على أمر ببيع احملل التجاري الذي‬
‫يضمن الرهن وذلك بعد ثالثني يوما من اإلنذار ابلبيع للمدين‪.2‬‬
‫أما قانون النقد والقرض فقد جاء حبكم خمالف ملا سبق‪ ،‬حيث أنه ميكن للبنوك واملؤسسات املالية بعد‬
‫مضي ‪ 15‬مخسة عشر يوما على إنذار املدين مبوجب طلب غري قضائي وابلرغم من كل اعرتاض أن حتصل بناء‬
‫على عريضة تقدم إىل رئيس احملكمة‪ ،‬على قرار ببيع كل مال مرهون لصاحلها وختصيصه مباشرة ودون أية معاملة‬
‫بناتج البيع تسديدا ملا يرتتب هلا من مبالغ كامل الدين وفوائد التأخري‪.3‬‬
‫حيث يظهر جليا أن قانون النقد والقرض خفض املدة إىل ‪15‬مخسة عشر يوما من إنذار املدين الراهن‬
‫وهذا متاشيا مع سرعة العمليات املصرفية وطابعها االقتصادي املرن واحلساس‪ ،‬لذلك منحها القانون هذا االستثناء‪،‬‬
‫ومنه جيب على كل حمضر قضائي اعتماده فيما خيص إذا كان املرهتن مصرفا أو أية مؤسسة مالية‪.‬‬
‫وأكثر من كل هذا وملصلحة الدائن املرهتن خاصة وكذا مصلحة املدين الراهن أن هناك إمكانية للراهن يف‬
‫أن يطلب من القاضي الرتخيص يف بيع الشيء املرهون ولو كان ذلك قبل حلول أجل الدين إذا كانت هناك فرصة‬
‫فيها صفقة مرحبة‪.4‬‬
‫ومبا أن السرعة ضرورة تفرضها احلياة التجارية يف إبرام العقود ويف تنفيذ االلتزامات الناشئة عنها‪ ،‬ونظرا ألن‬
‫املصارف هتدف إىل الربح ومجع األموال وختاطر وتضارب أبمواهلا وتتحمل تقلبات األسعار واختالف الظروف‬
‫االقتصادية‪ ،‬وهي يف صراع مع الوقت ألن الوقت عندها يساوي املال‪ ،‬ومراعاة لكل ذلك فقد أحاط املشرع‬
‫البنك الدائن خاصة والتاجر عموما يف حالة الرهن إبجراءات مبسطة وسريعة للتنفيذ على الرهن خالصتها ما‬
‫جاءت به املادة ‪ 33‬فقرة‪ 1‬من القانون التجاري‪.5‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 973‬من القانون املدين‪.‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 126‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪178‬من قانون النقد والقرض رقم‪ ،10-90‬واملادة ‪ 124‬من نفس القانون رقم‪ ،11-03‬والطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.170 .‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 972‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪" -5‬إذا مل يتم الدفع يف االستحقاق‪ ،‬جاز للدائن خالل مخسة عشر يوما من اتريخ تبليغ عاد حاصل للمدين أو الكفيل العيين من الغري إذا كان له حمل‪ ،‬أن يشرع يف‬
‫البيع العلين لألشياء املرهونة"‪.‬‬
‫‪214‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫لكن رغم هذه امليزة إال أن الكثري من القضاة يصرون على وجوب حصول البنك املرهتن على أمر ابحلجز‬
‫من القضاء للقيام إبجراءات بيع الشيء املرهون‬
‫وهذا طبقا لقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،1‬واألخطر من ذلك أنه وبعد بيع الشيء املرهون ابملزاد‬
‫العلين وبعد اإلجراءات الطويلة اليت قد يفرضها القضاة ال يرسو املزاد على أحد وابلتايل يؤجل البيع هذا من جهة‪،‬‬
‫ومن جهة اثنية قد يرسو املزاد ولن البنك جيد نفسه يف مرتبة متأخرة قد ال يكفي مثن البيع الستيفاء حقه‪ ،‬ومن مث‬
‫يكون البنك عرضة خلطر عدم التسديد أو التجميد‪ ،‬ومن مث إمكانية تعرض أمواله خلطر عدم االسرتجاع هذا‬
‫يؤدي إىل خماطر أخرى تنجر عن ذلك كخطر السيولة اليت جتعل البنك يف موقف حرج مع زابئنه املودعني‪،‬‬
‫وابلتايل يقع يف حالة عدم القدرة على الدفع اليت تعين دخول البنك يف مشكل اإلفالس‪ ،‬وهذا كله انتج لعدم‬
‫وجود دراسة حقيقية وجدية هلذا الرهن‪ ،‬ولعدم أخذ ضماانت أخرى إىل جانب الرهن احليازي‪ ،‬كأن أيخذ كفالة‬
‫تضامنية أو كفالة عينية أو رهن عقاري‪ ،‬هذا يوفر له أكثر محاية يف حال إذا مل يكف الرهن احليازي عند بيع‬
‫الشيء املرهون ابملزاد العلين لوجود دائنني يسبقونه يف املرتبة أو لوجود أصحاب حقوق االمتياز‪.‬‬
‫فمن األفضل قانونيا أن تكون هناك استثناءات على مستوى القواعد القانونية سواء ما تعلق منها ابلقانون‬
‫املدين أو قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية أو القانون التجاري هذه االستثناءات ختص البنوك واملؤسسات املالية‬
‫فيما يتعلق ابلرهن احليازي وحىت الرمسي‪ ،‬حىت تكون هناك سرعة ومرونة فيما خيص احلجز والبيع ابملزاد العلين‪ ،‬ألن‬
‫ذلك من خصائص التجارة والعمليات املصرفية حيث السرعة واالئتمان‪ ،‬ومل ال قواعد قانونية خاصة ابالئتمان‬
‫ومجيع اجلوانب اليت ختصه مبا يف ذلك الضماانت مبختلف أنواعها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حاالت انقضاء الرهن الحيازي‬

‫ينقضي الرهن احليازي إما ابلتبعية النقضاء الدين املضمون أو بصفة أصلية استقالال عن الدين املضمون‪.‬‬

‫‪-1‬إن هناك إجراءات طويلة يتطلبها احلجز التنفيذي على املنقول وفقا للمادتني ‪ 687‬و‪ 688‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬وإجراءات أخرى طويلة يتطلبها‬
‫بيع املنقوالت ابملزاد العلين وفقا للمادة ‪ 704‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪-2‬املادة ‪ 964‬واملادة ‪ 965‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪215‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫أوال‪ :‬انقضاء الرهن الحيازي بصفة تبعية‬

‫إن تقدمي الرهن احليازي من املؤسسة إىل البنك سببه احلصول على متويل فينقضي ابنقضاء الدين املضمون‬
‫أاي كان سبب انقضائه وهذا طبقا للقواعد العامة من الوفاء‪ ،‬إىل الوفاء بقابل‪ ،‬فاستحالة التنفيذ‪ ،‬اإلبراء‪ ،‬املقاصة‪،‬‬
‫التجديد‪ ،‬التقادم املسقط‪ .‬وقد يرجع سبب انقضاء الدين للحكم ببطالن العقد الذي أنشأ الدين فيبطل الدين‬
‫وينقضي الرهن‪ ،‬ألنه من خصائص الرهن احليازي أنه عقد تبعي‪ ،‬أما إذا زال السبب الذي انقضى به الدين عاد‬
‫حق الرهن للوجود ابلتبعية للدين املضمون‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬انقضاء الرهن الحيازي بصفة أصلية‬

‫هناك حاالت ينقضي هبا الرهن بصفة أصلية إال أن الدين املضمون يبقى قائما ويتمثل ذلك يف‪ :‬نزول‬
‫املرهتن عن حق الرهن هذا ينقص من فرص استيفاء الدين‪ ،‬احتاد الذمة ويكون ذلك عندما جيتمع حق الرهن‬
‫وملكية العني املرهونة يف يد واحدة وهنا يد البنك الدائن املرهتن‪ ،‬هالك الشيء املرهون وهنا على البنك الدائن أن‬
‫يستويف حقه من مبلغ التعويض‪ ،‬كذلك ينقضي الرهن ابلتطهري وابلبيع ابملزاد العلين للشيء املرهون فينتقل استيفاء‬
‫الدائن حلقه من مثن البيع‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع الرهن الحيازي‬

‫عادة أن الرهن احليازي يرتتب عليه نقل حيازة املال املرهون من املؤسسة املدين الراهن إىل البنك الدائن‬
‫املرهتن‪ ،‬غري أن ذلك يضر مبصاحل الطرفني‪ ،‬فمن جهة جيرد املؤسسة من وسائل عملية فاملنقوالت أدوات إنتاج‬
‫ضرورية ملمارسة نشاطها‪ ،‬ومن جهة اثنية يشكل عبئا ثقيال على البنك من حبث عن خمازن ومستودعات لتخزين‬
‫األشياء املرهونة إىل وجوب بذل العناية الالزمة للمحافظة عليها وحتمله للمسؤولية اجتاه املؤسسة إذا ما أخل‬
‫بذلك‪ ،‬لذلك نشأ يف إطار النشاط التجاري نوع جديد من الرهون متعلق برهن أموال منقولة دون انتقال احليازة‪.‬‬
‫لذلك سنعاجل يف هذا املطلب‪ :‬الرهن احليازي مع نقل احليازة كفرع أول‪ ،‬والرهن احليازي دون انتقال احليازة‬
‫كفرع اثن‪.‬‬

‫‪-1‬علي مجال الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.413 .‬‬


‫‪216‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫الفرع األول‪ :‬الرهن الحيازي مع نقل الحيازة (‪)Nantissement avec dépossession‬‬


‫إن الرهن العادي أو التقليدي يتطلب انتقال حيازة املنقول املرهون من املدين الراهن وهو هنا املؤسسة‬
‫املمولة إىل الدائن املرهتن وهنا البنك املمول‪ ،‬وهذا النوع من الرهن فيه فائدة هلذا األخري حيث جيعل األموال‬
‫َّ‬
‫املرهونة حتت يده وابلتايل عدم إمكانية املؤسسة التصرف فيها أبي شكل من األشكال املادية أو القانونية إىل‬
‫حني تسديد مبلغ التمويل أو إمكانية التنفيذ عليه وبيعه ابملزاد واستيفاء حقه من مثنه‪ ،‬كما أن فيذلك فائدة للغري‬
‫من خالل إعالمه مبا آل إليه املال املنقول من رهن‪.‬‬
‫لكن رغم ذلك فإن هذا النوع من الرهن يضيف أعباء على البنك الدائن وحتمل املسؤولية ببذل العناية‬
‫الكافية حلماية األشياء حمل الرهن وإال توبع على أساس التقصري وخيانة األمانة‪.‬‬
‫وهذا النوع من الرهن يرد على مجلة من املنقوالت تتمثل يف‪ :‬الرهن احليازي للصفقات‪ ،‬والرهن احليازي على‬
‫سندات الصندوق‪ ،‬والرهن احليازي على األوراق التجارية والقيم املنقولة‪ ،‬والرهن احليازي للديون‪ ،‬ورهن البضائع‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الرهن الحيازي للصفقات (‪)Nantissement de marchés‬‬
‫"الصفقات العمومية عقود مكتوبة يف مفهوم التشريع املعمول به‪ ،‬تّبم وفق الشروط املنصوص عليها يف هذا‬
‫‪1‬‬
‫املرسوم قصد اجناز األشغال‪ ،‬واقتناء املواد واخلدمات والدراسات حلساب املصلحة املتعاقدة‪" .‬‬
‫وتّبم الصفقات تبعا إلجراء املناقصة اليت تعتّب القاعدة العامة أو اإلجراء ابلرتاضي‪.2‬‬
‫والبنوك تساهم بصفة واسعة لتمويل االحتياجات املالية للصفقات العمومية إذا وجدت يف املؤسسة القائمة‬
‫على تنفيذ املشروع أو على توريد السلع اخلّبة والسمعة احلسنة‪ ،‬ويكون ذلك يف شكل خطاابت ضمان أو‬
‫اعتمادات مستندية أو سحب على املكشوف وهذا مقابل تنازل هذه األخرية على قيمة الصفقة لصاحل البنك‬
‫الدائن وهذا بقبول اجلهة صاحبة العملية‪.3‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 3‬من املرسوم رقم ‪ 250-02‬املتعلق ابلصفقات العمومية الصادر يف ‪ ،2002-8-24‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬عدد ‪ .2002 ،52‬املادة ‪ 2‬املرسوم الرائسي رقم‬
‫‪ 247-15‬املؤرخ يف ‪16‬سبتمّب‪ 2015‬املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،50‬املؤرخ يف ‪ 20‬سبتمّب ‪.2015‬‬
‫‪ -2‬املناقصة تتميز ابإلشهار واملنافسة لتحدد بعدها املواقف وتقدمي العروض مث إرساء املناقصة وأخريا مرحلة املصادقة على الصفقة وإمتام شكليات اإلبرام‪ ،‬أما الرتاضي‬
‫فهو تشاور اإلدارة مع املقاولني وامل وردين ومنح الصفقات ملن ختتارهم‪ ،‬القانون السالف الذكر‪ ،‬محامة قدوج‪ ،‬عملية إبرام الصفقات العمومية يف القانون اجلزائري‪،‬‬
‫ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2004 ،‬ص‪.22-11‬‬
‫‪-3‬إبراهيم خمتار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪217‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫ولكن هذه العمليات ال تتأتى إال إبجراءات صارمة ودقيقة‪ 1‬تتمثل يف أنه بعد حصول املؤسسة القائمة‬
‫على املشروع أو التوريد ابملوافقة على ذلك من اجلهة صاحبة العملية مبوجب عقد وموافقة البنك على تقدمي‬
‫تسهيالت ائتمانية‪ ،‬يتم حترير عقد بني البنك واملؤسسة ينص فيه على تنازل هذه األخرية للبنك وحتويلها كافة‬
‫املستحقات اليت سترتتب هلا يف ذمة اجلهة صاحبة العملية‪ ،‬وتقر املؤسسة أبهنا مل يسبق هلا التنازل عن هذه‬
‫املستحقات للغري‪ ،‬والتنازل يتم لصاحل البنك عن القيمة اإلمجالية للصفقة‪ ،‬ويتم التصديق على توقيع املؤسسة‬
‫والبنك على العقد لدى مكتب التوثيق إلثبات اتريخ التصديق‪ ،‬كما جيب أن حيصل البنك على نسخة من‬
‫الصفقة تسلمها اجلهة املعنية ابلصفقة للمؤسسة واليت تتضمن عبارة تسمح ابعتبارها سند يف حالة رهن حيازي‪،‬‬
‫ليتم تبليغ الرهن مرفقا بنسخة للصفقة إىل حماسب الصفقة بواسطة رسالة مضمنة مع اإلشعار ابالستالم‪ ،‬ينتج‬
‫الرهن آاثره ابتداء من اتريخ تبليغ هذا الرهن للمحاسب ويكون بذلك للبنك إمكانية احلصول على كافة‬
‫احلساابت الناجتة عن الصفقة لصاحله‪.‬‬
‫ويف واقع األمر فإن التنازل عن قيمة الصفقة وقبول اجلهة املعنية بذلك سدادها للبنك ال يشكل ضماان‬
‫أكيدا للبنك‪ ،2‬فهذه العملية تنم عن خماطر حيث وجود إمكانية عدم قدرة املؤسسة إهناء العمليات املوكلة إليها أو‬
‫تنفيذها تنفيذا سيئا‪ ،‬أو أن التنفيذ سيالقي رفضا من اهليئة الوصية صاحبة الصفقة لعدم احرتام املواصفات‪ ،‬أو‬
‫عدم احرتام املؤسسة القائمة على الصفقة اللتزاماهتا التعاقدية‪ ،‬حيث إن حدث ذلك فإن اجلهة صاحبة الصفقة‬
‫سوف ترفض سداد املستحقات‪.‬‬
‫لذلك جيب على البنك املمول هلاته املؤسسة القائمة على تنفيذ الصفقة‪ ،‬وقبل أن يتم منحها االئتمان أن‬
‫يقوم ابلدراسة الدقيقة للعملية وحجمها وتقييم مدى قدرة املؤسسة على التنفيذ اجليد للعملية ومركزها املايل وكفاءة‬
‫أجهزهتا اإلدارية والفنية ومدى توفرها على املعدات الالزمة إلجناز املهمة املوكلة إليها‪ ،‬وإذا قبل متويل الصفقة فعليه‬
‫مراقبة التطورات والتعديالت اليت ترد ميكن أن ترد على الصفقة ونسبة اإلجناز ومستوى التنفيذ‪.3‬‬

‫‪-1‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.148‬‬


‫‪-2‬إبراهيم خمتار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪-3‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.26-25 .‬‬
‫‪218‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫أما اخلطر اآلخر فإمكانية وجود حقوق ممتازة على الصفقة‪ ،‬وهذا النوع من الرهن تسبقه يف املرتبة احلقوق‬
‫التالية‪:1‬امتياز مصاريف القضاء‪ ،‬االمتياز املتعلق بدفع الرواتب وتعويضات العطل يف حالة اإلفالس والتسوية‬
‫القضائية‪ ،‬امتياز أجراء املقاول املنفذ لألشغال العمومية‪ ،‬امتياز مالك األرض املشغولة بسبب األشغال العمومية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرهن الحيازي لسندات الصندوق (‪)Bons de caisse‬‬
‫إن القانون اجلزائري مل ينظم هذه السندات ال بنص عام وال بنص خاص‪ ،‬ولقد ذكرها املشرع بصدد ذكر‬
‫العمليات اليت ميكن أن تقوم هبا البنوك واملؤسسات املالية يف قانون النقد والقرض‪.2‬‬
‫فسندات الصندوق هي سندات تصدرها البنوك يكتتبها املودعون مقابل دفع قيمتها يف شبابيك البنوك‬
‫وتلتزم هذه األخرية بتسديد هذه القيمة للمكتتب كما تلتزم بدفع فائدة على كل سند عند استحقاقه وهذا حسب‬
‫مدة االستحقاق‪ ،‬وهلذا النوع من الرهن عدة حاالت‪ :‬فبالنسبة لسندات الصندوق االمسية يتم رهنها بذكر أن‬
‫احلوالة قد متت على سبيل الرهن وبدون حاجة إىل إعالن‪ ،3‬ولكن بشرط حترير ذلك يف عقد على شكل ورقة‬
‫اثبتة التاريخ لنفاذ هذا العقد يف حق الغري عمال ابلقواعد العامة‪ ،‬وطبقا للقانون التجاري فإنه جيب أن تثبت حوالة‬
‫احلقوق املنقولة بعقد رمسي‪ .4‬إذن فإنشاء عقد الرهن احليازي املتعلق بسندات الصندوق االمسية يكون بواسطة‬
‫عقد بني البنك الدائن واملؤسسة املمولة اليت هي صاحبة السند‪ ،‬أما سندات الصندوق حلاملها فيتم رهنها بنقلها‬
‫بني يدي البنك فقط مع ذكر أن احلوالة متت على سبيل الرهن‪ ،5‬وسند الصندوق ألمر؛ فهو سند شبيه ابألسناد‬
‫التجارية وقابل للتداول والتظهري‪.6‬‬
‫وللتنفيذ على هذه السندات فإن البنك ينتظر حلول أجل الدين فإن قامت املنشأة املدين الراهن ابلدفع‬
‫فإن الرهن ينقضي وتسرتجع سندات الصندوق حمل الرهن‪ ،‬أما إذا مل تقم املؤسسة ابلوفاء فإن البنك جيري مقاصة‬
‫بني قيمة التمويل الذي قدمه وقيمة سندات الصندوق املدين هبا للراهن هذا إن كان السند صادرا من البنك الذي‬

‫‪-1‬معمر سعدوين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 124‬من قانون النقد والقرض‪ . . ." :‬أن يصدر قيما منقولة وسندات صندوق قابلة للتداول‪" ..‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 976‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 31‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪-5‬معمر سعدوين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪-6‬املادة ‪ 31‬فقرة ‪ 2‬من القانون التجاري‪" :‬ويثبت الرهن أيضا ابلنسبة للسندات القابلة للتحويل بتظهري قانوين يشري إىل أن القيم سلمت على وجه الضمان‪" .‬‬
‫‪219‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫قدم التمويل‪ ،‬أما إذا كان بنكا آخر فإن البنك املرهتن يشرتط يف عقد الرهن احليازي على سندات الصندوق أبن‬
‫املمولة أبن ينقل إىل حسابه مبلغ سندات الصندوق يف حدود الدين األصلي والفوائد‬
‫ترخص له املؤسسة َّ‬
‫وامللحقات واملصروفات‪.1‬‬
‫لكن إذا كانت املؤسسة طالبة التمويل لديها سندات فإنه ميكن أن تقدمها للبنك على سبيل الرهن احليازي‬
‫مقابل حصوهلا على التمويل الالزم‪ ،‬ولكن على البنك املرهتن التحقق من ملكية املؤسسة الراهن لألوراق املقدمة‬
‫من طرفها وجيب إخطار الشركة املصدرة هلاته السندات‪ ،‬ومن مث ال تقوم هاته األخرية بنقل ملكيتها إىل أي‬
‫شخص آخر قبل موافقة البنك املرهتن على ذلك‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬الرهن الحيازي لألوراق التجارية (‪)Nantissement d'effets de commerce‬‬
‫األوراق التجارية هي سندات الدين القابلة للتداول‪ ،‬فهي وسائل وفاء وضمان يف آن واحد‪ ،‬تتمثل يف‪:‬‬
‫السفتجة‪ ،‬السند ألمر‪ ،‬سند اخلزن‪ ،‬سند النقل‪.‬‬
‫قد تلجأ املؤسسة االقتصادية إىل البنك من أجل احلصول على التمويل فتقوم بضمان ما لديها من أوراق‬
‫جتارية‪ ،‬ويتم ذلك عادة ألهنا ال تفضل خصمها حىت ال تتحمل تكاليف عملية اخلصم‪ ،3‬ولكن ال يتم هذا الرهن‬
‫إال بتظهري الورقة أبن يرد عليها عبارة أن القيمة للضمان أو الرهن‪ ،‬حبيث يفهم منها أهنا موجودة لدى احلامل‬
‫(البنك) على سبيل الرهن‪.4‬‬
‫لكن عملية التظهري التأميين عملية اندرة ألهنا جتعل املقرتضني والدائنني يف حالة ارتياب يف مدى مقدرة‬
‫امللتزمني ابلورقة ابلوفاء بقيمتها‪ ،‬مما جيعل البنك الدائن املرهتن يلجأ إىل عملية اخلصم لدى أحد البنوك عن طريق‬

‫‪-1‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.151‬‬


‫‪-2‬ابراهيم خمتار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪ -3‬تعتّب عملية اخلصم قرضا تستأثر به البنوك فقط‪ ،‬حيث إذا احتاجت املؤسسة إليه وكانت متلك أوراقا جتارية فإهنا تقوم خبصمها لدى بنك للحصول على السيولة‬
‫فورا مقابل التضحية جبزء مما يف الورقة التجارية‪ ،‬يدعى مبلغ اخلصم‪ ،‬فاملؤسسة تلجا إىل هاته اآللية إذا كانت السيولة اليت حتتاج إليها كبرية من جهة‪ ،‬ومن جهة‬
‫اثنية إذا كان استحقاق الورقة أو األوراق التجارية اليت متلكها مازال أجل استحقاقها بعيدا‪ ،‬لكن إذا كان العكس فاللجوء إىل آلية الرهن أو الضمان ألنه هو‬
‫األفضل هلا من اخلصم‪.‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 401‬فقرة ‪ 4‬من القانون التجاري‪ ،‬وراشد راشد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.57 .‬‬
‫‪220‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫تظهريها تظهريا انقال للملكية‪ ،‬كما أن للبنك إمكانية إعادة خصمها لدى بنك آخر أو لدى البنك املركزي إذا‬
‫احتاج إىل سيولة عاجلة‪.1‬‬
‫وال يكون رهن الورقة التجارية انفذا يف حق الطرفني ويف مواجهة الغري إال إذا روعيت فيها‪:‬‬

‫‪ -‬التظهري‪ ،‬ال بد من تظهري الورقة التجارية من املؤسسة الراهن إىل البنك املمول املرهتن‪ ،‬بكتابة عبارة تفيد أن‬
‫الورقة‪ ،‬سلمت على وجه الرهن أو الضمان‪.2‬‬

‫‪ -‬الكتابة‪ ،‬مبا أن الورقة التجارية منقول‪ ،‬ولتفادي مسألة حيازة املنقول سند امللكية جيب هنا كتابة التظهري‬
‫على الورقة التجارية ذاهتا أو على ورقة متصلة هبا‪ ،3‬مع البياانت املطلوبة قانوان‪.4‬‬

‫‪ -‬التسليم‪ ،‬وهو انتقال الورقة للدائن املرهتن لتكون يف حيازته‪ ،‬وهذا هو األصل يف عملية التظهري التأميين‬
‫خاصة‪ ،5‬ويف رهن املنقول عامة‪.6‬‬
‫أما عن الوضعية القانونية للبنك املرهتن للورقة التجارية فإنه ميكنه ممارسة كل احلقوق املمنوحة للحامل‪ ،‬إذ‬
‫جيب عليه أن حيصل على مبلغ الورقة يف اتريخ استحقاقها وإال أهتم ابلتقصري الذي جيعل املؤسسة املدين الراهن‬
‫تطالبه ابلتعويض عما أصاهبا من ضرر نتيجة هذا التقصري‪ ،‬لكن ال ميكن للبنك حامل الورقة التصرف فيها‪.7‬‬
‫إن أجل استحقاق الورقة التجارية له ثالثة احتماالت‪:8‬‬

‫‪ -‬إذا حل أجل الدين املضمون ابلورقة التجارية يف اتريخ استحقاقها ومل يقع الوفاء ابلدين فإن البنك الدائن‬
‫املرهتن حيق له حتصيل مبلغ الورقة واستقطاع مبلغ دينه مع إرجاع الباقي ملن ظهر له الورقة (املؤسسة)‪ ،‬على‬
‫‪9‬‬
‫اعتبار أنه ميثل حامل السند‬

‫‪-1‬اندية فضيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 31‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 396‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 390‬و‪ 397‬من القانون التجاري‪ ،‬واملادة ‪ 969‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 32‬من القانون التجاري‪" :‬ليستمر االمتياز يف مجيع األحوال على املرهون إال إذا وضع هذا األخري يف حيازة الدائن‪." . . .‬‬
‫‪ -6‬املادة ‪ 969‬من القانون املدين‪" :‬يشرتط لنفاذ رهن املنقول يف حق الغري إىل جانب انتقال احليازة إىل الغري‪." . . .‬‬
‫‪-7‬املادة ‪ 401‬فقرة ‪ 1‬من القانون التجاري‪ ،‬وراشد راشد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.58 .‬‬
‫‪-8‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.59-58 .‬‬
‫‪ -9‬املادة ‪ 31‬الفقرة ‪ 06‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪221‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫‪ -‬أما إذا حل أجل الدين املضمون قبل حلول أجل الورقة‪ 1‬فإن البنك يستطيع إما الرجوع على املؤسسة‬
‫الراهن للوفاء واسرتدادها للورقة التجارية‪ ،‬وابلتايل انقضاء الرهن بصفة تبعية النقضاء الدين املضمون أو‬
‫االنتظار إىل حني حلول أجل استحقاق الورقة التجارية واستالم مبلغها‪ ،2‬أو ما على البنك إال اللجوء إىل‬
‫القضاء لإلذن له ببيع الورقة التجارية‪ ،3‬أي خصمها‪ ،‬وهذا ليس يف صاحله‪ ،‬ألنه سيخسر يف هذه احلالة‬
‫مبلغ اخلصم‪.‬‬

‫‪ -‬لكن إذا حل أجل استحقاق الورقة قبل حلول أجل الدين املضمون هبا فإن البنك املرهتن يستطيع احلصول‬
‫على مبلغها‪ ،4‬وإذا كان هذا املبلغ يفوق قيمة القرض جيب على هذا األخري أن يسلم للمؤسسة الراهن‬
‫املبلغ الزائد‪ ،‬كل هذا مع احتفاظ البنك املرهتن ابملبلغ عنده كضمان إىل حلول أجل الدين املضمون‪.‬‬
‫لكن قبل كل ذلك جيب على البنك الدائن املرهتن للورقة التجارية احلفاظ على الشيء املرهون حىت حيافظ‬
‫على حقوق املؤسسة الراهن وحقوقه هو وذلك ابملطالبة بدفع قيمة الورقة حمل الرهن يف ميعاد االستحقاق‪ ،‬فإذا‬
‫امتنع املسحوب عليه عن الدفع قام البنك الدائن املرهتن بتحرير احتجاج عدم الدفع وإعالنه للمؤسسة الضامن‬
‫املدين يف املواعيد احملددة‪ ،‬فإن قصر البنك املرهتن كان مسئوال قبل املؤسسة املدين عن األضرار اليت ميكن أن‬
‫تلحقها جراء ذلك‪ 5‬وهذا حمل اخلطر يف مثل هذا النوع من الرهون‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬رهن األوراق المالية (‪)Les valeurs mobilières‬‬
‫األوراق املالية أو القيم املنقولة هي اليت تصدرها شركات املسامهة من أسهم وسندات بغرض متويل مشاريعها‬
‫أو الزايدة يف رأمساهلا االجتماعي‪.6‬‬

‫‪-1‬لكن على البنك أن يستبعد هاته احلالة حىت ال يكون عرضة خلطر التجميد وخطر عدم قدرة املدين الراهن على السداد وأجل استحقاق الورقة مل حين بعد‪ ،‬هذا‬
‫ميكن أن يؤدي به اىل الوقوع يف مشكل السيولة‪ ،‬لذا جيب على البنك أن خيتار األوراق اليت أييت اتريخ استحقاقها موازاي لتاريخ استحقاق الدين‪ ،‬أو أن‬
‫استحقاقها يكون سابقا الستحقاق الدين‪.‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 973‬الفقرة ‪ 2‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 124‬من األمر رقم ‪ 11-03‬السالف الذكر‪ ،‬املتعلق ابلنقد والقرض‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 980‬ختالف ذلك‪ ،‬حيث عند حلول أجل استحقاق الورقة قبل حلول أجل الدين املرهون فاملدين يويف الدين للمرهتن والراهن معا‪.‬‬
‫‪-5‬اندية فضيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ -6‬املادة ‪ 715‬مكرر ‪ 30‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫قد ينص القانون األساسي للشركة على تقييد حرية تداول األسهم‪ ،‬بطريق الرهن أو التنازل‪ ،‬هنا جيب على‬
‫املدين الراهن(املساهم) إبالغ الشركة مصدرة األسهم بطلب املوافقة على هذا الرهن مبوجب رسالة مضمونة‬
‫الوصول مع وصل االستالم‪ ،‬فاإلجابة تكون ابملوافقة أو ابلسكوت عن عدم الرد يف مدة شهرين من تقدمي‬
‫الطلب‪ ،‬يف هاتني احلالتني ينعقد الرهن‪.1‬‬
‫وابلنسبة لألسهم (‪ )Les actions‬وكذا حصص الشركاء (‪ )Les apport des associes‬فإنه ميكن‬
‫رهنها ولكن جيب أن يكون ذلك عن طريق عقد رمسي‪ ،‬أي البد من التوثيق عن طريق موثق مؤهل لذلك‪ ،‬إضافة‬
‫إىل التوثيق من طرف رئيس احملكمة وال حتدد حمكمة معينة أو موطن معني لتوثيق رهن األسهم وحصص الشركاء‪،‬‬
‫فيجوز ذلك يف أي حمكمة خالف موطن احملكمة اليت فيها مقر الشركة ولذلك ينبغي أن يتحقق البنك الدائن‬
‫املرهتن بنفسه من وجود الشركة وصحة األسهم‪ ،‬إال أن العقد الرمسي ال يكفي لصحة رهن هذه الصكوك وإمنا‬
‫جيب أن يسجل ذلك يف دفاتر الشركة اليت أصدرهتا مبا يفيد أهنا مرهونة أو موضوعة على سبيل الضمان‪ .2‬ونفس‬
‫الشيء ابلنسبة للسندات‪ ،‬حيث انتقاهلا إىل الغري يكون بنفس الطريقة‪ .3‬ولشهر الرهن ونفاذه واالحتجاج به يف‬
‫مواجهة الشركة املصدرة البد من ذكر عبارة "على سبيل الضمان أو الرهن"‪ 4‬يف هذه العملية‪ .‬أما مرتبة الرهن‬
‫فتتحدد بتاريخ القيد يف السجالت اليت متسكها الشركة هلذا الغرض‪.5‬‬
‫للبنك الدائن املرهتن أن ميارس حق األفضلية من خالل انتج البيع املتعلق هبذه القيم‪ ،‬وهذا عند حلول أجل‬
‫الدين املضمون هبا‪ ،‬ويكون ذلك بعد حصوله على إذن من القضاء مبوجب أمر على عريضة‪ ،6‬واملشرع اجلزائري‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 715‬مكرر ‪ 56‬واملادة ‪ 715‬مكرر ‪ 58‬من القانون التجاري‪.‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 31‬فقرة ‪ 3‬من القانون التجاري‪" :‬أما ابلنسبة لألسهم وحصص الشركاء يف الشركات املالية والصناعية والتجارية أو املدنية واليت حيصل نقلها مبوجب حتويل‬
‫يف دفاتر الشركة جيب أن يثبت الرهن بعقد رمسي وجيب أن تقيد هذه العملية على سبيل الضمان يف الدفاتر املذكورة‪" .‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 715‬مكرر ‪ 32‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 976‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 715‬مكرر ‪ 38‬فقرة ‪ 2‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -6‬املادة ‪ 124‬من األمر ‪ 11-03‬السالف الذكر واملتعلق ابلنقد والقرض‪ ،‬واملادة ‪ 973‬لفقرة ‪ 1‬من القانون املدين اليت تنص‪ ":‬جيوز للدائن املرهتن إذا مل يستوف‬
‫حقه أن يطلب من القاضي الرتخيص له يف بيع الشيء املرهون ابملزاد العلين أو بسعره يف السوق‪." .‬‬
‫‪223‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫أوكل مهمة البيع اجلّبي هلاته األموال ألحد البنوك‪ ،1‬عكس األموال املنقولة األخرى اليت أوكل مهمة بيعها ابملزاد‬
‫العلين للمحضر القضائي أو حمافظ البيع‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫خامسا‪ :‬الرهن الحيازي للدين (‪)Nantissement de créance‬‬
‫واملقصود ابلدين هنا الديون العادية‪4‬واليت ال يكون رهن الدين فيها انفذا يف حق املدين إال إبعالن هذا‬
‫الرهن إليه أو بقبوله‪ ،‬وال يكون انفذا يف حق الغري إال حبيازة املؤسسة املرهتن لسند الدين املرهون‪ 5‬وحتسب للرهن‬
‫مرتبته من التاريخ الثابت لإلعالن أو القبول‪ ،‬فشرط رهن الدين العادي أن يكون قابال للحوالة وجيب تبليغ الغري‬
‫هبذه احلوالة وأن لقبوله هلا اتريخ اثبت‪ ،6‬وابلتايل يعامل نفاذ الرهن يف مواجهة املدين ابلدين (مدين الراهن)‬
‫معاملة حوالة احلق (‪.7)Cession de créance‬‬
‫فاملؤسسة االقتصادية اليت هي حباجة إىل متويل ولديها ديون على الغري فإنه ميكنها احلصول على التمويل‬
‫الالزم من البنك وإبمكاهنا تقدمي هذه الديون هلذا األخري كرهن حيازي‪ ،‬ولكن لصحة ذلك جيب أن يكون مدين‬
‫املؤسسة قد أعلم بذلك بعقد غري قضائي أو أن يكون رضي بذلك‪ ،‬وجيب أن يكون هلذا القبول اتريخ اثبت‪،‬‬
‫وللبنك املرهتن عند ذلك حيازة هذه الديون‪ ،‬وهذا إلعالم الغري هبا حىت يكون للبنك املرهتن امتياز على هذا‬
‫الدين‪.‬‬
‫طبقا ملا جاء يف القانون املدين وقانون النقد والقرض فيما يتعلق برهن الديون جند ثالثة شروط لتحقق‬
‫ذلك‪:‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 720‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪" :‬تباع القيم املنقولة واألسهم بواسطة البنوك‪." . . .‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 705‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪-3‬املواد ‪ 975‬اىل ‪ 981‬من القانون املدين‪ ،‬واملادة ‪ 122‬من قانون النقد والقرض‪.‬‬
‫‪-4‬هناك نوع آخر من الديون يتمثل يف السندات االمسية أو حلاملها مت معاجلتها سابقا يف رهن سندات الصندوق‪.‬‬
‫‪-5‬املادة ‪ 31‬فقرة ‪ 4‬من القانون التجاري‪ ،‬واملادة ‪ 975‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪-6‬املادة ‪ 241‬من القانون املدين‪ ،‬وعلي مجال الدين عوض‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.397 .‬‬
‫‪-7‬املواد من ‪ 238‬اىل ‪ 250‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪224‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫‪ -‬الكتابة‪ ،‬نوع الكتابة املطلوبة يف هذا الشأن هي الكتابة العرفية‪ ،1‬وأن يكون هلا اتريخ اثبت‪ .2‬وفائدة ذلك‬
‫هو أن مرتبة الرهن حتسب للبنك املرهتن من التاريخ الثابت ابلعقد‪ ،‬كما أهنا وسيلة إلعالم املدين برهن‬
‫الدين‪ ،‬كما تعتّب أيضا وسيلة إثبات فعالة‪.3‬‬

‫‪ -‬اإلعالم أو القبول‪ ،‬البد من إعالم املدين ابلدين املرهون عن طريق رسالة مضمونة مع إشعار ابالستالم‪ ،‬أو‬
‫أن يكون املدين قد قبل هبذا الرهن‪.4‬‬

‫‪ -‬حيازة سند الدين‪ ،‬دون هذا الشرط ال يكون رهن الدين انفذا يف مواجهة الغري‪ ،‬ورغم ما هلذا الشرط من‬
‫أمهية إال أن مشرعنا قد أغفل عن ذكره يف قانون النقد والقرض‪ ،‬لكنه ذكره يف القانون املدين‪.5‬‬
‫الدين املرهون إما أن يستحق قبل حلول الدين املضمون‪ ،‬وإما أن يستحق بعد حلول الدين املضمون أو‬
‫معا‪:‬‬

‫‪ -‬ففي احلالة األوىل‪ ،‬على املدين ابلدين املرهون أن يويف ابلتزامه للمؤسسة الراهن وللبنك املرهتن معا وذلك‬
‫إبيداع مبلغ الدين املرهون يف حساب خاص‪ 6‬ويكون البنك حينئذ حامال لصفة ماسك احلساب ودائن‬
‫مرهتن معا‪.7‬‬

‫‪ -‬ويف احلالة الثانية فللبنك املرهتن ثالث مكنات‪ ،8‬إما أن يقبض ما يستحقه يف الدين املرهون كوسيلة من‬
‫وسائل التنفيذ على املال املرهون‪ ،‬وإما عن طريق البيع إبذن من القاضي‪ ،‬فأما املكنة الثالثة فهي تتمثل يف‬
‫الطلب القضائي لتملك الدين املرهون‪ ،‬وللبنك فيها فائدة إذا كنا أمام حالة تسوية قضائية أو إفالس‪.9‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 969‬من القانون املدين‪ ،‬واملادة ‪ 122‬من األمر رقم ‪ 11-03‬من قانون النقد والقرض‪.‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 328‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪ -3‬املواد من ‪ 323‬إىل ‪ 332‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 241‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 975‬الفقرة‪ 2‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪ -6‬املادة ‪ 980‬الفقرة ‪.1‬‬
‫‪ -7‬املادة ‪ 120‬من قانون النقد والقرض السالف الذكر‪ ":‬ميكن أن تكون احلساابت املفتوحة لدى البنوك فردية أو مجاعية مع تضامن أو بدونه أو شائعة‪ ،‬وميكن‬
‫ختصيصها كضمانة لفائدة البنك مبوجب عقد عريف فقط"‪.‬‬
‫‪ -8‬املادة ‪ 981‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪ -9‬املادة ‪ 293‬الفقرة ‪ 3‬من القانون التجاري‪" :‬يقدم امتياز الدائن املرهتن على كل دائن آخر صاحب امتياز أم ال‪." .‬‬
‫‪225‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫سادسا‪ :‬الرهن الحيازي للبضائع (‪)Warrantage de marchandises‬‬


‫قد متتلك املؤسسة االقتصادية بضائع مودعة يف خمازن عمومية ويكون إثر ذلك لديها سند خزن ( ‪Le‬‬

‫‪ )warrant‬الذي ميثل شهادة إيداع‪ ،‬فإذا كانت املؤسسة حباجة إىل متويل فإنه ميكنها التقدم إىل البنك للحصول‬
‫على ذلك‪ ،‬وميكنها أن تقدم يف مقابل ذلك هذه البضائع كرهن وذلك عن طريق تظهري سند اخلزن بنفس شروط‬
‫األسناد التجارية األخرى‪.1‬‬
‫فعند وضع املؤسسة االقتصادية للبضائع يف املخازن العمومية فإهنا تتحصل على سند مزدوج‪ ،2‬جزء منه‬
‫يفيد إيداع البضائع وحيمل كل البياانت مع حتديد مبلغ الدين املضمون ابلرهن واتريخ االستحقاق‪ ،‬وحصول البنك‬
‫على سند الرهن هو وسيلة انجعة لشهر الرهن ألنه ال يبقى يف يد املؤسسة صاحبة البضاعة املرهونة سوى سند أو‬
‫إيصال اإليداع‪ 3‬الذي من خالله ميكن للمؤسسة بيع هذه البضائع‪ ،‬لكن جيب إعالم املشرتي أبن هذه البضاعة‬
‫حمل رهن‪.‬‬
‫أما من حيث الوفاء يف سند اخلزن فإنه إذا حل أجل استحقاق الدين الثابت فيه‪ ،‬فإنه يرجع على املدين‬
‫األصلي أي املؤسسة مودعة البضاعة فإذا وفت مببلغ التمويل اسرتدت سند اخلزن أو الرهن‪ ،‬أما إذا مل تويف بذلك‬
‫فيجب على البنك املرهتن حامل السند أن يتبع إجراءات الرجوع لعدم الوفاء‪ ،‬فيحرر احتجاج بعدم الدفع‪ ،‬ويف‬
‫خالل الثمانية (‪ ) 8‬أايم املوالية لالحتجاج يقوم ببيع البضاعة املودعة يف املخزن العمومي ابملزاد العلين ويستويف‬
‫حقه‪ ،‬حيث يكون له وفق ذلك امتياز على السعر‪.4‬‬
‫واألصل أن يكون مثن البضاعة كافيا للوفاء ابلدين‪ ،‬فإذا كان غري كاف‪ ،‬كأن يكون سعر البضاعة قد‬
‫اخنفض بني فرتة حترير سند الرهن وفرتة استحقاق الدين املضمون هبذا السند‪ ،‬فإن البنك املرهتن احلامل للسند‬

‫‪-1‬املادة ‪ 543‬فقرة ‪ 4‬مكرر‪ 2‬من القانون التجاري‪.‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 543‬فقرة‪ 3‬مكرر‪2‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪-3‬اندية فضيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.132 .‬‬
‫‪-4‬املادة ‪543‬مكرر‪ 4‬فقرة ‪ 2‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪226‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫إمكانية الرجوع على ابقي املظهرين والضامنني االحتياطيني‪ .1‬وأما إذا كان مثن البضاعة يفوق قيمة الدين فإنه بعد‬
‫الوفاء يكون الباقي من حق املؤسسة حامل سند اإليداع‪ ،‬أو الغري ممن ظهرت له سند اإليداع‪.2‬‬
‫إال أن البنك قبل قبوله للرهن جيب عليه تقييم البضائع حمل الرهن‪ ،‬كأن تكون سهلة التصريف غري معرضة‬
‫للتلف وهلا سوق مناسبة وذات أسعار ال ختضع لتقلبات فجائية‪ ،‬ويتعني على البنك متابعة تطورات القيمة‬
‫السوقية للبضائع حمل الرهن من حني آلخر لتعديل مركز الضمان إذا تطلب األمر ذلك‪ .3‬ومبا أن البضائع عرضة‬
‫للتلف أو احلرق أو السرقة وجب على البنك املرهتن مطالبة املؤسسة صاحبة البضاعة التأمني عليها ومطالبتها‬
‫بشهادة أتمني وجتديدها كل فرتة إىل أن يستويف حقه بتسديد املؤسسة لديوهنا جتاه البنك أو ببيع البضاعة املرهونة‬
‫ابملزاد العلين‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الرهن الحيازي دون نقل الحيازة (‪)Le gage sans dépossession‬‬
‫نظرا لسلبيات الرهن احليازي مع نقل احليازة وما يشكله من أعباء وخماطر على البنك الدائن من جهة‪،‬‬
‫وحرمان املؤسسة من وسائل عملية من جهة اثنية‪ ،‬ظهر ما يسمى ابلرهن احليازي دون نقل احليازة للدائن املرهتن‪،‬‬
‫حيث يكون للبنك الراهن امللكية على األشياء املرهونة دون أن تنتقل حيازهتا إليه‪ ،‬ومن هذا النوع من الرهون‬
‫جند‪ :‬الرهن احليازي للمحل التجاري‪ ،‬والرهن احليازي لألدوات ومعدات التجهيز‪ ،‬والرهن احليازي للسيارات‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الرهن الحيازي للمحل التجاري (‪)Le gage du fonds de commerce‬‬
‫قد حيتاج صاحب احملل التجاري أو املؤسسة لتمويل عملياهتا التجارية وال متلك ضماانت أخرى تقدمها‬
‫للبنك للحصول على التمويل فتضطر لرهن احملل أو احملال التجارية اليت متلكها أو رهن املؤسسة أبكملها لضمان‬
‫الدين الناجم عن عملية التمويل‪.‬‬
‫وملا تبلورت فكرة احملل التجاري يف القوانني القدمية وخاصة يف القانون الفرنسي واملصري فإن رهن احملل‬
‫التجاري كان يتم بنقل احليازة إىل الدائن املرهتن‪ ،‬لكن بعد قانون ‪1909‬الفرنسي املعدل ابلقانون لسنة ‪،1956‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 543‬مكرر‪ 4‬فقرة‪3‬من نفس القانون‪" :‬إذا كان السعر غري كاف للتسديد‪ ،‬فيمكنه أن يطعن ضد املودع واملظهرين املتتاليني بصفته حامال لسند جتاري‪،" .‬‬
‫واندية فضيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.134 .‬‬
‫‪-2‬علي البارودي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.316 .‬‬
‫‪ -3‬إبراهيم خمتار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.122 .‬‬
‫‪227‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫وصدور القانون املصري رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 1940‬اخلاص ببيع ورهن احملل التجاري جعال رهن احملل التجاري ال يؤدي‬
‫إىل نقل حيازته إىل الدائن املرهتن‪.1‬‬
‫أما املشرع اجلزائري فقد نظم أحكام رهن احملل التجاري ابملواد من ‪118‬اىل ‪ 122‬من القانون التجاري‪،‬‬
‫كما تناوله يف األحكام املشرتكة لبيع احملل ورهنه ابملواد من‪123‬اىل ‪ 146‬من نفس القانون‪ ،‬واملادة ‪123‬من‬
‫قانون النقد والقرض املخصصة لرهن احملل واملؤسسات لفائدة البنوك واملؤسسات املالية‪.‬‬
‫ولقد اختلفت التعريفات حول احملل التجاري‪ ،‬فمن جهة الفقه عرف أبنه‪ ":‬جمموعة األموال املادية واملعنوية‬
‫اليت يستخدمها التاجر يف مباشرة حرفته‪ ،‬ويشمل ذلك البضائع وأاثث احملل وسياراته وشهرة امسه وما يكون لديه‬
‫من براءة اخرتاع وما إىل ذلك مما يستعني التاجر به يف مباشرة التجارة‪ ،2" .‬أما من جانب القضاء فقد عرفته‬
‫حمكمة النقض املصرية يف حكم هلا صادر يف ‪ 1985-11-19‬على أنه‪ . . .":‬يعتّب ماال منقوال معنواي منفصال‬
‫عن األموال يف التجارة‪ ،‬ويشمل جمموعة العناصر املادية واملعنوية املخصصة ملزاولة املهنة من اتصال ابلعمالء ومسعة‬
‫واسم وعنوان جتاري وحق يف اإلجيار وحقوق امللكية األدبية‪ ،3" . . .‬أما املشرع اجلزائري ومن خالل املواد السالفة‬
‫الذكر مل يتطرق إىل تعريف احملل التجاري‪ ،‬بل اكتفى بذكر بعض عناصره اإللزامية‪ ،‬كاالتصال ابلعمالء والشهرة‪،‬‬
‫ابإلضافة إىل ذكر عناصر استغالله كالعنوان التجاري واالسم التجاري واحلق يف اإلجيار والبضائع وحق امللكية‬
‫الصناعية‪.‬‬
‫أما عن عناصر احملل التجاري فهي تقسم إىل عناصر معنوية وأخرى مادية‪ ،‬فعن العناصر املعنوية فتشمل‪:‬‬
‫االتصال ابلعمالء الذين هم الزابئن الذين يرتددون‬
‫على احملل سواء بصفة اعتيادية أو عرضية‪ ،‬االسم التجاري الذي هو تسمية أو رمز يبني للعمالء مكان‬
‫تواجد احملل أو املؤسسة اليت يتم استغالهلا‪ ،‬والعالمة التجارية اليت هي إشارة توضع على املنتجات لتمييزها عن‬
‫البضائع املشاهبة هلا‪ .‬وعن العناصر املادية للمحل التجاري فهي تتمثل يف البضائع‪.‬‬

‫‪-1‬مسري مجيل حسني الفتالوي‪ ،‬العقود التجارية اجلزائرية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬طبعة ‪ ،2001‬ص‪.509 .‬‬
‫‪-2‬اندية فضيل‪ ،‬النظام القانوين للمحل التجاري‪ ،‬احملل التجاري والعمليات الواردة عليه‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.16 .‬‬
‫‪-3‬كامران الصاحلي‪ ،‬بيع احملل التجاري يف التشريع املقارن‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مكتبة الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1998 ،‬ص‪.25 .‬‬
‫‪228‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫وابلنسبة للعناصر اليت عليها الرهن احليازي فهي كل العناصر اليت يتكون منها احملل التجاري مادية أو‬
‫معنوية وهذا يف حالة االتفاق الصريح بني طريف عقد الرهن‪ ،1‬أما إذا مل يكن هناك اتفاق على العناصر اليت‬
‫ستكون حمال للرهن فإن الرهن هنا ال يرد إال على االسم التجاري واحلق يف اإلجارة والزابئن والشهرة التجارية‪ ،2‬أما‬
‫األجزاء اليت ميكن أن ترهن رهنا حيازاي بصفة اختيارية تتمثل يف األاثث التجاري واملعدات واآلالت اليت تستعمل‬
‫يف استغالل احملل وبراءة االخرتاع وعالمات الصنع والتجارة والرسوم والنماذج الصناعية‪ .‬حيث أن هذه العناصر‬
‫ميكن رهنها بصفة اتبعة للمحل التجاري أو منفصلة عنه‪ ،‬أو بصفة اتبعة للمؤسسة املرهونة أو منفصلة عنها‪،‬‬
‫خاصة إذا مت تقدميها كإسهام يف شركة‪ ،‬ألنه وتيسري العملية التمويل ميكن رهن املؤسسة دون أن يتجرد صاحبها‬
‫أو أصحاهبا من حيازهتا‪ ،‬وهذا ما سارت عليه التشريعات احلديثة‪ ،‬حيث ميكن رهن املؤسسات االقتصادية مع‬
‫االحتفاظ ابحليازة مما ميكن معه احرتام حق الدائن املرهتن يف التتبع‪ ،‬كما أن االحتفاظ ابحليازة يسمح للمدين‬
‫الراهن برهن املؤسسة لدائنني آخرين‪ ،‬كما أن الدائن ال يتحمل عبء إدارة الشيء املرهون واحملافظة عليه‬
‫واستثماره‪.3‬‬
‫‪ -1‬شروط إنشاء رهن المحل التجاري‬

‫عقد رهن احملل التجاري كأي عقد آخر البد فيه من توافر أركان العقد العامة من رضا وحمل وسبب‪ ،‬حيث‬
‫جيب أن يتأكد البنك املرهتن من أهلية املدين الراهن‪ ،‬وإن كانت مؤسسة فيجب أن يكون املدير أو املسري من‬
‫صالحياته إبرام مثل هذه العقود وأن هاته العقود تدخل يف موضوع وغرض الشركة‪ ،‬وكذا البد على البنك التأكد‬
‫من ملكية املؤسسة الراهن للمحل التجاري حمل الرهن عن طريق سند امللكية أو عقد اإلجيار‪ ،‬ابإلضافة إىل‬
‫الدراسة الدقيقة للمحل التجاري من حيث التصرفات الواردة عليه من بيع أو رهن أو إجيار‪ .‬أما احملل فيتمثل يف‬
‫عناصر احملل التجاري املادية واملعنوية وجيب أن يكون موجودا ومشروعا‪ ،‬والسبب يتمثل يف الغرض الذي مبوجبه مت‬
‫رهن احملل وهو هنا يف هذه الدراسة احلصول على التمويل وجيب أن يكون مشروعا‪.‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 119‬فقرة‪ 1‬من القانون التجاري‪" :‬ال جيوز أن يشمل الرهن احليازي للمحل التجاري من األجزاء التابعة له إال عنوان احملل واالسم التجاري واحلق يف‬
‫اإلجارة والزابئن والشهرة التجارية واألاثث التجاري واملعدات واآلالت اليت تستعمل يف استغالل احملل وبراءات االخرتاع والرخص وعالمات الصنع أو التجارة‬
‫والرسوم والنماذج الصناعية‪" . . .‬‬
‫‪-2‬املادة ‪ 119‬السالفة الذكر فقرة‪.2‬‬
‫‪-3‬مصطفى كمال طه‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،1991 ،‬ص‪.650 .‬‬
‫‪229‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫أ‪ -‬الشروط الموضوعية الخاصة بالنسبة لطرفي العقد‬

‫‪-‬المدين الراهن‬

‫جيب أن يكون مالكا للشيء املرهون وأن يكون أهال للتصرف فيه‪ ،‬فال يصح الرهن إال إذا أقرها ملالك‬
‫احلقيقي‪ ،‬وهذا تطبيقا للقواعد العامة يف الرهن‪ ،‬ألنه ويف إطار الشركات التجارية ميكن أن يقدم أحد الشركاء حمل‬
‫جتاري ميلكه كإسهام يف شركة وخاصة إذا مل يكن على سبيل التمليك‪ ،‬وابلتايل فإنه ال ميكن رهن ملك الغري قياسا‬
‫على بيع ملك الغري‪ ،‬ولذلك يعتّب رهن ملك الغري قابال لإلبطال‪ ،1‬أما إذا مت رهن احملل التجاري من طرف مدين‬
‫راهن قد مت شهر إفالسه فإن هذا التصرف ال يكون انفذا يف حق مجاعة الدائنني‪ ،‬ذلك أنه مبجرد صدور احلكم‬
‫ابإلفالس تغل يد املدين عن إدارة أمواله والتصرف فيها‪ ،2‬ومن التصرفات اليت مينع على املفلس إجراءها واليت‬
‫تكون خاضعة لعدم النفاذ عقود التأمينات العينية‪ ،3‬هذا وأن إنشاء مثل هذه العقود ال يعتّب ابطال وإمنا هي غري‬
‫انفذة جتاه مجاعة الدائنني‪ ،‬والدائن الذي حصل على رهن حيازي للمحل ينضم إىل التفليسة بصفته دائنا عاداي‬
‫واحملل التجاري الذي كان حمال للرهن احليازي يتصرف به وكيل التفليسة فورا ملصلحة مجاعة الدائنني‪ .4‬وهنا حمل‬
‫اخلطر على أموال البنك الدائن املرهتن حيث جيب عليه االطالع على وضعية املؤسسة الراهن املالية والقانونية قبل‬
‫إبرام عقد الرهن حىت ال يتحول من دائن مرهتن إىل دائن عاد‪.‬‬
‫‪ -‬الدائن المرتهن‬

‫وال يشرتط فيه أن يكون اتجرا‪ ،‬بل ميكن أن يكون شخصا عاداي‪ ،‬لكن املشرع املصري قد اشرتط أن يكون‬
‫الدائن املرهتن بنكا وهذا محاية لصغار التجار من جشع املرابني الذين يستغلون حاجة أصحاب احملالت للمال‬
‫فيفرضون عليهم شروطا جمحفة‪.5‬‬
‫ب‪ -‬الشروط الشكلية‬

‫يتطلب عقد الرهن احليازي للمحل التجاري الرمسية‪ ،‬حيث جيب أن يثبت بعقد رمسي‪ ،‬النص صريح يف‬

‫‪-1‬اندية فضيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.110 .‬‬


‫‪-2‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.11 .‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 247‬فقرة‪ 1‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪-4‬راشد راشد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.287 .‬‬
‫‪-5‬اندية فضيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.111 .‬‬
‫‪230‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫اشرتاط العقد الرمسي إلثبات الرهن وليس النعقاده‪ .1‬لكن هناك تشريعات ال جتعل الرمسية شرطا يف انعقاد الرهن‬
‫احليازي للمحل التجاري فيمكن أن حيرر عقد الرهن يف شكل عريف‪ ،‬هذا ما حذا حذوه املشرع الفرنسي واملشرع‬
‫املصري‪ .2‬أما املشرع اجلزائري فقد أورد استث ناء إذ ميكن أن يتم انعقاد الرهن احليازي للمحل التجاري يف الشكل‬
‫العريف إذا تعلق بكون الدائن املرهتن بنكا أو مؤسسة مالية‪ ،3‬إال أن املالحظ يف قانون النقد والقرض رقم ‪-03‬‬
‫‪11‬قد حذف كلمة مؤسسة جتارية ووضع مكاهنا حمل جتاري‪ ،‬فهل‬
‫هذا يعين استبعاد املشرع إمكانية رهن املؤسسات ورهن احملل أو احملال التابعة هلا فقط؟ أم أن إمكانية رهن‬
‫املؤسسة حتصيل حاصل قياسا إلمكانية رهن احملل التجاري‪ ،‬فما ينطبق على احملل التجاري ينطبق على املؤسسة؟‪،‬‬
‫ألنه ال يوجد ما مينع من رهن املؤسسة إذا كانت حباجة إىل متويل ومل تكن تتوفر على ضماانت أخرى سواء‬
‫أكانت شخصية أو عينية‪ ،‬وهذا ما تعاين منه خاصة املؤسسات الصغرية واملتوسطة حيث اختفاء الكثري منها ألهنا‬
‫مل تتحصل على التمويل بسبب عدم تقدميها للضماانت املطلوبة‪ ،‬فإذا كانت هناك إمكانية لرهن املؤسسة فمن‬
‫األفضل رهنها للبنوك واملؤسسات املالية فقط لتفادي الشروط اجملحفة واستغالل الغري للظروف الصعبة اليت ميكن‬
‫أن متر هبا املؤسسة الراهن‪.‬‬
‫ولكن رغم هذه اإلمكانية إال أن رهن املؤسسة أبكملها أمر يصعب القيام به ومستبعد‪ ،‬فعادة ما يلجأ‬
‫أصحاهبا إىل تقدمي ضماانت أخرى متاحة من عقارات أو منقوالت أو كفاالت أو أوراق جتارية ومالية أو بضائع‬
‫أو حمال متلكها أو حىت ديون للمؤسسة على الغري كما توجد إمكانية لرهن ما متلكه املؤسسة من عناصر امللكية‬
‫الصناعية واألدبية والفنية‪ ،‬هذا كله حفاظا على مسعة املؤسسة حيث يؤدي ذلك إىل توقف الغري عن التعامل معها‬
‫يف خمتلف التصرفات املادية أو القانونية مادام أهنا مرهونة أو التعامل معها حبذر هذا من شأنه أن يؤدي إىل‬
‫تدهورها ماداي واقتصاداي‪.‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 120‬من القانون التجاري‪" :‬يثبت الرهن احليازي بعقد رمسي‪" . . .‬‬
‫‪-2‬اندية فضيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .112 .‬و‪.La loi du 17 -03-1909, art,10 al1‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 177‬من قانون النقد والقرض رقم ‪ ،10-90‬واملادة ‪ 123‬من األمر رقم ‪11-03‬املتعلق ابلنقد والقرض‪" :‬ميكن أن يتم الرهن احليازي للمحل التجاري‬
‫لصاحل البنوك واملؤسسات املالية مبوجب عقد عريف مسجل قانوان‪ " .‬كانت سابقا‪ ":‬ميكن أن يتم رهن املؤسسة التجارية لصاحل البنوك واملؤسسات املالية مبوجب‬
‫عقد عريف مسجل حسب األصول‪" . . .‬‬
‫‪231‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫فاملشرع اجلزائري منح هذا االستثناء للتبسيط يف اإلجراءات وهذا ملصلحة البنوك واملؤسسات املالية‬
‫حلساسية هذا النوع من القطاعات‪ ،‬واختصارا للوقت الذي يعتّب مثينا ابلنسبة هلا وللسرعة اليت تطلبها العمليات‬
‫املصرفية‪ ،‬إال أن ما يعاب على العقد العريف أنه سند غري تنفيذي‪ ،‬حيث يتطلب من البنك التماس سند تنفيذي‬
‫من القاضي مينحه القدرة على التنفيذ على احملل التجاري املرهون لديه وهذا قد يتطلب وقتا طويال من أجل‬
‫احلصول عليه (السند)‪.‬‬
‫وانطالقا مما سبق ميكن القول أبنه كقاعدة عامة النعقاد رهن احملل التجاري البد من كتابة رمسية‪ ،‬وقد‬
‫أصاب املشرع اجلزائري ابشرتاطه ذلك‪ ،‬تسهيال للدائن املرهتن يف احلصول على حقه عند االستحقاق‪ ،‬إذ يتسىن له‬
‫ذلك دون احلاجة إىل رفع دعوى‪ ،‬ألن السند املتضمن حلقه هو سند تنفيذي‪ ،‬فيكفي له أن يطلب إضفاء الصيغة‬
‫التنفيذية عليه للقيام إبجراءات احلجز التنفيذي‪ ،‬ويف هذا ضمان أقوى للدائن املرهتن‪.1‬‬
‫ونشري إىل أن الرمسية وحدها غري كافية‪ ،‬بل ليكون عقد الرهن احليازي للمحل التجاري صحيحا جيب‬
‫شهره‪ ،‬حيث يتم تسجيل عقد الرهن على مستوى املركز الوطين للسجل التجاري الذي يقع يف نطاق دائرته‬
‫استغالل احملل موضوع الرهن‪ ،‬خالفا ملا كان يفعل سابقا حيث كان يتم التسجيل على مستوى كتابة الضبط اليت‬
‫يقع يف دائرة اختصاصها احملل التجاري‪ ،2‬وجيب إجراء القيد خالل ثالثني ‪ 30‬يوما من إبرام العقد فيكون العقد‬
‫ابطال‪ ،‬ولكل ذي مصلحة أن يتمسك ابلبطالن مبا فيهم املدين الراهن نفسه‪ ،‬وإذا كان للمحل التجاري فروع‬
‫جيب إمتام نفس اإلجراء ابملركز الوطين للسجل التجاري لكل فرع مع دفع الرسوم اليت يطبقها هبذا اخلصوص‪.3‬‬
‫يف حالة تعدد الدائنني املرهتنني للمحل التجاري تتم عملية الرتتيب على مستوى املركز الوطين للسجل‬
‫التجاري حسب اتريخ قيودهم‪ ،‬وتكون للدائنني املرهتنني الذين قيدوا حقوقهم يف نفس اليوم مرتبة واحدة‬

‫‪ -1‬علي بن غامن‪ ،‬الوجيز يف القانون التجاري وقانون األعمال‪ ،‬املؤسسة الوطنية للفنون املطبعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.202‬‬
‫‪-2‬مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪109-98‬املؤرخ يف ‪ 1998-04-04‬الذي حيدد كيفيات حتويل الصالحيات املخولة ملكاتب الضبط يف احملاكم واملتعلقة مبسك‬
‫السجالت العمومية للبيوع ورهون احليازة للمحالت التجارية وإجراءات قيد االمتياز املتصلة هبا إىل املركز الوطين للسجل التجاري ومأموري املركز الوطين للسجل‬
‫التجاري‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪120‬و‪ 121‬من القانون التجاري‪ ،‬وقرار مؤرخ يف ‪ ، 1998-10-4‬حيدد شكل اجلداول املتعلقة ببيع احملل التجاري ورهنه احليازي‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،86‬املؤرخ يف‪ ،1998-11-18 ،‬والقرار املؤرخ يف ‪ ،1998-6-28‬يتضمن التعريفات اليت يطبقها املركز الوطين للسجل التجاري على البيوع والرهون‬
‫املتعلقة ابحملال التجارية‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد‪ ،57‬املؤرخ يف‪.98-8-5‬‬
‫‪232‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫متساوية‪ .1‬والعّبة من القيد هي إعالم الغري مبا آل إليه احملل التجاري من تصرفات‪ ،‬من جهة أخرى يفيد القيد يف‬
‫حتديد مرتبة الدائن املرهتن يف حال تعدد الدائنني املرهتنني‪.‬‬
‫ج‪ -‬إمكانية رهن عناصر الملكية الصناعية‬

‫ميكن لصاحب احملل التجاري أو صاحب الّباءة أو العالمة أو الرسوم والنماذج الصناعية التصرف يف هذه‬
‫األموال املنقولة‪ ،‬ومن بني هذه التصرفات تقدميها كإسهام يف مؤسسة وعادة ما يقدمها صاحبها على سبيل‬
‫التمليك ويشرتط يف ذلك أال تكون املؤسسة احملال إليها هذه األموال يف طور التأسيس‪ ،‬بل بعد حصوهلا على‬
‫الشخصية املعنوية‪ ،‬وال يكون ذلك إال بعد قيدها يف السجل التجاري‪ ،2‬ومن مث تنتقل امللكية من املقدم إىل‬
‫الشركة وابلتايل فإن الشريك املقدم يفقد كافة احلقوق اليت كان ميلكها على املال القدم لصاحل الشركة‪.‬‬
‫أما ابلنسبة لعناصر امللكية الصناعية ميكن لصاحبها تقدميها كذلك كإسهام يف شركة عند تقدمي احملل‬
‫التجاري على اعتبار أهنا أحد عناصره املعنوية‪ ،‬أو تقدميها منفصلة عن احملل التجاري‪ ،‬وابلتايل حيق لكل مؤسسة‬
‫آل إليها هذا املال املنقول أن تتصرف فيه ابلبيع أو اإلجيار أو الرهن‪.‬‬
‫فالرهن احليازي للمحل التجاري رأيناه سابقا حيث للمؤسسة االقتصادية إمكانية رهنه إىل البنك للحصول‬
‫على التمويل شريطة إتباع اإلجراءات الالزمة قانوان‪ ،‬وإال كان اإلسهام ابطال وكان عقد الرهن ابطال‪ ،‬وللمدين‬
‫الراهن إمكانية التمسك هبذا البطالن‪.‬‬
‫أما ابلنسبة لرهن عناصر امللكية الصناعية فهذا ممكن مقابل حصول املؤسسة على التمويل ويشمل هذا‬
‫الرهن‪ :‬رهن براءة االخرتاع أو رهن العالمة أو رهن الرسوم والنماذج الصناعية وهذا طبقا للقانون اخلاص بكل نوع‬
‫من هذه األنواع وطبقا للقواعد العامة املتعلقة ابلرهن احليازي‪.‬‬
‫‪ -‬فإذا كنا أمام براءة االخرتاع (‪ 3)Brevet d'invention‬فإنه ميكن للمؤسسة رهنها رهنا حيازاي يف‬
‫سبيل احلصول على قروض‪ ،‬وذلك بصورة مستقلة أو أثناء رهن احملل التجاري‪ ،‬ويشرتط يف ذلك الرمسية وإال كان‬
‫الرهن ابطال‪ ،‬كما جيب تسجيل العقد يف الدفرت اخلاص ابلّباءات الذي ميسكه املعهد الوطين اجلزائري للملكية‬

‫‪-1‬املادة ‪ 122‬من نفس القانون‪.‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 117‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ -3‬فرحة زراوي صاحل‪ ،‬الكامل يف القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬احلقوق الفكرية‪ ،‬حقوق امللكية الصناعية والتجارية حقوق امللكية األدبية والفنية‪ ،‬ابن خلدون للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬وهران‪ ،2006 ،‬ص‪ ،154-152 .‬واملادة ‪ 32‬و‪ 36‬من األمر رقم ‪ 07-03‬املؤرخ يف ‪ 2003-07-19‬املتعلق بّباءات االخرتاع‪.‬‬
‫‪233‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫الصناعية (‪ )INAPI‬وهذا حىت يكون حجة على الغري‪ ،‬أما إذا حتقق رهن الّباءة أثناء رهن احملل التجاري فيجب‬
‫تسجيل الرهن يف السجل التجاري الذي ميسكه املركز الوطين للسجل التجاري مع تسجيل رهن الّباءة يف السجل‬
‫اخلاص بّباءات االخرتاع الذي ميسكه املعهد الوطين اجلزائري للملكية الصناعية حىت ميكن نفاذ عقد الرهن إزاء‬
‫الغري‪.1‬‬
‫أما ابلنسبة للبنك الدائن املرهتن إذا أراد احلصول على حقوقه فله إمكانية احلجز على الّباءة عن طريق عقد‬
‫غري قضائي موجه إىل املؤسسة مالكة الّباءة مع تقدمي طلب لتثبيت احلجز ووضع الّباءة يف البيع ابملزاد العلين‪.2‬‬

‫‪ -‬أما ابلنسبة للرهن احليازي للعالمة (‪ )Nantissement de la marque‬فيمكن رهنها أثناء رهن احملل‬
‫التجاري أو بصفة منفصلة عنه‪ 3‬هذا يف حال حاجة املؤسسة إىل التمويل‪ ،‬ولكن جيب قيد عقد الرهن يف‬
‫دفرت العالمات الذي ميسكه املعهد الوطين اجلزائري للملكية الصناعية‪ ،‬ويف حالة انتهاء الرهن جيب القيام‬
‫بنفس العملية إلثبات رفع اليد عن العالمة‪.4‬‬

‫‪ -‬أما الرسوم والنماذج الصناعية (‪ )Dessins et modèles‬توجد إمكانية لرهن هذا النوع من األموال‬
‫سواء أثناء رهن احملل التجاري أو بصفة منفصلة عنه‪ ،‬إال أن شرط الكتابة والتسجيل يف السجل اخلاص‬
‫ابلرسوم والنماذج الصناعية بنفس املعهد هو شرط النعقاد الرهن وليس شرطا لإلثبات‪ ،‬فهي عقود شكلية‬
‫تتطلب الكتابة والقيد وإال كانت ابطلة بطالان مطلقا‪ .5‬وينتهي الرهن احليازي لعناصر امللكية الصناعية‬
‫بتسديد املؤسسة املدين الراهن للديون حمل الرهن إىل البنك الدائن املرهتن‪ ،‬أو ابحلجز وبيع الشيء املرهون‬
‫ابملزاد العلين وفق حكم قضائي هنائي‪ ،‬وأبي طريقة انتهى الرهن جيب تقييد ذلك بنفس طريقة تقييد الرهن‪.‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 99‬من القانون التجاري‪ . . .":‬مبا فيها الرهون احليازية املتعلقة ابحملل التجاري والشاملة لّباءات االخرتاع أو الرخص أو العالمات أو الرسوم والنماذج‪،‬‬
‫فيجب زايدة على ما تقدم‪ ،‬قيد هذه الرهون يف املعهد اجلزائري للملكية الصناعية‪" . . .‬‬
‫‪-2‬مل ينص امل شرع على إجراءات والبيع ابملزاد العلين اخلاص ابلّباءة‪ ،‬ومنه ميكن الرجوع إىل القواعد العامة يف قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية وما نص عليه من‬
‫إلجراءات احلجز الواردة على األموال املنقولة ابعتبار الّباءة ماال منقوال معنواي‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 14‬فقرة‪ 1‬من األمر رقم ‪ 06-03‬املؤرخ يف ‪2002-07-19‬املتعلق ابلعالمات‪" :‬مبعزل عن التحويل الكلي أو اجلزئي للمؤسسة‪ ،‬ميكن نقل احلقوق‬
‫املخولة عن طلب التسجيل أو تسجيل العالمة كليا أو جزئيا أو رهنها‪" .‬‬
‫‪ -4‬فرحة زراوي صاحل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.253 .‬‬
‫‪-5‬املادة ‪21‬من األمر رقم ‪ 86-66‬املؤرخ يف ‪ 1966-04-28‬املتعلق ابلرسوم والنماذج الصناعية‪" :‬العقود املشتملة على نقل امللكية وإما على نقل حق امتياز‬
‫االستغالل أو التنازل عن هذا احلق إما على الرهن أو رفع اليد جيب أن يتم تثبيتها كتابيا وتسجيلها يف الدفرت اخلاص ابلرسوم والنماذج وإال سقط احلق‪،" .‬‬
‫وإدريس فاضلي‪ ،‬املدخل إىل امللكية الفكرية‪ ،‬امللكية األدبية والفنية والصناعية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2004 ،‬ص‪.273 .‬‬
‫‪234‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫ومن واجب البنك الدائن عند مطالبته برهن حيازي على هذه العناصر املعنوية للملكية الصناعية أن يتأكد‬
‫من ملكية املؤسسة طالبة التمويل هلذه األشياء‪ ،‬وأن يتعرف على التصرفات الواردة عليها من بيع أو تنازل أو‬
‫رهون‪ ،‬حيث ميكنه اللجوء إىل املعهد الوطين اجلزائري للملكية الصناعية للتحري عن ذلك‪ ،‬وله أيضا بذلك‬
‫احلصول على شهادة تثبت عدم وجود أي قيد‪ ،‬ويف حال قبول البنك ابلرهن عليه إتباع اإلجراءات القانونية من‬
‫كتابة وشهر وقيد حىت تكون انفذة يف مواجهة الغري وإال كان الرهن ابطال بطالان مطلقا ميكن ألي كان التمسك‬
‫به حىت املدين الراهن نفسه‪ ،‬ويف هذا تضييع حلقوقه بنفسه‪ ،‬كما أن هذه إجراء القيد تعطي للمرهتن رتبة متقدمة‬
‫على الدائنني املرهتنني اآلخرين‪ ،‬ألن الرتبة تقاس بتاريخ القيد‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -2‬عقد فتح اعتماد مع رهن محل تجاري‬

‫ففي حالة فتح اعتماد مع رهن حمل جتاري فإن كل البنوك وطبقا لقوانينها األساسية تلجأ إىل اختاذ‬
‫اإلجراءات اليت من شأهنا أن تكفل هلا أفضل محاية ألمواهلا من جهة واالستفادة أكثر من آلية الرهن مهما كان‬
‫نوعه من جهة اثنية‪ ،‬وأردان من خالل هذا النموذج تبيني كيفية تعامل بنوكنا مع آلية الضماانت‪:‬‬

‫‪ -‬حتديد األطراف املتعاقدة‪ ،2‬وتتمثل يف البنك الدائن املرهتن حيث جيب ذكر كل املعلومات املتعلقة به من‬
‫اسم ولقب املدير املتصرف ابسم وحلساب البنك إىل اسم الوكالة ورأمسال البنك وطبيعته القانونية ومقره‬
‫الرئيسي واألمر الذي بناء عليه مت أتسيسه ورقم سجله التجاري واملدينة املسجل فيها وإن كان هناك توكيل‬
‫فيجب ذكر اسم ولقب املدير العام املانح للتوكيل للمتصرف واترخيه‪ ،‬ويف املؤسسة املدين الراهن من حيث‬
‫اسم ولقب املتصرف ابسم املؤسسة واسم الشركة وطبيعتها القانونية ورأمساهلا ابألرقام واحلروف ومقرها‬
‫الرئيسي إىل قانوهنا األساسي واتريخ التسجيل مع حتديد املركز الوطين للسجل التجاري وحىت اتريخ انقضاء‬
‫الشركة واملادة املوجودة يف قانوهنا األساسي واليت متنح للمسري التأهيل إلبرام عقد الرهن لفائدة البنك املرهتن‬
‫وإال يصبح الرهن ابطال‪.‬‬

‫‪ -1‬معلومات مستقاة من بنك الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬وكالة اجللفة‪8 ،‬جويلية ‪ ،2013‬على الساعة ‪10‬صباحا‪ ،‬وامللحق رقم‪.4‬‬
‫‪ -2‬كل مؤسسة جيب أن حتدد املعلومات اخلاصة هبا يف قانوهنا األساسي‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 546‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪235‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫‪ -‬مث أتيت مرحلة فتح االعتماد‪ 1‬ويف هذا الركن جيب ذكر اسم الوكالة فاحتة االعتماد ومبلغ القرض والغاية من‬
‫ختصيصه‪ ،‬مث شروط القرض ويشمل ذلك تفاصيل القرض من معدل نسبة الفوائد والرسم وعدد الدفعات‬
‫اليت جيب على املؤسسة تسديدها للبنك من اتريخ الدفع األول إىل اتريخ آخر دفع‪ ،‬ولتجسيد القرض وكي‬
‫يصبح دينا واجب األداء عند اآلجال احملددة واملعلن عنها يف جدول االستحقاقات جيب اكتتاب سندات‬
‫ألمر متثل مبلغ االعتماد املمنوح مبا فيه األصل والفوائد والرسوم واملصاريف وجيب أن متضى من طرف‬
‫املؤسسة املدين الراهن حىت يتسىن للبنك اللجوء إىل حمضر قضائي خمتص حمليا لالحتجاج بعدم الدفع‪،‬‬
‫وميكن للبنك مطالبة املؤسسة ابالستحقاق املسبق‪ 2‬وهذا يف خرقها ألحد التزاماهتا املنصوص عليها يف عقد‬
‫االعتماد أو خمالفتها ألحكام النصوص القانونية اجلاري العمل هبا خاصة مواد القانون التجاري‪.‬‬

‫‪ -‬أما ابلنسبة للضمان فإذا كان حمال جتاراي فيجب ذكر بدقة‪ 3‬اسم احملل التجاري وعنوانه ورقم الشارع‬
‫املستغل فيه مع حتديد العناصر املادية واملعنوية اليت حيتوي عليها‪ ،‬وإذا استلزم األمر ذكر املعدات واآلالت‬
‫اليت تستعمل يف استغالل احملل التجاري‪ ،‬دون أن يغفل البنك املرهتن على املطالبة ابلتأمني على املال‬
‫املرهون ضد كل األخطار حبيث جيب جتديد عقد التأمني إىل غاية الوفاء مببلغ الدين مع حترير ملحق‬
‫استبدال لفائدة البنك أين ميكن له أن حيل حمل املؤسسة يف حالة حدوث الضرر للمال حمل الرهن مع‬
‫مساواة مبلغ التأمني ملبلغ الدين ويف حالة حدوث الضرر يلجأ البنك إىل التنفيذ على مبلغ التأمني الستيفاء‬
‫حقه‬

‫‪ -‬ليصل البنك فاتح االعتماد إىل مرحلة هامة تتمثل يف التصريح ابحلالة املالية والقانونية للمؤسسة حيث‬
‫يعرف الشخص املعنوي أبنه يف حالة مالية وقانونية جيدة وجيب على البنك التأكد من ذلك بنفسه ليتأكد‬
‫أن املؤسسة ال تعاين من تعثر مايل وأهنا ليست يف حالة إفالس أو تصفية أو حجز على أمواهلا حيث ميكن‬
‫للبنك تشخيص الواثئق احملاسبية واملالية ملعرفة وضعيتها املالية‪ ،‬وعند إبرام عقد الرهن تتحمل املؤسسة‬
‫الراهن كل املصاريف املتعلقة به‪ ،‬ويتم حتديد اجلهة القضائية املختصة يف حالة نشوب نزاع‪ ،‬حيث يلجأ‬

‫‪ -1‬إبراهيم خمتار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.76-75 .‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪123‬فقرة‪ 4‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 119‬السالفة الذكر من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪236‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫البنك يف حالة االمتناع عن التسديد إىل استصدار أمر ابلبيع للمال املرهون أمام احملكمة اليت يوجد يف دائرة‬
‫اختصاصها املال حمل الرهن‪ ،‬فقانون النقد والقرض مينح للبنوك اللجوء إىل البيع وفق إجراءات استثنائية‬
‫خاصة هبذا القطاع تسديدا ملا له من مبالغ كامل الدين وفوائده وفوائد التأخري‪.1‬‬
‫‪ -3‬آثار الرهن الحيازي للمحل التجاري‬

‫يرتتب على عقد رهن احملل التجاري آاثر هامة ابلنسبة للدائن املرهتن واملدين وحىت ابلنسبة إىل الغري الذي‬
‫آل إليه احملل ابلطرق املادية أو القانونية‪.‬‬
‫أ‪ -‬رهن المحل التجاري حماية للبنك المرتهن‬

‫إن احلق العيين املرتتب على رهن احملل التجاري مينح للبنك الدائن امتيازات تتمثل يف إمكانية حجز وبيع‬
‫احملل واستيفاء حقه من مثنه‪ ،‬ويكون هذا إذا حل أجل السداد ومل تستويف املؤسسة الراهن ما عليها من ديون جتاه‬
‫البنك‪ ،‬حيث بذلك يستويف حقه ابألولوية على الدائنني العاديني والدائنني املرهتنني التاليني له يف املرتبة‪ ،‬كما أن‬
‫بيده حق التتبع‪ ،‬وله احلق يف مراقبة استغالل احملل‪.‬‬
‫‪ -‬حق األفضلية‬

‫يف حالة بيع احملل التجاري فالبنك الدائن يستويف حقه من الثمن الذي بيع به احملل قبل الدائنني العاديني‪،‬‬
‫لكن املشرع وضع استثناء لذلك إذا ما كانت حقوق الدائنني العاديني تتعلق ابستغالل احملل التجاري واليت كانت‬
‫سابقة على عملية الرهن فإهنا تكون مستحقة الدفع فورا إذا كان يف ذلك ضرر هلم‪ ،2‬أما ابلنسبة للدائنني املرهتنني‬
‫لنفس احملل فيجري ترتيبهم فيما بينهم على حسب اتريخ قيدهم‪ ،‬واملقيدون يف نفس اليوم تكون هلم نفس املرتبة‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى ويف حالة تزاحم امتياز الدائن املرهتن مع امتياز مشرتي احملل التجاري‪ ،‬فإن هذا األخري‬
‫الذي قيد امتيازا عليه يتقدم على الدائن املرهتن مىت كان قيده قد مت يف امليعاد وإن كان متأخرا على القيد الذي‬
‫أجراه املرهتن‪ ،3‬أي أنه مهما كان اتريخ القيد فإن هذا االمتياز تكون مرتبته من اتريخ البيع ال من اتريخ القيد‪،‬‬
‫بشرط أن يتم القيد يف األجل املنصوص عليه قانوان‪ .‬وهنا تكمن إحدى خماطر الرهن احليازي للمحل التجاري‪.‬‬

‫‪-1‬لالطالع على بنود العقد‪ ،‬امللحق رقم ‪.4‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 123‬فقرة‪ 5‬من القانون التجاري‪ ،‬واندية فضيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.115 .‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 97‬فقرة ‪ 3‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪237‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫كما أنه وتطبيقا للقواعد العامة‪ ،‬فإن املصاريف القضائية اليت أنفقت ملصلحة الدائن املرهتن يف حفظ احملل‬
‫التجاري املرهون وبيعه‪ ،‬واملبالغ املستحقة للخزينة العامة‪ ،‬من ضرائب ورسوم وحقوق أخرى‪ ،‬تتقدم يف األولوية‬
‫على حق الدائن املرهتن‪ ،1‬وهنا أيضا إحدى خماطر الرهن احليازي للمحل التجاري‪.‬‬
‫وقبل تنفيذ البنك على احملل التجاري جيب عليه إتباع اإلجراءات املنصوص عليها قانوان‪ ،2‬وخوفا من هالك‬
‫احملل التجاري فعادة ما تطلب البنوك من املؤسسات الراهن التأمني عليه لدى شركات التأمني مع متابعة كل‬
‫اإلجراءات املرتبطة بذلك إىل حني استيفائه حقه‪ ،‬ألنه عند ذاك تكون له األولوية على مبلغ التعويض الذي‬
‫يستويف حقه منه‪.‬‬
‫‪ -‬حق التتبع‬

‫حيق للبنك املرهتن للمحل التجاري أن يتمسك حبقوقه النامجة عن الرهن يف مواجهة املؤسسة الراهن أو يف‬
‫مواجهة املالك اجلديد للمحل الذي يكون قد آل إليه عن طريق البيع أو اإلرث‪ ،‬حيث للبنك الدائن إمكانية‬
‫مباشرة إجراءات التنفيذ يف مواجهة الغري بصفته حائزا للمحل‪ ،‬وال ميكن هلذا األخري هنا التمسك بقاعدة احليازة‬
‫يف املنقول سند امللكية ألن احملل التجاري مال منقول ولكنه استثناء عن هذه القاعدة‪.3‬‬
‫وقد حيدث وأن ال يقتنع الدائن املرهتن ابلثمن املعروض يف حال تطهري الغري للمحل التجاري‪ ،‬ألنه قد‬
‫يكون هناك تواطؤ بني املدين الراهن ومشرتي احملل التجاري‪ ،‬حبيث يتم االتفاق يف عقد البيع على مبلغ أقل من‬
‫القيمة احلقيقية للمحل التجاري‪ ،‬ويف املقابل يتم تكملة القيمة خارج العقد‪ ،‬لذلك وحلماية الدائن املرهتن أقر‬
‫املشرع يف القانون التجاري آلية محاية وهي أن له احلق يف طلب زايدة عشر تلك القيمة‪ ،‬وذلك بتقدمي طلب أمام‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 990‬من القانون املدين‪.‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 178‬من قانون النقد والقرض رقم ‪ ،10-90‬واملادة ‪ 124‬من قانون النقد والقرض رقم ‪" :11-03‬ميكن للبنوك واملؤسسات املالية إذا مل يتم تسديد املبلغ‬
‫املستحق عليها عند حلول األجل وبغض النظر عن كل اعرتاض وبعد مضي ‪ 15‬يوما‪ ،‬بعد إنذار مبلغ للمدين بواسطة عقد غري قضائي احلصول عن طريق‬
‫عريضة بسيطة موجهة إىل رئيس احملكمة على أمر ببيع كل رهن مشكل لصاحلها ومنحها بدون شكليات حاصل هذا البيع تسديدا للرأمسال والفوائد وفوائد‬
‫التأخري ومصاريف املبالغ املستحقة‪ ،‬وكذلك األمر يف حالة ممارسة البنوك واملؤسسات املالية لالمتيازات املخولة هلا مبوجب النصوص التشريعية والتنظيمية املعمول‬
‫هبا حول السندات أو العتاد أو املنقول أو البضائع‪ ،" . . .‬واملواد من ‪ 125‬إىل ‪ 141‬من القانون التجاري‪ ،‬قرار احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة التجارية‪ ،‬ملف رقم‬
‫‪ ،533204‬يف ‪ ، 2009-05-06‬قضية الشركة ذات األسهم القرض الشعيب اجلزائري ضد م ذ م م ذ ش و‪ ،‬اجمللة القضائية ‪ 2011‬العدد‪ ،1‬ص‪:198 .‬‬
‫"حيث أن اإلجراء املطلوب من القرض الشعيب اجلزائري ال يندرج حتت أحكام املادة ‪172‬من قانون اإلجراءات املدنية‪ ،‬ألنه يتعلق ابستصدار أمر بيع حمل جتاري‬
‫مرهون لفائدة القرض الشعيب اجلزائري‪ ،‬وأن املادة ‪ 124‬من قانون النقد والقرض تسمح للبنوك ممارسة هذا اإلجراء‪" . . .‬‬
‫‪-3‬اندية فضيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪238‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫احملكمة اليت يقع بدائرة اختصاصها احملل املرهون من طرف الدائن املرهتن املقيد حلقه وفقا للقانون‪ ،‬مع التكليف‬
‫ابحلضور أمام حمكمة موقع احملل التجاري‪.1‬‬
‫‪ -‬حق مراقبة استغالل المحل التجاري‬

‫للحيلولة دون تدين قيمة احملل التجاري املرهون أقر املشرع آلية محاية أخرى للدائن املرهتن تتمثل يف منحه‬
‫إمكانية املراقبة والتدخل يف مواجهة أي شخص له عالقة ابحملل التجاري‪ ،‬والذي من شأنه القيام أبي تصرف يؤثر‬
‫سلبا على قيمته‪ ،‬فكان له التدخل يف مواجهة كل من‪ :‬مالك احملل التجاري‪ ،‬ومؤجر املكان الذي يستغل فيه‬
‫احملل‪ ،‬ومجيع الدائنني اآلخرين‪.‬‬
‫فاألول له إمكانية التنازل بصورة مستقلة عن أحد عناصر احملل التجاري‪ ،‬هذا يعرضه لالنتقاص أو حىت‬
‫االنعدام‪ ،2‬كما ميكنه بيع احملل املرهون‪ ،3‬وله احلق أيضا يف نقل مقر احملل التجاري‪ ،‬هذا قد يؤدي إىل تدهور‬
‫قيمته‪.4‬‬
‫أما الثاين فهو مؤجر احملل التجاري الذي قد ينهي عقد اإلجيار‪ ،‬وابلتايل سيؤدي إىل إضعاف قيمة احملل‪،‬‬
‫ألن اإلجيار عنصر أساسي من عناصره‪.5‬‬
‫وابلنسبة للدائنني اآلخرين فإن القانون أعطى هلم مكنة قانونية وهي أنه ميكنهم التنفيذ على بعض عناصر‬
‫احملل التجاري‪ ،‬هذا من شأنه أن يلحق ضررا ابلدائن املرهتن‪ ،‬ألن ذلك يؤدي إىل تدهور قيمة احملل من جهة‪ ،‬ومن‬
‫جهة اثنية ال ميكنه تتبع هذه العناصر فيما بعد‪.6‬‬
‫لكن ورغم ما ذكر سابقا يبقى غري كاف حىت يشكل أتمينا شامال لصاحل البنك املرهتن‪ ،‬واألفضل هو أن‬
‫يتحصل على الرهن احليازي للمحل التجاري وكذلك رهن رمسي عقاري على اجلدران اليت أتوي احملل املرهون‪ .‬كما‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 133‬من القانون التجاري‪.‬‬


‫‪ -2‬ميكن للدائن املرهتن تتبع املدين الراهن على أساس جرمية خيانة األمانة يف املادة ‪ 376‬قانون العقوابت‪.‬‬
‫‪ -3‬مبوجب املواد من ‪84‬إىل‪ 89‬من القانون التجاري‪ :‬ميكن للدائن املرهتن تقدمي معارضة يف دفع الثمن خالل ‪ 15‬يوما من اتريخ آخر يوم لإلعالن ابلبيع‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 123‬من القانون التجاري‪ ،‬تشرتط على أنه يف حالة نقل احملل التجاري إبالغ الدائن املرهتن املقيد لرهنه‪ ،‬وذلك خالل يوما‪ 15‬قبل عملية النقل‪ ،‬وإال‬
‫تصبح هاته الديون املضمونة ابحملل واملقيدة مستحقة األداء‪.‬‬
‫‪ -5‬ال ميكن فسخ عقد اإلجيار إال بعد موافقة الدائن املرهتن صراحة أو ضمنيا‪ ،‬وهذا بعد تبليغهم بذلك‪ ،‬وفقا ملا جاء يف املادة ‪ 124‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -6‬املادة ‪ 130‬من القانون التجاري‬
‫‪239‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫أنه يستلزم على البنك قبل احلصول على الرهن احليازي للمحل أن يستصدر شهادة سلبية حلالة القيود الواردة عليه‬
‫من املركز الوطين للسجل التجاري‪ ،‬وذلك حىت يتمكن من أخذ رهن من الدرجة األوىل‪.‬‬
‫ب‪ -‬آثار الرهن بالنسبة للمؤسسة الراهن‬

‫يظل احملل التجاري يف حيازة املؤسسة حىت ال حترم من وسائل عملية تساعد يف ممارسة نشاطها ومنه‬
‫تستطيع الوفاء بديوهنا‪ ،‬وهلا احلق كذلك يف التصرف فيه ولكن دون إضرار مبصلحة البنك الدائن‪ ،‬أما احلماية اليت‬
‫كفلها املشرع هلذا األخري تتمثل يف شهر الرهن وقيده يف املركز الوطين للسجل التجاري الواقع يف دائرته احملل‬
‫املرهون‪ ،‬وكذلك مينع على الراهن القيام أبي إجراء من شأنه اإلضرار حبقوق املرهتن والذي يؤدي إىل االنتقاص من‬
‫قيمة احملل كنقله إىل مكان آخر وعند ذاك تصبح الديون املقيدة مستحقة األداء حبكم القانون‪.1‬‬
‫كما أن قيام املدين الراهن بفسخ اإلجيار لعدم دفع بدل اإلجيار أويف حالة اتفاق بني املستأجر واملؤجر ففي‬
‫كلتا احلالتني جيب على املدين صاحب احملل التجاري تبليغ الدائنني بذلك‪.2‬‬
‫لكن يف مقابل ذلك منح املشرع محاية للدائن املرهتن جتعل توازن املصاحل غري حمقق‪ ،‬وهذا ال خيدم مصلحة‬
‫الدائن املرهتن الذي يقدم االئتمان ويف ذلك خماطر مجة عليه وعلى الضماانت املرتبطة به‪ ،‬لذلك كانت األولوية يف‬
‫احلماية لصاحل مانح االئتمان على حساب املستفيد منه‪ ،‬ومما ذكر سابقا تظهر آليات محاية املدين الراهن يف‪:‬‬

‫‪ -‬حق املدين الراهن يف مواصلة استغالل احملل التجاري املرهون دون انتقال حيازته للمدين الراهن‪ ،‬وابلتايل له‬
‫احلق يف التصرف فيه ماداي أو قانونيا‪ ،‬برهنه مرة أخرى‪ ،‬أو التنازل عنه أو بيعه‪ ،‬أو أتجريه‪.‬‬

‫‪ -‬كما أن للراهن احلق يف بطالن شرط متلك احملل التجاري عند عدم الوفاء‪.3‬‬

‫‪ -‬وجوب إنذار الراهن قبل التنفيذ على حمله وبيعه‪ ،‬وذلك بعد ‪30‬يوما من اإلنذار ابلدفع‪.4‬‬

‫‪-1‬املادة ‪123‬فقرة‪ 5‬من القانون التجاري‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 124‬من القانون التجاري‪ ،‬واندية فضيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.119 .‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 118‬فقرة من القانون التجاري‪ ،‬تقابلها املادة ‪ 903‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 126‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪240‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫‪ -‬يقع ابطال كل اتفاق جيعل للدائن املرهتن احلق يف متلك احملل دون مراعاة اإلجراءات اليت فرضها القانون‪،1‬‬
‫وهي إجراءات طويلة ومعقدة ومكلفة‪.‬‬

‫‪ -‬ميكن للدائن املرهتن لكل احملل التجاري التنفيذ على جزء منه مبوجب حجز حتفظي‪ ،2‬وإذا وجد بيع جزئي‬
‫له فإن للمدين الراهن إمكانية املطالبة بتحويل هذا البيع إىل بيع كلي‪ ،‬ألن احملل التجاري يستمد قيمته من‬
‫تالحم عناصره كلها‪ ،‬حيث إذا فقد واحدا منها أو أكثر تدهورت قيمته‪ ،‬وهذا ليس يف صاحل أي طرف له‬
‫عالقة ابحملل التجاري‪.‬‬
‫ج‪ -‬آثار الرهن بالنسبة للغير‬

‫ميكن للغري أن حيوز على احملل التجاري املرهون وذلك عن طريق البيع أو اإلرث‪ ،‬فإذا كان الدائن املرهتن‬
‫مقيدا حلقوقه عن طريق تسجيله يف املركز الوطين للسجل التجاري ميكنه نفاذ ذلك يف مواجهة الغري‪.‬‬
‫كما أن للغري احلائز على احمل ل التجاري موضوع الرهن مهما كانت األسباب أن يتخذ إجراءات التطهري‬
‫قياسا على الرهن العقاري‪ ،3‬حيث له إمكانية أن يظهر استعداده لتسديد كافة الديون اليت تثقل احملل التجاري‪،‬‬
‫لكن عليه تبليغ الدائنني املرهتنني املقيدين حلقوقهم ويكون ذلك قبل ‪30‬يوما من اإلنذار ابلدفع املبلغ له كما جيوز‬
‫له التخلي عن احملل التجاري حمل الرهن ويطلب بيعه ابملزاد ويلتزم الدائن املرهتن ابلتوقيع على طلبه وإبالغه إىل‬
‫احلائز واملدين الراهن يف مهلة ‪15‬يوما مع التكليف ابحلضور أمام احملكمة اليت تشرع يف مزايدة احملل‬
‫واملعدات والبضائع وعندها يصبح املشرتي حارسا قضائيا على احملل من اتريخ التبليغ ابملزايدة‪ ،‬كما حيق له‬
‫أن يطلب من احملكمة تعيني متصرف آخر أو لكل دائن مرهتن‪.4‬‬
‫وميكن ألي شخص التقدم إىل املزايدة حىت املشرتي والدائن املرهتن‪ ،‬فإذا رسا املزاد على البنك املرهتن فعليه‬
‫أن يدفع حلائز احملل الذي انتزعت منه احليازة كافة النفقات واملصاريف اليت حتملها‪ ،5‬أما إذا رسا املزاد على احلائز‬

‫‪--1‬املادة ‪ 127‬من القانون التجاري‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 651‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪-3‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.117-116 .‬‬
‫‪-4‬املادة ‪134‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪-5‬املادة ‪ 137‬فقرة‪ 2‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪241‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫فيحق له الرجوع على املدين الراهن ملطالبته بسداد ما يفوق الثمن املذكور‪.1‬‬
‫وببيع احملل بيعا عاداي أو ابملزاد يتطهر وينتهي الرهن احليازي الذي يكون كذلك بقضاء الدين سبب الرهن‬
‫من املدين الراهن أو عن طريق هالك احملل التجاري فيتحول حق البنك إىل مبلغ التعويض الذي تقدمه شركة‬
‫التأمني ألنه عادة وأصبح من الواجب على البنوك وحفاظا على أمواهلا من جهة وحفاظا على األشياء حمل الرهن‬
‫أن تشرتط على املؤسسات املدين الراهن القيام ابلتأمني عليها محاية ملصاحلها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرهن الحيازي لألدوات والمعدات الخاصة بالتجهيز‬

‫ميكن للمؤسسة إذا كانت حباجة إىل مال سائل أن تقرتض من البنك على أن تقدم أدوات ومعدات خاصة‬
‫ابلتجهيز (‪ )Outillage et matériel d'équipement‬كرهن حيازي‪ ،‬أو أن تقوم بشراء هذه املعدات‬
‫واألدوات فتقبل رهنها للبنك البائع يف حالة عدم تسديد الثمن أو ما تبقى منه‪.2‬‬
‫واألموال اليت ميكن أن تكون حمل هذا النوع من الرهن تتمثل يف األدوات واملعدات اخلاصة ابلتجهيز‬
‫التجاري والفالحي واحلريف‪ ،‬وكذا املوجهة الستغالل نشاط املهن احلرة كاألطباء واحملامون الذين يرغبون يف جتهيز‬
‫عياداهتم أو مكاتبهم آبالت وأجهزة وأدوات طبية‪ ،‬إذ يستطيعون رهنها حيازاي إىل حني سداد مثنها‪ ،‬ويستثىن من‬
‫هذه األموال السيارات والسفن والطائرات‪ ،3‬ولقد تطرق املشرع إىل هذا النوع من الرهن يف املواد من ‪ 151‬إىل‬
‫‪ 167‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫ويشرتط لصحة الرهن احليازي الذي حمله هذه األدوات أن يتم بواسطة عقد رمسي أو عريف‪ 4‬وذلك يف مهلة‬
‫أقصاها شهر واحد ابتداء من اتريخ تسليمها‪ .5‬فإذا وقع هذا الرهن للبنك نتيجة عملية متويل للمؤسسة‬
‫االقتصادية أعتّب الرهن واقعا مبوجب عقد التمويل‪ ،6‬وجيب أن يشار يف العقد وحتت طائلة البطالن على أن املال‬
‫املؤدى من ِّ‬
‫املمول يهدف لضمان وفاء مثن املعدات واألدوات‪ .7‬كما يشرتط لصحة الرهن احليازي هلذه األموال‬

‫‪-1‬املادة ‪ 139‬من نفس القانون‪.‬‬


‫‪-2‬اندية فضيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.123 .‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 168‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 152‬فقرة‪ 1‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪-5‬املادة ‪ 153‬فقرة‪2‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ -6‬املادة ‪ 152‬فقرة ‪ 3‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪-7‬املادة ‪ 152‬فقرة‪ 4‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪242‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫املنقولة قيدها ابلسجل التجاري الذي ميسكه املركز الوطين للسجل التجاري وذلك خالل ثالثني يوما من اتريخ‬
‫العقد املنشئ لرهن احليازي حتت طائلة البطالن‪.‬‬
‫ورغم أن هذا النوع من األموال هي أموال منقولة إال أن حيازهتا ال تنتقل إىل الدائن املرهتن لنفس األسباب‬
‫اليت متت اإلشارة إليها يف رهن احملل التجاري فهي تعتّب وسائل عملية هامة ال ميكن للمؤسسة الراهن أن تستغين‬
‫عنها يف ممارسة نشاطها‪.‬‬
‫وهذا النوع من الرهن ين تج آاثرا ككل أنواع الرهون األخرى تتمثل يف آاثر ابلنسبة للمدين الراهن وابلنسبة‬
‫للمدين املرهتن‪.‬‬

‫‪ -‬فبالنسبة للمدين الراهن فإن األشياء حمل الرهن تبقى يف حيازته وميكنه أن يستعملها بكل حرية‪ ،‬ولكنه ال‬
‫يستطيع نقل حيازهتا قبل الوفاء ابلتزاماته وقبل تسديده لثمنها ماعدا إن كان هناك اتفاق مع الدائن‪ ،‬وال‬
‫أظن أن خيرج االتفاق عن عدم التصرف فيها ألن من مصلحة املرهتن أن تبقى يف حيازة املدين كي يسهل‬
‫عليه التنفيذ عليها وعادة ما يتم اشرتاط ذلك‪ .‬كما جيب على الراهن احلرص على محايتها وصيانتها وعدم‬
‫إتالفها أو إفسادها وإال تعرض لعقوبة جرمية خيانة األمانة‪.1‬‬

‫‪ -‬أما ابلنسبة للدائن املرهتن فإن الرهن احليازي لألدوات واملعدات يعطي له احلق يف استيفاء حقه وابألولوية‬
‫على غريه من الدائنني العاديني والدائنني التاليني له يف املرتبة شريطة إتباع اإلجراءات احملددة قانوان حلماية‬
‫حقه‪ ،‬وابلتايل محاية أمواله من خطر عدم التسديد‪ ،‬حيث إذا مل يتم دفع الديون من طرف املؤسسة الراهن‬
‫بعد حلول ميعاد استحقاقها أمكن للبنك املرهتن أن يطلب من القضاء بيعها بواسطة أمر على ذيل عريضة‬
‫على أن يبلغ املالحقة للدائنني املقيدين‪ ،‬وال جيوز القيام ابلبيع إال بعد عشرين يوما على األقل من اتريخ‬
‫التبليغ‪ ،2‬ويكون للبنك أن يستويف حقه من الثمن الناتج عن هذا البيع ابألفضلية على غريه من الدائنني‬

‫‪ -1‬فرحة زراوي صاحل‪ ،‬الكامل يف القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬احملل التجاري واحلقوق الفكرية‪ ،‬ابن خلدون للنشر والتوزيع‪ ،2001 ،‬ص‪ ،278 .‬املادة ‪ 376‬من‬
‫قانون العقوابت‪ ،‬حيث يعاقب ابحلبس من ثالثة أشهر إىل ثالث سنوات وبغرامة من ‪500‬إىل ‪ 20000‬دج‪ ،‬كما ميكن أن من حق أو أكثر من احلقوق وابملنع‬
‫من اإلقامة ملدة سنة على األقل ومخس سنوات على األكثر‪.‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪130‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪243‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫ابستثناء االمتيازات‪ ،1‬امتياز اخلزينة وامتياز املصاريف القضائية وامتياز املصاريف اليت تنفق للمحافظة على‬
‫الشيء املرهون وامتياز أصحاب األجور‪.‬‬
‫وابلنسبة حلق التتبع ولكي يتمكن البنك املرهتن ممارسته وليعلم الغري ابالمتياز الوارد على األدوات واملعدات‬
‫يقوم بوضع لوحة مثبتة على هذه املعدات بصفة ابرزة تتضمن مكان واتريخ ورقم قيد االمتياز املثقلة به‪ ،‬وال جيوز‬
‫للمؤسسة االعرتاض على هذا اإلجراء وإال تعرضت للعقوبة‪.2‬‬
‫وما دامت اآلالت واملعدات يف حيازة املدين الراهن فما على الدائن املرهتن إال احلجز عليها قصد احلصول‬
‫على مستحقاته‪ ،‬إذا مل يتم تسديدها عند حلول األجل‪ ،‬إال أن املشرع قد بسط وسهل اإلجراءات‪ ،‬حيث مسح‬
‫للدائن املرهتن احلصول على حقوقه مبجرد أمر بيع صادر من رئيس احملكمة اليت يقع يف دائرة اختصاصها مقر‬
‫تواجد هذه األموال‪ ،‬هذا إن كان الدائن املرهتن بنكا أو مؤسسة مالية‪.3‬‬
‫لكن مسألة متلك البنك هلاته اآلالت مل ينص عليها املشرع كما فعل على غرار رهن احملل التجاري‪ ،‬حيث‬
‫جاء املنع صرحيا‪ ،4‬فهل هذا سهوا منه؟ أم أن ذلك يعين أنه ال مانع من انتهاج البنك هلاته اآللية لتحقيق‬
‫الضمان؟ فهي ابلتايل وسيلة متاحة لديه‪ ،‬وذلك بعد حلول األجل دون أن يكون هناك وفاء‪ ،‬وجيب أال تلتبس‬
‫هاته اآللية مع تلك املتعلقة إبدراج شرط التملك عند عدم الوفاء يف عقد القرض‪ ،‬فهنا الشرط ابطل والعقد‬
‫صحيح‪.‬‬
‫هذه اآللية إن حتققت فهي تؤدي إىل بعض الصعوابت‪ ،‬فعلى البنك عند ذاك أن يوفر مستودعات مالئمة‬
‫لتخزين هذه األموال‪ ،‬وتوفري حراسة هلا‪ ،‬والعمل على صيانتها مث بيعها‪ ،‬كل هذا حيتاج إىل جهد ووقت‬
‫ومصاريف‪ .‬إال أنه ويف مقابل ذلك فإن آلية متلك اآلالت جيعلها خارج نطاق التسابق‪ ،‬ومنه انفراد البنك الدائن‬
‫املرهتن ابالمتياز عليها ال ينافسه يف ذلك الدائنون اآلخرون‪.‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 159‬فقرة‪ 1‬من نفس القانون‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 154‬واملادة ‪ 167‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 124‬من قانون النقد والقرض‪ ،‬األمر ‪ 11-03‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 118‬فقرة ‪ 2‬من القانون التجاري‪" :‬ال خيول رهن احملل التجاري للدائن املرهتن احلق يف التنازل له عنه مقابل ما له من ديون وتسديدا هلا‪." .‬‬
‫‪244‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫وما دام أن هذه األموال منقولة ميكن أن تطبق عليها احليازة يف املنقول سند امللكية وإمكانية تعرضها‬
‫للسرقة أو التلف أو احلرق فإنه من واجب البنك مطالبة املؤسسة الراهن هلاته املعدات ابلتأمني عليها لدى شركات‬
‫التأمني املتخصصة ألنه يف حال حدوث أضرار ومل تستطع املؤسسة سداد مبلغ التمويل ميكنه أن ينفذ على مبلغ‬
‫التعويض حقه منه‪.1‬‬
‫إال أنه ويف إطار املعدات واألجهزة واآلالت ظهر متويل حيث يتمثل يف آلية االعتماد اإلجياري‪ ،‬حيث تبقى‬
‫ملكيتها يف يد البنك إىل حني تقرير املؤسسة املستفيدة منها شراءها أو إعادة أتجريها مرة أخرى أو إعادهتا إىل‬
‫البنك الذي له إمكانية أتجريها مرة أخرى‪ .2‬ألن االعتماد على الطريقة التقليدية يف رهن هذه املعدات ينم عن‬
‫خماطر كثرية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ثالثا‪ :‬إشكالية الرهن الحيازي للسيارات‬

‫قد متارس املؤسسة نشاطات أو خدمات تستعمل فيها وسائل نقل‪ ،‬سواء أكانت للبضائع أو لألشخاص‬
‫من سيارات أو شاحنات أو حافالت‪ ،‬وعندما حتتاج إىل متويل فإهنا تلجأ إىل رهن هذه الوسائل رهنا حيازاي على‬
‫اعتبار أهنا أموال منقولة‪ ،‬لكن حيازهتا ال تنتقل إىل البنك املمول وهذا حىت ال حترم املؤسسة من هاته الوسائل‬
‫الفعالة يف تسيري نشاطاهتا فهي وسائل عملية ال ميكن االستغناء عنها‪.‬‬
‫أما املشكل هنا فإنه ال يوجد نص يف التشريع اجلزائري ميكن أن يشكل مرجعا قانونيا ملمارسة الرهن على‬
‫هذه الوسائل‪ ،‬إذ أن املبدأ العام من الرهن كما يكرسه القانون املدين يشرتط لصحة الرهن حيازة الدائن املرهتن‬
‫للشيء املرهون واالستثناءات اليت أدخلها القانون التجاري على هذا املبدأ إبقراره للرهون احليازية على احملالت‬
‫التجارية و‪/‬أو املعدات والتجهيزات يعفي صراحة وسائل النقل من جمال تطبيق هذا االستثناء‪.4‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 8‬من عقد رهن املعدات وأدوات التجهيز صاحل بنك الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬واملادة ‪ 8‬من رهن األدوات لصاحل بنك الّبكة اإلسالمي‪ ،‬املالحق املوجودة‬
‫يف هناية هاته الرسالة‪.‬‬
‫‪-2‬تطرقنا إىل هذا املوضوع كآلية متويل حديثة يف الفصل التمهيدي من حبثنا هذا‪ ،‬وسنتطرق إليه كآلية ضمان يف الفصل األول من الباب الثاين‪.‬‬
‫‪-3‬معمر سعدوين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 168‬من القانون التجاري السالفة الذكر‪" :‬ال ختضع ألحكام هذا الفصل (الفصل الثامن‪ :‬الرهن احليازي لألدوات واملعدات اخلاصة ابلتجهيز)‪ ،‬السيارات‬
‫والبواخر واملركبات اجلوية‪" .‬‬
‫‪245‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫وعليه فإن املمارسة الشائعة واملتعارف عليها بني البنوك تفتقر إىل نص قانون كفيل إبثبات صفة الدائن‬
‫املرهتن للبنك املمول وتعطيه إمكانية حجز السيارات أو وسائل النقل لتحصيل حقوقه‪.‬‬
‫إذن املشرع اجلزائري وقع يف فراغ قانوين يف جمال رهن السيارات رهنا حيازاي‪ ،‬فال هو أدخل استثناء عليها يف‬
‫القانون املدين يف نصه على أحكام الرهن احليازي‪ ،‬وال هو أدخلها يف القانون التجاري يف معرض نصه عن أحكام‬
‫رهن املعدات واألدوات اخلاصة ابلتجهيز‪ ،‬بل استثناها من ذلك‪ ،‬فأي إجراء سيتخذه البنك عند متويله ملؤسسة‬
‫تقدم خدمات تتمثل يف النقل مهما كان نوعه‪ ،‬أو عند شرائه لوسائل نقل ملؤسسة ال تقدر على دفع الثمن كله أو‬
‫جزء منه فهل يرهنها رهنا حيازاي وفقا للقانون املدين وابلتايل يكون قد حرم املؤسسة من وسائل عملية وهذا غري‬
‫ممكن على أرض الواقع‪ ،‬أو أن يطبق األحكام اخلاصة ابحملل التجاري واملعدات وأدوات التجهيز واملشرع قد استثىن‬
‫وسائل النقل مهما كان نوعها من هذه األحكام‪ .‬حىت أن املشرع مل يرد أحكاما خاصة ال يف القانون التجاري وال‬
‫يف القانون املدين وال يف قانون النقد والقرض وال حىت يف قانون خاص هبذه الوسائل‪ ،‬وما فعله سوى النص على‬
‫ذلك يف مادة واحدة جاءت كاستثناء وجعلت املشرع حيدث فراغا قانونيا‪ ،‬فلو مل أيت هبذه املادة (‪ )168‬ما‬
‫حدث أي إشكال‪ ،‬حيث يصبح تطبيق األحكام املتعلقة ابملعدات وأدوات التجهيز على رهن السيارات رهنا‬
‫حيازاي‪.‬‬
‫لذا أوجدت البنوك بفعل املمارسات حال هلذا اإلشكال يتمثل يف النقل الصوري هلذه الوسائل‪ 1‬وهو حيازة‬
‫البنك لواثئق السيارة أو وسيلة النقل دون حيازهتا حيازة فعلية وذلك إىل حني استيفائه حقه من طرف املؤسسة‬
‫الراهن‪ ،‬وإال يكون أمامه طلب احلجز على السيارة وبيعها ابملزاد العلين واستيفاء حقه من مثنها ابألولوية على غريه‬
‫من الدائنني‪.‬‬
‫وعادة ومن واجب البنوك مطالبة املؤسسات الراهن ابلتأمني على هذا النوع من األموال ألهنا أموال منقولة‬
‫معرضة للمخاطر‪ ،‬فإذا ما حدث ضرر فإن للبنك املرهتن إمكانية اللجوء إىل شركات التأمني للمطالبة ابلتعويض‬
‫وابلتايل استيفاء حقه من مثن التعويض‪ ،‬لكن على البنك احلرص على مراقبة جتديد عقد التامني من طرف املؤسسة‬
‫وإال ضاع حقه إبمهاله وتقصريه‪.‬‬

‫‪ -1‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.158-157‬‬


‫‪246‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫وإلعالم الغري هبذا الرهن جيب تسجيله يف سجل خاص يف الوالية اليت تقدم البطاقة الرمادية ويوضع عليها‬
‫ختم يفيد أبهنا مرهونة مع ذكر اتريخ الرهن وهذا بعد تقدمي طلب للوايل‪ ،‬مما خيول للبنك احلماية يف املطالبة وتتبع‬
‫السيارة للتنفيذ عليها يف حالة تعثر املدين الراهن وعدم تسديده لالئتمان‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫رابعا‪ :‬الرهن البحري‬

‫تعتّب السفينة من الناحية القانونية ماال منقوال‪ ،3‬ومع ذلك فإن املشرع قد أخضعها لقواعد الرهن الرمسي‪،‬‬
‫ومنه تعطيل حليازة الدائن املرهتن للسفينة وإضعاف الئتمانه‪ ،‬لكن يبقى له احلق يف تتبعها‪ ،‬ومحاية له أخضع املشرع‬
‫السفينة لنظامي الرمسية والقيد‪ ،‬فهما يقومان مقام احليازة‪.‬‬
‫ويشرتط القانون البحري يف الراهن أن يكون مالكا للسفينة‪ ،4‬وإذا كانت هناك ملكية مشرتكة أو على‬
‫الشيوع فإنه يتوجب األخذ رأي األغلبية عند الرهن يف احلالة األوىل‪ ،‬ويف احلالة الثانية يستطيع كل شريك رهن‬
‫حصته دون أخذ رأي األغلبية‪.5‬‬
‫والرهن البحري يرد على السفينة‪6‬وملحقاهتا الالزمة الستغالهلا‪ ،‬كما ميكن رهنها وهي يف طور البناء‪ ،7‬إذ‬
‫ميكن للمؤسسة احلصول على التمويل الالزم للبناء‪.‬‬

‫‪ -1‬لقد أاثر تطبيق املادة ‪ 124‬من قانون النقد والقرض اختالفا يف الواقع العملي‪ ،‬ذلك أن بعض احملاكم متيل إىل االستجابة إىل طلبات البنك ببيع املنقوالت‬
‫املرهونة مباشرة دون أن يتطلب ذلك احلصول على األمر ابحلجز‪ ،‬وبعض احملاكم تشرتط قبل االستجابة لطلب البنك القاضي ببيع الشيء املرهون تقدمي طلب‬
‫احلجز‪ .‬فجاء قرار احملكمة العليا ليفصل األمر‪ ،‬يف قرار هلا صادر يف ‪ ،2006-12-20‬العدد‪ ،2‬ص‪ . . ." :249-241‬وحيث كان على القضاة التأكد‬
‫من توفر أو عدم توفر شروط املادة ‪ 124‬من قانون النقد والقرض املتمثلة يف انقضاء أجل استحقاق أجل الدين وعدم وفاء املدين‪ ،‬وتبليغ إعذار مبوجب عقد‬
‫غري قضائي ‪15‬يوم قبل الطلب املقدم لرئيس احملكمة‪." . . .‬‬
‫‪ -2‬املواد من ‪55‬إىل‪ 71‬من القانون البحري‪ ،‬القانون رقم ‪ 05-98‬املؤرخ يف ‪ 25‬جوان ‪ 1998‬املتضمن القانون البحري‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،47‬سنة‬
‫‪ ،1998‬املعدل واملتمم ابألمر رقم ‪ 04-10‬املمضي يف ‪ 15‬أوت ‪ ،2010‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ ،46‬املؤرخ يف‪ 18‬أوت ‪ ،2010‬ص‪ .08‬وعبد الرمحان‬
‫ملزي‪ ،‬حماضرات يف القانون البحري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.71-65‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 56‬من القانون البحري‪" :‬تعد السفن والعمارات البحرية األخرى أمواال منقولة‪ ،‬وتكون قابلة للرهن‪." . . .‬‬
‫‪ -4‬املادة‪ 57‬من القانون البحري‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 59‬من القانون البحري‪.‬‬
‫‪ -6‬املادة ‪ 55‬واملادة ‪ 13‬اليت عرفت السفينة‪ ،‬القانون البحري‪.‬‬
‫‪ -7‬املادة ‪ 58‬من القانون البحري‪.‬‬
‫‪247‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫وإلنشاء الرهن البحري جيب إفراغه يف الشكل الرمسي‪ ،1‬فهو شرط صحة ختلفه يؤدي إىل بطالن عقد‬
‫الرهن‪ ،‬ولكن هذا غري كاف‪ ،‬فلالحتجاج به على الغري ولتحديد مرتبة الدائن املرهتن وجب قيده على سجل‬
‫السفينة ليحفظ احلقوق ملدة ‪10‬عشر سنوات‪ ،‬وجتديده وإال مت شطبه‪.2‬‬
‫وعليه إذا وقع الرهن صحيحا فإنه ينتج آاثرا ابلنسبة ألطراف عقد الرهن‪:‬‬

‫‪ -‬فبالنسبة للمدين الراهن‪ ،‬تبقى حيازة السفينة حتت يده‪ ،‬وابلتايل له احلق يف استعماهلا واستغالهلا والتصرف‬
‫فيها‪ ،‬ومحاية للدائن املرهتن فقد حد املشرع من سلطة املدين يف التصرف يف السفينة‪ ،‬وخاصة يف حالة بيعها‬
‫ألجنيب‪ ،‬ألنه إذا خرجت من نطاق اختصاص احملاكم اجلزائرية يتعذر على الدائن املرهتن ممارسة حق التتبع‬
‫املقرر له‪.3‬‬

‫‪ -‬أما ابلنسبة للدائن املرهتن‪ ،‬فالرهن خيول له حقا يف مواجهة املدين الراهن يتمثل يف حق احلجز على السفينة‬
‫وبيعها قضائيا إذا امتنع املدين أو عجز عن الوفاء ابلتزاماته عند حلول آجاهلا‪ .‬ويف مواجهة الغري فله حق‬
‫األولوية والتتبع‪.‬‬
‫فاألولوية تتيح للدائن املرهتن التقدم على مجيع الدائنني الذين قيدوا رهنهم بعده‪ 4‬واملمتازين التاليني له يف‬
‫املرتبة يف استيفاء حقه‪ ،5‬ومادام الدائن املرهتن بنكا كان له التقدم أبصل الدين وما كان مرتتبا عليه من فوائد‬
‫ومصاريف‪.‬‬
‫أما التتبع‪ 6‬فيخول للدائن املرهتن عند حلول أجل التسديد انتزاع ملكية السفينة املرهونة من يد احلائز عن‬
‫طريق تنبيه بنزع امللكية‪ ،‬وهذا على اعتبار أن احلائز يكون عاملا مبا آلت إليه السفينة‪ ،‬ألن كل تصرف يرد على‬
‫السفينة يتم قيده على سجل السفينة‪ ،‬حبيث ال ميكن االحتجاج حبسن النية اجتاه الدائن املرهتن إن هو أمهل‬
‫الرجوع إىل هذا السجل لالطالع على التصرفات الواردة عليها‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 57‬من القانون البحري‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 66‬من القانون البحري‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 71‬من القانون البحري‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 65‬من القانون البحري‪.‬‬
‫‪ -5‬االمتيازات البحرية‪ ،‬املواد من ‪ 87-72‬من القانون البحري‪.‬‬
‫‪ -6‬املادة ‪ 67‬من القانون البحري‪.‬‬
‫‪248‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫أما عن املخاطر اليت يشكلها الرهن البحري على حقوق البنك الدائن املرهتن يف استيفاء مستحقاته تتمثل‬
‫يف التصرفات اليت ترد على السفينة من خروجها من ملكية املدين إىل أتجريها ورهنها اثنية‪ ،‬وما تسببه هاته‬
‫التصرفات من فقد السفينة لقيمتها‪ .‬لذا على البنك إعمال رقابته على هاته التصرفات‪.‬‬
‫وكذلك يف حاالت فقدان الشيء املرهون‪ ،‬ألن السفينة ميكن أن تتعرض جلملة املخاطر البحرية‪ ،‬من غرق‬
‫وحتطم وقرصنة وتصادم حبري وفقد‪ ،‬أو إذا فقدت جنسيتها اجلزائرية‪ ،‬هنا يكون مصريها الشطب من السجل‪.1‬‬
‫ابإلضافة إىل إمهال الدائن املرهتن جتديد القيد بعد مضي ‪10‬عشر سنوات من اتريخ تسجيله‪.2‬‬
‫هذا كله جيعل الرهن البحري ينقضي ويبقى الدين املضمون به خاليا من أي ضمان‪ ،‬يستطيع الدائن املرهتن‬
‫استيفاءه من احللول القانونية اليت منحه إايها املشرع البحري‪.3‬‬
‫كما أن هناك خطرا آخر يتمثل يف مزامحة الدائنني املمتازين للدائن املرهتن‪ ،‬فلهم األولوية يف استيفاء‬
‫حقوقهم قبله‪ ،‬ومنه قد يستحوذوا على كامل الثمن الذي بيعت به السفينة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم فعالية الرهن الحيازي‬

‫إن للرهن احليازي إجيابيات وسلبيات جتعل منه ال ميثل ضمانة أكيدة ومحاية كافية للبنك من خماطر متويل‬
‫املؤسسة‪.‬‬
‫سنشخص الرهن احليازي من حيث اإلجيابيات والسلبيات بصفة إمجالية كفرع أول‪ ،‬مث نقوم بتشخيص كل‬
‫نوع على حدا أي بصفة تفصيلية كفرع اثن‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تقييم الرهن الحيازي بصفة إجمالية‬
‫إن الرهن احليازي يوفر محاية حقيقية وصلبة للدائن املرهتن عامة وللبنك ِّ‬
‫املمول املرهتن بصفة خاصة‪ ،‬ذلك‬
‫أنه يعطيه احلق يف حيازة الشيء املرهون وحبسه واحلق يف اسرتداده إذا ما خرج من يده كما له احلق يف بيعه‬
‫واستيفاء حقه من مثنه إذا مل توف املؤسسة مببلغ التمويل‪ ،‬أضف إىل ذلك االستثناء الذي منحه قانون النقد‬
‫والقرض للمصارف واملؤسسات املالية يف عملية احلجز والبيع السرتداد مبلغ التمويل والفوائد واملصروفات حتقيقا‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 37‬من القانون البحري‪ ،‬واملادة ‪ 39‬تنص‪" :‬إذا انقضت مدة ‪3‬أشهر على اتريخ وصول األخبار األخرية من السفينة‪ ،‬عدت هذه األخرية مفقودة يف ذلك‬
‫التاريخ األخري‪." .‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 66‬من القانون البحري‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 61‬و‪ 62‬من القانون البحري‪.‬‬
‫‪249‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫للسرعة اليت يتطلبها هذا النوع من القطاعات خاصة والتجارة بصفة عامة‪ ،‬كذلك ماله من حق التتبع واألولوية‪،‬‬
‫ابإلضافة إىل ذلك األنواع الكثرية هلذا النوع من الرهن واخليارات اليت يتيحها للدائن املرهتن الختيار ما يناسبه منها‬
‫حلماية أمواله‪.‬‬
‫إال أن الرهن احليازي ال يوفر احلماية الكافية من خماطر متويل املؤسسة ذلك ملا ينم عنه من سلبيات تتمثل‬
‫يف‪:‬‬
‫‪ -1‬انتقال حيازة الشيء املرهون من املؤسسة إىل البنك يشكل عبئا ثقيال على هذا األخري من حيث البحث‬
‫عن مستودعات لتخزين األشياء املرهونة وتوظيف عمال للقيام على احملافظة عليها وضمان سالمتها‪ ،‬ألن‬
‫للمنقوالت عرضة للتلف والسرقة والضياع وهو مسئول عنها قبل املؤسسة الراهن اليت ميكن أن تطالبه‬
‫ابلتعويض إذا كان هناك إمهال أو تقصري وإذا ما أخل ابلتزاماته‪ ،‬ألن من التزاماته أن يبذل يف احلفاظ على‬
‫هذه املنقوالت ومحايتها من العناية ما يبذله الرجل العادي‪ ،‬وإال أهتم جبرمية خيانة األمانة‪.‬‬
‫‪ -2‬قاعدة احليازة يف املنقول تشكل خطرا آخر‪ ،‬فإن كان احلائز حسن النية فإن القانون حيميه حيث له أن‬
‫يتمسك ابحلق الذي كسبه على الشيء املرهون‪ ،‬وإن كان سيء النية فإن إثبات ذلك يقع على عاتق البنك‬
‫الدائن املرهتن وهذا صعب حتقيقه عمليا‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلجراءات الطويلة والصارمة اليت يتطلبها الرهن احليازي‪ ،‬بدء من كتابة العقد إىل قيده وانتهاء إىل إجراءات‬
‫احلجز والبيع ابملزاد العلين اليت يطالب هبا القضاة مهما كان الدائن املرهتن حىت وإن تعلق األمر ابلبنوك‬
‫عمال بقواعد اإلجراءات املدنية ابلرغم من االستثناء الذي أورده املشرع يف قانون النقد والقرض‪ ،‬كما أنه‬
‫وأثناء القيد قد جيد البنك أن الشيء املرهون مثقال برهون أخرى أو حقوق امتياز جتعل منه يكون يف مرتبة‬
‫متأخرة‪ ،‬فهنا تكون إمكانية عدم كفاية مثن هذا الشيء املرهون للوفاء مببلغ التمويل إذا ما بيع ابملزاد لوجود‬
‫دائنني مرهتنني أو‪ /‬وممتازين يزامحونه‪.‬‬
‫‪ -4‬كما أنه توجد إمكانية أن يضيع البنك املرهتن حقه بنفسه وابلتايل ضياع أمواله إذا مل تكن هناك دراسة‬
‫دقيقة وجدية عن الشيء املرهون من حيث ما ورد عليها من تصرفات‪ ،‬ومن حيث عدم القيام إبجراءات‬

‫‪250‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫القيد‪ ،‬واكتفائه بضمان واحد وعدم مطالبته بتأمينات أخرى كتقدمي كفيل عيين وكفالة تضامنية ورهن‬
‫رمسي‪ ،‬وهذا كله تفاداي ألي خطر متوقع ميس بعملية التمويل أو هبذا الرهن‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تقييم الرهن الحيازي بصفة تفصيلية‬

‫أما إذا بدأان بتفصيل سلبيات كل نوع من أنواع الرهن احليازي فإننا جند ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا ما وقع الرهن على بضائع فإن إمكانية تعرضها ملخاطر خمتلفة وارد من سرقة وحرق وتلف‪ ،‬لذلك ما‬
‫على البنك املرهتن إال مطالبة املؤسسة الراهن ابلتأمني عليها ومتابعة ذلك بنفسه‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا تعلق الرهن أبوراق جتارية فإن االلتزامات اليت تتطلبها واليت تقع على عاتق البنك تقلل من فعاليتها‬
‫كضمان من املطالبة هبا يف مواعيد استحقاقها وحترير االحتجاجات الواردة حوهلا وميكن أن يطول أجل‬
‫استحقاقها فيلجأ البنك إىل خصمها لدى بنك آخر هذا يكلفه مصاريف‪ ،‬وإن كان هناك إمهال يف‬
‫إجراءات املطالبة هبا أو املطالبة بتأمينات أخرى كان للضامن إمكانية التنصل من التزاماته حبجة إمهال‬
‫البنك وتقصريه‪ .‬كما أن اخلطر يظهر من خالل إنشاء الورقة يف شكل عدة نظائر‪ ،1‬أو استخراج احلامل‬
‫لنسخ منها بعد تداوهلا‪ ،2‬هذا إذا علمنا أن الوفاء قد يكون مبقتضى النظائر يبطل النظائر األخرى‪ ،‬كما‬
‫أن هناك أوراق تسحب بغرض التواطؤ مع املدين (املسحوب عليه) كما هو حال سفاتج اجملاملة‬
‫(‪.3)Effet de complaisance‬‬
‫‪ -3‬وابلنسبة لرهن احملل التجاري فإنه ميثل ضمانة هامة للبنك إال أن حيازته له غري ممكن وابلتايل إمكانية‬
‫التصرف فيه من املؤسسة الراهن بكل حرية‪ ،‬وكذا صعوبة تقدير القيمة احلقيقية للعناصر املكونة للمحل‬
‫التجاري ألن أغلبها عبارة عن عناصر معنوية‪ ،‬كما أن الصعوابت اليت تعرتض احملل التجاري بسبب‬
‫الظروف االقتصادية املتغرية واملتسارعة وبسبب األخطاء اليت ترتكب يف تسيري احملل واستغالله يؤدي إىل‬
‫اإلنقاص من قيمة احملل االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -1‬املواد من ‪ 455‬إىل ‪ 457‬من القانون التجاري‪.‬‬


‫‪ -2‬املاداتن ‪ 458‬و‪ 459‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -3‬راشد راشد‪ ،‬األوراق التجارية‪ ،‬اإلفالس والتسوية القضائية يف القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.39-37‬‬
‫‪251‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫وإبقرار املشرع إلمكانية احلجز التحفظي على احملل التجاري من قبل أي دائن فهو بذلك يعطي أولوية‬
‫للتنفيذ على حساب االئتمان‪ ،‬هذا يشكل هتديدا آخر لنظام رهن احملل التجاري‪ ،‬ومنه مساس مبصاحل مانح‬
‫االئتمان‪.‬‬
‫‪ -4‬والرهن احلي ازي لألدوات واملعدات اخلاصة ابلتجهيز قد فقد أمهيته بظهور ما يسمى بنظام االعتماد‬
‫اإلجياري حيث حيتفظ فيها البنك ابمللكية‪ ،‬كما أن هذا النوع من املنقوالت عرضة للسرقة والتلف ونقص‬
‫يف قيمته مبرور الوقت واهتالكه‪.‬‬
‫‪ -5‬أما الرهن احليازي للسيارات والفراغ القانوين حوهلا وبقاء هذا النوع من املنقول يف حيازة الراهن وإمكانية‬
‫تعرضها للسرقة أو التلف أو اهتالكها يؤدي إىل التقليل من قيمة هذا النوع من الرهن‪.‬‬
‫‪ -6‬ويف الرهن احليازي للصفقات العمومية‪ ،‬وطبقا ملا جاء يف القانون املدين فيما خيص حجية الورقة الرمسية‬
‫فيما يتعلق ابلصور‪ ،1‬إذ يكتفي يف بعض الرهون على النسخة فقط‪ ،‬ففي هذا املقام ينص‪":2‬تسلم‬
‫املصلحة املتعاقدة نسخة من الصفقة تتضمن بياان خاصا يشري إىل أن هذه الوثيقة متثل سندا يف حالة‬
‫رهن حيازي"‪ .‬هنا يثار مشكل‪ ،‬من يعتّب من االثنني أو أكثر حائزا للسند والذي ميارس حقه عليه؟‪،‬‬
‫كما أن إعمال احليازة هبذه الطريقة ليس له معىن‪.‬‬
‫‪ -7‬وابلنسبة للرهن البحري وما حييط به من خماطر جيعل منه ضمان مشكوك يف فعاليته يف حتقيق احلماية‬
‫للدين املضمون‪ ،‬التصرفات اليت ترد على السفينة حمل الرهن من قبل املدين املالك ومدى أتثريها على‬
‫قيمة السفينة‪ ،‬اإلجراءات الطويلة واملعقدة من عقد الرهن إىل غاية البيع ابملزاد العلين‪ ،‬واملخاطر اليت‬
‫تتعرض هلا السفينة‪ ،‬من غرق وتصادم حبري وقرصنة واهتالك وفقد‪ ،‬كما أن الراهن ميكن أن يفقد حقه‬
‫إذا مل يقم بقيد الرهن يف سجل السفينة‪ ،‬أومل يتم جتديده وفقا ملا نص عليه القانون‪ ،‬ابإلضافة إىل الديون‬
‫املمتازة اليت هلا األسبقية على الرهون‪ ،‬أو الديون املضمونة برهن حبري واليت هلا األفضلية ألسبقيتها يف‬
‫القيد‪ ،‬هذا قد يستغرق كامل الثمن الذي بيعت به السفينة‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 325‬و‪ 326‬من القانون املدين‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 97‬من املرسوم الرائسي رقم ‪ 250-02‬السالف الذكر املتعلق ابلصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪252‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫كما أن السفينة ميكن أن تنتقل إىل عدة مناطق حبرية‪ ،‬من منطقة املياه الداخلية‪ ،‬إىل منطقة املياه اإلقليمية‪،‬‬
‫إىل منطقة أعايل البحار‪ ،1‬وكلما توغلت أكثر ازدادت املخاطر احمليطة هبا‪ ،‬فبالنسبة للمنطقة األوىل والثانية إليثار‬
‫إشكال‪ ،‬حيث يتم تطبيق قانون الدولة صاحبة هاتني املنطقتني‪ ،‬لكن إذا أصبحت السفينة يف أعايل البحار‪،‬‬
‫فاملنطقة ال تتبع ألي دولة‪ ،‬هنا نكون أمام منازعات دولية يثار فيها مشكل القانون الواجب التطبيق واالختصاص‬
‫القضائي‪2‬حللها اليت تستغرق وقتا طويال يكون هلا تداعيات خطرية على مصاحل الدائن املرهتن‪ ،‬وأتثري على خاصية‬
‫السرعة اليت يتطلبها العمل التجاري‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬حقوق االمتياز‬

‫إن حقوق االمتياز(‪ )Privilèges‬من احلقوق العينية اليت أقرها القانون املدين حلق معني وليس لدائن ما‬
‫على اعتبار خصوصية وطبيعة هذا احلق الذي يقرر له االمتياز وال يكون ذلك إال طبقا لنص قانوين‪ ،‬حيث تكون‬
‫لصاحبه األولوية يف استيفائه قبل اآلخرين ولو كان هلم فيه امتياز مبقتضى رهن مهما كان نوعه‪ ،‬هذا يقرر محاية‬
‫أكيدة وفعالة لصاحبه‪.‬‬
‫حق االمتياز من احلقوق العينية مقررة لدين ما تناوهلا القانون املدين يف الباب الرابع من الكتاب الرابع‪ ،‬أما‬
‫خبصوص امتياز البنوك فقد تناوهلا قانون النقد والقرض‪ .‬لذلك سنتطرق إىل األحكام العامة حلقوق االمتياز‬
‫كمطلب أول‪ ،‬وكمطلب اثين امتياز البنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬واملطلب الثالث لتقييم حقوق االمتياز‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬القواعد العامة لحقوق االمتياز‬

‫لقد عرف املشرع اجلزائري حقوق االمتياز يف القانون املدين على أهنا‪" :‬أولوية يقررها القانون لدين معني‬
‫‪3‬‬
‫مراعاة منه لصفته‪ ،‬وال يكون امتياز إال مبقتضى نص قانوين‪" .‬‬
‫من خالل هذا التعريف التشريعي حلقوق االمتياز نستنتج ما تتميز به‪ :4‬من أهنا استثناء عن القاعدة‬
‫القانونية اليت تقرر املساواة بني الدائنني‪ ،‬وال يكون للدائن امتياز إال بنص قانوين‪ ،‬وأن االمتياز يرتتب بناء على‬
‫صفة الدين وليس بناء على صفة الدائن‪ ،‬كما أن االمتياز يعتّب من الضماانت العينية كونه يرد على أموال املدين‬

‫‪ -1‬عبد الرمحان ملزي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪8‬إىل‪.10‬‬


‫‪-2‬املواد من ‪ 287‬إىل ‪ 290‬من القانون البحري‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 982‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪ -4‬معمر سعدوين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.117 .‬‬
‫‪253‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫من عقارات أو منقوالت‪ ،‬وأنه حق تبعي فوجوده مرهون بوجود الدين حيث ينقضي ابنقضائه‪ ،‬ويعتّب كذلك حق‬
‫غري قابل للتجزئة‪.‬‬
‫إال أن قاعدة احليازة يف املنقول سند امللكية ميكن أن تعرتض صاحب االمتياز إذا وقع االمتياز على منقول‪،‬‬
‫ألن هذه القاعدة تتغلب على حق االمتياز شريطة أن يكون احلائز حسن النية‪.1‬‬
‫أما خبصوص أحكام حقوق االمتياز فهي ال تتوفر على أحكام خاصة هبا‪ ،‬بل ميكن تطبيق األحكام‬
‫اخلاصة ابلرهن الرمسي من حيث القيد والتطهري واآلاثر هذا إذا تعلق األمر حبقوق امتياز واقعة على عقار‪ ،2‬أضف‬
‫إىل ذلك أن األحكام املتعلقة هبالك الشيء أو تلفه وانقضاء حقوق االمتياز فإنه ميكن تطبيق أحكام الرهن الرمسي‬
‫والرهن احليازي‪.3‬‬
‫كما تطرق املشرع اجلزائري إىل أنواع احلقوق املمتازة‪ 4‬وقسمها إىل عامة وخاصة واىل حقوق امتياز واردة‬
‫على عقار وحقوق امتياز واردة على منقول‪.‬‬
‫فحقوق االمتياز العامة ختول صاحبها حق التقدم على مثن املال املقررة عليه دون حق التتبع كوهنا ال ترد‬
‫على مال معني ابلذات‪ ،‬كما أهنا ال ختضع للشهر ولو كان حملها عقارا‪ ،5‬أما حقوق االمتياز اخلاصة فإهنا ختول‬
‫حق التقدم وحق تتبع املال املثقل ابالمتياز يف أي يد يكون‪.‬‬
‫كما تضمن القانون التجاري بني طياته حقوقا ممتازة جتعل مرتبة الدائن املرهتن تتأخر حياهلا‪ ،6‬وكذلك‬
‫ابلنسبة للقانون البحري‪ ،‬حيث تضمن حقوق االمتيازات البحرية اليت عرفت على أهنا‪" :‬أتمني عيين وقانوين خيول‬
‫الدائن حق األفضلية على الدائنني اآلخرين نظرا لطبيعة دينه‪ ،7".‬وأورد املشرع االمتيازات البحرية‪ 8‬وقسمها إىل‬
‫طائفتني‪ ،‬الطائفة األوىل تتقدم الرهن البحري يف املرتبة‪ ،‬والطائفة الثانية تلي الرهن البحري يف املرتبة‪ .9‬وجند ذلك‬

‫‪-1‬املادة ‪ 985‬فقرة‪ 1‬من القانون املدين‪.‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 986‬فقرة‪ 1‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪-3‬املاداتن ‪ 987‬و‪ 988‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪-4‬املواد ‪1003 – 989‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 986‬الفقرة ‪ 2‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪ -6‬املادة ‪ 159‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -7‬املادة ‪ 72‬من القانون البحري‪.‬‬
‫‪ -8‬املادة ‪ 73‬من القانون البحري‪.‬‬
‫‪ -9‬املادة ‪ 75‬من القانون البحري‪.‬‬
‫‪254‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫أيضا يف قانون العمل عندما منح املشرع األفضلية لدفع األجور وتسبيقاهتا على مجيع الديون األخرى مبا فيها ديون‬
‫اخلزينة والضمان االجتماعي‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬امتياز البنوك‬

‫عندما تعرض املشرع اجلزائري إىل أنواع احلقوق املمتازة يف القانون املدين مل يذكر امتياز البنوك وهذا عكس‬
‫ما ذهب إليه نظريه املشرع الفرنسي الذي نص يف القانون املدين على حق امتياز مقرض النقود يف املادة‬
‫‪ 2/2018‬من القانون املدين الفرنسي‪ .2‬لكن امتياز البنك يف التشريع اجلزائري كان ضمن قانون النقد والقرض‬
‫املعدل واملتمم‪ ،‬حيث أعطى املشرع يف هذا القانون امتيازا لصاحل البنوك واملؤسسات املالية‪ .3‬فطبقا لذلك فإن‬
‫امتياز البنك يرد على مجيع أمالك املدين املنقولة والديون واألرصدة‪ ،‬وابلتايل يستثين القانون العقارات من هذا‬
‫االمتياز املمنوح للبنوك‪.‬‬
‫أما مرتبة امتياز البنك واحملددة طبقا هلذا القانون فهي الرابعة حيث أتيت بعد امتياز كل من األجراء واخلزينة‬
‫وصناديق التأمني االجتماعي‪ ،‬وابلتايل فإن البنك إذا مول منشأة اقتصادية فإنه يستويف حقه بعد استيفاء كل من‬
‫األجراء واخلزينة وصناديق الضمان االجتماعي حلقوقهم‪.4‬‬
‫ونفس القانون يبني لنا كيفية ممارسة البنك هلذا احلق حيث يتم ذلك اعتبارا من تبليغ احلجز للمؤسسة‬
‫املدين الراهن ويتم ذلك برسالة موصى عليها مع إشعار ابالستالم‪ ،‬وقد سهل قانون النقد والقرض للبنوك ممارسة‬
‫هذا احلق يف االمتياز وذلك مبجرد تبليغ احلجز برسالة موصى عليها بعلم الوصول‪ ،‬كذلك وابإلضافة إىل امتياز‬
‫البنك يف استيفاء حقه من أصل الدين وملحقات ومصروفات وفوائد فإن اإلجراءات مبسطة أمامه وهذا نظرا‬
‫لطبيعة هذا القطاع وحساسيته وأمهية الوقت ابلنسبة إليه واملخاطر الكثرية واملتنوعة اليت تعرتضه واليت ميكن أن‬
‫تنجر عن أي تعطيل أو أتخري يف اإلجراءات‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 89‬من قانون العمل‪.‬‬


‫‪-2‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.178 .‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 175‬من قانون النقد والقرض رقم ‪ ،10-90‬واملادة ‪ 121‬من قانون النقد والقرض رقم ‪.11-03‬‬
‫‪-4‬قرار احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة التجارية‪ ،‬ملف رقم ‪ ،238272‬بتاريخ ‪ ،2000-04-11‬قضية شركة أسهم ضد بنك الّبكة‪ ،‬اجمللة القضائية ‪ ،2003‬العدد‪،1‬‬
‫ص‪": 273 .‬ال جيوز للبنك فرض حجز مباشر على حساابت الشركة الطاعنة دون مراعاة حق االمتياز املمنوح له قانوان وحتديد مرتبته إزاء احلقوق املمتازة‬
‫األخرى املقررة لفائدة األجراء واخلزينة وصناديق الضمان االجتماعي‪" .‬‬
‫‪255‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫إال أن الواقع العملي عكس ذلك وهذا نظرا لعدم إيراد امتياز البنك يف القانون املدين‪ ،‬ولعدم وضع استثناء‬
‫يف قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية مينح للبنوك امتياز يف تبسيط اإلجراءات‪ ،‬ألن معظم أو جل القضاة يطبقون‬
‫اإلجراءات الواردة يف قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ويرفضون آلية الرسالة املوصى عليها اليت يبلغها البنك‬
‫للمدين‪ ،‬بل جيب أن تكون ممارسة البنك حلقه وفق ما ينص عليه هذا القانون ابلنسبة للحجز‪ ،‬فيكون ذلك‬
‫بضرورة احلصول على إذن من القاضي ويبلغ هذا احلجز للمدين عن طريق احملضر القضائي‪.1‬‬
‫إن قراءة القضاة هلذه املادة اليت جاء هبا قانون النقد والقرض قراءة ضيقة حترم البنوك من اإلجراءات املبسطة‬
‫يف حجز أموال املدين الستيفاء حقوقها بسرعة ويسر‪ ،‬كما أنه ال معىن لالمتياز وترتيبه الذي يصنف البنك الدائن‬
‫يف املرتبة الرابعة إذا كان ينحصر فقط يف ترتيب دائنية البنك مقارنة ابلدائنني اآلخرين احملتملني إذا مل يكن مقروان‬
‫إبجراءات عملية مبسطة تسمح مبمارسته بصفة فعالة ويف الوقت املالئم‪.‬‬
‫فاالمتياز املنصوص عليه يف قانون النقد والقرض والذي خيص البنوك واضح وله شقان‪ ،‬امتياز يتعلق ابحلق‬
‫يف حد ذاته‪ ،‬وامتياز يتمثل يف بساطة اإلجراءات‪ ،‬لذا على القضاة قبول امتياز البنك يف ممارسة حقه يف حجز‬
‫أموال مدينه عن طريق رسالة موصى عليها مع استالم إشعار ابلوصول يدل على علمه مبا سيتخذ ضده من إجراء‬
‫إذا مل يتم تنفيذه اللتزامه وهو سداد ما عليه من دين يف ميعاد استحقاقه‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم فعالية حقوق االمتياز‬

‫رغم أمهية حقوق االمتياز ابلنسبة للبنك كحق عيين للحماية من خماطر متويل املؤسسة إال أن البنك املرهتن‬
‫سيصطدم بدائنني يزامحونه يف هذا االمتياز‪ ،‬حيث ميكن أن جيد نفسه يف املرتبة الرابعة هذا جيعل إمكانية عدم‬
‫كفاية أموال املدين الستيفاء حقه منها هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى استبعاد القضاة إمكانية التبسيط يف‬
‫إجراءات احلجز كامتياز اثن ممنوح للبنك وفقا لقانون النقد والقرض فيلجئون إىل تطبيق إجراءات احلجز وفقا ملا‬

‫‪-1‬املادة ‪ 446‬وما يليها من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬وقرار احملكمة العليا‪ ،‬الغرفة التجارية‪ ،‬ملف رقم ‪ ،201563‬املؤرخة يف ‪ ،1999-12-07‬قضية‬
‫بنك بدر ضد ش‪-‬ذ‪-‬م‪-‬م‪ ،‬اجمللة القضائية ‪ ،2001‬العدد‪ ،1‬ص‪": 209 .‬ال ميكن مطالبة البنك الطاعن ابإلجراءات املنصوص عليها يف قانون اإلجراءات‬
‫املدنية‪ ،‬ألن املوضوع يتعلق ابمتياز ممنوح لصاحل البنك طبقا لنص املادة ‪ 175‬من قانون النقد والقرض يتعلق ابمتياز على أرصدة مسجلة يف حساب الشركة‬
‫لدى البنك‪ ،‬والذي يتم ممارسة احلجز عليها برسالة موصى عليها مع إشعار ابالستالم‪" . . .‬‬
‫‪256‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫جاء يف قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية هذا ما يذهب إليه القضاء والفقه يف كثري من دول العامل استنكارا لتمييز‬
‫بعض الدائنني على البعض اآلخر‪.1‬‬
‫فحقوق االمتياز تعرتضها عوامل حتد من فعاليتها كآية ضمان‪ ،‬فحقوق االمتياز العامة ال ختول حقايف تتبع‬
‫املال‪ ،‬التصرف يف املال املثقل حبقوق امتياز خاصة أو ضياعه من طرف املدين أو الغري جيعل الدائن املمتاز جمرد‬
‫دائن عادي يستويف حقه من الضمان العام ابلتزاحم مع بقية الدائنني‪ ،‬ويف حالة حقوق االمتياز اخلاصة على‬
‫منقول فإنه مبجرد خروجه من يد املدين أصبح الدائن املمتاز أمام خطر حقيقي‪ ،‬ألن املنقول ال خيضع لنظام‬
‫الشهر من جهة‪ ،‬ولسهولة تداوله من جهة اثنية‪ ،‬ومبا أن آلية التتبع املمنوحة للدائن املمتاز يرهق كاهله ويثري له‬
‫املشاكل لذلك حياول تفادي خروج املنقول من يد املدين‪ ،‬هذا كذلك فيه متاعب للدائن املمتاز‪.‬‬
‫يستخلص من كل ما سبق أن الضماانت العينية التقليدية كثرية ومتنوعة منها القانونية والقضائية واالتفاقية‪،‬‬
‫فهي ضماانت حقيقية ذات قيمة كبرية ميكن التعويل عليها كآلية ضمان‪ ،‬وملا هلا كذلك من خصائص متيزها‪ ،‬من‬
‫األولوية والتتبع ورقابتها واحلجز عليها وبيعها جّبا يف حالة عدم الوفاء‪.‬‬
‫لكن رغم هذه اإلجيابيات إال أهنا تعرتيها بعض السلبيات حتد من فعاليتها‪ ،‬من تدهور قيمتها بفعل املدين‬
‫أو الغري أو لظروف خارجية‪ ،‬إمكانية التصرف فيها بكل أنواع التصرف املادية أو القانونية‪ ،‬اإلجراءات الطويلة‬
‫واملعقدة واملكلفة اليت وضعها املشرع للتنفيذ عليها ال ختدم خاصية السرعة اليت متيز االئتمان املصريف على وجه‬
‫اخلصوص‪ ،‬وإقرار املشرع إمكانية احلجز التحفظي عليها من قبل أي دائن يعطي أولوية للتنفيذ على حساب‬
‫االئتمان‪ ،‬وهذا يشكل هتديدا آخر للضماانت‪ .‬ابإلضافة إىل وجود احلقوق املمتازة على هاته الضماانت جيعلها ال‬
‫توفر احلماية الكافية للبنك املمول‪ ،‬إذ غالبا ما متتص هذه الديون جمموع أصول الذمة املالية للمؤسسة املدين‪.‬‬
‫وكخالصة للباب األول الذي خصصناه للضماانت التقليدية‪ ،‬تبني لنا أنه ال وجود لضمان مثايل حيقق‬
‫محاية كاملة للبنك املمول أمام املخاطر الكثرية واملتنوعة‪ ،‬وهذا ما ظهر من خالل الظروف اليت حتيط هبا واليت‬
‫أفقدهتا فعاليتها‪ ،‬مما انعكس سلبا على استيفاء حقوقه‪.‬‬

‫‪-1‬علي مجال الدين عوض‪ ،‬عمليات البنوك من الوجهة القانونية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،30 .‬وراضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.182 .‬‬
‫‪257‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫فالتأمينات الشخصية والعينية حىت وإن كانت قد اعتّبت وملدة طويلة مبثابة الضماانت األكثر فعالية‪ ،‬فإهنا‬
‫اليوم أصبحت حمل شك لظهور ما يسمى أبزمة التأمينات التقليدية اليت نتجت عن وجود قواعد موضوعية‬
‫وإجرائية صارمة وجامدة‪ ،‬طويلة ومكلفة ال تتماشى مع خاصية السرعة اليت متيز االئتمان‪ ،‬وال حتقق التوازن يف‬
‫املصاحل بني ماحنيه واملستفيدين منه الذين خصهم املشرع حبماية أكّب‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل آاثر هاته‬
‫الضماانت على هؤالء‪.‬‬
‫لذلك فالتفكري يف آليات أخرى بديلة عنها أو مدعمة هلا أمر ضروري‪ ،‬وهذا ملا تعرفه خماطر االئتمان من‬
‫تطورات من جهة‪ ،‬وللضعف الذي أصاب الضماانت التقليدية من جهة اثنية‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الباب األول‬

‫الضماانت‬

‫الضماانت مبعناها‬ ‫الضماانت‬ ‫الضماانت‬


‫الواسع‬ ‫املستحدثة‬ ‫الكالسيكية‬

‫الضماانت‬
‫تشخيص املؤسسة‬ ‫التأمني‬ ‫الضماانت العينية‬
‫الشخصية‬
‫االقتصادية‬

‫خطاب الضمان‬ ‫الكفالة‬ ‫الرهن الرمسي‬ ‫الرهن احليازي‬


‫الرقابة املصرفية‬
‫الرهن اإلجيري مع‬
‫الضمان املايل‬ ‫الضمان االحتياطي‬ ‫الرهن االتفاقي‬
‫نقل احليازة‬
‫قواعد احليطة واحلذر‬ ‫(صناديق الضمان)‬
‫الرهن احليازي دون‬
‫الرهن القانوين‬
‫نقل احليازة‬
‫حق امللكية كضمان‬
‫(االعتماد ااالجياري)‬
‫الرهن القضائي‬
‫االعتماد اإلجياري‬
‫ألصول منقولة‬ ‫حقوق االمتياز‬

‫االعتماد اإلجياري‬
‫ألصول غري منقولة‬
‫االمتيازات العامة واخلاصة‬

‫االمتيازات الواقعة على‬


‫العقار والواقعة على املنقول‬

‫املخطط من إعداد الطالب‬

‫‪259‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫الباب الثاني‪ :‬الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬

‫إن الضماانت مبعناها الضيق اليت تتمثل يف التأمينات العينية والشخصية أثبتت فشلها أمام املخاطر الكثرية‬
‫واملتنوعة املرتبطة بعملية التمويل‪ ،‬وهذا بظهور أزمة الضماانت التقليدية‪ ،‬من خالل ما حييط هبا هي األخرى من‬
‫خماطر كثرية تتعلق ابملدين الراهن أو ابلنصوص القانونية املنظمة هلا أو ابلظروف اخلارجية احمليطة هبا‪ ،‬وما األزمات‬
‫اليت تتعرض هلا البنوك واملؤسسات املالية إىل اليوم خلري دليل على ذلك‪ ،‬وما يؤكد ذلك أيضا األموال اليت بقيت‬
‫عالقة مل تسرتجع من طرف هاته املؤسسات‪ ،‬واليت تعد ابملاليري‪ ،‬والفشل الذي تعرفه بعض مؤسساتنا االقتصادية‬
‫خصوصا الصغرية واملتوسطة وحىت الكبرية يف مرحلة ما يزيد من األمر تعقيدا‪ .‬لذلك البد من االعتماد على آليات‬
‫أخرى تكون أكثر فاعلية‪ ،‬وتضمن محاية كاملة للبنك الدائن‪ ،‬تتمثل يف الضماانت املستحدثة اليت نشأت عن‬
‫األعراف واملمارسات البنكية اليت تتمثل يف آلية التأمني إىل خطاب الضمان إىل الضمان املايل فحق امللكية‬
‫كضمان‪ ،‬كما تظهر أيضا يف قواعد احليطة واحلذر اليت اندت هبا اتفاقيات دولية خاصة ابجلانب املايل الدويل‪،1‬‬
‫متثلت يف االحتياطات اليت جيب على البنوك واملؤسسات املالية اختاذها قبل عملية التمويل وبعدها‪ ،‬مع دراسة‬
‫شاملة عن املؤسسة االقتصادية طالبة التمويل‪ ،‬وفرض رقابة صارمة على هاته العملية جتعل هناك إمكانية للتصدي‬
‫للخطر قبل تفاقمه وحدوث األزمة‪ ،‬وما احلرية املطلقة اليت منحت للبنوك الداخلية أو الدولية وما أحدثته من‬
‫أزمات اقتصادية ومالية ليؤكد ذلك‪ .‬فاحلرية االقتصادية مطلوبة‪ ،‬وعدم تدخل الدولة يف كل كبرية وصغرية‬
‫مطلوب‪ ،‬ولكن مع إمكانية حضورها لفرض القوانني ورقابة مدى تطبيقها أمر مهم جدا من شأنه احلماية من‬
‫املخاطر اليت ابتت تنبئ إبفالس حقيقي للدول وليس املؤسسات فقط‪ ،‬أي ما يسمى خبطر النظام‪.‬‬
‫فهذا الباب سنعاجله يف فصلني‪ ،‬األول خيصص للضماانت الناشئة عن األعراف واملمارسات البنكية‪،‬‬
‫والثاين للضماانت مبعناها الواسع‪.‬‬

‫‪ -1‬جلنة ابل‪ ،‬انعقدت أول اجتماع هلا يف ‪ 1974‬يف مدينة ابل السويسرية‪ ،‬وجاءت بقواعد عاملية لتنظيم املهنة البنكية‪ ،‬وقد أخذت هبا أغلب التشريعات البنكية‬
‫العاملية على غرار ا ملشرع اجلزائري‪ ،‬رغم أن هاته القواعد ليست ملزمة للدول وإمنا هي جمرد توصيات واقرتاحات‪ ،‬فهي ال تتمتع بطابع قانوين‪ ،‬إال أهنا تستمد‬
‫إلزاميتها من الدور الفعال الذي تلعبه يف محاية البنوك من املخاطر‪ .‬صورااي قاصدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.36-35‬‬
‫‪260‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫الفصل األول‪ :‬الضمانات الناشئة عن الممارسات البنكية‬

‫إن األساليب التقليدية املتبعة يف الضماانت مل ترق إىل مستوى طموح الدائن الذي قد يضيع قرضه وابلتايل‬
‫يتعرض ملخاطر تصيبه نظرا ألنه كان ينتظر موعد الوفاء بدينه كي يستغل هاته األموال يف مشاريع أخرى أو ليويف‬
‫بدين عليه‪ .‬هذا قد يعرضه إلجراءات خاصة هتدد مركزه املايل ومسعته كدخوله يف حالة إفالس‪ ،‬وعليه كان من‬
‫الضروري البحث عن وسيلة أكثر فاعلية تضمن له حقه يف الوفاء من طرف املدين يف اآلجال املتفق عليها‪.‬‬
‫وقد وجدت عدة آليات فرضتها األعراف واملمارسات البنكية متثلت يف أتمني االئتمان‪ ،‬وخطاب الضمان‪،‬‬
‫والضمان املايل‪ ،‬وحق امللكية كضمان‪ ،‬إال أن هاته اآلليات هلا نصوص قانونية خاصة هبا يف التشريع اجلزائري‪ ،‬عدا‬
‫آلية خطاب الضمان اليت مل جيعل هلا املشرع اجلزائري نصوصا قانونية تنظمها على الرغم من أمهيتها يف املعامالت‬
‫البنكية الداخلية والدولية‪.‬‬
‫لذلك سنعاجل هذا الفصل يف ثالثة مباحث‪ :‬األول آللية التأمني‪ ،‬والثاين خلطاب الضمان‪ ،‬واملبحث‬
‫الثالث حلق امللكية كضمان‪ ،‬والرابع للضمان املايل‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬آلية التأمين (‪)L'assurance‬‬


‫نظرا للعيوب اليت ظهرت يف الضماانت الشخصية والعينية بكل أنواعهما واليت جتعل البنك الدائن يقع يف‬
‫خماطر عديدة أبرزها خطر عدم تسديد املدين للقرض وابلتايل ال جيد ما ميكنه التنفيذ عليه‪ ،‬نظرا ملا حييط هباته‬
‫التأمينات من خماطر واليت خلقت ما يسمى أبزمة التأمينات العينية والشخصية‪.‬‬
‫فالبنك الدائن يقع يف خماطر عديدة أبرزها خطر عدم تسديد املدين ملستحقاته‪،‬‬
‫سواء أكان مدينا أصليا أو كفيال عاداي أو كفيال متضامنا أو مصدرا خلطاب‬
‫الضمان‪ ،‬أو ملخاطر أخرى تتعلق بوفاة أو عجز املدين‪ ،‬وحىت ملخاطر خارجة عن إطار الدائن واملدين‪ ،‬من‬
‫خماطر طبيعية كالكوارث الطبيعية أو سياسية كاحلروب والعقوابت االقتصادية وحالة احلصار‪ ،‬وحىت اجتماعية‬
‫كحاالت السرقة والتزوير والضياع‪ .‬من هنا كانت احلاجة إىل طرف آخر يتقاسم هذه املخاطر مع البنك الدائن‬
‫كي تكون األضرار النامجة عن ذلك أخف‪ ،‬وال تضيع كل أموال هذا األخري ُس ًدى‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫لذلك سنعاجل يف هذا‪ :‬مفهوم عقد التأمني كمطلب أول‪ ،‬مث أنواع التأمني كمطلب اثثي‪ ،‬واملطلب الثالث‬
‫لتأمني االئتمان بني املبادئ وحتقيق الضمان‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم عقد التأمين‬

‫التأمني تقوم به شركات التأمني هتدف من خالله إىل حتقيق الربح‪ ،‬حيث يتعامل املؤمن هلم مع شركات‬
‫التأمني اليت تقوم بضمان املخاطر اليت يتعرضون هلا مقابل قيام هؤالء بدفع أقساط اثبتة اليت من خالهلا تتعهد هاته‬
‫الشركات على تغطية املخاطر‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف عقد التأمين‬

‫لقد تعرض املشرع إىل تعريف عقد التأمني من خالل ما جاء يف القانون املدين اجلزائري‪ ":‬التأمني عقد يلتزم‬
‫املؤمن مبقتضاه أن يؤدي إىل املؤمن له أو إىل املستفيد الذي اشرتط التأمني لصاحله مبلغا من املال أو إيراد أو أي‬
‫عوض مايل آخر يف حالة وقوع احلادث أو حتقق اخلطر املبني ابلعقد وذلك مقابل قسط أو أية دفعة مالية أخرى‬
‫‪1‬‬
‫يؤديها املؤمن له للمؤمن‪" .‬‬
‫فعقد التأمني فيه طرفان مها املؤمن‪ ،‬هو شركة التأمني واملؤمن له‪ ،‬هو املستفيد من هذا العقد يف حال وقوع‬
‫أضرار متس بشخصه أو ممتلكاته‪.‬‬
‫أما يف حبثنا هذا فأطراف عقد التأمني ثالثة‪ :‬املؤمن (‪ )L'assureur‬وهو شركة التأمني اليت أخذت على‬
‫عاتقها تغطية اخلطر إن حدث‪ ،‬واملؤمن له (‪ )L'assurée‬وهو هنا املدين سواء أكان املدين األصلي املؤسسة‬
‫املمولة أو من كفلها أو ضمنها احتياطيا‪ ،‬والطرف الثالث وهو املستفيد (‪ )Le bénéficiaire‬الذي يتمثل يف‬
‫البنك الدائن‪ ،‬وهذا حلماية أمواله من املخاطر اليت قد يتعرض هلا جراء عملية التمويل‪.‬‬
‫أما ابلنسبة للتعاريف الفقهية‪ 2‬ما جاء به الفقيه (هيمار)‪":‬هو عملية يلتزم مبقتضاها أحد الطرفني وهو‬
‫املؤمن له أو املستفيد نظري دفع مبلغ معني هو القسط على تعهد لصاحله أو للغري يف حالة حتقق خطر معني من‬
‫املؤمن له الذي أيخذ على عاتقه جمموعة من املخاطر وجيري بينها مقاصة‪." .‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 619‬من القانون املدين‪.‬‬


‫‪-2‬أمحد بلعالية‪ ،‬حماضرات يف مقياس التأمني‪ ،‬غري منشورة‪ ،‬لطلبة الليسانس‪ ،‬علوم قانونية وإدارية‪ ،‬املركز اجلامعي ابجللفة‪ ،2004 ،‬ص‪.4 .‬‬
‫‪262‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫كما عرفته ابتسام القرام‪" :‬التأمني عقد يلتزم مبقتضاه شخص يدعى م ِّ‬
‫ؤمنًا بتعويض شخص آخر يدعى‬ ‫ُ‬
‫‪1‬‬
‫املؤمن بدفعه يسمى قسط التأمني‪" .‬‬
‫املؤمنة‪ ،‬وذلك مقابل مثن يلتزم َ‬
‫ُم َؤَّمنًا إذا حدث ضرر يف األشياء َّ‬
‫من هذا التعريف نستشف العناصر اجلوهرية لعقد التأمني وهي‪ :‬أطراف عقد التأمني من جهة‪ ،‬واخلطر‬
‫(‪ ،)Le risque‬والقسط (‪ ،)Le prime‬واألداء الذي يلتزم به املؤمن عند حتقق اخلطر املؤمن منه من جهة‬
‫اثنية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص عقد التأمين‬

‫إن لعقد التأمني مجلة من اخلصائص متيزه عن بقية العقود األخرى‪.‬‬


‫أوال‪ :‬عقد احتمالي (‪)Contrat aléatoire‬‬
‫فالعقد االحتمايل هو الذي ال يستطيع فيه املتعاقدان أن حيددا وقت إبرامه ومقدار األداء الذي يبذله كل‬
‫من أطراف العقد‪ ،‬ألن حتديد مقدار ما أيخذه وما يعطيه يتوقف على أمر مستقبلي حمتمل الوقوع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عقد معاوضة (‪)Contrat commutatif‬‬
‫املؤمن‬
‫عقد املعاوضة هو العقد الذي يتلقى فيه كل من املتعاقدين مقابال أو عوضا ملا أعطاه‪ ،‬حيث يعطي َ‬
‫مبلغ التأمني يف حال حدوث اخلطر‪ ،‬وأيخذ مقابال له أقساط التأمني‪ ،‬ويبقى عقد التأمني حمافظا على خاصية‬
‫املؤِّمن املخاطر وأخذها على عاتقه‪ ،‬كما‬
‫املعاوضة حىت وإن مل يتحقق اخلطر املؤمن منه‪ ،‬ألن املقابل هو حتمل َ‬
‫يبقى عقد التأمني حمافظا على صفة املعاوضة إذا كان التأمني يصب يف مصلحة شخص اثلث وهو املستفيد‪ ،‬كما‬
‫املمولة اليت هي جمّبة على دفع أقساط التأمني‪،‬‬
‫يف حالة البنك الدائن‪ ،‬حيث أن املؤمن له هو املؤسسة االقتصادية َّ‬
‫واملستفيد هو البنك يف حال حتقق خطر إعسار املؤسسة املدينة‪ ،‬وهذا يف حالة أتمني القرض‪.‬‬

‫‪-1‬ابتسام القرام‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪:32 .‬‬


‫‪"L'assurance est un contrat par lequel une personne appelée assureur : promet à une autre appelée‬‬
‫‪assurée De l'indemniser si un sinistre survient moyennant le paiement par l'assuré d'une somme‬‬
‫" ‪appelée prime.‬‬
‫‪-2‬أمحد بلعالية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،12-11 .‬وابتسام القرام‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.68-67 .‬‬
‫‪263‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫ثالثا‪ :‬عقد ملزم لجانبين (‪)Contrat synallagmatique‬‬

‫عقد التأمني يرتب التزامات متبادلة يف ذمة كل من املتعاقدين‪ ،‬حبيث يكون كل منهما دائنا ومدينا يف‬
‫الوقت نفسه‪ ،‬فيلتزم املؤمن له بدفع القسط مقابل التزام املؤمن بتغطية اخلطر املؤمن منه إن حدث‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬عقد مستمر (‪)Contrat successif‬‬

‫يف عقد التأمني ال يتم الوفاء اباللتزام بصفة فورية وإمنا يستغرق مدة من الزمن هي مدة نفاذ العقد‪ ،‬فاملؤمن‬
‫له يلتزم أبداء األقساط منذ إبرام العقد إىل انتهاء مدة التأمني‪ ،‬أما ابلنسبة للمؤمن فإنه يلتزم طوال مدة سراين عقد‬
‫التأمني لضمان تغطية اخلطر املؤمن منه بصفة مستمرة وينتهي ذلك مبجرد انقضاء املدة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬عقد إذعان (‪)Contrat d'adhésion‬‬

‫أي أن املؤمن شركة التأمني تستغل بوضوح شروط العقد‪ ،‬ويقتصر املؤمن له على قبول هذه الشروط احملددة‬
‫سلفا‪ ،‬لكن هناك حاالت تكون فيها محاية للمؤمن له‪ ،‬حيث إذا تضمن العقد شروطا تعسفية جاز للقاضي أن‬
‫يعدل من هذه الشروط أو أن يعفي الطرف املذعن منها‪.1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬شروط عقد التأمين‬

‫عقد التأمني ككل العقود األخرى خيضع لشروط موضوعية عامة ولشروط شكلية‪ ،‬واليت يرتتب عن ختلفها‬
‫بطالن عقد التأمني‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط الموضوعية العامة‬

‫‪-‬الرضا‬

‫وهو تبادل اإلجياب والقبول بني املؤمن واملؤمن له‪ ،‬وأحياان يكون عقد التأمني إجباراي كما يف حالة القرض‪،‬‬
‫حيث أن البنك جيّب املؤسسة االقتصادية على التأمني مقابل منحها التمويل املطلوب منه‪ ،‬فالرضا هنا موجود ألن‬
‫املؤمن له خيتار حبرية شركة التأمني اليت يتعاقد معها‪ ،‬كما أن له احلرية يف قبول شروط العقد اليت تطلبها شركة‬
‫التأمني أو رفضها وابلتايل التعاقد مع جهة أخرى قد جيد الشروط أقل إذعاان‪.‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 622‬من القانون املدين اجلزائري‪ ،‬حتدد الشروط اليت تعتّب تعسفية يف عقد التأمني واليت تكون ابطلة‪.‬‬
‫‪-2‬أمحد بلعالية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.25-23 .‬‬
‫‪264‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫كما جيب أن يكون الرضا خاليا من كل العيوب كالغلط والتدليس‪ ،‬الذي ال ميكن تصوره من جانب شركة‬
‫التأمني‪ ،‬بل ميكن أن يصدر العيب من املؤمن له نظرا إلمكانية إدالئه ببياانت غري صحيحة أو بكتمانه لبياانت‬
‫جوهرية تتعلق ابخلطر املؤمن منه‪.‬‬
‫‪ -‬المحل‬

‫احملل يف عقد التأمني هو اخلطر‪ ،‬وتطبيقا للقواعد العامة جيب أن يكون اخلطر موجودا وقت التعاقد أو قابال‬
‫للوجود معينا أو قابال للتعيني‪ ،‬التأمني على القرض هو التأمني ضد خطر إعسار املؤسسة املدينة‪ ،‬وهذا اخلطر‬
‫معينا يف عملية التمويل وميكن أن حيدث‪ ،‬كما جيب أن يكون احملل مشروعا‪.‬‬
‫‪ -‬السبب‬

‫السبب يف عقد التأمني هو الغرض املباشر الذي يدفع ابملتعاقد إىل إبرام العقد‪ ،‬ويرى غالبية الفقهاء أن‬
‫السبب يف عقد التأمني هو املصلحة املراد التأمني عليها‪ ،‬وجيب توافر املصلحة يف كافة صور التأمني‪ ،‬فالقرض ميثل‬
‫ابلنسبة للبنك الدائن قيمة مالية‪ ،‬وابلتايل وجود املصلحة اليت جتعله حيافظ عليها وهي محاية أمواله من خطر عدم‬
‫تسديد املؤسسة االقتصادية املمولة من طرفه‪ ،‬والسبب هنا مشروعا كذلك ألن املصلحة مشروعة‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكلية‬

‫املشرع يشرتط إلبرام عقد التأمني أن يكون العقد مكتواب‪ ،‬ومل حيدد أبن تكون الكتابة يف شكل حمرر رمسي‬
‫أو عريف‪ ،‬وقد جرى العمل يف هذا اجملال على أن تفرغ عقود التأمني يف مناذج (‪ )Imprimés‬معدة مسبقا‬
‫ومطبوعة من قبل شركات التأمني اليت تتضمن خمتلف املعلومات اليت تتعلق ابملؤمن له‪ ،‬وبياانت إجبارية وأخرى‬
‫اختيارية‪ ،‬ابإلضافة إىل ذكر بعض أنواع الضماانت‪ ،‬وجيب أن تكون واضحة ألهنا ُم َع َّدةٌ لإلثبات‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬دعاوى التأمين‬

‫إذا حدث نزاع حول عقد التأمني فال بد من حتديد اجلهة القضائية املختصة للنظر يف مثل هذه الدعاوى‪.‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 64‬من قانون التأمني اجلزائري‪ ،‬األمر رقم‪ 07-95‬الصادر بتاريخ ‪ 25‬يناير ‪ ،1995‬يتعلق ابلتأمينات‪.‬‬
‫‪-2‬املادة ‪7‬من نفس القانون‪ ،‬املعدل واملتمم ابلقانون رقم ‪04-06‬املؤرخ يف ‪ 20‬فّباير ‪ 2006‬يتعلق ابلتأمينات‪.‬‬
‫‪265‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫أوال‪ :‬االختصاص النوعي لدعاوى التأمين (‪)Compétence d'attribution‬‬


‫قانون التأمني مل يضع قواعد تتعلق ابالختصاص النوعي إمنا ترك ذلك للقواعد الواردة يف قانون اإلجراءات‬
‫املدنية واإلدارية‪ ،1‬ومنه فإذا كان العقد ذو طبيعة جتارية كأن يكون التأمني على القرض‪ ،‬ومنه ختضع الدعوى للفرع‬
‫التجاري للمحاكم أو الغرف التجارية ابجملالس القضائية‪ ،‬وحتدد طبيعة العقد بناء على شكله وموضوعه وصفة‬
‫أطرافه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ثانيا‪ :‬االختصاص المحلي لدعاوى التأمين (‪)Compétence territoriale‬‬
‫ترفع دعاوى التأمني أمام احملكمة الكائنة مبقر سكن املؤمن له يف حالة نزاع يتعلق ابلتعويضات املستحقة‪،‬‬
‫والدعاوى املتعلقة ابلتأمني على العقارات فهي من اختصاص حمكمة موقع العقار‪ ،‬والدعاوى املتعلقة ابلتأمني على‬
‫املنقول فهي من اختصاص احملكمة موقع األشياء املؤمن عليها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تقادم دعوى التأمين‬

‫أخذ املشرع اجلزائري يف دعاوى التأمني مهما كان نوعها ابملدى القصري‪ ،3‬حيث حدد الدعاوى الناشئة‬
‫عن عقود التأمني البحري بـ ‪ 2‬سنة‪ ،‬والدعاوى الناشئة عن عقود التأمني الّبي بـ ‪ 3‬سنوات‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع التأمين‬

‫للتأمني عدة أنواع تتمثل يف املخاطر اليت قد تصيب املقرتضني أو الضماانت املقدمة وجتعل أموال البنك‬
‫املقرض يف خطر‪ ،‬لذا فهو يستعني بشركات التأمني لتتقاسم معه هاته املخاطر‪ ،‬حيث تؤمن على عجز أو وفاة‬
‫املدين‪ ،‬أو على إعساره أو على الكفالة أو الضمان االحتياطي‪ ،‬وعلى الدين بصفة عامة‪ ،‬وعلى التصدير‬
‫واالسترياد‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التأمين ضد مخاطر العجز والوفاة (‪)L'assurance-invalidité et mort‬‬
‫إن الشخص الطبيعي أو املعنوي قد يكون كفيال أو ضامنا احتياطيا أو مصدرا خلطاب الضمان قد يتعرض‬
‫كملتزم اجتاه البنك الدائن ملخاطر العجز والوفاة‪ ،‬ويظهر ذلك يف حال قيام الشخص الطبيعي أو املعنوي هبذا‬

‫‪-1‬املواد من‪1‬اىل‪7‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية اجلزائري‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪-2‬املواد من ‪ 8‬اىل ‪ 11‬من القانون السالف الذكر‪ ،‬واملادة ‪ 26‬من قانون التأمني السالف الذكر‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 27‬و‪ 121‬من قانون التأمني‪.‬‬
‫‪266‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫االلتزام‪ ،‬ألن هناك شركات تنحل يف حالة وفاة أو عجز أحد شركائها ذا نظرا لالعتبار الشخصي‪ 1‬وكذا يف‬
‫املؤسسة ذات الشخص الواحد وذات املسؤولية احملدودة إذا مل جيد من خيلفه‪ ،2‬وابلتايل يتعرض البنك الدائن خلطر‬
‫فقدان أمواله إذا مل يكن مؤمنا على ذلك‪ .‬حيث يطالب املؤسسة االقتصادية املدينة واملكفولة أو املضمونة فال‬
‫تستطيع الوفاء‪ ،‬مث يتوجه إىل الكفيل أو الضامن فيجده قد تويف أو أفلس وإذا كانت شركة جيدها قد احنلت أو‬
‫أفلست بسبب وفاة أو عجز أو إفالس أحد شركائها‪.‬‬
‫لذلك على البنك الدائن أن حيتاط من هذه املخاطر أبن يتوجه إىل شركات التأمني ويؤمن على هؤالء إن‬
‫كانوا قد كفلوا أو ضمنوا املؤسسة االقتصادية‪ ،‬ألنه يف حال ثبوت اخلطر يتوجه البنك للمؤمن من أجل تغطية‬
‫اخلطر املؤمن عليه‪ ،‬ومنه يكون هناك تقاسم للمخاطر هذا جيعل الدائن حيافظ على أمواله على األقل أبخف‬
‫األضرار‪.‬‬
‫أكثر من ذلك قد تكون املؤسسة االقتصادية املدينة للبنك يف حد ذاهتا تعرضت للخطر فتنحل‪ ،‬وابلتايل‬
‫يواجه البنك مشكال كبريا جراء تعرض أمواله للخطر‪ ،‬فَ ِّلم ال يؤمن على املؤسسة االقتصادية املمولة من طرفه أو‬
‫يشرتط عليها التأمني على ذلك قبل اإلقدام على عملية التمويل‪ ،‬ألنه يف حال حدوث اخلطر ما على البنك إال‬
‫اللجوء إىل شركة التأمني للتعويض عما حلقه من أضرار جراء إعسار املؤسسة املدينة للبنك‪ ،‬واإلعسار اثبت يف‬
‫هذه األخرية مبجرد عدم القدرة على الوفاء ولو بقسط واحد من أقساط الدين‪.‬‬
‫فبالنسبة للمقرتض عند اكتتابه لعقد التأمني‪ ،‬جيب أن يقدم لشركة التأمني عقد القرض وكل ما يتضمنه من‬
‫معلومات خاصة ابلبنك الدائن وهو هنا الطرف املستفيد‪ ،‬وكذا مبلغ القرض ومدته‪ ،‬ألن هذه املعلومات تفيد‬
‫شركة التأمني يف تقدير اخلطر وحتديد القسط‪ ،‬وكذا يلتزم املقرتض املؤمن له بتقدمي تقرير طيب مقدم من طرف‬
‫طبيب عام‪.‬‬

‫‪ -1‬وفاة الشريك يف شركة التضامن تؤدي إىل احنالهلا ألهنا قائمة على االعتبار الشخصي‪ ،‬ما مل يكن هناك اتفاق على خالف ذلك‪ ،‬املادة ‪ 562‬جتاري جزائري‪،‬‬
‫وتنقضي شركة التوصية البسيطة كذلك مبوت أحد الشركاء املتضامنني‪ ،‬ألهنا قائمة على االعتبار الشخصي أو يف حال عجزه‪ ،‬املادة ‪ 563‬مكرر ‪ 10‬من نفس‬
‫القانون‪ ،‬والشيء نفسه يقال عن شركة التوصية ابألسهم ما مل ينص عقد الشركة على خالف ذلك‪.‬‬
‫‪-2‬وفاة الشريك الوحيد يف امل ؤسسة ذات الشخص الواحد وذات املسؤولية احملدودة تؤدي اىل احنالل الشركة إذا مل يوجد من خيلفه‪ ،‬املادة ‪ 589‬فقرة ‪ 1‬من نفس‬
‫القانون‪.‬‬
‫‪267‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫وهنا جيب على املؤسسة االقتصادية أو البنك احرتام التزاماته التعاقدية‪ ،‬ألن عدم فعل ذلك ينتج عنه فسخ‬
‫عقد التأمني من قبل شركة التأمني‪ ،‬ومنه يفقد البنك أحد ى آليات الضمان اهلامة وهي التأمني‪ ،‬أما ابلنسبة‬
‫لشركة التأمني فهي تلتزم أبن تدفع للبنك مبلغا ماليا يساوي املبلغ املتبقي من الدين عند حدوث اخلطر‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تأمين االئتمان (‪)L'assurance-crédit‬‬
‫لقد شهدت فكرة أتمني القرض جناحا ابهرا وبصور عديدة‪ ،‬وذلك بغض النظر عن طالب التأمني سواء‬
‫أكان البنك الدائن املستفيد أو املؤسسة االقتصادية املدينة املؤمنة‪ ،‬وهذا لتعويض املستفيد ضد املخاطر احملتملة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف تأمين االئتمان‬

‫هو نظام يسمح للدائنني مقابل دفع للقسط من حتصيل ديوهنم يف حالة إعسار املدينني سابقا‪ ،‬أو يف حالة‬
‫عدم القدرة على الدفع‪ ،2‬وهناك من اعتّب أتمني االئتمان هو أتمني على شيء ذو طابع تعويضي‪.3‬‬
‫كما أن أتمني االئتمان عبارة عن عقد الذي بواسطته يتحصل الدائن من املؤمن يف مقابل دفعه ألقساط‬
‫على ضمان أخطار القرض‪ ،‬مبعىن ضد عدم الدفع عند االستحقاق‪.4‬‬
‫فالتأمني على القرض سواء من طرف املؤسسة االقتصادية املدينة‪ ،‬أو من طرف البنك الدائن ميثل ضماان‬
‫هلذا األخري من خطر عدم تسديد املؤسسة املدينة أو إعسارها‪ ،‬ألن حبدوث هذا اخلطر حيرك التزام شركة التأمني‪،‬‬
‫فاهلدف هو وفاء الدين من طرف هذه األخرية لعجز املؤسسة املؤمنة على الوفاء‪.‬‬
‫لذا فهنا وجه تشابه بني الكفالة والتأمني إال أن هذا األخري أكثر صالبة وفعالية ألن فيه تعاون بني‬
‫األطراف من خالل تقسيم املخاطر‪ ،‬ويظهر هذا التشابه أكثر إذا كان عقد التأمني مّبم بني املؤسسة املدينة وشركة‬
‫التأمني‪ ،‬كأن هذه األخرية الكفيل واملؤسسة هي املكفولة‪ ،‬ألنه أحياان يكون عقد التأمني مّبم بني البنك الدائن‬
‫كمستفيد وشركة التأمني‪.‬‬

‫‪-1‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.94-93 .‬‬


‫‪-2‬معمر سعدوين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.96 .‬‬
‫‪3-Jean Bastin, L'assurance-crédit ,2éme édition, paris, L. G. d. J, 1993, p. 68 : "L'assurance-crédit, est‬‬
‫" ‪une assurance de chose à caractère indemnitaire.‬‬
‫‪4-Christian Larroumet, Les pools bancaires, La tribune de l'assurance 2000, P608 : "L'assurance crédit‬‬
‫‪est le contrat par lequel un créancier se procure auprès d'un assureur moyennant versement de‬‬
‫" ‪primes, une garantie contre les risques du crédit, c'est-à-dire, contre le non-paiement à l'échéance.‬‬
‫‪268‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫ومهما يكن الطرف املوقع على عقد التأمني فإنه يبقى هو التأمني على القرض من خطر إعسار أو عدم‬
‫قدرة املؤسسة املدينة على التسديد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬صور تأمين االئتمان‬


‫لتأمني االئتمان أو أتمني القرض عدة صور ميكن إيضاحها على النحو التايل‪:‬‬

‫أ‪-‬التأمين ضد إعسار المدين (‪)Assurance-insolvabilité‬‬

‫اإلعسار هو حالة شخص أو شركة يف استحالتها أداء ديوهنا بسبب فائض اخلصوم(‪ )Passif‬على‬
‫األصول (‪ ،)Actif‬وتطبيقا ملبدأ التأمني فإن كل ديون املؤسسة اليت اكتتبت أتمينا للقرض تكون معينة بفضل‬
‫هذه التقنية‪ ،‬ولكن على الرغم من ذلك توجد بعض الديون اليت تقصى صراحة من التأمني كون خطر أن خطر‬
‫عدم التسديد أو إعسار املؤسسة املدينة أكثر إمكانية للتحقق‪ ،‬هذا إىل جانب وضع سقف حمدد ملبلغ التعهد من‬
‫طرف شركة التأمني‪ ،‬وهذا يرجع لعدة اعتبارات كطبيعة العقد‪ ،‬ووضعية املؤسسة املمولة‪ ،‬وتبعا لنوع النشاط واحلالة‬
‫االقتصادية السائدة وقت إصدار وثيقة التأمني‪ ،‬وأن مقدار قسط التأمني خيتلف تبعا لذلك‪ ،1‬هذا االختيار‬
‫للمخاطر يبدو شيئا منطقيا ابلنسبة لشركة التأمني‪ ،‬وتتمثل أمهيته أثناء املفاوضات اليت تتم حني إبرام العقد بني‬
‫املستفيد من التأمني وشركة التأمني‪ ،‬كما ميكن أن يشمل أتمني القرض تغطية خطر عدم التسديد املرتبط بظروف‬
‫القوة القاهرة وعدم املناعة ألسباب طبيعية كالكوارث وبسبب ظروف سياسية كحالة احلرب واحلصار‪.‬‬
‫لكن تغطية خطر عدم التسديد من طرف شركة التأمني ال يتم إال إذا ثبت عن طريق حكم قضائي عجز‬
‫املؤسسة املدينة على الوفاء ابلتزاماهتا‪ ،2‬أو بعد مدة معينة من حلول األجل وعدم قيام املؤسسة املدينة ابلدفع‪،‬‬

‫‪-1‬إبراهيم خمتار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.43 .‬‬


‫‪ -2‬قرار احملكمة العليا‪ ،‬الصادر يف‪ ، 2009-10-8‬قضية بنك الّبكة اجلزائري ضد شركة الّبكة واألمان للتأمني وإعادة التأمني (ر‪-‬ن)‪ ،‬اجمللة القضائية ‪،2009‬‬
‫العدد ‪ ،2‬ص‪" :200‬رغم تصرحيهم بضرورة تنفيذ املدين اللتزاماته استنادا للعقد شريعة املتعاقدين‪ ،‬لكنهم جتاهلوا عالقة الدائن وهو الطاعن ابلضامن وهو شركة‬
‫التأمني‪ ،‬ومل يراعوا اتفاقية التأمني لضمان القرض‪ ،‬اليت تنص يف الفقرة األوىل من املادة ‪ 2‬على "أن الضمان املمنوح للمؤمن له وهو الطاعن يتمثل يف تغطية تبعية‬
‫إعسار عمالء هذه األخرية "‪ ،‬ومعىن ذلك تسديد القرض يف حالة إعسار املدين‪.‬‬
‫كما تنص الفقرة ‪ 2‬من نفس املادة على أن "إعسار املدين مفرتض يف حالة عدم قيامه بتسديد ولو قسط واحد من أقساط التمويل"‪ .‬كان على القضاة أال خيرجوا‬
‫شركة التأمني من اخلصام‪ ،‬ويناقشوا هذه املسألة القانونية‪ ،‬وبذلك أخطأوا يف تطبيق القانون سيما املادتني ‪660‬و‪ 661‬من القانون املدين‪ ،‬مما يعرض قرارهم‬
‫للنقض واإلبطال‪.‬‬
‫‪269‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫فيتلقى ِّ‬
‫املؤمن من البنك تصريح بعدم الدفع خالل مدة من وقوعه‪ ،1‬وذلك حىت يتمكن املؤمن من الشروع يف‬
‫إجراءات التحصيل‪ ،‬فتقوم بتعويض اخلسائر شهر بعد ثبوت حالة اإلعسار‪.‬‬
‫لكن تغطية شركة التأمني للخسائر النامجة عن خطر عدم التسديد ال تتم إال إذا كان قرار التمويل مبنيا‬
‫املمول‪.2‬‬
‫على حتليل دقيق‪ ،‬ودراسة جدوى املشروع َّ‬
‫ألن الطرف الضامن وامل َؤِّمن ال يتحمالن خطأ وتقصري البنك املمول‪ ،‬وابلتايل إمكانية التحلل من‬
‫ُ‬
‫التزاماهتما جتاه البنك الدائن‪.‬‬
‫لكن قيمة التعويض ليست إال إصالح نسيب ابملقارنة مع الدين غري املسدد‪ ،‬ألن شركة التأمني عادة ما‬
‫تنص على نسبة معينة تضمنها ويبقى اجلزء اآلخر على عاتق البنك‪ ،3‬وابلتايل يكون هناك تقاسم للمخاطر بني‬
‫شركة التأمني والبنك‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ب‪ -‬تأمين الكفالة (‪)Assurance-cautionnement‬‬
‫شركات التأمني قد تقوم أحياان إبصدار واثئق تضمن مبوجبها دفع الكفاالت املخصومة لدى البنك أو‬
‫املقدمة له كضمان لقرض‪ ،5‬فهذا يعتّب نوع من التأمني يكتتب من طرف املدين ويقدم كضمان للدائن وهذا‬
‫حلماية الدائن من املخاطر املرتبطة هبذا العقد من العجز أو الوفاة وحىت إمكانية إفالس الكفيل‪.‬‬
‫قد يشتبه أتمني الضمان مع آلية قريبة منه وهي الكفالة‪ ،‬فعدم وفاء املدين ابلدين حيرك التزام كل من‬
‫الكفيل واملؤمن‪ ،‬ولكن هناك فروقا أمها‪ ،‬أن الكفيل يتدخل ملساعدة املدين وتقوية ائتمانه‪ ،‬فيجعله يستفيد من‬
‫التمويل‪ ،‬بينما أتمني الضمان‪ ،‬املؤمن يهدف ملساعدة البنك الدائن‪ ،‬ألن يف ذلك أتمني له ضد خماطر ختلف‬
‫املدين عن تسديد الدين‪ .‬كما أن الكفالة هي عقد ملزم جلانب واحد وهو الكفيل‪ ،‬وهو عقد تبعي‪ ،‬بينما أتمني‬

‫‪ -1‬معمر سعدوين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.98 .‬‬


‫‪ -2‬اثمر خالدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.91-89 .‬‬
‫‪ -3‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.100 .‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 04-06‬الصادر يف ‪ 20‬فيفري ‪ ،2006‬املتضمن قانون التأمينات‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،15‬املؤرخ يف ‪ 12‬مارس ‪ ،2006‬املعدل‬
‫واملتمم لألمر رقم ‪ 07-95‬املتعلق ابلتأمينات‪ .‬تنص‪" :‬أتمني الكفالة هو عقد يضمن من خالله املؤمن‪ ،‬مقابل قسط أتمني‪ ،‬للمؤسسة املالية أو املصرفية‪،‬‬
‫تعويض مستحقاهتا بشأن عملية جتارية أو مالية يف حالة إعسار املدين‪." .‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 59‬مكرر من القانون رقم ‪": 04-06‬أتمني الكفالة هو عقد يضمن من خالله املؤمن‪ ،‬مقابل قسط أتمني‪ ،‬للمؤسسة املالية أو املصرفية‪ ،‬تعويض‬
‫مستحقاهتا بشأن عملية جتارية أو مالية يف حالة إعسار املدين‪" .‬‬
‫‪270‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫االئتمان‪ ،‬فهو عقد ملزم جلانبني‪ ،‬ويقوم استقالال‪ ،‬ألن التزام املؤمن مستقل عن التزام املدين الذي يعطي الضمان‬
‫ضد إعساره‪.1‬‬
‫ج‪ -‬تأمين الضمان االحتياطي (‪)Assurance-aval‬‬
‫هو ضمان تلتزم مبقتضاه شركة التأمني جتاه البنك الدائن احلامل للورقة التجارية بضمان دفع املدين قيمة‬
‫الورقة التجارية عند حلول األجل وذلك مقابل دفع الدائن للقسط‪ ،‬ألنه أحياان ولكن اندرا ما تقوم شركات‬
‫التأمني هبذه العملية‪ ،‬ذلك أبن تصدر واثئق تضمن مبوجبها دفع سندات مقدمة لبنك كضمان لقرض‪.2‬‬
‫إن آلية (أتمني الضمان االحتياطي) قد تتداخل مع (الضمان االحتياطي) املعمول به يف جمال األوراق‬
‫التجارية‪ ،‬حيث أن األوىل أوسع من الثانية‪ ،‬حبيث تغطي الديون املمثلة يف أوراق جتارية وكذلك الديون العادية غري‬
‫املضمونة هبا‪.‬‬
‫فتأمني الضمان االحتياطي هو عقد يتم بني البنك الدائن يدعى مؤمن له من جهة وشركة التأمني املؤمن‬
‫من جهة اثنية‪ ،‬حيث يتعهد هذا األخري أبن يدفع ديون األول عند عدم وفائها من قبل املدين يف اتريخ‬
‫استحقاقها مقابل قسط يتقاضاه‪ .‬وميكن أن تتخذ هذه العملية شكلني‪:‬‬

‫‪ -‬التأمني املقدم لسفتجة جتارية‪ ،‬حيث يطلب صاحبها من املؤمن ضمان الوفاء هبا يف اتريخ استحقاقها إذا مل‬
‫يقم املسحوب عليه بذلك‪.‬‬

‫‪ -‬أتمني الديون غري املمثلة يف أوراق جتارية (ديون عادية)‪ ،‬حيث يلتزم املؤمن اجتاه الدائن مقابل أقساط‬
‫ابلدفع له إذا مل يقم املدين بذلك يف اتريخ االستحقاق‪ ،‬ويعرف هذا الشكل بـ(أتمني الدفع)‬
‫(‪.)Assurance de paiement‬‬
‫د‪ -‬التأمين على القرض االستثماري‪)L'assurance sur le crédit d'investissement( 3‬‬
‫لقد مت تطبيق ميكانيزم صندوق ضمان القروض االستثمارية أول مرة يف الوالايت املتحدة سنة ‪1934‬‬
‫بعدها أملانيا مث الياابن عام ‪ 1937‬مث انتقل بسرعة إىل معظم دول العامل‪ ،‬واجلزائر مت فيها إنشاء صندوق ضمان‬

‫‪ -1‬راجع اتفاقية التأمني‪ ،‬خصوصا الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ ،2‬املشار إليها يف القرار املذكور أعاله‪.‬‬
‫‪-2‬إبراهيم خمتار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.43 .‬‬
‫‪-3‬ليلى لوالشي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.96 .‬‬
‫‪271‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫القروض للمؤسسات الصغرية واملتوسطة مبوجب املرسوم رقم ‪ 373-02‬الصادر يف ‪11‬نوفمّب‪ ،2002‬ويعتّب‬
‫صندوق ضمان القروض مؤسسة عمومية ذات طابع إداري يتمتع ابلشخصية املعنوية واالستقالل املايل‪ ،‬يديره‬
‫مدير عام ويسريه جملس إدارة يتكون من ممثلي بعض الوزارات‪ ،‬وخمصصاته تتكون من مسامهات الدولة‪ ،‬ويقدم‬
‫الصندوق املساعدات للمؤسسات اليت استوفت معايري األهلية للقروض البنكية‪ ،‬لكنها ال متلك ضماانت أو متلك‬
‫ضماانت غري كافية‪.‬‬
‫ميكن أن تصل نسبة ضمان القرض إىل ‪%70‬ويتم حتديدها من طرف جملس إدارة الصندوق‪ ،‬ويقدم الدعم‬
‫للمؤسسات املنخرطة فيه واليت تدفع عالوة سنوية أقصاها ‪%2‬من مبلغ القرض خالل كل فرتة اقرتاض‪.‬‬
‫أما عن عمل الصندوق فيكون عندما تقدم املؤسسة الصغرية أو املتوسطة طلبا للبنك من أجل القرض‪،‬‬
‫فتطلب املؤسسة من الصندوق ضمان القرض البنكي‪ ،‬فيقدم الصندوق شهادة ضمان القرض لفائدة املؤسسة‪،‬‬
‫فتدفع هذه األخرية عالوة سنوية خالل مدة القرض‪ .‬فهنا جند تشابه كبري بني ما يقوم به الصندوق وما تقوم به‬
‫شركات التأمني من حيث دفع القسط من طرف املؤسسة املدينة إىل إمكانية تغطية اخلطر من طرف شركة التأمني‬
‫يف حال عدم قدرة املؤسسة املقرتضة على السداد‪ ،‬فكذلك ويف نفس احلالة يقوم الصندوق بتعويض البنك حسب‬
‫نسبة الضمان املتفق عليها‪ ،‬ليصبح الصندوق بعد التسديد دائنا للمؤسسة‪ ،‬وانطالقا من ذلك يشرع الصندوق يف‬
‫استعادة القرض من املؤسسة‪ ،1‬فهنا تشابه بني الصندوق والكفيل والضامن االحتياطي يف حلوهلم حمل البنك‬
‫الدائن بعد تسديد الدين هلذا األخري عند عدم مقدرة املؤسسة املقرتضة على التسديد‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫د‪ -‬التأمين على ائتمان التصدير (‪)L'assurance sur le crédit d'exportation‬‬
‫يستهدف هذا النوع من التأمني تغطية املخاطر اليت ميتد نطاقها خارج حدود الدولة اليت تصدر فيها الوثيقة واليت‬
‫ترتبط ابلبضائع املصدرة أو ابألعمال املنفذة يف دولة أخرى‪.‬‬

‫‪-1‬سبق هذا املرسوم مرسوم تنفيذي رقم ‪44-99‬مؤرخ يف‪13‬فّباير‪ 1999‬يتضمن إنشاء صندوق ضمان األخطار النامجة عن القروض املصغرة‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪،‬‬
‫العدد‪08‬الصادرة يف‪14‬فّباير‪":1999‬يضمن صندوق القروض املصغرة اليت متنحها البنوك للمقرتضني املنخرطني يف الصندوق‪ ،‬ويف حدود‪%80‬من مبالغ الديون‬
‫املستحقة من األصول‪ ،‬وحيل الصندوق يف إطار ت نفيذ الضمان وبعد تعويض البنوك‪ .‬حمل مؤسسات القرض يف حقوقها ويف حدود تغطية اخلطر‪ ،‬أما عن موارد‬
‫الصندوق املالية فهي تتمثل يف االشرتاكات املدفوعة من املستفيدين من القروض املصغرة والبنوك ِّ‬
‫املمولة‪ ،‬وهذه االشرتاكات حيددها جملس إدارة الصندوق‪. . .‬‬
‫"‪ ،‬املوادمن‪3‬اىل‪11‬من هذا املرسوم التنفيذي‪.‬‬
‫‪-2‬املواد من ‪5‬إىل ‪ 8‬من األمر رقم ‪ 06-96‬الصادر يف ‪10‬جانفي ‪ ،1996‬املتعلق بتأمني القرض عند التصدير‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،3‬املؤرخ يف ‪ 14‬جانفي‬
‫‪.1996‬‬
‫‪272‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫ونظرا ألن البنوك تقوم بتمويل الصادرات فإهنا ترحب بوجود وثيقة تؤمن املصدر ضد املخاطر النامجة عن‬
‫عدم الدفع الناشئ عن إعسار املستورد أو إخضاعه لقيود حكومية أو قيام حرب بني الدولة املصدرة والدولة‬
‫املستوردة‪.‬‬
‫وتقوم احلكومات يف كثري من الدول إبنشاء هيئات حكومية أو شبه حكومية متخصصة يف هذا النوع من‬
‫التأمني كإجراء يدعم تنمية صادراهتا‪ ،‬فتقوم هذه اهليئات إبصدار واثئق أتمني‪ 1‬تغطي خطر إفالس املستورد أو‬
‫عدم السداد أو أتجيل السداد نتيجة نشوب حروب أو وجود دولة املستورد يف حالة حصار اقتصادي‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تأمين االئتمان بين المبادئ وتحقيق الضمان‬

‫إن إرادة املشرع تتجلى يف تغطية خمتلف األخطار اليت تقف عقبة يف وجه املتعاملني االقتصاديني عامة‬
‫والبنوك املقرضة خاصة‪ .‬فهنا أتمني االئتمان يرتكز على مبادئ من خالهلا يتحقق التأمني‪ ،‬وهبا يتحقق الضمان‬
‫لصاحل البنك من جهة أخرى‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مبادئ تأمين االئتمان‬

‫تتمثل هذه املبادئ يف الشيء املضمون‪ ،‬وطبيعة اخلطر املضمون‪ ،‬واملصلحة يف التأمني‪ ،‬والتحكم يف اخلطر‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الشيء المضمون‬

‫ويتعلق األمر هنا ابلقروض املمنوحة من طرف املصارف واملؤسسات املالية مبوجب عمليات جتارية أو مالية‬
‫للخاضعني للقانون اخلاص جتارا أو مؤسسات‪.‬‬
‫فالتأمني على القرض هو التأمني على مبلغ الدين‪ 2‬املستحق للبنك أو املؤسسة املالية يف ذمة املدين‪،‬‬
‫وابلتايل فهو أتمني عن األضرار وليس على األشخاص‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬طبيعة الخطر المضمون‬

‫قد يعرتض القرض عدة أخطار تؤثر على ماحنه قد تتعلق بشخص املدين كعدم وفائه اللتزاماته يف اتريخ‬
‫االستحقاق وهذا ألسباب عرضية‪ ،‬وأحياان أخرى نظرا إلعساره حىت قبل ذلك التاريخ‪ ،‬وأخرى أجنبية عنه‬

‫‪-1‬إبراهيم خمتار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.43 .‬‬


‫‪ -2‬مبلغ الدين املستحق للبنك يتمثل يف األصل املقرتض زائد الفوائد املستحقة إىل غاية حدوث الكارثة‪ ،‬مع الرسوم واملصاريف املعمول هبا يف اجملال البنكي‪.‬‬
‫‪273‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫كاألخطار السياسية وحىت الطبيعية‪ ،‬وكذا خطر التحويل‪.1‬‬


‫فاألخطار املرتبطة بشخص املدين هي األخطار التجارية‪ ،2‬ويتحقق هذا اخلطر عندما ال يفي املدين‬
‫بدينه‪.3‬‬
‫ومادامت العالقات التجارية متتاز ابلثقة واالئتمان والسرعة فعجز املدين يؤدي غالبا إىل زعزعة املركز املايل‬
‫للدائن‪ ،‬لذا فاستيفاء الدين يف اتريخ االستحقاق ذو أمهية‪ ،‬مما جعل املشرع يتدخل يف عدة أنظمة قانونية حلماية‬
‫مركز الدائن‪.‬‬
‫ونظرا لإلجراءات الطويلة اليت متيز نظام شهر إفالس املدين وتصفية أمواله‪ ،‬هذه األخرية متثل آلية حلماية‬
‫الدائن‪ ،‬فقد أدخل املؤمنون مفهوما جديدا لإلعسار مسوه ابإلعسار املفرتض (‪)Insolvabilité présumée‬‬
‫والذي يسمح بعد مدة من عدم حتصيل الدين افرتاض عدم حتصيله هنائيا‪ ،‬ومن مثة تعويض املؤمن له (البنك‬
‫املمول)‪.‬‬
‫ولكي يكون البنك املمول حذرا عند قيامه هباته العملية فإنه عادة ما يدرج يف عقد أتمني االئتمان ضمن‬
‫بنوده شرط عدم التغطية اإلجباري‪ ،4‬ولذا يتحمل البنك جزء من اخلسارة اليت قد تصيبه جراء خطر عدم‬
‫التسديد‪ ،‬ومنه فإن تشخيص احلالة املالية للمؤسسة طالبة التمويل ذو أمهية كّبى قبل اإلقدام على متويلها‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ثالثا‪ :‬المصلحة في التأمين على القرض‬

‫إن السبب أو الدافع للتعاقد هو املصلحة االقتصادية‪ ،‬أي تلك املتمثلة يف قيمة مالية‪ ،‬مع إجازة التأمني‬
‫على الربح املنتظر‪ ،‬حيث البنك يؤمن على أصل الدين والفوائد واملصاريف‪ ،‬ولكن بشرط أن تكون املصلحة‬
‫مشروعة‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 29‬من األمر رقم ‪ 04-95‬السالف الذكر‪ ،‬املعدل واملتمم‪ ،‬املتعلق ابلتأمينات‪ .‬واملواد ‪6‬و‪7‬و‪ 8‬من القانون رقم ‪06-96‬السالف الذكر‪ ،‬املتعلق بتأمني‬
‫القرض عند التصدير‪.‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 12‬من األمر رقم‪ 06-96‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 5‬من األمر رقم ‪":06-96‬يتحقق اخلطر الت جاري عندما ال يفي املدين بدينه‪ ،‬شخصا طبيعيا كان أو معنواي‪ ،‬ويس إدارة عمومية وال شركة مكلفة خبدمة‬
‫عمومية‪ ،‬وكان عدم الوفاء هذا‪ ،‬غري انتج عن عدم تنفيذ املؤمن له بنود العقد وشروطه‪ ،‬وإمنا انجتا عن تقصري املدين أو عدم قدرته على الوفاء‪." .‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 04-06‬السالف الذكر‪ ،‬املتضمن قانون التأمينات‪ ،‬املعدلة واملتممة للمادة ‪30‬من األمر رقم ‪.07-95‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 621‬من القانون املدين‪ ،‬واملادة ‪ 29‬من األمر رقم ‪ 07-95‬املتعلق ابلتأمينات‪.‬‬
‫‪274‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫رابعا‪ :‬التحكم في الخطر‬

‫لكي تتحكم شركة التأمني يف اخلطر املؤمن عليه تشرتط لضمانه منح االعتماد لزابئن املؤمن له البنك‪،‬‬
‫وذلك بتقسيمهم إىل فئتني‪:‬‬

‫‪ -‬الزابئن الذين عليهم ديون معتّبة مستحقة للمؤمن له البنك‪ ،‬حيث مياس املؤمن رقابة مستمرة على هؤالء‪،‬‬
‫وله أن حيدد مبلغ الضمان اخلاص بكل زبون‪ ،‬كما له أن يلغي الضمان أو ينقصه‪.‬‬

‫‪ -‬القرض املمنوح هلاته الفئة كبريا‪ ،‬هنا يزداد اخلطر على املؤمن له البنك‪ ،‬ولذا فإن هذا األخري جمّب على‬
‫ممارسة الرقابة واالحتياط من خطر االئتمان‪ ،‬مع إمكانية مشاركة املؤمن يف ذلك‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تحقيق الضمان لصالح البنك‬

‫ويشمل ذلك الوسائل القانونية لتحقيق الضمان‪ ،‬واإلجراءات القانونية لتحصيله‪.‬‬


‫أوال‪ :‬الوسائل القانونية لتحقيق الضمان‬

‫البنوك واملؤسسات املالية هلا حق امتياز عام على مجيع أموال املدين‪ ،‬حيث "تستفيد املؤسسات املذكورة‬
‫من امتياز على مجيع األمالك والديون واألرصدة املسجلة يف احلساب ضماان لدفع كل مبلغ يرتتب كأصل دين أو‬
‫فوائد أو مصاريف كل الديون املستحقة لبنوك واملؤسسات املالية أو املخصصة هلا كضمانة‪.1".‬‬
‫فعند وقوع احلادث حيصل الدائنون املمتازون أو املرهتنون تبعا لرتبتهم وطبقا للتشريع على التعويضات‬
‫املستحقة‪.2‬‬
‫فالبنك كدائن ممتاز أو مرهتن حيل حمل املؤمن له املؤسسة املدين يف التعويض ولكن بشروط‪:‬‬

‫‪ -‬البد أن يكون هناك مثة أتمني على األشياء‪ ،‬وهو ما حيدث فعال عندما تؤمن املؤسسة املدين على القرض‬
‫يف أتمني الكفالة لصاحل البنك الدائن‪ ،‬أو من خالل التأمني على الضماانت الشخصية والعينية املمنوحة‬
‫للبنك املمول‪ ،‬وكذلك من خالل التأمني على البضائع والسلع واملعدات واحملالت التجارية املرهونة لصاحل‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 121‬من األمر رقم ‪ 11-03‬السالف الذكر‪ ،‬املتعلق ابلنقد والقرض‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 36‬من األمر رقم ‪ 07-95‬املتعلق ابلتأمينات‪.‬‬
‫‪275‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫البنك‪ ،‬وهذا كله منصوص عليه يف إحدى بنود عقد االعتماد الذي يتم إعداده والتوقيع عليه من طرف‬
‫املؤسسة االقتصادية والبنك املمول هلا‪.1‬‬
‫كما يظهر ذلك من خالل أتمني الشاب املستثمر على مجيع األخطار من أجل ضمان املؤسسة املصغرة‪،‬‬
‫ويف إطار الوكالة لدعم وتشغيل الشباب حيل البنك حمل الشاب املؤمن له يف الدرجة األوىل يف التعويض‪ ،‬مث أتيت‬
‫الوكالة يف الدرجة الثانية‪.‬‬

‫‪ -‬أن يكون الشيء حمل التأمني مثقال حبق عيين تبعي‪.‬‬

‫‪ -‬هالك الشيء املؤمن عليه‪ ،‬هنا عدم الوفاء ابلدين يف أجل االستحقاق أو هالك الشيء املؤمن عليه من‬
‫عتاد أو حمل جتاري أو بضائع أو عقار أو حىت أوراق جتارية‪.‬‬
‫فعند حتقق الكارثة نكون أمام شيئني‪ ،‬األول رجوع البنك ابلدعوى املباشرة على املؤمن مبقتضى حلوله حمل‬
‫املدين عند التعويض‪ ،‬يف حالة النزاع‪ .‬الثاين أن املؤمن له هنا املؤسسة املدين حتول حقها يف التعويض لصاحل البنك‬
‫الدائن‪ ،2‬فهذا امتياز منحه املشرع بصفة خاصة للبنوك واملؤسسات املالية عند متويلها لعمليات التصدير‪.‬‬
‫وللمؤمن أن يرفض دفع التعويض إذا كانت له دفوع ميكن أن حيتج من خالهلا على البنك املقرض‪ ،‬وهذا ما‬
‫يشكل خطرا آخر على هذا األخري‪ ،‬وهي إحدى سلبيات آلية التأمني‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات القانونية لتحصيل الضمان‬

‫هنا نفرق بني اإلجراءات املتبعة يف حالة اإلعسار املفرتض‪ ،‬واإلجراءات عند حالة اإلعسار املثبت‪.4‬‬
‫‪ -1‬يف حالة اإلعسار املفرتض يقوم املؤمن له(البنك)ابلتصريح للمؤمن ابلتهديد ابلكارثة وهذا لعدم دفع املدين‬
‫له االستحقاق‪ ،‬ويكون ذلك عن طريق رسالة مضمونة الوصول مع إشعار ابالستالم مرفقة جبميع الواثئق‬
‫الالزمة لذلك يف خالل مدة ال تتجاوز ‪ 30‬يوما من اتريخ االستحقاق غري املدفوع‪ .‬وميكن للبنك ممارسة‬

‫‪ -1‬الحظ ذلك يف املالحق‪ ،‬فتح اعتماد مع رهن حمل جتاري‪ ،‬فتح اعتماد مع رهن معدات خاصة ابلتجهيز‪ . . .‬يف هناية حبثنا هذا‪.‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 10‬من األمر رقم ‪ 06-96‬املتعلق بتأمني القرض عند التصدير‪ ":‬ميكن ملؤمن له حتويل احلقوق الناجتة من الضمان لصاحل الغري‪ ،‬برتخيص من املؤمن‬
‫ويكون هذا الرتخيص حقا خموال عندما تكون األطراف املستفيدة من حتويل هذا الضمان بنكا أو هيئة مالية قامت بتمويل القرض عند التصدير‪." .‬‬
‫‪ -3‬قانون التأمينات‪ ،‬واألمر املتعلق ابلتأمني على القرض عند التصدير‪ .‬وعادة ما يتم النص على هاته اإلجراءات والشروط يف عقد التأمني الذي تعده شركات‬
‫التأمني املتخصصة‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلعسار املفرتض هو ختلف املدين عن الدفع عند انقضاء مهلة عدم الوفاء‪ ،‬أما اإلعسار املثبت فهو عجز املدين عن الوفاء وهذا راجع لوجود إفالس أو تسوية‬
‫قضائية‪.‬‬
‫‪276‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫ضغوطات حقيقية على املؤسسة املدين‪ ،‬واستعمال الوسائل الرضائية للحصول على مبلغ التمويل‪ ،‬وذلك‬
‫إبرسال إخطار له ابلدفع يف اليوم ‪ 30‬من االستحقاق غري املدفوع‪ .‬وإذا كانت مل أتيت هاته اإلجراءات‬
‫ابلنتيجة املتوخاة خالل ما جمموعه ‪ 60‬يوما‪ ،‬يتم إرسال امللف كامال مرفوقا ابلتصريح املتعلق ابلتهديد‬
‫ابلكارثة‪.‬‬
‫‪ -2‬يف حالة اإلعسار املثبت يستغين املؤمن له (البنك) عن القيام إبجراء ما قبل املنازعة‪ ،‬حيث إذا مل يتحقق‬
‫الدفع يف اتريخ االستحقاق للبنك مدة أقصاها ‪ 30‬يوما من هذا التاريخ لتصريح بذلك لدى املؤمن‬
‫للحصول على مبلغ التعويض‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تقييم فعالية تأمين االئتمان‬

‫التأمني يف هذا اجملال يكتسي أمهية ابلغة‪ ،‬ذلك أنه مفيد للدائن واملدين على حد سواء‪ ،‬فهو يؤمن للدائن‬
‫الطمأنينة والضمان‪ ،‬ويوفر للمدين الثقة واالئتمان‪ ،‬وميكنه من احلصول على ما هو يف حاجة إليه من أموال‪ .‬وهو‬
‫يشجع االئتمان ويدعمه‪ ،‬ويساهم يف حتقيق وإمناء املشاريع االقتصادية اليت حتصل عليها املؤسسة‪ ،‬ويهدف أتمني‬
‫االئتمان إىل تغطية األخطار التجارية‪ ،‬سواء تعلق األمر بتأمني القرض الداخلي أو بتأمني القرض عند التصدير‪.‬‬
‫كما أن التأمني جيعل أموال البنك يف مأمن ألن شركة التأمني تتقاسم املخاطر مع البنك الدائن وجتعل‬
‫اخلسائر أقل كما لو حتملها هذا األخري لوحده‪ ،‬أضف إىل ذلك فشركة التأمني تعمل على تغطية املخاطر مهما‬
‫كان نوعها من خطر عدم السداد أو اإلعسار أو املخاطر احمليطة ابلكفالة أو الضمان االحتياطي‪ ،‬أو حىت‬
‫املخاطر الداخلية واخلارجية املرتبطة ابالستثمار‪ ،‬ولكن شريطة أن تكون هاته املخاطر احتمالية الوقوع‪ ،‬وال يد‬
‫لألطراف يف حدوثها‪ ،‬مع أتين ودراسة مالية قبلية عن املؤسسة االقتصادية املمولة‪ .‬هنا يكون استيفاء البنك ملبلغ‬
‫التعويض مضموان عند حدوث الكارثة‪ ،‬لكن مع إتباع اإلجراءات املقررة لذلك‪.‬‬
‫وعلى العكس ما هي عليه التأمينات العينية من إجراءات طويلة ومعقدة‪ ،‬تتمثل يف احلجز العقاري والبيع‬
‫ابملزاد العلين‪ ،‬فإن التأمني يتميز ابلتسوية السريعة بفضل الدعوى املباشرة يف مواجهة شركة التأمني‪ ،‬فهي من حيث‬
‫املبدأ موسرة‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫ولكن يعاب على هذا النوع من الضمان أنه أكثر كلفة‪ ،‬بل أن هناك من يعتّب أن هذا الضمان يعتّب شكل‬
‫خاص من الكفالة‪ ،‬وابلتايل فإن خماطر إعسار شركة التأمني الكفيل يظل قائما‪ ،‬فقد تتعرض هذه األخرية‬
‫لإلفالس‪ ،‬فهنا تكون وضعية البنك صعبة‪ ،‬والدليل على صحة هذا الرأي أن شركات التأمني غالبا ما تقوم بفرض‬
‫إعادة التأمني على عميلها‪ ،‬وذلك خشية الوقوع يف حالة إعسار أو إفالس مما يّبز عجز هذا الضمان‪ ،‬هذا من‬
‫جهة‪ ،‬ومن جهة اثنية نالحظ عدم اقتناع الزابئن ونقص الثقة اليت يضعوهنا يف شركات التأمني‪ ،‬وهذا نظرا‬
‫العتيادهم على الضماانت التقليدية‪ ،‬واليت يرون فيها قلة التكاليف مقارنة مع األقساط اليت تدفع هلاته الشركات‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬فإن شركات التأمني تطيل يف اإلجراءات املتعلقة بتسيري حقوق املؤمن هلم عند حتقق‬
‫الكارثة‪.‬‬
‫كما توجد بعض املخاطر ترفض شركات التأمني تغطيتها‪ ،‬وخاصة إذا كانت حمققة احلدوث‪ ،‬كذلك قد‬
‫تضع هذه األخرية سقف التزاماهتا‪ ،‬حيث ال تغطي اخلطر إال بنسبة ترتاوح بني ‪ 50‬و‪ 70‬ابملائة من اخلسارة‪،‬‬
‫فهي تتقاسم اخلسارة مع البنك املمول‪.‬‬
‫أضف إىل ذلك قد ترفض شركة التأمني تغطية اخلطر كلية إذا وجدت أن هناك إمهاال من البنك املؤمن له‪،‬‬
‫وذلك عندما مل يقم بدراسة دقيقة وشاملة عن وضعية املؤسسة املمولة‪ ،‬أو عن الكفيل‪ ،‬أو الضامن االحتياطي‪ ،‬أو‬
‫مل يطلب أتمينات‪ .‬حيث أن للمؤمن إمكانية رفض دفع التعويض إذا كانت له دفوع ميكن أن حيتج هبا على املؤمن‬
‫له املقرتض‪.‬‬
‫منصوصا عليه يف التشريع السابق مبا هو موجود يف التشريع احلايل يف جمال التأمينات‪ ،‬جند‬
‫ً‬ ‫وإذا قاران ما كان‬
‫أنه سابقا إذا اشهرت هذه احلقوق العينية التبعية فهذا كاف لدفع شركة التأمني مبلغ التامني للدائن املرهتن‪ ،‬ومتتنع‬
‫بذلك من دفع ما يف ذمتها للمدين الراهن إال برضى الدائنني املرهتنني‪ .‬لكن اليوم فالدائن املرهتن ملزم إبخطار‬
‫شركة التأمني فور هالك العقار املرهون‪ ،‬وهذا ملنعها من دفع مبلغ التأمني للمدين الراهن‪ .‬فإذا مل يقم الدائن املرهتن‬
‫بذلك يكون قد ضيع حقه‪ ،‬ألن شركة التأمني تّبأ ذمتها ملا دفعته للمدين كتعويض عن هالك العقار املرهون‪.1‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 36‬من القانون رقم ‪ 04-06‬املتعلق ابلتأمينات السالف الذكر‪" :‬إذا وقع حادث يف جمال أتمينات األموال‪ ،‬حيصل الدائنون املمتازون أو املرهتنون تبعا‬
‫لرتبهم وطبقا للتشريع الساري على التعويضات املستحقة‪ ،‬غري أن املدفوعات املقدمة عن حسن نية قبل تبليغ املؤمن ابلدين اإلمتيازي أو الرهين تكون مّبئة"‪.‬‬
‫‪278‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫فاملشرع حفظ للدائنني املرهتنني حقهم يف التقدم على التعويض املستحق تبعا ملرتبتهم يف القيد‪ ،‬ولكن اخلطر‬
‫يبقى قائما يف حال ما إذا مل يقم هؤالء بتبليغ شركة التأمني ابلديون املمتازة أو الرهنية‪ .‬ألن شركة التأمني تّبأ ذمتها‬
‫ملا دفعته من مبالغ كتعويض للمدين الراهن بشرط أن يكون هناك حسن نية من شركة التأمني‪ .‬لذلك على البنك‬
‫الدائن ومن أجل حفظ حقوقه عليه إخطار شركة التأمني بوجود رهن لصاحله‪.1‬‬
‫مما سبق ميكن القول إن هذا الضمان غري قادر على تغطية العجز الذي يكتنف الضماانت التقليدية‪،‬‬
‫خاصة وأن ارتفاع تكلفته حيد من إقبال الزابئن عليه‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬خطاب الضمان (‪)Lettre d'intention( )Lettre de garantie‬‬

‫هذه الضماانت هي نوع من أنواع الكفالة‪ ،‬لكن ختتلف عن الكفالة العادية يف أن هذه األخرية ختضع‬
‫لقواعد قانونية صارمة وضعها املشرع‪ ،‬بينما خطاب الضمان آلية ختضع للممارسات واألعراف البنكية كما أن‬
‫جماهلا املعامالت الدولية‪ ،‬رغم أن التعامل هبا أصبح يتم كذلك داخليا‪ ،‬أما ابلنشبة للمشرع اجلزائري مل يتعرض له‬
‫يف قانون خاص ولكن صنفه ضمن اإللتزام ابلتوقيع‪.4‬‬
‫وال توجد سوابق قضائية ‪-‬على غرار القضاء املصري والفرنسي‪ -‬لدى القضاء اجلزائري يف جمال خطاب‬
‫الضمان إال يف سنة ‪ ،2010‬حيث صدر عن احملكمة العليا قرار يفرق فيه بني الكفالة وخطاب الضمان‪.5‬‬
‫وخطاب الضمان خيتلف عن الكفالة يف أن إلتزام الكفيل يف عقد الكفالة إلتزام تبعي‪ ،‬بينما يف خطاب‬

‫‪ -1‬شوقي بناسي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.86 .‬‬


‫‪ -2‬املشرع اجلزائري أحدث مبوجب القانون رقم ‪ 05-06‬املؤرخ يف ‪20‬فيفري ‪ ،2006‬املتضمن توريق القروض الرهنية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،15‬املؤرخ يف‬
‫‪12‬مارس ‪ ،2006‬مؤسسة مالية جديدة لتدعيم االئتمان‪ ،‬تتمثل يف مؤسسة التوريق‪ ،‬اليت هي هيئة هلا صفة مالية تقوم بعملية التوريق يف سوق األوراق املالية‪،‬‬
‫أي هي عملية حتويل القروض الرهنية إىل أوراق مالية وتتم هذه العملية على مرحلتني‪:‬‬
‫‪ -‬تنازل عن القروض من قبل مؤسسة مصرفية أو مالية لفائدة مؤسسة مالية أخرى (مؤسسة التوريق)‪.‬‬
‫‪ -‬قيام مؤسسة التوريق إبصدار أوراق مالية قابلة للتداول يف السوق ممثلة للقروض الرهنية‪ .‬املادة ‪ 2‬من القانون ‪.05-06‬‬
‫فمن خالل عملية بيع القروض من طرف البنوك واملؤسسات املالية فإنه سوف ينتقل عبء حتمل خماطر القروض (عدم الوفاء) من هذه األخرية إىل مؤسسة التوريق‪،‬‬
‫هذه األخرية ستحل حمل البنك يف الضماانت‪.‬‬
‫لكن يبقى تفعيل دور هاته املؤسسة بوجود سوق بورصة جد متطور ونشيط‪ ،‬وإال كان دورها جد حمدود كسابقيها‪.‬‬
‫‪3-Article 2322 code civil français : "la lettre d'intention est l'engagement de faire ou de ne pas faire‬‬
‫‪ayant pour objet le soutient apporté à un débiteur dons l'exécution de son obligation envers son‬‬
‫"‪créancier‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 68‬الفقرو ‪ 01‬من األمر ‪ 11-03‬املعدل ابألمر ‪ 04-10‬املعدل ابألمر رقم ‪ 10-17‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -5‬قرار احملكمة العليا‪ ،‬بتاريخ ‪ ،2012/07/08‬اجمللة القضائية‪ ،2012 ،‬العدد ‪ ،01‬ص‪ ،251‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪279‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫الضمان إلتزام الضامن مستقل عن إلتزام العملي اآلمر الذي صدر اخلطاب لضمانه‪ .‬كما أن للكفيل احلق يف‬
‫التمسك ابلدفوع املمنوحة له‪ ،‬بينما اإلستقاللية يف خطاب الضمان ال تسمح للضامن بذلك فهو ملزم ابلوفاء‬
‫للمستفيد مبجرد الطلب األول‪.‬‬
‫ولكن التداخل بينهما كبري وممكن‪ ،‬ما حدث يف كثري من القضااي علىظ مستوى القضاء الفرنسي‪:1‬‬

‫‪ -‬األوىل يف ‪ 27‬جوان ‪ ،2000‬حيث مت تكييف إلتزام الضامن على أنه كفالة وليس خطاب ضمان كما‬
‫ذهبت إليه حمكمة اإلستئناف‪.‬‬

‫‪ -‬والثانية صدرت بتاريخ ‪ 30‬جانفي ‪ 2001‬أيدت فيه حمكمة النقض ما توصلت إليه حمكمة اإلستئناف‬
‫من إعتبار إلتزام الضامن خطاب ضمان مستقل وليس كفالة تبعية‪ ،‬ألن الضامن ال ميكنه اإلحتجاج‬
‫ابلدفوع‪.‬‬
‫فورا مبجرد‬
‫كما ميكن التفريق بني خطاب الضمان واإلعتماد املستندي‪ ،‬هذا األخري ال يستحق اإللتزام ً‬
‫الطلب وإمنا يتوقف الوفاء به على تقدمي املستندات وهذا على عكس خطاب الضمان الذي يتحقق أبول طلب‪.2‬‬
‫المطلب األول‪ :‬خطاب الضمان على المستوى الداخلي‬

‫خطاب الضمان ويسمى كذلك الوعد ابلضمان (‪ ،)Promesse de garantie‬هذا النوع من‬
‫الضماانت انشئ عن األعراف واملمارسات البنكية‪ ،‬هو عبارة عن تصرف غري تعاقدي يشكل التزاما معنواي‪،‬‬
‫حيث يعطي دليال على وجود التزام‪ .3‬هذا االلتزام قد يكون يف صورة التزام بفعل (‪ )Obligation de faire‬أو‬
‫على شكل ضمان الدفع (‪ .4)Garantie de paiement‬وخلطاابت الضمان ثالث صور‪.5‬‬

‫‪ -1‬راضية أمقران‪ ،‬خطاابت الضمان املصرفية وموقف الشريعة اإلسالمية منه‪ ،‬سالة دكتوراه يف احلقوق‪ ،‬القانون اخلاص‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2014 ،‬ص‪.42‬‬
‫‪-2‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪3 -"La lettre de garantie est une famille d'engagements moraux ou de contrats unilatéraux‬‬
‫‪accompagnant un contrat principal, généralement un crédit…", Xavier Barré, Lettres d'intentions, j.‬‬
‫‪c. p, banque et crédit, 1997, p. 3.‬‬
‫‪ -4‬خطاب الضمان هو التزام أديب‪ ،‬وهو عقد ملزم جلانب واحد‪ ،‬مرتبط عادة بعقد قرض‪ ،‬يؤكد فيه مصدر اخلطاب أنه سيبذل كل ما يف وسعه لدفع املدين األصلي‬
‫املضمون إىل تسديد ما عليه من ديون لدى البنك‪ ،‬أو أن يلمح إىل أنه سيسدد عوضا عن الدين األصلي املضمون إذا مل يستطع هذا األخري تنفيذ ذلك‪.‬‬
‫‪ -5‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،80 .‬و‪.M. remelleret, op. cit, pp. 64-66‬‬
‫‪280‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫الفرع األول‪ :‬خطابات ضمان ال تتضمن التزام قانوني‬

‫يقوم هذا النوع من الرسائل يف شكل مدون يتضمن صراحة أن مسريي املنشأة األم يعرتفون ابلتعهدات‬
‫وااللتزامات اليت أبرمها مسئولو الوحدات التابعة هلا أمام البنك الدائن‪ ،‬فيعتّب هذا اإلجراء التزام أديب وقرينة على‬
‫وجود ضمان‪ ،‬فهو ضمان غري مباشر‪ ،‬إن التكييف القانوين هلذا الوعد أنه رسالة نية‪ ،‬ميكن أن يكون على أساس‬
‫ضمان‪ ،‬مينح ثقة للبنك لتسوية الديون املرتتبة من تعهدات مؤسسة فرع‪ ،‬اعرتفت هبا املؤسسة األم عن طريق رسالة‬
‫نية‪ .‬هذا االعرتاف يشكل ضمانة للبنك على إمكانية تنفيذ االلتزام الذي هو على عاتق املؤسسة الفرع‪ ،‬إذا مل‬
‫تستطع تنفيذه تقوم املؤسسة األم بتنفيذ هذا االلتزام‪ ،‬لكن يبقى جمرد التزام معنوي‪ ،‬قد ال يستفيد منه البنك‬
‫الدائن إال على سبيل االستئناس‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خطابات ضمان متضمنة التزام قانوني‬

‫هذا النوع من اخلطاابت يتضمن التزام ببذل عناية أو التزام بتحقيق نتيجة‪ ،‬وفقا للعبارات اليت يتضمنها‬
‫اخلطاب‪ ،‬ألن خطاب الضمان هو رسالة يوجهها امللتزم إىل البنك الدائن يفصح له فيها عن التزامه‪ ،‬والعبارات‬
‫املوجودة يف اخلطاب هي اليت تبني نوع االلتزام‪ ،‬هذا النوع من اخلطاابت قد أيخذ شكل رسالة مهادنة ( ‪Lettre‬‬

‫‪ )de trêve‬أو رسالة حسن التنفيذ (‪.)Lettre de bonne exécution‬‬


‫فإذا كانت رسالة مهادنة تكون عبارة عن تصريح معلن من قبل مسريي الشركة األم جتاه البنك الدائن يلتزم‬
‫من خالله هؤالء هلذا األخري أبخذ مجيع التدابري واإلجراءات الضرورية لتمكني الشركة الفرع من الوفاء بتعهداهتا‪،‬‬
‫فهنا التزام بوسيلة (‪ )Obligation de moyens‬يستهدف حتقيق عمل اجيايب دون ضمان النتيجة إذ جيب‬
‫على مصدر اخلطاب أن يستعني يف تنفيذ تعهده بكل مهته جلعل املؤسسة املضمونة تنفذ التزامها‪ .‬فهنا خطاب‬
‫الضمان احتوى على التزام ببذل عناية‪ ،1‬إال أهنا أكثر مصداقية من الضمان الذي هو عبارة عن رسالة نية‪ ،‬ألن‬
‫االلتزام فيها أديب ال غري‪.‬‬
‫أم ا إذا كان خطاب الضمان عبارة عن رسالة حسن التنفيذ هنا نكون أمام التزام بتحقيق‬
‫نتيجة(‪ ،)Obligation de résultat‬وهي تعتّب اتفاقية (‪ )Convention‬تتضمن وعدا من الشركة األم أبن‬

‫‪ -1‬تكون العبارات املستعملة يف اخلطاب كما يلي‪" :‬نلتزم ببذل كل اجلهود لتمكني الشركة املدينة من تنفيذ التزاماهتا اجتاهكم‪ ،" . . .‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.81 .‬‬
‫‪281‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫التعهدات اليت أبرمتها الشركة الفرع سوف حترتم يف آجاهلا املتفق عليها‪ ،‬فهنا الضامن يلتزم أبن أيخذ على عاتقه‬
‫القيام بكل الوسائل لتمكني املؤسسة املدينة من تنفيذ التزامها أمام البنك الدائن‪ ،‬فبطريقة غري مباشرة يتعهد‬
‫ابلدفع عوضا عنها ديون البنك إذا مل تستطع الوفاء بذلك‪ ،‬هذا النوع من اخلطاابت يشكل ضمانة قوية للبنك‬
‫على أن أمواله يف أمان‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬خطابات الضمان التي تشكل كفاالت حقيقية‬

‫هي كفاالت ختفي وراءها عبارات تدل على أن الضامن سوف يدفع للبنك الدائن ما على املؤسسة املمولة‬
‫من التزامات إذا مل تكن هلا املقدرة على ذلك‪ ،‬وابلتايل يكون هنا خطاب الضمان مبثابة كفالة‪ ،‬ومصدر اخلطاب‬
‫مبثابة كفيل‪ ،‬فإذا حدث نزاع فعلى القاضي البحث عن نية الضامن‪ ،‬ويف عبارات اخلطاب حىت يستشف ما اللتزام‬
‫الذي أراده الضامن‪ ،‬هل هو التزام ببذل عناية أو اهلدف منه حتقيق نتيجة أو أنه كفالة حقيقية أراد من خالهلا‬
‫كفالة الدين األصلي‪ ،‬وذلك من خالل رسالة التنازل املسبق على احلقوق للحساب اجلاري‪.2‬‬

‫إن خطاابت الضمان مهما يكن نوعها آلية قانونية جتعل البنك يقدم على منح التمويل‪ ،3‬حىت وإن كان‬
‫خطاب الضمان جمرد التزام أديب وكان هو السبب يف منح البنك القرض للمؤسسة االقتصادية فهنا على مصدر‬
‫اخلطاب تنفيذ التزامه وإال يكن قد عرض أموال البنك للخطر‪ ،‬ومنه إذا أثبت البنك ذلك وأثبت وجود عالقة‬
‫سببية أمكنه مطالبة الضامن ابلتعويض عما حلقه من ضرر جراء هذا اخلطاب الذي أصدره‪.‬‬
‫وإذا كان اخلطاب يف فحواه التزام ببذل عناية ومل تنفذ املؤسسة التزامها جتاه البنك هذا ال يعين عدم تنفيذ‬
‫الضامن اللتزامه‪ ،‬لكن على البنك إثبات مسؤولية مصدر اخلطاب أبنه مل يبذل العناية الكافية اليت جتعل املؤسسة‬
‫املضمونة تفي ابستحقاقاهتا‪ ،‬ولكن على العكس إذا احتوى اخلطاب على التزام بتحقيق نتيجة ومل تتحقق النتيجة‬

‫‪ -1‬تكون العبارات املستعملة يف هذا النوع من اخلطاابت‪" :‬نلتزم بتنفيذ االلتزامات اليت التزمت هبا الشركة املدينة اجتاهكم‪ ،" . . .‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.83 .‬‬
‫‪-2‬يقضي ذلك بتعهد الشريك يف عقد الشركة إبمكانية حتصيل البنك لدينه قبلها‪.Ibid, p. 66 ،‬‬
‫‪-3‬خطاابت الضمان هي ضماانت حقيقية ابلنسبة للبنك حمررة من طرف الضامن‪ ،‬مهما يكن نوعها فهي متثل مسؤولية جتاه البنك‪ ،‬الدائن‪ ،‬ومنه فهي تصرف‬
‫خطري‪ ،‬لذا وجب أن خيضع هذا النوع من الضماانت للقواعد العامة كاألهلية والرضا‪،. . .‬‬
‫‪Dominique Legeais, op. cit. , p. 182.‬‬
‫‪282‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫املضمونة هنا على البنك مطالبة الضامن ابلتنفيذ وإذا استحال ذلك حكم عليه بتعويض الضرر الناتج عن عدم‬
‫تنفيذه اللتزامه‪.1‬‬
‫وإذا كان اخلطاب يتضمن كفالة حقيقية فعلى الضامن تنفيذ االلتزام جتاه البنك الدائن إذا مل تستطع‬
‫املؤسسة املدينة الوفاء ابلتزاماهتا‪ ،‬ومنه يتم تطبيق القواعد القانونية اخلاصة ابلكفالة العادية‪.‬‬
‫أما ابلنسبة للصفقات العمومية‪ ،‬وما تتطلبه من ضماانت‪ ،‬اليت تتمثل يف الكفالة‪ ،‬واليت يعتّبها الفقهاء‬
‫والباحثني مثل خطاب ضمان‪ ،2‬ألننا هنا أمام تعهد مكتوب من بنك بناء على طلب من عميله لصاحل شخص‬
‫آخر طبيعي أو معنوي‪ ،‬بدفع مبلغ معني عند أول طلب خالل أجل حمدد‪.‬‬
‫ويظهر ذلك من خالل‪ ،‬خطاب الضمان االبتدائي‪ ،‬الذي هدفه‪ ،‬عند رسو املناقصة أو املزايدة وتقدميه‬
‫للضمان النهائي‪ ،‬حيث إذا رفض العميل التوقيع على العقد بعد ذلك‪ ،‬كان للجهة املستفيدة احلق يف مصادرة‬
‫قيمة خطاب الضمان‪ ،‬وغالبا ما تكون مدة صالحية اخلطاب ‪3‬أشهر من اتريخ املناقصة‪ .3‬كما يظهر من خالل‬
‫خطاب الضمان النهائي‪ ،‬الذي مفاده‪ ،‬أنه يف حالة رسو العطاء على العميل‪ ،‬فإنه يتعني عليه أن يقدم للجهة‬
‫صاحبة الصفقة خطاب ضمان هنائي حلسن تنفيذ العقد املّبم معها‪ ،‬والغرض منه هو ضمان تنفيذ العملية‬
‫ومطابقتها لشروط العقد‪ .4‬ويوجد كذلك ابلنسبة للصفقات‪ ،‬ما يسمى خبطاب ضمان الدفعة املقدمة‪ ،‬حيث أن‬
‫العملية اليت يقوم بتنفيذها املقاول أو املورد حتتاج إىل أموال كثرية‪ ،‬ال تتناسب وقدرته املالية‪ ،‬لذلك فإن اجلهة‬
‫صاحبة الصفقة تدفع له مبلغا مقدما حىت ميكنه متويل العملية املتعاقد بشأهنا‪ ،‬ويف مقابل ذلك تطلب هاته األخرية‬
‫أن تدفع له مبلغا من املال كتسبيقة‪ 5‬لتمويل العملية‪ ،‬وتطلب من املقاول أو املمون خطاب ضمان عن التسبيقة‪،‬‬

‫‪-1‬املادة‪176‬من القانون املدين اجلزائري‪" :‬إذا استحال على املدين أن ينفذ االلتزام عينا حكم عليه بتعويض الضرر الناجم عن عدم تنفيذ التزامه‪" . . .‬‬
‫‪ -2‬لينده شاميب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 156‬و‪.157‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 125‬فقرة ‪ 2‬و‪ 3‬من املرسوم الرائسي رقم ‪ 247-15‬املتعلق ابلصفقات العمومية السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪130‬و‪ 131‬من املرسوم الرائسي رقم ‪ 247-15‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 109‬من املرسوم رقم ‪ 247-15‬السالف ذكره تنص‪" :‬التسبيق هو كل مبلغ يدفع قبل تنفيذ اخلدمات موضوع العقد‪ ،‬وبدون مقابل للتنفيذ املادي‬
‫للخدمة‪." .‬‬
‫‪283‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫حىت تضمن اسرتدادها يف حالة عدم متكنه من إمتام تنفيذ الصفقة‪ ،‬ولضمان استخدامها يف العملية املتعلقة هبا‪.1‬‬
‫وأن التسبيقات ال تدفع إال يف حالة الصفقات العمومية اليت يفوق مبلغها ‪12‬مليون دينار‪.2‬‬
‫ومن كل ما سبق ميكن استنتاج خصائص خطاب الضمان‪:‬‬

‫‪ -‬أنه عبارة عن تعهد صادر من أحد البنوك‪ ،‬بدفع مبلغ معني ال يتجاوز قيمة خطاب الضمان إىل املستفيد‬
‫عند أول طلب‪.‬‬

‫‪ -‬ال جيوز تداوله‪ ،‬ألنه ليس ورقة جتارية‪ ،‬ومن مث ال جيوز تظهريه للغري‪.‬‬

‫‪ -‬خطاابت الضمان ليست عبارة عن مبالغ نقدية سائلة‪ ،‬وإمنا تعهد مكتوب أو قد يكون شفهيا‪ .‬وهو حمدد‬
‫أبجل‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خطاب الضمان على المستوى الدولي‬

‫إن خطاابت الضمان ال يكون استعماهلا داخليا فحسب‪ ،‬بل يكون جماهلا كذلك املعامالت الدولية‪ ،‬تكون‬
‫عبارة عن خطاب يصدره البنك بناء على طلب شخص يسمى املضمون‪ ،‬يقوم إبصداره لصاح شخص آخر‬
‫يدعى املستفيد وذلك بوضع مبلغ معني لغرض ما يف هناية مدة معينة متفق عليها بني األطراف‪.3‬‬
‫ميثل حمل التزام البنك إذن يف مبلغ من النقود متثل قيمة خطاب الضمان يدفع لفائدة املستفيد لدى أول‬
‫طلب أو عند تقدمي املستندات املطلوبة يف اخلطاب املّبر‪.‬‬
‫وتعتّب مدة سراين خطاب الضمان من بني أهم أركان خطاب الضمان البنكي‪ ،‬فال ميكن بقاء التزام هذا‬
‫األخري ابلدفع قائما ملدة غري حمدودة‪ ،‬هذا يعطي له احلق يف إهناء التزامه يف أي وقت يشاء‪ .‬واملدة عنصر أساسي‬
‫يف اخلطاب فبها حيدد زمن االلتزام من جهة‪ ،‬ومن جهة اثنية هبا حتدد عمولة البنك والفوائد‪.‬‬
‫وخطاب الضمان الذي يقدمه البنك بناء على طلب عميله إىل دائن هذا العميل ال ميثل ضماان قواي يف‬
‫نظر هذا الدائن إال إذا كان هذا االلتزام مبقتضى خطاب هنائي جمرد من العالقات‪ ،‬سواء تلك اليت تنشأ بني‬
‫العميل ودائنه املستفيد أو اليت بني البنك وعميله‪ ،‬ولذا فإن عبارات اخلطاب ذاهتا هي اليت تكتسب أمهيتها فيما‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 109‬و‪ 110‬من املرسوم الرائسي رقم ‪ 247-15‬السالف ذكره‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 110‬من نفس املرسوم أعاله‪.‬‬
‫‪-3‬ابتسام القرام‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.173 .‬‬
‫‪284‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫يتعلق بتحديد التزام البنك‪ ،‬حبيث إذا حتققت الشروط الواردة فيه وجب على البنك مصدر اخلطاب الوفاء مبا‬
‫تعهد به دون أتخري بغض النظر عن سائر العالقات السابقة‪ ،‬وبغض النظر عن أية معارضة من جانب العميل‪.1‬‬
‫فخطاب الضمان على املستوى الدويل يتعهد فيه البنك أبن يدفع عند أول طلب رغم أية معارضة من‬
‫العميل مبلغ الضمان أو أي جزء منه للمستفيد الصادر لصاحله الضمان كتأمني عن عملية معينة هي أساسا‬
‫العالقة بني عميل البنك واملستفيد وذلك خالل مدة حمددة تنتهي بتاريخ انتهاء سراين الضمان‪ ،‬ومادام أن املشرع‬
‫اجلزائري ال يعرتف إال ابلضمان غري املباشر‪ ،‬فإن هناك أربعة أطراف تستفيد من خطاب الضمان‪.2‬‬
‫فاملستفيد حيصل على الضمان عند الطلب األول أو مبجرد تقدميه للمستندات املتفق عليها مسبقا ضمن‬
‫نص االلتزام‪ ،‬حيث أن هذا الضمان هو التزام ابإلمضاء‪3‬فقط الذي قد يصبح التزاما ابلدفع إذا ما حتقق اخلطر‬
‫الذي أنشئ من أجله الضمان‪.‬‬
‫ففي حالة الضمان عند الطلب األول‪ 4‬فإن الكفالة البنكية توضع يف حالة التنفيذ من طرف املستفيد أو‬
‫عند أول طلب كتايب دون الضرورة أو احلاجة لتّبير ذلك‪ ،‬وقد يشكل هذا النموذج من الضماانت خماطر عديدة‬
‫للمصدر والبنك الضامن‪ ،‬حيث أن البنك الضامن يقوم ابلدفع دون حتليل أو دراسة لطلب املستفيد‪.5‬‬
‫خطاب الضمان أحياان تكون عباراته غامضة من حيث اهلدف ومدة الصالحية‪ ،‬ألنه أحياان يتم حتديد‬
‫اتريخ تنتهي فيه صالحية املطالبة ابلضمان‪ ،‬ولكن أحياان قد يكون حتديد الصالحية غري ممكن‪ ،‬وقد يكون اتريخ‬
‫الصالحية غري مذكور ابلتحديد كأن ينص على صالحية الضمان تكون حلني إمتام تنفيذ العقد‪ .‬وعند أتدية البنك‬
‫اللتزاماته للضامن املقابل (البنك اآلخر) جيب الرجوع ضد زبونه لتغطية مستحقاته‪.‬‬

‫‪-1‬علي البارودي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬العقود وعمليات البنوك‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،1991 ،‬ص‪.394 .‬‬
‫‪ -2‬خبالف خطاب الضمان البنكي على املستوى الداخلي الذي يضم ثالثة أطراف‪ ،‬يتم تدخل أربعة أطراف لتنفيذ خطاب الضمان الدويل وهم‪:‬‬
‫‪ -‬اآلمر‪ :‬وهو البائع املصدر‪.‬‬
‫‪ -‬بنك اآلمر‪ :‬وهو املصرف الصادر للضمان املقابل‪.‬‬
‫‪ -‬العميل‪ :‬وهو املشرتي املستورد املستفيد من الضمان‪.‬‬
‫‪ -‬البنك احمللي‪ :‬وهو الذي يقع يف بلد العميل‪ ،‬وهو البنك الضامن أو املصدر‪ ،‬والذي يستفيد من التزام البنك املصدر للضمان املقابل‪.‬‬
‫‪-3‬االلتزام ابإلمضاء هو عملية يلتزم مبوجبها املصريف إبمضائه وابلتايل يقبل أن يكون ضا منا لزبونه وأن حيل حمله إذا عجز عن الدفع‪ ،‬ويسمح هذا التسهيل للزبون أن‬
‫يؤجل دفع حقوق أو التزامات معينة أو أن يغطي عجزه يف حالة عدم احرتامه اللتزاماته‪ ،‬معمر سعدوين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.21 .‬‬
‫‪-4‬ابراهيم خمتار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.135-134 .‬‬
‫‪ -5‬قرار صادر عن جملس قضاء اجلزائر‪ ،‬يف ‪ ، 2010-7-8‬مرجع سبق ذكره‪" ،‬الكفالة البنكية مشروطة الدفع‪ ،‬عند أول طلب‪ ،‬وغري قابلة للطعن‪ ،‬وغري موقوفة‬
‫أبي شرط‪" . . .‬‬
‫‪285‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫أم ا إذا كان الضمان مستنداي فالبنك الضامن يلتزم بدفع مبلغ الكفالة عند تقدمي املستندات اليت تّبر عدم‬
‫احرتام العميل اللتزاماته‪ ،‬فتقدمي هذه املستندات يؤدي إىل وضع البنك الضامن يف حالة تنفيذ الكفالة البنكية‪.‬‬
‫فالتزام البنك يف جمال خطاابت الضمان الدولية فيه االستقاللية‪ ،‬أو جيب أن تكون فيه هذه الصفة‪ ،‬فال‬
‫مييل إىل البائع (املصدر) وال إىل املشرتي (املستورد)‪ ،‬وهذا لبعث الثقة الالزمة إلبرام العقد بينهما‪ ،1‬ولو أن دوره‬
‫اقتصر يف أن يكون وكيال ابلعمولة (‪ ،)Commissionnaire‬أو كفيال ألحدمها ملا كان جديرا أبن يوفر‬
‫للمتعاقد اآلخر االطمئنان الذي جيعله يقبل على التعاقد‪ ،‬فالبد أن يكون البنك يف مثل هذه العمليات‬
‫مشرفا بني البائع واملشرتي‪ ،‬فالبائع األجنيب يطمئن عندما يصله خطاب البنك‪ ،‬ألن التزام البنك بدفع الثمن قد‬
‫استقل عن إرادة املشرتي‪ ،‬كذلك العميل املشرتي يطمئن إىل أن البنك الضامن لن يدفع الثمن للبائع إال يف الوقت‬
‫املناسب‪ ،‬ومنه فإن تصرف البنك إبصدار خطاب الضمان يصنف أبنه التزام ابإلرادة املنفردة‪.2‬‬
‫قد يصدر إىل البنك طلب ملد صالحية خطاب الضمان من العميل نفسه أو من املراسل ابخلارج هذا قبل‬
‫انتهاء صالحيته وإال فقد الضمان قيمته وأصبح ألية مطالبة تصل إىل البنك الضامن بعد هذا التاريخ عدم‬
‫اإللزام‪ .3‬وقد جرى العمل على أن تقوم البنوك بتضمني طلب إصدار خطاابت الضمان نصا يصرح العميل مبوجبه‬
‫للبنك مبد صالحية خطاب الضمان دون الرجوع إليه‪.4‬‬
‫وابلرغم من هذا النص فإن البنوك عادة ما ترجع إىل عمالئها قبل متديد فرتة الصالحية خاصة إذا أغفل‬
‫املستفيد حتديد املدة اليت يطلبها لتمديد ذلك‪ ،‬وذلك كي حيددها العميل بنفسه‪.‬‬

‫‪ -1‬مصطفى كمال طه‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.431 .‬‬


‫‪ -2‬علي البارودي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.388 .‬‬
‫‪ -3‬إبراهيم خمتار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .133 .‬حمكم ة النقض املصرية‪" :‬مؤدى سراين خطاب الضمان خالل مدة معينة هو التزام البنك بوفاء قيمته خالل هذه املدة‬
‫حبيث ال يعتّب التاريخ فيه هو بداية استحقاق التزام البنك‪ ،‬بل يلتزم البنك ابلدفع طوال فرتة الضمان حىت التاريخ املذكور يف خطاب الضمان ابعتباره حد أقصى‬
‫لنفاذه‪ ،" .‬علي الدين زيدان‪ ،‬املوسوعة التجارية احلديثة‪ ،‬مكتب اإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،2004 ،‬ص‪.464‬‬
‫‪ -4‬حمكمة النقض املصرية‪" :‬ملا كان خطاب الضمان وإن صدر تنفيذا للعقد املّبم بني البنك واملدين املتعامل به‪ ،‬إال أن عالقة البنك ابملستفيد الذي صدر خطاب‬
‫الضمان لصاحله ه ي عالقة منفصلة عن عالقته ابلعميل من مقتضاه أن يلتزم البنك ومبجرد إصدار خطاب الضمان ووصوله إىل املستفيد أبداء املبلغ الذي‬
‫يطالب به هذا األخري فور طلبه ابعتباره حقا له حيكمه خطاب الضمان‪ ،‬طاملا كان هذا األداء يف حدود التزام البنك املدين به‪ .‬وال يسقط هذا االلتزام إذا طالب‬
‫املستفيد البنك أثناء سراين اخلطاب ابلوفاء أومد أجل الضمان‪ ،‬إذ ال يتصور أن يضار املستفيد جملرد أنه عارض إمكان انتظاره إذا امتد خطاب الضمان ملدة‬
‫أخرى‪ ،‬والقول بغري ذلك من شأنه أن تبديد الطمأنينة اليت يستهدفها نظام خطاب الضمان يف التعامل‪ .‬ومن مث سداد البنك يف هذه احلالة وفاء صحيحا مىت‬
‫وصلت إليه مطالبة املستفيد من خالل سراين مفعول خطاب الضمان‪ ،‬ويرتتب له حق الرجوع على عميله بقدر املبلغ املدفوع‪ ،‬حىت ولو مت هذا الوفاء بعد انتهاء‬
‫مدة سراين اخلطاب ألن العّبة يف ذلك بتاريخ وصول املطالبة ابلوفاء بصرف النظر عن اتريخ الوفاء ذاته مىت كان ذلك وكان احلكم املطعون فيه قد خالف‬
‫النظر‪ ،‬فإنه يكون قد خالف القانون مبا يستوجب نقضه‪ ،" .‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.468‬‬
‫‪286‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫ويرتتب على انقضاء التزام البنك ابلوفاء براءة ذمته يف مواجهة املستفيد‪ ،‬ومن جهة ممارسة حق الرجوع على‬
‫العميل‪ 1‬بقيمة خطاب الضمان املسددة من قبله وذلك عن طريق اخلصم التلقائي من حساب العميل اآلمر يشمل‬
‫مبلغ الضمان واملصاريف املرتتبة عن عملية تنفيذ اخلطاب والفوائد املتفق عليها يف العقد الذي مينح احلق للبنك‬
‫دون احلصول على املوافقة املسبقة من العميل‪ .2‬كما حيق للعميل الرجوع على البنك الضامن يف حالة خمالفة بنود‬
‫العقد‪ ،‬كقيامه بدفع قيمة اخلطاب للمستفيد بعد انقضاء املدة املتفق عليها مع العميل‪ ،‬أو كذلك متديد أجل‬
‫اخلطاب‪.3‬‬
‫إذن فخطاب الضمان كفالة بنكية يتعهد مبوجبها البنك الذي أصدره أن يدفع إىل املستفيد منها مبلغا ال‬
‫يتجاوز حدا معينا بناء على طلب طرف اثلث لغرض معني وقبل حلول أجل حمدد‪ ،‬وخيتلف عن الكفالة التقليدية‬
‫اليت ختضع للمادة ‪646‬من القانون املدين‪ ،‬إمنا الكفالة البنكية الدولية هي كفالة ألول طلب حتكمها األعراف‬
‫الدولية‪.4‬‬
‫ميثل خطاب الضمان ضمانة حقيقية خاصة إذا صدر اخلطاب من ذي مصلحة تربطه عالقات مالية أو‬
‫اجتماعية ابملدين األصلي‪ ،‬وعلى األخص إذا صدر اخلطاب من شركة أم تضمن فيه شركة فرع أومن مسري‬
‫للمؤسسة يضمن فيه هذه األخرية‪ ،‬وإذا صدر اخلطاب من بنك يضمن فيه مؤسسة مستوردة أو مصدرة‪ ،‬حيث‬
‫يزيد من ثقتها عند الغري وهو يستفيد من عمولة جراء ذلك‪.‬‬
‫وخطاب الضمان يعتّب مكرسا من قبل البنك لفائدة املتعامل مع عميله يلتزم من خالله مببلغ نقدي ميثل‬
‫قيمة اخلطاب عند أول طلب‪ ،‬هذا كله جتاوزا لسلبيات الكفالة وما يطبعها من عالقة التبعية‪ ،‬فاالختالف جوهري‬
‫بينهما‪ ،‬ألن خطاب الضمان عبارة عن ائتمان توقيع مينح من قبل بنك لفائدة متعامل مع عميل هذا البنك‪.‬‬
‫لكن رغم هذه االجيابيات إال أن هذه اآلليات املستحدثة من الضماانت ال ختلو من بعض السلبيات‪،‬‬
‫فخطاب الضمان ما هو إال التزام أديب‪ ،‬وحىت وإن كانت هناك نية حقيقية يف الضمان إال أن مصدر اخلطاب ال‬

‫‪ -1‬حمكمة النقض املصرية‪ . . .":‬ويرتتب له حق الرجوع على عميله بقدر املبلغ املدفوع‪ ." . . .‬نفس املرجع‪ ،‬والصفحة‪.‬‬
‫‪ -2‬حم مود الكيالين‪ ،‬املوسوعة التجارية واملصرفية‪ ،‬عمليات البنوك‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة للتوزيع والنشر‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ص‪.380‬‬
‫‪-3‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.372‬‬
‫‪ -4‬القضية السالفة الذكر‪ ،‬اجمللة القضائية‪ ،2012‬العدد‪ ،1‬ص‪.251 .‬‬
‫‪287‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫يصرح بذلك فهي تستشف من عالقة هذا األخري ابملؤسسة املدينة أو من خالل عبارات اخلطاب اليت تكون يف‬
‫كثري من األحيان غامضة‪ ،‬ومنه ال ميكن للبنك الرجوع على مصدر اخلطاب لتنفيذ التزامات املدين‪ ،‬وإن حدث‬
‫ذلك فبصعوبة وبقراءة ما بني سطور اخلطاب للبحث عن نية مصدر اخلطاب‪.‬‬
‫وعلى املستوى الوطين‪ ،‬وابلرغم من انتشار استخدام خطاب الضمان يف الواقع العملي خاصة يف جمال‬
‫الصفقات العمومية إال أننا نالحظ عدم وجود أي نظام قانوين هلذه اآللية‪ ،‬لذا يبقى تدخل املشرع لتقنينها عّب‬
‫قواعد قانونية مكملة أمرا ضروراي‪ ،‬جيعلها أكثر فاعلية وتنظيم‪.‬‬
‫أم ا يف اجملال الدويل فاألمر أخطر يف حال الضمان ألول طلب ألن ما على البنك إال التنفيذ دون حتليل أو‬
‫مناقشة أو دراسة لطلب املستفيد‪ ،‬كما أن اخلطاب قد يكون غامضا من حيث اهلدف ومدة الصالحية أو وجود‬
‫خطأ فيه‪ .‬أضف إىل ذلك احلق الذي للعميل والذي مينحه إمكانية الرجوع على البنك يف حالة خطئه يف تنفيذ‬
‫قيمة اخلطاب‪ .‬فحق الرجوع متبادل بني أطراف خطاب الضمان‪.‬‬
‫كما تظهر أخطار الضمان من خالل أنه قد يدفع البنك قيمة اخلطاب بناءً على طلب املستفيد ولكن‬
‫عند الرجوع عن عميليه قد ال جيد عنده ما يفي بدينه‪ .‬كما قد خيطأ ويسدد قيمة اخلطاب طب ًقا ملطالبة املستفيد‬
‫خطرا من‬
‫بذلك مع اإلخالل العميل بتنفيذ التزامه املتمثل يف بدأ مشروعه‪ .‬كما يشكل إعسار العميل أو إفالسه ً‬
‫أخطار الضمان‪ ،‬ألن البنك هنا سوف يؤدي قيمة الضمان للمستفيد بدال عن العميل املعسر‪ ،‬وخطاب الضمان‬
‫ميكن أن يتحول لدين يؤثر على سيولة البنك‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬حق الملكية كضمان‬

‫إن ما يعرتض الضماانت احلقيقية السالفة الذكر من نقائص‪ ،‬وظهور بعض السلبيات فيها أدى إىل التفكري‬
‫يف آليات أخرى تكون أكثر محاية للبنك من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‪ ،‬فظهرت آلية مزدوجة الوظيفة فمن‬
‫جهة متثل آلية متويل ومن جهة أخرى متثل ضمانة حقيقية للحماية من املخاطر املرتبطة بعملية التمويل‪ ،‬هذه اآللية‬
‫تتمثل االعتماد االجياري‪ ،‬حيث أن البنك أمواله لتمويل املؤسسة ويف نفس الوقت حيتفظ مبلكية هذه األموال‬
‫كضمان‪.‬‬

‫‪ -1‬زاينة آيت وازو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪91-89‬‬


‫‪-2‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.192-189 .‬‬
‫‪288‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫لقد اختلفت اآلراء ح ول تكييف حق امللكية كضمان هل يعتّب من قبيل التأمني العيين أم أنه ال يعتّب من‬
‫قبيل التأمينات أصال؟‬
‫هناك اجتاه مؤيد يرى أن حق امللكية كضمان مبثابة أتمني عيين على اعتبار أن للدائن مرتبة جيدة ال ينافسه‬
‫فيها أحد ألن له حق ملكية على هاته األموال من خالهلا يسبق مجيع الدائنني‪ ،‬كما أن احلق على القيمة هو‬
‫معيار للرهن الرمسي وكذلك للرهن احليازي مما يسمح بتكييف حق امللكية كضمان مبثابة أتمينات عينية‬
‫كالسيكية‪.1‬‬
‫أما االجتاه الرافض لفكرة تكييف حق امللكية كضمان على أنه أتمني عيين ألن التأمينات العينية حمددة‬
‫قانوان وفقها ال جيوز إضافة أتمينات عينية أخرى وأن هذه اآللية ال تستجيب خلصائص التأمينات العينية‪:2‬‬

‫‪ -‬التأمينات العينية تعطي حق األفضلية للدائن املرهتن وهذا ال يتوفر يف حق امللكية كضمان‪ ،‬ألنه ال يوجد‬
‫تزاحم على الشيء املرهون‪ ،‬فالبنك الدائن له حق ملكية على الشيء ال ميكن لآلخرين مزامحته ألنه ال‬
‫يدخل يف الذمة املالية للمدين‪ ،‬بل له امللكية املطلقة على هذا الشيء‪.‬‬

‫‪ -‬التأمني العيين له خاصية التبعية فهو اتبع اللتزام أصلي وهو الدين‪ ،‬بينما حق امللكية هو حق عيين أصلي‪،‬‬
‫هذا ما جعل املشرع ال يضع حق امللكية كضمان كتأمني عيين تبعي‪.‬‬

‫‪ -‬لكن هناك اجتاه اثلث يذهب إىل أن حق امللكية كضمان ال يكون أتمينا عينيا وإمنا اعتباره كضمان‬
‫مبفهومه الواسع أفرزته املمارسات البنكية‪ ،3‬وهو أية آلية ميكن للدائن استعماهلا حلماية أمواله من خطر عدم‬
‫التسديد‪.‬‬
‫كما أن هناك تقديرات أخرى لعقد االعتماد التجاري تظهر كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬االعتماد اإلجياري عقد إجيار لكنه خيتلف عن عقد اإلجيار يف أانألول عقد إجياري مايل حيث أن شركة‬
‫التأجري أو البنك املؤجر يبقى مالكا للشيء املؤجر طول فرتة اإلجيار وللمستأجر احلق يف متلك األصل‬

‫‪1-Piérre. Crocq, op. cit., p. 252 :"…toutes les propriétés utilisées à titre de garantie de les qualifié de‬‬
‫"…‪sûretés réelles au même titre que les sûretés traditionnelles‬‬
‫‪-2‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.191 .‬‬
‫‪-3‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.192 .‬‬
‫‪289‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫املؤجر يف هناية املدة إذا أراد ذلك مع األخذ بعني االعتبار ما مت سداده من أقساط لكن ابلنسبة لإلجيار‬
‫ً‬
‫العادي عند إهناء املدة احملددة يف عقد اإلجيار يغادر املستأجر العني املؤجرة دون أن تكون له اخليارات‬
‫املمنوحة للمستأجر يف عقد االعتماد اإلجاري‪.1‬‬

‫‪ -‬عقد االعتماد اإلجيار قرض وضمان‪ ،‬فهو آلية متويل وضمان يف نفس الوقت حيث يكيف على أساس‬
‫أنه قرض مينحه البنك إىل املستفيد مع حق االحتفاظ مبلكية العني املؤجرة كضمان لصاحل املؤجر ويتقرر‬
‫مبوجب هذا العقد للمستأجر االنتفاع ابألصل املؤجر مبقتضى عقد اإلجيار‪.2‬‬

‫‪ -‬كما أعتّب االعتماد اإلجياري أنه بيع ابلتقسيط على اعتبار أن املستفيد املستأجر يلتزم بدفع أقساط‬
‫نقدية خالل مدة حمددة ويتقرر له عند هناية هذه املدة متلك األصل املؤجر‪ ،‬لكن البيع ابلتقسيط فيه نية‬
‫لنقل امللكية للمشرتي بينما يف االعتماد اإلجياري ال توجد هناك نية يف متلك الشيء املؤجر ما عدا إذا‬
‫أراد ذلك املستأجر يف هناية املدة‪ .‬فعقد البيع هو عقد سابق لعقد االعتماد التجاري بني كل من البنك‬
‫املؤجر واملورد (البائع) لتنتقل اآللية بعد ذلك إىل املستأجر على أساس عقد اعتماد جتاري مع إمكانية‬
‫انتقال ملكية األشياء املبيعة إىل املستأجر حيث ميكنه متلكها عتد هناية العقد أو ردها إىل املؤجر إذا مل‬
‫يرغب يف ذلك‪.3‬‬

‫‪ -‬االعتماد اإلجياري عقد ذو طبيعة خاصة‪ ،‬ال ميكن إدراجه حتت أي نوع من أنواع العقود املسماة املشار‬
‫إليها يف القواعد العامة ألن املشرع اجلزائري قد خصه بقواعد خاصة‪ ،‬فهو عملية مالية متكن املتعامل من‬
‫احلصول على ما حيتاجه من عقارات أو منقوالت دون أن يكون مضطرا إىل دفع قيمتها دفعة واحدة‪ ،‬بل‬
‫يكون يف شكل أقساط مع إمكانية متلكها يف هناية العقد‪.4‬‬

‫‪ -1‬الواسعة زرارة صاحلي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.346 .‬‬


‫‪-2‬إن املشرع اجلزائري ذهب إىل اعتبار عقد االعتماد اإلجياري هو قرض عندما نص على ذلك يف املادة ‪ 68‬الفقرة ‪ 02‬من االمر ‪ 11-03‬املتعلق ابلنقد والقرض‬
‫املعدل واملتمم ابألمر رقم ‪.04-10‬‬
‫‪ -3‬الواسعة زرارة صاحلي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.347 .‬‬
‫‪-4‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪ 346 .‬و‪.357‬‬
‫‪290‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫لكن ما ميكن مالحظته عن االختالفات حول الطبيعة القانونية لالعتماد التجاري فإن اجلميع يشرتك يف‬
‫اعتبار أن االعتماد اإلجياري هو آلية ضمان‪ ،‬ألن املؤجر يبقى حمتفظا مبلكية األشياء اليت أجرها حيث ميكنه‬
‫استعادهتا إذا أخل املستأجر ابلتزاماته كما أهنا ال تدخل يف تفليسة املدين املستأجر عند شهر إفالسه‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬القواعد العامة لالعتماد االيجاري‬

‫عملية االعتماد االجياري هي عملية جتارية ومالية يتم حتقيقها من قبل البنك واملؤسسات املالية أو شركة‬
‫أتجري مؤهلة قانوان ومعتمدة صراحة هبذه الصفة مع املتعاملني االقتصاديني اجلزائريني واألجانب أفرادا كانوا أو‬
‫مؤسسات اتبعني للقانون العام أو اخلاص‪ ،‬تكون قائمة على عقد اجيار ميكن أن يتضمن أو ال يتضمن حق خيار‬
‫ابلشراء لصاحل املستأجر‪ ،‬ويتعلق ذلك أبصول منقولة أو غري منقولة ذات االستعمال املهين أو للمحالت التجارية‬
‫أو ملؤسسات حرفية‪.1‬‬
‫أما عن مراحل اجناز عملية االعتماد االجياري فتكون كما يلي‪:2‬‬

‫‪ -‬مرحلة شراء األصل من قبل البنك‪ ،‬حيث يشرتي البنك اللوازم أو األجهزة أو املعدات أو اآلالت اليت‬
‫حتتاجها املؤسسة ويقوم بدفع مثنها للبائع ويصبح البنك بذلك مالكا هلذه األشياء‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة االجيار‪ ،‬حيث يضع البنك هذه األجهزة أو اآلالت أو حىت العقارات حتت تصرف املؤسسة‬
‫مستعمال يف ذلك آلية االجيار‪ ،‬فتدفع املؤسسة مقابل ذلك أقساط االجيار‪ ،‬فيتحصل البنك على األموال‬
‫اليت دفعها لقاء شراء العني شيئا فشيئا عوضا أن يتحصل عليها دفعة واحدة‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة اخليار‪ ،‬هنا بعد هناية مدة االجيار يكون أمام املؤسسة املستأجرة ثالثة خيارات‪ :‬إما شراؤها للعني‬
‫املؤجرة‪ ،‬أو أتجريها مرة أخرى‪ ،‬أو إعادهتا للبنك املؤجر الذي يقوم بدوره ببيعها لطرف آخر أو أتجريها له‪.‬‬
‫أما ابلنسبة لالمتيازات اليت مينحها القانون للبنك املؤجر فإهنا تتمثل يف‪:‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 1‬من األمر رقم ‪ 09-96‬املتعلق ابالعتماد االجياري‪.‬‬


‫‪-2‬راضية أمقران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،209-208 .‬وأمحد بوراس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.105-104 .‬‬
‫‪291‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫‪ -‬يف حالة عدم قدرة املؤسسة املستأجرة على الوفاء ولو بقسط واحد من أقساط االجيار أو يف حالة حل‬
‫ابلرتاضي أو تسوية قضائية أو إفالس فإن األصل املؤجر ال خيضع ألية متابعة من الدائنني اآلخرين‬
‫للمؤسسة عاديني كانوا أو ممتازين‪.1‬‬

‫‪ -‬يتمتع البنك حبق امتياز عام على كل األصول املنقولة وغري املنقولة اليت هي للمؤسسة املستأجرة‪ ،‬حيث يلي‬
‫هذا االمتياز مباشرة االمتيازات املنصوص عليها يف املادتني ‪ 990‬و‪ 991‬من القانون املدين واالمتيازات‬
‫اخلاصة ابألجراء‪.2‬‬

‫‪ -‬وفيما يتعلق ابألموال املودعة يف احلساابت واملستحقات واملنقوالت اخلاصة ابملؤسسة املستأجرة فإنه ميكن‬
‫ممارسة احلجز عليها عن طريق رسالة مضمونة الوصول مع إشعار ابالستالم أو عن طريق َحمضر يعده‬
‫ُحمضر‪ .3‬كما أن للبنك املؤجر كامل الصالحيات يف اختاذ أي إجراء حتفظي على منقوالت املستأجر‬
‫وعقاراته ميكن له من خالهلا احملافظة على مستحقاته اليت على املستأجر‪.4‬‬

‫‪ -‬ويف حالة ضياع جزئي أو كلي لألصل امل َؤ َّجر يكون البنك امل َؤِّجر وحده املؤهل لقبض التعويضات اخلاصة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بتأمني األصل املؤجر‪ ،5‬لذا عادة وواجبا على البنك املؤجر أن يلجأ إىل التأمني على العني املؤجرة لدى‬
‫شركات التأمني املتخصصة‪ ،‬ألنه يف حال تعرض الشيء املؤجر للهالك أو التلف الكلي أو اجلزئي فإن‬
‫البنك يستويف حقه من مبلغ التعويض‪ ،‬وما على هذا األخري إال اإلشراف بنفسه على مراقبة دفع أقساط‬
‫التأمني حىت انتهاء مدة اإلجيار احملددة‪.‬‬
‫أما عن انتهاء عقد االعتماد االجياري‪ ،‬فهو ينتهي إما هبالك الشيء املؤجر وابلتايل ينتقل البنك إىل مبلغ‬
‫التعويض الستيفاء حقه منه دون أية منافسة من قبل الدائنني اآلخرين للمؤسسة املستأجرة مهما كانت وضعيته أو‬
‫درجته‪ ،‬أو إبقرار حق اخليار ابلشراء حيث تنتقل ملكية الشيء املؤجر من البنك الدائن املؤجر إىل املؤسسة املدين‬

‫‪-1‬املادة ‪ 22‬من األمر رقم ‪ 09-96‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 23‬من نفس األمر‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 24‬من نفس األمر‪.‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 25‬من نفس األمر‪.‬‬
‫‪-5‬املادة ‪ 26‬من نفس األمر‪.‬‬
‫‪292‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫املستأجر شريطة أن يكون املتعاقدان أوفيا بكل التزاماهتما‪ ،1‬وينتهي عقد االعتماد االجياري كذلك ابنتهاء مدة‬
‫االجيار وإعادة املؤسسة املستأجرة العني املؤجرة إىل البنك املؤجر لعدم استئجارها اثنية‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اإلجراءات العملية للتمويل بصيغة االعتماد االيجاري‬

‫إن يف صيغة التمويل ابالعتماد االجياري ضماان أكّب إذ يظل البنك ِّ‬
‫املمول واملؤجر مالكا لألصل‪ ،‬وابلتايل‬
‫عند اإلفالس أو حتقق خطر عدم التسديد ميكنه اسرتداد األصل بسهولة‪ ،‬هذا فضال على أهنا تساعد املؤسسة‬
‫املستأجرة حيث ال تدفع مثن األصل كلية وإمنا على أقساط‪ ،‬كما أهنا تتيح هلا خيارات شراء األصل أو استئجاره‬
‫اثنية أو إعادة استئجاره اثنية‪ ،‬كما أهنا تساعد املؤسسة غري القادرة على تقدمي الضماانت املطلوبة‪ ،‬وهذه الصيغة‬
‫تساعد أكثر املنشآت الصغرية واملتوسطة اليت ال تتوفر على األموال الالزمة لتنفيذ مشاريعها‪ .‬وهذا النوع من العقود‬
‫حيتوي على البنود التالية‪:‬‬

‫‪ -‬حتديد األطراف املتعاقدة وتتمثل يف البنك ِّ‬


‫املمول الذي حيدد امسه ورأمساله وقيده يف السجل التجاري رقما‬

‫وموطنا وحتديد مقره االجتماعي وامل َوقِّع ابسم البنك وصفته‪ ،‬واملؤسسة َّ‬
‫املمولة وطبيعتها القانونية ورقم‬
‫ُ‬
‫سجلها التجاري وموطنه ومقرها واملوقع ابمسها وصفته‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬حتديد العني املؤجرة ومواصفاهتا‪.4‬‬

‫‪ -‬حتديد مدة اإلجيار ابألشهر‪ ،‬وفرتة السماح ابتداء من تسليم األصل املؤجر للمؤسسة املستأجرة‪ ،‬مع حتديد‬
‫اتريخ هناية هذا اإلجيار‪ ،5‬وعادة ما يكون هذا العقد مرفقا جبدول حيدد فيه األقساط واتريخ تسديد كل‬
‫قسط ‪ ،6‬وال حيق ألي طرف إلغاء هذا العقد منفردا إال ابتفاق الطرفني معا‪ ،7‬وإذا قرر الطرف الثاين‬
‫املستأجر إلغاء عقد اإلجيار خلال مدة سراينه يكون ملتزما بتسليم األصل للبنك وسداد ابقي األقساط‬

‫‪-1‬املادة ‪ 45‬من نفس األمر‪.‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 16‬من نفس األمر‪.‬‬
‫‪ -3‬حممد عبد احلليم عمر‪ ،‬صيغ التمويل اإلسالمية للم شروعات الصغرية القائمة على أسلوب الدين التجاري واإلعاانت‪ ،‬املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬مداخلة من ‪ 25‬إىل ‪ 28‬ماي ‪ ،2003‬ص‪ ،23-20 .‬وحزام فتيحة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .110-106 .‬وامللحق‬
‫املتعلق بعقد متويل ابالعتماد االجياري على أصول منقولة بني بنك الّبكة وشركة جتارية‪ ،‬يف هناية رسالتنا هاته‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة الثانية من عقد متويل ابالعتماد االجياري على أصول منقولة بني بنك الّبكة وشركة جتارية‪ ،‬املشار إليه سابقا‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة الثالثة من نفس العقد‪.‬‬
‫‪ -6‬املادة الرابعة عشر واخلامسة عشر من نفس العقد‪.‬‬
‫‪ -7‬املادة السابعة عشر تتعلق بفسخ العقد‪ ،‬نفس العقد‪.‬‬
‫‪293‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫املتفق عليها عن املدة املتبقية‪ ،‬وإذا كان الفسخ من الطرف األول املؤجر فإنه عليه أن يرد للمؤسسة الفرق‬
‫بني ما تسلمه من أقساط عن املدة السابقة ابإلضافة إىل تعويضها عن أية أضرار جراء هذا الفسخ‪.‬‬

‫‪ -‬أما عن ملكية األصل فإنه يبقى مستحقا للبنك املؤجر كامال خالل مدة هذا العقد إىل غاية تسديد‬
‫املؤسسة لكل أقساط اإلجيار املنصوص عليها يف جدول التسديد امللحق هبذا العقد‪.‬‬

‫‪ -‬ولتنفيذ عقد التمويل فإن املؤسسة املستأجرة تلتزم ابكتتاب سندات أو سفاتج ألمر البنك بقيمة اإلجيارات‬
‫املستحقة وهذا لتعبئة الدين‪.‬‬

‫‪ -‬وعن التزامات املؤسسة املستأجرة‪ 1‬فإهنا تتمثل يف‪ :‬استعمال وصيانة األصل طبقا ألحكام القانون صيانة‬
‫الرجل العادي‪ ،‬استخدام األصل طبقا للغاية اليت أستؤجر من أجلها‪ ،‬وإجراء اإلصالحات اليت يتبني أهنا‬
‫ضرورية أثناء تنفيذ هذا العقد‪ ،‬مع إعفاء البنك املؤجر من املسؤولية‪ ،‬كما تتحمل املؤسسة وعلى نفقاهتا‬
‫اخلاصة كل األخطار اليت قد تتعرض هلا العني املؤجرة يف حالة وقوع حادث ما وتتحمل وحدها تكلفة أي‬
‫إصالح وال ميكنها الرجوع على البنك‪ ،‬كما تتعهد بدفع أقساط اإلجيار يف املواعيد احملددة حسب اجلدول‬
‫املرفق هبذا العقد والذي يكون كل شهر أو كل ربع سنة أو كل سنة حسب االتفاق مع حتديد مبلغ كل‬
‫قسط‪ ،‬وإذا حدث أتخر يف دفع القسط ومل يكن هناك التزام مبا هو حمدد يف اجلدول حتل ابقي األقساط‬
‫وتصبح مجيعا واجبة األداء حىت وإن مل حين بعد أوان أدائها وهذاما يطلق عليه االستحقاق املسبق الذي‬
‫يكون يف حالة عدم تنفيذ الطرف الثاين اللتزاماته أو دخوله يف حالة إفالس‪.‬‬

‫‪ -‬وضماان لتسديد أقساط اإلجيار والنفقات واملصاريف األخرى وبصفة عامة كل االلتزامات املنصوص عليها‬
‫‪2‬‬
‫يف هذا العقد تلتزم املؤسسة بتخصيص كل الضماانت العينية و‪/‬أو الشخصية اليت ميكن أن يطلبها البنك‬
‫مع حتديد هذه الضماانت والتأمني عليها‪ ،‬وهذا كله ملواجهة املخالفات اليت تتعلق ابحملافظة على العني‬
‫املؤجرة أو يف حالة التخلف عن ردها يف هناية املدة إن مل يكن هناك اتفاق على متليكها للمؤسسة حيث‬
‫تتحمل كل املصاريف واحلقوق والرسوم املتعلقة ابلبيع وتسجيله‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة الثانية عشر من نفس العقد تنص على االلتزامات امللقاة على عاتق العميل‪.‬‬
‫‪ -2‬املادة الثانية والعشرون من نفس العقد املذكور أعاله نصت على الضماانت املطلوبة‪.‬‬
‫‪294‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫‪ -‬ولضمان وأتمني سداد املؤسسة بقية أقساط اإلجيار املتفق عليها يف هذا العقد وحفاظا على سالمة األصل‬
‫املؤ َّجر فإهنا تتعهد ابلتأمني لدى إحدى الشركات املتخصصة واليت يتم حتديدها يف عقد التمويل‪ ،‬وأن قيمة‬
‫َ‬
‫التعويض تدفع من شركة التأمني إىل البنك مباشرة عند تقدمه إىل شركة التأمني طبقا لذلك ودون التفات‬
‫إىل أي معارضة من الطرف الثاين‪.1‬‬

‫‪ -‬ميكن للمؤسسة املستأجرة عند انتهاء العقد وبشرط تنفيذها لكل التزاماهتا واملنصوص عليها يف هذا العقد‬
‫خصوصا دفع األقساط يف غضون أجل أقصاه ‪3‬أشهر من مدة اإلجيار‪ :‬إما متلك األصل املؤجر مقابل دفع‬
‫القيمة املتبقية‪ ،‬أو إعادته إىل البنك املؤجر‪ ،‬أو طلب جتديد اإلجيار ابتفاق مشرتك‪.‬‬

‫‪ -‬ويف حالة حدوث نزاع حول بنود العقد حيدد الطرفان اإلجراءات الواجب اللجوء إليها من حتكيم إىل‬
‫اللجوء إىل احملكمة املختصة الفرع التجاري‪ ،‬وإن لزم األمر إمكانية اللجوء إىل أية حمكمة أخرى متتلك يف‬
‫دائرة اختصاصها املؤسسة املستأجرة أصوال‪.2‬‬

‫‪ -‬ويف هناية العقد يتم حتديد عدد نسخ عقد التمويل‪ ،‬وكذلك اتريخ حترير العقد ومكانه‪ ،‬مع توقيع املمثل‬
‫القانوين لكل من البنك املؤجر واملؤسسة املستأجرة‪.3‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الضمانات الممنوحة للبنك المؤجر‬

‫إن امللكية متثل الضمان القوي ضد خماطر التمويل‪ ،‬وأبرزها إخالل املؤسسة ابلوفاء‪ .‬حيث أن الضمان غري‬
‫منفصل عن االتفاق األصلي ابلتمويل‪ ،‬فلوال بقاء ملكية األصل املؤجر ملا أقحم البنك املؤجر نفسه يف هذا‬
‫االئتمان‪ ،‬ولكن هذا غري كاف بل جيب تدعيمه إبجراءات قانونية وضماانت تكفل فعالية امللكية كضمان‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلجراءات المتبعة لتحقيق الضمان‬

‫يف اإلجراءات منيز بني الشهر القانوين والشهر احملاسيب لتحقيق الضمان يف آلية التمويل عن طريق االعتماد‬
‫االجياري‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة العاشرة من نفس العقد تتعلق ابلتأمني‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة السادسة والعشرون من نفس العقد‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة السابعة والعشرون من نفس العقد‪.‬‬
‫‪295‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫أوال‪ :‬الشهر القانوني لالعتماد االيجاري‬

‫إن املؤجر هو الذي يتعني عليه االلتزام ابلقيام بقيد عقد االعتماد االجياري لألصل املنقول يف السجل الذي‬
‫يوجد على مستوى املركز الوطين للسجل التجاري‪ ،‬وذلك خالل مدة ال تتجاوز ‪ 30‬يوما من اتريخ إمضاء عقد‬
‫االعتماد اإلجياري‪.1‬‬
‫وطلب قيد تسجيل عقود االعتماد االجياري يكون ضمن مناذج معدة مسبقا تدون فيها البياانت املطلوبة‬
‫قانوان‪ 2‬واملتعلقة ابملؤجر واملستأجر‪ ،‬والعني املؤجرة‪ ،‬ومبلغها اإلمجايل‪ ،‬واملبلغ اإلمجايل لإلجيارات واالستحقاقات‬
‫ومدة االجيار واتريخ التسجيل‪ ،‬وتوقيع املؤجر‪.‬‬
‫بينما الشهر خمتلف يف التشريع الفرنسي واملصري‪ ،‬فاألول فيه الشهر قضائي‪ ،‬حيث أن احملكمة املختصة‬
‫اليت يتم يف دائرهتا قيد عقد االعتماد االجياري اليت يوجد بدائرهتا مركز نشاط املستأجر‪ ،‬أو احملكمة اليت يتم يف‬
‫دائرهتا تنفيذ عقد االعتماد االجياري‪ .3‬الثاين فيه الشهر إداري‪ ،‬حيث جيب على اجلهة اإلدارية املختصة (وزارة‬
‫االقتصاد والتجارة اخلارجية)‪4‬أن تعد سجال يقيد املؤجرين وسجال آخر تقيد فيه عقود االعتماد االجياري اليت تّبم‬
‫وتنفذ يف مصر ويقدم طلب قيد االعتماد االجياري من املؤجر مامل يتفق الطرفان على جعله على عاتق املستأجر‪.‬‬
‫أما ابلنسبة للمشرع املغريب فإنه أكد على خضوع عمليات االئتمان اإلجياري للتسجيل‪ ،‬حيث إذا تعلق‬
‫األمر أبصول منقولة وبناءً على طلب املؤسسة املؤجرة يتم قيد هذه العملية يف سجل خاص لدى كتابة الضبط‬
‫املختصة يف مسك السجل التجاري وكذلك كل ما يطرأ على هذه اآللية من تعديالت‪ .5‬وهذا ما كان يتبناه‬
‫املشرع اجلزائري سابقا يف ضل املرسوم التنفيذي رقم ‪.6109-98‬‬

‫‪ -1‬واملادة ‪ 6‬من األمر رقم ‪ 09-96‬املتعلق ابالعتماد االجياري‪" :‬ختضع عمليات االعتماد االجياري إىل إشهار‪ ،‬حتدد كيفياته عن طريق التنظيم "‪ .‬املادة ‪ 3‬من‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 90-06‬املؤرخ يف ‪20‬فيفري ‪ ،2006‬حيدد كيفيات إشهار عمليات االعتماد اإلجياري لألصول املنقولة‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪10‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 26‬فيفري ‪ .2006‬وامللحق املتعلق بكشف قيد االعتماد اإلجياري املتعلق ابألمالك املنقولة وابحملالت التجارية‪ ،‬ملحق موجود يف آخر الرسالة‪.‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 4‬من نفس املرسوم‪.‬‬
‫‪3-Art 3 du décret N072-665 : "La publication est requise au greffe du tribunal dans le ressort duquel le‬‬
‫‪client de l'entreprise de crédit-bail… La publication est requise au greffe du tribunal de commerce‬‬
‫‪il a souscrit le crédit-bail".‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 3‬من الالئحة التنفيذية رقم ‪ 95‬لسنة ‪ 1995‬املوضوعة ابلقرار رقم ‪ 846‬بتاريخ ‪1995-12-21‬الصادرة عن وزارة االقتصاد والتجارة اخلارجية‪.‬‬
‫‪-5‬املادة ‪ 436‬من مدونة التجارة املغريب‪.‬‬
‫‪-6‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 109-98‬املؤرخ يف ‪ 04‬أفريل ‪ ،1998‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،20‬املؤرخ يف ‪ 05‬أفريل ‪.1998‬‬
‫‪296‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫واملشرع اجلزائري نص صراحة على ضرورة أن يؤشر كتابة على أي تعديل للبياانت اليت احتواها القيد‪،1‬‬
‫ومن مث عدم جواز إغفال أي بيان مذكور يف السجل مت تعديله‪ ،‬وهذا التعديل يتعلق ابلبياانت اليت تضمنها طلب‬
‫القيد‪ ،‬هذا ما تبناه كذلك املشرع الفرنسي واملصري يف جمال التعديل‪.‬‬
‫أما خبصوص إلغاء القيد فقد تعرض املشرع لذلك‪ ،‬وبني احلاالت اليت جاءت على سبيل احلصر‪ ،2‬فقد‬
‫يكون بناء على قيام األطراف اتفاقا ابلشطب‪ ،‬أو بصدور حكم أو قرار حائز على احلجية‪ ،‬أو بناء على انقضاء‬
‫االجيار عن طريق التنازل‪.‬‬
‫إال أن املشرع مل يتعرض لبعض التفاصيل خصوصا املتعلقة مبدى جواز االحتجاج ابمللكية عند ختلف إجراء‬
‫القيد أو القيد خارج األجل احملدد ب ‪ 30‬يوما‪ ،‬وهو يف ذلك خمالف للتشريعني الفرنسي‪3‬واملصري اللذين تناوال‬
‫ذلك‪.4‬‬
‫فقيد عقد االعتماد االجياري يرتتب عليه أن يصبح هذا العقد وسائر بياانته حجة على الكافة‪ ،‬وابلتايل‬
‫جيوز للبنك املؤجر االحتجاج به على الغري‪ ،‬ومنه جيوز لدائنيه التنفيذ على املال املؤجر حتت يد املؤسسة املستأجرة‬
‫ابعتباره مملوكا ملدينهم املؤجر‪ ،‬ويدخل ضمن الضمان العام له‪ ،‬كما أن القيد يدل من جهة أخرى على أن املال‬
‫املؤجر مملوك للبنك املؤجر‪ ،‬وابلتايل ميكنه اسرتداده يف حالة إفالس املستأجر‪ ،‬ويتجنب الدخول يف قسمة‬
‫الغرماء‪.5‬‬
‫كما يرتتب على قيد عقد االعتماد االجياري حرمان دائين املستأجر من توقيع احلجز على العني املؤجرة‪ ،‬إذ‬
‫أن احلكمة من إشهاره هي إعالم الغري ابلوضع الذي آل إليه املال املؤجر‪ ،‬وابلتايل ميكن ملؤسسة االعتماد‬
‫االجياري أو البنك املؤجر االحتجاج ابلعقد يف مواجهة الغري‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 5‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 90-06‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 6‬من نفس املرسوم‪.‬‬
‫‪3-Art5 du décret N072-665 : "Les inscriptions régulièrement faites en applications des articles 2et4‬‬
‫‪prennent à leur date".‬‬
‫‪ -4‬تعرض املشرع املصري ابملادة ‪ 6‬من الالئحة رقم ‪ 95‬السالفة الذكر‪ ،‬على أنه اعتبارا من اتريخ القيد ال جيوز للمستأجر أو الغري االحتجاج على املؤجر أبي حق‬
‫يتعارض مع بياانت عقد االعتماد االجياري اليت قيد هبا طبقا ألحكام املادة‪ 3‬من هذا القانون‪.‬‬
‫‪ -5‬حممد هبجت عبد هللا قايد‪ ،‬عمليات البنوك واإلفالس‪ ،‬الودائع املصرفية‪ ،‬االئتمان املصريف‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2000 ،2‬ص‪.197‬‬
‫‪297‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫وابلنسبة لألصول غري املنقولة (العقارات)‪ ،‬فإن التصرفات الواردة عليها ال يكون هلا أي أثر إال بعد إمتام‬
‫إجراءات الشهر‪ ،‬واملشرع اجلزائري أخضع عمليات االعتماد التجاري لألصول غري املنقولة وأحال ذلك إىل‬
‫التنظيم‪ ،1‬الذي حييل بدوره إىل قوانني الشهر العقاري املشار إليها سابقا‪ ،‬حيث أن عمليات إشهار عقود االعتماد‬
‫اإلجياري العقاري تكون خاضعة للقيد يف سجالت احملافظة العقارية‪ ،‬اليت يقع يف دائرة اختصاصها موقع العقار مع‬
‫االلتزام ابلبياانت احملددة قانوان‪.2‬‬
‫ودور امللكية يف عقد االعتماد االجياري هي أن املؤجر يبقى صاحب ملكية العني املؤجرة خالل مدة العقد‬
‫إىل غاية حتقيق شراء املستأجر هذا األصل يف حالة ما إذا قرر هذا األخري ذلك عند انقضاء فرتة االجيار‪ ،‬ويستفيد‬
‫املؤجر بكل احلقوق املرتبطة حبق امللكية‪ ،‬ويقوم بكل االلتزامات القانونية امللقاة على عاتق صاحب امللكية وفقا ملا‬
‫هو وارد يف عقد االعتماد االجياري‪.3‬‬
‫فالبنك املؤجر يلعب دورا متويليا هبذه اآللية‪ ،‬إال أن دور امللكية ابلنسبة له يعد إحدى الضماانت‬
‫األساسية‪ ،‬حيث حيتفظ فيه مبلكية األصل طوال مدة العقد‪ ،‬ودينه مضمون أبقوى الضماانت وهي ملكيته له‬
‫(األصل) وهو أقوى حىت من احلقوق العينية التبعية ابعتباره حقا عينيا أصليا‪.‬‬
‫وأكثر من ذلك فقد أعطى املشرع للبنك احلق يف اسرتجاع األصل املؤجر‪ ،‬وكذا ممارسة امتيازه على أصول‬
‫املستأجر القابلة للتحويل نقدا‪ ،‬وقد يتعدى ذلك إىل أمواله اخلاصة قصد اسرتداد األقساط املستحقة غري املدفوعة‪،‬‬
‫املنصوص عليها يف جدول التسديد امللحق ابلعقد املّبم بينه وبني املؤسسة املستأجرة‪.4‬‬
‫كما أن هناك وجها آخر من أوجه أمهية بقاء ملكية األصل املؤجر بيد البنك هو أنه يف حالة عدم قدرة‬
‫املؤسسة املستأجرة على الوفاء يتم اثباهتا قانوان من خالل عدم دفع قسط واحد من اإلجيار‪ ،‬أو عند تسوية قضائية‬
‫أو إفالس املؤسسة‪ ،‬ال خيضع األصل املؤجر ألية متابعة من دائين املستأجر‪.5‬‬

‫‪ -1‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 91-06‬املؤرخ يف ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬حيدد كيفيات إشهار عمليات اإلشهار التجاري لألصول غري املنقولة‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪،10‬‬
‫املؤرخة يف ‪ 26‬فيفري ‪.2006‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 02‬و‪ 03‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،91-06‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 19‬من األمر رقم ‪ 09-96‬املتعلق ابالعتماد االجياري‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 13‬الفقرة‪ 3‬من األمر رقم ‪ 09-96‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪-5‬لالطالع أكثر على أمهية االحتفاظ ابمللكية كضمان‪ ،‬املواد من ‪22‬إىل ‪ 28‬من األمر رقم ‪ 09-96‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪298‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫ومن قبيل أتكيد هذه السلطات املمنوحة للبنك املؤجر نتيجة الحتفاظه ابمللكية‪ ،‬فإن له احلق يف وضع حد‬
‫للمؤسسة املستأجرة يف االنتفاع ابألصل املؤجر واسرتجاعه ابلرتاضي أو عن طريق أمر على عريضة من رئيس‬
‫حمكمة مكان تواجد البنك املؤجر‪ ،‬وذلك يف حالة عدم دفع املؤسسة قسطا واحدا من اإلجيار‪ ،‬وابلتايل ميكن له‬
‫أن يتصرف يف األصل املسرتجع‪ ،‬أتجريا أو بيعا أو رهنا‪.1‬‬
‫إجراءات االسرتجاع تتم وفق ما نص عليه القانون التجاري وقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪:‬‬

‫‪ -‬البد أن يتم مباشرة اسرتداد األصل املؤجر خالل ‪1‬سنة من نشر القرار احملدد للتوقف عن الدفع‪ ،2‬إذا كان‬
‫املستأجر حمل إجراء إفالس أو تسوية قضائية‪.‬‬

‫‪ -‬جيوز لصاحب األصل املؤجر قبل رفع دعوى اسرتداده أن حيجز حتفظيا عليه عند املستأجر احلائز‪.3‬‬

‫‪ -‬يف حالة عدم دفع املستأجر ولو قسطا واحدا‪ ،‬ميكن للمؤجر اسرتداد األصل عن طريق إشعار مسبق و‪/‬أو‬
‫إعذار عن طريق امل ِّ‬
‫حضر ملدة ‪ 15‬يوما كاملة‪.4‬‬
‫ُ‬
‫ثانيا‪ :‬الشهر المحاسبي لالعتماد االيجاري‬

‫إن الشهر القانوين لعقد االعتماد االجياري ما هو إال طريق إلعالم الغري حبقيقة املركز املايل للمستأجر‪ ،‬حىت‬
‫ال ينخدع مبظهر اليسار‪ ،‬فعند ختلف الشهر فإنه ال جيوز احتجاج البنك املؤجر يف مواجهة الغري من دائين‬
‫املستأجر مبلكيته لألصول املؤجرة‪ ،‬وابلتايل فإن ختلف إجراء الشهر ميس امللكية وال ميس عقد االعتماد االجياري‬
‫يف حد ذاته‪.‬‬
‫كما أنه البد على املستأجر أن يلتزم ابلشهر احملاسيب‪ ،‬وذلك بقيد أقساط األجرة يف دفاتره احملاسبية‪ ،‬إال‬
‫أن املشرع اجلزائري مل يتناول ذلك صراحة‪ ،‬ال يف األمر املتعلق ابالعتماد االجياري‪ ،‬وال يف املرسوم التنفيذي الذي‬
‫حيدد كيفيات إشهار عمليات االعتماد االجياري‪ .‬ماعدا ما ذكر من ضرورة ووجوب أن ترسل البنوك واملؤسسات‬
‫املالية إىل مركز احلساابت املعلومات احملاسبية واملالية للسنوات الثالث املاضية لكافة زابئنها‪ ،‬ووجوب فحصها‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 20‬من نفس األمر‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 306‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 658‬واملادة ‪ 646‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 20‬من األمر رقم ‪ 09-96‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪299‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫ومراقبتها قبل إرساهلا ملركزية احلساابت‪ ،‬هذه األخرية تقوم بفحص وحتليل هذه املعلومات املرسلة إليها‪ ،‬لتبعث هي‬
‫بدورها بنتائج الفحص والتحليل إىل البنوك واملؤسسات املالية املعنية‪ ،1‬مدونة ذلك يف ملف شخصي لكل‬
‫مؤسسة مستأجرة‪ ،‬وتستطيع البنوك املؤجرة بدورها إرسال امللف املذكور سابقا إىل املؤسسة املستأجرة‪.‬‬
‫ولعل احلكمة من الشهر احملاسيب هي إعالم الغري أبن حيازة املستأجر لتلك األصول هي حيازة عرضية‪،‬‬
‫وأن صفته ابعتباره حائزا وليس مالكا‪ .‬كذلك فإن هذا اإلجراء يعد وسيلة لتشجيع البنوك املؤجرة على التوسع يف‬
‫هاته العملية اهلامة واخلطرية‪ ،‬الذي حيد من خطورهتا ملكية البنك لألصول حمل االعتماد االجياري‪ ،‬والشهر حيفظ‬
‫حقه يف االحتجاج مبلكيته هلا‪ ،2‬كما أن املؤسسة اليت استأجرت هاته األصول ال تكون مالكة هلا‪ ،‬وابلتايل ال يتم‬
‫قيدها ضمن أصول املشروع املمول هبذه اآللية‪ ،‬اليت تعد متويل وضمان يف نفس الوقت‪.‬‬
‫وما دام أنه ال ميكن للغري االطالع على واثئق املؤسسة املستأجرة احملاسبية‪ ،‬فهذا احلق خمول للبنك املؤجر‬
‫دون غريه‪ ،‬ومن مث يستطيع الغري االحتجاج ابحليازة‪ ،‬ابإلضافة إىل أن املؤسسة قد ال تقوم إبجراء هذا النوع من‬
‫القيد‪ ،‬ألن املشرع ال ينص على ذلك صراحة‪ ،‬عكس الشهر القانوين لالعتماد االجياري الذي جعل له مرسوما‬
‫تنفيذاي خاصا به كما أشران إىل ذلك سابقا‪ .‬هذا جيعل للشهر احملاسيب أثرا حمدودا‪.‬‬
‫لذا البد من عدم االستغناء على الشهر القانوين‪ ،‬ألنه من مصلحة البنك املؤجر حيث حيفظ ملكيته للعني‬
‫املؤجرة‪ ،‬وجيعل له إمكانية االحتجاج بذلك على الغري‪ ،‬كما أنه يسد أي نقص أو انعدام للشهر احملاسيب‪ .‬ألن‬
‫الشهر القانوين يظهر للغري عكس الشهر احملاسيب الذي يظهر فقط ابلنسبة للبنك املؤجر لالطالع على الوضعية‬
‫املالية واحملاسبية للمؤسسة املستأجرة‪ ،‬هذا يفيده يف قرار التمويل ويف دراسة املخاطر اليت ميكن أن يتعرض هلا جراء‬
‫هذه العملية التمويلية‪ ،‬بينما ذلك ابلنسبة للغري ميثل استحالة‪ ،‬فالبنك املؤجر حيتاج أكثر آللية تثبت له ملكيته‬
‫للعني املؤجرة‪ ،‬وابلتايل يستطيع من خالهلا االحتجاج على الغري بذلك‪ ،‬ألن إمهال الشهر القانوين من البنك جيعل‬
‫عقد االعتماد االجياري صحيحا‪ ،‬لكن االحتجاج ابمللكية يف مواجهة الغري مستحيال‪ ،‬ألن الغري حيكم على‬
‫الظاهر‪ ،‬والظاهر هو ملكية املؤسسة املستأجرة للعني املؤجرة‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 4‬واملادة ‪ 5‬من النظام رقم ‪ 07-96‬املؤرخ يف ‪3‬جويلية ‪ 1996‬املتضمن تنظيم نشاط مركزية احلساابت‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،66‬سنة ‪ .96‬وبومدين‬
‫فياليل‪ ،‬اجلوانب القانونية واالقتصادية لالعتماد االجياري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة بلعباس‪ ،2001 ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ -2‬بومدين فياليل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ 112‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪300‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تحقيق الضمان‬

‫إن الضمانة احلقيقية اليت منحها القانون للبنك املؤجر كي يطمئن الستيفاء ديونه من جراء إخالل املؤسسة‬
‫املستأجرة ابلتزاماهتا‪ ،‬هي حقه يف ملكية األصل أو اسرتداده بسب احلاالت‪ .‬كما ميكنه أن يشرتط يف تدخله‬
‫التمويلي طلب امتيازات عبارة عن ضماانت لتغطية خمتلف املبالغ اليت تنفق من أجل اجناز العملية‪ ،‬وهذه‬
‫الضماانت مطلوبة من شخص املستأجر املستفيد ملواجهة املخاطر املالية‪ ،‬هذه الضماانت تظل قائمة إىل هناية‬
‫عملية االعتماد االجياري التمويلية‪.1‬‬
‫واملشرع اجلزائري قد اعتّب التزام املستأجر بتقدمي الضماانت أو التأمينات اختيار يعود لألطراف املتعاقدة‪،‬‬
‫فيمكن أن ينص عقد االعتماد االجياري على ذلك‪ .‬لذلك إبمكان املؤجر مطالبة املستأجر بضماانت عينية و‪/‬أو‬
‫شخصية‪ ،‬وهذا لضمان تسديد بدالت اإلجيار‪.‬‬
‫ومما سبق فإنه ال مانع من اتفاق املؤجر مع املستأجر ألجل ضمان الوفاء أبقساط األجرة من اشرتاط تقدمي‬
‫رهن عيين‪ ،‬كرهن بعض العقارات أو حقوق عينية أخرى‪ ،‬وهو ما يتفق مع ما تقضي به القواعد العامة يف عقد‬
‫اإلجيار اليت تسمح للمؤجر‪ ،‬ضماان حلقوقه الناشئة عن اإلجيار‪ ،‬أن حيبس مجيع املنقوالت القابلة للحجز مادامت‬
‫مثقلة ابمتياز املؤجر‪.2‬‬
‫ومن أجل حتصيل البنك املؤجر ملستحقاته الناشئة عن عقد االعتماد االجياري فإنه يتمتع ابمتياز عام على‬
‫كل األصول املنقولة وغري املنقولة اليت هي ملك للمستأجر واألموال املوجودة حبسابه‪ ،‬ومنه يدفع للمؤجر‬
‫مستحقاته قبل أي دائن آخر‪ .3‬وملمارسة املؤجر حقه مبقتضى عقد االعتماد االجياري أن يسجل رهنا رمسيا أو‬
‫حيازاي خاصا على عقارات أو منقوالت ميتلكها املستأجر‪.4‬‬
‫وللمؤجر إمكانية اللجوء للحجز التنفيذي أو التحفظي على املستحقات واملنقوالت اخلاصة ابملستأجر عن‬
‫طريق رسالة مضمونة الوصول أوعن طريق امل ِّ‬
‫حضر القضائي‪.5‬‬
‫ُ‬

‫‪ -1‬املادة الثامنة عشر‪ ،‬البياانت والضماانت‪ ،‬عقد متويل ابالعتماد االجياري بني بنك الّبكة اجلزائري وشركة‪ ،‬املالحق املوجودة يف هناية رسالتنا هاته‪.‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 501‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 23‬من األمر رقم ‪ 09-96‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 24‬الفقرة ‪1‬من نفس األمر‪.‬‬
‫‪-5‬املادة ‪ 24‬الفقرة‪2‬واملادة ‪ 25‬من نفس األمر‪.‬‬
‫‪301‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫كما قد يشرتط البنك املؤجر وحرصا منه على ضمان الوفاء مببلغ األجرة اليت تكون مستحقة له‪ ،‬تقدمي‬
‫املستأجر كفيال شخصيا يضمن املبالغ املستحقة مبا فيها أقساط األجرة‪ ،‬وهذا كعنصر إضايف من عناصر الضمان‬
‫اليت حيققها االعتماد اإلجياري‪ ،1‬وهو ما يتفق مع ما تقضي به القواعد العامة يف عقد اإلجيار اليت تسمح للمؤجر‬
‫املطالبة بكفالة لضمان الوفاء ببدل اإلجيار والتكاليف‪ .2‬كما أن الكفالة تكون عموما مطلوبة من البنك املؤجر‬
‫الذي يشرتط أن يكون املسريون االجتماعيون للمؤسسة املستأجرة أو فيما بينهم كمتضامنني هم كفالء هلا‪.‬‬
‫ومن آليات الضمان كذلك‪ ،‬ومن أجل محاية األصول املؤجرة من أي خطر‪ ،‬كضياعها كلية أو جزئيا‪،‬‬
‫وااللتزام بضماهنا ضد خماطر احلريق والسرقة‪ ،‬وكل اخلسائر اليت قد تلحق األصل املؤجر‪ ،‬فإنه يقع على املستأجر‬
‫عبء التأمني ضد هذه املخاطر‪ ،3‬وكذلك تكفله بدفع أقساط التأمني املكتتبة‪.4‬‬
‫يف سبيل احلفاظ على ملكية املنقول تزيد التزامات املستأجر جتاه البنك املؤجر ويتبني منها أنه املتعد قاصرة‬
‫على تلك االلتزامات اليت استعرضناها واملتمثلة يف التزام املستأجر ابحملافظة على املنقول وصيانته وأتمينه‪ .‬من هذه‬
‫املخاطر اليت قد يتعرض هلا األصل املؤجر قيام شخص اثلث دائنا كان للبنك املؤجر أو دائنا للمستأجر بدعوى‬
‫مطالبة على كل املنقول أو جزء منه عن طريق احلجز‪ ،‬ففي هذه احلالة يتوجب على املستأجر أن حيتج ابعتباره‬
‫مسؤوال عن هذا النوع من املخاطر اليت هتدد األصل املؤجر ضد هذه االدعاءات‪ ،‬وأن يبلغ املؤسسة املالية املؤجرة‬
‫حاال كي حتافظ على مصاحلها‪ ،5‬وإذا مت احلجز رغم ذلك فعلى املستأجر أن يتحمل كل النفقات والتكاليف‬
‫املستحقة بسبب إجراء رفع اليد‪ ،‬ويكون مسؤوال عن أي ضرر انتج عن خطأ أو أتخري يف إعالم املؤسسة املالية‬
‫املؤجرة‪ ،‬وال ميكن جتنب هذ االلتزام ابلدفع إاليف احلالة االستثنائية اليت يتبني مبوجبها أن الشخص الثالث يتدخل‬
‫بوصفه دائنا للمؤسسة املالية املؤجرة‪ .‬وبناء على ذلك فإنه ميكن افرتاض أن يكون الشخص الثالث الذي يريد‬
‫احلجز على املنقول الذي يكون حتت يد املستأجر أثناء سراين عقد االعتماد االجياري دائنا للمستأجر‪ ،‬وظنا منه‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 17‬من نفس األمر‪ - . . .":‬التزام املستأجر مبنح املؤجر ضماانت أو أتمينات عينية أو فردية‪." . . .‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 500‬من القانون املدين‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة العاشرة‪ ،‬التأمني على األخطار‪ ،‬عقد متويل ابالعتماد االجياري بني بنك الّبكة اجلزائري وشركة‪ ،‬املالحق املوجودة يف هناية رسالتنا هاته‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 26‬واملادة ‪ 39‬االلتزام السابع‪ ،‬األمر رقم ‪ 09-96‬السالف الذكر املتعلق ابالعتماد االجياري‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 39‬االلتزام رقم ‪ 8‬من األمر رقم ‪.09-96‬‬
‫‪302‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫أن هذا األخري هو مالكه يريد احلجز عليه‪ ،‬كما ميكن افرتاض أن يكون الشخص الثالث الذي يريد احلجز على‬
‫املنقول الذي كان بيد املستأجر دائنا للبنك املؤجر‪.‬‬
‫فإذا كان الشخص الثالث الذي يريد احلجز على املنقول الذي كان بيد املستأجر املستفيد دائنا له‪ ،‬فإنه‬
‫يتعني إخطار وإعالم مؤسسة االعتماد االجياري فورا هبذا احلجز الذي يريد دائنه التوقيع عليه‪ ،‬ويتعني عليه أيضا‬
‫اختاذ ما يلزم من إجراءات قانونية ملنع احلجز عليه‪ ،‬كإعالم دائنه أبن األصل غري مملوك له وإخطاره أبنه حمال لعقد‬
‫اعتماد اجياري مشهر تعود ملكيته للبنك املؤجر‪ ،‬كما ميكن للمستأجر ومن ابب رد احلجز وعدم توقيعه إخطار‬
‫الدائن احلاجز أبن ملكيته تعود للبنك املؤجر‪ ،‬وهي اثبتة من خالل الدليل املتمثل يف اللوحة املعدنية املوضوعة‬
‫عليه حىت حيصل بذلك اليقني للحاجز‪ .‬أبن احلجز غري قانوين‪ ،‬وأمنا حيوزه املستأجر مدينه ال تعود ملكيته إليه‪،‬‬
‫ليكون هذا األخري قد نفذ التزامه املفروض عليه مبوجب عقد االعتماد االجياري‪ ،‬ومن ابب أن املستأجر قد حتمل‬
‫مسئوليته كاملة جتاه مؤسسة االعتماد االجياري أنه قام أيضا إبعالمها هبذا احلجز‪ ،‬مما سيمنح هلا هي أيضا فرصة‬
‫التدخل لرفع أي حجز‪ ،‬حىت ولو وصل أمر احلجز إىل مراحل متقدمة بعد تدخل القضاء وعرض املنقول احملجوز‬
‫للبيع ابملزاد العلين‪.‬‬
‫وإذا كان الشخص الثالث حاجز املنقول املادي دائنا لشركة االعتماد االجياري فإن ذلك يعين أن املؤسسة‬
‫هي أصال كانت مدينة له‪ ،‬وتطبيقا للقواعد العامة‪ ،‬فإن الغري الدائن للبنك سيلجأ بناء على قاعدة حجز ما‬
‫للمدين لدى الغري‪1‬بتوقيع احلجز على ما كان حيوزه املستأجر‪ ،‬حيث يقوم دائن املؤسسة املالية املؤجرة حبجز‬
‫األصول أو املنقوالت اململوكة هلا‪ ،‬واليت تكون بيد الغري وهو املستأجر املستفيد يف هذه احلالة ابستيفاء حقه من‬
‫تلك األصول أو املنقوالت‪ .‬ويكون طلب توقيع احلجز بناء على عريضة يقدمها دائن مؤسسة االعتماد االجياري‬
‫إىل رئيس احملكمة حيثي صدر أمرا بتوقيع احلجز‪ ،‬ويقوم بعدها الدائن إبخطار املستأجر بوقوع حجز على املنقول‬
‫الذي كان حيوزه‪ ،‬وهذا يؤدي إىل امتناع املستأجر من رد املنقول احملجوز إىل شركة االعتماد االجياري‪ ،‬وقد جعل‬
‫املشرع اجلزائري التزام املستأجر إبخطار املؤجر أبي أمر يستدعي تدخله بصفته صاحب امللكية التزاما ال خيضع‬
‫لالتفاق عليه بني الطرفني‪ ،‬بل هو التزام منصوص عليه‪ ،‬أبن املستأجر ملزم إبشعار املؤجر فور حصول أي أمر‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 667‬قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬


‫‪303‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫يستدعي تدخله بصفته صاحب امللكية‪ ،1‬ودون شك فإن قيام دائن املستأجر أو مؤسسة االعتماد االجياري‬
‫ابحلجز على األصل أو املنقول املؤجر يعد أمرا خطريا يستوجب على املستأجر يف عقد االعتماد االجياري القيام‬
‫بعملية اإلخطار حىت يتفادى بذلك كل مسؤولية قد تقع عليه عند عدم اإلخطار حبصول احلجز للمنقول‪.‬‬
‫وابلرجوع للتشريع اجلزائري بشأن ما جيب اختاذه من تدابري والتزامات من قبل املستأجر فقد أشار القسم الثالث‬
‫املتعلق اباللتزام بصيانة األصل املؤجر وأتمينه ورده‪ 2‬إبمكانية أن يضع العقد على عاتق املستأجر االلتزام ابحلفاظ‬
‫على األصل املؤجر وصيانته‪ ،‬وأنه جيب عليه أن يسمح طيلة مدة نفاذ عقد االعتماد االجياري للمؤجر ابلدخول‬
‫إىل احملالت اليت يوجد فيها املنقول املادي املؤجر وذلك لتمكينه من مراقبة حالة هذا األصل‪ ،‬كما أشار املشرع يف‬
‫نفس األمر بضرورة التزام املستأجر خالل مدة االنتفاع ابألصل املؤجر ابستعمال هذا األصل حسب االستعمال‬
‫املتفق عليه‪ ،‬وأن حيافظ عليه مثل حمافظة رب األسرة احلريص‪ ،3‬كما أكد على وجوب قيام املستأجر عند انقضاء‬
‫مدة اإلجيار ويف حالة عدم استعمال خيار الشراء أو عدم جتديد عقد اإلجيار‪ ،‬أن يرد األصل املؤجر‪ 4‬على حالة‬
‫اشتغال واستعمال توافق حالة أصل مماثل وحسب عمره االقتصادي‪ ،‬وال ميكن للمستأجر يف مجيع احلاالت‬
‫استعمال حق حبس األصل املؤجر مهما كان السبب‪.‬‬
‫إن الوقوف على مسؤولية املستأجر عن إضعاف الضمان املقرر للبنك املؤجر واملتمثل يف ملكيته لألصل‪،‬‬
‫إمنا ينتج من استغالل املستأجر لألصل املؤجر‪ ،‬وما يرتتب عن ذلك من احتمال هالكه سواء كان اهلالك كليا أو‬
‫جزئيا‪ ،‬وكذلك قد يرتتب عن هذا اهلالك املساس اخلطري حبق ملكيته‪ ،‬وقد يكون البنك قد قرر عليه حقا عينيا‬
‫تبعيا‪ ،‬ومكن دائنيه املرهتنني من هذا األصل الذي أصبح مرهوان من قبله وقد يؤدي هالك األصل أيضا إىل‬
‫إضعاف هذا الضمان‪ ،‬ومن مث يؤدي ذلك إىل اإلضرار ابلدائنني املرهتنني‪.‬‬
‫إن فعالية امللكية كضمان تظهر بشكل واضح من خالل تفادي البنك املؤجر ألية مزامحة من قبل دائين‬
‫املؤسسة املستأجرة‪ ،‬إذ يستبعد هؤالء بصفة مطلقة من التنفيذ على األصل املؤجر‪ ،‬ألنه ليس ملكا ملدينهم‪ ،‬بل هو‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 39‬الفقرة من األمر رقم ‪ 09-96‬املتعلق ابالعتماد االجياري‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 33‬من نفس األمر‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 35‬من نفس األمر‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 36‬من نفس األمر‪.‬‬
‫‪304‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫جمرد حائز مستأجر‪ ،‬فالبنك ميكنه التصدي بفعالية ألي ادعاء من جانب الغري أبحقيته على األصل‪ .‬ولذلك كله‬
‫مت اإلمجاع على أن امللكية متثل الضمان احلقيقي ضد خماطر إعسار املؤسسة املستفيدة‪ ،‬وإخالهلا ابلتزامها ابلوفاء‬
‫ابألجرة‪ .‬وأكثر من ذلك‪ ،‬حيث أنه يف حالة إفالس املستأجر‪ ،‬يكون للمؤجر امتياز قانوين يستطيع من خالله أن‬
‫ميتاز على الدائنني اآلخرين للمستأجر‪ ،‬وذلك بعدم متكينهم من متابعة األصل املؤجر‪ ،‬مهما كان وضعهم القانوين‪.‬‬
‫كما تظهر فعالية هذه اآللية من خالل ما منحه املشرع من امتيازات قانونية للمؤجر‪ ،‬وما نص عليه من‬
‫التزامات تقع على عاتق املستأجر كلها تصب يف مصلحة املؤجر‪ ،‬وحتميه من املخاطر اليت حتيط هبذه العملية‬
‫التمويلية‪ ،‬اليت تكيف على أهنا حق ملكية وضمان يف آن واحد‪.‬‬
‫إن آلية حق امللكية كضمان رغم اختالف تكييفها كحق عيين تبعي من جهة وإمكانية اعتمادها كآلية‬
‫حلماية البنك من خماطر متويل املؤسسة من جهة اثنية‪ ،‬إال أنه ميكن القول أهنا آلية ضمان مبفهومه الواسع‪ ،‬إال أهنا‬
‫ال حتقق احلماية الكافية من خطر عدم التسديد إلمكانية تعرض الشيء املؤجر للتلف أو االهتالك هذا يؤدي إىل‬
‫نقص قيمتها‪ ،‬وهذا هو حمل خطر اعتماد حق امللكية كضمان فبني فرتة منح الشيء املؤجر واسرتجاعه حتدث‬
‫مستجدات قد جتعل املؤسسة غري قادرة على الوفاء ابلتزاماهتا أو تعرض العني املؤجرة خلطر االهتالك الكلي أو‬
‫اجلزئي أو ظهور آالت جديدة منافسة مبواصفات عالية اجلودة جتعل أتجري اآلالت القدمية مرة أخرى أو بيعها أمر‬
‫غري ممكن‪ ،‬هذا قد يعرض البنك املؤجر خلسائر فادحة إذا مل حيسن استغالل هذه اآللية (االعتماد االجياري) على‬
‫أحسن ما يرام من حيث الشراء وأقساط االجيار وفرتة التأجري وإمكانية التأجري للعني املؤجرة عدة مرات وإمكانية‬
‫تصريفها وذلك ببيعها يف هناية املطاف‪ ،‬ولكن ال يتأتى له ذلك إال مبواكبة التطور يف جمال التكنولوجيا بشراء‬
‫آالت عالية اجلودة والتقنية وتكون اقتصادية وسريعة وقوية وذات قطع غيار متوفرة‪ ،‬أما ابلنسبة للعقارات فتكون‬
‫متينة ومبنية على املقاييس العاملية أبدوات بناء حديثة دون إمهال ملوقعها االسرتاتيجي فذلك يساعد على جناح‬
‫املشروع‬
‫أي للمؤسسة ومن مث اإلقبال على أتجري مثل هذه العقارات وأبسعار عالية‪.‬‬
‫وااللتزامات القانونية امللقاة على عاتق املؤجر متثل إحدى سلبيات التمويل عن طريق االعتماد االجياري‪.1‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 38‬من األمر رقم ‪ 09-96‬املتعلق ابالعتماد االجياري‪.‬‬


‫‪305‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫وإذا أتينا للمقارنة وفق معيار التكلفة جند أن آلية التمويل عن طريق االستئجار تعتّب جد مكلفة إذا ما‬
‫قورنت ابالقرتاض أو التمويل املختلط‪ ،‬وذلك راجع إىل أن املستأجر يتحمل كل النفقات املرتتبة على احلصول‬
‫على التجهيزات واليت تتمثل يف مثن الشراء‪ ،‬وأقساط التأمني‪ ،‬والصيانة‪ ،‬إضافة إىل هامش الربح الذي يطلبه املؤجر‬
‫دون أن يكون املستأجر مالكا هلا‪ ،‬كما أن هذا األخري يتحمل أيضا خسارة القيمة املتبقية يف حالة خياره ابلشراء‬
‫يف هناية عقد اإلجيار‪ .‬والعامل الذي ساهم يف ارتفاع تكلفة االئتمان االجياري هو أنه ميول إمجايل املشروع‪ ،‬يف‬
‫حني ال ميول القرض سوى ‪ 80‬ابملائة منه‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬الضمان المالي‬

‫إن استفادة املؤسسات املصغرة والصغرية واملتوسطة من التمويل أمر صعب املنال‪ ،‬ألن البنك لديه شك يف‬
‫قدراهتا وإمكاانهتا‪ ،‬وهذا لضعف قاعدهتا املالية واإلدارية‪ ،‬وعدم توفرها على ضماانت كافية لتغطية املخاطر‪ .‬ونظرا‬
‫ألمهية هذا النوع من املؤسسات يف إنعاش االقتصاد الوطين وامتصاص شبح البطالة وكذا حتقيق التنمية االقتصادية‪،‬‬
‫جلأت الدولة إىل ما يسمى ابلضمان املايل‪ ،‬أي صناديق الضمان‪ ،‬اليت هي ضماانت قانونية‪ ،‬من خالهلا مت‬
‫أتسيس جمموعة منها‪ ،‬منها ما يضمن خطر القرض غري املسدد من طرف الشباب املستثمر يف إطار الوكالة الوطنية‬
‫لدعم تشغيل الشباب‪ ،1‬ومنها ما يضمن القروض املمنوحة للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.2‬‬
‫ويتضمن الضمان املايل فكرة احلماية‪ ،‬محاية البنك ِّ‬
‫املمول يف حالة وقوع خطر اإلعسار أو عدم الدفع عند‬
‫حلول أجل االستحقاق‪.‬‬
‫فالضمان املايل يتحمل جزء من اخلطر الذي قد يقع على البنك جراء عملية التمويل‪ ،‬وابلتايل فهو يعطيه‬
‫ثقة أكّب يف القيام هبذه العملية‪ ،‬دون تردد أو إحجام‪.‬‬

‫‪ -1‬الوكالة أنشئت مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 296-96‬املؤرخ يف ‪8‬سبتمّب‪ ،1996‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،52‬لسنة ‪.1996‬‬
‫وهذه الوكالة منذ إنشائها يف سبتمّب ‪ 1996‬إىل سنة ‪ 2016‬مولت أكثر من ‪370‬ألف مؤسسة‪ ،‬فيما جتاوز سقف التمويل يف ‪ 6‬أشهر األوىل من سنة ‪2016‬‬
‫عتبة ‪ 10‬ماليري دينار‪ .‬وخالل الفرتة املمتدة ما بني جانفي وهناية ماي ‪ ،2016‬مت متويل ‪ 6859‬مشروعا إلنشاء مؤسسات مصغرة‪ .‬ومت تسخري قيمة إمجالية‬
‫بـ‪ 292‬مليار دينار ما بني ‪ 1996‬وهناية ‪ .2015‬عن جريدة اخلّب اليومية‪ ،‬العدد‪ ،8420‬الصادر يف ‪4‬فيفري ‪ ،2017‬ص‪.15‬‬
‫‪ - -2‬القانون رقم ‪ 18-01‬املؤرخ يف ‪12‬ديسمّب‪ ، 2001‬املتضمن القانون التوجيهي لرتقية املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،77‬املؤرخ يف‬
‫‪ 15‬ديسمّب ‪ .2001‬املعدل واملتمم ابلقانون رقم ‪ 02-17‬املؤرخ يف ‪10‬جانفي ‪ ،2017‬املتضمن القانون التوجيهي لتطوير املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪،‬‬
‫اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،02‬املؤرخ يف ‪11‬جانفي ‪.2017‬‬
‫‪306‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫والضمان املايل له األولوية يف استيفاء حقوقه‪ ،‬دون أن يكون هناك أي احتجاج من الغري مبرتبة االمتياز يف‬
‫مواجهة هذا الضمان‪ ،‬كما هو معمول به يف إطار الضماانت التقليدية‪.‬‬
‫سنعاجل هذا املبحث من خالل التطرق ألطراف الضمان املايل‪ ،‬وكيفية حتقيق الضمان للبنوك ِّ‬
‫املمولة‪ ،‬وأخريا‬
‫تقييم مدى فعالية هذا النوع من الضماانت‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أطراف الضمان المالي‬

‫يضم الضمان املايل ثالثة أطراف‪ ،‬املؤسسة اليت صدر الضمان لصاحلها‪ ،‬والبنك املستفيد من الضمان‪،‬‬
‫واملؤسسة ماحنة الضمان‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المؤسسة التي صدر الضمان لصالحها‬

‫يعتّب قطاع املؤسسات الصغرية واملتوسطة إحدى القطاعات اليت هلا القدرة للمسامهة يف التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية ألي دولة‪ ،‬فعلى املستوى الوطين‪ ،‬تساهم هذه املؤسسات يف رفع الناتج الوطين وزايدة االستثمارات‬
‫وكذا النشاط االقتصادي‪ ،‬جبانب قدرهتا على توفري فرص العمل وزايدة الدخل ألصحاهبا‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬سارعت الدول إىل إنشاء وتطوير املؤسسات الصغرية واملتوسطة ودعمها يف خمتلف‬
‫اجلوانب‪ ،‬خاصة التمويلية منها‪ ،‬وهذا هبدف حتقيق األمهية االقتصادية املنشودة من مثل هذه املؤسسات وتعظيم‬
‫منفعتها يف خمتلف امليادين‪ ،‬وبصفة خاصة يف جمال القضاء على البطالة‪.‬‬
‫وتعتّب إشكالية التمويل إحدى أكّب العقبات اليت تواجه أصحاب هذه املؤسسات خاصة أثناء فرتة‬
‫اإلنشاء‪ ،‬وهذا راجع ابلدرجة األوىل إىل عزوف البنوك على منح االئتمان ملثل هذا النوع من القطاعات‪ ،‬ألن ذلك‬
‫راجع ابلدرجة األوىل لعدم توفر املؤسسات الصغرية واملتوسطة على ضماانت كافية هبدف احلصول على القروض‬
‫من البنوك‪.‬‬
‫وهبدف ترقية وتنمية هذا القطاع يف اجلزائر مت إنشاء هياكل ومؤسسات خاصة بدعم وتنمية وترقية هذا‬
‫القطاع‪.‬‬

‫‪307‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫أوال‪ :‬التعريف بهذا النوع من المؤسسات‬

‫هناك عدة معايري وضعها املشرع ميكن اعتمادها للتعريف هباته املؤسسات‪ .‬تتمثل يف معيار الكم‪ ،‬ومعيار‬
‫النوع‪ ،‬واملعيار اجلامع‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -1‬معيار الكم والنوع‬

‫خيص جمموعة من املؤشرات التقنية واالقتصادية‪ ،‬تتمثل يف اليد العاملة ورقم األعمال واحلصيلة السنوية‪.‬‬
‫لكنها غري كافية الفتقادها للدقة واحلصر‪.‬‬
‫لذا مت اللجوء إىل معيار النوع‪ ،‬حيث حيدد حجم املؤسسة انطالقا من نوع النشاط وامللكية واالستقاللية‪.‬‬
‫‪ -2‬المعيار الجامع‬

‫املؤسسات الصغرية واملتوسطة هي اليت توظف أقل من ‪250‬عامال‪ ،‬حيث أن عدد العمال جيب أن يوافق‬
‫عدد وحدات العمل السنوية‪ ،‬أي عدد العاملني األجراء بصفة دائمة خالل سنة واحدة‪ .2‬وأن رقم أعماهلا السنوي‬
‫ال يتجاوز‪2‬مليار دينار جزائري‪ ،‬أو أن جمموع حصيلتها السنوية ال تتجاوز ‪ 500‬مليون دينار جزائري‪ .3‬وهذا‬
‫النوع من املؤسسات يتمتع ابالستقاللية‪ ،‬وذلك أبال يكون رأمساهلا أو أن حقوقها حمجوزة من قبل مؤسسة أو‬
‫جمموعة مؤسسات أخرى بنسبة ‪ %25‬أو أكثر‪ .4‬وأهنا تضطلع بنشاط إنتاج السلع و‪/‬أو اخلدمات‪.‬‬
‫من هذا املنطلق تعرف املؤسسة الصغرية واملتوسطة على أهنا‪" :‬مؤسسة إنتاج السلع و‪/‬أو اخلدمات‪ ،‬تشغل‬
‫من ‪1‬إىل ‪250‬شخصا‪ ،‬ال يتجاوز رقم أعماهلا السنوي ‪ 2‬مليار دينار‪ ،‬تستويف معايري االستقاللية "‪ .5‬وعلى هذا‬
‫األساس تعرف‪:‬‬

‫‪ -‬املؤسسة املتوسطة أبهنا مؤسسة تشغل ما بني ‪ 50‬إىل ‪ 250‬شخصا‪ ،‬ويكون رقم أعماهلا ما بني ‪200‬‬
‫مليون وملياري دينار أو يكون جمموع حصيلتها السنوية ما بني ‪ 100‬و‪ 500‬مليون دينار‪.6‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 4‬من القانون التوجيهي رقم ‪ 18-01‬املتعلق برتقية املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬املعدل واملتمم‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 04‬الفقرة ‪ 01‬من نفس القانون التوجيهي رقم ‪ 18-01‬املعدل واملتمم ابلقانون رقم ‪.02-17‬‬
‫‪ -3‬جمموع احلصيلة هي تلك املتعلقة آبخر نشاط مقفل مدة ‪ 12‬شهرا‪ .‬املادة ‪ -2 ،4‬من نفس القانون التوجيهي رقم ‪.18-01‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 04‬الفقرة ‪ 03‬من نفس القانون التوجيهي رقم ‪.18-01‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 4‬السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪ -6‬املادة ‪ 5‬من نفس القانون التوجيهي ‪ 18-01‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪308‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫‪ -‬املؤسسة الصغرية هي مؤسسة تشغل ما بني ‪ 10‬إىل ‪ 49‬شخصا‪ ،‬وال يتجاوز رقم أعماهلا السنوي ‪200‬‬
‫مليون دينار أو ال يتجاوز جمموع حصيلتها السنوية ‪ 100‬مليون دينار‪.1‬‬

‫‪ -‬املؤسسة املصغرة هي مؤسسة تشغل من ‪ 1‬عامل إىل ‪ 9‬عمال وحتقق رقم أعمال أقل من ‪ 20‬مليون‬
‫دينار‪ ،‬أو ال يتجاوز جمموع حصيلتها السنوية عشرة ماليني دينار‪.2‬‬
‫إن رقم األعمال وجمموع احلصيلة السنوية قابالن للمراجعة‪ ،‬حسب التغريات املالية واالقتصادية‪ ،‬والتغريات‬
‫اليت تطرأ على سعر الصرف‪.3‬‬
‫وعن املؤسسات املؤهلة لالستفادة من الضمان املايل‪ ،4‬ميكن جلميع املؤسسات الصغرية واملتوسطة‬
‫االستفادة من هذا الضمان‪ ،‬حيث أن األولوية موجهة لليت تستثمر يف مشاريع إنتاج سلع وخدمات ال يتم إنتاجها‬
‫يف اجلزائر‪ ،‬وحتقق قيمة مضافة ومعتّبة‪ ،‬تساهم يف تقليص الواردات أو يف تنمية وزايدة الصادرات‪ ،‬تسمح‬
‫ابستعمال املوارد الطبيعية املتاحة ابجلزائر‪ ،‬واليت تشجع حتويل املواد األولية احمللية‪ ،‬وهي حباجة إىل حجم متويل‬
‫يتناسب مع عدد مناصب الشغل املستحدثة‪ ،‬تستخدم أيدي عاملة من الشباب ذوي الكفاءات املتخرجة من‬
‫مراكز التكوين والتمهني أو اجلامعات واملعاهد‪ ،‬وتساهم يف عملية االبتكار والتطوير‪ ،‬دون أن ننسى الشباب‬
‫املستثمر يف إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪.5‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 6‬من نفس القانون‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 7‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ -3‬القانون رقم ‪ 02-17‬املتضمن القانون التوجيهي لتطوير املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬املذكور أعاله‪ ،‬أصبح ينص على‪:‬‬
‫‪ -‬املؤسسات الصغرية واملتوسطة رقم أعماهلا ال يتجاوز ‪4‬ماليري دينار‪ ،‬أو جمموع حصيلتها السنوية ‪1‬مليار دينار‪.‬‬
‫‪ -‬املؤسسة املتوسطة رقم أعماهلا بني ‪400‬ومليون دينار‪ ،‬أوجمموع حصيلتها السنوية ما بني ‪200‬مليون إىل‪1‬مليار دينار‪.‬‬
‫‪ -‬املؤسسة الصغرية رقم أعماهلا ال يتجاوز ‪ 400‬مليون دينار‪ ،‬أوجمموع حصيلتها السنوية ال يتجاوز ‪200‬مليون دينار‪.‬‬
‫‪ -‬املؤسسة الصغرية جدا رقم أعماهلا السنوي أقل من ‪40‬مليون دينار‪ ،‬أو جمموع حصيلتها السنوي ال يتجاوز ‪20‬مليون دينار‪.‬‬
‫‪ -4‬حممد زيدان‪ ،‬اهلياكل واآلليات الداعمة يف متويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة ابجلزائر‪ ،‬ملتقى الشلف‪.2006،‬‬
‫‪ -5‬الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب متول املؤسسات املصغرة وفق ثالثة أشكال‪:‬‬
‫‪ -‬التمويل اخلاص‪ ،‬يف هذه احلالة يكون التمويل ذاتيا‪ ،‬أي أن رأس مال املؤسسة ملكا لصاحبها‪ ،‬والوكالة تساهم من خالل تقدميها إلعاانت جبائية وشبه جبائية‪.‬‬
‫‪ -‬التمويل الثنائي‪ ،‬يف هذه احلالة يكون رأس مال املؤسسة مسامهة مالية من قبل صاحب املؤسسة مع قرض بدون فائدة من الوكالة‪ .‬الطاهر بن يعقوب‪ ،‬آمال‬
‫مهري‪ ،‬مداخلة‪ :‬تقييم نتائج الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬جامعة سطيف‪ 12-11 ،‬مارس ‪ ،2013‬ص‪.09-08 .‬‬
‫‪ -‬التمويل الثالثي‪ ،‬ه نا رأس املال يتكون من ثالث مسامهات‪ ،‬مسامهة من صاحب املؤسسة والوكالة‪ ،‬مضافا إليها قرض بنكي تتوىل الوكالة تغطية جزء من الفائدة‬
‫املفروضة على القرض‪ .‬لالطالع على ذلك‪ ،‬أنظر املرسوم التنفيذي رقم ‪ 296-96‬السالف الذكر‪ ،‬املتضمن الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ .‬ومنصور بن‬
‫عمارة‪ ،‬املؤسسات املصغرة ودور البنوك يف متويلها‪ ،‬الدورة التدريبية حول‪ :‬متويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة وتطويرها‪ ،‬سطيف‪ 28-25 ،‬ماي ‪.2003‬‬
‫‪309‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬البنك المستفيد من الضمان‬

‫مل أيت املشرع بتعريف للبنك‪ ،‬وإمنا بني الشكل الذي ميكن يتخذه‪ ،‬والعمليات اليت ميكن أن يقوم هبا‪.‬‬
‫حيث نص على أن البنوك واملؤسسات املالية تؤسس على شكل شركات مسامهة‪ ،‬وميكن أن تتخذ شكل‬
‫تعاضدية‪ .1‬وأهنا خمولة دون غريها ابلقيام جبميع العمليات اليت تتضمن تلقي األموال من اجلمهور وعمليات القرض‬
‫اليت هي وضع أموال حتت تصرف شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬أو عبارة عن إجيار مقرون حبق اخليار ابلشراء‪ ،‬أي‬
‫عملية القرض اإلجياري‪.2‬‬
‫البنك هو املنشأة اليت تقوم بعملية الوساطة املالية‪ ،‬فهي تقبل الودائع حتت الطلب أو ألجل من األفراد‬
‫واملؤسسات‪ ،‬مث تستخدم هذه الودائع يف منح القروض‪.3‬‬
‫والبنوك هلا عدة تقسيمات‪ ،‬نركز على التقسيم احلديث‪ ،‬الذي يصنفها إىل بنوك متخصصة وبنوك شاملة‪،‬‬
‫وإىل بنوك كالسيكية وأخرى إسالمية‪.4‬‬
‫بعد البداية احملتشمة‪ ،‬واليت يسودها الشك والتخوف من هذا النوع من املؤسسات مت االتفاق مع ثالث‬
‫مؤسسات بنكية هي‪ ،‬القرض البنكي اجلزائري وبنك التنمية احمللية والبنك الوطين اجلزائري‪ ،‬يقضي هذا االتفاق‬
‫مبنح قروض بنكية هلاته املؤسسات ورفع السقف األعلى لقيمتها‪ ،‬دون إغفال مسامهة أصحاب املشاريع بنسب‬
‫حمددة من ‪ %5‬إىل ‪ %10‬من تكلفة هذه املشاريع‪.5‬‬
‫ليؤكد املدير العام لضمان القروض للمؤسسات الصغرية واملتوسطة أن هناك ‪ 2000‬مؤسسة على الساحة‬
‫االقتصادية الستثمار ‪ 150‬مليار دينار‪ ،‬وذلك مبوجب ‪ 15‬اتفاقية مع البنوك‪.6‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 83‬من األمر رقم ‪ 11-03‬املتعلق ابلنقد والقرض‪.‬‬


‫‪ -2‬املواد ‪66‬و‪ 68‬من نفس األمر‪.‬‬
‫‪ -3‬شاكر القزويين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ -4‬البنوك املتخصصة والبنوك الشاملة‪ ،‬األوىل هي البنوك اليت تتخصص يف منح االئتمان لنوع حمدد من النشاط االقتصادي دون غريه‪ .‬ومن مّبرات التخصص‪،‬‬
‫التقليل من خماطر االئتمان بفضل اقتصار التمويل على قطاع معني‪ .‬أما الثانية فهي اليت توجه األموال إىل خمتلف األنشطة االقتصادية‪ ،‬والتنويع يف ذلك جيعل هلا‬
‫إمكانية مواجهة املخاطر‪.‬‬
‫البنوك الكالسيكية والبنوك اإلسالمية‪ ،‬فاألوىل متنح قروضا وتفرض عليها سعر الفائدة‪ ،‬بينما الثانية هي بنوك حديثة النشأة ال تتعامل ابلفائدة‪ ،‬بل هلا أدوات ائتمانية‬
‫أخ رى‪ ،‬كالشراكة واملراحبة واملضاربة واالجيارة‪ .‬أمحد بلودنني‪ ،‬الوجيز يف القانون البنكي اجلزائري‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬اجلزائر‪ ،2009 ،‬ص‪ .11‬ومحيد‬
‫قطوش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪9‬و‪.12‬‬
‫‪5-Kamel benkaldi, L'ANSEJ signe de nouvelles conventions, journal El watan ,25 octobre 2003. P5.‬‬
‫‪ -6‬تصريح من املدير العام عبد الرؤوف خالد‪ ،‬اإلذاعة الوطنية‪ ،‬القناة األوىل‪ ،2017-01-31 ،‬الواحدة زواال‪.‬‬
‫‪310‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المؤسسة مانحة الضمان‬

‫نظرا لتخوف البنوك يف متويل املؤسسات املصغرة والصغرية واملتوسطة‪ ،‬كان لزاما على السلطات العمومية‬
‫التفكري يف ضمانة قانونية متأتية من الغري‪ ،‬تشجع البنوك على متويل هذا القطاع‪ ،‬وابلفعل مت تكريس ذلك‪ ،‬من‬
‫للم َم ِّولني‪.‬‬
‫خالل أتسيس جمموعة من مؤسسات الضمان‪ ،‬يتمثل دورها يف تقدمي ضمان مايل ٌ‬
‫منها ما يضمن خطر القرض املوجه للشباب املستثمر‪ ،‬يتمثل يف صندوق الكفالة املشرتكة‪ ،‬ومنها ما يضمن‬
‫القروض املوجهة للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬وذلك من خالل صندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغرية‬
‫واملتوسطة وكذا صندوق ضمان قروض استثمارات املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أوال‪ :‬صندوق الكفالة المشتركة‬

‫رافق إنشاء الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب إنشاء صندوق الكفالة املشرتكة لضمان أخطار القروض‪،‬‬
‫كجهاز مكمل لعمل الوكالة‪ ،‬وهذا هبدف تذليل العقبات التمويلية اليت تقف وراء حصول أصحاب املؤسسات‬
‫املصغرة على متويل الزم سواء إلنشاء أو توسيع نشاط مؤسساهتم‪ ،‬حيث كما ذكران سابقا فإن إشكالية عدم توفري‬
‫الضماانت من طرف املؤسسات الصغرية واملتوسطة تعتّب أهم عقبة متويلية يف سبيل تقدمي البنوك واملؤسسات املالية‬
‫القروض‪.‬‬
‫حيدث صندوق الكفالة املشرتكة لضمان أخطار القروض املمنوح إايها للشباب ذوي املشاريع‪ ،‬وقد وضع‬
‫الصندوق حتت وصاية الوزير املكلف ابلتشغيل‪ ،‬أما مقره فيكون لدى الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬يتمتع‬
‫ابلشخصية املعنوية واالستقالل املايل‪ ،‬لكي يؤدي الصندوق مهامه اليت أنشئ من أجلها‪ ،‬وال تكون له تبعية‬
‫لإلدارة الوصية‪.2‬‬

‫‪ -1‬مت إحداث الصندوق مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 200-98‬املؤرخ يف ‪09‬جوان ‪ ،1998‬املتضمن إحداث صندوق الكفالة املشرتكة لضمان أخطار القروض‬
‫املمنوح إايها للشباب وحتديد قانونه األساسي‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،42‬املؤرخ يف ‪14‬جوان ‪ ،1998‬املعدل واملتمم ابملرسوم التنفيذي رقم ‪ 289-03‬املؤرخ‬
‫يف ‪06‬سبتمّب‪ ،2003‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،54‬املؤرخ يف ‪10‬سبتمّب ‪.2003‬‬
‫‪ -2‬املواد ‪1‬و‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 200-98‬املتعلق بصندوق الكفالة املشرتكة‪ ،‬املعدل واملتمم ابملرسوم رقم ‪ 289-03‬املذكوران سابقا‪ .‬والطاهر بن‬
‫يعقوب‪ ،‬أمال مهري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪311‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫أما عن موارده‪ 1‬فتتكون من مسامهة الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬ومن مسامهة اخلزينة العمومية‪،‬‬
‫واالشرتاكات املدفوعة للصندوق من مؤسسات القرض املنخرطة‪ ،‬وعائد التوظيفات املالية من أموال الصندوق‬
‫اخلاصة واالشرتاكات احملصلة‪ ،‬اهلبات والوصااي واإلعاانت املخصصة للصندوق‪ ،‬وال ميكن للصندوق أن يلجأ إىل‬
‫تسهيالت مصرفية إال عند احلاجة‪ ،‬وال يعد ذلك مصدرا متويليا‪ ،‬لكن إذا اختل التوازن املايل للصندوق أجاز‬
‫املشرع للمنخرطني ضخ مبالغ مالية مستمدة من أمواهلم اخلاصة لتجاوز العجز‪.2‬‬
‫أما عن إدارة الصندوق‪3‬فهي مسندة جمللس إدارة يتكون أعضاؤه من ممثلني عن املسامهني يف رأس املال‪،‬‬
‫ابإلضافة إىل ممثلني عن كل من وزاريت املالية والتشغيل‪ ،‬وعهدة اجمللس حمددة بثالث سنوات‪ ،‬مع إمكانية‬
‫التجديد‪ .‬ولقد مت إسناد مهام تسيري الصندوق للمدير العام للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب مبساعدة أمانة‬
‫دائمة‪.4‬‬
‫ولقد ألزم املشرع كل من الشباب املستثمر والبنوك القائمة على عملية التمويل االخنراط ضمن الصندوق‬
‫حىت تكون هناك استفادة‪ ،‬فاألول يستفيد من التمويل‪ ،‬والثانية تستفيد من الضمان‪.‬‬
‫فتطرق املشرع لاللتزام امللقى على عاتق الشباب املستثمر‪ ،‬حيث نص على أنه جيب على الشباب ذوي‬
‫املشاريع االخنراط يف الصندوق لضمان األخطار احمليطة ابلقروض املمنوحة له‪ ،‬بدفعه حقوق االشرتاك فيه‪ ،‬ويضمن‬
‫الصندوق لدى البنوك القروض اليت متنحها للشباب أصحاب املشاريع‪ .5‬وأما ما يتعلق مبقدار االخنراط وطريقة‬
‫تسديده‪ ،‬فمرتوك جمللس إدارة الصندوق‪ .6‬لتمنح للشاب وثيقة االخنراط‪ ،‬اليت من خالهلا ميكن إثبات وفاء‬
‫املستثمر مببلغ االشرتاك‪.‬‬
‫والبنوك هي كذلك ملزمة ابالخنراط يف الصندوق مقابل دفع اشرتاكاهتا هلذا األخري‪ ،‬لتستفيد منه يف احلماية‬
‫من أخطار القروض املمنوحة للشباب أصحاب املشاريع‪.‬‬

‫‪ -1‬املواد ‪10‬و‪ 11‬من نفس املرسوم‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 10‬من املرسوم التنفيذي املعدل واملتمم رقم ‪ 289-03‬املذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ -3‬املواد ‪11‬و‪ 12‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 200-98‬املذكور سابقا‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 6‬من نفس املرسوم‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 7‬من نفس املرسوم‪.‬‬
‫‪ -6‬املادة ‪ 9‬من نفس املرسوم‪.‬‬
‫‪312‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬الصندوقان المخصصان لضمان القروض الموجهة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫إن مسامهة البنوك يف عملية التمويل مرتبط ابلضماانت املقدمة‪ ،‬وللنهوض هبذا النوع من املؤسسات فقد‬
‫تدخل املشرع لضمان القروض املوجهة إليها عّب صندوق ضمان قروض استثمارات املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪،‬‬
‫وصندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫‪ -1‬صندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪)FGAR(2‬‬

‫يعتّب من أهم األدوات املالية املتخصصة لفائدة املؤسسات الصغرية واملتوسطة اليت تضطلع مبهمة معاجلة‬
‫أهم املشاكل اليت تعاين منها هذه املؤسسات واليت تتمثل يف الضماانت الضرورية للحصول على القروض البنكية‪.‬‬
‫وهو مؤسسة عمومية هدفها ضمان القروض الضرورية لالستثمارات اليت جيب على هذا النوع من املؤسسات أن‬
‫تنجزها طبقا ملا هو حمدد يف قانوهنا التوجيهي‪ .3‬وهو خاضع لوصاية وإشراف الوزير املكلف ابملؤسسات الصغرية‬
‫واملتوسطة‪.4‬‬
‫وكما أشران سابقا فالصندوق مؤسسة عمومية ذات طابع إداري‪ ،‬يتمتع ابلشخصية املعنوية واالستقالل‬
‫املايل‪ ،‬يديره مدير عام‪ ،‬ويسريه جملس إدارة يتكون من ممثلي بعض الوزارات وممثل عن الغرفة اجلزائرية للتجارة‬
‫والصناعة‪.5‬‬
‫واملشرع مل يستثن أي قطاع للخدمات واإلنتاج من نطاق ضمان هذا الصندوق‪ ،‬بل أن اجملال مفتوح جلميع‬
‫املؤسسات‪ ،‬ومهما كان نوع القطاع‪.‬‬
‫هذا الصندوق يتكون من أموال خاصة وإعاانت الدولة وقروض ممنوحة له‪ ،‬ولعل ما يشجع البنوك على‬
‫اإلقدام على متويل هاته املؤسسات‪ ،‬هو ملكية الدولة هلذا الصندوق اليت يفرتض فيها املالءة‪ ،‬هذا جانب‪،‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 14‬من القانون التوجيهي رقم ‪ 18-01‬املتضمن القانون التوجيهي لرتقية املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ":‬تنشأ لدى الوزارة املكلفة ابملؤسسات والصناعات‬
‫الصغرية واملتوسطة صناديق ضمان القروض‪ ،‬وفقا للتنظيم املعمول به‪ ،‬لضمان القروض البنكية للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪." . . .‬‬
‫‪-2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 373-02‬املؤرخ يف ‪11‬نوفمّب‪ 2002‬املتضمن إنشاء صندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغرية واملتوسطة وحتديد قانونه األساسي‪،‬‬
‫اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،74‬املؤرخ يف ‪ 13‬نوفمّب‪.2002‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 3‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 373-02‬املذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 2‬من نفس املرسوم التنفيذي‪.‬‬
‫‪ -5‬املواد ‪10‬و‪12‬و‪ 21‬من نفس املرسوم التنفيذي‪.‬‬
‫‪313‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫املمولة‪ ،‬من جهة اثنية‪ ،‬هذا يشكل ضماان قواي يدفع البنوك‬
‫والضماانت التقليدية اليت ميكن أن تقدمها املؤسسات َ‬
‫لإلقدام على متويل املشاريع الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫‪ -2‬صندوق ضمان قروض استثمارات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪)CGCI(1‬‬
‫الصندوق شركة ذات أسهم‪ ،‬مقره مبدينة اجلزائر‪ ،‬هدفه ضمان تسديد القروض البنكية اليت تستفيد منها‬
‫استثمارات املؤسسات الصغرية واملتوسطة املنتجة للسلع واخلدمات‪ ،‬وقد مت حتدد مستوى الضمان بـ ‪50‬مليون‬
‫دينار كحد أقصى‪ .‬كما أقصى املشرع بعض القروض من الضمان‪ ،‬وهي املوجهة لقطاع الفالحة والنشاطات‬
‫التجارية وكذا قروض االستهالك‪.2‬‬
‫املعين ابالخنراط يف هذا الصندوق هو البنوك‪ ،‬وهذا حسب الشروط اليت حتددها اجلمعية العامة للصندوق‪.3‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن الصندوق يتكون من مجعية عامة وجملس إدارة‪ ،4‬األوىل تتشكل من‪ ،‬وزير املالية أو‬
‫ممثله ووزير املؤسسات الصغرية واملتوسطة أو ممثله ورئيس جملسها الوطين االستشاري كمالحظ وممثل عن كل بنك‬
‫مساهم يف الصندوق‪ .‬اجمللس يتكون من‪ ،‬وزير املالية أو ممثله رئيسا والوزير املكلف ابملؤسسات واملدير العام‬
‫للخزينة وممثلني للبنوك ينتخبان ملدة ثالث سنوات قابلة للتجديد‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تحقيق الضمان لصالح البنوك‬

‫إن تدخل صندوق الكفالة لتحقيق الضمان مرهون بتحقق الكارثة‪ ،‬اليت لن تكون كافية ما مل تسبقها واقعة‬
‫عدم الوفاء أبقساط االئتمان‪ .‬وابلنسبة لصندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغرية واملتوسطة فالضمان متوقف‬
‫على حتقق الكارثة ولكن وفقا التفاقيات الشراكة بني البنك ِّ‬
‫املقرض والصندوق الضامن‪ .‬وأما ما خيص صندوق‬
‫ضمان استثمارات هاته امل ؤسسات فالتزامه ابلضمان يكون يف حال حتقق اخلطر املضمون بعد إعسار هاته‬
‫األخرية‪ ،‬إعسارا معلنا أو مفرتضا‪.‬‬

‫‪-1‬املرسوم الرائسي رقم‪134-04‬املؤرخ يف ‪19‬أفريل ‪ 2004‬املتضمن القانون األساسي لصندوق ضمان قروض استثمارات املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬املؤرخ يف ‪ 28‬أفريل ‪.2004‬‬
‫‪-2‬املواد من ‪2‬إىل ‪ 5‬من املرسوم الرائسي رقم ‪ 134-04‬املذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 8‬من نفس املرسوم‪.‬‬
‫‪ -4‬املواد ‪21‬و‪22‬و‪ 23‬من نفس املرسوم‪.‬‬
‫‪314‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫الفرع األول‪ :‬على مستوى صندوق الكفالة المشتركة‬

‫إن تدخل الصندوق مرهون بوقوع النكبة‪ ،‬اليت هي عدم وفاء الشاب املستثمر بثالثة أقساط متتالية‬
‫ومستحقة الدفع‪ ،‬وهو ما يعرف حبالة اإلعسار املفرتض‪ ،‬مع التزام البنك إبجراء اإلخطار‪ ،1‬أي إخطاره لصندوق‬
‫الكفالة املشرتكة‪ .‬وبعد انقضاء مهلة شهر من عدم الدفع‪ ،‬يتم انتقال ممثل عن البنك ِّ‬
‫املمول وممثل عن الصندوق‬
‫املمولة‪ .‬مع حترير حمضر يثبت واقعة عدم الدفع ممضى من ممثل البنك‬
‫على مستوى املقر االجتماعي للمؤسسة ً‬
‫وممثل الصندوق‪ ،‬ليتم إرسال ذلك إىل املقر الرئيسي للصندوق ابلعاصمة‪.‬‬
‫هذه اإلجراءات األولية فيها أمل يف وجود حلول ودية ترضي كل األطراف‪ ،‬كإمكانية اللجوء إىل إعادة‬
‫جدولة الديون أو التعومي‪.2‬‬
‫ولكن إذا مت التأكيد على وجود عدم القدرة على الوفاء‪ ،‬وبناء على تعجيل البنك‪ ،3‬يقوم الصندوق بتغطية‬
‫الديون املستحقة‪ ،‬من أصل الدين والفوائد‪ ،‬يف حدود‪ %70‬من جمموعها‪.4‬‬
‫ومعاجلة امللف تكون عن طريق جلنة الضمان‪ ،‬اليت يتم تعيينها من قبل جملس الصندوق‪ ،5‬وذلك بعد وصول‬
‫امللف هلذا األخري‪ ،‬فإذا استوىف مجيع الشروط املطلوبة‪ ،‬وخاصة مطابقته لالتفاقية‪ ،‬يتم تصفيته خالل أجل أقصاه‬
‫‪ 3‬أشهر من اتريخ تقدمي الطلب‪ .‬حيث يتم تغطية اخلطر يف حدود ‪ ،%70‬تشمل أصل الدين والفوائد‪ ،‬دون‬
‫إلزام البنك بضرورة حتصيل الضماانت العينية و‪/‬أو الشخصية كشرط قبل حتقيق وفاء الصندوق ابلضمان‪ .6‬وهذا‬

‫املتمم‪.‬‬
‫املعدل و َ‬
‫‪ -1‬املادة ‪ 4‬من املرسوم التنفيذي ‪ً 200-98‬‬
‫‪ -2‬جدولة الديون هي تسوية يقدم فيها كل طرف تنازالت وصوال حلل ودي‪ .‬وذلك من خالل منح املؤسسة املتعثرة أجال آخر للوفاء ابلتزاماهتا‪ ،‬كأفضل حل من‬
‫شهر إفالسها‪ ،‬ابعتباره أكثر حفظا حلقوق البنك‪ ،‬ألن التصفية قد ال تفي بكل الدين‪ ،‬ابإلضافة إىل ذلك فإن التفليسة يدخلها كل دائن‪ ،‬ومنه إمكانية اللجوء‬
‫إلجراء قسمة الغرماء‪ .‬أما التعومي فهو عملية منح ائتمان آخر للمؤسسة من أجل متكينها من إعادة ممارسة نشاطها بشكل جدي‪ .‬على اعتبار أنه بدون التمويل‬
‫اإلضايف يتعذر اسرتداد القرض األصلي‪ .‬ألن املؤسسة تكون يف حالة ضائقة مالية‪ .‬ويف هذه العملية جيب على البنك أن أيخذ ضماانت إضافية إىل جانب‬
‫الضماانت األصلية املقرتنة ابلقرض األصلي‪ .‬فريد راغب النجار‪ ،‬إدارة االئتمان والقروض املصرفية املتعثرة‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪ 20‬إىل ‪.41‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 4‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 200-89‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 4‬من نفس املرسوم‪ ،‬كانت تنص على تغطية الصندوق ألصل الدين فقط‪ .‬لكن يف ظل املرسوم التنفيذي رقم ‪ 289-03‬املشار إليه سابقا أصبح ينص‬
‫على أن التغطية تشمل أصل الدين والفوائد‪ .‬وهذا فيه حتفيز للبنوك من أجل منح مزيد من القروض للشباب املستثمر‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 20‬من نفس املرسوم أعاله‪.‬‬
‫‪ -6‬يف ظل املرسوم رقم ‪ ،200-98‬ويف مادته ‪ 4‬كان الصندوق يلزم البنوك أن تقوم أوال بتحصيل الضماانت العينية و‪/‬أو الشخصية املمنوحة له من طرف هاته‬
‫املؤسسات قبل تدخله لتحقيق الضمان‪ ،‬لكن بعد التعديل‪ ،‬ويف ظل املرسوم رقم ‪ 289-03‬يف مادته ‪5‬فقرة‪ ،2‬مل يعد الصندوق يلزم البنوك بضرورة حتصيل‬
‫الضماانت قبل التماسها تدخل الصندوق لتحقيق الضمان‪.‬‬
‫‪315‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫ما يعين جلوء الصندوق إىل فكرة احللول الشخصي‪ ،1‬حيث حيل الصندوق حمل البنك للقيام بتحقيق التأمينات يف‬
‫حدود تغطية اخلطر‪ ،‬أو احللول يف مبلغ التأمني على األخطار لدى ِّ‬
‫املؤمن‪ .‬هذا إن دل على شيء إمنا يدل على‬
‫ذلك التكامل بني الضماانت التقليدية والتأمني من جهة‪ ،‬والضمان الذي يقدمه صندوق الكفالة من جهة أخرى‪،‬‬
‫من أجل حتقيق ضمان قوي وفعال يف مواجهة خماطر متويل هذا النوع من املؤسسات‪.2‬‬
‫من هذا نستخلص أن صندوق الكفالة املشرتكة لضمان أخطار القروض‪ ،‬أنشئ أساسا لتكملة عمل‬
‫الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬حيث نالحظ أن مقر عمل الصندوق يكون داخل الوكالة‪ ،‬ويسري من‬
‫طرف مدير الوكالة‪ ،‬كذلك فإن الصندوق ال يضمن إال القروض للمشاريع اليت متت املصادقة عليها من طرف‬
‫الوكالة‪ ،‬حيث أن مسامهة أصحاب املشاريع يف الصندوق تعتّب أحد الشروط األساسية للحصول على الدعم‬
‫واملزااي اليت تقدمها الوكالة‪ ،‬مع تقدميهم ضماانت تقليدية للبنك املمول‪ ،‬وكذا التأمني على األخطار اليت ميكن أن‬
‫تؤثر على املشروع‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬على مستوى صندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫يتميز هذا الصندوق خبصائص معينة يف طريقة منحه للضمان‪ ،‬وكذا يف تغطيته للقروض‪ .4‬حيث يغطي‬
‫نسبة معينة منها‪ .‬فهو مينح ضماانت لصاحل مؤسسات ال متلك ضماانت تقليدية أو لديها ضماانت ولكنها غري‬
‫كافية لتغطية مبلغ القرض الذي حتتاجه‪ .‬أما عن مدة الضمان فهي حمددة بـ ‪ 7‬سنوات على أكثر تقدير‪ .‬ويف‬
‫حالة عدم قدرة املؤسسة على تسديد املبلغ املقرتض يف ميعاد االستحقاق‪ ،‬يقوم الصندوق بتعويض البنك حسب‬

‫‪ - -1‬املادة ‪ 5‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 289-03‬املذكور سابقا‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪3‬فقرة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 200-98‬تنص‪" :‬يكمل ضمان الصندوق‪ ،‬الضمان الذي يقدمه املنخرط املقرتض إىل البنك أو املؤسسة املالية يف‬
‫شكل أتمينات عينية و‪/‬أو شخصية "‪.‬‬
‫‪ -3‬هناك الكثري من أصحاب املؤسسات هلم مشاريع استثمارية ولكن ال يتوفرون على الضماانت العينية وللخروج من هذه اإلشكالية وضعت الدولة الصندوق الذي‬
‫هو ضمان مايل للبنوك حيث هذه األخرية تدفع من ‪ 70‬إىل ‪ %80‬كتمويل وتبقى على املستثمر ‪ 30‬إىل ‪ %20‬مع تقدمي جتهيزايت اإلنتاج كضمان وقيمة‬
‫الضمان ابلنسبة للبنك ترتاوح بني ‪ 10‬إىل ‪ ،%80‬حيث تقدر قيمة الضمان ‪ 100‬مليون دينار جزائري فتكون تغطية الضمان مبقدار أكّب كلما كانت املؤسسة‬
‫مهمة من حيث االستثمار وخلق مناصب الشغل وتنقص قيمة الضمان إذا كان عكس ذلك‪ .‬فالصندوق يعوض البنك عند حدوث خطر عدم التسديد من‬
‫طرف املؤسسة بنسبة ‪ %40‬من قيمة القرض والباقي يتم تعويضه بعد احلجز على وسائل املؤسسة وبيعها ابملزاد‪ .‬ولقد حددت إحصائية املؤسسات اليت‬
‫استفادت من الضمان منذ انشاء الصندوق حوايل‪ 2000‬مؤسسة صغرية ومتوسطة ففي سنة ‪ 2016‬مت ضمان حوايل ‪ 270‬مؤسسة ويف ‪ 2017‬إىل غاية‬
‫‪ 30‬أفريل مت ضمان أكثر من ‪ 100‬مؤسسة‪ .‬عبد الرؤوف خلف املدير العام لصندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -4‬إلياس عقال‪ ،‬كرمية حبيب‪ ،‬زقرير عادل‪ ،‬مداخلة حول‪ :‬دور صندوق ضمان القروض يف إنشاء املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر‪ ،‬ملتقى وطين‪ ،‬جامعة‬
‫الوادي‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬يوما ‪5‬و‪ 6‬ماي ‪ ،2013‬ص‪.4‬‬
‫‪316‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫نسبة الضمان املتفق عليها سلفا‪ ،‬وهذا يكمل الضمان الذي حيتمل أن تقدمه املؤسسة املقرتضة للبنك املقرض‬
‫على شكل ضماانت عينية و‪/‬أو شخصية‪.1‬‬
‫فمىت حتققت الكارثة وفقا لالتفاقية املّبمة بني الصندوق والبنك‪ ،‬يلتزم الصندوق بتحقيق الضمان تبعا‬
‫لذلك‪ .‬وما هو معمول به يف هذا اإلطار‪ ،‬هو أن التغطية تكون يف حدود ‪ %40‬والباقي يتم حتصيله من خالل‬
‫ما يف يد البنك من أتمينات واليت من املفروض أن تكون يف حدود ‪ %60‬أو أكثر‪ ،‬وإذا كان هناك فائض يف‬
‫انتج حتصيل هذه التأمينات‪ ،‬كان ذلك من نصيب الصندوق الضامن‪ .2‬أما إذا كان مبلغ التحصيل غري كاف‬
‫لتغطية املبلغ املتبقي‪ ،‬أو عدم قدرة البنك على حتصيل هذه الضماانت‪ ،‬وجب على الصندوق التكفل بذلك‪.‬‬
‫ولكن يف حدود ‪ ،%80‬علما أن الصندوق يتكفل بضمان أصل الدين دون الفوائد والنفقات واملصاريف اليت من‬
‫املمكن أن تتطلبها عملية حتصيل الديون‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬على مستوى صندوق ضمان قروض االستثمارات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫لقد حدد املشرع املخاطر املغطاة من طرف هذا الصندوق‪ ،‬خطر عدم التسديد وحالة التسوية أو التصفية‬
‫القضائية للمؤسسة املقرتضة‪ ،3‬فإذا ما حتققت الكارثة‪ ،‬وجب على البنك املقرض التصريح بذلك يف أجل أقصاه‬
‫‪2‬شهرين بعد انقضاء مهلة عدم الوفاء‪ ،‬اليت تطابق عدم دفع قسطني من مبلغ القرض‪ .‬وينقضي التزام الصندوق‬
‫ابلضمان بقوة القانون إذا مل يسع البنك املعين إىل إخطار الصندوق يف األجل احملدد لذلك من مهلة عدم الدفع‪.‬‬
‫وإذا كان هناك سعي واحرتام لآلجال واتفاقيات الضمان من طرف البنك‪ ،‬ألتزم الصندوق ابلضمان ألصل الدين‬
‫وكذا الفوائد‪ .‬ولكن يف حدود ما نص عليه القانون‪ .4‬وهي نسبة ‪ %80‬من قيمة اخلسارة عندما يتعلق األمر‬
‫بقروض ممنوحة عند إنشاء املؤسسة‪ ،‬ونسبة ‪ %60‬عندما نكون أمام قرض لتوسيع نشاط هاته األخرية أو تطويرها‬
‫أو جتديد جتهيزاهتا‪.‬‬
‫أما فيما خيص مسألة حتقيق الضماانت العينية و‪/‬أو الشخصية‪ ،‬فال يوجد إعمال آللية احللول‪ ،‬حيث أن‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 8‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 373-02‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 8‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪.373-02‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪13‬الفقرة ‪1‬من املرسوم الرائسي رقم‪ .134-04‬وطبقا للمادة ‪( 2‬موضوع الضمان) من الشروط العامة لصندوق ضمان قروض االستثمارات للمؤسسات‬
‫الصغرية واملتوسطة‪ ،‬فإن التغطية تكون يف حاليت اإلعسار املعلن واإلعسار املفرتض للمقرتض‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 13‬الفقرة ‪ 2‬من املرسوم الرائسي رقم ‪ .134-04‬واملادة ‪( 7‬احلصة املضمونة) من الشروط العامة للصندوق‪.‬‬
‫‪317‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫البنك هو الذي يقوم بتحصيلها‪ ،‬ويتم توزيع انجتها حسب نسبة املخاطر واملصاريف اليت يتحملها كل من البنك‬
‫والصندوق‪( 1‬قسمة غرماء)‪ .‬ويتم تسديد مبلغ الضمان بعد ‪ 30‬يوما من التصريح ابخلسائر من طرف البنك‪.2‬‬
‫أما عن القروض اليت تستفيد من ضمان هذا الصندوق‪ ،‬فهي قروض االستثمار املادي الذي تكون مدة‬
‫تسديده األصلية مساوية لـ ‪7‬سنوات أو تقل عنها مبا فيها مهلة التأجيل‪ .‬وكذا االعتماد االجياري الذي ال ميكن‬
‫أن تزيد مدة تسديده األصلية عن ‪10‬عشر سنوات‪.3‬‬
‫ولكن قبل هذا كله‪ ،‬هناك إمكانية اللجوء للتفاوض بني األطراف الثالثة‪ ،‬الصندوق الضامن والبنك‬
‫املستفيد واملؤسسة االقتصادية املضمونة‪ ،‬للوصول إىل حلول ودية ترضي مجيع األطراف‪ .‬تتمثل يف إعادة جدولة‬
‫الدين املضمون‪ ،4‬وذلك عن طريق متديد أجل االستحقاق ملدة أطول‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم فعالية الضمان المالي‬

‫ميكن طرح اإلشكال التايل‪ ،‬ما مدى فعالية الضمان املايل يف محاية البنوك من خماطر القروض املوجهة‬
‫للمؤسسات املصغرة والصغرية واملتوسطة؟ من هذا املنطلق ميكن التطرق إىل ما حيظى به هذا النوع من الضماانت‬
‫من أمهية اليت جتعل منه آلية هامة يف حتقيق الضمان للمقرض‪ ،‬وإىل النقائص والسلبيات اليت تكتنفه جتعل‬
‫التشكيك يف فعاليته قائما‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أهمية الضمان المالي‬

‫إن الضمان املايل آلية حتقق التوازن بني مصاحل املؤسسة املقرتضة من جهة‪ ،‬والبنك املقرض من جهة اثنية‪،‬‬
‫والصندوق الضامن من جهة أخرى‪ .‬فمن خالل هاته الصناديق ميكن للمؤسسة أن تستفيد من التمويل‪ ،‬ألن‬
‫البنوك تقبل على ذلك عندما جتد جهة تضمن خماطر متويل هذا النوع من القطاعات‪ ،‬حيث تقدم على متويلها‬
‫دون خوف أو تردد‪ ،‬لوجود هاته اآللية اليت تتدخل لتغطية اخلسائر عند حتقق اخلطر‪ .‬أما الصناديق فهي تستفيد‬
‫من االشرتاكات اليت تدفع هلا من أطراف الضمان مقابل استفادهتا من هاته العملية‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 18‬من املرسوم الرائسي رقم ‪.134-04‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 16‬من نفس املرسوم‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 2-3‬من الشروط العامة للصندوق‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 1‬حتت عنوان إعادة جدولة الدين املضمون‪ ،‬الشروط العامة لصندوق ضمان قروض االستثمارات للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫‪318‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫كما أن هلذه اآللية دور يف احلماية من خماطر القروض اليت توجه هلذا النوع من املؤسسات‪ ،‬أال وهي‬
‫املصغرة والصغرية واملتوسطة‪ ،‬ذات اإلمكاانت البسيطة سواء من حيث قاعدهتا املالية أو التسيري اإلداري‪ ،‬أو‬
‫الضماانت اليت ميكن أن تتوفر عليها‪.‬‬
‫أضف إىل ذلك اإلجراءات البسيطة‪ ،‬والوقت القصري الذي ميكن من خالهلما حتقيق الضمان‪ ،‬وذلك‬
‫مقارنة مبا هو منصوص عليه يف قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية من إجراءات ومدد‪ .‬فهذا يتناسب مع خاصية‬
‫السرعة واالئتمان اليت متيز عامل املال واألعمال‪ ،‬فالوقت هو املال‪.‬‬
‫كذلك يف آلية الضمان املايل جند تكاثف اجلهود يف تغطية املخاطر‪ ،‬حيث هنا كأننا أمام كفالة مبعناها‬
‫الواسع وأمام سياسة توزيع املخاطر‪ .‬فاملؤسسة تتحمل ذلك من خالل ما تقدمه من ضماانت عينية و‪ /‬أو‬
‫شخصية‪ ،‬والبنك يتحمل نسبة من اخلسائر‪ ،‬والصناديق تقوم بتغطية نسبة منها‪ ،‬حسب ما ينص عليه القانون‬
‫وكذا حسب اتفاقية الشراكة اليت تتم بني األطراف الثالثة‪ ،‬هذا أفضل وأقل حدة وأخف ضررا من حتمل البنك‬
‫للمخاطر لوحده‪.‬‬
‫ألمهية الضمان املايل يف تشجيع االستثمار وحتقيق الضمان‪ ،‬خاصة لفئة الشباب والشباب البطال‪ ،‬مت‬
‫إنشاء الكثري من صناديق الضمان‪ ،‬فباإلضافة إىل ما مت ذكره سابقا‪ ،‬فقد مت استحداث صندوق الضمان املشرتك‬
‫للقروض املصغرة لضمان القروض البنكية‪ .1‬يغطي الصندوق‪ ،‬بناء على طلب البنوك املعنية ابقي الديون املستحقة‬
‫من األصول والفوائد عند اتريخ التصريح ابلنكبة‪ ،‬وذلك يف حدود ‪ 85‬ابملائة‪ ،‬حيل الصندوق‪ ،‬يف إطار تنفيذ‬
‫الضمان حمل البنوك يف حقوقها يف حدود تغطية اخلطر‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬محدودية فعالية الضمان المالي‬

‫لكن ورغم ما قيل عن أمهية الضمان املايل‪ ،‬فيوجد ما ميكن قوله عن حمدودية فعالية هذا النوع من‬
‫الضماانت‪ ،‬وهذا ملا حييط به من عوامل جتعل التشكيك يف فعاليته يف حتقيق احلماية القانونية للبنوك من خماطر‬
‫التمويل قائما‪.‬‬

‫‪-1‬أنشئ صندوق الضمان املشرتك للقروض املصغرة مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 16-04‬املؤرخ يف ‪22‬جانفي ‪.2004‬‬
‫‪319‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫فهذا النوع من املؤسسات االقتصادية يف اجلزائر يعاين من مشاكل عديدة‪ ،‬سواء من حيث قلة موارده أو‬
‫نقص اخلّبة والكفاءة لدى مسرييها أومن حيث ندرة إن مل نقل انعدام ما ميكن أن تقدمه من ضماانت‪ .‬هذا‬
‫جيعل إمكانية عدم وفائها مبا عليها من مستحقات أمر ال خيتلف فيه اثنان‪ ،‬هذا له أتثري ابلغ على وضعية البنك‬
‫املالية‪.1‬‬
‫كما أن املؤسسات املصغرة والصغرية واملتوسطة أصبحت حتظى ابهتمام من اجلهات الرمسية يف الدولة‪ ،‬ملا‬
‫هلا من دور فعال يف خمتلف اجملاالت‪ .‬لذلك عادة ما يتم الرتكيز على إعادة جدولة ديوهنا أو مسحها‪ 2‬أكثر من‬
‫االهتمام بتحصيل البنوك ملستحقاهتا غري املسددة اليت تعد ابملاليري‪ .‬هذا يزيد من أعباء البنوك وجيعل شكه وختوفه‬
‫من متويل هذا النوع من املؤسسات يف حمله‪.‬‬
‫وهذه الصناديق عبارة عن شركات أو مؤسسات ختضع للقانون التجاري‪ ،3‬ومنه إمكانية مرورها أبزمة مالية‬
‫خانقة وارد‪ ،‬هذا يشكل عبئا آخر على البنك املمول‪ ،‬فإن حدث ذلك فإنه ال ميكنه اسرتجاع أمواله‪ ،‬اليت ما كان‬
‫ليغامر هبا لوال وجود الضمان املقدم من هاته الصناديق‪.‬‬

‫‪ -1‬حيث أشارت إحصائية إىل أن ‪ 2000‬مؤسسة صغرية ومتوسطة استفادت من ‪150‬مليار دينار‪ ،‬مبوجب ‪ 15‬اتفاقية مع بنوك وطنية‪ ،‬وأن نسبة توقف النشاط‬
‫لدى مشاريع (أنساج) حوايل ‪ 10‬ابملائة‪ ،‬مقابل معدالت ترتاوح ما بني ‪20‬و‪ 30‬ابملائة‪ ،‬كما أن األموال اليت خترج من البنوك يف إطار متويل املشاريع وال تعود‪،‬‬
‫تعد ابملاليري‪ ،‬حيث أشارت إحصائية أن القروض غري املسرتجعة بلغت حوايل ‪ 81‬مليار دوالر‪ ،‬أي ما ميثل ‪ %10‬من إمجايل القروض املمنوحة يف ‪ 10‬سنوات‬
‫املاضية وقد مت فرض اللجوء إىل القضاء ملباشرة حتصيل هذه الديون املتعثرة لدى أشخاص طبيعيني أو شركات‪ ،‬وأييت هذا اإلجراء بعد فشل التحصيل الودي‬
‫وتتم هذه اإلجراءات من أجل حتصيل الديون كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬توجه رسالة تذكري إىل العميل املتعثر بوصول موعد استحقاق الديون‪ ،‬وإذا مل يتم التسديد يقوم البنك إبرسال إنذار أول الذي فيه مهلة ‪ 15‬يوم لدفع األقساط مع‬
‫غرامة التأخري‪.‬‬
‫‪ -‬يف حالة عدم االستجابة لذلك يرسل البنك إنذارا اثنيا ويف حالة فشل ذلك ينتقل امللف إىل القضاء‪.‬‬
‫‪ -‬يف حال عدم استجابة العميل لإلنذار الثاين يقوم البنك بتحرير حمضر معاين ة سبب عدم الدفع‪ .‬فإذا كان السبب يعود للمقرتض يقوم البنك بتكوين ملف وتقدميه‬
‫إىل العدالة من أجل التحصيل القضائي‪ ،‬وإذا كان السبب يعود لظروف خارجية يتم احجز على ممتلكاته وكذا الضماانت املقدمة وفق إجراءات قانونية عن طريق‬
‫استصدار أمر قضائي‪.‬‬
‫قانوان‪ ،‬وإذا ام تكفي هذه األموال للوفاء‬
‫‪ -‬للمدير املتابع أن يطلب إعادة جدولة ديونه‪ ،‬وإذا مل يتم ذلك فإن ممتلكاته يتم بيعها ابملزاد العلين وفق ما هو منصوص ً‬
‫بقيمة القرض وفوائده ومصاريفه يتم إرغام العميل ابلدفع أبي وسيلة‪ .‬محزة الكحال‪ 81 ،‬مليار دوالر قروض متعثرة يف اجلزائر‪ ،‬العريب اجلديد‪ ،‬العدد ‪،921‬‬
‫األربعاء ‪ 08‬مارس ‪ ،2017‬ص‪.09‬‬
‫‪ -2‬وزير املالية يدعو الشباب أصحاب املشاريع يف إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب التقدم للبنوك إلعادة جدولة ديوهنم‪ ،‬وتستبعد السلطات العمومية خيار‬
‫مسح الديون‪ ،‬مفضلة التكفل مبحاولة إعادة بعث املشروع من جديد من خالل التكوين والتوجيه‪ ،‬جريدة اخلّب اليومية‪ ،‬العدد ‪ ،8420‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 2‬من املرسوم الرائسي رقم ‪ 134-04‬السالف الذكر تنص على‪ ":‬الصندوق شركة ذات أسهم‪." . . .‬‬
‫‪320‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫هذه الصناديق‪ ،‬وبصريح النصوص القانونية ميكن أن تعتمد على الغري‪1‬من أجل ضخ أموال يف حساابهتا‬
‫إذا كانت تعاين من ضائقة مالية‪ .‬فكيف هلا إذن أن حتقق الضمان وهي حباجة إىل الغري إلمدادها ابألموال الالزمة‬
‫لالضطالع مبهامها؟ وأكثر من ذلك فإن رؤوس أموال هاته الصناديق ضئيلة جدا‪ 2‬إذا ما قورنت بعدد املؤسسات‬
‫املصغرة والصغرية واملتوسطة على الساحة االقتصادية‪ ،‬وما حتتاجه من ماليري الدينارات لتحقيق مشاريعها‪ .‬فكيف‬
‫هلاته املبالغ الضئيلة أن تضمن هاته املاليري اليت ميكن للبنوك أن تقدمها هلاته املؤسسات؟ خاصة وأن نسبة عدم‬
‫تسديد هاته املؤسسات املضمونة ملستحقاهتا مرتفع جدا‪.‬‬
‫كذلك فإن هذه الصناديق تعمل جنبا إىل جنب مع الضماانت التقليدية‪ ،‬فهي حتقق نسبة معينة من‬
‫الضمان‪ ،‬وبقية اخلسائر تتم تغطيتها من خالل حتقيق هذا النوع من الضماانت‪ ،‬سواء من طرف البنك بنفسه‪،‬‬
‫أوعن طريق حلول الصندوق حمل البنك يف ذلك‪ ،‬هذاما تشرتطه صناديق الضمان من أجل تغطية خماطر القروض‪.‬‬
‫وكما أشران سابقا فإن الضماانت التقليدية أثبتت فشلها‪ ،‬نظرا ملا حييط هبا هي األخرى من خماطر جتعل عدم‬
‫إمكانية حتصيلها أو صعوبة حتصيلها أمر وارد‪ ،‬كما أهنا أثبتت حمدودية فعاليتها يف حتقيق الضمان للدائن‪.‬‬
‫فحسب رأينا‪ ،‬فالضمان املايل يتم حتقيقه كامال من طرف الصناديق املعنية‪ ،‬وما الضماانت التقليدية إال‬
‫كاحتياط‪ ،‬أو ُجت َعل كمخرج إنقاذ فقط‪ .‬أي البد من حتقيق االستقاللية بني الضمان التقليدي والضمان املايل عند‬
‫تغطية اخلسائر‪.‬‬
‫أضف إىل ذلك‪ ،‬وما يزيد من أعباء البنوك هو أن حتقيق الضمان املايل ال يتم ابلكامل‪ ،‬فتغطية اخلطر وفقا‬
‫للتشريع واالتفاقيات املّبمة بني البنوك والصناديق ووفقا للشروط العامة هلاته األخرية‪ ،‬ال تكون إال بنسبة ترتاوح بني‬

‫‪ -1‬طبقا للمادة ‪10‬الفقرة ه واملادة ‪ 11‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 200-98‬تنصان على أنه إذا اختل التوازن املايل للصندوق أمكن للمنخرطني فيه ضخ مبالغ‬
‫مالية من أمواهلم اخلاصة لتخصيصها له هبدف جتاوز احلاجة‪ .‬والنص‪" :‬ميكن أن يلجا الصندوق إىل تسهيالت مصرفية لتغطية حاجاته املالية‪." . . .‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 10‬من املرسوم رقم ‪ 289-03‬السالف الذكر تنص على أن رأمسال صندوق الكفالة املشرتكة يقدر بـ‪3‬مليار دينار‪ ،‬مكون من مسامهة الوكالة الوطنية‬
‫لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬ومن مسامهة اخلزينة العمومية‪ ،‬ومن اشرتاكات البنوك واملؤسسات املالية املنخرطة يف الصندوق‪ .‬واملرسوم التنفيذي رقم ‪373-02‬السالف‬
‫الذكر يشري أبن إعاانت الدولة يف صندوق ضمان القروض تقدر مبليار وعشرة ماليني دينار‪ .‬واملادة‪ 6‬من املرسوم الرائسي رقم ‪ 134-04‬تنص على أن‬
‫صندوق ضمان قروض االستثمارات رأمساله يتكون من ‪ 30‬ثالثني مليار دينار‪.‬‬
‫‪321‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫‪ 40‬و‪ %80‬من أصل الدين والفوائد‪ ،1‬وقليال ما حتسب مصاريف ونفقات عملية التحصيل‪.‬‬
‫كما أقصى املشرع من نطاق تغطية القروض‪ ،‬القروض املمنوحة لقطاع الفالحة والقروض اخلاصة‬
‫ابلنشاطات التجارية‪ ،‬وكذا القروض االستهالكية‪.2‬‬
‫فحسب رأينا‪ ،‬من األفضل أن تتم توسعة نطاق االشرتاكات يف هاته الصناديق‪ ،‬لتضخيم رأمساهلا‪ ،‬لتستطيع‬
‫حتقيق الضماانت املوكلة هلا‪ ،‬وتشجيع البنوك على متويل مجيع املؤسسات مهما كان نوعها أو حجمها أو طبيعة‬
‫النشاط الذي متارسه‪ .‬وهذا كله خدمة للتنمية وتطويرا لالقتصاد‪ ،‬وتشجيعا لالستثمار خارج قطاع احملروقات‪،‬‬
‫الذي يعرف تذبذاب يف أسعاره على مستوى السوق العاملية‪.‬‬
‫وحىت املخاطر اليت ميكن للضمان تغطيتها حمددة خبطرين اثنني فقط‪ ،‬خطر عدم تسديد القروض املمنوحة‬
‫املمولة‪ 3‬علما أن البنوك تواجه خماطر عديدة وهي تزداد يوما بعد‬
‫وخطر التسوية أو التصفية القضائية للمؤسسة َ‬
‫يوم‪ ،‬منها املالية وغري املالية‪ ،‬منها الكالسيكية واملستحدثة‪ ،‬ومنها ما هو مرتبط ابملؤسسة يف حد ذاهتا وما هو‬
‫خارج عن إرادهتا‪.4‬‬
‫فمن املفروض‪ ،‬وحسب رأينا أن تتم تغطية أي خطر مهما كان نوعه‪ ،‬واجلهة اليت كانت سببا فيه‪ .‬ماعدا‬
‫ما كان بسبب تقصري أو إمهال من البنك املمول‪ ،‬وهذا حىت يكون هذا األخري أكثر حيطة وحذرا يف مجيع‬
‫العمليات اليت يقوم هبا‪ .‬ويف هذا اإلطار‪ ،‬ويف حال تقاعس البنوك عن التصريح ابلنكبة ضمن أجل معني‪ ،‬فإنه‬
‫ينقضي التزام الصندوق بقوة القانون‪ ،‬ويعفى بصفة هنائية من الوفاء ابلتزاماته أجتاه البنوك‪.5‬‬
‫ويف األخري أرى أنه وعوضا عن تشتيت الضمان يف عدة صناديق‪ ،‬كان من األوىل استحداث صندوق‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 13‬الفقرة‪ 2‬من املرسوم الرائسي رقم ‪ 134-04‬السالف الذكر تنص‪" :‬تنصب تغطية املخاطر على آجال االستحقاق ابلرأمسال وكذا الفوائد املستحقة‬
‫طبق للنسب املغطاة‪ .‬وحيدد مستوى تغطية اخلسارة بنسبة ‪ %80‬عندما يتعلق األمر بقروض ممنوحة عند إنشاء مؤسسة صغرية أو متوسطة ونسبة ‪ %60‬يف‬
‫احلاالت األخرى‪ ." . . .‬واملادة ‪ 4‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 289-03‬السالف الذكر تنص على أن الصندوق يتوىل تعويض البنوك يف حدود ‪ %70‬من ابقي‬
‫الديون املستحقة من أصول وفوائد مناسبة هلا‪ .‬والنظام الداخلي املنظم لصندوق ضمان القروض حدد نسبة ضمان تغطية خطر القرض من ‪ 10‬إىل ‪%80‬‬
‫وجعل سقف الضمان حمددا مببلغ ‪ 50‬مليون دينار‪.‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 5‬من املرسوم الرائسي رقم ‪ 134-04‬السالف الذكر تنص على‪" :‬ال تستفيد من ضمان الصندوق‪ ،‬القروض املنجزة يف قطاع الفالحة والقروض اخلاصة‬
‫ابلنشاطات التجارية وكذا القروض املوجهة لالستهالك"‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 13‬الفقرة ‪1‬من املرسوم الرائسي رقم ‪ 137-04‬املشار إليه سابقا‬
‫‪ -4‬أشران إىل هاته املخاطر يف الفصل التمهيدي من هذه الرسالة‪ ،‬بدء من ص‪.40‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ ،5‬الشروط العامة لصندوق ضمان القروض لالستثمارات للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫‪322‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫واحد خيص ضمان القروض املوجهة للمؤسسات االقتصادية بصفة عامة‪ ،‬مهما كان حجمها أو نشاطها‪ .‬تشارك‬
‫فيه الدولة برأمسال كبري‪ ،‬وكذا كل جهة فاعلة يف القطاع االقتصادي واملايل دون إقصاء‪ ،‬يضمن مجيع املخاطر‬
‫مهما كان نوعها ومصدرها‪ ،‬وبنسبة تغطية تساوي ‪ %100‬تشمل أصل الدين والفوائد واملصاريف ونفقات‬
‫التحصيل‪ .‬دون االتكال على ما ميكن أن حتققه الضماانت التقليدية‪ ،‬فذلك سيدرج يف ذمة الصندوق عند‬
‫حتصيلها‪ ،‬الذي يكون عن طريق حلول الصندوق حمل البنوك يف هاته العملية‪.‬‬
‫كما أنه ال ميكن إعمال آلية اجلدولة إال يف حدود وبشروط‪ ،‬منها أمهية املؤسسة‪ ،‬ووجود إمكانية النتعاشها‬
‫مستقبال‪ ،‬وأن وضعيتها املالية ستكون أفضل عند إعادة جدولتها‪ ،‬وإذا كانت متر أبزمة مالية مؤقتة‪ ،‬جتعل سيولتها‬
‫غري كافية للقيام مبا عليها من أعباء‪ .‬كما أن هذه العملية ال تكون بقرار من اجلهات الرمسية‪ ،‬بل من اجلهات‬
‫املعنية‪ ،‬وهي املؤسسة االقتصادية والبنك والصندوق الضامن‪ .‬فهو إجراء اختياري للبنوك وليس إجباراي‪ ،‬تتخذه‬
‫وفق ما تراه مناسبا ملصاحلها‪.‬‬
‫وما ميكن قوله كخالصة هلذا الفصل‪ ،‬أن الضماانت املستحدثة‪ ،‬والناجتة عن األعراف واملمارسات البنكية‬
‫كثرية ومتنوعة‪ ،‬من التأمني وحق امللكية كضمان وخطاب الضمان والضمان املايل‪ .‬وهي آليات فاعلة إذا ما مت‬
‫استغالهلا أحسن استغالل‪ ،‬ميكن أن تكون تعويضا عن الضماانت التقليدية اليت فشلت بظهور ما يسمى أبزمة‬
‫التأمينات‪ ،‬اليت ميكن استعماهلا اليوم كمخرج إنقاذ فقط‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الضمانات بمعناها الواسع‬

‫إن البنك عرضة ملخاطر متويل املؤسسة االقتصادية‪ ،‬مهما كان نوعها والنشاط الذي متارسه‪ .‬لذلك‬
‫ولالحتياط واحلماية فإنه يطلب ضماانت‪ ،‬واليت رأينا سابقا أهنا ال حتقق ذلك بنسبة كبرية‪ .‬حيث أثبتت فشلها إال‬
‫يف حدود معينة‪ ،‬سواء كانت ضماانت كالسيكية‪ ،‬متمثلة يف التأمينات الشخصية والعينية‪ .‬وهذا ملا حييط هبا من‬
‫خماطر وأزمات وصعوبة حتصيلها‪ .‬وضماانت مستحدثة أحدثتها األعراف واملمارسات البنكية‪ ،‬ومت تقنينها‪ ،‬واليت‬
‫رأينا كذلك أهنا ال حتقق احلماية املنشودة نظرا ملا حييط هبا هي األخرى من سلبيات وعوامل حتد من فعاليتها‪.‬‬
‫حىت أن التكامل بني هذه الضماانت مل حيقق املبتغى‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫فكان البد من اخلروج من دائرة الضماانت مبعناها الضيق‪ ،‬والعمل ابلضماانت مبعناها الواسع‪ .‬وهي كل‬
‫آلية ميكن اللجوء إليها لتحقيق احلماية‪ ،‬علما أن املخاطر يف تطور لذلك البد من تطوير الضماانت‪ .‬فكان عدم‬
‫االكتفاء ابآلليات السابقة بل البد من إجراءات أوىل قبل طلب ضماانت‪ ،‬وهي نتاج اتفاقيات مالية دولية‪،‬‬
‫أصبحت بنودها عبارة عن قواعد قانونية‪ .‬ألن أغلب التشريعات املالية تبنتها حلماية مؤسساهتا املالية من املخاطر‬
‫اليت هتددها‪ ،‬واليت تعاين منها حىت البنوك واملؤسسات املالية يف الدول الكّبى‪.‬‬
‫هاته الضماانت مبعناها الواسع تتمثل يف آلية التشخيص‪ ،‬وهي دراسة شاملة عن وضعية املؤسسة قبل‬
‫اإلقدام على متويلها‪ ،‬وقواعد احليطة واحلذر‪ ،‬وهي تدابري احرتازية تسمح للبنوك التحكم يف املخاطر‪ ،‬وعملية‬
‫الرقابة‪ ،‬اليت تسمح ابلتصدي للخطر ومواجهته قبل حدوث النكبة‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تشخيص المؤسسة االقتصادية‬

‫إن الضماانت الشخصية والعينية ليست هي املعيار األساسي الذي يراعيه البنك عند اختاذ قرار التمويل‪ .‬إذ‬
‫أن الدراسة تنصب أوال على حتليل املؤسسة وتقييم مردوديتها ومالءهتا‪ .‬حيث ال ينتقل البنك إىل دراسة‬
‫املمول ورحبيته‪ .‬فالضماانت ما هي إال ملحقات لالئتمان ال مّبرا‬
‫الضماانت إال بعد أتكده من جدوى املشروع ً‬
‫له‪ .‬ألنه ميكن للبنك االستغناء عن طلب الضماانت يف حالة اطمئنانه ملردودية املشروع‪ ،‬دون أن يكون ذلك‬
‫خمالفة للقانون‪ ،‬لكن ميكن له أن أيخذها كاحتياط‪ ،‬أو كمخرج إنقاذ‪ ،‬ولكن بشرط أن يكون قرار التمويل صائبا‪،‬‬
‫مبنيا على تشخيص دقيق ودراسة موضوعية للمخاطر اليت حتيط ابملشروع املراد متويله‪.‬‬
‫ُ‬
‫فإذا كانت الضماانت جمرد اتبع للتمويل‪ ،‬فما هي العناصر واملصادر اليت ميكن للبنك أن يعتمدها عند‬
‫تشخيصه للمؤسسة االقتصادية‪ ،‬واليت جتعل قراره صائبا عند منحها التمويل؟‬
‫المطلب األول‪ :‬تشخيص عناصر المؤسسة االقتصادية‬

‫إن املخاطر مرتبطة بعملية االئتمان‪ ،‬لكن هذا ال يعين إغفال أية آلية يراها البنك كضمانة مناسبة يف‬
‫احلماية منها‪ ،‬ولعل دراسة املؤسسة قبل اختاذ أي قرار عند عملية التمويل ضمانة فعالة‪ .‬ويكون ذلك من خالل‬
‫البحث يف اإلطار القانوين للمؤسسة‪ ،‬وتقييم مدى كفاءة القائمني على إدارة املؤسسة‪ ،‬ومكانتها يف السوق‪،‬‬
‫واألخطار اليت ميكن أن تواجهها‪ ،‬أي مدى حتقيقها للربح‪ ،‬ابإلضافة إىل تشخيص وضعيتها املالية‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫فالتشخيص هو معرفة نشاط املؤسسة‪ ،‬وشكلها القانوين‪ ،‬واتريخ إنشائها‪ ،‬وحتليل اسرتاتيجيتها املالية‬
‫والتجارية وأدوات وتقنيات اإلنتاج‪ ،‬وتقييم كفاءة مسرييها‪.1‬‬
‫لذلك البد على البنك من اإلحاطة مبختلف املعلومات املتعلقة ابملؤسسة‪ ،‬من حيث العناصر العامة‪ ،‬وكذا‬
‫ما يتعلق ابجلانب املايل للمشروع‪ .‬ألهنا السبيل يف حتديد الوضعية احلقيقية للمؤسسة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تشخيص العناصر العامة‬

‫وتشمل هذه الدراسة كل ما يتعلق ابإلطار القانوين للمؤسسة‪ ،‬وكذا القائمني على إدارهتا‪ ،‬وموقعها يف‬
‫السوق الداخلية واخلارجية‪ ،‬والتقنيات اليت تستعملها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اإلطار القانوني للمؤسسة‬

‫هنا يكون البحث يف قوانني وتشريعات االستثمار األساسية واملكملة‪ ،‬واألخرية تتمثل يف التشريع املايل‬
‫والضرييب وتشريعات العمل والتأمينات‪ ،‬وغريها مما له أتثري على أداء املؤسسة‪ ،‬ويرتتب على ذلك آاثر إجيابية‪ ،‬ومن‬
‫مث تدفقات نقدية داخلية متوقعة قد متنحها احلكومة للمؤسسات املستثمرة يف إطار تشجيع ذلك يف جماالت‬
‫معينة‪ .‬ومن مث على البنك التعرف على املشاريع االستثمارية اليت تنطوي على تلك املزااي‪ ،‬وما إذا كانت املؤسسة‬
‫تدخل يف تلك اجملاالت أم ال‪ .‬هذا ابإلضافة إىل أن القوانني وتشريعات االستثمار قد تضيف أعباء وتكاليف‬
‫والتزامات واليت قد تؤثر على التدفقات النقدية اخلارجية للمؤسسة‪ ،‬كالتشريعات اخلاصة ابجلمارك وقرار حظر‬
‫االسترياد وهذا لتشجيع املنتوج الداخلي وأيضا التشريعات اخلاصة حبظر نقل أو تصدير أو تداول بعض السلع‬
‫واملنتجات داخل البالد أو خارجها‪.‬‬
‫هذه الدراسة يقوم هبا متخصصون يف جمال القوانني وتشريعات االستثمار من أجل معرفة ما يعود على‬
‫املؤسسة صاحبة املشروع من مزااي وتدفقات نقدية داخلة‪ ،‬وما تتحمله من أعباء وتدفقات خارجة‪ ،‬واالطالع‬
‫على الشكل القانوين الذي اختذته‪.‬‬

‫‪-1‬املرسوم التنفيذي رقم‪120-14‬مؤرخ يف ‪ 24‬مارس ‪ ، 2014‬املتضمن التصريح التشخيصي للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،19‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪2‬أفريل ‪ .2014‬املعدل واملتمم للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 374-03‬املؤرخ يف ‪ 30‬من أكتوبر‪ ،2003‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،19‬لسنة‪ .2003‬هذا‬
‫املرسوم موجود يف املالحق‪ ،‬يف هناية رسالتنا هذه‪ .‬واملادة ‪ 40‬من النظام رقم ‪ 08-11‬السالف الذكر‪" :‬جيب أن أيخذ تقييم خماطر القرض بعني االعتبار‪ ،‬على‬
‫اخلصوص‪ ،‬العناصر اليت تتعلق ابلوضعية املالية للمستفيد وقدرته على السداد وعند االقتضاء‪ ،‬الضماانت احملصل عليها‪ .‬كما جيب أن يتضمن التقييم بصفة‬
‫خاصة وابلنسبة للمؤسسات حتليل حميط هذه األخرية ومميزات الشركاء أو املسامهني واملسريين‪ ،‬كما جيب أن أيخذ بعن االعتبار آخر الواثئق احملاسبية واملالية"‪.‬‬
‫‪325‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫ويعين ذلك دراسة القوانني اليت تنظم نشاط املؤسسة‪ ،‬وحتديد الشكل القانوين املناسب‪ ،‬وحقوق وواجبات‬
‫املسامهني يف املشروع‪ ،‬واملزااي اليت تعود على املؤسسة من خالل الشكل القانوين‪ ،‬من حيث اإلفالس والتصفية‬
‫وحتديد نوع مسؤولية كل مساهم‪ .‬حيث أن شركات األموال يعتّب الشريك فيها مسؤوال عن ديون الشركة يف حدود‬
‫مقدار مسامهته فيها‪ .‬بينما يف شركات األشخاص فإن الشريك فيها مسؤول عن أية خسائر‪ ،‬ليس فقط يف حدود‬
‫مسامهته يف الشركة بل ميس ذلك أمواله وممتلكاته اخلاصة‪.‬‬
‫ومن مث يصبح من الضروري حبث أتثري هذا احملدد من منظور حقوق وواجبات املسامهني يف املشروع‪ ،‬حيث‬
‫إذا ما أظهرت الدراسة وجود جدوى من متويل مؤسسة من خالل شكلها القانوين ابلذات‪ ،‬فإنه يتم ذلك‪ ،‬وهذا‬
‫بعد دراسة العبء وااللتزامات والقيود اليت خيضع هلا‪.‬‬
‫ففي شركات التضامن‪ ،‬فإن جمرد احنراف أي شريك فيها عن اخلطة املوضوعة يؤدي إىل خطر على‬
‫املشروع‪ ،‬أضف إىل ذلك‪ ،‬فكيان املشروع مهدد دائما بوفاة أحد الشركاء أو إفالسه‪ .‬رغم أن امليزة فيها تتعلق‬
‫مبسؤولية الشركاء التضامنية الشخصية واملطلقة‪.‬‬
‫أما شركات املسامة فلها مزااي كبرية‪ ،‬وهي إمكانية جتميع أموال كبرية جدا‪ ،‬أما خطرها فيظهر يف نوع‬
‫املسؤولية فيها‪ ،‬فهي يف حدود أسهم االكتتاب فقط دون أن متتد إىل األموال واملمتلكات اخلاصة ابملسامهني‪.‬‬
‫إذن فالبنك جيب أن أيخذ بعني االعتبار اإلطار القانوين للمؤسسة‪ ،‬فيتعرف على قانوهنا األساسي‪،‬‬
‫ورأمساهلا االجتماعي‪ ،‬وطبيعة الشركاء فيها‪ ،‬ونوع املسؤولية امللقاة على عاتقهم‪ ،‬ومدى أتثري وفاهتم أو إفالسهم‬
‫عليها‪ ،‬وكذا نظام شهر إفالسها وتصفيتها‪ ،‬واألسباب املؤدية إىل انقضائها‪ ،‬ونتائج ذلك عليها‪ .‬هذا كله له أمهية‬
‫من حيث حتديد اإلجراءات واآلليات اليت جيب اختاذها يف حالة التسوية الودية أو القضائية من أجل محاية‬
‫االئتمان‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تحليل الوظيفة اإلدارية‬

‫تعتّب الثقة عامل أساسي يف قرار االئتمان ابلنسبة للبنك‪ ،‬ألنه مهما تكن جدية التحليل للمعطيات اليت‬
‫متيز حياة املؤسسة االقتصادية طالبة االئتمان ال ميكن جتاهل عامل الثقة‪ ،‬سواء من حيث املالءة‪ ،‬أو القدرة على‬

‫‪326‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫احرتام االلتزامات‪ ،‬أو الثقة يف قدرات املسريين‪ ،1‬اليت تظهر من خالل التفكري االسرتاتيجي يف كل القضااي املتعلقة‬
‫ابملؤسسة وحماولة التعرف على عوامل النجاح والفشل فيها‪ ،‬وحماولة استغالل وتنمية ما له عالقة ابمليزة التنافسية‬
‫مستقبال‪ ،‬ووضع دراسة مستقبلية يف خمتلف جماالت التصنيع والتسويق‪ ،‬واالبتكار يف جمال تصميم املنتج وتوزيعه‪،‬‬
‫ومواكبة املستجدات الطارئة على املستوى الدويل‪.2‬‬
‫فاملؤسسة حتتاج ملختصني ذوي املستوى العايل الذين إبمكاهنم قيادهتا أبفكار مبدعة ومتجددة‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل رفع الكفاءة اإلنتاجية‪ ،‬وحتسني أساليب العمل‪ ،‬واالقتصاد يف التكلفة‪ ،3‬والقدرة على التمركز يف األسواق‬
‫داخليا وخارجيا‪.‬‬
‫فالعالقة بني تراكم رأس املال البشري والصادرات عالقة تكاملية‪ .‬فالصادرات هي تلك السلع واخلدمات‬
‫اليت أتيت تلبية للطلب اخلارجي‪ ،‬وختضع لشروط الطلب يف السوق العاملي‪ ،‬ولالحتفاظ مبكانة جيدة يف هاته‬
‫السوق البد من توفر القدرة على التطوير واإلبداع وحتقيق اجلودة‪ ،‬وهذا ال يتأتى إال بتوفر رأس املال البشري‪،‬‬
‫الذي جيب أن يتضمن الكفاءة واملهارة‪ ،‬إضافة للعلم والتدريب‪ .‬وهذا التكامل قد ينشأ من خالل دعم قطاع‬
‫التجارة اخلارجية خصوصا العمالة‪ ،4‬فهي أكفأ وأقدر على استيعاب التكنولوجيا احلديثة وتطويرها بكل ما يتالءم‬
‫واحلاجة االقتصادية يف خمتلف القطاعات‪ .‬فجلب التكنولوجيا من الدول املتطورة أعظم بكثري من جلب‬
‫املستثمرين‪ ،‬وهذا ما تسعى إليه اجلزائر اليوم من خالل عقدها لشراكات مع دول متقدمة تكنولوجيا كأملانيا‪.‬‬
‫وسبقتها يف ذلك الياابن والصني واهلند‪ ،‬الذين كانوا يبعثون أببنائهم إىل اجلامعات واملعاهد واملؤسسات الغربية‬
‫للدراسة هناك والتعرف على تكنولوجياهتا‪ ،‬فباتت اليوم من الدول املتقدمة‪ ،‬متلك مؤسسات وشركات تغزو‬
‫األسواق العاملية‪ ،‬وتنافس نظرياهتا من املؤسسات يف الدول الغربية الكّبى ابعتبار أن االستثمار يف رأس املال‬
‫البشري أهم بكثري من االستثمار املادي‪ ،‬ألن األول خيلق الثاين‪ ،‬وبدونه ال يكون‪.‬‬

‫‪ -1‬انصر حيدر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.6‬‬


‫‪ -2‬عبد احلميد زعباط‪ ،‬مداخلة حول‪ :‬دور املوارد البشرية يف حتسني القدرة التنافسية للمؤسسة االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة ورقلة‪10-9 ،‬مارس‬
‫‪ ،2004‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -3‬مهدي حسن زويلف‪ ،‬إدارة املوارد البشرية‪ ،‬مدخل كمي‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2001 ،‬ص‪.97‬‬
‫‪ -4‬وصاف سعيدي‪ ،‬مولود عوداي‪ ،‬مداخلة حول‪ :‬االستثمار البشري كمحدد أساسي لنمو القطاع التصديري‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة ورقلة‪10-9 ،‬‬
‫مارس‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪327‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫وعلى العكس مما قيل سابقا‪ ،‬فاملؤسسات اليت تتوفر على رأس املال املادي وال تتوفر على الرأس املال‬
‫البشري‪ ،‬حتوز على عتاد قدمي‪ ،‬وال تشتغل يف فروع االقتصاد الثمانية إال بنسب ضئيلة جدا‪ ،‬وتعاين مشاكل مجة‬
‫على صعيد التموين واإلنتاج والتسويق‪ ،‬وهو ما جتسد يف ارتفاع تكاليف اإلنتاج‪ ،‬ورداءة املنتجات‪ ،‬وارتفاع‬
‫أسعارها وليس هلا القدرة التنافسية‪ .‬ويعزى هذا إىل سوء التسيري وتبذير الثروات‪ ،‬ابإلضافة إىل انعدام التفكري‬
‫االسرتاتيجي لدى املسريين‪ ،‬وعدم قدرهتم على التنبؤ واختاذ القرارات الصائبة‪.1‬‬
‫إن الوظيفة اإلدارية العليا املتمثلة يف جملس اإلدارة‪ ،‬أعلى سلطة يف املؤسسة‪ ،‬واملفكر الرئيسي‪ ،‬واملسيطر‬
‫على التحليل االسرتاتيجي‪ ،‬ووضع اخلطط العامة من أجل ضمان السري اجليد للمؤسسة‪ ،‬إذا استطاع أن يضطلع‬
‫هباته املهام مبا حيقق األهداف العامة هلاته األخرية‪ ،‬فهذا يعين أنه قد ضمن هلا االستمرارية على املدى الطويل‪،2‬‬
‫ووفر هلا سبل النجاح‪ .3‬وابلتايل حتوز على ثقة البنك من حيث قدراهتا املهنية‪ ،‬ومنه اختاذ قراره بقبول طلب‬
‫االئتمان املقدم له من طرفها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬دراسة السوق‬

‫هي دراسة تنصب على معرفة نشاط املؤسسة‪ ،‬ومكانته ابلنظر للقطاع الذي ينتمي إليه والسوق الذي‬
‫تنشط فيه هذه املؤسسة‪ ،‬فضال عن مدى توفرها على اإلمكاانت املادية والتكنولوجية والبشرية اليت جتعل هلا وزان‬
‫وتوغال يف السوق‪ .‬فتحليل منتج أي مؤسسة‪ ،‬وإمكانية بيعه داخليا وخارجيا‪ ،‬ودرجة املنافسة عليه‪ ،‬تشكل عامال‬
‫هاما يف تقدير مستقبلها‪ ،‬وذلك بقياس عوامل القوة والضعف لديها‪.‬‬
‫كما تنصب دراسة البنك على حتليل املعطيات اخلاصة مببيعات املؤسسات اليت هلا نفس املنتج مع املؤسسة‬
‫املراد متويلها‪ ،‬حيث إذا أثبتت الدراسة أن املبيعات لدى هاته األخرية تتزايد ابستمرار‪ ،‬وأن الطلب على سلعها يف‬
‫توسع‪ ،‬فهذا يشجع البنك على اإلقدام على متويلها‪ .‬ألن ذلك يسمح بتوفري مدخالت للمؤسسة تساهم يف الوفاء‬
‫ابلتزاماهتا‪.‬‬
‫لكن هذا غري كاف بل جيب على البنك معرفة السوق الذي تعمل فيه املؤسسة‪ ،‬واملكانة اليت حتتلها يف‬

‫‪ -1‬عبد احلميد زعباط‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫‪ -2‬انصر دادي عدون‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.235‬‬
‫‪ -3‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪328‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫ذلك‪ ،‬ومدى صالبتها فيه‪ ،‬وإمكانية حتملها هلزاته‪.1‬‬


‫وميكن ذكر نوعني من األسواق إبمكان املؤسسة أن تعمل يف إطار واحد منها‪ .‬فهناك سوق تبلغ فيه‬
‫املنافسة أقصى درجاهتا‪ ،‬حيث هذا يضم عددا كبريا من املؤسسات‪ ،‬مع تشابه وجتانس السلع‪ ،‬فهنا املستهلك‬
‫خيتار السلع اجليدة وذات األسعار املنخفضة‪ .‬وهناك السوق االحتكارية‪ ،‬حيث كل مؤسسة تعرض نوعا مميزا‬
‫خاصة هبا من السلع أو اخلدمات‪ ،‬وتفرض أسعارها على منتجاهتا‪ .‬لنصل إىل سوق االحتكار الكامل‪ ،‬فيه‬
‫املؤسسة تعرض سلعة ليس هلا بدائل قريبة تنافس معها‪ ،‬حيث يكون املنتج الوحيد وتنعدم فيه املنافسة لعدم وجود‬
‫املنافس‪ ،‬ومنه فللمؤسسة إمكانية التحكم يف الكمية وحتديد السعر‪.2‬‬
‫وبصفة عامة فإن حتديد نوع السوق الذي تعمل يف إطاره املؤسسة يعطي فكرة للبنك عن مدى سهولة أو‬
‫صعوبة املنافسة‪ ،‬وعن ارتفاع أو اخنفاض حجم الطلب على منتج املؤسسة‪ ،‬وعن مزااي هذا املنتج يف السوق مقارنة‬
‫بغريه‪ ،‬من حيث اجلودة والسعر‪.‬‬
‫إذن من خالل دراسة السوق يتعرف البنك على قدرة املؤسسة على الوفاء‪ ،‬من خالل الوقوف على دخل‬
‫املشروع‪ ،‬الذي يرتبط بعدة عوامل‪ ،‬كحجم املبيعات وأسعار البيع وتكاليف اإلنتاج وموقع املشروع ووزنه يف السوق‬
‫وحجم ونوع املنافسة‪ .‬هذا وغريه مرده للخّبة والكفاءة اليت يتمتع هبا أصحاب املشروع‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫رابعا‪ :‬الدراسة الصناعية‬

‫هي حتليل أدوات عمل املؤسسة‪ ،‬أي الوسائل املستعملة يف العملية اإلنتاجية‪ ،‬ومدى تطور التقنيات‬
‫املستعملة‪ ،‬فكل تطور يف املؤسسة مرتبط ابلتكنولوجيا املستعملة فيها‪ ،‬ويرتبط هبا كل من اإلنتاجية ونوعية املنتوج‪،‬‬
‫هذا األخري به ُحتدد أرابح ومردودية املؤسسة‪ ،‬وابلتايل جناحها واستمراريتها‪ .‬فاملؤسسات اليوم تتنافس فيما بينها‬
‫ابجلودة والسعر‪ ،‬وهذا ال يتأتى إال بقدرهتا على التحكم يف التكنولوجيا‪ .‬إذ غالبا ما تتم العملية إبمهاهلا واعتماد‬
‫عوامل مالية‪ ،‬هذا له أتثري كبري إىل حدود خطرية جدا‪ ،‬تصل إىل إفالس وتوقف املؤسسة‪ .‬وأكثر من ذلك‪ ،‬فإن‬
‫التكنولوجيا قد جتعل املؤسسة يف موقع هش ابلنسبة لغريها‪ ،‬واليت تستخدم تكنولوجيا حديثة‪ ،‬اليت جتعل هلا‬

‫‪-1‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.136‬‬


‫‪ -2‬انصر دادي عدون‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.95-93‬‬
‫‪ -3‬الطاهر لطرس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ .137‬وانصر دادي عدون‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪329‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫إمكانية التحكم يف اإلنتاج والقدرة على املنافسة‪.‬‬


‫لذلك هناك أخطار على املؤسسة وعلى البنك املمول هلا يف حالة عدم االطالع الكامل على‬
‫التكنولوجيات اليت تستعملها املؤسسات املنافسة‪ ،‬فجلب التكنولوجيا أضحى اليوم أفضل بكثري من جلب‬
‫املستثمرين‪.‬‬
‫إن القدرة التنافسية للمؤسسة ترتكز على عدة مقومات‪ ،‬أبرزها على اإلطالق املوارد البشرية‪ .‬وأن املؤسسة‬
‫االقتصادية املتميزة برداءة اإلنتاج وتكلفته املرتفعة‪ ،‬وسوء التسيري‪ ،‬وعدم االهتمام الكايف برضا الزبون‪ ،‬مازالت‬
‫بعيدة عن الوصول إىل املستوى الذي يؤهلها ملواجهة منافسة شرسة من قبل مؤسسات تعتمد اسرتاتيجية السوق‬
‫الدويل‪ ،‬وتتبىن مبدأ اجلودة الشاملة‪ .1‬هذا النوع من املؤسسات ال حيظى بثقة البنك‪ ،‬ألن قدراهتا املهنية والسوقية‬
‫واإلنتاجية وحىت الصناعية ضعيفة ال تؤهلها لالستفادة من ائتمانه‪ .‬وإن غامر بذلك فهو يرهن أمواله لديها ال‬
‫ميكنه اسرتجاعها‪ ،‬ألن مستقبلها ال يبشر بقدراهتا على الوفاء ابستحقاقاهتا‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تشخيص الجانب المالي للمؤسسة‬

‫ميكن للبنك أ ْن يقوم ابلتحليل املايل‪ ،‬وذلك عن طريق تشخيص عام‪ ،‬يهتم ابحلالة املالية للمؤسسة‬
‫ووضعيتها يف االقتصاد‪ ،‬ذلك من خالل االطالع على ميزانيتها‪ .‬وتشخيص خاص‪ ،‬يهتم ابلتمويل املطلوب من‬
‫املؤسسة ومدى تسديده‪ .‬وهنا منيز بني متويل االستغالل ومتويل االستثمار‪ ،3‬فإذا تعلق األمر ابألول‪ ،‬فالدراسة هتتم‬
‫مبالءة املؤسسة للتأكد من مدى إمكانية تسديد التمويل قصري األجل‪ ،‬عند حلول ذلك‪ ،‬وكان هناك أتخر يف بيع‬
‫املخزون أو أتخر يف حتصيل احلقوق‪ .‬وأما إذا تعلق األمر ابلثاين‪ ،‬فالبنك يهتم آبفاق تطور املؤسسة‪ ،‬ومدى‬
‫حتقيقها لألرابح على املدى املتوسط والطويل‪ .‬ولكي يكون التشخيص املايل دقيقا جيب على البنك حتليل‬
‫معطيات املؤسسة من خالل ثالث ميزانيات متتالية‪.4‬‬
‫على املؤسسة أن حتتفظ بدرجة سيولة كافية لتأمني مالءهتا بصفة مستمرة‪ ،‬ألن ذلك يشكل ضمان‬

‫‪ -1‬وصاف سعيدي‪ ،‬مولود عوداي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 42‬من النظام رقم ‪" :08-11‬جيب أن أيخذ تقييم وانتقاء خماطر القروض‪ ،‬على وجه اخلصوص بعني االعتبار‪ ،‬العائدات املستقبلية الناجتة عن مشروع‬
‫االستثمار‪ ،‬وعند اقتضاء الضماانت مبا يف ذلك الرهن القانوين على املمتلكات العقارية على املدين والرهن احليازي على املعدات والتجهيزات"‬
‫‪ -3‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪147‬و‪.151‬‬
‫‪-4‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.146‬‬
‫‪330‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫استقالليتها املالية‪ ،‬وجيعلها تتمتع هبامش أمان من خالل ما لديها من مالءة‪ ،‬جتعل تغطية املخاطر ممكنة‪ ،‬سواء‬
‫تعلق خبطر عدم تسديد زابئنها للديون‪ ،‬أو خطر عدم قدرهتا على تصريف ما لديها من خمزون‪ .‬ألن بدون ذلك‬
‫تضطر لالستدانة‪ ،‬من أجل الوفاء بديوهنا العاجلة‪.‬‬
‫فعنصر السيولة يعتّب كأحد أسس منح االئتمان‪ ،‬فهو الذي يبني الوضعية املالية للمؤسسة بدقة‪ ،‬ويعتّب‬
‫صمام األمان يف حالة الفشل يف تسديد االئتمان‪ .‬فكلما كانت السيولة متوفرة كلما قلت املخاطر املرتبطة‬
‫ابالئتمان‪ .‬فالسيولة متثل حال انجعا عند عدم وجود توافق بني آجال تسديد الديون وآجال حتصيل احلقوق‪.1‬‬
‫فالسيولة النقدية لدى املؤسسة غري كافية لالستفادة من التمويل‪ ،‬بل جيب أن يـَْنـتُ َج عن املشروع املراد متويله‬
‫مردودا كافيا يغطي النفقات وحيقق أرابحا متَُ ِّكن من تسديد أصل الدين وتوابعه‪ .‬فالعائدات تتمثل يف قيمة‬
‫املبيعات‪ ،‬واليت هي التدفقات النقدية الداخلة‪ ،‬أما النفقات فتمثل التدفقات النقدية اخلارجة‪ ،‬وأن الفارق بينهما‬
‫هو التدفق النقدي السنوي الصايف‪ ،‬الذي من خالله يصدر البنك قراره فيما خيص منح التمويل‪.‬‬
‫ولكن كل ما سبق غري كاف ابلنسبة للبنك‪ ،‬فبعد عملية التحقيق املايل‪ ،‬يقوم بعملية التحليل املايل‪،2‬‬
‫وذلك من خالل مقارنة األرقام املتحصل عليها والعائدة للمؤسسة املراد متويلها مع أرقام عائدة ملؤسسات أخرى‬
‫متارس نفس النشاط‪ ،‬ملعرفة موقع املؤسسة ضمن جمموع املؤسسات يف نفس القطاع‪ ،‬أي حتليل ما حييط ابملؤسسة‪،‬‬
‫وهذا ملا له من أتثري عميق على نشاطها وماليتها‪ .‬دون إمهاله ملا سيحققه االئتمان من مرد ودية‪ ،‬هذا كله له دور‬
‫يف اختاذ القرار االئتماين‪.3‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬االستعالم البنكي‬

‫ليس من السهولة مبكان تقييم املؤسسة أبرقام ونسب وبياانت‪ ،‬مامل يكن لدى البنك املعلومات الكافية‪،‬‬
‫واليت يستقيها من عدة مصادر‪ ،‬سواء من املؤسسة يف حد ذاهتا‪ ،‬وذلك من خالل واثئقها احملاسبية واملالية السابقة‬
‫واملستقبلية‪ ،‬وعن طريق حمافظ احلساابت لديها‪ ،‬وكذا املعاينة امليدانية للمؤسسة‪ ،‬لالطالع على واقعها والتأكد من‬

‫‪ -1‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.147‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 24‬من نظام بنك اجلزائر رقم ‪ 03-02‬املؤرخ يف ‪ 14‬نوفمّب ‪": 2002‬جيب أن أيخذ تقييم خماطر القروض بعني االعتبار على اخلصوص العناصر اخلاصة‬
‫ابلوضعية املالية للمستفيد‪ ،‬قدرته على التسديد وعند االقتضاء الضماانت احملصل عليها‪ ،‬كما جيب أن يتضمن التقييم بصفة خاصة وابلنسبة للمؤسسات‪ ،‬حتليل‬
‫حميط هذه األخرية ومميزات الشركاء أو املسامهني واملسريين كما جيب أن أيخذ بعني االعتبار الواثئق احملاسبية اخلرية"‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 25‬الفقرة ‪1‬من نفس النظام‪" :‬جيب أن يدمج كذلك اختيار عمليات القروض معيار مردودية هذه األخرية‪." .‬‬
‫‪331‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫صحة املعلومات املصرح هبا للبنك‪ .‬كما ميكن هلذا األخري االطالع على املعلومات من خالل مصادر خارجية‪،‬‬
‫تتمثل يف اهليئات املصرفية‪ ،‬وكذا اهليئات واملراكز اليت تلجأ إليها املؤسسة من أجل قيد تصرفاهتا‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الهيئات المختصة بالشهر والقيد‬

‫إن هناك العديد من اجلهات املختصة بعملية قيد وشهر التصرفات مهما كانت قانونية أو مادية لألشخاص‬
‫الطبيعية واملعنوية‪ ،‬فللبنك أن يلجأ إليها لالطالع على املعلومات اليت يريدها حول العميل يف إطار ما يسمح به‬
‫القانون‪.‬‬
‫إن الشركة تنشأ بعقد رمسي يعتّب مبثابة دستور مكتوب يستطيع الغري أن يطلع عليه قبل الدخول معها يف‬
‫معامالت قانونية‪ .‬لكن هذا غري كاف‪ ،‬بل جيب إيداع ملخص للعقد يف السجل التجاري‪ ،‬الذي ميسكه املركز‬
‫الوطين للسجل التجاري‪ ،‬وكذا نشره يف النشرة الرمسية لإلعالانت القانونية ويف جريدة يومية‪ .‬ونفس اإلجراء يكون‬
‫يف حالة أي تعديل يطرأ على الشركة‪ .1‬وتطبيقا ملبدأ العالنية اليت وضع ألجلها السجل التجاري‪ ،‬فإنه جيوز ألي‬
‫شخص معين أن حيصل من هذا املركز على نسخة من القيود الواردة يف السجل مقابل دفع مصاريف ذلك‪ ،‬على‬
‫شرط أن تكون له مصلحة يف ذلك‪ .2‬أضف إىل ذلك ميكن إجياد املعلومات لدى املعهد الوطين للملكية‬
‫الصناعية‪ ،‬إذا كان األمر يتعلق اببتكارات أو رسوم ومناذج صناعية أو عالمات جتارية‪ ،‬وهو مؤهل لتسليم نسخة‬
‫من التسجيالت املدونة يف دفرت كل منها إىل كل طالب ذلك‪.3‬‬
‫كما ميكن اللجوء هليئة الضرائب لالطالع على السجل الضرييب للمؤسسة‪ ،‬ألنه جيب أن تكتتب وترسل‬
‫إىل مفتش الضرائب التابع له مكان ممارسة نشاطها تصرحيا خاصا‪ ،‬حتدد إدارة الضرائب منوذجه وذلك قبل ‪1‬فّباير‬
‫من كل سنة‪ .‬كما يتعني مسك وتقدمي عند كل طلب من اإلدارة اجلبائية سجل مرقم وموقع من مصاحل هاته‬
‫األخرية يتضمن تلخيصا سنواي تسجل فيه تفاصيل كل العمليات‪.4‬‬
‫وكل تصرفات واردة على عقارات ملك للمؤسسة جيب إشهارها لدى احملافظة العقارية اليت يقع يف دائرة‬

‫‪ -1‬اندية فضيل‪ ،‬أحكام الشركة طبقا للقانون التجاري اجلزائري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.45-44‬‬
‫‪ -2‬عمار عمورة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 32‬من رقم ‪ 07-03‬املتعلق بّباءات االخرتاع‪ .‬واملادة ‪ 22‬من األمر رقم ‪ 86-66‬املتعلق ابلرسوم والنماذج الصناعية‪ .‬واملادة رقم ‪ 15‬من األمر رقم‬
‫‪ 06-03‬املتعلق ابلعالمات التجارية‪.‬‬
‫‪ -4‬العيد صاحلي‪ ،‬الوجيز يف شرح قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪332‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫اختصاصها هاته العقارات‪ .‬فالرمسية وحدها غري كافية‪ ،‬بل جيب إعالم الغري عن طريق عملية الشهر‪ .‬فااللتزام‬
‫بنقل امللكية أو أي حق عيين تبعي‪ ،‬جيب فيه مراعاة األحكام املتعلقة ابلشهر العقاري‪ .‬حيث ال تنتقل امللكية‬
‫واحلقوق العينية األخرى يف العقار سواء كان ذلك بني املتعاقدين‪ ،‬أو كان ابلنسبة حلق الغري إال إذا روعيت‬
‫القوانني اليت تدير مصلحة شهر العقار‪ .‬من هنا فأي ملك عقاري وما يرد عليه من تصرفات قانونية أو مادية فهو‬
‫حمل شهر ابحملافظات العقارية‪ ،1‬اليت تطبق مبدأ العالنية‪ ،‬حيث يستطيع البنك املعين احلصول على شهادة عقارية‬
‫تثبت له كل ما متلكه املؤسسة من عقارات وما يتعلق هبا من تصرفات‪ ،‬مقابل دفع مصاريف ذلك االطالع‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الهيئات المصرفية والمتعاملين مع المؤسسة‬

‫وتتمثل يف املعلومات الصادرة من بنك اجلزائر‪ ،‬على اعتبار ارتباطه ابلبنوك التجارية بعدة عالقات تدخل يف‬
‫إطار الرقابة على عمليات منح االئتمان من أجل التقليص من خماطر ذلك‪ ،‬وهذا بتوفري املعلومات الضرورية‬
‫الالزمة يف التعامل مع املخاطر‪ ،‬واليت توفرها كذلك هيئات اتبعة لبنك اجلزائر‪.‬‬
‫جند مركزية املخاطر‪ ،‬اليت تكلف جبمع أمساء املستفيدين من القروض وطبيعة وسقف القروض املمنوحة‬
‫واملبالغ املسحوبة والضماانت املعطاة لكل قرض‪ .‬فبنك اجلزائر بفضل مركزية املخاطر يقوم بتزويد البنوك‬
‫واملؤسسات املالية بكل املعلومات اخلاصة بزابئن هاته األخرية‪ .‬وبناء عليه ال جيوز منح أي قرض دون أن تكون قد‬
‫حتصلت من املركزية على املعلومات املتعلقة ابلشخص‪.2‬‬
‫كما أنشئت لدى مصاحل بنك اجلزائر مركزية امليزانية‪ ،‬واليت تقوم مبعاجلة كل املعلومات احملاسبية واملالية‬
‫اخلاصة بزابئن البنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬مث تقوم إبرسال نتائج التحليل هلاته املؤسسات‪.3‬‬
‫وتعتّب مركزية عدم الدفع هيئة متواجدة لدى بنك اجلزائر من خالهلا يتم حصول البنوك واملؤسسات املالية‬
‫على املعلومات اخلاصة بعدم التسديد‪ ،‬وهذا لتمكينها من تقومي وتدعيم األمن يف جمال استعمال الصك‪.4‬‬
‫وميكن للبنك االستعانة ابملوردين واملستثمرين الذين ميارسون نشاطا مشاهبا لنشاط املؤسسة والبنوك األخرى‬
‫اليت سبق للمؤسسة التعامل معها‪ ،‬حيث يوفر له هؤالء معلومات عن أخالقيات املؤسسة ومدى جديتها يف الوفاء‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 165‬و‪ 793‬من القانون املدين‪.‬‬


‫‪-2‬النظام رقم ‪ 01-92‬املتعلق بتنظيم وسري مركزية املخاطر السالف الذكر‪.‬‬
‫‪-3‬التنظيم رقم ‪ 07-96‬املؤرخ يف ‪03‬جويلية ‪ 1996‬املتضمن تنظيم وسري مركزية امليزانية‪.‬‬
‫‪-4‬التنظيم رقم ‪ 02-92‬املؤرخ يف ‪ 22‬مارس ‪ 1992‬املتضمن تنظيم وسري مصلحة عدم الدفع‪.‬‬
‫‪333‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫ابلتزامات املؤسسة يف مواعيدها‪ ،‬وسياستها يف البيع واملضارابت احلاصلة‪.‬‬


‫الفرع الثالث‪ :‬تقرير محافظ الحسابات‬

‫إن تقرير حمافظ احلساابت‪ 1‬لدى املؤسسة يشكل ثروة معلوماتية ختّب عن مدى مصداقية حساابت هاته‬
‫األخرية‪ ،‬فالبنك الذي حيصل على نسخة من هذا التقرير يؤدي به حتما إىل طلب توضيحات عن ذلك‪ ،‬ألهنا قد‬
‫ختفي مشاكل كامنة قد تكون هلا آاثر سلبية على الوضعية املالية للمؤسسة اليت تريد احلصول على متويل‪.‬‬
‫أما على مستوى البنوك فقد تغري الوضع ابلنسبة حملافظي احلساابت‪ ،‬حيث بصدور األمر رقم ‪04-10‬‬
‫وإلحكام الرقابة على البنوك أوجب املشرع على كل بنك أو مؤسسة مالية وعلى كل فرع من فرع بنك أو مؤسسة‬
‫مالية أجنبية أن يعني‪ ،‬بعد أخذ رأي اللجنة املصرفية ووفقا ملقاييس حمددة حمافظني إثنني للمحاسبات على األقل‪.‬‬
‫فهنا أصبح تعيني حمافظ احلساابت يتم بعد أخذ رأي اللجنة املصرفية‪ 2‬وهذا عكس ما كان معمول به ابلنسبة‬
‫للنقد والقرض السابق حيث مل يكن يشرتط املشرع إطالقا أي قيد جيب أن يلتزم به البنك أثناء تعيني حمافظ‬
‫احلساابت‪.3‬‬
‫‪4‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الوثائق المالية والمحاسبية‬

‫إن كل متعامل اقتصادي يعمل يف جمال التجارة والصناعة واخلدمات جيب عليه مسك حماسبة ترتجم يف‬
‫شكل واثئق متثل ميزانية املؤسسة حتتوي على النفقات واإليرادات‪ ،‬كما حتتوي على رأمسال اثبت ورأمسال متداول‬
‫وفيها األصول واخلصوم‪ ،‬ابإلضافة إىل التدفقات النقدية للسنوات السابقة‪ ،‬وجدول ابلتوقعات املستقبلية هلذه‬
‫التدفقات‪ ،‬اليت تصنف إىل تدفقات صادرة وأخرى واردة‪ .‬كما حتتوي املؤسسة على واثئق متثل اخلطط والّبامج‬
‫املستقبلية لتحسني قدراهتا‪ ،‬هذه الواثئق متكن البنك من التعرف على تنبؤات املسريين حىت يتم التحقق من مطابقة‬
‫طلبات احلصول على التمويل مع استعماالته املستقبلية‪ ،‬ومن أهم هذه الواثئق اليت ختطط للمستقبل‪ ،‬امليزانية‬
‫املستقبلية‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 25‬من القانون رقم ‪ 01-10‬املؤرخ يف ‪29‬جوان ‪ 2010‬املتضمن مهن اخلبري احملاسب وحمافظ احلساابت واحملاسب املعتمد‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪،42‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 11‬جويلية ‪.2010‬‬
‫‪-2‬املادة ‪ 100‬من االمر رقم ‪ 04-10‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 100‬من األمر رقم ‪ 11-03‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -4‬عمر صخري‪ ،‬اقتصاد املؤسسة‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.60-53‬‬
‫‪334‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫الفرع الخامس‪ :‬المعاينة الميدانية‬

‫تعد زايرة املؤسسة من أهم املصادر اليت تساعد البنك يف احلصول على كل املعلومات أو التأكد من مدى‬
‫صحة ما حصل عليه من معلومات‪ .‬هذا ُميَ ِّكن البنك من التعرف عن قرب وبشكل ملموس على املوجودات‬
‫والقوائم املالية ومدى مطابقتها ملا مت تقدميه‪ ،‬التأكد من سالمة سري العمل مما يعطي فكرة واضحة عن كفاءة‬
‫املسريين والعاملني‪ .‬االطالع على مدى جودة منتجات املؤسسة ومدى‬
‫رواجها أو ركودها يف السوق احمللية والدولية‪ ،‬والتكنولوجيا املطبقة يف ذلك ومدى تطورها وأتثريها عليها‪.1‬‬
‫إن كل متويل هو مصدر ملوارد مستقبلية‪ ،‬يف نفس الوقت مصدر للخطر‪ ،‬يتمثل يف عدم تسديده عند‬
‫اآلجال املتفق عليها‪ ،‬لذا فإن البنك ال مينح موافقته على ذلك إال بعد أتكده أبن احتمال اسرتجاع أمواله يفوق‬
‫احتمال خسارهتا‪ .‬وهذا كله يتم عّب دراسة العناصر املالية وغري املالية للمؤسسة‪ ،‬مستعينا مبصادر كثرية‪.‬‬
‫لكن قد ال يديل العميل ابملعلومات احلقيقية‪ ،‬كما قد خيفي وراءه نوااي بعدم إرجاع التمويل‪ ،‬كما أن‬
‫التشخيص قد ال يكون مبنيا على أسس علمية ودراسات جدوى معمقة‪ ،‬وأنه تغلب عليه الذاتية واحملسوبية‪،‬‬
‫وعدم أداء املهنة املصرفية أبمانة وإخالص‪ ،‬أي عدم التقيد أبخالقيات املهنة‪ ،‬وابلقوانني‪ ،‬وعدم اعتماد األساليب‬
‫والطرائق والوسائل احلديثة يف عملية التشخيص‪ ،‬اليت ماتزال بنوكنا بعيدة عنها‪ ،‬هذا ما جيرها إىل خماطر رغم دراسة‬
‫عناصر املؤسسة االقتصادية‪.‬‬
‫فتبقى فعالية هذه الضمانة مرتبطة مبصداقية املعلومات اليت تديل هبا املؤسسة طالبة التمويل‪ ،‬وابلطرائق‬
‫والوسائل اليت يستعملها البنك يف عملية التشخيص‪ ،‬وابملصادر اليت تُ ْستَقى منها املعلومات‪ ،‬ومبدى قراءة املستقبل‬
‫قراءة صحيحة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬وعبد السالم أبو قحف‪ ،‬اإلدارة احلديثة يف البنوك التجارية‪ ،‬املكتب العريب احلديث‪ ،‬مصر‪ ،1993،‬ص‪.204-203‬‬
‫‪335‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬قواعد الحيطة والحذر‬

‫إن قواعد احليطة واحلذر قواعد دولية‪ ،1‬فرضتها الظروف اليت مرت ومتر هبا البنوك عّب العامل‪ .‬وهي قواعد‬
‫وقائية‪ ،‬جاءت لتسيري املهنة املصرفية حبذر‪ ،‬من أجل التحكم يف املخاطر الكثرية واملتنوعة اليت حتيط أبعماهلا‪ ،‬اليت‬
‫عانت منها حىت بنوك كّبايت الدول‪ ،‬إىل درجة إفالسها وخروجها من الساحة‪ .2‬حىت قاعدة تعدد وتنوع‬
‫الضماانت مل جتدي نفعا أمامها‪ ،‬فكان ال بد من التفكري يف قواعد تكون أكثر فاعلية يف جمال احلماية‪.‬‬
‫وما دام أن السيولة ومسألة االئتمان‪ ،‬هي أكّب ما تعاين منه البنوك‪ ،‬فإن هذه القواعد جاءت ختص هاتني‬
‫املسألتني‪ .‬فاألموال اليت متنحها هاته األخرية للغري هي أموال املودعني‪ ،‬ألن وظيفتها الوساطة املالية‪ ،‬وهؤالء‬
‫املودعون منهم من تكون أمواهلم حتت الطلب‪ ،‬ومنهم من تكون ألجل‪ ،‬لذلك عليها أن تكون على استعداد‬
‫للوفاء حبقوق هؤالء عند حلول أجل سحب أمواهلم‪ ،‬وإال فقد ثقتهم فيه‪ .‬وأكثر من ذلك إذا مل يسدد ما عليه‬
‫هلؤالء وقع يف حالة عدم الدفع‪ ،‬اليت نتيجتها احلتمية هي اإلفالس‪.‬‬
‫إن هذه القواعد ليست هلا الصفة اإللزامية‪ ،‬فهي جمرد توصيات واقرتاحات‪ ،‬ولكن الدول تبنتها يف قوانينها‬
‫البنكية‪ ،‬وهذا ملا عرفته هذه القواعد من جناح كآلية للحماية من خماطر االئتمان خاصة‪ ،‬واملخاطر البنكية بصفة‬
‫عامة‪ .‬فإلزاميتها تظهر من خالل أمهيتها‪ ،‬كما أن بنوك الدول الكّبى ال تتعامل مع بنوك الدول األخرى ما مل‬
‫تكن متبنية هلاته القواعد‪ .‬فإلزاميتها معنوية أكثر منها مادية‪.‬‬
‫واملشرع اجلزائري على غرار كل الدول تبىن تلك القواعد‪ ،‬سواء يف القانون البنكي‪ ،‬أو من خالل األنظمة‬
‫والتعليمات البنكية‪ ،‬اليت أصدرها خصيصا لذلك‪ ،‬لرتمجة هذه القواعد على أرض الواقع‪ ،‬وإعطائها الطابع اإللزامي‬

‫‪ -1‬تشكلت جلنة ابل للرقابة املصرفية من جمموعة من الدول الصناعية العشرة‪ ،‬وذلك يف مدينة ابل السويسرية‪ ،‬إذ أقرت سنة ‪ 1988‬قاعدة عاملية هي كفاية رأس‬
‫املال‪ .‬ويف سنة ‪ 1995‬أصدرت اللجنة جمموعة من االقرتاحات لتطبيق هاته القاعدة من أجل تغطية خطر السوق‪ ،‬بعد أن كانت التغطية منصبة فقط على‬
‫خماطر االئتمان‪ .‬مث جاءت اللجنة مبقرتح جديد سنة‪ 2001‬متثل يف قاعدة نسبة املالءة‪ ،‬ليتم التوسع يف املخاطر اليت ميكن تغطيتها عن طريق هاته القواعد‪.‬‬
‫ونظرا للوضع املايل الذي عاشه العامل بسبب األزمة املالية العاملية‪ ،‬أقرت اللجنة معايري جديدة للسيولة حتت إشراف اجملموعة الصناعية للدول العشرين‪ ،‬وهذا‬
‫نتيجة ملا عرفته العديد من البنوك يف العامل من إفالس بسبب انعدام السيولة لديها‪ .‬كما كانت هناك مقرتحات جديدة خاصة بكفاية رأي املال وتصدر بشكل‬
‫هنائي يف ‪ 2006‬وتبدأ حيز التطبيق سنة ‪ . 2007‬عثمان اببكر أمحد‪ ،‬ورضا سعد هللا‪ ،‬إدارة املخاطر‪ ،‬حتليل قضااي يف الصناعة املالية اإلسالمية‪ ،‬مكتبة فهد‬
‫الوطنية‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ .2003 ،‬ونعنانة جالب بوحفص‪ ،‬مقالة‪ :‬الرقابة االحرتازية وأثرها على العمل املصريف ابجلزائري‪ ،‬جملة املفكر‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،11‬لسنة ‪ ،2012‬ص‪.119 .‬‬
‫‪ -2‬أهم اإلفالسات اليت هزت العامل‪ ،‬كانت أوال إبفالس بنك (هرستان) األملاين يف سنة ‪ ،1974‬البنك الدويل اإلجنليزي (برينقس)‪ ،‬والبنك األمريكي (بنك فرانكلني‬
‫الوطين)‪ ،‬والبنك اإليطايل (أمّباسيانو) يف سنة ‪ ،1982‬والذي كان له أتثري على ‪ 250‬بنكا‪ ،‬هذا انهيك عن اإلفالسات اليت عرفتها الساحة املالية بعد تبين‬
‫قواعد احلذر‪ ،‬واليت سنتطرق هلا الحقا عند تقييم هاته القواعد الدولية‪ .‬صورااي قاصدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 55‬و‪.56‬‬
‫‪336‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫عن طريق فرض رقابة صارمة على البنوك من أجل تطبيقها وااللتزام هبا‪ ،‬وإال تعرضت لعقوابت قد تصل إىل درجة‬
‫سحب االعتماد‪.1‬‬
‫فما هو مضمون هاته القواعد؟ وما موقف املشرع اجلزائري منها؟ وما مدى فعاليتها يف حتقيق احلماية‬
‫للبنوك؟‬
‫المطلب األول‪ :‬القواعد المتعلقة بالنسب المالية‬

‫تعتّب السيولة أهم مشكل قد يواجه البنك‪ ،‬لذا فهذه القواعد جاءت إللزام البنوك ابحرتام نسب معينة‬
‫ملواجهة خماطر االئتمان‪ ،‬واليت تؤدي إىل نقص يف السيولة أو انعدامها‪ ،‬هذا جيعل البنك عاجزا عن مواجهة‬
‫طلبات السحب‪ .‬وهذه القواعد تتمثل يف‪ :‬قاعدة نسبة األموال اخلاصة ابلبنك‪ ،‬قاعدة نسبة املالءة‪ ،‬قاعدة تقسيم‬
‫وتوزيع املخاطر‪ ،‬قاعدة نسبة متابعة وضعية الصرف‪.2‬‬
‫الفرع األول‪ :‬قاعدة نسبة األموال الخاصة بالبنك‬

‫هذه القاعدة متثل أول ضمان مايل للبنك وألصحاب احلقوق‪ ،‬ومن جهة أخرى متثل الوضعية املالية للبنك‪،‬‬
‫واليت تدعم فرص استمراريته ودوامه‪ ،‬وهي تلعب دورا هاما يف تغطية بعض األخطار غري املتوقعة‪ ،‬واليت متس‬
‫مبالءته وصالبته‪.‬‬
‫وابلرجوع ملا جاء يف قرارات جلنة ابل األوىل جندها قسمت األموال اخلاصة‪ ،‬إىل أموال قاعدية وأموال‬
‫خاصة مكملة‪ ،‬يطرح منها عناصر‪ ،‬تسمى ابلعناصر املطروحة‪.3‬‬
‫على اعتبار أن رأس املال االجتماعي هو العنصر األول املكون لألموال اخلاصة القاعدية‪ ،‬فإن املشرع ألزم‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 114‬من قانون النقد والقرض ‪ 11-03‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬زاينة آيت وازو‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.301-300 .‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 3‬من النظام رقم ‪09-91‬املؤرخ يف ‪14‬أوت ‪ ، 1991‬املتضمن القواعد االحتياطية لتسيري املصارف واملؤسسات املالية‪ ،‬املعدلة مبوجب املادة ‪ 2‬من النظام‬
‫رقم ‪ 04-95‬املؤرخ يف ‪20‬أفريل ‪ ،1995‬وكذا املادة ‪ 6‬من التعليمة رقم ‪ 74-94‬املؤرخة يف ‪29‬نوفمّب‪ 1994‬املتعلقة بتحديد قواعد احلذر يف تسيري البنوك‬
‫واملؤسسات املالية‪ .‬واليت قسمت األموال اخلاصة إىل جمموعتني‪ :‬األموال اخلاصة القاعدية‪ ،‬واألموال اخلاصة املكملة‪ .‬املعدلة ابلتعليمة رقم ‪ 09-07‬املؤرخة يف‬
‫‪ 25‬أكتوبر ‪2007‬‬
‫فاألموال اخلاصة القاعدية تتكون من رأس املال االجتماعي (جمموعة احلصص)‪ ،‬واالحتياطات (األرابح وعائد األعمال البنكية)‪ ،‬واملؤوانت (األموال اليت توضع‬
‫احتياطا ملواجهة املخاطر وكل الديون اجلارية)‪.‬‬
‫أما األموال اخلاصة املكملة فتتكون من احتياطات إعادة التقييم‪ ،‬وبعض العناصر الواردة يف امليزانية واستعماهلا يكون حبرية‪ ،‬والسندات أو القروض املشروطة‪.‬‬
‫‪ -‬أما جمموعة العناصر املطروحة من كال اجملموعتني فتتمثل يف مسامهات البنوك أو املؤسسات املالية‪ ،‬والديون املشروطة‪.‬‬
‫‪337‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫البنوك واملؤسسات املالية إبثبات أن أصوهلا تفوق خصومها مببلغ يعادل على األقل رأس املال األدىن احملدد‪.1‬‬
‫أما املخاطر املشمولة ابلتغطية مبوجب قاعدة األموال اخلاصة فقد مساها املشرع ابملخاطر احملتملة‪ ،‬وأمهها‬
‫على اإلطالق خطر القروض‪.2‬‬
‫وعن كيفية حساب األموال اخلاصة‪ ،‬فيكون ذلك جبمع األموال اخلاصة القاعدية مع األموال اخلاصة‬
‫املكملة مطروح منه عناصر مطروحة‪.3‬‬
‫إذن فقاعدة األموال اخلاصة قاعدة دولية توصي البنوك ابإلبقاء على احتياط من املوارد الدائمة واألموال‬
‫اخلاصة بنسبة ‪ %60‬من العملة الوطنية للدولة‪ ،‬ويتم حساهبا ملدة ‪ 5‬سنوات‪.4‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬قاعدة نسبة المالءة‬

‫املالءة هي أساس سالمة البنوك‪ ،‬لذلك أولت هاته القواعد الدولية اهتماما هبذا اجلانب‪ ،‬وحددت نسبتها‬
‫بـ ‪ ،%8‬أما يف اجلزائر فهذه النسبة حددت بذلك سنة ‪ ،99‬وهذا لتغطية خطر القرض فقط‪ ،‬لتشمل بعد ذلك‬
‫خطر السوق كذلك‪ ،‬وهذا مبوجب ابل ‪ 2‬سنة ‪ ،1996‬هذه القاعدة جعلت البنوك تويل اهتماما كبريا ابملخاطر‬
‫قبل النظر ملا ستحققه من أرابح جراء عملية االئتمان‪.‬‬
‫فرأس مال البنوك يعتّب أساس احلماية من كل ما ميكن أن يطرأ على العمليات اليت يقوم هبا‪ ،‬على اعتبار أنه‬
‫يوظف أموال الغري يف عمليات حتيطها املخاطر‪.5‬‬
‫ونظرا ألمهية رأس املال ابعتباره القاعدة الصلبة‪ ،‬واآللية اليت حتقق احليطة واحلذر مما قد يقع للبنوك من‬

‫‪-1‬النظام رقم ‪ 01-90‬املؤرخ يف ‪4‬جويلية ‪ ، 1990‬املتعلق ابحلد األدىن لرأمسال البنوك واملؤسسات املالية‪ .‬والذي حدد احلد األدىن لرأمسال البنوك ب ‪500‬مليون‬
‫دينار‪ ،‬دون أن يقل هذا املبلغ عن ‪ %33‬من األموال اخلاصة‪ ،‬أما احلد األدىن لرأمسال املؤسسات املالية ‪100‬مليون دينار‪ ،‬دون أن يقل هذا املبلغ عن ‪%50‬‬
‫من األموال اخلاصة‪.‬‬
‫واملادة ‪ 2‬من النظام رقم ‪ 01-04‬املؤرخ يف ‪4‬مارس ‪ 2004‬املتعلق بتحديد رأس املال األدىن للبنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬فيحدد ذلك بـ‪ 5 .2‬مليار دينار ابلنسبة‬
‫للبنوك وبـ‪ 500‬مليون ابلنسبة للمؤسسات املالية‪ .‬واملادة ‪ 3‬من نفس النظام تنص على أن البنوك واملؤسسات املالية الكائن مقرها الرئيسي يف اخلارج عليها أن‬
‫ختصص لفروعها املوجودة يف اجلزائر مبلغا موازاي على األقل لرأمسال األدىن املطلوب ختصيصه من طرف البنوك واملؤسسات املالية اخلاضعة للقانون اجلزائري‪ .‬أما‬
‫اآلن فقد حدد رأمسال البنوك واملؤسسات املالية من خالل املادة ‪ 3‬من النظام رقم ‪04-08‬املؤرخ يف ‪23‬ديسمّب‪ ،2008‬املتعلق ابحلد األدىن لرأمسال البنوك‬
‫واملؤسسات املالية‪ ،‬والذي حددته بـ‪10‬مليار دينار ابلنسبة للبنوك‪ ،‬و‪5 .3‬مليار ابلنسبة للمؤسسات املالية‪.‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 4‬من التعليمة رقم ‪ 74-94‬املشار إليها سابقا‪.‬‬
‫‪ -3‬صورااي قاصدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪-4‬اعتمد املشرع اجلزائري هذه القاعدة مبوجب النظام رقم ‪04-04‬املؤرخ يف ‪ 19‬جويلية ‪2004‬احملددلنسب األموال اخلاصة واملوارد الدائمة‪.‬‬
‫‪ -5‬موالي خثري‪ ،‬قوانني احلذر واحليطة‪ ،‬حماضرات يف االقتصاد البنكي‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،2008 ،‬ص‪.8‬‬
‫‪338‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫خسائر غري متوقعة‪ ،‬وكذا يوطد الثقة بينها وبني املودعني‪ ،‬وتعظيمها لدى السلطات املالية املعنية‪ ،‬ألن كفاية رأس‬
‫املال يسهم يف دعم االستقرار املصريف داخليا وخارجيا‪.‬‬
‫وعلى الرغم من عدم إلزامية هاته القاعدة وغريها من القواعد االحرتازية‪ ،‬إال أن الدول ومن بينها اجلزائر‬
‫حرصت على تطبيق هاته القاعدة‪ ،‬وألزمت بنوكها هبا‪ .‬فعلى البنوك واملؤسسات املالية أن حترتم بصفة مستمرة‬
‫نسبة مالءة هي انتج قسمة أمواهلا اخلاصة الصافية على جمموعة خماطر القرض احملتملة‪ .1‬ولقد مت التدرج يف نسبة‬
‫املالءة ابلنسبة للمشرع اجلزائري من‪%4‬سنة ‪ 1995‬اتريخ تطبيق هاته القاعدة‪ ،‬لتصل إىل النسبة املوصى هبا‬
‫دوليا وهي‪%8‬سنة ‪ ،1999‬ولكن املشرع اجلزائري أراد أن يواكب مقرتحات جلنة ابل ‪ 3‬الدولية فأصبح ينص‬
‫على نسبة املالءة تقدر بـ ‪ %9.5‬ملواجهة كل من خماطر القرض واملخاطر العملياتية وخماطر السوق‪ .‬فاملشرع هنا‬
‫رفع من نسبة املالءة ووسع من املخاطر اليت ستواجهه‪ .‬ابإلضافة إىل إجياد وسادة أمان تتكون من أموال خالصة‬
‫قاعدية تعطى هلا نسبة ‪ %2.5‬من املخاطر املرجحة‪ .2‬وأكثر من ذلك ميكن للجنة املصرفية‪ ،‬كهيئة رقابية‪ ،‬أن‬
‫تفرض على البنوك واملؤسسات املالية معايري مالءة تفوق ‪.3%9.5‬‬
‫هذه النسبة جيب التصريح هبا يف كل حني‪ ،‬وذلك يف ‪ 31‬ديسمّب و‪30‬جوان و‪30‬سبتمّب و‪ 31‬ديسمّب‬
‫من كل سنة‪ ،‬لدى بنك اجلزائر يف أجل قدره ‪30‬يوما اعتبارا من كل فرتة من الفرتات املشار إليها سابقا‪ .4‬كما‬
‫ميكن للجنة املصرفية أن تطلب من البنوك ذلك يف أي وقت‪ ،‬ابعتبارها هيئة رقابة عليهم‪ .5‬أما عن التعديل‬
‫لذلك‪ ،‬أصبح على البنوك واملؤسسات املالية التصريح للجنة املالية ولبنك اجلزائر عن نسبة املالءة ونسبة وسادة‬
‫األمان ونسبة ‪ %7‬يف ما خيص تغطية خماطر القرض واملخاطر العملياتية وخماطر السوق من املوال اخلاصة‬
‫القاعدية‪ 6‬وذلك كل ‪ 03‬أشهر‪.7‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 2‬من النظام رقم ‪ 09-91‬السالف الذكر‪ .‬والتعليمة رقم ‪ 74-94‬السالفة الذكر‪ ،‬واملادة ‪ 3‬من النظام رقم ‪ 04-95‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬املواد ‪ 02‬و‪ 04‬من النظام رقم ‪ 01-14‬املؤرخ يف ‪ 16‬فيفري ‪ 2014‬املتضمن نسبة املالءة املطبقة على البنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪54‬‬
‫املؤرخ يف ‪ ،2014/09/25‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 07‬من النظام رقم ‪ 01-14‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 11‬من التعليمة رقم ‪ 74-94‬السالفة الذكر‪ .‬صورااي قاصدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 13‬من التعليمة رقم ‪ 74-94‬السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪ -6‬األموال اخلاصة القاعدية تتكون من رأس املال االجتماعي والعالوات واإلحتياطات واألرصدة الدائنة واملؤوانت واألرابح املرتق توزيعها مطروح منها كل ما هو‬
‫على البنك واملخرجات واإلهتالكات‪ ،‬املادة ‪ 09‬من النظام ‪ 01-14‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -7‬املادة ‪ 31‬من النظام رقم ‪.01-14‬‬
‫‪339‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫أما فيما خيص األموال اخلاصة الصافية (املقام) فتتمثل يف مكوانت رأس املال اخلاص ابملصرف يف جزئه‬
‫األساسي‪ ،‬والذي يشمل‪ :‬رأس املال االجتماعي‪ ،‬واالحتياطات‪ ،‬ومؤوانت األخطار البنكية‪ .1‬ورأس املال‬
‫التكميلي والذي يشمل مؤوانت إعادة التقييم واألموال احملصلة عن إصدار السندات أو أسناد القرض‪.2‬‬
‫أما فيما يتعلق مبجموع خماطر القرض احملتملة‪ ،‬فهي تتكون من عناصر يتوفر فيها عنصر املخاطرة وأخص‬
‫ابلذكر القروض املمنوحة للزابئن‪.3‬‬
‫‪4‬‬
‫ولقد مت حتديد نسب ختتلف ابختالف الطرف املستفيد من العملية املصرفية مع حتديد معدل الرتجيح‬
‫اخلاص بكل خطر‪ ،‬فكلما كان الطرف أكثر خطورة كانت نسبة معدل الرتجيح كبرية‪ ،‬وابلتايل جيب أن خيصص‬
‫لذلك مبلغ احتياط يعادل املبلغ املستعمل يف عملية التمويل مبا فيه أصل الدين والفوائد‪ .5‬مبعىن أنه إذا كانت‬
‫الدولة أو اجلماعات احمللية أو اإلدارة هي املستفيدة من العمليات البنكية فإن اخلطر يكون منعدما ألهنا تتميز‬
‫ابملالءة‪ ،‬وابلتايل فمعامل الرتجيح هلاته العمليات يساوي ‪ .%0‬أما إذا كان املستفيدون من االئتمان األفراد أو‬
‫املؤسسات اخلاصة‪ ،‬فاخلطر يكون مرتفعا‪ ،‬وابلتايل معامل الرتجيح جيب أن يكون مرتفعا‪ ،‬أي يساوي ‪،%100‬‬
‫ومنه على البنك أن يضع مبلغ احتياط يساوي ‪ %100‬كي يتفادى اخلطر الذي قد ينجم عن هاته العملية‪.‬‬
‫ولقد مت تقسيم هاته االلتزامات إىل أصناف حسب درجة خطورهتا‪:6‬‬

‫‪ -‬االلتزامات ذات املخاطر املرتفعة‪ ،‬وضع هلا معدل ترجيح يساوي ‪.%100‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 5‬من التعليمة رقم ‪ 74-94‬السالفة الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪6‬و‪ 7‬من نفس التعليمة رقم ‪.74-94‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 9‬من نفس التعليمة رقم ‪.74-94‬‬
‫‪ -4‬معدل الرتجيح؛ هو معدل يوضع لتغطية جمموع املخاطر اليت ميكن أن يتعرض هلا البنك بسبب نفس املستفيد‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 10‬من التعليمة رقم ‪ :74-94‬القروض املوجهة للزابئن واملستخدمني معدل الرتجيح ‪ ،%100‬وقروض للبنوك واملؤسسات املالية يف اخلارج ‪،%20‬‬
‫والقروض للبنوك واملؤسسات املالية تعمل يف اجلزائر ‪ %5‬وحقوق على الدولة أو ما يشاهبها ‪ .%0‬كما جند املخاطر حمددة يف املادة ‪ 4‬من النظام رقم ‪04-95‬‬
‫السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -6‬صورااي قاصدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪ .44‬واملادة ‪ 11‬من النظام رقم ‪ 02-14‬املؤرخ يف ‪ 16‬فيفري ‪ 2014‬املتضمن املخاطر الكّبى واملسامهات‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،56‬املؤرخ يف ‪ 25‬سبتمّب ‪ ،2014‬ص‪ .28‬حيث أصبح املشرع ينص على معدالت الرتجيح كما يلي‪:‬‬
‫‪ %0 -‬يف حالة املستحقات على الدولة والبلدية والوالية واملؤسسات اإلدارية وبنك اجلزائر ومصاحل الّبيد‪.‬‬
‫‪ % 20 -‬ودائع وقروض للبنوك واملؤسسات املالية املتواجدة يف اجلزائر‪ ،‬ودائع وقروض للبنوك واملؤسسات املالية املتواجدة ابخلارج واليت تتمتع بنتقيط جيد‪.‬‬
‫‪ %50 -‬ودائع وقروض للبنوك واملؤسسات املالية املتواجدة ابخلارج واليت تتمتع بتنقيط أقل‪.‬‬
‫‪ %100 -‬مجيع القروض للمؤسسات ولألفراد واجلمعيات مبا فيها آلية اإلعتماد اإلجياري‪ ،‬وهذا ألن اخلطر يكون أكّب من هذه الفئات‪ ،‬وابلتايل يكون معامل‬
‫الرتجيح أكّب‪ ،‬وهذا من اجل إمكانية تغطية اخلطر إ ْن حدث فعال‪.‬‬
‫‪340‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫‪ -‬االلتزامات ذات املخاطر املتوسطة‪ ،‬وضع هلا معدل ترجيح يساوي ‪.%50‬‬
‫‪ -‬االلتزامات ذات املخاطر املالئمة‪ ،‬وضع هلا معدل ترجيح يقدر ب ‪.%20‬‬
‫‪ -‬االلتزامات ذات املخاطر الضعيفة‪ ،‬معدل الرتجيح لديها يساوي ‪.%0‬‬
‫فالقاعدة السابقة من القواعد االحرتازية وهي قاعدة األموال اخلاصة‪ ،‬واملالءة املصرفية يف تكامل‪ ،‬وكالمها‬
‫تظهر احلالة الصحية للبنك‪ ،‬فاألوىل هي الضمان األهم للثانية‪ ،‬وهاته األخرية هي اليت تضمن السري احلسن‬
‫للبنك‪ ،‬فهي متتص كل اخلسائر‪ .‬فكلما ارتفعت األموال اخلاصة ارتفعت معها نسبة املالءة‪ ،‬الذي يعين ارتفاع‬
‫نسبة تغطية املخاطر‪ ،‬فهي صمام األمان للبنوك ضد أي خطر حمتمل‪ .‬ألنه إذا حدثت النكبة وكانت املالءة غري‬
‫متوفرة لدى البنك دخل يف حالة إفالس‪.‬‬
‫وأكثر من ذلك فإن قانون النقد والقرض‪ ،‬سواء القدمي أو املعدل واملتمم يفرض على البنوك واملؤسسات‬
‫املالية أبن حترتم مقاييس التسيري املوجهة لضمان سيولتها وقدرهتا على الوفاء جتاه املودعني والغري‪ ،‬وكذا توازن بنيتها‬
‫املالية‪.1‬‬
‫وجيب على كل بنك وكل مؤسسة مالية أن يثبت كل حني أن أصوله تفوق فعال خصومه اليت هو ملزم هبا‬
‫جتاه الغري مببلغ يعادل على األقل الرأمسال األدىن‪.2‬‬
‫ويقضي نظام االحتياطات اإلجبارية إلزام البنك املركزي البنوك التجارية على االحتفاظ لديه بنسبة معينة يف‬
‫شكل نقود قانونية‪ ،‬حتسب على جمموع ودائعها أو على جمموع توظيفاهتا‪ ،‬هذا االحتياطي يدعى ابالحتياطي‬
‫اإللزامي‪ .3‬الذي يتم حتديد نسبته مبوجب تنظيم أو تعليمة بنكية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬قاعدة نسبة توزيع أو تقسيم المخاطر‬


‫لقد أدى النمو الكبري يف حجم املشروعات إىل كّب حجم املخاطر امللقاة على البنك‪ ،‬خاصة إذا كان يتوىل‬
‫مبفرده عمليات التمويل الضخمة‪ ،‬ومن مث يتعني على البنك الواحد تقسيم املخاطر‪ ،‬من خالل االشرتاك مع بنك‬
‫آخر أو جمموعة من البنوك يف عملية التمويل‪ ،‬من أجل أكثر محاية من املخاطر احملتملة‪ .‬حبيث ال جيب على‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 159‬من قانون النقد والقرض رقم ‪ ،10-90‬املعدلة ابملادة ‪ 97‬من قانون النقد والقرض رقم ‪ 11-03‬السالف ذكرمها‪.‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 89‬من قانون النقد والقرض رقم ‪.11-03‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 94‬من قانون النقد والقرض رقم ‪.10-90‬‬
‫‪341‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫البنك أن يّبم عقود متويل مع مستفيد أو جمموعة من املستفيدين ويركز أمواله عليهم‪ ،1‬ألن هذا التصرف خيلق‬
‫خماطر كّبى‪ ،‬يف حال ما إذا كان هناك فقد ألهلية مواجهة االلتزامات‪ .‬فالرتكيز الكبري للمخاطر على عدد معني‬
‫من الزابئن يضعف البنية املالية للبنك‪ ،‬ويؤدي إىل اهتزاز مركزه أو هالكه إذا أفلس أحد عمالئه‪ .‬وعليه فإنه جيب‬
‫على البنوك اتباع سياسة تقسيم املخاطر على جمموعة من املستفيدين وعدم حصرهم‪ ،‬بشكل يضمن له أنه يف‬
‫حالة اختالل وضعية أحدهم ال يؤثر ذلك يف الوضعية املالية للبنك املمول‪ .2‬لذلك فالبنوك الشاملة أفضل بكثري‬
‫اليوم من البنوك املتخصصة‪ ،‬فاألوىل تقوم بتمويل مجيع القطاعات مهما كان نوعها‪ ،‬وبذلك فهي حتقق قاعدة‬
‫تقسيم املخاطر وذلك بعدم اكتفائها بتمويل قطاع معني‪ ،‬هذا جيعل هذا النوع من البنوك يف منأى عن كل‬
‫النكبات‪ ،‬حبيث إذا وقع مشكل لقطاع ما يبقى األمل قائما يف ابقي القطاعات اليت مت متويلها‪ .‬ابلعكس مع النوع‬
‫الثاين الذي جيعل ائتمانه منصبا على قطاع بعينه‪ ،‬حيث إذا وقع هذا األخري يف مشكل اهتز املركز املايل للبنك‪.‬‬
‫وابلنسبة للمشرع اجلزائري‪ ،‬فقد اعتمد القاعدة إبلزام البنوك ابحرتام معيارين‪:3‬‬

‫‪ -‬حالة مستفيد واحد من االئتمان‪ ،‬فالنسبة تكون أقل أو تساوي ‪ %25‬من مبلغ رأمسال الصايف للبنك‪،‬‬
‫أي عدم جتاوز هذا األخري األخطار احملتملة مع مستفيد واحد هذه النسبة من األموال اخلاصة الصافية‪ ،‬أي‬
‫جيب أن حيرتم سقف ‪ %25‬كأقصى حد ميكن إقراضه لعميل واحد من رأس مال البنك‪ .‬ويعتّب يف حكم‬
‫نفس املستفيد‪ ،4‬كل شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬مستفيدين بصفة جتعلهم متصلني معا بعالقة مهما كان‬
‫نوعها كعالقة عمل أو إدارة مشرتكة‪.5‬‬

‫‪ -‬حالة جمموعة من املستفيدين‪ ،‬تلتزم البنوك هنا بنسبة ال تتجاوز‪%15‬من رأس ماهلا لكل مستفيد‪ ،‬أي عدم‬
‫جتاوز عشر مرات من مبلغ أمواله اخلاصة الصافية‪.‬‬

‫‪-1‬إن خطر الرتكيز هو اخلطر الناجم على التمويل املمنوح لنفس الطرف املقابل أو ألطراف مقابلة‪ ،‬وألطراف مقابلة انشطة يف نفس القطاع االقتصادي أو نفس‬
‫املنطقة اجلغرافية‪ ،‬أو الناجم عن منح قروض متعلقة بنفس النشاط‪ .‬املادة ‪ 02‬ب من النظام رقم ‪ 08-11‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪2-Jean Pierre arrichi, et Jaque spindler, Les règles de prévention des risques, contrôle des activités‬‬
‫‪bancaires et risques financiers, édition économica, Paris,1998, P253 : "La division des risques‬‬
‫‪constitue donc de l'un des moyens dont dispose un établissement pour se prémunir contre une perte‬‬
‫‪trop lourde pouvant conduire à une défaillance…".‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 2‬من النظام رقم ‪ 09-91‬السالف الذكر‪ ،‬واملادة ‪ 2‬من تعليمة بنك اجلزائر رقم ‪ 74-94‬السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 2‬فقرة ‪ 5‬من التعليمة رقم ‪ 74-94‬السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 04‬من النظام رقم ‪ ،02-14‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪342‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫فنسبة توزيع املخاطر فيما خيص مستفيد واحد هي حاصل قسمة مبلغ األخطار املرجحة على األموال‬
‫اخلاصة الصافية للبنك‪ ،‬اليت جيب أن تقل أو تساوي‪ .25‬أما فيما خيص جمموعة من املستفيدين فاحلاصل يساوي‬
‫أو يقل ‪.1%10‬‬
‫كما ميكن تطبيق هذه القاعدة من طرف أصحاب املشاريع‪ ،‬من خالل اشرتاك جمموعة من املستثمرين يف‬
‫نفس املشروع بدل تنفيذه من قِّبل شخص مبفرده‪ .‬وذلك من أجل تقاسم املخاطر اليت ميكن أن تنجم عن هذا‬
‫املشروع‪ ،‬وابلتايل اخلسائر تكون بدرجة ميكن حتملها مقارنة مبا إذا لو قام بتنفيذ املشروع مستثمر واحد‪ ،‬فإنه‬
‫سوف يتحمل اخلسائر مبفرده‪ ،‬ويشكل ذلك عبئا ماليا عليه‪ .‬وهذا ما تبنته البنوك اإلسالمية يف اعتمادها آلية‬
‫املشاركة‪ .‬هذا ما ينادي به األخصائيون البنوك الكالسيكية لتبين هاته اآللية الناجعة‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الوضعية العامة لنسبة الصرف‬

‫الوضعية العامة لسعر الصرف يعّب عنها ابلفرق بني احلقوق ابلعملة األجنبية والديون ابلعملة األجنبية‪.‬‬
‫فنكون أمام وضعية قصرية لسعر الصرف إذا كانت احلقوق ابلعملة األجنبية أقل من الديون بنفس العملة‪ .‬ونكون‬
‫أمام وضعية طويلة إذا كانت احلقوق ابلعملة األجنبية أكّب من الديون بنفس العملة‪.2‬‬
‫لقد نظم املشرع اجلزائري هذه القاعدة‪ ،‬وألزم البنوك ابحرتام نسبة من عمليات الصرف ابلعملة األجنبية‬
‫مقارنة مع أمواهلا اخلاصة‪ ،‬حبيث جيب حتقيق توازن مع نسبة األموال اخلاصة لالحتياط من خماطر الصرف‪ ،‬هبوطا‬
‫أو صعودا‪.3‬‬
‫أما عن حساب وضعية الصرف‪ ،‬فيكون جبمع نسبة العمالت الصعبة املوجودة مع نسبة العمالت الصعبة‬
‫املستلمة‪ ،‬مث طَْرح نسبة العمالت الصعبة املسلمة‪.4‬‬

‫‪ -1‬مسري آيت عكاش‪ ،‬تطورات القواعد االحرتازية للبنوك يف ظل معايري جلنة ابل‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪.228‬‬
‫‪ -2‬صورااي قاصدي‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 3‬من التعليمة رقم ‪ 78-95‬املؤرخة يف ‪ 26‬ديسمّب ‪ ،1995‬املتضمنة للقواعد املتعلقة بوضعيات الصرف‪":‬‬
‫أال تتجاوز نسبة عمليات الصرف الطويلة أو القصرية ابلعملة الصعبة ‪ %10‬من قيمة األموال اخلاصة لكل عملية صرف على حدا‪.‬‬
‫أال تتجاوز نسبة جمموع عمليات الصرف القصرية أو الطويلة نسبة ‪ %30‬من األموال اخلاصة "‪ .‬وتنص املادة ‪2‬من نفس التعليمة على‪" :‬أنه حيب على البنوك‬
‫املتدخلة يف سوق الصرف ان تتوفر على نظام دائم للقياس‪ ،‬ونظام للرقابة وتسيري املخاطر‪." . . .‬‬
‫‪ -4‬صورااي قاصدي‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪343‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫وما ميكن قوله عن القواعد املتعلقة ابلنسب املالية‪ ،‬أن احرتامها جد هام ابلنسبة للبنك‪ .‬سواء تعلق األمر‬
‫ابألموال اخلاصة‪ ،‬أو املالءة‪ ،‬أو توزيع املخاطر‪ ،‬أو ما تعلق بوضعية الصرف‪ .‬وهذا ملا هلا من دور يف االحتياط من‬
‫املخاطر غري املتوقعة‪ ،‬فتكون تغطيتها عن طريق هذه النسب املفروضة على البنوك‪ ،‬هذا يقوي البنية املالية للبنك‪،‬‬
‫وجيعله يف منأى عن الصدمات املالية‪ ،‬وحيقق له الدميومة واالستمرارية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬القواعد المتعلقة بمنح االئتمان‬

‫لقد ألزم املشرع اجلزائري البنوك بتصنيف الديون حسب درجة خطورهتا‪ ،‬مع تكوين احتياطي مايل خيصص‬
‫ملواجهتها‪ ،1‬أي التزام البنوك بتسيري اإلجراءات والسياسات املتعلقة بعملية التمويل‪ ،‬والضماانت واالحتياطات‬
‫الالزمة لكل نوع من االلتزامات‪ ،‬سواء قبل منح االئتمان ابختيار الزابئن ودراسة وضعيتهم‪ ،‬أو بعد منح االئتمان‬
‫بوضع آليات لالحتياط من خماطره‪ ،‬وخاصة عدم التسديد‪.‬‬
‫ولقد ميز املشرع بني نوعني من الديون‪ ،‬الديون اجلارية والديون املصنفة‪ ،‬وهذا حسب درجة خطورهتا‪،‬‬
‫ووضع لكل نوع مئونة عامة سنوية لتغطيتها‪ ،2‬وابلتايل يكون البنك قد بذل العناية الالزمة لضمان سيولته وابلتايل‬
‫مالءته‪.‬‬
‫فاملؤوانت ‪ ،Provisions‬هي مبالغ متثل كاحتياط لتغطية خسارة مالية مؤكدة احلدوث‪ ،‬وهذا حىت ال‬
‫تلجأ البنوك املعنية إىل استغراق صايف الربح لتكوين هاته املخصصات‪ ،‬بل تكون من األموال اخلاصة للبنك‪.‬‬
‫فاألموال اخلاصة القاعدية من مكوانهتا املؤوانت للمخاطر البنكية‪ ،‬اليت هي أموال يضعها البنك كاحتياط لتغطية‬
‫خماطر االئتمان اليت يتوقع مشاكل يف تسديدها‪ .3‬هذه االحتياطيات هي إلزامية يفرضها املشرع وختضع للرقابة‪،‬‬
‫وجاءت مبوجب توصيات دولية‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 7‬من النظام رقم ‪ 04-95‬السالف الذكر‪" :‬جيب على كل بنك أو مؤسسة مالية‪ ،‬يف إطار الشروط اليت حتددها التعليمة أن يقوم واحد منهما مبا يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن متيز ديوهنا املستحقة على الزابئن حسب درجة األخطار اليت تواجهه فتفرق بني الديون العادية والديون املصنفة‪ ،‬تلك الديون اليت ستحددها التعليمة‬
‫املنصوص عليها يف املادة الثانية‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين االحتياطات اخلاصة خبطر القرض‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على املعاجلة املالئمة لفوائد الديون غري املضمون حتصيلها"‪.‬‬
‫‪ -2‬املواد من ‪ 22-15‬من التعليمة ‪ 74-94‬السالفة الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬األموال اخلاصة القاعدية تطرق إليها املشرع يف النظام رقم ‪ ،04-95‬ويف التعليمة رقم ‪ ،04-99‬ويف التعليمة رقم ‪ .74-94‬وحممد الشواريب‪ ،‬وعبد احلميد‬
‫الشواريب‪ ،‬إدارة خماطر التعثر املصريف من وجهيت النظر املصرفية والقانونية‪ ،‬املكتب اجلامعي احلديث‪ ،‬القاهرة‪ ،2007 ،‬ص‪.337‬‬
‫‪344‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫‪1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الديون الجارية‬

‫هي كل احلقوق اليت للبنك واليت يتم اسرتجاعها كاملة يف آجاهلا احملددة‪ ،‬مبا يف ذلك أصل الدين والفوائد‪،‬‬
‫حيث يتم تكوين احتياطي مايل سنوي يرتاوح من ‪ 1‬إىل ‪ ،%3‬وتسمى ابلديون اجلارية لضمان اسرتدادها يف‬
‫األجل املتفق عليه‪ ،‬وإن حدث أتخر يف التسديد فهو ال يزيد عن ‪3‬أشهر‪ .‬وهذا ملا يتوفر عليه هؤالء املدينون‬
‫(مؤسسات) من خصائص‪ ،‬جتعلهم يصنفون هبذا التصنيف‪ ،‬لوضعيتهم املالية اجليدة‪ ،‬لوجود ضماانت قوية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الديون المصنفة‬

‫وهي ديون تصنف إىل‪ ،‬ديون ذات املشاكل املمكنة‪ ،‬وديون أكثر خطورة‪ ،‬وديون متنازع فيها‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫أوال‪ :‬الديون ذات المشاكل الممكنة‬

‫هي تلك الديون اليت ميكن تسديدها‪ ،‬ولكن مع أتخر يف ذلك‪ ،‬على أال يتعدى ذلك مدة ‪6‬أشهر‪ ،‬وهذا‬
‫نظرا للصعوابت املالية اليت ميكن أن متر هبا املؤسسة املدين‪ ،‬واليت تكون خارجة عن إرادهتا بسبب الظروف‬
‫االقتصادية‪ ،‬أو املشاكل اليت يعاين منها القطاع الذي تعمل فيه املؤسسة‪ ،‬واليت تؤدي إىل تدهور مركزها املايل‪،‬‬
‫ومنه عدم املقدرة على الوفاء أبصل الدين أو الفوائد‪ .‬ويلتزم البنك يف هذا النوع من الديون بوضع احتياط يقدر‬
‫بـ‪ %30‬من األموال اخلاصة لضمان تغطية أصل الدين والفوائد‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 17‬من نفس التعليمة‪.‬‬


‫‪ -2‬ابلنسبة للمتابعات القضائية اليت حركتها وكالة "أونساج" ضد الشباب املستفيدين من قروض والذين مل يسددوا ديوهنم بلغت ألفني"‪ "2000‬متابعة‪ ،‬والسباب‬
‫الذين فشلوا يف جتسيد مشاريعهم بلغت نسبتهم ‪10‬يف املائة‪ ،‬وأن الوكالة متكنت من حتصيل ‪ 26‬مليار دينار من أصل ‪ 308‬مليار دينار‪ ،‬كما كانت هناك‬
‫مشاريع كثرية انجحة بلغ أصحاهبا حد التصدير إىل اخلارج‪ .‬جريدة اخلّب اليومي‪ 28 ،‬فيفري ‪ ،2017‬ص ‪.5‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 3/17‬من نفس التعليمة‪ .‬املادة ‪ 05‬من النظام رقم ‪ 03-14‬املؤرخ يف ‪ 16‬فيفري ‪ 2014‬املتعلق بتصنيف املستحقات واإللتزامات ابلتوقيع للبنوك‬
‫واملؤسسات املالية وتكوين املؤوانت عليها‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،56‬املؤرخ يف ‪ 25‬سبتمّب ‪ ،2014‬ص‪ .32‬حيث ميكن من خالهلا تصنيف املستحقات‬
‫واملؤوانت املرصدة هلا كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مستحقات ذات خماطر ممكنة وهي اليت مل يسدد على األقل أحد استحقاقاهتا منذ ‪ 90‬يوما واالعتمادات االجيارية اليت مل يسدد على األقل أحد أقساطها منذ‬
‫‪ 90‬يوما واملستحقات بكل أنواعها اليت حتصيلها غري مؤكد جزئيا أو كليا لظروف داخلية أو خارجية‪ .‬هذا النوع من املستحقات يرصد له ما نسبته ‪%20‬‬
‫كمؤونة لتغطيتها‪.‬‬
‫يوما‪ ،‬واالعتمادات االجيارية اليت مل تسدد على األقل أحد أقساطها منذ ‪180‬‬
‫‪ -‬مستحقات ذات خماطر عالية؛ وهي عبار عن القروض اليت مل تسدد منذ ‪ً 180‬‬
‫يوما‪ ،‬واملستحقات اليت ميكن حتصيلها اجلزئي أو الكلي شبه مؤكد‪ .‬هذه خيصص هلا مؤونة تقدر بـ ‪ %50‬لتغطيتها‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪ -‬مستحقات متعثرة؛ وهي القروض اليت تفوق مدة عدم تسديدها أكثر من ‪ 360‬يوما‪ ،‬واإلعتمادات اإلجيارية اليت مل يسدد على األقل أحد أقساطها منذ أكثر‬
‫يوما‪ ،‬هذه املستحقات امليؤوس من حتصيلها ترصد هلا مؤونة تعد بنسبة ‪ %100‬لتغطيتها‪.‬‬ ‫من ‪ً 360‬‬
‫‪345‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬الديون األكثر خطورة‬

‫وهي اليت يكون فيها عدم تسديد الديون أمرا مؤكدا ابلنسبة للبنك‪ ،‬وهذا للظروف الصعبة واحلرجة اليت متر‬
‫هبا املؤسسة املدين‪ ،‬وإمكانية أن تتكبد خسائر هلا أتثري على البنك الدائن‪ ،‬كما أن التأخر عن التسديد قد يصل‬
‫إىل سنة‪ ،‬ومنه على البنك الدائن أن يضع لذلك مئونة بنسبة ‪ %50‬من األموال اخلاصة‪ ،‬وذلك من أجل‬
‫تغطيتها‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫ثالثا‪ :‬الديون الميؤوس منها‬

‫وهي تلك الديون اليت تنتج خسائر للبنك صاحب احلقوق‪ ،‬واليت ال يستطيع هذا األخري اسرتجاعها‬
‫ابلطرق الودية‪ ،‬وإمنا ابستعمال كل طرق التحصيل املقررة‪ .‬هنا يلزم على البنك وضع احتياطي من أمواله اخلاصة‬
‫يقدر بـ‪ %100‬من أجل تغطية اخلسائر اليت قد تنجر عنها‪.‬‬
‫إن تصنيف الديون حسب درجة خطورهتا‪ 3‬ووضع االحتياطي الكايف لتغطيتها أمر مهم ابلنسبة للبنك‬
‫واملؤسسات املالية‪ ،‬وهذا لتفادي املفاجآت اليت جتعلها يف ارتباك‪ ،‬وقد ال تستطيع تغطيتها إذا ما ترك األمر للزمن‬
‫أو اعتماد التخمني فقط‪ ،‬بل جيب أن يكون كل ذلك مبنيا على طرق علمية وحماسبية ورقابية لعملية تقييم‬
‫املخاطر‪ ،‬فهذا كفيل بضمان املتابعة احلسنة لاللتزامات والتعهدات‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم فعالية قواعد الحيطة والحذر‬

‫نظرا للمجال الواسع لألعمال البنكية‪ ،‬أصبح من الضروري أن تتصرف حبذر يف تعامالهتا املالية بشكل‬
‫حيافظ على مركزها املايل‪ ،‬والوفاء ابلتزاماهتا جتاه املودعني‪ ،‬خاصة من أصحاب الودائع حتت الطلب‪ .‬ألن املنافسة‬
‫الشديدة وهدف حتقيق األرابح جعلها ال أتخذ بعني االعتبار املخاطر اليت قد تتعرض هلا‪ ،‬فكان تدخل الدول‬
‫بتوصيات مبوجب اتفاقيات للحد من ذلك‪ .‬فجاءت بقواعد حذر هتدف إىل محاية املودعني‪ ،‬مبوجب قاعدة‬

‫‪ -1‬صورااي قاصدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 18‬من نفس التعليمة رقم ‪.74-94‬‬
‫‪ -3‬يف حالة الديون املصنفة (اخلطرية وامليؤوس منها) تلتزم البنوك ابلتصريح عن اإلجراءات التالية لدى مركزية املخاطر‪:‬‬
‫‪ -‬عمالء التسوية الودية‪ ،‬وهنا يلتزم البنك ابلتصريح عن كل العمالء الذين استفادوا من التسوية عن طريق كيفية سداد الدين وداي‪.‬‬
‫‪ -‬عمالء التسوية القضائية‪ ،‬يلتزم البنك بتحديد نوع الدعوى املرفوعة واتريخ رفعها‪ .‬يف هذا املوضوع‪،‬‬
‫لينده شاميب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.421‬‬
‫‪346‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫ضمان الودائع‪ ،‬وضمان استقرار النظام البنكي من جهة‪ ،‬وضمان رؤوس أموال للمؤسسات االقتصادية للقيام‬
‫مبشاريع استثمارية من جهة اثنية‪.‬‬
‫فقواعد احلذر هي مبثابة الضامن ملنافسة حمكمة‪ ،‬وتنظيم لنسبة معينة من رأس مال البنوك ملواجهة خطر‬
‫السيولة اليت تنجر عن عمليات التمويل املختلفة‪ .‬فهي آلية إلدارة املخاطر اليت تتعرض هلا البنوك‪ ،‬وهبذا الوضع‬
‫تصبح قادرة على تدبري سيولتها يف أي وقت وابلقدر الكايف الذي ميكنها من الوفاء ابلتزاماهتا جتاه مودعيها‪،‬‬
‫وابلتايل تضمن ثقتهم‪ ،‬فالقانون يلزمها ابالحتفاظ بنسب من أمواهلا اخلاصة لتلبية طلبهم يف سحب ودائعهم‪،‬‬
‫وحتافظ على استقرارها من جهة أخرى‪.‬‬
‫كما أن هاته القواعد غريت من وضعية املسامهني يف البنك‪ ،‬فهم ليسوا جمرد محلة أسهم ينتظرون األرابح‪،‬‬
‫بل تضاعفت مسؤولياهتم بتصاعد االهتمام بسالمة املركز املايل للبنك‪ ،‬حىت لو اقتضى ذلك زايدة رأمساله‬
‫مبسامهات جديدة من أمواهلم اخلاصة عند حدوث اخلطر‪ ،‬وفقا ملا تنص عليه هاته القواعد‪.1‬‬
‫وما ميكن قوله إن هاته القواعد الدولية جاءت لتفرض على البنوك نسبا مالية حيتفظ هبا ملواجهة أي طارئ‬
‫انجم عن العمليات البنكية اليت هي معرضة يف كل وقت ملخاطر كثرية ومتنوعة‪ ،‬خاصة السيولة اليت كثريا ما أدت‬
‫ب ُك ْ َّبايت البنوك هلزات عنيفة أدت إىل إفالسها‪ .‬لذلك فهاته القواعد مضموهنا يتمثل يف السيولة واملالءة ووضعية‬
‫الصرف وتوزيع املخاطر من جهة‪ ،‬وتصنيف الديون ووضع خمصصات مالية من األموال اخلاصة للبنك لتغطيتها من‬
‫جهة اثنية‪ .‬وهي كلها متثل ضماانت للحماية من خماطر االئتمان بصفة خاصة‪ ،‬واملخاطر البنكية بصفة عامة‪.‬‬
‫وهي ضماانت مبفهومها الواسع‪ ،‬تشمل حىت قاعدة تعدد وتنوع الضماانت الكالسيكية‪.‬‬

‫لكن مع هذا‪ ،‬عرفت هذه القواعد حمدوديتها يف مسألة الوقاية من املخاطر اليت تَـ ْفتِّ ُ‬
‫ك ابملصارف‪ ،‬والدليل‬
‫على ذلك مجلة اإلفالسات اليت عرفتها البنوك عّب العامل‪ ،‬ومل تسلم منها حىت البنوك اجلزائرية‪ ،‬وهذا رغم أن كل‬
‫دول العامل تنص على هاته القواعد يف تشريعاهتا وتفرض رقابة صارمة على تطبيقها‪.‬‬
‫فعلى املستوى األوريب جند‪ ،‬قضية البنك الفرنسي (بالك ستارن) سنة‪ ،1995‬والبنك العمومي (القرض‬
‫الليوين) سنة ‪ 1995‬وما عرفه من أزمات لوال تدخل الدولة إلنقاذه من اإلفالس وما كان سيحدثه من‬

‫‪ -1‬املادة ‪161‬فقرة ‪ 1‬من قانون النقد والقرض‪ ،‬املعدلة ابملادة ‪ 99‬فقرة ‪ 1‬من املر رقم ‪ 11-03‬املتعلق ابلنقد والقرض‪" :‬يدعو حمافظ بنك اجلزائر املسامهني‬
‫الرئيسيني يف هذا البنك أو املؤسسة املالية املعنية‪ ،‬إذا تبني أن وضع بنك ما أو مؤسسة مالية يّبر ذلك‪ ،‬لتقدم له الدعم الضروري من حيث املوارد املالية"‪.‬‬
‫‪347‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫انعكاسات سلبية على النظام املصريف الفرنسي وحىت الدويل‪ ،‬أي ما يعرف خبطر النظام‪ ،‬هذا ابإلضافة إىل‬
‫‪14‬نكبة عرفتها الساحة يف الفرتة ما بني ‪.11993-1976‬‬
‫وعلى مستوى البنوك األسيوية جند‪ ،‬األزمة األسيوية لسنة ‪ 1997‬بسبب نقص السيولة وانتشار العدوى‬
‫للدول (الفلبني‪ ،‬اندونيسيا‪ ،‬ماليزاي‪ ،‬كوراي‪ ،‬الياابن‪ ،‬الصني) وحىت روسيا بنوكها مل تسلم من ذلك‪ ،‬وعرفت خطر‬
‫عدم املالءة واحتاجت إىل مقرض ذو طابع دويل ملدها ابلسيولة الالزمة‪ .‬فتفاقمت األزمة لتبلغ ذروهتا ما بني‬
‫‪ 1990-1989‬إذ عرفت ‪ 169‬حالة إفالس‪.2‬‬
‫كما جند األزمة املالية العاملية سنة‪2008-2007‬اليت سامهت يف إفالس الكثري من البنوك األمريكية‬
‫الكّبى‪ ،‬واهنيار الكثري من املؤسسات وشركات التأمني‪ ،‬وانتشرت العدوى إىل أوراب والياابن ومعظم دول العامل‪.3‬‬
‫حىت هذه األزمات مل تسلم منها البنوك اخلاصة اجلزائرية‪ ،‬وخاصة بنكي (اخلليفة و‪ ،)BCIA‬حيث‬
‫تدهورت وضعيتهما املالية‪ ،‬وعاان من عدم املالءة‪ ،‬وأن سبب إفالسهما يعود لنقص األموال اخلاصة‪ ،‬وابلضبط‬
‫رأس املال االجتماعي‪ ،‬وعدم توفرمها على االحتياطات الالزمة لتغطية املخاطر‪ .‬حيث مت سحب االعتماد من‬
‫بنك اخلليفة يف ‪29‬ماي‪ ،2003‬ومن بنك (‪ )BCIA‬يف ‪21‬أوت سنة ‪ .2003‬دون أن ننسى سحب‬
‫االعتماد من مىن بنك (وآركو بنك) يف ‪ ،2005-12-28‬واملؤسسة املالية البنك االحتادي سنة ‪ ،2003‬وكذا‬
‫البنك اجلزائري الدويل يف ‪18‬ديسمّب‪.42005‬‬
‫فالتحديد للنسب املالية الذي فرضته قواعد احلذر يتصادم مع املنافسة وأهداف البنك اليت تنصب حول‬
‫حتقيق األرابح والنمو‪ ،‬كما أن القواعد املتعلقة مبنح االئتمان جتعله حيجم ويرتدد يف القيام مبنح التمويل الذي هو‬
‫من صميم أعماله وأوالها‪ ،‬هذا له أتثري على مردوديته وعلى املؤسسات االقتصادية املستثمرة‪ ،‬خاصة الصغرية‬
‫واملتوسطة‪ ،‬اليت غالبا ما ترتد البنوك يف متويلها‪.‬‬
‫كما أن نسبة املالءة احملددة بـ ‪ %8‬من الصعب على البنوك الصغرية‪ ،‬واليت مل تصل بعد إىل تلك القوة‬

‫‪ -1‬صورااي قاصدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪55‬‬


‫‪-2‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ -3‬مسري آيت عكاش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪-4‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪151‬و‪.152‬‬
‫‪348‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫واالنتشار‪ ،1‬أن تصل إىل حتقيق تلك النسبة‪ .‬فنستطيع القول إن هاته القواعد تتالءم مع البنوك العاملية الكّبى‬
‫للدول الصناعية‪ ،‬اليت هلا انتشار واسع عّب العامل‪.‬‬
‫ومادام أن هذه القواعد االحرتازية موضوعة على مقاس الدول الصناعية الكّبى ذات البنوك القوية املنتشرة‬
‫عّب العامل‪ ،‬وأن من خصائصها أهنا غري ملزمة إال من جانب معنوي ألمهيتها‪ ،‬ولعدم تعامل البنوك فيما بينها إال‬
‫ابحرتامها‪ ،‬كان لزاما على الدول الصاعدة أن تكييف هذه القواعد على حسب بيئتها املصرفية لتعطي نتائج‬
‫إجيابية‪ ،‬مادام أن بنوكها أقل تطورا وانتشارا‪ ،‬ال تتالءم مع النسب ومعامالت الرتجيح اليت تبنتها الدول الكّبى‪.‬‬
‫حىت التوصيات اليت جاءت هبا ابل ‪ 2‬لسنة ‪ 1995‬وابل ‪ 3‬لسنة ‪ ،2011‬مل تستطع الدول األقل تطورا كاجلزائر‬
‫أن تواكبها‪ ،‬ألن بنوكها مل تصل إىل ما وصلت إليه نظرياهتا‪ .‬فهي ال متلك ما متلكه هاته األخرية من األدوات‬
‫املالية واحملاسبية والتكنولوجية‪ .‬ألهنا ما تزال يف مرحلة عصرنة نظامها املايل‪ ،‬ورقمنة قطاعها االقتصادي‪ .‬لذا فشلت‬
‫هاته القواعد إىل حد ما يف حتقيق احلماية للبنوك من املخاطر لدى هاته الدول‪.‬‬
‫ابإلضافة إىل النقائص اليت تعاين منها هذه القواعد‪ ،‬قد يزيد من عدم فعاليتها عدة أسباب‪ ،‬عامل الوقت‬
‫وخطأ اإلنسان‪.2‬‬

‫‪ -‬فعامل الوقت‪ ،‬أمر احتمايل‪ ،‬من الصعب على البنوك أن تتحكم فيه بصفة كاملة يف تسيري املخاطر وفق‬
‫مدة معتّبة‪ ،‬قد حتدث فيها عدة معطيات غري متوقعة‪ ،‬جتعل التنبؤات يف جهة والواقع يف جهة اثنية‪ ،‬هذا‬
‫ما حدث للدول الصناعية من خالل األزمة املالية العاملية األخرية‪ .‬فما ابلك ببنوك الدول الصاعدة‪ .‬حيث‬
‫بني حلظة منح االئتمان وفرتة اسرتجاعه حيدث مامل يكن يف احلسبان‪ .‬نظرا للظروف الكثرية اليت حتيط بعامل‬
‫املال‪ ،‬سياسيا واقتصاداي واجتماعيا ودوليا‪.‬‬

‫‪ -‬خطأ اإلنسان‪ ،‬وهو اخلطأ الذي حيدث أثناء ممارسة املهنة املصرفية‪ ،‬والذي جيعل كل النسب املسجلة‪ ،‬أو‬
‫الدراسات املتعلقة مبنح االئتمان بعيدة كل البعد عن الواقع‪ ،‬قد يكون مرده لسوء التسيري‪ ،‬هذا جيعل آلية‬
‫إحكام الرقابة على املهنة املصرفية أمر ضروري وحتمي‪ .‬ألن لدى البنوك الرغبة الشديدة يف احلصول على‬

‫‪ -1‬صورااي قاصدي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‬


‫‪-2‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪349‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫األرابح دون توخي احليطة واحلذر‪.‬‬


‫كما أن احلرية االقتصادية املطلقة اليت تعرفها الدول الكّبى‪ ،‬جعلت الدولة شبه غائبة يف هذا اجملال‪،‬‬
‫فاحلرية مطلوبة‪ ،‬ولكن تدخل الدولة لفرض التشريعات واحرتام االتفاقيات والتوصيات أمر البد منه لتحقيق‬
‫االستقرار والدميومة للبنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬واحلفاظ على أموال الغري‪.‬‬
‫أماعن تطبيق هاته القواعد على البنوك اإلسالمية‪ ،‬فهي ال تتناسب مع استخداماته لألموال‪ ،‬بل يصعب‬
‫تطبيقها عليه‪ ،‬ألن البنوك التقليدية تعتمد املتاجرة ابلقرض بفائدة‪ ،‬بينما البنوك اإلسالمية يكون هلا عائدا يف صورة‬
‫ربح‪ .‬لذا ميكن حتديد نسب االئتمان على أساس توزيع األرابح فيما بني البنك واملستثمرين يف عملية املضاربة‪.‬‬
‫بينما السقوف االئتمانية وضبط نسبة السيولة‪ ،‬فهذا ال يتعارض مع األحكام الشرعية املعمول هبا يف البنوك‬
‫اإلسالمية‪ .1‬ومادام أهنا تتعامل آبليات خمتلفة من‪ ،‬املضاربة واملشاركة واملراحبة‪ ،‬فنسب االحتياطي أو السقوف‬
‫ينبغي أن ختتلف عنها يف البنوك التقليدية‪ ،‬ألن هذه اآلليات حتتاج إىل حجم متويل أكّب من القروض‪ ،‬فهي ليست‬
‫حمتاجة هلاته املعدالت املرتفعة‪ ،‬ألهنا سوف تعرضها خلطر التجميد‪ ،‬وذلك أبن تتكدس لديها فوائض مالية هائلة‬
‫عاطلة‪ .‬فهذا النوع من البنوك يعاين من فائض يف السيولة‪ ،‬مقارنة ابلبنوك التقليدية اليت تعاين من نقص يف‬
‫السيولة‪ ،‬بل أحياان احلاجة للسيولة‪.‬‬
‫ففعالية هاته القواعد تتوقف على عصرنة ورقمنة األنظمة املالية‪ ،‬ومواكبة ما وصلت إليه البنوك املتطورة من‬
‫جهة‪ ،‬وتفعيل آلية الرقابة على هاته املؤسسات من جهة اثنية‪ .‬وهذا ما سنتطرق إليه يف املبحث الثالث‪.‬‬

‫قواعد احليطة واحلذر‬

‫قاعدة تصنيف الديون‬ ‫قاعدة نسبة توزيع‬ ‫قاعدة نسبة األموال‬


‫قاعدة وضعية الصرف‬ ‫قاعدة نسبة املالءة‬
‫حسب درجة املخاطر‬ ‫املخاطر‬ ‫اخلاصة‬

‫املخطط من إعداد الطالب‬

‫‪ -1‬حممد السعيد أمحد‪ ،‬العالقة بني البنوك اإلسالمية والبنك املركزي‪ ،‬جملة التجديد‪ ،‬العدد‪ ،2000 ،3‬ص‪.66-64‬‬
‫‪350‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫المبحث الثالث‪ :‬آلية الرقابة‬

‫احلرية االقتصادية واملالية ال تعين غياب االنضباط‪ ،‬وعدم توخي احليطة واحلذر‪ ،‬بل إنه يستلزم توفري املناخ‬
‫التنافسي احملكم والشفاف‪ ،‬وذلك يف ظل قواعد وإجراءات ورقابة واضحة وصارمة‪ ،‬وإدراكا مبا حييط ابلعمل‬
‫املصريف واالستثماري من خماطر‪ ،‬ينبغي التحوط منها لتجنبها‪ ،‬أو على األقل التقليل من تداعياهتا‪ ،‬ولنا يف‬
‫اإلفالسات على املستوى الدويل والوطين مثال لذلك‪ .‬واليت كانت بسبب احلرية املطلقة للقطاع املايل‪ ،‬ونقص إن‬
‫مل نقل غيااب للرقابة‪.‬‬
‫فالرقابة جاءت لضمان التسيري اجليد للمخاطر‪ ،‬ومراقبة مدى االلتزام بقواعد احلذر‪ ،‬ومدى التحكم يف‬
‫شروط االئتمان عن طريق التشخيص‪ ،‬وفرض االلتزام ابلقواعد املتعلقة به‪ ،‬للتحكم يف املخاطر املرتبطة به‪ ،‬وإجياد‬
‫حلول لذلك يف الوقت املناسب قبل تفاقم الوضع‪ .‬فالرقابة هتدف إىل ضمان فعالية قواعد احلذر من جهة‪،‬‬
‫وضمان حسن سري املهنة املصرفية من جهة اثنية‪.‬‬
‫واملشرع اجلزائري وعلى غرار كل الدول‪ ،‬اعتمد آلية الرقابة البنكية‪ ،‬اليت دعت إليها جلنة ابل من خالل‬
‫املبادئ العامة اليت وضعتها‪ ،1‬بل وقبل ذلك‪ ،2‬وهذا من خالل مراقبة مدى احرتام القواعد القانونية والتنظيمية‪،‬‬
‫ومتابعة كل العمليات البنكية الكتشاف االختالالت ومعاجلتها يف وقت مبكر‪.‬‬
‫فماهي األجهزة املوكل إليها مهمة الرقابة؟ وهل ختضع البنوك اإلسالمية لنفس اآلليات؟ وما مدى فعالية‬
‫آلية الرقابة يف احلماية من خماطر االئتمان خاصة؟‬
‫وملناقشة وحتليل هذا املبحث ارأتينا تقسيمه إىل ثالثة مطالب‪ ،‬األول خصصناه ألجهزة الرقابة‪ ،‬والثاين‬
‫للرقابة اليت تنفرد هبا البنوك اإلسالمية‪ ،‬لنصل أخريا إىل تقييم مدى فعالية آلية الرقابة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أجهزة الرقابة‬

‫للقيام مبهمة الرقابة‪ ،‬فإن هناك أجهزة يوكل إليها جتميع املعلومات مث دراستها وحتليلها قصد تتبع مدى‬
‫احرتام البنوك واملؤسسات املالية ألحكام النظام البنكي وإجياد احللول العملية للمشاكل اليت تواجهها‪ .‬هذه‬

‫‪ -1‬جلنة ابل جاءت بـ‪ 25‬مبدأ من أجل تفعيل الرقابة املصرفية‪ ،‬ووضع املشرع اجلزائري لذلك تطبيقات يف النظام املصريف‪ ،‬سواء عن طريق قانون أو أمر‪ ،‬أو نظم‬
‫وتعليمات‪ .‬لينده شاميب‪ ،‬االئتمان املصريف‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬القانون اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪ .474-471‬ومسري آيت عكاس‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.164‬‬
‫‪ -2‬املواد من ‪ 143‬إىل ‪ 157‬من القانون رقم ‪ 10-90‬املتعلق ابلنقد والقرض‪ ،‬املعدلة ابملواد ‪ 116-105‬من األمر رقم ‪ 11-03‬املتعلق ابلنقد والقرض‪.‬‬
‫‪351‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫األجهزة تتمثل يف مركزية املخاطر‪ ،‬مركزية املستحقات غري املدفوعة‪ ،‬مركزية امليزانيات‪ .‬وهي هيئات اتبعة للبنك‬
‫املركزي‪ ،‬كما جند جهاز رقايب مستقل يتمثل يف اللجنة املصرفية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مركزية المخاطر‬

‫يف إطار الوضع الذي يتسم حبرية املبادرة وقواعد السوق يف العمل البنكي تتزايد املخاطر املرتبطة ابالئتمان‪،‬‬
‫لذا حياول البنك املركزي أن جيمع كل املعلومات اليت هتدف إىل مساعدة النظام البنكي على التقليل من هذه‬
‫املخاطر‪ 1‬ويف هذا الصدد أسس قانون النقد والقرض هيئة تقوم جبمع هذه املعلومات هي مركزية املخاطر‪.2‬‬
‫وتعتّب مركزية املخاطر من بني هياكل بنك اجلزائر‪ ،‬وهي متثل هيئة للمعلومات اليت تتعلق ابملستفيدين من‬
‫القروض البنكية ومؤسسات القرض األخرى‪ .3‬وهذا لتفادي خطر تركيز القروض على شخص معنوي واحد‪ ،‬أو‬
‫تركيزها على مستوى إقليمي معني دون اآلخر‪ ،‬وهذا للعمل بقاعدة توزيع املخاطر‪.‬‬
‫وتعمل املركزية على مجع املعلومات اخلاصة ابلبنوك واملؤسسات املالية على مستوى الوطن‪ ،‬عن طريق مجع‬
‫كل البياانت املتعلقة ابلقروض‪ ،‬من األمساء املستفيدة منها وطبيعتها وسقفها ومدهتا ومبالغها والضماانت املقدمة‬
‫لتغطيتها‪ .4‬كما تعمل على مجع املعلومات املتعلقة مببالغ القروض غري املسددة‪ ،‬والتعرف على األخطار املصرفية‪.5‬‬
‫فاهلدف األساسي من هذه اهليئة هو احلصول على املعلومات من كل البنوك واملؤسسات املالية وتركيزها‬
‫لديها مث تقدميها لكل معين يريد االستعالم عن ماضي املؤسسة الطالبة للتمويل وكل املعلومات املالية والفنية حوهلا‬
‫وما تكون قد قدمته من ضماانت‪ ،‬هذا يساعد البنك يف اختاذ القرض الصحيح مبنح ذلك من عدمه بناء على ما‬
‫مت تقدميه له من مركزية املخاطر من معلومات ختص هاته املؤسسة أو تلك‪ ،‬هذا جيعله يف منأى عن املخاطر‪،‬‬

‫‪ -1‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.206‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪160‬من القانون رقم ‪ 10-90‬املتعلق ابلنقد والقرض‪ ،‬املعدلة مبوجب املادة‪ 98‬من األمر رقم ‪ 11-03‬املتعلق ابلنقد والقرض‪" :‬ينظم بنك اجلزائر ويسري‬
‫مصلحة ملركزة املخاطر تدعى مركزية املخاطر‪ ." . . .‬املعدلة ابملادة‪ 98‬من األمر رقم ‪ 04-10‬املتعلق ابلنقد والقرض‬
‫‪ -3‬املادة ‪1‬من النظام رقم ‪ 01-92‬املؤرخ يف ‪22‬مارس ‪ 1992‬املتضمن تنظيم مركزية األخطار وعملها‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،8‬لسنة ‪ .1992‬املعدل ابملادة‬
‫‪ 02‬من النظام رقم ‪ 01-12‬املؤرخ يف ‪ 20‬فيفري ‪ ،2012‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،36‬املؤرخ يف ‪ 13‬جوان ‪ 2012‬املتعلق مبركزية خماطر املؤسسات واألسر‬
‫وعملها‪" :‬مركزية املخاطر مصلحة ملركزة املخاطر تتكلف ابلقيام لدى كل بنك وكل مؤسسة مالية على وجه اخلصوص واليت تدعى يف صلب النص املؤسسات‬
‫املصرحة‪ ،‬جبمع هوية املستفيدين من القروض وطبيعة وسقف القروض املمنوحة ومبلغ القروض الغري مسددة وكذا الضماانت املأخوذة فيما خيص كل صنف من‬
‫القروض"‬
‫‪-4‬املادة ‪ 98‬من األمر رقم ‪ 11-03‬السالف الذكر‪ . . .":‬تكلف جبمع أمساء املستفيدين من القروض وطبيعة القروض املمنوحة وسقفها واملبالغ املسحوبة‬
‫والضماانت املعطاة لكل قرض‪ ،‬من مجيع البنوك واملؤسسات املالية‪." . . .‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 2‬من النظام رقم ‪ 01-92‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪352‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫خصوصا إذا تعلق األمر مبا إذا كان هناك إخالل سابق ابلتزامات تعاقدية‪ ،‬أو لوجود ضماانت مت تقدميها لضمان‬
‫ائتمان سابق‪ .‬هذا فيه محاية للبنك من املخاطر البنكية‪ ،‬وكذا للمودعني من خطر إفالس البنك أو اختالل‬
‫وضعيته املالية‪ .‬هلذا فإنه ال ميكن منح أية قروض قبل الرجوع مسبقا ملركزية املخاطر‪ .1‬وأصبح ابإلمكان احلصول‬
‫على املعلومات من هاته األخرية دون ترخيص مسبق‪ ،‬وهذا مبجرد طلبها من البنك أو املؤسسة املالية‪ ،‬عكس ما‬
‫كان معموال به سابقا‪.2‬‬
‫وابلتايل يقع على البنوك واملؤسسات املالية واجب االنضمام إىل املركزية‪ ،‬كما يقع عليها واجب احرتام‬
‫قواعد عملها‪ ،3‬وينبغي عليها يف هذا اإلطار أن تقدم تصرحيا خاصا بكل القروض املمنوحة للزابئن‪ ،‬فاللجوء إىل‬
‫هاته اهليئة هو السبيل األجنع للبنك من أجل احلصول على املعلومات الكافية واحلقيقية قبل أن مينح االئتمان‪،‬‬
‫وهذا لكشف ودراسة املخاطر احمليطة به‪ ،‬ومنح البنوك كل ما يهمهم من معلومات ضرورية مرتبطة ابلقروض‬
‫والزابئن واليت تشكل خماطر حمتملة من جهة‪ ،‬وجتنب الوقوع يف خطر تركيز القرض يف يد زبون واحد من جهة‬
‫اثنية‪.‬‬
‫ووفقا ملا جاء به قانون النقد والقرض أو النظام الذي يتعلق مبركزية املخاطر‪ ،‬فإنه من املهم للبنوك‬
‫واملؤسسات املالية االنضمام إىل هاته اهليئة‪ ،4‬بل أكثر من ذلك‪ ،‬ال ميكن منح أي قرض إال إذا حتصلت البنوك‬
‫على املعلومات اخلاصة ابملستفيد من مركزية املخاطر‪ .5‬وكذلك التصريح لديها بكل الديون املشكوك فيها أو‬
‫املتنازع فيها‪ ،‬أي الديون املصنفة‪ .6‬إذن فاستشارة البنوك واملؤسسات املالية ملركزية املخاطر التزام قانوين‪ ،‬وهذا‬
‫لتفادي منح ائتمان ملن استفاد من متويل من طرف جهات مالية أخرى مما يزيد من خماطر التمويل‪.7‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 8‬من النظام رقم ‪ 01-92‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 160‬فقرة ‪ 3‬من قانون النقد والقرض رقم ‪ 10-90‬كانت تنص‪ . . .":‬أن يكون الزبون املعين قد رخص مسبقا وخطيا للبنك وللمؤسسات املالية أن‬
‫تتقدم بطلب معلومات‪ ،‬أن تقدم املؤسسة املعنية طلبا خطيا‪." .‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 3‬من النظام رقم ‪ 01-92‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 98‬من األمر رقم ‪ . . .": 11-03‬يتعني على البنوك واملؤسسات املالية االخنراط يف مركزية املخاطر‪ ،‬وجيب أن تزود مركزية املخاطر ابملعلومات املذكورة يف‬
‫الفقرة األوىل من هذه املادة‪." .‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 160‬فقرة ‪ 4‬من قانون النقد والقرض ‪": 10-90‬ال جيوز منح أي قرض دون أن يكون البنك أو املؤسسة املالية قد حتصلت من مركزية املخاطر على‬
‫املعلومات املتعلقة ابملستفيد من القرض‪ ." .‬هذا اإلجراء أصبح جوازاي مبوجب األمر ‪ 11-03‬املتعلق ابلنقد والقرض‪ ،‬لكن هذا االلزام أتكد مرة اثنية مبوجب‬
‫املادة ‪ 8‬من النظام رقم ‪ 01-92‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -6‬املادة ‪ 17‬من التعليمة رقم ‪ 74-94‬احملددة لقواعد احلذر‪.‬‬
‫‪ -7‬لينده شاميب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.416‬‬
‫‪353‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫إن مركزية املخاطر هلا وظيفة عالجية‪ ،‬من خالل إجياد اسرتاتيجيات اقتصادية ومالية وتنموية جديدة‪ ،‬كما‬
‫أن وجودها جاء لتحقيق غاايت متعددة تتمثل يف‪ :‬مراقبة ومتابعة نشاطات البنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬ومعرفة‬
‫مدى التزامها بقواعد احلذر‪ ،‬تركيز املعلومات املرتبطة ابلقروض ذات املخاطر يف خلية واحدة‪ ،‬هذا يسمح بتسيري‬
‫أفضل لسياسة القروض‪ ،‬لضمان استقرار ودميومة القائمني هبا‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مركزية المستحقات غير المدفوعة‬

‫نظرا للمخاطر املرتبطة ابالئتمان‪ ،‬وخنص ابلذكر خطر عدم التسديد‪ ،‬الذي قد يكون راجعا ملؤسسة‬
‫املدين‪ ،‬أو لظروف خارجة عن إرادهتا‪ ،‬كان البد من جهاز يقوم جبمع املعلومات وتسجيلها يف سجل خاص حول‬
‫الديون واملستحقات غري املدفوعة والظروف اليت أدت عدم تسديدها‪ .‬فكانت مركزية املستحقات غري املدفوعة‪،‬‬
‫اليت أنشئت ضمن هياكل بنك اجلزائر‪ .‬واالنظام إىل هاته املركزية إلزامي على كل مؤسسة بنكية أو مالية‪ .2‬حيث‬
‫تتوىل هاته اهليئة دراسة كل ما قدم إليها من معلومات‪ ،‬وحتديد ما يرتتب عنها من إجراءات ومتابعات‪ ،‬ومنه تكون‬
‫املرجع الذي يتم الرتكيز عليه يف حتديد الضماانت اليت هي مبثابة أتمني ضد أخطار القرض‪ .3‬واملشرع مهد إلنشاء‬
‫هذا اجلهاز من خالل قانون النقد والقرض‪ ،‬مث من خالل األمر املتعلق بقانون النقد والقرض‪ .4‬ويقع على عاتق‬
‫البنوك واملؤسسات املالية إعالم هذه املركزية بعوائق الدفع اليت قد تطرأ على القروض اليت منحوها‪.5‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مركزية الميزانيات‬

‫أنشئت هذه اهليئة بطريقة غري مباشرة من خالل القانون املتعلق ابلنقد والقرض واألمر املتعلق بذلك‪ ،‬حيث‬
‫ال جند التصريح بذلك‪ ،‬بل كان بتعبري ضمين يوحي بضرورة وجود هذا اجلهاز‪ .6‬ليتوىل مهمة حتليل ومعاجلة‬

‫‪ -1‬الطاهر لطرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪207‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 1‬من النظام رقم ‪ 02-92‬املؤرخ يف ‪22‬مارس ‪ 1992‬املتضمن تنظيم مركزية املبالغ غري املدفوعة وعملها‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 8‬لسنة ‪":1992‬حيدث‬
‫هذا النظام ضمن هياكل بنك اجلزائر‪ ،‬مركزية للمبالغ غري املدفوعة حيب أن ينظم إليها مجيع الوسطاء املاليني"‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 3‬من نفس النظام رقم ‪.02-92‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪96‬من قانون النقد والقرض رقم ‪ ،10-90‬واملادة ‪ 98‬من األمر رقم ‪11-03‬املتعلق ابلنقد والقرض‪" :‬ينظم بنك اجلزائر مركزية للمخاطر ومركزية‬
‫للمستحقات غري املدفوعة‪." .‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 4‬من النظام رقم ‪.02-92‬‬
‫‪ -6‬املادة ‪ 56‬فقرة ‪ 4‬من قانون النقد والقرض رقم ‪": 01-90‬ميكن للبنك املركزي أن يقرتح على احلكومة اختاذ أي تدبري يرى احملافظ أو اجمللس من شأنه أن حيسن‬
‫ميزان املدفوعات وحركة األسعار واألحوال املالية العامة وبشكل عام إمناء االقتصاد الوطين"‪ .‬واملادة ‪ 36‬من األمر رقم ‪11-03‬املتعلق ابلنقد والقرض‪. . .":‬‬
‫حيق له أن يطلب من البنوك واملؤسسات وكذا اإلدارات املالية أن تزوده بكل اإلحصاءات واملعلومات اليت يرى فائدة منها ملعرفة تطور األوضاع االقتصادية والنقد‬
‫والقرض وميزان املدفوعات واالستدانة اخلارجية‪." . . .‬‬
‫‪354‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫املعلومات احملاسبية واملالية‪ ،‬إذ تقوم إبرسال إىل البنك املعين أو املؤسسة املالية أو شركة االعتماد االجياري نتائج‬
‫التحليل ضمن ملف فردي خاص ابملؤسسة االقتصادية الزبونة اليت استفادت من قرض خاضع لتصريح مركزية‬
‫املخاطر‪.1‬‬
‫ويقع على عاتق البنوك واملؤسسات املالية وشركات االعتماد االجياري واجب االنضمام إىل هاته املركزية وأن‬
‫حترتم قواعد سريها‪ ،2‬وتزويدها ابملعلومات احملاسبية واملالية اليت تتعلق ابلسنوات الثالث األخرية لزابئنها من‬
‫املؤسسات االقتصادية‪ .3‬فهي تشكل مركزا لتجميع املعلومات حول املؤسسات االقتصادية املستفيدة من القروض‪،‬‬
‫وهذا لتحقيق أحسن متابعة لسياسة القرض‪.‬‬
‫وتكمن أمهية هذا اجلهاز يف إمكانية استشارهتا من طرف البنوك واملؤسسات املالية وشركات االعتماد‬
‫االجياري قبل أن تقوم مبنح متويل ملؤسسة زبونة‪ ،‬كي يكون القرار صائبا وتتفادى الوقوع يف املخاطر املرتبطة‬
‫ابالئتمان‪ .‬ألن التشخيص الفين واملايل هلا قد يكون غري كاف للقيام بذلك‪ ،‬فتزويدها ابملعلومات املالية واحملاسبية‬
‫عنها من طرف مركزية امليزانيات يكون أضمن وأدق‪ .‬وأن املعلومات اليت تبلغها هذه األخرية تتميز بطابع السرية‪،‬‬
‫املمول‪.4‬‬ ‫ِّ‬
‫ختص املمول و ً‬
‫وأن هذه املركزية ملزمة يف أجل ‪10‬أايم اليت تلي استالم طلب االستشارة‪ ،‬منح إجابة إىل مؤسسة التمويل‪،‬‬
‫ويف حالة عدم الرد يف األجل احملدد‪ ،‬إبمكان هذه األخرية أن تقوم مبنح التمويل بعد تشخيصها للمؤسسة طالبة‬
‫التمويل وتقييمها للخطر بنفسها‪.5‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬اللجنة المصرفية‬

‫أتسست اللجنة املصرفية مبوجب قانون النقد والقرض‪ ،‬وهي مكلفة مبراقبة حسن تطبيق القوانني واألنظمة‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 1‬من النظام رقم ‪ 07-96‬املؤرخ يف ‪3‬جويلية ‪ 1996‬املتضمن تنظيم مركزية امليزانيات وعملها‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،64‬املؤرخ‬
‫يف‪27‬أكتوبر‪": 1996‬يتم إنشاء مركزية امليزانيات لدى بنك اجلزائر طبقا ملهامها املتمثلة يف مراقبة توزيع القروض اليت متنحها البنوك واملؤسسات املالية وقصد‬
‫تعميم استعمال طرق موحدة يف التحليل املايل اخلاص ابملؤسسات ضمن النظام املصريف‪." . . .‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 3‬من النظام رقم ‪ 07-96‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 4‬من النظام رقم ‪ 07-96‬السالف الذكر‪ .‬ومعمر سعدوين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 9‬من النظام رقم ‪.07-96‬‬
‫‪ -5‬معمر سعدوين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪355‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫اليت جيب أن ختضع هلا البنوك واملؤسسات املالية‪ ،1‬كما تضطلع مبهمة عقاب املخالفني لذلك‪ .‬وهي تتكون من‬
‫أعضاء فيهم اإلداريني والقضاة‪ .2‬وتتم الرقابة عن طريق االطالع على الواثئق البنكية‪ ،‬وكذا الزايرة امليدانية للبنوك‬
‫واملؤسسات املالية‪.3‬‬
‫فكهيئة إدارية‪ ،‬تقوم ابلتحرايت سواء على املستوى الداخلي أو الدويل‪ 4‬طبقا للمعاهدات الدولية إذا كانت‬
‫هناك فروع للبنك ابخلارج‪ ،‬وهذا من أجل التأكد من سالمة القرارات املتخذة من طرف البنوك‪ ،‬ومدى التزامها‬
‫بقواعد احلذر يف جمال االئتمان‪ ،‬من خالل تقسيم املخاطر وتغطيتها‪ ،‬وكذا تصنيف الديون حسب درجة اخلطر‪.‬‬
‫فدورها ذو بعد وقائي أكثر منه عالجي وعقايب‪.‬‬
‫والرقابة قد تكون مباشرة بناء على دراسة وحتليل الواثئق احملاسبية واملالية للبنك اليت تُرسل للجنة بصفة‬
‫منتظمة‪ ،‬كما تبىن هذه الدراسة على تقارير حمافظي احلساابت‪ ،‬ابإلضافة إىل طلب التوضيح واالستعالم الذي‬
‫يكمل عملية الدراسة‪ .‬وهناك هيئة متخصصة يف الرقابة على الواثئق اتبعة للجنة‪ ،‬فهي تراقب نسب ومعدالت‬
‫قواعد احلذر‪ ،‬خاصة معدل املالءة‪.5‬‬
‫وهناك الرقابة يف عني املكان‪ ،‬حيث ترسل اللجنة أعواهنا إىل البنك للتحقيق والتحقق من مدى صحة‬
‫املعلومات املوجودة على الواثئق املرسلة إليها‪ ،‬مع حترير تقرير بكل ما قام به األعوان من إجراءات ومعاينات وما‬
‫مت التوصل إليه من جتاوزات مسببة بقواعد قانونية‪ .‬كما هتدف الزايرة التفتيشية إىل الكشف عن مدى حسن‬
‫التسيري واالحرتام لقواعد املهنة املصرفية‪ ،‬والوقوف على الكيفية اليت يدارهبا البنك أو املؤسسة املالية‪ ،‬لتقدمي‬
‫التوجيهات والتوصيات للحفاظ على االستمرارية والدميومة هلاته املرافق‪.‬‬
‫أما عن اللجنة كجهة قضائية‪ ،‬فهي تتخذ التدابري والعقوابت التأديبية تكون حسب شدهتا حسب‬
‫املخالفات املثبتة‪ ،‬فيمكن أن تكون على شكل أمر لعالج الوضع‪ ،‬وذلك أبن يتخذ البنك أو املؤسسة املالية‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 143‬فقرة ‪ 1‬من قانون النقد والقرض‪ ،‬املعدلة ابملادة ‪ 105‬من األمر رقم ‪.11-03‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 144‬من قانون النقد والقرض‪ ،‬املعدلة ابملادة ‪ 106‬من األمر رقم ‪.11-03‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 1147‬و‪ 148‬من قانون النقد والقرض‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪150‬و‪ 151‬من قانون النقد والقرض‪ ،‬واملادة ‪ 110‬من األمر رقم ‪.11-03‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 59‬من النظام رقم ‪ 03-02‬املؤرخ يف ‪ 14‬نوفمّب ‪ 2002‬املتعلق ابلرقابة الداخلية على البنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 84‬املؤرخ يف‬
‫‪ 18‬ديسمّب ‪ .2002‬املعدل واملتمم ابلنظام رقم ‪ 08-11‬املؤرخ يف ‪ 28‬نوفمّب ‪ ،2011‬املتضمن الرقابة الداخلية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،47‬املؤرخ يف ‪29‬‬
‫أوت ‪.2012‬‬
‫‪356‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫املخالفة يف أجل معني كل التدابري اليت من شأهنا أن تعيد التوازن املايل أو تصحيح اخلطأ أو القيام ابلتسيري‬
‫الصحيح لشؤون املصرف أو املؤسسة ابلشكل الذي حيفظ له استمراريته‪ ،‬وإذا مل حيظى أمر اللجنة ابالستجابة‬
‫تكون هناك عقوابت أشد‪ ،‬أقلها اإلنذار وأشدها هو سحب االعتماد‪ .‬ولنا يف البنوك اخلاصة اجلزائرية املثال على‬
‫ذلك‪.‬‬
‫فاللجنة املصرفية هلا دور وقائي‪ ،‬من خالل الرقابة على الواثئق أو ابلزايرة املباشرة للبنك أو املؤسسة‪ ،‬وهذا‬
‫لالطالع على األخطاء وتصحيحها‪ .‬ودور عالجي‪ ،‬وهذا من خالل التحذير أو األمر ابختاذ التدابري الالزمة‬
‫إلعادة التوازن للبنك أو املؤسسة‪ .1‬والدور العقايب من خالل استعمال آليات الردع‪.2‬‬
‫ولقد حاول املشرع اجلزائري أن يوسع من صالحيات اللجنة املصرفية يف جمال الرقابة وذلك من خالل‪:3‬‬

‫‪ -‬قيام اللجنة املصرفية إبعالم البنك أو املؤسسة املالية ابلوقائع املنسوبة إليه عن طريق وثيق غري قضائية أو‬
‫أي وسيلة أخرى ترسلها إىل ممثله القانوين‪.4‬‬

‫‪ -‬تعني اللجنة املصرفية مصفي تسند إليه كل سلطات اإلدارة والتسيري‪ ،‬وذلك يف حال ما إذا تقرر سحب‬
‫االعتماد من كل بنك أو مؤسسة مالية خاضعة للقانون اجلزائري وكل فرع من فروع البنوك واملؤسسات‬
‫املالية األجنبية العاملة يف اجلزائر‪.5‬‬

‫‪ -‬يتوىل رئيس اللجنة املصرفية ارسال تقرير سنوي حول رقابة البنوك واملؤسسات املالية إىل رئيس‬
‫اجلمهورية‪.6‬‬

‫‪ -‬ميكن للجنة املصرفية أن تفتح إجراءً أتديبيا ضد البنوك واملؤسسات املالية اليت ال تلتزم بقواعد املهنة‬
‫املصرفية‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 154‬من قانون النقد والقرض‪ ،‬املعدلة ابملادة ‪ 112‬من األمر رقم ‪": 11-03‬ميكن اللجنة املصرفية أن تدعو أي بنك أو مؤسسة الختاذ‪ ،‬ضمن مهلة‬
‫معينة مجيع التدابري اليت من شأهنا أن تعيد أو تدعم توازنه املايل أو تصحح أساليب إدارية عندما يّبر وضعه ذلك‪." .‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 156‬من قانون النقد والقرض‪ ،‬واملادة ‪ 114‬من األمر ‪ 11-03‬املتعلق ابلنقد والقرض‪ ،‬وهي‪ " :‬اإلنذار‪ ،‬التوبيخ‪ ،‬املنع من ممارسة بعض العمليات‪،‬‬
‫التوقيف املؤقت ملسري أو أكثر‪ ،‬إهناء مهام شخص أو أكثر‪ ،‬سحب االعتماد‪" .‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز خنفوسي‪ ،‬عيسى لعالوي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.11-10 .‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 114‬مكرر من االمر رقم ‪ 04-10‬املتعلق ابلنقد والقرض‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة ‪ 115‬الفقرة ‪ 01‬و‪ 02‬من االمر رقم ‪.04-10‬‬
‫‪ -6‬املادة ‪ 116‬مكرر من األمر رقم ‪.04-10‬‬
‫‪357‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة التي تنفرد بها البنوك اإلسالمية‬

‫إن البنوك اإلسالمية ومن أجل االطمئنان على سالمتها املالية‪ ،‬فإهنا تقوم بعملية املتابعة للمشروعات اليت‬
‫متوهلا‪ ،‬على أساس اآلليات اليت تنفرد هبا وخصوصا املشاركة‪ .‬كما ختضع كغريها من البنوك للرقابة من طرف نفس‬
‫األجهزة اليت تقوم ابلرقابة على البنوك الكالسيكية‪ ،‬ابإلضافة إىل الرقابة الشرعية على أساس أهنا ال جيب أن‬
‫تتعامل ابلفائدة‪ ،‬أو أية آلية تستعملها البنوك التقليدية ال تتماشى وقواعد الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المتابعة‬

‫إن دور البنك ال ينتهي عند منح االئتمان‪ ،‬بل أنه ميتد ليشمل متابعته بعد التعاقد عليه‪ ،‬سعيا لضمان‬
‫الوفاء اباللتزامات يف ميعاد االستحقاق‪ ،‬وكي يتسىن اكتشاف املخاطر احملتملة والعمل على جتنبها قبل وقوعها‪،‬‬
‫حيث يبقى على اتصال ابملؤسسة املمولة الختاذ اإلجراءات املناسبة قبل استفحال األمر‪ .‬ومتابعة االئتمان هلا أمهية‬
‫ابلغة من حيث‪ ،‬االطمئنان على تنفيذ الشروط املرتبطة ابالئتمان‪ ،‬اختاذ اإلجراءات الكفيلة حبماية حقوق البنك‬
‫يف الوقت املناسب‪ ،‬تقدمي يد املساعدة ألصحاب املشروع لتخطي املشاكل اليت قد تعرتضهم لتفادي اخلسائر اليت‬
‫قد تلحق ابلبنك يف حال تعثر الدين‪.‬‬
‫هذا ما جيب العمل به‪ ،‬ألنه جيب على البنك أن يطمئن على حسن سري املشروع وفق اخلطة اليت وضعت‬
‫حني إنشائه‪ ،‬ألن ذلك سيسمح ابكتشاف املصاعب اليت تواجهه يف وقت مبكر‪ ،‬وإجياد احللول املالئمة‪ ،‬ومن مث‬
‫محاية مصاحل املؤسسة نفسها صاحبة املشروع‪ .‬لذلك جرى العمل على أن البنك مىت مول مشروعا يعني ممثال عنه‬
‫يف جملس إدارة املؤسسة‪ .2‬وهذا ما تقوم به البنوك اإلسالمية‪ ،‬ألن آليات التمويل اليت تستعملها تعتمد على‬
‫املشاركة يف املشروع أو املضاربة وهذا يتطلب رقابة أكّب‪ ،‬من أجل االطالع على سري املشروع عن كثب‪.‬‬
‫إن البنك بصفته شريكا مع املؤسسة يتحدد عائده فيما يتوقع حتقيقه من أرابح‪ ،‬وابلتايل يتوقف جناح‬
‫املشروع يف استثماره وحجم األرابح احملققة‪ ،‬وإذا كان كذلك‪ ،‬فإنه قد حتدث متغريات عديدة أثناء التنفيذ تؤثر‬

‫‪ -1‬حممود املرسي الشني‪ ،‬مداخلة حول‪ :‬التمويل ابملشاركة للمشروعات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬سطيف‪ 28-25 ،‬ماي‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ -2‬حممد حبار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪358‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫على األهداف املسطرة‪ ،‬هذا يتطلب التعرف عليها الختاذ القرار املناسب يف الوقت املناسب لعالجها‪ ،‬وذلك ال‬
‫يتأتى إال ابملتابعة املستمرة واملباشرة للتنفيذ من قبل البنك ابعتباره شريكا يف العملية‪ ،‬وصاحب األموال املستثمرة‪.‬‬
‫ومبا أن املشاركة هي خليط بني املال والعمل‪ ،‬فإذا كان الشريك عادة خيتص ابألعمال التنفيذية‪ ،‬والبنك‬
‫خيتص ابجلانب املايل‪ ،‬فإنه على البنك أن ميارس املتابعة والرقابة على تصرفات الشريك‪ ،‬فلرمبا كان هذا األخري أقل‬
‫خّبة يف جمال تسيري املشروعات‪.‬‬
‫فإذا كان هدف املتابعة يف البنوك التقليدية‪ ،‬ويف جمال االئتمان بصفة عامة هو االطمئنان إىل الوفاء مبا عليه‬
‫من التزامات‪ ،‬فإنه يف حالة التمويل ابملشارك ة ميتد اهلدف من الرقابة إىل التأكد من سالمة التنفيذ لتحقيق األرابح‬
‫املنشودة‪ .‬فاهلدف هنا ال يقتصر على الوقوف على التغريات اليت قد تطرأ على الوضع االئتماين للمؤسسة‪ ،‬وإمنا‬
‫جيب أن ميتد ملتابعة املشروع ذاته‪.‬‬
‫فهذا النوع من الرقابة يهدف إىل‪ ،‬التأكد من سالمة تنفيذ املشروع وفق اخلطة واالتفاق السابق لتنفيذ‬
‫املشروع‪ ،‬الوقوف عل املشكالت اليت تطرأ عند التنفيذ ومشاركة املؤسسة يف اقرتاح احللول هلا‪ ،‬متابعة اجلانب املايل‬
‫واحملاسيب للمشروع لوقوف البنك على حقوقه املالية‪ ،‬والتزام الشريك بسدادها له‪.‬‬
‫أما عن آليات هاته الرقابة فهي تكون ابملتابعة امليدانية‪ ،‬وذلك ابلزايرات ملقر الشركة من طرف ممثل البنك‪،‬‬
‫الذي جيب أن يكون ملما ابملتابعة فنيا وماليا‪ .‬وأكثر من ذلك ميكن ختصيص عضو ميثل البنك يف جملس إدارة‬
‫الشركة‪.‬‬
‫كما قد تكون املتابعة على مستوى البنك املمول‪ ،‬من خالل التقارير اليت يطلب من املؤسسة إعدادها‬
‫وموافاته هبا‪ ،‬وعادة ما تكون عبارة عن قوائم مالية دورية‪ ،‬وتقارير عن تطور تنفيذ املشروع‪ ،‬وعن املبيعات‬
‫واملصروفات واإليرادات‪ ،‬ومتابعة الضماانت املقدمة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة الشرعية‬

‫الرقابة الشرعية متيز البنوك اإلسالمية‪ ،‬تعتمد من خالهلا على عدد من العلماء متخصصني يف الشريعة‬
‫وفقهاء الدين ومن خّباء اجلهاز املصريف املتدينني‪ ،‬تقوم إببداء الرأي فيما ميكن أن يعرض عليها من أسئلة‬

‫‪ -1‬فتيحة حزام‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.103-102‬‬


‫‪359‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫وتصرفات‪ ،‬ويف الوقت نفسه مباشرة اختصاصها يف اإلشراف واملتابعة ألعمال البنك ملعرفة مدى تطابقها مع‬
‫أحكام الشرع‪ ،‬والتدخل لتصحيح االحنرافات إن وجدت‪ .‬وتزويد هيئة الرقابة جبميع األدوات والوسائل اليت متكنها‬
‫من القيام هبذه املهمة أمر ضروري كما البد من تزويدها بكافة البياانت واملعلومات واإليضاحات اليت تساعدها يف‬
‫إبداء الرأي‪ ،‬وإعطائها حق التفتيش واالطالع على كافة السجالت واملستندات اخلاصة ابلبنك‪ .1‬لكن يف احلقيقة‬
‫هذه اهليئة الرقابية هي هيئة إفتاء‪ ،‬جتيب عما يعرض عليها من أسئلة يف مسائل مصرفية من الناحية الشرعية‪.‬‬
‫فهي رقابة وقائية من خالهلا تشرتك اهليئة مع مسئويل البنك يف وضع نظم العمل اخلاصة مبباشرة العمليات‪،‬‬
‫ومن مث أتكيد خلو هذه املعامالت من املوانع الشرعية‪ .‬كما أهنا رقابة عالجية‪ ،‬كوهنا تراجع كافة املعامالت‬
‫املصرفية وتعمل على إصالح أي خلل فيها‪ ،‬خصوصا منافاهتا للقواعد الشرعية‪ .‬وهي أيضا رقابة ابتكاريه‪ ،‬حيث‬
‫تعمل اهليئة على استنباط وابتكار املزيد من األدوات املالية اليت تتماشى وأحكام الشريعة اإلسالمية‪ .‬كما متثل دور‬
‫الرقابة التوجيهية من خالل ما تقدمه من توصيات وآراء ومشورة إىل متخذي القرار ابلبنك‪.2‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم مدى فعالية آلية الرقابة‬

‫الرقابة هتدف إىل محاية البنوك واملؤسسات املالية من الوقوع يف خماطر مالية قد تؤثر سلبا على القطاع‬
‫املصريف أبكمله ومنه على االقتصاد الوطين‪ .‬فهي أتيت لتصحيح ما وقع فيه البنك من أخطاء من جهة وتسليط‬
‫عقوابت على الذين ال حيرتمون قواعد املهنة من جهة اثنية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬فعالية آلية الرقابة‬

‫تظهر فعالية الرقابة من خالل‪ ،‬التحقق والتأكد من سالمة العمليات اليت تقوم هبا البنوك ومدى متاشيها مع‬
‫القواعد القانونية والتنظيمية‪ .‬محاية املصلحة العامة من خالل محاية أموال املودعني من كل تالعب‪ ،‬ولضمان‬
‫استقرار البنوك‪ .‬التعرف على مواطن اخلطأ يف الوقت املناسب وإصالحها مبكرا‪.‬‬
‫فالرقابة تعمل على استقرار ودميومة البنوك‪ ،‬وذلك ابالحتفاظ ابلسيولة لديها أو من خالل االحتياطي‬
‫اإلجباري لدى البنك املركزي‪ ،‬هذا حيقق التوازن للبنك يف حال ما إذا حدث اختالل يف االئتمان‪ ،‬ويف ذلك أيضا‬

‫‪ -1‬حمسن أمحد اخلضريي‪ ،‬البنوك اإلسالمية‪ ،‬دار اترك للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2007 ،‬ص ‪.310-309‬‬
‫‪-2‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪ ،312-311‬ص ‪.10-8‬‬
‫‪360‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫محاية للمودعني‪ .‬البنوك واملؤسسات املالية ال تقوم أبي عمل استثماري أو متويلي إال إذا التزمت بقواعد احليطة‬
‫واحلذر‪ ،‬هذا تضمنه األجهزة الرقابية‪ ،‬ويف هذا محاية للبنك أو املؤسسة من خماطر االئتمان‪.‬‬
‫الرقابة متكن من اختاذ التدابري واخرتاع احللول اليت من شأهنا أن تعيد التوازن املايل للبنوك‪ ،‬وتصحح‬
‫األساليب اإلدارية غري السوية‪ ،‬وإال اللجوء إىل اإلجراء العقايب من أجل الردع حفاظا على أموال الغري‪.‬‬
‫الرقابة جتعل البنوك تقوم بعملياهتا‪ ،‬وخاصة منح االئتمان‪ ،‬ومتويل املشاريع من غري هتور وتسرع‪ ،‬بل يف إطار‬
‫احليطة واحلذر ودراسة املستقبل‪ .‬فهي تعتّب العمود الثاين لالحتياط من املخاطر البنكية‪ ،‬حيث ال ميكن االلتزام‬
‫ابلقواعد اليت تنظم املهنة املصرفية بصفة عامة‪ ،‬والقواعد االحرتازية بصفة خاصة مامل تكن هناك رقابة صارمة‬
‫وفعالة‪.‬‬
‫ونظرا ألمهية آلية الرقابة‪ ،‬كانت هناك أجهزة كثرية وقواعد قانونية وتنظيمية متنوعة لالضطالع مبهامها على‬
‫أكمل وجه‪ ،‬ولتفعيل هاته اآللية‪ ،‬وجعلها تواكب التطورات الدولية احلاصلة‪ ،‬والعمل بقواعد وتوصيات االتفاقيات‬
‫الدولية‪ ،‬خاصة جلنة ابل واملبادئ اليت جاءت هبا يف هذا اإلطار‪.‬‬
‫إذن الرقابة املصرفية حتقق التوجيه واإلشراف‪ ،‬وتعمل على تسيري البنوك بشكل جيد‪ ،‬من خالل فرض‬
‫االلتزام بقواعد املهنة املصرفية‪ ،‬واخرتاع احللول لكل ما قد يعرتضها من مشاكل‪ ،‬تفاداي للتعثر املايل‪ .‬هذا كله حنو‬
‫بنوك ومؤسسات مالية عصرية ومستقرة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نقائص آلية الرقابة‬

‫رغم ما للرقابة من دور يف احلماية من املخاطر البنكية عامة واالئتمان بصفة خاصة إال أهنا ال ختلو من‬
‫بعض النقائص اليت حتد من فاعليتها يف حتقيق ذلك‪ .‬فكثرة اإلفالسات على املستوى الوطين والدويل ابلرغم من‬
‫وجود قواعد احلذر وآلية والرقابة‪ ،‬يدل على فشل هذه اآلليات أمام املخاطر الكثرية واملتنوعة‪.‬‬
‫فسلسلة اإلفالسات اليت عرفتها الساحة املالية اجلزائرية‪ ،‬فيما خيص البنوك واملؤسسات املالية اخلاصة‪ ،‬يدل‬
‫على أن األجهزة الرقابية الكثرية واملتنوعة مل متارسها بشكل جيد أثناء دراسة ملفات هاته املؤسسات‪ ،‬أو وجود‬
‫ضعف يف هذه األجهزة‪ ،‬اليت كانت موجودة منذ ‪ 1990‬مبوجب قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫‪361‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫أجهزة الرقابة من املفروض أن تعطي حلوال بديلة قبل اللجوء إىل حالة اإلفالس وتصفية أموال البنوك‪ ،‬من‬
‫دعوة املسامهني لرفع رأمسال البنك‪ ،‬إىل الدعوة لتضامن الساحة املالية‪ ،‬أو اإلنقاذ من طرف ِّ‬
‫مقرض آخر والذي‬
‫عادة ما يكون البنك املركزي‪ .‬فدور الرقابة وقائي مث عالجي وأخريا ردعي‪ .‬فكيف مت إفالس كل هذا العدد يف ظل‬
‫وجود هاته األجهزة الرقابية وهذه احللول القانونية؟‬
‫على األجهزة الرقابية أن تتدخل يف الوقت املناسب من أجل إنقاذ الوضع‪ ،‬وإال كانت الكارثة‪ ،‬وهذا ما‬
‫حدث فعال للبنوك اخلاصة يف اجلزائر‪ .‬حيث أتخرت اللجنة املصرفية يف اختاذ التدابري الالزمة‪ ،‬فكانت النتيجة‬
‫كارثية‪ .‬وهي سلسلة من اإلفالسات يف فرتة وجيزة‪.‬‬
‫رغم كثرة األجهزة الرقابية وتنوعها بني داخلية‪1‬وخارجية إال أهنا بدون فعالية‪ ،‬هذا يرجع لغياب التنسيق‬
‫والتكامل والتعاون فيما بينها‪ .‬بل أكثر من ذلك وجود التواطؤ لدى الرقابة الداخلية وعرقلة عمل الرقابة اخلارجية‪،‬‬
‫جعل هاته األخرية تفشل يف الوصول إىل الوضع احلقيقي هلاته البنوك‪.‬‬
‫كما أن الرقابة إذا مل تكن مزودة ابلوسائل املادية املتطورة‪ ،‬والكفاءات البشرية اليت هلا خّبة ودراية ابجلانب‬
‫املايل واحملاسيب والقانوين‪ ،‬فمآهلا الفشل‪ .‬وهذا ما ينقص آلية الرقابة يف اجلزائر‪ ،‬اليت واكبت التطور من حيث‬
‫عددها والقواعد املتعلقة ابحلذر‪ ،‬لكنها مل تواكب العصرنة يف جمال قطاع املال‪ ،‬لذلك جاءت انقصة الفعالية‪،‬‬
‫والدليل أهنا مل تستطع إنقاذ عدد كبري من البنوك اليت أفلست‪ .‬ففعالية الرقابة ال تقاس بكم األجهزة‪ ،‬فهي كثرية‬
‫ومتعددة‪ ،‬وال برتسانة القوانني‪ ،‬اليت هي األخرى كثرية ومتنوعة‪ ،‬ولكن تقاس ابجلدية واالحرتافية وامتالكها للوسائل‬
‫املتطورة والتدخل يف الوقت املناسب والقدرة على اخرتاع احللول‪ ،‬والتنسيق فيما بينها‪ ،‬وخاصة بني الرقابة الداخلية‬
‫واخلارجية‪ ،‬اليت إذا انعدم بينها التواصل‪ ،‬وحل مكانه سوء النية والتحايل‪ .‬هنا تفقد الرقابة فعاليتها‪.‬‬

‫‪ -1‬حدد النظام رقم ‪ 03-02‬املتعلق ابلرقابة الداخلية السالف الذكر جمموعة من املصاحل تلتزم البنوك واملؤسسات املالية إبنشائها من أجل رقابة داخلية جيدة‪ ،‬وهذا‬
‫طبقا ملبادئ جلنة ابل وخاصة املبدأ رقم ‪ ،14‬هذه املصاحل تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -‬نظام مراقبة العمليات واإلجراءات الداخلية‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 5‬من النظام ‪ .03-02‬املعدلة ابملواد ‪ 30-06‬من النظام رقم ‪ 08-11‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم حماسيب وفحص املعلومة‪ ،‬املادة ‪16‬و‪20‬من النظام ‪ .03-02‬املعدلة ابملواد ‪ 36-31‬من النظام رقم ‪.08-11‬‬
‫‪ -‬نظام لقياس املخاطر‪ ،‬املواد من ‪22‬إىل‪ 33‬من النظام ‪ .03-02‬املعدلة ابملواد ‪ 53-37‬من النظام رقم ‪08-11‬‬
‫‪ -‬نظام التحكم يف املخاطر‪ ،‬املواد من ‪34‬إىل‪ 39‬من النظام ‪ .03-02‬املعدلة ابملواد ‪ 60-54‬من النظام رقم ‪08-11‬‬
‫‪ -‬نظام املعلومات والواثئق‪ ،‬املواد من ‪40‬إىل ‪ 48‬من النظام رقم ‪ .03-02‬املعدلة ابملواد ‪ 75-61‬من النظام ‪.08-11‬‬
‫يف هذا اإلطار‪ ،‬أنظر‪ ،‬لينده شاميب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.448-439‬‬
‫‪362‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫إن الرقابة هتدف إىل توفري النسب واالحتياطي ومعامالت الرتجيح‪ ،‬أي االهتمام بقواعد احلذر أكثر من‬
‫االهتمام ابستثمار ما لدى البنوك من أموال‪ ،‬هذا جعل هاته األخرية إما أن حتجم عن عملية التمويل‪ ،‬وابلتايل‬
‫يكون لديها فائض من األموال كان من املفروض أن تستغله يف متويل مشاريع استثمارية جتين من خالهلا أرابحا‪.‬‬
‫وإما االهتمام ابملردودية والربح بغض النظر عن املخاطر اليت قد تتعرض هلا‪ .‬هذا ما حدث فعال للبنوك‬
‫واملؤسسات املالية األمريكية وولد األزمة املالية العاملية‪.‬‬
‫أما عن الرقابة الشرعية‪ ،‬فهي ما تزال مل تتبلور يف ذهن إدارة البنوك اإلسالمية‪ ،‬وهذا راجع لقلة الفقهاء‬
‫املتخصصني يف جمال املعامالت املصرفية واملسائل املالية احلديثة‪ ،‬ومن مث صعوبة الوصول للحكم الشرعي حوهلا‪.‬‬
‫التطور السريع والكبري للمعامالت املصرفية وأدواهتا املالية صعب من مواكبتها بفتاوى تبني أحكامها‪ .‬عدم‬
‫استجابة اإلدارة املصرفية لقرارات اهليئة الرقابية‪ ،‬هذا يقود إىل‬
‫وجود رقابة شرعية صورية‪ .‬كما أن الضغط املمارس على اهليئة‪ ،‬وعدم إملامها ابلقواعد املصرفية‪ ،‬يؤدي إىل‬
‫وجود خمالفات لقواعد الشريعة يف هذا اجملال‪.1‬‬
‫إذن حىت تكون آلية الرقابة فعالة‪ ،‬جيب أن تتضافر جهود أجهزة الرقابة بنوعيها‪ ،‬فال يكون بينها ازدواج أو‬
‫تكرار يف العمل الرقايب‪ .‬وأن تلزم كل جهة منها ابلعمل اجلاد‪ ،‬وذلك بتفعيل عملها‪ ،‬وال تنتهي إىل رقابة شكلية‪.‬‬
‫وأن متارس ذلك ابستقاللية‪ ،‬وتكون توصياهتا وآراؤها وحلوهلا انفذة‪.‬‬
‫ويف مقابل ذلك ال جيب أن تكون الرقابة مهما كان نوعها وشكلها واجلهاز القائم هبا سببا يف إعاقة العمل‬
‫املصريف‪ ،‬ويف حرمان املؤسسات من التمويل‪ .‬فقواعد احليطة واحلذر جيب االلتزام هبا‪ ،‬والرقابة مطلوبة لفرض ذلك‪،‬‬
‫ولكن ترقية وتشجيع االستثمار بتوفري األموال الالزمة للمؤسسات كذلك من األولوايت‪ ،‬لذلك ال جيب االهتمام‬
‫جبانب على حساب اآلخر‪ .‬هذا حيقق التطور للمؤسسات ومينح االستقرار والدميومة للبنوك واملؤسسات املالية‪.‬‬
‫وكخالصة هلذا الباب‪ ،‬ميكن القول إن الضماانت املستحدثة هي املعول عليها يف حتقيق احلماية للبنوك‪،‬‬
‫بني الضماانت الناشئة عن األعراف واملمارسات البنكية والضماانت مبعناها الواسع‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الرمحان مايدي‪ ،‬خماطر التمويل يف املصارف اإلسالمية‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬قسم الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪363‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫فاألوىل أثبتت فعاليتها ولكن يف حدود‪ ،‬نظرا للعوامل والظروف اليت هلا أتثري على ذلك‪ ،‬من إفالس‬
‫للجهات الضامنة‪ ،‬إىل التنصل من االلتزامات مبّبرات قانونية ومادية‪ ،‬فتعرضها إىل خماطر هي األخرى تؤثر على‬
‫قيمتها كضمان‪ ،‬إىل التدخل يف حتقيق الضمان بنسب ال تغطي كل اخلسائر‪.‬‬
‫أما الثانية أثبتت حمدوديتها يف حتقيق احلماية‪ ،‬ألن البيئة املصرفية خمتلفة بني الدول الصناعية الكّبى والدول‬
‫األقل تطورا‪ ،‬ووجود مصارف إسالمية هلا أدواهتا املالية اخلاصة واليت ختتلف عن البنوك الكالسيكية اليت تتعامل‬
‫بتجارة القروض‪ ،‬وهي اليت ُو ِّضعت ألجلها قواعد احليطة واحلذر‪ ،‬هاته األخرية كذلك قد حتد من املنافسة‬
‫واضطالع البنوك واملؤسسات االقتصادية بنشاطاهتا‪ ،‬هذا بسبب وجود إحجام وتردد يف ذلك‪ ،‬مرده للنسب‬
‫والسقوف والرتجيحات‪.‬‬
‫حىت الرقابة املفروضة من أجل التزام البنوك هبذه القواعد مل أتت بنتيجة‪ ،‬وألدل على ذلك اإلفالسات اليت‬
‫مست البنوك واملؤسسات املالية عّب العامل‪ ،‬هذا مرده لغياب الرقابة أحياان أمام املنافسة الشرسة‪ ،‬وإيالء أمهية كبرية‬
‫للربح أكثر من االحتياط للمخاطر‪ ،‬وأحياان أخرى عدم وضوحها‪ ،‬وعدم كفاءة األجهزة القائمة هبا‪ ،‬وبساطة‬
‫اآلليات املستعملة يف ذلك لدى الدول األقل تطورا‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬وألمهية هذه الضماانت من جهة‪ ،‬وفشل الضماانت الكالسيكية من جهة اثنية‪ ،‬البد من إيالء‬
‫املشرع االهتمام هبذه الضماانت املستحدثة‪ ،‬وجعلها أكثر فاعلية‪ ،‬من خالل نصوص قانونية أكثر وضوحا وخدمة‬
‫لصاحل الدائن‪ ،‬وِّملَ ال حتقيق التوازن بني مصلحة البنك الدائن واملؤسسة املدين‪ ،‬وتطوير اآلليات والوسائل يف حتقيق‬
‫الضمان‪ ،‬من الوسائل احملاسبية والرقمنة وعصرنة النظام املايل‪ .‬كما أن حتقيق التكامل بني هذه األنواع من‬
‫الضماانت من شأنه أن حيقق الدميومة واالستمرارية للبنوك واملؤسسات املالية‪.‬‬

‫‪364‬‬
‫الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل‬ ‫الباب الثاني‬

‫الرقابة املصرفية‬

‫الرقابة الشرعية‬ ‫الرقابة اخلارجية‬ ‫الرقابة الداخلية‬

‫حمافظا احلساابت‬ ‫اللجنة املصرفية‬ ‫البنك املركزي‬ ‫هيئات الرقابة الداخلية‬ ‫أنظمة الرقابة الداخلية‬

‫مركزية خماطر‬ ‫نظام رقابة العمليات‬


‫كهيئة إدارية‬ ‫رقابة اهليئات االجتماعية‬
‫املؤسسات واألسر‬ ‫واالجراءات الداخلية‬

‫مركزية املستحقات غري‬ ‫التنظيم احملاسيب ومعاجلة‬


‫كجهة قضائية‬ ‫رقابة املديرين‬
‫املدفوعة‬ ‫املعلومات‬

‫أنظمة قياس املخاطر‬


‫مركزية امليزانيات‬ ‫رقابة جملس اإلدارة‬
‫والنتائج‬

‫أنظمة الرقابة والتحكم يف‬


‫رقابة مجعية الشركاء‬
‫املخاطر‬

‫نظام حفظ الواثئق‬


‫واألرشيف‬

‫خمطط من إعداد الطالب‬

‫‪365‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫إن التمويل عملية هامة وحيوية ال ميكن االستغناء عنها من املنشأة االقتصادية اليت من خالله تسري عجلة‬
‫اإلنتاج وتقدم اخلدمات املطلوبة‪ ،‬أو من البنك الذي هو من صميم وظائفه فمن خالله حيقق املدخالت املرجوة‬
‫عن طريق توظيف هاته األموال‪ ،‬وللمجتمع كافة من خالل النهوض ابملشاريع اليت تلعب دورا يف حتقيق الرغبات‬
‫والرفاهية وتوفري مناصب شغل‪ .‬إال أن هذه العملية ال ختلو من خماطر سواء ابلنسبة للمؤسسة املمولة أو البنك‬
‫املمول هلا من خطر عدم التسديد إىل خطر السيولة وخطر سعر الصرف واملخاطر املرتبطة بسوء التسيري وخطر‬
‫التجميد وخماطر السوق‪ .‬لكن هذه املخاطر وغريها ال جيب أن تقف حجر عثرة أمام املؤسسة اليت جيب عليها‬
‫االختيار بني بدائل التمويل املتاحة األقل تكلفة وخطرا ابلرتكيز أكثر على التمويل الذايت الذي يوفر هلا أكثر‬
‫استقاللية‪ .‬وابلنسبة للبنك فعليه االعتماد على متويل املشاريع املرحبة وبعد دراستها من مجيع النواحي مث أخذ‬
‫الضماانت مبختلف أنواعها شخصية كانت أو عينية وعدم الرتكيز على نوع واحد‪ ،‬ألن كل نوع منها له اجيابيات‬
‫وسلبيات هذا جيعل منه آلية ال ميكن التعويل عليها يف جمال احلماية من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‪.‬‬
‫فالضماانت الشخصية من كفالة وضمان احتياطي وأتمني وخطاب الضمان تقوم على االعتبار الشخصي‪،‬‬
‫فإذا زال إلفالس أو عدم قدرة على السداد أو لتحلل من التزامات نتيجة خلطأ من البنك أو إمهال منه فإهنا ال‬
‫حتقق احلماية املرجوة‪ .‬والضماانت العينية من رهن رمسي أو حيازي أو حقوق امتياز أو حق امللكية كضمان فإهنا‬
‫تقوم على أشياء ملموسة وذات قيمة‪ ،‬إال أهنا عرضة لنقص يف قيمتها أو تلفها أو اهتالكها أو حىت لوجود ديون‬
‫أخرى تكبلها جتعل منها آلية ال ميكن التعويل عليها كثريا‪.‬‬
‫إذن فالضماانت آلية قانونية هامة ميكن للبنك استخدامها للحفاظ على أمواله من خماطر متويل املؤسسة‬
‫االقتصادية‪ .‬كما أهنا جتعل معامالت التجارة الدولية مؤمنة‪ ،‬وخلق جو من الثقة بني املتعاملني‪ ،‬وابلتايل سراين‬
‫العمليات التجارية بكل أمان‪ .‬وهذا ما يؤدي إىل ترقية العالقات التجارية واملالية وتدعيمها‪.‬‬
‫غري أهنا ال تعطي احلماية الكافية‪ ،‬سواء على املستوى الداخلي أو على املستوى الدويل‪ ،‬ذلك إذا كنا‬
‫بصدد الضماانت مبعناها الضيق من ضماانت شخصية وضماانت عينية ألهنا ال تعتّب إال جمرد خمرج إنقاذ ( ‪Un‬‬

‫‪ ) issue de secours‬يف حالة وجود اختالل يف الوضعية املالية للمؤسسة اليت يتمىن البنكي عدم اللجوء إليها‬

‫‪366‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الخاتمة‬

‫إال يف آخر املطاف‪ ،‬كما أهنا تعتّب نقطة أتثري معنوي ونفسي (‪ )Contraient psychologie‬على املؤسسة‬
‫املمولة يستعملها البنكي يف خمالفتها وإخالهلا بتنفيذ التزاماهتا التعاقدية‪.‬‬
‫وعليه فالضماانت مبعناها الضيق تشكل وسيلة أكيدة السرتجاع حقوق البنك‪ ،‬غري أهنا يف الغالب حمفوفة‬
‫ابملشاكل التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ال حتقق التوازن بني مصلحة الدائن املرهتن واملدين الراهن‪ ،‬حيث تغليب ملصلحة املدين على حساب‬
‫مصلحة الدائن‪.‬‬

‫‪ -‬اخلطأ يف تقييم الضماانت قد يرتتب عليه عدم تغطية الضمان ملبلغ التمويل‪.‬‬

‫‪ -‬تناقص قيمة الضمان عّب الزمن نتيجة للتآكل‪ ،‬التقدم التكنولوجي‪ ،‬تدهور حالة العقار نتيجة للظروف‬
‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية وحىت األوضاع على املستوى اخلارجي‪.‬‬
‫بشكل عام ال ينبغي أن تكون الضماانت هي أساس منح التمويل‪ ،‬فاألصل أن يعتمد البنك املمول على‬
‫القناعة جبدارة املؤسسة يف احلصول على التمويل من خالل عنصر األمان (‪ )Solvabilité‬الذي يتمثل يف مدى‬
‫ثقة البنك أبن األموال اليت يقرضها يف كل عملية من عملياته سوف تعود إليه يف ميعاد استحقاقها‪ .‬وهكذا‪،‬‬
‫يتوقف إقدام البنك على منح التمويل ألي مؤسسة على مدى الثقة اليت تتوفر عليها من حيث‪ ،‬متانة مركزها املايل‬
‫ومسعتها‪ ،‬والضماانت اليت تكون على استعداد لتقدميها‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وأن االعتماد على عنصر األمان والضماانت لوحدمها غري كاف‪ ،‬بل جيب أن تتدعم ابلضماانت‬
‫مبعناها الواسع‪ ،‬وهي كل آلية ميكن للبنك اعتمادها واليت تكون من شأهنا ن حتمي أمواله من خماطر التمويل‪ ،‬ومن‬
‫هذه اآلليات جند‪،1‬‬

‫‪ -‬تشخيص عناصر املؤسسة االقتصادية‪ ،‬وتشمل الدراسة النواحي الشخصية من حيث أمانة املؤسسة املمولة‬
‫ومسعتها‪ ،‬وكذا القدرات اإلدارية اليت تسريها‪ ،‬والنواحي االقتصادية اليت تنعكس آاثرها على نشاط املؤسسة‬

‫‪ -1‬هذه اآلليات تتمثل يف قواعد احليطة واحلذر اليت جاء هبا املشرع اجلزائري متأثرا ابلتشريعات الدولية من خالل جلنة ابل ‪ 1‬يف ‪1988‬وابل‪2‬يف ‪ ،1996‬يف املادة‬
‫‪ 2‬واملواد ‪ 22-15‬من التعليمة رقم ‪ 74-94‬املتعلقة بتحديد قواعد احلذر يف تسيري البنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬واملادة ‪ 3‬من النظام رقم ‪ 04-95‬مؤرخ يف ‪20‬‬
‫‪1995-04-‬الذي حيدد قواعد احلذر يف تسيري البنوك و‪ -‬املؤسسات املالية‪ ،‬اجلريدة الرمسية ‪ ،1995-04- 25‬العدد ‪ ،39‬ص‪ .22‬واليت مت التطرق إليها‬
‫يف مذكرتنا للماجستري السالفة الذكر‪ ،‬ص‪.82-80 .‬‬
‫‪367‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الخاتمة‬

‫من حيث الظروف العامة للقطاع الذي تنتمي إليه‪ ،‬ومدى انعكاس التطورات االقتصادية احمللية والعاملية‬
‫عليها‪ ،‬ومدى أتثري التشريعات واللوائح على أعماهلا والتوقعات املمكنة يف هذا الصدد‪ ،‬والنواحي املالية اليت‬
‫تفصح عن قدرة املؤسسة أو عجزها عن سداد ديوهنا والضماانت اليت تقدمها‪.‬‬

‫‪ -‬إتباع سياسة توزيع املخاطر (‪ ،)Division des risques‬حيث يتعني على البنك الواحد تقسيم خطر‬
‫عدم تسديد القروض‪ ،‬وهذا من خالل االشرتاك مع بنك آخر أو جمموعة من البنوك يف منح القروض‬
‫الضخمة‪ ،‬من أجل ضمان أكّب محاية من املخاطر املتوقعة‪ ،‬كما جيب التنويع يف الزابئن وتنويع القطاعات‬
‫املستفيدة من القروض‪ ،‬وذلك تفاداي ملشاكل إفالس بعض الزابئن وكذا وقوع أزمات يف بعض القطاعات‪،‬‬
‫وهو يضمن للبنك عدم التأثر يف حالة اختالل وضعية إحدى املؤسسات‪ .‬لذا ظهر حديثا ما يسمى البنوك‬
‫الشاملة (‪ ،)Les banques universelle‬اليت تسعى إىل تنمية مواردها املالية من كافة القطاعات‬
‫االقتصادية‪ ،‬وذلك هبدف مواجهة املخاطر االئتمانية‪.‬‬

‫‪ -‬متابعة التعهدات وااللتزامات (‪ ،)Suivis des engagements‬هذه القاعدة تعتّب كمرحلة من مراحل‬
‫التمويل حيث جيب على البنك متابعة سري املشروع الذي موله وفقا للخطة اليت وضعت له حني إنشائه‪ ،‬ألن‬
‫ذلك يساعد على اكتشاف كل املصاعب اليت تواجهه يف الوقت املبكر وإجياد احللول املالئمة هلا ومنه حتقق‬
‫محاية مصاحل املؤسسة نفسها‪ .‬لذا جرى العمل على أن البنك‪ ،‬مىت مول مشروعا فإنه يعني ممثال عنه يف‬
‫جملس إدارة املؤسسة‪ ،‬وهذا اإلجراء يسمح ابلوقوف والسهر على اسرتجاع البنك ألمواله يف ميعاد‬
‫استحقاقها‪ ،‬كما يشمل هذا اإلجراء كذلك متابعة الضماانت‪ ،‬من خالل استكمال اإلجراءات اليت يتطلبها‬
‫الضمان لصاحل البنك وسيطرة البنك الفعلية على هذه الضماانت وعدم وجود منافسني له وخاصة الدائنون‬
‫الذين يسبقونه يف املرتبة فذلك جيعل حظوظه قوية يف التنفيذ على هذه الضماانت‪ .‬كما جيب مراقبة تقييم‬
‫الضماانت املختلفة من حيث عدم تعرضها للضرر أو الضياع أو النقص يف قيمتها‪ .‬ومتابعة املراكز املالية‬
‫للكفالء وهل حدثت تطورات عليها تؤثر على قدراهتم على الوفاء يف حالة عجز املدين األصلي عن الوفاء‪،‬‬
‫وذلك من خالل االستعالم عنهم ودراسة وضعيتهم املالية‪ ،‬واالطمئنان على سالمة الكمبياالت الضامنة من‬
‫النواحي الشكلية ومتابعة مركز املسحوب عليهم يف الكمبياالت ومدى قدرهتم على الوفاء ابلتزاماهتم‪.‬‬
‫‪368‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الخاتمة‬

‫كما جيب على البنك التأمني على االعتماد وعلى الضماانت لدى شركات أتمني متخصصة‪ ،‬ومطالبة‬
‫املؤسسة املمولة الراهن بذلك مع متابعة إجراءات التامني ومدى التزامها بدفع األقساط بصفة دورية ومستمرة إىل‬
‫حني حلول آجال السداد ألنه يف حال وجود عجز على السداد من طرف املؤسسة أو وجود أضرار حلقت‬
‫ابلضماانت‪ ،‬فإنه ميكن للبنك اللجوء إىل شركات التأمني الستيفاء حقه من مثن التعويض‪.‬‬

‫‪ -‬احرتام البنوك لنسبة تكون مساوية على األقل لـ ‪ ،%8‬حترتم بصفة مستمرة يف شكل عالقة ما بني قيمة‬
‫أمواهلا اخلاصة الصافية وجمموعة خماطر التمويل احملتملة‪ .‬فمهما كانت آلية التمويل املوجهة للمؤسسة جيب‬
‫على البنك وضع احتياط يعادل مبلغ الدين وفوائده لتفادي أي اختالل يف سيولته‪ .‬فكلما ارتفعت األموال‬
‫اخلاصة ارتفعت معها نسبة املالءة (ارتفاع يف السيولة) الذي نقصها يؤدي إىل إفالس العديد من البنوك‬
‫واملؤسسات املالية على الساحة الوطنية والدولية إذا مل يتم مواجهة ذلك‪ ،‬وهذا بضخ األموال للبنوك اليت‬
‫تعاين عجزا يف السيولة ابعتماد آلية اخلصم أو إعادة اخلصم لدى بنك آخر أو لدى البنك املركزي‪.‬‬
‫إن املخاطر مرتبطة بعملية التمويل ال ميكن أبي حال من األحوال استبعادها ما دام أن هناك فرتة انتظار ما‬
‫بني منح التمويل واسرتجاعه‪ ،‬ولكن ما على البنك إال االحتياط من ذلك ابحرتام قواعد احليطة واحلذر ( ‪règles‬‬

‫‪ )prudentielles‬املذكورة سابقا ابإلضافة إىل املطالبة بضماانت متنوعة وذات قيمة لنكون أمام ضماانت‬
‫مبعناها الواسع اليت ستوفر احلماية احلقيقية من خماطر متويل املؤسسة إذا أحسن البنك استخدامها‪ .‬هذه احلماية ال‬
‫ميكن أبي حال من األحوال أن توفرها الضماانت مبعناها الضيق‪ ،‬من ضماانت شخصية وعينية‪ ،‬ألهنا هي كذلك‬
‫عرضة للمخاطر‪.‬‬
‫ابإلضافة إىل ذلك‪ ،‬جيب االحتياط من خماطر التمويل عن طريق فرض قواعد رقابية صارمة‪ ،‬وذلك خبلق‬
‫أجهزة خاصة للقيام بذلك‪ ،‬أبرزها مركزية املخاطر‪ )La centrale de risque( 1‬حيث أن هذه املصلحة دورها‬
‫يتمثل يف مجع املعلومات عن كامل القروض املمنوحة للمقرتضني وحتديد كل شروطها‪ .‬كما أن كل بنك تقدم إليه‬
‫أحد األشخاص الطبيعية أو املعنوية لطلب التمويل يقوم ابالستعالم عنه لدى هذه املصلحة‪ ،‬ألن اهلدف من وراء‬

‫‪ -1‬املادة ‪160‬من قانون النقد والقرض رقم ‪ ،10-90‬واملادة ‪98‬من األمر رقم ‪ ،11-03‬والتنظيم رقم ‪01-92‬الصادر يف ‪ 1992-3-22‬املتعلق بتنظيم‬
‫وتسيري مركزية املخاطر‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،8 ،‬الصادر بتاريخ ‪.1992-3-24‬‬
‫‪369‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الخاتمة‬

‫ذلك تفادي خطر تركيز القروض على شخص معنوي واحد‪ .‬إن هدف إنشاء هذه املصلحة هو االستعالم عن‬
‫السوابق املتعلقة ابلطرف املتقدم لطلب التمويل‪ ،‬فتجمع وحتلل املعلومات وحتدد قائمة عن املقرتضني خاصة‬
‫أمساؤهم والضماانت املقدمة بشأهنا‪ ،‬وعلى اخلصوص حتديد القروض اليت مت دفعها أو املتأخرة وقيمتها‪ .‬هذه‬
‫املعلومات تساعد البنك املمول كثريا الختاذ قراره يف منح التمويل أو رفضه‪ ،‬ويف تفادي خطر التمويل بكل صوره‪،‬‬
‫وخاصة تفادي منح التمويل ملؤسسة استفادت مسبقا من متويل لكن أخلت ابلتزاماهتا العقدية بعدم تسديده يف‬
‫األجل احملدد أو لتقدمي ضماانت سبق أن قدمتها يف عملية سابقة‪ .‬وعليه فهي تعد من أهم اآلليات لالحتياط من‬
‫خماطر التمويل خاصة أن هذه الدراسات واملعلومات تتم على مستوى واسع‪ ،‬فهي تشمل كل الرتاب الوطين‪ ،‬ويف‬
‫ذلك محاية للبنك املمول من املخاطر املرتبطة بعملية التمويل وكل املخاطر البنكية وتفادي الوقوع يف اختالل‬
‫وعجز مايل بسبب الوقوع يف خطأ عن طريق متويل شخص أخل ابلتزاماته سابقا‪ ،‬لذلك من صاحل البنك املمول‬
‫قبل منح التمويل ألي مؤسسة الرجوع مسبقا ملركزية املخاطر من أجل االستعالم حوهلا‪.‬‬
‫وفيما يلي‪ ،‬حناول تقدمي بعض املقرتحات‪ ،‬علها تزيد من فعالية الضماانت وتوفر احلماية املطلوبة من خماطر‬
‫متويل املؤسسة االقتصادية‪:‬‬
‫‪-1‬فعلى مستوى التشريع‪:‬‬

‫• على املشرع‪ ،‬ولتشجيع عملية متويل االستثمارات أن يعيد النظر يف مسألة تغليب مصلحة املدين الراهن‪ ،‬أبن‬
‫جيعل هناك توازان يف ذلك‪ ،‬إن مل نقل تغليب مصلحة الدائن املرهتن‪ .‬ألن عملية االئتمان اليت تقوم هبا البنوك‬
‫تنطوي على خماطر كثرية‪ ،‬ولالحتياط من ذلك‪ ،‬على املشرع أن يعيد النظر يف مسألة آاثر الضماانت على‬
‫كل من الدائن املرهتن واملدين الراهن‪ .‬كما جيب عليه تبسيط اإلجراءات يف مسألة التحصيل القضائي‪ ،‬أي‬
‫الفصل يف املنازعة املصرفية بناء على قواعد خاصة يف مسألة حتصيل الديون‪ .‬وكذلك يف مسألة التنفيذ على‬
‫الضماانت‪ ،‬لتكون أكثر مرونة وسرعة‪.1‬‬
‫• وضع قواعد قانونية صارمة حتمي البنوك من خماطر التمويل مع تعزيز دور الرقابة عليها أثناء قيامها بعمليات‬
‫التمويل‪.‬‬

‫‪ -1‬لالطالع على مسألة التعقيدات اليت تطرحها القواعد القانونية املطبقة على املنازعات املصرفية‪ ،‬أثناء التحصيل القضائي وأثناء التنفيذ‪ ،‬انظر‪ ،‬لينده شاميب‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.361-355‬‬
‫‪370‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الخاتمة‬

‫• سد الفراغ القانوين وتكملة النصوص‪ ،‬فيما يتعلق برهن السيارات‪ ،‬وذلك إما إبدخال استثناء يف القانون‬
‫املدين يف حديثه عن الرهن احليازي‪ ،‬كما فعل نظريه املشرع الفرنسي‪،1‬أو حبذف االستثناء الذي أورده املشرع‬
‫يف القانون التجاري‪ ،‬ومنه إدخال رهن السيارات ضمن أحكام رهن املعدات واألدوات اخلاصة ابلتجهيز‪.‬‬
‫• تفعيل الرهن الرمسي القانوين املنصوص عليه يف قانون النقد والقرض يف املادة ‪.179‬‬
‫• تفعيل االمتياز املمنوح للبنوك واملؤسسات املالية يف جمال اإلجراءات‪ ،‬وفقا للمادتني ‪ 121‬و‪124‬من قانون‬
‫النقد والقرض‪ ،‬ألن العمليات املصرفية حساسة وحتتاج إىل السرعة‪ ،‬وابلتايل سرعة اإلجراءات ومرونتها وذلك‬
‫يف حالة التنفيذ على الضماانت‪ ،‬ونفس الشيء ابلنسبة خلطاب الضمان‪ ،‬الذي ما يزال غامضا على مستوى‬
‫التشريع والقضاء اجلزائري‪ ،‬حيث جيب النص عليه يف القانون التجاري أو القانون املصريف‪.‬‬
‫• وضع أحكام خاصة يف القانون املدين والتجاري واإلجراءات املدنية‪ ،‬متعلقة ابلضماانت اليت يكون أحد‬
‫أطرافها بنكا‪ ،‬وهذا خلصوصية املهنة املصرفية‪.‬‬
‫• جيب تكوين مستخدمني مؤهلني فنيا وقانونيا يف اجملال البنكي لتمكينهم من التقنيات املصرفية واآلليات‬
‫القانونية واملالية العصرية‪.‬‬
‫• التفكري يف آليات متويل وضماانت مستحدثة تواكب التطورات احلاصلة على املستوى الداخلي والدويل يف‬
‫خمتلف اجملاالت‪ ،‬تكون أكثر فاعلية للنهوض ابملشروعات االقتصادية‪ ،‬وتوفر محاية أكّب للبنك القائم على‬
‫عملية التمويل‪ .‬منها التمويل عن طريق رأمسال املخاطر واإلبتكارات والشراكة‪.‬‬
‫• النهوض مبؤسساتنا االقتصادية‪ 2‬وجعلها قادرة على منافسة مثيالهتا يف الدول املتطورة‪ ،‬وذلك ابختيار مسريين‬
‫مؤهلني قادرين على حتقيق األرابح املرجوة وااللتزام بتعهداهتا‪.‬‬
‫• اعتماد آليات التمويل اإلسالمية يف البنوك الكالسيكية‪ ،‬وخاصة نظام املشاركة والنص على ذلك يف القانون‬
‫البنكي‪ ،‬ملا يتمتع به من مزااي‪ ،‬حيث يوجد تعاون بني البنك وأصحاب املشاريع‪ ،‬فتمتزج وتؤلف اإلمكاانت‬

‫‪1- les articles : 2351-2353, Code civil français.‬‬


‫‪-2‬مسية يوسفي‪ ،‬دعوة الوزير األول لإلسراع يف إجياد حلول للمؤسسات‪ ،‬اخلّب اليومي‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد‪ 3 ،7242‬نوفمّب‪ ،2013‬ص‪ . . ." :5 .‬أن على احلكومة‬
‫اإلسراع يف إجياد حلول للمؤسسات الوطنية‪ ،‬خاصة منها التابعة للقطاع اخلاص‪ ،‬ابلنظر للوضعية اخلطرية اليت تتخبط فيها هذه املؤسسات واليت ارتفع معدل‬
‫غلقها خالل السنوات األخرية‪ 200 . . .‬شركة إسعاف خاصة‪ ،‬عجزت عن تسديد مستحقاهتا وتغطية أعبائها‪ ،‬حيث من بني ‪ 300‬شركة خاصة كانت‬
‫تنشط يف قطاع الصحة‪ ،‬مل يبق منها سوى ‪ 80‬شركة‪ ،‬يف الوقت الذي تقلص عدد الشركات اخلاصة يف قطاع الصحة واملتعاقدة مع الصندوق الوطين للضمان‬
‫االجتماعي من ‪ 160‬اىل ‪ 60‬شركة فقط‪." .‬‬
‫‪371‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الخاتمة‬

‫املتاحة فتجعل منها قوة إبمكاهنا مواجهة املخاطر والعمل على توزيعها وتقامسها‪ .‬فهذا األسلوب ال يتطلب‬
‫ضماانت‪ ،‬اليت كثريا ما تقف حجر عثرة أمام املستثمرين وخاصة الصغار منهم يف احلصول على احتياجاهتم‬
‫املالية يف الوقت املناسب ألهنم غري قادرين على تقدمي الضماانت املطلوبة‪ .‬أضف إىل ذلك ما تنطوي عليه‬
‫الضماانت من مشاكل جتعل منها ال توفر احلماية الكاملة للبنك من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‪،‬‬
‫وهكذا‪ ،‬يكون اعتماد آليات التمويل اإلسالمية هو احلل‪ .‬فلقد أشارت الدراسات‪ ،‬أن البنوك اإلسالمية وما‬
‫تعتمده من آليات متويل خاصة هبا جعلتها أقل عرضة للمخاطر وأكثر حتقيقا لألرابح‪ ،‬هذا مقارنة بنظرياهتا‬
‫من البنوك التقليدية‪ .1‬وال جيب اإلكتفاء ببعض البنوك‪ ،‬بل جيب تعميمها على كل البنوك العاملة على‬
‫الساحة‪ ،‬وجيب متويل مجيع املشاريع عن طريق هذه اآلليات‪ ،‬وليس حصرها فقط يف بناء السكنات وشراء‬
‫السيارات والقرض اإلستهالكي‪.‬‬
‫ِّّ‬
‫الممول‪:‬‬ ‫‪ -2‬على مستوى البنك‬

‫• الفحص اجليد حملتوايت ملف االئتمان‪ ،‬إذ ينبغي احلصول على كل البياانت احلديثة وآخر القوائم املالية‬
‫وتفادي التسرع ابلسماح للمؤسسة ابستعمال التسهيالت االئتمانية قبل تقدمي الضماانت املطلوبة‪.‬‬
‫• ضرورة اعتماد املعايري العلمية عند دراسات اجلدوى‪ ،‬فيجب تفادي كلية القرارات القائمة على العشوائية‬
‫والتخمني‪ ،‬ألن ذلك يعرض املشروع االستثماري ملخاطر كثرية‪ ،‬ومن مث الفشل واخلسائر للمؤسسة القائمة‬
‫على املشروع والبنك املمول له‪.‬‬
‫• ضرورة التأكد من مالءة املؤسسة ومجع معلومات عن ممتلكاهتا‪ ،‬من أراض وودائع وعقارات وحمالت جتارية‬
‫ومنقوالت مبختلف أنواعها ووضعيتها القانونية واملادية‪ ،‬وهذا للتنفيذ عليها عند عدم قدرة املؤسسة على‬
‫التسديد‪ ،‬ونفس األمر ينطبق على الكفيل والضامن االحتياطي‪.‬‬
‫• ضرورة مراقبة الضماانت املقدمة للبنك من املؤسسة‪ ،‬من حيث قيمتها يف السوق وخضوعها للتأمني‬
‫والتغريات اليت ميكن أن تطرأ عليها‪.‬‬

‫‪ -1‬عثمان اببكر‪ ،‬ورضا سعد هللا‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.24 .‬‬


‫‪372‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الخاتمة‬

‫• إتباع سياسة تقسيم وتوزيع املخاطر‪ ،‬ألن يف ذلك تعاون األطراف ِّ‬
‫املمولة وعدم الرتكيز على متويل قطاع‬
‫معني بشكل يضمن للبنك عدم أتثر وضعيته املالية يف حال اختالل وضعية أحد املستفيدين من التمويل‪.‬‬
‫• حتدي اخلطر دون هتور‪ ،‬ذلك يتطلب من البنكي قدرة كبرية على اختيار املشاريع املرحبة اليت جيب متويلها‬
‫وإلغاء تلك اليت تنطوي على خماطر‪.‬‬
‫• التنويع يف الضماانت‪ ،‬واحرتام اإلجراءات الواجب اختاذها عند أخذ الضماانت حىت ال يضيع البنك على‬
‫نفسه آلية قانونية هامة ميكن له التنفيذ عليها يف حال حتقق خطر عدم التسديد‪.‬‬
‫وفيما يتعلق ابلتعامل مع سياسة التمويل‪ ،‬فقد وردت مقولة هامة لدى املصرفيني وهي "خري ضمان أال‬
‫يكون هناك ضمان" ومفاد ذلك عدم التعويل كليا على الضماانت املادية (املعىن الضيق للضماانت) بل جيب‬
‫االعتماد أيضا على قدرة املشروع على توليد األرابح اليت تضمن تسديد مبلغ التمويل‪ ،‬إذ أن املشروع اجليد ميثل‬
‫الضمان احلقيقي‪ .‬فالبنوك هي مؤسسات صانعة لألسواق وليست مؤسسات تعمل على مصادرة الضماانت‪،1‬‬
‫فالضماانت جيب أن ال تكون السبب الرئيسي ملنح االئتمان‪ ،‬بل جيب أن تكون إحدى ملحقاته‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬البد للبنوك أن متنح قروضا للمؤسسات املستثمرة اليت توصل االقتصاد الوطين لالستقرار وليس‬
‫‪2‬‬
‫املمولة على‬
‫للمؤسسات املستوردة فحسب ‪ ،‬مع متابعة القروض الكتشاف املشاكل اليت تواجه قدرة املؤسسات َّ‬
‫التسديد يف وقت مبكر‪ ،‬وإن وقعت املشكلة ال ميكن للبنك حتمل خسارة القرض لوحده‪ ،‬بل البد من وجود دور‬
‫لشركات التأمني ختفف من حدهتا‪.‬‬
‫ويقرتح الكثري من اخلّباء اخلروج عن فكرة القروض وضماانهتا املرهقة والقاتلة أحياان كثرية للمشاريع‪ ،‬وما‬
‫اختفاء الكثري منها لعدم حصوهلا على متويل بسبب عدم تقد ميها للضماانت املطلوبة خلري دليل على ذلك‪،‬‬
‫وتعويضها ابلشراكة‪ ،3‬على حنو ما هو سائد على مستوى البنوك اإلسالمية‪ .‬والتفكري يف إجياد احللول العملية‪،‬‬

‫‪-1‬حمسن أمحد اخلضريي‪ ،‬الديون املتعثرة‪ ،‬الظاهرة‪ ،‬األسباب‪ ،‬العالج‪ ،‬دار يرتك للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة‪ ،1996 ،1‬ص‪.237 .‬‬
‫‪-2‬عبد الوهاب بوكروح‪" ،‬بنك اجلزائر يعلن احلرب على شركات أجنبية"‪ ،‬الشروق اليومي‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد‪ ،2013/10/26 ،4176‬ص‪":5 .‬البنوك العمومية‬
‫اجلزائرية والبنوك العاملة ابجلزائر متول عمليات التجارة اخلارجية وعدم بذل اجلهد الالزم لتمويل االستثمارات املنتجة احمللية‪ ،‬مما ساهم يف نزيف العملة الصعبة اليت‬
‫انهزت ‪ 57‬مليار دوالر العام الفارط‪ ،‬والغريب أن العشرات من الشركات تعلن عن خسائر صافية يف اجلزائر حىت تتهرب من الضرائب‪ ،‬ولكنها تعلن عن أرابح‬
‫يف بلداهنا األصلية‪." . . .‬‬
‫‪-3‬فتيحة خومس‪ ،‬خّباء يقرتحون تعويض القرض ابلشراكة‪ ،‬اخلّب األسبوعي‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ 10-4 ،240‬أكتوبر‪ ،2013‬ص‪.5 .‬‬
‫‪373‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الخاتمة‬

‫كإدخال نظام التأمينات البنكية وكذا شبكات تضامنية بني البنوك تتقاسم من خالهلا املخاطر واملسؤوليات‪،‬‬
‫املمولة‪ ،‬والتدخل إلنقاذ الوضع يف الوقت املناسب‪ ،‬مع تقوية كل ذلك برقابة‬
‫والقيام مبتابعة حقيقية للمشاريع َّ‬
‫فعالة ال تقاس بتعدد أجهزهتا‪ ،‬بل بصرامتها وكفاءهتا يف كشف األزمات واحتوائها‪.‬‬
‫ويف األخري‪ ،‬ونظرا ألن الضماانت متس فروعا عديدة من القانون‪ ،‬حيث جندها هنا وهناك‪ ،‬بني القانون‬
‫املدين والقانون التجاري وقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية والقانون املصريف والقانون البحري وقانون الصفقات‬
‫العمومية‪ .‬ونظرا ألمهية هذا النوع من الضماانت عمليا وخاصة على مستوى املصارف والتجارة يف احلماية من‬
‫لم ال يكون هناك تقنني خاص هبا ومنفصل عن القوانني األخرى سواء من حيث األحكام أو من‬
‫خماطر التمويل‪ ،‬فَ َ‬
‫حيث اإلجراءات نسميه قانون الضماانت أو قانون التأمينات؟‪1‬وِّملَ ال حنو قانون خاص ابالئتمان املصريف يف جانبه‬
‫املوضوعي واإلجرائي؟‬

‫‪-1‬امللحق رقم ‪ 1‬فيه مجع الضماانت وتقنينها‪ ،‬مسي قانون الضماانت‪ ،‬جيمع فيه الطالب كل القواعد القانونية املتواجدة هنا وهناك‪ ،‬القانون املدين والتجاري ويف قانون‬
‫النقد والقرض واإلجراءات املدنية‪ ،‬ويف األمر ‪ 09-96‬املتعلق ابالعتماد االجياري‪ ،‬من إعداد اثمر خالدي‪ ،‬صاحب هذا البحث‪.‬‬
‫‪374‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫المالحق‬

‫فهرس المالحق‪:‬‬

‫امللحق رقم ‪ 01‬اقرتاح حول مجع الضماانت وتقنينها‪.‬‬


‫امللحق رقم ‪ 02‬عقد كفالة‪.‬‬
‫امللحق رقم ‪ 03‬فتح اعتماد مع رهن رمسي اتفاقي‪.‬‬
‫امللحق رقم ‪ 04‬فتح اعتماد مع رهن حيازي حملل جتاري‪.‬‬
‫امللحق رقم ‪ 05‬جدول قيد رهن احملل التجاري‪ ،‬وأدوات ومعدات التجهيز‪.‬‬
‫امللحق رقم ‪ 06‬بالغ اللجنة املصرفية حول سحب االعتماد من بنك اخلليفة والبنك التجاري والصناعي اجلزائري‪.‬‬
‫امللحق رقم ‪ 07‬عقد متويل ابالعتماد اإلجياري على أصول منقولة من طرف بنك الّبكة اجلزائري‬
‫امللحق رقم ‪ 08‬خطاب ضمان بنكي‪.‬‬
‫امللحق رقم ‪ 09‬قانون متعلق ابلتأمني‪.‬‬
‫امللحق رقم ‪ 10‬كشف قيد عملية االعتماد اإلجياري املرتبط ابحملالت التجارية‪.‬‬
‫امللحق رقم ‪ 11‬كشف قيد عملية االعتماد اإلجياري املرتبط ابألمالك املنقولة‪.‬‬
‫امللحق رقم ‪ 12‬قانون رقم ‪ 05-06‬يتضمن توريق القروض الرهنية‪.‬‬
‫امللحق رقم ‪ 13‬مقرر رقم ‪ 01-17‬املتضمن نشر قائمة البنوك واملؤسسات املالية املعتمدة يف اجلزائر‪.‬‬
‫امللحق رقم ‪ 14‬تشخيص املؤسسة‪.‬‬
‫امللحق رقم ‪ 15‬القانون رقم ‪ 18-01‬املتعلق برتقية املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫امللحق رقم ‪ 16‬القانون التوجيهي املتعلق برتقية املؤسسات الصغرية واملتوسطة ‪.2017‬‬
‫امللحق رقم ‪ 17‬املرسوم التنفيذي املتعلق إبنشاء صندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫امللحق رقم ‪ 18‬املرسوم الرائسي املتعلق بصندوق ضمان قروض استثمارات املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬

‫‪375‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫الملحق رقم ‪ :1‬اقتراح حول جمع الضمانات وتقنينها (قانون الضمانات)‬


‫أوال‪ :‬الكفالة (القانون املدين)‬
‫املادة ‪ :644‬الكفالة عقد يكفل مبقتضاه شخص تنفيذ التزام أبن يتعهد للدائن أبن يفي هبذا االلتزام إذا مل يف به املدين نفسه‪.‬‬
‫املادة ‪ :645‬ال تثبت الكفالة إال ابلكتابة‪ ،‬ولو كان من اجلائز إثبات االلتزام األصلي ابلبينة‪.‬‬
‫املادة ‪ :646‬إذا التزم املدين بتقدمي كفيل‪ ،‬وجب أن يقدم شخصا موسرا ومقيما ابجلزائر‪ ،‬وله أن يقدم عوضا عن الكفيل‪ ،‬أتمينا‬
‫عينيا كافيا‪.‬‬
‫املادة ‪ :647‬جتوز كفالة املدين بغري علمه‪ ،‬وجتوز أيضا رغم معارضته‪.‬‬
‫املادة ‪ :648‬ال تكون الكفالة صحيحة إال إذا كان االلتزام املكفول صحيحا‪.‬‬
‫املادة ‪ : 649‬من كفل التزام انقص األهلية وكانت الكفالة بسبب نقص األهلية‪ ،‬كان ملزما بتنفيذ االلتزام إذا مل ينفذه املدين‬
‫املكفول‪ ،‬ابستثناء احلالة املنصوص عليها يف الفقرة الثانية من املادة ‪.654‬‬
‫املادة ‪ :650‬جتوز الكفالة يف الدين املستقبل إذا حدد مقدما املبلغ املكفول‪ ،‬كما جتوز الكفالة يف الدين املشروط‪.‬‬
‫غري أنه إذا كان الكفيل يف الدين املستقبل مل يعني مدة الكفالة‪ ،‬كان له أن يراجع فيها يف أي وقت ما دام الدين املكفول مل ينشأ‪.‬‬
‫املادة ‪ : 651‬تعتّب كفالة الدين التجاري عمال مدنيا ولو كان الكفيل اتجرا‪ ،‬غري أن الكفالة الناشئة عن ضمان األوراق التجارية‬
‫ضماان احتياطيا‪ ،‬أو عن تظهري هذه األوراق‪ ،‬تعتّب دائما عمال جتاراي‪.‬‬
‫املادة ‪ :652‬ال جتوز الكفالة يف مبلغ أكّب مما هو مستحق على املدين وال بشرط أشد من شروط الدين املكفول‪ .‬ولكن جتوز يف‬
‫الكفالة يف مبلغ أقل وبشرط أهون‪.‬‬
‫املادة ‪ : 653‬إذا مل يكن هناك اتفاق خاص‪ ،‬فإن الكفالة تشمل ملحقات الدين‪ ،‬ومصروفات املطالبة األوىل وما يستجد من‬
‫املصروفات بعد إخطار الكفيل‪.‬‬
‫املادة ‪ :654‬يّبأ الكفيل مبجرد براءة املدين‪ ،‬وله أن يتمسك جبميع األوجه اليت حيتج هبا املدين‪.‬‬
‫غري أنه إذا كان الوجه الذي حيتج به املدين يتمثل يف نقص أهليته وكان الكفيل عاملا بذلك وقت التعاقد‪ ،‬فليس له أن حيتج هبذا‬
‫الوجه‪.‬‬
‫املادة ‪ :655‬إذا قبل الدائن شيئا آخر يف مقابل الدين برئت بذلك ذمة الكفيل ولو استحق هذا الشيء‪.‬‬
‫املادة ‪ :656‬تّبأ ذمة الكفيل ابلقدر الذي أضاعه الدائن خبطئه من الضماانت‪.‬‬
‫ويقصد ابلضماانت يف هذه املادة كل التأمينات املخصصة لضمان الدين ولو تقررت بعد الكفالة وكذلك كل التأمينات املقررة‬
‫حبكم القانون‪.‬‬
‫املادة ‪ :657‬ال تّبأ ذمة الكفيل بسبب أتخر الدائن يف اختاذ اإلجراءات أو جملرد أنه يتخذها‪.‬‬
‫غري أن ذمة الكفيل تّبأ إذا مل الدائن ابختاذ اإلجراءات ضد املدين خالل ستة أشهر من إنذار الكفيل للدائن مامل يقدم املدين‬
‫للكفيل ضماان كافيا‪.‬‬

‫‪376‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫املادة ‪ :658‬إذا أفلس املدي ن وجب على الدائن أن يتقدم بدينه يف التفليسة‪ ،‬وإال سقط حقه يف الرجوع على الكفيل بقدر ما‬
‫أصاب هذا األخري من ضرر بسبب إمهال الدائن‪.‬‬
‫املادة ‪ :659‬جتوز كفالة الكفيل‪ ،‬ويف هذه احلالة ال جيوز املستندات الالزمة الستعمال حقه يف الرجوع‪.‬‬
‫فإذا كان الدين مضموان مبنقول مرهون أو حمبوس وجب على الدائن أن يتخلى عنه للكفيل‪.‬‬
‫أما إذا كان الدين مضموان بتأمني عقاري‪ ،‬فإن الدائن يلتزم ابإلجراءات الالزمة لنقل هذا التأمني‪ ،‬ويتحمل الكفيل مصروفات هذا‬
‫النقل على أن يرجع هبا على املدين‪.‬‬
‫املادة ‪ :660‬ال جيوز للدائن أن يرجع على الكفيل وحده إال بعد رجوعه على املدين‪.‬‬
‫وال جيوز أن له أن ينفذ على أموال الكفيل إال بعد أن جيرد املدين من أمواله‪ ،‬وجيب على الكفيل يف هذه احلالة أن يتمسك هبذا‬
‫احلق‪.‬‬
‫املادة ‪ : 661‬إذا طلب الكفيل التجريد وجب عليه أن يقوم على نفقته إلرشاد الدائن إىل أموال املدين تفي ابلدين كله‪.‬‬
‫وال يِّؤخذ يعني االعتبار األموال اليت يدل عليها الكفيل إذا كانت هذه األموال تقع خارج األراضي اجلزائرية‪ ،‬أو كانت متنازعا‬
‫فيها‪.‬‬
‫املادة ‪ : 662‬يكون الدائن يف كل األحوال اليت يدل فيها الكفيل على أموال املدين‪ ،‬مسؤوال جتاه الكفيل عن إعسار املدين الذي‬
‫يرتتب عن عدم اختاذ اإلجراءات الالزمة يف الوقت املناسب‪.‬‬
‫املادة ‪ : 663‬إذا كان هناك أتمني عيين خصص قانوان أو اتفاقا لضمان الدين وقدمت كفالة بعد هذا التأمني أو معه ومل يكن‬
‫الكفيل متضامنا مع املدين‪ ،‬فال جيوز التنفيذ على أموال الكفيل إال بعد التنفيذ على األموال اليت خصصت هلذا التأمني‪.‬‬
‫املادة ‪ :664‬إذا تعدد الكفالء لدين واحد‪ ،‬وبعقد واحد‪ ،‬وكانوا غري متضامنني فيما بينهم‪ ،‬قسم الدين عليهم‪ ،‬وال جيوز للدائن‬
‫أن يطالب كل كفيل إال بقدر نصيبه يف الكفالة‪.‬‬
‫أما إذا كان الكفالء قد التزموا بعقود متوالية‪ ،‬فإن كل واحد منهم يكون مسؤوال عن الدين كله‪ ،‬إال إذا كان قد احتفظ‬
‫لنفسه حبق التقسيم‪.‬‬
‫املادة ‪ :665‬ال جيوز للكفيل املتضامن مع املدين أن يطلب التجريد‪.‬‬
‫املادة ‪ : 666‬جيوز للكفيل املتضامن أن يتمسك مبا يتمسك به الكفيل غري املتضامن من دفوع متعلقة ابلدين‪.‬‬
‫املادة ‪ :667‬يكون الكفالء يف الكفالة القضائية أو القانونية دائما متضامنني‪.‬‬
‫املادة ‪ : 669‬جتوز كفالة الكفيل‪ ،‬ويف هذه احلالة ال جيوز للدائن أن يرجع على كفيل قبل رجوعه على الكفيل إال إذا كان كفيل‬
‫الكفيل متضامنا مع الكفيل‪.‬‬
‫املادة ‪ :670‬جيب على الكفيل أن خيّب املدين قبل أن يقوم بوفاء الدين‪ ،‬وإال سقط حقه يف الرجوع على املدين إذا كان هذا قد‬
‫وىف الدين أو كانت عنده وقت االستحقاق أسباب تقضي ببطالن الدين أو ابنقضائه‪.‬‬

‫‪377‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫فإذا مل يعارض املدين يف الوفاء بقي للكفيل احلق يف الرجوع عليه ولو كان املدين قد دفع الدين أو كانت لديه أسباب تقضي‬
‫ببطالنه أو ابنقضائه‪.‬‬
‫املادة ‪ :671‬إذا وىف الكفيل الدين‪ ،‬كان له أن حيل حمل الدائن يف مجيع ما له من حقوق جتاه املدين‪ .‬ولكن إذا مل يوف إال بعض‬
‫الدين‪ ،‬فال يرجع مبا وفاه إال بعد أن يستويف الدائن كل حقه من املدين‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬الضمان االحتياطي (القانون التجاري)‬
‫املادة ‪ :409‬إذا دفع مبلغ السفتجة ميكن أن يضمنه كليا أو جزئيا ضامن احتياطي‪.‬‬
‫ويكون هذا الضمان من الغري أو حىت من أحد املوقعني على السفتجة‪.‬‬
‫وجيب أن يكتب الضمان االحتياطي على نفس السفتجة أو الورقة املتصلة هبا أو بسند يبني فيه مكان صدوره‪.‬‬
‫ويعّب عنه بكلمات كهذه "مقبول كضمان احتياطي" أو مبا يف مؤداها مث يوقع الضامن االحتياطي عليها إبمضائه‪.‬‬
‫ويعتّب الضمان االحتياطي حاصال مبجرد توقيع ضامن الوفاء على وجه السفتجة إال إذا كان صاحب التوقيع املسحوب‬
‫عليه أو الساحب‪.‬‬
‫وجيب أن يذكر يف الضمان االحتياطي اسم املضمون وإال عد للساحب‪.‬‬
‫ويلتزم ضامن الوفاء بكل ما التزم به املضمون‪.‬‬
‫ويكون التزام ضامن الوفاء صحيحا ولو كان االلتزام الذي ضمنه ابطال ألي سبب آخر غري عيب يف الشكل‪.‬‬
‫إذا دفع الضامن االحتياطي قيمة السفتجة يكتسب احلقوق الناجتة عنها جتاه املضمون وامللتزمني له مبقتضى السفتجة‪.‬‬
‫املادة ‪ :469‬كما تطبق على السند ألمر األحكام املتعلقة ابلضمان االحتياطي (املادة ‪ )409‬ويف احلالة املنصوص عليها يف‬
‫الفقرة السادسة من املادة املذكورة إذا مل يعني يف الضمان الشخص الذي يضمنه فإن الضمان يعد حاصال للملزم ابلسند ألمر‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬التأمني (قانون التأمينات)‬
‫مع مراعاة أحكام املواد ‪619‬إىل‪ 625‬من القانون املدين جند‪:‬‬
‫املادة‪ :2‬إن التأمني يف مفهوم املادة‪ 619‬من القانون املدين‪ ،‬عقد يلتزم املؤمن مبقتضاه أبن يؤدي إىل املؤمن له أو الغري املستفيد‬
‫الذي اشرتط التأمني لصاحله مبلغا من املال أو إيرادا أو أي أداء مايل آخر يف حالة حتقق اخلطر املبني يف العقد وذلك مقابل‬
‫أقساط أو أية دفوع مالية أخرى‪.‬‬
‫املادة‪ : 7‬حيرر عقد التأمني كتابيا‪ ،‬وحبروف واضحة وينبغي أن حيتوي إجباراي على توقيع الطرفني املكتتبني‪ ،‬على البياانت التالية‪:‬‬
‫اسم كل من الطرفني املتعاقدين وعنواهنما‪ ،‬الشيء أو الشخص املؤمن عليه‪ ،‬طبيعة املخاطر املضمونة‪ ،‬اتريخ االكتتاب‪ ،‬اتريخ‬
‫سراين العقد ومدته‪ ،‬مبلغ الضمان‪ ،‬مبلغ القسط أو اشرتاك التأمني‪.‬‬
‫املادة‪ : 12‬يلتزم املؤمن‪ :‬تعويض اخلسائر واألضرار‪ ،‬تقدمي اخلدمة احملددة يف العقد‪ ،‬حسب احلالة‪ ،‬عند حتقق اخلطر املضمون أو‬
‫عند حلول أجل العقد‪ ،‬وال يلزم املؤمن مبا يفوق ذلك‪.‬‬
‫املادة‪ : 13‬يدفع التعويض أو املبلغ احملدد يف العقد يف أجل تنص عليه الشروط العامة لعقد التأمني‪.‬‬

‫‪378‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫املادة‪ :14‬إذا مل يدفع التعويض املذكور يف املادة ‪ 13‬أعاله‪ ،‬يف اآلجال احملددة يف الشروط العامة لعقد التأمني‪ ،‬حيق للمستفيد‬
‫طلب هذا التعويض إبضافة الفوائد عن كل يوم أتخري‪ ،‬على نسبة إعادة اخلصم‪.‬‬
‫املادة‪ :15‬يلزم املؤمن له‪ :‬ابلتصريح عند اكتتاب العقد جبميع البياانت والظروف املعروفة لديه ضمن استمارة أسئلة تسمح للمؤمن‬
‫بتقدير األخطار اليت يتكفل هبا‪ ،‬بدفع القسط أو االشرتاك يف الفرتات املتفق عليها‪ ،‬ابلتصريح الدقيق بتغري اخلطر أو تفاقمه‪. . .‬‬
‫خالل أجل ‪7‬أايم ابتداء من اتريخ اطالعه عليه‪. . .‬‬
‫املادة‪ :23‬إذا أفلس املؤمن له أو صدرت يف شأنه التسوية القضائية يستمر التأمني لفائدة مجاعة الدائنني الذين يتعني عليهم دفع‬
‫األقساط اليت قرب حلول أجلها‪ ،‬ابتداء من إعالن اإلفالس أو التسوية القضائية‪ .‬غري أن جلماعة الدائنني واملؤمن‪ ،‬احلق يف فسخ‬
‫العقد بعد إشعار مسبق‪. . .‬‬
‫املادة‪ : 26‬يف حالة نزاع يتعلق بتحديد التعويضات املستحقة ودفعها يتابع املدعى عليه‪ ،‬مؤمنا كان أو مؤمنا له‪ ،‬أمام احملكمة‬
‫الكائنة مبقر سكن املؤمن له وذلك مهما كان التأمني املكتتب‪ ،‬غري أنه يف جمال‪:‬‬
‫‪ -‬العقارات‪ ،‬يتابع املدعى عليه أمام احملكمة التابعة ملوقع العقار املؤمن عليه‪،‬‬
‫‪-‬املنقوالت بطبيعتها‪ ،‬ميكن للمؤمن أن يتابع املؤمن أمام احملكمة التابعة ملوقع األشياء املؤمن عليها‪،‬‬
‫‪-‬التأمني من احلوادث بكل أنواعها‪ ،‬ميكن املؤمن له أن يتابع املؤمن أمام احملكمة التابعة للمكان الذي وقع فيه الفعل الضار‪.‬‬
‫املادة‪ :27‬حيدد أجل تقادم مجيع املؤمن له أو املؤمن الناشئة عن عقد التأمني بثالث ‪ 3‬سنوات ابتداء من اتريخ احلادث الذي‬
‫نشأت عنه‪. . .‬‬
‫املادة‪ :36‬إذا وقع حادث يف جمال أتمينات األموال‪ ،‬حيصل الدائنون املمتازون أو املرهتنون تبعا لرتبتهم وطبقا للتشريع الساري على‬
‫التعويضات املستحقة‪. . .‬‬
‫املادة‪ :47‬جيب على املؤمن أن يضمن األشياء املؤمن عليها من كل ضياع أو فقدان أثناء احلريق‪.‬‬
‫غري أن هذا الضمان ال يشمل األشياء اليت تفقد بسبب خطأ من املؤمن له‪.‬‬
‫املادة‪ :48‬ال يضمن املؤمن اخلسائر ونقائص الشيء املؤمن عليه لوجود عيب ذايت فيه ولكنه يضمن أضرار احلريق املنجرة عنه‪.‬‬
‫املادة‪ : 59‬أتمني الكفالة هو عقد يضمن من خالله املؤمن‪ ،‬مقابل قسط التأمني‪ ،‬املؤسسة املالية أو املصرفية‪ ،‬تعويض مستحقاهتا‬
‫بشأن عملية جتارية أو مالية يف حالة إعسار املدين‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الرهن الرمسي (القانون املدين)‬
‫‪-1‬الرهن الرمسي االتفاقي‬
‫املادة‪ :882‬الرهن الرمسي عقد به يكسب الدائن على عقار حقاً عينياً‪ ،‬يكون له مبوجبه أن يتقدم على الدائنني العاديني والدائنني‬
‫التالني له يف املرتبة يف استيفاء حقه من ذلك العقار يف أي يد كان‪.‬‬
‫املادة‪ :883‬ال ينعقد الرهن إال بعقد رمسي أو حكم أو مبقتضى القانون‪.‬‬
‫وتكون مصاريف العقد على الراهن إال إذا اتفق على غري ذلك‪.‬‬

‫‪379‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫املادة‪ :884‬جيوز أن يكون الراهن هو املدين نفسه أو شخصاً آخر يقدم رهنا ملصلحة املدين‪.‬‬
‫ويف كلتا احلالتني جيب أن يكون الراهن مالكا للعقار املرهون وأهال للتصرف فيه‪.‬‬
‫املادة‪ :885‬يبقى صحيحاً ملصلحة الدائن املرهتن‪ ،‬الرهن الصادر من املالك الذي تقرر إبطال سند ملكيته‪ ،‬أو فسخه‪ ،‬أو الغاؤه‬
‫أو زواله ألي سبب آخر إذا ثبت أن الدائن حسن النية وقت إبرام عقد الرهن‪.‬‬
‫املادة‪ :886‬ال جيوز أن يرد الرهن الرمسي إال على عقار‪ ،‬ما مل يوجد نص يقضي بغري ذلك‪.‬‬
‫وجيب أن يكون العقار املرهون مما يصح بيعه استقالالً ابملزاد العلين‪ ،‬وأن يكون معيناً ابلذات تعييناً دقيقاً من حيث طبيعته‬
‫وموقعه‪ ،‬وأن يرد هذا التعيني إما يف عقد الرهن ذاته أو يف عقد رمسي الحق‪ ،‬وإال كان الرهن ابطالً‪.‬‬
‫املادة‪ :887‬يشمل الرهن ملحقات العقار املرهون اليت تعتّب عقاراً‪،‬‬
‫ويشمل بوجه خاص األبنية واألشجار اليت تكون قائمة وقت الرهن على العقار املرهون أو تستحدث بعده‪ ،‬وحقوق االتفاق‪،‬‬
‫والعقارات ابلتخصيص‪ ،‬ومجيع التحسينات واإلنشاءات اليت تعود على املالك‪ ،‬ما مل يتفق على غري ذلك‪ ،‬مع عدم اإلخالل‬
‫ابمتياز املبالغ املستحقة للمقاولني أو املهندسني‪. . .‬‬
‫املادة‪ : 889‬جيوز ملالك املباين القائمة على أرض الغري أن يرهنها ويف هذه احلالة يكون للدائن حق التقدم يف استيفاء الدين من‬
‫مثن األنقاض إذا هدمت املباين‪ ،‬ومن التعويض الذي يدفعه مالك األرض إذا استبقى املباين‪. . .‬‬
‫املادة‪ :891‬جيوز أن يرتتب الرهن ضماانً لدين معلق على شرط أو دين مستقبل أو دين احتمايل‪ ،‬فيجوز أن يرتتب ضماانً‬
‫العتماد مفتوح أو لفتح حساب جار على أن يتحدد يف عقد الرهن مبلغ الدين املضمون أو احلد األقصى الذي ينتهي إليه هذا‬
‫الدين‪.‬‬
‫املادة‪ : 892‬كل جزء من العقار أو العقارات املرهونة ضامن لكل دين‪ ،‬وكل جزء من الدين مضمون ابلعقار أو العقارات املرهونة‬
‫كلها‪ ،‬ما مل ينص القانون أو يقض االتفاق بغري ذلك‪.‬‬
‫املادة‪ :893‬ال ينفصل الرهن عن الدين املضمون‪ ،‬بل يكون اتبعاً له يف صحته ويف انقضائه‪ ،‬ما مل ينص القانون على غري ذلك‪.‬‬
‫وإذا كان الراهن غري املدين‪ ،‬كان له إىل جانب متسكه أبوجه الدفع اخلاصة به أن يتمسك مبا للمدين من أوجه الدفع املتعلقة‬
‫ابلدين‪ ،‬ويبقى له هذا احلق ولو نزل عنه املدين‪.‬‬
‫املادة‪ :894‬جيوز للراهن أن يتصرف يف العقار املرهون‪ ،‬على أن أي تصرف يصدر منه ال يؤثر يف حق الدائن املرهتن‪.‬‬
‫املادة‪ :895‬إن للراهن احلق يف إدارة العقار املرهون ويف قبض مثاره إىل وقت التحاقها ابلعقار‪.‬‬
‫املادة‪ :898‬يلتزم الراهن بضمان سالمة الرهن‪ ،‬وللدائن املرهتن أن يعرتض على كل عمل يكون من شأنه إنقاص ضمانه إنقاصاً‬
‫كبرياً‪ ،‬وله يف حالة االستعجال أن يتخذ ما يلزم من الوسائل التحفظية الالزمة وأن يرجع على الراهن مبا ينفق يف ذلك‪.‬‬
‫املادة‪ :899‬إذا تسبب الراهن خبطئه يف هالك العقار املرهون أو تلفه‪ ،‬كان الدائن املرهتن اخليار بني أن يطلب أتميناً كافياً أو أن‬
‫يستويف حقه فوراً‪.‬‬

‫‪380‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫املادة‪ : 900‬إذا هلك العقار املرهون أو تلف ألي سبب كان‪ ،‬انتقل الرهن مبرتبته إىل احلق الذي يرتتب على ذلك من مبلغ‬
‫التعويض عن الضرر أو مبلغ التأمني أو مثن املقرر مقابل نزع ملكيته للمنفعة العامة‪.‬‬
‫املادة‪ :901‬إذا كان الراهن شخصاً آخر غري املدين فال جيوز التنفيذ على ماله‪ ،‬إال على ما رهن من ماله‪ ،‬وال يكون له حق‬
‫الدفع بتجريد املدين إال إذا وجد اتفاق يقضي بغري ذلك‪.‬‬
‫املادة‪ : 902‬ميكن للدائن بعد التنبيه على املدين ابلوفاء‪ ،‬أن ينفذ حبقه على العقار املرهون ويطلب بيعه يف اآلجال ووفقا لألوضاع‬
‫املقررة يف قانون اإلجراءات املدنية‪.‬‬
‫وإذا كان الراهن شخصا آخر غري املدين جاز له تفادي أي إجراء موجه إليه إن هو ختلى عن العقار املرهون وفقا لألوضاع‬
‫واألحكام اليت يتبعها احلائز يف ختلية العقار‪.‬‬
‫املادة‪ :903‬يكون ابطال كل اتفاق جيعل للد ائن احلق عند عدم استيفاء الدين وقت حلول أجله يف أن يتملك العقار املرهون يف‬
‫نظري مثن معلوم أاي كان‪ ،‬أو يف بيعه دون مراعاة لإلجراءات اليت فرضها القانون ولو كان هذا االتفاق قد أبرم بعد الرهن‪.‬‬
‫غري أنه جيوز بعد حلول الدين أو قسط منه االتفاق على أن يتنازل املدين لدائنه عن العقار املرهون وفاء لدينه‪.‬‬
‫املادة‪ :904‬ال يكون الرهن انفذا يف حق الغري إال إذا قيد العقد أو احلكم املثبت للرهن قبل أن يكسب هذا الغري حقاً عينياً على‬
‫العقار‪ ،‬وذلك دون إخالل ابألحكام املقررة يف اإلفالس‪.‬‬
‫وال يصح التمسك قبل الغري بتحويل حق مضمون مقيد‪ ،‬وال التمسك ابحلق الناشئ من حلول شخص حمل الدائن يف هذا احلق‬
‫حبكم القانون أو ابالتفاق‪ ،‬وال التمسك كذلك ابلتنازل عن مرتبة القيد ملصلحة دائن آخر‪ ،‬إال إذا حصل التأشري بذلك يف هامش‬
‫القيد األصلي‪.‬‬
‫املادة‪ :905‬جتري على إجراء القيد وجتديده وشطبه وإلغاء الشطب واآلاثر املرتتبة على ذلك كله‪ ،‬األحكام الواردة يف قانون تنظيم‬
‫اإلشهار العقاري‪.‬‬
‫املادة‪ :906‬تكون مصاريف القيد وجتديده وشطبه على الراهن ما مل يتفق على غري ذلك‪.‬‬
‫املادة‪ :907‬يستويف الدائنون املرهتنون حقوقهم جتاه الدائنني العاديني من مثن العقار املرهون أو من املال الذي حل حمل هذا‬
‫العقار‪ ،‬حبسب مرتبة كل منهم ولو كانوا أجروا القيد يف يوم واحد‪.‬‬
‫املادة‪ :908‬حتسب مرتبة الرهن من وقت تقييده‪ ،‬ولو كان الدين املضمون ابلرهن معلقاً على شرط أو كان ديناً مستقبالً أو‬
‫احتمالياً‪.‬‬
‫املادة‪ :909‬يرتتب على قيد الرهن إدخال مصروفات العقد والقيد والتجديد إدخاال ضمنيا يف التوزيع ويف مرتبة الرهن نفسها‪.‬‬
‫وإذا سجل أحد الدائنني تنبيه نزع العقار‪ ،‬انتفع سائر الدائنني هبذا التسجيل‪.‬‬
‫املادة‪ :910‬ميكن للدائن املرهتن أن ينزل عن مرتبة رهنه يف حدود الدين املضمون هبذا الرهن ملصلحة دائن آخر له رهن مقيد على‬
‫نفس العقار‪.‬‬

‫‪381‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫وجيوز التمسك قبل هذا الدائن اآلخر جبميع أوجه الدفع اليت جيوز التمسك هبا جتاه الدائن األول‪ ،‬عدا ما كان منها متعلقاً‬
‫ابنقضاء حق هذا الدائن األول إذا كان هذا االنقضاء الحقاً للتنازل عن املرتبة‪.‬‬
‫املادة‪ : 911‬جيوز للدائن املرهتن عند حلول أجل الدين أن ينفذ على العقار املرهون يف يد حائزه بعد إنذاره بدفع الدين‪ ،‬إال إذا‬
‫اختار احلائز أن يقوم بوفاء الدين أو يطهر العقار من الرهن أو يتخلى عنه‪.‬‬
‫ويعتّب حائزاً للعقار املرهون كل من انتقلت إليه أبي سبب األسباب ملكية هذا العقار أو أي حق عيين آخر قابل للرهن دون أن‬
‫يكون مسؤوالً مسئولية شخصية عن الدين املضمون ابلرهن‪.‬‬
‫املادة‪ :912‬جيوز للحائز عند حلول الدين املضمون ابلرهن أن يقضيه هو وملحقاهتا مبا يف ذلك ما صرف يف اإلجراءات من‬
‫وقت إنذاره‪ .‬ويبقى حقه هذا قائماً إىل يوم رسو املزاد‪ .‬ويكون له يف هذه احلالة أن يرجع بكل ما يوفيه على املدين وعلى املالك‬
‫للعقار املرهون‪ ،‬كما جيوز له أن حيل حمل الدائن الذي استوىف الدين فيما له من حقوق إال ما كان منها متعلقاً بتأمينات قدمها‬
‫شخص آخر غري املدين‪.‬‬
‫املادة‪ :913‬جيب على احلائز أن حيتفظ بقيد الرهن الذي حل فيه حمل الدائن وأن جيدده عند االقتضاء‪ ،‬وذلك إىل أن تشطب‬
‫القيود اليت كانت موجودة على العقار وقت تسجيل سند هذا احلائز‪.‬‬
‫املادة‪ :914‬إذا كان يف ذمة احلائز بسبب امتالك العقار املرهون مبلغ مستحق األداء حاالً يكفي لوفاء مجيع الدائنني املقيدة‬
‫حقوقهم على العقار‪ ،‬فلكل من هؤالء الدائنني أن جيّبه على الوفاء حبقه بشرط أن يكون سند ملكيته قد سجل‪.‬‬
‫فإذا كان الدين الذي يف ذمة احلائز غري مستحق األداء حاالً‪ ،‬أو كان أقل من الديون املستحقة للدائنني‪ ،‬أو مغايراً هلا‪ ،‬جاز‬
‫للدائنني إذا اتفقوا مجيعاً أن يطالبوا احلائز بدفع ما يف ذمته بقدر ما هو مستحق هلم‪ ،‬ويكون الدفع طبقاً للشروط اليت التزم احلائز‬
‫يف أصل تعهده أن يدفع مبقتضاها ويف األجل املتفق على الدفع فيه‪.‬‬
‫ويف كلتا احلالتني ال جيوز للحائز أن يتخلص من التزامه ابلوفاء للدائنني بتخليه عن العقار‪ ،‬ولكن إذا هو وىف هلم فإن العقار يعتّب‬
‫خالصاً من كل رهن‪ ،‬ويكون للحائز احلق يف طلب شطب ما على العقار من القيود‪.‬‬
‫املادة‪ :915‬جيوز للحائز إذا سجل سند ملكيته‪ ،‬أن يطهر العقار من كل رهن مت قيده قبل تسجيل هذا السند‪.‬‬
‫وللحائز أن يستعمل هذا احلق حىت قبل أن يوجه الدائنون املرهتنون التنبيه إىل الدائن‪ ،‬ويبقى هذا احلق قائماً إىل يوم إيداع قائمة‬
‫شروط البيع‪.‬‬
‫املادة‪ :916‬إذا أراد احلائز تطهري العقار وجب عليه أن يوجه إىل كل من الدائنني املقيدة حقوقهم إعالانً تشتمل على البياانت‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫• خالصة من سند ملكية احلائز تقتصر على بيان نوع التصرف واترخيه واسم املالك السابق للعقار مع تعيني هذا املالك تعيينا‬
‫دقيقا وحمل العقار مع تعيينه وحتديده ابلدقة‪ ،‬وإذا كان التصرف بيعاً يذكر أيضاً الثمن وما عسى أن يوجد من تكاليف تعتّب‬
‫جزء من هذا الثمن‪.‬‬
‫• اتريخ تسجيل ملكية احلائز ورقم التسجيل‪،‬‬

‫‪382‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫• املبلغ الذي يقدره احلائز قيمة للعقار ولو كان التصرف بيعا وجيب أال يقل هذا املبلغ عن السعر الذي يتخذ أساسا لتقدير‬
‫الثمن يف حالة نزع امللكية ‪. . .‬‬
‫• قائمة ابحلقوق اليت مت قيدها على العقار قبل تسجيل سند احلائز تشتمل على بيان اتريخ هذه القيود ومقدار هذه احلقوق‬
‫وأمساء الدائنني‪.‬‬
‫املادة‪ : 917‬جيب على احلائز أن يذكر يف اإلعالن املنصوص عليه يف املادة السابقة أنه مستعد أن يويف الديون املقيدة إىل القدر‬
‫الذي قوم به العقار‪ .‬وليس عليه أن يصحب العرض ابملبلغ نقداً‪ ،‬بل ينحصر العرض يف إظهار استعداده للوفاء مببلغ واجب الدفع‬
‫يف احلال أايً كان ميعاد استحقاق الديون املقيدة‪.‬‬
‫املادة‪ : 918‬جيوز لكل دائن قيد حقه ولكل كفيل حلق مقيد أن يطلب بيع العقار املطلوب تطهريه‪ ،‬ويكون ذلك يف مدى ثالثني‬
‫يوماً من آخر إعالن رمسي‪. . .‬‬
‫املادة‪ :919‬يكون الطلب إبعالن يوجه إىل احلائز وإىل املالك السابقة‪ ،‬يوقعه الطالب أو من أسند إليه يف ذلك توكيل خاص‪،‬‬
‫وجيب أن يودع الطلب اخلزينة العامة مبلغاً كافياً لتغطية مصاريف البيع ابملزاد‪ ،‬وليس له حق يف اسرتداد ما استغرق منه يف‬
‫املصاريف إذا مل يرس املزاد بثمن أعلى من املبلغ الذي عرضه احلائز‪ ،‬ويكون الطلب ابطالً إذا مل تستوف هذه الشروط‪.‬‬
‫وال جيوز للطالب أن يتنحى عن طلبه إال مبوافقة مجيع الدائنني املقيدين ومجيع الكفالء‪.‬‬
‫املادة‪ :920‬إذا طلب بيع العقار‪ ،‬وجب اتباع اإلجراءات املقررة يف البيوع اجلّبية‪ .‬ويتم البيع بناء على طلب صاحب املصلحة يف‬
‫التعجيل من طالب أو حائز‪ ،‬وعلى من يباشر اإلجراءات أن يذكر يف إعالانت البيع املبلغ الذي قوم به العقار‪. . .‬‬
‫املادة‪ :922‬تكون ختلية العقار املرهون بتقرير يقدمه احلائز إىل قلم كتاب احملكمة املختصة‪ ،‬وجيب عليه أن يطلب التأشري بذلك‬
‫يف هامش تسجيل التنبيه بنزع امللكية‪ ،‬وأن يعلن الدائن املباشر لإلجراءات هبذه التخلية يف خالل مخسة أايم من وقت التقرير هبا‪.‬‬
‫املادة‪ : 923‬إذا مل خيرت احلائز أن يقضي الديون املقيدة أو يطهر العقار من الرهن أو يتخلى عن هذا العقار‪ ،‬فال جيوز للدائن‬
‫املرهتن أن يتخذ يف مواجهته نزع امللكية وفقا ألحكام قانون اإلجراءات املدنية إال بعد إنذاره بدفع الدين املستحق أو ختلية العقار‪.‬‬
‫املادة‪ :924‬جيوز للحائز الذي سجل سند ملكيته ومل يكن طرفا يف الدعوى اليت حكم فيها على املدين ابلدين‪ ،‬أن يتمسك‬
‫أبوجه الدفع اليت كان للمدين أن يتمسك هبا ‪. . .‬‬
‫املادة‪ :925‬حيق للحائز أن يدخل يف املزاد على شرط أال يعرض فيه مثنا أقل من الباقي يف ذمته من مثن العقار اجلاري بيعه‪.‬‬
‫املادة‪ : 926‬إذا نزعت ملكية العقار املرهون ولو كان ذلك بعد اختاذ إجراءات التطهري أو التخلية ورسا املزاد على احلائز نفسه‪،‬‬
‫أعتّب هذا مالكا للعقار مبقتضى سند ملكيته األصلي ويتطهر العقار من كل حق مقيد‪. . .‬‬
‫املادة‪ : 928‬إذا زاد الثمن الذي رسا به املزاد على ما هو مستحق للدائنني املقيدة حقوقهم‪ ،‬كانت الزايدة للحائز وكان للدائنني‬
‫املرهتنني من احلائز أن يستوفوا حقوقهم من هذه الزايدة‪.‬‬
‫املادة‪ :932‬احلائز مسؤول شخصيا جتاه الدائنني عما يصيب العقار من تلف خبطئه‪.‬‬

‫‪383‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫املادة‪ : 933‬ينقضي الرهن الرمسي ابنقضاء الدين املضمون‪ ،‬ويعود معه إذا زال السبب الذي انقضى به الدين‪ ،‬دون إخالل‬
‫ابحلقوق اليت يكون الغري حسن النية كسبها يف الفرتة ما بني انقضاء احلق وعودته‪.‬‬
‫املادة‪ :934‬إذا متت إجراءات التطهري انقضى حق الرهن الرمسي هنائياً‪ ،‬ولو زالت ألي سبب من األسباب ملكية احلائز الذي‬
‫طهر العقار‪.‬‬
‫املادة‪ :935‬ال يرتتب على بيع عقار مرهون انتقال الدين إىل املشرتي إال إذا وجد اتفاق صريح‪. . .‬‬
‫املادة‪ :936‬إذا بيع العقار املرهون بيعاً جّبايً ابملزاد العلين سواء كان ذلك يف مواجهة مالك العقار أو احلائز أو احلارس الذي سلم‬
‫إليه العقار عند التخلية‪ ،‬فإن حقوق الرهن على هذا العقار تنقضي إبيداع الثمن الذي رسا به املزاد أو بدفعه إىل الدائنني املقيدين‬
‫الذي تسمح مرتبتهم ابستيفاء حقوقهم من هذا الثمن‪.‬‬
‫‪-2‬الرهن الرمسي القضائي (حق التخصيص)‬
‫املادة‪ : 937‬جيوز لكل دائن بيده حكم واجب التنفيذ صادر يف أصل الدعوى يلزم املدين بشيء معني‪ ،‬أن حيصل على حق‬
‫ختصيص بعقارات مدينه ضماان ألصل الدين واملصاريف‪.‬‬
‫وال جيوز للدائن بعد موت املدين أخذ ختصيص على عقار يف الرتكة‪.‬‬
‫املادة‪ :939‬جيوز احلصول على حق ختصيص بناء على حكم يثبت صلحا أو اتفاقا بني الطرفني‪.‬‬
‫املادة‪ : 940‬ال جيوز أخذ حق ختصيص إال على عقار أو عقارات معينة مملوكة للمدين وقت قيد هذا احلق وجائز بيعها ابملزاد‬
‫العلين‪.‬‬
‫املادة‪ :941‬على الدائن الذي يريد أخذ ختصيص على عقارات مدينه أن يقدم عريضة بذلك اىل رئيس احملكمة اليت تقع يف‬
‫دائرهتا العقارات اليت يريد التخصيص هبا‪.‬‬
‫وهذه العريضة جيب أن تكون مصحوبة بصورة رمسية من احلكم ‪. . .‬‬
‫املادة‪ :942‬يدون رئيس احملكمة يف ذيل العريضة أمره ابلتخصيص‪ .‬وعليه عند الرتخيص به أن يراعي مقدار الدين وقيمة‬
‫العقارات املبينة ابلعريضة بوجه التقريب‪ ،‬وعند االقتضاء جيعل االختصاص مقصورا على بعض هذه العقارات أو على واحد منها‬
‫فقط أو على جزء من أحدها إذا رأى أن ذلك كاف لتأمني دفع أصل الدين واملصاريف املستحقة للدائنني‪.‬‬
‫واألمر ابلتخصيص واجب التنفيذ بقطع النظر عن مجيع طرق الطعن‪.‬‬
‫املادة‪ :943‬جيب على قلم الكتاب إعالم املدين ابألمر الصادر ابلتخصيص يف نفس اليوم الذي يصدر فيه هذا األمر‪.‬‬
‫املادة‪ :944‬جيوز للمدين أن يتظلم من األمر الصادر ابلتخصيص أمام القاضي الذي أصدره‪ ،‬والقائم بفصل األمور املستعجلة‪.‬‬
‫وجيب التأشري على هامش القيد بكل أمر أو حكم قضى إبلغاء األمر الصادر ابلتخصيص‪.‬‬
‫املادة‪ : 945‬إذا رفض رئيس احملكمة طلب التخصيص املقدم من الدائن سواء كان الرفض يف ابدئ األمر أو بعد تظلم املدين‪،‬‬
‫جاز للدائن أن يتظلم من أمر الرفض اىل اجمللس القضائي‪.‬‬

‫‪384‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫املادة‪ :947‬تكون للدائن الذي حصل على حق التخصيص نفس احلقوق اليت للدائن الذي حصل على رهن رمسي‪ .‬ويسري على‬
‫التخصيص ما يسري على الرهن الرمسي من أحكام وخاصة ما يتعلق ابلقيد وجتديده وشطبه وعدم جتزئة احلق وأثره وانقضائه‪. . .‬‬
‫‪-3‬الرهن الرمسي القانوين‬
‫املادة‪ :179‬األمر رقم ‪ 11-03‬املتعلق ابلنقد والقرض‪ :‬ينشأ رهن قانوين على األموال غري املنقولة العائدة للمدين وجيري لصاحل‬
‫البنوك واملؤسسات املالية ضماان لتحصيل الديون املرتتبة هلا ولاللتزامات املتخذة جتاهها‪.‬‬
‫يتم تسجيل هذا الرهن وفقا لألحكام القانونية اليت تطبق على السجل العقاري‪.‬‬
‫يعفى هذا التسجيل من وجوب التجديد خالل ثالثني عاما‪.‬‬
‫املادة‪ 96‬من القانون رقم ‪ 11-02‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2003‬املعدلة ابملادة ‪ 96‬من القانون رقم ‪ 16-05‬املتضمن‬
‫قانون املالية لسنة ‪ :2006‬دون املساس ابألحكام املخالفة‪ ،‬يؤسس رهن قانوين على األمالك العقارية للمدينني‪ ،‬لفائدة البنوك‬
‫واملؤسسات املالية وصندوق ضمان الصفقات العمومية لضمان حتصيل ديوهنا وااللتزامات اليت مت االتفاق عليها معها‪.‬‬
‫يتم تسجيل هذا الرهن القانوين طبقا لألحكام القانونية املتعلقة ابلدفرت العقاري‪ ،‬مببادرة من البنك على أساس اتفاقية القرض اليت‬
‫متت بني البنك وزبوهنا‪ ،‬مبينة خاصة املبلغ األقصى للقرض املضمون ووصف األمالك موضوع الرهن‪. . .‬‬
‫املادة ‪ 1‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 132-06‬املتضمن الرهن الرمسي القانوين‪ :‬يؤسس رهن رمسي قانوين على األمالك العقارية‬
‫للمدينني لفائدة البنوك واملؤسسات املالية وصندوق ضمان الصفقات العمومية لضمان حتصيل ديوهنا وااللتزامات اليت مت االتفاق‬
‫عليها‪.‬‬
‫واملواد ‪2‬و‪3‬و‪4‬و‪5‬و‪6‬و‪ 7‬من هذا املرسوم تبني إجراءات اإلعذار واحلجز والبيع ابملزاد للعقار املرهون رهنا قانونيا‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الرهن احليازي (القانون املدين‪ ،‬والتجاري‪ ،‬وقانون النقد والقرض)‬
‫‪-1‬األحكام العامة (القانون املدين)‬
‫املادة‪ :948‬الرهن احليازي عقد به يلتزم شخص‪ ،‬ضماانً لدين عليه أو على غريه‪ ،‬أن يسلم إىل الدائن أو إىل أجنيب يعينه‬
‫املتعاقدان‪ ،‬شيئاً يرتتب عليه للدائن حق عيين خيوله حبس الشيء إىل أن يستويف الدين‪ ،‬وأن يتقدم الدائنني العاديني والدائنني‬
‫التالني له يف املرتبة يف أن يتقاضى حقه من مثن هذا الشيء يف أي يد يكون‪.‬‬
‫املادة‪ :949‬ال يكون حمالً للرهن احليازي إال ما ميكن بيعه استقالالً ابملزاد العلين من منقول وعقار‪.‬‬
‫املادة‪ :950‬تسري على الرهن احليازي أحكام املواد ‪ 891‬و‪ 893‬و‪ 904‬املتعلقة ابلرهن الرمسي‪.‬‬
‫املادة‪ :951‬ينبغي على الراهن تسليم الشيء املرهون إىل الدائن أو إىل الشخص الذي عينه املتعاقدان لتسليمه‪.‬‬
‫ويسري على االلتزام بتسليم الشيء املرهون أحكام االلتزام بتسليم الشيء املبيع‪.‬‬
‫املادة‪ : 952‬إذا رجع املرهون إىل حيازة الراهن انقضى الرهن‪ ،‬إال إذا أثبت الدائن املرهتن أن الرجوع كان بسبب ال يقصد به‬
‫انقضاء الرهن كل هذا دون إخالل حبقوق الغري‪.‬‬

‫‪385‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫املادة‪ :953‬يضمن الراهن سالمة الرهن ونفاذه‪ ،‬وليس له أن أييت عمالً ينقص من قيمة الشيء املرهون أو حيول دون استعمال‬
‫الدائن حلقوقه املستمدة من العقد‪ ،‬وللدائن املرهتن يف حالة االستعجال أن يتخذ على نفقة الراهن كل الوسائل اليت تلزم للمحافظة‬
‫على الشيء املرهون‪.‬‬
‫املادة‪ :954‬يضمن الراهن هالك الشيء املرهون أو تلفه إذا كان اهلالك أو التلف راجعا خلطئه أو انشئا عن قوة قاهرة‪.‬‬
‫املادة‪ : 955‬إذا تسلم الدائن املرهتن الشيء املرهون فعليه أن يبذل يف حفظه وصيانته من العناية ما يبذله الشخص العادي‪ ،‬وهو‬
‫مسئول عن هالك الشيء أو تلفه ما مل يثبت أن ذلك يرجع لسبب ال يد له فيه‪.‬‬
‫املادة‪ :956‬ليس للدائن أن ينتفع ابلشيء املرهون دون مقابل‪.‬‬
‫وعليه أن يستثمر استثماراًكامالً ما مل يتفق على غري ذلك‪.‬‬
‫وما حصل عليه الدائن من صايف الريع وما استفاده من استعمال الشيء خيصم من املبلغ املضمون ابلرهن ولو مل يكن قد حل‬
‫أجله‪ ،‬على أن يكون اخلصم أوالً من قيمة ما أنفقه يف احملافظة على الشيء واإلصالحات وما دفعه من التكاليف‪ ،‬مث مما استحقه‬
‫من تعويضات‪ ،‬مث من املصروفات‪ ،‬مث من أصل الدين‪.‬‬
‫املادة‪ :958‬يتوىل الدائن املرهتن إدارة الشيء املرهون‪ ،‬وعليه أن يبذل يف ذلك من العناية ما يبذله الشخص العادي وليس له أن‬
‫يغري من طريقة استغالل الشيء املرهون إال برضاء الراهن‪ ،‬وجيب عليه أن يبادر إبخطار الراهن عن كل أمر يقتضي تدخله‪.‬‬
‫فإذا أساء الدائن استعمال هذا احلق أو أدار الشيء إدارة سيئة أو ارتكب يف ذلك إمهاالً جسيماً‪ ،‬كان للراهن احلق يف أن يطلب‬
‫وضع الشيء حتت احلراسة أو أن يسرتده مقابل دفع ما عليه‪.‬‬
‫املادة‪ : 959‬جيب على الدائن أن يرد الشيء املرهون إىل الراهن بعد استيفاء كامل حقه وما يتصل ابحلق من مصروفات‬
‫وتعويضات‪.‬‬
‫املادة‪ :961‬جيب لنفاذ الرهن يف حق الغري أن يكون الشيء املرهون يف يد الدائن أو األجنيب الذي ارتضاه املتعاقدان‪. . .‬‬
‫خيول الرهن الدائن املرهتن احلق يف حبس الشيء املرهون على الناس كافة دون إخالل مبا للغري من حقوق مت حفظها وفقاً للقانون‪.‬‬
‫وإذا خرج الشيء من يد الدائن دون إرادته أو دون علمه كان له احلق يف اسرتداده وفقاً ألحكام احليازة‪.‬‬
‫املادة‪ :963‬ال يقتصر الرهن احليازي على ضمان أصل احلق وإمنا يضمن أيضاً ويف نفس املرتبة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬املصروفات الضرورية اليت أنفقت للمحافظة على الشيء‪،‬‬
‫‪ -‬التعويضات عن األضرار الناشئة عن عيوب الشيء‪.‬‬
‫‪ -‬مصروفات العقد الذي أنشأ الدين ومصروفات عقد الرهن وقيده عند االقتضاء‬
‫‪ -‬واملصاريف اليت اقتضاها تنفيذ الرهن‪.‬‬
‫املادة‪ : 964‬ينقضي حق الرهن احليازي ابنقضاء الدين املضمون ويعود معه إذا زال السبب الذي انقضى به الدين‪ ،‬دون إخالل‬
‫ابحلقوق اليت يكون الغري حسن النية قد كسبها يف الفرتة ما بني انقضاء احلق وعودته‪.‬‬
‫املادة‪ :965‬ينقضي أيضاً حق الرهن احليازي أبحد األسباب اآلتية‪:‬‬

‫‪386‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫‪ -‬إذا نزل الدائن املرهتن عن هذا احلق وكان ذا أهلية يف إبراء ذمة املدين من الدين‪ ،‬وجيوز أن يستفاد التنازل ضمناً بتخلي الدائن‬
‫ابختياره عن الشيء املرهون أو من موافقته على التصرف فيه دون حتفظ‪ .‬غري أنه إذا كان الشيء مثقال حبق تقرر ملصلحة الغري‪،‬‬
‫فإن تنازل الدائن ال ينفذ يف حق هذا الغري إال برضائه‪.‬‬
‫‪ -‬إذا اجتمع حق الرهن احليازي مع حق امللكية يف يد شخص واحد‪.‬‬
‫‪ -‬إذا هلك الشيء أو انقضى احلق املرهون‪.‬‬
‫املادة‪ :969‬يشرتط لنفاذ رهن املنقول يف حق الغري إىل جانب انتقال احليازة اىل الدائن‪ ،‬أن يدون العقد يف ورقة اثبتة التاريخ يبني‬
‫فيها املبلغ املضمون ابلرهن والعني املرهونة بياان كافيا‪ ،‬وحيدد هذا التاريخ الثابت مرتبة الدائن املرهتن‪.‬‬
‫املادة‪ :971‬إذا كان الشيء مهددا ابهلالك أو التلف أو نقص يف القيمة حبيث خيشى أن يصبح غري كاف لضمان حق الدائن ومل‬
‫يطلب الراهن رده إليه مقابل شيء آخر يقدم بدله‪ ،‬جاز للدائن أو للراهن أن يطلب من القاضي الرتخيص له يف بيعه ابملزاد العلين‬
‫أو بسعره يف السوق‪.‬‬
‫ويفصل القاضي يف أمر ايداع الثمن عند الرتخيص يف البيع وينتقل حق الدائن يف هذه احلالة من الشيء إىل الثمن‪.‬‬
‫املادة‪ : 972‬جيوز للراهن إذا عرضت فرصة لبيع الشيء املرهون وكان البيع صفقة راحبة أن يطلب من احملكمة الرتخيص يف بيع هذا‬
‫الشيء‪ ،‬ولو كان ذلك قبل حلول أجل الدين‪ .‬وللمحكمة بعد املوازنة بني مصلحة الطرفني أن أتذن ابلبيع وحتدد عندئذ شروط‬
‫البيع وتفصل يف أمر إيداع الثمن‪.‬‬
‫املادة‪ : 973‬جيوز للدائن املرهتن إذا مل يستوف حقه أن يطلب من القاضي الرتخيص له يف بيع الشيء املرهون ابملزاد العلين أو‬
‫بسعره يف السوق‪.‬‬
‫وجيوز له أيضا أن يطلب من القاضي أن أيمر بتمليكه الشيء وفاء للدين على أن حيسب عليه بقيمته حسب تقدير اخلّباء‪.‬‬
‫‪ -2‬رهن الدين‬
‫املادة‪ :975‬ال يكون رهن الدين انفذاً يف حق املدين إال إبعالن هذا الرهن إليه أو بقبوله له وفقاً للمادة ‪.241‬‬
‫وال يكون هذا الرهن انفذاً يف حق الغري إال بتسليم سند الدين املرهون إىل املرهتن‪ ،‬وحتسب للرهن مرتبته من التاريخ الثابت لإلعالن‬
‫أو القبول‪.‬‬
‫املادة‪ :976‬يتم رهن السندات االمسية أو السندات ألمر ابلطريقة اخلاصة املنصوص عليها قانوان بشرط أن يذكر أن احلوالة قد‬
‫متت على سبيل الرهن وبدون حاجة إىل إعالن‪.‬‬
‫املادة‪ :977‬إذا كان الدين غري قابل للحوالة أو للحجز فال جيوز رهنه‪.‬‬
‫املادة‪ : 978‬حيق للدائن املرهتن أن يستويف االستحقاقات الدورية على أن خيصم ما يستوفيه أوال من املصاريف مث من أصل الدين‬
‫املضمون ابلرهن‪ ،‬ما مل يتفق على غري ذلك‪.‬‬
‫ويلتزم الدائن املرهتن ابحملافظة على الدين املرهون‪ . . .‬وأن يبادر إبخطار الراهن‪.‬‬
‫املادة‪ :979‬جيوز للمدين يف الدين املرهون أن يتمسك جتاه الدائن املرهتن أبوجه الدفع اليت تكون له جتاه دائنه األصلي‪. . .‬‬

‫‪387‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫املادة‪ :980‬إذا حل الدين املرهون قبل حلول الدين املضمون ابلرهن‪ ،‬فال جيوز للمدين أن يويف الدين إال للمرهتن والراهن معاً‪،‬‬
‫ويستطيع كل من هذين األخريين أن يطلب إىل املدين إيداع ما يؤديه‪ ،‬وينتقل حق الرهن إىل ما مت إيداعه‪.‬‬
‫وعلى املرهتن والراهن أن يتعاوان على استغالل ما أداه املدين‪ ،‬وأن يكون ذلك على أنفع الوجوه للراهن دون أن يكون فيه ضرر‬
‫للدائن املرهتن‪. . .‬‬
‫املادة‪ :981‬إذا أصبح كل من الدين املرهون والدين املضمون مستحق األداء جاز للدائن املرهتن إذا مل يستوف حقه‪ ،‬أن يقبض‬
‫من الدين املرهون ما يكون مستحقاً له أو أن يطلب بيع هذا الدين وفقاً للمادة ‪970‬الفقرة الثانية‪.‬‬
‫أما يف القانون التجاري جند‪:‬‬
‫املادة‪ :31‬يثبت الرهن ابلنسبة للسندات القابلة للتحويل بتظهري قانوين يشري إىل أن القيم قد سلمت على وجه الضمان‪.‬‬
‫أما ابلنسبة لألسهم وحصص الشركاء يف الشركات املالية والصناعية والتجارية أو املدنية واليت حيصل نقلها مبوجب حتويل يف دفاتر‬
‫الشركة جيب أن يثبت الرهن بعقد رمسي وجيب أن تقيد هذه العملية على سبيل الضمان يف الدفاتر املذكورة‪.‬‬
‫ويبقى العمل جاراي ابألحكام اخلاصة ابلديون املتعلقة ابألموال املنقولة اليت ال ميكن أن يبلغ فيها احملال له ابلنسبة للغري إال ابلتبليغ‬
‫ابحلوالة والواقع للمدين‬
‫وجيب أن تثبت حوالة الدين املتعلق ابألموال املنقولة بعقد رمسي‪.‬‬
‫وحتصل السندات التجارية املسلمة كرهن‪ ،‬من طرف الدائن املرهتن‪.‬‬
‫أما يف قانون النقد والقرض جند‪:‬‬
‫املادة‪ : 122‬يصبح ختصيص رهن الديون املستحقة لصاحل البنوك واملؤسسات املالية والتنازل عن الديون من قبلها ولصاحلها حمققا‬
‫بعد إبالغ املدين برسالة موصى عليها مع إشعار ابالستالم أو بعقد يثبت اتريخ عقد عريف مشكل للرهن أو يتضمن تنازال عن‬
‫الدين‪.‬‬
‫‪ -3‬رهن األوراق التجارية (القانون التجاري)‬
‫املادة ‪ 401‬فقرة ‪ :4‬إذا كان التظهري حيتوي على عبارة "القيمة موضوعة ضماان" أو "القيمة موضوعة رهنا" أو غري ذلك من‬
‫العبارات اليت تفيد الرهن احليازي فيمكن للحامل أن ميارس مجيع احلقوق املرتتبة على السفتجة ولكنه إذا حصل منه تظهري فال يعد‬
‫تظهريه إال على سبيل الوكالة‪.‬‬
‫‪ -4‬رهن احملل التجاري (القانون التجاري)‬
‫املادة‪ :119‬ال جيوز أن يشمل الرهن احليازي للمحل التجاري من األجزاء التابعة له إال عنوان احملل واالسم التجاري واحلق يف‬
‫اإلجارة والشهرة التجارية واألاثث التجاري واملعدات واآلالت اليت تستعمل يف استغالل احملل وبراءات االخرتاع والرخص وعالمات‬
‫الصنع أو التجارة أو الرسوم وال نماذج الصناعية وعلى وجه العموم حقوق امللكية الصناعية واألدبية أو التقنية املرتبطة به‪ .‬وإن‬
‫الشهادة اإلضافية الصادرة بعد الرهن والشاملة للّباءة املنطبقة عليها‪ ،‬تتبع مصري هذه الّباءة وتكون جزء مثلها من الرهن املنشأ‪.‬‬

‫‪388‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫وإذا مل يعني صراحة وعلى وجه الدقة يف العقد ما يتناوله الرهن فإنه ال يكون شامال إال العنوان واالسم التجاري واحلق يف اإلجارة‬
‫والزابئن والشهرة التجارية‪.‬‬
‫وإذا احتوى الرهن احليازي على احملل التجاري وفروعه‪ ،‬فيجب تعيني هذه األخرية ببيان مركزها على وجه الدقة‪.‬‬
‫املادة‪ :120‬يثبت الرهن احليازي بعقد رمسي‪ ،‬ويتقرر وجود االمتياز املرتتب عن الرهن مبجرد قيده ابلسجل العمومي الذي ميسك‬
‫ابملركز الوطين للسجل التجاري وجيب إمتام نفس اإلجراء ابملركز الوطين للسجل التجاري لكل فرع من فروع احملل التجاري اليت‬
‫يشملها الرهن احليازي‪.‬‬
‫املادة ‪ :121‬جيب إجراء القيد خالل ثالثني يوما من اتريخ العقد التأسيسي‪ ،‬حتت طائلة البطالن‪.‬‬
‫وجيوز لكل ذي مصلحة وإن كان املدين نفسه أن يتمسك هبذا البطالن‪.‬‬
‫ويف حالة اإلفالس أو التصفية القضائية تطبق على الرهن احليازي للمحالت التجارية أحكام املواد ‪ 224‬و‪ 225‬و‪ 226‬الفقرة‬
‫األوىل من الكتاب الثالث من هذا القانون‪.‬‬
‫املادة ‪ :122‬جيري ترتيب الدائنني املرهتنني فيما بينهم على حسب ترتيب اتريخ قيودهم‪.‬‬
‫وتكون للدائنني املرهتنني املقيدين يف يوم واحد رتبة واحدة متساوية‪.‬‬
‫املادة‪( 123‬قانون النقد والقرض)‪ :‬ميكن أن يتم الرهن احليازي للمحل التجاري لصاحل البنوك واملؤسسات املالية مبوجب عقد عريف‬
‫مسجل قانوان‪.‬‬
‫يتم تسجيل هذا الرهن وفقا لألحكام القانونية املطبقة يف هذا اجملال‪.‬‬
‫املادة‪ :126‬جيوز كذلك للبائع وللدائن املرهتن واملقيد دينهما على احملل اجتاري أن حيصل على أمر ببيع احملل التجاري الذي‬
‫يضمن الرهن وذلك بعد ثالثني يوما من اإلنذار ابلدفع املبلغ للمدين واحلائز من الغري إذا كان له حمل ‪ . . .‬واإلجراءات تكون‬
‫طبقا للفقرات ‪ 5‬و‪ 6‬و‪ 7‬و‪ 8‬من املادة‪.125‬‬
‫املادة‪ : 128‬جيوز للمحكمة املختصة ابلنظر يف طلب وفاء دين مرتبط ابستغالل حمل جتاري إذا صدر حكمها ابألداء أن أتمر‬
‫مبوجب هذا احلكم ببيع احملل التجاري إذا طلب منها الدائن ذلك‪. . .‬‬
‫املادة‪ : 130‬ال جيوز البيع على حدة لواحد أو أكثر من عناصر احملل التجاري املثقل بقيود‪ ،‬إذا كان طلب البيع مبوجب حجز‬
‫تنفيذي أو مبقتضى هذا القانون إال بعد عشرين يوما على األقل من اتريخ تبليغ املالحقة للدائنني يف حمل اإلقامة املختار منهم يف‬
‫القيود والذين أمتوا تقييدهم قبل ذلك التبليغ خبمسة عشر يوما على األقل‪. . .‬‬
‫املادة‪ :133‬جيوز لكل دائن مقيد على حمل جتاري يف حالة عدم تطبيق املادة‪ ،131‬أن يطلب طرحه للبيع ابملزايدة العلنية على‬
‫أن يعرض رفع مثنه األصلي‪ . . .‬مبقدار العشر‬
‫ويوقع هذا الطلب من الدائن وجيب‪ . . .‬إبالغه للمشرتي وللمدين املالك السابق يف ظرف مخسة عشر يوما من التبليغات‪. . .‬‬
‫املادة‪ :144‬يثبت إيداع عقد البيع أو الرهن احليازي للمحل التجاري‪ . . .‬يف دفرت خاص من طرف مأمور السجل التجاري‪.‬‬
‫يقسم هذا الدفرت إىل عمودين‪:‬‬

‫‪389‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫‪-‬يشمل العمود األول على رقم ترتييب للدفرت‪،‬‬


‫‪-‬ويسجل يف العمود الثاين حمضر اإليداع يتضمن اتريخ اإليداع‪ ،‬وبيان اتريخ وكلفة تسجيل العقد ورقم وروده ونوعه وبيان اسم‬
‫الدائن واملدين أو البائع واملشرتي ونوع احملل التجاري وعنوانه‪. . .‬‬
‫املادة‪ :145‬يتم التصريح ابلدين يف املوطن املختار تنفيذا للمادة‪ 117‬من هذا القانون يف نسختني تتضمن كل منهما التاريخ‬
‫الذي مت فيه التاريخ الذي مت فيه التصريح‪ ،‬واسم املصرح‪ ،‬واسم وعنوان املدين مع بيان نوع ومقر احملل التجاري الذي ميلكه املدين‪،‬‬
‫ومبلغ الدين وبيان مقدار حصة احملل التجاري املقدم للشركة اليت جيب بيان نوعها ومقرها‪ ،‬وعند االقتضاء اتريخ ورقم عقد إنشاء‬
‫هذه الشركة وكذلك اتريخ إيداعه ابملركز الوطين للسجل التجاري‪. . .‬‬
‫‪ -5‬رهن عناصر امللكية الصناعية‬
‫املادة‪99‬جتاري ‪ :‬إذا كان البيع أو التنازل عن احملل التجاري يشتمل على عالمات املصنع والتجارة أو الرسوم أو النماذج الصناعية‬
‫مبا فيها الرهون احليازية املتعلقة ابحملل التجاري والشاملة لّباءات االخرتاع أو الرخص أو العالمات أو الرسوم أو النماذج‪ ،‬فيجب‬
‫زايدة على ما تقدم‪ ،‬قيد هذه الرهون يف املعهد اجلزائري للملكية الصناعية وتنظيمها بناء على تقدمي شهادة القيد املسلمة من‬
‫مأمور السجل التجاري يف حدود الثالثني يوما التابعة هلذا القيد‪ ،‬حتت طائلة البطالن جتاه الغري والبيوعات والتنازالت أو الرهون‪.‬‬
‫املادة ‪ 14‬فقرة ‪ 1‬األمر ‪ 06-03‬املتعلق ابلعالمات‪ :‬مبعزل عن التحويل الكلي أو اجلزئي للمؤسسة‪ ،‬ميكن نقل احلقوق املخولة‬
‫عن طلب التسجيل أو تسجيل العالمة كليا أو جزئيا أو رهنها‪.‬‬
‫املادة‪ : 15‬تشرتط حتت طائلة البطالن‪ ،‬الكتابة وإمضاء األطراف يف عقود النقل أو رهن العالمة املودعة أو املسجلة يف مفهوم‬
‫املادة‪ 14‬أعاله‪. . .‬‬
‫املادة‪21‬من األمر ‪86-66‬املتعلق ابلرسوم والنماذج الصناعية‪ :‬العقود املشتملة على نقل امللكية وإما على نقل حق امتياز‬
‫االستغالل أو التنازل عن هذا احلق إما على الرهن أو رفع اليد جيب أن يتم تثبيتها كتابيا وتسجيلها يف الدفرت اخلاص ابلرسوم‬
‫والنماذج وإال سقط احلق‪.‬‬
‫‪ -6‬رهن األدوات واملعدات اخلاصة ابلتجهيز‬
‫املادة‪ :151‬جيوز أن يكون مثن امتالك األدوات ومعدات التجهيز املهنية مضمونة سواء ابلنسبة للبائع أو ابلنسبة للمقرض الذي‬
‫يقدم املال الالزم لتسديده للبائع‪ ،‬أو ابلرهن احليازي احملدود لألدوات أو املعدات املمتلكة على الشكل املذكور‪. . .‬‬
‫املادة‪ :152‬تتم املوافقة على الرهن احليازي بواسطة عقد رمسي أو عريف يسجل برسم حمدد‪.‬‬
‫فإذا وقع للبائع‪ ،‬أعتّب حاصال مبوجب عقد البيع‪.‬‬
‫وإذا وقع للمقرض الذي يقوم بتقدمي األموال الالزمة لدفعها للبائع‪ ،‬أعتّب الرهن احليازي حاصال مبوجب عقد القرض‪.‬‬
‫وجيب أن يشار يف العقد‪ ،‬حتت طائلة البطالن‪ ،‬على أن املال املؤدى من املقرض يهدف لضمان وفاء مثن األموال املكتسبة‪.‬‬
‫كما جيب أن يذكر يف نص العقد األموال املكتسبة مع وصف كل منها على وجه الدقة حبيث ميكن متييزها عن األموال األخرى‬
‫من نفس النوع واململوكة للمؤسسة‪ .‬كما جيب أن يشار أيضا إىل املكان الذي توجد به األموال على وجه اثبت ‪. . .‬‬

‫‪390‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫ويشبه مبقرضي النقود الكفالء الذين يتدخلون عن طريق الضمان أو التظهري يف منح قروض التجهيز‪ .‬وحيل هؤالء األشخاص بقوة‬
‫القانون حمل الدائنني وكذلك األمر ابلنسبة لألشخاص الذين يقومون ابلتظهري أو اخلصم ويضمنون ويقبلون ابآلاثر اليت تنشأ عن‬
‫هذه الديون‪.‬‬
‫املادة‪ :153‬جيب أن يقيد الرهن احليازي طبقا للشروط الواردة يف املادتني‪120‬و‪121‬ويف مهلة ثالثني يوما من اتريخ العقد‬
‫املنشئ للرهن احليازي‪ ،‬وإال عد ابطال‪.‬‬
‫وجيب أن يّبم عقد الرهن يف مهلة أقصاها شهر واحد ابتداء من اتريخ تسليم معدات التجهيز بنفس املكان الذي جيب إنشاؤها‬
‫فيه‪.‬‬
‫املادة ‪ :154‬جيوز طبقا هلذا النص وبطلب من املستفيد من الرهن احليازي أن يوضع على قطعة أساسية من األموال وبصفة ابرزة‬
‫فوق لوحة مثبتة فيها وتتضمن مكان واتريخ ورقم قيد االمتياز املثقلة به‪.‬‬
‫وال جيوز للمدين أن يقوم ابملعارضة يف هذا التدبري وإال تعرض للعقوابت املنصوص عليها يف املادة‪167‬وال جيوز أن تكون‬
‫العالمات املوضوعة على هذا النحو معرضة للهالك أو االنتزاع أو إخفاء املعامل قبل انقضاء امتياز الدائن املرهتن أو شطبه‪.‬‬
‫املادة ‪ :156‬حتول فائدة الرهن احليازي بقوة القانون وطبقا للمادة ‪243‬مدين إىل احلاملني ابلتعاقب للسندات املضمونة سواء‬
‫كانت وقعت أو قبلت ألمر البائع أو املقرض الذي قدم كال أو بعضا من الثمن أو كانت هذه السندات متثل على العموم تداول‬
‫الدين املرهون بوجه صحيح‪. . .‬‬
‫املادة‪243‬مدين ‪ :‬تشمل حوالة احلق ضماانته كالكفالة‪ ،‬واالمتياز والرهون‪ ،‬ورهن احليازة‪ ،‬كما تشمل ماحل من أقساط‪.‬‬
‫املادة‪ :167‬تطبق العقوابت ‪ . . .‬على كل مشرت أو كل حائز لألموال املرهونة حيازاي‪ ،‬وفقا هلذا القانون‪ ،‬يقدم على إتالفها أو‬
‫حماولة إتالفها أو خيتلسها أو حياول اختالسها أو يفسدها أو حياول إفسادها أبي طريقة كانت بغرض تعطيل حقوق الدائن‪.‬‬
‫وتطبق نفس العقوابت على كل من يقوم أبي حماولة للغش هتدف إىل حرمان الدائن من حقه يف االمتياز الذي له على األموال‬
‫املثقلة ابلدين أو إىل تنقيصه‪.‬‬
‫‪ -7‬رهن السيارات (القانون التجاري) هنا يوجد فراغ قانوين‬
‫املادة‪ :168‬ال ختضع ألحكام هذا الفصل‪ :‬السيارات والبواخر واملركبات اجلوية‪.‬‬
‫‪ -‬فمن األفضل أن يكون نص هذه املادة كما يلي‪ :‬ختضع ألحكام الرهن احليازي لألدوات واملعدات اخلاصة ابلتجهيز‪ :‬السيارات‬
‫والبواخر واملركبات اجلوية‪.‬‬

‫‪ -8‬رهن البضائع‪ -‬سند اخلزن‪( -‬القانون التجاري)‬


‫املادة ‪32‬فقرة‪ :2‬يعتّب الدائن حائزا للبضائع مىت كانت حتت تصرفه يف خمازنه أو سفنه‪ ،‬أو يف اجلمرك أو يف مستودع عمومي أو‬
‫كان بيد الدائن قبل وصوهلا وثيقة الشحن أو أي سند نقل آخر معادل هلا‪.‬‬
‫املادة‪543‬مكرر‪ :‬سند اخلزن هو استمارة ضمان ملحقة بوصل البضائع املودعة مبخازن عامة‪.‬‬

‫‪391‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫املادة‪543‬مكرر‪ :1‬ميثل الوصل ايصال البضاعة وهو قابل للتحويل عن طريق التظهري‪ ،‬وحيتوي على اسم الشخص الطبيعي أو‬
‫املعنوي املعين ابألمر أو اسم شركته‪ ،‬مهنته أو غرض شركته‪ ،‬مقر سكناه أو عنوان شركته وطبيعة املواد املودعة والبياانت اخلاصة اليت‬
‫تسمح ابلتعرف على البضاعة وقيمتها‪.‬‬
‫املادة‪543‬مكرر‪ :2‬سند اخلزن هو سند يسمح للمودع ابالقرتاض على قيمة البضائع املودعة ابملخزن العام‪.‬‬
‫وحيتوي على نفس بياانت الوصل‪.‬‬
‫ميكن حائز السند‪ ،‬يف أي وقت أن يفصل سند اخلزن وحيوله إلذن حامل‪ ،‬وتشكل البضاعة املودعة حينئذ‪ ،‬ضمان تسديد املبلغ‬
‫املقرتض عند االستحقاق‪.‬‬
‫سند اخلزن هو سند قابل للتظهري بنفس شروط السندات التجارية األخرى‪.‬‬
‫املادة‪543‬مكرر‪ :4‬على حامل سند اخلزن‪ ،‬أن يطالب عند االستحقاق‪ ،‬ابلتسديد مبقر إقامة املودع‪.‬‬
‫ويف حالة عدم التسديد‪ ،‬ميكنه خالل األايم الثمانية (‪ )8‬املوالية لالحتجاج‪ ،‬أن يقوم ببيع البضائع املخزونة‪ ،‬يف املزاد العلين‬
‫واستعمال حق امتيازه على السعر‪.‬‬
‫إذا كان السعر غري كاف للتسديد‪ ،‬فيمكنه أن يطعن ضد املودع واملظهرين املتتاليني بصفته حامال لسند جتاري‪.‬‬
‫أما ابلنسبة للرهن البحري جند‪:‬‬
‫املواد من ‪ 55‬إىل ‪ 71‬من القانون البحري‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬حقوق االمتياز (القانون املدين‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬قانون النقد والقرض)‬
‫‪ -1‬حقوق االمتياز يف القانون املدين‬
‫املادة‪ : 982‬االمتياز أولوية يقررها القانون لدين معني مع مراعاة منه لصفته وال يكون للدين امتياز إال مبقتضى نص قانوين‪.‬‬
‫املادة‪ : 983‬مرتبة االمتياز حيددها القانون‪ ،‬فإذا مل يوجد نص خاص يعني مرتبة االمتياز أييت هذا االمتياز بعد االمتيازات‬
‫املنصوص عنها يف هذا الباب‪.‬‬
‫وإذا كانت احلقوق املمتازة يف مرتبة واحدة‪ ،‬فإهنا تستوىف عن طريق التسابق‪ ،‬ما مل يوجد نص قانوين يقضي بغري ذلك‪.‬‬
‫املادة‪ :984‬ترد حقوق االمتياز العامة على مجيع أموال املدين من منقول وعقار‪ .‬أما حقوق االمتياز اخلاصة فتكون مقصورة على‬
‫منقول أو عقار معني‪.‬‬
‫املادة‪ :985‬ال حيتج حبق االمتياز على من حاز املنقول حبسن النية‪.‬‬
‫ويعتّب حائزا حبكم هذه املادة مؤجر العقار ابلنسبة إىل املنقوالت املوجودة يف العني املؤجرة‪. . .‬‬
‫وإذا خشي الدائن ألسباب معقولة‪ ،‬تبديد املنقول املرتتب عليه حق امتياز ملصلحته‪ ،‬جاز له أن يطلب وضعه حتت احلراسة‪.‬‬
‫املادة‪ :986‬تسري على حقوق االمتياز العقارية‪ ،‬أحكام الرهن الرمسي ابلقدر الذي ال تتعارض فيه مع طبيعة هذه احلقوق‪.‬‬
‫وتسري بنوع خاص أحكام التطهري والقيد وما يرتتب على القيد من آاثر وما يتصل به من جتديد وشطب‪.‬‬
‫املادة‪ :987‬يسري على االمتياز ما يسري على الرهن الرمسي من أحكام متعلقة هبالك الشيء أو تلفه‪.‬‬

‫‪392‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫املادة‪ :988‬ينقضي حق االمتياز بنفس الطرق اليت ينقضي هبا حق الرهن الرمسي وحق رهن احليازة‪ ،‬وفقا ألحكام انقضاء هذين‬
‫احلقني‪ ،‬مامل يوجد نص يقضي بغري ذلك‪.‬‬
‫املادة‪ :990‬املصاريف القضائية اليت أنفقت ملصلحة مجيع الدائنني يف حفظ أموال املدين وبيعها‪ ،‬هلا امتياز على مثن هذه‬
‫األموال‪.‬‬
‫وتستويف هذه املصاريف قبل أي حق آخر ولو كان ممتازا أو مضموان برهن رمسي‪. . .‬‬
‫‪ -2‬حقوق االمتياز يف القانون التجاري‬
‫املادة‪32‬فقرة‪ :1‬ال يستمر االمتياز يف مجيع األحوال على املرهون إال إذا وضع هذا األخري يف حيازة الدائن وبقي لديه أو لدى‬
‫الغري املتفق عليه بني الطرفني‪.‬‬
‫املادة‪ :132‬يتبع امتياز البائع والدائن املرهتن احملل التجاري أينما وجد‪.‬‬
‫املادة‪ :158‬يظل امتياز الدائن املرهتن ساراي طبقا هلذا القانون إذا أصبح املال احململ ابالمتياز ماال اثبتا ابلتخصيص‪.‬‬
‫املادة‪ : 159‬ميارس امتياز الدائن املرهتن طبقا هلذا القانون على األموال املثقلة ابلتفضيل على كل االمتيازات األخرى ابستثناء ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪-1‬امتياز اخلزينة‪،‬‬
‫‪-2‬امتياز املصاريف القضائية‪،‬‬
‫‪-3‬امتياز املصاريف اليت تنفق يف احلفاظ على الشيء‪،‬‬
‫‪-4‬االمتياز املمنوح ألصحاب األجور مبوجب النصوص اجلاري هبا العمل‪.‬‬
‫ميارس حق االمتياز خصوصا ضد كل دائن مرهتن وميارس ابلتفضيل على امتياز ابئع احملل التجاري الذي خيصص الستغالله املال‬
‫املثقل ابالمتياز كما ميارس أيضا ابلتفضيل على الدائن املرهتن واملزود مبجموع احملا التجاري املذكور‪. . .‬‬
‫املادة‪ : 160‬خيضع امتياز الدائن املرهتن‪ ،‬مع مراعاة االستثناءات املقررة يف هذا القانون‪ ،‬ألحكام الفصل الثالث املتعلق ابلبيع‬
‫والرهن احليازي للمحالت التجارية فيما خيص إجراءات القيد وحقوق الدائنني يف حالة انتقال احملل التجاري وحقوق مؤجر العقار‬
‫وتطهري االمتيازات املذكورة وإجراءات رفع املعارضة‪.‬‬
‫املادة‪ :161‬القيد حيفظ االمتياز ملدة مخس سنوات ابتداء من اتريخ ضبطه النهائي‪.‬‬
‫املادة‪ :163‬إن التبليغ الذي يتم طبقا للمادة‪130‬املتعلقة ببيع احملالت التجارية ورهنها احليازي واإلجراءات املتخذة للوصول إىل‬
‫البيع اجلّبي لبعض عناصر احملل التجاري الذي تكون األموال اتبعة له واملثقلة ابمتياز البائع أو امتياز الرهن احليازي مبقتضى هذا‬
‫القانون‪ ،‬جيعل الديون املؤمنة هبذه االمتيازات مستحقة األداء‪.‬‬
‫املادة‪ :164‬جيوز للدائن املنتفع ابالمتياز املوضوع وفقا‪ ،‬إذا حل األجل ومل يتم الدفع‪ ،‬أن يطالب ببيع املال املثقل طبقا لإلجراء‬
‫املنصوص عليه فيما يتعلق ببيع الرهن‪ .‬ويتم تعيني املوظف العمومي املكلف ابلبيع‪ ،‬بناء على طلبه‪ ،‬من رئيس احملكمة‪.‬‬
‫وجيب على الدائن قبل البدء يف البيع أن يلتزم أبحكام املادة ‪ 130‬املتعلقة ببيع احملالت التجارية ورهنها احليازي‪.‬‬

‫‪393‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫املادة‪ : 33‬إذا مل يتم الدفع يف االستحقاق‪ ،‬جاز للدائن خالل مخسة عشر يوما من اتريخ تبليغ عاد حاصل للمدين أو الكفيل‬
‫العيين من الغري إذا كان له حمل‪ ،‬أن يشرع يف البيع العلين لألشياء املرهونة‪.‬‬
‫وجيوز لرئيس احملكمة بناء على طلب األطراف أن يعني عوان للدولة خمتصا هبذا العمل‪.‬‬
‫ويعتّب ال غيا كل شرط يرخص فيه للدائن أبن يستملك املرهون أو يتصرف فيه من غري مراعاة لإلجراءات املقررة آنفا‪.‬‬
‫‪ -3‬حقوق االمتياز يف قانون النقد والقرض‬
‫املادة‪ :121‬تستفيد املؤسسات املذكورة من امتياز على مجيع األمالك والديون واألرصدة املسجلة يف احلساب ضماان لدفع كل‬
‫مبلغ يرتتب كأصل الدين أو فوائد أو مصاريف كل الديون املستحقة للبنوك واملؤسسات املالية أو املخصصة هلا كضمانة‪ ،‬وإليفاء‬
‫السندات املبيعة هلا أو املسلمة هلا كرهن حيازي وكذا لضمان أي تعهد جتاهها لكفالة أو تكفل أو تظهري أو ضمان‪.‬‬
‫يرتب هذا االمتياز فورا بعد امتيازات األجراء واخلزينة وصناديق التأمني االجتماعي‪ ،‬وتتم ممارسته اعتبارا من‪:‬‬
‫‪ -‬تبليغ احلجز برسالة موصى عليها مع إشعار ابالستالم إىل الغري املدين‪ ،‬أو إىل الذي حيوز األموال املنقولة أو لسندات الدين أو‬
‫األرصدة ابحلساب‪،‬‬
‫‪ -‬اتريخ اإلعذار الذي يرسل حسب األشكال نفسها املطبقة يف احلاالت األخرى‪.‬‬
‫املادة‪ : 124‬ميكن للبنوك واملؤسسات املالية إذا مل يتم تسديد املبلغ املستحق عليها عند حلول األجل وبغض النظر عن كل‬
‫اعرتاض وبعد مضي ‪15‬يوما‪ ،‬بعد إنذار مبلغ للمدين بواسطة عقد غري قضائي‪ ،‬احلصول عن طريق عريضة بسيطة موجهة إىل‬
‫رئيس احملكمة على أمر بيع كل رهن مشكل لصاحلها ومنحها بدون شكليات حاصل هذا البيع تسديدا للرأمسال والفوائد وفوائد‬
‫التأخري ومصاريف املبالغ املستحقة‪.‬‬
‫وكذلك األمر يف حالة ممارسة البنوك واملؤسسات املالية لالمتيازات املخولة هلا مبوجب النصوص التشريعية والتنظيمية املعمول هبا‪،‬‬
‫حول السندات أو العتاد أو املنقول أو البضائع‪.‬‬
‫كما تطبق أحكام هذه املادة على ما أييت‪:‬‬
‫‪ -‬األمالك املنقولة اليت حيوزها املدين أو الغري حلساب املدين‪.‬‬
‫‪ -‬الديون املستحقة اليت حيوزها املدين على الغري وكذا على مجيع األرصدة املوجودة يف احلساب‪.‬‬
‫‪ -4‬حقوق االمتياز يف القانون البحري‪:‬‬
‫املواد من ‪ 72‬إىل ‪ 88‬من القانون البحري‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬حق امللكية كضمان ‪-‬االعتماد االجياري‪( -‬األمر ‪ 09-96‬املتعلق ابالعتماد االجياري)‬
‫املادة األوىل‪ :‬يعتّب االعتماد االجياري‪ ،‬موضوع هذا األمر‪ ،‬عملية جتارية ومالية‪:‬‬
‫‪ -‬يتم حتقيقها من قبل البنوك واملؤسسات املالية أو شركة أتجري مؤهلة قانوان ومعتمده صراحة هبذه الصفة‪ ،‬مع املتعاملني‬
‫االقتصاديني اجلزائريني أو األجانب‪ ،‬أشخاصا طبيعيني كانوا أم معنويني اتبعني للقانون العام أو اخلاص‪.‬‬
‫‪ -‬تكون قائمة على عقد إجيار ميكن أن يضمن أوال يتضمن حق اخليار ابلشراء لصاحل املستأجر‪.‬‬

‫‪394‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫‪ -‬وتتعلق فقط أبصول منقولة أو غري منقولة ذات االستعمال املهين أو ابحملالت التجارية أو مبؤسسات حرفية‪.‬‬
‫املادة‪ :2‬تعتّب عمليات االعتماد االجياري عمليات قرض لكوهنا تشكل طريقة متويل اقتناء األصول املنصوص عليها يف املادة‬
‫األوىل أعاله‪ ،‬أو استعماهلا‪.‬‬
‫تدعى عمليات االعتماد االجياري "ابعتماد اجياري مايل" يف حالة ما إذا نص عقد االعتماد االجياري على حتويل‪ ،‬لصاحل‬
‫املستأجر‪ ،‬كل احلقوق وااللتزامات واملنافع واملساوئ واملخاطر املرتبطة مبلكية األصل املمول عن طريق االعتماد االجياري‪ ،‬ويف حالة‬
‫ما إذا مل ميكن فسخ عقد االعتماد االجياري وكذا يف حالة ما إذا يضمن هذا األخري للمؤجر حق استعادة نفقاته من رأس املال‬
‫واحلصول على مكافأة على األموال املستثمرة‪.‬‬
‫تدعى عمليات االعتماد االجياري "ابعتماد اجياري عملي" يف حالة ما إذا مل حيول‪ ،‬لصاحل املستأجر‪ ،‬كل أو تقريبا كل احلقوق‬
‫وااللتزامات واملنافع واملساوئ واحملاجر املرتبطة حبق ملكية األصل املمول‪ ،‬واليت تبقى لصاحل املؤجر أو على نفقاته‪.‬‬
‫املادة‪ :3‬يعرف االعتماد االجياري على أساس أنه "منقول" عندما خيص أصوال منقولة‪،‬‬
‫تتشكل من جتهيزات‪ ،‬أو مواد أو أدوات ضرورية لنشاط املتعامل االقتصادي‪.‬‬
‫املادة‪ : 4‬يعرف االعتماد االجياري على أساس أنه "غري منقول" عندما خيص أصوال عقارية مبنية أو ستبىن لسد احلاجات املهنية‬
‫اخلاصة ابلتعامل االقتصادي‪.‬‬
‫املادة‪ :5‬يعرف االعتماد االجياري‪:‬‬
‫‪ -‬على أساس أنه "وطين" عندما جتمع العملية شركة أتجري أو بنكا أو مؤسسة مالية مبتعامل اقتصادي‪ ،‬وكالمها مقيمان يف اجلزائر‪،‬‬
‫‪ -‬على أساس أنه "دويل" عندما يكون العقد الذي يرتكز عليه‪:‬‬
‫*إما ممضي بني متعامل اقتصادي مقيم يف اجلزائر وشركة أتجري‪ ،‬أو بنك أو مؤسسة مالية يف اجلزائر‪.‬‬
‫*وإما ممضي بني متعامل اقتصادي غري مقيم يف اجلزائر وشركة أتجري‪ ،‬أو بنك أو مؤسسة مالية مقيمة يف اجلزائر‪.‬‬
‫املادة‪ : 12‬يتم حتديد مدة االجيار املوافقة للفرتة غري القابلة لإللغاء ابتفاق مشرتك بني األطراف‪.‬‬
‫ميكن أن ت وافق مدة االجيار املدة املتوقعة للعمر االقتصادي لألصل املؤجر‪ ،‬كما ميكن أن حتدد استنادا إىل قواعد االستهالك‬
‫احملاسبية و‪/‬أو اجلبائية احملددة عن طريق التشريع واملتعلقة ابلعمليات اخلاصة ابالعتماد االجياري‪.‬‬
‫املادة‪ :13‬إن فسخ عقد االعتماد االجياري خالل الفرتة غري القابلة لإللقاء من قبل طرف من األطراف‪ ،‬متنح الطرف اآلخر حق‬
‫التعويض الذي ميكن حتديد مبلغه ضمن العقد يف بند خاص‪ ،‬أو يف حالة انعدام ذلك‪ ،‬عن طريق اجلهة القضائية املختصة وفقا‬
‫لألحكام القانونية املطبقة على الفسخ التعسفي للعقود‪. . .‬‬
‫املادة‪ :14‬ماعدا وجود اتفاق خمالف بني األطراف‪ ،‬ومهما كانت مدة الفرتة غري القابلة لإللغاء الواردة يف املادة‪12‬من هذا األمر‪،‬‬
‫يتضمن مبلغ االجيارات الذي جيب أن يدفعه املستأجر للمؤجر ما أييت‪:‬‬
‫‪ -‬سعر شراء األصل املؤجر مقسما إىل مستحقات متساوية املبلغ تضاف إليها القيمة املتبقية اليت جيب دفعها عند مزاولة حق‬
‫اخليار ابلشراء‪،‬‬

‫‪395‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫‪ -‬أعباء استغالل املؤجر املتصلة ابألصل‪ ،‬موضوع العقد‪،‬‬


‫‪ -‬هامش يطابق األرابح أو الفوائد املكافئة للمخاطر املرتتبة على القرض واملوارد الثابتة املخصصة الحتياجات عملية االعتماد‬
‫االجياري‪.‬‬
‫تدفع االجيارات حسب دورية ختتارها األطراف املعنية بعقد االعتماد االجياري‪.‬‬
‫املادة‪ :16‬ميكن للمستأجر‪ ،‬عند انقضاء فرتة االجيار غري القابلة لإللغاء وبتقدير منه فقط‪:‬‬
‫‪ -‬إما أن يشرتي األصل املؤجر مقابل دفع قيمته املتبقية كما مت حتديدها يف العقد‪،‬‬
‫‪ -‬وإما أن يعيد جتديد االجيار لفرتة ومقابل دفع اجيار تتفق عليه األطراف‪،‬‬
‫‪ -‬وإما أن يرد األصل املؤجر للمؤجر‪.‬‬
‫املادة‪ :17‬ميكن أن ينص عقد االعتماد االجياري‪ ،‬ابختيار من األطراف املتعاقدة‪ ،‬على الشروط املتعلقة مبا أييت‪:‬‬
‫‪ -‬التزام املستأجر مبنح املؤجر ضماانت أو أتمينات عينية أو فردية‪. . .‬‬
‫املادة‪ : 19‬يبقى املؤجر صاحب ملكية األصل املؤجر خالل كل مدة عقد االعتماد االجياري إىل غاية حتقيق شراء املستأجر هذا‬
‫األصل‪ ،‬إذا ما قرر هذا األخري حق اخليار ابلشراء عند انقضاء فرتة االجيار غري القابلة لإللغاء‪.‬‬
‫يستفيد املؤجر من كل احلقوق القانونية املرتبطة حبق امللكية ويقوم بكل االلتزامات القانونية امللقاة على عاتق صاحب امللكية وفقا‬
‫للشروط واحلدود الواردة يف عقد االعتماد االجياري‪. . .‬‬
‫املادة‪ :20‬ميكن املؤجر‪ ،‬طوال مدة عقد االعتماد وبعد إشعار مسبق و‪/‬أو إعذار ملدة مخسة عشر (‪ )15‬يوما كاملة‪ ،‬أن يضع‬
‫حدا حلق املستأجر يف االنتفاع ابألصل املؤجر واسرتجاعه ابلرتاضي أو عن طريق جمرد أمر غري قابل لالستئناف يصدر بذيل‬
‫العريضة عن رئيس حمكمة مكان إقامة املؤجر‪ ،‬وذلك يف حالة عدم دفع املستأجر قسطا واحدا من االجيار‪ ،‬ويف هذه احلالة‪ ،‬ميكن‬
‫املؤجر أن يتصرف يف األصل املسرتجع‪ ،‬عن طريق أتجري أو بيع أو رهن احليازة أو عن طريق أية وسيلة قانونية أخرى لنقل امللكية‪.‬‬
‫املادة‪ :21‬يلجأ املؤجر اىل القضاء يف حالة الفسخ التعسفي لعقد االعتماد االجياري الصادر من املستأجر‪.‬‬
‫يفصل القاضي يف دفع االجيارات املتبقية واملستحقة وكذا التعويض املغطي للخسائر املتحملة وما فاته من كسب حسب مفهوم‬
‫املادة‪182‬من القانون املدين‪.‬‬
‫املادة‪ : 22‬يف حالة عدم قدرة املستأجر على الوفاء‪ ،‬مت إثباهتا قانوان من خالل عدم دفع قسط واحد من االجيار‪ ،‬أو يف حالة حل‬
‫ابلرتاضي أو قضائي‪ ،‬أو تسوية قضائية‪ ،‬أو إفالس املستأجر‪ ،‬ال خيضع األصل املؤجر ألية متابعة من دائين املستأجر العاديني أو‬
‫االمتيازيني مهما كان وضعهم القانوين وصفتهم‪. . .‬‬
‫املادة‪ . . . :23‬ابإلضافة إىل الضماانت التعاقدية املتحصل عليها عند اللزوم‪ ،‬يتمتع املؤجر‪ ،‬من أجل حتصيل مستحقاته الناشئة‬
‫عن عقد اعتماد اجياري ألصل وملحقات‪ ،‬حبق امتياز عام على كل األصول املنقولة وغري املنقولة اليت هي للمستأجر ومستحقاته‬
‫واألموال املوجودة حبسابه‪ ،‬حيث يلي هذا االمتياز مباشرة االمتيازات املنصوص عليها يف املادتني‪990‬و‪991‬من القانون املدين‬
‫واالمتيازات اخلاصة ابألجراء‪. . .‬‬

‫‪396‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫وعليه مبجرد‪ ،‬ومبجرد ممارسة امتيازه‪ ،‬يدفع للمؤجر مستحقاته قبل أي دائن آخر يف إطار أي إجراء قضائي مع الغري أو أي إجراء‬
‫قضائي مجاعي يرمي إىل تصفية أموال املستأجر‪.‬‬
‫املادة‪ :24‬ميكن ممارسة حق االمتياز املنصوص عليه يف املادة‪23‬من هذا األمر يف أي وقت خالل سراين مدة عقد االعتماد‬
‫االجياري وبعد انقضائه‪ ،‬عن طريق تسجيل رهن أو رهن حيازي خاص على منقوالت املستأجر لدى كتابة ضبط احملكمة املؤهلة‬
‫إقليميا أو بقيد الرهن القانوين على كل عقار ميتلكه املستأجر يف مستوى حفظ الرهون‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق ابألموال املودعة يف احلساابت‪ ،‬واملستحقات واملنقوالت اخلاصة ابملستأجر‪ ،‬فيمارس حق االمتياز القانوين للمؤجر‬
‫مبجرد اعرتاض أو حجز هنائي أو حجز حتفظي أو انذار يوجه للمستأجر أو الغري احلائز أو الغري املدين عن طريق رسالة مضمونة‬
‫الوصول مع اإلخطار ابالستالم أو عن طريق حمضر يعده حمضر‪.‬‬
‫املادة‪ : 25‬ميكن املؤجر‪ ،‬حمافظة على مستحقاته على املستأجر‪ ،‬أن يتخذ مجيع إجراءات احلجز التحفظي على منقوالت املستأجر‬
‫وعقاراته حسب األشكال األخرى املنصوص عليها يف القانون‪.‬‬
‫املادة‪ : 26‬يف حالة ضياع جزئي أو كلي لألصل املؤجر‪ ،‬يكون املؤجر وحده مؤهال لقبض التعويضات اخلاصة بتأمني األصل‬
‫املؤجر بغض النظر عن تكفل املستأجر أبقساط التأمني املكتتبة ودون احلاجة إىل تفويض خاص هلذا الغرض‪.‬‬
‫املادة‪ : 28‬حيق للمؤجر‪ ،‬بصفته مانح القرض يف إطار عملية اجياري‪ ،‬أن يتقدم على كل دائين املستأجر اآلخرين لتحصيل انتج‬
‫حتقيق الضماانت العينية املكونة لصاحله وكذا املبالغ املدفوعة بكفاالت فردية وتضامنية للمستأجر‪ ،‬وذلك بقد املبالغ املستحقة‬
‫عليه‪ ،‬يف أي وقت‪ ،‬يف إطار عقد االعتماد االجياري‪.‬‬
‫املادة‪33‬فقرة‪ : 2‬جيب على املستأجر أن يسمح‪ ،‬خالل مدة االجيار‪ ،‬للمؤجر ابلدخول اىل احملالت اليت يوجد فيها األصل املنقول‬
‫املؤجر حىت يتسىن له ممارسة حقه يف مراقبة حالة هذا األصل‪.‬‬
‫املادة‪ : 34‬ميكن أن يضع عقد االعتماد االجياري أيضا على عاتق املستأجر التزام أتمني األصل املؤجر على حسابه‪ ،‬ضد خماطر‬
‫اإلتالف الكلي أو اجلزئي واليت حتد أو متنع االستعمال املتفق عليه‪.‬‬
‫اثمنا‪ :‬وضعية الدائن املرهتن عند إفالس املدين الراهن (القانون التجاري)‬
‫املادة‪ :247‬ال يصح التمسك قبل مجاعة الدائنني مبا يلي من التصرفات الصادرة من املدين منذ اتريخ التوقف عن الدفع‪. . .‬‬
‫‪-5‬كل رهن عقاري اتفاقي أو قضائي وكل حق احتكار أو رهن حيازي يرتتب على أموال املدين لديون سبق التعاقد عليها‪.‬‬
‫املادة‪ :250‬غري أن جلماعة الدائنني أن ترفع دعوى رد املال إىل التفليسة ضد ساحب السفتجة‪ ،‬بشرط إقامة الدليل على أن‬
‫املطالب برد املال كان عاملا ابلتوقف عن الدفع‪.‬‬
‫املادة‪ :251‬ال يصح التمسك قبل مجاعة الدائنني ابلرهون احليازية واالمتيازات اليت سجلت بعد صدور احلكم الذي قضى‬
‫ابلتسوية القضائية أو شهر االفالس‪. . .‬‬
‫املادة‪ :252‬ختصص الديون جلماعة الدائنني بدال عن الدائن الذي قضى بعدم التمسك برهنه العقاري أو رهنه احليازي أو امتيازه‪.‬‬
‫‪ -1‬يف حق الدائنني ذوي الرهون والدائنني أصحاب االمتيازات على األموال املنقولة‬

‫‪397‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫املادة‪ :292‬ال يقيد الدائنون ذوو الرهون الصحيحة ضمن مجاعة الدائنني‪ ،‬إال على سبيل املراجعة‪.‬‬
‫املادة‪ : 293‬لوكيل التفليسة إبذن من القاضي املنتدب وبعد تسديد الدين أن يسحب الضمان الصادر من املدين لصاحل مجاعة‬
‫الدائنني‪.‬‬
‫وإذا مل يسحب الضمان‪ ،‬فعلى الدائن املنذر من طرف وكيل التفليسة أن يقوم ابلبيع يف األجل احملدد وند عدمه جاز لوكيل‬
‫التفليسة أن يقوم عوضا عنه ابلبيع بعد اإلذن له بذلك من القاضي املنتدب‪.‬‬
‫يقدم امتياز الدائن املرهتن على كل دائن آخر صاحب امتياز أم ال‪.‬‬
‫إن كان مثن البيع يفوق مبلغ الدين املضمون‪ ،‬حي صل الفائض من طرف وكيل التفليسة ويف حالة العكس خيصص الفائض للدائن‬
‫بصفته دائنا عاداي‪.‬‬
‫‪ -2‬يف حق الدائنني املرهتنني عقاراي وذوي االمتياز على العقارات‬
‫املادة‪ :301‬إذا أجري توزيع مثن العقارات قبل توزيع مثن األموال املنقولة‪ ،‬أو جراي يف وقت واحد‪ ،‬كان للدائنني املمتازين أو‬
‫املرهتنني عقاراي الذين مل يستوفوا حقوقهم من مثن العقارات أن يشرتكوا مع الدائنني العاديني بنسبة ما بقي مستحقا هلم يف األموال‬
‫اخلاصة جبماعة الدائنني العاديني‪ ،‬ويشرتط مع ذلك أن تكون الديون قد مت قبوهلا طبقا لألوضاع املبينة فيما بعد‪.‬‬
‫املادة‪ :302‬إذا سبق توزيع مثن العقارات توزيع أو أكثر لألموال املنقولة فإن املقبولني من الدائنني املمتازين أو املرهتنني عقاراي‬
‫يشاركون يف التوزيعات بنسبة حقوقهم اإلمجالية‪. . .‬‬
‫املادة‪ :303‬يعد بيع العقارات والضبط النهائي لرتتيب الدائنني املرهتنني عقاراي واملمتازين‪ ،‬ال يستحق أولئك الذين يسمح هلم‬
‫ترتيبهم ابقتضاء كامل حقوقهم من مثن العقارات سوى املقدار املستحق تبعا‬
‫ملرتبتهم مع خصم املبالغ اليت حصلوها ضمن مجاعة الدائنني العاديني‪ ،‬وال تبقى املبالغ املخصومة ضمن مجاعة الدائنني املرهتنني‬
‫عقاراي وإمنا تعود إىل مجاعة الدائنني العاديني فهي اليت يكون االستبعاد ملصلحتها‪.‬‬
‫املادة‪ : 304‬جيري على النحو التايل ابلنسبة للدائنني املرهتنني عقاراي والذين مل تسمح هلم مرتبتهم يف توزيع مثن العقارات إال‬
‫ابستيفاء جزئي‪ ،‬حتدد هنائيا حقوقهم يف مجاعة الدائنني العاديني تبعا للمبالغ اليت يبقون دائنني هبا بعد التوزيع العقاري‪ ،‬وأما املبالغ‬
‫اليت قبضوها يف توزيع سابق زائدة على هذه النسبة فإهنا تستبعد من مقدار حصتهم يف توزيع املرهتنني عقاراي وتضاف جلماعة‬
‫الدائنني العاديني‪.‬‬
‫اتسعا‪ :‬اإلجراءات املتعلقة ابلضماانت (قانون اإلجراءات املدنية)‬
‫ابإلضافة إىل ما ذكر سابقا يف القانون املدين والتجاري وقانون النقد والقرض من إجراءات متعلقة ابلضماانت‪ ،‬نورد أهم‬
‫اإلجراءات اليت جاء هبا قانون اإلجراءات املدنية حول ذلك من حجز املنقول‪ ،‬وحجز العقار‪ ،‬والبيع ابملزاد العلين‪.‬‬
‫‪ -1‬إجراءات حجز األموال املنقولة وبيعها‬
‫أ‪ -‬يف إجراءات احلجز‬

‫‪398‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫املادة‪ :687‬إذا مل يقم املدين ابلوفاء بعد انقضاء أجل مخسة عشر (‪ )15‬يوما من اتريخ تكليفه ابلوفاء وفقا للمادة‪612‬أعاله‪،‬‬
‫جيوز للمستفيد من السند التنفيذي‪ ،‬احلجز على مجيع املنقوالت و‪/‬أو األسهم و‪/‬أو حصص األرابح يف الشركات و‪/‬أو السندات‬
‫املالية للمدين‪.‬‬
‫يتم احلجز أبمر على عريضة يصدره رئيس احملكمة اليت توجد يف دائرة اختصاصها األموال املراد حجزها‪ ،‬وعند االقتضاء‪ ،‬يف موطن‬
‫املدين‪ ،‬وذلك بناء على طلب الدائن وممثله القانوين أو االتفاقي‪.‬‬
‫ميكن االستعانة ابلقوة العمومية لتنفيذ أمر احلجز عند االقتضاء‪.‬‬
‫املادة‪ :688‬يتم التبليغ الرمسي أل مر احلجز إىل احملجوز عليه شخصيا أو إىل أحد أفراده البالغني املقيمني معه‪ ،‬إذا كان شخصا‬
‫طبيعيا‪ ،‬ويبلغ إىل املمثل القانوين أو االتفاقي إذا كان شخصا معنواي‪ ،‬ويقوم احملضر القضائي على الفور جبرد األموال وتعيينها تعيينا‬
‫دقيقا مع وصفها وحترير حمضر حجز وجرد هلا‪.‬‬
‫ويف مجيع األحوال جيب أن تسلم نسخة من حمضر احلجز واجلرد إىل احملجوز عليه يف أجل أقصاه ثالثة (‪ )3‬أايم‪. . .‬‬
‫ب‪ -‬يف إجراءات بيع املنقوالت احملجوزة‬
‫املادة‪ :704‬جيري البيع بعد مضي مدة عشرة (‪ )10‬أايم من اتريخ تسليم نسخة من حمضر احلجز وتبليغه رمسيا إال إذا اتفق‬
‫احلاجز واحملجوز عليه على حتديد أجل آخر ال تزيد مدته القصوى على ثالثة (‪ )3‬أشهر‪.‬‬
‫غري أنه إذا كانت األموال احملجوزة‪ ،‬بضائع قابلة للتلف أو بضائع عرضة لتقلب األسعار أو بضائع على وشك انقضاء مدة‬
‫صالحية استهالكها‪ ،‬فلرئيس احملكمة أن أيمر إبجراء البيع‪ ،‬مبجرد االنتهاء من احلجز واجلرد ويف املكان الذي يراه مناسبا ‪. . .‬‬
‫املادة‪ :705‬يتم البيع ابملزاد العلين من طرف احملضر القضائي‪ ،‬وجيوز أن يتخلى عنه اىل حمافظ البيع‪. . .‬‬
‫املادة‪ :706‬جيري البيع يف املكان الذي توجد فيه األموال احملجوزة أو يف أقرب مكان عمومي أو يف حمل خمصص لذلك‪ ،‬وجيوز‬
‫أن جيري البيع يف مكان آخر أبمر على عريضة إذا كان يضمن أحسن عرض‪.‬‬
‫يعلن عن البيع ابملزاد العلين بكل وسائل النشر‪. . .‬‬
‫‪ -2‬يف حجز وبيع السندات التجارية والقيم املنقولة‬
‫املادة‪ :719‬حتجز السندات التجارية املوجودة لدى املدين إذا كانت حلاملها أو قابلة للتظهري وفقا لألحكام املقررة للحجز‬
‫التنفيذي على املنقول حتت يد املدين‪.‬‬
‫وحتجز القيم املنقولة وإيرادات األسهم االمسية وحصص األرابح املستحقة املوجودة يف ذمة األشخاص املعنوية طبقا لألحكام املقررة‬
‫حلجز ما للمدين لدى الغري‪ ،‬ويرتتب على ذلك‪ ،‬احلجز على مثارها وفوائدها إىل اتريخ البيع‪.‬‬
‫املادة‪ : 720‬تباع القيم املنقولة واألسهم بواسطة أحد البنوك أو أية مؤسسة مؤهلة قانوان‪ ،‬تعني من طرف رئيس احملكمة أبمر على‬
‫عريضة‪.‬‬
‫‪ -3‬إجراءات حجز العقارات وبيعها‬
‫أ‪ -‬يف إجراءات احلجز‬

‫‪399‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫املادة‪ : 721‬جيوز للدائن احلجز على العقارات و‪/‬أو احلقوق العينية العقارية ملدينه مفرزة كانت أو مشاعة‪ ،‬إذا كان بيده سند‬
‫تنفيذي وأثبت عدم كفاية األموال املنقولة ملدينه أو عدم وجودها‪.‬‬
‫غري أن الدائن املرهتن أو صاحب حق االمتياز اخلاص على عقار أو صاحب حق التخصيص على عقار الذي بيده سندا تنفيذاي‪،‬‬
‫جيوز له احلجز على العقارات و‪/‬أو على احلقوق العينية العقارية ملدينه مباشرة حىت لو انتقلت ملكيتها إىل الغري‪.‬‬
‫املادة‪ : 722‬يقدم طلب احلجز على العقار و‪/‬أو احلقوق العينية العقارية‪ ،‬إىل رئيس احملكمة الذي يوجد يف دائرة اختصاصها‬
‫العقار‪ ،‬من طرف الدائن أو من ممثله القانوين أو االتفاقي‪. . .‬‬
‫املادة‪ :723‬يرفق طلب احلجز املشار إليه يف املادة ‪722‬أعاله ابلواثئق التالية‪-3 . . .‬مستخرج عقد الرهن أو أمر التخصيص‬
‫على عقار أو مستخرج من قيد حق االمتياز‪ ،‬ابلنسبة ألصحاب التأمينات العينية‪. . .‬‬
‫املادة‪ : 724‬يتم احلجز مبوجب أمر على عريضة‪ ،‬يصدره رئيس احملكمة اليت يوجد يف دائرة اختصاصها هذا العقار و‪/‬أو احلق‬
‫العيين العقاري‪ ،‬يف أجل أقصاه مثانية (‪ )8‬أايم من اتريخ ايداع الطلب‪.‬‬
‫املادة‪ : 725‬يقوم احملضر القضائي ابلتبليغ الرمسي ألمر احلجز إىل املدين‪ ،‬وإذا كان العقار و‪/‬أو احلق العيين العقاري مثقال بتأمني‬
‫عيين للغري‪ ،‬وجب القيام ابلتبليغ الرمسي ألمر احلجز إىل هذا األخري مع إخطار إدارة الضرائب ابحلجز‪.‬‬
‫ينذر املدين أبنه إذا مل يدفع مبلغ الدين يف أجل شهر واحد (‪ )1‬من اتريخ التبليغ الرمسي‪ ،‬يباع العقار‪ ،‬و‪/‬أو احلق العيين العقاري‬
‫جّبا عليه‪.‬‬
‫يودع أمر احلجز على الفور‪ ،‬أو يف اليوم املوايل للتبليغ الرمسي كأقصى أجل يف مصلحة الشهر العقاري التابع هلا العقار‪ ،‬لقيد أمر‬
‫احلجز‪.‬‬
‫املادة‪ :726‬إذا كان الدائن احلاجز‪ ،‬دائنا ممتازا‪ ،‬له أتمني عيين على العقارات املراد حجزها‪ ،‬يقوم ابلتبليغ الرمسي ألمر احلجز إىل‬
‫حائز العقار املرهون‪ ،‬وإىل الكفيل العيين إن وجد‪.‬‬
‫حلائز العقار املرهون أو الكفيل العيين اخليار بني الوفاء ابلدين أو التخلية أو قبول إجراءات احلجز والبيع‪.‬‬
‫ب‪ -‬يف إجراءات البيع‬
‫املادة‪ :737‬إذا مل يقم املدين احملجوز عليه ابلوفاء خالل أجل ثالثني (‪ )30‬يوما من اتريخ التبليغ الرمسي ألمر احلجز‪ ،‬حيرر‬
‫احملضر القضائي قائمة شروط البيع ويودعها أبمانة ضبط احملكمة اليت يوجد يف دائرة اختصاصها العقار احملجوز‪.‬‬
‫املادة‪756‬فقرة‪ : 2‬غري أنه إذا كان الثمن الناتج من بيع عقار و‪/‬أو حق عيين عقاري واحد أو أكثر‪ ،‬كافيا للوفاء أبصل الدين‬
‫واملصاريف القضائية‪ ،‬أيمر الرئيس الذي أشرف على البيع ابلتوقف عن بيع ابقي العقارات و‪/‬أو احلقوق العينية العقارية احملجوزة‬
‫ورفع احلجز عنها تلقائيا‪.‬‬
‫أما عن إجراءات البيع ابملزاد العلين ورسو املزاد تناولتها املواد من ‪747‬إىل‪.765‬‬
‫أما عن إجراءات توزيع املبالغ املتحصلة من التنفيذ تناولتها املواد من ‪790‬إىل‪.799‬‬

‫‪400‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫امللحق رقم ‪ :2‬منوذج كفالة شخصية وتضامنية‬


‫الكفيل شركة (امسها وطبيعتها القانونية) ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . .‬‬
‫رأمساهلا(ابألرقام واحلروف)‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫مقرها الرئيسي ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫رقم سجلها التجاري‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ..... . . . . . . .‬‬
‫املمثلة ابلسيد ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫متثل كفيال شخصيا ومتضامنا مع املدين الشركة‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ..... . . .‬‬
‫رأمساهلا ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫مقرها‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . .‬‬
‫رقم سجلها ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫املمثلة ابلسيد‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫وتعلن عن تنازهلا عن االستفادة من أي جتريد أو تقسيم وذلك للوفاء بكل املبالغ و‪/‬أو االلتزامات اليت تكون الشركة املدين مرتبطة‬
‫هبا جتاه بنك‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫يغطي هذا التعهد نقدا كل االلتزامات املّبمة مع البنك‪ ،‬ودفع أي مبالغ مستحقة األداء هلرأس املال والفوائد واملصاريف وغرامات‬
‫التأخري‪ ،‬مع إعفاء بنك‪ . . . . . . . . . . . . . . . .‬من كالحتجاج إىل اإلشعار بعدم الدفع ‪.‬‬
‫تلزم الشركة الكفيل بعدم االحتجاج‪ ،‬وكذا عدم التمسك ابالستفادة من أحكام املواد ‪ 663-662-660-657-656‬من‬
‫القانون املدين‪ .‬وهذا كي ال يكون هناك هترب من تنفيذ االلتزامات‪.‬‬
‫وتبقى هذه التعهدات سارية املفعول يف حال أتجيل الدفع أو وجود تسوية قضائية أو تصفية ممتلكات الشركة املدين‪.‬‬
‫كما تصرح الشركة الكفيل أبهنا تعفي بنك‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬من إخبارها ابلعوارض اليت ميكن أن‬
‫تطرأ على الشركة املدين مهما كانت‪.‬‬
‫وأن هذا التعهد يلتزم به كل الورثة واملوصى هلم من ذوي الكفيل‪ ،‬وذلك هبدف تنفيذ االلتزامات‪.‬‬
‫وتكون كل احلقوق والضرائب والرسوم والغرامات واملصاريف اليت تنتج عن هذا االتفاق مبا فيها حقوق التسجيل وأتعاب املوثقني‬
‫واحملضرين واحملامني ومصاريف املنازعات على عاتق الشركة الكفيل‪ ،‬اليت ترخص للبنك استيفاءها من حساهبا املفتوح لديه‪.‬‬
‫حرربـ‪ . . . . . . . . . . . . . . . .‬يف‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫توقيع ممثل الشركة الكفيل‬

‫‪401‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫امللحق رقم ‪ :3‬منوذج لفتح اعتماد مع رهن رمسي اتفاقي‬


‫أمام األستاذ‪ . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . .‬موثق ب‪. . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫حضر السيد‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬املتدخل يف هذا العقد بصفته ممثال عن الشركة ‪. . . . .‬‬
‫‪ . . . . . . . . . . .‬املسماة‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬رامساهلا‪. . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ . . . . . . . . . . . . . . . .‬الكائن مقرهاب‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬واملقيدة ابلسجل التجاري‬
‫لـ‪ . . . . . . . . . .‬حتت رقم‪ . . . . . . . . . . . . . . .‬والسيد‪ . . . . . . . . . . . . . . . .‬بصفته ممثال عن‬
‫بنك‪ . . . . . . . . . . . . . . . .‬برأمسال قدره‪ . . . . . . . . . . . . . . .‬الكائن مقره ب‪. . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ . . . . .‬واملقيد يف السجل التجاري حتت رقم‪ . . . . . . . . . . . . . . . . .‬اللذان طلبا من املوثق أن حيرر هلما هذا‬
‫العقد الذي حيتوي على االتفاق املّبم بينهما‪.‬‬
‫االلتزام‪:‬‬
‫أن الشركة املذكورة أعاله‪ .. . . . .‬عليها دين عن طريق متويل من بنك‪ . . . . . . .‬قدره‪، . .. . . . .‬يف شكل قرض‬
‫تعبئة الدين‪:‬‬
‫حيتفظ بنك‪ . . . . . . . . . . . .‬حبق إلزام الشركة املقرتض اكتتاب سندات ألمر مببلغ القرض األصلي‪،‬زايدة على‬
‫الفوائد‪،‬الرسوم‬
‫وقد التزم ممثل الشركة الراهن وابمسها أداء املبلغ املذكور أعاله يف أجل أقصاه‪ . . . . . . . .‬أشهر من اتريخ منح التمويل‬
‫الشروط‪:‬‬
‫تتعهد الشركة املمولة بتسديد هذا القرض لبنك‪ . . . . . . . . . . . . . .‬بدفع‪ . . . . . . . . . . . . . .‬أقساط‬
‫متتالية ومتسلسلة ابتداء من‪ . . . . . . . . . . . . . . . .‬وإىل غاية‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬ويشمل هذا التسديد زايدة على املبلغ األصلي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬العمولة‬
‫والرسوم اليت قبل هبا املقرتض‪.‬‬
‫يتم تسديد املبلغ األصلي هلذا القرض وكذلك الفوائد ومجيع امللحقات األخرى يف مقر بنك‪. . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫الرهن الرمسي‪:‬‬
‫لتأمني وضمان سداد القرض حمل هذا االعتماد مبا فيه املبلغ الرئيسي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬العمولة‪ ،‬املصاريف وكل اللواحق ‪ ،‬وكذا‬
‫تنفيذ بنود وشروط هذا القرض ‪،‬خيصص املقرتض ويرهن رهنا رمسيا ابسم الشركة‪. . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫ولفائدة بنك ‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬عقارا اليت صفاته‪. . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪................................................‬‬

‫‪402‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫تعيني العقار‪:‬‬
‫يتمثل العقار املرهون يف ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ . . . . . . . . .‬ويشمل الرهن بوجه خاص حقوق االرتفاق والعقارات ابلتخصيص وكافة والبناايت التحسينات‬
‫واإلنشاءات اليت تعود ابملنفعة على الشركة الراهن‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫أصل امللكية‪:‬‬
‫إن العقار موضوع هذا الرهن هو ملك للشركة الراهن‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . .‬‬
‫التأمينات‪:‬‬
‫تلتزم الشركة املقرتض الراهن بتأمني العقار موضوع الرهن لدى شركة أتمني مؤهلــة ضد كل األخطار مبا فيها احلريق‬
‫وكوارث املياه ملدة ال ميكن أن تقل عن الفرتة املتفق عليها السرتجاع الدين‪ ،‬وحىت اسرتجاعه الفعلي‪ ،‬حبيث يكون‬
‫التعويض عـ ــن الضرر املؤمن ال يقل عن مبلغ الدين‪.‬‬
‫وتتعهد الشركة املقرتض أبن جتدد التأمني إىل حني السداد الكلي للقرض مبا فيه املبلغ األصلي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬العمولة‪،‬‬
‫املصاريف‪ ،‬اللواحق‪.‬‬
‫تتعهد الشركة املقرتض بدفع أقساط التأمني ابلضبط عند حلول األجل احملدد‪.‬‬
‫يف حالة إخالل الشركة ابلتزاماهتا هذه‪ ،‬حيق للبنك أن يقوم ابلتأمني على حساب الشركة املقرتض الراهن‪.‬‬
‫وهكذا تصبح املبالغ املدفوعة للتأمني مضمونة هبذا الرهن‪.‬‬
‫يف حالة حدوث ضرر كلي أو جزئي تتعهد الشركة املقرتض بتبليغ بنك‪ . . . . . . .‬فورا عند حدوث هذا الضرر‬
‫قصد متكينه‪ ،‬على ذمة املقرتض‪ ،‬من تعيني ممثل عنه فـي عمليات اخلّبة وتقييم األضرار وحتديد التعويضات‪.‬‬
‫التصرحيات‬
‫يصرح ممثل الشركة املقرتض الراهن أبن الشركة ليست يف حالة إفالس أو تصفية أويف حالة توقف عن الدفع ومل‬
‫تقدم أي طلب مصادقة على تسوية ودية‪ ،‬وأن العق ـ ـ ــار املرهون معفى من كل دين أو أي امتياز لبائع وال رهن وخال من‬
‫كل التكاليف العينية‪ .‬وأنه غري متابع من قبل اخلزينة العامة وال املصاحل اجلبائية وال أية مصلحة متلك امتياز بقوة القانون‬
‫على العقار املرهون‪.‬‬
‫دفع الرسوم واحلقوق‬
‫تتحمل الشركة املدين مجيع املصاريف أاي كانت طبيعتها وذلك بتعهد صريح تطبيق ـ ـ ــا ألحكام هذا العقد‪.‬‬
‫املوطن‬
‫لتنفيذ أحكام هذا العقد خيتار املتعاقدان موطنا هلما‪:‬‬

‫‪403‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫ابلنسبة لبنك‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... . . . .‬‬


‫ابلنسبة للشركة املدين الراهن‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫التسجيل‬
‫يسدد مبلغ الرسم‪. . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . .‬‬
‫اإلشهار العقاري واإلجراءات‬
‫تشهر نسخة من هذا ابحملافظة العقارية ‪ . . . . . . .‬املختصة إقليميا بسعي من املوثق املوقع أسفله على نفقة‬
‫املدين لقانون التسجيل‪ ،‬وإن ظهر عند إمتام هذا اإلجراء أو بعده وجود تسجيالت على العقار جتعله مرهوان فإنه‬
‫جيب على املدين إحضار عقد رفـ ـ ـ ــع اليد وشهادات شطب التسجيالت على نفقته يف الشهر الذي يقع فيه‬
‫إشعاره بتلك الديون ف ـ ــي موطنه املختار‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . .‬‬
‫اختصاص القضاء‬
‫كل النزاعات الناشئة عن تطبيق أو تفسري أحكام هذا العقد تعرض إبرادة الطرفني على حمكمة‪. . . . . . . . .‬‬
‫‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . .‬‬
‫حرر يف ‪ . . . . . . . . . . . .‬ب‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫توقيع ممثل البنك‬ ‫توقيع ممثل الشركة الراهن‬ ‫توقيع املوثق‬

‫‪404‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫امللحق رقم ‪ :4‬منوذج لفتح اعتماد مع رهن حيازي على حمل جتاري‬
‫إن املوقعني أدانه‪:‬‬
‫بنك‪ . . . . . .. . . .. . . . . . . .‬شركة مسامهة برأمسال حايل قدره‪. . . . . . . . . . . . .. . . . . . .‬‬
‫دج والكائن مقره الرئيسي ب‪ . . . . . . . .. . . . .‬عنوانه‪. . . . . . . . . .. . . . . . . .. . . . . . .‬‬
‫املقيد يف السجل التجاري لوالية‪ . . . . . . . . . . . . . . .‬حتت رقم‪. . . . .. . . . . . . . . .. . . . . .‬‬
‫املمثل من طرف السيد‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫من جهة‪،‬‬
‫الشركة‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫رأمساهلا‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫مقرها‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫املقيدة يف السجل التجاري ل‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬حتت رقم‪. . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫املمثلة ابلسيد‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫من جهة أخرى‪،‬‬
‫اتفقا وقررا ما يلي‪:‬‬
‫املادة األوىل‪ :‬فتح اعتماد (قرض)‬
‫مبوجب هذا العقد‪ ،‬مينح بنك‪ . . . . . . . . . . . . . . . . .‬للشركة‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫قرضا يقدر بـ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬دج‬
‫املادة الثانية‪ :‬الشروط‬
‫يصبح القرض حمل هذا االعتماد منتجا لفائدة اتفاقية تقدر ب‪ . . . . . . . . . . . . . . .. . . .‬دج‬
‫سنواي تؤدى ابلتايل إىل حصول بنك‪ . . . . .. . . . . .‬على عمولة تعهدية تقدر بـ ‪ . . . . . . . . . . .‬دج‬
‫سنواي وعلى رسم يقدر بـ‪ . . . . . . . . . . . . . . .‬دج حيسب حسب الفوائد والعمولة املتحصل عليها‬
‫تتعهد الشركة املقرتض بتسديد هذا القرض لبنك‪ . . . . . . .. . . . .‬بدفع‪ . . . . . . . . . . . . . . .‬دج‬
‫أقساط متتالية ومتسلسلة من‪ . . . . . . . . . . . . .. . . . .‬وإىل غاية‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫ويشمل هذا التسديد زايدة على املبلغ األصلي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬العمولة والرسوم اليت قبل هبا املقرتض‪.‬‬

‫‪405‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫ومن املتفق عليه أنه فيما إذا ارتفعت نسبة خصم البنك اجلزائري املعمول هبا حاليا‪ ،‬فإن نسبة فوائد هذا القرض‬
‫ختضع هي األخرى لعالوة إضافية مساوية هلذه الزايدة‪.‬‬
‫وعلى بنك‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬إشعار املدين فيما خيص تطبيق النسبة اجلديدة للفوائد‬
‫ويف حالة رفض املدين هلذه الزايدة فعليه تسديد مبلغ القرض الذي منح له‪ ،‬ويصبح هذا املبلغ‪ ،‬مبجرد الرفض‬
‫مستحقا وواجب األداء‪.‬‬
‫يتم تسديد املبلغ األصلي هلذا القرض وكذلك الفوائد ومجيع امللحقات األخرى يف مقر بنك‪، . . . . . . . . .‬‬
‫مبوجب هذا العقد‪.‬‬
‫جيوز لبنك ‪ . . . . . . . . . . . . . . . .‬أن يسحب من كل حساب مفتوح على دفاتره بسم الشركة املقرتض‪.‬‬
‫‪ ، . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . .‬كل املبالغ اليت أصبحت مستحقة األداء وواجبة الدفع‬
‫املادة الثالثة‪ :‬تعبئة الدين‬
‫حيتفظ البنك‪ . . . . . . . . . . . .‬حبق إلزام الشركة املقرتض اكتتاب سندات ألمر مببلغ القرض األصلي‪ ،‬زايدة‬
‫على الفوائد‪ ،‬الرسوم‪ ،‬العمولة وميكن للبنك أن يشرتط االكتتاب لوضع املبلغ حتت تصرف املقرتض‪.‬‬
‫املادة الرابعة‪ :‬االستحقاق املسبق‬
‫يفسخ العقد ويصبح املبلغ مستحق األداء مبا فيه أصل الدين‪ ،‬الفوائد‪ ،‬الرسوم واللواحق وواجب الدفع فورا إىل‬
‫بنك‪ . . . . . . . . .‬كما يسقط أي حق للمقرتض يف طلب قرض آخر يف حالة عدم التنفيذ أو خرق أحد‬
‫االلتزامات املنصوص عليها يف هذا العقد مخسة عشر (‪ )15‬يوما من تبليغه بواسطة رسالة موصى عليها مع‬
‫إشعار ابلوصول‪ ،‬دون اللجوء إىل إجراء قضائي يف أي حال من احلاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬يف حالة عدم الدفع يف األجل احملدد الستهالك القرض‬
‫‪ -2‬يف حالة اإلفالس‪ ،‬التصفية القضائية‪ ،‬التسوية الودية املصادق عليها يف حالة التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫‪ -3‬يف حالة ما إذا كان احملل التجاري املستغل من الشركة املقرتض عليه قيد لفائدة البائع أو دائن آخر‪.‬‬
‫‪ -4‬يف حالة ما إذا كانت الشركة حمل متابعة أاي كانت طبيعتها‪.‬‬
‫‪ -5‬يف حالة ما إذا تعطل الدفع نتيجة حادث تسببت فيه الشركة مع أي بنك‪.‬‬

‫‪406‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫املادة اخلامسة‪ :‬الشرط اجلزائي‬


‫يف حالة ما إذا اضطر البنك اسرتجاع دينه أبن يستصدر أمرا ابلدفع أو يرفع دعوى قضائية أو يتخذ أي إجراء‬
‫آخر فله احلق يف احتساب فوائد إضافية بنسبة‪% . . . . . . . . .‬زايدة على النسبة املتفق عليها ابتداء من اتريخ‬
‫حلول أجل الدين‪.‬‬
‫املادة السادسة‪ :‬الرهن احليازي‬
‫من أجل ضمان تسديد التمويل املمنوح للشركة والذي قدره‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . .‬دج‬
‫ختصص رهنا حيازاي على احملل التجاري املعني أدانه لصاحل البنك‪ ، . . . . . . . . . . . . . . . .‬طبقا‬
‫للمادة‪118‬وما يليها من القانون التجاري واملادة‪124‬من األمر رقم‪11-03‬يتعلق ابلنقد والقرض‬
‫تعيني احملل‬
‫إن احملل التجاري موضوع هذا العقد خاص ابلنشاط التايل‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . .‬‬
‫حتت اسم‪ . . . . . . . . . . . . ... . . . .‬ويقع يف‪. . . . . . . . . . . . . . . . . .. . .. . . .‬‬
‫شارع‪ . . . . . . . . . . .. . . . . . . . .‬رقم‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... . . .‬‬
‫تستغله الشركة منذ‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬ومسجل يف السجل التجاري لوالية‪. . . . . . . . .‬‬
‫حتت رقم ‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬ويتضمن العناصر‬
‫املادية واملعنوية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عنوان احملل واالسم التجاري‪،‬‬
‫‪ -‬احلق يف اجيار األماكن الصاحلة الستغالل احملل‪،‬‬
‫‪ -‬الزابئن‪،‬‬
‫‪ -‬الشهرة التجارية‪،‬‬
‫‪ -‬البضائع واألاثث التجاري واملعدات واآلالت اليت تسمح ابستغالل احملل التجاري‪،‬‬
‫‪ -‬الرسوم والنماذج الصناعية وعلى العموم حقوق امللكية الصناعية املرتبطة به‪.‬‬

‫‪407‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫املادة السابعة‪ :‬التأمينات‬


‫يلتزم املقرتض بتأمني احملل التجاري موضوع الرهن وكل عناصره ضد كل األخطار مبا فيها السرقة واحلريق وكوارث‬
‫املياه ملدة ال ميكن أن تقل عن الفرتة املتفق عليها السرتجاع الدين‪ ،‬وحىت اسرتجاعه الفعلي‪ ،‬حبيث يكون التعويض‬
‫عن الضرر املؤمن ال يقل عن مبلغ الدين‪.‬‬
‫وعلى املقرتض أن يعلم بنك‪ . . . . . . . . . . . . . .‬خالل شهر ابتداء من اتريخ إبرام عقد القرض بقيامه‬
‫ابلتأمني واحللول ويبلغه نسخة من وثيقيت التأمني واحللول الصادرتني عن شركة التأمني برسالة موصى عليها مع‬
‫إشعار ابلوصول‪.‬‬
‫وتتعهد الشركة املقرتض أبن جتدد التأمني إىل حني السداد الكلي للقرض مبا فيه املبلغ األصلي‪ ،‬الفوائد‪ ،‬العمولة‪،‬‬
‫املصاريف‪ ،‬اللواحق‪.‬‬
‫تتعهد الشركة املقرتض بدفع أقساط التأمني ابلضبط عند حلول األجل احملدد‪.‬‬
‫يف حالة إخالل الشركة ابلتزاماهتا هذه‪ ،‬حيق للبنك أن يقوم ابلتأمني على حساب الشركة املقرتض الراهن‪.‬‬
‫وهكذا تصبح املبالغ املدفوعة للتأمني مضمونة هبذا الرهن‪.‬‬
‫يف حالة حدوث ضرر كلي أو جزئي تتعهد الشركة املقرتض بتبليغ بنك‪ . . . . . . .‬فورا عند حدوث هذا الضرر‬
‫قصد متكينه‪ ،‬على ذمة املقرتض‪ ،‬من تعيني ممثل عنه فـي عمليات اخلّبة وتقييم األضرار وحتديد التعويضات‪.‬‬
‫يبلغ حمتوى هذا العقد إىل شركة التأمني على نفقة املقرتض‪ ،‬حبيث تدفع مبلغ التعويض مباشرة من شركة التأمني‬
‫لبنك‪ . . . . . . . . . . . . . . .‬بواسطة إيصاالت عادية دون حضور أو موافقة املقرتض‪.‬‬
‫املادة الثامنة‪ :‬التصرحيات‬
‫يصرح ممثل الشركة املقرتض الراهن أبن الشركة ليست يف حالة إفالس أو تصفية أوف ــي حالة توقف عن‬
‫الدفع ومل تقدم أي طلب مصادقة على تسوية ودية‪ ،‬وأن احمل ــل التجاري املرهون معفى من كل دين أو أي امتياز‬
‫لبائع وال رهن وخال من كل امتياز لفائدة أي شركة أتمني‪ .‬وأنه غري متابع من قبل اخلزينة العامة وال املصاحل‬
‫اجلبائية وال أية مصلحة متلك امتياز بقوة القانون على احملل التجاري املرهون‪.‬‬
‫املادة التاسعة‪ :‬دفع الرسوم واحلقوق‬
‫تتحمل الشركة املدين مجيع املصاريف أاي كانت طبيعتها وكل املصاريف املتعلقة والناجتة عن هذا العقد‬
‫وذلك بتعهد صريح تطبيق ـ ـ ــا ألحكام هذا العقد‪.‬‬

‫‪408‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫املادة العاشرة‪ :‬اختيار املوطن‬


‫لتنفيذ أحكام هذا العقد خيتار املتعاقدان موطنا هلما‪:‬‬
‫ابلنسبة لبنك‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫ابلنسبة للشركة املدين الراهن‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫مبقر بنك‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫املادة احلادية عشر‪ :‬اختصاص القضاء‬
‫كل النزاعات الناشئة عن تطبيق أو تفسري أحكام هذا العقد تعرض إبرادة الطرفني على احملكمة اليت يوجد‬
‫يف دائرة اختصاصها موطن البنك ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫التسجيل‬
‫يسدد مبلغ الرسم‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫حرر ب‪ . . . . . . . . . . . . . . . . .‬يف‪. . . . . . . . . . . . .‬‬

‫البنك‬ ‫املقرتض (‪) 1‬‬


‫اخلتم والتوقيع‬
‫يسبق اإلمضاء ابلعبارة املكتوبة بيد املقرتض‬ ‫(‪)1‬‬
‫"قرئ وصودق عليه ومقبول للرهن كما هو منصوص عليه"‬

‫‪409‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫امللحق رقم ‪ :5‬جول قيد رهن حمل جتاري وأدوات ومعدات التجهيز‬

‫ملحق رقم ‪2‬‬


‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬
‫املركز الوطين للسجل التجاري‬
‫جدول قيد االمتيازات املرتبطة ابلرهن احليازي للمحل التجاري‬

‫البي ـ ـ ـ ـ ــانـ ـ ـ ـ ـ ــات‬ ‫الرقم التسلسلي‬


‫التعريف ابلدائن املرهتن واملدين الراهن ومالك احملل التجاري‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 1-1‬اسم ولقب الدائن املرهتن‪ . . . . . . . . . . . . .. . . . .‬عنوانه‪ . . . . . . . . . . . .. . . .‬مهنته‪. . . . . . . .. . . . . . . .‬‬
‫‪ 1-2‬اسم ولقب الدائن الراهن‪ . . . . . . . . . . . .. . . . . .‬عنوانه‪ . . . . . . ..... . .. . . . .‬مهنته‪. . . . . . . . . . . . .. . . .‬‬
‫‪ 1-3‬اسم ولقب مالك احملل التجاري‪ . . . . . . . ...... . . .‬عنوانه‪ . . . . . . .. . . . . . . . .‬مهنته‪. . . . . . . . . . . . .. . . .‬‬
‫‪ 2‬اتريخ السند ونوعه‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫مبلغ الدين احملدد يف السند‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ 1-3‬شروط استحقاقه‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫تعيني احملل التجاري والفروع التابعة له عند االقتضاء‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫‪4‬‬
‫احملل التجاري‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬الفرع أو الفروع‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ 1-4‬العناصر اليت يشملها الرهن احليازي‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫طبيعة العمليات اليت يباشرها املقر‪ . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . .‬طبيعة العمليات اليت يباشرها‪. . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ 2-4‬العناصر اليت يتناوهلا الرهن احليازي للمحل التجاري غري عنوان احملل و االسم التجاري واحلق يف‬
‫االجيار والزابئن‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . . . .‬‬
‫اختيار حمل اقامة الدائن املرهتن يف دائرة اختصاص احملكمة اليت يقع فيها احملل التجاري‪. . . . . . . . .‬‬ ‫‪5‬‬
‫توقيع الدائن املرهتن‪ . . . . . . . . . .. . . . .‬رقم التسجيل‪ . . . . . . . . . . .. . . . .‬اتريخ التسجيل‪. . . . . . . . . .. . . . .‬‬
‫توقيع مأمور املركز الوطين للسجل التجاري‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫‪410‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫امللحق رقم ‪ :5‬جول قيد رهن حمل جتاري وأدوات ومعدات التجهيز‬

‫ملحق رقم ‪3‬‬


‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬
‫املركز الوطين للسجل التجاري‬
‫جدول قيد االمتيازات املرتبطة ابلرهن احليازي ألدوات ومعدات التجهيز‬

‫البي ـ ـ ـ ـ ــانـ ـ ـ ـ ـ ــات‬ ‫الرقم التسلسلي‬


‫اسم ولقب الدائن املرهتن‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪ 02‬عنوانه‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. .. . . .‬‬
‫‪ 03‬مهنته‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... . . .‬‬
‫‪ 04‬اسم ولقب املدين الراهن‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . ..‬‬
‫‪ 05‬عنوانه‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . .‬‬
‫‪ 06‬مهنته‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... .. .. . .‬‬
‫‪ 07‬اتريخ وطبيعة سند البيع ألدوات ومعدات التجهيز‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ 08‬اتريخ وطبيعة السند املؤسس للرهن احليازي ألدوات ومعدات التجهيز ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ 09‬تعيني األدوات‪ . . . . . . . . . . . . . . .. . . . .‬تعيني معدات التجهيز‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . .‬‬
‫‪ 10‬املبلغ اإلمجايل لبيع األدوات‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬املبلغ اإلمجايل لبيع معدات التجهيز ‪. . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫‪ 11‬مبلغ الدين احملدد يف السند‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . .‬‬
‫‪ 12‬شروط االستحقاق‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . .‬‬
‫اختيار حمل إقامة الدائن املرهتن يف دائرة اختصاص احملكمة اليت يقع فيها احملل التجاري‪. . . . . .‬‬ ‫‪13‬‬
‫توقيع الدائن املرهتن‪ . . . . . .. . . . . . .‬رقم التسجيل‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬اتريخ التسجيل‪. . . . . . . . . . . .. . . .‬‬
‫توقيع مأمور املركز الوطين للسجل التجاري‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . . . . . .‬‬

‫‪411‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫امللحق رقم (‪)07‬‬


‫‪412‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫عقد متويل ابالعتماد االجياري على أصول منقولة‬


‫بني‪:‬‬
‫‪-1‬بنك الربكة اجلزائري شركة مسامهة رأمساهلا ‪ 000 .000 .500 .2‬دج خاضعة ألحكام القانون رقم ‪ 11-03‬املؤرخ يف ‪26 .08 .2003‬‬
‫املتعلق ابلنقد والقرض مقيدة يف السجل التجاري لوالية اجلزائر حتت رقم ‪ /00‬ب ‪ ،0014294 /‬الكائن مقره االجتماعي حبي بوثلجة هويدف فيال‬
‫رقم ‪ 1‬بن عكنون اجلزائر‪ ،‬ينوب عنه يف اإلمضاء على هذا العقد السيد ‪ . . . . . . . . . . .‬بصفته مدير وكالة ‪. . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫ويشار إليه فيما يلي البنك‬
‫‪ - 2‬والشركة املسماة " …………‪ " . .‬املقيدة ابلسجل التجاري لوالية ‪ . . . . . . .‬رقم ‪ . . . . . . . . . . .‬والكائن مقرها االجتماعي‬
‫ب‪ ، .. . . . . . . . . .‬وينوب عنها يف اإلمضاء السيد ………‪ .‬بصفته ‪. . . . . . . . . . . . . . .‬‬
‫ويشار إليه فيما يلي العميل‬
‫متهيد‪:‬‬
‫ابإلشارة إىل‪:‬‬
‫‪ -‬أحكام القانون األساسي للبنك املتعلقة ابلتزامه يف التعامل وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية السمحة‪.‬‬
‫‪ -‬الشروط املصرفية املعمول هبا ببنك الّبكة اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -‬اتفاقية احلساب اجلاري املّبمة بني بنك الّبكة اجلزائري والعميل عند فتح احلساب واليت تعتّب جزءا ال يتجزأ من هذا العقد‪.‬‬
‫حيث أن العميل طلب من البنك شراء األصول املنقولة املوصوفة يف املادة ‪ 2‬أدانه على أن يستأجرها من البنك على سبيل االعتماد االجياري مبفهوم‬
‫األمر رقم ‪ 09/96‬املؤرخ يف ‪.1996/01/10‬‬
‫حيث أن البنك اشرتى األصول املنقولة بناء على طلب العميل ولغرض أتجريها على سبيل االعتماد االجياري‪.‬‬
‫حيث أن الطرفان يتمتعان ابألهلية القانونية والشرعية اخلالية من أي عيب إلبرام هذا العقد‪.‬‬
‫حيث أن الطرفني راضيان‪،‬‬
‫فقد اتفقا على ما يلي‪:‬‬
‫املادة األوىل ‪:‬املوضوع‬
‫بطلب من العميل يلتزم البنك مبوجب هذا العقد بتأجري األصول املنقولة املذكورة أدانه للعميل الذي قبل بذلك وفقا للشروط املنصوص عليها يف هذا‬
‫العقد على سبيل االعتماد االجياري على أصول منقولة‪.‬‬

‫املادة الثانية‪ :‬تعيني األصول املنقولة‬


‫األصول املنقولة موضوع هذا العقد هي معينة يف القائمة املرفقة هبذا العقد واليت تعد جزءا ال يتجزأ منه‪.‬‬
‫املادة الثالثة ‪:‬مدة اإلجيار غري القابلة لإللغاء‬
‫حددت مدة اإلجيار بـ ‪ . . . . . . . . . .‬شهر ‪ /‬سنة تبدأ من ‪ . . . . . . . .‬وتنتهي يف ‪ . . . . . . . . . . . . .‬كما هو منصوص عليه يف‬
‫جدول التسديد املرفق هبذا العقد والذي يعد جزءا ال يتجزأ منه‪.‬‬
‫وتسري ابتداء من هذا التاريخ وخالل كل مدة االجيار كافة حقوق وواجبات البنك والعميل املرتتبة مبوجب هذا العقد وتصبح انفذة قانوان‪.‬‬
‫املادة الرابعة تسليم األصول املنقولة‬

‫‪413‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫يوكل البنك العميل الذي قبل بذلك تسلم األصول املنقولة نيابة عنه طبقا للشروط املنصوص عليها يف عقد الشراء املّبم بني البنك والبائع األول وذلك‬
‫على نفقة العميل وحده حيث ال يتحمل البنك آية مسؤولية عن أتخر يف التسليم لكل أو جزء من األصول املنقولة ابلنسبة للمواعيد املتفق عليها مع‬
‫البائع األول‪.‬‬
‫يلتزم العميل إبرسال نسخة من حمضر تسلم األصول املنقولة املمضي مع البائع األول إىل البنك‪.‬‬
‫يلتزم العميل بعدم العدول عن استئجار األصول املنقولة من البنك ألي سبب كان وكل عدول عن االستئجار من قبل العميل ميكن أن يؤدي إىل تطبيق‬
‫املادة ‪ 17‬أدانه إذا رأى البنك ذلك‪.‬‬
‫يصرح العميل أنه هو الذي قام ابختيار األصول املنقولة وأنه يصرح بعدم إقحام مسؤولية البنك أبية حال من األحوال خبصوص مطابقة األصول املنقولة‬
‫للمواصفات أو صالحيتها لالستعمال وبصفة عامة كل نزاع قد ينشأ خبصوص األصول املنقولة مع البائع األول أو مع أي جهة كانت‪.‬‬
‫املادة اخلامسة ‪:‬املطابقة‬
‫يف حالة ما إذا ظهر من تفتيش العميل لبعض أو كل األصول املنقولة عدم مطابقة هذه األخرية للخصائص املتفق عليها مع البائع األول‪ ،‬جيب عليه أن‬
‫خيّب بذلك البنك وذلك إبرسال نسخة من اإلشعار املكتوب املوجه إىل البائع األول حباالت عدم املطابقة املكتشفة‪.‬‬
‫املادة السادسة‪ :‬التهيئة‬
‫يتحمل العميل كل مصاريف هتيئة األصول املنقولة لالستعمال الذي أعدت له‪.‬‬
‫املادة السابعة ‪:‬امللكية‬
‫تبقى ملكية األصول املنقولة للبنك كاملة خالل مدة هذا العقد إىل غاية تسديد العميل لكل أقساط اإلجيار املنصوص عليها يف جدول التسديد امللحق‬
‫هبذا العقد وحصول العميل من البنك على إبراء بذلك‪.‬‬
‫املادة الثامنة ‪:‬واجبات العميل‬
‫خالل كل مدة هذا العقد‪ ،‬يلتزم العميل ابحملافظة وصيانة األصول املنقولة طبقا للقواعد الشرعية وألحكام القوانني واألعراف والتنظيمات املعمول هبا‬
‫حاليا ومستقبال وفقا للمتطلبات املهنية واالحرتافية‪.‬‬
‫كما يلتزم العميل خالل مدة سراين هذا العقد ابستعمال األصول املنقولة طبقا للغاية اليت استأجرت من أجلها واحلفاظ عليها حبرص الرجل احملرتف‪.‬‬
‫ويلتزم على وجه اخلصوص أبجراء اإلصالحات اليت يتبني أهنا ضرورية أثناء تنفيذ هذا العقد‪ ،‬حىت ولو تعلق األمر أبضرار انمجة عن حادث ما مع احرتام‬
‫املقاييس والنظم املعمول هبا وكذا إخضاع األصول املنقولة للمراقبة القانونية أو التنظيمية‪.‬‬
‫املادة التاسعة‪ :‬األخطار واحلوادث‬
‫يقر العميل بصريح العبارة انه يتحمل وعلى نفقاته اخلاصة كل األخطار اليت قد تتعرض هلا األصول املنقولة‪.‬‬
‫يف حالة حدوث حادث ما يتحمل العميل وحده تكلفة أي إصالح كان ويتخلى عن أي رجوع على البنك‪.‬‬
‫املادة العاشرة‪ :‬التأمني على األخطار‬
‫‪ -1‬يلتزم العميل بتامني األصول املنقولة ضد كافة األخطار لفائدة البنك وجتديد التأمني طيلة مدة االجيار‪.‬‬
‫ويف هذا اإلطار جيب أن‪:‬‬
‫‪ -‬تنص عقود التامني أو ملحقاهتا على التزام املؤمنني على أن يدفعوا للبنك أي تعويض انجم عن حادث سبب خسارة لكل األصول املنقولة أو جزء‬
‫منها و حتميل العميل وحده ملبلغ أي إبراء‪.‬‬
‫غري أنه يف حالة ما إذا كانت األضرار بسيطة األمهية وبعد معاينة اخلبري التابع للمؤمن والذي يقر إبمكانية إصالح الضرر‪ ،‬فعلى العميل أن يعيد هتيئة‬
‫األصول املنقولة لالستعمال على نفقته اخلاصة‪ .‬ومن جهته يقوم البنك إبعادة دفع كل تعويض قبضه من املؤمن هبذا اخلصوص إىل العميل بعد‬
‫استظهار بيان ابإلصالح الذي مت يف حدود ما حتمله العميل من نفقات يف هذا الشأن‪.‬‬

‫‪414‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫‪ -‬يعفى البنك من أي رجوع يتقدم به املؤمنون‪.‬‬


‫‪ -‬ينص عقد التأمني أنه يف حالة ما إذا ابدر املؤمنون أو أحد منهم إببطال أو إلغاء هذه التأمينات أو بعض منها‪ ،‬أو بتعديل الضماانت بكيفية قد‬
‫متس مبصاحل البنك فان البنك ال يواجه هبذا اإلبطال أو اإللغاء أو التعديل إال بعد مضي مخسة عشر (‪(15‬يوما بعد إبالغ البنك برسالة مضمنة مرفقة‬
‫ببيان استالم من طرف املؤمن أو املؤمنني املعنيني ويلتزم العميل ابكتتاب أتمني جديد أو إضايف يغطي كافة املخاطر الناجتة عن اإلبطال أو اإللغاء أو‬
‫التعديل املذكور على نفقته اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -‬ينص عقد التأمني على أنه ال ميكن إجراء أي أبطال أو إلغاء أو تعديل قد يضر مبصاحل البنك بطلب من العميل قبل احلصول على إذن كتايب مسبق‬
‫من البنك و ذلك ما دام العميل مرتبط ابلتزامات اجتاه البنك‪.‬‬
‫‪ -2‬جيب على العميل أن يوجه إىل البنك شهادات يسلمها املؤمنون تؤكد للبنك على أن التأمينات املنصوص عليها ابأللفاظ الواردة يف هذه الفقرة قد‬
‫مت اكتتاهبا من قبل العميل وذلك خالل الثمانية أايم اليت تلي اتريخ تسلم العميل للمنقول أو جزء منه‪.‬‬
‫‪ -3‬يلتزم العميل بتنفيذ كل التعهدات املنصوص عليها يف هذه املادة اليت تستوجبها التأمينات على نفقته اخلاصة ال سيما فيما يتعلق ابلدفع املنتظم‬
‫ألقساط التأمني وأن يقدم كل املستندات للبنك مىت طلب منه ذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬يف حالة عدم تنفيذ العميل اللتزاماته والتأمينات املنصوص عليها يف هذه املادة ميكن للبنك وفق ما يرتئيه‪ ،‬أن يفسخ العقد يف إطار الشروط‬
‫املنصوص عليها يف املادة ‪ 17‬اآليت ذكرها أو أتمني األصول املنقولة بنفسه على حساب العميل ونفقته‪.‬‬
‫املادة احلادية عشر ‪:‬إخطار البنك ابحلوادث‬
‫جيب على العميل أن يعلم البنك على جناح السرعة أبي حادث خطري قد يطرأ على األصول املنقولة أو جزء منها مع اإلشارة إىل اتريخ‪ ،‬مكان‬
‫وظروف احلادث وكذا طبيعة األضرار اليت تعرضت هلا األصول املنقولة أو اجلزء املتضرر منها وحجم هذه األضرار‪.‬‬
‫املادة الثانية عشر‪ :‬مسؤولية العميل املدنية وغريها‬
‫يتحمل العميل وحده مسؤولية األضرار اجلسدية أو املادية اليت يتعرض هلا الغري بسبب األصول املنقولة أو جزء منها ويضمن البنك من أي رجوع للغري‬
‫عليه‪.‬‬
‫يلتزم العميل بتأمني مسؤوليته املدنية على نفقته اخلاصة يف حالة األضرار اجلسدية أو املادية اليت قد تسببها األصول املنقولة أو جزء منها ملستخدميه أو‬
‫للغري ولو كان الضرر انمجا عن خطأ يف الرتكيب أو حادث عرضي أو قوة قاهرة‪ .‬كما يلتزم العميل أبن يبني يف أتمينه أو أتميناته املكتتبة لغرض ضمان‬
‫مسؤوليته املدنية أن املؤمنني يتخلون عن أي رجوع على البنك‪.‬‬
‫يلتزم العميل ابإلبقاء على التأمينات الواردة يف هذه املادة سارية املفعول وأبن تنفذ حبرص وعلى نفقاته اخلاصة كل االلتزامات اليت تنبثق عن هذه‬
‫التأمينات أثناء مدة سراين هذا العقد وخاصة فيما يتعلق ابلدفع املنتظم ألقساط التأمني‪ ،‬وعليه أن يقدم كل املستندات عند أول طلب من البنك‪.‬‬
‫كما جيب أن تنص التأمينات املنصوص عليها يف هذه الفقرة على مسؤولية املؤمنني يف إعالم البنك يف حالة ما إذا توقف العميل عن دفع ألقساط‬
‫التأمني أو يف حال فسخ هذه التأمينات‪.‬‬
‫إذا ما مل ينفذ العميل أحد االلتزامات اخلاصة ابلتأمينات املنصوص عليها يف هذه الفقرة ميكن للبنك وفق ما يرتئيه أما أن يفسخ عقد االعتماد االجياري‬
‫حسب الشروط املتضمنة يف املادة ‪ 19‬اآليت ذكرها أو يكتتب مببادرته الشخصية التأمينات اليت مل يكتتبها العميل علي نفقة هذا األخري‪.‬‬
‫املادة الثالثة عشر‪ :‬إحالة احلقوق إىل الغري‬
‫ميكن للبنك أثناء سراين هذا العقد أن يقوم إبحالة حقوقه املرتتبة عن هذا العقد إىل الغري‪ .‬يف هذه احلالة على هذا الغري احملال إليه أن يلتزم مبواصلة‬
‫تنفيذ هذا العقد بنفس الشروط املنصوص عليها فيه‪.‬‬
‫ال يسمح للعميل أن يتصرف يف األصول املنقولة ببيع أو رهن أو إجيار من الباطن أو غري ذلك وال أن يقوم بتحويل العقد إىل شخص اثلث دون موافقة‬
‫مكتوبة من البنك‪.‬‬

‫‪415‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫زايدة علي ذلك يف حالة تدخل شخص اثلث دائن للبنك أو دائن للعميل بدعوى مطالبة على كل األصول املنقولة أو جزء منها عن طريق املعارضة أو‬
‫احلجز‪ ،‬جيب على العميل أن حيتج ضد هذه االدعاءات وأن يبلغ البنك حاال حىت حيافظ على مصاحله‪ .‬وإذا مت احلجز رغم ذلك‪ ،‬جيب علي العميل أن‬
‫يدفع يف اآلجال احملددة اإلجيارات املستحقة الباقية‪ .‬وعليه أن يتحمل كل النفقات والتكاليف املستحقة بصدد إجراء " رفع اليد " ويكون مسؤوال عن‬
‫أيضرر انتج عن خطأ أو أتخري يف إعالم البنك‪ .‬وال ميكن جتنب هذا االلتزام ابلدفع إال يف احلالة االستثنائية اليت يتبني مبوجبها أن الشخص الثالث‬
‫يتدخل بوصفه دائن للبنك‪.‬‬
‫املادة الرابعة عشر‪ :‬بدل اإلجيار وما يلحق من رسوم وضرائب وغريها‬
‫يلتزم املستأجر بتسديد بدل االجيار حسب املبلغ واألقساط واآلجال املنصوص عليها يف جدول التسديد املرفق هبذا العقد والذي يعد جزء ال يتجزأ منه‪،‬‬
‫كما يلتزم العميل بدفع اإلجيارات املستحقة عند حلول أجل استحقاقها وفقا جلدول التسديد ويف موطن البنك املوضح يف مقدمة هذا العقد‪.‬‬
‫ويف حالة أتخر العميل عن سداد أي قسط من األقساط يف أجله حتل ابقي األقساط وتصبح مجيعها حالة األداء‪.‬‬
‫كل رسم أو ضريبة أو أي حق آخر مستحق ابجلزائر قد يتعلق ابإلجيارات كما هي حمددة أعاله تقع على عاتق العميل وحده مبا فيها الغرامات أو‬
‫العقوابت املستحقة على الرسوم والضرائب أو احلقوق األخرى املذكورة أعاله‪.‬‬
‫يف حالة الدفع املسبق ألقساط اإلجيار غري املستحقة بعد‪ ،‬ويف حالة موافقة البنك على ذلك‪ ،‬يتم مراجعة املبلغ اإلمجايل لإلجيار تبعا لذلك‪.‬‬
‫كما ميكن مراجعة أقساط اإلجيار سنواي وفق ارتفاع معدل إعادة اخلصم املطبق من قبل بنك اجلزائر وذلك إبضافة الفارق بني املعدل الساري يف السنة‬
‫املنقضية واملعدل الساري على الفرتة التأجريي اجلديدة اىل نسبة العائد املستند إليه يف حتديد أقساط اإلجيار بتاريخ توقيع هذا العقد‪ ،‬وللعميل احلق يف‬
‫هذه احلالة التسديد املسبق لإلجيارات املتبقية على عاتقه‪.‬‬
‫كل أقساط اإلجيار املدفوعة من قبل العميل مبا فيها الدفعة املسبقة تعتّب ملكا للبنك وال حيق للعميل املطالبة هبا حىت يف حالة فسخ عقد اإلجيار يف‬
‫احلاالت املنصوص عليها يف املادة ‪ 17‬أدانه‪.‬‬
‫يسمح العميل للبنك صراحة أبن خيصم من أي حساب مفتوح ابمسه املبالغ املستحقة مبوجب هذا العقد‪.‬‬
‫كما يلتزم العميل ابكتتاب سندات أو سفاتج ألمر البنك بقيمة اإلجيارات املستحقة‪.‬‬
‫املـادة اخلامسة عشر‪ :‬حتديد أقساط اإلجيار‬
‫مت احتساب وتقدير أقساط اإلجيار وفقا للمعطيات اليت قدمها العميل حول مثن وشروط بيع األصول املنقولة وآجال التسليم واتريخ دفع التسبيقة وكذا‪،‬‬
‫عند االقتضاء‪ ،‬سعر صرف عملة الدفع عند تسديد كل قسط‪.‬‬
‫يف حالة تعديل أحد هذه العناصر‪ ،‬يتم تسوية أقساط اإلجيار ابلزايدة أو النقصان‪ ،‬وفقا للمبلغ النهائي املدفوع إىل البائع األول وكذا الضرائب‪،‬‬
‫العموالت واإلاتوات وغرامات التأخري وأرابح أو خسائر الصرف واملصاريف األخرى اليت يكون قد أنفقها البنك من جراء هذا التعديل خاصة إذا تعلق‬
‫األمر بتأخر يف التسليم‪.‬‬
‫املادة السادسة عشر‪ :‬اخليار النهائي‬
‫تنتقل ملكية األصول املنقولة للعميل عند انتهاء العقد احلايل بعقد بيع منفصل عن هذا العقد بشرط رفع املستأجر خليار الشراء مبوجب رسالة مضمنة‬
‫مع اإلشعار ابالستالم موجهة للمؤجر يف أجل أقصاه ‪ 15‬يوما قبل انتهاء مدة اإلجيار املنصوص عليها يف املادة ‪ 3‬املذكورة أعاله‪ ،‬بشرط تنفيذ العميل‬
‫كل االلتزامات املنصوص عليها يف هذا العقد وخصوصا دفع األقساط املذكورة يف املادة ‪ 14‬منه‪ ،‬املبينة يف جدول التسديد امللحق هبذا العقد‬
‫واملصاريف واحلقوق الضريبية والتكاليف األخرى احملتملة‪.‬‬
‫املادة السابعة عشر‪ :‬فسخ العقد‬
‫يتم فسخ هذا العقد وحيق للبنك حينئذ اسرتجاع األصول املنقولة والتصرف فيها إما ابلبيع أو اإلجيار أو غري ذلك يف احلاالت اآلتية‪ : -‬يف حالة وقوع‬
‫العميل يف توقف عن الدفع وكذا حالة التسوية القضائية أو تصفية املمتلكات أو توقف النشاط‪.‬‬

‫‪416‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫‪ -‬يف حالة عدم دفع أي قسط أجيار أو عمولة أو مصاريف أو نفقات اتبعة مستحقة للبنك أو ضرائب او رسوم مبوجب هذا العقد وذلك بعد ‪15‬‬
‫يوما بداية من اتريخ استحقاق اإلجيار املذكور و العمولة و املصاريف أو النفقات التابعة و ذلك بعد إرسال إنذار ابلفاكس و ‪ /‬أو رسالة مضمنة مع‬
‫أشعار ابالستالم أو مبلغة عن طريق حمضر قضائي‪.‬‬
‫‪ -‬يف حالة عدم احرتام أحد االلتزامات األخرى املكتتبة من قبل العميل مع ‪ /‬أو من قبل الضامن حسب نصوص هذا العقد أو الضمان إال إذا مت‬
‫تدارك ذلك يف أجل ال يتعدى ‪ 15‬يوما منذ إرسال الرسالة مضمنة مع أشعار ابالستالم‪.‬‬
‫‪ -‬يف حالة وقوع حادث قد ميس بصالحية الضمان الذي أصدره الضامن إال إذا قدم للبنك بديال عن هذا الضمان والذي يكون مقبوال حسب تقدير‬
‫البنك‪.‬‬
‫‪ -‬يف حالة عدم متكن البنك ألي سبب ما من أخذ رهن عقاري من الدرجة األوىل على املمتلكات املخصصة من العميل كضمان لتسديد التمويل حمل‬
‫هذا العقد‪ ،‬أو سبق و أن خصصت هذه املمتلكات لفائدة ابئع أو أي دائن أخر‪.‬‬
‫‪ -‬يف حالة البيع الودي أو القضائي للممتلكات املخصصة من طرف العميل كضمان ‪ ،‬و كذلك يف حالة إجيارها أو ختصيصها كحصة يف شركة حتت‬
‫أي شكل كان دون اذن مسبق من البنك‪.‬‬
‫‪ -‬يف حالة حتويل العميل لكل أو جزء من عملياته املالية الناجتة عن النشاط ذي صلة ابستغالل العتاد حمل االعتماد االجياري إىل مؤسسة مالية أخرى‬
‫غري بنك الّبكة اجلزائري‪.‬‬
‫للتجزئة‪ ،‬مستحقة الدفع حاال‪ ،‬و ميكن‬ ‫‪ -‬يف حالة وفاة العميل ‪،‬تكون أقساط اإلجيار‪ ،‬التكاليف و املصاريف و الضرائب و الرسوم غري قابلة‬
‫مطالبة ورثة العميل هبا ‪ ،‬غري أنه ميكن للورثة االستفادة من هذا العقد بشرط أن يكونوا قادرين حسب تقدير البنك غري القابل للمراجعة أو املنازعة على‬
‫احرتام وأداء التزامات املدين املتوىف‪.‬‬
‫‪ -‬يف حالة فسخ عقد شراء األصول املنقولة من البائع األ ول ألي سبب من األسباب و خاصة إذا تعلق األمر بعطب أو عيوب خفية تضر بكامل‬
‫األصول املنقولة أو جزء منها‪.‬‬
‫‪-‬وبصفة عامة يف كل احلاالت الواردة يف القانون‪.‬‬
‫‪ -‬و يرتتب على فسخ عقد االعتماد االجياري ما يلي‪:‬‬
‫* عالوة على أقساط اإلجيار املستحقة وغري املدفوعة مع كل ملح قاهتا فأن العميل يكون مدينا مببلغ مايل معادل جملموع أقساط اإلجيار اليت مل حين وقت‬
‫استحقاقها عند اتريخ فسخ العقد وكذا كل احلقوق والضرائب والرسوم املستحقة على العميل‪.‬‬
‫* ال ميكن للعميل أن حيتج أبي حال من األحوال على قيمة مثن البيع أو اإلجيار اجلديد قبل البنك وال على املصاريف اليت التزم هبا هذا األخري وحتملها‬
‫بصدد البيع أو اإلجيار‪.‬‬
‫* أي أتخري يف دفع التعويضات أو جزئ منها املقررة يف الفقرات السابقة ينجر عنها حصول البنك على غرامة التأخري حتتسب بداية من اتريخ‬
‫استحقاق التعويضات وفق الشروط املصرفية السارية املفعول لدى البنك‪.‬‬
‫املادة الثامنة عشر‪ :‬البياانت والضماانت‬
‫يلتزم العميل أن يقدم للبنك البياانت والضماانت التالية‪:‬‬
‫‪ - -‬إمضاء و تنفيذ هذا العقد و كل العقود األخرى املتعلقة به مت ترخيصه من قبل اجلهاز واملخول قانوان للعميل وال تشكل أبي حال من‬
‫األحوال انتهاكا لبنود أي عقد آخر أبرمه أو يّبمه العميل‪.‬‬
‫‪ -‬يسمح القانون األساسي و‪/‬أو اهليكل التنظيمي للعميل ملمثله إببرام هذا العقد‪.‬‬
‫‪ -‬يلتزم العميل بصفة قطعية دون قيد أو شرط اباللتزامات املكتتبة أو اليت سيتم اكتتاهبا مبوجب هذا العقد وكل التصرفات املرتبطة به‪.‬‬
‫‪ -‬لقد مت احلصول على كافة الرتاخيص اإلدارية إلمضاء وتنفيذ هذا العقد السيما ابلنظر إىل التشريع والتنظيم الساري املفعول‪.‬‬

‫‪417‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫يف حالة قيام البنك إبجراء قضائي بصدد نزاع متعلق هبذا العقد ال ميكن طلب أية حصانة قضائية أو تنفيذية لغرض االعرتاض علي حجز‬ ‫‪-‬‬
‫األموال سواء من قبل العميل أو ابمسه‪.‬‬
‫‪ -‬قد رخص للعميل بوصفه خاضعا لقانون اجلمارك للقيام بكل اإلجراءات القانونية اليت تسمح هبا‪.‬‬
‫يلتزم العميل طيلة مدة هذا العقد ب ‪:‬‬
‫‪ -‬تنفيذ التزاماته التعاقدية وكل التصرفات املرتبطة هبا يف آجاهلا والسيما؛‬
‫‪ -‬احلصول على مجيع الرتاخيص الضرورية لتنفيذ التزامات هذا العقد والعمل على بقاء سرايهنا‪.‬‬
‫‪ -‬االمتناع عن تعديل أي عقد أو تصرف متعلق هبذا العقد بدون املوافقة املسبقة للبنك‪.‬‬
‫‪ -‬احرتام كافة االلتزامات املنصوص عليها يف عقد شراء األصول املنقولة من البائع األول‪.‬‬
‫‪ -‬إبرام عقد صيانة على األصول املنقولة مع شركة صيانة مؤهلة واإلبقاء على سراينه‪.‬‬
‫تبقي التصرحيات والضماانت املذكورة يف هذه املادة سارية املفعول طيلة مدة هذا العقد‪.‬‬
‫املادة التاسعة عشر ‪:‬حق الرجوع‬
‫يتحمل العميل على عاتقه تبعة كل رجوع ضد البائع األول وكل نزاع مع هذا األخري‪.‬‬
‫خيول البنك للعميل كل احلقوق والرجوعات اليت حيق له التمسك هبا ضد البائع األول علي سبيل الضمان القانوين أو التعاقدي اليت ترتبط عادة مبلكية‬
‫األصول املنقولة‪.‬‬
‫املادة العشرون‪ :‬سراين العقد‬
‫ال يبدأ سراين التزامات البنك والعميل املنصوص عليها يف هذا العقد اال بعد إمتام عملية شراء واستالم األصول غري املنقولة املراد أتجريها‪.‬‬
‫املادة الواحدة والعشرون‪ :‬اإلطار القانوين والشرعي‬
‫خيضع هذا العقد مبا ال يتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية السمحة إىل القانون اجلزائري السيما أحكام األمر رقم ‪ 09/96‬املؤرخ يف ‪ 10‬جانفي‬
‫‪ 1996‬املتعلق ابالعتماد االجياري واملرسوم التنفيذي رقم ‪ 92/06‬املؤرخ يف ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬املتضمن كيفيات شهر عقد االعتماد االجياري‬
‫لألصول املنقولة‪.‬‬
‫املادة الثانية والعشرون‪ :‬الضماانت‬
‫ضماان لتسديد أقساط اإلجيار‪ ،‬النفقات واملصاريف األخرى وبصفة عامة كل االلتزامات املنصوص عليها يف هذا العقد يلتزم العميل بتخصيص كل‬
‫الضماانت العينية و ‪ /‬أو الشخصية اليت يطلبها البنك‪.‬‬
‫املادة الثالثة والعشرون‪ :‬املصاريف واحلقوق‬
‫اتفق الطرفان أن تكون كل املصاريف‪ ،‬احلقوق واألتعاب مبا فيها ويف حالة اضطرار البنك اىل دفعها يف إطار نزاع حمتمل‪ ،‬أتعاب احملامني واحملضرين‬
‫القضائيني وحمافظي البيع ابملزاد وكذا مصاريف اإلجراءات اليت قد يتخذها البنك لتحصيل مبلغ اإلجيارات اخلاصة هبذا العقد أو املرتتبة عنه حاال‬
‫ومستقبال على عاتق العميل وحده الذي يوافق على ذلك صراحة وذلك أبن يدفعها مباشرة أو خبصمها من حسابه أو حساابته املفتوحة لدى البنك‪.‬‬
‫املادة الرابعة والعشرون‪ :‬الواثئق املرتبطة ابلعقد‬
‫تعتّب مرفقات العقد وملحقاته وأي مستندات أخرى يتفق عليها الطرفان‪ ،‬كتابيا جزءا ال يتجزأ من هذا العقد ومكمال له‪.‬‬
‫املادة اخلامسة والعشرون‪ :‬املوطن‬
‫لتنفيذ هذا العقد‪ ،‬اختار الطرفان موطنا هلما العناوين املذكورة يف التمهيد أعاله‪.‬‬
‫املادة السادسة والعشرون‪ :‬النزاعات‬

‫‪418‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫كل خالف متعلق بتفسري أو تنفيذ هذا العقد يرفع إىل احملكمة اليت يقع املقر الرئيسي للبنك يف دائرة اختصاصها‪ ،‬دون أن مينع ذلك املؤجر من إمكانية‬
‫اللجوء إىل أية حمكمة أخرى ميلك يف دائرة اختصاصها املستأجر أصوال‪.‬‬
‫يتخلى املستأجر صراحة أمام احملاكم عن التمسك أبي امتياز ابحلصانة القضائية أو التنفيذية الذي قد ميكنه االستفادة منه‪.‬‬
‫املادة السابعة والعشرون‪ :‬عدد النسخ‬
‫حرر هذا العقد من مخس نسخ أصلية موقعة من الطرفني إبرادة حرة خالية من العيوب الشرعية والقانونية‪.‬‬
‫حرر ب‪ . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬في ‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬

‫‪419‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫‪420‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫الملحق رقم (‪)09‬‬

‫‪421‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫الملحق رقم (‪)10‬‬

‫‪422‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫الملحق رقم (‪)11‬‬

‫‪423‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫الملحق رقم (‪)12‬‬

‫‪424‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫‪425‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫‪426‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫‪427‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫الملحق رقم (‪)13‬‬

‫‪428‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫الملحق رقم (‪)14‬‬

‫‪429‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫الملحق رقم (‪)15‬‬


‫القانون التوجيهي المتعلق بترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪430‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫‪431‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫الملحق رقم (‪)16‬‬

‫‪432‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫‪433‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫‪434‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬
‫الملحق رقم (‪)17‬‬
‫المرسوم التنفيذي المتعلق بإنشاء صندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪435‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫‪436‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫الملحق رقم (‪)18‬‬


‫المرسوم الرئاسي المتعلق بصندوق ضمان قروض استثمارات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪437‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المالحق‬

‫‪438‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المراجــــــــــــع‬

‫قائمة املراجع‬
‫‪ -‬املراجع ابللغة العربية‬
‫‪ -1‬املراجع العامة‬
‫‪ -‬أمحد توفيق مجيل‪ ،‬وشريف بقة علي‪ ،‬اإلدارة املالية‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.1998 ،‬‬
‫‪ -‬أمحد اخلضريي حمسن‪ ،‬الديون املتعثرة‪ ،‬الظاهرة‪ ،‬األسباب‪ ،‬العالج‪ ،‬دار يرتك للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة‪.1996 ،1‬‬
‫‪ -‬أمين عزت امليداين حممد‪ ،‬اإلدارة التمويلية يف الشركات‪ ،‬جامعة الظهران‪ ،‬السعودية‪.1993 ،‬‬
‫‪ -‬أمين عزت امليداين حممد‪ ،‬اإلدارة التمويلية‪ ،‬مكتبة العبيكان‪ ،‬الطبعة‪ ،2‬السعودية‪.1999 ،‬‬
‫‪ -‬إبراهيم هندي منري‪ ،‬اإلدارة املالية‪ ،‬مدخل حتليلي معاصر‪ ،‬املكتب العريب احلديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة‪.1999 ،1‬‬
‫‪ -‬إبراهيم هندي منري‪ ،‬األوراق املالية وأسواق رأس املال‪ ،‬مركز الدالتا للطباعة والنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬
‫‪ -‬إبراهيم شريفات خلدون‪ ،‬إدارة وحتليل مايل‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪2001 ،‬‬
‫‪ -‬إبراهيم سعد نبيل‪ ،‬حنو قانون خاص ابالئتمان‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬القاهرة‪.1999 ،‬‬
‫‪ -‬بلحاسل منزلة ليلى‪ ،‬ميزات املؤسسة ذات الشخص الواحد وذات املسؤولية احملدودة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬ابن خلدون للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬وهران‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬خبراز يعدل فريدة‪ ،‬تقنيات وسياسات التسيري املصريف‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة‪ ،3‬اجلزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -‬برهان الدين مجال‪ ،‬السندات التجارية يف القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة‪،2‬‬
‫‪.1988‬‬
‫‪ -‬بوراس أمحد‪ ،‬متويل املنشآت االقتصادية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪.2008 ،‬‬
‫‪ -‬بلودنني أمحد‪ ،‬الوجيز يف القانون البنكي اجلزائري‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬اجلزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬بوعرتوس عبد احلق‪ ،‬الوجيز يف البنوك التجارية‪ ،‬دار النشر‪ ،‬قسنطينة‪.2000 ،‬‬
‫‪ -‬مجيل حسني الفتالوي مسري‪ ،‬العقود التجارية اجلزائرية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬طبعة‪.2001‬‬
‫‪ -‬حنفي عبد الغفار‪ ،‬أساسيات االستثمار والتمويل‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪2000‬‬
‫‪ -‬دادي عدون انصر‪ ،‬اقتصاد املؤسسة‪ ،‬داال احملمدية العامة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة‪.1998 ،2‬‬
‫‪ -‬رمضان زايد‪ ،‬إدارة األعمال املصرفية‪ ،‬دار الصفاء للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة‪.1997 ،6‬‬
‫‪ -‬رضا أرشيد عبد املعطي‪ ،‬وأمحد جودة حمفوظ‪ ،‬إدارة االئتمان‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪.1999 ،‬‬
‫‪ -‬رفعت إمساعيل عثمان‪ ،‬متويل املشروعات‪ ،‬مطبعة العابدين‪ ،‬القاهرة‪.1996 ،‬‬
‫‪ -‬رشدي شيحة مصطفى‪ ،‬االقتصاد النقدي واملصريف‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬مصر‪.1995 ،‬‬

‫‪439‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المراجــــــــــــع‬

‫‪ -‬راشد راشد‪ ،‬األوراق التجارية‪ ،‬اإلفالس والتسوية القضائية يف القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،‬‬
‫اجلزائر‪ ،‬الطبعة‪.2005 ،5‬‬
‫‪ -‬زاهية حورية سي يوسف‪ ،‬الوايف يف عقد الرهن الرمسي يف القانون املدين اجلزائري‪ ،‬دار هومة اجلزائر‪.2015 ،‬‬
‫‪ -‬زراوي صاحل فرحة‪ ،‬الكامل يف القانون التجاري‪ ،‬احملل التجاري‪ ،‬احلقوق الفكرية‪ ،‬ابن خلدون للنشر والتوزيع‪ ،‬وهران‪،‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ -‬زراوي صاحل فرحة‪ ،‬الكامل يف القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬احلقوق الفكرية‪ ،‬حقوق امللكية الصناعية والتجارية وحقوق‬
‫امللكية األدبية والفنية‪ ،‬ابن خلدون للنشر والتوزيع‪ ،‬وهران‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬الزغيب هيثم حممد‪ ،‬اإلدارة والتحليل املايل‪ ،‬دارالفكرللطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2000 ،‬‬
‫‪ -‬زويلف حسن مهدي‪ ،‬إدارة املوارد البشرية‪،‬مدخل كمي‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2001 ،‬‬
‫‪ -‬كمال طه مصطفى‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.1991 ،‬‬
‫‪ -‬كمال طه مصطفى‪ ،‬البنوك‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.1991 ،‬‬
‫‪ -‬كمال خليل احلمزاوي حممد‪ ،‬اقتصادايت االئتمان املصريف‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬الطبعة‪.2000 ،2‬‬
‫‪ -‬لطرش الطاهر‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة‪.2007 ،6‬‬
‫‪ -‬لعشب حمفوظ‪ ،‬القانون املصريف‪ ،‬سلسلة القانون االقتصادي‪ ،‬املطبعة احلديثة للفنون املطبعية احلديثة‪ ،‬اجلزائر‪.2001 ،‬‬
‫‪ -‬لطفي مجعة عبد الغين‪ ،‬موسوعة القضاء يف املواد التجارية‪ ،‬املؤسسة املصرية‪ ،‬مصر‪.1998 ،‬‬
‫‪ -‬خمتار إبراهيم‪ ،‬التمويل املصريف منهاج الختاذ القرارات‪ ،‬مكتبة االجنلو املصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة‪.1987 ،2‬‬
‫‪ -‬الصاحلي كامران‪ ،‬بيع احملل التجاري يف التشريع املقارن‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مكتبة الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ -‬صاحل فريد‪ ،‬ونصر موسى‪ ،‬املصرف واألعمال املصرفية‪ ،‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.1997 ،‬‬
‫‪ -‬العبيدي على عبد اهلادي‪ ،‬الوجيز يف شرح القانون املدين‪ ،‬احلقوق العينية التبعية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪.2005 ،‬‬
‫‪ -‬عمورة عمار‪ ،‬الوجيز يف شرح القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة‪.2000‬‬
‫‪ -‬صاحلي العيد‪ ،‬الوجيز يف شرح قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -‬صخري عمر‪ ،‬اقتصاد املؤسسة‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬علي خربوش حسني‪ ،‬االستثمار والتمويل بني النظرية والتطبيق‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.1990 ،‬‬
‫‪ -‬عرب صبحي‪ ،‬حماضرات يف القانون التجاري‪ ،‬األسناد التجارية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪.2000 ،‬‬
‫‪ -‬فاضلي إدريس‪ ،‬املدخل إىل امللكية الفكرية‪ ،‬امللكية األدبية والفنية والصناعية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪.2004 ،‬‬

‫‪440‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المراجــــــــــــع‬

‫‪ -‬فضيل اندية‪ ،‬األوراق التجارية يف القانون اجلزائري‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر (ب‪ .‬س‪ .‬ن)‪.‬‬
‫‪ -‬فضيل اندية‪ ،‬أحكام الشركات طبقا للقانون التجاري اجلزائري‪ ،‬شركات األشخاص‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪.2002 ،‬‬
‫‪ -‬فضيل اندية‪ ،‬النظام القانوين للمحل التجاري‪ ،‬احملل التجاري والعمليات الواردة عليه‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪ -‬قدوج محامة‪ ،‬عملية إبرام الصفقات العمومية يف القانون اجلزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪.2000 ،‬‬
‫‪ -‬القزويين شاكر‪ ،‬حماضرات يف اقتصاد البنوك‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪.2000 ،‬‬
‫‪ -‬سعد هللا عمر‪ ،‬القانون الدويل حلل النزاعات‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -‬حممد سالمة‪ ،‬دراسة اجلدوى واملشروعات الصناعية‪ ،‬مكتبة غريب‪ ،‬مصر‪( ،‬ب‪ .‬س‪ .‬ن)‪.‬‬
‫‪ -‬اهلواري سيد‪ ،‬إدارة البنوك‪ ،‬مكتبة عني مشس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1983 ،‬‬
‫‪ -‬وفا عبد الباسط‪ ،‬مؤسسات رأمسال املخاطر ودورها يف تدعيم املشروعات الناشئة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مطبعة اإلسراء‪،‬‬
‫‪.2001‬‬

‫‪-2‬املراجع اخلاصة‪:‬‬
‫‪ -‬إبراهيم نبيل سعد‪ ،‬التأمينات العينية والشخصية‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪( ،‬ب‪ .‬س‪ .‬ن)‪.‬‬
‫‪ -‬إمساعيل إبراهيم إبراهيم‪ ،‬الضمان التجاري يف األوراق التجارية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.1999 ،‬‬
‫‪ -‬اببكر أمحد عثمان‪ ،‬وسعد هللا رضا‪ ،‬إدارة املخاطر‪ ،‬حتليل قضااي يف الصناعة املالية اإلسالمية‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪ ،‬الطبعة‪،1‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ -‬البارودي علي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬العقود وعمليات البنوك‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.1991 ،‬‬
‫‪ -‬برااين كوبل‪ ،‬حتديد خماطر االئتمان‪ ،‬دار الفاروق للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة العربية األوىل‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -‬بن غامن علي‪ ،‬الوجيز يف القانون التجاري وقانون األعمال‪ ،‬املؤسسة الوطنية للفنون املطبعية‪ ،‬اجلزائر‪.2002 ،‬‬
‫‪ -‬تناغو مسري عبد السيد‪ ،‬التأمينات الشخصية والعينية‪ ،‬توزيع منشأة املعارف‪ ،‬االسكندرية‪.1996 ،‬‬
‫‪ -‬ابلعيساوي حممد الطاهر‪ ،‬الوجيز يف شرح األوراق التجارية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الطبعة ‪،2‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ -‬هبجت عبد هللا‪ ،‬قايد حممد‪ ،‬عمليات البنوك واإلفالس‪ ،‬الودائع املصرفية‪ ،‬االئتمان‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‪،2‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ -‬مجال الدين عوض علي‪ ،‬عمليات البنوك من الوجهة القانونية‪ ،‬املكتبة القانونية‪ ،‬مصر‪.1993 ،‬‬
‫‪ -‬مجال الدين عوض علي‪ ،‬االعتمادات املصرفية وضماانهتا‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1994 ،‬‬

‫‪441‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المراجــــــــــــع‬

‫‪ -‬حنفي عبد الغفار‪ ،‬أبو قحف عبد السالم‪ ،‬اإلدارة احلديثة يف البنوك التجارية‪ ،‬املكتب العريب احلديث‪ ،‬مصر‪.1993 ،‬‬
‫‪ -‬راغب النجار فريد‪ ،‬إدارة االئتمان والقروض املصرفية املتعثرة‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬
‫‪ -‬زيدان علي الدين‪ ،‬املوسوعة التجارية احلديثة‪ ،‬مكتب اإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪.2004 ،‬‬
‫‪ -‬الكيالين حممود‪ ،‬املوسوعة التجارية واملصرفية‪ ،‬عمليات البنوك‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2008 ،‬‬
‫‪ -‬عبد العال محاد طارق‪ ،‬إدارة املخاطر‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬
‫‪ -‬عبد العال محاد طارق‪ ،‬حوكمة الشركات‪ ،‬تطبيقات احلوكمة يف املصارف‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -‬غنيم أمحد‪ ،‬صناعة قرارات االئتمان والتمويل يف إطار االسرتاتيجية الشاملة للبنك‪ ،‬مطابع املستقبل‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة‪،1‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ -‬قايد حممد هبجت عبد هللا‪ ،‬عمليات البنوك واإلفالس‪ ،‬الودائع املصرفية‪ ،‬االئتمان املصريف‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫ط‪.2000 ،2‬‬
‫‪ -‬السعدي حممد صّبي‪ ،‬الواضح يف شرح القانون املدين‪ ،‬التأمينات العينية‪ ،‬دار اهلدى‪ ،‬عني مليلة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬طبعة‪.2010‬‬
‫‪ -‬سيد أمحد إبراهيم‪ ،‬املنع من التصرف فقها وقضاء‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -‬شريفي نسرين‪ ،‬السندات التجارية يف القانون التجاري‪ ،‬دار بلقيس للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪.2013 ،1‬‬
‫‪ -‬الشواريب حممد‪ ،‬الشواريب عبد احلميد‪ ،‬إدارة خماطر التعثر املصريف من وجهيت النظر املصرفية والقانونية‪،‬املكتب اجلامعي‬
‫احلديث‪ ،‬القاهرة‪.2007 ،‬‬
‫‪ -‬شوقي بناسي‪ ،‬أحكام عقد الرهن الرمسي يف القانون املدين اجلزائري‪ ،‬دار هومة‪ ،‬اجلزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬حمند أمقران بوبشري‪ ،‬قانون اإلجراءات املدنية‪ ،‬نظرية الدعوى‪ ،‬نظرية اخلصومة‪ ،‬اإلجراءات االستثنائية‪ ،‬طبعة ‪،2008‬‬
‫ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬ايملكي أكرم‪ ،‬األوراق التجارية والعمليات املصرفية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلصدار ‪،04‬‬
‫‪.2009‬‬

‫‪ -3‬املصادر الرمسية‪:‬‬
‫أ‪ -‬النصوص القانونية اجلزائرية (حسب التسلسل التارخيي)‪:‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 86-66‬املؤرخ يف ‪28‬أفريل‪ 1966‬املتعلق ابلرسوم والنماذج الصناعية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،35‬املؤرخ‬
‫يف‪3‬ماي‪.1966‬‬

‫‪442‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المراجــــــــــــع‬

‫‪ -‬األمر رقم ‪74-75‬املؤرخ يف‪12‬نوفمّب‪1975‬املتعلق ابملسح العام لألراضي وأتسيس السجل العقاري العام‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد ‪.1975/11/18 ،92‬‬
‫‪ -‬املرسوم رقم ‪ 63-76‬املتضمن أتسيس السجل العقاري‪ ،‬املؤرخ يف ‪ 25‬مارس ‪ ،1976‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬املؤرخ‬
‫يف ‪13‬أفريل ‪ ،1976‬املعدل واملتمم ابملرسوم رقم ‪210-80‬املؤرخ يف ‪13‬سبتمّب‪ ،1980‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪،38‬‬
‫املؤرخ يف ‪16‬سبتمّب‪ ،1980‬املعدل واملتمم ابملرسوم التنفيذي رقم ‪123-93‬املؤرخ يف ‪19‬ماي ‪ ،1993‬اجلريدة الرمسية‪،‬‬
‫العدد‪ ،34‬املؤرخ يف ‪23‬ماي‪ ،1993‬ص‪.14‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 01-88‬املؤرخ يف ‪12‬يناير‪ 1988‬املتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،2‬الصادر يف‪13‬يناير ‪.1988‬‬
‫‪ -‬قانون النقد والقرض رقم ‪ 10-90‬املؤرخ يف ‪ 14‬أفريل‪1990‬املتعلق ابلنقد والقرض‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،16‬املؤرخ‬
‫يف‪18‬أفريل‪.1990‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪10-91‬املؤرخ يف ‪ 27‬أفريل‪ 1991‬املتعلق ابألوقاف‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬املؤرخ يف ‪ 08‬ماي‬
‫‪.1991‬‬
‫‪ -‬املرسوم التشريعي رقم ‪ 08-93‬املؤرخ يف ‪25‬أفريل‪1993‬املعدل واملتمم لألمر رقم ‪ 59-75‬املؤرخ يف ‪ 26‬سبتمّب‬
‫‪ 1975‬املتضمن القانون التجاري‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬الصادر يف‪27‬أفريل‪.1993‬‬
‫‪ -‬األمر رقم‪07-95‬الصادريف ‪25‬يناير‪1995‬املتعلق بقانون التأمينات‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،13‬املؤرخ يف‪8‬‬
‫مارس‪ ،1995‬املعدل واملتمم ابلقانون رقم ‪04-06‬املؤرخ يف ‪20‬فّباير‪.2006‬‬
‫‪ -‬النظام رقم‪04-95‬املؤرخ يف‪20‬أفريل‪1995‬يعدل ويتمم النظام رقم‪ 09-91‬الذي حيد قواعد احلذر‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪،‬‬
‫العدد‪ ،39‬املؤرخ يف ‪25‬أفريل‪.1995‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪06-96‬املتعلق بتأمني القرض عند التصدير‪ ،‬الصادر يف ‪10‬جانفي ‪ ،1996‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪،3‬‬
‫املؤرخ يف ‪14‬جانفي ‪.1996‬‬
‫‪ -‬األمررقم‪09-96‬املؤرخ يف‪10‬يناير‪1996‬املتعلق ابالعتماد االجياري‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،3‬املؤرخ يف‪14‬يناير‪.1996‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 296-96‬املؤرخ يف‪08‬سبتمّب ‪1996‬املتضمن إنشاء الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‬
‫‪11 ،52‬سبيتمّب ‪.1996‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم‪41-97‬املؤرخ يف‪18‬يناير‪1997‬املتعلق بشروط القيد يف السجل التجاري املعدل واملتمم‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،5‬املؤرخ يف ‪ 19‬يناير‪ ،1997‬والتتميم‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪57‬املؤرخ يف‪27‬أوت‪.1997‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 68-98‬املؤرخ يف ‪21‬فّباير‪1998‬املتضمن إنشاء املعهد الوطين اجلزائري للملكية الصناعية‪،‬‬
‫اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،11‬املؤرخ يف‪1‬مارس‪.1998‬‬

‫‪443‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المراجــــــــــــع‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 05-98‬املؤرخ يف ‪25‬جوان‪ 1998‬املتضمن القانون البحري‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،47‬املؤرخ يف ‪27‬‬
‫جوان ‪.1998‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 109-98‬املؤرخ يف‪4‬أفريل‪1998‬الذي حيدد كيفيات حتويل الصالحيات املخولة ملكاتب الضبط‬
‫يف احملاكم املتعلقة مبسك السجالت العمومية للبيوع ورهون حيازة للمحالت التجارية وإجراءات قيد االمتياز املتصلة هبا‬
‫إىل املركز الوطين للسجل التجاري ومأموري املركز الوطين للسجل التجاري‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،20‬املؤرخ‬
‫يف‪5‬أفريل‪.1998‬‬
‫‪ -‬القرار املؤرخ يف ‪28‬جويلية‪ 1998‬يتضمن التعريفات اليت يطبقها املركز الوطين للسجل التجاري بعنوان مسك السجالت‬
‫العمومية للبيوع ورهون حيازة احملالت التجارية وأدوات ومعدات التجهيز‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،57‬املؤرخ‬
‫يف‪5‬أوت‪.1998‬‬
‫‪ -‬القرار املؤرخ يف ‪4‬أكتوبر‪1998‬حيدد شكل اجلداول املتعلقة بقيد االمتيازات املرتبطة ببيع احملل التجاري ورهنه احليازي‪،‬‬
‫اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،86‬املؤرخ يف‪18‬نوفمّب‪.1998‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 200-98‬املؤرخ يف ‪9‬جوان‪ 1998‬املتضمن إحداث الكفالة لضمان أخطار القروض املمنوح إايها‬
‫للشباب ذوي املشاريع وحتديد قانونه األساسي‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪42‬املؤرخ يف ‪14‬جوان‪ ،1998‬املعدل واملتمم‬
‫ابملرسوم رقم ‪289-03‬املؤرخ يف ‪6‬سبتمّب‪ ،2003‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 54‬املؤرخ يف ‪10‬سبتمّب‪.2003‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي ‪44-99‬املؤرخ يف‪13‬فّباير‪1999‬يتضمن إنشاء صندوق ضمان األخطار النامجة عن القروض املصغرة‪،‬‬
‫اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،8‬املؤرخ يف‪14‬فّباير‪.1999‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪18-01‬املؤرخ يف‪12‬ديسمّب‪2001‬املتضمن القانون التوجيهي لرتقية املؤسسااتلصغرية واملتوسطة‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد‪ .2001/12/15 ،77‬املعدل واملتمم ابلقانون رقم‪02-17‬الصادريف‪10‬جانفي‪2017‬املتضمن القانون‬
‫التوجيهي لتطوير املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ 02‬املؤرخ يف ‪11‬جانفي‪.2017‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم‪250-02‬املؤرخ يف‪24‬أوت‪2002‬املتعلق ابلصفقات العمومية‪ .‬املعدل واملتمم ابملرسوم الرائسي رقم‬
‫‪ 247-15‬املؤرخ يف ‪ -16‬سبتمّب ‪ ،2015‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،50‬املؤرخ يف ‪20‬سبتمّب ‪.2015‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم‪373-02‬املؤرخ يف‪11‬نوفمّب‪2002‬املتعلق بصندوق ضمان القروض‪.‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 11-02‬املؤرخ يف ‪ 24‬ديسمّب ‪ ،2002‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ ،2003‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪،86‬‬
‫سنة ‪ ،2002‬املعدلة مبوجب املادة ‪ 56‬من القانون رقم ‪ 16-05‬املؤرخ يف ‪ 31‬ديسمّب ‪ 2005‬املتضمن قانون املالية‬
‫لسنة ‪ ،2006‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 85‬لسنة ‪ ،2005‬واملادة ‪ 1‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 132-06‬املؤرخ يف ‪3‬‬
‫أفريل ‪ 2006‬املتضمن الرهن القانوين املؤسس للبنوك واملؤسسات املالية ومؤسسات أخرى‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪21‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 5‬أفريل ‪.2006‬‬

‫‪444‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المراجــــــــــــع‬

‫‪ -‬األمررقم‪06-03‬املؤرخ يف‪19‬يوليو‪2003‬املتعلق ابلعالمات‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد‪ ،44‬املؤرخ يف‪23‬يوليو‪.2003‬‬


‫‪ -‬األمر رقم ‪ 07-03‬املؤرخ يف ‪19‬يوليو‪2003‬املتعلق بّباءات االخرتاع‪ ،‬اجلريدة‪ ،‬العدد‪ ،44‬املؤرخ يف‪23‬يوليو‪.2003‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 11-03‬املؤرخ يف ‪ 26‬أوت ‪ ،2003‬املتعلق ابلنقد والقرض‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،52‬املؤرخ يف ‪ 27‬أوت‬
‫‪ .2003‬املعدل واملتمم ابألمر رقم ‪ 04-10‬املمضي بتاريخ ‪ 26‬أوت ‪ ،2010‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،50‬املؤرخ يف‬
‫‪ 01‬سبتمّب ‪.2010‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 16-04‬املؤرخ يف ‪ 22‬جانفي ‪ .2004‬املتضمن انشاء صندوق الضمان املشرتك للقروض‬
‫املصغرة‪.‬‬
‫‪ -‬املرسوم الرائسي رقم‪134-04‬املؤرخ يف‪19‬أفريل‪2004‬املتضمن القانون األساسي لصندوق ضمان قروض استثمارات‬
‫املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،27‬املؤرخ يف ‪28‬أفريل‪.2004‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 02-05‬املؤرخ يف ‪6‬فّباير‪ 2005‬املتضمن القانون التجاري‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،11‬املؤرخ‬
‫يف‪9‬فّباير‪.2005‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم‪90-06‬املؤرخ يف‪20‬فيفري‪ 2006‬حيدد كيفيات إشهار عمليات االعتماد اإلجياري لألصول‬
‫املنقولة‪.‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 91-06‬املؤرخ يف ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬حيدد كيفيات إشهار عمليات اإلشهار التجاري لألصول‬
‫غري املنقولىة‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،10‬املؤرخه يف ‪ 26‬فيفري ‪. .2006‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 04-06‬املؤرخ يف‪ 20‬فيفري‪ 2006‬املتضمن قانون التأمينات‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪15‬الصادريف‬
‫‪12‬مارس‪2006‬املعدل واملتمم لألمر رقم ‪.07-65‬‬
‫‪ -‬القانون رقم‪ 05-06‬الصادر يف‪ 20‬فيفري‪ 2006‬املتضمن توريق القروض الرهنية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 15‬املؤرخ يف‬
‫‪12‬مارس ‪.2006‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 132-06‬املؤرخ يف‪ 3‬أفريل ‪ 2006‬املتعلق ابلرهن القانوين لفائدة البنوك واملؤسسات املالية‪،‬‬
‫اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،21‬املؤرخ يف ‪5‬أفريل‪.2006‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 23-06‬املؤرخ يف ‪20‬ديسمّب‪2006‬املتضمن قانون العقوابت‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،84‬املؤرخ‬
‫يف‪24‬ديسمّب‪.2006‬‬
‫‪ -‬القانون رقم‪05-07‬املؤرخ يف‪13‬مايو‪2007‬املتضمن القانون املدين‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،31‬املؤرخ يف‪13‬مايو‪.2007‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 09-08‬املؤرخ يف ‪25‬فّباير‪ 2008‬يتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪،21 ،‬‬
‫املؤرخ يف‪23‬أفريل‪.2008‬‬

‫‪445‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المراجــــــــــــع‬

‫‪ -‬قانون املالية التكميلي رقم ‪ 01-09‬املؤرخ يف ‪ 22‬جويلية ‪ ،2009‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،44‬املؤرخ يف ‪ 26‬جويلية‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم‪01-10‬املؤرخ يف‪29‬جوان‪2010‬املتعلق مبهن اخلبري احملاسب املعتمد‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪،42‬‬
‫املؤرخ يف‪11‬جويلية‪.2010‬‬
‫‪ -‬املرسوم التنفيذي رقم‪120-14‬املؤرخ يف‪24‬مارس‪2014‬املتضمن التصريح التشخيصي للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪،‬‬
‫اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،17‬املؤرخ يف ‪02‬أفريل‪ ،2014‬املعدل واملتمم للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 374-03‬املؤرخ يف‬
‫‪30‬أكتوبر‪ ،2003‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،67‬املؤرخ يف ‪05‬نوفمّب ‪.2003‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 09-16‬املؤرخ يف ‪ 03‬أوت ‪ 2016‬املتعلق برتقية االستثمار‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،46‬املؤرخ يف ‪03‬‬
‫أوت ‪.2016‬‬
‫‪ -‬املقرر رقم ‪ 01-17‬مؤرخ يف ‪ 02‬جانفي ‪ ،2017‬يتضمن نشر قائمة البنوك وقائمة املؤسسات املالية املعتمدة يف اجلزائر‪،‬‬
‫اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،02‬املؤرخ يف ‪ 11‬جانفي ‪.2017‬‬
‫‪ -‬مشروع تعديل قانون النقد والقرض رقم ‪ .11-03‬والذي أصبح قانوان مبوجب القانون رقم ‪ 10-17‬املؤرخ يف ‪11‬‬
‫أكتوبر ‪ 2017‬املتضمن النقد والقرض‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،57‬املؤرخ يف ‪ 12‬أكتور ‪ ،2017‬ص‪.04‬‬

‫ب‪ -‬أنظمة وتعليمات بنك اجلزائر‪:‬‬


‫‪ -‬النظام رقم ‪ 01-90‬املؤرخ يف ‪ 4‬جويلية ‪ ،1990‬املتعلق ابحلد األدىن لرأمسال البنوك واملؤسسات املالية‪.‬‬
‫‪ -‬النظام رقم ‪ 09-91‬املؤرخ يف ‪ 14‬أوت ‪ 1991‬املتضمن قواعد احلذر يف تسيري املصارف واملؤسسات املالية‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد‪ 24‬املؤرخ يف ‪ 29‬مارس ‪ .1992‬املعدل واملتمم ابلنظام رقم ‪ 04-95‬املؤرخ يف ‪20‬أفريل ‪ ،1995‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،39‬املؤرخ يف ‪ 23‬جويلية ‪.1995‬‬
‫‪ -‬النظام رقم ‪ 01-92‬املؤرخ يف ‪ 22‬مارس ‪ 1992‬املتضمن تنظيم مركزية األخطار وعملها‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪،8‬‬
‫لسنة ‪ .1992‬املعدل ابملادة ‪ 02‬من النظام رقم ‪ 01-12‬املؤرخ يف ‪ 20‬فيفري ‪ ،2012‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪،36‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 13‬جوان ‪ 2012‬املتعلق مبركزية خماطر املؤسسات واألسر وعملها‪.‬‬
‫‪ -‬النظام رقم ‪02-92‬املؤرخ يف‪22‬مارس‪1992‬املتضمن مركزية للمبالغ غري املدفوعة وعملها‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪،8‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 07‬فيفري ‪.1993‬‬
‫‪ -‬التعليمة رقم ‪ 74-94‬املؤرخة يف ‪ 29‬نوفمّب ‪ 1994‬املتعلقة بتحديد قواعد احلذر يف تسيري البنوك واملؤسسات املالية‪،‬‬
‫املؤرخة يف ‪ 29‬نوفمّب ‪.1994‬‬
‫‪ -‬التعليمة رقم ‪ 78-95‬املؤرخة يف ‪ 26‬ديسمّب ‪ ،1995‬املتضمنة للقواعد املتعلقة بوضعيات الصرف‪.‬‬

‫‪446‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المراجــــــــــــع‬

‫‪ -‬النظام رقم ‪ 07-96‬املؤرخ يف ‪03‬جويلية‪ 1996‬املتضمن تنظيم مركزية امليزانيات وسريها‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪،66‬‬
‫املؤرخ يف ‪27‬أكتوبر‪.1996‬‬
‫‪ -‬النظام رقم ‪ 01/2000‬املؤرخ يف ‪ 13‬فيفري ‪ ،2000‬يتعلق إبعادة اخلصم والقروض املمنوحة للبنوك واملؤسسات املالية‪،‬‬
‫اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬املؤرخ يف ‪ 12‬مارس ‪.2000‬‬
‫‪ -‬النظام رقم ‪ 03-02‬املؤرخ يف ‪14‬نوفمّب‪ 2002‬املتضمن املراقبة الداخلية للبنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪،‬‬
‫العدد‪ ،84‬املؤرخ يف‪ 18‬ديسمّب ‪ .2002‬املعدل واملتمم ابلنظام رقم ‪ 08 -11‬املؤرخ يف ‪ 28‬نوفمّب ‪ ،2011‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،47‬املؤرخ يف ‪29‬أوت ‪.2012‬‬
‫‪ -‬النظام رقم ‪ 01-04‬املؤرخ يف ‪ 04‬مارس ‪ 2004‬املتضمن احلد األدىن لرأمسال البنوك واملؤسسات املالية العاملة يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬املؤرخ يف ‪28‬أفريل ‪ .2004‬املعدل واملتمم ابلنظام رقم ‪ 04-08‬املؤرخ‬
‫يف‪23‬ديسمّب‪ ،2008‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،72‬املؤرخ يف ‪24‬ديسمّب‪.2008‬‬
‫‪ -‬النظام رقم ‪ 04-04‬املؤرخ يف ‪19‬جويلية‪ 2004‬املتضمن حتديد نسبة معامل األموال اخلاصة واملوارد الدائمة‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد ‪ 67‬املؤرخ يف ‪ 24‬أكتوبر ‪.2004‬‬
‫‪ -‬النظام رقم ‪ 04-11‬املؤرخ يف ‪ 24‬ماي ‪ 2011‬يتضمن تعريف وقياس وتسيري ورقابة خطر السيولة‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،54‬املؤرخ يف ‪ 02‬أكتوبر ‪.2011‬‬
‫‪ -‬النظام رقم ‪ 08-11‬املؤرخ يف ‪ 28‬نوفمّب ‪ 2011‬املتضمن الرقابة الداخلية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،47‬املؤرخ يف ‪29‬‬
‫أوت ‪.2012‬‬
‫‪ -‬النظام رقم ‪ 01-14‬املؤرخ يف ‪ 16‬فيفري ‪ ،2014‬املتضمن نسبة املالءة املطبقة على البنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،56‬املؤرخ يف ‪ ،2014/09/25‬ص‪.21‬‬
‫‪ -‬النظام رقم ‪ 02-14‬املؤرخ يف ‪ 16‬فيفري ‪ ،2014‬املتضمن املخاطر الكّبى واملسامهات‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪،56‬‬
‫املؤرخ يف ‪ ،2014/09/25‬ص‪.28‬‬
‫‪ -‬النظام رقم ‪ 03-14‬املؤرخ يف ‪ 16‬فيفري ‪ ،2014‬املتضمن تصنيف املستحقات واإللتزامات ابلتوقيع للبنوك واملؤسسات‬
‫املالية وتكوين املؤوانت عليها‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،56‬املؤرخ يف ‪ ،2014/09/25‬ص‪.32‬‬

‫ج‪-‬اجملالت القضائية‪:‬‬
‫‪ -‬اجمللة القضائية‪ ،1990 ،‬العدد‪ ،4‬ص‪.16‬‬
‫‪ -‬اجمللة القضائية‪ ،1991 ،‬العدد األول والثاين‪.‬‬

‫‪447‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المراجــــــــــــع‬

‫‪ -‬قرار احملكمة العليا الصادر بتاريخ ‪ 25‬مارس ‪ 1992‬حتت رقم ‪ ،81688‬وقرار آخر صادر يف ‪21‬مارس‪ 2007‬حتت‬
‫رقم ‪347927‬‬
‫‪ -‬نشرة القضاة‪ ،‬العدد ‪ ،1997 ،51‬ص‪.7‬‬
‫‪ -‬اجمللة القضائية‪ ،1997 ،‬العدد األول‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -‬قرار احملكمة العليا حتت رقم ‪ 310-157‬املؤرخ يف ‪ ،1997-7-16‬اجمللة القضائية‪ ،‬العدد ‪ ،1997 ،1‬ص‪34‬‬
‫‪ -‬اجمللة القضائية‪ ،2001 ،‬العدد األول‪ ،‬ص‪.209‬‬
‫‪ -‬قرار احملكمة العليا‪ ،‬رقم ‪ 264039‬الصادر بتاريخ ‪ 2002/10/09‬بني القرض الشعيب الوطين وكالة ‪ 30‬وديوان الرتقية‬
‫والتسيري العقاري‪.‬‬
‫‪ -‬اجمللة القضائية‪ ،2003 ،‬العدد األول‪ ،‬ص‪.273‬‬
‫‪ -‬امللف رقم ‪ ،236457‬قرار بتاريخ ‪ 01‬جويلية ‪ ،2003‬اجمللة القضائية‪ ،‬العدد ‪ ،01‬سنة ‪.2003‬‬
‫‪ -‬اجمللة القضائية‪ ،2006 ،‬العدد الثاين‪ ،‬ص ‪.249-241‬‬
‫‪ -‬اجمللة القضائية‪ ،2007 ،‬العدد الثاين‪ ،‬ص ‪.342‬‬
‫‪ -‬اجمللة القضائية‪ ،2008 ،‬العدد األول‪ ،‬ص ‪75‬و‪163‬و‪169‬و‪.183‬‬
‫‪ -‬قضية بني البنك الوطين و((ش‪ .‬ذ‪ .‬م‪ .‬م‪( ) .‬ع))‪ ،‬حكم صادر يف ‪.2008-07-13‬‬
‫‪ -‬قرار احملكمة العليا‪ ،‬املؤرخ يف ‪ ،2008-05-17‬امللف رقم ‪ ،523832‬الصادر عن الغرفة التجارية والبحرية‪. .‬‬
‫‪ -‬اجمللة القضائية‪ ،2009 ،‬العدد الثاين‪ ،‬ص‪.200‬‬
‫‪ -‬قرار احملكمة العليا املؤرخ يف ‪ 22‬أكتوبر ‪ ،2009‬اجمللة القضائية‪ ،‬العدد‪ ،‬سنة ‪ ،2009‬ص‪.174 .‬‬
‫‪ -‬اجمللة القضائية‪ ،2011 ،‬العدد األول‪ ،‬ص‪.198‬‬
‫‪ -‬اجمللة القضائية‪ ،2012 ،‬العدد األول‪ ،‬ص‪.259-251‬‬
‫‪ -‬قرارا اللجنة املصرفية‪ ،‬رقم ‪ ،2003/03‬املؤرخ يف ‪29‬ماي‪ ،2003‬ورقم ‪ ،2003/08‬املؤرخ يف‪ 21‬أوت‪ ،2003‬بشأن‬
‫بنك اخلليفة والبنك التجاري والصناعي اجلزائري‪.‬‬
‫‪ -‬حمكمة االستئناف التجارية‪ ،‬مراكش‪ ،‬قرار رقم ‪ ،115‬الصادر بتاريخ ‪2004-02-10‬‬

‫د‪ -‬النصوص القانونية األجنبية‪:‬‬


‫‪- Code civil modification le 01 janvier 2017 Document, général le 05‬‬
‫‪janvier 2017 copyright © 2007-2017 Légifrance‬‬
‫‪ -‬القانون املدين القطري رقم ‪ 22‬املؤرخ يف ‪ 30‬جوان ‪ ،2004‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد‪ ،11‬املؤرخ يف ‪ 08‬أوت ‪.2004‬‬
‫‪448‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المراجــــــــــــع‬

‫‪ -‬القانون املدين املصري رقم ‪ ،38‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،22‬املؤرخ يف ‪ 03‬جوان ‪.1994‬‬
‫‪ -‬الالئحة التنفيذية رقم ‪ 95‬لسنة ‪ 1995‬املوضوعة ابلقرار رقم ‪ 846‬بتاريخ ‪ 1995-12-21‬الصادرة عن وزارة‬
‫االقتصاد والتجارة اخلارجية‪.‬‬
‫‪ -‬مدونة التجارة املغريب‪.‬‬

‫‪ -4‬مقاالت اجلرائد واجملالت واملداخالت‪:‬‬


‫‪ -‬أبو العال األخضر‪ ،‬وجلطي غامل‪ ،‬احلكم الرشيد وخوصصة املؤسسات‪ ،‬جملة اجلندول‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد‪.2006 ،27‬‬
‫‪ -‬أبو كرش شريف مصباح‪ ،‬مداخلة‪ :‬االستثمار والتمويل يف فلسطني بني آفاق التنمية والتحدايت املعاصرة‪ ،‬املؤمتر العلمي‬
‫األول‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة اخلليل‪ ،‬فلسطني‪ 09-08 ،‬ماي ‪ ،2005‬ص‪.08‬‬
‫‪ -‬بلعجوزاحلسني‪ ،‬وغزي حممد العريب‪ ،‬مداخلة‪ :‬دراسة مقارنة ملخاطر التمويل املصريف بني النظام الكالسيكي والقيمي‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيري والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة حممد بوضياف‪ ،‬املسيلة‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬بن طلحة صليحة‪ ،‬وبوعالم معوشي‪ ،‬دور عقد حتويل الفاتورة يف متويل وحتصيل احلقوق‪،‬امللتقى الدويل عن‪:‬سياسات‬
‫التمويل وأثرهاعلى االقتصادايت واملؤسسات‪ ،‬جامعة حممد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬نوفمّب‪.2006‬‬
‫‪ -‬بن عمارة منصور‪ ،‬املؤسسات املصغرة ودور البنوك يف متويلها‪ ،‬مداخلة‪ ،‬سطيف‪ 28-25 ،‬ماي ‪.2003‬‬
‫‪ -‬بن عنرت عبد الرمحان‪ ،‬وبلوانس عبدهللا‪ ،‬واقع مؤسساتنا الصغرية واملتوسطة وآفاقها املستقبلية‪ ،‬جملة العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫التسيري‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬العدد األول‪.2003‬‬
‫‪ -‬بن يعقوب الطاهر‪ ،‬آمال مهري‪ ،‬مداخلة‪ :‬تقييم نتائج الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ ،‬جامعة سطيف‪12-11 ،‬‬
‫مارس ‪ ،2013‬ص‪.09-08 .‬‬
‫‪ -‬بوداح عبد اجلليل‪ ،‬مداخلة حول‪:‬بدائل التمويل اخلارجي يف املشروعات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬سطيف‪،‬‬
‫‪25‬اىل‪28‬ماي‪.2003‬‬
‫‪ -‬بوكروح عبد الوهاب‪ ،‬بنك اجلزائر يعلن احلرب على شركات أجنبية‪ ،‬الشروق اليومي‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد‪،4176‬‬
‫‪26‬أكتوبر‪ ،2013‬ص‪.5 .‬‬
‫‪ -‬بوساحة جناة ‪ ،‬الرهن القانوين املؤسس للبنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬جملة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫العدد ‪ ،13‬جوان ‪ ،2016‬ص‪.40‬‬
‫‪ -‬جريدة اخلّب‪ ،‬العدد ‪26 ،7025‬مارس ‪ ،2013‬ص‪.9 .‬‬
‫‪ -‬جريدة اخلّب اليومية‪ ،‬العدد‪ ،8420‬الصادر يف ‪ 4‬فيفري ‪ ،2017‬ص‪.15‬‬
‫‪449‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المراجــــــــــــع‬

‫‪ -‬يومية الشروق اجلزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،5571‬الصادر يف ‪09‬سبتمّب ‪ ،2017‬ص‪.03‬‬


‫‪ -‬يومية التحرير اجلزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،1275‬الصادر يف ‪21‬سبتمّب‪ ،2017‬ص‪.04‬‬
‫‪ -‬حزوري حسن‪ ،‬املخاطر الواقعة على البنوك اإلسالمية‪ ،‬املؤمتر الرابع للبنوك واملؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوراي‪،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ -‬محزة الكحال‪ 81 ،‬مليار دوالر قروض متعثرة يف اجلزائر‪ ،‬العريب اجلديد‪ ،‬العدد ‪ ،921‬األربعاء ‪ 08‬مارس ‪،2017‬‬
‫ص‪.09‬‬
‫‪ -‬حيدر انصر‪ ،‬مداخلة حول‪ :‬دور بنك الّبكة يف دعم املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪،‬‬
‫اجلزائر‪28 ،‬ماي‪.2003‬‬
‫‪ -‬خالدي خدجية‪ ،‬التمويل اإلسالمي فرص وحتدايت‪ ،‬الدورة التدريبية حول‪ :‬متويل املشروعات الصغرية واملتوسطة وتطويرها‬
‫يف االقتصادايت املغاربية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬بسكرة‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬خنفوسي عبد احلزيز‪ ،‬عيسى لعالوي‪ ،‬مداخلة‪ :‬البيئة املصرفية اجلزائرية ومدى تناغمها مع إصالحات ‪ ،2010‬موقع‬
‫الكرتوين‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ماي ‪ ،2016‬ص‪.07-06‬‬
‫‪ -‬خلف عبد الرؤوف‪ ،‬املدير العام لصندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬حصة ضيف الصباح‪ ،‬القناة‬
‫اجلزائرية األوىل‪ 23 ،‬ماي ‪.2017‬‬
‫‪ -‬خوين رابح‪ ،‬مداخلة حول‪ :‬آفاق متويل وترقية املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر‪ ،‬سطيف‪.2003 ،‬‬
‫‪ -‬رقية جبار‪ ،‬مداخلة حول‪ :‬الكفالة البنكية كضمان يف الصفقات العمومية‪ ،‬جامعة املدية‪20 ،‬مارس ‪.2013‬‬
‫‪ -‬زعباط عبد احلميد‪ ،‬مداخلة حول‪ ،‬دوراملواردالبشرية يف حتسني القدرة التنافسية للمؤسسةاالقتصادية‪ ،‬كليةالعلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة ورقلة‪10-09 ،‬مارس‪.2004‬‬
‫‪ -‬زيدان حممد‪ ،‬اهلياكل واآلليات اجلديدة الداعمة يف متويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة ابجلزائر‪ ،‬ملتقى جبامعة الشلف‪،‬‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ -‬الكراسنة إبراهيم‪ ،‬أطر أساسية ومعاصرة يف الرقابة على البنوك وإدارة املخاطر‪ ،‬معهد السياسات االقتصادية‪ ،‬أبوظيب‪،‬‬
‫مارس‪.2006‬‬
‫‪ -‬الشني حممود املرسي‪ ،‬مداخلة حول‪ :‬التمويل ابملشاركة للمشروعات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم‬
‫التسيري‪ ،‬سطيف‪ 28-25 ،‬ماي ‪.2003‬‬
‫‪ -‬مبارك باللطة‪ ،‬وبلعور سليمان‪ ،‬ودادن عبد الوهاب‪ ،‬مداخلة حول‪ :‬اآلليات املعتمدة من طرف اجلزائريف متويل املشروعات‬
‫الصغرية واملتوسطة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬اجلزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪ -‬حممد السعيد أمحد‪ ،‬العالقة بني البنوك اإلسالمية والبنك املركزي‪ ،‬جملة التجديد‪ ،‬العدد‪ ،2000 ،3‬ص‪.66-64‬‬
‫‪450‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المراجــــــــــــع‬

‫‪ -‬ميلود مهدي‪ ،‬أدوات التمويل املصريف الالربوية ودورها يف دعم املؤسسات االقتصادية‪ ،‬امللتقى الدويل حول‪ :‬سياسات‬
‫التمويل وأثرها على االقتصادايت واملؤسسات جامعة حممد خيضر‪ ،‬بسكة‪ ،‬نوفمّب‪.2006‬‬
‫‪ -‬عبد هللا خالدأمني‪ ،‬التحليل املايل لغاية التنبؤ ابلفشل‪ ،‬جملة املصارف العربية‪ ،‬العدد ‪ ،148‬عمان‪.1993 ،‬‬
‫‪ -‬عبد احلليم عمر حممد‪ ،‬صيغ التمويل اإلسالمية للمشروعات الصغرية القائمة على أسلوب الدين‪،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫وعلوم التسيري‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ماي‪.2003‬‬
‫‪ -‬عقال إلياس‪ ،‬حبيب كرمية‪ ،‬زقرير عادل‪ ،‬مداخلة‪ :‬دور صندوق ضمان القروض يف إنشاء املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬ملتقى‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬يف ‪5‬و‪6‬ماي ‪.2013‬‬
‫‪ -‬فتيحة خومس‪ ،‬خّباء يقرتحون تعويض القرض ابلشراكة‪ ،‬اخلّب األسبوعي‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد‪ ،240‬من‪-4‬‬
‫‪10‬أكتوبر‪ ،2003‬ص‪.5 .‬‬
‫‪ -‬السعد أمري‪ ،‬قضااي نظرية يف العوملة املالية‪ ،‬جملة التواصل‪ ،‬عنابة‪ ،‬العدد ‪.2005 ،15‬‬
‫‪ -‬سعيدي وصاف‪ ،‬عوداي مولود‪ ،‬مداخلة‪ :‬االستثمار البشري كمحدد أساسي لنمو القطاع التصديري‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة ورقلة‪9 ،‬و‪10‬مارس ‪.2004‬‬
‫‪ -‬الشريف رحيان‪ ،‬التعثر املايل‪ :‬املراحل‪ ،‬األسباب والطرق وإجراءات املعاجلة‪ ،‬جملة التواصل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.118‬‬
‫‪ -‬قوجيل منصور‪ ،‬أتخر هتيئة العقار الصناعي يعطل االستثمار‪ ،‬جريدة اخلّب اليومي‪ ،‬العدد‪ ،8347‬اخلميس‬
‫‪1‬ديسمّب‪ ،2016‬ص‪.07‬‬
‫‪ -‬صاحلي الواسعة زرارة‪ ،‬مقال‪ :‬عقد اإلعتماد اإلجيار لألصول املنقول‪ ،‬جملة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد ‪-27‬‬
‫‪ ،28‬نوفمّب ‪ ،2012‬ص ‪.356-355‬‬
‫‪ -‬صواليلي حفيظ‪ ،‬سعر صرف األورو يالمس ‪190‬أورو يف السوق املوازية‪ ،‬جريدة اخلّب اليومي‪ ،‬العدد‪ ،8347‬اخلميس‬
‫‪1‬ديسمّب‪ ،2016‬ص‪.11‬‬

‫‪ -‬صواليلي حفيظ‪ ،‬وكالة دعم تشغيل الشباب ً‬


‫مولت أكثر من ‪370‬ألف مؤسسة‪ ،‬جريدة اخلّب اليومي‪ ،‬العدد‪،8420‬‬
‫مؤرخ يف ‪04‬فيفري‪ ،2017‬ص ‪.05‬‬
‫‪ -‬لقاء مع مدير بنك الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬وكالة اجللفة‪ ،‬يف ‪8‬جويلية‪ 2013‬على الساعة العاشرة صباحا‪.‬‬
‫‪ -‬يوسفي مسية‪ ،‬دعوة الوزير األول لإلسراع يف إجياد حلول للمؤسسات‪ ،‬اخلّب اليومي‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد‪،7242‬‬
‫‪3‬نوفمّب‪ ،2013‬ص‪.7 .‬‬

‫‪ -5‬احملاضرات واملذكرات‪:‬‬

‫‪451‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المراجــــــــــــع‬

‫‪ -‬أمقران راضية‪ ،‬ضماانت البنك يف جمال االئتمان‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬عقود ومسؤولية‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪،‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ -‬أمقران راضية‪ ،‬خطاابت الضمان املصرفية وموقف الشريعة اإلسالمية منها‪ ،‬رسالة دكتوراه يف احلقوق‪ ،‬القانون اخلاص‪،‬‬
‫جامعة اجلزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ -‬آيت عكاش مسري‪ ،‬تطورات القواعد االحرتازية للبنوك‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.2013 ،‬‬
‫‪ -‬بلخريي السعيد‪ ،‬دور الضماانت البنكية يف التجارة اخلارجية‪ ،‬مذكرة هناية الدراسة‪ ،‬ليسانس يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة‬
‫اجللفة‪.2008 ،‬‬
‫‪ -‬بلعالية أمحد‪ ،‬حماضرات يف مقياس التأمني‪ ،‬غري منشورة‪ ،‬لطلبة الليسانس‪ ،‬علوم قانونية وإدارية‪ ،‬جامعة اجللفة‪.2004 ،‬‬
‫‪ -‬بن سديرة فوزي‪ ،‬حماضرات يف القانون املدين‪ ،‬غري منشورة‪ ،‬لطلبة الليسانس‪ ،‬علوم قانونية وإدارية‪ ،‬جامعة اجللفة‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -‬البقريات عبد القادر‪ ،‬دروس يف القانون التجاري اجلزائري‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬السنة الثالثة ليسانس‪ ،‬املدرسة الوطنية‬
‫لإلدارة‪ ،‬اجلزائر‪.2004-2003 ،‬‬
‫‪ -‬حبار حممد‪ ،‬حماضرات حول متويل املؤسسة‪ ،‬غري منشورة‪ ،‬ماجستري قانون املؤسسة‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة وهران‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬حزام فتيحة‪ ،‬عقد التمويل املتعلق ابمللكية يف البنوك اإلسالمية‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬القانون اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة‬
‫اجلزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪ -‬خالدي اثمر‪ ،‬خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬القانون اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة وهران‪.2012 ،‬‬
‫‪ -‬خثري موالي‪ ،‬قوانني احلذر واحليطة‪،‬حماضرة يف االقتصاد البنكي‪ ،‬جامعة تلمسان‪.2008 ،‬‬
‫‪ -‬دامن حممد‪ ،‬دراسة نظرية وتطبيقية يف الرهون‪ ،‬مذكرة خترج لنيل شهادة الليسانس‪ ،‬علوم قانونية وإدارية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ -‬دغنوش العطرة‪ ،‬البنوك التجارية ودورها يف متويل املؤسسة‪ ،‬حالة اجلزائر‪ ،‬مذكرة ماجستري يف العلوم االقتصادية‪ ،‬فرع نقود‬
‫ومالية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.2001 ،‬‬
‫‪ -‬زاينة آيت وازو‪ ،‬مسؤولية البنك املركزي يف مواجهة األخطار املصرفية‪ ،‬رسالة دكتوراه علوم‪ ،‬القانون اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق‪،‬‬
‫جامعة تيزي وزو‪.2012 ،‬‬
‫‪ -‬زراوي صاحل فرحة‪ ،‬حماضرات يف القانون التجاري‪ ،‬لطلبة السنة الثالثة ليسانس‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة وهران‪.2003 ،‬‬
‫‪ -‬كمني مسعود‪ ،‬احلجز العقاري‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬قانون األعمال‪ ،‬جامعة ابتنة‪.‬‬
‫‪ -‬للوشي حممد‪ ،‬األخطار املصرفية‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬اجلزائر‪.2002 ،‬‬

‫‪452‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المراجــــــــــــع‬

‫‪ -‬لوالشي ليلى‪ ،‬التمويل املصريف للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة بسكرة‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -‬مرزاق سليمان‪ ،‬دراسات اجلدوى االقتصادية كأداة الختاذ القرار االستثماري‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫اجلزائر‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬ملزي عبد الرمحان‪ ،‬حماضرات يف القانون البحري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬مايدي عبد الرمحان‪ ،‬خماطر التمويل يف املصارف اإلسالمية‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬كلية العلوم اإلسالمية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ -‬فياليل بومدين‪ ،‬اجلوانبالقانونية واالقتصادية لالعتماد االجياري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة‬
‫بلعباس‪.2001 ،‬‬
‫‪ -‬قاصدي صورااي‪ ،‬قواعد االحتياط من املخاطر البنكية يف النظام املصريف اجلزائري‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬القانون اخلاص‪ ،‬جامعة‬
‫اجلزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪ -‬قطوش محيد‪ ،‬تكييف البنوك التجارية مع اقتصاد السوق‪ ،‬تسيري املخاطرة البنكية‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫جامعة اجلزائر‪.2000 ،‬‬
‫‪ -‬فهيمة قسوري‪ ،‬املسؤولية املدنية لإلعتماد املستندي‪ ،‬رسالة دكتوراه يف العلوم‪ ،‬القانون اخلاص‪ ،‬جامعة بسكرة‪.2016 ،‬‬
‫‪ -‬سعدوين معمر‪ ،‬احلماية القانونية ضد املخاطر البنكية يف ظل التحول حنو اقتصاد السوق‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬قانون‬
‫األعمال‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.2001 ،‬‬
‫‪ -‬شاميب لينده‪ ،‬االئتمان املصريف‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬القانون اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ -‬القواميس‪:‬‬
‫‪ -‬سهيل إدريس‪ ،‬وعبد النور جبور‪ ،‬املنهل‪ ،‬قاموس فرنسي عريب‪ ،‬دار اآلداب‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪.1985 ،8‬‬
‫‪ -‬ابتسام القرام‪ ،‬املصطلحات القانونية يف التشريع اجلزائري‪ ،‬قاموس ابللغتني العربية والفرنسية‪ ،‬قصر الكتاب‪ ،‬البليدة‪،‬‬
‫‪.1998‬‬

‫‪453‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المراجــــــــــــع‬

:‫ المراجع باللغة الفرنسية‬-8


:‫ المراجع العامة بالفرنسية‬-‫أ‬

- Aglieta m, et Moutot p, le risque de système et sa prévention, paris, cahiers


économique et monétaire, no41,1993.
- Afonsi Gérard, pratique de gestion et d'analyse financière, édition,
d'organisation, paris, 1984.
– Amine trazi, risque bancaire déréglementation financière et réglementation
prudentielle, paris, édition presse universitaire de limoge, 1996.
- BenHalima, amour, pratiques des techniques bancaires, édition dahleb,
Algerie, 1997.
- Branlard, Paul, Jean, Droit du crédit, A engende,4éme édition,1997.
- Dekeuner Francoise, droit bancaire, édition dalloz, France, 1999.
- Gavalda, C et Stoufflet, j, droit commercial,chèque et effet de commerce,
tome2, paris,1994,p. 115.
- Jean, Mondino, Y, Thomas, Le droit du crédit, Dunod, Paris,1992.
- Lacheb, Mahfoud, Droit bancaire, Imprimerie moderne des arts graphiques,
2001.
- Lamarque Eric, gestion bancaire, édition person, éducation canada,2003. -
- Peyrard, j, finance internationale d'entreprise, vuibert, paris, 1988.
- René, Roblot, Traité élémentaire de droit commercial,9éd, tome2, mise à
jour, 1 septembre 1984
- Salah, Mohamed, Les sociétés commerciales, Tome1, édition Edik, Oran,
2005.
:‫المراجع الخاصة بالفرنسية‬-‫ب‬
- Amrouche Rachid, régulation, risque et contrôle bancaire, édition
bibliopolis, Alger, 2004.
- Bastin, Jean, L'assurance-crédit,2éme édition, L. G. D. J, Paris,1993.
- Bouteclet, Blocaille, Droit du crédit, 2éme édition, masson, France,1995.
- Christian Larroumet, Les pools bancaires, La tribune de l'assurance 2000.
- Croq, Pierre, Propriété et garantie, L. G. D. J, Paris,1995.

454
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫المراجــــــــــــع‬

- Hegner Philipe, La caution personnelle, 2éme 2dition, Rezelfels, Toulouse,


1996.
- Jean Pierre arrichi, et Jaque spindler, Les règles de prévention des risques,
contrôle des activités bancaires et risques financiers, édition économica,
Paris,1998.
- Legeais, Dominique, Sûretés et garanties du crédit, L. G. D. J, Paris,1995. -
- Remelleret. M, Les sûretés du crédit, clé édition banque, Paris, 1983. -

:‫ المجالت‬-‫ج‬
- Barré, xavier, Lettres d'intentions, J. C. P, banque et crédit,1997.
- Kamel benkaldi, L'ANSEJ signe de nouvelles conventions, journal El
watan, 25 octobre 2003. P5.
- Mathieu Michel, L'exploitant Bancaire et le risque de crédit, revue banque
éditeur, 1995.
- Salah. M, Zéraoui Salah, Farha, Revue entreprise et commerce, Edik, Oran,
N°1, 2005.

455
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الفهرس‬

‫الفهرس‬
‫مقدمة ‪1 .......................................... ................................ ................................‬‬
‫فصل متهيدي‪ :‬أساسيات عن خماطر متويل املؤسسة االقتصادية والضماانت ‪12.........................................‬‬
‫املبحث األول‪ :‬أساسيات عن نظام متويل املؤسسة االقتصادية ‪13..................... ................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬آليات التمويل التقليدية ‪13......................................... ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التمويل قصري األجل (‪13.............................. )Le financement à court terme‬‬
‫أوال‪ :‬االئتمان التجاري (‪13................. ................................ )Le crédit commercial‬‬
‫اثنيا‪ :‬القروض العامة (‪14...................... ................................ )Les crédits globaux‬‬
‫اثلثا‪ :‬القروض اخلاصة (‪16................. ................................ )Les crédits spécifique‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬التمويل متوسط األجل (‪19.......................... )Le financement à moyen terme‬‬
‫أوال‪ :‬قروض املدة (‪20.............................. ................................ )Crédit de terme‬‬
‫اثنيا‪ :‬قروض التجهيزات (‪21............... ................................ )Crédits d'équipements‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التمويل طويل األجل (‪21.............................. )Le financement à long terme‬‬
‫أوال‪ :‬التمويل عن طريق األسهم (‪22............................. )Le financement par les actions‬‬
‫اثنيا‪ :‬التمويل عن طريق السندات (‪23..................... )Le financement par les obligations‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬آليات التمويل املستحدثة ‪24........................................ ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االعتماد االجياري (‪24....................... ................................ )Le crédit-bail‬‬
‫أوال‪ :‬االعتماد االجياري العملي (‪25...................................... )Crédit-bail opérationnel‬‬
‫اثنيا‪ :‬االعتماد اإلجياري املايل (‪25............................................. )Crédit-bail financier‬‬
‫اثلثا‪ :‬القرض االجياري للمنقول (‪26............................................ )Crédit-bail mobilier‬‬
‫رابعا‪ :‬القرض االجياري للعقار (‪27.......................................... )Crédit-bail immobilier‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬التمويل عن طريق عقد حتويل الفاتورة (‪27........................................ )Le factoring‬‬
‫أوال‪ :‬حقوق أطراف عقد حتويل الفاتورة ‪28.................................... ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬خدمات الفاكتورينغ ‪29............... ................................ ................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التمويل عن طريق رأس املال املخاطر (‪30................................. )Le capital-risque‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬آليات التمويل اإلسالمية ‪31....................................... ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬املضاربة ‪31...................... ................................ ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬املشاركة ‪31...................... ................................ ................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬املراحبة ‪32....................... ................................ ................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬اإلجارة ‪33....................... ................................ ................................‬‬
‫أوال‪ :‬اإلجارة التمليكية ‪33.................. ................................ ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬اإلجارة التشغيلية ‪33.................. ................................ ................................‬‬

‫‪456‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الفهرس‬

‫املطلب الرابع‪ :‬اإلجراءات العملية لعملية التمويل ‪34................................. ................................‬‬


‫املبحث الثاين‪ :‬أساسيات عن خماطر متويل املؤسسة االقتصادية ‪38..................... ................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬املخاطر املرتبطة ابملؤسسة االقتصادية ‪38.............................. ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اخلطر القانوين (‪38................... ................................ )Le risque juridique‬‬
‫أوال‪ :‬مراعاة الشكل القانوين للمؤسسة ‪39..................................... ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬مراعاة الشروط املوضوعية ‪39........................................... ................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬مراعاة الشروط الشكلية ‪41............................................ ................................‬‬
‫رابعا‪ :‬دراسة اجلدوى القانونية ‪42............................................ ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬اخلطر البشري (‪43................... ................................ )Le risque d'humain‬‬
‫أوال‪ :‬حاالت اخلطر البشري ‪43.............. ................................ ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬مسؤولية اإلدارة ‪44.................... ................................ ................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬مراعاة اخلطر البشري ‪45............... ................................ ................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اخلطر املايل (‪47.................... ................................ )Le risque financier‬‬
‫أوال‪ :‬اعطاء املؤسسة وضعية مالية تتماشى وحجمها ‪48......................... ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬اعطاء املؤسسة وضعية مالية تتماشى وطابعها االقتصادي ‪48............... ................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬مظاهر اخلطر املايل ‪49................ ................................ ................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬اخلطر االسرتاتيجي (‪50............................................ )Le risque stratégique‬‬
‫الفرع اخلامس‪ :‬خطر عدم التسديد (‪52............................ )Risque de non remboursement‬‬
‫أوال‪ :‬املخاطر اخلارجية (‪53.................... ................................ )Les risques externe‬‬
‫اثنيا‪ :‬املخاطر اخلاصة (‪55..................... ................................ )Les risques propres‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬املخاطر املرتبطة بعمل البنك ‪60..................................... ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬خطر عدم السيولة (‪60............................................. )Risques d'il liquidité‬‬
‫أوال‪ :‬أسباب خطر عدم السيولة ‪63.......................................... ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬الوقاية من خطر عدم السيولة ‪64....................................... ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬خطر التجميد (‪64........................................ )Risque de l'immobilisation‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬خطر سعر الفائدة (‪67........................................ )Risque de taux d'intérêt‬‬
‫أوال‪ :‬أسباب تغري سعر الفائدة ‪69............................................ ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬نتائج خطر سعر الفائدة ‪69............................................ ................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬خطر سعر الصرف (‪70...................................... )Risque de taux de change‬‬
‫الفرع اخلامس‪ :‬خماطر أخرى (‪73......................... ................................ )Autres risques‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬املخاطر املرتبطة بنظام التمويل اإلسالمي ‪74......................... ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬خماطر التمويل ابملراحبة ‪74.......................................... ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬خماطر التمويل ابملضاربة ‪75........................................ ................................‬‬
‫‪457‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الفهرس‬

‫الفرع الثالث‪ :‬خماطر التمويل ابملشاركة ‪76....................................... ................................‬‬


‫الفرع الرابع‪ :‬خماطر التمويل ابإلجارة ‪77......................................... ................................‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬أساسيات عن الضماانت ‪79........................................ ................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬طبيعة الضماانت ‪79............... ................................ ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الضماانت وأسباب اللجوء إليها ‪79.......................... ................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الضماانت ‪79.................. ................................ ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬أسباب اللجوء إليها ‪80................ ................................ ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬التمييز بني التأمينات والضماانت ‪81................................ ................................‬‬
‫أوال‪ :‬التأمينات (‪81....................................... ................................ )Les suretés‬‬
‫اثنيا‪ :‬الضماانت (‪82.................................. ................................ )Les garanties‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مبادئ الضماانت ‪82............................................ ................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬أمهية الضماانت ‪84................ ................................ ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حالة البنك يف حال عدم وجود ضماانت ‪84........................ ................................‬‬
‫أوال‪ :‬جزاءات عدم تنفيذ املدين اللتزاماته أو التأخر يف تنفيذها ‪85............... ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬حق الضمان العام ‪86................. ................................ ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬بعض االعتبارات املتعلقة ابلضماانت ‪89............................. ................................‬‬
‫أوال‪ :‬قيمة الضمان ‪89...................... ................................ ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬اختيار الضماانت ‪91................. ................................ ................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬أساسيات عن الضماانت البنكية الدولية ‪92.......................... ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عموميات عن الضماانت البنكية الدولية ‪93......................... ................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الضماانت البنكية الدولية ‪93.................................... ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬األطراف املتدخلة يف الضمان ‪93....................................... ................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬أسباب اللجوء للضماانت ‪94.......................................... ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬أنواع الضماانت البنكية الدولية ‪94.................................. ................................‬‬
‫أوال‪ :‬أنواع الضماانت البنكية حسب الشكل ‪94............................... ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬أنواع الضماانت البنكية حسب املوضوع ‪95.............................. ................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬أنواع الضماانت حسب األطراف ‪99.................................... ................................‬‬
‫الباب األول‪ :‬الضماانت التقليدية من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية ‪102 ...........................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضماانت الشخصية من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية ‪102 .........................................‬‬
‫املبحث األول‪ :‬الكفالة (‪103 ......................... ................................ )Le cautionnement‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم الكفالة ‪104 ............... ................................ ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الكفالة ‪104 .............. ................................ ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬خصائص الكفالة ‪107 ............................................ ................................‬‬
‫‪458‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الفهرس‬

‫أوال‪ :‬الكفالة عقد رضائي (‪107 ................. ................................ )contrat consensuel‬‬


‫اثنيا‪ :‬الكفالة عقد ملزم جلانب واحد (‪107 ........................................ )Contrat unilatéral‬‬
‫اثلثا‪ :‬الكفالة عقد تّبعي (‪108 ................... ................................ )Contrat libéralité‬‬
‫رابعا‪ :‬الكفالة عقد تبعي (‪108 ................ ................................ )Contrat subordonné‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع الكفالة ‪109 ............... ................................ ................................‬‬
‫أوال‪ :‬الكفالة االتفاقية والقانونية والقضائية ‪109 ................................ ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬الكفالة الشخصية والكفالة العينية ‪110 ................................. ................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬الكفالة التجارية (‪110 ................................... )Le cautionnement commercial‬‬
‫رابعا‪ :‬الكفالة البسيطة والكفالة التضامنية ‪111 ................................ ................................‬‬
‫خامسا‪ :‬الكفالة البنكية (‪112 ......................................... )Cautionnement Bancaire‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬التزام الكفيل ‪112 ................. ................................ ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شروط انعقاد الكفالة ‪113 ........................................ ................................‬‬
‫أوال‪ :‬الرضا (‪113 ................................ ................................ )Le consentement‬‬
‫اثنيا‪ :‬األهلية (‪118 ...................................... ................................ )La capacité‬‬
‫اثلثا‪ :‬احملل (‪125 .............. ................................ ................................ )L'objet‬‬
‫رابعا‪ :‬السبب (‪134 ......................................... ................................ )La cause‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬نطاق التزام الكفيل ‪136 .......................................... ................................‬‬
‫أوال‪ :‬نطاق التزام الكفيل من حيث املوضوع ‪136 .............................. ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬نطاق التزام الكفيل من حيث األشخاص ‪138 ........................... ................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬آاثر الكفالة (‪139 ............... ................................ )Des effets du contrat‬‬
‫أوال‪ :‬عالقة الدائن ابملدين األصلي ‪140 ...................................... ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬عالقة الدائن ابلكفيل ‪140 ............................................ ................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬عالقة الكفيل ابملدين ‪143 ............................................ ................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬حاالت انقضاء الكفالة ‪143 ....................................... ................................‬‬
‫أوال‪ :‬انقضاء الدين األصلي ‪144 ............................................ ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬خطأ البنك الدائن ‪144 ............... ................................ ................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬التغري الطارئ على املكفول ‪145 ....................................... ................................‬‬
‫رابعا‪ :‬حتلل الكفيل من التزامه ‪146 .......................................... ................................‬‬
‫خامسا‪ :‬حالة إفالس املؤسسة ‪146 .......................................... ................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تقييم فعالية الكفالة ‪147 .......................................... ................................‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬الضمان االحتياطي (‪149 ................................ ................................ )L'aval‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم الضمان االحتياطي ‪149 ..................................... ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الضمان االحتياطي ‪149 ................................... ................................‬‬
‫‪459‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الفهرس‬

‫الفرع الثاين‪ :‬خصائص الضمان االحتياطي ‪151 ................................. ................................‬‬


‫املطلب الثاين‪ :‬شروط صحة الضمان االحتياطي وآاثره ‪152 .......................... ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شروط صحة الضمان االحتياطي ‪152 .............................. ................................‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط املوضوعية ‪152 ............... ................................ ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬آاثر الضمان االحتياطي (‪158 ............................................. )Des effet d'aval‬‬
‫أوال‪ :‬عالقة الضامن االحتياطي ابلبنك الدائن ‪158 ............................ ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬عالقة الضامن االحتياطي ابملدين املضمون ‪160 ......................... ................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬عالقة الضامن االحتياطي ابملوقعني اآلخرين على السند ‪160 .............. ................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تقييم فعالية الضمان االحتياطي ‪161 ............................... ................................‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬الضماانت العينية من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية ‪163 .............................................‬‬
‫املبحث األول‪ :‬الرهن الرمسي (‪164 .......................... ................................ )L'hypothèque‬‬
‫املطلب األول‪ :‬طرق إنشاء الرهن الرمسي ‪165 ...................................... ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الرهن الرمسي االتفاقي (‪166 ........................................ )Hypothèque amiable‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط الشكلية ‪166 ................. ................................ ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬الشروط املوضوعية ‪167 ............... ................................ ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬الرهن القانوين (‪171 .................. ................................ )Hypothèque légale‬‬
‫أوال‪ :‬شروط الرهن القانوين ‪171 ............................................. ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬آاثر الرهن القانوين ‪174 ............... ................................ ................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬تقييم فعالية الرهن القانوين ‪175 ........................................ ................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الرهن القضائي (‪176 ........................................... )Hypothèque judiciaire‬‬
‫أوال‪ :‬شروط الرهن القضائي ‪177 ............................................ ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬إجراءات احلصول على رهن قضائي ‪180 ................................ ................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬تقييم فعالية الرهن القضائي ‪182 ....................................... ................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬آاثر الرهن الرمسي وحاالت انقضائه ‪182 ............................. ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬آاثر الرهن الرمسي ‪182 ............................................ ................................‬‬
‫أوال‪ :‬آاثر الرهن الرمسي ابلنسبة للمتعاقدين ‪183 ............................... ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬آاثر الرهن الرمسي ابلنسبة إىل الغري ‪186 ................................. ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬حاالت انقضاء الرهن الرمسي ‪196 .................................. ................................‬‬
‫أوال‪ :‬انقضاء الرهن الرمسي بصفة تبعية ‪197 ................................... ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬انقضاء الرهن الرمسي بصفة أصلية ‪197 .................................. ................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تقييم فعالية الرهن الرمسي ‪198 ..................................... ................................‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬الرهن احليازي (‪203 .......................... ................................ )Nantissement‬‬
‫املطلب األول‪ :‬القواعد العامة للرهن احليازي وحاالت انقضائه ‪204 ................... ................................‬‬
‫‪460‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الفهرس‬

‫الفرع األول‪ :‬القواعد العامة للرهن احليازي ‪205 .................................. ................................‬‬


‫أوال‪ :‬شروط صحة الرهن احليازي ‪205 ....................................... ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬آاثر عقد الرهن احليازي ‪207 .......................................... ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬حاالت انقضاء الرهن احليازي ‪215 ................................. ................................‬‬
‫أوال‪ :‬انقضاء الرهن احليازي بصفة تبعية ‪216 .................................. ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬انقضاء الرهن احليازي بصفة أصلية ‪216 ................................ ................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬أنواع الرهن احليازي ‪216 ........................................... ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الرهن احليازي مع نقل احليازة (‪217 ................. )Nantissement avec dépossession‬‬
‫أوال‪ :‬الرهن احليازي للصفقات (‪217 ................................... )Nantissement de marchés‬‬
‫اثنيا‪ :‬الرهن احليازي لسندات الصندوق (‪219 .......................................... )Bons de caisse‬‬
‫اثلثا‪ :‬الرهن احليازي لألوراق التجارية (‪220 ............... )Nantissement d'effets de commerce‬‬
‫رابعا‪ :‬رهن األوراق املالية (‪222 ............................................ )Les valeurs mobilières‬‬
‫خامسا‪ :‬الرهن احليازي للدين (‪224 ..................................... )Nantissement de créance‬‬
‫سادسا‪ :‬الرهن احليازي للبضائع (‪226 ............................. )Warrantage de marchandises‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬الرهن احليازي دون نقل احليازة (‪227 ........................ )Le gage sans dépossession‬‬
‫أوال‪ :‬الرهن احليازي للمحل التجاري (‪227 ..................... )Le gage du fonds de commerce‬‬
‫اثنيا‪ :‬الرهن احليازي لألدوات واملعدات اخلاصة ابلتجهيز ‪242 ................... ................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬إشكالية الرهن احليازي للسيارات ‪245 .................................. ................................‬‬
‫رابعا‪ :‬الرهن البحري ‪247 ................... ................................ ................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تقييم فعالية الرهن احليازي ‪249 .................................... ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تقييم الرهن احليازي بصفة إمجالية ‪249 .............................. ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬تقييم الرهن احليازي بصفة تفصيلية ‪251 ............................. ................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬القواعد العامة حلقوق االمتياز ‪253 .................................. ................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬امتياز البنوك ‪255 ................. ................................ ................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تقييم فعالية حقوق االمتياز ‪256 ................................... ................................‬‬
‫الباب الثاين‪ :‬الضماانت املستحدثة يف احلماية من خماطر التمويل ‪260 ................. ................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الضماانت الناشئة عن املمارسات البنكية ‪261 ........................ ................................‬‬
‫املبحث األول‪ :‬آلية التأمني (‪261 .............................. ................................ )L'assurance‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم عقد التأمني ‪262 ........................................... ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف عقد التأمني ‪262 .......................................... ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬خصائص عقد التأمني ‪263 ........................................ ................................‬‬
‫أوال‪ :‬عقد احتمايل (‪263 ......................... ................................ )Contrat aléatoire‬‬
‫اثنيا‪ :‬عقد معاوضة (‪263 ..................... ................................ )Contrat commutatif‬‬
‫‪461‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الفهرس‬

‫اثلثا‪ :‬عقد ملزم جلانبني (‪264 ........................................... )Contrat synallagmatique‬‬


‫رابعا‪ :‬عقد مستمر (‪264 ......................... ................................ )Contrat successif‬‬
‫خامسا‪ :‬عقد إذعان (‪264 ..................... ................................ )Contrat d'adhésion‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬شروط عقد التأمني ‪264 ......................................... ................................‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط املوضوعية العامة ‪264 ......................................... ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬الشروط الشكلية ‪265 ................ ................................ ................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬دعاوى التأمني ‪265 .............. ................................ ................................‬‬
‫أوال‪ :‬االختصاص النوعي لدعاوى التأمني (‪266 ......................... )Compétence d'attribution‬‬
‫اثنيا‪ :‬االختصاص احمللي لدعاوى التأمني (‪266 ............................ )Compétence territoriale‬‬
‫اثلثا‪ :‬تقادم دعوى التأمني ‪266 ............................................. ................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬أنواع التأمني ‪266 ................. ................................ ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التأمني ضد خماطر العجز والوفاة (‪266 .................. )L'assurance-invalidité et mort‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬أتمني االئتمان (‪268 .................. ................................ )L'assurance-crédit‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف أتمني االئتمان ‪268 ............................................ ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬صور أتمني االئتمان ‪269 ............................................. ................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬أتمني االئتمان بني املبادئ وحتقيق الضمان ‪273 ...................... ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مبادئ أتمني االئتمان ‪273 ........................................ ................................‬‬
‫أوال‪ :‬الشيء املضمون ‪273 ................. ................................ ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬طبيعة اخلطر املضمون ‪273 ............................................ ................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬املصلحة يف التأمني على القرض ‪274 ................................... ................................‬‬
‫رابعا‪ :‬التحكم يف اخلطر ‪275 ............... ................................ ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬حتقيق الضمان لصاحل البنك ‪275 ................................... ................................‬‬
‫أوال‪ :‬الوسائل القانونية لتحقيق الضمان ‪275 .................................. ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬اإلجراءات القانونية لتحصيل الضمان ‪276 .............................. ................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تقييم فعالية أتمني االئتمان ‪277 ................................... ................................‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬خطاب الضمان (‪279 .................... )Lettre d'intention( )Lettre de garantie‬‬
‫املطلب األول‪ :‬خطاب الضمان على املستوى الداخلي ‪280 ......................... ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬خطاابت ضمان ال تتضمن التزام قانوين ‪281 ........................ ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬خطاابت ضمان متضمنة التزام قانوين ‪281 .......................... ................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬خطاابت الضمان اليت تشكل كفاالت حقيقية ‪282 ................. ................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬خطاب الضمان على املستوى الدويل ‪284 ............................ ................................‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬حق امللكية كضمان ‪288 ........................................... ................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬القواعد العامة لالعتماد االجياري ‪291 ............................... ................................‬‬
‫‪462‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الفهرس‬

‫املطلب الثاين‪ :‬اإلجراءات العملية للتمويل بصيغة االعتماد االجياري ‪293 .............. ................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬الضماانت املمنوحة للبنك املؤجر ‪295 .............................. ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلجراءات املتبعة لتحقيق الضمان ‪295 ............................. ................................‬‬
‫أوال‪ :‬الشهر القانوين لالعتماد االجياري ‪296 .................................. ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬الشهر احملاسيب لالعتماد االجياري ‪299 .................................. ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬حتقيق الضمان ‪301 .............. ................................ ................................‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬الضمان املايل ‪306 ................. ................................ ................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬أطراف الضمان املايل ‪307 ......................................... ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬املؤسسة اليت صدر الضمان لصاحلها ‪307 ........................... ................................‬‬
‫أوال‪ :‬التعريف هبذا النوع من املؤسسات ‪308 .................................. ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬البنك املستفيد من الضمان ‪310 ................................... ................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬املؤسسة ماحنة الضمان ‪311 ...................................... ................................‬‬
‫أوال‪ :‬صندوق الكفالة املشرتكة ‪311 .......................................... ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬الصندوقان املخصصان لضمان القروض املوجهة للمؤسسات الصغرية واملتوسطة ‪313 .........................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حتقيق الضمان لصاحل البنوك ‪314 ................................... ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬على مستوى صندوق الكفالة املشرتكة ‪315 ......................... ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬على مستوى صندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغرية واملتوسطة ‪316 ............................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬على مستوى صندوق ضمان قروض االستثمارات للمؤسسات الصغرية واملتوسطة ‪317 .................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تقييم فعالية الضمان املايل ‪318 ..................................... ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أمهية الضمان املايل ‪318 .......................................... ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬حمدودية فعالية الضمان املايل ‪319 .................................. ................................‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬الضماانت مبعناها الواسع ‪323 ........................................ ................................‬‬
‫املبحث األول‪ :‬تشخيص املؤسسة االقتصادية ‪324 .................................. ................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تشخيص عناصر املؤسسة االقتصادية ‪324 ........................... ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تشخيص العناصر العامة ‪325 ..................................... ................................‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطار القانوين للمؤسسة ‪325 ......................................... ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬حتليل الوظيفة اإلدارية ‪326 ............................................ ................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬دراسة السوق ‪328 ................... ................................ ................................‬‬
‫رابعا‪ :‬الدراسة الصناعية ‪329 ................ ................................ ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬تشخيص اجلانب املايل للمؤسسة ‪330 .............................. ................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬االستعالم البنكي ‪331 ............................................. ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اهليئات املختصة ابلشهر والقيد ‪332 ................................ ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬اهليئات املصرفية واملتعاملني مع املؤسسة ‪333 ......................... ................................‬‬
‫‪463‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الفهرس‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تقرير حمافظ احلساابت ‪334 ...................................... ................................‬‬


‫الفرع الرابع‪ :‬الواثئق املالية واحملاسبية ‪334 ....................................... ................................‬‬
‫الفرع اخلامس‪ :‬املعاينة امليدانية ‪335 ............................................ ................................‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬قواعد احليطة واحلذر ‪336 ........................................... ................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬القواعد املتعلقة ابلنسب املالية ‪337 .................................. ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬قاعدة نسبة األموال اخلاصة ابلبنك ‪337 ............................ ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬قاعدة نسبة املالءة ‪338 ........................................... ................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬قاعدة نسبة توزيع أو تقسيم املخاطر ‪341 .......................... ................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الوضعية العامة لنسبة الصرف ‪343 ................................. ................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬القواعد املتعلقة مبنح االئتمان ‪344 ................................... ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الديون اجلارية ‪345 ............... ................................ ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬الديون املصنفة ‪345 .............. ................................ ................................‬‬
‫أوال‪ :‬الديون ذات املشاكل املمكنة ‪345 ...................................... ................................‬‬
‫اثنيا‪ :‬الديون األكثر خطورة ‪346 ............................................ ................................‬‬
‫اثلثا‪ :‬الديون امليؤوس منها ‪346 ............................................. ................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تقييم فعالية قواعد احليطة واحلذر ‪346 .............................. ................................‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬آلية الرقابة ‪351 ................... ................................ ................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬أجهزة الرقابة ‪351 ................. ................................ ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مركزية املخاطر ‪352 .............. ................................ ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬مركزية املستحقات غري املدفوعة ‪354 ................................ ................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مركزية امليزانيات ‪354 ............................................ ................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬اللجنة املصرفية ‪355 .............. ................................ ................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الرقابة اليت تنفرد هبا البنوك اإلسالمية ‪358 ............................ ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬املتابعة ‪358 ..................... ................................ ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬الرقابة الشرعية ‪359 ............... ................................ ................................‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تقييم مدى فعالية آلية الرقابة ‪360 .................................. ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬فعالية آلية الرقابة ‪360 ............................................ ................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬نقائص آلية الرقابة ‪361 ........................................... ................................‬‬
‫اخلامتة‪366 ...................................... ................................ ................................ :‬‬
‫املالحق ‪375 ..................................... ................................ ................................‬‬
‫قائمة املراجع ‪439 ................................ ................................ ................................‬‬
‫الفهرس ‪456 ..................................... ................................ ................................‬‬

‫‪464‬‬
‫الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية‬ ‫الملخص‬

‫الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية‬ : ‫ملخص‬


‫ أما املؤسسة االقتصادية به تسري عملية‬،‫ فبالنسبة للبنك هو من صميم وظائفه‬.‫إن التمويل عملية هامة ابلنسبة للبنك وللمؤسسة االقتصادية‬
.‫ أبرزها خطر عدم التسديد وخطر سعر الفائدة وسعر الصرف وخطر السيولة‬.‫ لكن ذلك ال خيلو من خماطر‬.‫االنتاج‬
‫ إىل الضماانت‬.‫لذلك جرت العادة أن البنك مىت قام بعملية التمويل فإنه يطلب ضماانت تقليدية؛ الضماانت الشخصية والضماانت احلقيقية‬
‫ فالضماانت مبعناها الواسع؛ وهي كل آلية ميكن للبنك استعماهلا حلماية‬.‫املستحدثة؛ التأمني وخطاب الضمان والضمان املايل وحق امللكية كضمان‬
.‫ائتمانه؛ القواعد االحرتازية وآلية الرقابة املصرفية‬
،‫ لذلك جيب أن تكون وسائل احلماية هي كذلك يف تطور مستمر‬،‫وابملقابل املخاطر املرتبطة هبا هي كذلك يف تطور‬،‫إن آليات التمويل يف تطور‬
‫ ومن جهة‬،‫وهذا ملا تتعرض له البنوك من أزمات حىت أصبحنا أمام أزمات مالية تنذر إبفالس دول وليس بنوكا ومؤسسات مالية فحسب هذا من جهة‬
‫ فهي اليوم جمرد وسيلة هتديد املدين أو خمرج‬،‫ أصبحت مبوجبها ال حتقق الفعالية ااملنشودة يف محاية االئتمان‬،‫اثنية ملا تعرفه الضماانت التقليدية من أزمة‬
.‫ لذلك البد من إحداث تغيريات على الضماانت التقليدية مبا خيدم مصلحة الدائن كما فعل املشرع املصري والفرنسي‬،‫انقاذ‬
.‫ مؤسسة اقتصادية; بنك; متويل; خماطر; الضماانت الشخصية; الضماانت احلقيقية; القواعد االحرتازية; الرقابة املصرفية‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Abstract: Guarantees against the risks of financing the economic enterprise

Financing is an important process for the Bank and the Economic enterprise. For the bank is at the heart of its
functions, and the economic society is in the process of production. But that is not without risks. Most notably
the risk of non-payment, interest rate risk, exchange rate and liquidity risk.
There fore, it is customary that the bank, once it has carried out the financing process, requires traditional
guarantees, personal guarantees and real guarantees. and new guarantees; insurance; the guarantee letter; the
financial guarantee; and the right of title as collateral. Guarantees in their broadest sense, any mechanism the
bank can use to protect its credit, prudential rules and banking supervision mechanism.
The mechanisms of finance are developing, and the risks associated with them are also in development.
Therefore, the means of protection must also be in constant development. This is because the banks are exposed
to crises until we are facing financial crises that threaten the bankruptcy of countries, not only banks and
financial institutions. , And on the other hand, what traditional guarantees of a crises is are known to mean that
they do not achieve the desired effectiveness in the protection of credit. Today they are merely a means of
threatening the debtor or a bailout.Therefore, it is necessary to make changes to traditional guarantees in the
interest of the creditor as did the Egyptian and French legislators.
Keywords: economic enterprise; bank; financing; risks; personal guarantees; real guarantees; precautionary
rules; banking supervision.

Résumé : Garanties contre les risques de financement de l'entreprise économique

Le financement est un processus important pour la Banque et l'entreprise économique. Car la banque est au
cœur de ses fonctions, et l'entreprise économique est en cours de production. Mais ce n'est pas sans risques. Plus
particulièrement le risque de non-paiement, le risque de taux d'intérêt, le taux de change et le risque de liquidité.
Par conséquent, il est habituel que la banque, une fois qu'elle ait procédé au processus de financement, exige
des garanties traditionnelles ; des garanties personnelles et des garanties réelles. et nouvelles garanties ;
L'assurance, la lettre de garantie, la garantie financière et le droit de propriété en garantie. et Garanties dans leur
sens le plus large, tout mécanisme que la banque peut utiliser pour protéger son crédit, ses règles prudentielles et
son mécanisme de supervision bancaire.
Les mécanismes de financement se développent et les risques associés à eux sont également en
développement. Par conséquent, les moyens de protection doivent également être en constante évolution. Les
banques sont exposées à des crises jusqu'à ce que nous traversons des crises financières qui menacent la faillite
des pays, pas seulement les banques et les établissements financières. Et, d'autre part, quelles sont les garanties
traditionnelles d'une crise qui signifient qu'elles n'atteignent pas l'efficacité souhaitée dans la protection du crédit.
Aujourd'hui, elles ne constituent qu'un moyen de menacer le débiteur ou un plan de sauvetage. Par conséquent, il
est nécessaire d'apporter des modifications aux garanties traditionnelles dans l'intérêt du créancier, tout comme
les législateurs égyptiens et français.
Mots-clés : entreprise économique ; banque, financement, risques; garantie personnelle; garantie réels; Règles
prudentielles; controle bancaire.

465

You might also like