Professional Documents
Culture Documents
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة الاقتصادية
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة الاقتصادية
رئيسا
ً جامعة وهران 2 أستاذ أ .تـراري ث ـ ـاين مصطفـ ـى
ومقرًرا
مشرفًا ّ جامعة وهران 2 أستاذة أ .زعنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون فتيح ـ ـ ـ ـ ـ ـة
شا
عضوا مناق ً
ً جامعة وهران 2 أستاذة حماضرة أ أ .بلخيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر هنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد
شا
عضوا مناق ً
ً جامعة تيارت أستاذ أ .بومساحـ ـ ـ ـ ـة الشيـ ـ ـ ـ ـ ـخ
شا
عضوا مناق ً
ً جامعة تيارت أستاذ أ .مقنـ ـ ـ ـ ـي بـ ـ ـ ـن عم ـ ـ ـ ـار
شا
عضوا مناق ً
ً جامعة مستغامن أستاذ أ .بقنيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـش عثمـ ـ ـ ـ ـ ـان
-أمي الحنون -حفظها هللا – «الجنة تحت أقدام األمهات» حديث شريف.
-والدي العزيز -حفظه هللا « -رضا الرب من رضا الوالد وسخط الرب في سخط
-إلى نعم السند زوجتي -حفظها هللا« -وخلقنا لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها»
آية.
-إلى أبنائي فلذات كبدي – حفظهم هللا – أسماء ،أحالم ،إبراهيم ،إلياس ،والصغيرة
فتيحة زعنون التي استفدت من توجيهاتها في انجاز هذه الرسالة فحفظها هللا ،وسدد
Financing is an important process for the Bank and the Economic enterprise. For the bank is at the heart of its
functions, and the economic society is in the process of production. But that is not without risks. Most notably
the risk of non-payment, interest rate risk, exchange rate and liquidity risk.
There fore, it is customary that the bank, once it has carried out the financing process, requires traditional
guarantees, personal guarantees and real guarantees. and new guarantees; insurance; the guarantee letter; the
financial guarantee; and the right of title as collateral. Guarantees in their broadest sense, any mechanism the
bank can use to protect its credit, prudential rules and banking supervision mechanism.
The mechanisms of finance are developing, and the risks associated with them are also in development.
Therefore, the means of protection must also be in constant development. This is because the banks are exposed
to crises until we are facing financial crises that threaten the bankruptcy of countries, not only banks and
financial institutions. , And on the other hand, what traditional guarantees of a crises is are known to mean that
they do not achieve the desired effectiveness in the protection of credit. Today they are merely a means of
threatening the debtor or a bailout.Therefore, it is necessary to make changes to traditional guarantees in the
interest of the creditor as did the Egyptian and French legislators.
Keywords: economic enterprise; bank; financing; risks; personal guarantees; real guarantees; precautionary
rules; banking supervision.
Le financement est un processus important pour la Banque et l'entreprise économique. Car la banque est au
cœur de ses fonctions, et l'entreprise économique est en cours de production. Mais ce n'est pas sans risques. Plus
particulièrement le risque de non-paiement, le risque de taux d'intérêt, le taux de change et le risque de liquidité.
Par conséquent, il est habituel que la banque, une fois qu'elle ait procédé au processus de financement, exige
des garanties traditionnelles ; des garanties personnelles et des garanties réelles. et nouvelles garanties ;
L'assurance, la lettre de garantie, la garantie financière et le droit de propriété en garantie. et Garanties dans leur
sens le plus large, tout mécanisme que la banque peut utiliser pour protéger son crédit, ses règles prudentielles et
son mécanisme de supervision bancaire.
Les mécanismes de financement se développent et les risques associés à eux sont également en
développement. Par conséquent, les moyens de protection doivent également être en constante évolution. Les
banques sont exposées à des crises jusqu'à ce que nous traversons des crises financières qui menacent la faillite
des pays, pas seulement les banques et les établissements financières. Et, d'autre part, quelles sont les garanties
traditionnelles d'une crise qui signifient qu'elles n'atteignent pas l'efficacité souhaitée dans la protection du crédit.
Aujourd'hui, elles ne constituent qu'un moyen de menacer le débiteur ou un plan de sauvetage. Par conséquent, il
est nécessaire d'apporter des modifications aux garanties traditionnelles dans l'intérêt du créancier, tout comme
les législateurs égyptiens et français.
Mots-clés : entreprise économique ; banque, financement, risques; garantie personnelle; garantie réels; Règles
prudentielles; controle bancaire.
الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية مقدمة
مقدمة
إن املؤسسة االقتصادية هي ذلك الكيان املادي والبشري القائم على مجع عناصر اإلنتاج وحتويلها من
أجل احلصول على سلعة أو تقدمي خدمة لتلبية حاجيات ورغبات اجملتمع ،1وهذا الكيان يتنوع حسب املعيار
2
تبعا لطبيعة امللكية.
القانوين أو حجمه أو طابعه االقتصادي او ً
ومهما يكن نوع املنشأة االقتصادية ،فإهنا تسعى دائما إىل حتقيق األرابح املمكنة ،وحتقيق األهداف
االجتماعية والتكنولوجية ،والبقاء على الساحة االقتصادية ،ولكن ال يتأتى هلا ذلك إال حبصوهلا على عوامل
اإلنتاج املختلفة ،واليت أمهها على اإلطالق رؤوس األموال اليت يتم احلصول عليها عن طريق التمويل ،الذي هو
عملية إمداد الغري ابألموال الالزمة لتسيري مؤسسته ،سواء أكان هذا اإلمداد ذاتيا داخليا ،وهذا عندما متول
املؤسسة االقتصادية ذاهتا بذاهتا ،ولكن هذا غري كاف وخاصة يف حال متويل نشاطات االستثمار ،3فيتم
اللجوء إىل مصادر خارجية أمهها على اإلطالق البنوك ابعتبارها وسيط فعال بني املدخرين واملستثمرين وهذا
مقابل حصوهلا على أرابح إذا كنا أمام بنوك إسالمية أو فوائد إذا كانت بنوك كالسيكية ،حيث تقوم بتوزيع
هذه األموال على املؤسسات اليت هي حباجة إىل ذلك لفرتة معينة ،فهنا األموال تنتقل من أصحاب الفائض
املايل إىل أصحاب االحتياجات املالية ،وهذا ما يعّب عنه ابلوساطة املالية.4
ومهما تكن آلية التمويل املعتمدة ،فإن هذه العملية حيوية وخطرية يف آن واحد ،فحيوية ألن املؤسسة
املمولة حتتاج إىل ذلك لتسيري عجلة اإلنتاج أو القدرة على تقدمي اخلدمات ،ومن جهة املؤسسة ِّ
املمولة َّ
(البنك) فإن عملية التمويل هي من صميم وظائفها وأوالها ،ألهنا تقوم بضمان متويل هذه املؤسسات
االقتصادية املنتجة ،فتلعب دور وسيط فعال بني االدخار واالستثمار مقابل حصوهلا على فوائد.
-1هناك عدة تعريفات للمؤسسة االقتصادية ،راجع انصر دادي عدون ،اقتصاد املؤسسة ،دار احملمدية العامة ،اجلزائر ،الطبعة الثانية ،1998 ،ص.10-9
حممد حبار ،حماضرات متويل املؤسسة ،ماجستري قانون املؤسسة ،جامعة وهران.2006 ،
-2فبالنظر للمعيار القانوين ،فهي تصنف إىل مؤسسات فردية وشركات .أما حسب معيار احلجم ،فهي تقسم إىل مؤسسات صغرية ومتوسطة ،وكبرية .وأما
فيما خيص طبيعة امللكية ،فتكون عمومية أو خاصة أو خمتلطة .وتبعا لطابعها االقتصادي أو لطبيعة النشاط الذي متارسه ،فتكون إما مؤسسة صناعية أو
فالحية أو جتارية أو مالية أو خدماتية ،انصر دادي عدون ،املرجع السابق ،ص72-56
-3نشطات االستثمار :هي كل العمليات اليت تقوم هبا املؤسسة االقتصادية من2سنتني فما فوق حسب طبيعة االستثمار املمول ،وهي ختصص لتمويل اجلزء
االعلى من امليزانية ،والقروض املوجهة هلا تسمى قروض االستثمار ،راجع :الطاهر لطرش ،تقنيات البنوك ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،الطبعة
السادسة ،2007 ،ص .73-57
-4نفس املرجع ،ص.7
1
الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية مقدمة
فالتمويل حيقق الفائدة للبنك الدائن وللمؤسسة االقتصادية املدين ،فاألول ميثل أهم عملياته ابعتباره
أيخذ مدخرات الغري من أجل منحها للمحتاجني إليها لتسيري مشاريعهم مقابل أرابح أو فوائد ،أما الثانية فيه
تستطيع االضطالع مبهامها وهي تسيري نشاطاهتا مقابل احلصول على أرابح.
أما خطورهتا فتظهر من خالل ما حييط بعملية التمويل من خماطر أبرزها على اإلطالق خماطر االئتمان،
واليت تتمثل أساسا يف عدم قدرة املؤسسة املمولة على السداد يف الوقت احملدد ،وابلتايل تكون أمام حالة عدم
القدرة على دفع مستحقاهتا والذي تنجر عنه خماطر أخرى ،خطر سعر الفائدة وخطر سعر الصرف وخطر
عدم السيولة وخطر التجميد وخطر العميل ،هذه املخاطر قد تؤدي إىل اإلفالس .أما ابلنسبة للمؤسسة املمولة
(البنك) فإن عملية التمويل تعين ابلنسبة هلا رهن أمواهلا لفرتة حمددة قد ال تستطيع استعادهتا يف الوقت
املناسب ،وخاصة يف فرتة مطالبة املودعني أبمواهلم اليت تكون إما حتت الطلب أو ألجل ،قد تصل إىل
اإلفالس ،أو فقدان الثقة هبا ،وهكذا يبقى اخلطر مرتبطا دائما بعملية التَّمويل ،جيب وضعه يف احلُسبان من
الطَّرفني .وما اآلليات اليت وضعتها القوانني الوطنية والدولية ،واليت تسمى بقواعد التنظيم التحويطية خلري دليل
على ذلك ،حيث َّ
أن صندوق النقد الدويل يعرتف صراحة هبذه املخاطر ،ويرى أنَّه ابإلمكان جتنبها والتعامل
معها عن طريق احليطة واحلذر ،1خاصة وحنن اليوم أمام ما يسمى ابلعوملة املالية ،اليت كثريا ما أدت إىل أزمات
مالية مكلِّفة تلوح إبفالس دول ،وليس مؤسسات فحسب.
وأمام التطورات اليت تعرفها املؤسسات االقتصادية ،وكذا آليات التمويل وازدايد درجة املخاطرة ،ابت
من الضروري التفكري يف القيام إبصالحات جذرية ،على مستوى هذه العناصر الثالثة السالفة ،واجلزائر وعلى
غرار بقية الدول قامت جبملة إصالحات اقتصادية أفرزهتا التغريات االجتماعية والسياسية والدولية.
ففي ظل النظام االشرتاكي كانت امللكية مجاعية لوسائل إلنتاج ،كما كانت املؤسسات عمومية ،وكان
االعتماد على املؤسسات االقتصاديَّة الكّبى ،ومل تكن هناك املؤسسات اخلاصة ،وال املؤسسات الصغرية
واملتوسطة إال اندرا وشكليا فقط .فكانت الدولة يف ظل هذا النظام متدخلة يف كل كبرية وصغرية ،وكان إنقاذ
املؤسسات االقتصادية العمومية من ِّ
أي عجز مايل من أولوايهتا ،ألن السائد آنذاك ال إفالس وال حجز على
-1أمري السعد ،قضااي نظرية يف العوملة املالية ،جملة التواصل ،عنابة ،عدد ،2005 ،15ص.35
2
الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية مقدمة
هاته املؤسسات ،ألن عملية التمويل مضمونة ابلنسبة هلاته األخرية ولو كانت عاجزة على سداد الدين ،نتج
عنه مؤسسات اقتصادية هشة ،غري قادرة على اإلنتاج كما ونوعا إال القليل ،كما نتج عنه بنوكا متول
متول فيها ،وهذا ألهنا جمّبة على ذلك ،وكذا أمواال جممدة لدى
مؤسسات غري قادرة على السداد يف كل مرة َّ
هاته املؤسسات ال تستطيع احلصول عليها ،ألن هذه األخرية غري قادرة على ذلك ،1والدولة تدعمها .وحىت
اختاذ أي إجراء حتويطي ضدها غري ممكن ،ألهنا متثل مؤسسات الدولة ،وآليات التمويل مل ترق إىل املستوى
املطلوب سوى عمليات القروض الكالسيكية .2وحفاظا على مسعة هاته املؤسسات مل نكن نسمع مبخاطر
تعرضت هلا ،ألن الدولة كانت تتدخل يف كل مرة إلنقاذها ،كما مل نكن نسمع بدخول مؤسسات منتجة أو
مم ِّولة (بنوك) يف حالة إفالس أو وجود إمكانية للحجز عليها ،إذ أن ذلك كان ممنوعا قانوان ،حىت وإن كلف
الدولة الكثري من أجل إنقاذها.
أما يف ظل النظام الرأمسايل احلر ،والذي تبنته اجلزائر بعد ،1988وفتح اجملال للحرية االقتصادية،
وامللكية الفردية لوسائل اإلنتاج ،والقانون 01-88جعل املؤسسات العمومية كباقي املؤسسات األخرى
ختضع للقانون التجاري ،كما ميكن شهر إفالسها واحلجز عليها ،3كما مت إنشاء مؤسسات صغرية ومتوسطة،
واليت بدأت تعرف رواجا كبريا سنة 1993إبنشاء وزارة املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف جويلية 1993بعد
أن كان سائدا فكرة األكّب هو األفضل .4هذا الواقع جعل من الضروري القيام إبصالح جذري على البنوك
مبوجب قانون النقد والقرض .510-90الذي أعطى للبنوك دورا أساسيا يف دفع عجلة النمو ،وترقية
االستثمار األجنيب ،وكذا ختفيض املديونية ،وإدخال منتجات مالية جديدة ،6فضال عما مت استحداثه من
مؤسسات اليت توفر للبنوك الثقة واالئتمان ،بوضع ميكانيزمات جديدة لسياسة منح القروض ،والضماانت
-1معمر سعدوين ،احلماية القانونية ضد املخاطر البنكية يف ظل التحول حنو اقتصاد السوق ،مذكرة ماجستري ،معهد احلقوق ،جامعة اجلزائر ،2002 ،ص
.35- 34
-2نفس املرجع ،ص .37 -36
-3القانون التوجيهي رقم 01-88الصادر يف 12جانفي 1988املتعلق ابلقانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية ،اجلريدة الرمسية ،العدد،2
الصادر يف 13جانفي .1988
-4ليلى لوالشي ،التمويل املصريف للمؤسسات الصغرية واملتوسطة ،مذكرة ماجستري يف العلوم االقتصادية ،جامعة بسكرة ،2005-2004 ،ص.69
-5القانون رقم 10-90املؤرخ يف 14أفريل 1990املتعلق ابلنقد والقرض ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،16املؤرخ يف 18أفريل .1990
-6حمفوظ لعشب ،القانون املصريف ،سلسلة القانون االقتصادي ،املطبعة احلديثة للفنون املطبعية احلديثة ،اجلزائر ،2001،ص26
3
الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية مقدمة
املطلوبة ،لتمكني البنوك جتنب بعض املخاطر املتوقعة .كما عرفت هذه الفرتة ظهور أدوات مالية إسالمية
بتأسيس بنك الّبكة اإلسالمي يف 06ديسمّب ،1990وهذا بعد أشهر قليلة من صدور قانون النقد
والقرض ،1واستحداث آليات متويل جديدة منها ،القرض االجياري أو االعتماد االجياري ،2وكذا أتسيس
العديد من البنوك اخلاصة ،اليت عرفت أزمات وإفالسات كثرية يف الفرتة ما بني 2001و 2002حيث
اإلعالن عن إفالس بنك اخلليفة ،والبنك اجلزائري الصناعي والتجاري.3
عدل ،4يف الوقت الذي يبقي فيه علىولقد شهدت سنة 2003صدور األمر املتعلق ابلنقد والقرض امل ِّ
ُ
حترير القطاع املصريف مع فرض شروط التأسيس وإحكام الرقابة على البنوك واملؤسسات املالية ،إال أن مسلسل
إفالس البنوك اخلاصة اخلاضعة للقانون اجلزائري بقي متواصال ،ففي الفرتة ما بني 2004و 2005عرفت
الساحة االقتصادية إفالس 05مخسة بنوك ومؤسسات مالية خاصة منها ،البنك االحتادي ،والبنك اجلزائري
الدويل ،وبنك موانء ،ومنه مل تبق أية بنوك خاصة يف الساحة ،5وهذا كله يعود إىل املخاطر املرتبطة بعملية
التمويل ،من اخلطر البشري املتمثل أساسا يف سوء التسيري ،ونقص اخلّبة يف جمال املهنة املصرفية ،وخطر
السيولة ،وهذا لعدم وضع االحتياطات الالزمة ،وعدم متكنها من اللجوء إىل السوق ما بني البنوك القرتاض
األموال لدى البنوك ،وخطر عدم التسديد ،وذلك ملنح قروض دون االكرتاث لقاعدة توزيع املخاطر ،وقاعدة
متابعة القروض ،واالعتماد على اجملامالت ،والثقة املفرطة ،والعشوائية يف منح القروض بدل االعتماد على
آليات الضماانت ودراسات اجلدوى ،وبصفة عامة عدم احرتام قواعد املهنة املصرفية.
خصوصا السيولة
ً وبذلك عرفت اجلزائر تدابري جديدة يف جمال اإلشراف والرقابة على املخاطر املصرفية
والعمل على االستقرار املايل من خالل التسيري احلذر الحتياطات الصرف ومواجهة العوامل والظروف اخلارجية
خاصة بعد األزمة املالية العاملية لسنة 2007فكان على اجلزائر أن حتتاط لذلك من خالل تكوين مصارف
ومؤسسات مالية قادرة على الصمود يف وجه هذه األزمات واليت يشكلها اخلطر النظامي ،وتفادي الضعف
الذي عرفته هذه املؤسسات يف ضل تشريعات السابقة وإثر ذلك فإنه أصبح اليوم لبنك اجلزائر الصالحيات
الواسعة من حيث رقابة البنوك واملؤسسات املالية الناشطة على الساحة االقتصادية وهذا جلعلها أكثر قدرة
على التحكم يف املخاطر 1من خالل احرتام األحكام القانونية مبا فيها القواعد االحرتازية وتفعيل آليات الرقابة
املصرفية ،2وهذا كله من أجل محاية املال العام واموال املودعني واحلفاظ على استقرار البنوك واملؤسسات املالية
وتفادي حدوث االزمات املالية اليت قد يكون هلا تداعيات خطرية على االقتصاد ككل.
فالبنوك تلعب دورا ابرزا يف االقتصاد ،فهي تسهل التعامالت التجارية سواء داخل البلد أو خارجه ،وذلك
بفضل متويل املشاريع للقطاعني العام واخلاص بواسطة منح القروض أو ضمان التسديد ،ومن أجل بلوغ
مستوى عال من التطور االقتصادي خارج قطاع احملروقات ،فازدادت أعباء البنوك واملؤسسات املالية يف جمال
متويل النشاطات املنتجة مع األخذ بعني االعتبار التحسني املتواصل ملناخ االستثمارات وهذا ما تبناه املشرع
اجلزائري عندما أحدث مجلة من التغريات يف جمال القوانني وخاصة قانوان االستثمار اجلديد وقانون اجلمارك
خصوصا عند حلول
ً خالل 2016مع التدابري املتعلقة بدعم املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف أي مرحلة
آجال تسديد الديون ،ويظهر ذلك الدعم يف اإلجراءات املتعلقة إبعادة جدولة ديون هذه املؤسسات مع
أتجيل يف التسديد ملدة 03سنوات وهذا انتظارا الرتقائها وحتسن حالتها املالية وخالهلا تتكفل اخلزينة
العمومية بتسديد الفوائد على ديون هذه املؤسسات.
-1املادة 02من النظام رقم 08-11املؤرخ يف 28نوفمّب 2011املتضمن الرقابة الداخلية ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،47املؤرخ يف 29أوت .2012
-2املواد 98و 100و 102و 108من األمر رقم 04-10املؤرخ يف 26أوت ،2010املتعلق ابلنقد والقرض ،اجلريدة الرمسية ،العدد 50املؤرخ يف 01
سبتمّب ،2010ص.11
5
الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية مقدمة
هذه التدابري ستكون مبثابة دعم هلذا النوع من القطاع االقتصادي ،من خالل ختفيف األعباء املالية عليه
وذلك إبعادة جدولة ديوهنا وتكفل الدولة بتسديد فوائد ديوهنا وأتجيل التسديد وختفيض الفائدة على القروض
املمنوحة هلا.1
أما اليوم ،وكما هو معلوم ،فاجلزائر متر أبزمة سيولة خانقة ،لذلك فاملسؤولون يبحثون عن آليات متويل
جديدة للخروج من هذه الضائقة املالية .حيث مت اقرتاح أمام الّبملان اللجوء إىل طريقة التمويل غري
التقليدي .financement non conventionnelوالذي يعين أنه على البنك املركزي خلق كمية معتّبة
من العملة لتمويل اخلزينة العمومية ،اليت تعاين نقصا كبريا يف السيولة ،ومتويل الصندوق الوطين لالستثمار .بدل
اللجوء لالستدانة اخلارجية .ولتطبيق هذا اإلجراء كان البد من تعديل قانون النقد والقرض رقم 11-03
خصوصا املادة 45منه ،2وهو ابلفعل ما جاء به مشروع القانون املعدل يف املادة 45مكرر .3فالتعديل مس
مادة واحدة فقط ،واليت من خالهلا ميكن تطبيق األداة اجلديدة يف عملية التمويل ،واليت تسمى ابلتمويل غري
التقليدي .هذا من شأنه السماح لبنك اجلزائر القيام بشراء سندات اخلزينة العمومية لتغطية عجز ميزانية
الدولة.4
إن أزمة السيولة مل تسلم منها حىت كّبايت الدول ،فآلية التمويل غري التقليدي استعملت ألول مرة من
طرف الياابن يف التسعينات بعد احجام البنك املركزي الياابين ولفرتة طويلة عن طبع الني الياابين .وجلأ إىل
ذلك مضطرا نتيجة معاانته من ضائقة مالية ،وهذا بكمية حمدودة وملدة حمددة .كما استعملت أيضا يف
-1عبد احلزيز خنفوسي ،عيسى لعالوي ،مداخلة :البيئة املصرفية اجلزائرية ومدى تناغمها مع إصالحات ،2010موقع الكرتوين ،اجلزائر ،ماي ،2016
ص.07-06
- 2املادة 45من قانون النقد والقرض رقم 11-03تنص ":ميكن بنك اجلزائر ،ضمن احلدود ووفق الشروط اليت حيددها جملس النقد والقرض ،أن يتدخل يف
سوق النقد وأن يشرتي ويبيع على اخلصوص سندات عمومية وسندات خاصة ميكن قبوهلا إلعادة اخلصم أو ملنح التسبيقات .وال جيوز ،أبي حال من
األحوال ،أن تتم هذه العمليات لصاحل اخلزينة واجلماعات احمللية املصدرة للسندات" .
- 3املادة 45مكرر من مشروع التعديل تنص ":بغض النظر عن كل حكم خمالف ،يقوم بنك اجلزائر ابتداء من دخول هذا احلكم حيز التنفيذ ،بشكل
استثنائي ،وملدة 5مخس سنوات ،بشراء مباشرة عن اخلزينة السندات املالية اليت تصدرها هذه األخرية من أجل املسامهة على وجه اخلصوص يف - :تغطية
احتياجات متويل اخلزينة،
-متويل الدين العمومي الداخلي،
-متويل الصندوق الوطين لالستثمار.
تنفيذ هذه اآللية ملراقبة تنفيذ برانمج االصالحات اهليكلية االقتصادية وامليزانية واليت ينبغي أن تفضي يف هناية الفرتة املذكورة أعاله كأقصى تقدير ." . . .
- 4مسرية بلعمري ،تعديل قانون النقد والقرض يلزمه شراء سندات اخلزينة ،يومية الشروق ،العدد ،5571الصادر يف 09سبتمّب ،2017اجلزائر ،ص.3
6
الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية مقدمة
الوالايت املتحدة األمريكية مث يف أوراب بعد األزمة املالية العاملية اليت برزت سنة . 12007
فاملصريف عند توظيف أمواله للقيام بعملية بنكية فإنه يعتمد أوال على الثقة واليت تعين أن األموال اليت
يقرضها سوف تعود إليه يف اآلجال املتفق عليها ألن أساس االئتمان هو الثقة ،أضف إىل ذلك فإن هذه
األموال هي أموال املودعني اليت هي حتت الطلب أو ألجل لذا جيب أن تعود ألصحاهبا عند املطالبة هبا ،ومنه
فالبنك ال يقدم على عملية التمويل ما مل جيد الثقة اليت يوحيها صاحب املشروع من حيث مركزه املايل واحرتامه
للتعهدات وااللتزامات ومدى فعالية الضماانت اليت يكون على استعداد لتقدميها كضمان للوفاء اباللتزامات،
وهذا يعين أن البنك وللقيام بعمليات مالية فإنه يسعى إىل توظيف أمواله يف مشاريع مرحبة من جهة وقلة
املخاطر أو انعدامها واليت يتعرض هلا ائتمانه ،2ابرزها خطر عدم التسديد الذي قد يؤدي إىل خطر السيولة
هذا األخري تعاين منه حىت بنوك الدول املتقدمة والذي أدى إىل إفالس العديد منها.
إن السبب يف اللجوء إىل طلب الضماانت هو تعدد املخاطر وتشعبها ،وعليه فالضمان هو إجراء
قانوين وتعاقدي يتم مبقتضاه احلصول على وعد ابلوفاء ،سواء من طرف املدين نفسه أو بواسطة الغري بفضل
آليات قانونية خمتلفة ،من حق االمتياز ،الضماانت الشخصية من كفالة وضمان احتياطي ،وضماانت عينية
املمولة .والغاية من ذلك كله هو تنفيذ االلتزام يف
من رهن للمنقوالت والعقارات اململوكة للمنشأة االقتصادية َّ
اآلجال احملددة يف حالة إعسار املدين ،ومبعىن آخر ،جتنبا للمخاطر احملتملة املرتبطة بعملية التمويل.
حيث إذا مل يتم تنفيذ االلتزام جيد البنك الدائن إما مدينا آخر ينفذ التزامه مكان املدين ابعتباره كفيال
أو ضامنا احتياطيا قدم ضماان شخصيا او عينيا ملصلحة املدين األصلي ،أو أن جيد أمواال حقيقية على شكل
عقارات أو منقوالت وله مبقتضاها أن ينفذ عليها ويستويف حقه منها ابألولوية وذلك ابحلجز عليها وبيعها
ابملزاد العلين .وللمحافظة على هاته الضماانت فإن له إمكانية التأمني عليها لدى شركات التأمني ،حبيث إذا
ضاعت أو فقدت أو تلفت كان للدائن مبقتضى ذلك اللجوء إىل هذه الشركات الستيفاء حقه من مبلغ
التامني.
-1نور الدين جوادي ،طبع الدينار آلية فعالة ،وليس هلا ابلضرورة آاثر سلبية على االقتصاد أو على القدرة الشرائية للمواطن اجلزائري ،يومية التحرير اجلزائري،
العدد ،1275الصادر يف 21سبتمّب ،2017اجلزائر ،ص.4
-2زايد رمضان ،إدارة األعمال املصرفية ،الطبعة ،6دار الصفاء للطباعة والنشر والتوزيع ،األردن ،1997 ،ص.132
7
الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية مقدمة
إن موضوع الضماانت املصرفية حتكمه القواعد العامة يف القانون املدين ،ضماانت شخصية وضماانت
عينية ،هذه األخرية متنح البنك حق األفضلية وحق التتبع يف استيفاء الدين ،ابإلضافة ألحكام القانون املصريف
(املواد من 120اىل )124من االمر املتعلق ابلنقد والقرض ،وأحكام القانون التجاري.
فالضماانت هي ما ميكن للمؤسسة أن تكون على استعداد لتقدميه للبنك كضمان سواء تعلق األمر
بطرف يكون على استعداد لضمان املدين ،فهنا يكون أمام البنك مدينان أصلي هو املدين وتبعي هو الكفيل
أو الضامن االحتياطي ،أو ما تقدمه من أشياء ملموسة تكون له مبقتضاها التنفيذ عليها واستيفاء حقه منها
ابألولوية إذا ما حدث خطر االئتمان ،كل هذا مقابل احلصول على التمويل .فالضماانت متثل فائدة مزدوجة
للبنك الدائن وللمؤسسة املدين ،فاألول حيمي ائتمانه والثانية تتحصل على األموال الالزمة لتسيري عملياهتا.
وتعود جذور الضماانت إىل الزمن القدمي ،حيث كانت اجملتمعات األوىل تتعامل ابلضماانت الشخصية،
حيث أن األسرة والقبيلة كانت تسودمها روح التضامن فتسهل للمدين احلصول أمام الدائن على من يتقدم
لكفالته ،إضافة إىل العقارات ،اليت كانت تعود ملكيتها للقبيلة أو األسرة ،فإن هذا األمر أدى إىل صعوبة
التصرف فيها ،أعاق ذلك ظهور الضماانت العينية ،كما أن املنقوالت كانت قيمتها اتفهة مما جعلها غري
مقبولة كضمان ،1وهكذا كانت الضماانت الشخصية يف تلك الفرتة الوسيلة الوحيدة للدائن حىت يستطيع
مبوجبها ضمان استيفاء حقه .وبعد مرور فرتة زمنية طويلة مليئة ابلتغريات والتطورات االقتصادية واالجتماعية،
زالت ملكية األسر والقبائل للعقارات ومتلكها األفراد ،مما شجع ظهور الضماانت العينية ،وسرعان ما انتشرت،
وأصبح التعامل هبا يف الوقت احلاضر كبريا جدا ،إذ أن املدين يقدم للدائن ما الً خيصصه للوفاء حبقه ،وهذا
الضمان العيين مينحه حق التقدم ،وحق التتبع.
حيث أن أول ضهور للتأمينات العينية عندما كان املدين يقوم بنقل ملكية الشيء املرهون إىل الدائن
هذا األخري يتعهد إبرجاعها له عند استيفائه حلقوقه ،ونتيجة لعيوب هذا التصرف ظهرت إمكانية أن ينقل
املدين حيازة الشيء املرهون إىل الدائن مع بقاء احتفاظه ابمللكية ،وهنا ظهر الرهن احليازي ،مث نطور األمر إىل
-1مسري عبد السيد تناغو ،التأمينات الشخصية والعينية ،توزيع منشأة املعارف ،االسكندرية ،1996 ،ص .10
8
الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية مقدمة
إمكانية وجود رهن دون نقل احليازة فظهر ما يسمى الرهن الرمسي وعرف مبصدرين فقط مها الرهن الرمسي
االتفاقي والرهن القانوين فاألول كان يتقرر دون احلاجة إىل اإلجراءات الرمسية أما الثاين فيتقرر بقوة القانون.1
ونظرا لتطور
نظرا لتطور املعامالت املصرفية من جهةً ،
ومل يقف تطور الضماانت عند هذا احلد ،حيث ً
املخاطر وتنوعها من جهة اثنية ظهر على الساحة ضماانت مستحدثة يسعى من خالهلا الدائن حلماية ائتمانه
أبية وسيلة قانونية فكان التأمني وخطاب الضمان والضمان املايل وحق امللكية كضمان وتطور القواعد
االحرتازية وآليات الرقابة كضماانت مبعناها الواسع.
إن الضمان هو آلية قانونية متثل محاية قانونية صلبة ،ويضمن التنفيذ على حق اثبت ،فهو يعمل مسبقا
على تغطية خماطر االئتمان ،نظرا إلمكانية حدوث خطر عدم القدرة على السداد ،ومن مث فإن االختيار
احلسن لنوع الضمان وقيمته جيعل عملية التمويل يف مأمن من املخاطر ،وابلتايل جيعله أمام محاية قانونية ومنه
يف حالة أفضل.2
وقد أصبح هذا اإلجراء أكثر من ضروري ،ألنه مهما كانت االحتياطات املتخذة مسبقا على عملية
التمويل إال أن البنكي جيد نفسه معرضا ملخاطر عدة ،ومن أبرزها خطر عدم التسديد ،والذي قد يعود
للمؤسسة االقتصادية يف حد ذاهتا ،أو لظروف اقتصادية ،أو سياسية داخلية ،أو خارجية. . .
ومبا ان اخلطر ال ميكن فصله عن عملية التمويل فهو متوقع احلدوث ،مادامت هناك فرتة انتظار ،وأمام
املمولة ،وهذه الضماانت تدخل
هذا الواقع يتعني على البنكي طلب ضماانت كافية من املؤسسة االقتصادية َّ
فيها عدة اعتبارات ،3إذ جيب أن تكون هذه الضماانت ذات قيمة ،حبيث تكون مساوية أو تفوق املبلغ
املقرتض .غري أنه ،مع تغري األوضاع االقتصادية واالجتماعية وحىت السياسية قد يفقد الضمان قيمته مستقبال.
َ
أما االعتبار اآلخر فيتمثل يف اختيار الضماانت ،حيث إذا كانت التمويالت قصرية األجل وقليلة
املبلغ ،هنا ميكن للبنك االكتفاء بضماانت شخصية ،فهي متثل ما يقدمه الغري لفائدة املدين ،ألن درجة اخلطر
تكون أقل .أما إذا كانت التمويالت طويلة األجل أو متوسطة ،حيث تكون آجال التسديد بعيدة ،فيمكن أ ْن
-1شوقي بناسي ،أحكام عقد الرهن الرمسي يف القانون املدين اجلزائري ،دار هومة ،اجلزائر ،2009 ،ص.50
-2عبد املعطي رضا أرشيد وحمفوظ أمحد جودة ،إدارة االئتمان ،دار وائل للنشر ،األردن ،1999 ،ص .64
-3الطاهر لطرش ،املرجع السابق ،ص .165- 164
9
الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية مقدمة
تتأثر ابملتغريات السالف ذكرها ،ومن هنا يتعني عليه اختيار ضماانت ذات أشياء ملموسة تكون عبارة عن
منقوالت أو عقارات تقدم على سبيل الرهن ،وللدائن إمكانية التنفيذ عليها الستيفاء حقه من مثنها ابألولية يف
حال حتقق خطر عدم التسديد.
كما ميكن للبنك أن يوسع من دائرة الضماانت حلماية ائتمانه وذلك بعد االكتفاء ابلضماانت
التقليدية ،فيلجأ إىل الضماانت املستحدثة اليت منها ما هو منصوص عليه قانوان بعد أن فرضتها األعراف
هاما يف حتقيق
واملعامالت البنكية واللجوء إىل قواعد احليطة واحلذر والرقابة .وهي آليات ميكن ان تلعب دورا ً
احلماية للبنك ابعتباره صاحب االئتمان والذي جتب محايته ملا حييط به من خماطرة كثرية ومتنوعة قد يكون هلا
التأثري الكبري على االئتمان يف حد ذاته وعلى الضماانت اليت أخذها من اجل احلماية.
وعليه لتحديد الضماانت املرتبطة مبخاطر متويل املؤسسة االقتصادية ،نطرح اإلشكالية التالية:
-ما هي أنواع الضماانت كآلية قانونية للحماية من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية؟
-وما مدى فعالية هذه الضماانت يف احلماية من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية؟
-وهل أن هذه اآللية القانونية كافية وحدها للحد من خماطر متويل املؤسسة ،وحتقيق االئتمان البنكي؟
-وما هو واقع البنوك اجلزائرية يف استعمال الضماانت كآلية قانونية للحماية من خماطر متويلها للمؤسسات
االقتصادية؟
أما عن اختياران هلذا املوضوع (الضماانت) فكان بدافع إبراز أمهية هذه اآللية القانونية اليت وضعها
املشرع بني يدي البنك ِّ
املمول لالستفادة منها واستخدامها استخداما جيدا حلماية نفسه من أي خطر يتعرض
له جراء عملية التمويل اليت هي عملية حمفوفة ابملخاطر ،جتعل البنكي يرهن أمواله اليت هي أموال الغري ،لدى
املنشأة االقتصادية لفرتة زمنية ،قد تكون مدهتا طويلة أو متوسطة أو قصرية جتعل إمكانية عدم اسرتجاع أمواله
واردة ،ابإلضافة إىل إخراج الضماانت من طابعها املدين اجلاف إىل توظيفها يف اجملال املصريف العملي ،وربطها
ابالئتمان البنكي .وتقدير مدى فعالية هذه اآللية القانونية يف احلماية من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية،
ومدى قدرة هذه األخرية على تقدمي الضماانت الكافية واملطلوبة للحصول على التمويل املطلوب لالضطالع
10
الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية مقدمة
ابملشاريع االستثمارية ،وحتقيق األهداف املرجوة منها ،وأن اإلحاطة بكل هذه اجلوانب أمر فيه صعوابت عدة
تتمثل يف:
-نقص املراجع املتخصصة حول هذا املوضوع (الضماانت من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية) ،فهناك
دراسات عامة وغري منظمة جلها ختص القانون املدين.
-تشعب موضوع الضماانت ألهنا آلية قانونية متس احلدود املشرتكة لعدة فروع من القانون (القانون املدين،
القانون التجاري ،القانون املصريف ،والقانون البحري ،وقانون الصفقات العمومية ،إىل اإلجراءات املدنية).
-صعوبة اجلانب التطبيقي من خالل الوصول إىل املعلومات الكافية ،وهذا حلساسية املهنة املصرفية،
ووجوب احلفاظ على أسرار املتعاملني مع البنك.1
ولدراسة املشكلة املطروحة موضوع البحث ،ولإلجابة على كل التساؤالت القانونية املطروحة ،فان
الدراسة تعتمد على املنهج الوصفي ،والتحليلي واملقارن أحياان ،وذلك من خالل عرض مجيع املعلومات،
وفحصها ،وكذا تفسريها ،وحتليلها ،واستخالص املالحظات والنتائج.
ومبا أن املوضوع ذو طابع عملي تطبيقي ،سوف نتطرق إىل واقع البنوك اجلزائرية يف تعاملها مع هذه
اآللية القانونية (الضماانت) املمنوحة هلم حلماية أنفسهم من خماطر التمويل املرتبطة هبذه العملية احليوية.
أما عن سبب اختياري هلاته اخلطة ،فهو اإلملام جبميع جوانب املوضوع مبا فيها آليات التمويل،
واملخاطر املرتبطة هبا ،الذي كان أمرا البد من اإلحاطة به قبل الدخول يف صميم املوضوع ،فكان ذلك يف
فصل متهيدي .لنخصص الباب األول للضماانت التقليدية ،حيث الفصل األول منه للضماانت الشخصية
والثاين للضماانت العينية ،أما الباب الثاين فكان للضماانت املستحدثة ،حيث الفصل األول للضماانت
الناشئة عن األعراف واملمارسات البنكية أما الثاين فكان حول الضماانت مبعناها الواسع .أما اخلامتة ،فكانت
عبارة عن نتائج واقرتاحات.
-1املادة 169من قانون النقد والقرض رقم 10-90السالف الذكر ،املعدلة ابملادة 117من األمر رقم 11-03املتعلق ابلنقد والقرض السالف ذكره.
11
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
إن التمويل هو عملية إمداد املؤسسة االقتصادية ابملال الالزم لتسيري عجلة اإلنتاج والقدرة على تقدمي
اخلدمات ،وهذه العملية ميكن أن تكون داخلية ذاتية ،وهذا عندما متول املنشأة االقتصادية نفسها بنفسها عن
طريق مجلة من خمتلف اآلليات ،1ولكن هذا غري كاف ،وخاصة يف حالة متويل نشاطات االستثمار ،فتلجأ إىل
املصادر اخلارجية ،اليت يقسمها الفقهاء والباحثون إىل آليات متويل تقليدية وآليات متويل مستحدثة ،وأخرى تنفرد
هبا البنوك اإلسالمية ،ولكن رغم ما هلذه العملية احليوية من أمهية على خمتلف األصعدة ،سواء على الصعيد
املمولة والبنك املمول هلا بصفة خاصة ،ألن بدوهنا تبقى املشاريع
االقتصادي عامة ،أو على املؤسسة االقتصادية َ
االستثمارية حّبا على ورق ،إال أهنا تبقى حمفوفة ابملخاطر ،جيب على مجيع األطراف الفاعلة فيها أخذ احليطة
واحلذر ،ألن هذه املخاطر نتائجها وخيمة على مجيع األطراف مبا يف ذلك املودعون ،حيث أن أقلها اهتزاز الثقة
ابلبنك ،وأخطرها التوقف عن الدفع ،وابلتايل حالة اإلفالس ومنه اخلروج من الساحة االقتصادية ،واالختفاء
هنائيا ،2وهذه املخاطر تتنوع وختتلف من حيث الطرف املرتبطة به ،فهناك خماطر تعود للمؤسسة االقتصادية
املمولة ،وأخرى تعود للبنك املمول ،وأخرى تنفرد هبا البنوك اإلسالمية ،وهذا نظرا آلليات التمويل اليت تعتمد
َ
عليها ،واليت ختتلف عنها يف البنوك الكالسيكية ،من مراحبة ،ومضاربة ،ومشاركة.
وللتعرف أكثر على آليات التمويل املختلفة للمؤسسة االقتصادية وخماطرها ومفاهيم أولية عن الضماانت
قبل الدخول يف التفاصيل ،فقد مت تقسيم هذا الفصل إىل ثالث مباحث :األول حول نظام التمويل ،والثاين حول
خماطره ،والثالث أساسيات عن الضماانت.
-1التمويل الذايت يشمل آليات خمتلفة وهي :االهتالكات اليت هي مبالغ سنوية خمصصة لتعويض النقص الذي حيدث على عناصر االستثمارات .واملؤوانت اليت هي
خمصصات مالية حتتجز ملواجهة خسائر حمتملة ،أما األرابح احملتجزة فهي األرابح اليت حتققها املنشأة ومل تقم بتوزيعها .أمحد بوراس ،متويل املنشآت االقتصادية،
دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة ،2008 ،ص.31-28
-2القراران الصادران من اللجنة املصرفية ،األول رقم 2003/03الصادر من اللجنة املصرفية ،يف ،2003-5-29يقضي بسحب االعتماد املمنوح لبنك اخلليفة
ووضعه يف حالة تصفية وتعيني مصفي للقيام بعملية التصفية ،والقرار الثاين رقم 2003-08الصادر من اجلنة املصرفية ،يف 2003-8-21يقضي بسحب
االعتماد املمنوح للبنك التجاري والصناعي اجلزائري ووضعه قيد التصفية وتعيني مصفي للقيام بذلك ،امللحق رقم 1املتعلق ببالغ اللجنة املصرفية ابلعربية .عن
صوراي قاصدي ،املرجع السابق ،املالحق.
12
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
حىت يتم بلوغ األهداف اليت تسعى إليها املؤسسة االقتصادية ،سواء أكانت اقتصادية أو اجتماعية أو
تكنولوجية ،كان ال بد من إجياد األساليب التمويلية الكفيلة برفع الكفاءة االقتصادية ،وزايدة الطاقة اإلنتاجية ،من
خالل االستخدام األمثل للموارد املتاحة ،وسد العجز الذي قد تعاين منه املؤسسات نتيجة نقص أو انعدام
السيولة املالية ،ألنه إذا كان العجز هو الداء ،فإن التمويل هو الدواء ،ألن تغطيته هو اهلدف الرئيسي ،ولكن مع
املفاضلة بني عدة مصادر متاحة ،واالختيار يكون ألقل تكلفة ،وهذا جتنبا إلثقال كاهل املؤسسة ابلديون ،اليت
أمامها أساليب متويلية خمتلفة منها :الكالسيكية ،واملستحدثة ،وآليات متويلية تنفرد هبا البنوك اإلسالمية.
المطلب األول :آليات التمويل التقليدية
ميكن تصنيف هذه اآلليات إىل :متويل قصري األجل وهو عادة ما يكون موجها لتمويل نشاطات
االستغالل ،وإىل متويل متوسط وطويل األجل وهو الذي يكون موجها لتمويل نشاطات االستثمار.
الفرع األول :التمويل قصير األجل ()Le financement à court terme
التمويل قصري األجل هو جمموعة األموال املستخدمة من قبل املؤسسة االقتصادية من أجل متويل
احتياجاهتا اجلارية واليت ال تتعد ى عادة السنة املالية الواحدة ،ولكن أحياان قد تصل إىل السنتني .1فهذا النوع من
التمويل موجه لتمويل نشاطات االستغالل ،آلياته تتمثل يف االئتمان التجاري ،القروض العامة ،والقروض اخلاصة.
أوال :االئتمان التجاري ()Le crédit commercial
يعتّب االئتمان التجاري أحد أنواع التمويل قصري األجل ،وتتحصل عليه املؤسسة من املوردين ،ويتمثل يف
قيمة املشرتايت األصلية للسلع اليت تتاجر فيها ،أو اليت تستخدمها يف عملية اإلنتاج.
ولعب االئتمان التجاري دورا ابلغ األمهية يف متويل الكثري من املؤسسات خاصة التجارية ،واملؤسسات
الصغرية واملتوسطة ،اليت جتد صعوبة يف احلصول على القروض البنكية ذات التكلفة املنخفضة ،أو تعاين من عدم
رأمساهلا.2
وتعتمد املؤسسات على هذا النوع من التمويل أكثر من اعتمادها على االئتمان املصريف نتيجة املزااي اليت
يتمتع هبا هذا النوع من االئتمان:
أ-سهولة الحصول عليه:
فهو ال يتطلب اإلجراءات املعقدة واملتعددة اليت يتطلبها االئتمان البنكي ،وعادة ال توجد طلبات رمسية
لألبد من حتريرها ،أو مستندات جيب توقيعها ،بل جند املورد ين على استعداد إلعطاء عمالئهم مهلة للسداد ،إذا
كانت ظروفهم املالية ال تسمح ابلدفع ،مع عدم املطالبة بضماانت عادة ما تكون غري متوفرة لدى املؤسسة
االقتصادية املمولة.
ب-المرونة:
إن االئتمان التجاري مصدر من مصادر التمويل ،حيث تستعمله املؤسسة كلما أرادت ذلك وابلكيفية اليت
حتتاجها ،كما أن استخدامه يرتك أصول املؤسسة دون مساس ،ألن املورد اندرا ما يطلب ضماانت مقابل احلصول
على االئتمان.
وتّبز ظاهرة االئتمان التجاري بشكل واضح عند ما يتعلق األمر بتعامل املؤسسات الصغرية واملتوسطة مع
املؤسسات الكبرية ،فهذه األخرية عادة ما تكون على قدر كاف من السيولة يف اآلجال القصرية ،تسمح هلا مبنح
آجال معتّبة للمؤسسة واضعة ذلك نفسها موضع البنك يف متويل نشاط االستغالل ،1غري أنه قد يتحول إىل
مولة استخدامه ،فعدم قيامها بسداد مستحقات املوردين يف الوقت
متويل مكلف للغاية إذا مل حتسن املؤسسة امل َ
املناسب قد يرتتب عليه اإلساءة إىل مسعتها يف السوق بشكل قد يصعب معه احلصول على احتياجاهتا بشروط
معقولة ،وهذا األمر إذا طال أمده قد يفقد املنشأة مركزها التنافسي ،بل وقد خيرجها هنائيا من السوق.2
ثانيا :القروض العامة ()Les crédits globaux
توجه هذه القروض ملواجهة بعض الصعوابت اليت قد تعاين منها املؤسسة االقتصادية ،وميكن تقسيمها إىل
تسهيالت الصندوق وسحب على املكشوف وقروض املوسم:3
-1عبد اجلليل بوداح ،مداخلة حول ،بدائل التمويل اخلارجي يف املشروعات الصغرية واملتوسطة2003 ،ص.20 .
-2أمحد بوراس ،املرجع السابق ،ص .37
-3الطاهر لطرش ،املرجع السابق ،ص.61-58
14
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
هي آلية ملواجهة صعوابت السيولة املؤقتة اليت تعرتض املنشأة االقتصادية بسبب الالتوازن بني اإليرادات
والنفقات ،ويسمح البنك يف هذه احلالة للمؤسسة بسحب مبلغ يتعدى رصيدها ألجل تسديد ما عليها من
التزامات عاجلة ،وتكرار هذه اآللية يؤدي إىل خطر التجميد 1وعادة ما يًلجئ إهلا يف هناية الشهر حيث تكثر
التزامات املؤسسة من دفع أجور العمال وااللتزام بتسديد ما عليها من مصاريف ودفع مبالغ الفواتري.2
ب -السحب على المكشوف ()Le découvert
يقصد ابلسحب على املكشوف أن يسمح البنك للمؤسسة بسحب مبلغ يزيد عن رصيدها الدائن ،على
أن يفرض البنك فائدة تتناسب والفرتة اليت مت خالهلا السحب ،ويتوقف البنك عن حساب الفائدة مبجرد أن يعود
احلساب إىل حالته الطبيعية .3وهذا النوع من التمويل يستعمل الستغالل املؤسسة لضرف ما يسمح هلا بتوفري
نظرا الخنفاض مواد أولية تستعملها يف آلية اإلنتاج ،أو نظرا ملا قد يطرأ لظروف جيعلها غري متوفر يف
مبالغ مالية ً
السوق ،فتحتاج املؤسسة لسيولة مؤقتة الستغالل هذه الفرص اليت هلا تداعيات إجيابية عليها من خالل شراء
كميات كبرية منها مادامت متوفرة ،4أو حتقيق عملية مرحبة للمؤسسة مل تكن متوقعة ،وهذا النوع من التمويل فيه
خماطر تتمثل يف خطر التجميد ،وخطر عدم التسديد ،فاألول يتحقق عندما جيد البنك أمواله جممدة لفرتة معينة،
املمولة عن طريق هذه
هذا يؤثر على سيولته ،وابلتايل على القيام بعمليات قرض أخرى ،ونظرا ألن العمليات َ
اآللية حتتاج إىل قدرة للقيام بتصريفها ،وابلتايل القدرة على حتقيق الرحبية ،وإذا مل يتحقق ذلك تكون املؤسسة
والبنك أمام اخلطر الثاين ،ومادامت هذه املخاطر قائمة ميكن للبنك محاية نفسه عن طريق طلب ضماانت من
املؤسسة ،والقيام بتحليل جيد عندما يقدم على منح القرض هلذه األخرية.
ج -قروض الموسم ()Crédits de campagne
هي قروض تتحصل عليها املؤسسة من البنك يف بعض املواسم اليت تزيد فيها احتياجاهتا للتمويل املؤقت،
نظرا لزايدة الطلب على منتجاهتا ،وإلزامية اإلنتاج بكمية أكّب ،والبنك يف هذه العملية ال يقوم بتمويل كل
1-Gérard afonsi, Pratique de gestion et d'analyse financière, édition d'organisation, paris,1984, p. 360.
-2أمحد بوراس ،املرجع السابق ،ص .40
-3شاكر القزويين ،حماضرات يف اقتصاد البنوك ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2000 ،ص .98
-4الطاهر لطرش ،املرجع السابق ،ص .59
15
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
التكاليف النامجة عن هذا النشاط ،وإمنا يقوم فقط بتمويل جزء من هذه التكاليف ،لكن قبل اإلقدام على منح
هذا النوع من القروض على املؤسسة أن تقدم خمططا يبني نفقات وعائدات النشاط الذي من أجله مت املطالبة
هبذا النوع من القروض ألن التسديد يكون على أساس ما حتصل عليه املؤسسة من إيرادات بيع املنتوج ،الذي
يكون بيعه واسعا الن املناسبات اليت يتحقق فيها ذلك هامة وهلا دور يف تصريفه وحتقيق عائدات معتّبة ميكن من
خالهلا للبنك استيفاء حقه منها.1
ثالثا :القروض الخاصة ()Les crédits spécifique
وتتمثل يف التسبيقات على البضائع واخلصم التجاري واالعتمادات ابلتوقيع واالعتماد املستندي.
أ -تسبيقات على البضائع ()Avances sur marchandises
إن التسبيقات على البضائع أو املخزوانت هلا مقابل مادي هو املخزون من البضائع واملنتجات التامة
الصنع ،والنصف املصنعة ،فهي بذلك تسبيقات مالية اىل املؤسسات مقابل خمزون يوضع يف خمازن املصرف
كضمان أوكرهن لديه.
ومن هذا القرض توجد تقنية سند اخلزن ( )Warrantوكشف رهن ،ميكن لصاحب املخزون من تقدميه
كضمان عند طلب القرض عن طريق خصمه لدى املصرف التجاري ،وهو بذلك ورقة جتارية ميكن إظهارها عدة
مرات يف إطار عملية الرهن ،ويتم خصم سند الضمان حبصول املودع على املخزون ويبقى حتت تصرف صاحبه يف
انتظار عملية تصريف املخزون ،وعند سداد التسبيق ترجع الوثيقة إىل مالك املخزون ،الذي ميكن أن يسحب
خمزونه عن طريق وصل اإليداع ،حيث يبقى املخزون كرهن خالل مدة القرض ،مث يدفع املدين فائدة على القرض،
ويف حالة عد م تسديد املبلغ ميكن للدائن أن يبيع املخزون الذي يتمتع حبق امللكية مادام لديه سند الضمان،
فيتحصل على قيمة القرض املقدم ،والباقي يرجعه لصاحب املخزون ،2وهتدف هذه التسبيقات إىل متويل خمزون
سلع املؤسسة مقابل رهن هذه السلع للبنك ،وهنا تكمن الصعوبة فيشرط حتقق احليازة للسلع املرهونة هلذا األخري،
حيث أن معظم املصارف تكتفي أبخذ الرهن بدون حيازة السلع املرهونة ،هذا يضعف من قوة الرهن وحجيته
1-Ammour, Ben Halima, Pratique des techniques bancaires, édition Dahleb, Alger ,1997, p. 63.
2-Ibid, pp. 65-69.
16
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
القانونية ،ولتفادي هذا اإلشكال طُور أسلوب سند اخلزن ،1الذي ميكن من تداول السلع وحقوق الرهن املرتبطة
هبا ،حيث هناك بعض األنظمة حترر فيها املخازن العمومية وثيقتني يف آن واحد :األوىل وتعّب عن ملكية البضاعة،
والوثيقة الثانية متثل سند الرهن ،ويف أثناء املعامالت يقدم صاحب البضاعة سند الرهن كضمان للبنك املمول،
بينما حيتفظ بسند امللكية.2
ب -الخصم التجاري ()Escompte commercial
ميثل اخلصم التجاري شكال من أشكال القروض القصرية األجل اليت متنحها البنوك ،وتعد عملية اخلصم
ابلنسبة للمؤسسة وسيلة من وسائل الدفع ،فاملنشأة ولغرض إثبات ديوهنا على الغري تتعامل ابألوراق التجارية،
كالسفتجة والشيك والسند ألمر ،وتنتظر احلصول على قيمة الورقة التجارية يف املوعد احملدد،
لكن ضرورات نشاط االستغالل كثريا ما جتعل املؤسسة حاملة الورقة التجارية حباجة إىل املال لتسوية
التزاماهتا ،فتلجأ إىل حتصيل قيمتها يف شكل سيولة من خال ل خصمها لدى البنك ،3ويعتّب أكثر أشكال
القروض قصرية األجل استعماال.
وتعتّب عملية اخلصم قرضا ابعتبار أن البنك يعطي ماال إىل حاملها ،وينتظر اتريخ االستحقاق لتحصيل
هذا الدين ،كما ميكن هلذا األخري إعادة خصمها لدى البنك املركزي إذا احتاج البنك حامل السند إىل السيولة،
وهذا مقابل مثن يسمى سعر اخلصم.4
ويشكل هذا النوع من القروض خماطرة كّبى ابلنسبة للبنك ،إذا كان هناك إصدار شيك بدون رصيد،
يرجع الشيك املخصوم غري مدفوع ،إذا كان املستفيد من الشيك غري قادر على الدفع يتحمل املصرف النتائج
املالية ،يف مثل هذا يكون ضحية جرمية نصب واحتيال اليت ميكن أنتكون مدبرة بني صاحب الشيك واملستفيد
هبدف احلصول على سيولة على حساب البنك ،فإذا أخذ املصريف الشيك بكل ثقة من أجل اخلصم ،ال يكون
-1املادة 543مكرر 2من القانون التجاري اجلزائري تنص" :سند اخلزن هو سند يسمح للمودع ابالقرتاض على قيمة البضائع املودعة ابملخزن . . .وتشكل البضاعة
املودعة حينئذ ضمان تسديد املبلغ املقرتض عند االستحقاق" .
2-A. ben Halima, op.cit., p. 64.
-3فريدة خبراز يعدل ،تقنيات وسياسات التسيري املصريف ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،الطبعة ،2005 ،3ص .21
-4الطاهر لطرش ،املرجع السابق ،ص ،66واملادة 02النظام رقم 01/2000املؤرخ يف 13فيفري ،2000يتعلق إبعادة اخلصم والقروض املمنوحة للبنوك
واملؤسسات املالية ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،12املؤرخ يف 12مارس ،2000ص .21واملادة 41من االمر 11-03املتعلق ابلنقد والقرض املعدل واملتمم.
17
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
مسئوال ،أما إذا تصرف إبرادة مبيتة لتبديد أموال البنك لصاحل الغري فهذه جرمية ،ويتبني هذا إذا واصل البنكي
خصم الشيكات اليت رجعت غري مسددة ،أو الزالت متنح لزابئن تسببوا يف إحلاق الضرر ابلبنك.1
ج -االعتمادات بالتوقيع ()Les crédits par engagement
قد يقوم البنك بدور الكفيل للمؤسسة أمام دائن ما ،وقد تتخذ الكفالة صورة ابتكرها العرف املصريف ،فال
ختضع ملا تعرفه الكفالة من أحكام ،فقد يكون البنك مبناسبة سحب ورقة جتارية من جانب املؤسسة ،البنك بقبول
هذه الورقة تيسريا لتداوهلا ،فيمكن الزبون عندئذ من خصمها بسهولة واحلصول على ما يريد من نقود لدى البنك
الذي يقوم خبصمها.2
وقد تشتبه الكفالة ابملعىن املتقدم مع عملية أخرى قريبة يقوم هبا البنك أو شركات التأمني وهي أتمني
املؤمن ،لكن بني العمليتني
القرض ،ووجه الشبه بينهما :أن عدم وفاء املدين ابلدين حيرك التزام كل من الكفيل و َ
فروقا كبرية؛ فاهلدف من كل منهما هو أتمني أو ضمان القرض وفاء الدين ،تفادي خطر عدم السداد ،ولكن
الكفيل اذ يتدخل فهو يساعد املدين ويقوي ائتمانه ابحلصول على ما يريد من النقود ألجل ،كونه هو الذي يّبم
التأمني ،ويؤمن نفسه ضد خماطر ختلف املدين عن الوفاء ،كما أنه يف الكفالة يتعهد الكفيل بعلم املدين أو بغري
علمه.3
وقبل أن يقبل البنك كفالة املؤسسة االقتصادية عليه أن يدرس خماطر هذه الكفالة من عدة جوانب ،ومن
مث وجب عليه التحقق من:4
-املركز املايل للمؤسسة اليت تطلب كفالتها ،ولذلك عادة ما يلجأ البنك إىل االطالع على الوضعية املالية
للمؤسسة (امليزانية ،األرابح واخلسائر).
-االلتزام املتخذ من طرف البنكي ينصب على مبلغ حمدد ومدة حمددة.
-1سعدوين معمر ،املرجع السابق ،ص .17واملادة 374من قانون العقوابت( :يعاقب ابحلبس من سنة إىل مخس سنوات وبغرامة ال تقل عن قيمة الشيك).
-2علي مجال الدين عوض ،عمليات البنوك من الوجهة القانونية ،املكتبة القانونية ،مصر ،1993 ،ص .559
-3نفس املرجع ،ص .561
-4سعدوين معمر ،املرجع السابق ،ص .20
18
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
فهذا النوع من القروض يشكل توقيع البنك لضمان التزامات املؤسسة اجتاه الغري يف حدود مبلغ معني وملدة
معينة مقابل عمولة.
د -االعتماد المستندي ()Le crédit documentaire
جما ل استعماله هو متويل العمليات اليت تقوم هبا املؤسسة مع اخلارج على املدى القصري ،وهي مرتبطة
فعال بني
مورد خارج الوطن ،ودور البنك هنا هو وسيط َ
أساسا بشراء املواد األولية الضرورية للعملية اإلنتاجية من َ
املنشأة واملورد .وهو يتخذ شكل وثيقة مصرفية يرسلها املصرف بناء على طلب من زبونه إىل مصرف آخر يف
اخلارج ،وهو يتوىل مباشرة عقد البيع بني الزبون (املؤسسة املستوردة) والبائع(املورد) ،ويهدف هذا االعتماد اىل
تسديد مثن الصفقة للبائع األجنيب إذا قام هذا األخري فعال بتجهيز البضاعة ،1الذي بدوره يتسلم املبلغ يف بلده
من املصرف املوجود يف دولته ،وهو مراسل املصرف األول الذي تعهد ابلدفع.2
واالعتماد املستندي مل يكن حمالًّ لتنظيم تشريعي حىت يومنا هذا ،وإمنا حتكمه املمارسات والعرف والقضاء،
وهو ليس له صفة اإللزام بل يستمد قوته من اتفاق األطراف ،املشرتي والبائع والبنك.3
ويف مثل هذا النوع من االعتمادات قد يطلب البنك من املؤسسة املستوردة تقدمي ضماانت ،وختتلف
الضماانت املطلوبة ابختالف وضعية املؤسسة جتاه البنك ،فقد تكون قيما منقولة كاألوراق املالية أو التجارية ،أو
تكون عبارة عن عقارات أو جزء من املخزون ،كما قد تطلب توقيع طرف اثلث كضامن للتعاقد ،أو تطلب سداد
الفائدة مقدما ،مع سداد قيمة القرض على دفعات.4
الفرع الثاني :التمويل متوسط األجل ()Le financement à moyen terme
يقصد ابلتمويل طويل األجل تلك األموال اليت حتصل عليها املؤسسة من ابقي املتعاملني االقتصاديني،
سواء يف صورة أموال نقدية أو أصول ،واليت عادة ما تكون مدة استحقاقها ترتاوح ما بني 2اىل7سنوات ،وتكون
-1قرار احملكمة العليا ،قضية بنك التنمية احمللية ضد شركة اهلندسة والدراسات ،اجمللة القضائية ،العدد ،2007 ،2ص" :342وحيث أنه ابلرجوع للعقد املّبم بني
الطرفني ،يتبني أن البنك القائم بتحويل األموال تنفيذا لقرض مستندي غري مسؤول على مواصفات السلع وال على مطابقتها ووزهنا." ..
-2زايد رمضان ،املرجع السابق ،ص .189
-3مصطفى كمال طه ،البنوك ،الدار اجلامعية ،بريوت ،لبنان ،1991 ،ص .431
-4أمحد بوراس ،املرجع السابق ،ص .40
19
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
هذه القروض موجهة لتمويل نشاطات االستثمار ،فهي موجهة لشراء وسائل اإلنتاج ،1ويف هذا النوع من التمويل
يكون البنك معرضا لنوعني من املخاطر :خطر التجميد ،وخطر عدم السداد .فاألول يتحقق ألن البنك بذلك قد
مجد أمواله لفرتة زمنية معينة ،حيث ال ميكن استعماهلا يف متويل عمليات أخرى ،ألنه رهن أمواله لدى املنشأة
االقتصادية لفرتة ليست ابلقصرية ،وأن احتمال عدم السداد ممكن وابلتايل يتحقق اخلطر الثاين ،فالفرتة طويلة قد
حتدث فيها متغريات ،وجند ضمن هذه اآللية من التمويل ،قروض املدة ،وقروض التجهيزات.
أوال :قروض المدة ()Crédit de terme
هي قروض متوسطة األجل ترتاوح مدهتامابني3و7سنوات ،األمر الذي يعطي املؤسسة املمولة االطمئنان
واألمان ،ويقلل من خما طر التمويل ،ألن درجة املخاطرة يف التمويل قصري األجل تكون عالية ابلنسبة للمؤسسة
االقتصادية ،ألنه إذا وصل اتريخ استحقاق القرض فإنه من احملتمل أال يوافق البنك على جتديد القرض ،أو أن
جيدد بشروط قاسية ،كأن يكون معدل الفائدة مرتفعا ،حيث يفرض معدل الفائدة على أساس املدة اليت اُستخدم
فيها القرض ،أما جتديده فيتم على أساس أسعار الفائدة السائدة يف السوق.2
أما من جهة البنك املمول فهو معرض خلطر جتميد األموال ،وخطر عدم السداد ،حيث هذه الفرتة طويلة
نوعا ما ميكن أن حتدث فيها متغريات سواء تعلقت ابملؤسسة االقتصادية يف حد ذاهتا ،أو متغريات خارجية تؤثر
على نشاطها وابلتايل على رحبيتها ،ومن مث على قدراهتا على الوفاء ابلتزاماهتا ،هذا جيعل البنك كذلك معرضا
خلطر نقص السيولة ،وميكن أن يتفادى ذلك إبمكانية إعادة خصم هذه القروض لدى مؤسسة مالية أخرى أو
لدى البنك املركزي .حيث يسمح هذا للبنك ابحلصول على السيولة يف حال احلاجة اليها دون انتظار أجل
استحقاق القرض الذي منحه للمؤسسة االقتصادية.3
تسدد قروض املدة عادة على أقساط دورية متساوية ،وأن القرض يتم تسديده من التدفقات النقدية الناجتة
عن األصل الذي موله البنك ،4ويف هذا ختفيض من احتمالية اخلطر على كل من املؤسسة االقتصادية من حيث
ختفيف عبء الدفعات على املقرتض ،كما تؤمن للبنك اسرتجاع أمواله تدرجييا.1
ثانيا :قروض التجهيزات ()Crédits d'équipements
عندما تقوم الشركة بشراء آالت أو جتهيزات فإهنا تستطيع احلصول على متويل متوسط األجل بضمانة هذه
املوجودات ،حيث اجلهة املمولة(البنك) ميول مابني70و%80من قيمة التجهيزات وتبقى20اىل % 30تدفعها
الشركة املمولة ،2ويوجد شكالن مينح مبوجبهما قروض التجهيزات ومها:
أ -عقود البيع المشروطة ()Des contrats de vente conditionnelles
يف ذا النوع من القروض يقوم البنك ابالحتفاظ مبلكية التجهيزات إىل أن تقوم الشركة بتسديد كافة
األقساط املطلوبة ،فتقدم دفعة أولية عند الشراء وتصدر كمبياالت بقيمة األقساط املتبقية من قيمة األصل،
وعندما يتم التسديد ابلكامل يقوم البنك بنقل ملكية األصل إىل الشركة ،أما إذا ختلفت عن السداد فانه ميكن
للبنك االستيالء على التجهيزات وبيعها إىل عميل آخر.
ب -القروض المضمونة ()Les crédits garantis
ويكون ذلك يف حال استخدام التجهيزات كضمانة للحصول على قرض بنكي فيتم ذلك عن طريق رهن
التجهيزات لصاحل البنك املمول ،مع وضع حجز على التجهيزات متنع الشركة املقرتضة من إمكانية التصرف فيها،
ذلك كضمان للبنك يف احلصول على التجهيزات وبيعها يف السوق إذا ختلفت الشركة عن تسديد دفعات
القرض.3
الفرع الثالث :التمويل طويل األجل ()Le financement à long terme
انه غالبا ما حيدث وأن تكون املؤسسة االقتصادية يف حاجة إىل األموال من أجل التوسع يف نشاطها ،أومن
أجل قامة استثمارات جديدة ،هذا كله حيتاج ألموال كثرية وملدة طويلة كافية لتحقيق العوائد املتوخاة .هذه املدة
قد تتجاوز7سنوات لتصل اىل 25سنة أو أكثر يف بعض القطاعات الضخمة ،وعادة ما تطلب البنوك ضماانت
نتيجة الرتفاع درجة املخاطرة يف مثل هذه اآلليات من التمويل ،ويتخذ إجراءات وقائية ،ألن البنك يف هذه احلالة
-1عبد الغفار حنفي ،أساسيات االستثمار والتمويل ،مؤسسة شباب اجلامعة ،اإلسكندرية ،مصر ،2000 ،ص.457 .
-2منري إبراهيم هندي ،األوراق املالية وأسواق رأس املال ،مركز الدالتا للطباعة ،اإلسكندرية ،مصر ،1996 ،ص.120 .
-3حممد أمين عزت امليداين ،املرجع السابق ،ص .502وعبد الغفار حنفي ،املرجع السابق ،ص .172
21
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
يرهن أمواله لدى املؤسسة االقتصادية ملدة طويلة حتدث خالهلا متغريات داخلية أو خارجية ،فتكون احتمالية عدم
التسديد ممكنة ،أو يكون هناك أتخر يف السداد ،ومن هذه اآلليات جند :التمويل عن طريق األسهم والسندات،
والقروض طويلة األجل.
أوال :التمويل عن طريق األسهم ()Le financement par les actions
تعتّب من مصادر التمويل الداخلي املرغوب فيها ،ألهنا جتعل منشآت األعمال أقل عرضة للضرر الناتج عن
اخنفاض املبيعات واملكاسب ،وعند إصدار املزيد منها خيفض نسبة االقرتاض ،إال أن إصدار األسهم العادية يعين
زايدة عدد املسامهني يف املؤسسة ،وابلتايل املزيد من التدخل والرقابة يف تسيري املؤسسة ،1ومنه صعوبة اختاذ القرار.
إال أن خماطرها جلية على املؤسسة ،من حيث أسعارها املستقبلية واألرابح اليت حتققها ،فشراء السهم هو عملية
خماطرة على رأس املال وعلى املداخيل.
أما ابلنسبة حلملة األسهم ال ميكن مكافأهتم إال إذا حققت املؤسسة أرابحا صافية ،يضاف إىل ذلك أن
محلة األسهم العادية أيتون يف ذيل القائمة يف حصوهلم على نصيب يف صايف التصفية يف حال إفالس املؤسسة اليت
أصدرت األسهم العادية.
ب -األسهم الممتازة ()Les actions privilégiées
تعتّب األسهم املمتازة بديال من بدائل التمويل اليت ميكن أن تعتمدها بعض املؤسسات ،وذلك بسبب املزااي
اليت ميكن أن تتحصل عليها من خالهلا ،ألهنا غري ملزمة قانوان إبجراء توزيعات ،وأن التوزيعات حمدودة ،وليس
حلملة األسهم املمتازة احلق يف التصويت ،وابلتايل ليس هلم متثيل يف جملس إدارة املؤسسة ،2وأن إصدار املزيد من
األسهم املمتازة يساهم يف ختفيض نسبة األموال املقرتضة ،إال أن ما يعاب عليها ارتفاع تكلفتها نسبيا ،ألهنا ال
-1املادة715مكرر 42من القانون التجاري اجلزائري":األسهم العادية هي األسهم اليت متثل اكتتاابت ووفاء جلزء من رأمسال شركة جتارية ومتنح احلق يف املشاركة يف
اجلمعيات العامة واحلق يف انتخاب هيئات التسيري أو عزهلا واملصادقة على كل عقود الشركة أو جزء منها وقانوهنا األساسي أو تعديله ابلتناسب مع حق
التصويت الذي حبوزهتا مبوجب قانونه األساسي أو مبوجب القانون .ومتنح عالوة على ذلك احلق يف حتصيل األرابح عندما تقرر اجلمعية العامة توزيع كل الفوائد
الصافية احملققة أو جزء منها" .
-2حممد أمين عزت امليداين ،املرجع السابق ،ص.511 .
22
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
حتقق وفرات ضريبية للمؤسسة ،وأن محلة األسهم املمتازة يتعرضون ملخاطر أكّب من تلك اليت يتعرض هلا املقرضون
الذين يتحصلون على فوائد اثبتة.1
ثانيا :التمويل عن طريق السندات ()Le financement par les obligations
وهنا نكون أمام أسلوب من االقرتاض تلجأ فيه املؤسسة إىل الغري القرتاض مبلغ مايل يوزع على أساس قيم
متساوية ،فالسند اتفاق تعهدي مكتوب مفوض خبتم الطرف الذي أنشأه ،يتعهد فيه بد فع املبلغ املايل احملدد هبذا
االتفاق مضافا إليه فائدة دورية مع دفعها لصاحبها يف اتريخ استحقاقه ،2وهذا النوع من القروض له مزااي منها:
-استغالل أموال الغري ملدة طويلة يف الدورات االستثمارية دون إشراكهم يف القرارات اإلدارية.
-ومبقارنة السند ابلسهم فان السند أقل خطورة ،فاملداخيل املنتظرة سنواي معروفة مسبقا ،على عكس
مداخيل السهم تتميز ابلعشوائية ،حيث ميكن أن ينتج عن السهم خطر يتمثل يف إمكانية إفالس اجلهة اليت
أصدرته ،وابلتايل يكون استيفاء صاحب السند حقه قبل صاحب السهم.
د -القروض طويلة األجل ()Les crédits à long terme
إن التمويل عن طريق القروض هو تنازل مؤقت من أحد الطرفني لآلخر على املال على أمل استعادته منه
فيما بعد مع الفوائد ،وإىل حني حتقق ذلك فإن القروض تشكل واحدا من مصادر التهديدات ابلنسبة للبنك،
تتمثل يف التغريات اليت قد تطرأ بني حلظة منح القروض وحلظة اسرتجاعها ،اليت يف هذا النوع من القروض درجة
املخاطرة عالية لطول األجل ،فكل حادث أو تعثر يف تنفيذ املشروع يف مرحلة من مراحله قد يؤدي إىل تقليص
حظوظ تسديد أقساط التمويل يف آجاهلا ،وعليه فان املصريف يلجأ إىل طلب ضماانت عينية لضمان اسرتجاع
-1أمحد بوراس ،املرجع السابق ،ص .55 .وعثمان رفعت إمساعيل ،متويل املشروعات ،مطبعة العابدين ،القاهرة ،مصر ،1996 ،ص .11
-2حممد حبار ،املرجع السابق ،ص.11 .
23
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
متويله أصال وفوائدا .1وعادة ما يتم االتفاق بني الشركة والبنك املقرض هلا على معدل الفائدة ،واتريخ االستحقاق
وطريقة السداد ،وما إذا كان مرة أ وعلى دفعات.
المطلب الثاني :آليات التمويل المستحدثة
يف أواخر القرن العشرين ظهرت بعض أساليب التمويل اليت أصبحت تعتمد عليها املؤسسات بغرض احلد
من بعض املخاطر واليت كانت تواجهها يف إطار اآلليات التقليدية كمخاطر التقادم التكنولوجي ،خماطر التخلف
عن السداد ومن هذه اآلليات املستحدثة جند ،االعتماد االجياري ،عقد حتويل الفاتورة ،ورأس مال املخاطر.
األول :االعتماد االيجاري ()Le crédit-bail
الفرع ّ
جاء هذا النوع من التمويل للتخفيف من أعباء املؤسسة عند قيامها ابالستثمار ألول مرة ،ووفقا هلذا النظام
يقوم املؤجر-وعادة ما يكون بنكا أو مؤسسة مؤجرة متخصصة إبعطاء املستأجر معدات معينة ،وإذا اطمأن
املؤجر إىل سالمة املركز املايل للمؤسسة وخّبهتا يقوم إببرام عقد اإلجيار ،حيث من خالله يؤجر البنك هذه
املعدات مع حساب تكاليف الشراء وعائد مناسب ،وال يتحمل أية تكاليف للصيانة أو اإلصالح أو التأمني أو
الضرائب أو املخاطر ،حيث يتحملها املستأجر ابلكامل ،2ويتاح للمستأجر يف العقد فرصة الشراء للمعدات يف
هناية عقد اإلجيار مقابل ما تبقى من تكلفة الشراء ،3حيث يتم السداد بواسطة أقساط -تسمى مثن اإلجيار-4
عند هناية العقد .ويف هذه احلالة تنتقل امللكية القانونية للمعدات للمؤسسة املستأجرة ،وأما أن تطلب هذه األخرية
جتديد عقد اإلجيار وفق شروط جديدة كخيار اثن ،وابلتايل تستفيد لفرتة أخرى من حق استعمال هذا األصل
دون أن تكتسب ملكيته ،وأما أن متتنع عن جتديد العقد ،ومتتنع عن الشراء كخيار اثلث ،وابلتايل إرجاع العني
املؤجرة إىل البنك.5
-1املادة 112من قانون النقد والقرض 10-90املعدلة واملتممة ابملادة 68الفقرة 01من األمر 11-03تنص" :تشكل عملية قرض يف تطبيق هذا القانون كل
عمل لقاء عوض ،يضع مبوجبه شخص ما أو يعد بوضع أموال حتت تصرف شخص آخر ،أو أيخذ مبوجبه وملصلحة الشخص اآلخر التزاما ابلتوقيع كالضمان
االحتياطي أو الكفالة ،أو الضمان" .
-2حممد أمين عزت امليداين ،املرجع السابق ،ص.505
-3املادة 68من األمر 11-03املعدل واملتمم ابألمر رقم 04-10املتعلق ابلنقد والقرض تنص" :تعتّب مبثابة قرض ،عمليات اإلجيار املقرونة حبق خيار للشراء
السيما عمليات القرض مع إجيار." .
-4املادة 14من األمر 09-96املتعلق ابالعتماد اإلجياري ،الصادر يف 10يناير 1996تنص . . ." :سعر شراء األصل املؤجر مقسما اىل مستحقات متساوية
املبلغ تضاف اليها القيمة املتبقية اليت جيب دفعها عند مزاولة حق اخليار ابلشراء" . . .
-5املادة 16من األمر السابق.
24
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
انطالقا من الدوافع السابقة تبقى املؤسسات الصغرية واملتوسطة ،وبقدراهتا املالية احملدودة هي األكثر
استخداما هلذا األسلوب من التمويل ،الذي له أشكال ختتلف ابختالف مدة ومصري عقد االئتمان ونوعية
وموضوع السلع حمل االئتمان.
أوال :االعتماد االيجاري العملي ()Crédit-bail opérationnel
يف هذا النوع من التأجري يستخدم املستأجر األصل خالل مدة زمنية قصرية مقارنة ابلعمر اإلنتاجي له،
هلذا فان ملكية األصل تبقى يف حوزة البنك املؤجر ،ويكون هذا التأجري مرفقا بتوفري خدمات أخرى ،أي ما
يعرف ابستئجار اخلدمات.
فهنا البنك املؤجر يتحمل مسؤولية الصيانة وتوريد قطع الغيار للمنشأة املؤجرة ،1حيث أن هذا األصل ال
يتم اهتالكه ابلكامل ،حيث يتجه البنك املؤجر بعد ذلك إىل أتجريه أو بيعه بعد استعادته من املؤسسة املستأجرة
يف هناية فرتة التأجري ،لذا فان إمجايل أقساط االستئجار ال تساوي تكلفة حمل التأجري.2
ثانيا :االعتماد اإليجاري المالي ()Crédit-bail financier
حسب نص املادة 2الفقرة 2من األمر السابق" :تدعى عمليات االعتماد اإلجياري (ابعتماد اجياري
مايل) يف حالة ما إذا نص عقد االعتماد اإلجياري على حتويل لصاحل املستأجر ،كل احلقوق وااللتزامات واملنافع
واملساوئ واملخاطر املرتبطة مبلكية األصل املمول عن طريق االعتماد اإلجياري ،ويف حالة ما إذا يضمن هذا األخري
املستثمرة." . . .
َ للمؤجر حق استعادة نفقاته من رأس املال واحلصول على مكافأة على األموال
هذا يعين أن هذه العملية تعاقدية مبقتضاها يقوم مالك األصل حمل العقد مبنح املنشأة حق االنتفاع من
أصل معني ختتاره ،خالل فرتة زمنية حمددة مقابل مبلغ تدفعه بشكل دوري يضاف إليه مكافأة هذه األموال
املستثمرة ،وتتحمل األعباء مبا فيها املخاطر املرتبطة هبذه العملية.3
-1املادة 2فقرة " :3تدعى عمليات االعتماد اإلجياري (ابعتماد اجياري عملي) يف حالة ما إذا مل حيول لصاحل املستأجر ،كل أو تقريبا كل احلقوق وااللتزامات
واملنافع واملساوئ واملخاطر املرتبطة حبق ملكية األصل املمول ،واليت تبقى لصاحل املؤجر وعلى نفقاته" .
-2حممد كمال خليل احلمزاوي ،اقتصادايت االئتمان املصريف ،منشأة املعارف ،طبعة 2االسكندرية ،مصر ،2000 ،ص.423 .
-3الواسعة زرارة صاحلي ،مقال :عقد االعتماد اإلجيار لألصول املنقول ،جملة العلوم اإلنسانية ،جامعة بسكرة ،العدد ،28-27نوفمّب ،2012ص -355
.356
25
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
املستأجر له احلق يف استعمال الشيء حمل القرض اإلجياري ،ولكن مقتضيات العقد متنع عليه أن يعيد
إجياره للغري ،4وأن عدم احرتام ذلك ينتج عنه جرمية خيانة األمانة.
ب -حق المستأجر تجاه البنك
يف حالة عدم التسديد اجلزئي يف آجال االستحقاق املتفق عليها يف العقد ،فإن العقد ينص عادة على
الفسخ االتفاقي للعقد مع اسرتجاع األصل املؤجر حمل القرض ،إضافة إىل ذلك تقوم املؤسسة املستأجرة بتقدمي
تعويض ،وعندما يتم عدم التسديد يف بداية تنفيذ العقد ،فان صاحب امللكية (البنك) يسرتجع عتاده ،ويستفيد
إضافة إىل ذلك من مبلغ إجيار عدة سنوات.5
1
رابعا :القرض االيجاري للعقار ()Crédit-bail immobilier
إن هذا النوع من القروض يشبه إىل حد كبري القرض االجياري للمنقول ،إال أن االختالف يكمن يف:
-مدة القرض اإلجياري العقاري طويلة ترتاوح بني 10سنوات إىل 25سنة.
وخيضع هذا النوع من القرض لإلشهار العقاري.
الفرع الثاني :التمويل عن طريق عقد تحويل الفاتورة ()Le factoring
لقد اختلف فقهاء القانون يف إعطاء تعريف موحد وشامل ملفهوم حتويل عقد الفاتورة:2
-حيث عرفته الغرفة التجارية الوطنية للمستشارين املاليني بفرنسا" :حتويل للحقوق التجارية من مالكها
للوكيل أو الوسيط الذي يتحمل مهمة حتصيلها وضمان الوفاء النهائي يف حالة اإلعسار املؤقت أو النهائي
للمدين مقابل عموالت هذا التدخل" .
-كما عرفه بعض الفقهاء" :أسلوب حتصيل وضمان خطر عدم الوفاء ومتويل بواسطة حتويل احلقوق".
-أما املشرع اجلزائري ،فان هذا النوع من التمويل مل يقرر إال مؤخرا بصدور املرسوم التشريعي 08-93املؤرخ
3
يف25أفريل1993املتضمن القانون التجاري اجلزائري.
فعقد حتويل الفاتورة هو آلية متويل قصرية األجل مستحدثة ميكن للمؤسسة االقتصادية استخدامها من
أجل احلصول على قيمة فواتريها اآلجلة من بنك أو مؤسسة مالية متخصصة تتوىل عملية حتصيل قيمة هذه
الفواتري اآلجلة وتتحمل خماطر عدم التسديد مقابل أجر ،فهنا البنك حيل حمل املنشأة مبقتضى اتفاق مّبم بني
الطرفني.4
ويسمى البنك الذي يقوم ابلفاكتورينغ خدمة للمؤسسات املستفيدة من هذه اآللية ب(الفاكتور) الذي
يعتّب الوسيط يف هذه العملية ،واملؤسسة االقتصادية اليت حبوزهتا احلساابت املدينة اليت يشرتيها الفاكتور مقابل أجر
يسمى(املنتمي) والطرف اآلخر ويسمى العميل ،وهو الطرف املدين للمؤسسة االقتصادية.
أوال :حقوق أطراف عقد تحويل الفاتورة
-يقوم الفاكتور بتحصيل قيمة احلقوق موضوع الفواتري احملولة اليه ،1حيث مبقتضى هذا التحويل يصبح
الفاكتور مالكا هلذه احلقوق اليت جيوز له التصرف فيها واالستفادة من ضماانهتا.2
-من حق الفاكتور مراقبة املنتمي والعميل ،حيث يسمح هلا هذا احلق االطالع على مركز ،العميل فيكون
على علم بكل ما يطرأ من تغريات مما جيعله يتخذ اإلجراءات الوقائية حلماية مصاحله ،ولتفادي املخاطر
اليت ممكن أن تنجم عن استمرارها يف التعامل مع هذا العميل.
-وللفاكتور احلق يف العمولة نظري ما تقدمه من خدمات للمنتمي ،ونظري ضمان خطر عدم الدفع يف حال
إعسار املدين ،ابإلضافة إىل نسبة الفائدة كتعويض عن عملية التمويل املقدم واملدة اليت متتد من اتريخ
حتويل الفواتري إىل اتريخ استحقاقها.3
-لكن قبول الفاكتور حتويل بعض الفواتري معناه ضمان حتصيلها من العميل (مدين املؤسسة االقتصادية)،
حيث إذا تعذر عليه ذلك بسبب إعسار أو إفالس املدين فال ميكن للفاكتور الرجوع على
املنتمي(املؤسسة) ،ألن عقد حتويل الفاتورة ينص على أنه إذا حدثت خسائر يف التحصيل فهي عادة ما
تكون على الفاكتور ،فهو الذي يتحمل عبء خطر عدم السداد.4
-1املادة 543مكرر 17من املرسوم السابق" :ينظم الوسيط واملنتمي بكل حرية ،وعن طريق االتفاق ،الكيفيات العملية لتحويالت الدفعات املطابقة حلواصل
التنازل" .
-2املادة 543مكرر " :18يرتتب عن حتويل الديون التجارية ،نقل كل الضماانت اليت تتضمن تنفيذ االلتزامات لفائدة الوسيط" .
-3ترتاوح نسبة العمولة عادة بني %1 .0و ،%5 .2أما نسبة الفوائد فترتاوح بني %5 .2و ،%4عبد اجلليل بوداح ،املرجع السابق ،ص.8 .
-4املادة 543مكرر 14السالفة الذكر.
28
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
1
الممولة)
ّ ب -حقوق المنتمي (المؤسسة االقتصادية
-يعتّب اهلدف األساسي من إبرام عقد حتويل الفاتورة هو احلصول على اعتمادات تضمن للمؤسسة املنتمي
احلصول على احتياجاهتا من السيولة على اعتبار أن هذه العملية آلية متويل قصرية األجل موجهة لتمويل
نشاطات االستغالل ،هذا يعطي للمؤسسة االقتصادية املستفيدة من هذه اآللية فرصة مواجهة التزاماهتا
اجتاه الغري يف آجاهلا ،دون انتظار تسديد مدينيها للفواتري يف آجال الحقة.
-كذلك من حقوق املنتمي تكليف الفاكتور ابالستقصاء عن بعض املعلومات اليت يراها هتمه ،أو طلب
بعض االستشارات قبل إجراء أية صفقة جتارية ،هذا حىت يكون على اطالع أبحوال السوق ،وعلى دراية
أبحوال املتعاملني.
2
ثانيا :خدمات الفاكتورينغ
-توفري التمويل الالزم للورد أو املصدر الذي ابع الفواتري إىل الفاكتور مقابل سحب مبلغ نقدي قبل حلول
أجل استحقا ق هذه الفواتري مقابل نسبة الفائدة.
-توفري احلماية االئتمانية عن طريق حتمل عبء املخاطر التجارية الناجتة عن عدم سداد مدين املؤسسة
للفواتري.
-قيام الفاكتور أبعمال التحصيل للمستحقات لدى الغري يف تواريخ استحقاقها ،ومتابعة حتصيلها يف حاالت
التأخر عن الدفع.
ومع ذلك يعاب على هذه اآللية أبهنا مرتفعة التكلفة ،لوجود نسبة فائدة ونسبة عمولة قد تصل إىل
%4من رقم األعمال الناتج عن عملية التصدير ،3وحسب الضماانت املرتبطة ابلدين ،إضافة إىل جهل املتعاملني
االقتصاديني ملضمون هذه اآللية أدى إىل قلة استعماهلا.4
-1مبارك باللطة وسليمان بلعور وعبد الوهاب دادن ،مداخلة :اآلليات املعتمدة من طرف اجلزائر يف متويل املشروعات الصغرية واملتوسطة ،كلية العلوم االقتصادية
وعلوم التسيري ،اجلزائر ،2003 ،ص.6 .
-2عبد الباسط وفا ،مؤسسات رأس املال املخاطر ودورها يف تدعيم املشروعات الناشئة ،دار النهضة العربية ،مطبعة اإلسراء ،األردن ،2001 ،ص.97 .
-3حممد حبار ،املرجع السابق ،ص.12 .
-4أمحد بوراس ،املرجع السابق ،ص.129 .
30
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
املخاطرين ،وهذه نتيجة حتمية وعادلة ألهنم قد يفقدون أمواهلم اليت شاركوا هبا يف املشروع ،إذا تعرض هذا األخري
ملخاطر تؤدي لفشل املشروع ،ألن يف ذلك خماطرة كبرية ،إال أن تدخل مؤسسة رأس املال املخاطر يف إدارة
املشروع ضمانة كبرية لنجاحه ملا ميلكه املختصون فيها من قدرة على التعامل مع املخاطر ،واختاذ اإلجراءات
الكفيلة ابحلد منها والتصدي هلا يف الوقت املناسب.
المطلب الثالث :آليات التمويل اإلسالمية
إن البنوك اإلسالمية هي بنوك حديثة النشأة تسعى إىل التخلي عن سعر الفائدة حيث هلا مفهومها اخلاص
عن املعامالت املصرفية ،فهي تقبل الودائع حتت الطلب وودائع االدخار واالستثمار طبقا ملبدأ املشاركة يف الربح،
أويف ظل صيغ أخرى من التمويل ،كاملراحبة واملضاربة ،1ويعد بنك الّبكة النموذج هلذا النوع من البنوك يف اجلزائر،
والذي يتوىل كل العمليات املصرفية وفقا للشريعة اإلسالمية.2
وعموما ،فان متويل املؤسسات االقتصادية بصفة عامة واملؤسسات الصغرية واملتوسطة بصفة خاصة عّب
آليات التمويل اإلسالمي يكون كما يلي:3
الفرع األول :المضاربة
وهي أن يعطي البنك املال للمؤسسة االقتصادية (املضارب) مع اقتسام نتائج املشروع بنسب متفق عليها،
فهذه الصيغة التمويلية تسمح إبجياد تدفقات نقدية للمؤسسة االقتصادية ،بشرط أن توضع هلا شروط تضمن
االستخدام األمثل للموارد املالية الذي يتصوره البنك املمول وللمؤسسة املمولة قبول أو رفض ذلك ،ويف حال
وقوع خسارة ،فالذي يتحمل ذلك هو البنك مامل يثبت أن املنشأة أخلت بشروط استخدام رأس املال الذي ميكن
أن يكون ملكا للبنك أو عبارة عن ودائع للغري.
الفرع الثاني :المشاركة
املشاركة هي أسلوب متويلي قائم على مشاركة البنك للمؤسسة االقتصادية يف تقدمي املال الالزم ملشروع ما،
ويوزع الربح بينهما حبسب ما يتفقان عليه ،أما اخلسارة فبنسبة متويل كل منهما ،وال تكون مشاركة البنك يف
-1سيد اهلواري ،إدارة البنوك ،مكتبة عني مشس ،القاهرة ،مصر ،1983 ،ص.4 .
2-Ammour Ben Halima, op.cit, p. 104.
-3رابح خوين ،مداخلة ،آفاق متويل وترقية املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر ،سطيف ،2003 ،ص.18-16 .
31
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
اإلدارة إال يف حدود ما حيفظ حقوقه ،واالطمئنان إىل عدم حدوث إمهال أو تقصري ،فأحياان تكون هذه
املشاركة:1
-دائمة إذا اتفق الطرفان على ذلك (الشركة والبنك املمول هلا) وهذا يف حال ما إذا أصبح كل مشارك ممتلكا
حلصة يف رأس املال بصفة دائمة ومستحقا لنصيبه من األرابح ،وتستمر املشاركة اىل حني انتهاء العمر
اإلنتاجي للمشروع أو االتفاق على حله ،أو يف حال تنازل أحد األطراف عن حصته يف رأس املال أو
بيعها للطرف الثاين.
-منتهية ابلتمليك يف حال ما إذا مل يقصد البنك البقاء واالستمرار يف الشراكة إىل حني انتهاء الشركة.
ومن مزااي هذا األسلوب من التمويل أنه ال يطلب أسعار فائدة مرتفعة ترهق كاهل املؤسسة ،وال يعتمد
كثريا على الضماانت اليت أحياان ال تكون متاحة أمام املنشأة االقتصادية ،يقف ذلك عائقا أمام املستثمر يف
احلصول على االحتياجات التمويلية يف الوقت املناسب ،وهذا ما جنده يف نظام التمويل التقليدي.
الفرع الثالث :المرابحة
املراحبة عقد بني املؤسسة والبنك يتضمن قيام هذا األخري بيع سلعة للمؤسسة مقابل هامش ربح يضاف
اىل الثمن الذي اشرتاها به ،وبعد ا ستالم الطرف الثاين للسلعة ميكن أن يسدد ما هو مستحق عليه فورا أو على
مدى فرتة مالئمة من الزمن مرة واحدة أو على أقساط.
يعتّب أسلوب املراحبة أسلواب مناسبا للمشروعات الصغرية واملتوسطة ،ألنه يساعد على احلصول على خمتلف
اآلالت والتجهيزات واملواد األولية ،مع املوارد املالية اليت ميكن أن حتتاجها هذه املؤسسات دون دفع فوري ،ألنه
كثريا ما تكون السيولة غري متاحة أمامها أو غري كافية ،وابلتايل فان هذا األسلوب يساعدها كثريا على دفع ما
عليها يف شكل أقساط مستقبلية ،وهذا األسلوب يناسب البنك ألنه حيصل على عائد مع ضمان اسرتداد ماله،
ألنه حيق له أن يطلب ضمان طرف اثلث يف حالة البيع ابملراحبة (ضماانت شخصية)إذا كانت املؤسسة ال تتمتع
بوضعية ائتمانية جيدة .وابلتايل تتيح هلا وفْرات مالية تستخدمها يف شؤون أخرى ،وللبنك املمول عائدا مناسبا.
-1إبراهيم خمتار ،التمويل املصريف منهاج الختاذ القرارات ،مكتبة األجنلو ،القاهرة ،مصر ،الطبعة ،1987 ،2ص.267
32
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
وهو أن يقوم البنك ابقتناء آالت ومعدات وعقارات ،مث يقوم بتأجريها للمنشأة االقتصادية حسب
احتياجاهتا ملدة متفق عليها ،وأثناء مدة اإلجيار يظل األصل ملكا للبنك ،وأجرة يتفق عليها طرفا العقد.1
إن عقد اإلجارة مناسب جدا ملساعدة املؤسسات االقتصادية يف احلصول على احتياجاهتا من رأس املال
الثابت دون إرهاق هلا ،فاملؤسسة تستطيع أن تدفع اجيارا على املكان الذي متارس فيه نشاطها دون تكليف
مليزانيتها ،وهذا ال يقارن ا طالقا بتكاليف شراء املكان ،كما تستطيع املؤسسات االقتصادية أن حتصل على
اآلالت واملعدات اليت حتتاجها بصيغة اإلجارة أيضا ،ومن فائدة املنشأة أن يكون مالك العني املؤجرة مسئوال عن
2
صيانتها ،كما أن هلا خيار امتالك العني املؤجرة أو إعادهتا إىل البنك املؤجر ،ومنه ميكن تقسيم اإلجارة إىل
نوعني ،اإلجارة التمليكية ،واإلجارة التشغيلية.
أوال :اإلجارة ال ّتمليكية
تعتّب اإلجارة التمليكية أو املنتهية ابلتمليك من األساليب اجلديدة استحدثتها البنوك اإلسالمية ،وهي
تتميز بكون البنك ال يقتين املوجودات واألصول نظرا لدراسة السوق ووجود رغبات هلا ،بل انه يشرتيها استجابة
لطلب أحد عمالئه لتملك تلك األصول ،وعليه فإهنا ال تبقى يف ملكية البنك بعد هناية عقد اإلجارة وإمنا تنتقل
إىل ملكية املستأجر ،وحيسب البنك األجرة اإلمجالية غالبا على أساس تكلفة املوجودات ابإلضافة إىل رحبه،
وتقسط األجرة بعد ذلك على فرتات يُتفق عليها.
ثانيا :اإلجارة التشغيلية
يقوم البنك مبوجب هذه الصيغة ابقتناء موجودات وأصول خمتلفة تستجيب حلاجيات املستخدمني ،وتتمتع
بقابلية جيد ة للتسويق سواء على املستوى احمللي أو الدويل ،ويتوىل البنك إجارة هذه األعيان ألية جهة ترغب
فيها هبدف تشغيلها واستيفاء منافعها خالل مدة حمددة يُتفق عليها ،وابنتهاء املدة تعود إىل حيازة البنك ،ليبحث
من جديد عن مستخدم آخر يرغب يف استئجارها.
-1ميلود مهدي ،أدوات التمويل املصريف الال ربوية ودورها يف دعم املؤسسات االقتصادية ،امللتقى الدويل حول سياسات التمويل وأثرها على االقتصادايت
واملؤسسات ،جامعة حممد خيضر ،بسكرة ،نوفمّب.2006
-2حممد بن بوزاين وخدجية خالدي ،التمويل اإلسالمي فرص وحتدايت ،الدورة التدريبية الدولية حول :متويل املشروعات الصغرية واملتوسطة وتطويرها يف االقتصادايت
املغاربية ،كلية العلوم االقتصادية ،بسكرة ،2006 ،ص.10-8 .
33
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
ويتميز هذا األسلوب ببقاء األعيان املؤجرة حتت ملكية البنك اإلسالمي الذي يقوم بعرضها لإلجيار مرة
أخرى ،ويتحمل بذلك خطر ركود السوق ،واخنفاض الطلب على تلك املعدات ،مما يؤدي إىل خطر عدم
استغالهلا.
المطلب الرابع :اإلجراءات العملية لعملية التمويل
مهما يكن نوع البنك كالسيكيا كان أو إسالميا ،ومهما تكن صيغة التمويل ،فإن يف عقد التمويل وحفاظا
على أموال البنك فالبنود اليت ينص عليها العقد جيب أن تكون يف صاحل البنك.1
-االستعالم عن املؤسسة طالبة التمويل لدى مصلحة مركزية املخاطر ،مث القيام بتشخيصها 2من خالل
التحليل املايل واحملاسيب بواسطة امليزانيات والواثئق احملاسبية ،ومقارنة حالة املؤسسة ابلنسبة إىل املؤسسات
األخرى من نفس احلجم متارس نفس النشاط ،واالطالع على إطارها القانوين ،وهذا يفيد البنك يف التعرف
على نوع الشركاء ومسؤولياهتم وحتديد اإلجراءات والوسائل اليت جيب اختاذها يف حالة اللجوء إىل العدالة
السرتجاع الدين ،والتعرف على قدرات املؤسسة املالية واالقتصادية لالطمئنان على تسديد االئتمان املمنوح
يف األجل احملدد.
-تقدمي التمويل املطلوب للمؤسسة ،يكون ذلك بعد دراسة ملف طلب التمويل احملتوي على كل البياانت
واملعطيات اخلاصة ابملشروع املمول ،وبعد إعداد حساب لتقدير حاجيات املشروع املالية على مستوى
البنك ،ليتم توفري التمويل الالزم للمؤسسة مع القيام بكافة التصرفات القانونية لتعبئة الدين من جهة ووضع
املال املطلوب حتت تصرف املؤسسة من جهة اثنية.3
-تقدمي الضماانت من املؤسسة ،طبقا لقاعدة أن "كل متويل يقابله ضمان" فإن للبنك حق االستفادة من
كل الضماانت سواء أكانت عينية و/أو شخصية اليت قدمتها له املؤسسة كضمان لتسديد مبلغ التمويل،
-1ما نالحظه أن االلتزامات امللقاة على عاتق املؤسسة من عقد التمويل قد تكون يف كثري من األحيان أكّب من احلقوق اليت تتحصل عليها ،وهذا يدل على أن عقد
التمويل مييل إىل عقد اإلذعان ( )Contrat d'adhésionحيث أن البنك يضع شروطا يف إطار مناذج معدة مسبقا وما على املؤسسة املستفيد من التمويل
إال قبوهلا ،املادة 70من القانون املدين اجلزائري.
-2انصر حيدر ،مداخلة حول :مسامهة بنك الّبكة يف دعم املؤسسات الصغرية واملتوسطة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري ،اجلزائر 28 ،ماي ،2003ص
.7
-3فتيحة حزام ،عقد التمويل املتعلق ابمللكية يف البنوك اإلسالمية ،مذكرة ماجستري ،القانون اخلاص ،كلية احلقوق ،جامعة اجلزائر ،2003 ،ص.106 .
34
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
مع التزام البنك بقيدها حفاظا على حقوقه ،لكن هناك من يرى أن هذه نظرة خاطئة 1وال تتالءم مع نظرة
املصريف فالضماانت مهما كان نوعها ومهما كانت قيمتها ما هي إال ملحقات لالئتمان ،ألن املقياس
األساسي ملنح التمويل هو مردودية املؤسسة وقدرهتا على تسديد ديوهنا يف ميعاد استحقاقها.
-القيام بعمليات التفتيش ،حيث وحمافظة من البنك على أمواله املقدمة يف التمويل يتوجب عليه القيام
بعمليات التفتيش عّب كل مراحل تنفيذ املشروع حىت يطمئن على سري املشروع وفق اخلطة اليت وضعت
حني إنشائه ،ولذا يتوجب على املؤسسة متكينه من القيام بكل اإلجراءات الكفيلة ابالطالع على الواثئق
واملستندات اليت يطلبها من واثئق مالية وحماسبية.2
-فرض غرامات التأخري ،إن كل البنوك الكالسيكية تلجأ إىل الفائدة املركبة يف حالة التأخري يف تسديد مبلغ
التمويل ،أي سداد القرض ونسبة الفائدة على القرض وعلى الفائدة يف حد ذاهتا ،3أما البنوك اإلسالمية
املمولة املماطلة من أجل
ومبا أهنا ال يتعامل ابلفائدة فإهنا تلجأ إىل فرض غرامات التأخري جتاه املؤسسة َّ
حتصيلها ألمواهلا ومستحقاته ،4كما أنه من حقه اسرتجاع أمواله واألرابح ألن البنك اإلسالمي غرضه من
التمويل ليس الفائدة وإمنا األرابح ،أو اللجوء إىل املطالبة ابالستحقاق املسبق يف حال اإلخالل اباللتزامات
أو وجود حالة إفالس ،وهذا ما تنص عليه كل البنوك يف اتفاقية القرض.5
-احلق يف التنفيذ على الضماانت ،وال يكون ذلك إال يف حالة أتكد البنك من عدم قدرة املؤسسة على
التسديد عند حلول األجل ،لذا على البنك االلتزام مبتابعة عملية تسديد أقساط التمويل وفوائده إن كان
بنكا كالسيكيا ،والتمويل وأرابحه إن كان بنكا إسالميا ،هذا وفقا للشروط املتفق عليها ،ألن هذه العملية
املمولة على الوفاء
هي أحد مراحل التمويل تلزم هبا كل البنوك حفاظا على حقوقها ،فإذا ختلفت املؤسسة َّ
-التزامات املؤسسة ،إن عقد التمويل يلقي التزامات على عاتق املؤسسة هي من مصلحة البنك ِّ
املمول هلا،
أخذ الضماانت اليت حتمي البنك من املخاطر اليت قد تنجر عن عملية التمويل واليت قد تكون خارجة عن
نطاق املؤسسة ،لذا ال جيب على املصريف االكتفاء ابلثقة والتشخيص بل املطالبة بضماانت حقيقية وصلبة
تساوي أو تفوق مبلغ التمويل ،وإن كان يعتّبه البعض إجحافا يف حق املؤسسة ألن الضمان ال ميكن أن
يتجاوز مبلغ التمويل املطلوب ،2لكن ال يوجد قانون حيدد قيمة الضمان ،فهناك من البنوك من يشرتط
ضماانت تفوق نسبة %100من مبلغ التمويل ،وااللتزام ابحملافظة على مبلغ التمويل واستعماله فيما أعد
له ،متكني البنك من الرقابة واالطالع على سري املشروع مع تزويده ابلواثئق الالزمة لذلك ،وااللتزام ابلتأمني
على األخطار اليت قد تنجر على املشروع مع إعفاء البنك من أي رجوع عليه ،وإخطاره ابحلوادث حىت
ميكنه التدخل يف الوقت املناسب.3
-1البند 8من اتفاقية القرض ،حتت عنوان الضماانت ،والبند 16من اتفاقية القرض ،حتت عنوان تسوية املنازعات ،املالحق السابقة.
-2الطاهر لطرش ،املرجع السابق ،ص .164
-3البند 13من اتفاقية القرض ،حتت عنوان التزامات املقرتض ،املالحق السابقة.
36
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
مصادر التمويل
قروض مومسية
االعتماد املستندي
37
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
إن عملية التمويل مهما كانت آلياهتا -تقليدية كانت أو مستحدثة أو صيغ متويل إسالمية -حمفوفة
ابملخاطر ،مادام هناك فرتة انتظار بني منح التمويل وسداده ،حيث حتدث متغريات وخاصة على املدى الطويل أو
املتوسط قد تكون داخلية مرتبطة ابملؤسسة االقتصادية ،أو خارجية سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو حىت
دولية ،نظرا ملا يسمى اليوم ابلعوملة ،أو بسبب األعمال املوكلة للبنك مهما كان نوعه ،ألن كال من البنوك
الكالسيكية والبنوك اإلسالمية عرضة ملثل هذه املخاطر الكثرية واملتنوعة ،وهذا رغم االختالف الكبري بينهما من
حيث صيغ التمويل ،حيث أن األوىل هد فها من التمويل هو احلصول على فوائد لقاء هذا االنتظار ،بينما الثانية
هدفها احلصول على األرابح من خالل املشاركة يف املشروع بعيدا عن نسبة الفائدة اليت ليست من معامالته.
لذلك سنعاجل يف هذا املبحث ثالثة مطالب :األول حول املخاطر املرتبطة ابملؤسسة االقتصادية ،والثاين
حول املخاطر املرتبطة بعمل البنك ،والثالث حول املخاطر املرتبطة بصيغ التمويل اإلسالمية.
المطلب األول :المخاطر المرتبطة بالمؤسسة االقتصادية
حتتاج املؤسسة االقتصادية إىل أموال للنهوض مبشاريعها ،وتتعدد املصادر اليت تلجأ إليها للحصول على
ذلك ،فرتتبط بذلك خماطر تكون املشاريع هي السبب ،إما على مستوى أتسيس املؤسسة ،أو ما يتعلق ابحلالة
االقتصادية والتكنولوجية للمؤسسة .كما أنه غالبا ما يتسبب يف هذه املخاطر مسريوها وهذا لضعف قدراهتم
وإمكانياهتم الفنية وخّباهتم يف االضطالع ابملهام وعدم دراسة املستقبل بشكل صحيح.1
الفرع األول :الخطر القانوني ()Le risque juridique
يرتبط هذا اخلطر أساسا بعدم معرفة الوضعية القانونية للمؤسسة ،وكذا نوع النشاط الذي متارسه ،2فالبنك
مىت مول مؤسسة اقتصادية ،فانه عليه مراعاة هذه اجلوانب اهلامة وإال عر ض أمواله للخطر ،اليت هي أموال
املودعني.
-1زاينة آيت وازو ،مسؤولية البنك املركزي يف مواجهة األخطار املصرفية ،رسالة دكتوراه علوم ،القانون اخلاص ،كلية احلقوق ،جامعة تيزي وزو ،2012 ،ص.73
-2إبراهيم خمتار ،املرجع السابق ،ص.36 .
38
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
فاملؤسسة االقتصادية مهما كان نوعها ،ومهما كانت طبيعة النشاط الذي متارسه ،جيب أن تؤسس على
أسس صحيحة منصوص عليها قانوان ،فكل طابع تتحدد به املؤسسة ،وتعرف من خالله جيب أن يكون وفقا
للقانون وإال اعتّبت ابطلة.
فالقانون التجاري اجلزائري أصبحت خاضعة له كل املؤسسات االقتصادية سواء أكانت عمومية أو خاصة
بعد صدور القانون التوجيهي 01-88ينص على" :حيدد الطابع التجاري لشركة إما بشكلها أو موضوعها".
أوال :مراعاة الشكل القانوني للمؤسسة
فإذا أردان البحث عن املؤسسات حبكم شكلها ومهما يكن نشاطها جند أن القانون التجاري ينص على
اختاذ األشكال القانونية التالية :شركات التضامن ،شركات التوصية البسيطة ،شركات التوصية ابألسهم ،شركات
ذات املسؤولية احملدودة متعددة الشركاء ،واملؤسسة ذات الشخص الواحد وذات املسؤولية احملدودة ،وشركات
املسامهة ،1أما عن املؤسسة واليت تقاس مبوضوعها وليس بشكلها ،جند أن املشرع نص على مؤسسة واحدة هي
شركات احملاصة حيث إذا اختذت أية مؤسسة شكال غري الذي نص عليه املشرع ،فإهنا تكون ابطلة بطالان مطلقا
وغري معرتف هبا قانوان ،كما أن الغرض من حتديد هذه األشكال هو حتديد مسؤولية أصحاب املؤسسة ،فإذا كنا
أمام شركات أموال فان املسؤولية تكون حمدودة حبسب ما مت تقدميه من أموال ،2وهذا كله محاية لصاحب املؤسسة
نفسه ،ومحاية للمتعاملني معها ،فأي مؤسسة تتجاوز هذا فهي غري مؤسسة قانوان ،وابلتايل ال ميكن محايتها وال
التعامل معها ،وكل من تعامل وخاصة الطرف املمول فانه عرضة للمخاطر ،ألن أي مشروع استثماري تقوم به
يكون غري معرتف به ما مل يتم يف إطار قانوين شكال ومضموان.
ثانيا :مراعاة الشروط الموضوعية
جيب مراعاة مدى توفر املؤسسة االقتصادية على األركان املوضوعية العامة واخلاصة ،3وهذا يعين أن تكون
متوفرة على األركان الالزمة يف العقود عامة وهي :الرضا ،األهلية ،واحملل ،والسبب.
-فالرضا جيب أن يكون خاليا من كل العيوب كاإلكراه والتدليس والغلط ،وإال كان العقد قابال لإلبطال.
-واألهلية اليت جيب أن تتوفر يف املؤسسني ،ألهنا متنح هلم حق التصرف وااللتزام ،ألنه إذا تبني أنه غري أهل
لذلك كان عقد املؤسسة ابطال ابلنسبة إليه ،وختتلف األهلية الالزمة يف املؤسس ابختالف نوع املؤسسة،
فإذا كنا أمام مؤسسة اختذت شكل شركة أشخاص واملسؤولية فيها شخصية وتضامنية وغري حمدودة ،فانه
جيب على املؤسس أن يتوفر على أهلية االجتار ،وابلتايل جيب أن يكون راشدا أو مرشدا ،عكس ما إذا كنا
أمام مؤسسة اختذت شكل شركة أموال ،حيث تكون املسؤولية فيها حمدودة ،ومنه ميكن للقاصر أن يكون
عضوا فيها.
-أما احملل فهو النشاط االقتصادي الذي قامت من أجله املؤسسة ،أو املشروع الذي سوف تنفذه ،والذي
جيب أن يكون ممكنا وجائزا قانوان ،فإذا ما وجد مانع قانوين أو مادي حيول دون ذلك فاملؤسسة ابطلة،
والبنك املمول هلا عرضة للخطر ،فاالستحالة تكون قانونية كاحتكار الدولة لبعض الصناعات ال ميكن ألي
مؤسسة اقتصادية أخرى القيام هبا ،واستحالة مادية كأن حتاول مؤسسة ما استثمار مشروع معني وتبني فيما
بعد أنه غري قابل لالستثمار فيه ،أو رغبة الدولة يف تشجيع أو احلد من متويل بعض األنشطة االقتصادية.1
كما جيب أن يكون النشاط املمارس مشروعا وغري حمظور ملخالفته النظام العام واآلداب العامة ،وإال كان
املشروع ابطال بطالان مطلقا لعدم مشروعية احملل.
-وركن السبب يعين الغرض الذي قامت من أجله املؤسسة والذي جيب أن يكون مشروعا ،فهو يتمثل يف
اجناز النشاط بغية حتقيق األرابح عن طريق القيام مبشروع مايل ،واستغالل فرع من فروع النشاط التجاري
أو الصناعي.
-ابإلضافة إىل األركان املوضوعية العامة ،جيب توفر الشروط اخلاصة يف املؤسسة االقتصادية ،وهي توفرها
على مؤسسني ماعدا يف املؤسسة ذات الشخص الواحد اليت يكفي أن تتوفر على مؤسس واحد ،وتقدمي
احلصص اليت يلتزم هبا كل مؤسس ،وذلك من خالل تقدمي نصيب معني من املال أو عمل أو عني،
ابإلضافة إىل نية االشرتاك وما هلا من دور ابلرغم من أن املادة 416من القانون املدين أغفلتها .كما ال
جيب إغفال ركن اقتسام األرابح واخلسائر الناجتة عن املشروع ،إال انه ميكن اللجوء إىل احتجاز بعض
األرابح وإعادة استثمارها ،وهي إما احتياطات قانونية أو نظامية ،وهي تلعب دورا هاما يف متويل
احتياجات املؤسسة.1
ثالثا :مراعاة الشروط الشكلية
مل يكتف املشرع ابألركان املوضوعية ،بل اشرتط النعقاد العقد أن يفرغ يف الشكل الكتايب الرمسي .2وعمال
هبذه األحكام فان الكتابة ركن من أركان العقد ال تنعقد أية مؤسسة بدونه ،وليس وسيلة لإلثبات ،كما اشرتطت
املادة 548من القانون التجاري اجلزائري أ ْن تثبت الشركة بعقد رمسي وإال كانت ابطلة ،إال هذا البطالن من نوع
خاص ،ال تطبق عليه النظرية العامة للبطالن حبذافريها.3
فيجب أن يتضمن عقد الشركة حدا أدىن من البياانت على وجه اخلصوص ،نوع الشركة ،وموضوعها،
ورأمساهلا ،وعنواهنا ،ومدهتا ،وأحياان نظام توزيع األرابح وسلطة املديرين ،وجيب أن تودع العقود التأسيسية والعقود
املعدلة لدى املركز الوطين للسجل التجاري ،وتنشر حسب األوضاع اخلاصة بكل شكل من أشكال الشركة ،وإال
كانت ابطلة.4
فعند توفر الشروط املوضوعية والشكلية فانه ميكن احلكم على مدى أهلية املقرتض ،وصالحيته لالقرتاض،
ألنه من الطبيعي أن يطمئن البنك على أن املتعاقد على القرض له احلق يف متثيل املؤسسة املقرتضة ،وحقوق
وسلطات املديرين يف االقرتاض ،ويف حالة عدم وجود نص يف عقد الشركة ينظم ذلك يتعني توافر موافقة اجلمعية
العامة ،وجيب على البنك املمول أن يقف على حدود صالحية ممثل املؤسسة على التعاقد ،وذلك ابالطالع على
التفويض املمنوح له يف هذا الشأن ،والشروط اليت ميكن التعاقد على أساسها ،حىت ميكن االطمئنان على عدم
جماوزة احلدود املفوض فيها.
دراسة اجلدوى القانونية "هي تلك االختبارات والتحليالت واالستنتاجات والتقديرات اليت يقوم هبا خّباء
خمتصون يف جمال قوانني وتشريعات االستثمار للوصول إىل ما يعود على املشروع من مزااي وتدفقات نقدية داخلية
وما يتحمله من أعباء ،وتدفقات خارجية ،وحتديد الشكل القانوين األنسب للمشروع الذي يعظم أهدافه.1" .
فعلى مسئويل البنك التحقق من التطبيق الصارم للقوانني واألنظمة السارية املفعول داخل البلد ،وإال أدى
ذلك إىل عدم إمكانية املؤسسة املمولة من الوفاء بتعهداهتا اجتاه البنك من عقود وتقدمي ضماانت ،فالعمليات
البنكية هلا أسس قانونية إما تشريعية أو عرفية نتيجة املمارسات املتكررة هلا ،كما أن للمنشأة شروطا وأركان جيب
احرتامها ،ويف حال اإلخالل هبا ،فان البنك واملؤسسة يتعرضان ملخاطر قانونية قد تؤدي هبما ألزمات مهلكة
واهتزاز املتعاملني هبما ،وتدهور مصداقيتهما.
فبالنسبة للبنك املمول اخلطر القانوين يتحقق بسبب وجود خطر عدم إمكانية مواجهة األحكام الصادرة
ضده ،بسبب إخفاق اتبعي البنك يف احلصول على أحكام لصاحله ،أو إمهال اإلجراءات الواجب إتباعها لدى
اجلهات القضائية ،أو بسبب خطر عدم إمكانية اسرتداده حلقوقه نتيجة انتكاس وختلف مدينيه عن الوفاء
ابلتزاماهتم ،أو لصعوبة التنفيذ على الضماانت املقدمة يف هذا العقد ،كأن تكون متنازع عليها ،أو لعدم التأمني
عليها ضد أي تقلبات أو حوادث.
كما عرف املشرع اخلطر القانوين على أنه النزاع أو النزاعات اليت ميكن أن حتدث بني البنك املمول والعميل
انجم عن أي غموض أو خلل ،وهذا مبوجب العمليات املالية اليت يضطلع هبا البنك او املؤسسة املالية.2
لذا جيب دراسة القوانني ،وذلك ابلبحث يف قوانني وتشريعات االستثمار األساسية واملكملة ،كما تتمثل
هذه القوانني يف التشريع املايل والضرييب ،وتشريعات العمل والتأمينات االجتماعية املؤثرة على فعالية املشروع،
وعلى عملية التمويل ،حبيث يرتتب عن القوانني آاثر اجيابية ومن مث تدفقات نقدية داخلية قد تكون ممنوحة من
-1حممد سالمة ،دراسة اجلدوى واملشروعات الصناعية ،مكتبة غريب ،مصر( ،ب .س .ن) ،ص.82 .
-2املادة 02من النظام رقم 08-11املتعلق ابلرقابة الداخلية للبنوك واملؤسسات املالية.
42
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
طرف الدول ة للمشروعات االستثمارية تدخل يف تشجيع االستثمار يف جماالت معينة ،ويكون لزاما على املهتمني
معرفة هذه اجملاالت يف القوانني والتشريعات اليت تنطوي على مزااي معينة.1
كما أنه جيب على الدارسني للجدوى القانونية االنتباه إىل أنه أحياان القوانني تضيف تكاليف وأعباء قد
تؤثر بشكل مباشر على املشروع وابلتايل على التدفقات النقدية اخلارجية ،فقد يكون أحد األهداف اليت تسعى
السياسة االئتمانية العامة إىل حتقيقها ،كتشجيع الصادرات عن طريق خفض أسعار الفائدة ،أو التخفيف من
الضرائب ،أو وجود إعفاء ضرييب مؤقت ،وأحياان يكون احلد من بعض السلع الكمالية عن طريق رفع أسعار
الفائدة أو الرفع من الضريبة على هذه السلع .2لذا جيب على املؤسسة االقتصادية والبنك التنبه إىل مثل هاته
احلاالت .3وأكثر من ذلك ما جنده اليوم من دعم الدولة لبعض القطاعات دون اآلخر ،وخاصة املؤسسات
الصغرية واملتوسطة املنتجة من خالل ختفيف يف الفوائد على القروض املتعلقة ابالستثمار ووجود جدولة ديوهنا
وأتجري التسديد ملدة 03سنوات مع احتساب أصل الدين دون الفوائد هذه األخرية تتكفل هبا اخلزينة العمومية.4
الفرع الثاني :الخطر البشري ()Le risque d'humain
ويتمثل هذا اخلطر يف عدم كفاءة املوارد البشرية املكرسة إلجناز املشروع وعدم أهليتهم ،مما يرتتب عليه عدم
استغالل األموال املقرتضة بكفء ،أو استغالهلا بصفة سيئة ،أو خطر سوء تسيري املشروع من طرف مسريي
املؤسسة ،وهي خماطر مرتبطة مباشرة ابلقرارات املتخذة من طرف املسئولني الذين تسند إليهم مهمة توجيه السياسة
الفعلية للمؤسسة ،وحتديد االسرتاتيجية املثلى لتنميتها واستمرارها.
أوال :حاالت الخطر البشري
عادة ما تسند املهام إىل اإلدارة العليا ،فقد ترتجم يف شكل سوء حتديد لألهداف أو عدم تالؤمها مع
ظروف البيئة االقتصادية واالجتماعية املستقبلية ،أو لعدم متاشيها ومتطلبات الزابئن ،أو إلتباع خطة ال تسمح
-1راجع الفصل الثاين املتعلق ابملزااي ،القانون رقم 09-16املؤرخ يف 03أوت 2016املتعلق برتقية االستثمار ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،46املؤرخ يف 03أوت
2016
-2راجع األحكام اجلبائية واجلمركية ،القانون رقم 14-16املؤرخ يف 28ديسمّب ،2016املتضمن قانون املالية لسنة ،2017اجلريدة الرمسية ،العدد ،77املؤرخ
يف 29ديسمّب .2016
-3سليمان مرزاق ،دراسات اجلدوى كأداة الختاذ القرار االستثماري ،مذكرة ماجستري ،كلية العلوم االقتصادية ،اجلزائر ،2006،ص.75
-4عبد العزيز خنفوسي ،عيسى لعالوي ،املرجع السابق ،ص.07
43
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
بتحقيق األهداف ،أو حىت لعدم كفايتها أو غياهبا أصال ،كما أهنا خماطر سببها تلك البيئة االقتصادية اليت
تسودها املنافسة الشديدة ،والتطور املستمر ،واالرتباط الوثيق ابلسوق ،هذه العوامل وغريها جيب على املسريين
متابعتها ابستمرار لرسم اخلطة الصائبة اليت تسمح بتحديد التصرف األمثل ،واالجتاه األفضل لتحقيق املر دودية،
فكل تصرف أو موقف غري موافق ملتطلبات السوق يعرض املنشأة االقتصادية املمولة والبنك املمول هلا خلطر
اسرتاتيجي ،وخلسائر كبرية أكثر من األرابح اليت كان من املمكن حتقيقها لو مل يقع املسريون يف اخلطأ.
إن القرارات اليت يتخذها املسريون ،واليت تكون متباينة ،وال تتماشى والظروف االجتماعية واالقتصادية
تعتّب من أهم األخطار اليت هتدد املؤسسة ،فيفشل البنك يف استثمار أمواله املقرتضة ،ويتسبب ذلك يف اختالل
الوضعية املالية للمؤسسة قد تصل إىل حد اإلفالس مما يستدعي ضرورة االحتياط منها.1
ثانيا :مسؤولية اإلدارة
ينتج عن احلكم الرشيد 2مؤسسة أكثر صالبة ،تتميز بتفتح روحها وفكرها وكذا منط مسئوليتها ،واليت
تكون دوما يف ترابط مع روح التغيري وإثراء الرفاهيات الكّبى املطلوبة من طرف اجملتمع ،وكذا تفادي الوقوع يف
األزمات الداخلية ،فمجلس اإلدارة يضمن ويقوم مبسؤوليات حرجة وحساسة فيجب أن أيخذ بعني االعتبار إدارة
املؤسسة بروح املسئولية من منطلق املردودية احملصل عليها ،ويتم ذلك عّب إعداد إطار للتقييم الفعال سواء على
جملس اإلدارة أو املدير العام.3
حيث أن املسؤولية الرئيسية جمللس اإلدارة تتمثل يف التسيري احلسن للموارد املالية للمؤسسة ،وهو أييت
بفائدة كّبى للمؤسسة من خالل استثمار رؤوس األموال للحصول على عائد على االستثمار ،حيث أن ألخطاء
اإلدارة آاثرا سلبية على نتائج أعمال الشركة وابلتايل على العوائد ،فاختاذ قرارات نتيجة معلومات خاطئة نتيجة أو
غري مكتملة أو غري دقيقة قد تؤثر على أرابح الشركة ،فهناك الكثري من املؤسسات املالية واالقتصادية تعرضت
لإلفالس بسبب الفشل يف الوفاء ابلتزاماهتا نتيجة سوء اإلدارة.
ولذلك على هذه األخرية أن تسعى دائما إىل حتقيق الفعالية اإلدارية .1إذن فاخلطر البشري يتعلق مبدى
كفاءة وقدرة املقرتض ،فإذا تبني أن هذا ال ميلك خّبات جيدة ،هذا يؤدي إىل عدم االستغالل لألموال املقرتضة،
وال شك أن توافر اخلّبة الفنية واإلدارية ،والقدرة على التنظيم لدى مديري املؤسسات ،وتفهم ألمهية التخطيط
املايل ،هي من املقومات اليت تطمئن البنك إىل مقدرة املقرتض إذا ما صاحبتها النوااي احلسنة للسداد ،ويؤكد ذلك
أن هناك مشروعات يقوم إبدارهتا رجال تتوافر األخالق القومية ولكن ليس لديهم اخلّبة ،فكان مصريها الفشل
بسبب سوء التنظيم اإلداري واملايل ،وعدم قدرهتم على تسيريها يف اإلطار السليم ومواجهة املشكالت والتحدايت
اليت حتتاج إىل احللول املناسبة ويف الوقت املناسب ،وجتنب التعثر املايل ،2لذلك دأبت بعض البنوك على تتبع
املشروع عند متويله ،وتعيني ممثلني عنها يف جملس إدارة املؤسسة املمولة.
ثالثا :مراعاة الخطر البشري
جيب مراعاة اخلطر البشري على املؤسسة والبنك ،مبعىن اختيار مسريين من املستوى املطلوب ،فهناك من
االقتصاديني من يعتّب أن املوارد البشرية أصبحت أكثر أمهية من املوارد املادية ،على اعتبار أن كفاءة وخّبة األوىل
هي اليت ختلق الثانية ،وأن سوء التسيري ونقص يف اخلّبة وضعف يف الكفاءة هو الذي يؤدي إىل املخاطر ،وابلتايل
فقدان الثانية ،من خالل تبديدها وعدم استعماهلا بعقالنية ويف األوجه الصحيحة هلا ،وابلتايل حىت حرمان املنشأة
من احلصول على أموال من جهات خارجية ،مىت كان هناك سوء إدارة وضعف يف التسيري ،الذي يؤدي اىل عدم
االستغالل األمثل لألموال املقرتضة ألن من املبادئ األساسية ملنح القرض األمان ،ويتحقق ذلك إذا ُمنح لعميل
تتوافر فيه اخلّبة الكافية والكفاءة اإلدارية والفنية للقائمني إبدارة املنشأة ،وما يتمتعون به من قدرات يف جمال
التنظيم واإلدارة ،أما مل يتوفر ذلك فذلك يشكل خطرا على البنك املمول من خالل عدم التسديد يف اآلجال
احملددة ،لذلك فالبنك قبل متويله ألية منشأة فانه يقوم بدراسة شاملة حوهلا مبا يف ذلك مدى كفاءة مسرييها
ومدى أهليتهم لالقرتاض ،والشيء نفسه يقال على البنوك.3
-1حسني علي خربوش ،االستثمار والتمويل بني النظرية والتطبيق ،عمان األردن ،1990 ،ص.47 .
-2إبراهيم خمتار ،املرجع السابق ،ص .62
-3إن أزمة 2003املالية يف اجلزائر وإفالس كل البنوك اخلاصة ،وخاصة بنك اخلليفة والبنك التجاري والصناعي اجلزائري خلري دليل على سوء تسيري هاته البنوك،
وتبديد أمواهلا ،وعدم وجود دراسة فنية وعلمية للمشاريع املمولة ،فأدى ذلك إىل أزمة سيولة حادة لدى هاته البنوك.
45
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
فعلى البنك التعرف على السلطات املمنوحة للمديرين يف مسألة االقرتاض ،وذلك من خالل االطالع على
عقد الشركة أو من خالل موافقة اجلمعية العامة أو مجعية الشركاء ومنه إلزامية وجود تفويض صادر من جهة إدارية
خاصة للمفوض له وحدود هذا التفويض ،والذي على أساسه يتم التعاقد وجتنب جتاوز حدود التفويض ،ألنه مىت
خطرا على ائتمان البنك ،على أساس أنه ميكن أن يتعاقد مع شخص ليست له أي
حدث ذلك فإنه يشكل ً
صالحيات للتعاقد مع الغري.
وحىت تستطيع املؤسسة التحكم يف التسيري اجليد مبختلف جوانب نشاطها ابتداء من حتديد اسرتاتيجيتها،
عليها أن تبحث عن عناصر تتمتع خبصائص وقدرات إدارية عالية ،إبمكاهنا التحكم يف قيادة وتوجيه املؤسسة يف
حميط يتميز ابلقيود الداخلية واخلارجية مبا فيها املنافسة ،ومتطلبات السوق ،وقلة املوارد املالية ،وخضوعها لقيود
أكثر صعوبة مع التطورات السريعة يف التكنولوجيا ،والعوملة املالية ،وتغري القوانني ،واألنظمة االقتصادية
واالجتماعية وحىت السياسية.
لذلك ميكن حتديد شروط مسبقة على أساسها يتم اختيار أعضاء جملس اإلدارة من طرف مالكي املؤسسة،
أما يف مجعية املسامهني أويف مجعية الشركاء ،وهذا حسب الشكل القانوين للمؤسسة ،وأن ختضع هذه الشروط
للجانب العلمي والتقين ،وكذلك اخلّبة للعناصر اليت تريد االلتحاق ابإلدارة.
ويف اجلزائر – وحىت تتمكن مؤسساتنا من حتقيق قفزة نوعية يف إدارهتا وابلتايل حتقيق قفزة نوعية يف
مشروعاهتا من خالل حتقيق األرابح ،والقدرة على املنافسة ،واحلفاظ على بقائها على الساحة االقتصادية – فانه
ميكن أن تستعني بعناصر أجنبية يف حالة مشاركة مؤسسات اقتصادية أجنبية ،نظرا ملا يتوفر عليه إداريوها من
العقالنية واجلدية والشفافية واملرونة يف التسيري واإلدارة ،وما هلم من خّبة وجتربة يف ميادين إدارية تعتّب جديدة لدى
املؤسسات اجلزائرية ،كالتسويق ،والتعامل مع السوق اخلارجية يف إطار عمليات اخلوصصة وضمن استرياد
تكنولوجيا اإلدارة والتسيري.1
ويقوم الكثري من الباحثني يف هذا اجملال بتقدمي سيناريوهات خمتلفة لوصف املراحل اليت متر هبا املؤسسة قبل
أن ينتهي هبا األمر ابخلروج من الساحة االقتصادية ،هذا يكون نتيجة للفشل الذي أصاهبا ،وهو عملية تستغرق
عدة سنوات متر فيها املؤسسة مبراحل متعاقبة قبل أن تصل إىل ذلك احلدث الذي ينهي حياهتا وهو العسر املايل،
أي عدم القدرة على سداد االلتزامات ،والذي يرجع للعيوب اليت ترتكز يف إدارة املؤسسة ،وخاصة يف املستوايت
العليا منها ،ومن أمهها أن يكون املدير العام ذا سلطة مطلقة 1هتمش وتلغي دور بقية املدراء التنفيذيني ،أو أن
جيمع شخص واحد بني منصيب املدير العام ورئيس جملس اإلدارة ،فذلك جتسيد للسلطة املطلقة اليت جتمع بني
التنفيذ والرقابة كذلك أن تعاين املؤسسة من ضعف على مستوى اإلدارة املالية ،أو أن تكون غري قادرة على
التكييف مع املستجدات من الظروف اليت حتيط هبا.
وكنتيجة الرتكاب األخطاء السابقة فإن املؤسسة تكون قد بدأت ابلسري يف طريق االهنيار للدخول يف
مرحلة العسر املايل ،الذي هو عملية تستغرق عدة سنوات ترتاوح بني 5و10سنوات.2
أما عن أسباب التعثر املايل ،3فتعود إىل سوء اإلدارة اليت تؤدي إىل عدم استغالل الطاقة اإلنتاجية
ابلكامل ،ضعف إنتاجية العامل ابلساعة ،هدر املواد األولية ،اإلنتاج الرديء ،وضعف الرقابة ،عدم إجراء دراسات
جدوى ملشاريع االستثمار واالعتماد على احلدس والتخمني ،إتباع سياسة متويلية تعتمد أساسا على االقرتاض.
هذا يؤدي إىل ارتفاع نسبة املديونية واخنفاض يف األرابح .لذا هناك احتماال كبريا أبال تتمكن املؤسسة من تغطية
التزاماهتا املالية ،أي الفائدة على الدين ودفعات تسديد القروض ،مما قد يعرضها لإلفالس.
الفرع الثالث :الخطر المالي ()Le risque financier
إن لنوع املؤسسة وطبيعة نشاطها وحجمها دورا هاما يف إعطاء الوضعية املالية املناسبة هلا واليت تتماشى مع
ذلك ،فإذا كنا أمام شركات أموال ،أو مؤسسات كبرية احلجم ذات مشاريع كّبى ،أو مؤسسات عمومية ،فإهنا
حتتاج إىل أموال كثرية من أجل القيام مبشاريعها االقتصادية ،وحتقيق التنمية ،ومنه فإهنا حباجة إىل متويل ضخم
وآلجال متوسطة أو طويلة.
حيث وبعد حتديد احلاجات اليت تريدها املنشأة من أموال من خالل براجمها وخططها االستثمارية ،وكذا
برامج متويلها ،أييت القرار ابختيار أحسن اإلمكاانت والبدائل اليت تسمح هلا بتحقيق خططها مع األخذ بعني
1-Farha Zéraoui, La répartition des pouvoirs généraux entre le conseil d'administration et son président
: quelle solution ? Revue entreprise et commerce, Edik oran, No1-2005, P29-36.
-2رحيان الشريف ،التعثر املايل :املراحل ،األسباب والطرق وإجراءات املعاجلة ،جملة التواصل ،املرجع السابق ،ص.118
-3رحيان الشريف ،املرجع السابق ،ص .127
47
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
االعتبار عامل الزمن ،وحىت تصل اىل تغطية حاجياهتا املالية ،فإهنا تسهر على اختيار املزيج املايل املالئم من أموال
خاصة ،وديون خمتلفة الذي حيقق هلا أحسن مردود بتكاليف أقل مع العمل على إنفاق هذه األموال بطرق
عقالنية لتحقيق األهداف املرجوة ،وإذا مل يراع كل ذلك فان املنشأة تكون عرضة ملخاطر مالية والبنك املمول هلا
كذلك.
أوال :اعطاء المؤسسة وضعية مالية تتماشى وحجمها
إن حجم األموال اليت حتتاجها املؤسسة ختتلف من مؤسسة ألخرى ،حيث ال ميكن تصور مؤسسة كبرية
احلجم تكون هلا نفس الوضعية املالية مع أخرى صغرية ،فاألوىل حتتاج إىل جتهيزات ضخمة ومواد أولية كثرية،
مقارنة مع الثانية اليت حتتاج إىل جتهيزات أقل ويد عاملة حمدودة .كما أنه ال ميكن أن تكون نفس الوضعية املالية
ملؤسسة اختذت شكل شركة مسامهة مع مؤسسة اختذت شكل مؤسسة فردية ،فاألوىل حتتاج إىل رأس مال ضخم
ال يقل عن1مليون دينار يف حالة اللجوء العلين لالدخار ،و5مليون دينار يف حالة اللجوء إىل اجلمهور ،أما الثانية
فتتميز بضعف رأمساهلا ،ولذلك جند أن مشرعنا يف القانون التجاري قد حدد احلد األدىن لرأس مال بعض
الشركات ،فنجده نص على احلد األدىن لرأمسال شركة املسامهة ،وشركة املسئولية احملدودة .1ومل ينص على ذلك يف
شركة التضامن ،وهذا ألن املسؤولية غري حمدودة اليت يتميز هبا الشركاء يف هذا النوع من الشركات.
فحجم املؤسسة يقاس بعدة مؤشرات ،أمهها رأس املال وخاصة رأس املال الدائم ،الذي يتكون من جمموع
رأس املال الذي أتسست به املؤسسة (رأس املال القانوين) ابإلضافة إىل كل االحتياطات والديون ألجل طويل،
حيث تؤثر هذه العناصر يف جمملها يف تكوين أصول املؤسسة ،كما أن رأس املال الدائم يؤثر أتثريا مباشرا على
الوضعية املالية للمؤسسة وعلى إمكانية اللجوء لالقرتاض وتوسعها.2
ثانيا :اعطاء المؤسسة وضعية مالية تتماشى وطابعها االقتصادي
إذا نظران إىل املؤسسات االقتصادية تبعا لطابعها االقتصادي جند املؤسسات الصناعية ،والفالحية،
والتجارية ،واخلدماتية ،واملالية ،وكل نوع منها حيتاج إىل وضعية مالية تتماشى وطبيعة نشاطه ،فإذا نظران إىل
-1املادة 566تنص" :ال جيوز أن يكون رأمسال الشركة ذات املسؤولية احملدودة أقل من100ألف دينار جزائري ،" . . .وتنص املادة ":594جيب أن يكون رأمسال
شركة املسامهة مبقدار 5ماليني دينار جزائري على األقل إذا ما جلأت الشركة علنية لالدخار أو 1مليون دينار جزائري على األقل يف احلالة املخالفة" .
-2انصر دادي عدون ،املرجع السابق ،ص .62
48
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
املؤسسة الصناعية مقارنة ابلفالحية جندها حتتاج إىل رأمسال ضخم يتماشى وطبيعة هذا النشاط ،كما ان
املؤسسات املالية حتتاج إىل رؤوس أموال ضخمة تتماشى واملهام اليت تضطلع هبا ،وهذا ألهنا قد متول مشاريع
ضخمة ،ومنه فان هذه املنشآت جيب أن تكون على شكل شركات مسامهة ،حىت أنه يف إطار املنشأة الواحدة
حتتاج ألموال لتمويل نشاطات االستغالل ،أو متويل االستثمار ،فاألول حيتاج ألموال أقل وآلجال قصرية ،أما
الثاين حيتاج ألموال كثرية وآلجال متوسطة أو طويلة ،وخماطرها تكون أكثر .حىت أنه يف إطار النشاط الواحد جند
االختالف ،فاألموال املمنوحة ملنشآت الصناعات الثقيلة ختتلف عنها يف منشآت الصناعات اخلفيفة ،فاألوىل
تتطلب أمواال كثرية وكفاءات عالية مقارنة ابلثانية اليت ال حتتاج إىل كفاءة عالية وال إىل أموال ضخمة.
ثالثا :مظاهر الخطر المالي
اخلطر يظهر عندما تعطى للمؤسسة ،أو ألي مشروع استثماري وضعية مالية ال تتماشى مع حجم
املشروع ،والمع نوع النشاط ،فذلك يؤدي إىل تبديد هذه األموال ،أو عدم االستفادة منها ،وذلك بعدم تسيريها
بطرق عقالنية ،ومنه الو صول إىل حالة عدم القدرة على الوفاء اباللتزامات نتيجة عدم حتقيق العائدات املناسبة
من األموال املستعملة يف املشروع ،والتوقف عن التسديد ألي مؤسسة يعين الوصول إىل حالة اإلفالس اليت هلا آاثر
سلبية على كل من له عالقة ابملشروع ،مبا يف ذلك البنك الذي موله.
وإعطاء املؤسسة االقتصادية أمواال أقل ال تكفي ابلنهوض ابملشروع املراد تنفيذه نتيجة لضخامته ،يؤدي
إىل تعثره ،وابلتايل عدم حتقيق األرابح املنتظرة منه ،وما اختفاء الكثري من املؤسسات ،وإخفاق الكثري من املشاريع
اهلامة إال بسبب عدم حصوهلا على متويل ،أو حصوهلا على متويل بكمية غري مناسبة ألن توفر األموال اليت
تتناسب وطبيعة املؤسسة ميكن من تقليص املخاطر النامجة عن االستثمار ،وأتثرياهتا على وضعية املؤسسة والبنك
املمول هلا.
ويرتتب اخلطر املايل عن مدى قدرة املؤسسة على حتقيق املردودية ،وعلى حتقيق تدفقات نقدية صافية
اجيابية تسمح هلا ابلوفاء ابلتزاماهتا ،وخاصة تلك االلتزامات النامجة عن عملية االقرتاض.
فاخلطر املايل يتحقق على مستويني :مستوى اإلنتاج ،ومستوى الوسائل املالية ،مبعىن أن يكون اإلنتاج
يتماشى وقدرات املؤسسة ،وأن ميكن هلذه األخرية من اسرتجاع األموال اليت صرفتها ،وحصوهلا على وسيلة متويل،
49
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
اليت ال ميكن للبنك منحها اال بعد دراسة شاملة ومعمقة عن وضعية املنشأة املالية ،من خالل االطالع على بعض
الواثئق والسجالت اليت حتتوي على ميزانية املنشأة ،وعادة ما يطلب البنك ميزانية ثالث سنوات سابقة ،ألن ذلك
يساعد على معرفة املركز املايل للمنشأة ومالءمتها ،ومدى توازن هيكلها التمويلي ،وكفاية رأس املال لتحقيق
أغراضها ،ومبلغ القرض ،ومدى مناسبته ال شبا ع االحتياجات التمويلية ،ومصادر سداده ،ومدى مقدرة
املؤسسة على الوفاء مبا عليها من التزامات.1
الفرع الرابع :الخطر االستراتيجي ()Le risque stratégique
قبل القيام بتنفيذ أي مشروع استثماري جيب دراسة كل اجلوانب املتعلقة به ،سواء من طرف املؤسسة
االقتصادية القائمة على املشروع ،أو من طرف البنك املمول هلا ،وهذا حىت ميكن التقليص من احتماالت عدم
التأكد ،وابلتايل التقليص من املخاطر النامجة عن االستثمار وأتثرياهتا على وضع املؤسسة والبنك املمول للعملية،
والتأثري على املتعاملني مع املؤسسة ،وهذا اخلطر قد يرتجم يف شكل سوء حتديد لألهداف ،أو لعدم متاشيها
ومتطلبات الزابئن ،أو املنافسة الشديدة ،أو أتثري السوق احمللي أو اخلارجي على املؤسسة ،سواء ابلنسبة للسلعة
املنتجة من طرفها ،أو السعر ،أو تصريف السلع.
إال أن هذه الدراسة وغريها غري كافية للتحلل من املخاطر اليت ميكن أن تواجه املنشأة االقتصادية ،واليت ال
ميكن استبعادها عند تنفيذ أي مشروع استثماري ،فهذا اخلطر موجود مادام هناك مستقبل ال ميكن التحكم يف
كل متغرياته ،وإمنا على األقل التخفيف من حدته يف املستقبل .كأن يكو ن هناك كساد يف املنتجات لعدم
اإلقبال عليها من طرف املستهلك لوجود بدائل أخرى أجود ،أو أقل سعرا ،أو مبواصفات معينة ،فيحدث من
خالل هذا أن تكون التكاليف أكثر من العائدات ،هذا يؤدي إىل حدوث خسائر ،ومنه عدم القدرة على
السداد ،لذلك جيب أن تتوفر املنشأة على خّبة ومعارف حول السوق الذي تعمل يف إطاره ،هذا قد يساعد ها
على امكانية حتملها ألي هزات منتظرة ،واليت عادة ما تكون خارجة عن إطارها ،كتأثري احلالة الطبيعية أو
االقتصادية أو االجتماعية ،وحىت السياسية السائدة ،وخطر السوق ( )Le risque de marchéالذي تعاين منه
مؤسساتنا وخاصة املؤسسات الصغرية واملتوسطة ،من خالل نقص الكفاءات التسويقية ،وعدم االهتمام ابلبحوث
التسويقية ،ونقص املعلومات عن حاجات السوق يف ظل املنافسة الشديدة على املستوى احمللي ،ويف إطار السوق
اخلارجية ،1ووجود منتجات بديلة ابستمرار وأبقل تكلفة .هذا من شأنه أن يؤثر على تصريف منتجات املؤسسة،
وابلتايل ال جيعلها حتقق العائدات املنتظرة ،فتقع يف خسائر ،ومن مث تزيد أعباؤها املالية اليت جتعلها غري قادرة على
تسديدها ،فأصبح اليوم من املعرتف به االهتمام مبجموعة عمليات ختص السوق من خالل السلعة املراد تسويقها،
وسعرها ،وبيعها.2
فبالنسبة للسلعة واليت متثل ما تقدمه املؤسسة ،وهي متثل أداة وصل بني املؤسسة واملستهلك ،الذي ال
يشرتي إال بعد مقارنة بني أكثر من سلعة من عدة جوانب ،لذا فان املؤسسة املنتجة تعمل على مراعاة العناصر
اليت تفيدها يف اختيار السلعة األكثر تقبال من املستهلك.
أما ابلنسبة للسعر فهو من املؤشرات اهلامة يف جناح عملية البيع ،إذ له دور يف رفع حجم املبيعات ،وإقبال
املستهلك عليها ،والسعر تتحكم فيه أسعار سلع املنافسني ،ومدى وجود سلع بديلة وأبسعار أقل ،وملعرفة ذلك
فان املؤسسة تقوم إبجراء اتصاالت مع املوزعني واملستهلكني لالستفادة من آرائهم.
أما ابلنسبة للبيع فهذه املرحلة هامة وخطرية يف آن واحد ،فهامة إذا متكنت املؤسسة من تصريف منتجاهتا،
وخطرية إذا كان هناك كساد لعدم اإلقبال عليها ،فمن خالل هذه العملية ميكن إيصال املنتج للمستهلك ،ومن
خالهلا يتم اختيار الطريقة املالئمة للقيام بعملية البيع ،واختيار منطقة البيع ،واستمرارية املؤسسة يف تصريف
منتجاهتا يف السوق مرهون ابستمرارية وفاء زابئنها ،وذلك إبرفاق املبيعات خبدمات تقنعهم أفضل مما تقدمه
املؤسسات املنافسة.
فاملخاطر املتعلقة ابملؤسسة االقتصادية تظهر كذلك من خالل املقدرة اإلنتاجية ،ويتم الوقوف على ذلك
من خالل مدى كفاءة املؤسسة على االستخدام األمثل لعناصر اإلنتاج املختلفة ،واألسلوب املتبع يف اإلنتاج،
ومدى جودته ،وتقبل السوق له ،والتوسع يف النشاط مستقبال ،ومدى قرهتا على تصريف منتجاهتا ،ومعرفة
-1عبد الرمحان بن عنرت وعبد هللا بلوانس ،واقع مؤسساتنا الصغرية واملتوسطة وآفاقها املستقبلية ،جملة العلوم االقتصادية وعلوم التسيري ،جامعة فرحات عباس،
سطيف ،العدد ،2002 ،1ص.5 .
-2انصر دادي عدون ،املرجع السابق ،ص.328 .
51
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
منافسيها .1حيث إذا مل يصرف املنتج لعدم تقبله فذلك من أسباب اهنيار املؤسسة ،فمعرفة الشراء والبيع أصبح
أكثر أمهية من معرفة التصنيع.
فاملخاطر االسرتاتيجية هي تلك املخاطر احلالية واملستقبلية اليت ميكن هلا التأثري على إيرادات البنك وعلى
رأس ماله نتيجة الختاذ قرارات خاطئة أو التنفيذ اخلاطئ للقرارات وعدم التجاوب املناسب مع التغريات يف القطاع
البنكي ،ويتحمل جملس إدارة البنك مسؤولية كاملة عن هذا النوع من املخاطر وكذلك اإلدارة العليا يف البنك اليت
تتمثل مسؤوليتها يف ضمان وجود إدارة خماطر اسرتاتيجية مناسبة يف البنك.2
إن السياسات املتعلقة ابالسرتاتيجيات هي حامسة ملعرفة القطاعات اليت يقوم البنك ابلرتكيز على متويلها
على املدى القصري والطويل ،وابلتايل البد من وجود توجيهات تبني توقيت وإجراءات مراجعة اسرتاتيجية البنك،
ومن أجل وجود إدارة خماطر اسرتاتيجية قوية البد من توفر أنظمة معلومات كي تتمكن اإلدارة من املراقبة والتنبؤ
ابلظروف االقتصادية املستقبلية كالنمو االقتصادي والتضخم وسعر الصرف والفائدة . . .كذلك حتتاج البنوك
ألنظمة رقابة داخلية تضمن عدم تعرض البنك ملخاطر اسرتاتيجية.
إهنا خماطر ال ميكن حصرها ،سببها تلك البيئة املصرفية خاصة واالقتصادية عامة تسودها املنافسة الشديدة،
والتطور املستمر ،واالرتباط الوثيق ابلسوق ،3هذه العناصر وغريها جيب على البنك متابعتها عن كثب وابستمرار
لرسم اخلطة الناجعة اليت تسمح بتحديد التصرف األمثل لتحقيق املر دودية ،فكل تصرف غري موائم ملتطلبات
البيئة يعرض البنك خلطر اسرتاتيجي وخلسائر كبرية أكثر من األرابح اليت كان من املمكن أن حيققها لوكان القرار
مدروسا.
الفرع الخامس :خطر عدم التسديد ()Risque de non remboursement
أول ما يواجه املصريف هو عدم التزام املتعاقد معه بتنفيذ العقد ،إما لعدم القدرة على الوفاء ،أو لإلعسار،
أي بصفة غري عمدية ،أو بسبب االمتناع عن التنفيذ أي بصفة عمدية ،حبيث قد ال يدفع أصل الدين وفوائده
كلها أو جزء منها ،أو أن يتأخر يف الدفع .1وقد عرفه املشرع على انه اخلطر الذي ميكن التعرض له يف حالة
عجز طرف مقابل أو أطراف مقابلة.2
وبصفة عامة يتحقق هذا اخلطر يف حالة اختالل الوضعية املالية للمؤسسة ،حبيث أن جمرد تسجيل حالة
العجز لديها يعين ظهور خطر عدم التسديد ،وال يرتبط هذا اخلطر ابلضرورة بتحقيق اخلسارة ،ويتضاعف هذا
اخلطر بتعدد املقرتضني ،إال أنه يتحقق مبجرد ثبوت احلالة يف أحد ها وإخالله ابلتزامه ،وال يشرتط حتققه يف
اجلماعة كلها ،ألن حتقق هذا اخلطر يف مدين واحد يضع البنك يف موقف حرج مع مودعيه ،لعدم قدرته على
مواجهة طلبات السحب ،مما يسبب االختالل يف ميزانيته ،وقد يصل إىل حد التوقف عن دفع مستحقاته
وإفالسه .وهذه احلالة متس أيضا ابملؤسسة االقتصادية ،فال ميكنها تسديد ديوهنا ،وهذا عندما حيدث تفاوت بني
مصروفاهتا وإيراداهتا ،وابلتايل أتخر يف عملية حتصيل احلقوق مقارنة مع تسديد الديون ،هذه الوضعية ينتج عنها
عجز يف خزينة املؤسسة ،وتزداد أعباؤها املالية ،وتتسبب قابلية عدم التسديد يف افالسها نتيجة توقفها عن الدفع.
أمرا ضرورًّاي ألن الضماانت وحدها ال تكفي ،حيث ميكن أن تكون له سوابق
فأمانة العميل يف التعامل املايل تعد ً
يف مسألة التماطل يف السداد ،وأنه ال يفي ابستحقاقاته إال بعد ممارسة الضغوطات عليه ،والتأكد من حسن نواايه
يف مسألة السداد وهذا كله ال يتأتى إال ابالستعالم عنه ومعرف مسعته االئتمانية عن طريق السوق ومن األجهزة
املمولة ،أو خارجيا خارجا عن نطاقها.
الرقابية .ومصدر هذا اخلطر قد يكون داخليا خاصا ابملؤسسة االقتصادية َّ
3
أوال :المخاطر الخارجية ()Les risques externe
املخاطر اخلارجية قد تكون متعلقة ابلعوامل االقتصادية والسياسية واالجتماعية للبلد (خطر عام) ،أو
بقطاع نشاط املؤسسة االقتصادية (خطر مهين) ،أي أن هناك املخاطر اليت تنشا ألسباب خارجية عن املؤسسة
وتتمثل يف املخاطر السياسية وتقلبات أسعار الفائدة وتغري القوانني والسياسة النقدية السائدة يف البالد والظروف
-1قضية بني البنك الوطين ،و(ش .ذ .م .م(ع)) ،حكم صادر يف . . .": 2008-07-13وحيث أن احملكمة تستخلص من خالل وقائع الدعوى أن هناك
عالقة قرض بني الطرفني مبوجب اتفاقية القرض املّبمة بينهما ،وأن املدعي عليها رغم إعذارها بتسديد أقساط القرض تبعا التفاق الطرفني ،لكنها مل تستجب،
هلذه األسباب فالنزاع يقع حول طلب فسخ اتفاقية القرض وإلزام املدعى عليها بتسديد الدين الواقع يف ذمتها." . . .
-2املادة 02أ من النظام رقم 08-11السالف الذكر.
-3أمحد غنيم ،صناعة قرارات االئتمان والتمويل يف إطار االسرتاتيجية الشاملة للبنك ،مطابع املستقبل ،مصر ،الطبعة 1998 ،1ص .24 .وإبراهيم خمتار ،املرجع
السابق ،ص.49 .
53
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
االجتماعية وتغري األوضاع االقتصادية وحىت الظروف الطبيعية ،خاصة يف الدول الكّبى .كما أن هناك خماطر
تنشأ بسبب املؤسسة نفسها وتتمثل يف عدم القدرة على الوفاء وضعف التسيري والتالعب ابالئتمان بعدم
استعمالية يف الغرض الذي منح من أجله .لذلك على البنك أن يكون على علم ابلوضعية العامة للمؤسسة
االقتصادية إدارًّاي وماليًا ،وذلك بتشخيص واثئقها املالية واحملاسبية ومعرفة املؤشرات املالية املختلفة اليت تبني مدى
وجود توازن يف اهليكل املايل للمؤسسة.1
أ -الخطر العام ()Le risque général
ويعد انعكاسا ألوضاع مفاجئة هلا أتثري على العالقة اليت تربط املؤسسة مع البنك ،ويكون هذا اخلطر انمجا
عن الظروف احمليطة ،أتثري احلالة الطبيعية كالزالزل وخمتلف الكوارث الطبيعية ،واالقتصادية كاألزمات املالية
السائدة داخليا أو خارجيا مثل األزمة املالية العاملية وتداعياهتا على خمتلف البنوك واملؤسسات االقتصادية ،من
هبوط يف قيمة العملة ،والنقص احلاد يف السيولة ،وكساد املنتجات لعد م اإلقبال عليها لضعف القدرة الشرائية ،أو
استصدار قرارات اقتصادية ومالية قد تؤثر أحياان على بعض األنشطة يف الدولة.2
أما املخاطر السياسية فتظهر من خالل ما ينشأ عن التبعية االقتصادية لدولة أجنبية ،وما ينجم عن خماطر
احلروب وقطع العالقات مع دول معينة وإقامة احلضر على السلع ،أما املخاطر االجتماعية كاإلضراابت اليت هلا
أتثري على نشاط املنشأة االقتصادية ،وعلى مقدرهتا على سداد ما عليها من مستحقات .3واخلطر القانوين الذي
يظهر من خالل صدور تشريعات اليت قد تؤثر على توزيع الدخل بني فئات اجملتمع ،وابلتايل التأثري على القدرة
الشرائية هلاته الفئات ،أو صدور بعض التشريعات اليت قد تسمح بتأجيل بعض الديون املصرفية املمنوحة لبعض
املؤسسات ،وأخص ابلذكر االمتيازات املمنوحة للمشاريع اليت يقوم هبا الشباب واملؤسسات الصغرية واملتوسطة
ابإلضافة إىل بعض املؤسسات العمومية احلساسة.
هذه العوامل اليت خترج عن إرادة املؤسسة االقتصادية املمولة تؤدي إىل حدوث خسائر معتّبة ،فيؤدي هبا
األمر إىل عدم قدرهتا على تسديد الديون اليت استفادت منها ،فهده املخاطر من الصعب التنبؤ هبا وحصرها ،ومن
مث من الصعب التحكم فيها.1
ب -الخطر المهني ()Le risque professionnel
يرتبط هذا اخلطر ابلتطور احلاصل للعوامل والشروط اليت تتحكم يف نشاط املؤسسة ،وكذا التحول يف شروط
االستغالل ،وطرق اإلنتاج الناجتة عن التطور التكنولوجي ،ظهور منتجات بديلة أبسعار أقل ،ندرة املواد األولية،
املمول ،وكل ما من شأنه أن يؤثر سلبا على نشاط املؤسسة موضوع التمويل من
ضعف القدرة التنافسية للنشاط َّ
طرف البنك ،وكل تلك املظاهر تشكل أخطارا مهنية ابلنسبة للمؤسسة ،وابلتايل التأثري على من موهلا ،مما جيعل
هذا األخري حيجم على املخاطرة أبمواله يف نشاطات تكون عرضة لعدم القدرة على السداد.2
كما أن اخلطر يظهر من خالل طبيعة النشاط االقتصادي للمؤسسة حيث إذا كنا أمام نشاط زراعي فإنه
يتأثر ابلظروف املناخية ومدى وفرة املياه والتعرض لآلفات الزراعية ومدى اإلقبال على هاته املنتوجات الزراعية من
طرف الزابئن ،ألنه كلما كان هناك ضعف يف اإلقبال عليها كانت العائدات ضعيفة .كما أنه إذا كنا أمام عر
خصوصا إذا كانت منتجات كمالية.
ً إلنتاج صناعي أو خدمايت فإن اخلطر يظهر من خالل نقص الطلب عليها
فالسوق ونوع املنتج واختالف أذواق املستهلكني له أتثري على املنتجات اليت تقدمها املؤسسات االقتصادية ومن
مث التأثري على ائتمان البنك من خالل إمكانية عدم القدرة على السداد لعدم حتقق العائدات الكافية.3
ثانيا :المخاطر الخاصة ()Les risques propres
أو ما يسمى كذلك ابملخاطر الداخلية ( )Les risques internesوهي املخاطر املرتبطة ابملؤسسة
االقتصادية وميكن تقسيمها إىل:
حال التعدي أو التقصري ،حيث تضمن املؤسسة رأس املال فينقلب إىل دين يف ذمتها ،وعند انتهاء املضاربة
والقسمة يصبح نصيب البنك مضموان على املؤسسة االقتصادية كمثل الدين.
ونظرا الختالف كل آلية متويل فإن التعرف على خماطر االئتمان ختتلف من آلية ألخرى ،وعليه فإن تقييم
خماطر االئتمان جيب أن يتم بشكل مستقل لكل أداة متويل على حدا من أجل تسهيل عمليات املراقبة الداخلية
اليت تتم على مستوى البنك املمول وعمليات إدارة املخاطر.
فعلى البنوك اإلسالمية أن أتخذ بعني االعتبار األنواع األخرى من املخاطر اليت تؤدي إىل نشوء خماطر
ائتمان كأن تتحول املخاطر املتأصلة يف طبيعة عقد املراحبة من خماطر سوق إىل خماطر ائتمان ،أو أن يتحول رأس
املال املستثمر يف صيغة التمويل ابملشاركة أو املضاربة إىل دين يف حالة ثبوت إمهال أو سوء تصرف املضارب أو
الشريك (املؤسسة) اليت تشرف على املشروع.
لذا على البنوك عند قياس مستوى املخاطر املقبولة للمؤسسة املتعامل معها أن تتأكد من أن املعدل املتوقع
للعائد على عملية التمويل يتناسب مع املخاطر وأن تتجنب خماطر االئتمان العالية على مستوى كل عملية
متويل.1
وابلنسبة للبنوك الكالسيكية فهذه املخاطر تعين خماطرة أن تتخلف املؤسسة عن الدفع ،مبعىن العجز عن
الوفاء ابلتزاماهتا خبدمة الدين ،ويتولد عن العجز عن السداد خسارة كلية أو جزئية ألي مبلغ مقرض إىل املؤسسة،
وهذا له أمهية ابلغة من حيث خطورة اخلسائر احملتملة.2
وتتألف خماطر االئتمان اليت يتعرض هلا البنك من املبالغ اليت يدين هبا املقرتضون له واملتعلقة مبدفوعات
الفائدة على القروض وسداد مبالغ أصل القرض ،كما تتألف من ديون العمالء ،كخطاابت االئتمان أو سندات
الكفالة لضمان التنفيذ.3
ما يفهم ،هو أن االئتمان يعين أن البنك يقرض املؤسسة أمواال فيأمتنها عليه مقابل معدالت فائدة يعتّبها
عائدا مقابل التمويل ،وبشرط زمين حمدد ،فإذا مت االلتزام بدلك فليس هناك ما يشكل خطرا على البنك ،أما يف
حالة ما إذا مل تتمكن املؤسسة من الوفاء ابلتزاماهتا فإن البنك يكون قد خاطر أبمواله ،ألن هناك احتمال أال
يسرتجعها.
ونتيجة لتكدس األموال الناجتة عن فائض مبلغ الودائع على مبلغ السحب فإن البنك يستطيع أن يقرض
من هذه األموال جزءا كبريا بعد أن حيتفظ مبا يرتاوح ما بني 10و 30ابملئة من جمموعها بعد تغطية طلبات
الساحبني .فالبنك يرغب يف التمويل من خالل ما لديه من أموال تفيض عن االحتياطي الذي يريد االحتفاظ
به.1
أماعن املعايري اليت تعتمد عليها البنوك لوضع كل نوع من التمويل يف صنف معني ،الذي يساعدها يف
تسيريها جيدا تتمثل يف تصنيفه حسب طبيعة الشخص املمول إن كان شخصا طبيعيا أو مؤسسة ،ووفق طبيعة
املشروع املمول ،إن كان صناعيا أو جتاراي أو زراعيا أو خدماتيا ،مث النظر للمدة طويلة أو قصرية أو متوسطة،
وأخريا يصنف حسب قوة الضمان ،فهناك عمليات متويل دون ضمان ،وهي قليلة جدا ،يكون ذلك فيما إذا
كانت املؤسسة تتمتع مبركز مايل قوي ،فهنا حتل الثقة حمل الضماانت ،وهناك متويالت بضماانت سواء بضماانت
شخصية أو عينية أو خمتلطة ،لذلك كل بنك يصنف عملياته املالية ،هذا يتيح له سهولة تسيريها ،والتحكم فيها
ويف خماطرها ،وكذا وضع خطط واسرتاتيجيات مناسبة هلا لتنميتها وتطويرها.2
أماعن أنواع خماطر االئتمان ،وكنتيجة ملنح التمويل للمؤسسة ،فالبنك يتعرض ألنواع كثرية من هذه املخاطر
تتمثل يف،3
-خماطر تغري القوانني ،سواء مبنح التسهيالت االئتمانية أو تضييقها ميكن أن يولد خماطر للبنك.
-خماطر الصناعة اليت تزاوهلا املؤسسة ،فمخاطر الصناعة التكنولوجية مثال تكمن يف التقادم وظهور تكنولوجيا
جديدة ،والزراعة مرتبطة ابملناخ وتغرياته.
-خماطر إدارة البنك ،فقلة اخلّبة ،وسوء تسيري القروض ،وعدم تشخيص املؤسسة ومسعتها املالية قد يهدد
القرض املمنوح هلا من حيث عدم قدرهتا على تسديده.
-1معلومات مستقاة من مدير بنك بدر ،مقابلة بتاريخ ،2013-07-08على الساعة 10صباحا.
-2نفس املرجع.
-3عبد املعطي رضا أرشيد ،حمفوظ أمحد جودة ،إدارة االئتمان ،دار وائل للنشر ،األردن( ،د س ن) ،ص.215-213
58
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
-خماطر الظروف االقتصادية واالجتماعية والسياسية والطبيعية ،وكذلك الداخلية منها واخلارجية ،كاحلروب،
واألزمات املالية العاملية ،كاخنفاض أسعار الصرف والفائدة والبرتول.
-خماطر مرتبطة ابملؤسسة املمولة ،من حيث سوء التسيري ،ألن ذلك يؤدي إىل سوء استغالل األموال
املقرتضة ،وهي األكثر انتشارا وتكرارا واألصعب من حيث التحكم فيها ،نظرا ألن أسباهبا متعددة ونتيجتها
هي عدم القدرة على السداد.
1
د -أخطار مالية ()Risques financiers
ويرتتب هذا اخلطر عن مدى قدرة املؤسسة على تسديد الديون ،ولكي يكون املصريف على علم ابلوضعية
املالية للمؤسسة يلزمه دراسة وحتليل الواثئق املالية واحملاسبية املختلفة (امليزانية ،املتاجرة ،األرابح واخلسائر) ،ومعرفة
املؤشرات املالية املختلفة اليت توضح توازن اهليكل التمويلي للمؤسسة.2
ألنه قد تصل املؤسسة إىل مرحلة التعثر املايل ،3اليت هي تلك املرحلة من االضطراابت املالية اخلطرية اليت
جتعلها قريبة جدا من مستوى شهر إفالسها سواء كانت هذه االضطراابت تعين عدم قدرهتا على سداد التزاماهتا
جتاه البنك اململ هلا ،أو حتقيق خسائر متتالية سنة تلوى األخرى جيعلها مضطرة إىل إيقاف نشاطها من حني
آلخر.
-1هناك عدة تقسيمات للمخاطر ،فهي تقسم إىل خماطر مالية وخماطر غري مالية :فاألوىل تشمل :خطر االئتمان ،خطر السيولة ،خطر عدم املالءة ،خطر معدل
الفائدة ،خطر سعر الصرف ،خطر السوق .والثانية تشمل :خطر التشغيل ،اخلطر االسرتاتيجي ،صورااي قاصدي ،املرجع السابق ،ص.9-8
كما تقسم إىل خماطر كالسيكية وأخرى حديثة :فاألوىل تشمل :خطر االئتمان ،خطر السيولة ،خطر سعر الفائدة ،خطر سعر الصرف ،اخلطر البشري ،اخلطر
النظامي .والثانية تشمل :اخلطر االسرتاتيجي ،خطر االتصال ،اخلطر التشغيلي .حممد للوشي ،األخطار املصرفية ،مذكرة ماجستري ،كلية العلوم االقتصادية،
اجلزائر ،2002-2001 ،ص.23-20
-2إبراهيم خمتار ،املرجع السابق ،ص.37 .
-3إن هناك مصطلحات عديدة للتعبري عن احلالة املالية الصعبة للمؤسسة :فهناك من يسميها االفالس وهم رجال القانون ،ويعين ذلك توقف املؤسسة عن سداد
ديوهنا يف آجال استحقاقها ،ويكون ذلك مبوجب حكم من احملكمة املختصة بغرض تصفيتها وبيعها متهيدا لتسديد هذه الديون ،ولكن مادام هي مرحلة خطرية
فقد جيري الدائنون صلحا مع املؤسسة ودلك رغبة مب نح فرصة للمؤسسة وفائدة هلم ألهنا قد تنتج عن عدم حتصيل كافة الديون من خالل عملية التصفية ،ودلك
إدا رأوا أبهنا متلك امكاانت مستقبلية جيدة يف حال جتاوزت املرحلة الصعبة.
وهناك من يسميها حالة االعسار أو ضعف املالءة ،ويعين أن خصوم املؤسسة جتاوزت موجوداهتا ،ويف هذا املؤسسة متر أبزمة سيولة حادة نتيجة لضعف رحبيتها ،أو
تكون يف حالة عسر مايل حقيقي جيعلها قريبة من جدا من االهنيار ،ألهنا تعاين من تراكم اخلسائر من جهة ،ومن جهة اثنية غري قادرة على الوفاء ابلتزاماهتا.
هناك من يسميها الفشل وهم رجال االقتصاد ،وهو مصطلح عام وغري دقيق خيلط بني املفاهيم املالية والقانونية حلالة العسر.
ومصطلح التعثر املايل الذي هو تلك املرحلة اخلطرية اليت وصلت فيها املؤسسة إىل حتقيق خسائر متتالية تنبء ابهنيارها .رحيان الشريف ،املرجع السابق ،ص-116
.118و
Mohamed Salah, Les sociétés commerciales, tome1, édition Edik, Oran, 2005, p. 237-262.
59
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
وغالبا ما حيدث التعثر املايل كنتيجة لوجود املشكلتني معا ،ومنه نكون أمام حالة عسر مايل حقيقي.
ألنه من املعروف أن األرابح هي املصدر الرئيس للتدفق النقدي الدي سوف يستخدم يف سداد املؤسسة
اللتزاماهتا ،يف حني ال تعتّب عدم القدرة على سداد االلتزامات مشكلة خطرية إال عندما تكون قيمة االلتزامات
لديها تفوق قيمة موجوداهتا ،أي أن هناك خسائر مرتاكمة إىل درجة جتعل قيمة هذه األخرية غري كافية لتغطية
التزامات املؤسسة.1
وابلتايل على املؤسسة كي تستطيع ممارسة نشاطها بدون خماطر أو مشاكل مالية أن حتقق التوازن بني قدرهتا
على حتقيق األرابح وقدرهتا على الوفاء ابلتزاماهتا جتاه البنك يف تواريخ استحقاقها ،أي توازن بني الرحبية وتوليد
تدفقات نقدية كافية لسداد الديون ،وهدا ال يتم إال يف إطار هيكل مايل متوازن.
المطلب الثاني :المخاطر المرتبطة بعمل البنك
يتعرض البنك أثناء القيام مبهامه املصرفية لبعض العوامل اخلارجية اليت قد متتد ليس فقط إىل عدم حتقيق
املقرضة ذاهتا .وهي تنطوي على مجلة من
َ البنك العائد املتوقع من عملية التمويل ،وإمنا إىل خسارة األموال
املخاطر،
الفرع األول :خطر عدم السيولة ()Risques d'il liquidité
متثل سيولة البنك خاصية لصيقة مباهية البنوك التجارية ،ابعتبارها اتجرة ،وخالقة للنقود ،فهي تتعامل
أبموال الغري اليت تلقتها يف شكل ودائع جارية أو ادخارية ،وأصبحت من خصومها ،أي يلتزم بسدادها ألصحاهبا
عند الطلب ،أو عند حلول األجل ،وجيوز للبنوك التجارية أن ختلق ودائع افرتاضية نتيجة القروض املمنوحة يف
شكل فتح اعتماد ،وعليها أن تتوقع أن يتقدم األفراد حائزي الشيكات املسحوبة على تلك احلساابت للمطالبة
بقيمتها يف شكل نقود قانونية ،فإ ذا كانت البنوك تستخدم األموال املودعة لديها يف أوجه التوظيف املختلفة ،من
سلفيات وقروض وأوراق جتارية ومالية واستثمارات مقابل فوائد حتصل عليها تغطي تكاليفها اإلدارية ،وحتقق هلا
أرابحا ،إال أن هناك عدة التزامات قانونية قبل املودعني تتمثل يف ضرورة سداد قيمة الودائع نقدا عند الطلب ،أو
عند حلول اآلجال.1
ويعتّب نقص أو انعدام السيولة من أكثر األسباب اليت ميكن أن تؤدي إىل إفالس البنوك وهذا بسبب عجز
املؤسسة او املؤسسات عن الدفع ،هذا جيعل املودعني يقفدون ثقتهم هباذه البنوك ،فيؤدي هبم إىل سحب ودائعهم
على نطاق واسع .لذلك فعلى البنوك أن تستثمر أمواهلا يف حيقق هلا عوائد كبرية مع وضع احتياطي كاف ملواجهة
أزمة نقص السيولة ،وهذا ما تدعوا إليه االتفاقيات املالية الدولية والتشريعات الوطنية ألن هذا اخلطر بنبأ إبفالس
دول وليس بنوك فحسب ،ولقد جاء املشرع على تعريف هذا اخلطر أبنه انتج عن عدم قدرة العميل على الوفاء
نظرا لوضعية السوق ،وذلك يف آجل حمدد (آجال االستحقاق).2
ابلتزاماتهً ،
يتميز هذا اخلطر اخلاص ابلبنوك يف تلقي هذه األخرية صعوبة لتعبئة حمفظتها من املستحقات يف السوق
النقدية ولدى بنك اإلصدار بواسطة تقنية إعادة التمويل ،خاصة إعادة اخلصم وإجيار سندات القروض ،يف هذه
احلالة يكون البنك مضطرا للجوء إىل السوق النقدي الضيق (ما بني البنوك) مقابل دفع فائدة بسعر أكّب ،ويف
حالة نفاد السوق من األموال يلجأ البنك إىل طلب السحب على املكشوف من البنك املركزي كآخر فرصة مقابل
دفع معدل فائدة مرتفع جدا يدعى (املعدل اجلهنمي) وهو أعلى معدل مطروح يف السوق.
إن اللجوء إىل إعادة التمويل اإلضايف آلية ليست يف صاحل مردود البنك وتطوره ،بل ميكن أن تؤدي به إىل
االهنيار على مستوى ثالث جبهات:
-وجوب البحث عن موارد جتارية اثبتة مع منح نسب فائدة جذابة ،مما يزيد يف أعباء البنك ويقلص يف
النتائج.
-البحث عن إعادة التمويل لدى البنك املركزي مبعدالت فائدة مرتفعة ،مما يؤدي إىل ظهور خطر معدل
الفائدة فيزيد من خطورة وضعية البنك.
-1مصطفى رشدي شيحة ،االقتصاد النقدي واملصريف ،دار املعرفة اجلامعية ،مصر ،1995 ،ص .7
-2املادة 02و :من النظام رقم 08-11السالف الذكر واملادة األوىل من النظام رقم 04-11املؤرخ يف 24ماي 2011يتضمن تعريف وقياس وتسيري ورقابة
خطر السيولة ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،54املؤرخ يف 02أكتوبر .2011
61
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
فقد يتعرض البنك خلطر سيولة فورية ،وهي احلالة اليت يكون فيها غري مستعد ملواجهة طلب كثيف غري
منتظر لعمليات سحب األموال من طرف املودعني أو مؤسسات قرض أخرى.
لذا جيب على البنك التوفيق بني عملية التمويل وآجاهلا وفرتة سحب األموال.
وغالبا ما يساء تقييم خطر السيولة من طرف البنك ،حيث التساهل يف منح التمويل مع الودائع ألجل،
هذا يؤدي إىل عدم مالءة البنك ،فتكون السبب يف حدوث اخلطر النظامي الذي ميكن أن يزعزع كل النظام
املصريف يف البلد نتيجة الرتابط الفعلي مع البنوك األخرى.1
وكمرحلة سابقة من اتريخ اجلزائر فإن خطر السيولة ابلنسبة للبنوك التجارية كان غالبا نتيجة التدخل من
السلطات العمومية يف تسيريها الداخلي ،إلجبارها على دفع أجور عمال املؤسسات العاجزة أو من قروض
ملؤسسات فاشلة ،هذه التدخالت رغم أهنا متبوعة بتعويضات متأخرة جدا إال أهنا تضع البنوك أمام وضعيات
صعبة للتحمل واليت قد تصل أحياان إىل حالة عدم القدرة على الوفاء اباللتزامات.2
فالبنوك الكالسيكية عالقتها ابملؤسسة هي عالقة دائن مبدين ألجل حمدد لذلك فهي حتاول املوافقة بني
آجال الودائع وآجال القروض املمنوحة للمؤسسة مع جتنب استثمار الودائع القصرية األجل يف متويالت طويلة
األجل ،ألهنا بذلك ختالف أحد القواعد االحرتازية يشجعها على ذلك األمل يف جتديد بعض املودعني آلجال
ودائعهم ،هذا األمل قد يتحقق وقد ال يتحقق.
وختتلف البنوك اإلسالمية اختالفا كبريا يف أهنا ال تقدم األموال قروضا آلجال حمددة ،بل تقوم بتمويل
مشروعات يصعب يف بعض األحيان ضبط مواعيد حتصيل نتاجها مهما كانت تنبؤات دراسات اجلدوى ،ويرتتب
على ذلك صعوبة إجياد السيولة يف الوقت املناسب لرد الودائع عند مواعيد سحبها.
والبنوك اإلسالمية مل تعرف كثريا هاته الصعوبة ،ذلك يرجع لرتتيبات السيولة لديها ،فهي على العكس
تشكو من وفرة السيولة لديها ال من عجزها ،وهو خطر إجيايب فإن مل تستغله يف عمليات تدر هلا أرابح فهذا
يعرضها خلطر التجميد ،الذي هو تراكم السيولة دون استعماهلا.3
ولكن هذا ال يعين أن هذا النوع من البنوك يف منأى عن هذا اخلطر واليت تستلزم إجياد ضوابط يف صيغ
التمويل لديها تكفل هلا توافق اآلجال بني مدد التمويل ومدد سحب الودائع .وإضافة شروط وبدائل تكفل حتقيق
السيولة اليت قد حيتاج إليها قبل هناية العملية االستثمارية.1
أوال :أسباب خطر عدم السيولة
-أما عن سبب حتقق خطر عدم السيولة ،فقد يعود ألسباب داخلية ،وهي سوء تسيري املواعيد بني القروض
والودائع ،لعدم وجود التوافق الزمين بني آجال استحقاق القروض وآجال استحقاق الودائع ،أو اإلخفاق يف
إمكانية حتويل أصول البنك إىل سيولة مطلقة موجودة يف خزينته ،لكوهنا الزالت لدى الغري ومل حين بعد
أجل استحقاقها ،وهدا ما يعرف خبطر التحويل .)Risque de transformation(2وهذا كله مرده
لسوء إدارة خماطر السيولة ،وذلك لعدم مراجعة االحتياجات للسيولة ابستمرار وعدم وجود موازنة بني
التدفقات النقدية الواردة للبنك والتزاماته.
-وقد يرجع هذا اخلطر ألسباب خارجية تتعلق ابلسوق النقدي ،حبيث أ ن البنك يلجأ ابستمرار اىل السوق
النقدي خلصم أوراقه التجارية مقابل السيولة الالزمة وعادة ما يلجأ إىل البنك املركزي للقيام بعملية اخلصم.
وهناك من يفرق بني خطر عدم السيولة وخطر عدم املالءة ( ،)Risque d'insolvabilitéهذا األخري
يعرف على أنه ":احلالة اليت يسجل فيها البنك عجزا يف أمواله اخلاصة ،وذمته املالية ،الستحالة تغطية املخاطر
واخلسائر احملتملة الوقوع ،حبيث ال يتوفر ال على السيولة ،وال على أصول لتغطية خصومه ،وعليه فإن خطر عدم
املالءة أوسع من خطر عدم السيولة".3
-وقد يتحقق بسبب إعسار مدين البنك ،إعسار البنك واختالل وضعيته املالية.
1
ثانيا :الوقاية من خطر عدم السيولة
نظرا ألمهية هذا اخلطر ،فإن البنوك تلتزم ابلتوفيق يف تسيري أموا هلا مبا يتناسب مع تغطية خماطرها العديدة
واملتوقعة ،ويكون ذلك ابالحتفاظ بدرجة سيولة مناسبة ميكنها تغطية هذا اخلطر إن حدث ،ابإلضافة إىل الدراسة
اليت تقوم هبا البنوك حول املؤسسات االقتصادية املراد متويلها ،واليت متثل أهم اإلجراءات الوقائية املتخذة يف سبيل
تفادي هذه املخاطر النامجة عن عدم قدرهتا على الوفاء ابستحقاقاهتا اليت تؤدي إىل نقص يف السيولة النقدية لدى
البنك ،هذا األخري قد يلجأ إىل الغري من أجل احلصول على السيولة ،هذا قد حتمله معدالت فائدة مرتفعة ،يظهر
ذلك جليا يف حالة إعادة التمويل أو إعادة اخلصم.)Réescompte(2
لذلك جيب على البنك مراجعة احتياجاته للسيولة ابستمرار والتعرف على املواسم اليت تشهد سحب
مكثف للودائع وعدم املغامرة ابلودائع اليت هي حتت الطلب يف غي عمليات طويلة وخطرية ووضع موازنة حقيقية
بني اإليرادات والنفقات ،أضف إىل ذلك على البنك أن يكون على استعداد لألزمات املالية ليس الداخلية
فحسب بل حىت على الصعيد الد ويل مادام أن العوملة املالية هلا تداعيات على كل أسواق املال وهذا لالرتباط
الوثيق بينها .وأن خطر السيولة مرتبط مبخاطر أخرى كخطر سعر الفائدة وخطر سعر الصرف وخطر التجميد
وخطر السوق.3
الفرع الثاني :خطر التجميد ()Risque de l'immobilisation
ميكن للبنك استعمال األموال املودعة لديه ،سواء أكانت ودائع حتت الطلب ،أو ألجل ،4يف عملية
التمويل ،ومن خالل هذه العملية فانه يرهن أمواله لدى الغري ملدة حمددة قد تطول أو تقصر ،وكلما كانت اآلجال
طويلة إال وازدادت األخطار املرتبطة هبذه العملية ،حيث قد تصل إىل إمكانية عدم إرجاع أمواله اليت قدمها
كتمويل ،فهو مل حيقق الفوائد املرجوة منها ،وهي حتقيق األرابح ،ومل يتم تسديدها من طرف املؤسسة االقتصادية
املمولة ،وابلتايل فان هذا اخلطر يؤدي إىل خطر آخر وهو خطر عدم املالءة أو عدم السيولة اليت إ ْن استمرت
تؤدي إىل خطر التجميد ،حيث أن هذا األخري يؤدي إىل عدم حركة األموال ،ألن الفائدة ابلنسبة للبنك هي
حركة هذه األموال ،وما يزيد األمر صعوبة يف حال ما إذا كان البنك قد منح قروضا طويلة األجل ،عند متويل
نشاطات االستثمار ،حينها يكون قد اختذ قرارا ميكن أن يرهن مستقبله إذا مل يكن قراره صائبا ،ألنه بذلك يكون
قد مجد أمواله لدى املْنشأة 1يف حني كان من املفروض أن يستفيد من عائداهتا لو حصل عليها يف وقتها وقام
ُ
ابستعماهلا مرة أخرى عن طريق متويل منشآت أخرى وعمليات أخرى لو مت تسديد املنشأة االقتصادية ملستحقاهتا
للبنك يف تواريخ استحقاقها ،ألن هذا األخري يعتّب دائنا ومدينا يف نفس الوقت ،مدينا ابلنسبة للمودعني ،ودائنا
ابلنسبة للمؤسسات االقتصادية ،وأي اختالل زمين بني عمليات القبض يؤدي إىل جتميد رؤوس األموال ،2ألن
القرض غري املسدد يف املواعيد املتفقة ميكن أن يرتب مصاريف وتكاليف إضافية يتحملها البنك املمول تتمثل يف:
-تكاليف للتشغيل ،اليت هي ضرورية لتسيري املخاطر ،ويشمل على أجور املستخدمني ،وأتعاب احملامني
واحملضرين ،والتأمينات.
وعلى ذلك فإن التأخر يف التسديد ترتتب عليه نتائج ،فبالنسبة للبنك اختالل يف تقديره لدخول
اإليرادات ،مما سيؤثر على تقديراته يف جمال السيولة .أما ابلنسبة للمؤسسة املمولة فيؤدي هذا التأخري إىل ارتفاع يف
كلفة األموال.
وميكن أن تكون األسباب اليت أدت إىل التأخري يف تسديد الديون خارجة عن املؤسسة ،واليت جيد البنك
نفسه حياهلا عاجزا ،وهي احلاالت اليت ال ميكن التحكم فيها ألهنا مفاجئة وغري متوقعة .كحادث ما يؤثر على
الوضعية املالية للمؤسسة ،1أزمة اقتصادية وطنية أو دولية هلا أتثري على قطاع النشاط الذي تنشط فيه املؤسسة
املمولة ،اخنفاض سعر العملة الوطنية ،ابإلضافة للظروف الطبيعية واالجتماعية والسياسية وحىت القانونية اليت هلا
أتثري على ذلك.
أما ابلنسبة للبنوك اإلسالمية فيطلق على هاته الوضعية املماطلة يف سداد الديون ،وهي تعد أهم مشكلة
تواجهها ،ألن تعويضها عن فوات الربح ليس جائزا ابتداء عكس ما هو معمول به يف البنوك التقليدية ،كاستعماهلا
آللية الفائدة وغرامات التأخري ،واللجوء إىل استعمال الفائدة املركبة .2أما املصارف اإلسالمية فبدال عن ذلك
جلأت إىل:3
-توثيق الدين ابلضماانت ،4يف هذه احلالة يكون يف يد البنك الدائن ما ميكن التنفيذ عليه يف حالة أتخر
املؤسسة يف السداد أو إفالسها ،فهذه اآللية انجعة يف معاجلة مشكلة املماطلة يف سداد الديون إال أهنا ال
تتوفر لدى بعض املؤسسات وخاصة املؤسسات الصغرية واملتوسطة اليت قلما تتوفر على أصول تصلح للرهن
وإمنا يكتفي البنك ابلكفاالت ،أو اللجوء إىل آلية االحتفاظ ابمللكية كضمان كحالة التمويل التأجريي.
-1يسمى هذا النوع من املخاطر ابملخاطر السلبية ،وهي خماطر خارجة عن إرادة البنك والعميل ،حيث من الصعب التحم فيها.
-2الفائدة املركبة هي نسبة الفائدة على مبلغ القرض وعلى الفائدة.
-3خدجية خالدي ،املرجع السابق ،ص.13-10
-4يلزم بنك الّبكة اجلزائري عمالءه بتقدمي الضماانت الالزمة للتمويل واملنصوص عليها يف عقود التمويل :ففي التمويل ابملشاركة ينص العقد على تقدمي الضماانت
العينية و/أو الشخصية ضماان لتسديد مبلغ التمويل مبا يف ذلك األصل ،ونسبة الربح ،والنفقات واملصاريف ودلك يف املادة الرابعة عشر ( )14من عقد
املشاركة.
ويف التمويل ابملراحبة ينص على ذلك يف املادة 14من عقد املراحبة .ونفس الشيء يف التمويل ابملضاربة .امللحق اخلاص ابلعقود املتعلقة آبليات التمويل اإلسالمية
ضمن مالحق هذه الرسالة.
66
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
-رفع معدل الزايدة يف الثمن اآلجل ،ال ميكن للبنك اإلسالمي فرض غرامات التأخري وال الفائدة املركبة،
لدلك جاءت األسعار املرتفعة نسبيا ملواجهة هذه املشكلة.
-التأمني ،والدي حتال عليه إمكانية اسرتداد الدين يف حالة تعثر الدين ملماطلة املؤسسة املدينة وملؤسسة
التأمني الرجوع على املؤسسة املدينة مببلغ الدين.
-احتياطي الديون املتعثرة ،تقوم مجيع البنوك مبا فيها املصارف اإلسالمية برصد احتياطي يكون ذلك ابقتطاع
جزء من الربح سنواي مث يستخدم فيما بعد لتخفيف أثر املماطلة أو اإلفالس.
الفرع الثالث :خطر سعر الفائدة ()Risque de taux d'intérêt
إن الفائدة هي السعر الذي يعود على البنك عندما يستثمر أمواله يف مشاريع ،أو هي تلك العمولة اليت
تقابل اخلدمة اليت يقدمها للغري .أما سعر الفائدة فهو أجر كراء النقود ،يلتزم املقرتض بدفعه للبنك مقابل التنازل
املؤقت عن السيولة ،1والذي حيدده البنك املركزي بصفة فصلية انطالقا من األوضاع االقتصادية العامة للدولة،
والسياسة النقدية املتبعة ،وتقلبات السوق النقدي واملايل ،2وقيمة سعر الصرف املتغري بصفة مستمرة صعودا
ونزوال.
والسبب يف اختصاص السلطة النقدية يف حتديد هذا املعدل يرجع لتفادي تعسف البنوك يف وضع معدالت
فائدة مرتفعة ،وكذلك تفادي سعيها وراء األرابح الكبرية وخلق نقود بصفة غري منظمة ،مما خيلق تضخما ماليا،
فنكون أمام خطر التضخم.)Risque d'inflation( 3
فإذا كانت نسبة الفائدة عالية ترتب عليه نقص يف طلب القروض ،مما يؤدي إىل نقص يف االستثمارات
وزايدة يف نسبة البطالة ،وأحياان تلجأ الدولة إىل ختفيض سعر الفائدة رغبة يف تشجيع بعض األنشطة االقتصادية،
أو الرفع من أسعار الفائدة للحد من بعض السلع الكمالية.4
فخطر سعر الفائدة مرتبط مباشرة بتحويل آجال اخلصوم البنكية ،أي عندما حيول البنك ديون قصرية
األجل إىل حقوق طويلة األجل ،فإنه يعرض نفسه إىل تدهور هامش فائدته يف حالة ارتفاع معدالت الفائدة يف
السوق ،ويف نفس وضعية التمويل فإن اخنفاض معدالت الفائدة يكون يف صاحل البنك املمول.
إن هناك تداخل أو خطر مركب يتكون من خطر السيولة من جهة ومن خطر سعر الفائدة من جهة
اثنية.1
-فاذا كانت االستخدامات لألموال مدهتا أقل من موارد البنك هنا ال وجود خلطر السيولة ،لكن يف املقابل
هناك خطر معدل الفائدة بعد مرور مدة االستخدامات ،ألن البنك قد يتعرض خلطر اخنفاضها.
-أما إذا كانت االستخدامات مدهتا أكثر من املوارد هنا يكون البنك أمام خطر السيولة ،ألنه غري متأكد
من إجياد األموال اليت حيتاجها بعد حلول آجال املوارد والتمويالت مازال مل حين بعد آجال استحقاقها.
وهناك أيضا خطر معدل الفائدة عند ارتفاعها العتماده على معدل فائدة اثبت.
-لكن إذا كانت االستخدامات واملوارد هلا نفس اآلجال ومبعدالت متغرية يتم مراجعتها من فرتة حمددة
ألخرى ،هنا ال وجود خلطر السيولة والوجود خلطر معدل الفائدة.
ميكننا القول إن خطر معدل الفائدة هو اخلطر الذي يتحمله البنك الذي ميتلك حقوقا ذات معدالت اثبتة
بفعل ارتفاع معدالت الفائدة يف السوق.
من هذا املنطلق وبعد سنة 2000اليت عرفت اخنفاضا يف معدل الفائدة من 20ابملئة إىل حدود 10-8
ابملائة أصبحت البنوك اجلزائرية تعطي أمهية قصوى خلطر معدل الفائدة قبل القيام أبي عملية متويلية ،خصوصا
دراسة طلبات التمويل وحتليل خطورهتا.2
إن ما يقابل سعر الفائدة يف البنوك التقليدية هو سعر العائد يف البنوك اإلسالمية على أساس أن هاته
األخرية ال تتعامل آبلية الفائدة ،حيث أنه بناء على التمويل عن طريق املضاربة تتحصل على عائد متمثال يف نسبة
معينة من األرابح 3اليت حتققها املؤسسة اليت ميوهلا البنك ،وابلتايل يستفيد منها هذا األخري وكذا املودعون لديه،
أما إذا كانت هناك خسائر فإن البنك يتحملها واملودعون ،هذا يسبب مشكلة ،وهي إحجام املودعني عن إيداع
أمواهلم يف هذا النوع من البنوك مادام يتحمل تبعات خسارة املشروعات املمولة ،ألن هذا يشكل خطرا على البنك
ويؤثر سلبا على التمويل.
وملواجهة خماطر العائد وما يسببه من مشاكل للبنك القيام بدراسات فنية وتقنية وقانونية دقيقة للمشاريع
قبل متويلها على أن أتخذ هذه الدراسات بعني االعتبار الدراسة الشخصية واملالية واألهداف والقدرات على
حتقيق الرحبية.
فيتم تصنيف التمويل إىل صنفني ،صنف خاص بتمويل االستثمارات عالية اخلطورة ،وتعتمد على أموال
املسامهني والودائع املخصصة برضا أصحاهبا على املخاطرة فيها .وصنف خاص بتمويالت أقل خطورة ،ويعتمد
فيها على أموال املودعني العاديني ونسبة من رأس املال ،ونسبة األرابح ختتلف من صنف آلخر.
أوال :أسباب تغير سعر الفائدة
أما عن خطر سعر الفائدة فهو خطر عدم حتقق األرابح املرجوة ،أو الوقوع يف خسائر بسبب تغري
معدالت الفائدة ،هذه األخرية إذا تغريت تؤثر مباشرة يف النتائج املنتظرة بصفة كلية ،خاصة وأن عمل املصريف قائم
على النسب واملعدالت وحتقيق األرابح.
يرجع تغري سعر الفائدة إىل املصدر الذي أتيت منه الفائدة ،سواء القروض ،توظيف األموال يف شكل أسهم
وسندات ،حبيث أن أصول البنوك تتعرض إىل تغري يف تكلفتها بسبب مرونة السوق املتذبذب بني العرض
والطلب ،وتقلب العمالت وتغري معدالت السوق ،1هذا ما يؤدي إىل تغري نسبة العائد على األصول ،وعليه فان
تقلب األسعار ابلزايدة -زايدة التكاليف – يتطلب رفع سعر الفائدة ألنه أصبح ال يتناسب مع السوق ،وإال فان
املصرف جيد نفسه يف خسارة كبرية ونقص يف املردودية ،والعكس صحيح.
ثانيا :نتائج خطر سعر الفائدة
إن خطر سعر الفائدة يؤثر على كل من املؤسسة االقتصادية والبنك املمول هلا إجيااب وسلبا ،حيث أن
تقلب أسعار الفائدة يف املستقبل ابالرتفاع جيعل األوىل يف وضعية احتمال زايدة تكاليفها ونفقاهتا ،وابملقابل فان
الثاين جيد نفسه يف حالة حصول على عوائد ،وابلتايل تضاعف األرابح ،هذه احلالة جتعل املودعني أيضا حيصلون
على فوائد معتّبة والعكس صحيح أيضا ،إذا أخفق املصريف يف تسيري أمواله ووقع يف خطر سعر الفائدة ،فان ذلك
يدفع املودعني لسحب أمواهلم وإعادة توظيفها يف بنوك أكثر استثمارا هلا لتعود عليهم بفائدة أكّب ،هذا ينتج عنه
نقص السيولة لدى البنك ،مما جيعله يتابع تغريات معدل الفائدة ،ألن معدل الفائدة يكون اثبتا أو متغريا ابلنظر
حلجم العمليات املصرفية ،وكلما مل تراع هذه املعطيات فان املؤسسة االقتصادية كلما ارتفع سعر الفائدة ازدادت
أعباؤها املالية اليت ستؤدي إىل إفالسها ،لذا جتري املؤسسات دائما مقارنة بني مر دودية مشروعها االستثماري
وتكلفة رأمساهلا الضروري هلذا ،واالختيار بني بدائل التمويل األقل تكلفة وخطرا ،فتعمد إىل التمويل الذايت ،أو
ابللجوء إىل املسامهني ،أو قروض بنكية ،ولكن هذا ليس بشكل مطلق ،فهناك عوامل أخرى تؤثر على قرارات
املستثمرين:1
-املؤسسات اجملّبة لقدرهتا يف التنافس يف األسواق أو االستثمارات ميكنها مواكبة تطور الطلب.
-ميكن للمؤسسات أن تلجأ إىل االقرتاض القصري األجل يف حال ما إذا كانت أسعار الفائدة مرتفعة.
-قد تقبل املؤسسات دفع أسعار فائدة مرتفعة إذا كان إبمكاهنا إدراج هذا االرتفاع يف أسعار مبيعاهتا دون
خطر فقدان مكاهنا يف السوق ،والنتيجة أن تغري سعر الفائدة يؤثر على سلوك املؤسسات ،ألن ديوهنا جتاه
البنوك هي سعر متغري ،وكذا التمويل يف سوق السندات يكون بسعر فائدة قابل للمراجعة بصفة دورية.
الفرع الرابع :خطر سعر الصرف ()Risque de taux de change
إن مهنة املصريف تقتضي أن يلعب دور املقايض واملبدل للعمالت األجنبية لتلبية طلبات زابئنه يف عمليات
الصرف ،وتعتّب هذه األخرية عملية متويل ،وتغيري العملة الوطنية ابألجنبية فالفارق بني العمليتني يسمى سعر
الصرف ،2والتغري يف هذا السعر يؤدي إىل الوقوع يف خطر الصرف ،فيتأثر البنك ألنه ميتلك حقوقا وديوان
ابلعمالت الصعبة ،حيث أن معدل الصرف يتغري بسبب هبوط أو صعود يف قيمة أو سعر الصرف ،يتأثر هذا
األخري أبوضاع الدولة من تصدير واسترياد أو انتاج وألوضاع السوق داخليا وخارجيا ،كما يتأثر ابألوضاع العامة
داخل الدولة ،إال أنه خطر تواجهه البنوك الدولية الكّبى خاصة ،ألن هلا رؤوس أموال ضخمة ،وديون ابلعمالت
الصعبة لدى الغري .ومما يصعب الوضع على البنك أو على املؤسسة االقتصادية املمولة أن هذا اخلطر حدوثه
مفاجئ ،انتج عن تقلبات أسعار العمالت األجنبية ابملقارنة مع العملة الوطنية ،مما يؤدي إىل تذبذب القيمة
احلقيقية للقرض عند حلول آجال استحقاقها .1ومنه حدوث خسائر نتيجة للتغريات يف أسعار صرف العمالت
األجنبية ،وذلك نتيجة ربط اإليرادات والنفقات أبسعار الصرف وبصفة خاصة ينتج هذا اخلطر نتيجة التعامل
بعمالت أجنبية وخاصة إذا كانت حقوق البنك ابلعملية األجنبية واخنفضت العملة هنا يواجه مشاكل الصرف.2
فارتفاع سعر الصرف واخنفاضه يشكل مشكال كبريا ابلنسبة للبنوك املمولة ،فإذا اخنفضت قيمة العملة
املستعملة يف عملية التمويل فإنه ينتج عنها خسائر ،وإذا ارتفع سعر الصرف فإهنا تتعرض خلطر عدن السداد ألن
عجر املؤسسة على ذلك وارد وهذا نظرا ألهنا ستلجأ لشار العملة األجنبية لسعر مرتفع وعم قدرهتا على ذلك
ممكن ،هذا سيؤثر على الوضعية املالية للبنك.3
واملشرع اجلزائري بني هذا اخلطر على انه إمكانية التعرض خالل الفرتة اليت تفصل بني حلظة الدفع لعملية
مالية مث بيعها وحلظة االستالم النهائي للعملة اليت مت شرائها .4وقد اعتّب املشرع هذا اخلطر هو جزء من خطر
السوق.5
أما عن آاثر سعر الصرف ،6فإن ارتفاع واخنفاض سعر الصرف له أتثري على املؤسسة االقتصادية عند
تعاملها ابلعملة األجنبية ،وعلى البنك عند متويله هلا ،ففي احلالة األوىل عند ارتفاع سعر الصرف مقارنة ابلعملة
الوطنية حيقق رحبا يف الصرف ،ومنه جيلب فوائد للمصرف املمول ،وتتأثر املؤسسة االقتصادية املمولة سلبا هبذا،
ألنه يزيد من أعبائها املالية ،أما العكس فيؤدي إىل حتمل اخلسارة ابلنسبة للبنك ،ويؤثر إجيااب على املؤسسة،
-1كما كان احلال ابلنسبة ملستوردي التجهيزات يف اجلزائر يف فرتة سابقة ،حيث اخلسارة النامجة عن تدبدب سعر الصرف اليت كان سببها تدهور قيمة الدينار
ابلنسبة للعمالت األجنبية األخرى ،فكل مستورد ي القطاع العام واخلاص الدين حتصلوا على جتهيزات من اخلارج بتمويل بنكي أتثروا كثريا عند حلول أجل
التسديد بفعل اخنفاض قيمة الدينار مقابل العمالت األجنبية هذا أدى إىل مضاعفة هذه القروض إىل أربعة أضعاف ،ومل يكن يف استطاعتهم حتمل ذلك العبء
املايل دون مساعدة الدولة .حممد للوشي ،املرجع السابق ،ص .27
-2صورااي قاصدي ،املرجع السابق ،ص .16
-3زاينة آيت وازو ،املرجع السابق.113-112 ،
-4املادة 02د :من النظام رقم 08-11السالف الذكر.
-5املادة 02ه :من النظام رقم 08-11السالف الذكر
-6حممد حبار ،املرجع السابق ،ص .13
71
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
وابلتايل جيب األخذ بعني االعتبار العملة األجنبية املرجعية ،ولتجنب اخنفاض العملة أو ارتفاع قيمتها يشرتي
البنك املركزي أو يبيع عملته يف السوق مقابل عمالت أجنبية معدال بذلك توازن السوق.1
وأن تقرير ارتفاع سعر الصرف نسبيا عن قدره احلقيقي يساعد على التقليل من سرعة التضخم ،فهو جيعل
الواردات قليلة الثمن ،مما ميكن الدولة من تكوين ادخارات لتمويل االستثمار ،فظهور مؤسسات مبنتجات قوية
ميثل الوسيلة الوحيدة للحفاظ على مكانة الدولة يف ميدان التنافس الدويل ،ومن مث احلفاظ على قيمة العملة ،ومنه
تفادي املخاطر املرتبطة بسعر الصرف.
فمؤخرا ونتيجة الخنفاض سعر البرتول ونقص احتياطي الصرف دقت الدول اليت تعتمد على الريع انقوس
اخلطر ومنها اجلزائر .فلجأت إىل إصالحات اقتصادية جدية وشاملة خوفا من خماطر أزمة اقتصادية أو مالية نتيجة
هلذا الوضع املتدهور ألسعار الذهب األسود ،فدعت إىل تشجيع االستثمار ،فكان التعريف ابملنتوج الوطين داخليا
وخارجيا والبحث عن أسواق له يف خمتلف دول العامل وتشجيع إنشاء املؤسسات الصغرية واملتوسطة ،حيث مت
إحصاء أكثر من مليون مؤسسة ،ولتحقيق كل ذلك مت إصدار قانون االستثمار 2017ومتت املصادقة عليه،
والقانون التوجيهي للمؤسسات الصغرية واملتوسطة وإعادة جدولة ديوهنا ،وفتح أبواب البنوك أمامها للحصول على
التمويل ،وإجياد حلول ملشكل العقار الصناعي والفالحي ،وتشجيع خمتلف القطاعات االقتصادية من أجل
التخلص من التبعية لقطاع النفط ،واالشتغال على البدائل واملتمثلة يف الطاقات املتجددة ،ابإلضافة إىل ترسانة من
اإلجراءات تضمنها قانون املالية 2017ابإلضافة إىل الندوات وامللتقيات الوطنية والدولية.2
ومؤخرا كذلك عرف سعر صرف األورو والدوالر ارتفاعا مقابل الدينار اجلزائري فقد أضحى األول يقرتب
من 190دينارا ،والثاين 180دينارا ،حيث فقد الدينار حوايل 40يف املائة من قيمته االمسية يف التعامالت الرمسية
مقابل الدوالر خالل سنتني ،وهو ما يبني مدى االختالل الذي تعرفه العملة الوطنية ،وهوما دفع احلكومة إىل
إحداث تعديل كبري يف سعر صرف الدينار ،فقد كان معدل سعر الصرف يف قانون املالية 2012بـ 74دينار
للدوالر الواحد لريتفع يف قانون املالية 2014إىل 80دينارا للدوالر الواحد ،بينما يف مشروع قانون املالية
2016اعتمدت احلكومة على سعر صرف معدل يقدر ب 98دينارا للدوالر الواحد ،وأخريا سعر صرف
بـ108دينارا للدوالر الواحد يف قانون املالية .2017
ويالحظ أن سعر صرف الدينار مقابل األورو بلغ مند 2014عتبة 180دينارا واستمر يف املنحى
التصاعدي خالل 2015و 2016ليصل إىل 190دينارا تقريبا.1
الفرع اخلامس :خماطر أخرى ()Autres risques
،)systémiqueوالذي جيمع بينها أهنا خماطر سيادية ،)Risques souverains( 2حيث تظهر هذه املخاطر
نتيجة تشابك العالقات بني البنوك ،وابلتايل أتثريها على بعضها البعض نتيجة اختالل وضعيتها املالية أو
إفالسها ،وهذا ما أفرزته األزمة املالية العاملية بسبب ما يسمى ابلعوملة املالية .أضف إىل ذلك حالة فقدان
االستقرار املايل على مستوى واسع بسبب انتقال املشاكل املالية إىل كل البنوك العاملة على الساحة واملساس
ابلوضعية العامة لالقتصاد ككل ،أي حدوث حالة عدم مالءة عامة ومنه عدم القدرة على الوفاء عامة متس كل
البنوك واملؤسسات املالية لذى فإن اهنيار واحد منها او تعرضه للمخاطر يعرض البقية لنفس العدوى املالية ،هذا
قد حيول األزمة من أزمة بنكية إىل ازمة دول ،خطر الدولة ( 3)Risque paysوالدليل على ذلك ما تعانيه الكثري
من الدول من نقص أو انعدام السيولة واليت متثل أساس خطر النظام 4هذا جعل الدول تلجأ إىل بنوك عاملية أو
دول تتوفر على فائض من العملة األجنبية بسبب مداخيلها من الصناعة او التجار او التكنولوجيا أو البرتول،
كحالة اجلزائر أثناء فرتة ارتفاع أسعار البرتول.
لكن اليوم وما تعرفه سوق النفط من تقلبات أصبحت الدول املنتجة له تعاين من نقص السيولة بسبب
اخنفاضه إىل أدىن مستوايته ليصل إىل حدود 52دوالر للّبميل بعدما كان بـ 100دوالر للّبميل الواحد ،فدقت
هاته الدول انقوس اخلطر وما اجتماعاهتا غري الرمسية ابجلزائر يف 2016واجتماعها الرمسي جبنيف واالتفاق على
-1حفيظ صواليلي ،سعر صرف األورو يالمس 190دينار ،اخلّب اليومي ،اجلزائر ،العدد ،2016/12/1 ،8347ص.11
-2صورااي قاصدي ،املرجع السابق ،ص.20-11
3 -Amine trazi, risque bancaire déréglementation financière et réglementation prudentielle, paris,
édition presse universitaire de limoge ,1996, p14.
4 -Aglieta m et Moutot p, le risque de système et sa prévention, paris, cahiers économique et
monétaire, no41,1993, p78.
73
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
ختفيض اإلنتاج ،وإقناع الدول غري املنظمة ألوبيك هبذا اإلجراء خلري دليل على ذلك .بل أكثر من ذلك ،راحت
هذه الدول ومنها اجلزائر تبحث عن بدائل هلاته الثروة اآليلة للزوال واليت تعرف تدبداب يف أسعارها فبعد هبوطها يف
الثمانينات وما أحدثته من أزمة اقتصادية خانقة ترتفع يف األلفينات إىل أعلى مستوايهتا لتتدهور بدء من 2016
وتنتعش قليال مؤخرا بسبب قرار التخفيض يف إنتاج هذه الثروة اليت أثبتت فشلها يف خلق الثروة.
المطلب الثالث :المخاطر المرتبطة بنظام التمويل اإلسالمي
إن البنوك اإلسالمية كغريها من الكالسيكية تتعرض ملخاطر عديدة جراء قيامها بعملية التمويل ،فتتعرض
خلطر السيولة وخطر سعر الصرف وخطر عدم السداد وخطر العميل وخطر التجميد ،وما دام أهنا ال تتعامل
ابلفائدة فهي ال تتعرض ملخاطرها ،وهي تلجأ إىل صيغ أخرى خمتلفة عنها يف البنوك الكالسيكية من أسلوب
املراحبة ،واملضاربة ،واملشاركة ،واإلجارة ،هذه اآلليات هي كذلك ال تسلم من املخاطر.1
2
الفرع األول :مخاطر التمويل بالمرابحة
إن هناك إمجاع فقهي على أن عقد املراحبة هو عقد مستحدث مت إجازته كأحد صور البيع اآليل ،وشرط
صحة هذا العقد أتيت من حقيقة أنه جيب على املصرف متلك السلعة عن طريق الشراء مث حتويل ملكيتها
للمقرتض ،ومن هنا يظهر جليا أن اخلطر األول واألهم قد ينشأ من عدم االتفاق على طبيعة العقد ،أما اخلطر
الثاين احملتمل فهو أتخر املقرتض عن سداد الدين ،خاصة وأن البنوك اإلسالمية ال أتخذ أية فائدة عن سعر
السلعة مما يعرض البنك للخسارة احملتملة.
كذلك مسألة عدول املؤسسة االقتصادية عن الشراء بعد طلب السلعة يف الوقت الذي يكون البنك قد
قام بشرائها .وعليه فسيتحمل هذا األخري تكلفة ختزينها ،وما قد يصيب السلعة من تلف ،أو ما حيدث من تغري
يف األسعار ،إىل أن جيد مشرتاي آخر هلذه السلعة .وعليه يتحمل البنك هاته التكاليف جبانب اخلسارة إلمكانية
تعرضه خلطر السوق ،فهذه العملية تكون خطرا على البنك بدال أن تكون آلية متويل ،وهو بذلك يدخل أموال
املودعني يف دوامة من اخلسائر.
-1احلسني بلعجوز وحممد العريب غزي ،املرجع السابق ،ص . 9 .عثمان اببكر أمحد ورضا سعدهللا ،إدارة املخاطر ،حتليل قضااي يف الصناعة املالية اإلسالمية ،جدة،
الطبعة ،2003 ،1ص.70-68 .
-2حسن حزوري ،املخاطر الواقعة على املصارف اإلسالمية ،املؤمتر الرابع للمصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية ،دمشق ،سوراي1 ،و2جانفي ،2009ص.89
74
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
لذلك تلجأ البنوك يف مثل هاته احلالة إىل إلزام املؤسسة مبقدار ما حلقه من خسارة جراء العدول عن
الشراء .أو أن يتصرف ببيع السلعة ملؤسسة أخرى مع إمكانية املطالبة ابلتعويض عن أي خسارة يتعرض هلا من
بيع السلعة مرة اثنية.
ومبا أن طبيعة عقد املراحبة تقتضي من البنك متلك السلعة وحيازهتا مث بيعها للمؤسسة اآلمرة بشرائها مع
الربح املتفق عليه ،هذا جيعل البنك يتحمل تبعة وخماطر اهلالك قبل التسليم ويضمن كذلك العيب اخلفي وخماطر
التخزين ،فالضمان يبدأ من اتريخ األمر ابلشراء حىت تسليم السلعة للمؤسسة ،أما بعد التسليم ،يتحمل تبعة رد
السلعة املشرتاة نتيجة ظهور أي عيب أو عدم حتقق األوصاف املطلوبة.1
الفرع الثاني :مخاطر التمويل بالمضاربة
املضاربة هي نوع من أنواع الشركة ،يكون فيها رأس املال من طرف هو البنك ،والعمل من طرف آخر
يسمى مضارب ،أي صاحب املشروع ،يقوم هذا األخري ابلعمل ابملال املقدم له على سبيل التمويل ،والربح يقسم
بينهما بنسب معلومة متفق عليها مسبقا ،أما اخلسارة فيتحملها صاحب رأس املال وحده ما مل يثبت أن املؤسسة
صاحبة املشروع قد قصرت وأمهلت عملها ،فهنا مركز اخلطر ألن اخلسارة يتحملها البنك وحده لعدم وجود قاعدة
تقسيم بني البنك واملؤسسة ،كما أنه ميكن أن يكون هناك حتايل من املضارب ألنه يعلم أن اخلسائر واملخاطر ال
يتحملها هو ،أو وجود سوء نية من طرفه ،أوال يبذل قصارى جهده إلجناح املشروع ،فهذا النوع من التمويل تكون
خماطره أقل لو مت االتفاق على حتمل اخلسائر من الطرفني البنك املمول واملؤسسة صاحبة املشروع وليس األرابح
فقط.
املضاربة هي حجر الزاوية يف التمويل اإلسالمي ،إال أن البنوك تتعامل هبا يف حدود ضيقة ،وحبذر شديد،
ومرد ذلك يعود للمخاطر األخالقية ،وحتدث عندما ال يكون الشخص املمول ذا ثقة وسيء النية وال حيسن
التصرف يف املال ،أو مل تكن لديه اخلّبة الكافية يف إدارة املشروع ،هنا تتحول عملية املضاربة إىل خسارة يتحملها
رب املال ،وهو هنا البنك اإلسالمي .لكن إذا ثبت أن اخلسارة كانت بسبب سوء اإلدارة أو لعدم االلتزام بشروط
املضاربة أو أن هناك أي تقصري من الشخص فإن هذا األخري يؤاخذ على ذلك ويتحمل تبعات اخلسارة .1لذلك
ولتفادي هاته املخاطر ،فإن البنك يتعامل على أساس مالءة الشخص وجودة ضماانته وتشخيصه من حيث
العناصر املالية وغري املالية ،مع املراقبة واملتابعة للمشروع املمول.
الفرع الثالث :مخاطر التمويل بالمشاركة
املشاركة هي أسلوب متويلي يشرتك مبوجبه البنك مع املؤسسة االقتصادية يف تقدمي املال الالزم ملشروع ما،
ويوزع الربح بينهما حبسب ما يتفقان عليه أما اخلسارة فبنسبة متويل كل منهما ،وال تكون مشاركة البنك يف اإلدارة
إال يف حدود ما حيفظ حقوقه ،وهذا النوع من التمويل خماطره أقل نظرا لوجود مشاركة يف كل شيء وتقاسم
املخاطر النامجة عن املشروع ،أما اخلطر فيه فيظهر يف مدى جناح أو فشل املشروع إذا مل يتم اختياره بعناية ،أو مل
تتم دراسة جدواه الفنية والقانونية جيدا ،أو نظرا ملخاطر خارجية مهما كانت.
كما أن هذا النوع من التمويل يتعرض ملخاطر االئتمان فيما يتعلق مبدفوعات العميل لشراء حصة البنك،
وأن املخاطر املتعلقة بنصيب البنك يف األصل موضوع الشراكة ،كما أن هناك خماطر تتعلق ابلشريك ،من خالل
إمكانية إخالله ابلعقد أو تقصريه وسوء إدارته للمشروع ،ومادام أن هناك شركة أحد شركائها بنكا ،فإمكانية
التعرض للخسارة حمتمل ،فاقتسام األرابح واخلسائر هو أحد شروطها املوضوعية اخلاصة .وللحماية من أخطار
التمويل ابملشاركة جيب اختاذ اخلطوات التالية:
-اإلعداد والتخطيط اجليد للمشروعات املمولة ،حيث أن أهم أسباب الفشل تعود لقصور دراسات اجلدوى.
-اختيار الشركاء بعناية فائقة ،من أهل اخلّبة إبدارة املخاطر ،وممن لديهم مالءة مالية.
-ميكن للبنك أن يشرتط أن تكون نسبة الشريك يف رأس مال املشروع كبرية وأن يتم دفعها كامال.
-على البنك أن يبذل جهدا إضافيا يف اإلشراف واملتابعة للمشروع املمول ،وأال يتنازل عن ذلك لصاحل
الشريك.
-1حسن حزوري ،املرجع السابق ،ص .174وخدجية خالدي ،املرجع السابق ،ص.19
-2املادة 14من عقد املشاركة الذي يصدره بنك الّبكة اجلزائري ،الدي يطلب الضماانت مبختلف أنواعها ويف كل صيغ التمويل ،املالحق ،مرجع سابق.
76
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
1
الفرع الرابع :مخاطر التمويل باإلجارة
هنا يقوم البنك ابقتناء آالت ومعدات ،مث يقوم بتأجريها للمؤسسة االقتصادية حسب احلاجة ،وأثناء مدة
اإلجيار يظل األصل ملكا للبنك ،وبعد هناية املدة املتفق عليها تنتقل هذه احلقوق إىل البنك ،فهنا يكمن اخلطر
ألن هذه املعدات أو التجهيزات تكون قد اهتلكت ،أو تعرضت خلطر التقادم التكنولوجي ،حبيث ال ميكن
أتجريها مرة أخرى ،أو يتعرض خلطر ظهور آالت جديدة أقوى وأسرع ومل ال أرخص سعرا ،فال يستطيع البنك
االستفادة منها مرة اثنية ،ألن املؤسسة االقتصادية سوف ال جتدد العقد مرة أخرى حول هذه اآلالت اليت
اهتلكت أو فقدت قيمتها يف السوق ،ألهنا سوف تستأجر معدات وآالت حديثة.
أما ابلنسبة إىل أتجري العقارات فقد يتعرض البنك املؤجر من خال له خلطر اخنفاض قيمتها يف السوق
ويكون قد اشرتاها مببالغ ابهظة ،هذا نظرا ألزمة مالية ،وهذا ما نالحظه اليوم يف سوق العقارات يف بعض الدول
اليت تعاين أزمة مالية حادة لنقص يف السيولة ،ولتدهور يف قيمة عملتها.
كما تعتّب خماطر عقود اإلجارة خماطر ملكية ،كون األصل املؤجر تبقى ملكيته للبنك ،وتنشأ املخاطرة عن
احتمال تلف أو تقادم أو اخنفاض قيمة العني املؤجرة ،اليت ال يستطيع البنك حتويلها للمستأجر ،كما تنتج عن
ختلف املستأجر عن سداد ابقي أقساط األصل ،أو رفضه لتملكه وهذا بعد انتهاء عقد اإلجارة ،وابلتايل إعادته
للبنك الذي جيب عليه أتجريه مرة أخرى ،ولكن هذا أمر مستبعد ،أو بيعه أبقل مثن ألنه يكون قد تقادم استعماله
لظهور آالت جديدة أو يكون قد اهتلك.2
خماطر التمويل
اخلطر القانوين خطر عدم السيولة
ابإلجارة
خماطر التمويل
اخلطر البشري خطر التجميد
ابملشاركة
خماطر التمويل
اخلطر املايل خطر سعر الفائدة
ابملضاربة
خطر النظام
خطر الدولة
78
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
إن سياسة منح القروض من قبل البنك ترتكز على متابعتها ،ولكن رغم هذا يبقى اخلطر يف منح الثقة
التامة للزبون أمرا قائما وذلك خوفا من عدم تسديد مستحقاته يف التاريخ احملدد.
ولتفادي أو على األقل التقليل من املخاطر ،وخاصة خطر عدم التسديد فان البنك يشرتط تقدمي ضماانت
تدرس هبدف عدم الوقوع يف أخطار أخرى ال عالقة هلا ابلبنك ،وتتخذ هذه اإلجراءات بقصد إجياد مصدر
للتعويض يف حالة عجز املدين ،ويكون ذلك عّب الضماانت املقدمة ،واليت تصبح حتت تصرف البنك الذي له
احلرية الكاملة يف التصرف فيها عن طريق بيعها أو كرائها ،كما أن الضماانت تلعب دورا أساسيا يف الصفقات
الدولية.
المطلب األول :طبيعة الضمانات
تعتّب الضماانت البنكية وسيلة من خالهلا ميكن للمؤسسة خاصة وللمتعاملني عامة تقدميها للحصول على
متويل من البنك ،هذا من جهة ،ومن جهة أخرى ،فهي أداة إثبات حق البنك يف احلصول على أمواله اليت مول
هبا املؤسسة ابلطريقة القانونية ،وذلك يف حالة عدم تسديد هذه األخرية لديوهنا.
الفرع األول :تعريف الضمانات وأسباب اللجوء إليها
حسب املادة 644من القانون املدين اجلزائري ،فان الضماانت عبارة عن عقد يلتزم مبقتضاه شخص
ويتعهد للدائن أبن يفي هبذا االلتزام يف حالة ما إذا مل يف به املدين نفسه.
فالضمان آلية قانونية وضعها املشرع بني يدي الدائن يستعملها هذا األخري من أجل احلصول على أمواله
يف حال عجز املدين عن الوفاء بديونه.
كما أهنا األصول اليت يبدي العميل استعداده لتقدميها للبنك مقابل احلصول على متويل ،فهي عبارة عن
األشياء امللموسة اليت يتحصل عليها البنك من املؤسسة اليت موهلا تضمن له اسرتجاع أمواله يف حال ما إذا
عجزت عن الوفاء ابلتزاماهتا ،سواء لظروف داخلية تتعلق هبا ،أو لظروف خارجية ،هذه اآللية جتعل البنك يف
79
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
وضع ارتياح ،ألهنا جتعله مطمئنا على أمواله ،مادام أن هناك مقابل مادي ملموس يعوضه عنها يف حال حدوث
خطر عدم السداد.
ثانيا :أسباب اللجوء إليها
لقد جلأت املصارف إىل زايدة استعمال الضماانت يف السنوات األخرية لـ:1
-الضمان العام وما حييط به من خماطر ،وأخص ابلذكر إمكانية املدين التصرف يف أمواله ماداي وقانونيا
وإمكانية عدم كفاية هذه األموال للوفاء ابلديون وكذا قصور الوسائل القانونية يف محاية الضمان العام.
-قلة اهتمام بعض املؤسسات التجارية والصناعية ابحملافظة على السمعة االئتمانية ،وحسن التعامل ،مما
يضطر املصرف إىل عدم االعتماد على الثقة بشكل كبري ،بل اللجوء إىل طلب هذه الضماانت ،رغم أن
من مبادئ القرض الثقة واألمان.
-كّب حجم العمليات االئتمانية ابلنسبة ملالية املتعامل نتيجة بعض الظروف االقتصادية اليت طرأت مؤخرا
مثل برامج التنمية ،وما تتبعه من نشاطات جد متزايدة ،والغالء وما ينتج عنه من اخنفاض القدرة الشرائية
للنقد الوطين.
-كما يعتّب اخلطر مالزما للقرض ،ال ميكن أبي حال من األحوال إلغاؤه متاما مادامت هناك فرتة انتظار قبل
حلول أجل اسرتداده ،فيلجأ البنك إىل طلب أشياء ملموسة محاية ألمواله من املخاطر ،وخاصة خطر عدم
التسديد.
-تنامي ظاهرة العوملة املالية وما حتدثه من اضطراابت على االقتصاد دوليا هذا نظرا لالرتباط الوثيق بني
املؤسسات بعضها ببعض ،وما أفرزته األزمة املالية مؤخرا خري دليل على ذلك ،فخطر عدم التسديد قد
يكون خرجا عن إطار املؤسسة االقتصادية املمولة ،بل لظروف اقتصادية دولية.
1
الفرع الثاني :التمييز بين التأمينات والضمانات
هذه الغاية هي حتسني أو تقوية وضعية الدائن القانونية ابلنسبة للدائنني العادين الذين هلم فقط حق
الضمان العام ،فالتأمني يعتّب مصدر طمأنينة للدائن ينتج عن الزايدة يف حقوقه ،وتزيد من الثقة يف قدرات املدين
على الوفاء ابلدين ،وميكن القول أبنه منفعة أو ميزة خاصة تـُ ْعطى للدائن 2دون أن تكون مصدر ربح ابلنسبة له.3
ب-أثر التأمين
التأمينات يف جمموعها تشرتك يف أن وضعها حيز التنفيذ يرتب أثرا يتمثل يف حصول الدائن على حقه
ويؤدي ولو نظراي إىل انقضاء الدين بصفة كلية أو جزئية ،بطريقة مباشرة أو غري مباشرة.
فمن خالل هذه العناصر اليت تتميز هبا التأمينات ميكننا اعتبارها" :أبهنا تعيني مال أو جمموعة أموال أو ذمة
مالية لصاحل الدائن ،إضافة إىل احلقوق الناجتة طبيعيا لصاحله من خالل العقد األصلي (عقد القرض) عن طريق
حق اتبع حلق الدائنية الذي حيسن من وضعيته القانونية ،ومعاجلة عدم كفاية حق الضمان العام دون أن يكون
ذلك مصدر ربح للدائن ،بل مصدر أمان يف حال يف حال عدم قدرة املدين على الوفاء ابستحقاقاهتا ،هذا يؤدي
إىل حصول الدائن على حقه كليا أو جزئيا ،بصفة مباشرة أو غري مباشرة".4
-1راضية أمقران ،ضماانت البنك يف جمال االئتمان ،مذكرة ماجستري ،فرع العقود واملسئولية ،كلية احلقوق ،جامعة اجلزائر ،2001 ،ص .27-24
2- Piérre, croq, propriété et garantie, paris, L. G. D. J,1995, p. 221. "un avantage particulier reconnu au
créancier pour le protéger contre l'insolvabilité de son débiteur".
-3مينع املشرع يف الرهن الرمسي مثال على الدائن أن يشرتط على الراهن متلك العقار املرهون ،وهذا طبقا للمادة 903فقرة 1من القانون املدين اجلزائري" :يكون
ابطال كل اتفاق جيعل للدائن احلق . . .يف أن يتملك العقار املرهون أو يف أن يبيعه . . .ولو كان هذا االتفاق قد ابرم بعد الرهن ،" .جملس قضاء سكيكدة،
الغرفة املدنية ،2007-03-21 ،قضية(م-ب) ضد شركة الوفاء ،اجمللة القضائية ،2008 ،العدد األول ،ص" .75 .الرهن ضمان الستيفاء الدين ،وال يعد
الرهن طريقا لتملك الشيء املرهون ،وهذا طبقا للمادتني 903و" . . .882
4-Ibid. p. 234 : "mettre de fond ou un groupe de fonds ou de divulgation financière en faveur du
" créancier cela conduit o créancier sur le droit en tout ou en partie, directement ou indirectement.
81
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
-الضمان هو آلية اتبعة اللتزام أصلي تعمل على حتقيق الوفاء به.
-الضمان آلية محائية وضعت كاحتياط لعدم تنفيذ املدين التزامه ،فاألصل هو تنفيذ االلتزام مث إذا مل يتحقق
ذلك يكون التنفيذ على هذه الضماانت واستيفاء الدائن حلقه منها ابألفضلية ،وابلتايل فالضمان هو محاية
قانونية للدائن من عدم تنفيذ املدين اللتزامه.2
3
الفرع الثالث :مبادئ الضمانات
-مبدأ حسن النية ،وهو مبدأ معروف يف القواعد العامة ،فالبنك مىت مول مؤسسة فعليه أن يلتزم مبدأ حسن
النية ،حيث إذا قام بطلب ضماانت مفرطة ابملقارنة مع التمويل املمنوح فقد أخل هبذا املبدأ ،فقيمة
الضمان ال ميكن أن تتجاوز مبلغ التمويل املطلوب ،كما أنه على املؤسسة الرهن االلتزام بضمان سالمة
الرهن وللبنك الدائن إمكانية االعرتاض عن كل عمل أو تقصري من شأنه إنقاص الضمان إنقاصا كبريُا.4
1-Ibid. p. 239.
-2زاهية حورية سي يوسف ،الوايف يف عقد الرهن الرمسي يف القانون املدين اجلزائري ،دار هومة اجلزائر ،2015 ،ص .90
3-Dominique, legueais, Surtés et garanties du crédit, paris, L. G. D. J, 1995, pp. 8-9 : "tout ce que les
mécanismes de travail augmente les chances d'un créancier à obtenir le droit de limiter les résultats
"futurs développements de la faillite du débiteur pour les empêcher
-4املادة 898من القانون املدين اجلزائري ،املقابلة للمادة 1047من القانون املدين املصري.
82
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
فالضمان مقتضاه التزام املدين ابالمتناع عن كل عمل مادي أو قانوين من شأنه أن يسبب انتقاصا كبريا
للضمان املقرر للبنك الدائن املرهتن .ومبوجب ذلك يستطيع هذا األخري فسخ العقد وجيوز له املطالبة
إبسقاط االجل كما ميكنه أيضا املطالبة ابلتعويض إذا توفر سببه.1
-مبدأ الشفافية ،وهو يعين أن الغري من مصلحته معرفة جمموعة الضماانت اليت تعقدها املؤسسة ،واليت
تسمح بتقدير إعسارها بشكل أفضل ،فالشفافية تظهر من خالل إشهار الضماانت ،ويسمح ذلك بتدارك
التنازع بني الدائنني املستفيدين من الضماانت.2
-مبدأ عدم التعسف يف استعمال احلق ،وهو مبدأ معروف يف القواعد العامة ،3فعلى البنك ابعتباره دائنا ال
يتعسف يف استعمال حقه يف طلب الضمان ،كأن ميتنع عن التمويل مامل جيد الضماانت رغم أن مسعة
املؤسسة طالبة التمويل جيدة ،وحالتها املالية تؤهلها يف احلصول على التمويل ،أو طلب ضماانت غري
متاحة لدى املؤسسة االقتصادية ،ألهنا أكّب من التمويل املطلوب .ولقد ظهر على الساحة اليوم ما يسمى
ابلضمان املايل ،وهو إمكانية متويل املؤسسة االقتصادية دون أن تقدم ضماانت إذا كانت غري متاحة
لد يها ،فالضمان يقدمه صندوق الضمان الذي مبقتضاه ميكن للبنك احلصول على التعويض املايل يف هذا
الصندوق يف حال فشل املؤسسة يف التسديد ولقد جاء هذا الصندوق وغريه من صناديق الضمان ملساعدة
الشباب أصحاب املشاريع واملؤسسات االستثمارية اليت ال تستطيع تقدمي ضماانت فهي متثل وسيط فعال
بني املستثمر والبنك ،وألجل ذلك توجد اليوم 16اتفاقية أبرمها الصندوق مع بنوك عمومية وخاصة ألجل
متويل املشاريع اليت ال تتوفر على ضماانت عينية.4
-مبدأ االستقاللية ،ويعين أن الضمان مستقل عن التعهد ابلضمان ،فهنا جيب التمييز جيدا بني واجب
العمل (العقد التجاري) وواجب الدفع (الضمان) ،حيث جيب أن يبقى الضامن حيادي ابلنسبة لكل
النزاعات اليت ميكن أن تنشأ بني املصدر واملستورد ،ويكون ذلك يف الضماانت املرتبطة ابلتجارة اخلارجية.
-مبدأ االلتزام الرئيسي ،هنا الضامن هو امللتزم الرئيسي ،وهو يضمن النتيجة املقدرة من طرف املستفيد فقط
دون غريه ،وأن استعمال الضمان ال يتطلب إثبات وجود عجز يف التسديد.
المطلب الثاني :أهمية الضمانات
ويف هذا سوف نتطرق إىل حالة البنك يف حال عدم وجود ضماانت ،وإىل بعض االعتبارات اليت جيب
مراعاهتا عند املطالبة ابلضماانت مهما كانت.
الفرع األول :حالة البنك في حال عدم وجود ضمانات
البنك يف حال عدم وجود ضماانت يعتّب دائن عادي ،وهذا ممكن يف حال ما إذا مل يطلب ضماانت لثقته
املفرطة يف املؤسسة نظرا لوضعها املايل ،أو لوضعيتها االئتمانية اجليدة ،وابلتايل يكون له حق التمسك جبزاءات
عدم تنفيذ املدين اللتزاماته أو أتخره يف تنفيذها ،ويكون له احلق كذلك يف الضمان العام على الذمة املالية
للمدين.1
البعض يرى أن التمويل بدون ضماانت يشكل خطورة كبرية حيث أن البنك يف هذه احلالة يكتفي ابلثقة
لكن املؤسسة قد تعرتضها ظروف خارجية قد تؤثر على هذه الثقة وابلتايل إمكانية عدم قدرهتا على الوفاء
ابلتزاماهتا ،هنا ال يستطيع البنك اسرتجاع أمواله .وهناك من يرى أن التمويل بدون ضمان هو األفضل واألسلم
خطرا إذا ما كانت هناك دراسة معمقة عن حميط املؤسسة وعن سالمة اهليكل املايل للمؤسسة وكفاءة
للبنك وأقله ً
مسرييها ورحبية مشروعها االستثماري ،وابلتايل هنا مينح التمويل على أساس الثقة وليس على أساس ما متلكه
املؤسسة من ضماانت ألنه أحياان تتحقق خماطر االئتمان وابلتايل عدم القدرة على السداد مع عدم كفاءة
-1املادة 188مدين" :أموال املدين مجيعها ضامنة لوفاء ديونه ،ويف حال عدم وجود حق أفضلية مكتسب طبقا للقانون فإن مجيع الدائنني متساوون اجتاه هذا
الضمان" .
84
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
الضماانت للوفاء أبصل الدين والفوائد واملصاريف وهذا ملا تتعرض له كذلك الضماانت من خماطر كاخنفاض
قيمتها أو تلفها أو عدم قدرة الكفيل أو الضامن على الوفاء اباللتزامات.
إذن فالضماانت ليست السبب الوحيد ملنح االئتمان للمؤسسة وهذا ما تعتمده الدول األجنبية وخاصة
أمريكا ،فال بد من اعتماد الثقة كأساس لذلك مث القيام بعملية التشخيص للعميل من مجيع اجلوانب مث طلب
ضماانت هنا نستطيع القول أن البنك يف مأمن أما غري ذلك فيبقى وضع البنك يف خطر.1
أوال :جزاءات عدم تنفيذ المدين اللتزاماته أو التأخر في تنفيذها
هناك جزاءات يتعرض هلا املدين مهما كان نوعه شخص طبيعي أو مؤسسة يف حال إخالله بتنفيذ التزاماته
الناشئة عن عقد التمويل أو أتخره يف تنفيذها.
أ -جزاءات عدم التنفيذ
البنك يعتّب متعاقدا ضحية عدم تنفيذ االلتزامات النامجة عن عقد التمويل ،وميكنه بذلك مطالبة املدين
بفسخ العقد .2فالبنك هنا قد نفذ التزامه بوضع مبلغ التمويل حتت تصرف املؤسسة االقتصادية ،لكن هذه
األخرية مل تويف ابلدين الناشئ عن هذا العقد.
يقرر الفسخ هنا بطريقتني :حبكم من القاضي الذي تكون له السلطة التقديرية يف ذلك ،أو جيوز له إعطاء
املدين أجال آخر لتنفيذ التزامه.
أو جيوز للطرفان االت فاق على اعتبار العقد مفسوخا من تلقاء نفسه عند عدم الوفاء اباللتزامات الناشئة
عنه ،فيحل االتفاق حمل حكم القاضي ابلفسخ طبقا لقاعدة العقد شريعة املتعاقدين.3
ويرتتب على الفسخ رجوع الطرفني إىل احلالة اليت كاان عليها من قبل العقد فإذا استحال ذلك جاز احلكم
بتعويض طالب الفسخ ،وهذا طبقا للمادة 122مدين" :إذا فسخ العقد أعيد املتعاقدان إىل احلالة اليت كاان عليها
قبل العقد ،فإذا استحال ذلك جاز للمحكمة أن حتكم ابلتعويض" .
1
ب -جزاء التأخر في التنفيذ
يف حال أتخر املؤسسة املمولة يف تنفيذ التزاماهتا بتسديد مستحقاهتا ،يكون للبنك احلق يف املطالبة
ابلتعويض عن األضرار النامجة عن هذا التأخري ،واملسؤولية هنا تتحقق مبجرد عدم دفع املستحقات يف أجل
التسديد ،دون احلاجة إىل إثبات ذلك من البنك املمول.
ويف الغالب يتفق الطرفان على حتديد مبلغ التعويض يف حال عدم الوفاء ابملستحقات يف العقد ،أو من
خالل اتفاق الحق ،الذي ال يستحق (التعويض) إال بعد إعذار املؤسسة املمولة ،وهذا كله محاية للمدين من كل
تعسف يتعرض له من البنك املمول إذا ثبت أن هذا األخري كان مفرطا يف تقديره ،وهذا من خالل إمكانية
املراجعة القضائية يف مقداره.
والتعويض الالزم عن األضرار اليت حلقت ابلبنك الدائن يشمل ما حلق هذا األخري من خسارة وما فاته من
كسب جراء التأخري يف تنفيذ االلتزام.2
فهذه اجلزاءات تشكل ضماانت قانونية للبنك مبفهومها الواسع ،تسمح له ابلضغط على املؤسسة املمولة
املتوقفة عن التسديد.
ثانيا :حق الضمان العام
جاء ذلك يف املادة السالفة الذكر ،3ويعين ذلك أن الذمة املالية للمدين هي ضامنة للوفاء بديونه ،فيعتّب
الضمان العام لكل الدائنني الذين يتساوون يف استيفاء حقهم من هذا الضمان ،فكل دائن مهما كانت صفته له
حق على الذمة املالية للمدين ،وأمهيتها تظهر يف توفري الضمان العام ،ومقتضاه أن حق الدائنني غري متعلق بعني
معينة ،أو مبال معني ،وإمنا مرتبط مبجموع الذمة املالية يف احلاضر واملستقبل ،وابلتايل يكون للدائن احلق يف احلجز
-1قضية بني البنك الوطين و((ش .ذ .م .م( ).ع)) ،حكم صادر يف . . ." :2008-07-13وحيث أن احملكمة تستخلص من وقائع الدعوى أن هناك عالقة
قرض بني الطرفني مبوجب اتفاقية القرض املّبمة بينهما ،وأن املدعى عليها رغم إعذارها بتسديد أقساط القرض تبعا التفاق الطرفني لكنها مل تستجب ،هبذه
األسباب فالنزاع يقع حول طلب فسخ اتفاقية القرض والزام املدعى عليها بتسديد الدين الواقع يف ذمتها." . . .
-2حمكمة االستئناف التجارية ،مراكش ،قرار رقم ،115الصادر بتاريخ " :2004-02-10حيث أن الدفع املنصب على حذف املادة 32من قانون املسطرة
املدنية ال يستند على أساس ابعتبار أن املستأنف مل يتضرر من اإلخالل الشكلي املتمسك به ،حىت على فرض وجوده فإنه ال بطالن بدون ضرر" . . .
-3املادة 188من القانون املدين اجلزائري
86
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
على أموال املدين لبيعها واستيفاء حقه من مثنها ،ويكون ذلك عن طريق املزاد العلين ،فالدائنون احلاجزون
يتقامسون ابلتساوي الثمن الناتج عن البيع إذا كان يكفيهم ،وإال فان القسمة تكون كل حسب دينه.
ولكن الذي يغيب يف هذه احلالة هو حق التتبع ،فالضمان العام للدائنني على الذمة املالية للمدين ال
تعطيهم احلق يف التتبع ،حيث ال ميكنهم تتبع مال املدين يف يد الغري واحلجز عليه يف حال بيعه من قبل أو هبته،
كما أن الضمان العام ال يعطي للدائن حق األولوية 1عند إعسار املدين.
فالضمان العام حتكمه قاعداتن ،مها أن مجيع أموال املدين ضامة للوفاء بديونه واثنيهما أن مجيع الدائنني
متساوون يف الضمان إال من كان له منهم حق األفضلية.
لكن للبنك الدائن آليات قانونية جعلها املشرع حتت تصرفهم للمحافظة على الضمان العام تتمثل يف
اإلجراءات التحفظية ،واإلجراءات اليت تقع بني هذه األخرية والتنفيذية ،2كما أن للدائن احلق يف حبس مال يف يد
املدين حىت يستويف حقه منه مرتبط هبذا املال.3
لكن أغلب الفقه الفرنسي يصنف هذا الفعل ضمن التأمينات العينية ،4ابعتبار أن حق احلبس يؤدي
وظيفة الضمان ابلنسبة للدائن.
إال أن آلية التأمني غري متوفرة يف حق احلبس ابعتبار أنه ال يعطي احلق للدائن يف بيع الشيء احملبوس
واستيفاء حقه من مثنه ابألولوية على بقية الدائنني ،بل يقتصر حقه فقط يف حبس الشيء إىل حني استيفاء حقه،
فهذا ال يرتب حق امتياز للبنك الدائن املمول على غريه من الدائنني.5
-1قد جيد الدائن العادي نفسه يف حاالت معينة يف مركز قانوين مينحه األفضلية على الدائنني اآلخرين ،وحيدث ذلك يف حاالت منه :املقاصة ،الدعوى املباشرة،
احلق يف احلبس .شوقي بناسي ،املرجع السابق ،ص.13
-2وتتمثل يف الدعوى غري املباشرة ،والدعوى البوليصية ،الدعوى الصورية ،وهي منصوص عليها يف املواد من 189إىل 198من القانون املدين اجلزائري:
-فالدعوى غري املباشرة ،تعين نيابة الدائن عن املدين نيابة قانونية يف املطالبة حبقوق هذا األخري لدى الغري إذا أمهل ذلك هتاوان أو غشا منه.
-أما الدعوى البوليصية ،فهي جلوء الدائن إىل الطعن يف التصرفات الصادرة من مدينه ألن يف ذلك مساس ابئتمانه.
-الدعوى الصورية ،وهل الدعوى اليت يدفع هبا الدائن غش املدين إذا حاول هذا األخري إخراج بعض أمواله من الضمان العام وذلك إببرام تصرفات صورية.
-3نظمه املشرع يف املواد من 200إىل 202من القانون املدين اجلزائري.
4-Piérre, croq, op. cit, p. 226. " Le droit de rétention a indubitablement une fonction de garantie dans
la mesure où il permet à un créancier de retenir l'exécution de l'obligation assumée à son égard en
" échappant à l'insolvabilité de son débiteur.
-5املادة 201مدين":جمرد حق حبس الشيء ال يثبت حق امتياز عليه" . . .
87
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
لكن االعتماد كلية على حق الضمان العام جير البنك املمول إىل خماطر ،ويظهر ذلك يف حال عدم كفاية
الضمان العام يف استيفاء الديون ،وأن الوسائل املستعملة حلماية الضمان العام ليست مبثابة ضماانت كافية لتحقق
للبنك احلماية الكافية ،وإمنا هي آليات إلجبار املدين صاحب النية السيئة على تنفيذ التزاماته يف اآلجال احملددة.
وأكثر من ذلك فآلية شهر إعسار املدين غري منصوص عليها يف التشريع اجلزائري اقتداء ابلتشريع الفرنسي،
فكان على مشرعنا أن يقتدي مبا جاء يف التشريعات العربية وخاصة املصري وما جاء يف الشريعة اإلسالمية اليت
جّبا وقسمتها قسمة غرماء بني دائنيه.1
قررت اإلعسار إذا ما استغرقت الديون أموال املدين وابلتايل بيع أمواله ً
كما أن الضمان العام ال حيقق احلماية الكافية للدائن ألنه حيدوه خطران :خطر عدم كفاية أموال املدين
للوفاء بديونه من جهة ،وخطر حرية تصرف املدين يف هذه األموال من جهة اثنية ،ابإلضافة إىل محاية املشرع
للمدين ابعتباره الطرف الضعيف يف العقد ،2فكان أوىل به أن حيمي الدائن ابعتباره الطرف املتعرض ألخطار
االئتمان كما فعل نظريه املشرع املصري والفرنسي.
فالضمان العام وإن جعل أموال املدين مجيعها ضامنة للوفاء بديونه ،فهو غري كاف حلماية حق الدائن
والوفاء به كامال ،فحق هذا األخري يف الضمان العام يهدده خطران:
-األول يتمثل يف أن الضمان العام ال يغل يد املدين عن التصرف يف أمواله ،وال مينعه من عقد ديون
جديدة ،والسبب يف ذلك أن الضمان العام ال يربط حق الدائن مبال معني من أموال مدينه ،فاملؤسسة اليت
عجزت عن تسديد ديوهنا ميكنها أن تطلب متويال آخر ،وليس يف يد البنك الدائن أية وسيلة قانونية ميكن
من خالهلا منعها من التعامل مع بنك آخر حبجة أن هذه التصرفات تنقص من ديونه ،ومن مثة تضعف
فرصته يف استيفاء حقه كامال ،ابلعكس مع لو كان بيده ضماانت ،هناك يكون له احلق يف تتبعها وإمكانية
احلجز عليها وبيعها.
-اخلطر الثاين يكمن يف مبدأ املساواة بني الدائنني ،هذا املبدأ يقضي ابشرتاك مجيع الدائنني يف قسمة أموال
مدينهم ،دون أن يكون ألحدهم حق التقدم على اآلخر ،بل أكثر من ذلك ،حيث يقل نصيبه من هذه
األموال كلما زاد عدد الدائنني ،مث أنه إذا ختلف عن املشاركة يف التنفيذ على أموال مدينه إما إمهاال منه،
وإما عدم علمه بدلك ،فإنه قد يضيع عليه حقه ،ألن القاعدة أن أموال املدين أو املتحصل عليها من بيع
هذه األموال تقسم على الدائنني املشاركني يف التنفيذ فقط.
وهكذا يبقى الدائن العادي يف ظل الضمان العام حتت رمحة مدينه ،حبيث ال يضمن له احلصول على
حقوقه إال أمانة هذا املدين ونزاهته ،أو مالءته.
ولذلك كانت احلاجة إىل آلية أخرى تؤمن الدائن من خطر إعسار املدين وحتميه من غشه وإمهاله ،حبيث
ميكنه احلصول على حقه كامال مهما تغريت ظروف املدين.1
فالبنك الدائن كي حيمي نفسه من املخاطر املرتبطة بعملية التمويل عليه أن أيخذ ضماانت ملموسة
شخصية كانت أو عينية ،أو أن ينوع بينها ،ألن املخاطر املرتبطة بعملية التمويل ال ميكن استبعادها حىت وإن كان
مبلغ هذه األخرية قليال أو كانت آجال التسديد قصرية ،لذلك تظهر أمهية الضماانت كآلية قانونية وضعها املشرع
حلماية الدائن عامة والبنك املمول خاصة من خطر عدم التسديد.
إال أن هذه الضماانت وما هلا من أمهية يف محاية الدائن إال أهنا هي األخرى ال تسلم من املخاطر.
الفرع الثاني :بعض االعتبارات المتعلقة بالضمانات
إن طلب الضماانت من طرف البنك يفتح اجملال واسعا للتساؤل حول العديد من االعتبارات املرتبطة هبذه
الضماانت ،واليت تتمثل يف قيمة الضمان ،ومعايري اختيار الضمان؟
أوال :قيمة الضمان
يف احلقيقة عندما يقوم البنك بطلب ضماانت من املؤسسة اليت تريد التمويل فهو يصطدم مبشكلة أال وهي
ما قيمة هذه الضماانت؟
إنه ال يوجد نص قانوين حيدد مسألة قيمة الضمان ،ولكن القاعدة أن الضمان ال ميكن أن يتجاوز مبلغ
التمويل وهذا عمال مببادئ الضماانت واليت منها مبدأ عدم التعسف يف استعمال احلق عند طلب البنك للضمان،
-1اآلليات اليت وضعها املشرع حلماية الدائن يف حالة غش وإمهال املدين غري كافية ،بل ابلعكس مرهقة له من حيث الشروط واإلجراءات وعبء اإلثبات ،املواد من
189إىل .197
89
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
حيث أن املبالغة يف قيمته يعتّب إذعاان وتعسفا منه ،وعلى هذا األساس ميكن حتديد قيمة الضمان إىل بعض
االعتبارات واليت تساعد البنك على القيام هبذه اخلطوة.1
وأوىل االعتبارات ما يتعلق ابلعرف البنكي ،فالبنوك بصفة عامة هلا عادات وتقاليد مكتسبة يف شأن
الضماانت ،كما أن جتارهبا املرتاكمة يف هذا امليدان جيعلها قادرة على حتديد قيمة الضمان املطلوب حسب طبيعة
كل نوع من أنواع التمويل ،واألفضل هو أن تكون قيمة الضمان مساوية ملبلغ التمويل ذا يسمح للبنك الدائن
ابنتظار موعد التسديد يف طمأنينة ألن بيده أشياء ملموسة.
كما أن هناك اعتبار اثن يدخل يف حتديد قيمة الضمان وهي ترتبط ابملنشأة اليت تطلب التمويل ،فاليت
تتمتع بسمعة جيدة يف السوق قد تكون الضماانت املطلوبة منها ال ختضع إال العتبارات شكلية ،كما أن املؤسسة
ال ميكنها أن تعطي ضماانت إال يف حدود ما متلك ،ويتجلى هذا يف حال ما إذا كانت صغرية أو متوسطة،
حيث عادة ما تكون الضماانت املطلوبة منها غري متاحة أو قليلة ابملقارنة مع ما هو مطلوب منها من طرف
البنك كضمان ،ولذلك جند هذا النوع من املؤسسات يف اجلزائر يعاين من مشكل التمويل ،وما فشل الكثري منها
وخروجها من الساحة االقتصادية خلري دليل على ذلك.2
جتدر اإلشارة إىل أن أغلب البنوك خاصة بدر (بنك الفالحة والتنمية الريفية) -وكالة حاسي حببح،
اجللفة -يشرتط يف هذه الضماانت أن تغطي قيمة القرض بنسبة تفوق%100من قيمة القرض ،ففي ملف قرض
استثمار ألحد املؤسسات اليت تنشط يف جمال الصناعات الغذائية 3أن املؤسسة استفادت خالل سنة 2005من
قرض استثمار إلنشاء املؤسسة بقيمة 29485700دج ،حيث ميثل هذا املبلغ %70من رأس مال املؤسسة على
أن يسدد القرض بعد 5سنوات أي خالل ،2010يف حني بلغت مسامهة صاحب املؤسسة %30أي
8845710دج ،وقدمت املؤسسة مقابل احلصول على ذلك الضماانت:
• رهن حيازي للعتاد بقيمة 20000000دج يضم جمموعة من اآلالت والتجهيزات ،وكذلك بعض
سندات الصندوق والبضاعة املوجودة ابحملل ،إىل جانب أتمني متعدد األخطار بقيمة 20000000دج.
• كفالة تضامنية قيمتها 20000000دج.
مما سبق نالحظ أن تغطية القرض متت بنسبة ،% 200مع أتمني متعدد األخطار.
يف سنة 2010استفادت نفس املؤسسة من قرض اثن بقيمة 42400000دج يف شكل اعتماد
مستندي بقيمة 22400000دج وقرض استثمار يسدد خالل 2015بقيمة 20000000دج ،أما عن
الضماانت اليت قدمتها فكانت بقيمة 40000000دج متثلت يف :رهن عقاري بقيمة 20000000دج إىل
جانب رهن حيازي لآلالت بنفس القيمة تقريبا.
مما سبق فإن قيمة الضماانت متثل أكثر من %90من قيمة القرض ،رغم أن املؤسسة قامت بتسديد
القرض األول يف اتريخ استحقاقه .هذا يدل على أن البنك عند متويله ألية مؤسسة ال جيب أن يكتفي ابلثقة هبا
وال بتشخيصها فقط وال بضماانت أقل ،بل جيب عليه أن حيتاط من خماطر متويله ألية مؤسسة بضماانت تغطي
مبلغ القرض أو تفوق.
كما أن الضماانت يف حد ذاهتا قد تتعرض ملخاطر جتعل قيمتها مستقبال ختتلف متاما عن قيمتها يف
الوقت الذي أخذت فيه ،فاحتمال أن يفقد الضمان جزء من قيمته كاخنفاض سعر العقار لوجود أزمة مالية
خانقة ،وخري دليل على ذلك ما أحدثته األزمة املالية العاملية من تداعيات على سوق العقار يف الدول األوربية،
فالضماانت ميكن أن تعرتيها بعض التغريات يف املستقبل تؤثر سلبا على قيمتها سواء كانت عقارات أو منقوالت
أو ضماانت شخصية.
1
ثانيا :اختيار الضمانات
إن اختيار الضماانت مسألة جد هامة فإذا أحسن البنك ذلك كان مبثابة محاية حقيقية وأكيدة من أي
خطر قد حيدث مستقبال ،أما إذا مل حيسن ذلك فه مصدر خطر عليه وال يتأتى له ذلك إال بدراسة وتشخيص
الضماانت اليت منحها إايه العميل.
ومنه فاختيار الضماانت تتحكم فيه مسألتان هامتان ،مسألة مدة التمويل فإذا كان األمر يتعلق بتمويل
قصري األجل حيث آجال التسديد قريبة واحتماالت تعري أوضاع املؤسسة ضئيل كما أن هذا النوع من التمويل ال
حيتاج إىل مبالغ ضخمة من هذا املنطلق ميكن أن يطلب البنك ضماانت بسيطة عادة ما تكون عبارة عن
ضماانت شخصية تقليدية ،أما إذا كان التمويل عبارة ائتمان طويل او متوسط األجل تكون آجال التسديد طويلة
وإمكانية حدوث متغريات واردة كما أن مبلغ التمويل ضخم والعمليات املمولة عادة ما تكون عرضة للظروف
واملتغريات الداخلية واخلارجية هلا أتثري على حياة املشروع واستمراريته ،وابلتايل على التزاماته املستقبلية من هنا كان
على البنك أن يطلب ضماانت ضخمة عبارة عن أشياء حقيقية وملموسة تكون على شكل رهون حيث ميكنه
التنفيذ عليها وبيعها ابملزاد العلين واستيفاء حقه منها ابألولوية يف حال حتقق املخاطر ،حىت أن هذه الضماانت
هي األخرى ال تسلم من املخاطر ،فالضمان الذي له قيمة أثناء أخذه قد ال تكون له أية قيمة أثناء التنفيذ عليه
وبيعه .أم املسالة الثانية فتتمثل يف املركز املايل ونوعية املشروع املمول ،فإذا كان العميل يوحي مبركز مايل قوي
وميزانية متوازنة ومشروع اقتصادي كبري فالبنك ميكن أن يكتفي ابلثقة مع أخذ بعض الضماانت البسيطة كاحتياط
(كفاالت) أما إذا كان العكس فعلى البنك أن أيخذ ضماانت قوية وذات قيمة وأكثر من ذلك عليه أن ينوع بني
الضماانت الشخصية والعينية وحىت اللجوء إىل الضماانت املستحدثة.
المطلب الثالث :أساسيات عن الضمانات البنكية الدولية
تلعب الضماانت البنكية دورا أساسيا يف الصفقات الدولية كوهنا تقلل من املخاطر اليت تواجه املتعاملني،
وتوطد الثقة بينهم ،كما حتل املشكالت ألن الضماانت شرط للحصول على التمويل.
فاملستفيد يف املعاملة الدولية يقدم الواثئق واملستندات اليت تثبت تنفيذه اللتزامه ،أما يف الضمان فإن البنك
يقوم ابلتنفيذ بناءً على تقدمي املستفيد مستند يفيد فيه إبخالل األمر تنفيذ التزامه ،فخطاب االعتماد ( lettre de
-1فهيمة قسوري ،املسؤولية املدنية لالعتماد املستندي ،رسالة دكتوراه يف العلوم ،القانون اخلاص ،جامعة بسكرة ،2016 ،ص.56
92
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
ويف هذا نتطرق لتعريف هذا النوع من الضماانت ،واىل األطراف املتدخلة يف هذا الضمان ،وأسباب اللجوء
إليها يف العمليات التجارية الدولية.
أوال :تعريف الضمانات البنكية الدولية
هي التحقيق املادي لوعد ابلتسديد من طرف املدين للدائن أو طرف اثلث على شكل التزام يعود عليه
ابلربح حسب إجراءات خمتلفة إما بتفصيل حق السلع أو رهن أاثث أو بناايت ميلكها امللتزم ابلوعد.1
الضمان البنكي هو تعهد يصدر من البنك بناء على طلب عميل له (اآلمر) بدفع مبلغ معني أو قابل
للتعيني لشخص آخر(املستفيد) دون قيد أو شرط ،إذا طلب منه ذلك خالل املدة احملددة يف نص الضمان الذي
يوضع فيه الغرض الذي صدر من أجله الضمان.2
بصفة عامة ميكن تعريف هذا النوع من الضمان على أنه التزام من طرف البنك الذي يتعهد بدفع مبالغ
مستحقة يف حالة عجز أو عدم قدرة زابئنه املستوردين على تنفيذ التزاماهتم املالية أو التجارية اجتاه املوردين عند
حلول آجال االستحقاق ،ويكون الضمان يف غالب األحيان لصاحل املستورد.
يف هذا النوع من االعتماد ال يراد منه احلصول على مبلغ من املال ،بل هو تقدمي ضمان لألشخاص الذي
يتعاملون معه لتنفيذ االلتزامات اليت تعهدها اجتاههم ،ففي هذه احلالة يتدخل البنك ليقدم هذه الضماانت.
واملشرع اجلزائري مل ينظم هذا النوع من الضماانت ابستثناء ما جاءت به املادة 96من قانون املالية
التكميلي ،حيث مل يتضمن القانون البنكي على أي نص ينضم مثل هذه اآلليات اتركا ذلك إبرادة األطراف وما
هو معمول به يف األعراف البنكية.
ثانيا :األطراف المتدخلة في الضمان
أما األطراف املتدخلة يف الضمان فقد تكون أربعة أو ثالثة أطراف حسب نوع الضمان وهي تتمثل يف
معطي األمر ويتمثل يف املستورد واملستفيد الذي يتمثل يف البائع والضامن وهو البنك اخلاص ابملستورد ،يهدف إىل
أتمني املستفيد عن طريق تعويض املبلغ يف حلة عدم احرتام االلتزامات املوجودة يف العقد والضامن املضاد وهو
1-M. Remelleret, Les suretés du crédit, clé édition banque, paris,1983, p. 8.
-2فريد صاحل ،وموسى نصر ،املصرف واألعمال املصرفية ،األهلية للنشر والتوزيع ،بريوت ،لبنان ،1997 ،ص.186 .
93
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
ميكن القول إن الضماانت نشأت من احلاجة إىل احلماية ضد عدم التنفيذ أو عدم التنفيذ اجليد من طرف
البائع أو املصدر اللتزاماته البنكية التعاقدية ،وكذا نظرا الحتمالية حدوث خطر عدم التسديد يف حالة حدوث
عجز من قبل املستورد حيول دون القدرة على تنفيذ التزاماته اجتاه املصدر.
الفرع الثاني :أنواع الضمانات البنكية الدولية
إن التجارة اخلارجية تتعرض لعدة خماطر ،لذا وضعت البنوك التجارية عدة أنواع من الضماانت البنكية،
متعهدة بدفع املبالغ املستحقة يف حالة عجز عن السداد من طرف زابئنها.
2
أوال :أنواع الضمانات البنكية حسب الشكل
-1حممد دامن ،دراسة نظرية وتطبيقية يف الرهون ،مذكرة خترج ،العلوم االقتصادية ،نقود ومالية ،اجلزائر ،2003 ،ص .4 .وفهيمة قسوري ،املرجع السابق ،ص -34
.36
-2سعيد بلخريي ،دور الضماانت البنكية يف التجارة اخلارجية ،مذكرة هناية الدراسة ،علوم اقتصادية ،اجللفة ،2008 ،ص.3 .
94
أساسيات عن مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية والضمانات فصل تمهيدي
هذه الضماانت اخلاصة ابملشرتي الذي يريد استرياد سلعة من اخلارج ،فيلجأ إىل البنوك املوجودة ابجلزائر واليت تقوم
بعملية الضمان ،ويضطلع هبذه املهمة البنك اخلارجي اجلزائري(.)BEA
-ضمان االكتتاب ()garantie de soumission
يدعى كذلك بضمان العرض أو ضمان املناقصة ،فهو يتدخل يف فرتة ما قبل إمضاء العقد هبدف محاية
املستورد ،حبيث مينع هذا الضمان انسحاب املورد ويلزم ابحرتام الشروط احملددة يف املناقصة ،وميثل %1اىل
%5من مبلغ الصفقة ،وهو تعهد قابل لإللغاء ،وعليه فانه ال يعد ضماان كافيا لتسوية ديون املستورد جتاه املصدر،
ألنه ميكن أن يلغى يف أي حلظة.2
وجيب اإلشارة يف هذا النوع من الضمان إىل :اسم وعنوان الشركة ،ورقم املناقصة ،القيمة الصافية للضمان
ابألرقام واحلروف ،موضوع الضمان ،وآخر أجل لدفع امللف ،آجال صالحية الضمان ،اتريخ فتح امللف ،وطريقة
التمويل ،إعطاء موافقة البنك على شكل الضمان املرغوب فيه.
كل هذا يتمثل يف املعلومات اليت جيب أن حيصل عليها البنك من طرف زبونه للقيام بدراسة وضعية
املصدر ومدى قدرته على الوفاء ابلتزاماته وواجباته اجتاه املستفيد ،ويكون سراين مفعول عقد الضمان عند اتريخ
فتح امللفات.
ففي حالة ما إذا امتنع امللتزم املتعهد ابملناقصة عن الوفاء ابلتزاماته ،أو بسحب عرضه طيلة فحص
العروض ،أو رفض العقد وتقدمي الضماانت ،فان املشرتي يف هذه احلالة ميكن االستفادة من مبلغ الضمان
التعهدي ،أي ضمان االكتتاب الذي يعتّب مبثابة تعويض ،3املشرتي ميكنه احلصول على تعويض يف حالة ما إذا
رفض املصدر التوقيع رغم اختياره للمناقصة من طرف املشرتي ،ويف حال ما إذا مل يوف املصدر ابلتزاماته التعاقدية
يف املواعيد احملددة.
-ضمان إعادة التسبيق ()garantie de restitution d'acompte
يف التعامالت التجارية الدولية يفرض املورد على املشرتي تسديد تسبيق يرتاوح بني 5و %15من جممل
الصفقة ،وهذا لتغطية النفقات األولية ،هلذا من الضروري أال يدفع املستورد التسبيق إال إذا حتصل على ضمان
إعادة التسبيق يف حال ختلي املورد عن التزاماته التعاقدية ،وهذا الضمان يصبح ساري املفعول عند التسديد
ودخول املبلغ حلساب البنك املسري ألموال املورد ،وتنتهي صالحية هذا الضمان عند تسليم البضاعة ،أو بعد املدة
بقليل ،ومبلغ اسرتجاع التسبيق يرتاوح ما بني 20اىل%30من مبلغ العقد التجاري إذا تعلق األمر أبسواق كبرية،
فال ميكن أن تتم هذه التسبيقات ما مل تقم املؤسسة ابإلرسال الفعلي للبضاعة إىل املؤسسة املستوردة ،وميكن
إثبات ذلك بكل الواثئق املمكنة ،وخاصة الواثئق اجلمركية الدالة على ثبوت عملية التصدير.1
-ضمان التنفيذ الجيد ()Garantie de bon exécution
يعرف كذلك بضمان النهاية احلسنة ،أو ضمان حسن التنفيذ ،حيث أن اهلدف منه أتمني املستورد مببلغ
معني إذا كان غري راض عن األعمال املقدمة من طرف املصدر ،مبعىن عدم تنفيذ املصدر اللتزاماته التعاقدية فيما
خيص نوعية السلع أو اخلدمات املتفق عليها ،ميكنه الطلب من بنكه التعويض مبا يعادل % 10من قيمة العقد،
ويصبح ساري املفعول عند اتريخ إصداره ،ويبقى إىل غاية االستالم النهائي للسلع.
وهذه الكفالة متنح من طرف البنك لتفادي قيام العميل بتقدمي النقود كضمان حلسن تنفيذ الصفقة وفق
املقاييس املناسبة ،2ويكون هذا النوع من الضمان بعد التسلم النهائي لإلجناز مع إبداء التحفظات ،وينتهي عند
رفع التحفظات 3ألن املستورد سوف يتحمل إصالح العيوب الناجتة عن سوء أداء املصدر ألعماله كأن تكون
نوعية السلع أو اخلدمات املتفق عليها ال تتماشى وما هو مطلوب من مواصفات ،وهذا كله يكون من خالل
التعويض عن طريق البنك.
فهذا الضمان يهدف إىل تعويض املستورد مببلغ حمدد مسبقا إذا أخل املصدر ابلتزاماته التعاقدية فيما يتعلق
بنوعية البضاعة املطلوبة ،ويبدأ هذا الضمان من اتريخ إصداره إىل غاية إلغائه.
-كفالة اقتطاع الضمان ()Caution pour retenue de garantie
يهدف هذا الضمان اىل التأمني ضد احتمال حدوث خسائر انجتة عن سلعة سيئة أو غري موافقة
للمقاييس املتفق عليها يف العقد ،أو ظهور نقائص يف اجناز املشروع ،لذا من الضروري على املستورد أو صاحب
املشروع احلصول على مبلغ من قيمة العقد ،هذا الضمان موجه لتجنب اقتطاع االجناز من طرف املشرتي على
سعر العقد لتأمني التعويض يف احلاالت السابقة الذكر ،فيقدم البنك كفالة اقتطاع الضمان ،يقوم بدفعها فعليا إذا
ظهرت نقائص يف االجناز أثناء فرتة الضمان ،1ينتهي هذا األخري بنهاية التنفيذ التام للمصدر اللتزاماته اخلاصة
اجتاه اآلمر.
-ضمان األخطار البحرية ()Garantie des risques maritimes
هذه الضماانت أنشئت لتغطية اخلسائر اليت ميكن أن تنجم أثناء عملية النقل البحري ،وذلك بعد حتديد
املسئول عن اخلطر ،أو بعد إثبات أن مانح األمر هو املسئول ،فتصدر احملكمة حكما قضائيا وهنائيا أو معاهدة
صلح حني تقع اخلسائر ،وتتم العملية أبن يرسل املستفيد من الضمان طلب حتريك هذا الضمان الذي جيب أن
يكون مرفقا بواثئق.
2
-ضمان القبول المؤقت ()Garantie admission temporaire
هذا الضمان حمدد لصاحل اجلمارك من قبل البنك الضامن عند قيام املقاول األجنيب ابسترياد آالت مؤقتا مث
إعادهتا إىل البلد دون دفع احلقوق والرسوم اجلمركية ،ويظهر دور الضمان يف حجز قيمته يف حالة عدم خروج
اآلالت أو عدم دفع تلك الرسوم اجلمركية ،واهلدف منه هو حتقيق مشاريع كّبى ،فاملنشأة األجنبية تكون حباجة
يف بعض احلاالت إىل استرياد مؤقت لبعض األجهزة على البلدان القائمة ابملشروع واليت سوف تصدرها مرة
أخرى ،فتُع َفى هذه املنشأة من كل احلقوق والرسوم اجلمركية عند االسترياد حتت شرط وضع صالحية ضمان
القبول املؤقت الذي دفع املصاريف املذكورة سابقا ،فمبلغ الضمان يكون مساواي ملبلغ احلقوق والرسوم اجلمركية
املطلوبة ويكون هذا ساري املفعول عند ختم البنك جتاه إدارة اجلمارك فوق الواثئق اجلمركية املطلوبة.
فالضمان هنا يكون عبارة عن كفالة يقدمها البنك تضمن احلقوق اجلمركية املستحقة على سلع ليست
مستوردة لالستهالك على الرتاب الوطين ،بل إلعادة تصديرها إىل مكان آخر ،ففي حالة عدم خروج السلع من
الرتاب الوطين يف األجل املمنوح من قبل اإلدارة اجلمركية تصبح هذه احلقوق مستحقة من قبل البنك الكفيل.
-الضمان الضريبي ()La garantie fiscale
هذا الضمان يشبه ضمان اجلمارك يف املبدأ وخيتلف عنه يف كون الضمان الثاين خيتص ابلنفقات والرسوم
املؤقتة ،أما األول اجلبائية وخاصة غري املدفوعة وتلك املتنازع فيها واليت هي اندرة الوجود ،يقوم البنك الضامن
إبعطاء أمر للمستفيد إبضافة %10من الضمان ،ومنه يكون املستفيد قد دفع ما قيمته %110من قيمة الضمان
اجلبائي ،بينما يف ضمان اجلمارك يكون الدفع مساواي %100من قيمة الضمان.
فالضمان هنا يكون عبارة عن كفاالت تسمح لعمالء البنوك ابحلصول على مهلة لدفع الضرائب أو حقوق
مستحقة إلدارة الضرائب ،1والكفيل هنا هو بنك املستفيد.
ب-الضمانات الخاصة بالمصدر األجنبي
تكمن هذه الضماانت يف الضماانت البنكية اليت يطلبها املصدر األجنيب واليت حترر من طرف بنك املستورد،
حبيث جيب أن يفي هذا األخري جتاه املصدر ابلتزاماته.
-ضمان الدفع ()Garantie de paiement
هذا الضمان يثبت حق املصدر على املستورد ويؤكد دفع قيمة املشرتايت يف الوقت احملدد ،مبعىن أن
الضمان موجه لتأمني املستفيد من طرف البنك الضامن لكل املبلغ يف إطار بعض القروض.2
ويظهر هذا النوع من الضمان من خالل ما يسمى ابالعتماد املستندي ،حيث يقبل مبوجبه بنك املستورد
أن حيل حمله يف االلتزام بتسديد واردته لصاحل املصدر األجنيب عن طريق البنك الذي ميثله مقابل استالم الواثئق
اليت تدل على أن املصدر قد قام فعال إبرسال البضاعة املتعاقد عليها.
-ضمان تغطية القرض ()Garantie pour couverture de crédit
هو ضمان حيدد لصاحل املقرض من طرف املقرتض أو بنكه لضمان تسديد قرض قيمته تساوي املبلغ
ُ
اإلمجايل للقرض مضافا إليه هامش تغطية الفوائد ومدته متواصلة إىل غاية تسديد القرض ،مبعىن أن املصدر أو
بنكه يطلب من بنك املستورد أن حيرر له رسالة يثبت فيها حقه يف حالة تالعب املشرتي ،أو وجود سوء نية يف
دفع الدين الذي عليه.
ثالثا :أنواع الضمانات حسب األطراف
هناك الضمان املباشر والذي يكون فيه ثالثة أطراف ،وهو غري معمول به يف اجلزائر وكثري من الدول،
وضمان مباشر ويكون فيه أربعة أطراف ،وهو األكثر استعماال يف الكثري من الدول.
أ-الضمان المباشر ()La garantie directe
إن الضماانت املباشرة هي اليت تكون موضوعة من طرف البنك املصدر وموجهة مباشرة إىل املستفيد،
فاملصدر يعطي األمر لبنكه بوضع ضمان لفائدة املشرتي ومنه ال ميكن للمصدر أن يتحصل على املبلغ إال بعد أن
يتصل مباشرة ابلبنك اخلارجي ،هذا النوع من الضماانت أيخذ بعني االعتبار ثالثة أطراف متدخلني:1
-اآلمر ،ويتمثل يف الطرف الذي يلتزم ابلصفقة بعد رسو املناقصة عليه ،وهذا األخري جيب أن ينفذ التزاماته
اجتاه املستورد حسب ما يقتضيه العقد.
-املستفيد ،ويتمثل يف املستورد الذي أعلن املناقصة الذي لديه القدرة واحلق يف الطعن مباشرة يف حالة ما إذا
كان املصدر غري قادر على الوفاء.
وابملوازاة مع هذه التعريفات يكون إصدار الضمان املباشر كما يلي:
-يتضمن نوعا من احلماية اليت يتعرض هلا املصدر من خالل أنه يكون يف مأمن من عدم احلصول على مثن
البضائع ،وذلك من خالل ما يوفره له البنك الضامن الذي يعلمه بوجود اعتماد لصاحله على مستواه
على أ ْن يلتزم بشروط االعتماد.
-أما ابلنسبة للمستورد فإن هذه اآللية تضمن له عدم دفع قيمة البضاعة ما مل تكن البضاعة مطابقة
للمواصفات املطلوبة واملتفق عليها يف العقد .ومنه نستطيع القول أن االعتماد املستندي هو آلية متويل
-1ظهور التجارة االلكرتونية اليت يعرفها علماء االنرتنيت أبهنا" :التجارة اليت تفتح اجملال من أجل بيع وشراء املنتجات واخلدمات واملعلومات عّب االنرتنيت ،" .عمر
سعد هللا ،القانون الدويل حلل النزاعات ،دار هومة ،اجلزائر ،2008 ،ص.261 .
101
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
املمولة
إن آليات التمويل كثرية ،واملخاطر املرتبطة هبا كثرية ومتنوعة ،ولكن ما على املؤسسة االقتصادية َّ
والبنك املمول هلا إال اختاذ اإلجراءات القانونية الكفيلة ابحلماية منها أو على األقل التقليل من حدهتا إن حدثت،
-1نظم املشرع اجلزائري الكفالة يف الباب احلادي عشر ،املواد من 644إىل 673من القانون املدين ،القانون رقم 05-07املؤرخ يف 13ماي ،2007جريدة رمسية
العدد 31املؤرخة يف 13ماي .2007
والضمان االحتياطي يف القسم اخلامس من الباب األول ،املادة 409من القانون التجاري ،القانون رقم 02-05املؤرخ يف 6فيفري ،2005اجلريدة الرمسية العدد
،11املؤرخ يف 9فيفري .2005
-2نظم ا ملشرع اجلزائري الضماانت العينية يف الكتاب الرابع من القانون املدين ،خصص الباب األول للرهن الرمسي ،املواد من 882إىل ،963والباب الثاين حلق
التخصيص ،املواد من 937إىل ،947والباب الثالث للرهن احليازي ،املواد من 948إىل ،981والباب الرابع حلقوق االمتياز املواد من 982إىل .1001
102
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
فاألوىل ما عليها سوى االختيار بني بدائل التمويل املتاحة ،األقل كلفة وخطرا ،أما الثاين فعليه أخذ الضماانت
الشخصية ،هذه األخرية يتم اللجوء إليها يف حال ما إذا كانت آلية التمويل قصرية األجل ،حيث أن الفرتة ما بني
منح التمويل واسرتجاعه قصرية فإمكانية حدوث خماطر فيها مستبعد ،أو كانت العملية املمولة بسيطة ،كتمويل
دورة االستغالل ،حيث األموال املستعملة فيها ليست ضخمة ،والعملية ال تشكل خطورة كبرية مقارنة بتمويل
االستثمار ،أو أن املؤسسة تتميز بسمعة ائتمانية جيدة ،ويف حالة مالية جيدة ،تسمح للبنك إبعطاء التمويل
الالزم هلا بكل ثقة وأمان ،وما اللجوء إىل الضماانت الشخصية إال على سبيل االستئناس واالطمئنان.
هذه الضماانت عبارة عن تعهد يُقدَّم من شخص أومن عدة أشخاص للوفاء مببلغ الدين إذا عجز املدين
األصلي وهو هنا املؤسسة االقتصادية عن الوفاء إذا حل أجل االستحقاق .فهي ضماانت توفرها ذمة الغري اليت
تتطلب انضمام مدين أو أكثر إىل املدين األصلي ،فهي تقتضي توزيع خطر عدم السداد عن طريق تضامن
املدينني.
هذا النوع من الضماانت يقسم إىل نظام الكفالة ،ونظام الضمان االحتياطي ،لذلك سنحاول التطرق هلذه
الضماانت من خالل مبحثني ،األول للكفالة ،والثاين للضمان االحتياطي.
103
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
لقد اختلفت التشريع والفقه يف إعطاء مفهوم موحد للكفالة ،كما أن للكفالة ميزات وخصائص جتعلها
ختتلف عن غريها من التأمينات ،وهلا تقسيمات عدة.
الفرع األول :تعريف الكفالة
عرف املشرع اجلزائري الكفالة يف نص املادة 644السالفة الذكر" :الكفالة عقد يكفل مبقتضاه شخص
تنفيذ التزام أبن يتعهد للدائن أبن هبذا االلتزام إذا مل يف به املدين نفسه " .ونستنتج من هذا التعريف أن عقد
الكفالة طرفاه الدائن ( )Débiteurوالكفيل ( ،)Cautionأما املدين ( )Créancierفليس طرفا فيه ،ألنه جيوز
كفالة املدين بغري علمه أو حىت معارضته ،1فالكفالة عقد تنشئ التزاما جديدا على عاتق الكفيل اجتاه الدائن،
ويتمثل يف ضمان املدين األصلي ،ومن مث جيد الدائن نفسه أمام مدينني ،املدين األصلي ابلدين والكفيل الذي
ضمن هذا الدين ،وعلى الدائن عند املطالبة ابلدين أن يطلب املدين األصلي أوال ،وأن يبدأ ابلتنفيذ على أمواله
قبل التنفيذ على أموال الكفيل.2
كما أن الكفالة تعين ضم ذمة مالية اىل أخرى يف املطالبة بتنفيذ االلتزام الذي مت التعهد به ،3ففي هذه
احلالة يعتّب الشخص الضامن كفيال للمؤسسة املمولة عند إخالهلا ابلتزاماهتا ،أو عدم قدرهتا على الوفاء بديوهنا
جتاه البنك املمول ،لذلك ونظرا خلطر عدم السداد فالبنك عند متويله ألي منشأة يطالبها بتقدمي كفالة سواء أكان
ذلك من طرف شخص طبيعي أو معنوي ،وهذا أخف ضمان يطلبه البنك إذا وجد أن املنشأة لديها املقدرة على
السداد ،وأن فرتة القرض قصرية األجل ،ولكي يطمئن ويتفادى أي مشكل حمتمل فانه يلجأ إىل املطالبة بضمان
شخص يتمثل يف الكفالة ،لكن حىت أكثر يشرتط يف الكفيل أن يكون لديه املالءة ( )solvabilitéوابلتايل
القدرة على السداد ،ألنه سوف يعود عليه حال عدم قدرة املنشأة على السداد عند مطالبتها بذلك.
فالكفالة فعل حايل هدفه االحتياط من احتماالت سيئة يف املستقبل ،وال ميكن أن يتدخل الكفيل بشكل
-1املادة 647من القانون السلف الذكر" :جتوز كفالة املدين بغري علمه ،وجتوز أيضا رغم معارضته" .
-2املادة 660فقرة من القانون املدين" :ال جيوز للدائن أن يرجع على الكفيل وحده إال بعد رجوعه على املدين." .
-3شاكر القزويين ،املرجع السابق ،ص.109 .
104
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
فعلي إال إذا حتققت هذه االحتماالت املتمثلة يف خطر عدم القدرة على الوفاء اجتاه البنك الدائن.1
أما ابلنسبة للتعريف املصري القدمي للكفالة فقد جعل منها عقدا يلتزم به اإلنسان أبداء دين إنسان آخر
إذا عجز هذا األخري عن الوفاء به ،وقد عيب على هذا التعريف استعمال كلمة إنسان بدل من شخص.2
ونظرا ألمهية الكفالة كضمان شخصي ينبغي أن يعطى هلا اهتمام أكّب ،وجيب أن يكون ذلك مكتواب،
ومتضمنا طبيعة االلتزام بدقة ووضوح ،وينبغي أن ميس هذا الوضوح كل اجلوانب األساسية واملتمثلة على وجه
اخلصوص ،موضوع الضمان ،مدة الضمان ،املدين األصلي ،الكفيل ،وحدود الضمان.
ومن كل هذا تبقى الكفالة عبارة عن فعل رضائي ووحيد اجلانب ،فيتمثل وجه الرضائية يف أن قبول دور
الكفيل ال خيضع ألي شكل من األشكال القانونية واملألوفة ،كما أن عنصر أحادية اجلانب يف االلتزام ينعكس يف
أن اتفاق الكفالة ال حيرر إال يف نسخة واحدة ،ومن جهة أخرى ونظرا ألمهية موضوع الكفالة جتّب األنظمة
املختلفة البنوك على ضرورة إعالم الكفيل مببلغ الدين حمل االلتزام وآجاله ،وذلك خالل كل فرتة معينة ،وميكن أن
تسلط بعض العقوابت على البنوك اليت ال تلتزم هبذا األمر ،واهلدف من ذلك تفادي املنازعات اليت تنجم عن سوء
التفاهم بني البنك الدائن والكفيل.3
وأكثر من ذلك ،فان الغرض من تقدمي الكفيل هو أتمني الدائن ضد خطر إعسار املدين ،وذلك بضم
ذمته املالية إىل ذمة هذا األخري ،لذا جيب أن تتوفر شروط يف الكفيل يف مجيع األحوال اليت يلتزم فيها املدين
بتقدمي الكفيل أاي كان مصدر هذا االلتزام ،االتفاق أو القانون أو القضاء ،4وهذه الشروط تتمثل يف:5
-جيب أن يكون الكفيل موسرا ،أي قادرا على الوفاء اباللتزام الذي ضمنه ،إذ ما قيمة الكفالة إذا كان
الكفيل معسرا ،والكفيل الذي يضمن دين البنك يكون شخصا طبيعيا أو معنواي ،وكلما كان الكفيل
شخصا معنواي فان ذلك يقوي مركز املدين ،يقدم على عملية التمويل ،وعادة ما يتقدم لكفالة املؤسسة
االقتصادية مؤسسة أخرى موسرة ،أو مؤسسة أم تتقدم لكفالة مؤسسة فرع ،وهذا نظرا للمصاحل االقتصادية
واملادية بينها ،كما أن املؤسسة املدينة للبنك إذا تقدم لكفالتها شخص معنوي تكون يف مركز قوي ،حيث
أهنا تضمن متويل البنك هلا من جهة ،ومن جهة اثنية تضمن تسديد التزاماهتا يف حال ما إذا عجزت هي
عن التسديد.
وجتدر اإلشارة أن مصدر اليسار للشركات التجارية تتمثل يف رأس املال املخصص إلنشائها وأصوهلا،
وختصص ذمة مالية للشركة ضامنة للوفاء بديوهنا ال جيوز التصرف فيها ،وجيب احملافظة على رأس مال الشركة
بشكل اثبت .فأمهيتها ابلغة يف شركة املسامهة والشركة ذات املسؤولية احملدودة ،ألن الشريك فيها مسؤوليته
حمدودة ،فالبنك الدائن ينفد فقط على أموال الشركة وال يتعداها ألموال الشريك ،كما ال جيوز لدائين الشريك
التنفيذ على أموال الشركة ومن بينها حصة الشريك املدين ،ألن هذه احلصة انتقلت من ذمته إىل ذمة الشركة.1
أما يف شركة التضامن فال يشكل رأس مال الشركة الضمان الوحيد للبنك الدائن بل حيق له فوق ذلك
الرجوع على ذمم الشركاء ،ألن هؤالء يسألون عن ديون الشركة مسؤولية شخصية تضامنية ومطلقة ،وإفالس
الشركة ينتج عنه إفالس الشركاء حتما ،والعكس صحيح ما مل ينص القانون األساسي على استمرارها أو يقرر ابقي
الشركاء ذلك ابإلمجاع.2
أما ابلنسبة لشركة التوصية البسيطة والتوصية ابألسهم ،فجزء من الشركاء يسري عليهم ما جاء يف شركة
املسامهة ،وهم الشركاء املوصون ابلنسبة ملسؤوليتهم عن ديون الشركة ،وجزء منهم يسري عليهم ما جاء يف شركة
التضامن من مسؤولية ،وهم الشركاء املتضامنون.3
-أن يكون الكفيل مقيما ابجلزائر ،4واحلكمة من هذا الشرط واضحة حىت ميكن للدائن مطالبة الكفيل،
والرجوع عليه أبسهل الطرق يف حال ما إذا مل يف املدين ابلتزاماته ،والنص يف هذا واضح ،ال يشرتط أن
يكون الكفيل جزائراي . . ." ،مقيما ابجلزائر " . . .ومل يقل جزائراي.
-أن تتوفر يف الكفيل أهلية االلتزام ابلكفالة ،نظرا إلقدامه على التزام خطري قد يضر مبصلحته ،لذا جيب
أن يكون واعيا ملا هو قادم عليه ،وشرط األهلية العّبة فيها بتوافرها وقت إبرام عقد الكفالة ،لذلك إذا
كان الكفيل مؤسسة وجب أن توقع الكفالة من طرف مدير أو مسري مؤهال لذلك يف القانون األساسي
هلذه املؤسسة وأال خترج عن الغرض واملوضوع الذي أنشئت له هذه األخرية واملنصوص عنه يف قانوهنا
األساسي ،ألهنا سوف تلتزم بذلك ،هذا محاية للغري .1حيث أن حمكمة النقض الفرنسية حكمت بصحة
عقد الكفالة الذي أبرمه مدير البنك رغم أنه ليس مؤهال إلجراء هذا التصرف طبقا لقانونه األساسي،
وهذا محاية للضامن املضاد والعميل ،2هذا عندما يكون البنك هو الضامن أو الضامن املضاد ويظهر
ذلك يف الكفالة البنكية القائمة على محاية املصدر واملستورد.3
الفرع الثاني :خصائص الكفالة
من التعريف التشريعي والفقهي للكفالة نستشف خصائص الكفالة اليت جتعلها ختتلف عن األنظمة األخرى
من الضماانت الشخصية ،فهي عقد رضائي وملزم جلانب واحد وتّبعي وعقد تبعي.
أوال :الكفالة عقد رضائي ()contrat consensuel
إن الكفالة تنعقد مبجرد الرتاضي بني الكفيل والدائن ،فال حاجة النعقاده يف شكل خاص ،وان كانت
املادة 645من القانون املدين اجلزائري تنص على أن الكفالة ال تثبت إال ابلكتابة ،فالكتابة ليست ضرورية النعقاد
العقد بقدر ما هي ضرورية لإلثبات .فالكفالة عقد رضائي يكفي النعقاده صحيحا توافر اإلجياب والقبول
ثانيا :الكفالة عقد ملزم لجانب واحد ()Contrat unilatéral
الكفالة يف األصل عقد من العقود امللزمة جلانب واحد ،فهو ملزم للكفيل ،أما الدائن وهو الطرف اآلخر
يف عقد الكفالة فال يلتزم بشيء انتج عن هذا العقد.
-1املادة 555فقرة 1من القانون التجاري اجلزائري" :تكون الشركة ملزمة مبا يقوم به املدير من تصرفات تدخل يف موضوع الشركة ،وذلك يف عالقاهتا مع الغري" .
-2علي مجال الدين عوض ،االعتمادات املصرفية وضماانهتا ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر ،1994 ،ص.106-105 .
-3مت تفصيل ذلك يف الفصل األول من هذا البحث من خالل املبحث الثالث ،ص.81 .
107
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
فالكفالة ال تنتج إال التزاما أصليا وهو التزام الكفيل اجتاه الدائن .1وهذه اخلاصية ال متنع من وجود التزامات
على عاتق الدائن ،فهناك بعض القوانني تلقي التزاما على عاتق البنك الدائن بتقدمي معلومات خاصة عن املؤسسة
املمولة للكفيل ،هذا االلتزام ال يعد مقابال اللتزام الكفيل وال ميحو صفة العقد امللزم جلانب واحد ،2فااللتزام
َّ
األساسي يقع على عاتق الكفيل الذي يتحمل االلتزام ابلوفاء ابلدين إن مل يف به املدين األصلي وهذا اجتاه
البنك الدائن ،أما هذا األخري فال يلتزم عادة بشيء اجتاه الكفيل ،إال أن ذا ال مينع من ضرورة إعالم الكفيل مببلغ
الدين حمل االلتزام وآجاله من طرف البنك الدائن ،ألنه التزام خطري ،لذا جيب وضع الكفيل يف الصورة عن حالة
املؤسسة املدينة املادية اليت سوف يكفلها.
كذلك أن الكفالة عقد ال يتم إال بتبادل إرادتني متطابقتني من الكفيل والدائن ،وال يتم إبرادة الكفيل
وحده ،ولو أن الكفالة يستفيد منها البنك الدائن ،حيث يكون له مدينان إذا مل يف املدين األصلي ابلتزاماته
ميكنه الرجوع على الكفيل الستيفاء حقه منه.
ثالثا :الكفالة عقد تبرعي ()Contrat libéralité
الكفيل عادة ما يتّبع بكفالته للدين ،فأحياان يتقدم الكفيل لضمان املدين من تلقاء نفسه دون أن يطلب
املدين ذلك ،وقد يكون بعلم املدين أو بغري علمه أو حىت رغم معارضته.
رابعا :الكفالة عقد تبعي ()Contrat subordonné
تستند الكفالة يف وجودها اللتزام أصلي ،ويرتتب على ذلك أن الدائن ال يستطيع الرجوع على الكفيل إال
بعد الرجوع على املدين ،3فالكفيل يلتزم بشكل احتياطي اجتاه الدائن يف حالة واحدة وهي عدم إمكانية املدين
من تنفيذ التزامه ،ومن مث فهي تلحق االلتزام األصلي فتصح إذا كان هذا األخري صحيحا ،وتبطل إذا كان االلتزام
األصلي ابطال ،كما أن التبعية ينتج عنها أن التزام الكفيل يكون يف حدود االلتزام املكفول ،فال جيوز أن يزيد عن
االلتزام األصلي أو أن يكون أشد عبئا ،4ولكن جيوز أن يكون مببلغ أقل وشروط أخف ،5وتؤدي صفة التبعية إىل
1-Jean Paul, Branlard, Droit du crédit, paris, A engend ,4éme édition ,1997, p. 58.
2-M. Remelleret, op. cit. p. 48.
-3املادة 660فقرة 1من القانون السابق" :ال جيوز للدائن أن يرجع على الكفيل وحده اال بعد رجوعه على املدين" .
-4املادة 652فقرة 1من القانون السابق" :ال جتوز الكفالة يف مبلغ أكّب مما هو مستحق على املدين وال يشرتط أشد من شروط الدين املكفول" .
-5نفس املادة الفقرة " :2ولكن جتوز الكفالة يف مبلغ أقل وبشرط أهون" .
108
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
أن الكفيل يستطيع التمسك ابلدفوع اليت للمدين األصلي ،وإذا بطل االلتزام األصلي فان التزام الكفيل يسقط.
لكن صفة التبعية يف األعراف البنكية ليس هلا قيمة مطلقة ،ألن البنوك تتعرض ملخاطر عديدة جراء عملية
التمويل ،ويف حالة تقدم كفيل كضامن للدين عن طريق عقد الكفالة فان البنك جيعل التزام الكفيل أشد من التزام
املدين األصلي ،وذلك تطبيقا ملبدأ حرية التعاقد.1
الفرع الثالث :أنواع الكفالة
هناك عدة تصنيفات للكفالة ،وهذا حسب عدة معايري ،إما ملوضوعها ،أو حسب األطراف املتدخلة فيها،
أو تبعا ملصدرها.
2
أوال :الكفالة االتفاقية والقانونية والقضائية
قد يكون هناك عقد أو نص قانوين أو حكم يلزم املدين بتقدمي كفيل ،إذا التزم املدين بتقدمي كفيل مبوجب
عقد نكون بصدد كفالة اتفاقية ( ،)Cautionnement conventionلكن أحياان يتقدم الكفيل لضمان
املدين دون أن يطلب هذا األخري ذلك ،وقد يكون بعلم املدين أو بغري علمه أو حىت رغم معارضته ،وهذا عندما
يتقدم الكفيل من تلقاء نفسه لضمان املدين.
أما الكفالة اليت يلتزم املدين بتقدميها خضوعا لنص قانوين 3فهي كفالة قانونية ( Cautionnement
.)juridique
والكفالة القضائية ( )Cautionnement judiciaireهي اليت يكون مبقتضاها املدين ملزما بتقدمي كفيل
مبوجب حكم قضائي ليكون هذا احلكم مصدر التزام املدين بتقدميها ،وهي اليت يرتك أمرها لتقدير القاضي ،ومن
مث فاملصدر هو الذي حيدد طبيعة الكفالة اتفاقية أو قانونية أو قضائية ،فإذا كان مصدرها العقد فهي اتفاقية ،أما
إذا نص عليها القانون فهي قانونية ،وإذا حكم القاضي إبنشائها فهي كفالة قضائية.4
الكفالة الشخصية ( )Cautionnement personnelleترد على مجيع الذمة املالية للكفيل الذي
يسمى هنا كفيل شخصي الذي يضمن بنفسه وفاء املدين بدينه إزاء الدائن املضمون جبميع ما لديه من ذمة
مالية.
أما الكفالة العينية ( )Cautionnement réelleفهي أتمني عيين يقدم من شخص آخر غري املدين
يسمى الكفيل العيين الذي احتفظ مبصطلح الكفالة ألن الضمان مقدم من شخص غري ملتزم ابلدين ،فهو الذي
يقدم للبنك الدائن رهنا ألمالك عقارية أو منقولة ميلكها.1
فالكفالة العينية تصنف ضمن التأمينات املختلطة ،وهي تشكل ضمانة شخصية من جهة ،وضمانة عينية
من جهة اثنية ،ألن النظام القانوين املطبق على هذا النوع من الكفالة غري حمدد نظرا لعدم معاجلته من قبل املشرع.
والفقه يرى أبن الكفالة العينية هي قبل كل شيء أتمني عيين ،ولكن هناك قواعد خاصة تطبق على هذه
الضمانة بطبيعتها عقد كفالة يف تكوينها وانقضائها ،ويف نفس الوقت تطبق أحكام التأمني العيين اخلاصة ابلرهن.2
ثالثا :الكفالة التجارية ()Le cautionnement commercial
إن الكفالة ابلنسبة للكفيل مدنية ( )Cautionnement civilحىت ولوكان الكفيل اتجرا وكان الدين
جتاراي ،3غري أنه إذا كان الكفيل اتجرا وحيرتف الكفالة مبقابل ،فهنا تكون الكفالة جتارية ،كتلك الكفاالت اليت
تقدمها البنوك لعمالئها ومنها الكفالة الضريبية ،والكفالة اجلمركية ،وكفالة التنفيذ اجليد.4
كما تعتّب الكفالة جتارية إذا تعلقت بدين اثبت يف ورقة جتارية وقع الكفيل عليها بصفته ضامنا احتياطيا أو
مظهرا.5
-1املواد من644اىل669من القانون املدين اجلزائري ،واملواد من 288اىل291من القانون التجاري ،واملواد من304اىل309من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية
رقم 09-08املؤرخ يف 25فيفري 2008يتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية
2-D. Legeais, op. cit. p. 24.
-3املادة 651فقرة 1من القانون املدين اجلزائري" :تعتّب كفالة الدين عمال مدنيا ولو كان الكفيل اتجرا" .
-4تطرقنا اىل مجيع هذه الكفاالت ابلتفصيل يف حبثنا هذا ،يف البا األول الفصل األول ،املبحث الثالث.
-5املادة 651فقرة 2من القانون السالف الذكر" :غري أن الكفالة الناشئة عن ضمان األوراق التجارية ضماان احتياطيا ،أو عن تظهري هذه األوراق تعتّب عمال
جتاراي" .
110
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
وقد أضاف القضاء حالة أخرى تعتّب فيها الكفالة جتارية وهي أن تكون للكفيل مصلحة شخصية ذات
تدخل من أجل كفالة الدين الناشئ عنها ،فاملصلحة تفرتض عندما يكون الكفيل يف
طبيعة مالية يف العملية اليت َّ
نفس الوقت مسريا أو مديرا للمؤسسة االقتصادية املكفولة ،فاملصلحة جعلت هذا الشخص يتدخل من أجل
كفالة املؤسسة ابعتباره مسريا هلا أو حىت شريكا فيها.1
فالكفالة املدنية ال ميكن إثباهتا إال ابلكتابة ،أما الكفالة التجارية فيمكن إثباهتا بكافة طرق اإلثبات.
رابعا :الكفالة البسيطة والكفالة التضامنية
تكون الكفالة بسيطة ( )Cautionnement simpleإذا كان التزام الكفيل بسيطا عندها جيب على
الدائن الرجوع على املدين قبل رجوعه على الكفيل ،وعلى الدائن إثبات عدم مقدرة املدين على الوفاء ابلتزاماته،
وأن الذي مل حيصل عليه مل يكن بتقصري منه .ففي هذا يسأل الكفيل وحده يف حالة عدم الوفاء من طرف املدين
األصلي.
أما الكفالة التضامنية( )Cautionnement solidaireفهي اليت يكون فيها التزام الكفيل تضامنيا مع
املدين األصلي ،وابلتايل يكون الكفيل قد تنازل عن حقه يف الدفع بتجريد املدين األصلي من أمواله قبل التنفيذ
على أموال الكفيل ،وكذا عن حقه يف التقسيم يف حال وجود عدة كفالء ،2فيكون للدائن يف هذه احلالة الرجوع
على أي واحد الكفيل أو املدين األصلي ويطالبه ابلوفاء ،3هذا النوع من الكفالة أحسن من األول ابلنسبة للبنك
املمولة ملبلغ القرض فان البنك الدائن ميكنه الرجوع ألحدمها أو كليهما،
املمول ،ففي حالة عدم تسديد املؤسسة َّ
فهنا اخلطر يكون موزعا توزيعا نسبيا.4
وكون أن الكفالة تضامنية تسبب خماطر للكفيل فانه جيب أن يكون هناك اتفاق صريح أو ضمين بني
الكفيل والبنك الدائن لتفادي هذا األخري كل نتيجة هتدف إىل محاية الكفيل ،ألنه يف حالة الشك تعتّب الكفالة
بسيطة وليست تضامنية ،5فالشك يفسر لصاحل الكفيل ابعتباره مدينا.
من خالل التعريف السابق للكفالة جند أهنا تشمل على ثالثة أنواع من الروابط ،رابطة بني الدائن واملدين،
حيث إذا خشي األول من إعسار الثاين فانه يطلب منه تقدمي كفيل.
ورابطة بني الكفيل واملدين ،ويكون ذلك عن طريق اتفاق أو أن يتطوع الكفيل بنفسه لضمان املدين.
ورابطة اثلثة بني الدائن والكفيل ،وهذه الرابطة هي اليت جتسد عقد الكفالة ،ومبقتضاها يتعهد الكفيل أبن
يفي اباللتزام إذا مل يف به املدين نفسه (املؤسسة) ،ولكن الكفالة ال تنعقد إال بتوفر شروط جتعل التزام الكفيل
صحيحا.
-1حكم حمكمة النقض الفرنسية الصادر بتاريخ ": 1962-12-13مىت وقع مدير البنك كفالة ابلرغم من أن القانون األساسي للبنك ال يعطيه هذه السلطة فان
البنك يلتزم هبذه الكفالة ،" .علي مجال الدين عوض ،املرجع السابق ،ص.106-105 .
-2دغنوش العطرة ،البنوك التجارية ودورها يف متويل املؤسسة ،مذكرة ماجستري ،يف العلوم االقتصادية ،نقود ومالية ،اجلزائر ،2001 ،ص.111 .
-3القرار السالف الذكر ،اجمللة القضائية ،2012العدد ،1ص":251 .حيث جيب التذكري أن الكفالة بدعوى احلال أبرمت مبوجب عقد فيما بني البنك الوطين
الكوييت بصفته الكفيل والبنك العريب ابجلزائر املكفول الذي منح تسهيالت مالية مصرفية لعملية شركة التوزيع مقابل ضمان متثل يف كفالة بنكية ،ويف حالة
عجزها كمدين عن تسديد ديوهنا اجتاه البنك العريب ،اضطر هذا األخري ابلتنفيذ على الضمان املقدم ألول طلب" . . .
112
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
لذلك سنعاجل يف هذا املطلب :شروط انعقاد الكفالة كفرع أول ،وكفرع اثن آاثر عقد الكفالة.
الفرع األول :شروط انعقاد الكفالة
مبا أن الكفالة عقد ،والعقد كي يكون صحيحا وينتج آاثرا البد أن يتوفر على الشروط املوضوعية
العامة( )Les conditions générales de fondوهي الرضا واألهلية واحملل والسبب ،أما ابلنسبة للشروط
الشكلية مل يتطرق املشرع لذلك سوى قوله" :ال تثبت الكفالة إال ابلكتابة1" . . .ومل حيدد نوعها وال كيفيتها.
أوال :الرضا ()Le consentement
إن الكفالة عقد ،وككل العقود يشرتط فيها الرضا ،حيث جيب تبادل اإلجياب والقبول ،والكفالة فيها
طرفان مها الكفيل الذي قد يكون شخصا طبيعيا أو معنواي والدائن الذي هنا البنك املمول واملكفول هو املؤسسة
املدينة اليت ال تظهر هنا على اعتبار أنه ميكن كفالة الكفيل دون علمه ورغم معارضته ،فتنعقد الكفالة برتاضي كل
من الكفيل والبنك املمول ،وقد يكون الرتاضي صرحيا أو ضمنيا طبقا للمادة 60قانون مدين.
لكن هذا غري كاف ،حيث جيب أن يكون الرضا خال من العيوب ،من غلط وتدليس وإكراه ،وإال كان
عقد الكفالة قابال لإلبطال.
أ-الغلط ()L'erreur
لكي يطلب الكفيل إبطال عقد الكفالة نتيجة وقوعه يف الغلط يشرتط أن يون هذا الغلط جوهراي
( ،)Erreur essentielويكون الغلط جوهراي إذا بلغ حدا من اجلسامة حبيث جيعل املتعاقد استحالة اتمة إلمتام
العقد طبقا للمادة 82مدين جزائري.
والغلط أنواع ،فقد يكون يف سبب االلتزام ،ومنه جيب معرفة نية الطرفني ،وكذا الغلط الذي يقع فيه الكفيل
بشأن امتداد الضماانت املقدمة للبنك واليت كانت السبب يف التزامه ابعتبار أنه كان يعتقد أن البنك الدائن
يستفيد من رهن مقيد يف مرتبة متقدمة بينما هو يف املرتبة األخرية ،إضافة إىل ذلك هناك الغلط يف الوضعية املالية
للمؤسسة املدينة ،حيث أن الكفيل كان يعتقد أهنا يف حالة مالية جيدة بينما ظروفها املادية سيئة ،حبيث لو علم
هبذه الوضعية ملا أبرم الكفالة ،فهنا ميكنه إبطال عقد الكفالة ،كما جيب على البنك ،ابعتباره طرفا اثنيا يف عقد
الكفالة وهو املستفيد من ذلك ،أن خيّب الكفيل ابلوضعية املالية للمؤسسة وأهنا يف حالة يسار أو إعسار ،فعلى
الكفيل إذا وقع يف الغلط أن يثبت أن البنك الدائن للمؤسسة كان على علم بوضعيتها ،وأن الكفيل التزم ألنه
يظن أبن املدين يف حالة مالءة.
إال أن هناك من القضاء ما هو متشدد يف مثل هذه احلالة ،حيث تقضي أبن الكفيل ال ميكنه أن يتحلل
من التزامه إببطال الكفالة للغلط يف احلالة املالية ،إ ال إذا أثبت أنه اشرتط على البنك الدائن يف عقد الكفالة أن
يكون املدين ميسورا ،وأن البنك كان على علم ابحلالة املالية السيئة للمؤسسة املدينة واملكفولة.1
والغرض من ذلك هو إعطاء الكفالة حقها كآلية ضمان تكفل للبنك احلماية من خطر عدم التسديد ،ألنه
لو مت ذلك فعال فإ ن الكفالة تصبح أداة يف يد الكفيل يستعملها ليتالعب هبا كيف يشاء ومىت يشاء ،وميكن أن
يستعملها كوسيلة هتديد ومؤامرة بني الكفيل واملدين األصلي ضد البنك الدائن.
لكن هناك من الفقهاء من يرى يف مثل هذه األحكام القضائية تشددا وضررا على الكفيل ،ألنه إذا كان
التزام الكفيل ابلكفالة معتقدا أن املؤسسة املكفولة يف حالة مالية جيدة بينما هي عكس ذلك ،فبدون شك
يضطر الكفيل للوفاء يف مكان املؤسسة املدينة ،وابلتايل ال يستفيد من الدفوع املقدمة إليه قانوان من ،الدفع
ابلتجريد أو التقسيم ،ألنه يصبح يف هذه احلالة مدينا أصليا عوض أن يكون اتبعا ،فهو هنا يصبح مدينا وليس
كفيال دون أن يعلم ،لذا فمن حق الكفيل هنا إذا علم بذلك وكان جيهل الوضعية املالية للمؤسسة املكفولة أن
يتخلص من التزامه أبن يدفع أبنه لو كان يعلم احلقيقة املالية للمدين قبل إبرام عقد الكفالة ملا أقدم على ذلك
االلتزام.2
لكن علم الكفيل ابلوضعية املالية للمؤسسة املكفولة جيعل التزامه صحيحا وابلتايل عقد الكفالة صحيحا،
وال ميكنه التمسك ابلغلط ،خاصة إذا كانت هناك مصلحة أو قرابة تربطه ابملدين األصلي ،كأن يكون الكفيل
-1قرار صادر عن حمكمة النقض الفرنسية بتاريخ ":1977-10-25أبن الكفيل ال ميكنه أن يتحلل من التزامه رغم جهله ابحلالة املالية للمدين" ،راضية أمقران،
املرجع السابق ،ص.36 .
-2ميكن أن يقع الكفيل يف غلط جوهري يف صفة الشخص املكفول ،حيث يقع يف غلط يف نوع الشركة اليت يكفلها وماهيتها ،كما إذا اعتقد أنه يكفل شركة
تضامن لكن كفالته وقعت على شركة ذات مسؤولية حمدودة ،على اعتبار أنه كفل شخصا معنواي يتحمل كل أعضائه مسؤولية شخصية مطلقة وابلتضامن ،وهذا
من مصلحته ،لكن اكتشف أنه كفل شخصا معنواي ال يتحمل أعضاؤه املسؤولية إال يف حدود ما قدموا من حصص ،لذا من واجب البنك الدائن أن يعطي
للكفيل كل احلقائق عن املدين دون إخفاء
114
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
مسريا للمؤسسة أو تكون املؤسسة األم هي الكفيل واملؤسسة الفرع هي املدين األصلي املكفول.
ب -التدليس ()Le dol
التدليس غالبا ما يصدر من مدين موضع اعتبار يف التعاقد ،ومبا أن هذا األخري ليس طرفا يف العقد ،فان
الكفيل كي حيصل على حكم إبطال العقد للتدليس جيب أن يثبت أن الدائن كان يعلم أو كان من املفروض أن
يعلم ابلتدليس.
فمن هنا يظهر أن التدليس يشتمل على عنصر مادي يتمثل يف احليل وهي اليت يلجأ إليها املدلس لتضليل
الكفيل إلبرام عقد الكفالة ،ولكن هذا ال يبطله إال إذا أثبت املدلس عليه جسامة احليل ،حيث لو علم هبا ما أبرم
عقد الكفالة ،واملعيار يف ذلك هو احلالة النفسية للكفيل املتعاقد املدلس عليه.
كما أن للتدليس عنصر معنوي يتمثل يف نية التضليل واخلداع ،وتتحقق مبجرد علم املدلس أبن كتمان
األمر سوف يفسد رضا الطرف الثاين ،أو بعبارة أخرى أن املدلس عليه لو علم ابحلقيقة ما أبرم عقد ،حيث أن
التدليس هو السبب الذي دفع املتعاقد املدلس عليه إلبرام عقد الكفالة.1
لكن إذا كان الكفيل على علم ابلوضعية املالية للمؤسسة املدينة واملكفولة فال ميكنه أن يتمسك إببطال
عقد الكفالة ألنه ليس على علم ابلصعوابت املالية اليت تواجهها وقت إبرام عقد الكفالة ،وخاصة إذا كان الكفيل
حيتفظ بصفته كمدير أو شريك للشركة املكفولة وقت إبرام عقد الكفالة ،أو حالة كفالة الشركة الفرع من طرف
الشركة األم ألن املصلحة تقتضي ذلك فال جمال لالحتجاج ابلصعوابت املالية اليت يعاين منها املكفول إذا كانت
هناك رابطة أو مصلحة بني الطرفني.
ونظرا ألمهية موضوع الكفالة هناك من األنظمة جتّب البنوك بضرورة إعالم الكفيل بكل تفاصيل الدين
املكفول وحالة املؤسسة املدينة املكفولة ،وهذا لتفادي الكثري من املنازعات.2
-1املادة86فقرة1من القانون املدين" :جيوز ابطال العقد للتدليس إذا كانت احليل اليت جلأ اليها أحد املتعاقدين أو النائب عنه من اجلسامة حبيث لوالها ما أبرم
الطرف الثاين العقد" ،وقرار جملس قضاء اجلزائر ،الغرفة التجارية والبحرية ،1987-12-08غري منشور ،قضية(ب-س) ضد بنك بدر" :الكفيل لكي يتحلل
من التزامه إببطال الكفالة لعيب التدليس جيب أن يثبت أن البنك كان على علم ابلوضعية املالية السيئة للمدين األصلي وقت ابرام عقد الكفالة" . . .
-2قرار من حمكمة النقض الفرنسية ،الغرفة التجارية": 1992-05-26 ،أبن هناك تدليس من طرف البنك الذي مل يذكر بصفة واضحة وصرحية يف عقد الكفالة
اهلدف من االلتزام وأخفى ذلك على الكفيل" ،راضية أمقران ،املرجع السابق ،ص.38 .
115
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
وقد أضاف املشرع اجلزائري أن السكوت عمدا يعتّب تدليسا وذلك يف املادة86فقرة 1من القانون املدين،
الشيء الذي يسمح ابعتبار الكتمان تدليسا ،لكن كذلك ابلنسبة للبنوك مل ينص املشرع ال يف قانون النقد
والقرض واليف قانون خاص على هذا االلتزام ،لكن البنوك كي تتفادى هذه الوضعية يف اعتبار سكوهتا أنه تدليس،
عادة ما يشرتط يف عقد الكفالة أبن يُعفيه الكفيل من إخباره ابلعوارض واملستجدات اليت ميكن أن تلحق احلالة
املالية والقانونية للمؤسسة املقرتضة واملكفولة ،لكن مادامت الكفالة تعّب عن التزام خطري قد ميس بذمة الكفيل
املالية ولتفادي املنازعات بني الكفالء والبنوك فمن ابب أوىل أن يطلع هذا األخري الكفيل بكل املستجدات عن
املمولة واملكفولة من طرفه وهذا ما هو معمول به يف األعراف البنكية الدولية ،حيث ينبغي
احلالة املالية للمؤسسة َّ
أن ميس هذا الوضوح كل اجلوانب األساسية لاللتزام ،من موضوع الضمان إىل أمهية وحدود االلتزام.1
أما فيما خيص الكفاالت البنكية فينبغي على البنك أن حيدد التزامه ،2فيما يتعلق مبدة الكفالة ومبلغها ،ويف
حالة عدم ذكر املبلغ فعلى البنك أال ميضي العقد ،ويف حالة نقص يف مالءة العميل على املصريف أال يقدم كفالته
إال يف حدود وجود ضماانت مقابلة ،وهذا ما هو معمول به يف الضماانت غري املباشرة املعتمدة دوليا.
وهناك من الفقهاء من يرى عكس ذلك ،فان األصل الذي جيب مراعاته أن البنك ليس عليه أن حييط
الكفيل علما ابلظروف الداخلية للعملية وال بتطور سريها وال مبركز العميل ،ألن هذا شأن الكفيل عليه أن يستعلم
بنفسه عن ذلك ،وألن البنك ملزم ابلسر املهين الذي هو من واجباته ،3فليس للبنك أن يكشف عن الوضعية
السيئة للمؤسسة للكفيل ،كما أنه ال جيب عليه أن يتخذ وسائل اجيابية إلخفاء مركز املدين ويرتك الكفيل يستعلم
بنفسه ،فان أخفى ذلك كان غشا يستلزم إبطال الكفالة.4
فاحلل األنسب ،ومادام الكفالة متس األطراف الثالثة ،فعلى البنك الدائن والكفيل واملؤسسة املدينة االتفاق
على كل الشروط ومصارحة بعضهم البعض عن كل احلقائق ،سواء تعلق األمر ابلكفيل أو املؤسسة أو البنك ،هذا
كي يكون كل واحد منهم يف الصورة وال حيتج الطرف اآلخر للتهرب من التزاماته.
وأرى أنه ال جمال هنا لتطبيق واجب السر املهين بني األطراف الثالثة مادام أهنم مقدمون على تصرف يهم
مجيعا ،فاملؤسسة مقبلة على قرض وال تتحصل عليه إال بتقدمي كفيل وبشروط خاصة ،الكفيل ال يقبل هذا االلتزام
مامل يكن متأكدا من احلالة املالية للمؤسسة اليت سيكفلها وما مل يعرف مركزها القانوين ،والبنك ال جيب عليه
تضييع هذه اآللية ألن فيها محاية ألمواله ،فعليه معرفة الوضع املايل والقانوين للكفيل ،ألنه يعتّب املدين الثاين له،
حيث إذا وقع يف خطر عدم التسديد سيجد الكفيل ليسدد التزام املؤسسة ،كما أن من مصلحته مصارحة الكفيل
مبوضوع القرض ووضعية املؤسسة املقرتضة ومبلغ الضمان وحدوده لكن على الكفيل كذلك أن يتحرى بنفسه عن
وضعية املدين املكفول ،فال جمال لتطبيق واجب السر املهين بني هؤالء األطراف الثالثة فكلهم معنيون ابألمر ،رغم
أن املشرع مل يستثن الكفيل من مسألة السر املهين وهو طرف أساس يف العقد ،وهذا طبقا للمادة السالفة الذكر
من قانون النقد والقرض.1
فإعالم الكفيل واجب بكل احلقائق ،وجيب استثناؤه من السر ،على اعتبار أن اخلطر انتقل من البنك
الدائن إىل الكفيل ،وهذا حىت أيخذ احتياطاته يف حال حتقق خطر عدم التسديد ،ألنه سوف يـُ ْقدم على التسديد
مادامت املؤسسة غري قادرة على الوفاء ابلتزامها جتاه البنك املمول.
كما يضيف املشرع اجلزائري حالة أخرى للتدليس ،وهذا عندما يصدر من غري املتعاقدين ،ولكن إلبطال
عقد الكفالة جيب أن يكون البنك على علم به أو كان ابستطاعته أن يعلم ذلك.2
حنن نعلم أن عقد الكفالة فيه طرفان الكفيل والبنك الدائن ،فيمكن اعتبار املدين من الغري ،فيظهر دوره يف
التدليس من خالل إمكانية تواطئه مع البنك لإليقاع ابلكفيل وجعله يوقع على عقد الكفالة ،كأن تقدم املؤسسة
املمولة للكفيل واثئق غري حقيقية عن حالتها املالية لتومهه أهنا جيدة وهي يف احلقيقة عكس ذلك ،أو
االقتصادية َّ
أن تومهه أبهنا قدمت نظري عملية التمويل أتمينات أخرى وهي مل تفعل ذلك ،أو أهنا أومهته بنظام قانوين غري
نظامها القانوين احلقيقي كأن تكون شركة مسؤولية حمدودة وقدمت نفسها على أهنا شركة تضامن ألن هذا أفضل
للكفيل.
"-1ابإلضافة اىل احلاالت املنصوص عليها صراحة يف القانون ال ميكن االحتجاج ابلسر املهين جتاه البنك املركزي ،واللجنة املصرفية والسلطة القضائية" . . .
-2املادة 87مدين" :إذا صدر التدليس من غري املتعاقدين فليس ل لمتعاقد املدلس عليه أن يطلب ابطال العقد مامل يثبت أن املتعاقد اآلخر كان على علم هبذا
التدليس"
117
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
هذه احليل قد تكون بعلم أو بغري علم البنك الدائن ،فهنا يكون الكفيل قد وقع يف التدليس ،وعليه إثبات
ذلك إلبطال عقد الكفالة مادام أهنا تنم عن التزام خطري قد ميس كل الذمة املالية هلذا األخري.
ج -اإلكراه ()La violence
إن اإلكراه يف جمال املؤسسات االقتصادية اندر جدا ،ولكن ميكن أن حيدث يف داخلها أو يف عالقات
املؤسسات ببعضها البعض ،كأن حياول مسري مؤسسة ما احلصول على كفالة زوجته ابستعمال اإلكراه املعنوي ،أو
أن يلجأ البنك إىل إجبار املسري أو املسريين أو أحد الشركاء املليء ابلتوقيع على الكفالة من أجل كفالة شركتهم،
مع العلم أن البنك الدائن على دراية ابلوضعية املالية الصعبة للشركة ،فاستعمل سلطته للهيمنة على الكفيل وجعله
يوقع عقد الكفالة.1
ووضح املشرع اجلزائري اإلكراه وذكر حاالت الوقوع فيه ،مبا يف ذلك الرهبة اليت يبعثها أحد املتعاقدين على
اآلخر يف نفسه ،وهذا ما مت ذكره سابقا عندما استعمل البنك سلطته إلجبار الكفيل على التوقيع ،أو يف حالة
وجود خطر يهدد الكفيل أو أحد أقاربه يف النفس أو اجلسم أو الشرف أو املال.2
كما أن اإلكراه قد يصدر من غري املتعاقدين ،ويف حالة عقد الكفالة ميكن أن يصدر من املدين األصلي
ابعتباره من الغري ،ألنه ليس طرفا يف العقد بشرط أن يثبت الكفيل أن البنك الدائن املتعاقد معه كان يعلم أو كان
من املفروض أن يعلم هبذا اإلكراه ،3هذا ممكن يف حال ما إذا أُجّب املدين األصلي حتت سلطان الرهبة واملساس
مبال أو عرض الكفيل من أجل دفعه على التعاقد أمام البنك الذي قد يكون على علم بذلك اإلكراه ،وأكثر من
ذلك إذا كانت وضعية املؤسسة املالية سيئة وأجّبت الكفيل على كفالتها.
ثانيا :األهلية ()La capacité
الذي يتقدم لكفالة املدين األصلي قد يكون شخصا طبيعيا أو معنواي كالشركات مبختلف أنواعها والبنوك
كذلك قد تقدم كفاالت لعمالئها وتسمى كفاالت بنكية وهذا عادة ما يكون يف إطار الصفقات الدولية ،لذلك
سنطرق إىل كل نوع من هذه األشخاص ،على اعتبار أن الكفيل قد يكون أحد هذه األنواع.
1-Philipe, hingner, La caution personnelle, 2éme édition, Toulouse, rezelfels ,1996, p. 60 : "La caution
"…qui avait d'abord refusé de signer l'acte, pour finir par s'y résoudre n'avait d'une violence morale
-2طبقا لنص املادة 88من القانون املدين اجلزائري.
-3املادة 89من نفس القانون.
118
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
الشركات املدنية منظمة ابملواد 416اىل 449من القانون املدين ،وأهنا متارس أعماال حرة كالفالحة
والتعليم ،والشركاء فيها مسؤوليتهم شخصية وغري حمددة اجتاه ديون الشركة ،وهي ختضع إلجراءات التسوية
القضائية واإلفالس عند التوقف عن الدفع.
والكفالة يف مثل هذا النوع من األشخاص جيب أن تكون مرخصة ابتفاق مجيع الشركاء إذا كان الكفيل
شريكا أو عدة شركاء ،وبرتخيص من اجلمعية العامة إذا كان الكفيل مديرا ،واحلصول على إذن من جملس اإلدارة
إذا كان الكفيل فيها ممثَّال.1
فاألهلية ابلنسبة للشركة تتمثل يف احلدود اليت يعينها عقد إنشائها أو اليت يقررها القانون ،وهذا طبقا لنص
املادة 50من القانون املدين ،لذا جيب على أن يكون على اطالع ابلقانون األساسي للشركة الكفيلة لالطالع
على حدود وصالحيات كل عضو فيها ومركزه القانوين 1ومدى أهليته إلجراء التصرفات كي ال تكون هناك
منازعات ،وابلتايل إمكانية تضييع هاته اآللية اليت منحه إايها املشرع ،وما يرتتب عن ذلك من خماطر على البنك
الدائن .فكلما كانت هناك دراسة أعمق كلما حقق هذا األخري أماان أكّب وإمكانية السرتجاع أمواله اليت أقرضها.
-الكفيل شركة تجارية ()La caution est société commerciale
الشركات التجارية وحدها دون الشركات املدنية تكتسب صفة التاجر وتلتزم ابلتزامات التاجر املهنية من
مسك الدفاتر التجارية والقيد يف السجل التجاري ودفع الضريبة على األرابح التجارية والصناعية ،وتطبق عليها
أحكام القانون التجاري من االلتزامات املهنية والتجارية ،ولقد نصت املادة 544من القانون التجاري اجلزائري
على أنواع الشركات التجارية ،شركات التضامن وشركات التوصية وشركات ذات املسؤولية احملدودة وشركات
املسامهة ،وأن لكل نوع منها نظامها القانوين من حيث الشركاء ومسؤولياهتم وكيفية إدارهتا وتسيريها ،وأسباب
انقضائها.
من هذا املنطلق البد من احرتام الشكليات واحلدود اخلاصة بكل نوع من هاته الشركات عند إبرام عقد
الكفالة ،وجيب على البنك أن يكون مطلعا على األنظمة القانونية اخلاصة بكل نوع وملا ال االطالع على القانون
األساسي ملعرفة حدود صالحيات املسريين فيها ومدى أهليتهم للتعاقد ،وأن حيرص على أن تدخل الكفالة يف
موضوع الشركة وهدفها االجتماعي ،وذلك حىت ال يضيع احلماية من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية ،وأبرزها
خطر عدم التسديد ،بواسطة أحد آليات الضماانت الشخصية التقليدية وهي الكفالة اليت تسمح له إبجياد مدين
اتبع لديه املالءة ليطالبه ابلوفاء يف حال عجز املدين األصلي على ذلك ،خاصة إذا كان الكفيل شركة جتارية.
ابلنسبة لشركة التضامن فالشركاء فيها مسئولون مسؤولية شخصية وتضامنية ومطلقة عن ديون الشركة،2
فاملقصود من أن مسؤولية الشريك شخصية أنه يسأل هو شخصيا عن ديون الشركة ،أما التضامن فيعين أن من
حق دائين الشركة أن يطالبوا الشركة كشخص معنوي أو أي شريك أبن يدفع عن ديون الشركة وليس من حقه
-1يف الشركات املدنية ،الشركاء ال يسألون بطريق التضامن عن ديون الشركة ولكن يسألون مسؤولية شخصية يف أمواهلم اخلاصة ،كل شريك بنسبة نصيبه يف الدين،
عمار عمورة ،املرجع السابق ،ص.212 .
-2املادة 551من القانون التجاري اجلزائري.
120
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
الدفع ابلتجريد أو التقسيم ،وأما كون املسؤولية مطلقة للشريك فألنه يسأل عن ديون الشركة يف مجيع أمواله ،وال
تتحدد بقدر احلصة املقدمة يف رأس مال الشركة.1
ونظرا هلذه املسؤولية اخلطرية للشركاء وجب أن يكون املدير أو املديرون من الشركاء ،وأن أي تصرف يقوم
به الشخص املعنوي جيب أن يكون ابتفاق مجيع الشركاء كيال يكون هناك جتاوز للسلطات املعرتف هبا للمديرين،
كما أن الشركة تكون ملزمة مبا يقوم به املديرون من تصرفات تدخل يف موضوع الشركة وذلك يف عالقاهتا مع
الغري.2
من هذا املنطلق وجب على املدير أو املديرون أن يكونوا مؤهلني إلبرام العقود وهذا يف حال ما إذا كان
التصرف يدخل يف نطاق سلطاته اليت حيددها عادة عقد الشركة التأسيسي ،أما إذا مل يتم حتديد ذلك جاز له أن
يقوم جبميع أعمال اإلدارة والتصرف الذي يتماشى وغرض وموضوع الشركة ،ألن أعمال املدير وتصرفاته تلزم
الشركة كشخص معنوي والشركاء محاية للغري ،فإذ ُن الشركاء واجب يف مثل هذه الشركات نظرا ملا ذكران سابقا
وخاصة عند إبرام عقود تشكل خطرا على الشركة كشخص معنوي وعلى الشركاء كمسئولني عن ديون الشركة،
كالتزامه بكفالة ابسم الشركة ،أو رهن عقارات أو منقوالت للشركة ،أو أن يعقد قروضا.
إذن فشركة التضامن ميكن أن تّبم عقد كفالة لكفالة شخص طبيعي أو معنوي مدين ،لكن شريطة أن
يكون هذا التصرف يدخل يف صالحيات املدير وأن ال يفعل ذلك إال إبذن خاص من الشركاء ،لذلك على البنك
الدائن املتعاقد مع هذا الشخص املعنوي أن يعرف صالحيات املدير وحدود ذلك ،3حىت يكون عقد الكفالة
صحيحا وابلتايل جينب نفسه الدخول يف منازعات قد تكلفه غاليا فيكون يف مواجهة خطر عدم التسديد من
طرف املؤسسة املكفولة من جهة ،وخماطر مرتبطة ابلكفالة كضمان من جهة أخرى ،لذلك على البنك الدائن
املمولة وشركة التضامن الكفيلة.
االطالع على القانون األساسي للمؤسسة َّ
أما عن الشركة ذات املسؤولية احملدودة فهي نوعان الشركة املتعددة الشركاء واملؤسسة ذات الشخص الواحد
وذات املسؤولية احملدودة ،مسؤولية الشركاء أو الشريك حمدودة حبسب ما قدمه كل واحد منهم من حصص فيها.1
يدير شركة املسؤولية احملدودة شخص أو عدة أشخاص من الشركاء أو من غريهم ،وحيدد القانون األساسي
للشركة سلطات املدير أو املديرين ،ويتمتع أبوسع السلطات ليتعامل يف مجيع الظروف ابسم الشركة ،فتكون عندئذ
ملزمة أبعمال وتصرفات املدير قبل الغري حىت وان كانت هذه التصرفات ال تندرج يف نطاق حتقيق الغرض الذي
قامت من أجله ،وذلك محاية للغري واستقرار املعامالت ،مامل يقم الدليل على أن الغري كان يعلم أو كان من
املفروض حتما أن يعلم أبن التصرفات ليست من صالحيات املدير وال تندرج ضمن غرض وهدف الشركة.2
فالكفالة املقدمة من طرف هذا النوع من الشركات ملزمة هبا حىت وان كانت خارج موضوع الشركة ،إال إذا
أثبتت أن البنك الدائن كان يعلم أبن التصرف يف إبرام عقد الكفالة يتجاوز نطاق موضوع الشركة ،لكن هناك من
يعتّب أن البنك ليس غريا عاداي ،ألنه ملزم ابلتأكيد قبل قبول الكفالة التأكد من مطابقتها لغرض وموضوع
الشركة.3
والشركة ذات األسهم شركة يقسم رأمساهلا إىل حصص ،تتكون من شركاء ال يتحملون اخلسائر إال بقدر ما
قدموا من حصص فيها ،وهي شركة تسري عن طريق نوعني من اإلدارة.4
شركة املسامهة ذات جملس املديرين ،حيث يتمتع اجمللس بسلطات واسعة للتصرف ابسم الشركة وحلساهبا،
متارس هذه السلطات يف حدود موضوع الشركة ،وتكون بذلك الشركة ملزمة يف عالقاهتا مع الغري حىت أبعمال
اجمللس غري التابعة ملوضوع الشركة ما مل يثبت أن الغري كان يعلم أن التصرف يتجاوز هذا املوضوع أوال ميكنه
جتاهله ،مع استبعاد كون نشر القانون األساسي يكفي وحده لتأسيس هذه البينة ،وال ميكن أن حيتج على الغري
أبحكام القانون األساسي اليت حتدد سلطات جملس املديرين.5
-1القضية املؤرخة يف ،1991-06-03اجمللة القضائية ،1991العدد": 2ان املسامهني يف الشركة ذات املسؤولية احملدودة ال يتحملون اخلسائر إال يف حدود ما
قدموه من حصص فيها" .
-2عمار عمورة ،املرجع السابق ،ص .339
3-Michel, Mathieu, l'exploitant bancaire et le risque de crédit, revue banque éditeur,1995, p. 201.
-4لالطالع أكثر على إدارة شركة املسامهة الرجوع إىل القسم الثالث ،إدارة شركة املسامهة وتسيريها ،القانون التجاري ،املواد من 610إىل .673و
Mohamed Salah, Farha Zéraoui –Salah, Revue entreprise et commerce, n°1, Edik Oran, 2005, pp. 29-
42.
-5عمار عمورة ،املرجع السابق ،ص.286 .
122
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
وابلنسبة لشركة املسامهة ذات جملس اإلدارة ،فإن القانون ينص على "خيول جملس اإلدارة كل السلطات
للتصرف يف كل الظروف ابسم الشركة ،وميارس هذه السلطات يف نطاق موضوع الشركة مع مراعاة السلطات
املسندة صراحة يف القانون جلمعيات املسامهني" ،1وتلتزم الشركة يف أعمال الغري حىت اليت خترج عن صالحيات
اجمللس وال تتصل مبوضوع الشركة ،إال إذا ثبت أن هذا الغري كان يعلم أبن العمل يتجاوز هذا املوضوع أو كان ال
يستطيع جهل ذلك ،وال ميكن االحتجاج على الغري أبحكام القانون األساسي اليت حتد من صالحيات جملس
اإلدارة.2
جيوز جمللس اإلدارة أو جملس املديرين حسب احلالة إبعطاء الكفاالت ابسم الشركة يف حدود كامل املبلغ
الذي حيدده ،وميكن أن جيدد كذلك يف ذلك يف ذلك اإلذن عن طريق االلتزام مبلغا ال ميكن أن تتجاوز قيمة
الكفالة ،وال ميكن أن تتجاوز مدة األذون سنة واحدة مهما كانت مدة االلتزامات املكفولة أو املضمونة ،وإذا
أعطيت الكفاالت أو الضماانت مببلغ إمجايل يتجاوز احلد املعني للمدة اجلارية ،فان التجاوز ال حيتج به على الغري
الذي ال علم له بذلك ،وهذه السلطات اليت مينحها جملس اإلدارة تنشر يف شكل إعالانت قانونية يف النشرة
الرمسية لإلعالانت القانونية ،ويبدأ االحتجاج هبا على الغري ابتداء من اتريخ النشر.3
إذن ومهما يكن نوع الشركة التجارية فإهنا مؤهلة للقيام ابلتوقيع على الكفالة ،وهذا لكفالة شخص طبيعي
أو معنوي ،ولكن ميكن للمكلف إبدارة الشركة أن يتصرف بعقود ال تدخل يف إطار موضوع الشركة إال يف شركة
التضامن ،و
يكون التصرف صحيحا وتلتزم به الشركة وال ميكن االحتجاج بذلك إال إذا كان الطرف اآلخر املتعاقد
على علم أبن الكفالة ال تدخل يف موضوع الشركة وال يف غرضها الذي ينص عنه يف قانوهنا األساسي ،أو كان من
املفروض أن يعلم بذلك ،ولذلك قبل تقدم الشركة لكفالة أو لطلب التمويل على البنك الدائن أن يتحرى عن
سلطات املدير أو املديرين وموضوع الشركة لقبول الكفيل كضامن لديون الشركة املمولة ،وهذا حىت يستفيد من
الضمان املقدم له الستيفاء حقه منه إذا مل تستطع هذه األخرية الوفاء بذلك ،ومنه محاية أمواله من خطر عدم
التسديد ،ومنه وجب االطالع على القانون األساسي للشركة اليت ستقوم بدور الكفيل1وعلى مركزها التعاقدي
واملايل ،ألن البنك الدائن من مصلحته أن يكون الكفيل أهال للتعاقد وله مالءة ،حىت يتفادى املخاطر اليت تنجم
عن عقد الكفالة ،وحىت ميكن تغطية املخاطر أن حتققت بواسطة هذه اآللية القانونية اليت منحها املشرع للدائن
كي يستويف حقوقه من خالهلا.
-الكفيل بنك ()La caution est banque
إن الكفالة البنكية هي أكثر فعالية كون البنك شخصا معنواي يتميز ابملالءة فهو على استعداد للوفاء أبي
مبلغ ويف أي وقت دون حدوث إلمكانية خطر عدم القدرة على الدفع ،لكن هذا ال يعين أن البنك يقدم كفالته
ملن يريد وألي مدين ،بل جيب أن يكون هذا األخري أهال ألن يكون مكفوال من خالل يسره وقدرته على الوفاء،
فال ميكن أن نتصور البنك يكفل شخصا معسرا أوليس أهال لذلك ،ألن البنك يقدم كفالته على وجه االحرتاف
ويتلقى مقابال لذلك ،لذا فالكفالة البنكية جتارية دائما ،كما ال جيب أن توقع الكفالة البنكية إال من املمثل
الشرعي للبنك يف حدود السلطات املنصوص عليها يف القانون األساسي للشركة ،1رغم أنه إذا أصدر ممثل البنك
كفا لة ومل يكن من صالحياته احملددة يف القانون األساسي فان هذا التصرف قبل الدائن يكون صحيحا وابلتايل
الكفالة املقدمة من البنك صحيحة ويلتزم هبا .ما مل تكن هناك نية سيئة من الدائن وكان على علم بذلك أو من
الفروض أن يعلم أن املمثل قد تصرف يف عمل ال يدخل يف صالحياته ،وعادة ما يكون جمال الكفاالت البنكية
التجارة اخلارجية ،على اعتبار أن البنك يكفل املستورد ،وإذا كان ضماان مضادا فان البنك اآلخر يكفل املصدر،
ألن الضماانت املستعملة دوليا هي ضماانت غري مباشرة فيها أربعة أطراف.2
فالضماانت البنكية هي التزام من طرف البنك الذي يتعهد من خالله بدفع مبالغ مستحقة يف حالة عجز
أو عدم قدرة عمالئه املستوردين على تنفيذ التزاماهتم املالية اجتاه املوردين عند حلول آجال االستحقاق ،ويكون
-3طبقا للمادة 50السالفة الذكر ،فان الشركة كشخص معنوي تكتسب أهلية يف احلدود اليت يعينها عقد إنشائها أو اليت يقررها القانون ،فيحق للشركة أن تتعامل
مع الغري فتصبح دائنة ومدينة ،هذا ال يعين أن للشركة حرية مطلقة يف التصرف عند مباشرة أهليتها ،إمنا عليها أن تلتزم ابحلدود اليت رمسها هلا عقد الشركة،
والغرض الذي وجدت من أجله ،وال جيوز للشركة أن تتجاوز هذا الغرض إىل غريه إال بتغيري عقدها التأسيسي ،تطبيقا لقاعدة ختصص الشخص املعنوي ،عمار
عمورة ،املرجع السابق ،ص.177
-2مت التطرق إىل هذا النوع من الضماانت ابلتفصيل يف حبثنا هذا ،الفصل التمهيدي.
124
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
-1القرار الصادر عن احملكمة العليا ،القضية السابقة الذكر" :وعليه فالكفالة البنكية ألول طلب أصدرها البنك الوطين الكوييت لفائدة البنك العريب ابجلزائر لضمان
عملية توزيع السيارات لشركة التوزيع بعد أن تعذر عليها الوفاء بدينها جتاه البنك العريب ابجلزائر ومت تنفيذها طبقا لألعراف الدولية املتعلقة ابلكفاالت البنكية
وحتت مراقبة البنك املركزي اجلزائري" . . .
-2نفس املرجع ،ص.254 .
-3نفس املرجع ،ونفس الصفحة.
-4خلدون ابراهيم شريفات ،ادارة وحتليل مايل ،دار وائل للنشر ،بريوت ،لبنان ،2001 ،ص.16-15 .
-5الكفالة املضادة هي ال كفالة اليت يقدمها بنك املصدر ،والذي يتعهد للضامن من خالهلا ابلتجاوب لكل عجز متوقع لزبونه ،فالضماانت املقابلة مستقلة متاما عن
الضماانت األصلية:
Mondino. Jean, Thomas. Y, Le droit du crédit, Paris, Dunod ,1992, p. 96.
125
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
كان حمله ،فيمكن كفالة االلتزام الذي حمله العقد كعقد القرض ،فيكون للمقرتض كفيل يلتزم أبداء املبلغ الذي
اقرتضه املدين األصلي إذا مل يوف به هذا األخري ،كما جيوز أن يكون التزام الكفيل حمال لكفالة أخرى ،وهذا ما
يسمى بكفيل الكفيل ،ولكي يكون احملل صحيحا فانه جيب فيه أن يكون االلتزام األصلي موجودا وصحيحا
ومعينا أو قابال للتعيني ،ألن الكفالة عقد اتبع اللتزام أصلي.
أ -وجود االلتزام المكفول
حىت يكون التزام الكفيل ممكنا جيب أن يكون االلتزام األصلي موجودا ،لكن هذا ال ينهي أن يكون االلتزام
األصلي مستقبلي أو مشروطا أو طبيعيا إذا كان امللتزم انقص األهلية.
-كفالة االلتزام المستقبلي ()Cautionnement de l'obligation futuriste
لقد ورد حكم كفالة االلتزام املستقبلي يف نص املادة 650من القانون املدين" :جتوز الكفالة يف الدين
املستقبل إذا حدد مقدما املبلغ املكفول .غري أنه إذا كان الكفيل يف الدين املستقبل مل يعني مدة الكفالة ،كان له
أن يراجع فيها يف أي وقت مادام الدين املكفول مل ينشأ" .
فيتعهد الكفيل سواء أكان شخصا طبيعيا أو معنواي للبنك املمول بضمان الوفاء اباللتزامات اليت تنشأ يف
ذمة املؤسسة االقتصادية املمولة نظرا لتمويلها ،واملشرع اجلزائري وطبقا لنص املادة السابقة يقبل هبذا النوع من
الكفاالت ولكن شريطة أن حيدد املبلغ الذي سوف يكفله الكفيل الضامن ،وهذا يعين أنه إذا مل يكن أي حتديد
للمبلغ يف الكفالة فإهنا ابطلة ،وتظهر هذه الصورة يف اجملال البنكي ،خاصة فيما يتعلق ابحلساب اجلاري ،فعند
إعطاء البنك اعتماد للعميل فانه كثريا ما يفتح له حسااب جاراي لالستفادة من هذا االعتماد ،وغالبا ما يكون
الضمان هو كفالة تضمن رصيد هذا احلساب البنكي ،وجيوز للكفيل يف مثل هذا النوع من الكفاالت إهناء التزامه
يف أي وقت إذا كان الكفيل مل يعني مدة االلتزام ،وال يكون عليه إال ضمان رصيد احلساب الذي يكون قائما
وقت انتهاء الكفالة دون ما ينشأ بعد ذلك من ديون على املدين املكفول.1
لكن ابلنسبة إىل العبارة األخرية من املادة السابقة الذكر فإهنا تشكل خطرا على البنك الدائن ،حيث أنه
إذا مل يتم حتديد مدة االلتزام يف عقد الكفالة جاز للكفيل أن يتحلل من التزامه يف أي وقت مادام أن الدين
األصلي مل ينشأ ،وبه يكون البنك معرضا للخطر الناشئ عن الدين األصلي وهو عدم قدرة املؤسسة على السداد،
ومعرضا للخطر الناشئ عن الكفالة وهو إمكانية حتلل الكفيل من التزامه ،فيكون البنك قد ضيع آلية هامة تضمن
له محاية أمواله إذا مل يستطع اسرتجاعها من املؤسسة املمولة ،وحفاظا على آلية الضمان وابلتايل محاية أموال البنك
من خطر عدم التسديد ،على هذا األخري أن يطلب دائما الكفاالت احملددة املدة ،وهذا حىت ال تكون هناك
إمكانية للكفيل من وضع حد اللتزاماته ،ابلرجوع إىل القواعد العامة يف التشريع اجلزائري 1فانه ميكن إنشاء هذا
النوع من الكفاالت ،وذلك يف إطار التمويل ضماان لألموال اليت يستعملها البنك لذلك ،ولكن لتفادي املخاطر
اليت ميكن أن تشكلها الكفاالت على البنك أخذ احليطة واحلذر بطلب كفاالت حمددة املدة ،والتأكد من مسعة
الكفيل وقدرته على الوفاء.
-كفالة االلتزام الشرطي ()Cautionnement de l'obligation conditionnelle
نص املادة 650السابقة جييز كفالة االلتزام املشروط . . .":كما جتوز الكفالة يف الدين املشروط،" . . .
ويقصد به أبن االلتزام األصلي معلق على شرط واقف ،وابلتايل يكون التزام الكفيل معلقا على ذات الشرط إذا
حتقق الشرط ثبت االلتزام األصلي وتبعا لذلك يثبت التزام الكفيل ،أما إذا ختلف الشرط الواقف زال الدين
األصلي أبثر رجعي ،2ومنه ال يكون هناك التزام على الكفيل مادام أن االلتزام األصلي أصبح غري موجود.
ويظهر ذلك جليا يف حال ما إذا أرادت املؤسسة أن تقدم طلبا للبنك من أجل متويلها نظرا حلجاهتا إىل
ذلك لالضطالع بدورة االستغالل ،ويف نفس الوقت طلبت من شخص طبيعي أو معنوي كفالتها لدى البنك،
فقبل الكفيل بذلك ولكن بشرط حصوهلا على التمويل املطلوب ،فإذا ما قبل البنك بذلك وقدم التمويل املطلوب
منه هنا ينشأ التزام أصلي وهو وجود دين على ذمة املؤسسة جراء هذه العملية ،وابلتايل يثبت التزام الكفيل ،ألنه
اتبع اللتزام املؤسسة املكفولة ،ووعليه أن ينفذ التزامه ويسدد مبلغ القرض والفوائد إذا مل تستطع املؤسسة ذلك.
لكن إذا مل يقبل البنك طلب املؤسسة وابلتايل رفض متويلها أو أن املؤسسة حتسنت حالتها املالية فرتاجعت عن
طلب التمويل ،فهنا ال ينشأ التزام أصلي ،وابلتايل ال يكون هناك التزام على عاتق الكفيل ألن شرط التمويل مل
يتحقق.
-1املادة 92فقرة1من القانون املدين اجلزائري" :جيوز أن يكون حمل االلتزام شيئا مستقبال" . . .
-2فوزي بن سديرة ،املرجع السابق ،ص .10
127
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
االلتزام الطبيعي هو التزام انقص ألنه ينقصه عنصر املسؤولية ،استنادا للقاعدة العامة اليت تقول أن الكفالة
ال جتوز بشرط الدين ،إال أنه استنادا للرأي الغالب يف فرنسا 1جواز كفالة االلتزام الطبيعي ،إذ جتيز كفالة االلتزام
القابل لإلبطال لناقص األهلية ،مرد ذلك أن التزام انقص األهلية يصبح التزاما طبيعيا إذا أبطل فان كانت كفالته
جائزة فان كفالة االلتزام الطبيعي جائزة كذلك ،2ألنه أحياان ما يكون الكفيل عاملا بنقص أهلية املدين وقصد
ابلكفالة محاية البنك الدائن مما قد يتعرض له من ضرر نتيجة متسك املدين إببطال العقد الذي أنشأ االلتزام ،منه
على الكفيل الضامن تنفيذ التزامه إذا مل ينفذه املدين انقص األهلية ،كذلك ويف حالة علم الكفيل بنقص أهلية
املدين فانه يفرتض أنه تنازل عن التمسك ابلدفع بنقص أهلية املدين.3
لكن إذا وقع الكفيل يف غلط ،حيث كان يعتقد أن املدين األصلي كامل األهلية ،هذا غلط يف صفة
جوهرية ،فيجوز هنا للكفيل أن يطلب إبطال عقد الكفالة ،ألنه لو كان يعلم بسن املدين ما أقدم على إبرام عقد
الكفالة.
احلالة تظهر هنا ابلنسبة للمؤسسة ذات املسؤولية احملدودة ذات الشخص الواحد حيث أن الشريك الوحيد
ميكن أن يكون قاصرا ( ،)Mineurسواء أكان قاصرا مرشدا أو غري مرشد ،4إال أنه ال ميكنه أن يكون مديرا،
ففي حال متويل البنك هلاته املؤسسة وتصرف صاحب املؤسسة على اعتباره مديرا هلا سواء بعلم البنك أو بغري
علمه ،ألنه جيهل النظام القانوين هلذا النوع من املؤسسات ،لكنه عند قيامه هبذه العملية اشرتط تقدمي كفيل
يضمن املؤسسة ،فتقدم الكفيل لضمان ذلك ،فإذا كان هذا األخري على علم بنقص أهلية ممثل املؤسسة كانت
الكفالة صحيحة وعليه تنفيذ التزامه إذا مل تنفذه املؤسسة ذات الشخص الواحد وذات املسؤولية احملدودة ،أما إذا
مل يكن على علم بذلك جاز له أن يطلب إبطال عقد الكفالة ألنه وقع يف غلط جوهري ،أي يف صفة املدين
األصلي.
على املصريف أن يكون على دراية جيدة ابلنظم القانونية للمنشآت االقتصادية1وأن يتجنب الوقوع يف
األخطاء اليت تكلفه خماطر إضافية ابإلضافة إىل خطر عدم التسديد ،وما دام أن الكفالة هي فعل حايل هدفه
االحتياط من ضد احتماالت سيئة يف املستقبل ،ونظرا ألمهية الكفالة كضمان شخصي ينبغي أن يعطي هلا
اهتماما أكّب ،ويتطلب ذلك الوضوح يف كل اجلوانب األساسية فيها واملتمثلة على وجه اخلصوص ،موضوع
الضمان ومدة الضمان واملؤسسة املدينة والشخص الكفيل ،من حيث الثقة واألهلية واملقدرة على الوفاء ،ألنه مىت
كانت هناك عشوائية من طرف البنك الدائن يف دراسة املؤسسة االقتصادية من كل اجلوانب ولو كان األمر بسيطا
فانه يعرض أمواله للخطر وكذا الضمان الذي حتصل عليه ،كأن يتحلل الكفيل من التزاماته أو لوجود نقص يف
أهلية املدين املكفول أو أن يتعرض الكفيل للغلط أو إكراه من طرف الدائن نفسه.
ب -أن يكون االلتزام المكفول صحيحا
إن فكرة تبعة التزام الكفيل لاللتزام األصلي هتيمن على كل أحكام الكفالة ،ومن هنا إذا كان االلتزام
املكفول صحيحا تكون الكفالة صحيحة أيضا ،وهذا استنادا إىل القانون املدين اجلزائري" :ال تصح الكفالة إال يف
االلتزام الصحيح ،وال تكون الكفالة صحيحة إال إذا كان االلتزام املكفول صحيحا"2وبناء على ذلك ميكن
التساؤل عن إمكانية كفالة االلتزام الباطل وااللتزام القابل لإلبطال.
-كفالة االلتزام الباطل ()Cautionnement de l'obligation nulle
إذا كفل الكفيل دينا ،وكان هذا االلتزام ابطال فان الكفالة تكون ابطلة على اعتبار أن الكفالة عقد تبعي،
فالتزام الكفيل يتبع التزام املدين األصلي يف صحته وبطالنه ،ويكون التزام هذا األخري ابطال إذا اختل أحد أركانه،
-1طبقا للقانون التجاري اجلزائري فان هناك عدة أنواع من الشركات التجارية لكل واحدة منها نظامها القانوين اخلاص ،فمن حيث مسؤولية الشركاء جند :يف شركة
التضامن كل الشركاء جيب أن تكون هلم أهلية االجتار ،ألن مسؤوليتهم غري حمدودة ،أما يف شركة املسؤولية احملدودة بنوعيها ميكن للشريك أن يكون قاصرا ،كما
أن يف شركة املسامهة ونظرا للمسؤولية احملدودة للشركاء حق للقاصر أن يكون شريكا فيها ،أما شركة التوصية البسيطة فهي تتكون من نوعني من الشركاء ،الشركاء
املتضامنون -ومسؤوليتهم غري حمدودة وابلتايل جيب أن يكون الشريك له أهلية االجتار ،وشركاء موصون مسؤوليتهم حمدودة فهنا ميكن للقاصر أن يكون شريكا
فيها ،وكذا نفس الشيء مع شركة التوصية ابألسهم ،فرحة زراوي صاحل ،حماضرات يف القانون التجاري ،السنة الثالثة ليسانس2003 ،كلية احلقوق ،وهران،
ص.17 .
-2املادة 648من القانون املدين.
129
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
ألن الكفالة ككل العقود حتتاج إىل شروط موضوعية عامة وهي الرضا واحملل والسبب ،فإذا اختل ركن من هذه
األركان كان العقد ابطال وابلتايل الكفالة اليت تكفله ابطلة ويظهر البطالن أكثر يف حال عدم مشروعية احملل أو
السبب يف العقد األصلي.
لكن القضاء الفرنسي رجح بقاء التزام الكفيل وذلك طبقا للقرار الصادر بتاريخ 1994-11-02ابعتبار
أن الكفالة ال تغطي االلتزامات التعاقدية فقط ولكن أيضا ما يتبع البطالن.1
لكن الفقه اعرتض على هذا املوقف واعتّب أن ما بين على ابطل فهو ابطل ،وابلتايل فان هذا يعتّب إخالال
أبحد خصائص الكفالة وهي أهنا عقد تبعي .فإذا كان البطالن قائما على عدم مشروعية احملل أو السبب كأن
يكون نشاط الشركة املكفولة خمالفا للنظام العام واآلداب العامة ،فان االعرتاف ابلوجود الفعلي للكفالة معناه
االعرتاف ابلنشاط غري املشروع الذي متت كفالته ،وهذا يتناىف مع املنطق والقانون ،فإذا مت متويل هذا النشاط
ومتت كفالته فعقد التمويل ابطل والكفالة ابطلة ألن نشاط املؤسسة ابطل.
إذا تعاقد البنك مع منشأة على آلية من آليات التمويل وكان الغرض الذي هتدف إليه هذه األخرية من وراء
هذا القرض غري مشروع أو أن ركن الرضا غري متوفر ،ومت إبرام العقد ،مث تقدم كفيل لضمان البنك الدائن أبن كفل
املنشأة ،فإذا ما تقدم أحد املتعاقدين البنك الدائن أو املنشأة املمولة بطلب بطالن العقد بطالان مطلقا ،فان
احلكم يكون حتما إببطال عقد التمويل وإرجاع األطراف إىل احلالة اليت كانوا عليها قبل العقد ،والذي يفرض
إرجاع األموال املقرتضة إىل البنك الدائن ،فاملدين هنا يلتزم ابلدفع الفوري ،مما ينتج عنه اختالف كبري خاصة يف
نسبة الفوائد وكذا يف آجال االستحقاق.
لكن مادام العقد ابطال ال ميكن أن نتصور أنه حيدث آاثرا بني املتعاقدين ،حيث ال نتصور وجود نسبة
فوائد ،فإذا كان الدين ابطال فآاثره ابطلة أو غري مقبولة أصال ،تبقى وضعية الكفيل يف مثل هذه احلالة وخاصة إذا
مل يكن على علم ابختالل أحد أركان العقد األصلي هنا تكون الكفالة ابطلة وابلتايل ال يوجد أي التزام على
عاتق الكفيل ،على اعتبار أن أحد خصائص الكفالة أهنا عقد تبعي ،فإذا كان االلتزام األصلي صحيحا وجب
1-Philipe Hegner, op. cit, p. 20: "L'obligation de restituer inhérente au contra t de prêt demeure
valable. Les considération des quelles le prêt a été consenti subsistaient donc tout que cette
" obligation n'est pas éteinte.
130
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
تنفيذه ،وابلتايل وجب معه تنفيذ التزام الكفيل إذا مل يستطع املدين األصلي ذلك ،أما إذا كان االلتزام األصلي
ابطال ألي سبب من األسباب ال نتصور وجود التزام من الكفيل وإال نكون نفينا خاصية التبعية عن الكفالة
وجعلناها التزاما أصليا وهذا خطأ فقها وقضاء ،وابلتايل إرجاع مجيع األطراف ،الدائن واملدين والكفيل إىل احلالة
اليت كانوا عليها قبل العقد دون إحداث أي آاثر قانونية ،وابلتايل نكون قد طبقنا املبدأ العام ما بين على ابطل
فهو ابطل ،أما إذا مت العكس فان ذلك خمالف للمنطق والقانون.
حىت ابلنسبة للشركة الفعلية فانه ال ميكن تطبيقها وان ابشرت أعماال قبل احلكم ابلبطالن إذا كان البطالن
قائما على عدم توافر األركان املوضوعية اخلاصة بعقد الشركة ،1أو إذا كان البطالن منصبا على عدم مشروعية
احملل أو السبب ،فال يكون عندئذ للشركة وجود قانوين وال فعلي .2ومنه إن كان هناك كفيل فإن الكفالة كذلك
كأن مل تكن ،ألنه ال ميكن كفالة ما هو ابطل.
-كفالة االلتزام القابل لإلبطال ()Cautionnement de l'obligation annulable
إذا كان االلتزام األصلي املكفول قابال لإلبطال فان الكفالة تكون كذلك ،والقابلية لإلبطال تعين أن االلتزام
صحيح ومنتج آلاثره حىت يتم احلكم ببطالنه ،فان حكم ببطالنه بناء على طلب املدين األصلي سقطت الكفالة
تبعا لذلك ،أما إذا أصبح االلتزام األصلي القابل لإلبطال صحيحا ابإلجازة من طرف هذا األخري أو سقط حقه
يف ذلك ،3فان االلتزام املكفول يتأكد وجوده وكذلك التزام الكفيل ،ويف حال قابلية التزام الكفيل لإلبطال ومل جيز
هذا األخري ذلك حيث متسك إببطاهلا تبطل الكفالة رغم إجازة االلتزام األصلي.
ويكون االلتزام املكفول قابال لإلبطال ألي سبب كان ،لنقص يف األهلية أوعيب من عيوب اإلرادة ،شريطة
أن يكون الكفيل غري عامل بذلك وقت انعقاد العقد ،جاز له أن يتمسك ببطالن التزامه ولو مل يتمسك املدين
ببطالن االلتزام األصلي املكفول.4
بصفة عامة ،إذا ما تقرر إبطال العقد األصلي بناء على طلب من تقرر ملصلحته اإلبطال فان االلتزام
-1الشروط املوضوعية اخلاصة منصوص عليها يف املادة 416من القانون املدين اجلزائري ابإلضافة إىل نية االشرتاك ،أما تعدد الشركاء فمستثىن من مؤسسة الشخص
الواحد.
-2فرحة زراوي صاحل ،املرجع السابق ،ص .3
-3املادة 101فقرة 1من القانون املدين اجلزائري" :يسقط احلق يف إبطال العقد إذا مل يتمسك به صاحبه خالل مخس ( )5سنوات" .
-4فوزي بن سديرة ،املرجع السابق ،ص.11 .
131
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
املكفول يزول ويبطل معه عقد الكفالة ألهنا عقد اتبع للعقد األصلي.
فإذا ما تصرف انقص األهلية يف شركة ذات مسؤولية حمدودة ابمسها وطلب قرضا من البنك لتمويل
مؤسسته ،أو أن املمثل الشرعي ألية شركة أجرى تصرفا ليس من سلطاته أو أنه خارج عن موضوع أو غرض
الشركة ،فإننا نكون هنا أمام احتمالني:
• االحتمال األول تقدم املدين أو من يهمه األمر ابملطالبة إببطال عقد االئتمان لوجود مدين انقص األهلية
وأنه ليس أهال إلجراء التصرفات ابسم هذه املنشأة رغم إمكانية أن يكون شريكا فيها ،أو أن ممثل الشركة
تصرف مبا مل يدخل يف موضوع أو غرض الشركة ،هنا التزام الشركة املكفول يزول ،ومنه إرجاع املبلغ
املقرتض اىل البنك ،ومبا أن الكفالة اتبعة لعقد القرض فان عقد الكفالة يبطل كذلك ،حىت أنه للكفيل
إمكانية للمطالبة إببطال العقد األصلي حىت يتحلل من التزامه شريطة أن يكون ليس لديه علم بعدم أهلية
املدين األصلي ،ألنه وقع يف غلط جوهري.
• االحتمال الثاين عدم تقدم أي أحد للمطالبة إببطال العقد األصلي أو الكفالة من املدين أو الكفيل لوجود
عيب يف الرضا أو األهلية ،فان االلتزام املكفول يتأكد وجوده وابلتايل يكون التصرف صحيحا وعلى
املؤسسة تنفيذ التزاماهتا جتاه البنك الدائن ،كما أن الكفالة تكون صحيحة وعلى الكفيل أن ينفذ التزامه إذا
مل تستطيع املؤسسة املكفولة ذلك.
وابلنسبة للشركة الفعلية اليت قامت بتصرفات اجتاه البنك وكانت ابطلة على أساس نقص األهلية أو وجود
عيب يف الرضا فان التصرفات اليت التزمت هبا يف مواجهة الغري تعد صحيحة ومنتجة آلاثرها وحيق للبنك الدائن هلا
التمسك ببقائها ،وابلتايل صحة عقد الكفالة ،كما له حق شهر إفالسها وتقسيم أمواهلا الستيفاء حقه حسب
قواعد اإلفالس ،وهذا كله حسب املصلحة اليت يرى البنك أهنا مناسبة له .فتعتّب الشركة الفعلية كما لو كانت
شركة صحيحة ،1ومن مث تبقى مجيع حقوقها والتزاماهتا قائمة ،سواء كانت كفيلة للغري أو مكفولة من قبل الغري،
لذلك اعرتف املشرع بنظرية الشركة الفعلية اليت تسمح بتثبيت التزامات الشركة خاصة اجتاه الغري.2
املمولة من
فعلى البنك أن أيخذ احليطة واحلذر حىت ال يتعرض للمخاطر ،وذلك ابلدراسة اجليدة للمؤسسة َّ
حيث التأسيس واملقدرة على الوفاء ،وللكفيل أيضا من حيث شخصه ومدى قدرته على الوفاء ،ولعقد الكفالة
كذلك من حيث حتديد املبلغ املكفول بدقة ،وحتديد مدة االلتزام حىت ال تكون هناك إمكانية لتحلل الكفيل من
التزامه كي ال خيسر البنك آلية ضمان هامة تكفل له محاية أمواله يف حال تعرضه خلطر عدم التسديد ،ألن لديه
مدينان أحدمها أصلي واآلخر كفيل ،فاالعتماد على الضمان وحده دون تشخيص للمؤسسة وللكفيل غري كاف
للحماية من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية.
كما أنه جيب على الكفيل أن أيخذ احليطة واحلذر قبل اإلعالن عن التزامه ألن فيه خماطر ،فقد ينصرف
إىل مجيع ذمته الشخصية خاصة إذا مل تكن للمؤسسة املكفولة املالءة للوفاء ابلتزامها فيضطر عندئذ الكفيل للوفاء
مكاهنا.
ج -أن يكون االلتزام المكفول معينا أو قابال للتعيين
إن هذا الشرط ليس خاصا ابلكفالة فحسب ،إمنا شرط عام ابلنسبة جلميع العقود ،أي أن يكون االلتزام
املكفول معينا أو قابال للتعيني ،كأن يعني أطراف هذا االلتزام من الدائن واملدين ،ويعني مصدر الدين.
فيجب تعيني طريف االلتزام ومها الدائن واملدين ،ألنه من الضروري أن يعرف الكفيل الشخص الذي سريجع
عليه إذا ما اضطر الوفاء اباللتزام للدائن ،وأكثر من ذلك جيب معرفة كل التفاصيل على املدين من سنه ووظيفته
والسلطات املخولة له وحدودها للتصرف ابسم املؤسسة إذا ما كان موضوع الدين قرضا ،وهذا حىت ال يقع
الكفيل يف غلط يؤدي إىل بطالن عقد الكفالة ،فمحكمة النقض الفرنسية حكمت إببطال القرار املطعون فيه
الصادر عن حمكمة االستئناف يف 1996-02-27اليت قضت بصحة الكفالة اليت مل يعني فيها اسم املدين
املكفول فهنا خرق لقواعد القانون املدين.1
وجيب تعيني حمل االلتزام املكفول مبا يشمله من مبلغ الدين والفوائد ،ومصدر االلتزام املكفول ،الذي
يكون يف حالة التمويل تعيني آلية التمويل.
ومبا أن العقد شريعة املتعاقدين ميكن أن يتفق البنك مع الكفيل أن يكون التزام هذا األخري خمتلفا يف املقدار
والشروط عن االلتزام األصلي ،لكن دون اخلروج عن مقتضيات املادة 652من القانون املدين اليت ال جتيز الكفالة
يف مبلغ أكّب مما هو منصوص عليه يف العقد األصلي ،وال بشروط قاسية أشد من شروط على املدين األصلي
املكفول ،ولكن إذا كان املبلغ أقل والشروط أهون فيجوز االتفاق على ذلك ،وابلتايل تكون الكفالة جائزة تبعا
لذلك.
ورغم أن هناك إمكانية ألن يكون التزام الكفيل أشد ،إذا كان هناك تضامن بني جمموعة من الكفالء أو
بني املدين والكفيل (الكفالة التضامنية) عكس ما هو عليه يف الكفالة البسيطة ،إال أنه دائما ال جيب أن يكون
التزام الكفيل أشد من التزام املدين األصلي ،وهذا طبقا لنص املادة السالفة الذكر.
رابعا :السبب ()La cause
إن السبب يف الكفالة له أمهية عملية وأساسية-ونظرا لعدم وجود هذا الركن يف األنظمة القانونية املختلفة
وعلى اعتبار أن الكفالة كباقي العقود البد من توفرها على األركان املوضوعية العامة سابقة الذكر من بينها ركن
السبب -نعود إىل القواعد العامة يف القانون املدين ،فطبقا ملا جاء يف القانون املدين جند " :إذا التزم املتعاقد لسبب
غري مشروع ،أو لسبب خمالف للنظام العام أو اآلداب،
كان العقد ابطال ،1" .وحسب نفس القانون جند" :كل التزام مفرتض أن له سبب مشروع ما مل يقم
الدليل على غري ذلك ،ويعتّب السبب املذكور يف العقد هو السبب احلقيقي مامل يقم الدليل على ما خيالف ذلك،
2
فإذا قام الدليل على صورية السبب فعلى من يدعي أن لاللتزام سبب آخر مشروع أن يثبت ما يدعيه" .
فإذا كنا أمام عقد متويل مؤسسة فان السبب هو الغاية أو اهلدف أو التّبير الذي جعل الكفيل يتقدم
املمولة من طرف البنك ،السبب يكون يف كثري من األحيان غري واضح ،ماعدا إذا
ابلتزامه لكفالة هذه املؤسسة َّ
كانت هناك مصلحة أو رابطة اجتماعية بني الكفيل واملدين أو كان هناك هدف مادي من وراء هذه الكفالة،
ونتصور ذلك يف حال ما إذا كانت هناك رابطة عائلية بني املدين والكفيل ،كأن تكون مبنية على العالقة الزوجية
كون الكفيل زوجا للمدين املكفول ،أو أن الكفيل عضوا يف الشركة املكفولة كمدير أو شريك ،فإذا ما كان هناك
انفصال بني الزوجني الكفيل واملكفول وإذا ما خرج الكفيل من الشركة املكفولة كعضو هنا جند غياب السبب
وابلتايل يبطل معه عقد الكفالة.1
كما أننا نتصور السبب يف عقد الكفالة إذا كان هناك غرض مادي من إنشاء عقد الكفالة ،ويظهر ذلك
جليا يف الكفاالت البنكية اليت تقدم كفالتها لعمالئها من أجل حصوهلا على عمولة ،والعميل املكفول تتدعم ثقته
عند اآلخرين ويتحصل على طلبياته.
كذلك يظهر السبب بوضوح عندما تكفل الشركة األم الشركة الفرع وتضمنها أمام البنك من أجل أن
تتحصل على مبلغ القرض ،فاملصلحة تقضي أن تقوم الشركة األم هبذا التصرف.
كما يظهر السبب يف حال ما إذا كفل الكفيل مدينا انقص األهلية ألنه أراد محاية أموال البنك ،القصد
من الكفالة هنا هو محاية البنك الدائن مما قد يتعرض
له من ضرر نتيجة متسك املدين إببطال العقد الذي أنشأ االلتزام ،لكن إذا كان اهلدف من الكفالة هو
اإلضرار مبصلحة املدين املكفول أو الدائن ،كأن يكون ذلك على سبيل الضغط أو احلصول على مصاحل غري
مشروعة أو القيام أبعمال متس ابلنظام العام واآلداب العامة.
املمولة هو جعلها تتحصل على
لكن اهلدف الواضح والرئيسي من كفالة الكفيل للمؤسسة االقتصادية َّ
التمويل الذي تريده ،على اعتبار أن البنك قد يشرتط من املؤسسة تقدمي كفالة كضمان مقابل منحها مبلغ
التمويل املطلوب ،وهذا كإجراء حتويطي حلماية أمواله من خطر عدم التسديد.
كما أن الكفاالت البنكية اليت تقدمها البنوك لعمالئها هدفها هو احلصول على عمولة من هذه العملية
من جهة ،ومن جهة اثنية تقوية املركز التعاقدي للعمالء ومحايتهم من خطر عدم تنفيذ الطرف اآلخر اللتزاماته،
البنك هنا ضامنا لعميله وأن حيل حمله إذا عجز عن الدفع ،وقبل أن يقدم البنك على مثل هذا االلتزام وجب
-1لكن بعد ذلك اجته رأي إىل اعتبار أن هذه املستجدات ال تؤثر على صحة الكفالة فال تكون ابطلة ،بل تظهر يف هذه احلالة كتصرف جمرد عن سببه ،وأصبح دور
السبب حمدود يف عقد الكفالة ،فالكفالة ال تؤدي دورها كضمان اذا كان الكفيل يفاجئ البنك الدائن يف كل مرة مبستجدات وأحداث خاصة حلياته املهنية
والعائلية ،كما أنه قد يستغلها كذريعة للتحلل من التزامه ،كما يظهر ذلك جليا يف أحكام القضاء ،حيث قررت حمكمة النقض الفرنسية يف":1972-11-8ان
سبب االلتزام ابلكفالة يوجد يف السماح للشركة املكفولة ابحلصول على قرض وليس يف الوظيفة اليت يشغلها الكفيل يف هذه الشركة ،" . .راضية أمقران ،املرجع
السابق ،ص.54 .
135
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
التأكد من السمعة االئتمانية للعميل ،ومدى جناعة املشروع موضوع التمويل ،ومدى مشروعية سبب الدين
املكفول.1
الفرع الثاني :نطاق التزام الكفيل
عقد الكفالة اتفاق بني الدائن والكفيل ،وهذا االتفاق هو الذي حيدد حدود التزام الكفيل ،وهذه احلدود
تكون وفقا لبنود العقد ،فإذا ختلف بند منها وجب أخذه ابلتفسري األصلح للكفيل ،ويستند هذا املبدأ التقليدي
والعام إىل تفسري الشك ملصلحة املدين.
أوال :نطاق التزام الكفيل من حيث الموضوع
هنا جيب التمييز بني الكفالة املطلقة والكفالة احملددة ملعرفة حدود التزام الكفيل.
حتديد ملقدار االلتزام .هذا عكس الكفالة التّبعية اليت يقوم هبا الشخص الطبيعي ال نتصور أن تكون مطلقة ،فهو
ال خيرج عن حدود االلتزام الذي تعهد به املدين األصلي وبنفس الشروط.1
ويف إطار أهلية الشركات فانه جيوز للشركة قبول التّبعات من الغري كأن يتّبع شخص طبيعي ميسور
بكفالته هلا بشرط أال يكون التّبع مقرتان بشرط يتناىف مع غرض الشركة ،أما تّبعات الشركات للغري فاألصل عدم
جوازها لتعارض ذلك مع غرض الشركة وهو السعي وراء حتقيق الربح ،حيث ال نتصور تقدمي شركة لكفالة تّبعية
للغري سواء أكان شخصا طبيعيا أو معنواي ألن ذلك يتناىف مع هدف الشركة.2
فالقاعدة القانونية اليت جاءت هبا املادة السابقة الذكر غري حمددة بضرورات شكلية أو موضوعية ،ألن
الكفيل غري ملزم أبن يضع يف العقد القيمة أو املبلغ أو الشروط ،حىت مدة االلتزام ميكن أن تكون غري حمددة،
لكن هذا الشرط األخري من فائدة الكفيل ويف غري مصلحة البنك الدائن ،ألنه ميكن للكفيل التحلل من التزامه يف
أي وقت ،وحيدث ذلك يف حال ما إذا كان مبلغ الدين املضمون غري حمدد وقت إبرام العقد.
ولكن من مصلحة الكفيل أن حيدد كل ما يتعلق ابلدين األصلي املضمون يف عقد الكفالة ولو حبد أقصى
يناسب قدرات ومالءة الكفيل ،وهذا حىت ال يلتزم بشيء فوق قدراته وطاقته املالية ،ألنه يف حال ما إذا كفل
الكفيل مؤسسة اقتصادية مدينة للبنك نتيجة عقد قرض ومل يتم التحديد ،هنا يكون الكفيل مسئوال عن أصل
الدين املكفول وملحقاته ،من فوائد قانونية واتفاقية والتعويضات الناشئة عن التأخر يف تنفيذ االلتزامات ،ألن
القرض غري املسدد يف املواعيد املتفق عليها ميكن أن يرتب مصاريف إضافية على البنك املمول ،من تكاليف
التشغيل ومصاريف االتصال والتكاليف النامجة عن استخدام الوسائل .3هذه التكاليف واألعباء يتحملها الكفيل
إذا كانت الكفالة مطلقة ،ابإلضافة إىل إمكانية حتمله للفائدة املركبة اليت هي نسبة الفائدة على مبلغ القرض وعلى
الفائدة اليت حيتسبها البنك الدائن نتيجة أتخر املؤسسة يف السداد.
لكن إذا شاب الكفالة غموض وكانت هناك منازعات ،فان تفسري هذه األخرية جيب أن يكون ضيقا
ودائما ف مصلحة الكفيل ،وان توسع الكفيل يف التزاماته جيب األخذ أبقل حد ممكن ،فال تكون هناك مبالغة يف
املصروفات ،فهناك ويف هذه احلالة األخرية من يفرق بني املصروفات قبل إخطار البنك للمدين واليت بعد
اإلخطار ،ففي احلالة األوىل الكفيل يتحمل هذه املصروفات ،أما يف احلالة الثانية ال يتحملها الكفيل.
ويف حالة الكفالة املطلقة فان املشرع تفطن إىل هذا النوع من الكفالة ،حيث ميكن أال يوجد اتفاق بني
الكفيل والدائن يف هذه احلالة تفسر الكفالة تفسريا موسعا ،فهي تشمل الدين وكل ما يستجد إىل حني حلول
أجل تنفيذ االلتزام.1
ب -الكفالة المحددة ()La cautionnement limité
هنا يسأل الكفيل يف حدود ما يقوم ،فإذا كفل جزء من التزامات املدين فانه يسأل عن هذا اجلزء فقط،
وابلتايل فالكفالة احملددة ال تتجاوز احلدود املرسومة يف العقد ،فإذا ما تقدمت مؤسسة اقتصادية بطلب إىل البنك
للحصول على متويل واشرتط هذا األخري تقدمي كفيل ،وتقدم الشخص ليعلن التزامه ولكنه اشرتط أن يضمن أصل
الدين فقط دون الفوائد ،فان الكفيل يلتزم مبا نص عليه عقد الكفالة فقط ،فال ميكن للبنك الدائن أن يطلب منه
الفوائد أو ملحقات الدين يف حال عدم السداد أو التأخر عن السداد من طرف املؤسسة املكفولة ،لكن هذا
التحديد يكون ابتفاق الطرفني الدائن والكفيل ويسجل ذلك يف عقد الكفالة ،كما أن هذا التحديد جيب أن
يكون دقيقا وواضحا ،ألنه إذا مل يكن كذلك سوف تفسر الكفالة تفسريا واسعا ومنه نعود إىل نص املادة 653
السالفة الذكر.
ثانيا :نطاق التزام الكفيل من حيث األشخاص
كما أشران سابقا ،فمن مصلحة الكفيل أن حيدد كل كبرية وصغرية اللتزامه يف عقد الكفالة ،ابإلضافة إىل
مبلغ الدين املكفول ومدة االلتزام جيب حتديد أطراف االلتزام ومها الكفيل واملدين األصلي ابإلضافة إىل البنك
الدائن ،فالدائن والكفيل طرفان أساسيان يف عقد الكفالة فهما اللذان يتبادالن اإلجياب والقبول ،بينما املدين
املكفول ليس طرفا فيها ،ألنه ميكن كفالته وهو غري راض بذلك وحىت دون علمه ،ولكن رغم ذلك إال انه يعتّب
عنصرا جوهراي يف عقد الكفالة على اعتبار أن الغلط يف شخص املدين أو يف صفة من صفاته جيعل عقد الكفالة
-1املادة 653من القانون ا ملدين اجلزائري" :إذا مل يكن هناك اتفاق خاص ،فان الكفالة تشمل ملحقات الدين ،ومصروفات املطالبة األوىل ،وما يستجد من
املصروفات بعد إخطار الكفيل" .
138
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
قابال لإلبطال ،كأن يكون الكفيل اجتهت إرادته إىل كفالة شركة تضامن لكنه وجد نفسه قد كفل شركة ذات
مسؤولية حمدودة ،على اعتبار أن األوىل يسأل الشركاء فيها مسؤولية غري حمدودة وشخصية ومطلقة وابلتضامن عن
ديون الشركة هذا يصب يف مصلحته عكس الثانية اليت يسأل الشركاء فيها مسؤولية حمدودة حسب ُمقدَّماهتم،
أوان الكفيل كفل شركة ضاان أهنا قدمت للبنك املمول ضماانت أخرى فاكتشف أهنا قدمت الكفالة فقط
كضمان ،ألن الضماانت األخرى سوف حتميه من احتمالية رجوع البنك الدائن عليه يف حال عدم قدرة الشركة
على الوفاء ابلتزامها.
كما أن املدين حمل اعتبار ،ألنه يف حال ما إذا أُستبدل مبدين آخر أو ُحول الدين إىل مدين آخر ويكون
هذا يف حال انتقال االلتزام ،1فهنا ميكن للكفيل إبطال عقد الكفالة.
أما ابلنسبة للقانون التجاري فتظهر هذه احلالة جلية يف حال حتول املؤسسة إىل شخص معنوي آخر،
ويكون ذلك عند دمج مؤسستني يف بعضهما لتتحول إىل مؤسسة جديدة ،أو يف حال حتول الشركة مهما كان
نوعها إىل شركة أخرى لظروف طرأت على الشركاء نتيجة وفاة أو انسحاب أحد الشركاء لكن بشروط وإجراءات
قانونية ،ومهما يكن نوع الدمج أو التحول 2فإن املؤسسة املكفولة سوف تتغري ابلنسبة للكفيل ،حيث سوف
يكفل شخصا معنواي جديدا وله االختيار إما أن يقبل هذا الطارئ أو أن يطلب إبطال عقد الكفالة ،ألن للكفيل
إمكانية التحلل من التزامه إذا تغري املدين األصلي ومن مث تّبأ ذمة الكفيل.
الفرع الثالث :آثار الكفالة ()Des effets du contrat
إن عقد الكفالة ينشئ عالقات خمتلفة :عالقة بني الدائن ابملدين من خالل مطالبة الدائن للمدين ابلوفاء
ابلتزامه ،إذا مل يف هذا األخري ابلدين أمكن للدائن الرجوع على الكفيل للوفاء بذلك مبوجب عقد الكفالة فتنشأ
-1املادة 251من القانون املدين اجلزائري" :تتم حوالة الدين ابتفاق بني املدين وشخص آخر يتحمل عنه الدين" .
-2الدمج قد يكون عن طريق الضم ) (Absorptionوهذا إذا اندجمت شركة يف شركة أخرى قائمة ،حيث تنقضي الشركة املندجمة وتفقد شخصيتها املعنوية وحتل
حملها الشركة الداجمة ،حبيث تنتقل مجيع حقوق والتزامات الشركة املندجمة اىل الشركة الداجمة وتصبح هي املسئولة عن كل االلتزامات ،أما حالة
املزج)(Créationفتعين اندماج شركتان أو أكثر قائمة لتنشأ شركة جديدة تكون هي املسئولة عن كل االلتزامات .املادة744من القانون التجاري ،وليلى
بلحاسل منزلة ،املرجع السابق ،ص .139-138 .أما التحول فهو انتقال الشركة من نوع اىل نوع آخر من األنواع املنصوص عليها يف القانون التجاري اجلزائري
وهذا يف حال حدوث طارئ على أحد الشركاء أو أكثر من وفاة أو انسحاب أو عارض ،ويكون هذا ابتفاق الشركاء الباقني ،مع تعديل يف القوانني األساسية،
واحرتام القواعد اخلاصة بكل شكل من الشركة امل َوافَق عليها .عبد القادر البقريات ،املرجع السابق ،ص.35 .
ُ
139
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
عالقة بني الدائن والكفيل ،وعندما يفي هذا األخري ابلدين أمكنه الرجوع على املدين املكفول فتنشأ عالقة بني
الكفيل واملدين.
أوال :عالقة الدائن بالمدين األصلي
جيب على البنك الدائن الرجوع على املؤسسة املدينة واملكفولة أوال قبل أن يرجع على كفيلها ،هذا إن
كانت الكفالة بسيطة أو أن الكفيل مل يتنازل عن هذا احلق ابعتباره قاعدة مكملة ليست من النظام العام ميكن
ألطراف العقد االتفاق على ما خيالف ذلك ،1لكن إن كان أجل التزام املؤسسة والكفيل واحد أو وجود تنازل من
الكفيل عن حقه يف الدفع أمكن للبنك مطالبة أي واحد منهما أومها معا.
واملقصود ابلرجوع املطالبة القضائية ،فال جيوز للدائن أن يرفع دعوى على الكفيل وحده وبصفة مباشرة
إللزامه بوفاء ابلدين ما مل يرفع دعوى أوال على املؤسسة املكفولة يلزمها فيها ابلوفاء ابعتبارها مدينة أصلية للبنك
جراء عقد التمويل ،ألنه إن فعل ذلك هذا األخري فان الكفيل لديه وسيلة الدفع بوجوب الرجوع على املؤسسة
أوال ،إذا ثبت إعسار( )Insolvabilitéهذه األخرية عندئذ أمكن للبنك مطالبة الكفيل ،2على اعتبار أن
املطالبة تكون للمدين املكفول مث الكفيل ما مل يكن هناك تضامن بني الكفيل واملدين األصلي.
ثانيا :عالقة الدائن بالكفيل
يلتزم الكفيل مبقتضى عقد الكفالة أن يضمن تنفيذ التزام املؤسسة املدينة ،ويرتتب على ذلك أن البنك
الدائن يطالب الكفيل املدين التابع ابلوفاء ابلتزام املكفول ،لكن نظرا لصفة التبعية اليت متيز عقد الكفالة فانه جيب
على البنك الدائن أن يطالب املؤسسة أوال قبل الرجوع على الكفيل ،كما جيب أن ينفذ على املؤسسة الستيفاء
حقه قبل أن ينفذ على أموال الكفيل ،هذا يسمى الدفع ابلتجريد ( ،)Bénéfice de discussionفليس
للدائن مطالبة الكفيل قبل حلول أجل استحقاقه.
املمولة مهلة أخرى للسداد كان للكفيل إما أن يفي ابلدين األصلي فور
لكن إذا منح البنك للمؤسسة َّ
حلول أجل التزامه وإما أن ينتظر ويستفيد من مد األجل طبقا لصفة التبعية اليت متيز عقد الكفالة.1
كما جيب التفرقة بني الكفالة البسيطة والكفالة التضامنية عند مطالبة البنك الدائن للكفيل.
فإذا كانت الكفالة بسيطة فان الكفيل كفيل عادي ،وابلتايل ال جيوز للبنك الدائن أن يرجع عليه وحده ما
مل يرجع على املؤسسة املكفولة وإال كان أمام الكفيل دفع وهو مطالبة البنك ابلرجوع على املؤسسة املدينة أوال.2
أما إذا كانت الكفالة تضامنية ،سواء أكان هذا التضامن بني الكفيل واملدين األصلي 3أو بني عدة كفالء.
ففي احلالة األوىل يسقط حق الكفيل يف هذا الدفع ألنه متضامن مع املدين األصلي ،4وللبنك الدائن احلق
يف مطالبة أي من الكفيل أو املؤسسة املمولة ،أو يطالبهما معا على اعتبار وجود تضامن بينهما.5
أما عن احلالة الثانية ،وهي تعدد الكفالء لدين واحد وبعقد واحد وكانوا غري متضامنني فيما بينهم ،قُسم
الدين عليهم ،وال جيوز للبنك الدائن مطالبة كل كفيل إال بقدر نصيبه يف الكفالة ،6ويكون للكفيل حق الدفع
ابلتقسيم ،وإذا التزم الكفالء بعقود متوالية فان كل واحد منهم يكون مسئوال عن الدين كله ،إال إذا احتفظ لنفسه
حبق التقسيم.)Bénéfice de division(7
نظرا خلطورة املهنة املصرفية ،واملخاطر اليت تعرتضها جراء عملية التمويل وخاصة خطر عدم التسديد ،فان
البنوك عادة ما تشرتط يف عقد الكفالة شروطا جتعلها حممية من هذا اخلطر ،كأن تشرتط كفالة تضامنية وليس
بسيطة ،كما قد تشرتط على الكفيل التنازل على حقه يف الدفوع عند مطالبة البنك له ،وهذا حىت ينفذ الكفيل
-1طبقا لنص املادة 211من القانون املدين اجلزائري ،فان هناك حاالت يسقط فيها أجل االلتزام واليت تتمثل يف :اإلفالس ،إضعاف أتمينات الدين ،عدم تقدمي
املدين ما وعد بتقدميه من أتمينات .ومبا أن الكفالة عقد تبعي فان أجل التزام الكفيل يسقط تبعا للدين.
-2املادة660من القانون املدين اجلزائري" :ال جيوز للدائن أن يرجع على الكفيل وحده اال بعد رجوعه على املدين ،وال جيوز له أن ينفذ على أموال الكفيل إال بعد
أن جيرد املدين من أمواله ،وجيب على الكفيل يف هذه احلالة أن يتمسك هبذا احلق" .
-3قرار صادر عن احملكمة العليا ،يف ،2007-6-20قضية بنك التنمية احمللية ضد(س-ع) ،اجمللة القضائية ،2008العدد ،1ص" :.87 .الكفالة املتضامنة تفقد
الكفيل حق املطالبة بتجريد املدين من أمواله" . . .
-4قرار صادر عن احملكمة العليا ،الغرفة التجارية والبحرية ،يف ،2008-03-05قضية مؤسسة ترقية السكن العائلي ضد بنك التنمية وكالة ،417اجمللة
القضائية ،2008العدد ،1ص" : 141 .ميكن للدائن ،يف كفالة شخصية وابلتضامن رفع دعوى مباشرة على الكفيل املتضامن دون أن يكون يف وسع هذا
األخري طلب التجريد" . . .
-5املادة665من القانون املدين اجلزائري" :ال جيوز للكفيل املتضامن مع املدين أن يطلب التجريد" .
-6املادة664فقرة1من نفس القانون.
-7املادة664فقرة2من نفس القانون.
141
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
التزامه مبجرد مطالبة البنك الدائن له ،كيال تكون هناك أعباء إضافية على حساب أموال هذا األخري ،ألن املطالبة
ابألموال اليت أقرضها قد تكلفه غاليا وخاصة يف حال ما إذا مل جيد استجابة سواء من املدين أو الكفيل .1وأكثر
من ذلك قد يطلب البنك الدائن من املؤسسة طالبة التمويل أن تقدم كفيال عينيا ،هذا األخري يقدم للبنك الدائن
كضمان رهنا ألمالك عقارية ميلكها ،وليس له احلق يف الدفع ابلتجريد ما مل يوجد اتفاق يقضي خبالف ذلك،
ومؤدى ذلك أنه ميكن للدائن البدء يف التنفيذ على العقار املرهون اململوك للكفيل العيين دون أن يعرتض على
ً
ذلك ،ولكن يبقى اخلطر قائما حيث جيوز للكفيل أن يتمسك ضد البنك الدائن ابلدفوع اليت كان للمدين
األصلي أن يتمسك هبا ابعتبار أن الكفالة عقد تبعي.2
ابإلضافة إىل كل ذلك فهناك دفوع أخرى للكفيل أن يتمسك هبا وهي يف جمملها تشكل محاية للكفيل
ومتثل خطرا على الدائن إذا مل يضعها يف احلسبان وتتمثل يف:
-الدفع إبضاعة التأمينات ،أي أخذ أي ضمان خاص سواء كان اتفاقيا أو قانونيا أو حىت قضائيا ،حيث تّبأ
ذمة الكفيل ابلقدر الذي أضاعه الدائن من ضماانت ولو كانت بعد الكفالة.3
-الدفع بعدم اختاذ الدائن لإلجراءات ضد املدين ،فتأخر الدائن ابختاذ اإلجراءات ضد املدين جتعل الكفيل
تّبأ ذمته وابلتايل يكون قد ضيع إحدى ضماانت االئتمان.4
-الدفع بعدم تدخل الدائن يف تفليسة املدين ،فهي الوسيلة اليت تسمح للدائن يف احلصول من املدين على ما
ميكنه من استيفاء حقه ،ألنه إذا ضيع ذلك ال ميكنه الرجوع على الكفيل الذي ميكنه التمسك بّباءة ذمته
ابلقدر الذي أضاعه الدائن عند عدم دخوله يف تفليسة املدين.5
لكن النص القانوين واضح يف هذه املسألة ،حيث أعطى هذه اآللية القانونية للكفيل كي يتمسك هبا وهي
مجلة من الدفوع ألن ذلك من حقه ،على اعتبار أن الكفالة من التصرفات اخلطرة اليت قد تنصرف إىل كل الذمة
املالية للكفيل ،فال ميكن تصور تنازل الكفيل عن حقه يف الدفع ابلتجريد أو الدفع ابلتقسيم هبذه السهولة 1ما مل
تكن هناك مصلحة قوية جدا بني الكفيل واملدين املكفول وما مل تكن للكفيل ثقة كبرية يف املدين الذي يكفله
وقدرته على الوفاء ،أضف إىل ذلك وحلماية أكثر للكفيل فانه عادة ما ال يتقدم هذا األخري ابلتزامه اجتاه البنك
الدائن إال إذا وجد ضماانت أخرى قدمتها املؤسسة إىل البنك إىل جانب الكفالة اليت التزم هبا هو.
ثالثا :عالقة الكفيل بالمدين
الكفيل الذي وىف ابلدين املضمون للبنك الدائن له حق الرجوع على املدين األصلي السرتجاع ما دفعه،
ويكون ذلك وفقا آلليات قانونية من حق الكفيل.
أ -دعوى الكفالة ()Action en cautionnement
وهذا ما تنص عليه املادة 670فقرة 1من القانون املدين ،حيث جيب على الكفيل أن خيّب املدين قبل أن
يقوم بوفاء الدين وإال سقط حقه يف الرجوع على املدين واملادة 672من نفس القانون تنص على أن للكفيل
احلق يف الرجوع على املدين ومطالبته أبصل الدين واملصروفات 2إذا وىف الدين.
ب -دعوى الحلول ()Action en subrogation
يقصد هبا أن الكفيل إذا وىف الدين مكان املدين األصلي حيل حمل البنك الدائن يف مجيع ماله من حقوق
قبل املؤسسة املكفولة ،هذا طبقا ملا نصت عليه املادة 671من القانون السالف الذكر ،لكن إذا وىف ببعض
الدين فال يرجع على املدين إال إذا وىف هذا األخري كامل الدين للدائن ،وهذا طبقا للمادة السالفة الذكر.3
الفرع الرابع :حاالت انقضاء الكفالة
ابإلضافة إىل األسباب العامة النقضاء الكفالة ،4فان هناك حاالت أخرى تنقضي هبا الكفالة .وهذه
-1املادة 660السالفة الذكر . . .":وجيب على الكفيل يف هذه احلالة أن يتمسك هبذا احلق" .
-2املصروفات اليت يطالب هبا الكفيل املدين اليت دفعها من وقت إخبار املدين ابإلجراءات املتخذة ضده ،نفس املادة السابقة.
-3املادة":671إذا وىف الكفيل الدين ،كان له أن حيل حمل الدائن يف مجيع ماله من حقوق جتاه املدين .ولكن إذا مل يوف اال بعض الدين ،فال يرجع مبا وفاه اال بعد
أن يستويف الدائن كل حقه من املدين" .
-4الوفاء ،الوفاء مبقابل ،التجديد ،املقاصة ،احتاد الذمة ،استحالة التنفيذ ،اإلبراء ،التقادم ،هذا ما جاءت به املواد من258اىل307من القانون املدين اجلزائري.
143
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
احلاالت تشكل الوجه السليب للكفالة ،حيث أهنا متثل خماطر الكفالة ،ألهنا ال توفر ضماان كافيا للبنك الدائن
يكفل له احلصول على حقه كامال ،لدلك يرتدد الدائن يف قبول الكفالة مامل تكن صادرة عن مصرف ،أوعن
شخص مشهود له ابملالءة واالستقامة.
أوال :انقضاء الدين األصلي
مبا أن الكفالة كما أشران سابقا عقد يتميز خباصية التبعية ،فانه عندما يفي املدين األصلي املكفول يؤدي
تبعا لذلك إىل انقضاء التزام الكفيل ،وابلتايل إبراء ذمة الكفيل .1وهنا تكون الكفالة قد أدت دورها رغم أن
املدين هو الذي وىف ابلدين .ويف هذا فائدة للبنك الدائن يف أنه استوىف دينه ،وللمدين أنه كسب ثقة البنك
والكفيل ،وهدا األخري النقضاء التزامه وإبراء ذمته.
ثانيا :خطأ البنك الدائن
ويكون ذلك يف حالة ارتكاب البنك الدائن خطأ ما من إضاعة التأمينات إىل التأخر يف اختاذ اإلجراءات،
فالكفالة حمفوفة ابملخاطر إذا مل يتم االحتياط لذلك واستغالهلا أحسن استغالل ،ويكون ذلك يف حالة إضاعة
التأمينات ،فهنا تّبأ ذمة الكفيل ،وابلتايل يكون البنك الدائن قد أضاع آليات قانونية منحها له املشرع من أجل
محاية أمواله ،إما عن جهل ابلقوانني السائدة ،وإما لتهاونه يف اختاذ ذلك ،و يقصد هنا ابلتأمينات كل اآلليات
املخصصة لضمان الدين ،فأحياان يطلب البنك الدائن ضماانت ولكنه يضيعها 2بسبب عدم قيدها وأحياان ال
يطلبها أصال من املؤسسة اليت موهلا لثقته املفرطة هبا ،وهذا يشكل خطرا على أمواله ،فطلب الضماانت وحده غري
كاف بل جيب على البنك أن يدعمها ابآلليات القانونية اليت تكفل له احلفاظ على أمواله ويف نفس الوقت
احلفاظ على الضماانت ،فالضمان وحده غري كاف ما مل تسبقه دراسة جادة عن املدين والكفيل وحىت الضمان
املقدم والتأمينات املقررة له.
-1املادة 664فقرة 1من القانون املدين اجلزائري" :يّبأ الكفيل مبجرد براءة املدين وله أن يتمسك جبميع األوجه اليت حيتج هبا املدين" .
-2املادة 656من القانون املدين اجلزائري" :تّبأ ذمة الكفيل اب لقدر الذي أضاعه الدائن خبطئه من الضماانت .ويقصد ابلضماانت يف هذه املادة كل التأمينات
املخصصة لضمان الدين ولو تقررت بعد الكفالة وكذلك كل التأمينات املقررة حبكم القانون" .
144
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
كما يظهر خطأ البنك الدائن يف عدم اختاذ اإلجراءات الكفيلة ابسرتجاع أمواله عند حلول أجل
االستحقاق ،1لذا عند حلول أجل وفاء املؤسسة ابلتزاماهتا على البنك املمول أن يتخذ اإلجراءات القانونية لدفع
املؤسسة إىل الوفاء ،لكن ليس جمرد التأخر يف ذلك يؤدي إىل إبراء الكفيل ،بل جيب على هذا األخري أن ينبه
البنك الدائن إىل وجوب اختاذ اإلجراءات الالزمة لدفع املؤسسة املمولة للوفاء ،هذا اإلجراء مفيد للطرفني البنك
الدائن وللكفيل ،فاألول ميكنه احلفاظ على أمواله واحلفاظ على آلية الضمان ألنه إذا مل يفعل تّبأ ذمة الكفيل،
والثاين يستفيد من رجوع الدائن على املدين قبل الرجوع عليه ومنه احلفاظ على ذمته املالية.
فاملصلحة تقتضي أن يكون هناك تعاون بني البنك الدائن والكفيل على إلزام املدين ابلوفاء.
وأكثر من ذلك ،وألكثر محاية للطرفني ،من واجب الكفيل أن يرشد الدائن إىل أموال املدين تفي ابلدين
كله ،وهذا كله على نفقة الكفيل.2
ثالثا :التغير الطارئ على المكفول
وحتدث هذه احلالة يف املؤسسات االقتصادية حال انفصاهلا أو اندماجها أو تغري نظامها القانوين ،ومادام
أن الشخص املدين حمل اعتبار ،فان استبداله أو تغري صفته يؤدي إىل إمكانية حتلل الكفيل من التزامه اجتاه البنك
الدائن ،ألن الكفيل إذ يكفل شخصا معينا فهو ال يفرتض أن يكفل غريه يف مكانه.
ففي حالة دمج الشركة ( )Fusionأو انفصاهلا ( )Scissionتغري الشخص املعنوي وظهر شخص
معنوي جديد خيتلف نظامه القانوين عما سبقه ،ومنه نكون إزاء دين جديد ،وابلتايل تنقضي الكفالة ويتحلل
الكفيل من التزامه ،أما إذا كان هذا التعديل ال يؤدي إىل شخص معنوي جديد ،بل بقي النظام القانوين نفسه
عندئذ بقي الكفيل ملزما ابلكفالة ،وعادة ما ينشأ عن املزج شركة جديدة ،أما الضم فال ينشأ عنه شخص معنوي
جديد.3
-1املادة 657فقرة 2من نفس القانون":غري أن ذمة الكفيل تّبأ إذا مل يقم الدائن ابختاذ اإلجراءات ضد املدين خالل ستة أشهر من إنذار الكفيل للدائن ما مل
يقدم املدين للكفيل ضماان كافيا" .
-2املادة 661الفقرة 1من نفس القانون.
.Mohamed Salah, op. cit, pp. 159-160 -3املادة 744السالفة الذكر،
145
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
كما أن تغري شكل الشركة نظرا للظروف الطارئة عليها نتيجة للحصص أو الشركاء فان ذلك يؤدي إىل
تغري نظامها القانوين وهذا ابتفاق الشركاء الباقني ،فإذا كانت الشركة مكفولة وتغريت إىل شكل آخر أمكن
للكفيل التحلل من التزامه إال إذا رضي بذلك ،1ألن املدين قد تغري وحل حمله شخص معنوي جديد.
رابعا :تحلل الكفيل من التزامه
تنتهي الكفالة بتحلل الكفيل من التزامه ،ويكون ذلك يف حال ما إذا كانت الكفالة غري حمددة املدة،
فللكفيل أن يتحلل من التزامه ابلنسبة للمستقبل ويف أي وقت ،ويكون ذلك إبعالن إرادته إىل البنك الدائن،
شريطة أن يكون إهناء االلتزام يف وقت مناسب وحبسن نية ولسبب مّبر ،حيث أنه للكفيل أن حيتج بنقص أهلية
املدين شريطة أن يكون غري عامل بذلك وقت التعاقد ،وابلتايل ميكنه املطالبة إببطال عقد الكفالة ،ومنه التحلل من
التزامه اجتاه البنك الدائن .وابملفهوم الواسع للتحلل فان أي تغري طارئ على املدين املكفول أو عدم أخذ
الضماانت أو التأخر يف اختاذ اإلجراءات من البنك الدائن يؤدي إىل حتلل الكفيل من التزامه.
2
خامسا :حالة إفالس المؤسسة
إذا أفلست املؤسسة االقتصادية املدينة واملكفولة وجب على البنك الدائن أن يتقدم بدينه يف التفليسة ،وإال
سقط حقه يف الرجوع على الكفيل بقدر ما أصاب هذا األخري من ضرر بسبب إمهال البنك الدائن.3
ويف هذا اإلطار قد تظهر بعض احلاالت اليت قد جيري فيها اتفاق بني املؤسسة اليت فشلت يف تسديد
ديوهنا والبنك الدائن على تسوية األمر بينهما دون اللجوء إىل إجراءات شهر اإلفالس القضائي للمؤسسة .وذلك
رغبة منه مبنح فرصة هلا ألهنا متلك إمكاانت مستقبلية جيدة يف حال جتاوزت اضطراابهتا املالية احلالية وابلتايل
ستكون عميال جيدا يف املستقبل ،األمر الذي يعتّب أفضل بكثري من اخلسارة اليت قد تنتج عن عدم حتصيل كافة
الديون من خالل آلية التصفية ،ابإلضافة إىل أن مثل هذا االتفاق يؤدي إىل توفري النفقات املتعلقة ابإلجراءات
القانونية لشهر اإلفالس والتصفية .فهذه املعاجلة تكون يف تقدمي تنازالت طوعية من قبل الدائنني إلعادة تنظيم
املؤسسة هبدف إعادة أتهيلها ومتكينها من استعادة مركزها املايل على أساس أن مستقبلها يبشر ابخلري .وإن كان
-1املادة 254فقرة 2من القانون املدين اجلزائري" :غري أنه ال يبقى للكفيل ،عينيا كان أو شخصيا ،التزام جتاه الدائن إال إذا رضي ابحلوالة "
-2الشريف رحيان ،املرجع السابق ،ص.114-113
-3املادة 658من القانون املدين اجلزائري ،وللتعرف أكثر على اإلفالس الرجوع إىل النصوص القانونية املطبقة عليه ،املواد من 215إىل 316من القانون التجاري
اجلزائري.
146
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
رغم اعتبار الكفالة آلية قانونية يف يد البنك الدائن يستعملها حلماية أمواله من خطر عدم تسديد املؤسسة
االقتصادية للديون ،إال أهنا ال يعول عليها كثريا ،وهذا نظرا لسلبياهتا ،حيث أهنا ال تضمن احلماية الكافية يف
املمولة على السداد ،وكذا عدم ضمان إمكانية تنفيذ الكفيل اللتزامه إما إلعساره أو
مواجهة عدم قدرة املؤسسة َّ
وفاته أو إلمكانية التحلل من التزامه الذي وقعه ،إذ أن خطر إعسار الكفيل يظل قائما إىل جانب إعسار املدين
أو نظرا للدفوع اليت منحه إايها املشرع من الدفع ابلتجريد والدفع ابلتقسيم ،أو حىت عدم كفاية ذمته املالية للوفاء
بديون البنك ،وهذا إلمكانية وجود دائنني آخرين يزامحون البنك وهو ليس على دراية هبم ،وأكثر من ذلك ممكن
أن تكون هلؤالء أتمينات عينية لضمان الدين ،وابلتايل يكون وضع البنك ضعيفا أمام هؤالء الدائنني الذين مل
يضيعوا هذه الضماانت.
كما أن املشرع يلجأ إىل محاية الكفيل على اعتبار أنه الطرف الضعيف واملدين ،عمال ابملبادئ العامة،
حيث أن اآلليات اليت منحه إايها كثرية وقوية للدفاع عن نفسه ،وأن تفسري الكفالة دائما يكون ضيقا وملصلحة
الكفيل إذا شاب العقد غموضا ،كما أن اخلطر قد أييت من البنك الدائن نفسه من خالل إضاعته للتأمينات اليت
كانت ستعزز مركزه التعاقدي وجتعله حمميا أكثر من خماطر متويل املؤسسة أو من عدم تنفيذ الكفيل اللتزامه ،ألن
البنك إبمكانه طلب كفيل عيين بدال من الكفيل الشخصي ،كما أن خطر الكفالة قد أييت من تضييع البنك
لإلجراءات القانونية عند مطالبة املؤسسة املدينة ابألموال اليت اقرتضتها منه .هذه األسباب وغريها جتعل الكفيل
تّبأ ذمته اجتاه البنك الدائن.
إذن فاملخاطر اليت حتيط بعقد الكفالة ،تظهر من خالل ،1خاصية التبعية اليت متيز هاته اآللية القانونية،
واليت ينتج عنها حق متسك الكفيل اجتاه البنك الدائن بكل الدفوع اليت ميكن أن يدفع هبا املدين األصلي.
وصعوبة البنك الدائن يف تقدير الذمة املالية للكفيل ،وابلتايل خطر عدم استيفائه حلقه نتيجة إعسار هذا األخري
إىل جانب إعسار املدين األصلي .كما أن ملزامحة الدائنني اآلخرين دوره يف أتثري على حق البنك الدائن ،نظرا
لعدم متكن هذا األخري من معرفة ما إذا كان الكفيل قد أنشأ التزامات أخرى من نفس النوع لصاحل دائنني آخرين.
وأخطر من كل ذلك ،هو ميل القوانني إىل محاية الكفيل ابعتباره الطرف الضعيف مما يشكل ضعفا آللية الكفالة
يف حتقيق احلماية للبنك الدائن.
أمام هذه السلبيات للكفالة ما على البنك سوى االحتياط لذلك عن طريق اإلحاطة ابلتشريعات اليت
ختص هذه اآللية ،وفرض شروط على الدائن والكفيل جتعل مركزه كدائن قواي ،واللجوء أكثر إىل املطالبة ابلكفالة
التضامنية ،سواء تضامن الكفيل مع املدين أو تضامن عدة كفالء ،واختيار الكفيل العيين على الكفيل الشخصي،
وهذا حىت تكون لديه أشياء ملموسة ينفذ عليها يف حال عجز املدين أو الكفيل على الوفاء ابلدين ،وهذا للتقليل
من املخاطر النامجة عن عملية التمويل ،وابلتايل إمكانية اسرتجاع البنك ألمواله ،كما أنه يف وسع البنك الدائن أن
جيري دراسة وافية ومعمقة عن الكفيل الضامن من مجيع النواحي ،سواء أكان الشخص طبيعيا أو معنواي ،وهذا
قبل قبوله كضامن ،ألن االعتماد على الكفالة وحدها دون دراسة للكفيل الضامن يشكل خطرا على األموال
قرضة من جهة وعلى الكفالة من جهة اثنية ،ألنه إذا حتلل الكفيل من التزامه خسر البنك هذا الضمان،
امل َ
-1رقية جبار ،مداخلة حول :الكفالة البنكية كضمان يف الصفقات العمومية ،جامعة املدية ،2013-30-20 ،ص.14
148
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
وابلتايل تكون أمواله يف خطر ،واالعتماد على الكفالة وحدها غري كاف ما مل يدعمها الدائن جبملة من التأمينات
األخرى واليت تتمثل يف أشياء ملموسة وذات قيمة تقدمها املؤسسة املدينة وِّملَ ال الكفيل أيضا.
يعتّب الضمان االحتياطي أحد أنواع التأمينات الشخصية ،فالضامن االحتياطي( )L'avalisteهو شخص
ليس طرفا يف االلتزام ومع ذلك يلتزم بتسديد السند التجاري ،ويضمن عوضا عن املدينني يف حالة ما إذا مل يتمكن
أحدهم من ذلك.
الفرع األول :تعريف الضمان االحتياطي
لقد أعطى الفقه عدة تعريفات للضمان االحتياطي ،مقارنة ابلتشريع الذي مل يتطرق إىل ذلك.
فالضمان االحتياطي هو ضمان مقدم من طرف شخص يضمن الوفاء مببلغ السفتجة يف اتريخ
استحقاقها ،والضامن كفيل متضامن ،والتزامه التزام صريف.1
-1راشد راشد ،األوراق التجارية ،اإلفالس والتسوية القضائية يف القانون التجاري اجلزائري ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،الطبعة ،2005 ،5ص.72 .
149
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
الضمان االحتياطي هو التزام الضامن بتوقيع ورقة جتارية بقيمة القرض ،ومتثل تعهدا شخصيا ابلوفاء مببلغ
القرض يف حالة عجز املقرتض عن السداد.1
الضمان االحتياطي التزام مكتوب من طرف شخص معني يتعهد مبوجبه على تسديد مبلغ ورقة جتارية أو
جزء منها 2يف حالة عدم قدرة املوقعني عليها على التسديد.3
من كل ما سبق جند أن الفقهاء اختلفوا يف تعريفهم للضمان االحتياطي ،فمنهم من اعتّبه عقد ،وذهب
قسم آخر إىل اعتباره تعهد ،وآخرون قالوا عنه تصرف إبرادة منفردة ،وقسم اثلث اعتّبوه كفالة .4وهو يف احلقيقة
كفالة جتارية.
أما الذين اعتّبوا الضمان االحتياطي عقدا فإهنم نظروا إىل الضامن االحتياطي على أنه شخص أجنيب،
واستبعدوا أن يكون من بني املوقعني على الورقة التجارية ،وابلتايل عرفوه على أنه " :العقد الذي يلتزم مبوجبه
شخص من الغري بدفعه قيمة السند يف ميعاد االستحقاق يف حالة عدم الوفاء من امللتزم املضمون" وهناك من
اعتّب الضمان تعهدا فقد قالوا عنه أبنه " :التعهد الذي يلتزم مبوجبه شخص بوفاء قيمة السفتجة عندما يتقاعس
املدين عن الوفاء" .
أما الذين ذهبوا إىل اعتباره تصرف إبرادة منفردة فقد عرفوه أبنه " :تصرف قانوين إبرادة منفردة هي إرادة
الضامن االحتياطي ،يرتب التزاما يف ذمته بضمان قبول الورقة التجارية وضمان الوفاء هبا إىل احلامل على وجه
التضامن مع املوقعني مىت امتنع املدين األصلي عن الوفاء" .
وقد ذهب جانب آخر من الفقه إىل اعتبار الضمان االحتياطي كفالة أو نوعا من الكفالة عرفوه أبنه:
"كفالة أحد املوقعني على السفتجة واملوقعني الالحقني يف الوفاء مببلغها عند استحقاقها ،ويسمى الكفيل فيها
الضامن االحتياطي" .
1
الفرع الثاني :خصائص الضمان االحتياطي
يف كثري من األحيان يقوم الشخص بتحرير الورقة التجارية إىل شخص آخر ويرفض املستفيد أو املظهر له
(احلامل الشرعي) قبول استالم هذه الورقة ،وذلك لضعف الثقة املالية لديه عند الشخص املضمون ،لذلك يطلب
من الشخص الذي ظهر الورقة التجارية إليه أتمينا لكي يقبلها ويكون مطمئنا إىل وفاء الورقة التجارية.
يقدم الضمان االحتياطي عادة عندما يكون هناك توقيع ضعيف أو مشكوك فيه ،فيأيت الضامن االحتياطي
لتقوية الثقة لدى احلامل (.)Porteur
فالضمان االحتياطي إذن من ضماانت الورقة التجارية مينحها الثقة كما يسهل تداوهلا ،وخاصة إذا كان
الكفيل مصرفا أو مؤسسة مالية ،حيث أن هذا الضمان جيعل الورقة التجارية تتداول بسهولة كتداول النقود الورقية
إىل حد ما.
ابإلضافة إىل هذه اخلصائص للضمان االحتياطي فانه كذلك تصرف رضائي ،ألنه تصرف قانوين إبرادة
الضامن االحتياطي يرتب التزاما يف ذمته.
كما أنه يتميز خباصية التبعية ،فالضامن ال خيرج التزامه عن الدين األصلي املضمون والذي يوجد على
الورقة التجارية ،فهو إما أن يتعهد بوفاء املبلغ كامال أو جبزء منه ،واملبلغ املضمون جيب أن يكون حمررا يف السند
التجاري ،كما جيب أن يكون الضمان االحتياطي مؤرخا ،ويعطى الضمان على الورقة التجارية ذاهتا كما جيوز
إعطاؤها بسند منفصل ،ففي هذه احلالة ينبغي إيضاح طابع الورقة املضمونة يف السند ،ومبلغ القيمة املكفولة ومدة
هذا الضمان.
بناءً على كل ذلك ميكن استخالص أن الضمان االحتياطي هو شكل من أشكال الكفالة ،ألن كل من
الضامن االحتياطي والكفيل ضامن لدين أصلي جيب عليهما الوفاء ابلتزامهما أمام البنك الدائن يف حالة عقد
حمله عملية متويل مؤسسة ،لكن الضمان خيتلف عن الكفالة يف كونه يطبق يف حالة الديون املرتبطة ابألوراق
التجارية فقط ،والضمان ميكن أن يقدم من طرف الغري أو حىت من املوقعني على الورقة التجارية.2
-1معمر سعدوين ،املرجع السابق ،ص .94 .والطاهر لطرش ،املرجع السابق.168 ،
-2املادة 409فقرة 2من القانون التجاري اجلزائري.
151
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
كما خيتلف الضمان االحتياطي عن الكفالة يف وجهني ،فالضمان االحتياطي هو التزام جتاري ابلدرجة
األوىل ولو كان معطي الضمان ( )Donneur d'avalغري اتجر ،السبب يف ذلك هو أن العمليات املتعلقة
ابألوراق التجارية حمل الضمان هي عمليات جتارية ،1بينما الكفالة عمل مدين ولو كان الكفيل اتجرا .أما الوجه
الثاين لالختالف يتمثل يف أن الضمان االحتياطي يكون صحيحا ولو كان االلتزام األصلي الذي ضمنه ابطال ما
مل يعرتيه عيب يف الشكل ،2هذا يعين أنه عند سقوط االلتزام األصلي ال يسقط الضمان بل يكون مقبوال ،بينما
الكفالة تكون ابطلة إذا كان االلتزام األصلي ابطال ،كما أن الضمان يعد التزاما تضامنيا بينما الكفالة الشخصية
ليست كذلك ماعدا إذا كانت كفالة تضامنية.
المطلب الثاني :شروط صحة الضمان االحتياطي وآثاره
لصحة الضمان االحتياطي البد من توفر شروط ،منها ما هو املوضوعي شكلي .كما أنه تصرف قانوين
يرتب عالقات قانونية بني الضامن لالحتياطي واحلامل ،أي البنك الدائن ،وبني الضامن االحتياطي واملدين ،أي
املؤسسة االقتصادية.
الفرع األول :شروط صحة الضمان االحتياطي
وتقسم إىل شروط موضوعية عامة واليت ختضع هلا كل العقود ،وشروط موضوعية خاصة ختص الضمان
االحتياطي.
أوال :الشروط الموضوعية
وميكن التمييز بني نوعني من الشروط املوضوعية ،شروط موضوعية عامة واليت جيب أن تتوفر يف كل العقود،
وشروط موضوعية خاصة ختص الضمان االحتياطي.
-1الشروط الموضوعية العامة ()Les conditions générales de fond
الشروط املوضوعية العامة هي املتعلقة ابلقواعد العامة ،والزمة ألي التزام قانوين فال يصح وال يرتب أثره
بدوهنا ،تتمثل هذه الشروط يف األهلية ،الرضا ،احملل ،السب.
أ -األهلية
مبا أن الضمان االحتياطي هو عمل جتاري حىت وإن مل يكن الضامن اتجرا ،فإنه جيب أن يتوفر الضامن
على أهلية االجتار وهي بلوغه 19سنة كاملة ،أو أن يرشد إذا كان ابلغا سن18مع منحه اإلذن ابالجتار ،وابلتايل
حيق هلذا األخري القيام جبميع التصرفات القانونية الناشئة عن الورقة التجارية ،وعلى هذا فإنه جيب أن يكون
الضامن أهال لاللتزام الصريف وإال أصبح الضمان كفالة عادية تسري عليها القواعد العامة.1
كما أن الدفع الناشئ عن نقص األهلية يعطي لناقص األهلية احلق يف التمسك به 2حىت يف وجه احلامل
حسن النية ،وبذلك فاملشرع هنا غلب محاية مصلحة انقص األهلية على مصلحة حامل السند حسن النية ،وهذا
ألن االلتزام الصريف ( )Obligation du changeخطري على الضامن.
أما احلالة اليت يكون فيها احلامل وقع ضحية لتدليس أو بطرق احتيالية اختذها القاصر إليهامه برشده،
عندئذ فالقاصر جيب عليه تعويض احلامل عن فعلته ،وأما احلالة اليت يكون فيها احلامل وقع ضحية لتدليس أو
بطرق احتيالية اختذها القاصر إليهامه برشده ،عندئذ فالقاصر جيب عليه تعويض احلامل عن فعلته ،ويرى الفقه أن
أنسب تعويض للحامل هو إلزام القاصر بدفع قيمة السند.3
أم ا ابلنسبة ألهلية الشخص املعنوي كضامن احتياطي فقد حددهتا املادة 50من القانون املدين السالفة
الذكر حبسب طبيعة سند إنشائه أو القانون ،حيث يفهم من ذلك أنه على املمثل الشرعي للشخص املعنوي أن
يكون متمتعا بسلطة التوقيع على السند وفقا للقانون األساسي للشخص املعنوي أو حبسب القانون اخلاضع له
الشخص املعنوي.
ب -الرضا
يشرتط لصحة االلتزامات وجوب توفر الرضا ،وملا كان الضمان االحتياطي تصرفا قانونيا فإنه يشرتط لقيامه
توافر رضا الضامن على السند وخلوه من أي عيب من عيوب الرضا ،وهذا األخري يتأتى ابلتوقيع ،أما قبول حامل
-1مجال برهان الدين ،السندات التجارية يف القانون التجاري اجلزائري ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،الطبعة ،1988 ،2ص.105 .
-2املادة393فقرة1من القانون التجاري اجلزائري.
3 -Christien, Gavalda, et Jean, Stoufflet, droit commercial, chèque et effet de commerce, tome2,
paris,1994, p. 115.
153
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
السند وهو هنا البنك الدائن فيتأتى مبجرد وجود السند يف حوزته ،هذا جتسيدا ملبدأ احليازة يف املنقول سند
امللكية.1
لكن الرضا قد يعرتيه عيب من العيوب كالغلط والتدليس واإلكراه ،وعندئذ ميكن ملن عاب رضاه أن
يتمسك ببطالن ضمانه ،لكن هذا غري ممكن االحتجاج به ضد البنك الدائن حسن النية إذا كان هذا األخري ال
علم له بذلك.
يف هذا الصدد قضت حمكمة استئناف ابلقاهرة ":إذا فرض جدال أن التظهريات اليت تناولت السندات
الإلذنية صحيحة يف شكلها ،فانه يشرتط يف جعلها واجبة األداء أن تكون متت يف جو تثبت فيه إرادة احمليل
واحملال إليه انصعة ال تشوهبا شائبة".2
ج -المحل
طبقا للقواعد العامة جيب أن يكون حمل االلتزام ممكنا ومشروعا ،ويتجلى حمال لضمان االحتياطي لدى
غالبية الفقه يف قيمة السند ،والذي يتمثل دائما يف مبلغ نقدي ،وكتابته من البياانت الالزمة التحديد ال يدع جماال
للبس أو الشك ،ولذلك يكتب ابألرقام واحلروف ،وإذا ما حدث لبس أو غموض يف األرقام عندئذ يؤخذ ابملبلغ
األقل قيمة ،3أما عن االلتزام أبداء املبلغ احملرر على الورقة التجارية والذي ميثل الدين األصلي ،فإنه ميكن أن يلتزم
الضامن أبداء املبلغ كامال ( ،)Paiement intégralأو أن يتعهد أبداء جزء منه فقط ( paiement
،4)partielوهذا كله يف حال عدم قدرة املدين املضمون على الوفاء ابلتزامه.
كما ميكن ملقدم الضمان أن يلتزم فقط اجتاه احلامل احلايل أي البنك الدائن للمؤسسة االقتصادية املدينة
دون احلاملني الالحقني كأن يكون بنكا آخر ،يظهر ذلك يف حال خصم البنك األول الورقة التجارية لدى البنك
-1صبحي عرب ،حماضرات يف القانون التجاري ،األسناد التجارية ،اجلزائر ،2000 ،ص.66
-2عبد املعني لطفي مجعة ،موسوعة القضاء يف املواد التجارية ،املؤسسة املصرية ،1998 ،ص.151 .
-3املادة392من القانون التجاري اجلزائري" :إذا كتب مبلغ السفتجة ابألحرف الكاملة واألرقام معا فالعّبة عند االختالف للمبلغ احملرر ابألحرف الكاملة ،وإذا
كتب مبلغ السفتجة عدة مرات ابألحرف وابألرقام فالعّبة عند االختالف ألقلها مبلغا" .
-4املادة 409فقرة 1السالفة الذكر.
154
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
الثاين ،ويكون هذا يف حال ما إذا البنك األول للسيولة مع أن اتريخ استحقاق الورقة مل حين بعد.1
كما ميكن لضامن الوفاء إعطاء تعهد مقرتان بشرط هذا فقها ،2أما قانوان فإن كل شرط سيخل ابلوظائف
األساسية للورقة التجارية بوصفها أداة ائتمان ووفاء يعتّب كأن مل يكن ويظل الضمان صحيحا.3
السبب
دَّ -
إن سبب قيام الضمان االحتياطي هو االلتزام األصلي القائم على العالقة بني الضامن االحتياطي واملضمون
احتياطيا ،على أن السبب وفقا للقواعد العامة يفرتض فيه أن يكون موجودا وحقيقيا ومشروعا وإال فإنه يؤدي إىل
بطالن الضمان ،لكن هذا غري ممكن يف حال مفاجأة البنك الدائن احلامل للورقة بدفع ال علم له به.
ويظهر السبب أكثر إذا كانت هناك عالقة وطيدة بني الضامن االحتياطي واملدين املضمون ،ففي عقد
التمويل سبب الضمان هو حصول املؤسسة على التمويل املطلوب من طرف البنك الذي ميثل الدائن احلامل
للسند التجاري ،أو كانت هناك مصلحة مادية تفرتض قيام الضامن بذلك الضمان االحتياطي ،ويظهر ذلك جليا
يف الضماانت االحتياطية اليت تقدمها البنوك لعمالئها ،حيث ميكن هلذا األخري أن يسحب على بنكه سفتجة
ويعطيها على سبيل الوفاء بدينه ،فالبنك هنا يعطي التزاما يضمن مبوجبه تنفيذ التزام الذي قبل به مدين السند
التجاري.4
-2الشروط الموضوعية الخاصة ()Les conditions de fond spéciales
يشرتط يف الضمان االحتياطي شروطا موضوعية خاصة بوصفه تصرفا قانونيا ينشئ التزاما صرفيا على عاتق
الضامن االحتياطي ،وتتمحور هذه الشروط حول األشخاص الذين ميكنهم تقدمي الضمان االحتياطي ،ووضع
املدين املضمون ،وأن حيصل الضمان يف الوقت احملدد قانوان.
-1اخلصم التجاري هو أحد أنواع التمويل قصري األجل ويكون ذلك عن طريق التنازل على الورقة التجارية لصاحل البنك مقابل احلصول على التمويل ،كما ميكن
للبنك الدائن كذلك خصمه لدى بنك آخر إذا احتاج إىل السيولة ،وهكذا حىت حيني أجل الوفاء فيتقدم الستيفاء قيمته يف اترخيه ،من هذه اخلاصية فإن األوراق
التجارية تعتّب أداة ائتمان ،راشد راشد ،املرجع السابق ،ص.6 .
2-Roblot René, traité élémentaire de droit commercial ,9 éd, tome2, mise à jour, 1984, p. 149.
-3املادة 396فقرة 4من القانون التجاري اجلزائري.
-4الضمان االحتياطي البنكي هو التزام مقدم من طرف البنك لصاحل الزبون ،يتعهد من خالله بتسديد الورقة التجارية اخلاصة ابملدين (زبون البنك) لصاحل دائنه
(املورد) يف ميعاد االستحقاق ،ومن مث فالبنك املوقع ملزم بنفس الكيفية اليت هبا املدين ،محيد قطوش ،املرجع السابق ،ص.65 .
155
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
جيوز أن يقدم الضمان من قبل الغري ،كما ميكن تقدميه من قبل املوقعني على السفتجة ،1فإذا مت تقدميه من
الغري فيفرتض األهلية التجارية ألنه يولد التزاما صرفيا من طبيعة جتارية ،حيث أنه إذا مل يكن الضامن أهال لاللتزام
الصريف انقلب الضمان االحتياطي (الكفالة التجارية) إىل كفالة عادية ختضع إىل القواعد العامة يف القانون
املدين،2وابلرغم من أن النص القانوين يسمح بتقدمي الضمان من قبل املوقعني على السند فإن تقدميه من املسحوب
عليه القابل أو الساحب ال يفيد يف شيء ،ألن كل واحد منهما ملتزم قانوان جتاه احلامل واملوقعني اآلخرين ،3ألن
هذا ال جيوز منطقا وعلى أرض الواقع ،فالضمان االحتياطي من أحد امللتزمني ال حيسن من وضع البنك الدائن
ابعتباره حامل الورقة التجارية ألنه حيتاج ضامنا من الغري حبيث إذا مل يستطع امللتزم األصلي السداد ميكنه عندئذ
الرجوع على الضامن االحتياطي ،كما أن ضعف الثقة يف ا ملوقعني على السند التجاري تقدم الغري بضمانه يعطي
هلذا السند القوة كآلية ضمان جتعل مركز البنك الدائن قواي يف مواجهة املدين املضمون عن طريق الرجوع على
ضامنه ،وابلتايل تكون محاية أقوى وأصلب جتاه خطر عدم قدرة املدين على الوفاء ،ألن الضامن أييت لتقوية الثقة
لدى احلامل.
ب -وضع المدين المضمون
ميكن أن يضمن مقدم الضمان االحتياطي تعهد أي واحد من مديين السفتجة كالساحب أو املسحوب
عليه القابل أو املظهر ،ويذكر غالبا اسم الشخص املضمون يف الورقة التجارية ،وإذا مل يُ َشر إىل االسم أعتّب
الضمان االحتياطي موجها لضمان تعهد الساحب ،4وهذا رعاية ملصاحل سائر امللتزمني ابلورقة التجارية ،ألنه إذا مت
الوفاء عنه برئت ذمة املوقعني على السند مجيعا.
يعطى الضمان االحتياطي عن طريق توقيع السفتجة حتت عبارة على وجه الضمان ،أو أبية عبارة تعطي
نفس املعىن ،3ويعتّب االلتزام ابلضمان انشئا مبجرد توقيع مقدم الضمان على وجه السفتجة إال إذا كان توقيع
الساحب أو املسحوب عليه ،4هذا ومل يستلزم املشرع من مقدم الضمان حتديد املبلغ الذي يراد ضمانه ،كما مل
يستلزم اتريخ نشوئه.
-2كتابة الضمان في سند مستقل
وليكون هذا الضمان الوارد ضمن سند مستقل عن السند األصلي البد من توافر شرطني طبقا للمادة
409فقرة 1السالفة الذكر ومها ،استعمال صيغة تدل على الضمان االحتياطي مذيلة بتوقيع الضامن االحتياطي،
وبيان السفتجة املضمونة.
كما جند أن املادة 409فقرة 3السالفة الذكر تشرتط كذلك تبني مكان صدور السند ،وهذا تفاداي
إلشكالية تنازع القوانني.
ابإلضافة إىل هذه الشروط يستلزم االجتهاد القضائي احلديث أن يكون مبلغ واتريخ استحقاق الورقة
التجارية املضمونة حمددين حتديدا دقيقا ،وبذلك ينتج الضمان االحتياطي مبحرر مستقل النتائج نفسها اليت ينتجها
الضمان احملرر على السفتجة.5
-1املادة 409فقرة 3من القانون التجاري اجلزائري" :جيب أن يكتب الضمان االحتياطي على نفس السفتجة أو الورقة املتصلة هبا أو سند يبني فيه مكان
صدوره".
-2راشد راشد ،املرجع السابق ،ص .74
-3املادة 409فقرة 4السالفة الذكر.
-4املادة 409فقرة .5
-5راشد راشد ،املرجع السابق ،ص .75
157
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
يعتّب البنك الدائن حامل الورقة التجارية ،والضامن االحتياطي ملتزم اجتاهه بدفع مبلغ الورقة التجارية أو
جزء منه ،على اعتبار أن املؤسسة االقتصادية املضمونة هي مدينة للبنك هبذا املبلغ جراء عملية التمويل ،ومنه
وطبقا لنص املادة 409السالفة الذكر يف فقرتيها 7و8فإن ضامن الوفاء أو ما يسمى املويف االحتياطي
( )Recommandataire subsidiaireأو( )Tiré subsidiaireيلتزم بكل ما التزمت به املؤسسة
املضمونة ،ويكون التزام الضامن االحتياطي صحيحا ولو كان االلتزام الذي ضمنه ابطال ألي سبب آخر غري
عيب يف الشكل ،ألن هذا العيب يبطل التزام الضامن االحتياطي ،كما أن املشرع مل يضع هلذا األخري دفوعا
يتحجج هبا اجتاه الدائن وهذا حىت ال تفقد هاته اآللية القانونية قيمتها كأداة ائتمان ووفاء ( Instrument de
،)crédit et paiementوهذا طبقا ملبدأ تطهري الدفوع ()Principe de purge des exceptions
اخلاص ابلسندات التجارية ،وطبقا ملبدأ استقالل التواقيع()Principe d' autonomie des signatures
فإن التزام الضامن االحتياطي يكون صحيحا يف مجيع األحوال ولو كان احملل أو السبب اخلاص ابلدين املضمون
غري مشروع أو انعدام األهلية يف شخص املدين ،كما لو أبرم مدير الشركة قرضا لصاحل شركته ،ولكن ذلك ال
يدخل يف تصرفاته وسلطاته احملددة يف القانون األساسي ،أو أن هذا التصرف ال يدخل يف موضوع الشركة وال يف
غرضها الذي أنشئت من أجله ،فهنا على الضامن أن يبقى ضامنا للدين األصلي ولو كان تصرف املدين غري
صحيح ،وهذا عمال مببدأ استقالل التواقيع ،لكن خلو الورقة التجارية من إحدى بياانهتا اإللزامية يرتب بطالن
االلتزام املضمون بسبب عيب يف الشكل ،2ومنه اعتبار الضمان االحتياطي غري صحيح.
-1أكرم ايملكي ،األوراق التجارية والعمليات املصرفية ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،ط ،1اإلصدار ،2009 ،04ص.184 .
2-M. remelleret, op. cit, p. 56.
158
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
والضامن االحتياطي يعتّب كفيال متضامنا مع املؤسسة امللتزمة واملضمونة ،وابلتايل فللبنك الدائن احلامل
للورقة التجارية مطلق احلرية يف مطالبة املؤسسة أو الضامن أو االثنني معا دون أن يكون من حق هذا األخري
الدفع ابلتجريد أو الدفع ابلتقسيم يف مواجهة البنك الدائن احلامل للورقة التجارية ،1هذا حىت يكون هلذه األسناد
التجارية دورها كأداة ضمان ،وابلتايل محاية البنك الدائن املمول من خطر عدم التسديد أو التجميد ،حىت وإن
تعدد الضامنون االحتياطيون فإنه ليس هلم احلق يف التمسك ابلدفع ابلتقسيم.2
إن مسألة تعدد املتضامنني االحتياطيني يفيد البنك الدائن احلامل للورقة أكثر من ضامن احتياطي واحد،
وهذا إلمكانية تقاسم اخلطر عمال بقاعدة تقسيم املخاطر ( 3)Règle de division des risquesاليت تفيد
البنك من جهة ،حيث جيد أمامه عدة دائنني ضامنني ميكن له أن يطالب أي واحد منهم ابلوفاء ابلدين املضمون
أو أن يطالبهم مجيعا بذلك ،هنا خطر عدم التسديد يكون ضئيل الوقوع أو حىت منعدما مادام أن هناك عدة
ضامنني ،هذا كذلك مفيد هلم من جهة اثنية ألهنم متعاونون على الوفاء ابلدين جتاه البنك الدائن كل مبا التزم به
حيث هناك إمكانية قانونية وهي أن يلتزم كل واحد منهم جبزء من الدين املوجود على الورقة ،هذا أفضل من لو
التزم واحد مبفرده بوفاء الدين كله.
ومادام أن التزام الضامن االحتياطي التزام تبعي فإنه ال خيرج عن االلتزام األصلي للمؤسسة ،ألنه هو السبب
الذي أدى إىل قبول التوقيع على السند كضمان ،وينتج عن هذا 4أن الضامن ميكنه االستفادة من إمهال البنك
احلامل للسند ،كما ميكن للضامن أيضا التمسك جتاه احلامل ابلتقادم.5
وعلى ذلك فالضامن االحتياطي يعتّب أنه يقوم بعمل جتاري ولو مل حيرتف التجارة ،6ومل يستثين املشرع
اجلزائري صحة التزام الضامن االحتياطي إال يف احلالة اليت يكون فيها التزام املدين املضمون ابطال لعيب يف الشكل
-1قرار صادر عن احملكمة العليا ،الغرفة التجارية ،يف ،2008-3-5قضية القرض الشعيب اجلزائري وكالة 364ضد (م-و) الشركة ذات املسؤولية احملدودة ذات
الشخص الوحيد ،اجمللة القضائية ،2008العدد ،1ص":163 .يستحق الضامن تسديد مبلغ السفتجة والفائدة املقررة قانوان" . . .
-2اندية فضيل ،األوراق التجارية يف القانون اجلزائري ،دار هومة ،اجلزائر( ،ب-س-ن) ،ص.82 .
-3اثمر خالدي ،خماطر متويل املؤسسة االقتصادية ،مذكرة ماجستري ،القانون اخلاص ،كلية احلقوق ،جامعة وهران ،2011،ص.104-103 .
-4راشد راشد ،املرجع السابق ،ص.76 .
-5قرار صادر عن احملكمة العليا ،الغرفة التجارية ،يف ، 2008-3-5قضية املؤسسة العمومية االقتصادية لتوزيع العتاد الكهرابئي ،ضد البنك اخلارجي اجلزائري ،اجمللة
القضائية ،2008العدد ،1ص": 169 .ال تفقد السفتجة ،ولو مل تقدم يف وقتها للمخالصة ،صفة الدين املمكن حتصيله قضاء ،إال ابلتخلص منه بوسيلة
الدفع"...
-6حممد الطاهر ابلعيساوي ،الوجيز يف شرح األوراق التجارية ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،اجلزائر ،الطبعة ،2008 ،02ص.114-113 .
159
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
كنقص أحد البياانت االجبارية .1ونرى أن املشرع اجلزائري كان صائبًا عندما منع الضامن من أي دفوع وهذا
محاية للدائن حامل السند ،ما عدى يف حالة واحدة ميكن له فيها الدفع وهي حالة وجود عيب يف الشكل وهذا
عمال بقاعدة محاية صاحب االئتمان اليت حنن حباجة إليها اليوم وهذا ملا يتعرض له هذا األخري من خماطر متس
مفلسا إذا مل يزوده املشرع آبليات قانونية حتميه من كل ذلك وأمهها تغليب مصلحته
شخصا ً
ً ائتمانه قد جتعل منه
معتّبا إايه الطرف الضعيف يف العقد.
على مصلحة املضمون اليت ما يزال العمل هبا جاراي إىل اليوم ً
ثانيا :عالقة الضامن االحتياطي بالمدين المضمون
ميكن للضامن االحتياطي عندما يويف بقيمة الورقة التجارية للبنك احلامل هلا ،الرجوع ضد املؤسسة
االقتصادية املدينة واملضمونة من طرفه ويطالبها ابملبلغ الكامل الذي وفاه واملصاريف اليت أنفقها وهذا طبقا
للمادة 409السالفة الذكر فقرة ،9وميارس الضامن االحتياطي حق الرجوع مبقتضى الدعوى الصرفية ابعتباره
أصبح حامال للسفتجة ،2وقد استقر الفقه والقضاء على اعتبار حقه يف الرجوع مستمدا من القواعد العامة يف
احللول( ، 3) La subrogationوبذلك يستفيد من مبدأ تطهري الدفوع ومبدأ استقالل التواقيع واحلجز
التحفظي(.4)Saisie conservatoire
ثالثا :عالقة الضامن االحتياطي بالموقعين اآلخرين على السند
هذه العالقة نصت عليها املادة السابقة يف فقرهتا األخرية" :إذا دفع الضامن االحتياطي قيمة السفتجة
يكتسب احلقوق الناجتة عنها جتاه املضمون وامللتزمني له مبقتضى السفتجة" .حيث أن الضامن االحتياطي ال
ميارس حق الرجوع على املدين املضمون فقط ،بل أيضا جتاه األشخاص امللتزمني مبا هو موجود يف السند.
فكل موقع على الورقة التجارية يعتّب ضامنا للوفاء هبا ،هذا جيعل احلامل ينتظر ميعاد االستحقاق
ابطمئنان .واملشرع اجلزائري كرس ذلك عندما نص على" :إن ساحب السفتجة وقابلها ومظهرها وضامنها
االحتياطي ملزمون مجيعا حلاملها على وجه التضامن .5" . . .فاملشرع هنا مل يقتصر فقط على إلزام املوقعني على
مبقارنة الضمان االحتياطي ابلكفالة جنده آلية قانونية أكثر صالبة وأكثر محاية للبنك الدائن يف مواجهة
الضامن االحتياطي أو املؤسسة املدينة املضمونة ،ألن هنا الدين قائما على التضامن ،فيمكن للبنك الرجوع على
أي كان الضامن أو املؤسسة املضمونة أو مها معا.
كما أن الضامن االحتياطي ليست لديه دفوعا كثرية يتقدم هبا أمام البنك الدائن ،فليس من حقه الدفع
ابلتجريد أو الدفع ابلتقسيم ،وهذا عمال مببدأ تطهري الدفوع ،كما أن مبدأ استقاللية التواقيع يؤدي إىل عدم
إمكانية حتلل الضامن من التزامه حىت وإن كان املدين املضمون يشوبه عيب يف األهلية أو وجود عيب يف احملل،
فإنه جيوز للمدين املضمون أن يتمسك ابلدفوع حول ذلك بينما الضامن الذي ضمنه ليس له احلق يف أن يتمسك
هبذه الدفوع وليس من حقه املطالبة ببطالن ضمانه ،فيبقى ضمانه صحيحا ومنتجا آلاثره حىت وإن أبطل املدين
التزامه هبذه الدفوع بقي الضامن ملتزما ،عكس الكفالة اليت ميكن للكفيل التحلل من التزامه إذا كان االلتزام
األصلي ابطال أو قابال لإلبطال.
كما يعتّب الضمان االحتياطي آلية متويل قصرية األجل تنتمي إىل القرض اباللتزام أو ابلتوقيع ( Ou par
3)signature Crédit par engagementوهي آلية سهلة االستعمال ابلنسبة للمؤسسة ،حيث ميكنها
سحب سفتجة على البنك للوفاء بديوهنا ،كما ميكنها خصم ورقة جتارية لدى البنك إذا احتاجت إىل سيولة ومل
حين بعد أجل استحقاق الورقة التجارية ،والبنك ميكنه فعل ذلك إذا احتاج إىل سيولة عاجلة ،وهكذا إىل أن يصل
ميعاد استحقاق الورقة التجارية ،هذه األخرية اليت تعتّب أداة وفاء وأداة ائتمان ،وابلنسبة إىل البنك الدائن تعتّب
أداة ضمان.
إضافة إىل ذلك فقد أحاط املشرع األوراق التجارية عامة والضمان االحتياطي خاصة بشروط موضوعية
وأخرى شكلية ،هذه األخرية إذا مل حترتم تؤدي إىل بطالن الضمان ،ومن هذا املنطلق جتعل البنك حريصا على
وجوب االلتزام هبذه الشكلية حىت ال يضيع عن نفسه آلية قانونية صلبة يف مواجهة املؤسسة أو الضامن أو مها
معا ،وابلتايل محاية أمواله من خطر عدم القدرة على الوفاء.
كما أن أمام البنك الدائن إمكانية لتقوية هذا الضمان ابشرتاط عدة ضامنني احتياطيني ،سواء بضمان دين
املؤسسة كامال أو كل واحد منهم يتكفل بضمان جزء ،ألنه ميكن ذلك قانوان عن طريق االلتزام جبزء من الدين
احملرر على الورقة التجارية ،ذا يفيد البنك من جهة والضامنني االحتياطيني من جهة أخرى ،ألن هذه العملة وهي
تقسيم املخاطر جتعل اخلطر ضئيال إن مل يكن منعدما ،فجميع الضامنني يشرتكون يف الوفاء ابلدين ،عندئذ إمكانية
عدم الوفاء منعدمة.
ولكن رغم هذه االجيابيات فإن هناك بعض السلبيات وإن كانت ال ترقى إىل السلبيات اليت تتميز هبا
الكفالة ،كصعوبة البنك يف احلصول على هذه اآللية لعدم وجود ضامن احتياطي ثقة ممكن أن يتقدم بضمان
مؤسسة قد تكون يف وضع سيئ ،ألن الضامن االحتياطي يقدم ضمانه عندما يكون هناك توقيع ضعيف أو
مشكوك فيه ،فيأيت الضامن لتقوية الثقة لدى البنك احلامل للورقة ،وابلتايل يقدم هذا األخري على منح التمويل
للمؤسسة اليت هي حباجة إىل ذلك ،ولكن ال نتصور وجود ضامن يقوي هذه الثقة ما مل تكن هناك رابطة قوية أو
مصلحة مادية قوية بني الضامن االحتياطي واملؤسسة املدينة.
ومادام أن الضمان االحتياطي يرد على األوراق التجارية وهي عبارة عن منقوالت فإنه ميكن ضياعها أو
سرقتها أو تعرضها للتزوير ( )Fauxأو التحريف ( ،)Altérationكما توجد خماطر أخرى للضمان االحتياطي
تتمثل فيما قد يتعرض له الضامن من وفاة أو إفالس.
واخلطر حيل يف حال ما إذا أضاع البنك الدائن ألحد حقوقه ،كعدم مطالبته للمدين بتقدمي أتمينات وهذا
لثقته املفرطة يف املدين أو الضامن وكذا يف حال التنازل عن هذا احلق الستبعاده إمكانية حصول اخلطر ،أو عدم
اختاذ اإلجراء القانوين املناسب الستيفاء حقه ،فهنا يستطيع الضامن أن يتحلل من التزامه وتّبأ ذمته ملا أضاعه
162
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
احلامل من حقوق ،أو أن يتأخر احلامل يف املطالبة أبمواله فتتقادم الدعوى اليت يرفعها الدائن احلامل 1على املدين،
فيستطيع أن يتمسك الضامن بذلك وله يف ذلك ،وهذا كله بناء على املادة 665من القانون املدين.2
واألسناد التجارية اليت ميكن استعماهلا يف الضمان االحتياطي كثرية ومتنوعة ،لكن األكثر استعماال واليت
تؤدي هذه الوظيفة هي السفتجة ،بينما السند ألمر أقل استعماال ،والشيك ال ميكن التعويل عليه كثريا ألنه أداة
وفاء 3مبجرد االطالع ،ألن حياته قصرية وابلتايل ال يصلح ألن يكون أداة ائتمان ،ألن االئتمان يتطلب فرتة من
الزمن.4
وكخالصة هلذا الفصل ميكن القول إن الثقة والضمان العام غري كافيني للحماية من خماطر االئتمان ،ألنه
قد تعرتيهما ظروف جتعل منهما وسائل معطلة .لذلك كان التعويل على الضماانت الشخصية التقليدية ،فهي متثل
آلية لتوزيع املخاطر بني املدين والغري ،هنا جيد صاحب االئتمان نفسه أمام عدة ذمم مالية متضامنة ميكنه التنفيذ
عليها .لكن رغم هاته اإلجيابية إال أن الدائن قد يصطدم مبخاطر جتعل من هاته اآللية دون فعالية ،كأن جيد
األطراف املتضامنة يف حالة إعسار أو إمكانية حتللها من التزاماهتا طبقا ملا لديها من وسائل قانونية.
الفصل الثاني :الضمانات العينية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية
إن الضماانت الشخصية غري كافية للحماية من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية ،حيث بعد تشخيصها
وجدان أهنا ال تصلح للحماية إال يف حدود معينة نظرا ملا فيها من سلبيات ،لذلك فالبنكي يستخدمها يف متويل
االستغالل ،حيث التمويل قصري األجل ،واملبالغ املستخدمة يف ذلك قليلة ،أو استخدامها على سبيل االستئناس
املمولة الثقة واألمان وكذلك القدرة االئتمانية.
إذا وجد البنكي يف املؤسسة َّ
لكن ابلنسبة للضماانت احلقيقية ( )Les garanties réellesفهي حصول البنك ِّ
املمول من املؤسسة
االقتصادية املمولة على أشياء ملموسة تعطى على سبيل الرهن وال تقدم على سبيل حتويل امللكية ،فهي توفر محاية
-1عندما مينح احلامل املدين املضمون مهلة للوفاء ،يرى بعض االجتهادات يف هذه احلالة عدم براءة ذمة الضامن االحتياطي ،يف حني أن البعض اآلخر يرى براءة
الضامن االحتياطي إذا مل يبلغ بتمديد مهلة الوفاء ،مما يرتب عنه استحالة ممارسة الرجوع ،راشد راشد ،املرجع السابق ،ص ،77 .أما قانوان فتنقضي الدعوى
الناشئة عن سحب السفتجة بتقادم قصري ،فالدعوى اليت يرفعها احلامل واملظهرين تتقادم مبضي 01سنة ،املادة461من القانون التجاري اجلزائري.
-2راشد راشد ،املرجع السابق ،ص.76 .
-3قرار صادر عن احملكمة العليا ،يف ،2010-6-3قضية الديوان القومي ملنتجات الكروم ضد(م-م) ،اجمللة القضائية ،2012العدد ،1ص":259 .ساحب
الشيك ضامن للوفاء حىت يف حالة إفالس البنك ،املسحوب عليه ،وهذا طبقا للمادتني 482و483من القانون التجاري" . . .
-4اندية فضيل ،املرجع السابق ،ص ،112 .والضمان االحتياطي اخلاص ابلشيك تناولته املواد497إىل499من القانون التجاري.
163
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
صلبة من خماطر متويل املنشآت االقتصادية ،حيث إن حتقق اخلطر فإن البنك يلجأ إىل هاته اآلليات ليستويف حقه
منها عن طريق بيع األموال املرهونة وأيخذ مبلغ التمويل من حصيلة بيعها ،سواء أكانت عقارات أو منقوالت أو
ما لديه من حقوق ممتازة.
فهي ضماانت تقتضي ختفيض اخلطر عن طريق منح حق أولوية على هاته األموال ،وهو ما يسمى
ابلضماانت العينية اليت ظهرت بقوة بعدما سيطرت التأمينات الشخصية ملدة طويلة.
ورغم تنوع الضماانت العينية فإهنا جتمع بينها خاصية مشرتكة تتمثل يف أهنا ال توجد لذاهتا وإمنا لضمان
الوفاء حبق ما ،إضافة إىل ختويلها حقا يف األفضلية كقاعدة عامة ،وحقا يف التتبع حبسب الضمان الذي نكون
بصدده.
أما أنواعها ،فقد تكون اتفاقية ،كما هو احلال ابلنسبة للرهن الرمسي واحليازي ،وقد تكون قضائية ،وهذا هو
حق التخصيص ،وقد تنشأ بقوة القانون ،وهو ما يعّب عنه حبق االمتياز.
ومنه سنعاجل كل ذلك وفق اخلطة التالية :املبحث األول خنصصه لدراسة الرهن الرمسي ،واملبحث الثاين
للرهن احليازي ،واملبحث الثالث حلقوق االمتياز.
إذن ،فالرهن الرمسي هو حق عيين اتبع لدين يقع على عقار غري قابل للتجزئة ينشأ مبقتضى عقد رمسي من
عقود الضمان ملزم جلانب واحد ومبقابل.1
كما ًعرف فقها على أنه" :حق عيين تبعي ينشأ مبقتضى عقد رمسي ويتقرر ضماان لدين على عقار مملوك
للمدين أو غريه ،ويكون للدائن مبقتضاه أن يتقدم يف استيفاء حقه من املقابل النقدي هلذا العقار مفضال عن غريه
من الدائنني العاديني والتاليني له يف املرتبة .وأن يتبع العقار يف أي يد يكون".2
ويعد الرهن الرمسي من أهم وسائل االئتمان يف العصر احلديث وذلك ألنه يوفق بني مصاحل املدين الراهن
والدائن املرهتن رغم أهنا متعارضة ،كما أنه يوفر احلماية للغري يف حالة تعاملهم مع الراهن يف العقار املرهون ،فهو
ميثل آلية ضمان صلبة للبنك الدائن ،حيث ميكنه من بيع العقار حمل الرهن واستيفاء حقه من مثن البيع ابألولوية
مقارنة مع الدائنني اآلخرين هذا يف حالة عدم قدرة املؤسسة االقتصادية على الوفاء مببلغ القرض يف اآلجال
احملددة.
وسنعاجل ذلك ابلتفصيل يف هذا املبحث وفق املطالب التالية :املطلب األول لطرق إنشاء الرهن الرمسي،
واملطلب الثاين آلاثر الرهن الرمسي ،واملطلب الثالث النقضاء الرهن الرمسي وتشخيصه.
المطلب األول :طرق إنشاء الرهن الرسمي
جاءت مادة من القانون املدين لتحدد كيفية انعقاد الرهن الرمسي(العقاري) ،حيث تنص" :ال ينعقد الرهن
3
إال بعقد رمسي أو حكم أو مبقتضى القانون" .
نستخلص من هذه املادة أن هناك ثالثة طرق إلنشاء هذا النوع من الرهون تتمثل يف الرهن الرمسي
االتفاقي ،والرهن الرمسي القضائي ،والرهن الرمسي القانوين ،وكل نوع من هذه األنواع حيتاج لصحته إىل شروط
موضوعية وأخرى شكلية.
-1هذا التعريف ميثل خصائص الرهن الرمسي ابعتباره حق ،وخصائصه ابعتباره عقد ،زاهية حورية سي يوسف ،املرجع السابق ،ص.17
-2شوقي بناسي ،املرجع السابق ،ص.66 .
-3املادة 883الفقرة .1
165
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
استنادا لنص املادة السالفة الذكر فإن الرهن الرمسي ال ينعقد إال بعقد رمسي ()Acte authentique
مودع أمام موثق يف حدود اختصاصاته وصالحياته وفقا لإلجراءات اليت يفرضها القانون لتحرير العقود الرمسية،
ويرتتب على اإلخالل ابلرمسية بطالن العقد بطالان مطلقا ،1ألن كل التعامالت اليت ترد على العقارات ال تصح
إال إبتباع الرمسية ،عقد موثق ،اإلشهار والتسجيل ،وهذا حىت تكون حجة أمام الغري .كما أنه محاية للراهن من
خالل تنبيهه خلطورة ما هو مقدم عليه ،وللدائن املرهتن ،من خالل أنه جينبه خطورة إبطال الرهن الذي جيعله يف
مركز دائن عادي ،ألن الرمسية تضمن صحى العقد.2
ومبناسبة الكالم عن الشكلية يف الرهن الرمسي البد من التطرق إىل حاليت الوعد إبنشاء الرهن الرمسي ،وكذا
ابلنسبة للوكالة عند غياب املدين الراهن.
أ -الوعد بالرهن الرسمي
إن الوعد ابلرهن الرمسي هو من إنشاء املمارسة واألعراف البنكية ،يتمثل يف وعد املؤسسة املدينة للبنك
اباللتزام بتخصيص رهن رمسي مبجرد طلب البنك الدائن لذلك.3
لكن هذا النوع من االتفاق مل ينص عليه املشرع ،بل هو نتاج املمارسات واألعراف ،وابلتايل ميكن الرجوع
إىل القواعد العامة ،حيث تنص املادة 71فقرة":2إذا اشرتط القانون لتمام العقد استيفاء شكل معني فهذا
الشكل يطبق أيضا على االتفاق املتضمن الوعد ابلتعاقد" .
وعلى هذا األساس فالوعد ابلرهن ال ينعقد إال إذا أفرغ هو نفسه يف الشكل الرمسي ،ويتضمن الوعد
البياانت اخلاصة والكافية املتعلقة ابلعقار املرهون والدين املضمون واملدة.
-1قرار احملكمة العليا ،الغرفة التجارية ،ملف رقم ،103656الصادر بتاريخ ،1994-11-09نشرة القضاة ،عدد ،51ص" :7 .يشرتط يف العقود الواردة على
العقارات أن حترر يف شكل رمسي وإال وقعت حتت طائلة البطالن" . . .
-2زاهية حورية سي يوسف ،املرجع السابق ،ص.33 .
3-Michel, mathieu, op. cit, p. 180-190.
166
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
فإذا توفر الوعد ابلرهن على شروطه املوضوعية والشكلية وامتنع الواعد عن إبرام عقد الرهن الرمسي وقاضاه
البنك الدائن املرهتن مطالبا إايه بتنفيذ الوعد قام احلكم مقام العقد.1
الوعد ابلرهن الرمسي ال يشكل ضمانة حقيقية وصلبة للبنك الدائن يف مواجهة املؤسسة املدينة املمولة من
طرفه ،فهو ال يرتب سوى التزامات شخصية ال ترقى إىل آلية لتغطية مبلغ القرض ،بل ميكن للدائن املرهتن احلصول
على إقرار ابلدين ،واملدين الراهن عليه التعويض كجزاء على إخالله ابلتزام شخصي ،2ومنه فإن هذا النوع من
الوعود ينم عن خماطر ،ففي حالة شهر إفال س املؤسسة فإن البنك الدائن يف هذه احلالة ال تكون له أية مرتبة أمام
الدائنني اآلخرين الذين قاموا بقيد الرهن.3
ب -التوكيل في إنشاء الرهن
عند غياب املدين الراهن وقت توقيع الرهن الرمسي ميكن لوكيله أن يوقع بدال عنه ولكن بشرط أن تكون
الوكالة رمسية وخاصة.
رمسية ألن التوكيل كالرهن ال ينشأ إال إذا أفرغ يف الشكل الرمسي ،4فعند إبرام عقد الرهن لفائدة البنك جيب
ذكر املادة املوجودة يف القانون األساسي للشركة اليت متنح للمسري التأهيل إلنشاء وإبرام عقد الرهن ،ويف حالة
انعدام هذه املادة يف القانون األساسي جيب أن حيضر املسري أو املمثل عن املؤسسة للبنك عقد توثيقي إلبرام عقد
الرهن وإال أصبح الرهن ابطال ،5أما التخصيص فيقضي أبال تكون الوكالة أبلفاظ عامة ،ألهنا يف حال ذلك ال
تعطي احلق يف إنشاء الرهن الرمسي.6
ثانيا :الشروط الموضوعية
إلنشاء الرهن الرمسي االتفاقي البد من توفر شروط موضوعية عامة وأخرى خاصة.
-1املادة72من القانون املدين" :إذا وعد شخص إببرام عقد مث نكل وقاضاه املتعاقد اآلخر طالبا تنفيذ الوعد ،كانت الشروط الالزمة لتمام العقد وخاصة ما يتعلق
منها ابلشكل متوافرة ،قام احلكم مقام العقد" .
-2زاهية حورية سي يوسف ،املرجع السابق ،ص.40 .
-3راضية أمقران ،املرجع السابق ،ص.114 .
-4املادة 572من القانون املدين" :جيب أن يتوفر يف الوكالة الشكل الواجب توفره يف العمل القانوين الذي يكون حمل الوكالة" ..
-5زاهية حورية سي يوسف ،املرجع السابق ،ص.37 .
-6املادة 574فقرة1من القانون املدين.
167
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
الرهن الرمسي االتفاقي كبقية العقود يتم مبقتضى عقد تراعى فيه الشروط املقررة يف القواعد العامة بشأن
العقود.1
-من الرضا الذي جيب أن يصدر من املتعاقدين ومها هنا البنك الدائن املرهتن واملؤسسة االقتصادية املدين
الراهن ،ومىت تطابقت إرادهتما مع خلو اإلرادتني من عيوب الرضا انعقد الرهن ،كما جيب أن يكون كل
من املتعاقدين أهال ملباشرة الرهن ،غري أن املشرع مل يتعرض ألهلية املرهتن بصدد الرهن ،مكتفيا ابلقواعد
العامة ،وعليه فإذا كان مميزا أعتّب الرهن صحيحا ابلنسبة له ألنه انفعا نفعا حمضا.
-وجود احملل ،وهو رهن واقع على عقار مملوك للمدين الراهن لضمان الوفاء ابلتزام.
-السبب ،هو ضمان الدين الذي يكون قد نشأ صحيحا وبقي قائما إىل غاية انعقاد الرهن.
-2الشروط الموضوعية الخاصة
حىت يصح عقد الرهن على العقار جيب أن تتوفر شروطا من جانب املدين الراهن ،ومن جانب الدائن
املرهتن ،والدين املضمون ،والعقار املرهون.
أ -من جانب المدين الراهن
جيب أن يتمتع املدين أبهلية االلتزام ومقدرته على إبرام عقود أاي كان نوعها خاصة أبهلية االلتزام.
فإذا كان الراهن هو املدين فالرهن ابلنسبة إليه يعتّب من أعمال التصرف الدائرة بني النفع والضرر ،هلذا
يشرتط أن يكون ابلغا سن الرشد ،أما إذا كان غري ذلك فالرهن يقع ابطال بطالان مطلقا ،وهذا طبقا للنص
القانوين الذي يقضي أبن يكون الراهن كامل األهلية ،ونفس الشيء يف حالة ما إذا الراهن شخصا آخر غري
املدين كأن يكون كفيال عينيا حيث يكون عمله تّبعيا هنا يستلزم أن تكون له أهلية التّبع وهي سن الرشد.2
جيب أن يكون الراهن مالكا للعقار املرهون سواء أكان مدينا أصليا (املؤسسة) أو كفيال عينيا ،فإذا مل يكن
كذلك فال نتصور أنه يستطيع إعطاء البنك املرهتن أي حق عليه ،ألن فاقد الشيء ال يعطيه.
ومبفهوم املخالفة إذا مل يكن الراهن مالكا للعقار املرهون كان الرهن ابطال بطالان مطلقا ،لكون ملكية
الراهن للعقار املرهون شرط من شروط الرهن.1
من هنا من واجب املوثق واحملافظ العقاري التأكد من ملكية العقار قبل حترير العقد الرمسي للرهن الرمسي،
وقبل القيام إبجراءات شهره ،كما أنه إبمكان البنك املرهتن التحري عن العقار حمل الرهن يف احملافظة العقارية من
حيث مدى ملكية املؤسسة أو الكفيل العيين للعقار.
2
ب -من جانب الدائن المرتهن
-وجود الدائن املرهتن إلمضاء عقد الرهن مع اختيار موطن الدائن ،والتعريف به ،وذكر رأمساله ،واملقر
الرئيسي ،والسجل التجاري.
-تبيني سند الدين املتمثل يف رخصة القرض ،من حيث رقمها واتريخ إصدارها وإمضاؤها وذكر اجلهة
املرخصة ،واتفاقية القرض من حيث رقمها واترخيها والغاية من منح القرض.
يعتّب الدين املضمون من الشروط املوضوعية اخلاصة لصحة الرهن ،ينطبق عليه مبدأ التخصيص كما هو
الشأن ابلنسبة للعقار ،وختصيص الدين يتم حتديده من حيث املقدار ،واملصدر ،وهذا التخصيص جيب أن يرد يف
عقد الرهن ،وقد يكون الدين معلقا على شرط مستقبلي أو احتمايل.3
-1املادة 884فقرة 2من القانون املدين" :جيب أن يكون الراهن مالكا للعقار املرهون وأهال للتصرف فيه" . . .
-2حممد دامن ،الرجع السابق ،ص.49 .
-3املادة 891من القانون املدين" :جيوز أن يرتتب الرهن ضماان لدين معلق على شرط أو دين مستقبلي أو دين احتمايل كما جيوز أن يرتتب ضماان العتماد مفتوح
أو لفتح حساب جار على أن يتحدد يف عقد الرهن مبلغ الدين املضمون أو احلد األقصى الذي ينتهي إليه هذا الدين ،" .وزاهية حورية سي يوسف ،املرجع
السابق ،ص.83-79 .
169
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
ينص املشرع يف القانون املدين على" :ال جيوز أن ينعقد الرهن إال على عقار ما مل يوجد نص يقضي بغري
ذلك" .1وجيب أن يكون العقار املرهون مما يصح التعامل فيه وبيعه ابملزاد العلين ،وأن يكون معينا ابلذات تعيينا
2
دقيقا من حيث طبيعته وموقعه ،وأن يرد هذا التعيني إما يف عقد رمسي الحق ،وإال كان الرهن ابطال" .
من خالل نص املشرع السابق فإن هناك شروطا موضوعية خاصة جيب أن تتوفر يف العقار املرهون ،3حيث
جيب أن يكون العقار مما يصح التعامل فيه وبيعه ابملزاد العلين ،وهلذا ال جيوز الرهن يف األموال املوقوفة واألموال
العامة وحق االرتفاق ،فاألوىل ال جيوز التعامل فيها وبيعها ابملزاد العلين ،والثانية ألهنا خترج عن التعامل فيها حبكم
القانون ،والثالث ألنه ال ميكن بيعه استقالال عن العقار.
وهذا كله لتمكني البنك الدائن املرهتن عند عدم استيفاء حقه من التنفيذ على العقار املرهون وبيعه ابملزاد
العلين يف حال عدم قدرة املؤسسة الراهن عن الوفاء ابلتزاماهتا اجتاه البنك الدائن املرهتن.
كما جيب تعيني العقار املرهون تعيينا دقيقا ،فهذا احلكم يقرر مبدأ ختصيص الرهن ،واملقصود ابلتخصيص
هو أن يتقرر الرهن على عقار بعينه وليس على كل أموال املدين احلاضرة واملستقبلية ،واهلدف من ذلك هو
القضاء على الرهن العام الذي يرد على أموال املدين ،وهذا ملا ينتج عن ذلك من أضرار تلحق مبصلحة الراهن،
لذلك جيب أن يكون التعيني دقيقا ،من حيث طبيعة العقار وموقعه والبلدية اليت يقع فيها وتعيني القسم ورقم
املخطط.
ويشرتط يف العقار أن يكون موجودا ،ولكن ال مانع من رهن املال املستقبلي 4ولكن بشرط إمكانية تعيينه
تعيينا دقيقا يف العقد ،ويكون ابطال كلما ختلف شرط التخصيص.
كما أن الرهن على العقار ال يشمل هذا األخري فقط ،بل كل ملحقاته وتوابعه كحق االرتفاق والعقارات
-1املادة 886فقرة ، 1فهناك بعض املنقوالت يشملها الرهن الرمسي ألهنا ال ختضع لقاعدة احليازة يف املنقول سند امللكية مثل الرهن الرمسي الوارد على السفن
والطائرات.
-2املادة 886الفقرة .2
-3زاهية حورية سي يوسف ،املرجع السابق ،ص .78-58
-4املادة 92فقرة 2من القانون املدين.
170
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
يتطلب إنشاء الرهن القانوين مجلة من الشروط بعضها يتعلق ابلشكل وجانب آخر ميس موضوع الرهن.
-1الشروط الشكلية
إن املمثل القانوين للبنك أو املؤسسة املالية يتوىل حترير اتفاقية القرض مع ختصيص لعقارات املدين كضمان
هلذا االئتمان مبوجب وثيقة ختصيص الرهن العقاري .5ولكن هذا غري كاف ،حيث ال يكتسب الرهن القانوين أية
حجة ما مل يتم شهره 1ابحملافظة العقارية ،ويتم تسجيل الرهن طبقا للمادة 93من املرسوم 63-76املتعلق
إبنشاء الدفرت العقاري ،2ويتطلب ذلك تقدمي اتفاقية القرض اليت تفيد استفادة املدين من القرض ،3وإذا مت القيد
فإنه مينح للدائن مرتبته يف الرهن ،وفقا لتاريخ قيد حقوقه ،وإال فإن املصرف يقوم بتقييد رهن قانوين بدرجة الحقة
فيتحدد بذلك مركزه طبقا لدرجة اتريخ قيد الرهن .4ومبا أن املشرع قد أعطى امتيازا خاصا للبنوك واملؤسسات
املالية يف مسألة جتديد القيد ،فإن ذلك ال يكون إل ملدة 30سنة .5وابلتايل فإن الرهن القانوين ميثل هبذه الصفة
سندا تنفيذاي.6
ومن أجل تقييد املصرف يف رهن قانوين لفائدته ،ونظرا إلمكانية رفض املدين التصريح جبميع أمالكه
العقارية ،وذلك ليتفادى احلجز عليها يف حالة عدم التسديد ،فإنه ميكنه البحث عن ذلك على مستوى احملافظة
العقارية ملعرفة العقارات اليت ميلكها املدين.7
-2الشروط الموضوعية
يتميز الرهن القانوين عن الرهن االتفاقي من حيث غياب إرادة العميل ،ولذلك ال يشرتط لتكوين هذا النوع
من الرهن توفر ركن الرضا ابعتبار أن القانون يشرتط لتحققه ملكية العميل للعقار املرهون .8ويف هذا خروج عن
القواعد العامة للرهن الرمسي اليت جتيز ما يسمى الكفالة العينية أين يكون مالك العقار املرهون ليس هو املدين
األصلي ،حيث اشرتط املشرع يف الرهن القانوين أن يكون مالك العقار هو الشخص الذي أبرم اتفاقية القرض مع
املؤسسة املالية أو البن ك . 9وأكثر من ذلك استعمل املشرع لإلشارة إىل هذا الشرط مصطلح
-1املادة 15و 16من األمر رقم 74-75املؤرخ يف 12نوفمّب 1975املتعلق ابملسح العام لألراضي وأتسيس السجل العقاري العام ،اجلريدة الرمسية العدد 92
لسنة 1975وقرار احملكمة العليا ،املؤرخ يف ،2008-05-17امللف رقم ،523832الصادر عن الغرفة التجارية والبحرية..
-2املرسوم رقم 63-76املتضمن أتسيس السجل العقاري ،املؤرخ يف 25مارس ،1976اجلريدة الرمسية ،العدد ،30املؤرخ يف 13أفريل ،1976املعدل واملتمم
ابملرسوم رقم 210-80املؤرخ يف 13سبتمّب ،1980اجلريدة الرمسية ،العدد ،38املؤرخ يف 16سبتمّب ،1980املعدل واملتمم ابملرسوم التنفيذي رقم -93
123املؤرخ يف 19ماي ،1993اجلريدة الرمسية ،العدد ،34املؤرخ يف 23ماي ،1993ص.14
-3املادة 96الفقرة 2من القانون رقم 11-02السالف الذكر ":يتم تسجيل هذا الرهن القانوين طبقا لألحكام القانونية املتعلقة ابلدفرت العقاري ،مببادرة من البنك
على أساس اتفاقية القرض اليت متت بني البنك وزبونه ،مبينة خاصة املبلغ األقصى للقرض املضمون ووصف األمالك موضوع الرهن" . . .
-4املادة 96فقرة 6من القانون رقم 11-02السالف الذكر . . .":الذي أيخذ مرتبته عند اتريخ تسجيله." . . .
-5املادة 96فقرة 6من القانون رقم ":11-02يعفى هذا الرهن ،. . .من التجديد ملدة 30سنة." .
-6السندات التنفيذية حددهتا املادة 600من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية اجلزائري.
-7ليندة شاميب ،االئتمان املصريف ،رسالة دكتوراه ،القانون اخلاص ،كلية احلقوق ،جامعة اجلزائر ،2013 ،ص.341
-8املادة 96الفقرة 1من القانون رقم . . .": 11-02يؤسس رهن قانوين على األمالك العقارية للمدينني ،لفائدة البنوك واملؤسسات املالية." . . .
-9جناة بوساحة ،املرجع السابق ،ص.46
172
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
الزبون .1ووفقا ملا سبق فإن الشروط املوضوعية للرهن القانوين تتمثل يف وجود اتفاقية قرض بني البنك أو املؤسسة
املالية والزبون وختصيص الرهن من حيث امللك العقاري املرهون.
-وجود اتفاقية قرض
لقد أشار املشرع اجلزائري إىل اتفاقية القرض من خالل نص املادة 68من األمر رقم 11-03املتعلق
ابلنقد والقرض":2يشكل عملية قرض يف مفهوم هذا األمر كل عمل لقاء عوض يضع مبوجبه لصاحل الشخص
اآلخر التزاما ابلتوقيع كالضمان االحتياطي أو الكفالة أو الضمان ،تعتّب مبثابة عمليات قرض ،عمليات اإلجيار
املقرونة حبق خيار ابلشراء السيما عمليات القرض االجياري ".
ومادام أن اتفاقية القرض هي عمل جتاري حبسب املوضوع 3فهو حيتمل الربح أو اخلسارة ،وابلتايل فهذه
االتفاقية من التصرفات القانونية اليت تدور بني النفع والضرر ابلنسبة للمدين املقرتض ،لذلك فاألهلية الواجب
توفرها هلذا األخري هي سن الرشد القانوين أو حصول على إذن من احملكمة ،بينما ابلنسبة للدائن املرهتن فهذه
العملية انفعة له نفعا حمضا ،غري أن ما يف األمر أن التحديد يف اتفاقية القرض يكون بتعيني احلد األقصى للدين.4
-ملكية العميل للعقار المرهون
إن نص املادة 96فقرة 1من القانون رقم 11-02ذكر ذلك الشرط ،وهو أن الرهن القانوين يؤسس على
العقارات اليت ميتلكها املدينون وتقدم كضمان للبنوك واملؤسسات املالية محاية هلا من خماطر االئتمان واليت أبرزها
عجز املدينني على السداد .ألنه توجد أموال ال يصح التعامل فيها.5
وامللكية ختضع ألحكام املادة 324من القانون املدين اجلزائري واليت تقضي بشرط الرمسية والقيد لدى
-1املادة 5من املرسوم التنفيذي رقم 132-06السالف الذكر . . . ":ويلحق ابلطلب :اتفاقية القرض املّبمة بني البنك أو املؤسسة املالية أو صندوق ضمان
الصفقات العمومية وزبونه." . . .
-2اجلريدة الرمسية ،العدد ،52املؤرخ يف 27أوت ،2003املعدل واملتمم ابألمر رقم 04-10سالف الذكر.
-3املادة 02الفقرة 17من القانون التجاري اجلزائري.
-4املادة 96فقرة 2القانون رقم " :11-02مبينا خاصة املبلغ األقصى للقرض املضمون." . . .
-5ال جيوز التعامل يف أمالك الدولة طبقا للمادتني 688و 689من القانون املدين ،كما ال جيوز رهن األموال املوقوفة وذلك لعدم إمكانية التصرف فيها ،وهذا ما
أكدته املادة 23من القانون رقم 10-91املؤرخ يف 1991-04-27واملتعلق ابألوقاف ،اجلريدة الرمسية ،العدد 21لسنة .1991وقرار احملكمة العليا حتت
رقم 310-157املؤرخ يف ،1997-7-16اجمللة القضائية ،العدد ،1997 ،1ص" :34من املقرر شرعا وقانوان أن العني احملبسة ال جيوز التصرف فيها أبي
تصرف انقل للملكية سواء ابلبيع " . . .هذا يعين كذلك الرهن ،ألنه عادة ما يستويف الدائن املرهتن حقه من مثن بيع هذه األموال عن طريق املزاد العلين.
173
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
احملافظة العقارية ،ومنه فامللكية غري املشهرة ال ميكن للبنك من خالهلا احلصول على رهن رمسي قانوين لصاحله.1
ثانيا :آثار الرهن القانوني
إن القيد يتم على مستوى احملافظة العقارية اليت يقع بدائرة اختصاصها موقع العقار أو العقارات املرهونة،
وهذه اآللية تتيح للدائن املرهتن إمكانية االحتجاج هبا على الغري وبه تتحدد مرتبته إزاء الدائنني اآلخرين ،وأكثر
من ذلك ،فإن الرهن القانوين ميثل سندا تنفيذاي ولكن جيب إمهاره ابلصيغة التنفيذية 2وذلك عن طريق تقدمي
طلب تقدمي طلب إىل رئيس احملكمة مكان وجود العقار ويتم تقدميه إىل احملضر القضائي يف أجل يسمح للبنك أو
املؤسسة املالية حبجز األمالك املرهونة.3
أما عن إجراءات التنفيذ على العقارات املرهونة وبيعها ابملزاد العلين فقد تطرق املشرع إىل ذلك يف املواد 2
إىل 7من املرسوم رقم 132-06املذكور أعاله ،وجاءت هذه اإلجراءات كامتياز ممنوح للبنوك وتتمثل يف:
-ضرورة معاينة عدم وفاء املدين ابلتزامه يف التاريخ احملدد من طرف احملضر القضائي ،وذلك بتحريره حملضر
يتضمن إعذار املدين املتعثر بدفع املبالغ املستحقة خالل أجل 1شهر .ولكن اإلشكال هنا أن قيد مبلغ
االئتمان يتضمن مبلغ القرض دون الفوائد املنجرة عنها فكان على املشرع أن يتفادى هذا الفراغ وذلك
ابلنص على تدوين ذلك يف حمضر اإلعذار.4
-عند عدم الدفع يف األجل احملدد يف املادة 2من املرسوم املذكور أعاله يتم تبليغ إعذار اثين للمدين بنفس
الصيغة املذكورة أعاله وحيدد له أجل جديد للدفع مدته 15يوما قبل اللجوء إىل احملكمة املختصة.
هنا نالحظ أن إجراءات احلجز على املنقول املنصوص عليها يف قانون النقد والقرض ختتلف عن إجراءات
احلجز على العقار املرهون املنصوص عليها يف املادتني 2و 3من املرسوم رقم 132-06ألن هذا األخري ينص
على إعذارين بينما يف حجز املنقول فإنه يتطلب إعذارا واحدا.5
كان من األجدر ابملشرع اختصار الشكليات الطويلة واملعقدة إلنشاء الرهن القانوين أو عند التنفيذ عليه
خصوصا إذا تعلق األمر ببنك أو مؤسسة مالية ،فهذا يؤثر سلبا على االئتمان ويضعف من فعالية الرهن كضمان.
فاإلعذار وما مير به من إجراءات ومدد قانونية يتناىف وخاصية السرعة اليت متييز االئتمان .مث أن احلجز العقاري وما
يتطلبه من إجراءات طويلة ومدد قانونية جيعلنا حقيقة أمام أزمة الرهن عامة والقانوين بصفة خاصة ،من احلصول
على الصيغة التنفيذية للسند مث تقدميه للمحضر القضائي لتبليغه للمدين ليتم بعد ذلك شهره ابحملافظة العقارية
لتأيت مرحلة البيع ابملزاد العلين وما يتطلبه من إجراءات طويلة ومعقدة وبشروط حمددة قانوان إذا مل تتوفر تؤدي إىل
إلغاء هذا اإلجراء ،وأكثر من ذلك حىت وإن مت عقد جلسة املزادة فقد ال ميكن الوصول إىل الثمن املتوخى منه أو
أن يرتاجع املشرتي عن قراره أو أن الثمن الذي بيع به العقار املرهون ابملزاد العلين قد ال يفي بكامل التزامات
املدين.
من يقرتح إرجاع فعالية التأمينات العينية الضائعة من خالل تكريس مصلحة
ولتفادي هذه اإلجراءات هناك ْ
الدائن املرهتن وذلك بتفادي اإلجراءات الطويلة واملكلفة من خالل اقرتاح شرط متلك العقار املرهون عند حتقق
خطر عدم السداد ،هذا الشرط الذي مازال ممنوعا يف التشريع والقضاء اجلزائري 1رغم أن بعض التشريعات مسحت
إبدراج هذا الشرط يف عقد الرهن ،وهذا مبوجب إصالح قانون التأمينات العينية مبقتضى األمر رقم 324-06
املؤرخ يف 13مارس 2006ولكن بشرط أال يكون العقار املرهون معدا لسكن املدين.2
وأكثر من ذلك وللرفع من فعالية الرهن العقاري فإنه من األحسن تشجيع البيع الودي للعقار دون إتباع
احلجز العقاري ولكن حتت سلطة القضاء وبشروط حمددة.
وابلنظر إىل املادة 884مدين جزائري السالفة الذكر ويف فقرهتا األوىل جتيز أن يكون الراهن هو نفسه املدين
أو شخصا آخر يقدم رهنا ملصلحة املدين ،لكن ابلنسبة للرهن القانوين فإن املشرع ينص على أن العقار املرهون
-1املادة 903من القانون املدين اجلزائري ،وقرار احملكمة العليا الصادر بتاريخ 25مارس 1992حتت رقم ،81688وقرار آخر صادر يف 21مارس 2007حتت
رقم ": 347927الرهن ضمان الستيفاء الدين وال يعد طريقا لتملك الشيء املرهون ،وكل اتفاق يقضي خبالف ذلك يعد ابطال بطالان مطلقا ملخالفته النظام
العام." . . .
2-Article 2459 code civil :" il peut être convenu dans la convention d'hypothèque que le créancier
deviendra propriétaire de l'immeuble hypothéqué, toutefois, cette clause est sans effet sur
l'immeuble qui constitue la résidence principe du débiteur ".
175
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
جيب أن يكون ملكا للمدينني فقط ،فهذا الشرط حيد بصفة معتّبة من أمهية وفعالية هذا النوع من الضمان ،ألن
وجود الكفيل العيين يصب يف مصلحة الدائن ويفتح اجملال واسعا أمام هذا األخري يف احلصول على الضماانت
حد من
اليت تكفل له محاية أمواله ،فالرهن القانوين جاء كامتياز للبنوك واملؤسسات املالية ولكنه يف نفس الوقت ً
فعالية هذا الضمان عندما أبعد املشرع الغري من إمكانية تقدمي عقار كرهن ،وهذا عكس ما ذهب إليه يف الرهن
الرمسي االتفاقي.
ابإلضافة إىل ذلك فإن هذا االمتياز ال تتمتع به البنوك واملؤسسات املالية وحدها بل تشاركها يف ذلك
صندوق ضمان الصفقات العمومية ،1فنكون بصدد تزاحم العديد من أصحاب الرهون القانونية.
كما أن حرية املدين الراهن يف التصرف يف األموال املرهونة بيعا ومقايضة وإجيارا ورهنا مرة أخرى هلاته
األموال ،ولتفعيل هذا النوع من الضمان ظهر على الصعيد العملي والقضائي ما يسمى بشرط املنع من التصرف،
والذي يتم من خالله تقييد هذا االمتياز ابلشكل الذي ال يتعارض مع حق امللكية ويف نفس الوقت حيمي حقوق
الدائن املرهتن .لذلك فالقضاء أقر شرط املنع من التصرف النتشاره على الصعيد العملي حىت أصبح يقضي
بصحته إذا كان ال يتضمن مساسا مبضمون امللكية ،2وهبذا أتثرت خمتلف التشريعات كالتشريع املصري ،3وعليه
ميكن للمرهتن أن حيمي ضمانه من خالل اشرتاطه للمنع من التصرف يف عقد الرهن ،كما عمل املشرع اجلزائري
هبذا الشرط بصفة غري صرحية ،4وعليه ميكن إدراج هذا الشرط يف عقد الرهن ما دام ال يؤثر سلبا على حق امللكية
وإمنا هدفه محاية مؤقتة للدائن وأنه مبين على ابعث مشروع.
الفرع الثالث :الرهن القضائي ()Hypothèque judiciaire
وفقا لنص املادتني 941و 942من القانون املدين اجلزائري فإن الرهن القضائي هو حق يتقرر مبوجب أمر
على عريضة م ن رئيس احملكمة لصاحل الدائن الذي يكون بيده حكم واجب التنفيذ على عقار أو أكثر من
عقارات مدينه.
وعلى هذا فالرهن القضائي يشبه الرهن الرمسي االتفاقي من حيث اآلاثر وخيتلف عنه من حيث النشوء،
فاألول ينشأ بناء على حكم واجب التنفيذ إبذن صادر من رئيس احملكمة اليت يقع يف دائرة اختصاصها العقار أو
العقارات املرهونة ،بينما الثاين ينشأ عن طريق العقد.
ووفقا ألحكام املادة 937مدين جزائري فإنه" :جيوز لكل دائن بيده حكم واجب التنفيذ صادر يف أصل
الدعوى يلزم املدين بشيء معني أن حيصل على حق ختصيص لعقارات مدينه ضماان ألصل الدين واملصاريف".
ومادام أن املشرع مل يقدم تعريفا للرهن القضائي وإمنا أشار إليه فقد تكلف الفقه بذلك من خالل تعريفه
على أنه" :حق عيين تبعي يتقرر للدائن على عقار أو أكثر من عقارات املدين مبقتضى حكم واجب التنفيذ
الصادر ابلتزام املدين ابلدين ،وخيول للدائن التقدم على الدائنني العاديني والتاليني له يف املرتبة يف استيفاء حقه من
املقابل النقدي لذلك العقار يف أي يد يكون".1
ومادام أن أحكام الرهن الرمسي االتفاقي تسري على الرهن القضائي من حيث القيد واآلاثر فيكفي هنا أن
نتطرق إىل شروط وإجراءات احلصول عليه.
أوال :شروط الرهن القضائي
جيب توافر أربعة شروط إلنشاء الرهن القضائي بعضها خيص الدائن الذي حيصل عليه وبعضها يتعلق
ابحلكم املقرر هلذا الرهن ومنها ما يرجع لألموال اليت يتقرر عليها هذا احلق والوقت الذي يتقرر فيه.
-1الدائن المرتهن
ميكن لكل دائن بيده حكم يلزم املدين بشيء معني أن حيصل على رهن عن طريق القضاء ضماان ألصل
الدين واملصاريف.
من هنا نستطيع القول إن هذا النوع من الرهن جاء لضمان دين مهما كان نوعه أو مصدره ،فقد يكون
حمله مبلغا من النقود أو عمال أو امتناع عن عمل على أنه يشرتط أن يكون حق الدائن اثبتا مبقتضى حكم يلزم
-1إبراهيم نبيل سعد ،التأمينات العينية والشخصية ،منشأة املعارف ،االسكندرية ،مصر( ،ب .س .ن) ،ص.159
177
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
املدين بشيء معني .ومل يشرتط املشرع اجلزائري يف الدائن طالب الرهن أن يكون حسن النية خالفا لبعض
التشريعات ومنها التقنني املدين املصري .1وعليه فلو ابع املدين عقارا مث حصل الدائن على رهن قضائي على هذا
العقار وهو على علم ببيعه ،أي أنه هنا سيء النية ،فإن هذا احلق يكون انفذا يف حق املشرتي.
-2الحكم المقرر للرهن
طبقا لنص املادة 937مدين جزائري ،فإنه يلزم أن تتوفر يف احلكم الذي حيصل من خالله الدائن على
رهن قضائي أن يكون حكما قضائيا واجب التنفيذ صادرا يف موضوع الدعوى.
-أن يكون حكما قضائيا
الدائن ال ميكنه احلصول على هذا النوع من الرهون إال مبقتضى حكم قضائي يقرر حقه الثابت ،واحلكم
هنا هو القرار الصادر من جهة ذات والية قضائية ،فإذا كان حق الدائن مقررا مبوجب عقد رمسي ،فإنه ال يصلح
للحصول مبقتضاه على عقد رمسي قضائي (حق ختصيص).2
ولقد قرر املشرع يف املادة 939مدين جزائري على أنه ميكن احلصول على رهن قضائي بناء على حكم
يثبت وجود صلح أو اتفاق بني املتعاقدين ،وهبذا فإن األحكام الصادرة ابلتصديق على حمضر الصلح جيوز
مبقتضاها احلصول على رهن قضائي. 3
وأكثر من ذلك فلقد أجاز املشرع إمكانية احلصول على رهن قضائي بناء على حكم صادر من حمكمة
أجنبية ،إذا أصبح واجب التنفيذ.4
-أن يكون الحكم واجب التنفيذ
احلكم الواجب التنفيذ هو الذي يكون حائزا لقوة الشيء املقضي فيه أي أنه غري قابل للطعن فيه ابلطرق
العادية وهي االستئناف واملعارضة أو أن يكون قابال للطعن فيه ولكنه مشمول ابلنفاذ املعجل قانوان أو طبقا حلكم
-1املادة 1085من القانون املدين املصري ،واليت تقابلها املادة 937مدين جزائري .املقابلة للمادة 1116من القانون املدين القطري.
-2حممد صّبي السعدي ،الواضح يف شرح القانون املدين ،التأمينات العينية ،دار اهلدى ،عني مليلة ،اجلزائر ،طبعة ،2010ص.205
-3حممد صّبي السعدي ،املرجع السابق ،ص.206
-4املادة 938من القانون املدين اجلزائري" :ال جيوز احلصول على حق ختصيص بناء على حكم صادر من حمكمة أجنبية . . .إال إذا أصبح حكم القرار واجب
التنفيذ".
178
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
احملكمة .1فإذا مل يكن احلكم كذلك ،فال بد من انتظار فوات مدة الطعن.
2
-أن يكون الحكم صاد ار في موضوع الدعوى
وعليه تستبعد األحكام التحضريية اليت ال متس أبصل احلق إال إذا تضمنت التزام املدين أبداء شيء معني،
ألن الرهن القضائي هو ضمان للدائن من إخالل املدين ابلتزامه .لذلك يشرتط يف احلكم أن يذكر فيه مقدار
الدين فإذا كان غري حمدد توىل رئيس احملكمة تقديره وعني املبلغ الذي به يتحقق هذا الرهن. 3
-3األموال محل الرهن
إن الرهن القضائي مثله مثل الرهن الرمسي االتفاقي ال يتقرر إال على عقار أو عقارات ملكا للمدين .4من
هنا فإن هذا الرهن جيب أن يقع على عقار مملوك للمدين وقت قيد الرهن وأن يكون معينا تعيينا دقيقا وأن تذكر
البياانت املعينة له يف طلب الرهن وذلك ببيان موقعها مع تقدمي أوراق الدالة على قيمتها .5كما يشرتط يف هذه
العقارات أن تكون مما جيوز التعامل فيها وبيعها ابملزاد العلين أي أن تكون مما جيوز رهنها رهنا رمسيا.
6
-4الوقت الذي يجوز فيه أخذ الرهن القضائي
مىت توفرت الشروط السابقة واملنصوص عليها قانوان جاز للدائن أخذ رهن قضائي على عقار أو عقارات
مدينه يف أي وقت شاء ،غري أن املشرع وضع استثناء على ذلك ،وهو عدم جواز أخذ هذا النوع من الرهون بعد
وفاة املدين ،7ألنه طبقا للقواعد العامة فإنه بوفاة املدين يكون أجل الدين حال الوفاء ،أضف إىل ذلك أن الدائن
يستويف حقه من تركة مدينه كما أنه جيب إعالم املدمني ابألمر الصادر ابلرهن ،وألنه من حق املدين التظلم من
أمر التخصيص.
لكن إذا تقرر ملصلحة الدائن رهنا قضائيا أثناء حياة املدين وتوفرت الشروط املوضوعية فإنه ال يكتسب
-1بوبشري حمند أمقران ،قانون اإلجراءات املدنية ،نظرية الدعوى ،نظرية اخلصومة ،اإلجراءات االستثنائية ،طبعة ،2008ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر،
ص.292
-2حممد صّبي السعدي ،املرجع السابق ،ص.207
-3املادة 941فقرة 2من القانون املدين اجلزائري.
-4املادة 940من القانون املدين اجلزائري.
-5املادة 941فقرة 2من القانون املدين اجلزائري.
-6حممد صّبي السعدي ،املرجع السابق ،ص.208
-7املادة 937فقرة " : 2وال جيوز للدائن بعد موت املدين أخذ ختصيص على عقار يف الرتكة ".
179
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
هذا الرهن إال بطلب توقيع األمر ابلتخصيص وفقا لإلجراءات القانونية احملددة.
ثانيا :إجراءات الحصول على رهن قضائي
ونتطرق يف هذا لكيفية احلصول على الرهن القضائي ،ونبني سلطة رئيس احملكمة يف منح هذا الرهن
للدائن ،وإمكانية اإلنقاص من هذا الرهن.
-1كيفية الحصول على الرهن القضائي
تبدأ اإلجراءات أبن يتقدم الدائن بعريضة إىل رئيس احملكمة الكائن بدائرة اختصاصها موقع العقار حمل
الرهن وجيب إرفاقها بصورة رمسية من احلكم ،كما نص املشرع على البياانت الواجب ذكرها يف العريضة ،1وأبرزها
مقدار الدين وتعيني العقار تعيينا دقيقا مع تقدمي األوراق الدالة على قيمتها ،وهذا حىت يقرر القاضي مدى
تناسبها مع مقدار الدين املضمون ،وهذا ال يكون إال على وجه التقريب.2
-2سلطة رئيس المحكمة
لرئيس احملكمة سلطة األمر ابلرهن القضائي أو رفضه ،وهذا وفقا ملدى توفر الشروط املوضوعية السابقة ،مث
إذا ما رأى القاضي أن الشروط تتيح للدائن احلصول على رهن فتكون له بذلك السلطة التقديرية ابلنسبة لتحديد
العقار أو العقارات موضوع الرهن ،وتقدير مبلغ الدين إذا مل يكن حمددا يف احلكم .كما أن للقاضي السلطة
التقديرية يف جعل الرهن مقصورا على بعض العقارات أو على واحد منها فقط أو على جزء من أحدها ،إذا رأى
أن ذلك كافيا لضمان تسديد الدين واملصاريف.3
5
وجيب إعالن األمر ابلرهن للمدين يف نفس اليوم الذي يتقرر فيه أمر الرهن .4وللمدين احلق يف التظلم
وهذا بسبب انقضاء الدين ابلوفاء أو أن العقارات موضوع الرهن تزيد قيمتها بكثري عن قيمة الدين املضمون.
كما أنه ميكن للدائن التظلم من أمر رئيس احملكمة املختص يف حال ما إذا رفض منحه الرهن رغم توفر
الشروط ،أو إذا ألغى الرهن بناء على تظلم املدين.
فالفرق بني تظلم املدين وتظلم الدائن يكون يف اجلهة القضائية اليت يرفع إليها أمر التظلم ،فتظلم املدين
يكون أمام القاضي الذي أصدر األمر ألن هذا األخري يصدر يف غري مواجهة املدين ودون مساع أقواله ،فهنا
إمكانية رجوع القاضي عن قراره .بينما ابلنسبة للدائن فريفع أمره أمام اجمللس القضائي. 1
-3إنقاص الرهن القضائي وانقضائه
يقرر املشرع ا جلزائري على أنه ميكن للمدين أو لكل ذي مصلحة أن يطلب إنقاص الرهن القضائي إىل
القدر املناسب للدين املضمون ،وهذا إذا مت منح الدائن عقارات تفوق قيمتها ما يكفي لضمان الدين وهذا
اإلنقاص يتمثل يف 2إنقاص الرهن ليكون مقتصرا على جزء من العقار أو العقارات موضوع الرهن ،نقل الرهن إىل
عقار آخر تكون قيمته مساوية لقيمة الدين املضمون .وهذا حرصا على حتقيق التناسب بني الدين املضمون
والعقار حمل الضمان.
ويشري املشرع إىل أن اإلنقاص مقرر حىت للغري إذا كانت له مصلحة يف ذلك .3ونتصور ذلك للدائن املرهتن
املتأخر يف املرتبة أو الدائن العادي أو حائز العقار .كما يشري أيضا أن موضوع اإلنقاص ال بد أن يكون حمل قيد
ومصاريفه تقع على عاتق طالبه.4
أما عن موضوع انقضاء الرهن القضائي فإن املشرع حييلنا إىل الرهن الرمسي االتفاقي ،5ابإلضافة إىل أسباب
ختص هذا النوع من الرهن تتمثل يف:
-1إذا صدر أمر ابلرهن مث طعن فيه بطريق من الطرق غري العادية ومت إلغاؤه ،فإن هذا الرهن يسقط وللمدين
طلب حموه .وكذلك إذا تقرر بناء على حكم مشمول ابلنفاذ املعجل مث ألغي ابملعارضة واالستئناف
-2إذا تظلم املدين إىل القاضي الذي أصدر أمر الرهن ،ومت قبول هذا الرهن ،فإن هذا الرهن يلغى .ونشري إىل
أن كل ما يطرأ على الرهن ،من خالل ما يصدر فيه من أحكام ،سواء ما تعلق ابإلنقاص أو اإللغاء جيب
-1املادة 945مدين جزائري" :إذا رفض رئيس احملكمة طلب التخصيص . . .جاز للدائن أن يتظلم من أمر الرفض إىل اجمللس القضائي".
-2املادة 946الفقرة 2من القانون املدين اجلزائري.
-3املادة 946فقرة 1من القانون املدين اجلزائري.
-4املادة 947من القانون املدين اجلزائري.
-5املادة 947من القانون املدين اجلزائري.
181
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
إن الرهن القضائي آلية ضمان حقيقية للدائن مصدرها القضاء ألهنا تعطي محاية قانونية للدائن من خالل
حصوله على رهن مبوجب حكم قضائي ،يكون له مبقتضاه التنفيذ على هذه األموال يف حال ما إذا أخل املدين
ابلتزاماته اجتاهه.
وما جيعلنا أمام أزمة حقيقية هلذا النوع من الرهن هو إمكانية إلغاء احلكم الصادر ابلرهن وللمدين طلب
حموه ،كما أن للمدين احلق يف التظلم مع إمكانية قبول القاضي لذلك ،وابلتايل يفقد الدائن آلية ضمان حقيقية،
فيكون مبوجب ذلك دائنا عاداي .ابإلضافة إىل ذلك إمكانية إنقاص الرهن الذي هو مقرر لكل ذي مصلحة ،هذا
جيعل هناك إمكانية لعدم كفاية العقار املخصص كرهن للوفاء مببلغ الدين .ويف حالة وفاة املدين فإنه ال إمكانية
للدائن يف رهن قضائي يف تركة مدينه ،وابلتايل يكون دائنا عاداي .أو حصول الدائن على رهن قضائي ولكن يف
ذلك مزامحة من قبل دائنني آخرين مرهتنني أو أصحاب حقوق امتياز ،فتكون هلم األولوية يف استيفاء حقوقهم
على حساب الدائن صاحب الرهن القضائي.
المطلب الثاني :آثار الرهن الرسمي وحاالت انقضائه
إن الرهن الرمسي حيقق التوفيق بني املصاحل يف كون الراهن ال يفقد ملكية العقار وتبقى له كافة سلطات
املالك كما ال يفقد حيازة العقار ،أما ابلنسبة للمرهتن فيقرر له ضماان قواي دون أن حيمله عبء إدارة العقار
ويزوده يف نفس الوقت بسند تنفيذي ،أما الغري فمصلحته تتحقق يف كون ضرورة ختصيص الرهن الرمسي وشهره
حتقق هلم الوسيلة ملعرفة الدين املضمون ابلعقار على وجه التحديد ويتصرفون مع الراهن على بينة من األمر،
وابلتايل فإن الرهن الرمسي ينشئ آاثرا ابلنسبة لكل األطراف ،للدائن املرهتن ،وللراهن ،وحىت ابلنسبة للغري .كما أنه
ينتهي وفقا حلاالت منها ماهي مرتبطة ابلدين املضمون ،ومنها ما هي مستقلة عن ذلك.
الفرع األول :آثار الرهن الرسمي
للرهن الرمسي آاثر ابلنسبة للمتعاقدين ،وابلنسبة إىل الغري ،متثل التزامات وحقوق لكل واحد منهم.
-1املادة 944فقرة 2مدين جزائري" :وجيب التأشري على هامش القيد بكل أمر أو حكم قضى إبلغاء األمر الصادر ابلتخصيص".
182
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
املتعاقدان مها املدين الراهن وهو هنا املؤسسة االقتصادية ،والدائن املرهتن ويتمثل يف البنك املمول ،لذلك
سنتطرق إىل آاثر الرهن ابلنسبة لكل منهما.
-1بالنسبة إلى المدين الراهن ()A l'égard du constituant
إن الرهن العقاري يرتب حقوقا لصاحل املدين الراهن من حق التصرف يف العقار املرهون إىل احلق يف
استغالله ،كما يرتب التزامات عليه من ضمان سالمة الرهن إىل ضمان هالك العقار املرهون.
أ -حقوق المدين الراهن
جيوز للراهن أن يتصرف يف العقار املرهون سواء أكان التصرف ماداي أو قانونيا بشرط أال يضر مبصلحة
البنك الدائن املرهتن.1
فإذا كان التصرف ماداي وجب أال يكون من شأنه اإلنقاص من قيمة الرهن ،ألن الراهن ملزم بضمان
سالمة الرهن.
أما ابلنسبة للتصرفات القانونية فله كذلك أن يقوم ببيع العقار املرهون أو هبته أو املقايضة أو أتجريه
ابعتباره مالكا بشرط عدم اإلضرار حبق املرهتن ،وكل هذه التصرفات القانونية ال تلحق ضررا حبق الدائن إذا كانت
الحقة لقيد الرهن إذ ينتقل العقار املرهون حممال ابلرهن ،ويكون الرهن انفذا يف مواجهة من آل إليه العقار ،أما إذا
متت هذه التصرفات قبل قيد الرهن فيعتّب هذا مضرا حبق البنك الدائن .2كما جيوز للمدين الراهن أن يرتب على
العقار املرهون كافة احلقوق العينية األخرى كحق االنتفاع واالرتفاق ،أو رهن العقار مرة أخرى.
إذن فالراهن ابعتباره مالكا للعقار املرهون ميكنه أن يتصرف فيه ،لكن غالبا ما جند البنوك تشرتط يف عقد
الرهن عدم تصرف الراهن يف العقار املرهون ببيعه إىل شخص آخر .3وهذا تفاداي للمنازعات اليت حتتاج إىل
إجراءات طويلة ليست من مصلحة البنك الدائن الذي تبقى أمواله جممدة لدى املؤسسة اليت هي أموال املودعني
قد يطالبون هبا فيكون عرضة خلطر السيولة اليت قد تؤدي إىل إفالسه إذا مل تكن له اآلليات الكافية اليت من
-1املادة 894من القانون املدين" :جيوز للراهن أن يتصرف يف العقار املرهون ،على أن أي تصرف يصدر منه ال يؤثر يف حق الدائن املرهتن" .
-2شوقي بناسي ،املرجع السابق ،ص.210 .
-3راضية أمقران ،املرجع السابق ،ص.127 .
183
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
خالهلا يتحصل على التمويل من بنك آخر كآلية إعادة اخلصم ،أو وضع نسبة من السيولة ملواجهة هذا
االحتمال.
كما أن للمدين الراهن حق استغالل واستعمال العقار املرهون واحلصول على مثاره إىل غاية تسجيل التنبيه
بنزع امللكية ،وميكنه إجيار العقار املرهون واحلصول على األجرة ولكن بشروط ،1وهذا التصرف يعتّب من أعمال
اإلدارة اليت جيوز للراهن القيام هبا.
إال أن السؤال الذي يُطرح هو ما مدى جواز وضع شرط املنع من التصرف من طرف الدائن؟ إن للمدين
احلق يف التصرف يف أمواله سواء كنا أمام الضمان العام أو الضمان اخلاص ،وهذه القاعدة فيها إضرار مبصلحة
الدائن على اعتبار أنه صاحب االئتمان ويتعرض ملخاطره .لذلك كان ال بد من هجر هذه القاعدة واستبداهلا
بقاعدة إمكانية وضع الدائن لشرط املنع من التصرف على أن يكون ذلك مبنيا على ابعث مشروع وعدم املساس
ابمللكية .لكن مع ذلك هناك من يرى أن حق الراهن يف التصرف يف أمواله متعلق ابلنظام العام فال جيوز االتفاق
على خمالفته .بينما يرى آخرون إمكانية إجازة هذا الشرط ألنه ال عالقة هلذا احلق ابلنظام العام.2
ومهما يكن فإن املشرع وضع آليات قانونية ميكن من خالهلا للدائن من مواجهة هذه التصرفات ويظهر
ذلك يف إمكانية الدائن املرهتن من فسخ العقد املرتب حلق الرهن ،وإمكانية املطالبة إبسقاط أجل التسديد ،3كما
أن للدائن إمكانية االعرتاف على األعمال اليت أيتيها املدين ،وله احلق أيضا يف اللجوء إىل آلية وضع العقار
املرهون حتت احلراسة القضائية حىت يتم البيع ابملزاد العلين ،كما توجد إمكانية املطالبة ابلتنفيذ العيين أي إعادة
احلال إىل ما كان عليه قبل التعاقد.
التزام الراهن بضمان سالمة الرهن أمر طبيعي ،فمن قرر الرهن ال يقبل منه نقصه ،وهلذا االلتزام صورة سلبية
وأخرى إجيابية.
فالصورة السلبية وهي البارزة وتتمثل يف امتناع الراهن عن كل تصرف مادي أو قانوين من شأنه أن ميس
بسالمة الرهن أو يضر حبقوق املرهتن.
والصورة اإلجيابية فتتمثل يف تدخل الراهن من أجل الدفع بدعاوى الغري اليت من شأهنا أن حتدث التعارض
مع حقوق املرهتن ،ويف مجيع األحوال يستطيع الدائن املرهتن أن يعرتض عن األعمال اليت متس بسالمة الرهن.1
وإذا هلك العقار املرهون سواء كان بفعل الراهن أم بفعل الغري كان للدائن اخليار أبن يطلب أتمينا كافيا أو
يستويف حقه فورا ،وينتقل الرهن مبرتبته إىل احلق الذي يرتتب على ذلك من مبلغ التعويض عن الضرر أو مبلغ
التأمني 2أو الثمن املقرر للدين مقابل نزع امللكية للمنفعة العامة.3
إذن كل تصرف من شأنه اإلضرار مبصلحة الدائن املرهتن على املدين الراهن تفاديه وإال اعتّب ذلك خرقا
اللتزامه بضمان سالمة الرهن ،وابلتايل يرتتب عليه سقوط حقه يف األجل وحلول أجل الوفاء ابلدين نظرا
إلضعاف التأمينات.4
-2بالنسبة للدائن المرتهن ()A l'égard du créancier hypothécaire
قبل حلول أجل الدين ويف هذه الفرتة ال يكون للدائن املرهتن سوى احلق يف مراقبة ما يرتتب عليه املساس
حبقه أو اإلنقاص منه ،فإذا حدث ذلك فله اختاذ اإلجراءات التحفظية الالزمة للمحافظة على العقار املرهون .أما
إذا حل أجل الدين ومل يف املدين الراهن ابلتزاماته جاز للبنك املرهتن التنفيذ على العقار متبعا يف ذلك اإلجراءات
القانونية املتعلقة ابحلجز العقاري والبيع ابملزاد العلين ،1كما جيوز له التنفيذ على سائر أموال املدين (الضمان العام)
وهذا يف حالة عدم كفاية مثن العقار للوفاء ابلدين.
كما أنه ميتنع على الدائن املرهتن متلك العقار املرهون عند عدم الوفاء ،والغرض من بطالن هذا الشرط هو
محاية املدين الراهن من استغالل الدائن املرهتن ،لكن إذا حل أجل الدين ومل يف املدين ميكن لطريف عقد الرهن أن
يتفقا على متلك الدائن املرهتن العقار املرهون مقابل الدين .2غري أن أحكام الشريعة اإلسالمية ترى أنه ال يغلق
الرهن فيقع ابطال كل اتفاق جيعل للدائن احلق عند عدم استيفاء الدائن حلقه وقت حلول أجله يف أن يتملك
العقار املرهون ابلدين .وهذا منعا الحتماالت التواطؤ بني املدين والدائن املرهتن إضرارا لباقي الدائنني .وهناك من
يرى أنه على املشرع اجلزائري املبادرة حبذف الفقرة 02من املادة .3903
أما إذا كان الراهن شخصا آخر غري املدين فال جيوز التنفيذ على ماله إال على مارهن ،وال يكون هلذا
األخري احلق يف الدفع بتجريد املدين إال إذا وجد اتفاق يقضي بغري ذلك ،4ألن الكفيل العيين ليس له هذا احلق،
ومن مصلحة البنك الدائن عدم قبول هذا الشرط حىت يكون لديه ضماان قواي ،وله اخليار يف التنفيذ على املال
املرهون دون الرجوع على املدين األصلي ،فهذا جيعل مركز البنك الدائن قواي يف استيفاء حقه ،حيث يكون للبنك
مدينان ،املدين األصلي والكفيل العيين .وأن حرمان الكفيل العيين من الدفع ابلتجريد ليس من النظام العام
وابلتايل جيوز االتفاق على منحه هذا احلق ما " . . .مل يوجد اتفاق يقضي بغري ذلك".
ثانيا :آثار الرهن الرسمي بالنسبة إلى الغير
الرهن الرمسي ينشأ مبجرد العقد ،والقيد الزم لنفاذه يف مواجهة الغري ،هذا مينح الدائن حق التقدم أو
األفضلية وحقه يف التتبع.
-1قيد الرهن الرسمي ()Inscription hypothécaire
هو إجراء يتم يف احملافظة العقارية الواقع يف دائرة اختصاصها العقار املرهون وهو مبثابة شهر للرهن ،يتم
1
ذلك ابلتأشري على البطاقة اخلاصة ابلعقار املرهون
وأن مصاريف القيد تقع على عاتق الراهن ما مل يتفق على خالف ذلك ،2فهذه القاعدة القانونية ليست
من النظام العام ميكن االتفاق على ما خيالف ذلك.
ما يهمنا هنا أكثر ليس إجراءات القيد ،وإمنا ما يرتتب على إجراء القيد أو عدم إجرائه ،إذن فالقيد هو
الذي ينشئ حق التقدم ،وحتسب مرتبة الرهن الرمسي من وقت القيد وليس من وقت إنشاء الدين ،وهذا حىت ولو
كان الدين مل ينشأ بعد ،كأن يكون احتماليا أو معلقا على شرط أو كان دينا مستقبليا.3
إذا تعطل أثر القيد كتأخري إجرائه فإن ذلك يؤدي إىل توقيف أثر الرهن العقاري وجعله غري انفذ يف
مواجهة الغري ،4وابلتايل يكون الرهن غري كامل األثر ،حيث إذا مت شهر إفالس املؤسسة فإن إجراء قيد ال ميكن،
وإذا مت ذلك فيمكن احلكم ببطالنه ،وال يصح التمسك به من قبل البنك الدائن املرهتن ،كما أن تسجيل التنبيه
بنزع امللكية ال ميكن بعدها للدائن املرهتن الذي يكون قد نشأ حقه أن يقيد رهنه ،وإذا مت ذلك فال حيتج به على
الغري وال يكون انفذا يف مواجهته.
من خالل ما سبق فإن قيد الرهن الرمسي ضروري حلماية البنك واحلفاظ على أمواله ،ألن هذه العملية
تنشئ حق أفضلية البنك وأولويته يف استيفاء حقه ،مع ما لذلك من أمهية يف إعالم الغري بذلك التصرف،
فيتصرفون مع الراهن على بينة من األمر ،كما أن ذلك يسمح إبعطاء مرتبة للبنك وفقا لتاريخ القيد ،5هذا يسمح
للبنك الدائن املرهتن من استيفاء حقه قبل الدائنني اآلخرين التاليني له يف املرتبة.
6
-2حق األفضلية ()Droit de préférence
يتجلى هذا احلق بوضوح يف استيفاء الديون ،حيث يسبق الدائنون املرهتنون الدائنني العاديني يف جين مثار
العقار أو من املال الذي حل حمل العقار حبسب مرتبة كل منهم ولو أجروا القيد يف يوم واحد.
فاملرتبة هي املقياس الوحيد الذي جيب االعتماد عليه يف هذه احلاالت ،فالرقم واحد يسبق الثاين يف
التسجيل حىت لو كانت التسجيالت قد متت يف يوم واحد.
وعن موضوع األفضلية فهي مجيع احلقوق اليت يستوفيها البنك الدائن املرهتن ابألفضلية فيتمثل يف أصل
الدين والفوائد واملصروفات.
ويستعمل حق األفضلية عند احلجز على العقار املرهون وبيعه ابملزاد العلين ،وال يكون ذلك إال بعد إنذار
املدين وإلزامه ابلدفع ،وإذا مل يتم ذلك حيرر احملضر القضائي حمضرا بعدم الدفع (عدم امتثال) مث القيام ابحلجز
العقاري الذي يتم بواسطة عريضة إىل رئيس احملكمة اليت يقع بدائرة اختصاصها العقار املرهون يطلب فيها احلجز
على هذا األخري ،ويقوم احملضر القضائي بتبليغ احلجز للمدين ،وجيب على احملافظ العقاري قيد أمر احلجز من
اتريخ اإليداع وتسليم شهادة عقارية إىل احملضر القضائي أو إىل الدائن احلاجز خالل أجل أقصاه 8أايم ،وإذا مل
يقم املدين احملجوز عليه ابلوفاء خالل أجل ثالثني يوما من اتريخ التبليغ الرمسي ألمر احلجز حيرر احملضر القضائي
قائمة شروط البيع ويودعها أبمانة ضبط احملكمة اليت يوجد يف دائرة اختصاصها العقار احملجوز.1
وبعد إجراء احلجز وبيع العقار املرهون ابملزاد العلين يكون للبنك أن يستويف حقه من الثمن الناتج عن البيع
ابألولوية على غريه على غريه من الدائنني العاديني ،والدائنني املرهتنني اآلخرين الذين هلم رهن رمسي على نفس
العقار شريطة أن يكون قد قيد رهنه أوال.
أما املشاكل اليت تصادفها البنوك عند وضعها الرهن الرمسي حيز التنفيذ هي اإلجراءات الطويلة واملعقدة،
أضف إىل ذلك اشرتاط بعض القضاة إلجراء احلجز العقاري تقدمي حمضر عدم وجود أو عدم كفاية األموال
املنقولة اليت للمدين.2
ابإلضافة إىل إمكانية تعطيل اإلجراءات من طرف القضاة إما ابلدفع بعدم االختصاص إبجراء البيع ،أو
عدم القدرة على حتديد الثمن األساسي للعقار هذا يؤدي إىل تعيني خبري قضائي توكل إليه مهمة حتديد الثمن،
-1يف استصدار أمر احلجز وقيده ،والتبليغ الرمسي ألمر احلجز العقاري ،وقيد أمر احلجز ،ويف قائمة شروط البيع ،املواد 721إىل 737من قانون اإلجراءات املدنية
واإلدارية اجلزائري.
-2املادة 721فقرة 1من نفس القانون" :جيوز للدائن احلجز على العقارات و /أو احلقوق العينية العقارية ملدينه ،مفرزة كانت أو مشاعة ،إذا كان بيده سند تنفيذي
وأثبت عدم كفاية األموال املنقولة ملدينة أو عدم وجودها" .
188
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
علما أن األعمال املصرفية تتسم ابملرونة والسرعة ال تتواءم وثقل اإلجراءات القضائية ،فمن املفروض واألفضل أن
تكون هناك إجراءات خاصة هبذا النوع من القطاعات احلساسة تتسم ابلسرعة والتخصص سواء ابلنسبة للمحاكم
أو القضاة ،ألن أي تعطيل يف دفع مستحقات البنك يؤدي إىل خماطر قد تكلفه خسائر كبرية ،ألن الفارق بني
خروج األموال ودخوهلا هي نقطة حتول ابلنسبة للبنك قد تؤدي إىل نقص السيولة إذا صادف ذلك سحب
املودعني ألمواهلم فذلك يشكل أزمة مالية ابلنسبة للبنك تؤدي إىل فقدان املودعني الثقة به ،1وابلتايل املطالبة
بسحب كل أمواهلم الذي من شأنه أن يؤدي إىل التوقف عن الدفع ،وابلتايل إىل إفالسه ،فعلى البنكي أن يوفق
دائما بني اتريخ خروج األموال ودخوهلا واتريخ سحب املودعني ألمواهلم ،وأن أي أتخر يف ذلك يؤدي ابلبنك إىل
أزمة سيولة قد ال حتمد عقباها.
ورغم أن قانون النقد والقرض قد وضع قواعد استثنائية يف جمال اإلجراءات خاصة ختص البنوك واملؤسسات
املالية إال أهنا تبقى غري كافية وغري مطبقة من بعض القضاة الذين يلجؤون إىل تطبيق املادة 721فقرة 1من قانون
اإلجراءات املدنية واإلدارية وكذا ما يتعلق إبجراءات احلجز العقاري.
حىت أن حق التقدم أو األفضلية له مبدأ عام وهو العّبة ابألسبقية يف القيد ،ولكن هناك استثناءات أوردها
خطرا على الدائن املرهتن وتقضي على حق األفضلية الذي هو آلية يتمتع هبا هذا األخري
املشرع نرى أهنا تشكل ً
يف استيفاء حقه ويظهر ذلك من خالل:2
-حقوق االمتياز العامة تكون أسبق يف املرتبة على أي حق امتياز عقاري آخر أو حق رهن رمسي مهما
كان اتريخ قيده.3
-رهن العقار اململوك على الشيوع ،فهو يتقدم على الرهن الصادر من الشريك ولو مت قيده بعد قيد رهن
هذا األخري ،رغم أن كالمها مبثابة الدائن املرهتن رهنا رمسيا وأن الثاين أسبق يف القيد ،إال أنه وكاستثناء
-1تسمى هذه الظاهرة خبطر السمعة ( ) Risque de réputationوهو احتمالية اخنفاض ايرادات البنك أو قاعدة عمالئه نتيجة لرتويج إشاعات عن البنك
ونشاطاته ،وهذه املخاطر هي نتيجة لفشل البنك يف إدارة أحد أو كل أنواع املخاطر اليت مت ذكرها سابقا .إبراهيم الكراسنة ،أطر أساسية ومعاصرة يف الرقابة على
البنوك وإدارة املخاطر ،معهد السياسات االقتصادية ،أبو ظيب ،2006 ،ص.41 .
-2شوقي بناسي ،املرجع السابق ،ص .289-284 .وزاهرة حورية سي يوسف ،املرجع السابق ،ص.135-135
-3املادة 986الفقرة 03من القانون املدين اجلزائري.
189
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
يتقدم الذي قيد رهن الحقا على الذي قيد رهنه سابقا.1
-الرهن العقاري احليازي إذا مت قيده وانتقلت احليازة تقدم الدائن املرهتن رهنا حيازاي على الدائن املرهتن رهنا
رمسيا.2
-ما يستحق من ابئع العقار من الثمن وملحقاته يكون له االمتياز على العقار املبيع بشرط أن يتم تقييد
هذا االمتياز وإال أصبح هذا االمتياز رهنا رمسيا .وهذا عكس ما ذهب إليه املشرع املصري الذي جعل
املرتبة حتدد بتاريخ البيع وليس القيد.3
-امتياز املبالغ املستحقة للمقاولني واملهندسني املعماريني ،فهؤالء يتقاضون ماهلم من حقوق قبل الدائن
املرهتن رغم أن مرتبة هذا األخري مقيدة قبل االمتيازات املمنوحة هلؤالء.4
-حالة تزاحم حق ختصيص ورهن رمسي ،فاألول له األفضلية بشرط أن يكون حسن النية.5
6
-3حق التتبع ()Droit de suite
هو حق الدائن املرهتن يف نزع العقار املرهون للمدين من بني يدي الغري الذي حاز عليه نظرا لكونه ميثل
ضماان لتسديد الدين.7
واملقصود هنا حبق التتبع أنه إذا انتقلت ملكية العقار املرهون إىل الغري ألي سبب من األسباب ،8فللدائن
املرهتن أن يستعمل امليزة اليت خيوهلا له الرهن وهي تتبع العقار يف أي يد يكون لينفذ عليه ،وبعبارة أخرى فحق
التتبع هو حق الدائن يف التنفيذ على العقار حتت يد من انتقلت إليه امللكية.9
حيل الدين حبلول أجله أو ألسباب أخرى مسقطة ألجل الدين من إفالس املدين أو إنقاصه للتأمينات
اخلاصة املمنوحة للدائن بقدر كبري أو عدم تقدميه ملا وعد به من أتمينات.1
ال يكون كذلك إال إذا كان مقيدا قبل أن يشهر من انتقلت إليه ملكية العقار ،ألنه إذا مل يقيد الرهن قبل
انتقال امللكية للحائز فإهنا تنتقل إليه خالية من الرهن ،لذا جيب أن يكون العقار املرهون مسجال ومشهرا أمام
احملافظة العقارية وهذا إلمكانية االحتجاج به أمام الغري.2
-الحائز مالك للعقار المرهون
إن حق التتبع ال ميارس إال يف مواجهة احلائز ( )Le Tiers détenteurابملعىن املقصود يف املادة 911
السالفة الذكر ،فواضع اليد على العقار قبل اكتسابه ال يعد مالكا وكذلك من له احليازة العرضية ال يعتّب مالكا
واملستأجر ال يعتّب حائزا ،والعتبار الشخص حائزا هبذا املفهوم جيب أن تكون امللكية قد انتقلت إليه وفقا ملا يقرره
القانون ،أي جيب أن يكون قد شهر حقه وإال ال يوصف أبنه حائز ،وابلتايل ال ميكن مباشرة حق التتبع اجتاهه.3
ب -إجراءات التتبع
تتمثل هذه اإلجراءات يف التنفيذ على العقار وفقا لقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،والتنفيذ يف مواجهة
احلائز يسبق ابلتنبيه على املدين املرهتن بنزع امللكية.4
ويقصد ابلتنبيه إعذار املدين أبنه إذا مل يف ابلدين حيجز على العقار ويباع ابملزاد العلين ،وإذا قام املدين
بعد تنبيهه ابلوفاء ابلدين فالبنك الدائن يتوقف عن متابعة اإلجراءات .وجيب أن يودع أمر احلجز على العقار يف
-1املادة 211من القانون املدين .واملادة 911الفقرة 01من القانون املدين اجلزائري ،املقابلة للمادة 1060الفقرة 01من القانون املدين املصري.
-2زاهية حورية سي يوسف ،املرجع السابق ،ص .145
-3نفس املرجع ،ونفس الصفحة.
-4املادة 923فقرة 02من القانون املدين" :ويكون اإلنذار بعد التنبيه على املدين بنزع امللكية أو مع هذا التنبيه يف وقت واحد" .
191
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
اليوم املوايل للتبليغ الرمسي لدى مصلحة الشهر العقاري ،ليتم تبليغ أمر احلجز للحائز أو الكفيل العيين وإنذاره إما
ابلتسديد أو ختلية العقار أو قبول إجراءات احلجز والبيع.1
كما جيب إنذار احلائز للعقار املرهون ،يكون ذلك ابلدفع أو التخلية ،وليس هناك ما مينع البنك الدائن
إبنذار احلائز واملدين يف آن واحد رحبا للوقت واإلجراءات.
ج -الدفوع الممنوحة للحائز
للحائز أن يتمسك جبميع الدفوع اليت كان للمدين إمكانية التمسك هبا من بطالن الدين ،وهذا يف حالة
ما مل يكن الدائن قد اختصم احلائز فال يكون احلكم ابلدين حجة عليه ألنه من الغري ،إىل شهر سند امللكية كان
قبل صدور احلكم ابلدين على املدين.2
كما أن للحائز إمكانية التمسك ابلدفع الذي يستمده من عقد الرهن ذاته كوجود بطالن يف القيد أو
خلل فيه.3
د -الخيارات الممنوحة للحائز لوقف إجراءات التتبع
مبقتضى حق التتبع ميك للبنك الدائن املرهتن من حجز العقار املرهون من يد احلائز له وبيعه عند حلول
أجل الدين إال إذا اختار أن يقضي الدين أو يطهر العقار من الرهن أو أن يتخلى عنه.4
5
-قضاء الديون ()Le paiement
جيوز للحائز عند حلول أجل الدين املضمون ابلرهن أن يقضيه هو وملحقاته مبا يف ذلك مصاريف
اإلجراءات من وقت إنذاره ،وله بعد ذلك الرجوع على املدين بكل ما وفاه على املدين.
فهنا قد يرى حائز العقار أن خري سبيل يسلكه هو أن يدفع للدائن املرهتن طالب التنفيذ دينه إذا كان
الدين أقل مما هو مستحق يف ذمته وبدفعه هذا خيلص عقاره من الرهن ويّبئ ذمته من الثمن.
-1املادة 734من قانون اإلجراءات املدينة واإلدارية اجلزائري" :إذا كان العقار أو احلق العيين مثقال بتأمني عيين وانتقلت ملكيته بعقد رمسي مشهر إىل الغري قبل قيد
جّبا عليه" .
أمر احلجز ،وجب إان الغري احلائز وتكليفه بدفع مبلغ الدين أو ختليته العقار ،وإال بيع العقار ً
-2املادة 924فقرة 01من نفس القانون .وفوزي بن سديرة ،املرجع السابق ،ص.48 .
-3زاهية حورية سي يوسف ،املرجع السابق ،ص.151 .
-4املادة 911فقرة 1من القانون املدين" :جيوز للدائن املرهتن عند حلول أجل الدين أن يقوم بنزع ملكية العقار املرهون من يد احلائز هلذا العقار ،إال إذا اختار احلائز
أن يقضي الدين أو يطهر العقار من الرهن أو يتخلى عنه ،" .واملادة 726فقرة 2من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية.
-5املاداتن 912و 914من القانون السابق.
192
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
والصورة العادية لقضاء الديون هي أن يكون احلائز قد اكتسب العقار املرهون ابلشراء ومل يقم بعد بدفع
الثمن للبائع ،ففي هذه احلالة يقوم بوفاء حقوق الدائنني من الثمن.1
كما أن للبنك الدائن املرهتن إمكانية جلّب احلائز على دفع مبلغ القرض شريطة أن يكون لدى احلائز للعقار
املرهون مبلغا مستحق األداء حاال يكفي لوفاء دينه وأن يكون سند ملكيته قد سجل.
وللمؤسسة االقتصادية املدين الراهن مالكة العقار سابقا وتطبيقا للقواعد العامة أن تشرتط على احلائز أن
يقوم بوفاء ديون البنك الدائن املرهتن ،ومنه يصبح هلذا األخري حق مطالبة احلائز ابلوفاء ،ويصبح هذا األخري
ملتزما شخصيا يف أمواله ابلوفاء ،فال حيق له التخلي على العقار املرهون.2
-التطهير ()La purge
تطهري العقار من الرهون هو جمموعة القواعد واإلجراءات اليت تسمح حلائز العقار املرهون ابلتخلص من
حق التتبع الذي ميكن أن ميارسه الدائنون املمتازون ( )Créanciers bénéficiant de privilègesأو
املرهتنون ( )D'hypothèquesوذك ابقرتاح مثن لتملكه.3
أم ا عن الذي له احلق يف التطهري فهو كل حائز للعقار املرهون أشهر سند ملكيته ،وال يعتّب حائزا املالك
حتت شرط واقف طاملا مل يتحقق هذا الشرط ،وابلتايل ال جيوز هلذا األخري التطهري ،وإذا متت إجراءات التطهري
انقضى حق الرهن هنائيا ولو زالت ألي سبب من األسباب ملكية احلائز الذي طهر العقار.4
أم ا عن الوقت الذي يتم فيه التطهري فبمجرد اكتساب الغري صفة احلائز دون انتظار حلول أجل الدين،
يبقى هذا احلق قائما إىل يوم إيداع قائمة شروط البيع.5
وللتطهري إجراءات بينتها املادة 916من القانون املدين ،إذ جيب على احلائز الذي يعرض التطهري أن يبلغ
كل دائن مرهتن مقيد حقه يف موطنه املختار إعالان يشمل خالصة من سند ملكيته للعقار وذكر كل التصرفات
اليت طرأت على هذا العقار ،مع اإلشارة إىل املبلغ الذي يقدره احلائز مثنا هلذا العقار .وأن يبدي احلائز استعداده
للدفع يف حالة قبول الدائنني هلذا العرض ويكون ذلك يف نفس اإلعالن.1
أما عن مصري هذا العرض الذي يتقدم به احلائز قد يكون حمل قبول أو رفض من طرف الدائنني.
ففي حالة القبول مل يشرتط املشرع موافقة صرحية من الدائن املرهتن وإمنا اعتّب سكوته عن رفض العرض
موافقة ضمنية ،وهذه املوافقة حددها املشرع بـ 60يوما كأقصى تقدير ،و 30يوما كأقل تقدير ،حيث حيق
للحائز بعدها القيام ابلتطهري.2
أم ا يف حالة رفض عرض التطهري من طرف الدائن فهذا يؤدي إىل بيع العقار املرهون ابملزاد العلين ،وحيق
طلب البيع ألي دائن مرهتن أو الكفيل العيين.
-التخلية ()Le délaissement
ومعناها ترك احليازة املادية للعقار ووضعه حتت يد حارس أو أمني تعينه احملكمة على أن تتم إجراءات نزع
امللكية ضد هذا الشخص ،وهذا كله ليتجنب احلائز اختاذ إجراءات يف مواجهته فيتخلى عن العقار.3
والتخلية يف األصل مقررة ملصلحة احلائز ،ولكن هناك حاالت يسقط عنه هذا احلق ،وذلك إذا كان جمّبا
على قضاء الديون.4
أم ا عن إجراءات التخلية فتتمثل يف تقدمي تقرير من طرف احلائز إىل قلم كتابة احملكمة املختصة وجيب عليه
أن يطلب التأشري بذلك يف هامش التسجيل بنزع امللكية ،وأن يعلم البنك الدائن ويباشر اإلجراءات املتعلقة
ابلتخلية يف خالل 5أايم من وقت التقرير هبا.5
وإذا بيع العقار املرهون بثمن يزيد عن قيمة الديون فالزايدة تعود للحائز على اعتبار أنه مالك للعقار.6
وكما سبق اإلشارة إليه فإن الكفيل العيين فليس من حقه الدفع ابلتجريد ،هذا ليس من النظام العام ألنه
ميكن إدراج هذا الشرط يف اتفاقية الرهن ،فاملشرع اجلزائري نص على (ما مل يوجد اتفاق يقضي بغري ذلك) ،فإذا
كان الكفيل العيين حمروما من هذا احلق فإنه ميكن تفادي أي إجراء من إجراءات التنفيذ وهو أن يتخلى عن
العقار املرهون ويكون ذلك بنفس األحكام اليت يتبعها احلائز يف آلية التخلية.1
-البيع بالمزاد العلني ()Vente aux enchères publiques
إذا مل يقض احلائز الديون ومل يطهر العقار أو يتخلى عنه فإن يتعرض للبيع ابملزاد العلين.
حيث حيق لكل شخص الدخول يف املزاد العلين مبا يف ذلك احلائز شريطة أال يعرض يف العقار مثنا أقل من
الباقي يف ذمته من مثن العقار اجلاري بيعه ،وال جيوز للمدين التقدم يف املزايدة ألنه من غري املعقول السماح له
بذلك ألنه أثبت عدم قدرته على تسديد الدين.
وعند تقدمي الثمن املقرر هلذا العقار املرهون يرسو املزاد ،ورسو املزاد قد يكون على احلائز أو على غري
احلائز ،ويرتب رسو املزاد آاثرا تتمثل يف نقل امللكية وتطهري العقار الذي رسا عليه املزاد.2
فعن نقل امللكية فإهنا تنتقل إىل الراسي عليه املزاد كل حقوق املدين احملجوز عليه اليت كانت له على
العقارات و/أو احلقوق العينية العقارية املباعة ابملزاد ،وكذلك كل االرتفاقات العالقة هبا ،ويعتّب حكم رسو املزاد
سند للملكية.3
فإذا رسا املزاد على احلائز اعتّب مالكا للعقار مبقتضى سند ملكيته ،أما إذا رسا املزاد على الغري فإنه جيب
شهر حكم رسو املزاد النتقال امللكية إليه ،ويف هذه احلالة وإذا كان املبلغ الذي رسا به املزاد أكثر من حقوق
الدائنني رجحت هذه الزايدة للحائز.
وببيع العقار ابملزاد فإنه يتطهر من كل احلقوق العينية التبعية ،واألولوية اليت متنحها هذه احلقوق من تتبع
وتقدم تنتقل إىل الثمن الذي بيع به العقار ،ألن هدف البنك الدائن من وراء هذا البيع هو استيفاء حقه ،وأنه
مادام يتم إعالمه ابإلجراءات فال مّبر لبقاء حقه معلقا ،بل ينتقل إىل مثن العقار ،والتطهري كنظام قانوين تطرق له
املشرع يف القانون املدين دون قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية.
والتطهري حىت يتم جيب أن تتوفر فيه شروط:
• أن يكون العقار مملوكا للمدين أو احلائز أو الكفيل العيين ،ألنه إذا كان مملوكا للغري فالتطهري ال يتم ،دليل
ذلك أن امللكية ال تنتقل اىل املشرتي ،وبدون ذلك ال يتحول حق البنك الدائن صاحب الرهن.
• شهر حكم رسو املزاد ،ألن امللكية ال تنتقل إال ابلشهر ،والتطهري ال ميكن أن يتم إال إذا انتقلت امللكية،
وابخلصوص إذا رسا املزاد على الغري ،ألنه إذا رسا على احلائز فإنه يعتّب مالكا للعقار مبقتضى سند امللكية
الذي حبوزته.
• أن يكون البنك الدائن قد مت إعالمه جبلسة االعرتاضات واملزايدة ،ألن الدائن الذي مل يتم إعالمه له احلق
يف تتبع العقار يف يد املشرتي الراسي عليه املزاد.
• أن تكون حقوق البنك الدائن مشهرة قبل شهر نقل امللكية.
ونرى ،وأنه على غرار ما اندى به الفقه والقضاء إمكانية إجراء البيع الودي للعقار املرهون ولكن عن طريق
القضاء وهذا من أجل تفادي اإلجراءات الطويلة واملعقدة واملكلفة يف عملية البيع يف املزاد العلين ،وكذا
خدمة ملصلحة الدائن املرهتن ألن من خصائص االئتمان السرعة واملرونة وهذا ما حتققه إجراءات البيه ابملزاد
العلين ،ولكن ابعتماد شروط وأسباب مشروعة حتد من هيمنة الدائن املرهتن وحتقق يف نفس الوقت مصلحة
هذا االخري وحتفظ للدائنني املرهتنني اآلخرين حقوقهم ومتنع التواطؤ الذي قد حيدث بني املدين الراهن
والدائن املرهتن .كما أنه ميكن جعل هذا اإلجراء استثنائي ابلنسبة للبنوك على اعتبار املخاطر الكبرية اليت
تتعرض هلا ،فهي تغامر وختاطر مببالغ ضخمة عند منح االئتمان.
الفرع الثاني :حاالت انقضاء الرهن الرسمي
ينقضي الرهن الرمسي بصفة تبعية ،أي ابنقضاء الدين املضمون ،وإما بصفة أصلية مستقلة عن الدين
املضمون.
196
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
إن الرهن الرمسي هو عقد أو حق تبعي ال ينشأ إال لضمان دين معني يتبعه يف نشوئه وانقضائه .1فإنه مىت
انقضى الدين املضمون بسبب من أسباب انقضاء االلتزام :من الوفاء ،الوفاء مبقابل ،التجديد ،املقاصة ،احتاد
الذمة ،اإلبراء ،استحالة التنفيذ ،التقادم ،انقضى مع ذلك الرهن الرمسي ،ولكن بشرط أن يكون االنقضاء هنائيا
للدين ،ألنه إذا بقي جزء منه يف ذمة املدين فإن الرهن يبقى ضامنا له ،وهذا وفقا خلاصية الرهن الذي يعتّب غري
قابل للتجزئة .لكن إذا زال السب الذي أدى إىل انقضاء الدين املضمون يعود الدين املضمون ويعود معه الرهن.2
وينتهي الرهن أيضا بصفة تبعية إذا زال الدين املضمون به ،كما لو كان هذا الدين ابطال أو قابال لإلبطال
ومت إبطاله من طرف من كان له احلق يف ذلك ،فيبطل الدين وكذا الرهن الضامن له على اعتبار خاصية التبعية اليت
يتميز هبا الرهن الرمسي .إذن فالرهن يتبع الدين من حيث االنقضاء دون النظر لسبب ذلك االنقضاء.3
ثانيا :انقضاء الرهن الرسمي بصفة أصلية
قد ينقضي الرهن الرمسي بصفة مستقلة عن الدين املضمون ويكون ذلك إما بتطهري العقار املرهون ،أو
هبالك العقار املرهون ،أو يف حالة بيع العقار املرهون ابملزاد العلين ،4أو يف حالة احتاد الذمة.
فالتطهري حيرر العقار املرهون من الرهن ،حيث ينتقل حق الدائن املرهتن إىل املبلغ الذي قوم به العقار ،وكذا
نفس الشيء يف حالة البيع ابملزاد العلين ،وذلك ابنتقال احلقوق اليت مينحها الرهن الرمسي إىل الثمن الذي بيع به
العقار ،ألن اهلدف من وراء هذا البيع هو إمكانية استيفاء الدائن حلقه من مثن العقار.
ويف حالة احتاد الذمة فإننا نتصورها عندما يصبح الدائن املرهتن هو مالك للعقار املرهون إما عن طريق
الشراء من مالكه املدين الراهن أو عن طريق رسو املزاد عليه.
-1املادة 893فقرة 1من القانون املدين" :ال ينفصل الرهن عن الدين املضمون بل يكون اتبعا له يف صحته وانقضائه ،ما مل ينص القانون على غري ذلك" .
-2املادة 933من نفس القانون" :ينقضي حق الرهن الرمسي ابنقضاء الدين املضمون ويعود معه إذا زال السبب الذي انقضى به الدين ،دون اإلخالل ابحلقوق اليت
يكون الغري حسن النية كسبها يف الفرتة ما بني انقضاء احلق وعودته" .
-3املادة 933من القانون املدين اجلزائري وقرار احملكمة العليا املؤرخ يف 22أكتوبر ،2009اجمللة القضائية ،العدد ،سنة ،2009ص.174 .
-4املواد 934و 936من نفس القانون.
197
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
أما يف حالة هالك العقار املرهون فإن البنك الدائن يستويف حقه من مؤسسة التأمني بواسطة مبلغ التأمني،
أو عن طريق الثمن املقدم مقابل نزع امللكية للمنفعة العامة ،وهبالك العقار املرهون يكون للدائن احلق يف اسقاط
أجل الدين واملطالبة مببلغه فورا ما مل يتم تقدمي رهن آخر ،وابلتايل ينتقل الرهن مبرتبته إذا ما حل حمله.1
كما ينقضي الرهن الرمسي ابلنزول عن الرهن ألنه من اجلائز التصرف فيه عن طريق عنه دون التنازل عن
الدين املضمون ،ومنه يتحول الدائن املرهتن إىل دائن عادي ،ويكون ذلك بصفة صرحية او عن طريق التوازن
الضمين هذه احلالة األخرية تكون عند االمتناع عن استعمال الرهن أصال وعن النزول عن قيد الرهن وكذلك عدم
القيام بتجديد الرهن.2
المطلب الثالث :تقييم فعالية الرهن الرسمي
إن هلذه اآللية القانونية خماطر وصعوابت تقلل من فعاليتها كوسيلة حلماية البنك من املخاطر النامجة عن
عملية التمويل رغم ماهلا من أمهية يف جمال االئتمان.
إن الرهن الرمسي ذو أمهية كبرية ،حيث يعطي للبنك أشياء ملموسة عبارة عن عقارات ميكن له التنفيذ
عليها عند عدم قدرة املؤسسة املمولة على السداد ،هذا يعطي توفيقا بني مصلحة البنك الدائن املرهتن واملؤسسة
االقتصادية املدين الراهن ،فاألول ميكنه محاية أمواله من خطر عدم التسديد عن طريق بيع العقار ابملزاد واستيفاء
حقه من مثنه ،والثانية ميكنها احلصول على التمويل الالزم مىت قدمت ضماانت حقيقية تتمثل خصوصا يف
العقارات ،إذن يعتّب الرهن الرمسي آلية ضمان صلبة وحقيقية جتعل البنك يف محاية من خماطر متويل املؤسسة
االقتصادية.
حيث وابلرغم من وجود حرية التصرف يف العقار املرهون من طرف املؤسسة املمولة بصفتها مالكا له ،3إال
أنه ال ميكنه أن ميارسها بشكل يضر بقيمة وفعالية الضمان املمنوح للبنك الدائن(املرهتن) ،سواء تعلق األمر
ابلتصرفات املادية أو القانونية ،فإن هلذا األخري إمكانية اختاذ اإلجراءات التحفظية اجتاه هذه التصرفات اليت من
شأهنا اإلضرار مبصاحله على العقار املرهون يف مواجهة مالكه ،1حيث يتم وضع العقار املرهون حتت يد القضاء
ومنعه من التصرف فيه.
لكن هذه اآللية ورغم ماهلا من اجيابيات إال أهنا ال ختلو من بعض السلبيات ،حيث ال تكون أحياان فعالة
يف مواجهة املخاطر اليت املرتبطة بعملية التمويل خاصة خطر عدم التسديد ،ويظهر ذلك جليا يف اإلجراءات
الطويلة والثقيلة ،سواء يف عملية قيد الرهن الرمسي ،الذي إن أغفل عنها البك املرهتن ضاعت حقوقه وأصبح جمرد
دائن عادي ،إىل إجراءات احلجز العقاري ،وإجراءات بيعه ابملزاد العلين ،وإجراءات الشهر يف كل مرحلة مير هبا
أي تصرف يطرأ على العقار ،هذه اإلجراءات ال تتواءم والعمليات املصرفية اليت تتميز ابلسرعة واملرونة.
حيث أن بيع العقار املرهون دون مراعاة اإلجراءات اليت فرضها القانون ابطل ،ولوكان هناك اتفاق قد أبرم
بعد الرهن بني املالك والدائن ،2ألن احلجز العقاري وسيلة من وسائل التنفيذ اجلّبي على أموال املدين الراهن ،هبا
يتمكن الدائن املرهتن من وضع عقارات مملوكة ملدينه 3حتت يد القضاء من أجل الشروع يف بيعها ابملزاد واستيفاء
دينه من مثنها.
إال أن التنفيذ اجلّبي على العقارات ،يتميز بكثرة الشكليات وطول اإلجراءات وتعقيدها ،هذا ال خيدم
خاصية السرعة واالئتمان اليت متييز عمل البنوك خاصة ،كل هذا ينعكس سلبا على ضمان البنك املرهتن ،وجيعل
الرهن الرمسي ال يكون ضماان كافيا له ،وعلى الرغم من خطورة العمل املصريف لكنه ال يستفيد من أي استثناء
قانوين يف جمال إجراءات التنفيذ اجلّبي.4
لذلك يتم التنفيذ اجلّبي على العقار املرهون مرورا بثالث مراحل ،وكل مرحلة هلا إجراءاهتا اخلاصة:5
-1وضع العقار املرهون حتت يد القضاء ،ويف ذلك البد من إجراءين هامني:
-استصدار أمر احلجز على العقار ،وذلك بناء على عريضة تتضمن طلب يوجه إىل رئيس احملكمة اليت يوجد
يف دائرة اختصاصها موطن العقار املرهون مرفق بسندات الدين والواثئق الثبوتية للرهن ،إضافة إىل بيان
العقار حمل احلجز ،وجيب أن يتضمن الطلب كذلك معلومات عن الدائن وعن املدين .ليصدر رئيس
احملكمة أمرا خالل 8أايم من إيداع الطلب ،ليبلغ للمدين عن طريق احملضر منذرا إايه أبنه يف حالة عدم
الوفاء ابلدين يف أجل شهر من التبليغ سيباع العقار جّبا.
-تسجيل أمر احلجز لدى مصلحة الشهر العقاري الواقع يف دائرة اختصاصها العقار املرهون ،1وعندها يسلم
احملافظ العقاري شهادة عقارية ابلقيد للحاجز أو للمحضر القضائي يف أجل أقصاه 8أايم ،وهنا يصبح
احلجز هنائيا والعقار حتت يد القضاء ،ويبقى املدين حارسا عليه إىل أن يتم بيعه.
-2إعداد العقار للبيع ،يف حالة عدم امتثال املدين ابلوفاء يف أجل 30يوما اليت تلي التبليغ الرمسي أبمر احلجز،
ليحرر احملضر حمضرا به قائمة شروط البيع ويودعه لدى أمانة ضبط احملكمة ليؤشر عليه رئيسها ،وحتدد فيه جلسة
االعرتاضات وجلسة البيع والثمن األساسي للبيع ،وخالل 15يوما من إيداع قائمة الشروط يقوم احملضر بتبليغها
رمسيا لكل من يهمه أمر البيع.
-3البيع ابملزاد العلين ،بعد تبليغ احملضر لكل من يهمه األمر ،يقوم هذا األخري بنشر مستخرج من قائمة البيع يف
جريدة يومية كما يعلقها يف لوحة اإلعالانت ابحملكمة خالل8أايم املوالية للتبليغ .وقبل جلسة البيع بـ 30يوما
على األكثر حيرر احملضر مستخرجا من مضمون السند التنفيذي يضاف إليه كل املعلومات اخلاصة ابلعقار احملجوز
ومثنه األساسي وجلسة املزايدة وقائمة شروط البيع ،مث يقوم بنشر اإلعالن على نفقة طالب التنفيذ يف أماكن
خمتلفة جللب أكّب عدد من املزايدين الذي ال جيب أن يقل عن 3مزايدين ،لتكون هناك إجراءات تنتهي حبكم
رسو املزاد 2وتوزيع حصيلة البيع على الدائنني.
هنا تكمن أحد خماطر الرهن الرمسي ،فباإلضافة إىل طول اإلجراءات وتعقيدها واملصاريف اليت تنفق
جراءها ،جند عدم كفاية حصيلة التنفيذ للوفاء ابلدين املضمون ،هنا ما على الدائن املرهتن إال حتمل اخلسائر اليت
-1يف قيد أمر احلجز وآاثره ،املواد من 728إىل 736من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية.
-2املواد من 762إىل ،764قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية.
200
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
قد تنجم عن هذه العملية ،وهي أحد السلبيات اليت جتعل من هذا الرهن آلية ضمان ال ميكن التعويل عليها كثريا
رغم أمهيتها يف جمال الضماانت.
أضف إىل ذلك أن هذه اإلجراءات قد تصطدم ببعض العوامل 1فتؤدي إىل أتجيلها ،وابلتايل مزيدا من
ضياع الوقت واجلهد واملال.
ابإلضافة إىل ما يطرأ عل ى العقار املرهون من يوم رهنه إىل حلول أجل الدين وهي فرتة طويلة ،ألنه عادة ما
يقدم هذا النوع من الرهن على سبيل احلصول على متويل طويل متوسط أو طويل األجل قد حتدث يف هذه املدة
مستجدات ومتغريات قد تؤثر سلبا على العقارات عامة ،كأن تتدهور قيمة العقار املرهون نظرا للظروف
االقتصادية واالجتماعية والسياسية وحىت املستجدات الدولية اليت قد تكون هلا أتثري على سوق العقارات ،هنا
تتدهور قيمة العقار وقد ال يفي مبستحقات الدين إذا مت بيعه ،وما األزمات املالية العاملية اليت حتدث من حني
آلخر خلري دليل على ذلك ،حيث أدت إىل ركود وانكماش اقتصادي خطري ،هذا أدى إىل تراجع الطلب على
قطاع العقارات ،وابلتايل اخنفاض قيمتها ،2أضف إىل ذلك إمكانية تعرض العقار املرهون للهالك وابلتايل تناقص
قيمته ،فالضمان املطلوب يف الوقت الراهن قد تكون قيمته خمتلفة متاما عن قيمته وقت التنفيذ عليه لعدم التسديد،
وهلذه االعتبارات فإن حتديد قيمة الضمان أمر هام ألنه يضع البنك الدائن يف مأمن ضد األخطار احملتملة ،لذلك
عادة ما تطلب هذه األخرية من املؤسسات اللجوء إىل شركات التأمني للتأمني على العقارات املرهونة ،ألنه يف
حال هالك العقار املرهون ميكن للبنك اللجوء إىل شركة التأمني الستيفاء حقه من مثن التعويض.
أضف إىل ذلك إمكانية أن يكون العقار املرهون مثقال برهون أخرى سابقة جتعل وضعية البنك صعبة
وحرجة ،ألنه قد قيد رهنه يف مرتبة متأخرة قد ال يكفي مثن العقار لتسديدها كلها ،ألن االمتياز واألولوية
ألصحاب املراتب املتقدمة والعّبة يف ذلك ابلقيد.
-1هذه العوامل موجودة يف املواد 744و 754و 757و 760من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية.
-2يف عام 2006حوايل 40يف املائة من القروض العقارية اليت منحتها البنوك األمريكية هي قروض عالية املخاطرة ،حيث هبطت قيمة العقارات ومل يعد املقرتضون
قادرين على سداد ديوهنم حىت بعد بيع عقاراهتم املرهونة ،وبذلك تضررت البنوك الدائنة ،وأعلنت شركات عقارية إفالسها .مسري آيت عكاش ،تطورات القواعد
االحرتازية للبنوك ،رسالة دكتوراه ،العلوم االقتصادية ،جامعة اجلزائر ،2013 ،ص.169
201
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
كما أن املشاكل اليت يعانيها العقار يف اجلزائر جتعل االعتماد عليه كآلية ضمان للحماية من خماطر التمويل
أويف جمال االستثمار ليست لديها فعالية أو أرضية صلبة ميكن التعويل عليها .ألنه ال يزال مشكل العقار يشكل
حساسية كبرية ،والذي يقف عائقا عند إجناز وحتقيق العديد من املشاريع االستثمارية ،وتكمن الصعوبة يف مشكلة
إحصاء املساحات أو األراضي العقارية بسبب أن كثريا من املتعاملني ال ميلكون عقود ملكية .وأن أكثر من نصف
العقارات الصناعية غري مستغلة 1بسبب أهنا تعود إىل مؤسسات مفلسة أو إىل خواص حولوا هذه العقارات
ألغراض أخرى ،فقاموا ابملضاربة يف هذه العقارات.
مع املشاكل اليت تصادف البنوك يف جمال اإلجراءات ،حيث عند وضع الرهن الرمسي حيز التنفيذ قد جيد
البنك اشرتاط بعض القضاة قبل إجراء احلجز تقدمي حمضر عدم وجود أو عدم كفاية األموال املنقولة اليت للمدين،
وهذا طبقا لقواعد اإلجراءات املدنية ،ويف كثري من احلاالت جتد البنوك تعطيال يف اإلجراءات جيعله عرضة خلطر
التجميد وخطر عدم السيولة.
لذا جيب على البنك القيام بدراسة شاملة عن املؤسسة االقتصادية طالبة التمويل وخاصة اجلانب املايل
واإلداري ،واالستعالم حول وضعية العقارات املقدمة إليه كرهن أهنا غري مثقلة برهون أو حقوق امتياز ،وذلك عن
طريق االستعالم عنها يف احملفظات العقارية وحصوله على شهادة اجيابية منها.
كما أنه جيب عليه أيضا االطالع على كل القواعد القانونية واإلجراءات اليت ختص هذا النوع من
القطاعات ،ألن أي خطأ أو جهل بذلك يؤدي إىل ضياع حقوقه ،ويكون بذلك عرضة للمخاطر.
وكذلك فإنه من األفضل أن يضع البنك الدائن شروطا سواء على املدين األصلي أو احلائز أو الكفيل
العيين جتعله يتفادى اإلجراءات الطويلة واملعقدة وجتعل مركزه كدائن قواي:
-1شرط املنع من التصرف يف العقار املرهون ،ولكن بشرط أن يكون مبنيا على ابعث مشروع ،وأن يكون
مقصورا على مدة معقولة .2ونظرا ملا يتعرض له البنك من خماطر االئتمان وخماطر التأمينات العينية عامة
-1منصور قوجيل ،أتخر هتيئة العقار الصناعي يعطل االستثمار ،جريدة اخلّب اليومي ،اجلزائر ،العدد 1 ،8347ديسمّب ،2016ص.7
-2املنع من التصرف مل ينص عليه املشرع اجلزائري بصفة مباشرة ،كما فعل نظريه املصري يف املادة 823من القانون املدين املصري ":إذا تضمن العقد أو الوصية
شرطا يقضي مبنع التصرف يف املال فال يصح هذا الشرط ما مل يكن مبنيا على ابعث مشروع ومقصورا على مدة حمددة ." . . .إبراهيم سيد أمحد ،املنع من
التصرف فقها وقضاء ،دار الكتب القانونية ،مصر ،2005 ،ص.60
202
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
والرهن الرمسي خاصة ،فإن تضمني هذا الشرط يف عقد الرهن ممكن وفيه محاية فعالة للدائن املرهتن ،ولكن
بشرط شهره ،ألن كل عملية متعلقة ابلعقار مهما كانت جيب أن تشهر يف احملافظة العقارية اليت يقع العقار
املرهون يف دائرة اختصاصها.
-2شرط متلك العقار املرهون ،إن هذا الشرط اعتّبه املشرع اجلزائري ابطال وعليه فإنه بذلك يكون قد غلب
مصلحة املدين الراهن ،1يف حني كان جيب عليه أن يويل أمهية ملصلحة مانح االئتمان ،ويرتك يف ذلك احلرية
ألطراف العقد يف حتديده ،دون حتديد فرتة إدراجه .2فمثل هذا الشرط من شأنه تقوية مركز البنك الدائن،
وحيقق احلماية له ،ويبعده عن اإلجراءات الطويلة واملعقدة واملكلفة اليت تتطلبها عملية التنفيذ اجلّبي على
العقار ،ولكن ولتفعيل هذا الشرط فما على الدائن املرهتن إال اللجوء إىل مصلحة الشهر العقاري لشهره ،هذا
جيعل له إمكانية االحتجاج به يف مواجهة الغري.
لذلك وللحد من املخاطر الكثرية واملتنوعة اليت أصبحت تكتنف الرهن العقاري واليت جتعل منه آلية ضمان
غري فعالة ،3إابحة مثل هذه الشروط وغريها من طرف مشرعنا على غرار ما فعل املشرع املصري والفرنسي ،مع
إحاطتها ببعض احلدود لتجنب التعسف من جهة ،وحتقيق التوازن بني مصلحة الدائن املرهتن واملدين الراهن ،ألن
القواعد القانونية املوضوعية واإلجرائية للرهن الرمسي يف التشريع اجلزائري فيها محاية وتغليب ملصلحة املدين الراهن
على حساب مصلحة الدائن املرهتن ،الذي يف عمله مغامرة أبمواله قد تؤدي إىل اهنياره إن مل تكن هناك آليات
ضمان فعالة يوفرها له املشرع وحيميها القضاء.
المبحث الثاني :الرهن الحيازي ()Nantissement
لقد عرف املشرع اجلزائري الرهن احليازي يف القانون املدين على أنه" :عقد يلتزم به شخص ،ضماان لدين
عليه أو على غريه ،أن يسلم إىل الدائن أو إىل األجنيب يعينه املتعاقدان ،شيئا يرتب عليه للدائن حقا عينيا خيوله
-1املادة 903فقرة 1من القانون املدين .وقرار احملكمة العليا" :الرهن ضمان الستيفاء الدين وال يعد طريقا لتملك الشيء املرهون ،وكل اتفاق يقضي خبالف ذلك
يعد ابطال بطالان مطلقا ملخالفته النظام العام تطبيقا للمواد 882و 903من القانون املدين ،" ..اجمللة القضائية ،العدد ،2008 ،1ص.75
-2املادة 903فقرة 2من القانون املدين.
-3هذه املخاطر تتمثل يف :املخاطر املرتبطة ابمللكية وحرية التصرف يف العقار من طرف مالكه ،املخاطر املتعلقة بسند الرهن ،طول آجال التنفيذ ،عدم كفاية
األموال املتحصل عليها من بيع العقار ابملزاد ،خماطر تتعلق بتدهور قيمة العقار.
203
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
حبس الشيء إىل أن يستويف الدين ،وأن يتقدم الدائنني العاديني والدائنني التاليني له يف املرتبة يف أن يتقاضى حقه
1
من مثن هذا الشيء يف أي يد يكون" .
من هذا التعريف نستنتج أن للرهن احليازي أركان تتمثل يف:2وجود عقد التزام ،وجود دائن ومدين ،ودين
مستحق األداء ،ووجود شيء حمل الرهن الذي ميكن حبسه وبيعه ابملزاد العلين الستيفاء الدائن حقه من مثن هذا
املال املخصص كضمان.
كما ميكن استخالص من نفس النص خصائص عقد الرهن احليازي :3الذي هو عقد تبعي يستند يف
وجوده اللتزام سابق ويضمن تنفيذه ،كما أنه عقد شكلي خيضع إلجراءات الكتابة والتسجيل ،وأنه عقد تباديل
يرتب التزامات على كل من الدائن املرهتن واملدين الراهن إذا ما حتقق تطابق اإلرادتني ،إال أن هذا العقد غري قابل
للتجزئة فكل جزء من الدين مضمون بكل الرهن وأبن كل جزء من الرهن ضامن لكل الدين فإذا انقضى جزء من
الدين فإن الرهن ال ينقضي بل يبقى قائما إىل حني استيفاء كامل الدين ،والرهن احليازي يرتب نقل احليازة املال
املنقول من املدين إىل الدائن ،لكن أحياان قد تكون األموال حمل الرهن ال ميكن نقل احليازة فيها ،ألن ذلك سوف
جيرد املؤسسة املدين من وسائل عملية.4
لذلك سنعاجل هذا املبحث يف ثالث مطالب :املطلب األول وخنصصه للقواعد العامة للرهن احليازي،
واملطلب الثاين ويكون ألنواع الرهن احليازي ،واملطلب الثالث النقضاء الرهن احليازي وتشخيصه.
المطلب األول :القواعد العامة للرهن الحيازي وحاالت انقضائه
للرهن احليازي شروطا جيب توفرها حىت أتيت آاثره صحيحة وميكن أن حيقق احلماية للدائن املرهتن ،وخالل
ذلك فإنه حيدث آاثرا سواء ابلنسبة للمتعاقدين أو للغري ،كما أن للرهن احليازي حاالت ينقضي هبا ،سواء بصفة
تبعية أو بصفة مستقلة عن الدين املضمون .لذلك سنعاجل يف هذا املطلب :القواعد العامة للرهن احليازي كفرع
أول ،مث حاالت انقضائه كفرع اثن.
للرهن احليازي شروط جيب أن تتوفر فيه لصحته ،وآاثر حيدثها متثل حقوقا والتزامات للمتعاقدين وللغري.
أوال :شروط صحة الرهن الحيازي
ينشأ الرهن احليازي بواسطة عقد بني البنك الدائن واملؤسسة املدين ،وهذا العقد يف عمومه عقد رضائي ال
يستلزم شكلية معينة إال يف بعض احلاالت حيتاج إىل الرمسية وخاصة يف حالة رهن حمل جتاري ،لذا فإن العقد ينعقد
مبجرد تراضي الطرفني وخلو هذا الرضا من أي عيب.
أما ابلنسبة لطريف العقد فإنه جيب يف املؤسسة املدين الراهن أن تكون أهال للقيام ابلرهن ،أي أن ذلك
يدخل يف موضوعها وغرضها وأن املدير أو املسري القائم على املؤسسة من صالحياته إبرام مثل هذه العقود ،كما
جيب أن الشيء املرهون ملكا للمؤسسة ،أما ابلنسبة للبنك الدائن املرهتن فإن ذلك ال يطرح أي إشكال ألن مثل
هذه العقود انفعة له نفعا حمضا ،وأن من مهامه القيام بعمليات التمويل ومن مصلحته أخذ مثل هذه الضماانت
محاية ألمواله من خماطر التمويل خاصة خطر عدم التسديد.1
أما حمل عقد الرهن احليازي فهو الشيء املرهون الذي جيب أن يكون معينا ومما جيوز التعامل فيه وبيعه
ابملزاد العلين استقالال ،2وال يهم إن كان هذا املال مملوكا للمؤسسة املدين أو للغري.3
أما عن سبب الرهن احليازي فيجد مصدره يف الدين املضمون ابلرهن واملتمثل يف عقد القرض املمنوح
للمؤسسة من طرف البنك ،والذي جيب أن يكون موجودا ومشروعا وإال كان الدين ابطال وابلتايل يكون عقد
الرهن كذلك ابطال ،ألن الرهن احليازي يتميز بصفة التبعية فهو مل يوجد إال لوجود دين يتمثل هنا يف مبلغ
التمويل.
-1رغم ذلك إال أن البنك يتعرض ملخاطر مجة جراء عملية التمويل ،منها ما يتعلق ابالئتمان يف حد ذاته ،كما رأينا ذلك يف الفصل التمهيدي من هذا البحث،
ومنها ما يتعلق ابلضماانت ،وهذا ما سنبينه عندما نتعرض لتقييم الرهن احليازي يف هذا املبحث من الفصل الثاين من الباب األول املتعلق ابلضماانت التقليدية
من هذا البحث.
-2املادة 949من القانون املدين" :ال يكون حمال للرهن احليازي إال ما ميكن بيعه استقالال ابملزاد العلين من منقول وعقار" .
-3مجال الدين عوض ،املرجع السابق ،ص.230 .
205
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
لنفاذ الرهن احليازي فإنه يشرتط انتقال احليازة من املؤسسة الراهن إىل البنك املرهتن وذلك إلعالم الغري أبن
املال املنقول مل يصبح يف ذمة املؤسسة املدين ،ألنه إذا مت إرجاع املال املرهون إىل حيازهتا انقضى الرهن ما مل يثبت
الدائن عكس ذلك.1
ولكن ليس من الضروري أن يتحول املال املرهون إىل حيازة البنك الدائن ألنه ميكن تعيني شخص اثلث
أجنيب من طرف املتعاقدان.
ونقل احليازة من املؤسسة الراهن إىل البنك املرهتن فيها إجيابيات وسلبيات:
فمن اإلجيابيات أن نقل احليازة فيها محاية للبنك الدائن املرهتن ،حيث إبمكانه احملافظة على املال املرهون
والنفاذ عليه وبيعه ابملزاد العلين يف حال إذا مل تفي املؤسسة املدين مببلغ القرض ،ألن بقاءه يف يد هذه األخرية
ميكنها التصرف فيه أو تسليمه للغري حسن النية أو ابتفاق سري بينهما ،ألن احليازة يف املنقول سند امللكية
وابلتايل اإلضرار مبصاحل البنك الراهن ،2كما توجد إمكانية تعرض املال املنقول للضياع أو السرقة إذا مل حياط
ابلعناية الكاملة.
أما الوجه السليب يف نقل ملكية املال املرهون فإنه يزيد من أعباء البنك الدائن ،حيث يضطره ذلك إىل
البحث عن مستودعات إليداع األشياء املرهونة وتعيني قائم عليها فتكون هناك مصاريف إضافية إىل جانب مبلغ
القرض الذي هو كذلك عرضة للمخاطر ،أما ابلنسبة للمنشأة املدين الراهن فإن ذلك يؤثر عليها سلبا ألنه جيردها
من وسائل عملية وابلتايل ميس مبصاحلها.
ولذلك ظهر يف إطار النشاط التجاري نوع جديد من الرهون املتعلقة أبموال منقولة ال تقرتن بنزع احليازة
وهذا لفائدة البنك واملؤسسة ،ولكن وحفاظا على مصاحل البنك الدائن من التصرفات السلبية اليت قد تلجأ إليها
املؤسسة فإنه أوجب املشرع قيد مثل هذا النوع من الرهون لدى املركز الوطين للسجل التجاري ،3وكذا حىت يكون
الغري على علم بذلك.
فهذه الطريقة توفر محاية ثالثية ،للبنك الدائن حيث ال تكون عليه أعباء إضافية ،واملؤسسة تستطيع ممارسة
نشاطها االقتصادي فهي حتتفظ حبيازة األموال املنقولة ،ومحاية للغري إبعالمه بوجود رهن على هذه األموال
املنقولة.
واألكثر من ذلك حيث يشرتط املشرع لنفاذ رهن املنقول اجتاه الغري إىل جانب نقل حيازته للدائن املرهتن
أن يدون عقد الرهن يف ورقة اثبتة التاريخ يبني فيها املبلغ املضمون ابلرهن واملال املرهون ،ولذلك فائدة وهي حتديد
مرتبة الدائن املرهتن.1
ثانيا :آثار عقد الرهن الحيازي
يرتتب على عقد الرهن احليازي آاثر تتمثل يف ظهور التزامات بني األطراف املتعاقدة ،الدائن املرهتن واملدين
الراهن ،كما يؤدي إىل إنشاء حق عيين لفائدة الدائن املرهتن ابلنسبة للغري.
-1التزامات األطراف المتعاقدة
يرتب الرهن احليازي التزامات على الدائن املرهتن وأخرى على املدين الراهن ،حبيث ما هو التزام على عاتق
أحدمها يعتّب حق للطرف اآلخر ،وهذه أحد خصائص عقد الرهن احليازي أنه عقد ملزم للطرفني.
أ -التزامات المدين الراهن
-يلتزم املدين الراهن بتسليم املال املرهون إىل الدائن املرهتن أو إىل الشخص الذي عينه املتعاقدان ،2والتسليم
ليس ركنا من أركان عقد الرهن احليازي ألنه عقد رضائي ،وإمنا هو التزام ،ذلك ولعملية التسليم الذي تنتقل
به حيازة الشيء املرهون للمرهتن بطريقة فعلية وعلنية نتائج هامة متعلقة بنفاذ الرهن يف مواجهة الغري
وبتحمل الدائن املرهتن االلتزام ابحملافظة على الشيء املرهون واستغالله ،3ذلك ولقد أحال املشرع يف شأن
أحكام تسليم الشيء املرهون إىل أحكام االلتزام بتسليم الشيء املبيع .4وإذا مل يقم الراهن بتنفيذ التزامه
ابلتسليم جاز للمرهتن طلب فسخ العقد مع التعويض.
-1املادة 969من القانون املدين ،وراضية أمقران ،املرجع السابق ،ص.142 .
-2املادة 951السالفة الذكر.
-3املادة 955من القانون املدين.
-4املادة 951السالفة الذكر.
207
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
-التزام الراهن بضمان سالمة الرهن ونفاذه ،ويكون ذلك ابالمتناع شخصيا عن كل عمل من شأنه أن
ينقص من قيمة الشيء املرهون ،وضمان كل تعرض صادر من الغري من شأنه التأثري على نفاذ حق املرهتن
أو إنقاصه ،كما يضمن كل ما من شأنه احليلولة بني الدائن ومباشرة حقه يف إدارة واستثمار ما مت رهنه من
مال ،وهذا االلتزام يكون على نفقة املدين الراهن.1
-التزام الراهن بضمان هالك الشيء املرهون وتلفه ،2حيث أن الراهن يضمن هالك املال املرهون أو تلفه إذا
كان هذا راجعا إىل خطئه أو اىل قوة قاهرة سواء أكان ذلك قبل تسليمه للدائن أو بعده ،ويكون للدائن
املرهتن يف احلالة األوىل اخليار بني أن يقضي املدين الراهن الدين فورا أو يطالبه بتقدمي أتمني آخر ،أما يف
احلالة األخرى يكون اخليار للمدين.3
وعادة ما يطلب الدائن املرهتن من الراهن التأمني على املال املرهون حفاظا عليه من اهلالك أو التلف ،وهذا
ليحل مبلغ التعويض حمل الشيء املرهون يف الوفاء حبق الدائن.
ب -التزامات الدائن المرتهن
-على الدائن االلتزام حبفظ وصيانة املال املرهون ،ويكون ذلك منذ تسلمه له على النحو املنتظر من الرجل
العادي ،ومن الطبيعي أن عناية الرجل العادي يف حفظ وصيانة املال املرهون اليت يقاس عليها ما بذله
املرهتن من عناية ،يقدر من القضاء حبسب طبيعة املال املرهون وظروف ومالبسات كل حالة ما مل يثبت أن
هالك الشيء املرهون أو تلفه يرجع لسبب ال يد له فيه.4
فيعتّب من قبيل العناية اليت كان ليبذهلا الرجل العادي 5املبادرة إبخطار املدين الراهن مبا عسى أن يهدد
الشيء املرهون من هالك أو تلف أو نقص يف قيمته وعندئذ يكون للراهن أن يسرتد الشيء املرهون على أن يقدم
أتمينا آخر كافيا ،وإذا كان املرهون ورقة جتارية فإنه من املنتظر من املرهتن أال يتأخر يف املطالبة هبا عند حلول أجل
استحقاقها.
ويتعارض مع االلتزام ابحلفظ والصيانة مباشرة املرهتن التصرف يف املال املرهون ابلبيع أو اهلبة أو الرهن ،وهذا
يعتّب من قبيل التصرف يف ملك الغري.
فإذا قصر املرهتن يف التزامه كان مسؤوال مسؤولية عقدية بتعويض الراهن عما أصابه من ضرر.1
-كما جيب على املرهتن إدارة واستثمار املال املرهون وهذا حىت ال يضيع على الراهن عائدا حمتمال ابذال يف
ذلك عناية الرجل العادي ،وذلك إبخطار الراهن عن كل أمر يقتضي تدخله بشأن ما يصادفه من عقبات
جوهرية حتول دون استثماره للشيء املرهون أو هتدد سالمته أو تنذر بنقص يف قيمته ،وليس للدائن أن
ينتفع ابلشيء املرهون دون مقابل ،وعليه أن يستثمره استثمارا كامال ما مل يتفق على خالف ذلك ،وما
حصل عليه الدائن من صايف الريع وما استفاد منه من استعمال الشيء املرهون خيصم من املبلغ املضمون
ابلرهن ومل يكن قد حل أجل استحقاقه ،على أن يكون اخلصم أوال من قيمة ما أنفقه املرهتن يف احملافظة
على الشيء املرهون ويف اإلصالحات مث من املصروفات والفوائد مث من أصل الدين.2
-وأخريا االلتزام برد الشيء املرهون ويكون ذلك ابنقضاء احلق يف الرهن وال يكون ذلك إال ابستيفاء الدائن
املرهتن كامل حقه من ملحقات ومصاريف وتعويضات وفوائد ،وإذا مل يتم رد الشيء املرهون فللمدين
الراهن احلق يف اسرتداده على أساس الدعوى الشخصية استنادا لعقد الرهن وما يرتبه من التزام على املرهتن
وهو ما يعرف بدعوى الرهن ،أو على أساس صفته كمالك وما عليه عندئذ إال إثبات ملكيته للشيء
املرهون الذي يطالب ابسرتداده ،3ألنه مي تنع عن الدائن اشرتاط متلك الشيء املرهون دون إتباع اإلجراءات
الالزمة.4
-1إذا كان املال املرهون منقوال قد بدده املرهتن أعتّب جبانب مسؤوليته املدنية مسئوال جنائيا عن جرمية خيانة األمانة ،فيمكن للمدين املطالبة بوضع املال املرهون حتت
يد حارس إذا كان ال أيمن بقاء العني املرهونة يف يد املرهتن ،املادة 958فقرة 2من القانون املدين.
-2املادة 956من القانون املدين.
-3علي مجال الدين عوض ،املرجع السابق ،ص.372 .
-4املادة 960من القانون املدين املتعلقة ابلرهن احليازي حتيل اىل املادة 903من نفس القانون اليت تتعلق ابلرهن الرمسي.
209
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
قبل نفاذ الرهن احليازي جتاه الغري يشرتط انتقال احليازة لتحقيق ذلك مهما كانت طبيعة املال املرهون
(منقول مادي أو معنوي أو عقار) ،واحليازة هنا تنتقل اىل املرهتن أو اىل الغري يعينه الطرفان ،كما أن املشرع خول
للمرهتن احلق يف اسرتداد الشيء املرهون من الغري إذا ما خرج من يده ودون إرادته أو علمه.1
والغرض من شرط نقل احليازة هو إعالم الغري بذلك ،ألن ذلك سوف يشكل لبسا إذا ما بقي الشيء
املرهون يف يد الدين الراهن.
فإذا كان الرهن احليازي واردا على عقار فلنفاذ الرهن احليازي جيب انتقال احليازة بقيد عقد الرهن ،أما إذا
كان الرهن احليازي واردا على مال منقول مادي فإىل جانب انتقال حيازته من الراهن إىل املرهتن أو الغري جيب
تدوين عقد الرهن يف ورقة اثبتة التاريخ يبني فيها املبلغ املضمون ابلرهن واملال املرهون تعيينا كافيا ،والعقد هنا ليس
لإلثبات وال لالنعقاد وإمنا شرط للنفاذ.2
أما إذا كان املال املنقول معنواي ،إن كان دينا فإنه ال يكون انفذا يف حق الغري إال حبيازة الدائن املرهتن لسند
الدين املرهون أو بقبوله له.3
ب -نتائج نفاذ الرهن في مواجهة الغير
إذا ما انعقد الرهن احليازي صحيحا وتوافرت فيه شروط نفاذه يف مواجهة الغري كان للدائن املرهتن أن يباشر
قبل الغري :احلق يف احلبس ،واحلق يف االسرتداد ،واحلق يف التتبع ،واحلق يف التقدم ،واحلق يف بيع الشيء املرهون
ابملزاد العلين.
4
-حق الحبس ()Droit de rétention
إن للمرهتن احلق يف حبس الشيء املرهون وملحقاته عن الناس كافة حلني أن يفي له الراهن بكامل حقه
املضمون ابلرهن ،ويثبت احلق يف احلبس للمرهتن حىت ولو كان الشيء املرهون يف حيازة الغري ،ألن هذا األخري
حيوز الشيء نيابة عن الدائن املرهتن وال جيوز له أن يسلمه إال بعد انقضاء الرهن أبي شكل من األشكال
القانونية ،وإال كان احلائز مسئوال عما يلحق الدائن املرهتن من أضرار ،ويظل هذا احلبس للشيء املرهون طاملا
الرهن ما يزال قائما ومل يستوف الدائن حقه.
وللدائن مباشرة احلق يف احلبس اجتاه أي شخص إال إذا كان هذا األخري ممن حفظ حقه طبقا للقانون،
شأن من اكتسب حقا على الشيء املرهون قبل نفاذ الرهن اجتاهه.1
ومن الفقه من يعتّب حق احلبس وسيلة ممتازة حلماية حق الدائن ،لكن هناك من يعتقد أن احلبس ال يعد
كضمان للدائن وإمنا هو جمرد وسيلة إكراه وضغط على املدين حلصول الدائن على حقه ،فهو حق سليب ال يعطي
أي امتياز للدائن ،ألنه ال ميكنه من بيع الشيء املرهون واالستفادة من مثنه ،بل هو جمرد توقيف له لديه إىل حني
استيفاء حقه من املدين الراهن.2
إال أن هذه اآللية القانونية هامة منحها املشرع للدائن املرهتن كي حيمي حقه من تصرفات الغري أو املدين
اليت ميكن أن تؤدي إىل تضييع وسيلة أتمني هامة على البنك خاصة والدائن عامة ومنه تعرض أمواله للمخاطر،
وذلك بفقده لألموال املرهونة إذا ما خرجت من يده إىل الغري ،ولكن بشرط أن يكون الدائن املرهتن قد قيد حقه
قبل نشوء التصرف الذي قام به الغري ،ألنه حببسه للشيء املرهون فإن لديه إمكانية قانونية أخرى بعدها تتمثل يف
بيع الشيء املرهون ابملزاد العلين إذا مل يف املدين مببلغ التمويل املمنوح له من البنك الراهن ،ولكن هذا كذلك وفق
إجراءات قانونية.
-حق االسترداد ()Droit de revendication
إذا خرج الشيء املرهون من يد الدائن دون إرادته أو من غري علمه كان له احلق يف اسرتداد حيازته من الغري
وفقا ألحكام احليازة.3
فإذا خرج الشيء املرهون من يد الدائن وعودته للمدين الراهن دون إرادته أو دون علمه فعند ذاك ويف
العالقة بني املتعاقدين يظل الرهن قائما وال جمال إلعمال قرينة انقضاء الرهن ،1وله احلق يف اسرتداد حيازة الشيء
املرهون.
أما يف مواجهة الغري قرر املشرع أن للدائن احلق يف اسرتداد الشيء املرهون من الغري وفقا ألحكام احليازة،
فإن كان عقارا استعمل الدائن يف اسرتداده دعوى اسرتداد احليازة ( )Réintégrandeأو دعوى منع التعرض
( ،2)Complainteأما إذا كان الشيء املرهون منقوال فله خالل ثالث سنوات من اتريخ ضياعه أو سرقته
اسرتداده على أن يعوض من حازه أبن يدفع له الثمن الذي دفعه هذا األخري على هذا املنقول إذا كان قد اشرتاه
من مزاد علين أو سوق عام.3
-حق التتبع
مقتضى احلق يف التتبع أن للمرهتن اقتضاء حلقه أن ينفذ على الشيء املرهون يف أي يد يكون خصوصا إذا
انتقلت ملكيته إىل شخص آخر ألن القاعدة اليت تطبق على املنقول هي" احليازة يف املنقول سند امللكية "إال أن
القانون أعطى محاية للغري احلائز على املنقول حبسن نية ( 4)Bonne foiحيث جيوز لكل حائز حسن النية أن
يتمسك ابحلق الذي اكتسبه على الشيء املرهون ولو كان ذلك الحقا لتاريخ الرهن.5
وملن انتقلت ملكية الشيء املرهون أن يتخلص من إجراءات التنفيذ اليت سوف ميارسها عليه الدائن املرهتن
وذلك بدفع الدين خاصة إذا أثبت الدائن املرهتن سوء نية احلائز للشيء املرهون ،ألنه كان على علم بوجود رهن
حيازي عليه.6
-حق التقدم
تظهر أمهية حق التقدم كميزة خيوهلا الرهن احليازي ،حيث يصادف الدائن املرهتن يف التنفيذ على املال
-1املادة 965من القانون املدين تتحدث عن هذه القرينة وهي" :التنازل ضمنا بتخلي الدائن ابختياره عن الشيء املرهون" .
-2محاية احليازة ،املواد من 817اىل 826من القانون املدين.
-3علي مجال الدين عوض ،املرجع السابق ،ص.391 .
-4املادة 824من القانون املدين" :يفرض حسن النية ملن حيوز حقا وهو جيهل أنه يتعدى على حق الغري إال إذا كان هذا اجلهل انشئا عن خطأ جسيم .وإذا كان
احلائز شخصا معنواي فالعّبة بنية من ميثله .ويفرتض حسن النية دائما حىت يقوم الدليل على العكس" .
-5املادة 970فقرة 2من نفس القانون ،ومعمر سعدوين ،املرجع السابق ،ص.109 .
-6راضية أمقران ،املرجع السابق ،ص.145 .
212
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
املرهون مزامحة دائنني آخرين سواء أكانوا عاديني أو ممتازين ،إذ حق الرهن احليازي خيول للمرهتن الدائن احلق يف
التقدم على الدائنني العاديني والدائنني املمتازين التاليني له يف املرتبة.
فإذا كان التزاحم بني أكثر من مرهتن حيازي على عقار كانت األسبقية للذي سبق غريه يف حيازة العقار
وقيد رهنه ،فاألسبقية للحيازة ولو كان قيدهم للحق أسبق ،أما إذا كان التزاحم على منقول فاألفضلية فيما بني
املرهتنني حيازة ألسبقهم اترخيا ،بشرط أن يكون حائزا للمنقول.1
فإذا كان البنك الدائن قد حاز على املنقول وكان األسبق اترخيا يف ذلك ،أو حاز العقار وقد قام بتقييده،
هنا تكون له األفضلية يف استيفاء حقه من العني املرهونة ،ويتمثل ذلك يف املصروفات الضرورية اليت أنفقت
للمحافظة على الشيء املرهون ،والتعويضات عن األضرار اليت ميكن أن تنشأ عن عيوب هذا األخري ،ومصروفات
العقد الذي أنشأ الدين والذي أنشأ الرهن ،ومجيع الفوائد املستحقة عن الدين ،ومجيع فوائد التأخري إىل يوم رسو
املزاد.2
لذلك من واجب البنك الدائن دراسة ما تعلق ابملال املرهون الذي متلكه املنشأة االقتصادية من حيث
وضعيته وقيمته والتصرفات الواردة عليه ،أضف إىل ذلك القيام بكل اإلجراءات اليت من شأهنا أن تضمن له حقه
وجتعله يف مرتبة جيدة من بني الدائنني ،حىت إذا نفذ على املال املرهون لديه يستطيع استيفاء كامال ،وابلتايل
احملافظة على أمواله من أي خطر وخاصة خطر عدم إمكانية املنشأة االقتصادية من الوفاء بديوهنا ،خاصة وأن
هناك خطورة ابلنسبة لرهن املال املنقول على اعتبار أن حيازة املنقول هي سند امللكية ،وصعوبة إثبات حسن نية
أو سوء نية ( (Mauvaise foiاحلائز من الناحية العملية ،ألن لكل حائز إمكانية التمسك حبقه الذي كسبه
على الشيء املرهون ولو كان الحقا لتاريخ الرهن ،3وهنا حمل اخلطر على البنك الدائن.
-حق بيع الشيء المرهون بالمزاد العلني
جيوز للدائن املرهتن إذا مل يستوف حقه أن يطلب من القاضي الرتخيص له يف بيع الشيء املرهون ابملزاد
العلين ،1وأن للبائع والدائن املرهتن املقيد دينهما على احملل التجاري أن حيصل على أمر ببيع احملل التجاري الذي
يضمن الرهن وذلك بعد ثالثني يوما من اإلنذار ابلبيع للمدين.2
أما قانون النقد والقرض فقد جاء حبكم خمالف ملا سبق ،حيث أنه ميكن للبنوك واملؤسسات املالية بعد
مضي 15مخسة عشر يوما على إنذار املدين مبوجب طلب غري قضائي وابلرغم من كل اعرتاض أن حتصل بناء
على عريضة تقدم إىل رئيس احملكمة ،على قرار ببيع كل مال مرهون لصاحلها وختصيصه مباشرة ودون أية معاملة
بناتج البيع تسديدا ملا يرتتب هلا من مبالغ كامل الدين وفوائد التأخري.3
حيث يظهر جليا أن قانون النقد والقرض خفض املدة إىل 15مخسة عشر يوما من إنذار املدين الراهن
وهذا متاشيا مع سرعة العمليات املصرفية وطابعها االقتصادي املرن واحلساس ،لذلك منحها القانون هذا االستثناء،
ومنه جيب على كل حمضر قضائي اعتماده فيما خيص إذا كان املرهتن مصرفا أو أية مؤسسة مالية.
وأكثر من كل هذا وملصلحة الدائن املرهتن خاصة وكذا مصلحة املدين الراهن أن هناك إمكانية للراهن يف
أن يطلب من القاضي الرتخيص يف بيع الشيء املرهون ولو كان ذلك قبل حلول أجل الدين إذا كانت هناك فرصة
فيها صفقة مرحبة.4
ومبا أن السرعة ضرورة تفرضها احلياة التجارية يف إبرام العقود ويف تنفيذ االلتزامات الناشئة عنها ،ونظرا ألن
املصارف هتدف إىل الربح ومجع األموال وختاطر وتضارب أبمواهلا وتتحمل تقلبات األسعار واختالف الظروف
االقتصادية ،وهي يف صراع مع الوقت ألن الوقت عندها يساوي املال ،ومراعاة لكل ذلك فقد أحاط املشرع
البنك الدائن خاصة والتاجر عموما يف حالة الرهن إبجراءات مبسطة وسريعة للتنفيذ على الرهن خالصتها ما
جاءت به املادة 33فقرة 1من القانون التجاري.5
لكن رغم هذه امليزة إال أن الكثري من القضاة يصرون على وجوب حصول البنك املرهتن على أمر ابحلجز
من القضاء للقيام إبجراءات بيع الشيء املرهون
وهذا طبقا لقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،1واألخطر من ذلك أنه وبعد بيع الشيء املرهون ابملزاد
العلين وبعد اإلجراءات الطويلة اليت قد يفرضها القضاة ال يرسو املزاد على أحد وابلتايل يؤجل البيع هذا من جهة،
ومن جهة اثنية قد يرسو املزاد ولن البنك جيد نفسه يف مرتبة متأخرة قد ال يكفي مثن البيع الستيفاء حقه ،ومن مث
يكون البنك عرضة خلطر عدم التسديد أو التجميد ،ومن مث إمكانية تعرض أمواله خلطر عدم االسرتجاع هذا
يؤدي إىل خماطر أخرى تنجر عن ذلك كخطر السيولة اليت جتعل البنك يف موقف حرج مع زابئنه املودعني،
وابلتايل يقع يف حالة عدم القدرة على الدفع اليت تعين دخول البنك يف مشكل اإلفالس ،وهذا كله انتج لعدم
وجود دراسة حقيقية وجدية هلذا الرهن ،ولعدم أخذ ضماانت أخرى إىل جانب الرهن احليازي ،كأن أيخذ كفالة
تضامنية أو كفالة عينية أو رهن عقاري ،هذا يوفر له أكثر محاية يف حال إذا مل يكف الرهن احليازي عند بيع
الشيء املرهون ابملزاد العلين لوجود دائنني يسبقونه يف املرتبة أو لوجود أصحاب حقوق االمتياز.
فمن األفضل قانونيا أن تكون هناك استثناءات على مستوى القواعد القانونية سواء ما تعلق منها ابلقانون
املدين أو قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية أو القانون التجاري هذه االستثناءات ختص البنوك واملؤسسات املالية
فيما يتعلق ابلرهن احليازي وحىت الرمسي ،حىت تكون هناك سرعة ومرونة فيما خيص احلجز والبيع ابملزاد العلين ،ألن
ذلك من خصائص التجارة والعمليات املصرفية حيث السرعة واالئتمان ،ومل ال قواعد قانونية خاصة ابالئتمان
ومجيع اجلوانب اليت ختصه مبا يف ذلك الضماانت مبختلف أنواعها.
2
الفرع الثاني :حاالت انقضاء الرهن الحيازي
ينقضي الرهن احليازي إما ابلتبعية النقضاء الدين املضمون أو بصفة أصلية استقالال عن الدين املضمون.
-1إن هناك إجراءات طويلة يتطلبها احلجز التنفيذي على املنقول وفقا للمادتني 687و 688من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،وإجراءات أخرى طويلة يتطلبها
بيع املنقوالت ابملزاد العلين وفقا للمادة 704من نفس القانون.
-2املادة 964واملادة 965من القانون املدين.
215
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
إن تقدمي الرهن احليازي من املؤسسة إىل البنك سببه احلصول على متويل فينقضي ابنقضاء الدين املضمون
أاي كان سبب انقضائه وهذا طبقا للقواعد العامة من الوفاء ،إىل الوفاء بقابل ،فاستحالة التنفيذ ،اإلبراء ،املقاصة،
التجديد ،التقادم املسقط .وقد يرجع سبب انقضاء الدين للحكم ببطالن العقد الذي أنشأ الدين فيبطل الدين
وينقضي الرهن ،ألنه من خصائص الرهن احليازي أنه عقد تبعي ،أما إذا زال السبب الذي انقضى به الدين عاد
حق الرهن للوجود ابلتبعية للدين املضمون.
ثانيا :انقضاء الرهن الحيازي بصفة أصلية
هناك حاالت ينقضي هبا الرهن بصفة أصلية إال أن الدين املضمون يبقى قائما ويتمثل ذلك يف :نزول
املرهتن عن حق الرهن هذا ينقص من فرص استيفاء الدين ،احتاد الذمة ويكون ذلك عندما جيتمع حق الرهن
وملكية العني املرهونة يف يد واحدة وهنا يد البنك الدائن املرهتن ،هالك الشيء املرهون وهنا على البنك الدائن أن
يستويف حقه من مبلغ التعويض ،كذلك ينقضي الرهن ابلتطهري وابلبيع ابملزاد العلين للشيء املرهون فينتقل استيفاء
الدائن حلقه من مثن البيع.1
المطلب الثاني :أنواع الرهن الحيازي
عادة أن الرهن احليازي يرتتب عليه نقل حيازة املال املرهون من املؤسسة املدين الراهن إىل البنك الدائن
املرهتن ،غري أن ذلك يضر مبصاحل الطرفني ،فمن جهة جيرد املؤسسة من وسائل عملية فاملنقوالت أدوات إنتاج
ضرورية ملمارسة نشاطها ،ومن جهة اثنية يشكل عبئا ثقيال على البنك من حبث عن خمازن ومستودعات لتخزين
األشياء املرهونة إىل وجوب بذل العناية الالزمة للمحافظة عليها وحتمله للمسؤولية اجتاه املؤسسة إذا ما أخل
بذلك ،لذلك نشأ يف إطار النشاط التجاري نوع جديد من الرهون متعلق برهن أموال منقولة دون انتقال احليازة.
لذلك سنعاجل يف هذا املطلب :الرهن احليازي مع نقل احليازة كفرع أول ،والرهن احليازي دون انتقال احليازة
كفرع اثن.
-1املادة 3من املرسوم رقم 250-02املتعلق ابلصفقات العمومية الصادر يف ،2002-8-24اجلريدة الرمسية ،عدد .2002 ،52املادة 2املرسوم الرائسي رقم
247-15املؤرخ يف 16سبتمّب 2015املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،50املؤرخ يف 20سبتمّب .2015
-2املناقصة تتميز ابإلشهار واملنافسة لتحدد بعدها املواقف وتقدمي العروض مث إرساء املناقصة وأخريا مرحلة املصادقة على الصفقة وإمتام شكليات اإلبرام ،أما الرتاضي
فهو تشاور اإلدارة مع املقاولني وامل وردين ومنح الصفقات ملن ختتارهم ،القانون السالف الذكر ،محامة قدوج ،عملية إبرام الصفقات العمومية يف القانون اجلزائري،
ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2004 ،ص.22-11
-3إبراهيم خمتار ،املرجع السابق ،ص .125
217
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
ولكن هذه العمليات ال تتأتى إال إبجراءات صارمة ودقيقة 1تتمثل يف أنه بعد حصول املؤسسة القائمة
على املشروع أو التوريد ابملوافقة على ذلك من اجلهة صاحبة العملية مبوجب عقد وموافقة البنك على تقدمي
تسهيالت ائتمانية ،يتم حترير عقد بني البنك واملؤسسة ينص فيه على تنازل هذه األخرية للبنك وحتويلها كافة
املستحقات اليت سترتتب هلا يف ذمة اجلهة صاحبة العملية ،وتقر املؤسسة أبهنا مل يسبق هلا التنازل عن هذه
املستحقات للغري ،والتنازل يتم لصاحل البنك عن القيمة اإلمجالية للصفقة ،ويتم التصديق على توقيع املؤسسة
والبنك على العقد لدى مكتب التوثيق إلثبات اتريخ التصديق ،كما جيب أن حيصل البنك على نسخة من
الصفقة تسلمها اجلهة املعنية ابلصفقة للمؤسسة واليت تتضمن عبارة تسمح ابعتبارها سند يف حالة رهن حيازي،
ليتم تبليغ الرهن مرفقا بنسخة للصفقة إىل حماسب الصفقة بواسطة رسالة مضمنة مع اإلشعار ابالستالم ،ينتج
الرهن آاثره ابتداء من اتريخ تبليغ هذا الرهن للمحاسب ويكون بذلك للبنك إمكانية احلصول على كافة
احلساابت الناجتة عن الصفقة لصاحله.
ويف واقع األمر فإن التنازل عن قيمة الصفقة وقبول اجلهة املعنية بذلك سدادها للبنك ال يشكل ضماان
أكيدا للبنك ،2فهذه العملية تنم عن خماطر حيث وجود إمكانية عدم قدرة املؤسسة إهناء العمليات املوكلة إليها أو
تنفيذها تنفيذا سيئا ،أو أن التنفيذ سيالقي رفضا من اهليئة الوصية صاحبة الصفقة لعدم احرتام املواصفات ،أو
عدم احرتام املؤسسة القائمة على الصفقة اللتزاماهتا التعاقدية ،حيث إن حدث ذلك فإن اجلهة صاحبة الصفقة
سوف ترفض سداد املستحقات.
لذلك جيب على البنك املمول هلاته املؤسسة القائمة على تنفيذ الصفقة ،وقبل أن يتم منحها االئتمان أن
يقوم ابلدراسة الدقيقة للعملية وحجمها وتقييم مدى قدرة املؤسسة على التنفيذ اجليد للعملية ومركزها املايل وكفاءة
أجهزهتا اإلدارية والفنية ومدى توفرها على املعدات الالزمة إلجناز املهمة املوكلة إليها ،وإذا قبل متويل الصفقة فعليه
مراقبة التطورات والتعديالت اليت ترد ميكن أن ترد على الصفقة ونسبة اإلجناز ومستوى التنفيذ.3
أما اخلطر اآلخر فإمكانية وجود حقوق ممتازة على الصفقة ،وهذا النوع من الرهن تسبقه يف املرتبة احلقوق
التالية:1امتياز مصاريف القضاء ،االمتياز املتعلق بدفع الرواتب وتعويضات العطل يف حالة اإلفالس والتسوية
القضائية ،امتياز أجراء املقاول املنفذ لألشغال العمومية ،امتياز مالك األرض املشغولة بسبب األشغال العمومية.
ثانيا :الرهن الحيازي لسندات الصندوق ()Bons de caisse
إن القانون اجلزائري مل ينظم هذه السندات ال بنص عام وال بنص خاص ،ولقد ذكرها املشرع بصدد ذكر
العمليات اليت ميكن أن تقوم هبا البنوك واملؤسسات املالية يف قانون النقد والقرض.2
فسندات الصندوق هي سندات تصدرها البنوك يكتتبها املودعون مقابل دفع قيمتها يف شبابيك البنوك
وتلتزم هذه األخرية بتسديد هذه القيمة للمكتتب كما تلتزم بدفع فائدة على كل سند عند استحقاقه وهذا حسب
مدة االستحقاق ،وهلذا النوع من الرهن عدة حاالت :فبالنسبة لسندات الصندوق االمسية يتم رهنها بذكر أن
احلوالة قد متت على سبيل الرهن وبدون حاجة إىل إعالن ،3ولكن بشرط حترير ذلك يف عقد على شكل ورقة
اثبتة التاريخ لنفاذ هذا العقد يف حق الغري عمال ابلقواعد العامة ،وطبقا للقانون التجاري فإنه جيب أن تثبت حوالة
احلقوق املنقولة بعقد رمسي .4إذن فإنشاء عقد الرهن احليازي املتعلق بسندات الصندوق االمسية يكون بواسطة
عقد بني البنك الدائن واملؤسسة املمولة اليت هي صاحبة السند ،أما سندات الصندوق حلاملها فيتم رهنها بنقلها
بني يدي البنك فقط مع ذكر أن احلوالة متت على سبيل الرهن ،5وسند الصندوق ألمر؛ فهو سند شبيه ابألسناد
التجارية وقابل للتداول والتظهري.6
وللتنفيذ على هذه السندات فإن البنك ينتظر حلول أجل الدين فإن قامت املنشأة املدين الراهن ابلدفع
فإن الرهن ينقضي وتسرتجع سندات الصندوق حمل الرهن ،أما إذا مل تقم املؤسسة ابلوفاء فإن البنك جيري مقاصة
بني قيمة التمويل الذي قدمه وقيمة سندات الصندوق املدين هبا للراهن هذا إن كان السند صادرا من البنك الذي
قدم التمويل ،أما إذا كان بنكا آخر فإن البنك املرهتن يشرتط يف عقد الرهن احليازي على سندات الصندوق أبن
املمولة أبن ينقل إىل حسابه مبلغ سندات الصندوق يف حدود الدين األصلي والفوائد
ترخص له املؤسسة َّ
وامللحقات واملصروفات.1
لكن إذا كانت املؤسسة طالبة التمويل لديها سندات فإنه ميكن أن تقدمها للبنك على سبيل الرهن احليازي
مقابل حصوهلا على التمويل الالزم ،ولكن على البنك املرهتن التحقق من ملكية املؤسسة الراهن لألوراق املقدمة
من طرفها وجيب إخطار الشركة املصدرة هلاته السندات ،ومن مث ال تقوم هاته األخرية بنقل ملكيتها إىل أي
شخص آخر قبل موافقة البنك املرهتن على ذلك.2
ثالثا :الرهن الحيازي لألوراق التجارية ()Nantissement d'effets de commerce
األوراق التجارية هي سندات الدين القابلة للتداول ،فهي وسائل وفاء وضمان يف آن واحد ،تتمثل يف:
السفتجة ،السند ألمر ،سند اخلزن ،سند النقل.
قد تلجأ املؤسسة االقتصادية إىل البنك من أجل احلصول على التمويل فتقوم بضمان ما لديها من أوراق
جتارية ،ويتم ذلك عادة ألهنا ال تفضل خصمها حىت ال تتحمل تكاليف عملية اخلصم ،3ولكن ال يتم هذا الرهن
إال بتظهري الورقة أبن يرد عليها عبارة أن القيمة للضمان أو الرهن ،حبيث يفهم منها أهنا موجودة لدى احلامل
(البنك) على سبيل الرهن.4
لكن عملية التظهري التأميين عملية اندرة ألهنا جتعل املقرتضني والدائنني يف حالة ارتياب يف مدى مقدرة
امللتزمني ابلورقة ابلوفاء بقيمتها ،مما جيعل البنك الدائن املرهتن يلجأ إىل عملية اخلصم لدى أحد البنوك عن طريق
تظهريها تظهريا انقال للملكية ،كما أن للبنك إمكانية إعادة خصمها لدى بنك آخر أو لدى البنك املركزي إذا
احتاج إىل سيولة عاجلة.1
وال يكون رهن الورقة التجارية انفذا يف حق الطرفني ويف مواجهة الغري إال إذا روعيت فيها:
-التظهري ،ال بد من تظهري الورقة التجارية من املؤسسة الراهن إىل البنك املمول املرهتن ،بكتابة عبارة تفيد أن
الورقة ،سلمت على وجه الرهن أو الضمان.2
-الكتابة ،مبا أن الورقة التجارية منقول ،ولتفادي مسألة حيازة املنقول سند امللكية جيب هنا كتابة التظهري
على الورقة التجارية ذاهتا أو على ورقة متصلة هبا ،3مع البياانت املطلوبة قانوان.4
-التسليم ،وهو انتقال الورقة للدائن املرهتن لتكون يف حيازته ،وهذا هو األصل يف عملية التظهري التأميين
خاصة ،5ويف رهن املنقول عامة.6
أما عن الوضعية القانونية للبنك املرهتن للورقة التجارية فإنه ميكنه ممارسة كل احلقوق املمنوحة للحامل ،إذ
جيب عليه أن حيصل على مبلغ الورقة يف اتريخ استحقاقها وإال أهتم ابلتقصري الذي جيعل املؤسسة املدين الراهن
تطالبه ابلتعويض عما أصاهبا من ضرر نتيجة هذا التقصري ،لكن ال ميكن للبنك حامل الورقة التصرف فيها.7
إن أجل استحقاق الورقة التجارية له ثالثة احتماالت:8
-إذا حل أجل الدين املضمون ابلورقة التجارية يف اتريخ استحقاقها ومل يقع الوفاء ابلدين فإن البنك الدائن
املرهتن حيق له حتصيل مبلغ الورقة واستقطاع مبلغ دينه مع إرجاع الباقي ملن ظهر له الورقة (املؤسسة) ،على
9
اعتبار أنه ميثل حامل السند
-أما إذا حل أجل الدين املضمون قبل حلول أجل الورقة 1فإن البنك يستطيع إما الرجوع على املؤسسة
الراهن للوفاء واسرتدادها للورقة التجارية ،وابلتايل انقضاء الرهن بصفة تبعية النقضاء الدين املضمون أو
االنتظار إىل حني حلول أجل استحقاق الورقة التجارية واستالم مبلغها ،2أو ما على البنك إال اللجوء إىل
القضاء لإلذن له ببيع الورقة التجارية ،3أي خصمها ،وهذا ليس يف صاحله ،ألنه سيخسر يف هذه احلالة
مبلغ اخلصم.
-لكن إذا حل أجل استحقاق الورقة قبل حلول أجل الدين املضمون هبا فإن البنك املرهتن يستطيع احلصول
على مبلغها ،4وإذا كان هذا املبلغ يفوق قيمة القرض جيب على هذا األخري أن يسلم للمؤسسة الراهن
املبلغ الزائد ،كل هذا مع احتفاظ البنك املرهتن ابملبلغ عنده كضمان إىل حلول أجل الدين املضمون.
لكن قبل كل ذلك جيب على البنك الدائن املرهتن للورقة التجارية احلفاظ على الشيء املرهون حىت حيافظ
على حقوق املؤسسة الراهن وحقوقه هو وذلك ابملطالبة بدفع قيمة الورقة حمل الرهن يف ميعاد االستحقاق ،فإذا
امتنع املسحوب عليه عن الدفع قام البنك الدائن املرهتن بتحرير احتجاج عدم الدفع وإعالنه للمؤسسة الضامن
املدين يف املواعيد احملددة ،فإن قصر البنك املرهتن كان مسئوال قبل املؤسسة املدين عن األضرار اليت ميكن أن
تلحقها جراء ذلك 5وهذا حمل اخلطر يف مثل هذا النوع من الرهون.
رابعا :رهن األوراق المالية ()Les valeurs mobilières
األوراق املالية أو القيم املنقولة هي اليت تصدرها شركات املسامهة من أسهم وسندات بغرض متويل مشاريعها
أو الزايدة يف رأمساهلا االجتماعي.6
-1لكن على البنك أن يستبعد هاته احلالة حىت ال يكون عرضة خلطر التجميد وخطر عدم قدرة املدين الراهن على السداد وأجل استحقاق الورقة مل حين بعد ،هذا
ميكن أن يؤدي به اىل الوقوع يف مشكل السيولة ،لذا جيب على البنك أن خيتار األوراق اليت أييت اتريخ استحقاقها موازاي لتاريخ استحقاق الدين ،أو أن
استحقاقها يكون سابقا الستحقاق الدين.
-2املادة 973الفقرة 2من القانون املدين.
-3املادة 124من األمر رقم 11-03السالف الذكر ،املتعلق ابلنقد والقرض.
-4املادة 980ختالف ذلك ،حيث عند حلول أجل استحقاق الورقة قبل حلول أجل الدين املرهون فاملدين يويف الدين للمرهتن والراهن معا.
-5اندية فضيل ،املرجع السابق ،ص .54
-6املادة 715مكرر 30من القانون التجاري.
222
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
قد ينص القانون األساسي للشركة على تقييد حرية تداول األسهم ،بطريق الرهن أو التنازل ،هنا جيب على
املدين الراهن(املساهم) إبالغ الشركة مصدرة األسهم بطلب املوافقة على هذا الرهن مبوجب رسالة مضمونة
الوصول مع وصل االستالم ،فاإلجابة تكون ابملوافقة أو ابلسكوت عن عدم الرد يف مدة شهرين من تقدمي
الطلب ،يف هاتني احلالتني ينعقد الرهن.1
وابلنسبة لألسهم ( )Les actionsوكذا حصص الشركاء ( )Les apport des associesفإنه ميكن
رهنها ولكن جيب أن يكون ذلك عن طريق عقد رمسي ،أي البد من التوثيق عن طريق موثق مؤهل لذلك ،إضافة
إىل التوثيق من طرف رئيس احملكمة وال حتدد حمكمة معينة أو موطن معني لتوثيق رهن األسهم وحصص الشركاء،
فيجوز ذلك يف أي حمكمة خالف موطن احملكمة اليت فيها مقر الشركة ولذلك ينبغي أن يتحقق البنك الدائن
املرهتن بنفسه من وجود الشركة وصحة األسهم ،إال أن العقد الرمسي ال يكفي لصحة رهن هذه الصكوك وإمنا
جيب أن يسجل ذلك يف دفاتر الشركة اليت أصدرهتا مبا يفيد أهنا مرهونة أو موضوعة على سبيل الضمان .2ونفس
الشيء ابلنسبة للسندات ،حيث انتقاهلا إىل الغري يكون بنفس الطريقة .3ولشهر الرهن ونفاذه واالحتجاج به يف
مواجهة الشركة املصدرة البد من ذكر عبارة "على سبيل الضمان أو الرهن" 4يف هذه العملية .أما مرتبة الرهن
فتتحدد بتاريخ القيد يف السجالت اليت متسكها الشركة هلذا الغرض.5
للبنك الدائن املرهتن أن ميارس حق األفضلية من خالل انتج البيع املتعلق هبذه القيم ،وهذا عند حلول أجل
الدين املضمون هبا ،ويكون ذلك بعد حصوله على إذن من القضاء مبوجب أمر على عريضة ،6واملشرع اجلزائري
أوكل مهمة البيع اجلّبي هلاته األموال ألحد البنوك ،1عكس األموال املنقولة األخرى اليت أوكل مهمة بيعها ابملزاد
العلين للمحضر القضائي أو حمافظ البيع.2
3
خامسا :الرهن الحيازي للدين ()Nantissement de créance
واملقصود ابلدين هنا الديون العادية4واليت ال يكون رهن الدين فيها انفذا يف حق املدين إال إبعالن هذا
الرهن إليه أو بقبوله ،وال يكون انفذا يف حق الغري إال حبيازة املؤسسة املرهتن لسند الدين املرهون 5وحتسب للرهن
مرتبته من التاريخ الثابت لإلعالن أو القبول ،فشرط رهن الدين العادي أن يكون قابال للحوالة وجيب تبليغ الغري
هبذه احلوالة وأن لقبوله هلا اتريخ اثبت ،6وابلتايل يعامل نفاذ الرهن يف مواجهة املدين ابلدين (مدين الراهن)
معاملة حوالة احلق (.7)Cession de créance
فاملؤسسة االقتصادية اليت هي حباجة إىل متويل ولديها ديون على الغري فإنه ميكنها احلصول على التمويل
الالزم من البنك وإبمكاهنا تقدمي هذه الديون هلذا األخري كرهن حيازي ،ولكن لصحة ذلك جيب أن يكون مدين
املؤسسة قد أعلم بذلك بعقد غري قضائي أو أن يكون رضي بذلك ،وجيب أن يكون هلذا القبول اتريخ اثبت،
وللبنك املرهتن عند ذلك حيازة هذه الديون ،وهذا إلعالم الغري هبا حىت يكون للبنك املرهتن امتياز على هذا
الدين.
طبقا ملا جاء يف القانون املدين وقانون النقد والقرض فيما يتعلق برهن الديون جند ثالثة شروط لتحقق
ذلك:
-1املادة 720من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية" :تباع القيم املنقولة واألسهم بواسطة البنوك." . . .
-2املادة 705من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية.
-3املواد 975اىل 981من القانون املدين ،واملادة 122من قانون النقد والقرض.
-4هناك نوع آخر من الديون يتمثل يف السندات االمسية أو حلاملها مت معاجلتها سابقا يف رهن سندات الصندوق.
-5املادة 31فقرة 4من القانون التجاري ،واملادة 975من القانون املدين.
-6املادة 241من القانون املدين ،وعلي مجال الدين عوض ،املرجع السابق ،ص.397 .
-7املواد من 238اىل 250من القانون املدين.
224
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
-الكتابة ،نوع الكتابة املطلوبة يف هذا الشأن هي الكتابة العرفية ،1وأن يكون هلا اتريخ اثبت .2وفائدة ذلك
هو أن مرتبة الرهن حتسب للبنك املرهتن من التاريخ الثابت ابلعقد ،كما أهنا وسيلة إلعالم املدين برهن
الدين ،كما تعتّب أيضا وسيلة إثبات فعالة.3
-اإلعالم أو القبول ،البد من إعالم املدين ابلدين املرهون عن طريق رسالة مضمونة مع إشعار ابالستالم ،أو
أن يكون املدين قد قبل هبذا الرهن.4
-حيازة سند الدين ،دون هذا الشرط ال يكون رهن الدين انفذا يف مواجهة الغري ،ورغم ما هلذا الشرط من
أمهية إال أن مشرعنا قد أغفل عن ذكره يف قانون النقد والقرض ،لكنه ذكره يف القانون املدين.5
الدين املرهون إما أن يستحق قبل حلول الدين املضمون ،وإما أن يستحق بعد حلول الدين املضمون أو
معا:
-ففي احلالة األوىل ،على املدين ابلدين املرهون أن يويف ابلتزامه للمؤسسة الراهن وللبنك املرهتن معا وذلك
إبيداع مبلغ الدين املرهون يف حساب خاص 6ويكون البنك حينئذ حامال لصفة ماسك احلساب ودائن
مرهتن معا.7
-ويف احلالة الثانية فللبنك املرهتن ثالث مكنات ،8إما أن يقبض ما يستحقه يف الدين املرهون كوسيلة من
وسائل التنفيذ على املال املرهون ،وإما عن طريق البيع إبذن من القاضي ،فأما املكنة الثالثة فهي تتمثل يف
الطلب القضائي لتملك الدين املرهون ،وللبنك فيها فائدة إذا كنا أمام حالة تسوية قضائية أو إفالس.9
-1املادة 969من القانون املدين ،واملادة 122من األمر رقم 11-03من قانون النقد والقرض.
-2املادة 328من القانون املدين.
-3املواد من 323إىل 332من القانون املدين.
-4املادة 241من القانون املدين.
-5املادة 975الفقرة 2من القانون املدين.
-6املادة 980الفقرة .1
-7املادة 120من قانون النقد والقرض السالف الذكر ":ميكن أن تكون احلساابت املفتوحة لدى البنوك فردية أو مجاعية مع تضامن أو بدونه أو شائعة ،وميكن
ختصيصها كضمانة لفائدة البنك مبوجب عقد عريف فقط".
-8املادة 981من القانون املدين.
-9املادة 293الفقرة 3من القانون التجاري" :يقدم امتياز الدائن املرهتن على كل دائن آخر صاحب امتياز أم ال." .
225
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
)warrantالذي ميثل شهادة إيداع ،فإذا كانت املؤسسة حباجة إىل متويل فإنه ميكنها التقدم إىل البنك للحصول
على ذلك ،وميكنها أن تقدم يف مقابل ذلك هذه البضائع كرهن وذلك عن طريق تظهري سند اخلزن بنفس شروط
األسناد التجارية األخرى.1
فعند وضع املؤسسة االقتصادية للبضائع يف املخازن العمومية فإهنا تتحصل على سند مزدوج ،2جزء منه
يفيد إيداع البضائع وحيمل كل البياانت مع حتديد مبلغ الدين املضمون ابلرهن واتريخ االستحقاق ،وحصول البنك
على سند الرهن هو وسيلة انجعة لشهر الرهن ألنه ال يبقى يف يد املؤسسة صاحبة البضاعة املرهونة سوى سند أو
إيصال اإليداع 3الذي من خالله ميكن للمؤسسة بيع هذه البضائع ،لكن جيب إعالم املشرتي أبن هذه البضاعة
حمل رهن.
أما من حيث الوفاء يف سند اخلزن فإنه إذا حل أجل استحقاق الدين الثابت فيه ،فإنه يرجع على املدين
األصلي أي املؤسسة مودعة البضاعة فإذا وفت مببلغ التمويل اسرتدت سند اخلزن أو الرهن ،أما إذا مل تويف بذلك
فيجب على البنك املرهتن حامل السند أن يتبع إجراءات الرجوع لعدم الوفاء ،فيحرر احتجاج بعدم الدفع ،ويف
خالل الثمانية ( ) 8أايم املوالية لالحتجاج يقوم ببيع البضاعة املودعة يف املخزن العمومي ابملزاد العلين ويستويف
حقه ،حيث يكون له وفق ذلك امتياز على السعر.4
واألصل أن يكون مثن البضاعة كافيا للوفاء ابلدين ،فإذا كان غري كاف ،كأن يكون سعر البضاعة قد
اخنفض بني فرتة حترير سند الرهن وفرتة استحقاق الدين املضمون هبذا السند ،فإن البنك املرهتن احلامل للسند
إمكانية الرجوع على ابقي املظهرين والضامنني االحتياطيني .1وأما إذا كان مثن البضاعة يفوق قيمة الدين فإنه بعد
الوفاء يكون الباقي من حق املؤسسة حامل سند اإليداع ،أو الغري ممن ظهرت له سند اإليداع.2
إال أن البنك قبل قبوله للرهن جيب عليه تقييم البضائع حمل الرهن ،كأن تكون سهلة التصريف غري معرضة
للتلف وهلا سوق مناسبة وذات أسعار ال ختضع لتقلبات فجائية ،ويتعني على البنك متابعة تطورات القيمة
السوقية للبضائع حمل الرهن من حني آلخر لتعديل مركز الضمان إذا تطلب األمر ذلك .3ومبا أن البضائع عرضة
للتلف أو احلرق أو السرقة وجب على البنك املرهتن مطالبة املؤسسة صاحبة البضاعة التأمني عليها ومطالبتها
بشهادة أتمني وجتديدها كل فرتة إىل أن يستويف حقه بتسديد املؤسسة لديوهنا جتاه البنك أو ببيع البضاعة املرهونة
ابملزاد العلين.
الفرع الثاني :الرهن الحيازي دون نقل الحيازة ()Le gage sans dépossession
نظرا لسلبيات الرهن احليازي مع نقل احليازة وما يشكله من أعباء وخماطر على البنك الدائن من جهة،
وحرمان املؤسسة من وسائل عملية من جهة اثنية ،ظهر ما يسمى ابلرهن احليازي دون نقل احليازة للدائن املرهتن،
حيث يكون للبنك الراهن امللكية على األشياء املرهونة دون أن تنتقل حيازهتا إليه ،ومن هذا النوع من الرهون
جند :الرهن احليازي للمحل التجاري ،والرهن احليازي لألدوات ومعدات التجهيز ،والرهن احليازي للسيارات.
أوال :الرهن الحيازي للمحل التجاري ()Le gage du fonds de commerce
قد حيتاج صاحب احملل التجاري أو املؤسسة لتمويل عملياهتا التجارية وال متلك ضماانت أخرى تقدمها
للبنك للحصول على التمويل فتضطر لرهن احملل أو احملال التجارية اليت متلكها أو رهن املؤسسة أبكملها لضمان
الدين الناجم عن عملية التمويل.
وملا تبلورت فكرة احملل التجاري يف القوانني القدمية وخاصة يف القانون الفرنسي واملصري فإن رهن احملل
التجاري كان يتم بنقل احليازة إىل الدائن املرهتن ،لكن بعد قانون 1909الفرنسي املعدل ابلقانون لسنة ،1956
-1املادة 543مكرر 4فقرة3من نفس القانون" :إذا كان السعر غري كاف للتسديد ،فيمكنه أن يطعن ضد املودع واملظهرين املتتاليني بصفته حامال لسند جتاري،" .
واندية فضيل ،املرجع السابق ،ص.134 .
-2علي البارودي ،املرجع السابق ،ص.316 .
-3إبراهيم خمتار ،املرجع السابق ،ص.122 .
227
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
وصدور القانون املصري رقم 11لسنة 1940اخلاص ببيع ورهن احملل التجاري جعال رهن احملل التجاري ال يؤدي
إىل نقل حيازته إىل الدائن املرهتن.1
أما املشرع اجلزائري فقد نظم أحكام رهن احملل التجاري ابملواد من 118اىل 122من القانون التجاري،
كما تناوله يف األحكام املشرتكة لبيع احملل ورهنه ابملواد من123اىل 146من نفس القانون ،واملادة 123من
قانون النقد والقرض املخصصة لرهن احملل واملؤسسات لفائدة البنوك واملؤسسات املالية.
ولقد اختلفت التعريفات حول احملل التجاري ،فمن جهة الفقه عرف أبنه ":جمموعة األموال املادية واملعنوية
اليت يستخدمها التاجر يف مباشرة حرفته ،ويشمل ذلك البضائع وأاثث احملل وسياراته وشهرة امسه وما يكون لديه
من براءة اخرتاع وما إىل ذلك مما يستعني التاجر به يف مباشرة التجارة ،2" .أما من جانب القضاء فقد عرفته
حمكمة النقض املصرية يف حكم هلا صادر يف 1985-11-19على أنه . . .":يعتّب ماال منقوال معنواي منفصال
عن األموال يف التجارة ،ويشمل جمموعة العناصر املادية واملعنوية املخصصة ملزاولة املهنة من اتصال ابلعمالء ومسعة
واسم وعنوان جتاري وحق يف اإلجيار وحقوق امللكية األدبية ،3" . . .أما املشرع اجلزائري ومن خالل املواد السالفة
الذكر مل يتطرق إىل تعريف احملل التجاري ،بل اكتفى بذكر بعض عناصره اإللزامية ،كاالتصال ابلعمالء والشهرة،
ابإلضافة إىل ذكر عناصر استغالله كالعنوان التجاري واالسم التجاري واحلق يف اإلجيار والبضائع وحق امللكية
الصناعية.
أما عن عناصر احملل التجاري فهي تقسم إىل عناصر معنوية وأخرى مادية ،فعن العناصر املعنوية فتشمل:
االتصال ابلعمالء الذين هم الزابئن الذين يرتددون
على احملل سواء بصفة اعتيادية أو عرضية ،االسم التجاري الذي هو تسمية أو رمز يبني للعمالء مكان
تواجد احملل أو املؤسسة اليت يتم استغالهلا ،والعالمة التجارية اليت هي إشارة توضع على املنتجات لتمييزها عن
البضائع املشاهبة هلا .وعن العناصر املادية للمحل التجاري فهي تتمثل يف البضائع.
-1مسري مجيل حسني الفتالوي ،العقود التجارية اجلزائرية ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،طبعة ،2001ص.509 .
-2اندية فضيل ،النظام القانوين للمحل التجاري ،احملل التجاري والعمليات الواردة عليه ،دار هومة ،اجلزائر ،2011 ،ص.16 .
-3كامران الصاحلي ،بيع احملل التجاري يف التشريع املقارن ،دراسة مقارنة ،مكتبة الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،1998 ،ص.25 .
228
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
وابلنسبة للعناصر اليت عليها الرهن احليازي فهي كل العناصر اليت يتكون منها احملل التجاري مادية أو
معنوية وهذا يف حالة االتفاق الصريح بني طريف عقد الرهن ،1أما إذا مل يكن هناك اتفاق على العناصر اليت
ستكون حمال للرهن فإن الرهن هنا ال يرد إال على االسم التجاري واحلق يف اإلجارة والزابئن والشهرة التجارية ،2أما
األجزاء اليت ميكن أن ترهن رهنا حيازاي بصفة اختيارية تتمثل يف األاثث التجاري واملعدات واآلالت اليت تستعمل
يف استغالل احملل وبراءة االخرتاع وعالمات الصنع والتجارة والرسوم والنماذج الصناعية .حيث أن هذه العناصر
ميكن رهنها بصفة اتبعة للمحل التجاري أو منفصلة عنه ،أو بصفة اتبعة للمؤسسة املرهونة أو منفصلة عنها،
خاصة إذا مت تقدميها كإسهام يف شركة ،ألنه وتيسري العملية التمويل ميكن رهن املؤسسة دون أن يتجرد صاحبها
أو أصحاهبا من حيازهتا ،وهذا ما سارت عليه التشريعات احلديثة ،حيث ميكن رهن املؤسسات االقتصادية مع
االحتفاظ ابحليازة مما ميكن معه احرتام حق الدائن املرهتن يف التتبع ،كما أن االحتفاظ ابحليازة يسمح للمدين
الراهن برهن املؤسسة لدائنني آخرين ،كما أن الدائن ال يتحمل عبء إدارة الشيء املرهون واحملافظة عليه
واستثماره.3
-1شروط إنشاء رهن المحل التجاري
عقد رهن احملل التجاري كأي عقد آخر البد فيه من توافر أركان العقد العامة من رضا وحمل وسبب ،حيث
جيب أن يتأكد البنك املرهتن من أهلية املدين الراهن ،وإن كانت مؤسسة فيجب أن يكون املدير أو املسري من
صالحياته إبرام مثل هذه العقود وأن هاته العقود تدخل يف موضوع وغرض الشركة ،وكذا البد على البنك التأكد
من ملكية املؤسسة الراهن للمحل التجاري حمل الرهن عن طريق سند امللكية أو عقد اإلجيار ،ابإلضافة إىل
الدراسة الدقيقة للمحل التجاري من حيث التصرفات الواردة عليه من بيع أو رهن أو إجيار .أما احملل فيتمثل يف
عناصر احملل التجاري املادية واملعنوية وجيب أن يكون موجودا ومشروعا ،والسبب يتمثل يف الغرض الذي مبوجبه مت
رهن احملل وهو هنا يف هذه الدراسة احلصول على التمويل وجيب أن يكون مشروعا.
-1املادة 119فقرة 1من القانون التجاري" :ال جيوز أن يشمل الرهن احليازي للمحل التجاري من األجزاء التابعة له إال عنوان احملل واالسم التجاري واحلق يف
اإلجارة والزابئن والشهرة التجارية واألاثث التجاري واملعدات واآلالت اليت تستعمل يف استغالل احملل وبراءات االخرتاع والرخص وعالمات الصنع أو التجارة
والرسوم والنماذج الصناعية" . . .
-2املادة 119السالفة الذكر فقرة.2
-3مصطفى كمال طه ،القانون التجاري ،الدار اجلامعية ،بريوت ،لبنان ،1991 ،ص.650 .
229
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
-المدين الراهن
جيب أن يكون مالكا للشيء املرهون وأن يكون أهال للتصرف فيه ،فال يصح الرهن إال إذا أقرها ملالك
احلقيقي ،وهذا تطبيقا للقواعد العامة يف الرهن ،ألنه ويف إطار الشركات التجارية ميكن أن يقدم أحد الشركاء حمل
جتاري ميلكه كإسهام يف شركة وخاصة إذا مل يكن على سبيل التمليك ،وابلتايل فإنه ال ميكن رهن ملك الغري قياسا
على بيع ملك الغري ،ولذلك يعتّب رهن ملك الغري قابال لإلبطال ،1أما إذا مت رهن احملل التجاري من طرف مدين
راهن قد مت شهر إفالسه فإن هذا التصرف ال يكون انفذا يف حق مجاعة الدائنني ،ذلك أنه مبجرد صدور احلكم
ابإلفالس تغل يد املدين عن إدارة أمواله والتصرف فيها ،2ومن التصرفات اليت مينع على املفلس إجراءها واليت
تكون خاضعة لعدم النفاذ عقود التأمينات العينية ،3هذا وأن إنشاء مثل هذه العقود ال يعتّب ابطال وإمنا هي غري
انفذة جتاه مجاعة الدائنني ،والدائن الذي حصل على رهن حيازي للمحل ينضم إىل التفليسة بصفته دائنا عاداي
واحملل التجاري الذي كان حمال للرهن احليازي يتصرف به وكيل التفليسة فورا ملصلحة مجاعة الدائنني .4وهنا حمل
اخلطر على أموال البنك الدائن املرهتن حيث جيب عليه االطالع على وضعية املؤسسة الراهن املالية والقانونية قبل
إبرام عقد الرهن حىت ال يتحول من دائن مرهتن إىل دائن عاد.
-الدائن المرتهن
وال يشرتط فيه أن يكون اتجرا ،بل ميكن أن يكون شخصا عاداي ،لكن املشرع املصري قد اشرتط أن يكون
الدائن املرهتن بنكا وهذا محاية لصغار التجار من جشع املرابني الذين يستغلون حاجة أصحاب احملالت للمال
فيفرضون عليهم شروطا جمحفة.5
ب -الشروط الشكلية
يتطلب عقد الرهن احليازي للمحل التجاري الرمسية ،حيث جيب أن يثبت بعقد رمسي ،النص صريح يف
اشرتاط العقد الرمسي إلثبات الرهن وليس النعقاده .1لكن هناك تشريعات ال جتعل الرمسية شرطا يف انعقاد الرهن
احليازي للمحل التجاري فيمكن أن حيرر عقد الرهن يف شكل عريف ،هذا ما حذا حذوه املشرع الفرنسي واملشرع
املصري .2أما املشرع اجلزائري فقد أورد استث ناء إذ ميكن أن يتم انعقاد الرهن احليازي للمحل التجاري يف الشكل
العريف إذا تعلق بكون الدائن املرهتن بنكا أو مؤسسة مالية ،3إال أن املالحظ يف قانون النقد والقرض رقم -03
11قد حذف كلمة مؤسسة جتارية ووضع مكاهنا حمل جتاري ،فهل
هذا يعين استبعاد املشرع إمكانية رهن املؤسسات ورهن احملل أو احملال التابعة هلا فقط؟ أم أن إمكانية رهن
املؤسسة حتصيل حاصل قياسا إلمكانية رهن احملل التجاري ،فما ينطبق على احملل التجاري ينطبق على املؤسسة؟،
ألنه ال يوجد ما مينع من رهن املؤسسة إذا كانت حباجة إىل متويل ومل تكن تتوفر على ضماانت أخرى سواء
أكانت شخصية أو عينية ،وهذا ما تعاين منه خاصة املؤسسات الصغرية واملتوسطة حيث اختفاء الكثري منها ألهنا
مل تتحصل على التمويل بسبب عدم تقدميها للضماانت املطلوبة ،فإذا كانت هناك إمكانية لرهن املؤسسة فمن
األفضل رهنها للبنوك واملؤسسات املالية فقط لتفادي الشروط اجملحفة واستغالل الغري للظروف الصعبة اليت ميكن
أن متر هبا املؤسسة الراهن.
ولكن رغم هذه اإلمكانية إال أن رهن املؤسسة أبكملها أمر يصعب القيام به ومستبعد ،فعادة ما يلجأ
أصحاهبا إىل تقدمي ضماانت أخرى متاحة من عقارات أو منقوالت أو كفاالت أو أوراق جتارية ومالية أو بضائع
أو حمال متلكها أو حىت ديون للمؤسسة على الغري كما توجد إمكانية لرهن ما متلكه املؤسسة من عناصر امللكية
الصناعية واألدبية والفنية ،هذا كله حفاظا على مسعة املؤسسة حيث يؤدي ذلك إىل توقف الغري عن التعامل معها
يف خمتلف التصرفات املادية أو القانونية مادام أهنا مرهونة أو التعامل معها حبذر هذا من شأنه أن يؤدي إىل
تدهورها ماداي واقتصاداي.
-1املادة 120من القانون التجاري" :يثبت الرهن احليازي بعقد رمسي" . . .
-2اندية فضيل ،املرجع السابق ،ص .112 .و.La loi du 17 -03-1909, art,10 al1
-3املادة 177من قانون النقد والقرض رقم ،10-90واملادة 123من األمر رقم 11-03املتعلق ابلنقد والقرض" :ميكن أن يتم الرهن احليازي للمحل التجاري
لصاحل البنوك واملؤسسات املالية مبوجب عقد عريف مسجل قانوان " .كانت سابقا ":ميكن أن يتم رهن املؤسسة التجارية لصاحل البنوك واملؤسسات املالية مبوجب
عقد عريف مسجل حسب األصول" . . .
231
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
فاملشرع اجلزائري منح هذا االستثناء للتبسيط يف اإلجراءات وهذا ملصلحة البنوك واملؤسسات املالية
حلساسية هذا النوع من القطاعات ،واختصارا للوقت الذي يعتّب مثينا ابلنسبة هلا وللسرعة اليت تطلبها العمليات
املصرفية ،إال أن ما يعاب على العقد العريف أنه سند غري تنفيذي ،حيث يتطلب من البنك التماس سند تنفيذي
من القاضي مينحه القدرة على التنفيذ على احملل التجاري املرهون لديه وهذا قد يتطلب وقتا طويال من أجل
احلصول عليه (السند).
وانطالقا مما سبق ميكن القول أبنه كقاعدة عامة النعقاد رهن احملل التجاري البد من كتابة رمسية ،وقد
أصاب املشرع اجلزائري ابشرتاطه ذلك ،تسهيال للدائن املرهتن يف احلصول على حقه عند االستحقاق ،إذ يتسىن له
ذلك دون احلاجة إىل رفع دعوى ،ألن السند املتضمن حلقه هو سند تنفيذي ،فيكفي له أن يطلب إضفاء الصيغة
التنفيذية عليه للقيام إبجراءات احلجز التنفيذي ،ويف هذا ضمان أقوى للدائن املرهتن.1
ونشري إىل أن الرمسية وحدها غري كافية ،بل ليكون عقد الرهن احليازي للمحل التجاري صحيحا جيب
شهره ،حيث يتم تسجيل عقد الرهن على مستوى املركز الوطين للسجل التجاري الذي يقع يف نطاق دائرته
استغالل احملل موضوع الرهن ،خالفا ملا كان يفعل سابقا حيث كان يتم التسجيل على مستوى كتابة الضبط اليت
يقع يف دائرة اختصاصها احملل التجاري ،2وجيب إجراء القيد خالل ثالثني 30يوما من إبرام العقد فيكون العقد
ابطال ،ولكل ذي مصلحة أن يتمسك ابلبطالن مبا فيهم املدين الراهن نفسه ،وإذا كان للمحل التجاري فروع
جيب إمتام نفس اإلجراء ابملركز الوطين للسجل التجاري لكل فرع مع دفع الرسوم اليت يطبقها هبذا اخلصوص.3
يف حالة تعدد الدائنني املرهتنني للمحل التجاري تتم عملية الرتتيب على مستوى املركز الوطين للسجل
التجاري حسب اتريخ قيودهم ،وتكون للدائنني املرهتنني الذين قيدوا حقوقهم يف نفس اليوم مرتبة واحدة
-1علي بن غامن ،الوجيز يف القانون التجاري وقانون األعمال ،املؤسسة الوطنية للفنون املطبعية ،اجلزائر ،2002 ،ص.202
-2مبوجب املرسوم التنفيذي رقم 109-98املؤرخ يف 1998-04-04الذي حيدد كيفيات حتويل الصالحيات املخولة ملكاتب الضبط يف احملاكم واملتعلقة مبسك
السجالت العمومية للبيوع ورهون احليازة للمحالت التجارية وإجراءات قيد االمتياز املتصلة هبا إىل املركز الوطين للسجل التجاري ومأموري املركز الوطين للسجل
التجاري.
-3املادة 120و 121من القانون التجاري ،وقرار مؤرخ يف ، 1998-10-4حيدد شكل اجلداول املتعلقة ببيع احملل التجاري ورهنه احليازي ،اجلريدة الرمسية ،العدد
،86املؤرخ يف ،1998-11-18 ،والقرار املؤرخ يف ،1998-6-28يتضمن التعريفات اليت يطبقها املركز الوطين للسجل التجاري على البيوع والرهون
املتعلقة ابحملال التجارية ،ج ر ،العدد ،57املؤرخ يف.98-8-5
232
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
متساوية .1والعّبة من القيد هي إعالم الغري مبا آل إليه احملل التجاري من تصرفات ،من جهة أخرى يفيد القيد يف
حتديد مرتبة الدائن املرهتن يف حال تعدد الدائنني املرهتنني.
ج -إمكانية رهن عناصر الملكية الصناعية
ميكن لصاحب احملل التجاري أو صاحب الّباءة أو العالمة أو الرسوم والنماذج الصناعية التصرف يف هذه
األموال املنقولة ،ومن بني هذه التصرفات تقدميها كإسهام يف مؤسسة وعادة ما يقدمها صاحبها على سبيل
التمليك ويشرتط يف ذلك أال تكون املؤسسة احملال إليها هذه األموال يف طور التأسيس ،بل بعد حصوهلا على
الشخصية املعنوية ،وال يكون ذلك إال بعد قيدها يف السجل التجاري ،2ومن مث تنتقل امللكية من املقدم إىل
الشركة وابلتايل فإن الشريك املقدم يفقد كافة احلقوق اليت كان ميلكها على املال القدم لصاحل الشركة.
أما ابلنسبة لعناصر امللكية الصناعية ميكن لصاحبها تقدميها كذلك كإسهام يف شركة عند تقدمي احملل
التجاري على اعتبار أهنا أحد عناصره املعنوية ،أو تقدميها منفصلة عن احملل التجاري ،وابلتايل حيق لكل مؤسسة
آل إليها هذا املال املنقول أن تتصرف فيه ابلبيع أو اإلجيار أو الرهن.
فالرهن احليازي للمحل التجاري رأيناه سابقا حيث للمؤسسة االقتصادية إمكانية رهنه إىل البنك للحصول
على التمويل شريطة إتباع اإلجراءات الالزمة قانوان ،وإال كان اإلسهام ابطال وكان عقد الرهن ابطال ،وللمدين
الراهن إمكانية التمسك هبذا البطالن.
أما ابلنسبة لرهن عناصر امللكية الصناعية فهذا ممكن مقابل حصول املؤسسة على التمويل ويشمل هذا
الرهن :رهن براءة االخرتاع أو رهن العالمة أو رهن الرسوم والنماذج الصناعية وهذا طبقا للقانون اخلاص بكل نوع
من هذه األنواع وطبقا للقواعد العامة املتعلقة ابلرهن احليازي.
-فإذا كنا أمام براءة االخرتاع ( 3)Brevet d'inventionفإنه ميكن للمؤسسة رهنها رهنا حيازاي يف
سبيل احلصول على قروض ،وذلك بصورة مستقلة أو أثناء رهن احملل التجاري ،ويشرتط يف ذلك الرمسية وإال كان
الرهن ابطال ،كما جيب تسجيل العقد يف الدفرت اخلاص ابلّباءات الذي ميسكه املعهد الوطين اجلزائري للملكية
الصناعية ( )INAPIوهذا حىت يكون حجة على الغري ،أما إذا حتقق رهن الّباءة أثناء رهن احملل التجاري فيجب
تسجيل الرهن يف السجل التجاري الذي ميسكه املركز الوطين للسجل التجاري مع تسجيل رهن الّباءة يف السجل
اخلاص بّباءات االخرتاع الذي ميسكه املعهد الوطين اجلزائري للملكية الصناعية حىت ميكن نفاذ عقد الرهن إزاء
الغري.1
أما ابلنسبة للبنك الدائن املرهتن إذا أراد احلصول على حقوقه فله إمكانية احلجز على الّباءة عن طريق عقد
غري قضائي موجه إىل املؤسسة مالكة الّباءة مع تقدمي طلب لتثبيت احلجز ووضع الّباءة يف البيع ابملزاد العلين.2
-أما ابلنسبة للرهن احليازي للعالمة ( )Nantissement de la marqueفيمكن رهنها أثناء رهن احملل
التجاري أو بصفة منفصلة عنه 3هذا يف حال حاجة املؤسسة إىل التمويل ،ولكن جيب قيد عقد الرهن يف
دفرت العالمات الذي ميسكه املعهد الوطين اجلزائري للملكية الصناعية ،ويف حالة انتهاء الرهن جيب القيام
بنفس العملية إلثبات رفع اليد عن العالمة.4
-أما الرسوم والنماذج الصناعية ( )Dessins et modèlesتوجد إمكانية لرهن هذا النوع من األموال
سواء أثناء رهن احملل التجاري أو بصفة منفصلة عنه ،إال أن شرط الكتابة والتسجيل يف السجل اخلاص
ابلرسوم والنماذج الصناعية بنفس املعهد هو شرط النعقاد الرهن وليس شرطا لإلثبات ،فهي عقود شكلية
تتطلب الكتابة والقيد وإال كانت ابطلة بطالان مطلقا .5وينتهي الرهن احليازي لعناصر امللكية الصناعية
بتسديد املؤسسة املدين الراهن للديون حمل الرهن إىل البنك الدائن املرهتن ،أو ابحلجز وبيع الشيء املرهون
ابملزاد العلين وفق حكم قضائي هنائي ،وأبي طريقة انتهى الرهن جيب تقييد ذلك بنفس طريقة تقييد الرهن.
-1املادة 99من القانون التجاري . . .":مبا فيها الرهون احليازية املتعلقة ابحملل التجاري والشاملة لّباءات االخرتاع أو الرخص أو العالمات أو الرسوم والنماذج،
فيجب زايدة على ما تقدم ،قيد هذه الرهون يف املعهد اجلزائري للملكية الصناعية" . . .
-2مل ينص امل شرع على إجراءات والبيع ابملزاد العلين اخلاص ابلّباءة ،ومنه ميكن الرجوع إىل القواعد العامة يف قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية وما نص عليه من
إلجراءات احلجز الواردة على األموال املنقولة ابعتبار الّباءة ماال منقوال معنواي.
-3املادة 14فقرة 1من األمر رقم 06-03املؤرخ يف 2002-07-19املتعلق ابلعالمات" :مبعزل عن التحويل الكلي أو اجلزئي للمؤسسة ،ميكن نقل احلقوق
املخولة عن طلب التسجيل أو تسجيل العالمة كليا أو جزئيا أو رهنها" .
-4فرحة زراوي صاحل ،املرجع السابق ،ص.253 .
-5املادة 21من األمر رقم 86-66املؤرخ يف 1966-04-28املتعلق ابلرسوم والنماذج الصناعية" :العقود املشتملة على نقل امللكية وإما على نقل حق امتياز
االستغالل أو التنازل عن هذا احلق إما على الرهن أو رفع اليد جيب أن يتم تثبيتها كتابيا وتسجيلها يف الدفرت اخلاص ابلرسوم والنماذج وإال سقط احلق،" .
وإدريس فاضلي ،املدخل إىل امللكية الفكرية ،امللكية األدبية والفنية والصناعية ،دار هومة ،اجلزائر ،2004 ،ص.273 .
234
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
ومن واجب البنك الدائن عند مطالبته برهن حيازي على هذه العناصر املعنوية للملكية الصناعية أن يتأكد
من ملكية املؤسسة طالبة التمويل هلذه األشياء ،وأن يتعرف على التصرفات الواردة عليها من بيع أو تنازل أو
رهون ،حيث ميكنه اللجوء إىل املعهد الوطين اجلزائري للملكية الصناعية للتحري عن ذلك ،وله أيضا بذلك
احلصول على شهادة تثبت عدم وجود أي قيد ،ويف حال قبول البنك ابلرهن عليه إتباع اإلجراءات القانونية من
كتابة وشهر وقيد حىت تكون انفذة يف مواجهة الغري وإال كان الرهن ابطال بطالان مطلقا ميكن ألي كان التمسك
به حىت املدين الراهن نفسه ،ويف هذا تضييع حلقوقه بنفسه ،كما أن هذه إجراء القيد تعطي للمرهتن رتبة متقدمة
على الدائنني املرهتنني اآلخرين ،ألن الرتبة تقاس بتاريخ القيد.
1
-2عقد فتح اعتماد مع رهن محل تجاري
ففي حالة فتح اعتماد مع رهن حمل جتاري فإن كل البنوك وطبقا لقوانينها األساسية تلجأ إىل اختاذ
اإلجراءات اليت من شأهنا أن تكفل هلا أفضل محاية ألمواهلا من جهة واالستفادة أكثر من آلية الرهن مهما كان
نوعه من جهة اثنية ،وأردان من خالل هذا النموذج تبيني كيفية تعامل بنوكنا مع آلية الضماانت:
-حتديد األطراف املتعاقدة ،2وتتمثل يف البنك الدائن املرهتن حيث جيب ذكر كل املعلومات املتعلقة به من
اسم ولقب املدير املتصرف ابسم وحلساب البنك إىل اسم الوكالة ورأمسال البنك وطبيعته القانونية ومقره
الرئيسي واألمر الذي بناء عليه مت أتسيسه ورقم سجله التجاري واملدينة املسجل فيها وإن كان هناك توكيل
فيجب ذكر اسم ولقب املدير العام املانح للتوكيل للمتصرف واترخيه ،ويف املؤسسة املدين الراهن من حيث
اسم ولقب املتصرف ابسم املؤسسة واسم الشركة وطبيعتها القانونية ورأمساهلا ابألرقام واحلروف ومقرها
الرئيسي إىل قانوهنا األساسي واتريخ التسجيل مع حتديد املركز الوطين للسجل التجاري وحىت اتريخ انقضاء
الشركة واملادة املوجودة يف قانوهنا األساسي واليت متنح للمسري التأهيل إلبرام عقد الرهن لفائدة البنك املرهتن
وإال يصبح الرهن ابطال.
-1معلومات مستقاة من بنك الفالحة والتنمية الريفية ،وكالة اجللفة8 ،جويلية ،2013على الساعة 10صباحا ،وامللحق رقم.4
-2كل مؤسسة جيب أن حتدد املعلومات اخلاصة هبا يف قانوهنا األساسي ،طبقا للمادة 546من القانون التجاري.
235
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
-مث أتيت مرحلة فتح االعتماد 1ويف هذا الركن جيب ذكر اسم الوكالة فاحتة االعتماد ومبلغ القرض والغاية من
ختصيصه ،مث شروط القرض ويشمل ذلك تفاصيل القرض من معدل نسبة الفوائد والرسم وعدد الدفعات
اليت جيب على املؤسسة تسديدها للبنك من اتريخ الدفع األول إىل اتريخ آخر دفع ،ولتجسيد القرض وكي
يصبح دينا واجب األداء عند اآلجال احملددة واملعلن عنها يف جدول االستحقاقات جيب اكتتاب سندات
ألمر متثل مبلغ االعتماد املمنوح مبا فيه األصل والفوائد والرسوم واملصاريف وجيب أن متضى من طرف
املؤسسة املدين الراهن حىت يتسىن للبنك اللجوء إىل حمضر قضائي خمتص حمليا لالحتجاج بعدم الدفع،
وميكن للبنك مطالبة املؤسسة ابالستحقاق املسبق 2وهذا يف خرقها ألحد التزاماهتا املنصوص عليها يف عقد
االعتماد أو خمالفتها ألحكام النصوص القانونية اجلاري العمل هبا خاصة مواد القانون التجاري.
-أما ابلنسبة للضمان فإذا كان حمال جتاراي فيجب ذكر بدقة 3اسم احملل التجاري وعنوانه ورقم الشارع
املستغل فيه مع حتديد العناصر املادية واملعنوية اليت حيتوي عليها ،وإذا استلزم األمر ذكر املعدات واآلالت
اليت تستعمل يف استغالل احملل التجاري ،دون أن يغفل البنك املرهتن على املطالبة ابلتأمني على املال
املرهون ضد كل األخطار حبيث جيب جتديد عقد التأمني إىل غاية الوفاء مببلغ الدين مع حترير ملحق
استبدال لفائدة البنك أين ميكن له أن حيل حمل املؤسسة يف حالة حدوث الضرر للمال حمل الرهن مع
مساواة مبلغ التأمني ملبلغ الدين ويف حالة حدوث الضرر يلجأ البنك إىل التنفيذ على مبلغ التأمني الستيفاء
حقه
-ليصل البنك فاتح االعتماد إىل مرحلة هامة تتمثل يف التصريح ابحلالة املالية والقانونية للمؤسسة حيث
يعرف الشخص املعنوي أبنه يف حالة مالية وقانونية جيدة وجيب على البنك التأكد من ذلك بنفسه ليتأكد
أن املؤسسة ال تعاين من تعثر مايل وأهنا ليست يف حالة إفالس أو تصفية أو حجز على أمواهلا حيث ميكن
للبنك تشخيص الواثئق احملاسبية واملالية ملعرفة وضعيتها املالية ،وعند إبرام عقد الرهن تتحمل املؤسسة
الراهن كل املصاريف املتعلقة به ،ويتم حتديد اجلهة القضائية املختصة يف حالة نشوب نزاع ،حيث يلجأ
البنك يف حالة االمتناع عن التسديد إىل استصدار أمر ابلبيع للمال املرهون أمام احملكمة اليت يوجد يف دائرة
اختصاصها املال حمل الرهن ،فقانون النقد والقرض مينح للبنوك اللجوء إىل البيع وفق إجراءات استثنائية
خاصة هبذا القطاع تسديدا ملا له من مبالغ كامل الدين وفوائده وفوائد التأخري.1
-3آثار الرهن الحيازي للمحل التجاري
يرتتب على عقد رهن احملل التجاري آاثر هامة ابلنسبة للدائن املرهتن واملدين وحىت ابلنسبة إىل الغري الذي
آل إليه احملل ابلطرق املادية أو القانونية.
أ -رهن المحل التجاري حماية للبنك المرتهن
إن احلق العيين املرتتب على رهن احملل التجاري مينح للبنك الدائن امتيازات تتمثل يف إمكانية حجز وبيع
احملل واستيفاء حقه من مثنه ،ويكون هذا إذا حل أجل السداد ومل تستويف املؤسسة الراهن ما عليها من ديون جتاه
البنك ،حيث بذلك يستويف حقه ابألولوية على الدائنني العاديني والدائنني املرهتنني التاليني له يف املرتبة ،كما أن
بيده حق التتبع ،وله احلق يف مراقبة استغالل احملل.
-حق األفضلية
يف حالة بيع احملل التجاري فالبنك الدائن يستويف حقه من الثمن الذي بيع به احملل قبل الدائنني العاديني،
لكن املشرع وضع استثناء لذلك إذا ما كانت حقوق الدائنني العاديني تتعلق ابستغالل احملل التجاري واليت كانت
سابقة على عملية الرهن فإهنا تكون مستحقة الدفع فورا إذا كان يف ذلك ضرر هلم ،2أما ابلنسبة للدائنني املرهتنني
لنفس احملل فيجري ترتيبهم فيما بينهم على حسب اتريخ قيدهم ،واملقيدون يف نفس اليوم تكون هلم نفس املرتبة.
ومن جهة أخرى ويف حالة تزاحم امتياز الدائن املرهتن مع امتياز مشرتي احملل التجاري ،فإن هذا األخري
الذي قيد امتيازا عليه يتقدم على الدائن املرهتن مىت كان قيده قد مت يف امليعاد وإن كان متأخرا على القيد الذي
أجراه املرهتن ،3أي أنه مهما كان اتريخ القيد فإن هذا االمتياز تكون مرتبته من اتريخ البيع ال من اتريخ القيد،
بشرط أن يتم القيد يف األجل املنصوص عليه قانوان .وهنا تكمن إحدى خماطر الرهن احليازي للمحل التجاري.
كما أنه وتطبيقا للقواعد العامة ،فإن املصاريف القضائية اليت أنفقت ملصلحة الدائن املرهتن يف حفظ احملل
التجاري املرهون وبيعه ،واملبالغ املستحقة للخزينة العامة ،من ضرائب ورسوم وحقوق أخرى ،تتقدم يف األولوية
على حق الدائن املرهتن ،1وهنا أيضا إحدى خماطر الرهن احليازي للمحل التجاري.
وقبل تنفيذ البنك على احملل التجاري جيب عليه إتباع اإلجراءات املنصوص عليها قانوان ،2وخوفا من هالك
احملل التجاري فعادة ما تطلب البنوك من املؤسسات الراهن التأمني عليه لدى شركات التأمني مع متابعة كل
اإلجراءات املرتبطة بذلك إىل حني استيفائه حقه ،ألنه عند ذاك تكون له األولوية على مبلغ التعويض الذي
يستويف حقه منه.
-حق التتبع
حيق للبنك املرهتن للمحل التجاري أن يتمسك حبقوقه النامجة عن الرهن يف مواجهة املؤسسة الراهن أو يف
مواجهة املالك اجلديد للمحل الذي يكون قد آل إليه عن طريق البيع أو اإلرث ،حيث للبنك الدائن إمكانية
مباشرة إجراءات التنفيذ يف مواجهة الغري بصفته حائزا للمحل ،وال ميكن هلذا األخري هنا التمسك بقاعدة احليازة
يف املنقول سند امللكية ألن احملل التجاري مال منقول ولكنه استثناء عن هذه القاعدة.3
وقد حيدث وأن ال يقتنع الدائن املرهتن ابلثمن املعروض يف حال تطهري الغري للمحل التجاري ،ألنه قد
يكون هناك تواطؤ بني املدين الراهن ومشرتي احملل التجاري ،حبيث يتم االتفاق يف عقد البيع على مبلغ أقل من
القيمة احلقيقية للمحل التجاري ،ويف املقابل يتم تكملة القيمة خارج العقد ،لذلك وحلماية الدائن املرهتن أقر
املشرع يف القانون التجاري آلية محاية وهي أن له احلق يف طلب زايدة عشر تلك القيمة ،وذلك بتقدمي طلب أمام
احملكمة اليت يقع بدائرة اختصاصها احملل املرهون من طرف الدائن املرهتن املقيد حلقه وفقا للقانون ،مع التكليف
ابحلضور أمام حمكمة موقع احملل التجاري.1
-حق مراقبة استغالل المحل التجاري
للحيلولة دون تدين قيمة احملل التجاري املرهون أقر املشرع آلية محاية أخرى للدائن املرهتن تتمثل يف منحه
إمكانية املراقبة والتدخل يف مواجهة أي شخص له عالقة ابحملل التجاري ،والذي من شأنه القيام أبي تصرف يؤثر
سلبا على قيمته ،فكان له التدخل يف مواجهة كل من :مالك احملل التجاري ،ومؤجر املكان الذي يستغل فيه
احملل ،ومجيع الدائنني اآلخرين.
فاألول له إمكانية التنازل بصورة مستقلة عن أحد عناصر احملل التجاري ،هذا يعرضه لالنتقاص أو حىت
االنعدام ،2كما ميكنه بيع احملل املرهون ،3وله احلق أيضا يف نقل مقر احملل التجاري ،هذا قد يؤدي إىل تدهور
قيمته.4
أما الثاين فهو مؤجر احملل التجاري الذي قد ينهي عقد اإلجيار ،وابلتايل سيؤدي إىل إضعاف قيمة احملل،
ألن اإلجيار عنصر أساسي من عناصره.5
وابلنسبة للدائنني اآلخرين فإن القانون أعطى هلم مكنة قانونية وهي أنه ميكنهم التنفيذ على بعض عناصر
احملل التجاري ،هذا من شأنه أن يلحق ضررا ابلدائن املرهتن ،ألن ذلك يؤدي إىل تدهور قيمة احملل من جهة ،ومن
جهة اثنية ال ميكنه تتبع هذه العناصر فيما بعد.6
لكن ورغم ما ذكر سابقا يبقى غري كاف حىت يشكل أتمينا شامال لصاحل البنك املرهتن ،واألفضل هو أن
يتحصل على الرهن احليازي للمحل التجاري وكذلك رهن رمسي عقاري على اجلدران اليت أتوي احملل املرهون .كما
أنه يستلزم على البنك قبل احلصول على الرهن احليازي للمحل أن يستصدر شهادة سلبية حلالة القيود الواردة عليه
من املركز الوطين للسجل التجاري ،وذلك حىت يتمكن من أخذ رهن من الدرجة األوىل.
ب -آثار الرهن بالنسبة للمؤسسة الراهن
يظل احملل التجاري يف حيازة املؤسسة حىت ال حترم من وسائل عملية تساعد يف ممارسة نشاطها ومنه
تستطيع الوفاء بديوهنا ،وهلا احلق كذلك يف التصرف فيه ولكن دون إضرار مبصلحة البنك الدائن ،أما احلماية اليت
كفلها املشرع هلذا األخري تتمثل يف شهر الرهن وقيده يف املركز الوطين للسجل التجاري الواقع يف دائرته احملل
املرهون ،وكذلك مينع على الراهن القيام أبي إجراء من شأنه اإلضرار حبقوق املرهتن والذي يؤدي إىل االنتقاص من
قيمة احملل كنقله إىل مكان آخر وعند ذاك تصبح الديون املقيدة مستحقة األداء حبكم القانون.1
كما أن قيام املدين الراهن بفسخ اإلجيار لعدم دفع بدل اإلجيار أويف حالة اتفاق بني املستأجر واملؤجر ففي
كلتا احلالتني جيب على املدين صاحب احملل التجاري تبليغ الدائنني بذلك.2
لكن يف مقابل ذلك منح املشرع محاية للدائن املرهتن جتعل توازن املصاحل غري حمقق ،وهذا ال خيدم مصلحة
الدائن املرهتن الذي يقدم االئتمان ويف ذلك خماطر مجة عليه وعلى الضماانت املرتبطة به ،لذلك كانت األولوية يف
احلماية لصاحل مانح االئتمان على حساب املستفيد منه ،ومما ذكر سابقا تظهر آليات محاية املدين الراهن يف:
-حق املدين الراهن يف مواصلة استغالل احملل التجاري املرهون دون انتقال حيازته للمدين الراهن ،وابلتايل له
احلق يف التصرف فيه ماداي أو قانونيا ،برهنه مرة أخرى ،أو التنازل عنه أو بيعه ،أو أتجريه.
-كما أن للراهن احلق يف بطالن شرط متلك احملل التجاري عند عدم الوفاء.3
-وجوب إنذار الراهن قبل التنفيذ على حمله وبيعه ،وذلك بعد 30يوما من اإلنذار ابلدفع.4
-يقع ابطال كل اتفاق جيعل للدائن املرهتن احلق يف متلك احملل دون مراعاة اإلجراءات اليت فرضها القانون،1
وهي إجراءات طويلة ومعقدة ومكلفة.
-ميكن للدائن املرهتن لكل احملل التجاري التنفيذ على جزء منه مبوجب حجز حتفظي ،2وإذا وجد بيع جزئي
له فإن للمدين الراهن إمكانية املطالبة بتحويل هذا البيع إىل بيع كلي ،ألن احملل التجاري يستمد قيمته من
تالحم عناصره كلها ،حيث إذا فقد واحدا منها أو أكثر تدهورت قيمته ،وهذا ليس يف صاحل أي طرف له
عالقة ابحملل التجاري.
ج -آثار الرهن بالنسبة للغير
ميكن للغري أن حيوز على احملل التجاري املرهون وذلك عن طريق البيع أو اإلرث ،فإذا كان الدائن املرهتن
مقيدا حلقوقه عن طريق تسجيله يف املركز الوطين للسجل التجاري ميكنه نفاذ ذلك يف مواجهة الغري.
كما أن للغري احلائز على احمل ل التجاري موضوع الرهن مهما كانت األسباب أن يتخذ إجراءات التطهري
قياسا على الرهن العقاري ،3حيث له إمكانية أن يظهر استعداده لتسديد كافة الديون اليت تثقل احملل التجاري،
لكن عليه تبليغ الدائنني املرهتنني املقيدين حلقوقهم ويكون ذلك قبل 30يوما من اإلنذار ابلدفع املبلغ له كما جيوز
له التخلي عن احملل التجاري حمل الرهن ويطلب بيعه ابملزاد ويلتزم الدائن املرهتن ابلتوقيع على طلبه وإبالغه إىل
احلائز واملدين الراهن يف مهلة 15يوما مع التكليف ابحلضور أمام احملكمة اليت تشرع يف مزايدة احملل
واملعدات والبضائع وعندها يصبح املشرتي حارسا قضائيا على احملل من اتريخ التبليغ ابملزايدة ،كما حيق له
أن يطلب من احملكمة تعيني متصرف آخر أو لكل دائن مرهتن.4
وميكن ألي شخص التقدم إىل املزايدة حىت املشرتي والدائن املرهتن ،فإذا رسا املزاد على البنك املرهتن فعليه
أن يدفع حلائز احملل الذي انتزعت منه احليازة كافة النفقات واملصاريف اليت حتملها ،5أما إذا رسا املزاد على احلائز
فيحق له الرجوع على املدين الراهن ملطالبته بسداد ما يفوق الثمن املذكور.1
وببيع احملل بيعا عاداي أو ابملزاد يتطهر وينتهي الرهن احليازي الذي يكون كذلك بقضاء الدين سبب الرهن
من املدين الراهن أو عن طريق هالك احملل التجاري فيتحول حق البنك إىل مبلغ التعويض الذي تقدمه شركة
التأمني ألنه عادة وأصبح من الواجب على البنوك وحفاظا على أمواهلا من جهة وحفاظا على األشياء حمل الرهن
أن تشرتط على املؤسسات املدين الراهن القيام ابلتأمني عليها محاية ملصاحلها.
ثانيا :الرهن الحيازي لألدوات والمعدات الخاصة بالتجهيز
ميكن للمؤسسة إذا كانت حباجة إىل مال سائل أن تقرتض من البنك على أن تقدم أدوات ومعدات خاصة
ابلتجهيز ( )Outillage et matériel d'équipementكرهن حيازي ،أو أن تقوم بشراء هذه املعدات
واألدوات فتقبل رهنها للبنك البائع يف حالة عدم تسديد الثمن أو ما تبقى منه.2
واألموال اليت ميكن أن تكون حمل هذا النوع من الرهن تتمثل يف األدوات واملعدات اخلاصة ابلتجهيز
التجاري والفالحي واحلريف ،وكذا املوجهة الستغالل نشاط املهن احلرة كاألطباء واحملامون الذين يرغبون يف جتهيز
عياداهتم أو مكاتبهم آبالت وأجهزة وأدوات طبية ،إذ يستطيعون رهنها حيازاي إىل حني سداد مثنها ،ويستثىن من
هذه األموال السيارات والسفن والطائرات ،3ولقد تطرق املشرع إىل هذا النوع من الرهن يف املواد من 151إىل
167من القانون التجاري.
ويشرتط لصحة الرهن احليازي الذي حمله هذه األدوات أن يتم بواسطة عقد رمسي أو عريف 4وذلك يف مهلة
أقصاها شهر واحد ابتداء من اتريخ تسليمها .5فإذا وقع هذا الرهن للبنك نتيجة عملية متويل للمؤسسة
االقتصادية أعتّب الرهن واقعا مبوجب عقد التمويل ،6وجيب أن يشار يف العقد وحتت طائلة البطالن على أن املال
املؤدى من ِّ
املمول يهدف لضمان وفاء مثن املعدات واألدوات .7كما يشرتط لصحة الرهن احليازي هلذه األموال
املنقولة قيدها ابلسجل التجاري الذي ميسكه املركز الوطين للسجل التجاري وذلك خالل ثالثني يوما من اتريخ
العقد املنشئ لرهن احليازي حتت طائلة البطالن.
ورغم أن هذا النوع من األموال هي أموال منقولة إال أن حيازهتا ال تنتقل إىل الدائن املرهتن لنفس األسباب
اليت متت اإلشارة إليها يف رهن احملل التجاري فهي تعتّب وسائل عملية هامة ال ميكن للمؤسسة الراهن أن تستغين
عنها يف ممارسة نشاطها.
وهذا النوع من الرهن ين تج آاثرا ككل أنواع الرهون األخرى تتمثل يف آاثر ابلنسبة للمدين الراهن وابلنسبة
للمدين املرهتن.
-فبالنسبة للمدين الراهن فإن األشياء حمل الرهن تبقى يف حيازته وميكنه أن يستعملها بكل حرية ،ولكنه ال
يستطيع نقل حيازهتا قبل الوفاء ابلتزاماته وقبل تسديده لثمنها ماعدا إن كان هناك اتفاق مع الدائن ،وال
أظن أن خيرج االتفاق عن عدم التصرف فيها ألن من مصلحة املرهتن أن تبقى يف حيازة املدين كي يسهل
عليه التنفيذ عليها وعادة ما يتم اشرتاط ذلك .كما جيب على الراهن احلرص على محايتها وصيانتها وعدم
إتالفها أو إفسادها وإال تعرض لعقوبة جرمية خيانة األمانة.1
-أما ابلنسبة للدائن املرهتن فإن الرهن احليازي لألدوات واملعدات يعطي له احلق يف استيفاء حقه وابألولوية
على غريه من الدائنني العاديني والدائنني التاليني له يف املرتبة شريطة إتباع اإلجراءات احملددة قانوان حلماية
حقه ،وابلتايل محاية أمواله من خطر عدم التسديد ،حيث إذا مل يتم دفع الديون من طرف املؤسسة الراهن
بعد حلول ميعاد استحقاقها أمكن للبنك املرهتن أن يطلب من القضاء بيعها بواسطة أمر على ذيل عريضة
على أن يبلغ املالحقة للدائنني املقيدين ،وال جيوز القيام ابلبيع إال بعد عشرين يوما على األقل من اتريخ
التبليغ ،2ويكون للبنك أن يستويف حقه من الثمن الناتج عن هذا البيع ابألفضلية على غريه من الدائنني
-1فرحة زراوي صاحل ،الكامل يف القانون التجاري اجلزائري ،احملل التجاري واحلقوق الفكرية ،ابن خلدون للنشر والتوزيع ،2001 ،ص ،278 .املادة 376من
قانون العقوابت ،حيث يعاقب ابحلبس من ثالثة أشهر إىل ثالث سنوات وبغرامة من 500إىل 20000دج ،كما ميكن أن من حق أو أكثر من احلقوق وابملنع
من اإلقامة ملدة سنة على األقل ومخس سنوات على األكثر.
-2املادة 130من القانون التجاري.
243
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
ابستثناء االمتيازات ،1امتياز اخلزينة وامتياز املصاريف القضائية وامتياز املصاريف اليت تنفق للمحافظة على
الشيء املرهون وامتياز أصحاب األجور.
وابلنسبة حلق التتبع ولكي يتمكن البنك املرهتن ممارسته وليعلم الغري ابالمتياز الوارد على األدوات واملعدات
يقوم بوضع لوحة مثبتة على هذه املعدات بصفة ابرزة تتضمن مكان واتريخ ورقم قيد االمتياز املثقلة به ،وال جيوز
للمؤسسة االعرتاض على هذا اإلجراء وإال تعرضت للعقوبة.2
وما دامت اآلالت واملعدات يف حيازة املدين الراهن فما على الدائن املرهتن إال احلجز عليها قصد احلصول
على مستحقاته ،إذا مل يتم تسديدها عند حلول األجل ،إال أن املشرع قد بسط وسهل اإلجراءات ،حيث مسح
للدائن املرهتن احلصول على حقوقه مبجرد أمر بيع صادر من رئيس احملكمة اليت يقع يف دائرة اختصاصها مقر
تواجد هذه األموال ،هذا إن كان الدائن املرهتن بنكا أو مؤسسة مالية.3
لكن مسألة متلك البنك هلاته اآلالت مل ينص عليها املشرع كما فعل على غرار رهن احملل التجاري ،حيث
جاء املنع صرحيا ،4فهل هذا سهوا منه؟ أم أن ذلك يعين أنه ال مانع من انتهاج البنك هلاته اآللية لتحقيق
الضمان؟ فهي ابلتايل وسيلة متاحة لديه ،وذلك بعد حلول األجل دون أن يكون هناك وفاء ،وجيب أال تلتبس
هاته اآللية مع تلك املتعلقة إبدراج شرط التملك عند عدم الوفاء يف عقد القرض ،فهنا الشرط ابطل والعقد
صحيح.
هذه اآللية إن حتققت فهي تؤدي إىل بعض الصعوابت ،فعلى البنك عند ذاك أن يوفر مستودعات مالئمة
لتخزين هذه األموال ،وتوفري حراسة هلا ،والعمل على صيانتها مث بيعها ،كل هذا حيتاج إىل جهد ووقت
ومصاريف .إال أنه ويف مقابل ذلك فإن آلية متلك اآلالت جيعلها خارج نطاق التسابق ،ومنه انفراد البنك الدائن
املرهتن ابالمتياز عليها ال ينافسه يف ذلك الدائنون اآلخرون.
وما دام أن هذه األموال منقولة ميكن أن تطبق عليها احليازة يف املنقول سند امللكية وإمكانية تعرضها
للسرقة أو التلف أو احلرق فإنه من واجب البنك مطالبة املؤسسة الراهن هلاته املعدات ابلتأمني عليها لدى شركات
التأمني املتخصصة ألنه يف حال حدوث أضرار ومل تستطع املؤسسة سداد مبلغ التمويل ميكنه أن ينفذ على مبلغ
التعويض حقه منه.1
إال أنه ويف إطار املعدات واألجهزة واآلالت ظهر متويل حيث يتمثل يف آلية االعتماد اإلجياري ،حيث تبقى
ملكيتها يف يد البنك إىل حني تقرير املؤسسة املستفيدة منها شراءها أو إعادة أتجريها مرة أخرى أو إعادهتا إىل
البنك الذي له إمكانية أتجريها مرة أخرى .2ألن االعتماد على الطريقة التقليدية يف رهن هذه املعدات ينم عن
خماطر كثرية.
3
ثالثا :إشكالية الرهن الحيازي للسيارات
قد متارس املؤسسة نشاطات أو خدمات تستعمل فيها وسائل نقل ،سواء أكانت للبضائع أو لألشخاص
من سيارات أو شاحنات أو حافالت ،وعندما حتتاج إىل متويل فإهنا تلجأ إىل رهن هذه الوسائل رهنا حيازاي على
اعتبار أهنا أموال منقولة ،لكن حيازهتا ال تنتقل إىل البنك املمول وهذا حىت ال حترم املؤسسة من هاته الوسائل
الفعالة يف تسيري نشاطاهتا فهي وسائل عملية ال ميكن االستغناء عنها.
أما املشكل هنا فإنه ال يوجد نص يف التشريع اجلزائري ميكن أن يشكل مرجعا قانونيا ملمارسة الرهن على
هذه الوسائل ،إذ أن املبدأ العام من الرهن كما يكرسه القانون املدين يشرتط لصحة الرهن حيازة الدائن املرهتن
للشيء املرهون واالستثناءات اليت أدخلها القانون التجاري على هذا املبدأ إبقراره للرهون احليازية على احملالت
التجارية و/أو املعدات والتجهيزات يعفي صراحة وسائل النقل من جمال تطبيق هذا االستثناء.4
-1املادة 8من عقد رهن املعدات وأدوات التجهيز صاحل بنك الفالحة والتنمية الريفية ،واملادة 8من رهن األدوات لصاحل بنك الّبكة اإلسالمي ،املالحق املوجودة
يف هناية هاته الرسالة.
-2تطرقنا إىل هذا املوضوع كآلية متويل حديثة يف الفصل التمهيدي من حبثنا هذا ،وسنتطرق إليه كآلية ضمان يف الفصل األول من الباب الثاين.
-3معمر سعدوين ،املرجع السابق ،ص .121
-4املادة 168من القانون التجاري السالفة الذكر" :ال ختضع ألحكام هذا الفصل (الفصل الثامن :الرهن احليازي لألدوات واملعدات اخلاصة ابلتجهيز) ،السيارات
والبواخر واملركبات اجلوية" .
245
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
وعليه فإن املمارسة الشائعة واملتعارف عليها بني البنوك تفتقر إىل نص قانون كفيل إبثبات صفة الدائن
املرهتن للبنك املمول وتعطيه إمكانية حجز السيارات أو وسائل النقل لتحصيل حقوقه.
إذن املشرع اجلزائري وقع يف فراغ قانوين يف جمال رهن السيارات رهنا حيازاي ،فال هو أدخل استثناء عليها يف
القانون املدين يف نصه على أحكام الرهن احليازي ،وال هو أدخلها يف القانون التجاري يف معرض نصه عن أحكام
رهن املعدات واألدوات اخلاصة ابلتجهيز ،بل استثناها من ذلك ،فأي إجراء سيتخذه البنك عند متويله ملؤسسة
تقدم خدمات تتمثل يف النقل مهما كان نوعه ،أو عند شرائه لوسائل نقل ملؤسسة ال تقدر على دفع الثمن كله أو
جزء منه فهل يرهنها رهنا حيازاي وفقا للقانون املدين وابلتايل يكون قد حرم املؤسسة من وسائل عملية وهذا غري
ممكن على أرض الواقع ،أو أن يطبق األحكام اخلاصة ابحملل التجاري واملعدات وأدوات التجهيز واملشرع قد استثىن
وسائل النقل مهما كان نوعها من هذه األحكام .حىت أن املشرع مل يرد أحكاما خاصة ال يف القانون التجاري وال
يف القانون املدين وال يف قانون النقد والقرض وال حىت يف قانون خاص هبذه الوسائل ،وما فعله سوى النص على
ذلك يف مادة واحدة جاءت كاستثناء وجعلت املشرع حيدث فراغا قانونيا ،فلو مل أيت هبذه املادة ( )168ما
حدث أي إشكال ،حيث يصبح تطبيق األحكام املتعلقة ابملعدات وأدوات التجهيز على رهن السيارات رهنا
حيازاي.
لذا أوجدت البنوك بفعل املمارسات حال هلذا اإلشكال يتمثل يف النقل الصوري هلذه الوسائل 1وهو حيازة
البنك لواثئق السيارة أو وسيلة النقل دون حيازهتا حيازة فعلية وذلك إىل حني استيفائه حقه من طرف املؤسسة
الراهن ،وإال يكون أمامه طلب احلجز على السيارة وبيعها ابملزاد العلين واستيفاء حقه من مثنها ابألولوية على غريه
من الدائنني.
وعادة ومن واجب البنوك مطالبة املؤسسات الراهن ابلتأمني على هذا النوع من األموال ألهنا أموال منقولة
معرضة للمخاطر ،فإذا ما حدث ضرر فإن للبنك املرهتن إمكانية اللجوء إىل شركات التأمني للمطالبة ابلتعويض
وابلتايل استيفاء حقه من مثن التعويض ،لكن على البنك احلرص على مراقبة جتديد عقد التامني من طرف املؤسسة
وإال ضاع حقه إبمهاله وتقصريه.
وإلعالم الغري هبذا الرهن جيب تسجيله يف سجل خاص يف الوالية اليت تقدم البطاقة الرمادية ويوضع عليها
ختم يفيد أبهنا مرهونة مع ذكر اتريخ الرهن وهذا بعد تقدمي طلب للوايل ،مما خيول للبنك احلماية يف املطالبة وتتبع
السيارة للتنفيذ عليها يف حالة تعثر املدين الراهن وعدم تسديده لالئتمان.1
2
رابعا :الرهن البحري
تعتّب السفينة من الناحية القانونية ماال منقوال ،3ومع ذلك فإن املشرع قد أخضعها لقواعد الرهن الرمسي،
ومنه تعطيل حليازة الدائن املرهتن للسفينة وإضعاف الئتمانه ،لكن يبقى له احلق يف تتبعها ،ومحاية له أخضع املشرع
السفينة لنظامي الرمسية والقيد ،فهما يقومان مقام احليازة.
ويشرتط القانون البحري يف الراهن أن يكون مالكا للسفينة ،4وإذا كانت هناك ملكية مشرتكة أو على
الشيوع فإنه يتوجب األخذ رأي األغلبية عند الرهن يف احلالة األوىل ،ويف احلالة الثانية يستطيع كل شريك رهن
حصته دون أخذ رأي األغلبية.5
والرهن البحري يرد على السفينة6وملحقاهتا الالزمة الستغالهلا ،كما ميكن رهنها وهي يف طور البناء ،7إذ
ميكن للمؤسسة احلصول على التمويل الالزم للبناء.
-1لقد أاثر تطبيق املادة 124من قانون النقد والقرض اختالفا يف الواقع العملي ،ذلك أن بعض احملاكم متيل إىل االستجابة إىل طلبات البنك ببيع املنقوالت
املرهونة مباشرة دون أن يتطلب ذلك احلصول على األمر ابحلجز ،وبعض احملاكم تشرتط قبل االستجابة لطلب البنك القاضي ببيع الشيء املرهون تقدمي طلب
احلجز .فجاء قرار احملكمة العليا ليفصل األمر ،يف قرار هلا صادر يف ،2006-12-20العدد ،2ص . . ." :249-241وحيث كان على القضاة التأكد
من توفر أو عدم توفر شروط املادة 124من قانون النقد والقرض املتمثلة يف انقضاء أجل استحقاق أجل الدين وعدم وفاء املدين ،وتبليغ إعذار مبوجب عقد
غري قضائي 15يوم قبل الطلب املقدم لرئيس احملكمة." . . .
-2املواد من 55إىل 71من القانون البحري ،القانون رقم 05-98املؤرخ يف 25جوان 1998املتضمن القانون البحري ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،47سنة
،1998املعدل واملتمم ابألمر رقم 04-10املمضي يف 15أوت ،2010اجلريدة الرمسية العدد ،46املؤرخ يف 18أوت ،2010ص .08وعبد الرمحان
ملزي ،حماضرات يف القانون البحري ،جامعة اجلزائر ،2006 ،ص.71-65
-3املادة 56من القانون البحري" :تعد السفن والعمارات البحرية األخرى أمواال منقولة ،وتكون قابلة للرهن." . . .
-4املادة 57من القانون البحري.
-5املادة 59من القانون البحري.
-6املادة 55واملادة 13اليت عرفت السفينة ،القانون البحري.
-7املادة 58من القانون البحري.
247
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
وإلنشاء الرهن البحري جيب إفراغه يف الشكل الرمسي ،1فهو شرط صحة ختلفه يؤدي إىل بطالن عقد
الرهن ،ولكن هذا غري كاف ،فلالحتجاج به على الغري ولتحديد مرتبة الدائن املرهتن وجب قيده على سجل
السفينة ليحفظ احلقوق ملدة 10عشر سنوات ،وجتديده وإال مت شطبه.2
وعليه إذا وقع الرهن صحيحا فإنه ينتج آاثرا ابلنسبة ألطراف عقد الرهن:
-فبالنسبة للمدين الراهن ،تبقى حيازة السفينة حتت يده ،وابلتايل له احلق يف استعماهلا واستغالهلا والتصرف
فيها ،ومحاية للدائن املرهتن فقد حد املشرع من سلطة املدين يف التصرف يف السفينة ،وخاصة يف حالة بيعها
ألجنيب ،ألنه إذا خرجت من نطاق اختصاص احملاكم اجلزائرية يتعذر على الدائن املرهتن ممارسة حق التتبع
املقرر له.3
-أما ابلنسبة للدائن املرهتن ،فالرهن خيول له حقا يف مواجهة املدين الراهن يتمثل يف حق احلجز على السفينة
وبيعها قضائيا إذا امتنع املدين أو عجز عن الوفاء ابلتزاماته عند حلول آجاهلا .ويف مواجهة الغري فله حق
األولوية والتتبع.
فاألولوية تتيح للدائن املرهتن التقدم على مجيع الدائنني الذين قيدوا رهنهم بعده 4واملمتازين التاليني له يف
املرتبة يف استيفاء حقه ،5ومادام الدائن املرهتن بنكا كان له التقدم أبصل الدين وما كان مرتتبا عليه من فوائد
ومصاريف.
أما التتبع 6فيخول للدائن املرهتن عند حلول أجل التسديد انتزاع ملكية السفينة املرهونة من يد احلائز عن
طريق تنبيه بنزع امللكية ،وهذا على اعتبار أن احلائز يكون عاملا مبا آلت إليه السفينة ،ألن كل تصرف يرد على
السفينة يتم قيده على سجل السفينة ،حبيث ال ميكن االحتجاج حبسن النية اجتاه الدائن املرهتن إن هو أمهل
الرجوع إىل هذا السجل لالطالع على التصرفات الواردة عليها.
أما عن املخاطر اليت يشكلها الرهن البحري على حقوق البنك الدائن املرهتن يف استيفاء مستحقاته تتمثل
يف التصرفات اليت ترد على السفينة من خروجها من ملكية املدين إىل أتجريها ورهنها اثنية ،وما تسببه هاته
التصرفات من فقد السفينة لقيمتها .لذا على البنك إعمال رقابته على هاته التصرفات.
وكذلك يف حاالت فقدان الشيء املرهون ،ألن السفينة ميكن أن تتعرض جلملة املخاطر البحرية ،من غرق
وحتطم وقرصنة وتصادم حبري وفقد ،أو إذا فقدت جنسيتها اجلزائرية ،هنا يكون مصريها الشطب من السجل.1
ابإلضافة إىل إمهال الدائن املرهتن جتديد القيد بعد مضي 10عشر سنوات من اتريخ تسجيله.2
هذا كله جيعل الرهن البحري ينقضي ويبقى الدين املضمون به خاليا من أي ضمان ،يستطيع الدائن املرهتن
استيفاءه من احللول القانونية اليت منحه إايها املشرع البحري.3
كما أن هناك خطرا آخر يتمثل يف مزامحة الدائنني املمتازين للدائن املرهتن ،فلهم األولوية يف استيفاء
حقوقهم قبله ،ومنه قد يستحوذوا على كامل الثمن الذي بيعت به السفينة.
المطلب الثالث :تقييم فعالية الرهن الحيازي
إن للرهن احليازي إجيابيات وسلبيات جتعل منه ال ميثل ضمانة أكيدة ومحاية كافية للبنك من خماطر متويل
املؤسسة.
سنشخص الرهن احليازي من حيث اإلجيابيات والسلبيات بصفة إمجالية كفرع أول ،مث نقوم بتشخيص كل
نوع على حدا أي بصفة تفصيلية كفرع اثن.
الفرع األول :تقييم الرهن الحيازي بصفة إجمالية
إن الرهن احليازي يوفر محاية حقيقية وصلبة للدائن املرهتن عامة وللبنك ِّ
املمول املرهتن بصفة خاصة ،ذلك
أنه يعطيه احلق يف حيازة الشيء املرهون وحبسه واحلق يف اسرتداده إذا ما خرج من يده كما له احلق يف بيعه
واستيفاء حقه من مثنه إذا مل توف املؤسسة مببلغ التمويل ،أضف إىل ذلك االستثناء الذي منحه قانون النقد
والقرض للمصارف واملؤسسات املالية يف عملية احلجز والبيع السرتداد مبلغ التمويل والفوائد واملصروفات حتقيقا
-1املادة 37من القانون البحري ،واملادة 39تنص" :إذا انقضت مدة 3أشهر على اتريخ وصول األخبار األخرية من السفينة ،عدت هذه األخرية مفقودة يف ذلك
التاريخ األخري." .
-2املادة 66من القانون البحري.
-3املادة 61و 62من القانون البحري.
249
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
للسرعة اليت يتطلبها هذا النوع من القطاعات خاصة والتجارة بصفة عامة ،كذلك ماله من حق التتبع واألولوية،
ابإلضافة إىل ذلك األنواع الكثرية هلذا النوع من الرهن واخليارات اليت يتيحها للدائن املرهتن الختيار ما يناسبه منها
حلماية أمواله.
إال أن الرهن احليازي ال يوفر احلماية الكافية من خماطر متويل املؤسسة ذلك ملا ينم عنه من سلبيات تتمثل
يف:
-1انتقال حيازة الشيء املرهون من املؤسسة إىل البنك يشكل عبئا ثقيال على هذا األخري من حيث البحث
عن مستودعات لتخزين األشياء املرهونة وتوظيف عمال للقيام على احملافظة عليها وضمان سالمتها ،ألن
للمنقوالت عرضة للتلف والسرقة والضياع وهو مسئول عنها قبل املؤسسة الراهن اليت ميكن أن تطالبه
ابلتعويض إذا كان هناك إمهال أو تقصري وإذا ما أخل ابلتزاماته ،ألن من التزاماته أن يبذل يف احلفاظ على
هذه املنقوالت ومحايتها من العناية ما يبذله الرجل العادي ،وإال أهتم جبرمية خيانة األمانة.
-2قاعدة احليازة يف املنقول تشكل خطرا آخر ،فإن كان احلائز حسن النية فإن القانون حيميه حيث له أن
يتمسك ابحلق الذي كسبه على الشيء املرهون ،وإن كان سيء النية فإن إثبات ذلك يقع على عاتق البنك
الدائن املرهتن وهذا صعب حتقيقه عمليا.
-3اإلجراءات الطويلة والصارمة اليت يتطلبها الرهن احليازي ،بدء من كتابة العقد إىل قيده وانتهاء إىل إجراءات
احلجز والبيع ابملزاد العلين اليت يطالب هبا القضاة مهما كان الدائن املرهتن حىت وإن تعلق األمر ابلبنوك
عمال بقواعد اإلجراءات املدنية ابلرغم من االستثناء الذي أورده املشرع يف قانون النقد والقرض ،كما أنه
وأثناء القيد قد جيد البنك أن الشيء املرهون مثقال برهون أخرى أو حقوق امتياز جتعل منه يكون يف مرتبة
متأخرة ،فهنا تكون إمكانية عدم كفاية مثن هذا الشيء املرهون للوفاء مببلغ التمويل إذا ما بيع ابملزاد لوجود
دائنني مرهتنني أو /وممتازين يزامحونه.
-4كما أنه توجد إمكانية أن يضيع البنك املرهتن حقه بنفسه وابلتايل ضياع أمواله إذا مل تكن هناك دراسة
دقيقة وجدية عن الشيء املرهون من حيث ما ورد عليها من تصرفات ،ومن حيث عدم القيام إبجراءات
250
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
القيد ،واكتفائه بضمان واحد وعدم مطالبته بتأمينات أخرى كتقدمي كفيل عيين وكفالة تضامنية ورهن
رمسي ،وهذا كله تفاداي ألي خطر متوقع ميس بعملية التمويل أو هبذا الرهن.
الفرع الثاني :تقييم الرهن الحيازي بصفة تفصيلية
أما إذا بدأان بتفصيل سلبيات كل نوع من أنواع الرهن احليازي فإننا جند ما يلي:
-1إذا ما وقع الرهن على بضائع فإن إمكانية تعرضها ملخاطر خمتلفة وارد من سرقة وحرق وتلف ،لذلك ما
على البنك املرهتن إال مطالبة املؤسسة الراهن ابلتأمني عليها ومتابعة ذلك بنفسه.
-2إذا تعلق الرهن أبوراق جتارية فإن االلتزامات اليت تتطلبها واليت تقع على عاتق البنك تقلل من فعاليتها
كضمان من املطالبة هبا يف مواعيد استحقاقها وحترير االحتجاجات الواردة حوهلا وميكن أن يطول أجل
استحقاقها فيلجأ البنك إىل خصمها لدى بنك آخر هذا يكلفه مصاريف ،وإن كان هناك إمهال يف
إجراءات املطالبة هبا أو املطالبة بتأمينات أخرى كان للضامن إمكانية التنصل من التزاماته حبجة إمهال
البنك وتقصريه .كما أن اخلطر يظهر من خالل إنشاء الورقة يف شكل عدة نظائر ،1أو استخراج احلامل
لنسخ منها بعد تداوهلا ،2هذا إذا علمنا أن الوفاء قد يكون مبقتضى النظائر يبطل النظائر األخرى ،كما
أن هناك أوراق تسحب بغرض التواطؤ مع املدين (املسحوب عليه) كما هو حال سفاتج اجملاملة
(.3)Effet de complaisance
-3وابلنسبة لرهن احملل التجاري فإنه ميثل ضمانة هامة للبنك إال أن حيازته له غري ممكن وابلتايل إمكانية
التصرف فيه من املؤسسة الراهن بكل حرية ،وكذا صعوبة تقدير القيمة احلقيقية للعناصر املكونة للمحل
التجاري ألن أغلبها عبارة عن عناصر معنوية ،كما أن الصعوابت اليت تعرتض احملل التجاري بسبب
الظروف االقتصادية املتغرية واملتسارعة وبسبب األخطاء اليت ترتكب يف تسيري احملل واستغالله يؤدي إىل
اإلنقاص من قيمة احملل االقتصادية.
وإبقرار املشرع إلمكانية احلجز التحفظي على احملل التجاري من قبل أي دائن فهو بذلك يعطي أولوية
للتنفيذ على حساب االئتمان ،هذا يشكل هتديدا آخر لنظام رهن احملل التجاري ،ومنه مساس مبصاحل مانح
االئتمان.
-4والرهن احلي ازي لألدوات واملعدات اخلاصة ابلتجهيز قد فقد أمهيته بظهور ما يسمى بنظام االعتماد
اإلجياري حيث حيتفظ فيها البنك ابمللكية ،كما أن هذا النوع من املنقوالت عرضة للسرقة والتلف ونقص
يف قيمته مبرور الوقت واهتالكه.
-5أما الرهن احليازي للسيارات والفراغ القانوين حوهلا وبقاء هذا النوع من املنقول يف حيازة الراهن وإمكانية
تعرضها للسرقة أو التلف أو اهتالكها يؤدي إىل التقليل من قيمة هذا النوع من الرهن.
-6ويف الرهن احليازي للصفقات العمومية ،وطبقا ملا جاء يف القانون املدين فيما خيص حجية الورقة الرمسية
فيما يتعلق ابلصور ،1إذ يكتفي يف بعض الرهون على النسخة فقط ،ففي هذا املقام ينص":2تسلم
املصلحة املتعاقدة نسخة من الصفقة تتضمن بياان خاصا يشري إىل أن هذه الوثيقة متثل سندا يف حالة
رهن حيازي" .هنا يثار مشكل ،من يعتّب من االثنني أو أكثر حائزا للسند والذي ميارس حقه عليه؟،
كما أن إعمال احليازة هبذه الطريقة ليس له معىن.
-7وابلنسبة للرهن البحري وما حييط به من خماطر جيعل منه ضمان مشكوك يف فعاليته يف حتقيق احلماية
للدين املضمون ،التصرفات اليت ترد على السفينة حمل الرهن من قبل املدين املالك ومدى أتثريها على
قيمة السفينة ،اإلجراءات الطويلة واملعقدة من عقد الرهن إىل غاية البيع ابملزاد العلين ،واملخاطر اليت
تتعرض هلا السفينة ،من غرق وتصادم حبري وقرصنة واهتالك وفقد ،كما أن الراهن ميكن أن يفقد حقه
إذا مل يقم بقيد الرهن يف سجل السفينة ،أومل يتم جتديده وفقا ملا نص عليه القانون ،ابإلضافة إىل الديون
املمتازة اليت هلا األسبقية على الرهون ،أو الديون املضمونة برهن حبري واليت هلا األفضلية ألسبقيتها يف
القيد ،هذا قد يستغرق كامل الثمن الذي بيعت به السفينة.
كما أن السفينة ميكن أن تنتقل إىل عدة مناطق حبرية ،من منطقة املياه الداخلية ،إىل منطقة املياه اإلقليمية،
إىل منطقة أعايل البحار ،1وكلما توغلت أكثر ازدادت املخاطر احمليطة هبا ،فبالنسبة للمنطقة األوىل والثانية إليثار
إشكال ،حيث يتم تطبيق قانون الدولة صاحبة هاتني املنطقتني ،لكن إذا أصبحت السفينة يف أعايل البحار،
فاملنطقة ال تتبع ألي دولة ،هنا نكون أمام منازعات دولية يثار فيها مشكل القانون الواجب التطبيق واالختصاص
القضائي2حللها اليت تستغرق وقتا طويال يكون هلا تداعيات خطرية على مصاحل الدائن املرهتن ،وأتثري على خاصية
السرعة اليت يتطلبها العمل التجاري.
المبحث الثالث :حقوق االمتياز
إن حقوق االمتياز( )Privilègesمن احلقوق العينية اليت أقرها القانون املدين حلق معني وليس لدائن ما
على اعتبار خصوصية وطبيعة هذا احلق الذي يقرر له االمتياز وال يكون ذلك إال طبقا لنص قانوين ،حيث تكون
لصاحبه األولوية يف استيفائه قبل اآلخرين ولو كان هلم فيه امتياز مبقتضى رهن مهما كان نوعه ،هذا يقرر محاية
أكيدة وفعالة لصاحبه.
حق االمتياز من احلقوق العينية مقررة لدين ما تناوهلا القانون املدين يف الباب الرابع من الكتاب الرابع ،أما
خبصوص امتياز البنوك فقد تناوهلا قانون النقد والقرض .لذلك سنتطرق إىل األحكام العامة حلقوق االمتياز
كمطلب أول ،وكمطلب اثين امتياز البنوك واملؤسسات املالية ،واملطلب الثالث لتقييم حقوق االمتياز.
المطلب األول :القواعد العامة لحقوق االمتياز
لقد عرف املشرع اجلزائري حقوق االمتياز يف القانون املدين على أهنا" :أولوية يقررها القانون لدين معني
3
مراعاة منه لصفته ،وال يكون امتياز إال مبقتضى نص قانوين" .
من خالل هذا التعريف التشريعي حلقوق االمتياز نستنتج ما تتميز به :4من أهنا استثناء عن القاعدة
القانونية اليت تقرر املساواة بني الدائنني ،وال يكون للدائن امتياز إال بنص قانوين ،وأن االمتياز يرتتب بناء على
صفة الدين وليس بناء على صفة الدائن ،كما أن االمتياز يعتّب من الضماانت العينية كونه يرد على أموال املدين
من عقارات أو منقوالت ،وأنه حق تبعي فوجوده مرهون بوجود الدين حيث ينقضي ابنقضائه ،ويعتّب كذلك حق
غري قابل للتجزئة.
إال أن قاعدة احليازة يف املنقول سند امللكية ميكن أن تعرتض صاحب االمتياز إذا وقع االمتياز على منقول،
ألن هذه القاعدة تتغلب على حق االمتياز شريطة أن يكون احلائز حسن النية.1
أما خبصوص أحكام حقوق االمتياز فهي ال تتوفر على أحكام خاصة هبا ،بل ميكن تطبيق األحكام
اخلاصة ابلرهن الرمسي من حيث القيد والتطهري واآلاثر هذا إذا تعلق األمر حبقوق امتياز واقعة على عقار ،2أضف
إىل ذلك أن األحكام املتعلقة هبالك الشيء أو تلفه وانقضاء حقوق االمتياز فإنه ميكن تطبيق أحكام الرهن الرمسي
والرهن احليازي.3
كما تطرق املشرع اجلزائري إىل أنواع احلقوق املمتازة 4وقسمها إىل عامة وخاصة واىل حقوق امتياز واردة
على عقار وحقوق امتياز واردة على منقول.
فحقوق االمتياز العامة ختول صاحبها حق التقدم على مثن املال املقررة عليه دون حق التتبع كوهنا ال ترد
على مال معني ابلذات ،كما أهنا ال ختضع للشهر ولو كان حملها عقارا ،5أما حقوق االمتياز اخلاصة فإهنا ختول
حق التقدم وحق تتبع املال املثقل ابالمتياز يف أي يد يكون.
كما تضمن القانون التجاري بني طياته حقوقا ممتازة جتعل مرتبة الدائن املرهتن تتأخر حياهلا ،6وكذلك
ابلنسبة للقانون البحري ،حيث تضمن حقوق االمتيازات البحرية اليت عرفت على أهنا" :أتمني عيين وقانوين خيول
الدائن حق األفضلية على الدائنني اآلخرين نظرا لطبيعة دينه ،7".وأورد املشرع االمتيازات البحرية 8وقسمها إىل
طائفتني ،الطائفة األوىل تتقدم الرهن البحري يف املرتبة ،والطائفة الثانية تلي الرهن البحري يف املرتبة .9وجند ذلك
أيضا يف قانون العمل عندما منح املشرع األفضلية لدفع األجور وتسبيقاهتا على مجيع الديون األخرى مبا فيها ديون
اخلزينة والضمان االجتماعي.1
المطلب الثاني :امتياز البنوك
عندما تعرض املشرع اجلزائري إىل أنواع احلقوق املمتازة يف القانون املدين مل يذكر امتياز البنوك وهذا عكس
ما ذهب إليه نظريه املشرع الفرنسي الذي نص يف القانون املدين على حق امتياز مقرض النقود يف املادة
2/2018من القانون املدين الفرنسي .2لكن امتياز البنك يف التشريع اجلزائري كان ضمن قانون النقد والقرض
املعدل واملتمم ،حيث أعطى املشرع يف هذا القانون امتيازا لصاحل البنوك واملؤسسات املالية .3فطبقا لذلك فإن
امتياز البنك يرد على مجيع أمالك املدين املنقولة والديون واألرصدة ،وابلتايل يستثين القانون العقارات من هذا
االمتياز املمنوح للبنوك.
أما مرتبة امتياز البنك واحملددة طبقا هلذا القانون فهي الرابعة حيث أتيت بعد امتياز كل من األجراء واخلزينة
وصناديق التأمني االجتماعي ،وابلتايل فإن البنك إذا مول منشأة اقتصادية فإنه يستويف حقه بعد استيفاء كل من
األجراء واخلزينة وصناديق الضمان االجتماعي حلقوقهم.4
ونفس القانون يبني لنا كيفية ممارسة البنك هلذا احلق حيث يتم ذلك اعتبارا من تبليغ احلجز للمؤسسة
املدين الراهن ويتم ذلك برسالة موصى عليها مع إشعار ابالستالم ،وقد سهل قانون النقد والقرض للبنوك ممارسة
هذا احلق يف االمتياز وذلك مبجرد تبليغ احلجز برسالة موصى عليها بعلم الوصول ،كذلك وابإلضافة إىل امتياز
البنك يف استيفاء حقه من أصل الدين وملحقات ومصروفات وفوائد فإن اإلجراءات مبسطة أمامه وهذا نظرا
لطبيعة هذا القطاع وحساسيته وأمهية الوقت ابلنسبة إليه واملخاطر الكثرية واملتنوعة اليت تعرتضه واليت ميكن أن
تنجر عن أي تعطيل أو أتخري يف اإلجراءات.
إال أن الواقع العملي عكس ذلك وهذا نظرا لعدم إيراد امتياز البنك يف القانون املدين ،ولعدم وضع استثناء
يف قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية مينح للبنوك امتياز يف تبسيط اإلجراءات ،ألن معظم أو جل القضاة يطبقون
اإلجراءات الواردة يف قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ويرفضون آلية الرسالة املوصى عليها اليت يبلغها البنك
للمدين ،بل جيب أن تكون ممارسة البنك حلقه وفق ما ينص عليه هذا القانون ابلنسبة للحجز ،فيكون ذلك
بضرورة احلصول على إذن من القاضي ويبلغ هذا احلجز للمدين عن طريق احملضر القضائي.1
إن قراءة القضاة هلذه املادة اليت جاء هبا قانون النقد والقرض قراءة ضيقة حترم البنوك من اإلجراءات املبسطة
يف حجز أموال املدين الستيفاء حقوقها بسرعة ويسر ،كما أنه ال معىن لالمتياز وترتيبه الذي يصنف البنك الدائن
يف املرتبة الرابعة إذا كان ينحصر فقط يف ترتيب دائنية البنك مقارنة ابلدائنني اآلخرين احملتملني إذا مل يكن مقروان
إبجراءات عملية مبسطة تسمح مبمارسته بصفة فعالة ويف الوقت املالئم.
فاالمتياز املنصوص عليه يف قانون النقد والقرض والذي خيص البنوك واضح وله شقان ،امتياز يتعلق ابحلق
يف حد ذاته ،وامتياز يتمثل يف بساطة اإلجراءات ،لذا على القضاة قبول امتياز البنك يف ممارسة حقه يف حجز
أموال مدينه عن طريق رسالة موصى عليها مع استالم إشعار ابلوصول يدل على علمه مبا سيتخذ ضده من إجراء
إذا مل يتم تنفيذه اللتزامه وهو سداد ما عليه من دين يف ميعاد استحقاقه.
المطلب الثالث :تقييم فعالية حقوق االمتياز
رغم أمهية حقوق االمتياز ابلنسبة للبنك كحق عيين للحماية من خماطر متويل املؤسسة إال أن البنك املرهتن
سيصطدم بدائنني يزامحونه يف هذا االمتياز ،حيث ميكن أن جيد نفسه يف املرتبة الرابعة هذا جيعل إمكانية عدم
كفاية أموال املدين الستيفاء حقه منها هذا من جهة ،ومن جهة أخرى استبعاد القضاة إمكانية التبسيط يف
إجراءات احلجز كامتياز اثن ممنوح للبنك وفقا لقانون النقد والقرض فيلجئون إىل تطبيق إجراءات احلجز وفقا ملا
-1املادة 446وما يليها من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ،وقرار احملكمة العليا ،الغرفة التجارية ،ملف رقم ،201563املؤرخة يف ،1999-12-07قضية
بنك بدر ضد ش-ذ-م-م ،اجمللة القضائية ،2001العدد ،1ص": 209 .ال ميكن مطالبة البنك الطاعن ابإلجراءات املنصوص عليها يف قانون اإلجراءات
املدنية ،ألن املوضوع يتعلق ابمتياز ممنوح لصاحل البنك طبقا لنص املادة 175من قانون النقد والقرض يتعلق ابمتياز على أرصدة مسجلة يف حساب الشركة
لدى البنك ،والذي يتم ممارسة احلجز عليها برسالة موصى عليها مع إشعار ابالستالم" . . .
256
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
جاء يف قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية هذا ما يذهب إليه القضاء والفقه يف كثري من دول العامل استنكارا لتمييز
بعض الدائنني على البعض اآلخر.1
فحقوق االمتياز تعرتضها عوامل حتد من فعاليتها كآية ضمان ،فحقوق االمتياز العامة ال ختول حقايف تتبع
املال ،التصرف يف املال املثقل حبقوق امتياز خاصة أو ضياعه من طرف املدين أو الغري جيعل الدائن املمتاز جمرد
دائن عادي يستويف حقه من الضمان العام ابلتزاحم مع بقية الدائنني ،ويف حالة حقوق االمتياز اخلاصة على
منقول فإنه مبجرد خروجه من يد املدين أصبح الدائن املمتاز أمام خطر حقيقي ،ألن املنقول ال خيضع لنظام
الشهر من جهة ،ولسهولة تداوله من جهة اثنية ،ومبا أن آلية التتبع املمنوحة للدائن املمتاز يرهق كاهله ويثري له
املشاكل لذلك حياول تفادي خروج املنقول من يد املدين ،هذا كذلك فيه متاعب للدائن املمتاز.
يستخلص من كل ما سبق أن الضماانت العينية التقليدية كثرية ومتنوعة منها القانونية والقضائية واالتفاقية،
فهي ضماانت حقيقية ذات قيمة كبرية ميكن التعويل عليها كآلية ضمان ،وملا هلا كذلك من خصائص متيزها ،من
األولوية والتتبع ورقابتها واحلجز عليها وبيعها جّبا يف حالة عدم الوفاء.
لكن رغم هذه اإلجيابيات إال أهنا تعرتيها بعض السلبيات حتد من فعاليتها ،من تدهور قيمتها بفعل املدين
أو الغري أو لظروف خارجية ،إمكانية التصرف فيها بكل أنواع التصرف املادية أو القانونية ،اإلجراءات الطويلة
واملعقدة واملكلفة اليت وضعها املشرع للتنفيذ عليها ال ختدم خاصية السرعة اليت متيز االئتمان املصريف على وجه
اخلصوص ،وإقرار املشرع إمكانية احلجز التحفظي عليها من قبل أي دائن يعطي أولوية للتنفيذ على حساب
االئتمان ،وهذا يشكل هتديدا آخر للضماانت .ابإلضافة إىل وجود احلقوق املمتازة على هاته الضماانت جيعلها ال
توفر احلماية الكافية للبنك املمول ،إذ غالبا ما متتص هذه الديون جمموع أصول الذمة املالية للمؤسسة املدين.
وكخالصة للباب األول الذي خصصناه للضماانت التقليدية ،تبني لنا أنه ال وجود لضمان مثايل حيقق
محاية كاملة للبنك املمول أمام املخاطر الكثرية واملتنوعة ،وهذا ما ظهر من خالل الظروف اليت حتيط هبا واليت
أفقدهتا فعاليتها ،مما انعكس سلبا على استيفاء حقوقه.
-1علي مجال الدين عوض ،عمليات البنوك من الوجهة القانونية ،املرجع السابق ،ص ،30 .وراضية أمقران ،املرجع السابق ،ص.182 .
257
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
فالتأمينات الشخصية والعينية حىت وإن كانت قد اعتّبت وملدة طويلة مبثابة الضماانت األكثر فعالية ،فإهنا
اليوم أصبحت حمل شك لظهور ما يسمى أبزمة التأمينات التقليدية اليت نتجت عن وجود قواعد موضوعية
وإجرائية صارمة وجامدة ،طويلة ومكلفة ال تتماشى مع خاصية السرعة اليت متيز االئتمان ،وال حتقق التوازن يف
املصاحل بني ماحنيه واملستفيدين منه الذين خصهم املشرع حبماية أكّب ،ويظهر ذلك من خالل آاثر هاته
الضماانت على هؤالء.
لذلك فالتفكري يف آليات أخرى بديلة عنها أو مدعمة هلا أمر ضروري ،وهذا ملا تعرفه خماطر االئتمان من
تطورات من جهة ،وللضعف الذي أصاب الضماانت التقليدية من جهة اثنية.
258
الضمانات التقليدية من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الباب األول
الضماانت
الضماانت
تشخيص املؤسسة التأمني الضماانت العينية
الشخصية
االقتصادية
االعتماد اإلجياري
ألصول غري منقولة
االمتيازات العامة واخلاصة
259
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
إن الضماانت مبعناها الضيق اليت تتمثل يف التأمينات العينية والشخصية أثبتت فشلها أمام املخاطر الكثرية
واملتنوعة املرتبطة بعملية التمويل ،وهذا بظهور أزمة الضماانت التقليدية ،من خالل ما حييط هبا هي األخرى من
خماطر كثرية تتعلق ابملدين الراهن أو ابلنصوص القانونية املنظمة هلا أو ابلظروف اخلارجية احمليطة هبا ،وما األزمات
اليت تتعرض هلا البنوك واملؤسسات املالية إىل اليوم خلري دليل على ذلك ،وما يؤكد ذلك أيضا األموال اليت بقيت
عالقة مل تسرتجع من طرف هاته املؤسسات ،واليت تعد ابملاليري ،والفشل الذي تعرفه بعض مؤسساتنا االقتصادية
خصوصا الصغرية واملتوسطة وحىت الكبرية يف مرحلة ما يزيد من األمر تعقيدا .لذلك البد من االعتماد على آليات
أخرى تكون أكثر فاعلية ،وتضمن محاية كاملة للبنك الدائن ،تتمثل يف الضماانت املستحدثة اليت نشأت عن
األعراف واملمارسات البنكية اليت تتمثل يف آلية التأمني إىل خطاب الضمان إىل الضمان املايل فحق امللكية
كضمان ،كما تظهر أيضا يف قواعد احليطة واحلذر اليت اندت هبا اتفاقيات دولية خاصة ابجلانب املايل الدويل،1
متثلت يف االحتياطات اليت جيب على البنوك واملؤسسات املالية اختاذها قبل عملية التمويل وبعدها ،مع دراسة
شاملة عن املؤسسة االقتصادية طالبة التمويل ،وفرض رقابة صارمة على هاته العملية جتعل هناك إمكانية للتصدي
للخطر قبل تفاقمه وحدوث األزمة ،وما احلرية املطلقة اليت منحت للبنوك الداخلية أو الدولية وما أحدثته من
أزمات اقتصادية ومالية ليؤكد ذلك .فاحلرية االقتصادية مطلوبة ،وعدم تدخل الدولة يف كل كبرية وصغرية
مطلوب ،ولكن مع إمكانية حضورها لفرض القوانني ورقابة مدى تطبيقها أمر مهم جدا من شأنه احلماية من
املخاطر اليت ابتت تنبئ إبفالس حقيقي للدول وليس املؤسسات فقط ،أي ما يسمى خبطر النظام.
فهذا الباب سنعاجله يف فصلني ،األول خيصص للضماانت الناشئة عن األعراف واملمارسات البنكية،
والثاين للضماانت مبعناها الواسع.
-1جلنة ابل ،انعقدت أول اجتماع هلا يف 1974يف مدينة ابل السويسرية ،وجاءت بقواعد عاملية لتنظيم املهنة البنكية ،وقد أخذت هبا أغلب التشريعات البنكية
العاملية على غرار ا ملشرع اجلزائري ،رغم أن هاته القواعد ليست ملزمة للدول وإمنا هي جمرد توصيات واقرتاحات ،فهي ال تتمتع بطابع قانوين ،إال أهنا تستمد
إلزاميتها من الدور الفعال الذي تلعبه يف محاية البنوك من املخاطر .صورااي قاصدي ،املرجع السابق ،ص.36-35
260
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
إن األساليب التقليدية املتبعة يف الضماانت مل ترق إىل مستوى طموح الدائن الذي قد يضيع قرضه وابلتايل
يتعرض ملخاطر تصيبه نظرا ألنه كان ينتظر موعد الوفاء بدينه كي يستغل هاته األموال يف مشاريع أخرى أو ليويف
بدين عليه .هذا قد يعرضه إلجراءات خاصة هتدد مركزه املايل ومسعته كدخوله يف حالة إفالس ،وعليه كان من
الضروري البحث عن وسيلة أكثر فاعلية تضمن له حقه يف الوفاء من طرف املدين يف اآلجال املتفق عليها.
وقد وجدت عدة آليات فرضتها األعراف واملمارسات البنكية متثلت يف أتمني االئتمان ،وخطاب الضمان،
والضمان املايل ،وحق امللكية كضمان ،إال أن هاته اآلليات هلا نصوص قانونية خاصة هبا يف التشريع اجلزائري ،عدا
آلية خطاب الضمان اليت مل جيعل هلا املشرع اجلزائري نصوصا قانونية تنظمها على الرغم من أمهيتها يف املعامالت
البنكية الداخلية والدولية.
لذلك سنعاجل هذا الفصل يف ثالثة مباحث :األول آللية التأمني ،والثاين خلطاب الضمان ،واملبحث
الثالث حلق امللكية كضمان ،والرابع للضمان املايل.
261
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
لذلك سنعاجل يف هذا :مفهوم عقد التأمني كمطلب أول ،مث أنواع التأمني كمطلب اثثي ،واملطلب الثالث
لتأمني االئتمان بني املبادئ وحتقيق الضمان.
المطلب األول :مفهوم عقد التأمين
التأمني تقوم به شركات التأمني هتدف من خالله إىل حتقيق الربح ،حيث يتعامل املؤمن هلم مع شركات
التأمني اليت تقوم بضمان املخاطر اليت يتعرضون هلا مقابل قيام هؤالء بدفع أقساط اثبتة اليت من خالهلا تتعهد هاته
الشركات على تغطية املخاطر.
الفرع األول :تعريف عقد التأمين
لقد تعرض املشرع إىل تعريف عقد التأمني من خالل ما جاء يف القانون املدين اجلزائري ":التأمني عقد يلتزم
املؤمن مبقتضاه أن يؤدي إىل املؤمن له أو إىل املستفيد الذي اشرتط التأمني لصاحله مبلغا من املال أو إيراد أو أي
عوض مايل آخر يف حالة وقوع احلادث أو حتقق اخلطر املبني ابلعقد وذلك مقابل قسط أو أية دفعة مالية أخرى
1
يؤديها املؤمن له للمؤمن" .
فعقد التأمني فيه طرفان مها املؤمن ،هو شركة التأمني واملؤمن له ،هو املستفيد من هذا العقد يف حال وقوع
أضرار متس بشخصه أو ممتلكاته.
أما يف حبثنا هذا فأطراف عقد التأمني ثالثة :املؤمن ( )L'assureurوهو شركة التأمني اليت أخذت على
عاتقها تغطية اخلطر إن حدث ،واملؤمن له ( )L'assuréeوهو هنا املدين سواء أكان املدين األصلي املؤسسة
املمولة أو من كفلها أو ضمنها احتياطيا ،والطرف الثالث وهو املستفيد ( )Le bénéficiaireالذي يتمثل يف
البنك الدائن ،وهذا حلماية أمواله من املخاطر اليت قد يتعرض هلا جراء عملية التمويل.
أما ابلنسبة للتعاريف الفقهية 2ما جاء به الفقيه (هيمار)":هو عملية يلتزم مبقتضاها أحد الطرفني وهو
املؤمن له أو املستفيد نظري دفع مبلغ معني هو القسط على تعهد لصاحله أو للغري يف حالة حتقق خطر معني من
املؤمن له الذي أيخذ على عاتقه جمموعة من املخاطر وجيري بينها مقاصة." .
كما عرفته ابتسام القرام" :التأمني عقد يلتزم مبقتضاه شخص يدعى م ِّ
ؤمنًا بتعويض شخص آخر يدعى ُ
1
املؤمن بدفعه يسمى قسط التأمني" .
املؤمنة ،وذلك مقابل مثن يلتزم َ
ُم َؤَّمنًا إذا حدث ضرر يف األشياء َّ
من هذا التعريف نستشف العناصر اجلوهرية لعقد التأمني وهي :أطراف عقد التأمني من جهة ،واخلطر
( ،)Le risqueوالقسط ( ،)Le primeواألداء الذي يلتزم به املؤمن عند حتقق اخلطر املؤمن منه من جهة
اثنية.
2
الفرع الثاني :خصائص عقد التأمين
عقد التأمني يرتب التزامات متبادلة يف ذمة كل من املتعاقدين ،حبيث يكون كل منهما دائنا ومدينا يف
الوقت نفسه ،فيلتزم املؤمن له بدفع القسط مقابل التزام املؤمن بتغطية اخلطر املؤمن منه إن حدث.
يف عقد التأمني ال يتم الوفاء اباللتزام بصفة فورية وإمنا يستغرق مدة من الزمن هي مدة نفاذ العقد ،فاملؤمن
له يلتزم أبداء األقساط منذ إبرام العقد إىل انتهاء مدة التأمني ،أما ابلنسبة للمؤمن فإنه يلتزم طوال مدة سراين عقد
التأمني لضمان تغطية اخلطر املؤمن منه بصفة مستمرة وينتهي ذلك مبجرد انقضاء املدة.
أي أن املؤمن شركة التأمني تستغل بوضوح شروط العقد ،ويقتصر املؤمن له على قبول هذه الشروط احملددة
سلفا ،لكن هناك حاالت تكون فيها محاية للمؤمن له ،حيث إذا تضمن العقد شروطا تعسفية جاز للقاضي أن
يعدل من هذه الشروط أو أن يعفي الطرف املذعن منها.1
الفرع الثالث :شروط عقد التأمين
عقد التأمني ككل العقود األخرى خيضع لشروط موضوعية عامة ولشروط شكلية ،واليت يرتتب عن ختلفها
بطالن عقد التأمني.
2
أوال :الشروط الموضوعية العامة
-الرضا
وهو تبادل اإلجياب والقبول بني املؤمن واملؤمن له ،وأحياان يكون عقد التأمني إجباراي كما يف حالة القرض،
حيث أن البنك جيّب املؤسسة االقتصادية على التأمني مقابل منحها التمويل املطلوب منه ،فالرضا هنا موجود ألن
املؤمن له خيتار حبرية شركة التأمني اليت يتعاقد معها ،كما أن له احلرية يف قبول شروط العقد اليت تطلبها شركة
التأمني أو رفضها وابلتايل التعاقد مع جهة أخرى قد جيد الشروط أقل إذعاان.
-1املادة 622من القانون املدين اجلزائري ،حتدد الشروط اليت تعتّب تعسفية يف عقد التأمني واليت تكون ابطلة.
-2أمحد بلعالية ،املرجع السابق ،ص.25-23 .
264
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
كما جيب أن يكون الرضا خاليا من كل العيوب كالغلط والتدليس ،الذي ال ميكن تصوره من جانب شركة
التأمني ،بل ميكن أن يصدر العيب من املؤمن له نظرا إلمكانية إدالئه ببياانت غري صحيحة أو بكتمانه لبياانت
جوهرية تتعلق ابخلطر املؤمن منه.
-المحل
احملل يف عقد التأمني هو اخلطر ،وتطبيقا للقواعد العامة جيب أن يكون اخلطر موجودا وقت التعاقد أو قابال
للوجود معينا أو قابال للتعيني ،التأمني على القرض هو التأمني ضد خطر إعسار املؤسسة املدينة ،وهذا اخلطر
معينا يف عملية التمويل وميكن أن حيدث ،كما جيب أن يكون احملل مشروعا.
-السبب
السبب يف عقد التأمني هو الغرض املباشر الذي يدفع ابملتعاقد إىل إبرام العقد ،ويرى غالبية الفقهاء أن
السبب يف عقد التأمني هو املصلحة املراد التأمني عليها ،وجيب توافر املصلحة يف كافة صور التأمني ،فالقرض ميثل
ابلنسبة للبنك الدائن قيمة مالية ،وابلتايل وجود املصلحة اليت جتعله حيافظ عليها وهي محاية أمواله من خطر عدم
تسديد املؤسسة االقتصادية املمولة من طرفه ،والسبب هنا مشروعا كذلك ألن املصلحة مشروعة.1
2
ثانيا :الشروط الشكلية
املشرع يشرتط إلبرام عقد التأمني أن يكون العقد مكتواب ،ومل حيدد أبن تكون الكتابة يف شكل حمرر رمسي
أو عريف ،وقد جرى العمل يف هذا اجملال على أن تفرغ عقود التأمني يف مناذج ( )Imprimésمعدة مسبقا
ومطبوعة من قبل شركات التأمني اليت تتضمن خمتلف املعلومات اليت تتعلق ابملؤمن له ،وبياانت إجبارية وأخرى
اختيارية ،ابإلضافة إىل ذكر بعض أنواع الضماانت ،وجيب أن تكون واضحة ألهنا ُم َع َّدةٌ لإلثبات.
الفرع الرابع :دعاوى التأمين
إذا حدث نزاع حول عقد التأمني فال بد من حتديد اجلهة القضائية املختصة للنظر يف مثل هذه الدعاوى.
-1املادة 64من قانون التأمني اجلزائري ،األمر رقم 07-95الصادر بتاريخ 25يناير ،1995يتعلق ابلتأمينات.
-2املادة 7من نفس القانون ،املعدل واملتمم ابلقانون رقم 04-06املؤرخ يف 20فّباير 2006يتعلق ابلتأمينات.
265
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
أخذ املشرع اجلزائري يف دعاوى التأمني مهما كان نوعها ابملدى القصري ،3حيث حدد الدعاوى الناشئة
عن عقود التأمني البحري بـ 2سنة ،والدعاوى الناشئة عن عقود التأمني الّبي بـ 3سنوات.
المطلب الثاني :أنواع التأمين
للتأمني عدة أنواع تتمثل يف املخاطر اليت قد تصيب املقرتضني أو الضماانت املقدمة وجتعل أموال البنك
املقرض يف خطر ،لذا فهو يستعني بشركات التأمني لتتقاسم معه هاته املخاطر ،حيث تؤمن على عجز أو وفاة
املدين ،أو على إعساره أو على الكفالة أو الضمان االحتياطي ،وعلى الدين بصفة عامة ،وعلى التصدير
واالسترياد.
الفرع األول :التأمين ضد مخاطر العجز والوفاة ()L'assurance-invalidité et mort
إن الشخص الطبيعي أو املعنوي قد يكون كفيال أو ضامنا احتياطيا أو مصدرا خلطاب الضمان قد يتعرض
كملتزم اجتاه البنك الدائن ملخاطر العجز والوفاة ،ويظهر ذلك يف حال قيام الشخص الطبيعي أو املعنوي هبذا
االلتزام ،ألن هناك شركات تنحل يف حالة وفاة أو عجز أحد شركائها ذا نظرا لالعتبار الشخصي 1وكذا يف
املؤسسة ذات الشخص الواحد وذات املسؤولية احملدودة إذا مل جيد من خيلفه ،2وابلتايل يتعرض البنك الدائن خلطر
فقدان أمواله إذا مل يكن مؤمنا على ذلك .حيث يطالب املؤسسة االقتصادية املدينة واملكفولة أو املضمونة فال
تستطيع الوفاء ،مث يتوجه إىل الكفيل أو الضامن فيجده قد تويف أو أفلس وإذا كانت شركة جيدها قد احنلت أو
أفلست بسبب وفاة أو عجز أو إفالس أحد شركائها.
لذلك على البنك الدائن أن حيتاط من هذه املخاطر أبن يتوجه إىل شركات التأمني ويؤمن على هؤالء إن
كانوا قد كفلوا أو ضمنوا املؤسسة االقتصادية ،ألنه يف حال ثبوت اخلطر يتوجه البنك للمؤمن من أجل تغطية
اخلطر املؤمن عليه ،ومنه يكون هناك تقاسم للمخاطر هذا جيعل الدائن حيافظ على أمواله على األقل أبخف
األضرار.
أكثر من ذلك قد تكون املؤسسة االقتصادية املدينة للبنك يف حد ذاهتا تعرضت للخطر فتنحل ،وابلتايل
يواجه البنك مشكال كبريا جراء تعرض أمواله للخطر ،فَ ِّلم ال يؤمن على املؤسسة االقتصادية املمولة من طرفه أو
يشرتط عليها التأمني على ذلك قبل اإلقدام على عملية التمويل ،ألنه يف حال حدوث اخلطر ما على البنك إال
اللجوء إىل شركة التأمني للتعويض عما حلقه من أضرار جراء إعسار املؤسسة املدينة للبنك ،واإلعسار اثبت يف
هذه األخرية مبجرد عدم القدرة على الوفاء ولو بقسط واحد من أقساط الدين.
فبالنسبة للمقرتض عند اكتتابه لعقد التأمني ،جيب أن يقدم لشركة التأمني عقد القرض وكل ما يتضمنه من
معلومات خاصة ابلبنك الدائن وهو هنا الطرف املستفيد ،وكذا مبلغ القرض ومدته ،ألن هذه املعلومات تفيد
شركة التأمني يف تقدير اخلطر وحتديد القسط ،وكذا يلتزم املقرتض املؤمن له بتقدمي تقرير طيب مقدم من طرف
طبيب عام.
-1وفاة الشريك يف شركة التضامن تؤدي إىل احنالهلا ألهنا قائمة على االعتبار الشخصي ،ما مل يكن هناك اتفاق على خالف ذلك ،املادة 562جتاري جزائري،
وتنقضي شركة التوصية البسيطة كذلك مبوت أحد الشركاء املتضامنني ،ألهنا قائمة على االعتبار الشخصي أو يف حال عجزه ،املادة 563مكرر 10من نفس
القانون ،والشيء نفسه يقال عن شركة التوصية ابألسهم ما مل ينص عقد الشركة على خالف ذلك.
-2وفاة الشريك الوحيد يف امل ؤسسة ذات الشخص الواحد وذات املسؤولية احملدودة تؤدي اىل احنالل الشركة إذا مل يوجد من خيلفه ،املادة 589فقرة 1من نفس
القانون.
267
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
وهنا جيب على املؤسسة االقتصادية أو البنك احرتام التزاماته التعاقدية ،ألن عدم فعل ذلك ينتج عنه فسخ
عقد التأمني من قبل شركة التأمني ،ومنه يفقد البنك أحد ى آليات الضمان اهلامة وهي التأمني ،أما ابلنسبة
لشركة التأمني فهي تلتزم أبن تدفع للبنك مبلغا ماليا يساوي املبلغ املتبقي من الدين عند حدوث اخلطر.1
الفرع الثاني :تأمين االئتمان ()L'assurance-crédit
لقد شهدت فكرة أتمني القرض جناحا ابهرا وبصور عديدة ،وذلك بغض النظر عن طالب التأمني سواء
أكان البنك الدائن املستفيد أو املؤسسة االقتصادية املدينة املؤمنة ،وهذا لتعويض املستفيد ضد املخاطر احملتملة.
أوال :تعريف تأمين االئتمان
هو نظام يسمح للدائنني مقابل دفع للقسط من حتصيل ديوهنم يف حالة إعسار املدينني سابقا ،أو يف حالة
عدم القدرة على الدفع ،2وهناك من اعتّب أتمني االئتمان هو أتمني على شيء ذو طابع تعويضي.3
كما أن أتمني االئتمان عبارة عن عقد الذي بواسطته يتحصل الدائن من املؤمن يف مقابل دفعه ألقساط
على ضمان أخطار القرض ،مبعىن ضد عدم الدفع عند االستحقاق.4
فالتأمني على القرض سواء من طرف املؤسسة االقتصادية املدينة ،أو من طرف البنك الدائن ميثل ضماان
هلذا األخري من خطر عدم تسديد املؤسسة املدينة أو إعسارها ،ألن حبدوث هذا اخلطر حيرك التزام شركة التأمني،
فاهلدف هو وفاء الدين من طرف هذه األخرية لعجز املؤسسة املؤمنة على الوفاء.
لذا فهنا وجه تشابه بني الكفالة والتأمني إال أن هذا األخري أكثر صالبة وفعالية ألن فيه تعاون بني
األطراف من خالل تقسيم املخاطر ،ويظهر هذا التشابه أكثر إذا كان عقد التأمني مّبم بني املؤسسة املدينة وشركة
التأمني ،كأن هذه األخرية الكفيل واملؤسسة هي املكفولة ،ألنه أحياان يكون عقد التأمني مّبم بني البنك الدائن
كمستفيد وشركة التأمني.
ومهما يكن الطرف املوقع على عقد التأمني فإنه يبقى هو التأمني على القرض من خطر إعسار أو عدم
قدرة املؤسسة املدينة على التسديد.
اإلعسار هو حالة شخص أو شركة يف استحالتها أداء ديوهنا بسبب فائض اخلصوم( )Passifعلى
األصول ( ،)Actifوتطبيقا ملبدأ التأمني فإن كل ديون املؤسسة اليت اكتتبت أتمينا للقرض تكون معينة بفضل
هذه التقنية ،ولكن على الرغم من ذلك توجد بعض الديون اليت تقصى صراحة من التأمني كون خطر أن خطر
عدم التسديد أو إعسار املؤسسة املدينة أكثر إمكانية للتحقق ،هذا إىل جانب وضع سقف حمدد ملبلغ التعهد من
طرف شركة التأمني ،وهذا يرجع لعدة اعتبارات كطبيعة العقد ،ووضعية املؤسسة املمولة ،وتبعا لنوع النشاط واحلالة
االقتصادية السائدة وقت إصدار وثيقة التأمني ،وأن مقدار قسط التأمني خيتلف تبعا لذلك ،1هذا االختيار
للمخاطر يبدو شيئا منطقيا ابلنسبة لشركة التأمني ،وتتمثل أمهيته أثناء املفاوضات اليت تتم حني إبرام العقد بني
املستفيد من التأمني وشركة التأمني ،كما ميكن أن يشمل أتمني القرض تغطية خطر عدم التسديد املرتبط بظروف
القوة القاهرة وعدم املناعة ألسباب طبيعية كالكوارث وبسبب ظروف سياسية كحالة احلرب واحلصار.
لكن تغطية خطر عدم التسديد من طرف شركة التأمني ال يتم إال إذا ثبت عن طريق حكم قضائي عجز
املؤسسة املدينة على الوفاء ابلتزاماهتا ،2أو بعد مدة معينة من حلول األجل وعدم قيام املؤسسة املدينة ابلدفع،
فيتلقى ِّ
املؤمن من البنك تصريح بعدم الدفع خالل مدة من وقوعه ،1وذلك حىت يتمكن املؤمن من الشروع يف
إجراءات التحصيل ،فتقوم بتعويض اخلسائر شهر بعد ثبوت حالة اإلعسار.
لكن تغطية شركة التأمني للخسائر النامجة عن خطر عدم التسديد ال تتم إال إذا كان قرار التمويل مبنيا
املمول.2
على حتليل دقيق ،ودراسة جدوى املشروع َّ
ألن الطرف الضامن وامل َؤِّمن ال يتحمالن خطأ وتقصري البنك املمول ،وابلتايل إمكانية التحلل من
ُ
التزاماهتما جتاه البنك الدائن.
لكن قيمة التعويض ليست إال إصالح نسيب ابملقارنة مع الدين غري املسدد ،ألن شركة التأمني عادة ما
تنص على نسبة معينة تضمنها ويبقى اجلزء اآلخر على عاتق البنك ،3وابلتايل يكون هناك تقاسم للمخاطر بني
شركة التأمني والبنك.
4
ب -تأمين الكفالة ()Assurance-cautionnement
شركات التأمني قد تقوم أحياان إبصدار واثئق تضمن مبوجبها دفع الكفاالت املخصومة لدى البنك أو
املقدمة له كضمان لقرض ،5فهذا يعتّب نوع من التأمني يكتتب من طرف املدين ويقدم كضمان للدائن وهذا
حلماية الدائن من املخاطر املرتبطة هبذا العقد من العجز أو الوفاة وحىت إمكانية إفالس الكفيل.
قد يشتبه أتمني الضمان مع آلية قريبة منه وهي الكفالة ،فعدم وفاء املدين ابلدين حيرك التزام كل من
الكفيل واملؤمن ،ولكن هناك فروقا أمها ،أن الكفيل يتدخل ملساعدة املدين وتقوية ائتمانه ،فيجعله يستفيد من
التمويل ،بينما أتمني الضمان ،املؤمن يهدف ملساعدة البنك الدائن ،ألن يف ذلك أتمني له ضد خماطر ختلف
املدين عن تسديد الدين .كما أن الكفالة هي عقد ملزم جلانب واحد وهو الكفيل ،وهو عقد تبعي ،بينما أتمني
االئتمان ،فهو عقد ملزم جلانبني ،ويقوم استقالال ،ألن التزام املؤمن مستقل عن التزام املدين الذي يعطي الضمان
ضد إعساره.1
ج -تأمين الضمان االحتياطي ()Assurance-aval
هو ضمان تلتزم مبقتضاه شركة التأمني جتاه البنك الدائن احلامل للورقة التجارية بضمان دفع املدين قيمة
الورقة التجارية عند حلول األجل وذلك مقابل دفع الدائن للقسط ،ألنه أحياان ولكن اندرا ما تقوم شركات
التأمني هبذه العملية ،ذلك أبن تصدر واثئق تضمن مبوجبها دفع سندات مقدمة لبنك كضمان لقرض.2
إن آلية (أتمني الضمان االحتياطي) قد تتداخل مع (الضمان االحتياطي) املعمول به يف جمال األوراق
التجارية ،حيث أن األوىل أوسع من الثانية ،حبيث تغطي الديون املمثلة يف أوراق جتارية وكذلك الديون العادية غري
املضمونة هبا.
فتأمني الضمان االحتياطي هو عقد يتم بني البنك الدائن يدعى مؤمن له من جهة وشركة التأمني املؤمن
من جهة اثنية ،حيث يتعهد هذا األخري أبن يدفع ديون األول عند عدم وفائها من قبل املدين يف اتريخ
استحقاقها مقابل قسط يتقاضاه .وميكن أن تتخذ هذه العملية شكلني:
-التأمني املقدم لسفتجة جتارية ،حيث يطلب صاحبها من املؤمن ضمان الوفاء هبا يف اتريخ استحقاقها إذا مل
يقم املسحوب عليه بذلك.
-أتمني الديون غري املمثلة يف أوراق جتارية (ديون عادية) ،حيث يلتزم املؤمن اجتاه الدائن مقابل أقساط
ابلدفع له إذا مل يقم املدين بذلك يف اتريخ االستحقاق ،ويعرف هذا الشكل بـ(أتمني الدفع)
(.)Assurance de paiement
د -التأمين على القرض االستثماري)L'assurance sur le crédit d'investissement( 3
لقد مت تطبيق ميكانيزم صندوق ضمان القروض االستثمارية أول مرة يف الوالايت املتحدة سنة 1934
بعدها أملانيا مث الياابن عام 1937مث انتقل بسرعة إىل معظم دول العامل ،واجلزائر مت فيها إنشاء صندوق ضمان
-1راجع اتفاقية التأمني ،خصوصا الفقرة 1من املادة ،2املشار إليها يف القرار املذكور أعاله.
-2إبراهيم خمتار ،املرجع السابق ،ص.43 .
-3ليلى لوالشي ،املرجع السابق ،ص.96 .
271
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
القروض للمؤسسات الصغرية واملتوسطة مبوجب املرسوم رقم 373-02الصادر يف 11نوفمّب ،2002ويعتّب
صندوق ضمان القروض مؤسسة عمومية ذات طابع إداري يتمتع ابلشخصية املعنوية واالستقالل املايل ،يديره
مدير عام ويسريه جملس إدارة يتكون من ممثلي بعض الوزارات ،وخمصصاته تتكون من مسامهات الدولة ،ويقدم
الصندوق املساعدات للمؤسسات اليت استوفت معايري األهلية للقروض البنكية ،لكنها ال متلك ضماانت أو متلك
ضماانت غري كافية.
ميكن أن تصل نسبة ضمان القرض إىل %70ويتم حتديدها من طرف جملس إدارة الصندوق ،ويقدم الدعم
للمؤسسات املنخرطة فيه واليت تدفع عالوة سنوية أقصاها %2من مبلغ القرض خالل كل فرتة اقرتاض.
أما عن عمل الصندوق فيكون عندما تقدم املؤسسة الصغرية أو املتوسطة طلبا للبنك من أجل القرض،
فتطلب املؤسسة من الصندوق ضمان القرض البنكي ،فيقدم الصندوق شهادة ضمان القرض لفائدة املؤسسة،
فتدفع هذه األخرية عالوة سنوية خالل مدة القرض .فهنا جند تشابه كبري بني ما يقوم به الصندوق وما تقوم به
شركات التأمني من حيث دفع القسط من طرف املؤسسة املدينة إىل إمكانية تغطية اخلطر من طرف شركة التأمني
يف حال عدم قدرة املؤسسة املقرتضة على السداد ،فكذلك ويف نفس احلالة يقوم الصندوق بتعويض البنك حسب
نسبة الضمان املتفق عليها ،ليصبح الصندوق بعد التسديد دائنا للمؤسسة ،وانطالقا من ذلك يشرع الصندوق يف
استعادة القرض من املؤسسة ،1فهنا تشابه بني الصندوق والكفيل والضامن االحتياطي يف حلوهلم حمل البنك
الدائن بعد تسديد الدين هلذا األخري عند عدم مقدرة املؤسسة املقرتضة على التسديد.
2
د -التأمين على ائتمان التصدير ()L'assurance sur le crédit d'exportation
يستهدف هذا النوع من التأمني تغطية املخاطر اليت ميتد نطاقها خارج حدود الدولة اليت تصدر فيها الوثيقة واليت
ترتبط ابلبضائع املصدرة أو ابألعمال املنفذة يف دولة أخرى.
-1سبق هذا املرسوم مرسوم تنفيذي رقم 44-99مؤرخ يف13فّباير 1999يتضمن إنشاء صندوق ضمان األخطار النامجة عن القروض املصغرة ،اجلريدة الرمسية،
العدد08الصادرة يف14فّباير":1999يضمن صندوق القروض املصغرة اليت متنحها البنوك للمقرتضني املنخرطني يف الصندوق ،ويف حدود%80من مبالغ الديون
املستحقة من األصول ،وحيل الصندوق يف إطار ت نفيذ الضمان وبعد تعويض البنوك .حمل مؤسسات القرض يف حقوقها ويف حدود تغطية اخلطر ،أما عن موارد
الصندوق املالية فهي تتمثل يف االشرتاكات املدفوعة من املستفيدين من القروض املصغرة والبنوك ِّ
املمولة ،وهذه االشرتاكات حيددها جملس إدارة الصندوق. . .
" ،املوادمن3اىل11من هذا املرسوم التنفيذي.
-2املواد من 5إىل 8من األمر رقم 06-96الصادر يف 10جانفي ،1996املتعلق بتأمني القرض عند التصدير ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،3املؤرخ يف 14جانفي
.1996
272
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
ونظرا ألن البنوك تقوم بتمويل الصادرات فإهنا ترحب بوجود وثيقة تؤمن املصدر ضد املخاطر النامجة عن
عدم الدفع الناشئ عن إعسار املستورد أو إخضاعه لقيود حكومية أو قيام حرب بني الدولة املصدرة والدولة
املستوردة.
وتقوم احلكومات يف كثري من الدول إبنشاء هيئات حكومية أو شبه حكومية متخصصة يف هذا النوع من
التأمني كإجراء يدعم تنمية صادراهتا ،فتقوم هذه اهليئات إبصدار واثئق أتمني 1تغطي خطر إفالس املستورد أو
عدم السداد أو أتجيل السداد نتيجة نشوب حروب أو وجود دولة املستورد يف حالة حصار اقتصادي.
المطلب الثالث :تأمين االئتمان بين المبادئ وتحقيق الضمان
إن إرادة املشرع تتجلى يف تغطية خمتلف األخطار اليت تقف عقبة يف وجه املتعاملني االقتصاديني عامة
والبنوك املقرضة خاصة .فهنا أتمني االئتمان يرتكز على مبادئ من خالهلا يتحقق التأمني ،وهبا يتحقق الضمان
لصاحل البنك من جهة أخرى.
الفرع األول :مبادئ تأمين االئتمان
تتمثل هذه املبادئ يف الشيء املضمون ،وطبيعة اخلطر املضمون ،واملصلحة يف التأمني ،والتحكم يف اخلطر.
أوال :الشيء المضمون
ويتعلق األمر هنا ابلقروض املمنوحة من طرف املصارف واملؤسسات املالية مبوجب عمليات جتارية أو مالية
للخاضعني للقانون اخلاص جتارا أو مؤسسات.
فالتأمني على القرض هو التأمني على مبلغ الدين 2املستحق للبنك أو املؤسسة املالية يف ذمة املدين،
وابلتايل فهو أتمني عن األضرار وليس على األشخاص.
ثانيا :طبيعة الخطر المضمون
قد يعرتض القرض عدة أخطار تؤثر على ماحنه قد تتعلق بشخص املدين كعدم وفائه اللتزاماته يف اتريخ
االستحقاق وهذا ألسباب عرضية ،وأحياان أخرى نظرا إلعساره حىت قبل ذلك التاريخ ،وأخرى أجنبية عنه
إن السبب أو الدافع للتعاقد هو املصلحة االقتصادية ،أي تلك املتمثلة يف قيمة مالية ،مع إجازة التأمني
على الربح املنتظر ،حيث البنك يؤمن على أصل الدين والفوائد واملصاريف ،ولكن بشرط أن تكون املصلحة
مشروعة.
-1املادة 29من األمر رقم 04-95السالف الذكر ،املعدل واملتمم ،املتعلق ابلتأمينات .واملواد 6و7و 8من القانون رقم 06-96السالف الذكر ،املتعلق بتأمني
القرض عند التصدير.
-2املادة 12من األمر رقم 06-96السالف الذكر.
-3املادة 5من األمر رقم ":06-96يتحقق اخلطر الت جاري عندما ال يفي املدين بدينه ،شخصا طبيعيا كان أو معنواي ،ويس إدارة عمومية وال شركة مكلفة خبدمة
عمومية ،وكان عدم الوفاء هذا ،غري انتج عن عدم تنفيذ املؤمن له بنود العقد وشروطه ،وإمنا انجتا عن تقصري املدين أو عدم قدرته على الوفاء." .
-4املادة 4من القانون رقم 04-06السالف الذكر ،املتضمن قانون التأمينات ،املعدلة واملتممة للمادة 30من األمر رقم .07-95
-5املادة 621من القانون املدين ،واملادة 29من األمر رقم 07-95املتعلق ابلتأمينات.
274
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
لكي تتحكم شركة التأمني يف اخلطر املؤمن عليه تشرتط لضمانه منح االعتماد لزابئن املؤمن له البنك،
وذلك بتقسيمهم إىل فئتني:
-الزابئن الذين عليهم ديون معتّبة مستحقة للمؤمن له البنك ،حيث مياس املؤمن رقابة مستمرة على هؤالء،
وله أن حيدد مبلغ الضمان اخلاص بكل زبون ،كما له أن يلغي الضمان أو ينقصه.
-القرض املمنوح هلاته الفئة كبريا ،هنا يزداد اخلطر على املؤمن له البنك ،ولذا فإن هذا األخري جمّب على
ممارسة الرقابة واالحتياط من خطر االئتمان ،مع إمكانية مشاركة املؤمن يف ذلك.
الفرع الثاني :تحقيق الضمان لصالح البنك
البنوك واملؤسسات املالية هلا حق امتياز عام على مجيع أموال املدين ،حيث "تستفيد املؤسسات املذكورة
من امتياز على مجيع األمالك والديون واألرصدة املسجلة يف احلساب ضماان لدفع كل مبلغ يرتتب كأصل دين أو
فوائد أو مصاريف كل الديون املستحقة لبنوك واملؤسسات املالية أو املخصصة هلا كضمانة.1".
فعند وقوع احلادث حيصل الدائنون املمتازون أو املرهتنون تبعا لرتبتهم وطبقا للتشريع على التعويضات
املستحقة.2
فالبنك كدائن ممتاز أو مرهتن حيل حمل املؤمن له املؤسسة املدين يف التعويض ولكن بشروط:
-البد أن يكون هناك مثة أتمني على األشياء ،وهو ما حيدث فعال عندما تؤمن املؤسسة املدين على القرض
يف أتمني الكفالة لصاحل البنك الدائن ،أو من خالل التأمني على الضماانت الشخصية والعينية املمنوحة
للبنك املمول ،وكذلك من خالل التأمني على البضائع والسلع واملعدات واحملالت التجارية املرهونة لصاحل
البنك ،وهذا كله منصوص عليه يف إحدى بنود عقد االعتماد الذي يتم إعداده والتوقيع عليه من طرف
املؤسسة االقتصادية والبنك املمول هلا.1
كما يظهر ذلك من خالل أتمني الشاب املستثمر على مجيع األخطار من أجل ضمان املؤسسة املصغرة،
ويف إطار الوكالة لدعم وتشغيل الشباب حيل البنك حمل الشاب املؤمن له يف الدرجة األوىل يف التعويض ،مث أتيت
الوكالة يف الدرجة الثانية.
-هالك الشيء املؤمن عليه ،هنا عدم الوفاء ابلدين يف أجل االستحقاق أو هالك الشيء املؤمن عليه من
عتاد أو حمل جتاري أو بضائع أو عقار أو حىت أوراق جتارية.
فعند حتقق الكارثة نكون أمام شيئني ،األول رجوع البنك ابلدعوى املباشرة على املؤمن مبقتضى حلوله حمل
املدين عند التعويض ،يف حالة النزاع .الثاين أن املؤمن له هنا املؤسسة املدين حتول حقها يف التعويض لصاحل البنك
الدائن ،2فهذا امتياز منحه املشرع بصفة خاصة للبنوك واملؤسسات املالية عند متويلها لعمليات التصدير.
وللمؤمن أن يرفض دفع التعويض إذا كانت له دفوع ميكن أن حيتج من خالهلا على البنك املقرض ،وهذا ما
يشكل خطرا آخر على هذا األخري ،وهي إحدى سلبيات آلية التأمني.
3
ثانيا :اإلجراءات القانونية لتحصيل الضمان
هنا نفرق بني اإلجراءات املتبعة يف حالة اإلعسار املفرتض ،واإلجراءات عند حالة اإلعسار املثبت.4
-1يف حالة اإلعسار املفرتض يقوم املؤمن له(البنك)ابلتصريح للمؤمن ابلتهديد ابلكارثة وهذا لعدم دفع املدين
له االستحقاق ،ويكون ذلك عن طريق رسالة مضمونة الوصول مع إشعار ابالستالم مرفقة جبميع الواثئق
الالزمة لذلك يف خالل مدة ال تتجاوز 30يوما من اتريخ االستحقاق غري املدفوع .وميكن للبنك ممارسة
-1الحظ ذلك يف املالحق ،فتح اعتماد مع رهن حمل جتاري ،فتح اعتماد مع رهن معدات خاصة ابلتجهيز . . .يف هناية حبثنا هذا.
-2املادة 10من األمر رقم 06-96املتعلق بتأمني القرض عند التصدير ":ميكن ملؤمن له حتويل احلقوق الناجتة من الضمان لصاحل الغري ،برتخيص من املؤمن
ويكون هذا الرتخيص حقا خموال عندما تكون األطراف املستفيدة من حتويل هذا الضمان بنكا أو هيئة مالية قامت بتمويل القرض عند التصدير." .
-3قانون التأمينات ،واألمر املتعلق ابلتأمني على القرض عند التصدير .وعادة ما يتم النص على هاته اإلجراءات والشروط يف عقد التأمني الذي تعده شركات
التأمني املتخصصة.
-4اإلعسار املفرتض هو ختلف املدين عن الدفع عند انقضاء مهلة عدم الوفاء ،أما اإلعسار املثبت فهو عجز املدين عن الوفاء وهذا راجع لوجود إفالس أو تسوية
قضائية.
276
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
ضغوطات حقيقية على املؤسسة املدين ،واستعمال الوسائل الرضائية للحصول على مبلغ التمويل ،وذلك
إبرسال إخطار له ابلدفع يف اليوم 30من االستحقاق غري املدفوع .وإذا كانت مل أتيت هاته اإلجراءات
ابلنتيجة املتوخاة خالل ما جمموعه 60يوما ،يتم إرسال امللف كامال مرفوقا ابلتصريح املتعلق ابلتهديد
ابلكارثة.
-2يف حالة اإلعسار املثبت يستغين املؤمن له (البنك) عن القيام إبجراء ما قبل املنازعة ،حيث إذا مل يتحقق
الدفع يف اتريخ االستحقاق للبنك مدة أقصاها 30يوما من هذا التاريخ لتصريح بذلك لدى املؤمن
للحصول على مبلغ التعويض.
الفرع الثالث :تقييم فعالية تأمين االئتمان
التأمني يف هذا اجملال يكتسي أمهية ابلغة ،ذلك أنه مفيد للدائن واملدين على حد سواء ،فهو يؤمن للدائن
الطمأنينة والضمان ،ويوفر للمدين الثقة واالئتمان ،وميكنه من احلصول على ما هو يف حاجة إليه من أموال .وهو
يشجع االئتمان ويدعمه ،ويساهم يف حتقيق وإمناء املشاريع االقتصادية اليت حتصل عليها املؤسسة ،ويهدف أتمني
االئتمان إىل تغطية األخطار التجارية ،سواء تعلق األمر بتأمني القرض الداخلي أو بتأمني القرض عند التصدير.
كما أن التأمني جيعل أموال البنك يف مأمن ألن شركة التأمني تتقاسم املخاطر مع البنك الدائن وجتعل
اخلسائر أقل كما لو حتملها هذا األخري لوحده ،أضف إىل ذلك فشركة التأمني تعمل على تغطية املخاطر مهما
كان نوعها من خطر عدم السداد أو اإلعسار أو املخاطر احمليطة ابلكفالة أو الضمان االحتياطي ،أو حىت
املخاطر الداخلية واخلارجية املرتبطة ابالستثمار ،ولكن شريطة أن تكون هاته املخاطر احتمالية الوقوع ،وال يد
لألطراف يف حدوثها ،مع أتين ودراسة مالية قبلية عن املؤسسة االقتصادية املمولة .هنا يكون استيفاء البنك ملبلغ
التعويض مضموان عند حدوث الكارثة ،لكن مع إتباع اإلجراءات املقررة لذلك.
وعلى العكس ما هي عليه التأمينات العينية من إجراءات طويلة ومعقدة ،تتمثل يف احلجز العقاري والبيع
ابملزاد العلين ،فإن التأمني يتميز ابلتسوية السريعة بفضل الدعوى املباشرة يف مواجهة شركة التأمني ،فهي من حيث
املبدأ موسرة.
277
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
ولكن يعاب على هذا النوع من الضمان أنه أكثر كلفة ،بل أن هناك من يعتّب أن هذا الضمان يعتّب شكل
خاص من الكفالة ،وابلتايل فإن خماطر إعسار شركة التأمني الكفيل يظل قائما ،فقد تتعرض هذه األخرية
لإلفالس ،فهنا تكون وضعية البنك صعبة ،والدليل على صحة هذا الرأي أن شركات التأمني غالبا ما تقوم بفرض
إعادة التأمني على عميلها ،وذلك خشية الوقوع يف حالة إعسار أو إفالس مما يّبز عجز هذا الضمان ،هذا من
جهة ،ومن جهة اثنية نالحظ عدم اقتناع الزابئن ونقص الثقة اليت يضعوهنا يف شركات التأمني ،وهذا نظرا
العتيادهم على الضماانت التقليدية ،واليت يرون فيها قلة التكاليف مقارنة مع األقساط اليت تدفع هلاته الشركات.
من جهة أخرى ،فإن شركات التأمني تطيل يف اإلجراءات املتعلقة بتسيري حقوق املؤمن هلم عند حتقق
الكارثة.
كما توجد بعض املخاطر ترفض شركات التأمني تغطيتها ،وخاصة إذا كانت حمققة احلدوث ،كذلك قد
تضع هذه األخرية سقف التزاماهتا ،حيث ال تغطي اخلطر إال بنسبة ترتاوح بني 50و 70ابملائة من اخلسارة،
فهي تتقاسم اخلسارة مع البنك املمول.
أضف إىل ذلك قد ترفض شركة التأمني تغطية اخلطر كلية إذا وجدت أن هناك إمهاال من البنك املؤمن له،
وذلك عندما مل يقم بدراسة دقيقة وشاملة عن وضعية املؤسسة املمولة ،أو عن الكفيل ،أو الضامن االحتياطي ،أو
مل يطلب أتمينات .حيث أن للمؤمن إمكانية رفض دفع التعويض إذا كانت له دفوع ميكن أن حيتج هبا على املؤمن
له املقرتض.
منصوصا عليه يف التشريع السابق مبا هو موجود يف التشريع احلايل يف جمال التأمينات ،جند
ً وإذا قاران ما كان
أنه سابقا إذا اشهرت هذه احلقوق العينية التبعية فهذا كاف لدفع شركة التأمني مبلغ التامني للدائن املرهتن ،ومتتنع
بذلك من دفع ما يف ذمتها للمدين الراهن إال برضى الدائنني املرهتنني .لكن اليوم فالدائن املرهتن ملزم إبخطار
شركة التأمني فور هالك العقار املرهون ،وهذا ملنعها من دفع مبلغ التأمني للمدين الراهن .فإذا مل يقم الدائن املرهتن
بذلك يكون قد ضيع حقه ،ألن شركة التأمني تّبأ ذمتها ملا دفعته للمدين كتعويض عن هالك العقار املرهون.1
-1املادة 36من القانون رقم 04-06املتعلق ابلتأمينات السالف الذكر" :إذا وقع حادث يف جمال أتمينات األموال ،حيصل الدائنون املمتازون أو املرهتنون تبعا
لرتبهم وطبقا للتشريع الساري على التعويضات املستحقة ،غري أن املدفوعات املقدمة عن حسن نية قبل تبليغ املؤمن ابلدين اإلمتيازي أو الرهين تكون مّبئة".
278
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
فاملشرع حفظ للدائنني املرهتنني حقهم يف التقدم على التعويض املستحق تبعا ملرتبتهم يف القيد ،ولكن اخلطر
يبقى قائما يف حال ما إذا مل يقم هؤالء بتبليغ شركة التأمني ابلديون املمتازة أو الرهنية .ألن شركة التأمني تّبأ ذمتها
ملا دفعته من مبالغ كتعويض للمدين الراهن بشرط أن يكون هناك حسن نية من شركة التأمني .لذلك على البنك
الدائن ومن أجل حفظ حقوقه عليه إخطار شركة التأمني بوجود رهن لصاحله.1
مما سبق ميكن القول إن هذا الضمان غري قادر على تغطية العجز الذي يكتنف الضماانت التقليدية،
خاصة وأن ارتفاع تكلفته حيد من إقبال الزابئن عليه.2
3
المبحث الثاني :خطاب الضمان ()Lettre d'intention( )Lettre de garantie
هذه الضماانت هي نوع من أنواع الكفالة ،لكن ختتلف عن الكفالة العادية يف أن هذه األخرية ختضع
لقواعد قانونية صارمة وضعها املشرع ،بينما خطاب الضمان آلية ختضع للممارسات واألعراف البنكية كما أن
جماهلا املعامالت الدولية ،رغم أن التعامل هبا أصبح يتم كذلك داخليا ،أما ابلنشبة للمشرع اجلزائري مل يتعرض له
يف قانون خاص ولكن صنفه ضمن اإللتزام ابلتوقيع.4
وال توجد سوابق قضائية -على غرار القضاء املصري والفرنسي -لدى القضاء اجلزائري يف جمال خطاب
الضمان إال يف سنة ،2010حيث صدر عن احملكمة العليا قرار يفرق فيه بني الكفالة وخطاب الضمان.5
وخطاب الضمان خيتلف عن الكفالة يف أن إلتزام الكفيل يف عقد الكفالة إلتزام تبعي ،بينما يف خطاب
الضمان إلتزام الضامن مستقل عن إلتزام العملي اآلمر الذي صدر اخلطاب لضمانه .كما أن للكفيل احلق يف
التمسك ابلدفوع املمنوحة له ،بينما اإلستقاللية يف خطاب الضمان ال تسمح للضامن بذلك فهو ملزم ابلوفاء
للمستفيد مبجرد الطلب األول.
ولكن التداخل بينهما كبري وممكن ،ما حدث يف كثري من القضااي علىظ مستوى القضاء الفرنسي:1
-األوىل يف 27جوان ،2000حيث مت تكييف إلتزام الضامن على أنه كفالة وليس خطاب ضمان كما
ذهبت إليه حمكمة اإلستئناف.
-والثانية صدرت بتاريخ 30جانفي 2001أيدت فيه حمكمة النقض ما توصلت إليه حمكمة اإلستئناف
من إعتبار إلتزام الضامن خطاب ضمان مستقل وليس كفالة تبعية ،ألن الضامن ال ميكنه اإلحتجاج
ابلدفوع.
فورا مبجرد
كما ميكن التفريق بني خطاب الضمان واإلعتماد املستندي ،هذا األخري ال يستحق اإللتزام ً
الطلب وإمنا يتوقف الوفاء به على تقدمي املستندات وهذا على عكس خطاب الضمان الذي يتحقق أبول طلب.2
المطلب األول :خطاب الضمان على المستوى الداخلي
خطاب الضمان ويسمى كذلك الوعد ابلضمان ( ،)Promesse de garantieهذا النوع من
الضماانت انشئ عن األعراف واملمارسات البنكية ،هو عبارة عن تصرف غري تعاقدي يشكل التزاما معنواي،
حيث يعطي دليال على وجود التزام .3هذا االلتزام قد يكون يف صورة التزام بفعل ( )Obligation de faireأو
على شكل ضمان الدفع ( .4)Garantie de paiementوخلطاابت الضمان ثالث صور.5
-1راضية أمقران ،خطاابت الضمان املصرفية وموقف الشريعة اإلسالمية منه ،سالة دكتوراه يف احلقوق ،القانون اخلاص ،جامعة اجلزائر ،2014 ،ص.42
-2نفس املرجع ،ص.44
3 -"La lettre de garantie est une famille d'engagements moraux ou de contrats unilatéraux
accompagnant un contrat principal, généralement un crédit…", Xavier Barré, Lettres d'intentions, j.
c. p, banque et crédit, 1997, p. 3.
-4خطاب الضمان هو التزام أديب ،وهو عقد ملزم جلانب واحد ،مرتبط عادة بعقد قرض ،يؤكد فيه مصدر اخلطاب أنه سيبذل كل ما يف وسعه لدفع املدين األصلي
املضمون إىل تسديد ما عليه من ديون لدى البنك ،أو أن يلمح إىل أنه سيسدد عوضا عن الدين األصلي املضمون إذا مل يستطع هذا األخري تنفيذ ذلك.
-5راضية أمقران ،املرجع السابق ،ص ،80 .و.M. remelleret, op. cit, pp. 64-66
280
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
يقوم هذا النوع من الرسائل يف شكل مدون يتضمن صراحة أن مسريي املنشأة األم يعرتفون ابلتعهدات
وااللتزامات اليت أبرمها مسئولو الوحدات التابعة هلا أمام البنك الدائن ،فيعتّب هذا اإلجراء التزام أديب وقرينة على
وجود ضمان ،فهو ضمان غري مباشر ،إن التكييف القانوين هلذا الوعد أنه رسالة نية ،ميكن أن يكون على أساس
ضمان ،مينح ثقة للبنك لتسوية الديون املرتتبة من تعهدات مؤسسة فرع ،اعرتفت هبا املؤسسة األم عن طريق رسالة
نية .هذا االعرتاف يشكل ضمانة للبنك على إمكانية تنفيذ االلتزام الذي هو على عاتق املؤسسة الفرع ،إذا مل
تستطع تنفيذه تقوم املؤسسة األم بتنفيذ هذا االلتزام ،لكن يبقى جمرد التزام معنوي ،قد ال يستفيد منه البنك
الدائن إال على سبيل االستئناس.
الفرع الثاني :خطابات ضمان متضمنة التزام قانوني
هذا النوع من اخلطاابت يتضمن التزام ببذل عناية أو التزام بتحقيق نتيجة ،وفقا للعبارات اليت يتضمنها
اخلطاب ،ألن خطاب الضمان هو رسالة يوجهها امللتزم إىل البنك الدائن يفصح له فيها عن التزامه ،والعبارات
املوجودة يف اخلطاب هي اليت تبني نوع االلتزام ،هذا النوع من اخلطاابت قد أيخذ شكل رسالة مهادنة ( Lettre
-1تكون العبارات املستعملة يف اخلطاب كما يلي" :نلتزم ببذل كل اجلهود لتمكني الشركة املدينة من تنفيذ التزاماهتا اجتاهكم ،" . . .راضية أمقران ،املرجع السابق،
ص.81 .
281
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
التعهدات اليت أبرمتها الشركة الفرع سوف حترتم يف آجاهلا املتفق عليها ،فهنا الضامن يلتزم أبن أيخذ على عاتقه
القيام بكل الوسائل لتمكني املؤسسة املدينة من تنفيذ التزامها أمام البنك الدائن ،فبطريقة غري مباشرة يتعهد
ابلدفع عوضا عنها ديون البنك إذا مل تستطع الوفاء بذلك ،هذا النوع من اخلطاابت يشكل ضمانة قوية للبنك
على أن أمواله يف أمان.
1
الفرع الثالث :خطابات الضمان التي تشكل كفاالت حقيقية
هي كفاالت ختفي وراءها عبارات تدل على أن الضامن سوف يدفع للبنك الدائن ما على املؤسسة املمولة
من التزامات إذا مل تكن هلا املقدرة على ذلك ،وابلتايل يكون هنا خطاب الضمان مبثابة كفالة ،ومصدر اخلطاب
مبثابة كفيل ،فإذا حدث نزاع فعلى القاضي البحث عن نية الضامن ،ويف عبارات اخلطاب حىت يستشف ما اللتزام
الذي أراده الضامن ،هل هو التزام ببذل عناية أو اهلدف منه حتقيق نتيجة أو أنه كفالة حقيقية أراد من خالهلا
كفالة الدين األصلي ،وذلك من خالل رسالة التنازل املسبق على احلقوق للحساب اجلاري.2
إن خطاابت الضمان مهما يكن نوعها آلية قانونية جتعل البنك يقدم على منح التمويل ،3حىت وإن كان
خطاب الضمان جمرد التزام أديب وكان هو السبب يف منح البنك القرض للمؤسسة االقتصادية فهنا على مصدر
اخلطاب تنفيذ التزامه وإال يكن قد عرض أموال البنك للخطر ،ومنه إذا أثبت البنك ذلك وأثبت وجود عالقة
سببية أمكنه مطالبة الضامن ابلتعويض عما حلقه من ضرر جراء هذا اخلطاب الذي أصدره.
وإذا كان اخلطاب يف فحواه التزام ببذل عناية ومل تنفذ املؤسسة التزامها جتاه البنك هذا ال يعين عدم تنفيذ
الضامن اللتزامه ،لكن على البنك إثبات مسؤولية مصدر اخلطاب أبنه مل يبذل العناية الكافية اليت جتعل املؤسسة
املضمونة تفي ابستحقاقاهتا ،ولكن على العكس إذا احتوى اخلطاب على التزام بتحقيق نتيجة ومل تتحقق النتيجة
-1تكون العبارات املستعملة يف هذا النوع من اخلطاابت" :نلتزم بتنفيذ االلتزامات اليت التزمت هبا الشركة املدينة اجتاهكم ،" . . .نفس املرجع ،ص.83 .
-2يقضي ذلك بتعهد الشريك يف عقد الشركة إبمكانية حتصيل البنك لدينه قبلها.Ibid, p. 66 ،
-3خطاابت الضمان هي ضماانت حقيقية ابلنسبة للبنك حمررة من طرف الضامن ،مهما يكن نوعها فهي متثل مسؤولية جتاه البنك ،الدائن ،ومنه فهي تصرف
خطري ،لذا وجب أن خيضع هذا النوع من الضماانت للقواعد العامة كاألهلية والرضا،. . .
Dominique Legeais, op. cit. , p. 182.
282
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
املضمونة هنا على البنك مطالبة الضامن ابلتنفيذ وإذا استحال ذلك حكم عليه بتعويض الضرر الناتج عن عدم
تنفيذه اللتزامه.1
وإذا كان اخلطاب يتضمن كفالة حقيقية فعلى الضامن تنفيذ االلتزام جتاه البنك الدائن إذا مل تستطع
املؤسسة املدينة الوفاء ابلتزاماهتا ،ومنه يتم تطبيق القواعد القانونية اخلاصة ابلكفالة العادية.
أما ابلنسبة للصفقات العمومية ،وما تتطلبه من ضماانت ،اليت تتمثل يف الكفالة ،واليت يعتّبها الفقهاء
والباحثني مثل خطاب ضمان ،2ألننا هنا أمام تعهد مكتوب من بنك بناء على طلب من عميله لصاحل شخص
آخر طبيعي أو معنوي ،بدفع مبلغ معني عند أول طلب خالل أجل حمدد.
ويظهر ذلك من خالل ،خطاب الضمان االبتدائي ،الذي هدفه ،عند رسو املناقصة أو املزايدة وتقدميه
للضمان النهائي ،حيث إذا رفض العميل التوقيع على العقد بعد ذلك ،كان للجهة املستفيدة احلق يف مصادرة
قيمة خطاب الضمان ،وغالبا ما تكون مدة صالحية اخلطاب 3أشهر من اتريخ املناقصة .3كما يظهر من خالل
خطاب الضمان النهائي ،الذي مفاده ،أنه يف حالة رسو العطاء على العميل ،فإنه يتعني عليه أن يقدم للجهة
صاحبة الصفقة خطاب ضمان هنائي حلسن تنفيذ العقد املّبم معها ،والغرض منه هو ضمان تنفيذ العملية
ومطابقتها لشروط العقد .4ويوجد كذلك ابلنسبة للصفقات ،ما يسمى خبطاب ضمان الدفعة املقدمة ،حيث أن
العملية اليت يقوم بتنفيذها املقاول أو املورد حتتاج إىل أموال كثرية ،ال تتناسب وقدرته املالية ،لذلك فإن اجلهة
صاحبة الصفقة تدفع له مبلغا مقدما حىت ميكنه متويل العملية املتعاقد بشأهنا ،ويف مقابل ذلك تطلب هاته األخرية
أن تدفع له مبلغا من املال كتسبيقة 5لتمويل العملية ،وتطلب من املقاول أو املمون خطاب ضمان عن التسبيقة،
-1املادة176من القانون املدين اجلزائري" :إذا استحال على املدين أن ينفذ االلتزام عينا حكم عليه بتعويض الضرر الناجم عن عدم تنفيذ التزامه" . . .
-2لينده شاميب ،املرجع السابق ،ص 156و.157
-3املادة 125فقرة 2و 3من املرسوم الرائسي رقم 247-15املتعلق ابلصفقات العمومية السالف الذكر.
-4املادة 130و 131من املرسوم الرائسي رقم 247-15السالف الذكر.
-5املادة 109من املرسوم رقم 247-15السالف ذكره تنص" :التسبيق هو كل مبلغ يدفع قبل تنفيذ اخلدمات موضوع العقد ،وبدون مقابل للتنفيذ املادي
للخدمة." .
283
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
حىت تضمن اسرتدادها يف حالة عدم متكنه من إمتام تنفيذ الصفقة ،ولضمان استخدامها يف العملية املتعلقة هبا.1
وأن التسبيقات ال تدفع إال يف حالة الصفقات العمومية اليت يفوق مبلغها 12مليون دينار.2
ومن كل ما سبق ميكن استنتاج خصائص خطاب الضمان:
-أنه عبارة عن تعهد صادر من أحد البنوك ،بدفع مبلغ معني ال يتجاوز قيمة خطاب الضمان إىل املستفيد
عند أول طلب.
-ال جيوز تداوله ،ألنه ليس ورقة جتارية ،ومن مث ال جيوز تظهريه للغري.
-خطاابت الضمان ليست عبارة عن مبالغ نقدية سائلة ،وإمنا تعهد مكتوب أو قد يكون شفهيا .وهو حمدد
أبجل.
المطلب الثاني :خطاب الضمان على المستوى الدولي
إن خطاابت الضمان ال يكون استعماهلا داخليا فحسب ،بل يكون جماهلا كذلك املعامالت الدولية ،تكون
عبارة عن خطاب يصدره البنك بناء على طلب شخص يسمى املضمون ،يقوم إبصداره لصاح شخص آخر
يدعى املستفيد وذلك بوضع مبلغ معني لغرض ما يف هناية مدة معينة متفق عليها بني األطراف.3
ميثل حمل التزام البنك إذن يف مبلغ من النقود متثل قيمة خطاب الضمان يدفع لفائدة املستفيد لدى أول
طلب أو عند تقدمي املستندات املطلوبة يف اخلطاب املّبر.
وتعتّب مدة سراين خطاب الضمان من بني أهم أركان خطاب الضمان البنكي ،فال ميكن بقاء التزام هذا
األخري ابلدفع قائما ملدة غري حمدودة ،هذا يعطي له احلق يف إهناء التزامه يف أي وقت يشاء .واملدة عنصر أساسي
يف اخلطاب فبها حيدد زمن االلتزام من جهة ،ومن جهة اثنية هبا حتدد عمولة البنك والفوائد.
وخطاب الضمان الذي يقدمه البنك بناء على طلب عميله إىل دائن هذا العميل ال ميثل ضماان قواي يف
نظر هذا الدائن إال إذا كان هذا االلتزام مبقتضى خطاب هنائي جمرد من العالقات ،سواء تلك اليت تنشأ بني
العميل ودائنه املستفيد أو اليت بني البنك وعميله ،ولذا فإن عبارات اخلطاب ذاهتا هي اليت تكتسب أمهيتها فيما
يتعلق بتحديد التزام البنك ،حبيث إذا حتققت الشروط الواردة فيه وجب على البنك مصدر اخلطاب الوفاء مبا
تعهد به دون أتخري بغض النظر عن سائر العالقات السابقة ،وبغض النظر عن أية معارضة من جانب العميل.1
فخطاب الضمان على املستوى الدويل يتعهد فيه البنك أبن يدفع عند أول طلب رغم أية معارضة من
العميل مبلغ الضمان أو أي جزء منه للمستفيد الصادر لصاحله الضمان كتأمني عن عملية معينة هي أساسا
العالقة بني عميل البنك واملستفيد وذلك خالل مدة حمددة تنتهي بتاريخ انتهاء سراين الضمان ،ومادام أن املشرع
اجلزائري ال يعرتف إال ابلضمان غري املباشر ،فإن هناك أربعة أطراف تستفيد من خطاب الضمان.2
فاملستفيد حيصل على الضمان عند الطلب األول أو مبجرد تقدميه للمستندات املتفق عليها مسبقا ضمن
نص االلتزام ،حيث أن هذا الضمان هو التزام ابإلمضاء3فقط الذي قد يصبح التزاما ابلدفع إذا ما حتقق اخلطر
الذي أنشئ من أجله الضمان.
ففي حالة الضمان عند الطلب األول 4فإن الكفالة البنكية توضع يف حالة التنفيذ من طرف املستفيد أو
عند أول طلب كتايب دون الضرورة أو احلاجة لتّبير ذلك ،وقد يشكل هذا النموذج من الضماانت خماطر عديدة
للمصدر والبنك الضامن ،حيث أن البنك الضامن يقوم ابلدفع دون حتليل أو دراسة لطلب املستفيد.5
خطاب الضمان أحياان تكون عباراته غامضة من حيث اهلدف ومدة الصالحية ،ألنه أحياان يتم حتديد
اتريخ تنتهي فيه صالحية املطالبة ابلضمان ،ولكن أحياان قد يكون حتديد الصالحية غري ممكن ،وقد يكون اتريخ
الصالحية غري مذكور ابلتحديد كأن ينص على صالحية الضمان تكون حلني إمتام تنفيذ العقد .وعند أتدية البنك
اللتزاماته للضامن املقابل (البنك اآلخر) جيب الرجوع ضد زبونه لتغطية مستحقاته.
-1علي البارودي ،القانون التجاري ،العقود وعمليات البنوك ،الدار اجلامعية ،بريوت ،لبنان ،1991 ،ص.394 .
-2خبالف خطاب الضمان البنكي على املستوى الداخلي الذي يضم ثالثة أطراف ،يتم تدخل أربعة أطراف لتنفيذ خطاب الضمان الدويل وهم:
-اآلمر :وهو البائع املصدر.
-بنك اآلمر :وهو املصرف الصادر للضمان املقابل.
-العميل :وهو املشرتي املستورد املستفيد من الضمان.
-البنك احمللي :وهو الذي يقع يف بلد العميل ،وهو البنك الضامن أو املصدر ،والذي يستفيد من التزام البنك املصدر للضمان املقابل.
-3االلتزام ابإلمضاء هو عملية يلتزم مبوجبها املصريف إبمضائه وابلتايل يقبل أن يكون ضا منا لزبونه وأن حيل حمله إذا عجز عن الدفع ،ويسمح هذا التسهيل للزبون أن
يؤجل دفع حقوق أو التزامات معينة أو أن يغطي عجزه يف حالة عدم احرتامه اللتزاماته ،معمر سعدوين ،املرجع السابق ،ص.21 .
-4ابراهيم خمتار ،املرجع السابق ،ص.135-134 .
-5قرار صادر عن جملس قضاء اجلزائر ،يف ، 2010-7-8مرجع سبق ذكره" ،الكفالة البنكية مشروطة الدفع ،عند أول طلب ،وغري قابلة للطعن ،وغري موقوفة
أبي شرط" . . .
285
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
أم ا إذا كان الضمان مستنداي فالبنك الضامن يلتزم بدفع مبلغ الكفالة عند تقدمي املستندات اليت تّبر عدم
احرتام العميل اللتزاماته ،فتقدمي هذه املستندات يؤدي إىل وضع البنك الضامن يف حالة تنفيذ الكفالة البنكية.
فالتزام البنك يف جمال خطاابت الضمان الدولية فيه االستقاللية ،أو جيب أن تكون فيه هذه الصفة ،فال
مييل إىل البائع (املصدر) وال إىل املشرتي (املستورد) ،وهذا لبعث الثقة الالزمة إلبرام العقد بينهما ،1ولو أن دوره
اقتصر يف أن يكون وكيال ابلعمولة ( ،)Commissionnaireأو كفيال ألحدمها ملا كان جديرا أبن يوفر
للمتعاقد اآلخر االطمئنان الذي جيعله يقبل على التعاقد ،فالبد أن يكون البنك يف مثل هذه العمليات
مشرفا بني البائع واملشرتي ،فالبائع األجنيب يطمئن عندما يصله خطاب البنك ،ألن التزام البنك بدفع الثمن قد
استقل عن إرادة املشرتي ،كذلك العميل املشرتي يطمئن إىل أن البنك الضامن لن يدفع الثمن للبائع إال يف الوقت
املناسب ،ومنه فإن تصرف البنك إبصدار خطاب الضمان يصنف أبنه التزام ابإلرادة املنفردة.2
قد يصدر إىل البنك طلب ملد صالحية خطاب الضمان من العميل نفسه أو من املراسل ابخلارج هذا قبل
انتهاء صالحيته وإال فقد الضمان قيمته وأصبح ألية مطالبة تصل إىل البنك الضامن بعد هذا التاريخ عدم
اإللزام .3وقد جرى العمل على أن تقوم البنوك بتضمني طلب إصدار خطاابت الضمان نصا يصرح العميل مبوجبه
للبنك مبد صالحية خطاب الضمان دون الرجوع إليه.4
وابلرغم من هذا النص فإن البنوك عادة ما ترجع إىل عمالئها قبل متديد فرتة الصالحية خاصة إذا أغفل
املستفيد حتديد املدة اليت يطلبها لتمديد ذلك ،وذلك كي حيددها العميل بنفسه.
ويرتتب على انقضاء التزام البنك ابلوفاء براءة ذمته يف مواجهة املستفيد ،ومن جهة ممارسة حق الرجوع على
العميل 1بقيمة خطاب الضمان املسددة من قبله وذلك عن طريق اخلصم التلقائي من حساب العميل اآلمر يشمل
مبلغ الضمان واملصاريف املرتتبة عن عملية تنفيذ اخلطاب والفوائد املتفق عليها يف العقد الذي مينح احلق للبنك
دون احلصول على املوافقة املسبقة من العميل .2كما حيق للعميل الرجوع على البنك الضامن يف حالة خمالفة بنود
العقد ،كقيامه بدفع قيمة اخلطاب للمستفيد بعد انقضاء املدة املتفق عليها مع العميل ،أو كذلك متديد أجل
اخلطاب.3
إذن فخطاب الضمان كفالة بنكية يتعهد مبوجبها البنك الذي أصدره أن يدفع إىل املستفيد منها مبلغا ال
يتجاوز حدا معينا بناء على طلب طرف اثلث لغرض معني وقبل حلول أجل حمدد ،وخيتلف عن الكفالة التقليدية
اليت ختضع للمادة 646من القانون املدين ،إمنا الكفالة البنكية الدولية هي كفالة ألول طلب حتكمها األعراف
الدولية.4
ميثل خطاب الضمان ضمانة حقيقية خاصة إذا صدر اخلطاب من ذي مصلحة تربطه عالقات مالية أو
اجتماعية ابملدين األصلي ،وعلى األخص إذا صدر اخلطاب من شركة أم تضمن فيه شركة فرع أومن مسري
للمؤسسة يضمن فيه هذه األخرية ،وإذا صدر اخلطاب من بنك يضمن فيه مؤسسة مستوردة أو مصدرة ،حيث
يزيد من ثقتها عند الغري وهو يستفيد من عمولة جراء ذلك.
وخطاب الضمان يعتّب مكرسا من قبل البنك لفائدة املتعامل مع عميله يلتزم من خالله مببلغ نقدي ميثل
قيمة اخلطاب عند أول طلب ،هذا كله جتاوزا لسلبيات الكفالة وما يطبعها من عالقة التبعية ،فاالختالف جوهري
بينهما ،ألن خطاب الضمان عبارة عن ائتمان توقيع مينح من قبل بنك لفائدة متعامل مع عميل هذا البنك.
لكن رغم هذه االجيابيات إال أن هذه اآلليات املستحدثة من الضماانت ال ختلو من بعض السلبيات،
فخطاب الضمان ما هو إال التزام أديب ،وحىت وإن كانت هناك نية حقيقية يف الضمان إال أن مصدر اخلطاب ال
-1حمكمة النقض املصرية . . .":ويرتتب له حق الرجوع على عميله بقدر املبلغ املدفوع ." . . .نفس املرجع ،والصفحة.
-2حم مود الكيالين ،املوسوعة التجارية واملصرفية ،عمليات البنوك ،دراسة مقارنة ،دار الثقافة للتوزيع والنشر ،عمان ،2008 ،ص.380
-3املرجع السابق ،ص .372
-4القضية السالفة الذكر ،اجمللة القضائية ،2012العدد ،1ص.251 .
287
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
يصرح بذلك فهي تستشف من عالقة هذا األخري ابملؤسسة املدينة أو من خالل عبارات اخلطاب اليت تكون يف
كثري من األحيان غامضة ،ومنه ال ميكن للبنك الرجوع على مصدر اخلطاب لتنفيذ التزامات املدين ،وإن حدث
ذلك فبصعوبة وبقراءة ما بني سطور اخلطاب للبحث عن نية مصدر اخلطاب.
وعلى املستوى الوطين ،وابلرغم من انتشار استخدام خطاب الضمان يف الواقع العملي خاصة يف جمال
الصفقات العمومية إال أننا نالحظ عدم وجود أي نظام قانوين هلذه اآللية ،لذا يبقى تدخل املشرع لتقنينها عّب
قواعد قانونية مكملة أمرا ضروراي ،جيعلها أكثر فاعلية وتنظيم.
أم ا يف اجملال الدويل فاألمر أخطر يف حال الضمان ألول طلب ألن ما على البنك إال التنفيذ دون حتليل أو
مناقشة أو دراسة لطلب املستفيد ،كما أن اخلطاب قد يكون غامضا من حيث اهلدف ومدة الصالحية أو وجود
خطأ فيه .أضف إىل ذلك احلق الذي للعميل والذي مينحه إمكانية الرجوع على البنك يف حالة خطئه يف تنفيذ
قيمة اخلطاب .فحق الرجوع متبادل بني أطراف خطاب الضمان.
كما تظهر أخطار الضمان من خالل أنه قد يدفع البنك قيمة اخلطاب بناءً على طلب املستفيد ولكن
عند الرجوع عن عميليه قد ال جيد عنده ما يفي بدينه .كما قد خيطأ ويسدد قيمة اخلطاب طب ًقا ملطالبة املستفيد
خطرا من
بذلك مع اإلخالل العميل بتنفيذ التزامه املتمثل يف بدأ مشروعه .كما يشكل إعسار العميل أو إفالسه ً
أخطار الضمان ،ألن البنك هنا سوف يؤدي قيمة الضمان للمستفيد بدال عن العميل املعسر ،وخطاب الضمان
ميكن أن يتحول لدين يؤثر على سيولة البنك.1
2
المبحث الثالث :حق الملكية كضمان
إن ما يعرتض الضماانت احلقيقية السالفة الذكر من نقائص ،وظهور بعض السلبيات فيها أدى إىل التفكري
يف آليات أخرى تكون أكثر محاية للبنك من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية ،فظهرت آلية مزدوجة الوظيفة فمن
جهة متثل آلية متويل ومن جهة أخرى متثل ضمانة حقيقية للحماية من املخاطر املرتبطة بعملية التمويل ،هذه اآللية
تتمثل االعتماد االجياري ،حيث أن البنك أمواله لتمويل املؤسسة ويف نفس الوقت حيتفظ مبلكية هذه األموال
كضمان.
لقد اختلفت اآلراء ح ول تكييف حق امللكية كضمان هل يعتّب من قبيل التأمني العيين أم أنه ال يعتّب من
قبيل التأمينات أصال؟
هناك اجتاه مؤيد يرى أن حق امللكية كضمان مبثابة أتمني عيين على اعتبار أن للدائن مرتبة جيدة ال ينافسه
فيها أحد ألن له حق ملكية على هاته األموال من خالهلا يسبق مجيع الدائنني ،كما أن احلق على القيمة هو
معيار للرهن الرمسي وكذلك للرهن احليازي مما يسمح بتكييف حق امللكية كضمان مبثابة أتمينات عينية
كالسيكية.1
أما االجتاه الرافض لفكرة تكييف حق امللكية كضمان على أنه أتمني عيين ألن التأمينات العينية حمددة
قانوان وفقها ال جيوز إضافة أتمينات عينية أخرى وأن هذه اآللية ال تستجيب خلصائص التأمينات العينية:2
-التأمينات العينية تعطي حق األفضلية للدائن املرهتن وهذا ال يتوفر يف حق امللكية كضمان ،ألنه ال يوجد
تزاحم على الشيء املرهون ،فالبنك الدائن له حق ملكية على الشيء ال ميكن لآلخرين مزامحته ألنه ال
يدخل يف الذمة املالية للمدين ،بل له امللكية املطلقة على هذا الشيء.
-التأمني العيين له خاصية التبعية فهو اتبع اللتزام أصلي وهو الدين ،بينما حق امللكية هو حق عيين أصلي،
هذا ما جعل املشرع ال يضع حق امللكية كضمان كتأمني عيين تبعي.
-لكن هناك اجتاه اثلث يذهب إىل أن حق امللكية كضمان ال يكون أتمينا عينيا وإمنا اعتباره كضمان
مبفهومه الواسع أفرزته املمارسات البنكية ،3وهو أية آلية ميكن للدائن استعماهلا حلماية أمواله من خطر عدم
التسديد.
كما أن هناك تقديرات أخرى لعقد االعتماد التجاري تظهر كما يلي:
-االعتماد اإلجياري عقد إجيار لكنه خيتلف عن عقد اإلجيار يف أانألول عقد إجياري مايل حيث أن شركة
التأجري أو البنك املؤجر يبقى مالكا للشيء املؤجر طول فرتة اإلجيار وللمستأجر احلق يف متلك األصل
1-Piérre. Crocq, op. cit., p. 252 :"…toutes les propriétés utilisées à titre de garantie de les qualifié de
"…sûretés réelles au même titre que les sûretés traditionnelles
-2راضية أمقران ،املرجع السابق ،ص.191 .
-3نفس املرجع ،ص.192 .
289
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
املؤجر يف هناية املدة إذا أراد ذلك مع األخذ بعني االعتبار ما مت سداده من أقساط لكن ابلنسبة لإلجيار
ً
العادي عند إهناء املدة احملددة يف عقد اإلجيار يغادر املستأجر العني املؤجرة دون أن تكون له اخليارات
املمنوحة للمستأجر يف عقد االعتماد اإلجاري.1
-عقد االعتماد اإلجيار قرض وضمان ،فهو آلية متويل وضمان يف نفس الوقت حيث يكيف على أساس
أنه قرض مينحه البنك إىل املستفيد مع حق االحتفاظ مبلكية العني املؤجرة كضمان لصاحل املؤجر ويتقرر
مبوجب هذا العقد للمستأجر االنتفاع ابألصل املؤجر مبقتضى عقد اإلجيار.2
-كما أعتّب االعتماد اإلجياري أنه بيع ابلتقسيط على اعتبار أن املستفيد املستأجر يلتزم بدفع أقساط
نقدية خالل مدة حمددة ويتقرر له عند هناية هذه املدة متلك األصل املؤجر ،لكن البيع ابلتقسيط فيه نية
لنقل امللكية للمشرتي بينما يف االعتماد اإلجياري ال توجد هناك نية يف متلك الشيء املؤجر ما عدا إذا
أراد ذلك املستأجر يف هناية املدة .فعقد البيع هو عقد سابق لعقد االعتماد التجاري بني كل من البنك
املؤجر واملورد (البائع) لتنتقل اآللية بعد ذلك إىل املستأجر على أساس عقد اعتماد جتاري مع إمكانية
انتقال ملكية األشياء املبيعة إىل املستأجر حيث ميكنه متلكها عتد هناية العقد أو ردها إىل املؤجر إذا مل
يرغب يف ذلك.3
-االعتماد اإلجياري عقد ذو طبيعة خاصة ،ال ميكن إدراجه حتت أي نوع من أنواع العقود املسماة املشار
إليها يف القواعد العامة ألن املشرع اجلزائري قد خصه بقواعد خاصة ،فهو عملية مالية متكن املتعامل من
احلصول على ما حيتاجه من عقارات أو منقوالت دون أن يكون مضطرا إىل دفع قيمتها دفعة واحدة ،بل
يكون يف شكل أقساط مع إمكانية متلكها يف هناية العقد.4
لكن ما ميكن مالحظته عن االختالفات حول الطبيعة القانونية لالعتماد التجاري فإن اجلميع يشرتك يف
اعتبار أن االعتماد اإلجياري هو آلية ضمان ،ألن املؤجر يبقى حمتفظا مبلكية األشياء اليت أجرها حيث ميكنه
استعادهتا إذا أخل املستأجر ابلتزاماته كما أهنا ال تدخل يف تفليسة املدين املستأجر عند شهر إفالسه.
المطلب األول :القواعد العامة لالعتماد االيجاري
عملية االعتماد االجياري هي عملية جتارية ومالية يتم حتقيقها من قبل البنك واملؤسسات املالية أو شركة
أتجري مؤهلة قانوان ومعتمدة صراحة هبذه الصفة مع املتعاملني االقتصاديني اجلزائريني واألجانب أفرادا كانوا أو
مؤسسات اتبعني للقانون العام أو اخلاص ،تكون قائمة على عقد اجيار ميكن أن يتضمن أو ال يتضمن حق خيار
ابلشراء لصاحل املستأجر ،ويتعلق ذلك أبصول منقولة أو غري منقولة ذات االستعمال املهين أو للمحالت التجارية
أو ملؤسسات حرفية.1
أما عن مراحل اجناز عملية االعتماد االجياري فتكون كما يلي:2
-مرحلة شراء األصل من قبل البنك ،حيث يشرتي البنك اللوازم أو األجهزة أو املعدات أو اآلالت اليت
حتتاجها املؤسسة ويقوم بدفع مثنها للبائع ويصبح البنك بذلك مالكا هلذه األشياء.
-مرحلة االجيار ،حيث يضع البنك هذه األجهزة أو اآلالت أو حىت العقارات حتت تصرف املؤسسة
مستعمال يف ذلك آلية االجيار ،فتدفع املؤسسة مقابل ذلك أقساط االجيار ،فيتحصل البنك على األموال
اليت دفعها لقاء شراء العني شيئا فشيئا عوضا أن يتحصل عليها دفعة واحدة.
-مرحلة اخليار ،هنا بعد هناية مدة االجيار يكون أمام املؤسسة املستأجرة ثالثة خيارات :إما شراؤها للعني
املؤجرة ،أو أتجريها مرة أخرى ،أو إعادهتا للبنك املؤجر الذي يقوم بدوره ببيعها لطرف آخر أو أتجريها له.
أما ابلنسبة لالمتيازات اليت مينحها القانون للبنك املؤجر فإهنا تتمثل يف:
-يف حالة عدم قدرة املؤسسة املستأجرة على الوفاء ولو بقسط واحد من أقساط االجيار أو يف حالة حل
ابلرتاضي أو تسوية قضائية أو إفالس فإن األصل املؤجر ال خيضع ألية متابعة من الدائنني اآلخرين
للمؤسسة عاديني كانوا أو ممتازين.1
-يتمتع البنك حبق امتياز عام على كل األصول املنقولة وغري املنقولة اليت هي للمؤسسة املستأجرة ،حيث يلي
هذا االمتياز مباشرة االمتيازات املنصوص عليها يف املادتني 990و 991من القانون املدين واالمتيازات
اخلاصة ابألجراء.2
-وفيما يتعلق ابألموال املودعة يف احلساابت واملستحقات واملنقوالت اخلاصة ابملؤسسة املستأجرة فإنه ميكن
ممارسة احلجز عليها عن طريق رسالة مضمونة الوصول مع إشعار ابالستالم أو عن طريق َحمضر يعده
ُحمضر .3كما أن للبنك املؤجر كامل الصالحيات يف اختاذ أي إجراء حتفظي على منقوالت املستأجر
وعقاراته ميكن له من خالهلا احملافظة على مستحقاته اليت على املستأجر.4
-ويف حالة ضياع جزئي أو كلي لألصل امل َؤ َّجر يكون البنك امل َؤِّجر وحده املؤهل لقبض التعويضات اخلاصة
ُ ُ
بتأمني األصل املؤجر ،5لذا عادة وواجبا على البنك املؤجر أن يلجأ إىل التأمني على العني املؤجرة لدى
شركات التأمني املتخصصة ،ألنه يف حال تعرض الشيء املؤجر للهالك أو التلف الكلي أو اجلزئي فإن
البنك يستويف حقه من مبلغ التعويض ،وما على هذا األخري إال اإلشراف بنفسه على مراقبة دفع أقساط
التأمني حىت انتهاء مدة اإلجيار احملددة.
أما عن انتهاء عقد االعتماد االجياري ،فهو ينتهي إما هبالك الشيء املؤجر وابلتايل ينتقل البنك إىل مبلغ
التعويض الستيفاء حقه منه دون أية منافسة من قبل الدائنني اآلخرين للمؤسسة املستأجرة مهما كانت وضعيته أو
درجته ،أو إبقرار حق اخليار ابلشراء حيث تنتقل ملكية الشيء املؤجر من البنك الدائن املؤجر إىل املؤسسة املدين
املستأجر شريطة أن يكون املتعاقدان أوفيا بكل التزاماهتما ،1وينتهي عقد االعتماد االجياري كذلك ابنتهاء مدة
االجيار وإعادة املؤسسة املستأجرة العني املؤجرة إىل البنك املؤجر لعدم استئجارها اثنية.2
3
المطلب الثاني :اإلجراءات العملية للتمويل بصيغة االعتماد االيجاري
إن يف صيغة التمويل ابالعتماد االجياري ضماان أكّب إذ يظل البنك ِّ
املمول واملؤجر مالكا لألصل ،وابلتايل
عند اإلفالس أو حتقق خطر عدم التسديد ميكنه اسرتداد األصل بسهولة ،هذا فضال على أهنا تساعد املؤسسة
املستأجرة حيث ال تدفع مثن األصل كلية وإمنا على أقساط ،كما أهنا تتيح هلا خيارات شراء األصل أو استئجاره
اثنية أو إعادة استئجاره اثنية ،كما أهنا تساعد املؤسسة غري القادرة على تقدمي الضماانت املطلوبة ،وهذه الصيغة
تساعد أكثر املنشآت الصغرية واملتوسطة اليت ال تتوفر على األموال الالزمة لتنفيذ مشاريعها .وهذا النوع من العقود
حيتوي على البنود التالية:
وموطنا وحتديد مقره االجتماعي وامل َوقِّع ابسم البنك وصفته ،واملؤسسة َّ
املمولة وطبيعتها القانونية ورقم
ُ
سجلها التجاري وموطنه ومقرها واملوقع ابمسها وصفته.
ُ
-حتديد العني املؤجرة ومواصفاهتا.4
-حتديد مدة اإلجيار ابألشهر ،وفرتة السماح ابتداء من تسليم األصل املؤجر للمؤسسة املستأجرة ،مع حتديد
اتريخ هناية هذا اإلجيار ،5وعادة ما يكون هذا العقد مرفقا جبدول حيدد فيه األقساط واتريخ تسديد كل
قسط ،6وال حيق ألي طرف إلغاء هذا العقد منفردا إال ابتفاق الطرفني معا ،7وإذا قرر الطرف الثاين
املستأجر إلغاء عقد اإلجيار خلال مدة سراينه يكون ملتزما بتسليم األصل للبنك وسداد ابقي األقساط
املتفق عليها عن املدة املتبقية ،وإذا كان الفسخ من الطرف األول املؤجر فإنه عليه أن يرد للمؤسسة الفرق
بني ما تسلمه من أقساط عن املدة السابقة ابإلضافة إىل تعويضها عن أية أضرار جراء هذا الفسخ.
-أما عن ملكية األصل فإنه يبقى مستحقا للبنك املؤجر كامال خالل مدة هذا العقد إىل غاية تسديد
املؤسسة لكل أقساط اإلجيار املنصوص عليها يف جدول التسديد امللحق هبذا العقد.
-ولتنفيذ عقد التمويل فإن املؤسسة املستأجرة تلتزم ابكتتاب سندات أو سفاتج ألمر البنك بقيمة اإلجيارات
املستحقة وهذا لتعبئة الدين.
-وعن التزامات املؤسسة املستأجرة 1فإهنا تتمثل يف :استعمال وصيانة األصل طبقا ألحكام القانون صيانة
الرجل العادي ،استخدام األصل طبقا للغاية اليت أستؤجر من أجلها ،وإجراء اإلصالحات اليت يتبني أهنا
ضرورية أثناء تنفيذ هذا العقد ،مع إعفاء البنك املؤجر من املسؤولية ،كما تتحمل املؤسسة وعلى نفقاهتا
اخلاصة كل األخطار اليت قد تتعرض هلا العني املؤجرة يف حالة وقوع حادث ما وتتحمل وحدها تكلفة أي
إصالح وال ميكنها الرجوع على البنك ،كما تتعهد بدفع أقساط اإلجيار يف املواعيد احملددة حسب اجلدول
املرفق هبذا العقد والذي يكون كل شهر أو كل ربع سنة أو كل سنة حسب االتفاق مع حتديد مبلغ كل
قسط ،وإذا حدث أتخر يف دفع القسط ومل يكن هناك التزام مبا هو حمدد يف اجلدول حتل ابقي األقساط
وتصبح مجيعا واجبة األداء حىت وإن مل حين بعد أوان أدائها وهذاما يطلق عليه االستحقاق املسبق الذي
يكون يف حالة عدم تنفيذ الطرف الثاين اللتزاماته أو دخوله يف حالة إفالس.
-وضماان لتسديد أقساط اإلجيار والنفقات واملصاريف األخرى وبصفة عامة كل االلتزامات املنصوص عليها
2
يف هذا العقد تلتزم املؤسسة بتخصيص كل الضماانت العينية و/أو الشخصية اليت ميكن أن يطلبها البنك
مع حتديد هذه الضماانت والتأمني عليها ،وهذا كله ملواجهة املخالفات اليت تتعلق ابحملافظة على العني
املؤجرة أو يف حالة التخلف عن ردها يف هناية املدة إن مل يكن هناك اتفاق على متليكها للمؤسسة حيث
تتحمل كل املصاريف واحلقوق والرسوم املتعلقة ابلبيع وتسجيله.
-1املادة الثانية عشر من نفس العقد تنص على االلتزامات امللقاة على عاتق العميل.
-2املادة الثانية والعشرون من نفس العقد املذكور أعاله نصت على الضماانت املطلوبة.
294
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
-ولضمان وأتمني سداد املؤسسة بقية أقساط اإلجيار املتفق عليها يف هذا العقد وحفاظا على سالمة األصل
املؤ َّجر فإهنا تتعهد ابلتأمني لدى إحدى الشركات املتخصصة واليت يتم حتديدها يف عقد التمويل ،وأن قيمة
َ
التعويض تدفع من شركة التأمني إىل البنك مباشرة عند تقدمه إىل شركة التأمني طبقا لذلك ودون التفات
إىل أي معارضة من الطرف الثاين.1
-ميكن للمؤسسة املستأجرة عند انتهاء العقد وبشرط تنفيذها لكل التزاماهتا واملنصوص عليها يف هذا العقد
خصوصا دفع األقساط يف غضون أجل أقصاه 3أشهر من مدة اإلجيار :إما متلك األصل املؤجر مقابل دفع
القيمة املتبقية ،أو إعادته إىل البنك املؤجر ،أو طلب جتديد اإلجيار ابتفاق مشرتك.
-ويف حالة حدوث نزاع حول بنود العقد حيدد الطرفان اإلجراءات الواجب اللجوء إليها من حتكيم إىل
اللجوء إىل احملكمة املختصة الفرع التجاري ،وإن لزم األمر إمكانية اللجوء إىل أية حمكمة أخرى متتلك يف
دائرة اختصاصها املؤسسة املستأجرة أصوال.2
-ويف هناية العقد يتم حتديد عدد نسخ عقد التمويل ،وكذلك اتريخ حترير العقد ومكانه ،مع توقيع املمثل
القانوين لكل من البنك املؤجر واملؤسسة املستأجرة.3
المطلب الثالث :الضمانات الممنوحة للبنك المؤجر
إن امللكية متثل الضمان القوي ضد خماطر التمويل ،وأبرزها إخالل املؤسسة ابلوفاء .حيث أن الضمان غري
منفصل عن االتفاق األصلي ابلتمويل ،فلوال بقاء ملكية األصل املؤجر ملا أقحم البنك املؤجر نفسه يف هذا
االئتمان ،ولكن هذا غري كاف بل جيب تدعيمه إبجراءات قانونية وضماانت تكفل فعالية امللكية كضمان.
الفرع األول :اإلجراءات المتبعة لتحقيق الضمان
يف اإلجراءات منيز بني الشهر القانوين والشهر احملاسيب لتحقيق الضمان يف آلية التمويل عن طريق االعتماد
االجياري.
إن املؤجر هو الذي يتعني عليه االلتزام ابلقيام بقيد عقد االعتماد االجياري لألصل املنقول يف السجل الذي
يوجد على مستوى املركز الوطين للسجل التجاري ،وذلك خالل مدة ال تتجاوز 30يوما من اتريخ إمضاء عقد
االعتماد اإلجياري.1
وطلب قيد تسجيل عقود االعتماد االجياري يكون ضمن مناذج معدة مسبقا تدون فيها البياانت املطلوبة
قانوان 2واملتعلقة ابملؤجر واملستأجر ،والعني املؤجرة ،ومبلغها اإلمجايل ،واملبلغ اإلمجايل لإلجيارات واالستحقاقات
ومدة االجيار واتريخ التسجيل ،وتوقيع املؤجر.
بينما الشهر خمتلف يف التشريع الفرنسي واملصري ،فاألول فيه الشهر قضائي ،حيث أن احملكمة املختصة
اليت يتم يف دائرهتا قيد عقد االعتماد االجياري اليت يوجد بدائرهتا مركز نشاط املستأجر ،أو احملكمة اليت يتم يف
دائرهتا تنفيذ عقد االعتماد االجياري .3الثاين فيه الشهر إداري ،حيث جيب على اجلهة اإلدارية املختصة (وزارة
االقتصاد والتجارة اخلارجية)4أن تعد سجال يقيد املؤجرين وسجال آخر تقيد فيه عقود االعتماد االجياري اليت تّبم
وتنفذ يف مصر ويقدم طلب قيد االعتماد االجياري من املؤجر مامل يتفق الطرفان على جعله على عاتق املستأجر.
أما ابلنسبة للمشرع املغريب فإنه أكد على خضوع عمليات االئتمان اإلجياري للتسجيل ،حيث إذا تعلق
األمر أبصول منقولة وبناءً على طلب املؤسسة املؤجرة يتم قيد هذه العملية يف سجل خاص لدى كتابة الضبط
املختصة يف مسك السجل التجاري وكذلك كل ما يطرأ على هذه اآللية من تعديالت .5وهذا ما كان يتبناه
املشرع اجلزائري سابقا يف ضل املرسوم التنفيذي رقم .6109-98
-1واملادة 6من األمر رقم 09-96املتعلق ابالعتماد االجياري" :ختضع عمليات االعتماد االجياري إىل إشهار ،حتدد كيفياته عن طريق التنظيم " .املادة 3من
املرسوم التنفيذي رقم 90-06املؤرخ يف 20فيفري ،2006حيدد كيفيات إشهار عمليات االعتماد اإلجياري لألصول املنقولة ،اجلريدة الرمسية ،العدد 10
املؤرخ يف 26فيفري .2006وامللحق املتعلق بكشف قيد االعتماد اإلجياري املتعلق ابألمالك املنقولة وابحملالت التجارية ،ملحق موجود يف آخر الرسالة.
-2املادة 4من نفس املرسوم.
3-Art 3 du décret N072-665 : "La publication est requise au greffe du tribunal dans le ressort duquel le
client de l'entreprise de crédit-bail… La publication est requise au greffe du tribunal de commerce
il a souscrit le crédit-bail".
-4املادة 3من الالئحة التنفيذية رقم 95لسنة 1995املوضوعة ابلقرار رقم 846بتاريخ 1995-12-21الصادرة عن وزارة االقتصاد والتجارة اخلارجية.
-5املادة 436من مدونة التجارة املغريب.
-6املرسوم التنفيذي رقم 109-98املؤرخ يف 04أفريل ،1998اجلريدة الرمسية ،العدد ،20املؤرخ يف 05أفريل .1998
296
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
واملشرع اجلزائري نص صراحة على ضرورة أن يؤشر كتابة على أي تعديل للبياانت اليت احتواها القيد،1
ومن مث عدم جواز إغفال أي بيان مذكور يف السجل مت تعديله ،وهذا التعديل يتعلق ابلبياانت اليت تضمنها طلب
القيد ،هذا ما تبناه كذلك املشرع الفرنسي واملصري يف جمال التعديل.
أما خبصوص إلغاء القيد فقد تعرض املشرع لذلك ،وبني احلاالت اليت جاءت على سبيل احلصر ،2فقد
يكون بناء على قيام األطراف اتفاقا ابلشطب ،أو بصدور حكم أو قرار حائز على احلجية ،أو بناء على انقضاء
االجيار عن طريق التنازل.
إال أن املشرع مل يتعرض لبعض التفاصيل خصوصا املتعلقة مبدى جواز االحتجاج ابمللكية عند ختلف إجراء
القيد أو القيد خارج األجل احملدد ب 30يوما ،وهو يف ذلك خمالف للتشريعني الفرنسي3واملصري اللذين تناوال
ذلك.4
فقيد عقد االعتماد االجياري يرتتب عليه أن يصبح هذا العقد وسائر بياانته حجة على الكافة ،وابلتايل
جيوز للبنك املؤجر االحتجاج به على الغري ،ومنه جيوز لدائنيه التنفيذ على املال املؤجر حتت يد املؤسسة املستأجرة
ابعتباره مملوكا ملدينهم املؤجر ،ويدخل ضمن الضمان العام له ،كما أن القيد يدل من جهة أخرى على أن املال
املؤجر مملوك للبنك املؤجر ،وابلتايل ميكنه اسرتداده يف حالة إفالس املستأجر ،ويتجنب الدخول يف قسمة
الغرماء.5
كما يرتتب على قيد عقد االعتماد االجياري حرمان دائين املستأجر من توقيع احلجز على العني املؤجرة ،إذ
أن احلكمة من إشهاره هي إعالم الغري ابلوضع الذي آل إليه املال املؤجر ،وابلتايل ميكن ملؤسسة االعتماد
االجياري أو البنك املؤجر االحتجاج ابلعقد يف مواجهة الغري.
وابلنسبة لألصول غري املنقولة (العقارات) ،فإن التصرفات الواردة عليها ال يكون هلا أي أثر إال بعد إمتام
إجراءات الشهر ،واملشرع اجلزائري أخضع عمليات االعتماد التجاري لألصول غري املنقولة وأحال ذلك إىل
التنظيم ،1الذي حييل بدوره إىل قوانني الشهر العقاري املشار إليها سابقا ،حيث أن عمليات إشهار عقود االعتماد
اإلجياري العقاري تكون خاضعة للقيد يف سجالت احملافظة العقارية ،اليت يقع يف دائرة اختصاصها موقع العقار مع
االلتزام ابلبياانت احملددة قانوان.2
ودور امللكية يف عقد االعتماد االجياري هي أن املؤجر يبقى صاحب ملكية العني املؤجرة خالل مدة العقد
إىل غاية حتقيق شراء املستأجر هذا األصل يف حالة ما إذا قرر هذا األخري ذلك عند انقضاء فرتة االجيار ،ويستفيد
املؤجر بكل احلقوق املرتبطة حبق امللكية ،ويقوم بكل االلتزامات القانونية امللقاة على عاتق صاحب امللكية وفقا ملا
هو وارد يف عقد االعتماد االجياري.3
فالبنك املؤجر يلعب دورا متويليا هبذه اآللية ،إال أن دور امللكية ابلنسبة له يعد إحدى الضماانت
األساسية ،حيث حيتفظ فيه مبلكية األصل طوال مدة العقد ،ودينه مضمون أبقوى الضماانت وهي ملكيته له
(األصل) وهو أقوى حىت من احلقوق العينية التبعية ابعتباره حقا عينيا أصليا.
وأكثر من ذلك فقد أعطى املشرع للبنك احلق يف اسرتجاع األصل املؤجر ،وكذا ممارسة امتيازه على أصول
املستأجر القابلة للتحويل نقدا ،وقد يتعدى ذلك إىل أمواله اخلاصة قصد اسرتداد األقساط املستحقة غري املدفوعة،
املنصوص عليها يف جدول التسديد امللحق ابلعقد املّبم بينه وبني املؤسسة املستأجرة.4
كما أن هناك وجها آخر من أوجه أمهية بقاء ملكية األصل املؤجر بيد البنك هو أنه يف حالة عدم قدرة
املؤسسة املستأجرة على الوفاء يتم اثباهتا قانوان من خالل عدم دفع قسط واحد من اإلجيار ،أو عند تسوية قضائية
أو إفالس املؤسسة ،ال خيضع األصل املؤجر ألية متابعة من دائين املستأجر.5
-1املرسوم التنفيذي رقم 91-06املؤرخ يف 20فيفري 2006حيدد كيفيات إشهار عمليات اإلشهار التجاري لألصول غري املنقولة ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،10
املؤرخة يف 26فيفري .2006
-2املادة 02و 03من املرسوم التنفيذي رقم ،91-06السابق الذكر.
-3املادة 19من األمر رقم 09-96املتعلق ابالعتماد االجياري.
-4املادة 13الفقرة 3من األمر رقم 09-96السالف الذكر.
-5لالطالع أكثر على أمهية االحتفاظ ابمللكية كضمان ،املواد من 22إىل 28من األمر رقم 09-96السالف الذكر.
298
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
ومن قبيل أتكيد هذه السلطات املمنوحة للبنك املؤجر نتيجة الحتفاظه ابمللكية ،فإن له احلق يف وضع حد
للمؤسسة املستأجرة يف االنتفاع ابألصل املؤجر واسرتجاعه ابلرتاضي أو عن طريق أمر على عريضة من رئيس
حمكمة مكان تواجد البنك املؤجر ،وذلك يف حالة عدم دفع املؤسسة قسطا واحدا من اإلجيار ،وابلتايل ميكن له
أن يتصرف يف األصل املسرتجع ،أتجريا أو بيعا أو رهنا.1
إجراءات االسرتجاع تتم وفق ما نص عليه القانون التجاري وقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية:
-البد أن يتم مباشرة اسرتداد األصل املؤجر خالل 1سنة من نشر القرار احملدد للتوقف عن الدفع ،2إذا كان
املستأجر حمل إجراء إفالس أو تسوية قضائية.
-جيوز لصاحب األصل املؤجر قبل رفع دعوى اسرتداده أن حيجز حتفظيا عليه عند املستأجر احلائز.3
-يف حالة عدم دفع املستأجر ولو قسطا واحدا ،ميكن للمؤجر اسرتداد األصل عن طريق إشعار مسبق و/أو
إعذار عن طريق امل ِّ
حضر ملدة 15يوما كاملة.4
ُ
ثانيا :الشهر المحاسبي لالعتماد االيجاري
إن الشهر القانوين لعقد االعتماد االجياري ما هو إال طريق إلعالم الغري حبقيقة املركز املايل للمستأجر ،حىت
ال ينخدع مبظهر اليسار ،فعند ختلف الشهر فإنه ال جيوز احتجاج البنك املؤجر يف مواجهة الغري من دائين
املستأجر مبلكيته لألصول املؤجرة ،وابلتايل فإن ختلف إجراء الشهر ميس امللكية وال ميس عقد االعتماد االجياري
يف حد ذاته.
كما أنه البد على املستأجر أن يلتزم ابلشهر احملاسيب ،وذلك بقيد أقساط األجرة يف دفاتره احملاسبية ،إال
أن املشرع اجلزائري مل يتناول ذلك صراحة ،ال يف األمر املتعلق ابالعتماد االجياري ،وال يف املرسوم التنفيذي الذي
حيدد كيفيات إشهار عمليات االعتماد االجياري .ماعدا ما ذكر من ضرورة ووجوب أن ترسل البنوك واملؤسسات
املالية إىل مركز احلساابت املعلومات احملاسبية واملالية للسنوات الثالث املاضية لكافة زابئنها ،ووجوب فحصها
ومراقبتها قبل إرساهلا ملركزية احلساابت ،هذه األخرية تقوم بفحص وحتليل هذه املعلومات املرسلة إليها ،لتبعث هي
بدورها بنتائج الفحص والتحليل إىل البنوك واملؤسسات املالية املعنية ،1مدونة ذلك يف ملف شخصي لكل
مؤسسة مستأجرة ،وتستطيع البنوك املؤجرة بدورها إرسال امللف املذكور سابقا إىل املؤسسة املستأجرة.
ولعل احلكمة من الشهر احملاسيب هي إعالم الغري أبن حيازة املستأجر لتلك األصول هي حيازة عرضية،
وأن صفته ابعتباره حائزا وليس مالكا .كذلك فإن هذا اإلجراء يعد وسيلة لتشجيع البنوك املؤجرة على التوسع يف
هاته العملية اهلامة واخلطرية ،الذي حيد من خطورهتا ملكية البنك لألصول حمل االعتماد االجياري ،والشهر حيفظ
حقه يف االحتجاج مبلكيته هلا ،2كما أن املؤسسة اليت استأجرت هاته األصول ال تكون مالكة هلا ،وابلتايل ال يتم
قيدها ضمن أصول املشروع املمول هبذه اآللية ،اليت تعد متويل وضمان يف نفس الوقت.
وما دام أنه ال ميكن للغري االطالع على واثئق املؤسسة املستأجرة احملاسبية ،فهذا احلق خمول للبنك املؤجر
دون غريه ،ومن مث يستطيع الغري االحتجاج ابحليازة ،ابإلضافة إىل أن املؤسسة قد ال تقوم إبجراء هذا النوع من
القيد ،ألن املشرع ال ينص على ذلك صراحة ،عكس الشهر القانوين لالعتماد االجياري الذي جعل له مرسوما
تنفيذاي خاصا به كما أشران إىل ذلك سابقا .هذا جيعل للشهر احملاسيب أثرا حمدودا.
لذا البد من عدم االستغناء على الشهر القانوين ،ألنه من مصلحة البنك املؤجر حيث حيفظ ملكيته للعني
املؤجرة ،وجيعل له إمكانية االحتجاج بذلك على الغري ،كما أنه يسد أي نقص أو انعدام للشهر احملاسيب .ألن
الشهر القانوين يظهر للغري عكس الشهر احملاسيب الذي يظهر فقط ابلنسبة للبنك املؤجر لالطالع على الوضعية
املالية واحملاسبية للمؤسسة املستأجرة ،هذا يفيده يف قرار التمويل ويف دراسة املخاطر اليت ميكن أن يتعرض هلا جراء
هذه العملية التمويلية ،بينما ذلك ابلنسبة للغري ميثل استحالة ،فالبنك املؤجر حيتاج أكثر آللية تثبت له ملكيته
للعني املؤجرة ،وابلتايل يستطيع من خالهلا االحتجاج على الغري بذلك ،ألن إمهال الشهر القانوين من البنك جيعل
عقد االعتماد االجياري صحيحا ،لكن االحتجاج ابمللكية يف مواجهة الغري مستحيال ،ألن الغري حيكم على
الظاهر ،والظاهر هو ملكية املؤسسة املستأجرة للعني املؤجرة.
-1املادة 4واملادة 5من النظام رقم 07-96املؤرخ يف 3جويلية 1996املتضمن تنظيم نشاط مركزية احلساابت ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،66سنة .96وبومدين
فياليل ،اجلوانب القانونية واالقتصادية لالعتماد االجياري ،دراسة مقارنة ،رسالة دكتوراه ،كلية احلقوق ،جامعة بلعباس ،2001 ،ص.111
-2بومدين فياليل ،املرجع السابق ،ص 112وما بعدها.
300
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
إن الضمانة احلقيقية اليت منحها القانون للبنك املؤجر كي يطمئن الستيفاء ديونه من جراء إخالل املؤسسة
املستأجرة ابلتزاماهتا ،هي حقه يف ملكية األصل أو اسرتداده بسب احلاالت .كما ميكنه أن يشرتط يف تدخله
التمويلي طلب امتيازات عبارة عن ضماانت لتغطية خمتلف املبالغ اليت تنفق من أجل اجناز العملية ،وهذه
الضماانت مطلوبة من شخص املستأجر املستفيد ملواجهة املخاطر املالية ،هذه الضماانت تظل قائمة إىل هناية
عملية االعتماد االجياري التمويلية.1
واملشرع اجلزائري قد اعتّب التزام املستأجر بتقدمي الضماانت أو التأمينات اختيار يعود لألطراف املتعاقدة،
فيمكن أن ينص عقد االعتماد االجياري على ذلك .لذلك إبمكان املؤجر مطالبة املستأجر بضماانت عينية و/أو
شخصية ،وهذا لضمان تسديد بدالت اإلجيار.
ومما سبق فإنه ال مانع من اتفاق املؤجر مع املستأجر ألجل ضمان الوفاء أبقساط األجرة من اشرتاط تقدمي
رهن عيين ،كرهن بعض العقارات أو حقوق عينية أخرى ،وهو ما يتفق مع ما تقضي به القواعد العامة يف عقد
اإلجيار اليت تسمح للمؤجر ،ضماان حلقوقه الناشئة عن اإلجيار ،أن حيبس مجيع املنقوالت القابلة للحجز مادامت
مثقلة ابمتياز املؤجر.2
ومن أجل حتصيل البنك املؤجر ملستحقاته الناشئة عن عقد االعتماد االجياري فإنه يتمتع ابمتياز عام على
كل األصول املنقولة وغري املنقولة اليت هي ملك للمستأجر واألموال املوجودة حبسابه ،ومنه يدفع للمؤجر
مستحقاته قبل أي دائن آخر .3وملمارسة املؤجر حقه مبقتضى عقد االعتماد االجياري أن يسجل رهنا رمسيا أو
حيازاي خاصا على عقارات أو منقوالت ميتلكها املستأجر.4
وللمؤجر إمكانية اللجوء للحجز التنفيذي أو التحفظي على املستحقات واملنقوالت اخلاصة ابملستأجر عن
طريق رسالة مضمونة الوصول أوعن طريق امل ِّ
حضر القضائي.5
ُ
-1املادة الثامنة عشر ،البياانت والضماانت ،عقد متويل ابالعتماد االجياري بني بنك الّبكة اجلزائري وشركة ،املالحق املوجودة يف هناية رسالتنا هاته.
-2املادة 501من القانون املدين.
-3املادة 23من األمر رقم 09-96السالف الذكر.
-4املادة 24الفقرة 1من نفس األمر.
-5املادة 24الفقرة2واملادة 25من نفس األمر.
301
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
كما قد يشرتط البنك املؤجر وحرصا منه على ضمان الوفاء مببلغ األجرة اليت تكون مستحقة له ،تقدمي
املستأجر كفيال شخصيا يضمن املبالغ املستحقة مبا فيها أقساط األجرة ،وهذا كعنصر إضايف من عناصر الضمان
اليت حيققها االعتماد اإلجياري ،1وهو ما يتفق مع ما تقضي به القواعد العامة يف عقد اإلجيار اليت تسمح للمؤجر
املطالبة بكفالة لضمان الوفاء ببدل اإلجيار والتكاليف .2كما أن الكفالة تكون عموما مطلوبة من البنك املؤجر
الذي يشرتط أن يكون املسريون االجتماعيون للمؤسسة املستأجرة أو فيما بينهم كمتضامنني هم كفالء هلا.
ومن آليات الضمان كذلك ،ومن أجل محاية األصول املؤجرة من أي خطر ،كضياعها كلية أو جزئيا،
وااللتزام بضماهنا ضد خماطر احلريق والسرقة ،وكل اخلسائر اليت قد تلحق األصل املؤجر ،فإنه يقع على املستأجر
عبء التأمني ضد هذه املخاطر ،3وكذلك تكفله بدفع أقساط التأمني املكتتبة.4
يف سبيل احلفاظ على ملكية املنقول تزيد التزامات املستأجر جتاه البنك املؤجر ويتبني منها أنه املتعد قاصرة
على تلك االلتزامات اليت استعرضناها واملتمثلة يف التزام املستأجر ابحملافظة على املنقول وصيانته وأتمينه .من هذه
املخاطر اليت قد يتعرض هلا األصل املؤجر قيام شخص اثلث دائنا كان للبنك املؤجر أو دائنا للمستأجر بدعوى
مطالبة على كل املنقول أو جزء منه عن طريق احلجز ،ففي هذه احلالة يتوجب على املستأجر أن حيتج ابعتباره
مسؤوال عن هذا النوع من املخاطر اليت هتدد األصل املؤجر ضد هذه االدعاءات ،وأن يبلغ املؤسسة املالية املؤجرة
حاال كي حتافظ على مصاحلها ،5وإذا مت احلجز رغم ذلك فعلى املستأجر أن يتحمل كل النفقات والتكاليف
املستحقة بسبب إجراء رفع اليد ،ويكون مسؤوال عن أي ضرر انتج عن خطأ أو أتخري يف إعالم املؤسسة املالية
املؤجرة ،وال ميكن جتنب هذ االلتزام ابلدفع إاليف احلالة االستثنائية اليت يتبني مبوجبها أن الشخص الثالث يتدخل
بوصفه دائنا للمؤسسة املالية املؤجرة .وبناء على ذلك فإنه ميكن افرتاض أن يكون الشخص الثالث الذي يريد
احلجز على املنقول الذي يكون حتت يد املستأجر أثناء سراين عقد االعتماد االجياري دائنا للمستأجر ،وظنا منه
-1املادة 17من نفس األمر - . . .":التزام املستأجر مبنح املؤجر ضماانت أو أتمينات عينية أو فردية." . . .
-2املادة 500من القانون املدين.
-3املادة العاشرة ،التأمني على األخطار ،عقد متويل ابالعتماد االجياري بني بنك الّبكة اجلزائري وشركة ،املالحق املوجودة يف هناية رسالتنا هاته.
-4املادة 26واملادة 39االلتزام السابع ،األمر رقم 09-96السالف الذكر املتعلق ابالعتماد االجياري.
-5املادة 39االلتزام رقم 8من األمر رقم .09-96
302
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
أن هذا األخري هو مالكه يريد احلجز عليه ،كما ميكن افرتاض أن يكون الشخص الثالث الذي يريد احلجز على
املنقول الذي كان بيد املستأجر دائنا للبنك املؤجر.
فإذا كان الشخص الثالث الذي يريد احلجز على املنقول الذي كان بيد املستأجر املستفيد دائنا له ،فإنه
يتعني إخطار وإعالم مؤسسة االعتماد االجياري فورا هبذا احلجز الذي يريد دائنه التوقيع عليه ،ويتعني عليه أيضا
اختاذ ما يلزم من إجراءات قانونية ملنع احلجز عليه ،كإعالم دائنه أبن األصل غري مملوك له وإخطاره أبنه حمال لعقد
اعتماد اجياري مشهر تعود ملكيته للبنك املؤجر ،كما ميكن للمستأجر ومن ابب رد احلجز وعدم توقيعه إخطار
الدائن احلاجز أبن ملكيته تعود للبنك املؤجر ،وهي اثبتة من خالل الدليل املتمثل يف اللوحة املعدنية املوضوعة
عليه حىت حيصل بذلك اليقني للحاجز .أبن احلجز غري قانوين ،وأمنا حيوزه املستأجر مدينه ال تعود ملكيته إليه،
ليكون هذا األخري قد نفذ التزامه املفروض عليه مبوجب عقد االعتماد االجياري ،ومن ابب أن املستأجر قد حتمل
مسئوليته كاملة جتاه مؤسسة االعتماد االجياري أنه قام أيضا إبعالمها هبذا احلجز ،مما سيمنح هلا هي أيضا فرصة
التدخل لرفع أي حجز ،حىت ولو وصل أمر احلجز إىل مراحل متقدمة بعد تدخل القضاء وعرض املنقول احملجوز
للبيع ابملزاد العلين.
وإذا كان الشخص الثالث حاجز املنقول املادي دائنا لشركة االعتماد االجياري فإن ذلك يعين أن املؤسسة
هي أصال كانت مدينة له ،وتطبيقا للقواعد العامة ،فإن الغري الدائن للبنك سيلجأ بناء على قاعدة حجز ما
للمدين لدى الغري1بتوقيع احلجز على ما كان حيوزه املستأجر ،حيث يقوم دائن املؤسسة املالية املؤجرة حبجز
األصول أو املنقوالت اململوكة هلا ،واليت تكون بيد الغري وهو املستأجر املستفيد يف هذه احلالة ابستيفاء حقه من
تلك األصول أو املنقوالت .ويكون طلب توقيع احلجز بناء على عريضة يقدمها دائن مؤسسة االعتماد االجياري
إىل رئيس احملكمة حيثي صدر أمرا بتوقيع احلجز ،ويقوم بعدها الدائن إبخطار املستأجر بوقوع حجز على املنقول
الذي كان حيوزه ،وهذا يؤدي إىل امتناع املستأجر من رد املنقول احملجوز إىل شركة االعتماد االجياري ،وقد جعل
املشرع اجلزائري التزام املستأجر إبخطار املؤجر أبي أمر يستدعي تدخله بصفته صاحب امللكية التزاما ال خيضع
لالتفاق عليه بني الطرفني ،بل هو التزام منصوص عليه ،أبن املستأجر ملزم إبشعار املؤجر فور حصول أي أمر
يستدعي تدخله بصفته صاحب امللكية ،1ودون شك فإن قيام دائن املستأجر أو مؤسسة االعتماد االجياري
ابحلجز على األصل أو املنقول املؤجر يعد أمرا خطريا يستوجب على املستأجر يف عقد االعتماد االجياري القيام
بعملية اإلخطار حىت يتفادى بذلك كل مسؤولية قد تقع عليه عند عدم اإلخطار حبصول احلجز للمنقول.
وابلرجوع للتشريع اجلزائري بشأن ما جيب اختاذه من تدابري والتزامات من قبل املستأجر فقد أشار القسم الثالث
املتعلق اباللتزام بصيانة األصل املؤجر وأتمينه ورده 2إبمكانية أن يضع العقد على عاتق املستأجر االلتزام ابحلفاظ
على األصل املؤجر وصيانته ،وأنه جيب عليه أن يسمح طيلة مدة نفاذ عقد االعتماد االجياري للمؤجر ابلدخول
إىل احملالت اليت يوجد فيها املنقول املادي املؤجر وذلك لتمكينه من مراقبة حالة هذا األصل ،كما أشار املشرع يف
نفس األمر بضرورة التزام املستأجر خالل مدة االنتفاع ابألصل املؤجر ابستعمال هذا األصل حسب االستعمال
املتفق عليه ،وأن حيافظ عليه مثل حمافظة رب األسرة احلريص ،3كما أكد على وجوب قيام املستأجر عند انقضاء
مدة اإلجيار ويف حالة عدم استعمال خيار الشراء أو عدم جتديد عقد اإلجيار ،أن يرد األصل املؤجر 4على حالة
اشتغال واستعمال توافق حالة أصل مماثل وحسب عمره االقتصادي ،وال ميكن للمستأجر يف مجيع احلاالت
استعمال حق حبس األصل املؤجر مهما كان السبب.
إن الوقوف على مسؤولية املستأجر عن إضعاف الضمان املقرر للبنك املؤجر واملتمثل يف ملكيته لألصل،
إمنا ينتج من استغالل املستأجر لألصل املؤجر ،وما يرتتب عن ذلك من احتمال هالكه سواء كان اهلالك كليا أو
جزئيا ،وكذلك قد يرتتب عن هذا اهلالك املساس اخلطري حبق ملكيته ،وقد يكون البنك قد قرر عليه حقا عينيا
تبعيا ،ومكن دائنيه املرهتنني من هذا األصل الذي أصبح مرهوان من قبله وقد يؤدي هالك األصل أيضا إىل
إضعاف هذا الضمان ،ومن مث يؤدي ذلك إىل اإلضرار ابلدائنني املرهتنني.
إن فعالية امللكية كضمان تظهر بشكل واضح من خالل تفادي البنك املؤجر ألية مزامحة من قبل دائين
املؤسسة املستأجرة ،إذ يستبعد هؤالء بصفة مطلقة من التنفيذ على األصل املؤجر ،ألنه ليس ملكا ملدينهم ،بل هو
جمرد حائز مستأجر ،فالبنك ميكنه التصدي بفعالية ألي ادعاء من جانب الغري أبحقيته على األصل .ولذلك كله
مت اإلمجاع على أن امللكية متثل الضمان احلقيقي ضد خماطر إعسار املؤسسة املستفيدة ،وإخالهلا ابلتزامها ابلوفاء
ابألجرة .وأكثر من ذلك ،حيث أنه يف حالة إفالس املستأجر ،يكون للمؤجر امتياز قانوين يستطيع من خالله أن
ميتاز على الدائنني اآلخرين للمستأجر ،وذلك بعدم متكينهم من متابعة األصل املؤجر ،مهما كان وضعهم القانوين.
كما تظهر فعالية هذه اآللية من خالل ما منحه املشرع من امتيازات قانونية للمؤجر ،وما نص عليه من
التزامات تقع على عاتق املستأجر كلها تصب يف مصلحة املؤجر ،وحتميه من املخاطر اليت حتيط هبذه العملية
التمويلية ،اليت تكيف على أهنا حق ملكية وضمان يف آن واحد.
إن آلية حق امللكية كضمان رغم اختالف تكييفها كحق عيين تبعي من جهة وإمكانية اعتمادها كآلية
حلماية البنك من خماطر متويل املؤسسة من جهة اثنية ،إال أنه ميكن القول أهنا آلية ضمان مبفهومه الواسع ،إال أهنا
ال حتقق احلماية الكافية من خطر عدم التسديد إلمكانية تعرض الشيء املؤجر للتلف أو االهتالك هذا يؤدي إىل
نقص قيمتها ،وهذا هو حمل خطر اعتماد حق امللكية كضمان فبني فرتة منح الشيء املؤجر واسرتجاعه حتدث
مستجدات قد جتعل املؤسسة غري قادرة على الوفاء ابلتزاماهتا أو تعرض العني املؤجرة خلطر االهتالك الكلي أو
اجلزئي أو ظهور آالت جديدة منافسة مبواصفات عالية اجلودة جتعل أتجري اآلالت القدمية مرة أخرى أو بيعها أمر
غري ممكن ،هذا قد يعرض البنك املؤجر خلسائر فادحة إذا مل حيسن استغالل هذه اآللية (االعتماد االجياري) على
أحسن ما يرام من حيث الشراء وأقساط االجيار وفرتة التأجري وإمكانية التأجري للعني املؤجرة عدة مرات وإمكانية
تصريفها وذلك ببيعها يف هناية املطاف ،ولكن ال يتأتى له ذلك إال مبواكبة التطور يف جمال التكنولوجيا بشراء
آالت عالية اجلودة والتقنية وتكون اقتصادية وسريعة وقوية وذات قطع غيار متوفرة ،أما ابلنسبة للعقارات فتكون
متينة ومبنية على املقاييس العاملية أبدوات بناء حديثة دون إمهال ملوقعها االسرتاتيجي فذلك يساعد على جناح
املشروع
أي للمؤسسة ومن مث اإلقبال على أتجري مثل هذه العقارات وأبسعار عالية.
وااللتزامات القانونية امللقاة على عاتق املؤجر متثل إحدى سلبيات التمويل عن طريق االعتماد االجياري.1
وإذا أتينا للمقارنة وفق معيار التكلفة جند أن آلية التمويل عن طريق االستئجار تعتّب جد مكلفة إذا ما
قورنت ابالقرتاض أو التمويل املختلط ،وذلك راجع إىل أن املستأجر يتحمل كل النفقات املرتتبة على احلصول
على التجهيزات واليت تتمثل يف مثن الشراء ،وأقساط التأمني ،والصيانة ،إضافة إىل هامش الربح الذي يطلبه املؤجر
دون أن يكون املستأجر مالكا هلا ،كما أن هذا األخري يتحمل أيضا خسارة القيمة املتبقية يف حالة خياره ابلشراء
يف هناية عقد اإلجيار .والعامل الذي ساهم يف ارتفاع تكلفة االئتمان االجياري هو أنه ميول إمجايل املشروع ،يف
حني ال ميول القرض سوى 80ابملائة منه.
المبحث الرابع :الضمان المالي
إن استفادة املؤسسات املصغرة والصغرية واملتوسطة من التمويل أمر صعب املنال ،ألن البنك لديه شك يف
قدراهتا وإمكاانهتا ،وهذا لضعف قاعدهتا املالية واإلدارية ،وعدم توفرها على ضماانت كافية لتغطية املخاطر .ونظرا
ألمهية هذا النوع من املؤسسات يف إنعاش االقتصاد الوطين وامتصاص شبح البطالة وكذا حتقيق التنمية االقتصادية،
جلأت الدولة إىل ما يسمى ابلضمان املايل ،أي صناديق الضمان ،اليت هي ضماانت قانونية ،من خالهلا مت
أتسيس جمموعة منها ،منها ما يضمن خطر القرض غري املسدد من طرف الشباب املستثمر يف إطار الوكالة الوطنية
لدعم تشغيل الشباب ،1ومنها ما يضمن القروض املمنوحة للمؤسسات الصغرية واملتوسطة.2
ويتضمن الضمان املايل فكرة احلماية ،محاية البنك ِّ
املمول يف حالة وقوع خطر اإلعسار أو عدم الدفع عند
حلول أجل االستحقاق.
فالضمان املايل يتحمل جزء من اخلطر الذي قد يقع على البنك جراء عملية التمويل ،وابلتايل فهو يعطيه
ثقة أكّب يف القيام هبذه العملية ،دون تردد أو إحجام.
-1الوكالة أنشئت مبوجب املرسوم التنفيذي رقم 296-96املؤرخ يف 8سبتمّب ،1996اجلريدة الرمسية ،العدد ،52لسنة .1996
وهذه الوكالة منذ إنشائها يف سبتمّب 1996إىل سنة 2016مولت أكثر من 370ألف مؤسسة ،فيما جتاوز سقف التمويل يف 6أشهر األوىل من سنة 2016
عتبة 10ماليري دينار .وخالل الفرتة املمتدة ما بني جانفي وهناية ماي ،2016مت متويل 6859مشروعا إلنشاء مؤسسات مصغرة .ومت تسخري قيمة إمجالية
بـ 292مليار دينار ما بني 1996وهناية .2015عن جريدة اخلّب اليومية ،العدد ،8420الصادر يف 4فيفري ،2017ص.15
- -2القانون رقم 18-01املؤرخ يف 12ديسمّب ، 2001املتضمن القانون التوجيهي لرتقية املؤسسات الصغرية واملتوسطة ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،77املؤرخ يف
15ديسمّب .2001املعدل واملتمم ابلقانون رقم 02-17املؤرخ يف 10جانفي ،2017املتضمن القانون التوجيهي لتطوير املؤسسات الصغرية واملتوسطة،
اجلريدة الرمسية ،العدد ،02املؤرخ يف 11جانفي .2017
306
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
والضمان املايل له األولوية يف استيفاء حقوقه ،دون أن يكون هناك أي احتجاج من الغري مبرتبة االمتياز يف
مواجهة هذا الضمان ،كما هو معمول به يف إطار الضماانت التقليدية.
سنعاجل هذا املبحث من خالل التطرق ألطراف الضمان املايل ،وكيفية حتقيق الضمان للبنوك ِّ
املمولة ،وأخريا
تقييم مدى فعالية هذا النوع من الضماانت.
المطلب األول :أطراف الضمان المالي
يضم الضمان املايل ثالثة أطراف ،املؤسسة اليت صدر الضمان لصاحلها ،والبنك املستفيد من الضمان،
واملؤسسة ماحنة الضمان.
الفرع األول :المؤسسة التي صدر الضمان لصالحها
يعتّب قطاع املؤسسات الصغرية واملتوسطة إحدى القطاعات اليت هلا القدرة للمسامهة يف التنمية االقتصادية
واالجتماعية ألي دولة ،فعلى املستوى الوطين ،تساهم هذه املؤسسات يف رفع الناتج الوطين وزايدة االستثمارات
وكذا النشاط االقتصادي ،جبانب قدرهتا على توفري فرص العمل وزايدة الدخل ألصحاهبا.
وعلى هذا األساس ،سارعت الدول إىل إنشاء وتطوير املؤسسات الصغرية واملتوسطة ودعمها يف خمتلف
اجلوانب ،خاصة التمويلية منها ،وهذا هبدف حتقيق األمهية االقتصادية املنشودة من مثل هذه املؤسسات وتعظيم
منفعتها يف خمتلف امليادين ،وبصفة خاصة يف جمال القضاء على البطالة.
وتعتّب إشكالية التمويل إحدى أكّب العقبات اليت تواجه أصحاب هذه املؤسسات خاصة أثناء فرتة
اإلنشاء ،وهذا راجع ابلدرجة األوىل إىل عزوف البنوك على منح االئتمان ملثل هذا النوع من القطاعات ،ألن ذلك
راجع ابلدرجة األوىل لعدم توفر املؤسسات الصغرية واملتوسطة على ضماانت كافية هبدف احلصول على القروض
من البنوك.
وهبدف ترقية وتنمية هذا القطاع يف اجلزائر مت إنشاء هياكل ومؤسسات خاصة بدعم وتنمية وترقية هذا
القطاع.
307
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
هناك عدة معايري وضعها املشرع ميكن اعتمادها للتعريف هباته املؤسسات .تتمثل يف معيار الكم ،ومعيار
النوع ،واملعيار اجلامع.
1
-1معيار الكم والنوع
خيص جمموعة من املؤشرات التقنية واالقتصادية ،تتمثل يف اليد العاملة ورقم األعمال واحلصيلة السنوية.
لكنها غري كافية الفتقادها للدقة واحلصر.
لذا مت اللجوء إىل معيار النوع ،حيث حيدد حجم املؤسسة انطالقا من نوع النشاط وامللكية واالستقاللية.
-2المعيار الجامع
املؤسسات الصغرية واملتوسطة هي اليت توظف أقل من 250عامال ،حيث أن عدد العمال جيب أن يوافق
عدد وحدات العمل السنوية ،أي عدد العاملني األجراء بصفة دائمة خالل سنة واحدة .2وأن رقم أعماهلا السنوي
ال يتجاوز2مليار دينار جزائري ،أو أن جمموع حصيلتها السنوية ال تتجاوز 500مليون دينار جزائري .3وهذا
النوع من املؤسسات يتمتع ابالستقاللية ،وذلك أبال يكون رأمساهلا أو أن حقوقها حمجوزة من قبل مؤسسة أو
جمموعة مؤسسات أخرى بنسبة %25أو أكثر .4وأهنا تضطلع بنشاط إنتاج السلع و/أو اخلدمات.
من هذا املنطلق تعرف املؤسسة الصغرية واملتوسطة على أهنا" :مؤسسة إنتاج السلع و/أو اخلدمات ،تشغل
من 1إىل 250شخصا ،ال يتجاوز رقم أعماهلا السنوي 2مليار دينار ،تستويف معايري االستقاللية " .5وعلى هذا
األساس تعرف:
-املؤسسة املتوسطة أبهنا مؤسسة تشغل ما بني 50إىل 250شخصا ،ويكون رقم أعماهلا ما بني 200
مليون وملياري دينار أو يكون جمموع حصيلتها السنوية ما بني 100و 500مليون دينار.6
-1املادة 4من القانون التوجيهي رقم 18-01املتعلق برتقية املؤسسات الصغرية واملتوسطة ،املعدل واملتمم ،السالف الذكر.
-2املادة 04الفقرة 01من نفس القانون التوجيهي رقم 18-01املعدل واملتمم ابلقانون رقم .02-17
-3جمموع احلصيلة هي تلك املتعلقة آبخر نشاط مقفل مدة 12شهرا .املادة -2 ،4من نفس القانون التوجيهي رقم .18-01
-4املادة 04الفقرة 03من نفس القانون التوجيهي رقم .18-01
-5املادة 4السالفة الذكر.
-6املادة 5من نفس القانون التوجيهي 18-01السالف الذكر.
308
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
-املؤسسة الصغرية هي مؤسسة تشغل ما بني 10إىل 49شخصا ،وال يتجاوز رقم أعماهلا السنوي 200
مليون دينار أو ال يتجاوز جمموع حصيلتها السنوية 100مليون دينار.1
-املؤسسة املصغرة هي مؤسسة تشغل من 1عامل إىل 9عمال وحتقق رقم أعمال أقل من 20مليون
دينار ،أو ال يتجاوز جمموع حصيلتها السنوية عشرة ماليني دينار.2
إن رقم األعمال وجمموع احلصيلة السنوية قابالن للمراجعة ،حسب التغريات املالية واالقتصادية ،والتغريات
اليت تطرأ على سعر الصرف.3
وعن املؤسسات املؤهلة لالستفادة من الضمان املايل ،4ميكن جلميع املؤسسات الصغرية واملتوسطة
االستفادة من هذا الضمان ،حيث أن األولوية موجهة لليت تستثمر يف مشاريع إنتاج سلع وخدمات ال يتم إنتاجها
يف اجلزائر ،وحتقق قيمة مضافة ومعتّبة ،تساهم يف تقليص الواردات أو يف تنمية وزايدة الصادرات ،تسمح
ابستعمال املوارد الطبيعية املتاحة ابجلزائر ،واليت تشجع حتويل املواد األولية احمللية ،وهي حباجة إىل حجم متويل
يتناسب مع عدد مناصب الشغل املستحدثة ،تستخدم أيدي عاملة من الشباب ذوي الكفاءات املتخرجة من
مراكز التكوين والتمهني أو اجلامعات واملعاهد ،وتساهم يف عملية االبتكار والتطوير ،دون أن ننسى الشباب
املستثمر يف إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب.5
مل أيت املشرع بتعريف للبنك ،وإمنا بني الشكل الذي ميكن يتخذه ،والعمليات اليت ميكن أن يقوم هبا.
حيث نص على أن البنوك واملؤسسات املالية تؤسس على شكل شركات مسامهة ،وميكن أن تتخذ شكل
تعاضدية .1وأهنا خمولة دون غريها ابلقيام جبميع العمليات اليت تتضمن تلقي األموال من اجلمهور وعمليات القرض
اليت هي وضع أموال حتت تصرف شخص طبيعي أو معنوي ،أو عبارة عن إجيار مقرون حبق اخليار ابلشراء ،أي
عملية القرض اإلجياري.2
البنك هو املنشأة اليت تقوم بعملية الوساطة املالية ،فهي تقبل الودائع حتت الطلب أو ألجل من األفراد
واملؤسسات ،مث تستخدم هذه الودائع يف منح القروض.3
والبنوك هلا عدة تقسيمات ،نركز على التقسيم احلديث ،الذي يصنفها إىل بنوك متخصصة وبنوك شاملة،
وإىل بنوك كالسيكية وأخرى إسالمية.4
بعد البداية احملتشمة ،واليت يسودها الشك والتخوف من هذا النوع من املؤسسات مت االتفاق مع ثالث
مؤسسات بنكية هي ،القرض البنكي اجلزائري وبنك التنمية احمللية والبنك الوطين اجلزائري ،يقضي هذا االتفاق
مبنح قروض بنكية هلاته املؤسسات ورفع السقف األعلى لقيمتها ،دون إغفال مسامهة أصحاب املشاريع بنسب
حمددة من %5إىل %10من تكلفة هذه املشاريع.5
ليؤكد املدير العام لضمان القروض للمؤسسات الصغرية واملتوسطة أن هناك 2000مؤسسة على الساحة
االقتصادية الستثمار 150مليار دينار ،وذلك مبوجب 15اتفاقية مع البنوك.6
نظرا لتخوف البنوك يف متويل املؤسسات املصغرة والصغرية واملتوسطة ،كان لزاما على السلطات العمومية
التفكري يف ضمانة قانونية متأتية من الغري ،تشجع البنوك على متويل هذا القطاع ،وابلفعل مت تكريس ذلك ،من
للم َم ِّولني.
خالل أتسيس جمموعة من مؤسسات الضمان ،يتمثل دورها يف تقدمي ضمان مايل ٌ
منها ما يضمن خطر القرض املوجه للشباب املستثمر ،يتمثل يف صندوق الكفالة املشرتكة ،ومنها ما يضمن
القروض املوجهة للمؤسسات الصغرية واملتوسطة ،وذلك من خالل صندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغرية
واملتوسطة وكذا صندوق ضمان قروض استثمارات املؤسسات الصغرية واملتوسطة.
1
أوال :صندوق الكفالة المشتركة
رافق إنشاء الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب إنشاء صندوق الكفالة املشرتكة لضمان أخطار القروض،
كجهاز مكمل لعمل الوكالة ،وهذا هبدف تذليل العقبات التمويلية اليت تقف وراء حصول أصحاب املؤسسات
املصغرة على متويل الزم سواء إلنشاء أو توسيع نشاط مؤسساهتم ،حيث كما ذكران سابقا فإن إشكالية عدم توفري
الضماانت من طرف املؤسسات الصغرية واملتوسطة تعتّب أهم عقبة متويلية يف سبيل تقدمي البنوك واملؤسسات املالية
القروض.
حيدث صندوق الكفالة املشرتكة لضمان أخطار القروض املمنوح إايها للشباب ذوي املشاريع ،وقد وضع
الصندوق حتت وصاية الوزير املكلف ابلتشغيل ،أما مقره فيكون لدى الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ،يتمتع
ابلشخصية املعنوية واالستقالل املايل ،لكي يؤدي الصندوق مهامه اليت أنشئ من أجلها ،وال تكون له تبعية
لإلدارة الوصية.2
-1مت إحداث الصندوق مبوجب املرسوم التنفيذي رقم 200-98املؤرخ يف 09جوان ،1998املتضمن إحداث صندوق الكفالة املشرتكة لضمان أخطار القروض
املمنوح إايها للشباب وحتديد قانونه األساسي ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،42املؤرخ يف 14جوان ،1998املعدل واملتمم ابملرسوم التنفيذي رقم 289-03املؤرخ
يف 06سبتمّب ،2003اجلريدة الرمسية ،العدد ،54املؤرخ يف 10سبتمّب .2003
-2املواد 1و 2من املرسوم التنفيذي رقم 200-98املتعلق بصندوق الكفالة املشرتكة ،املعدل واملتمم ابملرسوم رقم 289-03املذكوران سابقا .والطاهر بن
يعقوب ،أمال مهري ،املرجع السابق ،ص.12
311
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
أما عن موارده 1فتتكون من مسامهة الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ،ومن مسامهة اخلزينة العمومية،
واالشرتاكات املدفوعة للصندوق من مؤسسات القرض املنخرطة ،وعائد التوظيفات املالية من أموال الصندوق
اخلاصة واالشرتاكات احملصلة ،اهلبات والوصااي واإلعاانت املخصصة للصندوق ،وال ميكن للصندوق أن يلجأ إىل
تسهيالت مصرفية إال عند احلاجة ،وال يعد ذلك مصدرا متويليا ،لكن إذا اختل التوازن املايل للصندوق أجاز
املشرع للمنخرطني ضخ مبالغ مالية مستمدة من أمواهلم اخلاصة لتجاوز العجز.2
أما عن إدارة الصندوق3فهي مسندة جمللس إدارة يتكون أعضاؤه من ممثلني عن املسامهني يف رأس املال،
ابإلضافة إىل ممثلني عن كل من وزاريت املالية والتشغيل ،وعهدة اجمللس حمددة بثالث سنوات ،مع إمكانية
التجديد .ولقد مت إسناد مهام تسيري الصندوق للمدير العام للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب مبساعدة أمانة
دائمة.4
ولقد ألزم املشرع كل من الشباب املستثمر والبنوك القائمة على عملية التمويل االخنراط ضمن الصندوق
حىت تكون هناك استفادة ،فاألول يستفيد من التمويل ،والثانية تستفيد من الضمان.
فتطرق املشرع لاللتزام امللقى على عاتق الشباب املستثمر ،حيث نص على أنه جيب على الشباب ذوي
املشاريع االخنراط يف الصندوق لضمان األخطار احمليطة ابلقروض املمنوحة له ،بدفعه حقوق االشرتاك فيه ،ويضمن
الصندوق لدى البنوك القروض اليت متنحها للشباب أصحاب املشاريع .5وأما ما يتعلق مبقدار االخنراط وطريقة
تسديده ،فمرتوك جمللس إدارة الصندوق .6لتمنح للشاب وثيقة االخنراط ،اليت من خالهلا ميكن إثبات وفاء
املستثمر مببلغ االشرتاك.
والبنوك هي كذلك ملزمة ابالخنراط يف الصندوق مقابل دفع اشرتاكاهتا هلذا األخري ،لتستفيد منه يف احلماية
من أخطار القروض املمنوحة للشباب أصحاب املشاريع.
1
ثانيا :الصندوقان المخصصان لضمان القروض الموجهة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
إن مسامهة البنوك يف عملية التمويل مرتبط ابلضماانت املقدمة ،وللنهوض هبذا النوع من املؤسسات فقد
تدخل املشرع لضمان القروض املوجهة إليها عّب صندوق ضمان قروض استثمارات املؤسسات الصغرية واملتوسطة،
وصندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغرية واملتوسطة.
-1صندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة)FGAR(2
يعتّب من أهم األدوات املالية املتخصصة لفائدة املؤسسات الصغرية واملتوسطة اليت تضطلع مبهمة معاجلة
أهم املشاكل اليت تعاين منها هذه املؤسسات واليت تتمثل يف الضماانت الضرورية للحصول على القروض البنكية.
وهو مؤسسة عمومية هدفها ضمان القروض الضرورية لالستثمارات اليت جيب على هذا النوع من املؤسسات أن
تنجزها طبقا ملا هو حمدد يف قانوهنا التوجيهي .3وهو خاضع لوصاية وإشراف الوزير املكلف ابملؤسسات الصغرية
واملتوسطة.4
وكما أشران سابقا فالصندوق مؤسسة عمومية ذات طابع إداري ،يتمتع ابلشخصية املعنوية واالستقالل
املايل ،يديره مدير عام ،ويسريه جملس إدارة يتكون من ممثلي بعض الوزارات وممثل عن الغرفة اجلزائرية للتجارة
والصناعة.5
واملشرع مل يستثن أي قطاع للخدمات واإلنتاج من نطاق ضمان هذا الصندوق ،بل أن اجملال مفتوح جلميع
املؤسسات ،ومهما كان نوع القطاع.
هذا الصندوق يتكون من أموال خاصة وإعاانت الدولة وقروض ممنوحة له ،ولعل ما يشجع البنوك على
اإلقدام على متويل هاته املؤسسات ،هو ملكية الدولة هلذا الصندوق اليت يفرتض فيها املالءة ،هذا جانب،
-1املادة 14من القانون التوجيهي رقم 18-01املتضمن القانون التوجيهي لرتقية املؤسسات الصغرية واملتوسطة ":تنشأ لدى الوزارة املكلفة ابملؤسسات والصناعات
الصغرية واملتوسطة صناديق ضمان القروض ،وفقا للتنظيم املعمول به ،لضمان القروض البنكية للمؤسسات الصغرية واملتوسطة." . . .
-2املرسوم التنفيذي رقم 373-02املؤرخ يف 11نوفمّب 2002املتضمن إنشاء صندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغرية واملتوسطة وحتديد قانونه األساسي،
اجلريدة الرمسية ،العدد ،74املؤرخ يف 13نوفمّب.2002
-3املادة 3من املرسوم التنفيذي رقم 373-02املذكور أعاله.
-4املادة 2من نفس املرسوم التنفيذي.
-5املواد 10و12و 21من نفس املرسوم التنفيذي.
313
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
املمولة ،من جهة اثنية ،هذا يشكل ضماان قواي يدفع البنوك
والضماانت التقليدية اليت ميكن أن تقدمها املؤسسات َ
لإلقدام على متويل املشاريع الصغرية واملتوسطة.
-2صندوق ضمان قروض استثمارات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة)CGCI(1
الصندوق شركة ذات أسهم ،مقره مبدينة اجلزائر ،هدفه ضمان تسديد القروض البنكية اليت تستفيد منها
استثمارات املؤسسات الصغرية واملتوسطة املنتجة للسلع واخلدمات ،وقد مت حتدد مستوى الضمان بـ 50مليون
دينار كحد أقصى .كما أقصى املشرع بعض القروض من الضمان ،وهي املوجهة لقطاع الفالحة والنشاطات
التجارية وكذا قروض االستهالك.2
املعين ابالخنراط يف هذا الصندوق هو البنوك ،وهذا حسب الشروط اليت حتددها اجلمعية العامة للصندوق.3
وجتدر اإلشارة إىل أن الصندوق يتكون من مجعية عامة وجملس إدارة ،4األوىل تتشكل من ،وزير املالية أو
ممثله ووزير املؤسسات الصغرية واملتوسطة أو ممثله ورئيس جملسها الوطين االستشاري كمالحظ وممثل عن كل بنك
مساهم يف الصندوق .اجمللس يتكون من ،وزير املالية أو ممثله رئيسا والوزير املكلف ابملؤسسات واملدير العام
للخزينة وممثلني للبنوك ينتخبان ملدة ثالث سنوات قابلة للتجديد.
المطلب الثاني :تحقيق الضمان لصالح البنوك
إن تدخل صندوق الكفالة لتحقيق الضمان مرهون بتحقق الكارثة ،اليت لن تكون كافية ما مل تسبقها واقعة
عدم الوفاء أبقساط االئتمان .وابلنسبة لصندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغرية واملتوسطة فالضمان متوقف
على حتقق الكارثة ولكن وفقا التفاقيات الشراكة بني البنك ِّ
املقرض والصندوق الضامن .وأما ما خيص صندوق
ضمان استثمارات هاته امل ؤسسات فالتزامه ابلضمان يكون يف حال حتقق اخلطر املضمون بعد إعسار هاته
األخرية ،إعسارا معلنا أو مفرتضا.
-1املرسوم الرائسي رقم134-04املؤرخ يف 19أفريل 2004املتضمن القانون األساسي لصندوق ضمان قروض استثمارات املؤسسات الصغرية واملتوسطة ،اجلريدة
الرمسية ،العدد ،27املؤرخ يف 28أفريل .2004
-2املواد من 2إىل 5من املرسوم الرائسي رقم 134-04املذكور أعاله.
-3املادة 8من نفس املرسوم.
-4املواد 21و22و 23من نفس املرسوم.
314
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
إن تدخل الصندوق مرهون بوقوع النكبة ،اليت هي عدم وفاء الشاب املستثمر بثالثة أقساط متتالية
ومستحقة الدفع ،وهو ما يعرف حبالة اإلعسار املفرتض ،مع التزام البنك إبجراء اإلخطار ،1أي إخطاره لصندوق
الكفالة املشرتكة .وبعد انقضاء مهلة شهر من عدم الدفع ،يتم انتقال ممثل عن البنك ِّ
املمول وممثل عن الصندوق
املمولة .مع حترير حمضر يثبت واقعة عدم الدفع ممضى من ممثل البنك
على مستوى املقر االجتماعي للمؤسسة ً
وممثل الصندوق ،ليتم إرسال ذلك إىل املقر الرئيسي للصندوق ابلعاصمة.
هذه اإلجراءات األولية فيها أمل يف وجود حلول ودية ترضي كل األطراف ،كإمكانية اللجوء إىل إعادة
جدولة الديون أو التعومي.2
ولكن إذا مت التأكيد على وجود عدم القدرة على الوفاء ،وبناء على تعجيل البنك ،3يقوم الصندوق بتغطية
الديون املستحقة ،من أصل الدين والفوائد ،يف حدود %70من جمموعها.4
ومعاجلة امللف تكون عن طريق جلنة الضمان ،اليت يتم تعيينها من قبل جملس الصندوق ،5وذلك بعد وصول
امللف هلذا األخري ،فإذا استوىف مجيع الشروط املطلوبة ،وخاصة مطابقته لالتفاقية ،يتم تصفيته خالل أجل أقصاه
3أشهر من اتريخ تقدمي الطلب .حيث يتم تغطية اخلطر يف حدود ،%70تشمل أصل الدين والفوائد ،دون
إلزام البنك بضرورة حتصيل الضماانت العينية و/أو الشخصية كشرط قبل حتقيق وفاء الصندوق ابلضمان .6وهذا
املتمم.
املعدل و َ
-1املادة 4من املرسوم التنفيذي ً 200-98
-2جدولة الديون هي تسوية يقدم فيها كل طرف تنازالت وصوال حلل ودي .وذلك من خالل منح املؤسسة املتعثرة أجال آخر للوفاء ابلتزاماهتا ،كأفضل حل من
شهر إفالسها ،ابعتباره أكثر حفظا حلقوق البنك ،ألن التصفية قد ال تفي بكل الدين ،ابإلضافة إىل ذلك فإن التفليسة يدخلها كل دائن ،ومنه إمكانية اللجوء
إلجراء قسمة الغرماء .أما التعومي فهو عملية منح ائتمان آخر للمؤسسة من أجل متكينها من إعادة ممارسة نشاطها بشكل جدي .على اعتبار أنه بدون التمويل
اإلضايف يتعذر اسرتداد القرض األصلي .ألن املؤسسة تكون يف حالة ضائقة مالية .ويف هذه العملية جيب على البنك أن أيخذ ضماانت إضافية إىل جانب
الضماانت األصلية املقرتنة ابلقرض األصلي .فريد راغب النجار ،إدارة االئتمان والقروض املصرفية املتعثرة ،مؤسسة شباب اجلامعة ،مصر ،ص 20إىل .41
-3املادة 4من املرسوم التنفيذي رقم 200-89املعدل واملتمم.
-4املادة 4من نفس املرسوم ،كانت تنص على تغطية الصندوق ألصل الدين فقط .لكن يف ظل املرسوم التنفيذي رقم 289-03املشار إليه سابقا أصبح ينص
على أن التغطية تشمل أصل الدين والفوائد .وهذا فيه حتفيز للبنوك من أجل منح مزيد من القروض للشباب املستثمر.
-5املادة 20من نفس املرسوم أعاله.
-6يف ظل املرسوم رقم ،200-98ويف مادته 4كان الصندوق يلزم البنوك أن تقوم أوال بتحصيل الضماانت العينية و/أو الشخصية املمنوحة له من طرف هاته
املؤسسات قبل تدخله لتحقيق الضمان ،لكن بعد التعديل ،ويف ظل املرسوم رقم 289-03يف مادته 5فقرة ،2مل يعد الصندوق يلزم البنوك بضرورة حتصيل
الضماانت قبل التماسها تدخل الصندوق لتحقيق الضمان.
315
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
ما يعين جلوء الصندوق إىل فكرة احللول الشخصي ،1حيث حيل الصندوق حمل البنك للقيام بتحقيق التأمينات يف
حدود تغطية اخلطر ،أو احللول يف مبلغ التأمني على األخطار لدى ِّ
املؤمن .هذا إن دل على شيء إمنا يدل على
ذلك التكامل بني الضماانت التقليدية والتأمني من جهة ،والضمان الذي يقدمه صندوق الكفالة من جهة أخرى،
من أجل حتقيق ضمان قوي وفعال يف مواجهة خماطر متويل هذا النوع من املؤسسات.2
من هذا نستخلص أن صندوق الكفالة املشرتكة لضمان أخطار القروض ،أنشئ أساسا لتكملة عمل
الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ،حيث نالحظ أن مقر عمل الصندوق يكون داخل الوكالة ،ويسري من
طرف مدير الوكالة ،كذلك فإن الصندوق ال يضمن إال القروض للمشاريع اليت متت املصادقة عليها من طرف
الوكالة ،حيث أن مسامهة أصحاب املشاريع يف الصندوق تعتّب أحد الشروط األساسية للحصول على الدعم
واملزااي اليت تقدمها الوكالة ،مع تقدميهم ضماانت تقليدية للبنك املمول ،وكذا التأمني على األخطار اليت ميكن أن
تؤثر على املشروع.
3
الفرع الثاني :على مستوى صندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
يتميز هذا الصندوق خبصائص معينة يف طريقة منحه للضمان ،وكذا يف تغطيته للقروض .4حيث يغطي
نسبة معينة منها .فهو مينح ضماانت لصاحل مؤسسات ال متلك ضماانت تقليدية أو لديها ضماانت ولكنها غري
كافية لتغطية مبلغ القرض الذي حتتاجه .أما عن مدة الضمان فهي حمددة بـ 7سنوات على أكثر تقدير .ويف
حالة عدم قدرة املؤسسة على تسديد املبلغ املقرتض يف ميعاد االستحقاق ،يقوم الصندوق بتعويض البنك حسب
نسبة الضمان املتفق عليها سلفا ،وهذا يكمل الضمان الذي حيتمل أن تقدمه املؤسسة املقرتضة للبنك املقرض
على شكل ضماانت عينية و/أو شخصية.1
فمىت حتققت الكارثة وفقا لالتفاقية املّبمة بني الصندوق والبنك ،يلتزم الصندوق بتحقيق الضمان تبعا
لذلك .وما هو معمول به يف هذا اإلطار ،هو أن التغطية تكون يف حدود %40والباقي يتم حتصيله من خالل
ما يف يد البنك من أتمينات واليت من املفروض أن تكون يف حدود %60أو أكثر ،وإذا كان هناك فائض يف
انتج حتصيل هذه التأمينات ،كان ذلك من نصيب الصندوق الضامن .2أما إذا كان مبلغ التحصيل غري كاف
لتغطية املبلغ املتبقي ،أو عدم قدرة البنك على حتصيل هذه الضماانت ،وجب على الصندوق التكفل بذلك.
ولكن يف حدود ،%80علما أن الصندوق يتكفل بضمان أصل الدين دون الفوائد والنفقات واملصاريف اليت من
املمكن أن تتطلبها عملية حتصيل الديون.
الفرع الثالث :على مستوى صندوق ضمان قروض االستثمارات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
لقد حدد املشرع املخاطر املغطاة من طرف هذا الصندوق ،خطر عدم التسديد وحالة التسوية أو التصفية
القضائية للمؤسسة املقرتضة ،3فإذا ما حتققت الكارثة ،وجب على البنك املقرض التصريح بذلك يف أجل أقصاه
2شهرين بعد انقضاء مهلة عدم الوفاء ،اليت تطابق عدم دفع قسطني من مبلغ القرض .وينقضي التزام الصندوق
ابلضمان بقوة القانون إذا مل يسع البنك املعين إىل إخطار الصندوق يف األجل احملدد لذلك من مهلة عدم الدفع.
وإذا كان هناك سعي واحرتام لآلجال واتفاقيات الضمان من طرف البنك ،ألتزم الصندوق ابلضمان ألصل الدين
وكذا الفوائد .ولكن يف حدود ما نص عليه القانون .4وهي نسبة %80من قيمة اخلسارة عندما يتعلق األمر
بقروض ممنوحة عند إنشاء املؤسسة ،ونسبة %60عندما نكون أمام قرض لتوسيع نشاط هاته األخرية أو تطويرها
أو جتديد جتهيزاهتا.
أما فيما خيص مسألة حتقيق الضماانت العينية و/أو الشخصية ،فال يوجد إعمال آللية احللول ،حيث أن
البنك هو الذي يقوم بتحصيلها ،ويتم توزيع انجتها حسب نسبة املخاطر واملصاريف اليت يتحملها كل من البنك
والصندوق( 1قسمة غرماء) .ويتم تسديد مبلغ الضمان بعد 30يوما من التصريح ابخلسائر من طرف البنك.2
أما عن القروض اليت تستفيد من ضمان هذا الصندوق ،فهي قروض االستثمار املادي الذي تكون مدة
تسديده األصلية مساوية لـ 7سنوات أو تقل عنها مبا فيها مهلة التأجيل .وكذا االعتماد االجياري الذي ال ميكن
أن تزيد مدة تسديده األصلية عن 10عشر سنوات.3
ولكن قبل هذا كله ،هناك إمكانية اللجوء للتفاوض بني األطراف الثالثة ،الصندوق الضامن والبنك
املستفيد واملؤسسة االقتصادية املضمونة ،للوصول إىل حلول ودية ترضي مجيع األطراف .تتمثل يف إعادة جدولة
الدين املضمون ،4وذلك عن طريق متديد أجل االستحقاق ملدة أطول.
المطلب الثالث :تقييم فعالية الضمان المالي
ميكن طرح اإلشكال التايل ،ما مدى فعالية الضمان املايل يف محاية البنوك من خماطر القروض املوجهة
للمؤسسات املصغرة والصغرية واملتوسطة؟ من هذا املنطلق ميكن التطرق إىل ما حيظى به هذا النوع من الضماانت
من أمهية اليت جتعل منه آلية هامة يف حتقيق الضمان للمقرض ،وإىل النقائص والسلبيات اليت تكتنفه جتعل
التشكيك يف فعاليته قائما.
الفرع األول :أهمية الضمان المالي
إن الضمان املايل آلية حتقق التوازن بني مصاحل املؤسسة املقرتضة من جهة ،والبنك املقرض من جهة اثنية،
والصندوق الضامن من جهة أخرى .فمن خالل هاته الصناديق ميكن للمؤسسة أن تستفيد من التمويل ،ألن
البنوك تقبل على ذلك عندما جتد جهة تضمن خماطر متويل هذا النوع من القطاعات ،حيث تقدم على متويلها
دون خوف أو تردد ،لوجود هاته اآللية اليت تتدخل لتغطية اخلسائر عند حتقق اخلطر .أما الصناديق فهي تستفيد
من االشرتاكات اليت تدفع هلا من أطراف الضمان مقابل استفادهتا من هاته العملية.
كما أن هلذه اآللية دور يف احلماية من خماطر القروض اليت توجه هلذا النوع من املؤسسات ،أال وهي
املصغرة والصغرية واملتوسطة ،ذات اإلمكاانت البسيطة سواء من حيث قاعدهتا املالية أو التسيري اإلداري ،أو
الضماانت اليت ميكن أن تتوفر عليها.
أضف إىل ذلك اإلجراءات البسيطة ،والوقت القصري الذي ميكن من خالهلما حتقيق الضمان ،وذلك
مقارنة مبا هو منصوص عليه يف قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية من إجراءات ومدد .فهذا يتناسب مع خاصية
السرعة واالئتمان اليت متيز عامل املال واألعمال ،فالوقت هو املال.
كذلك يف آلية الضمان املايل جند تكاثف اجلهود يف تغطية املخاطر ،حيث هنا كأننا أمام كفالة مبعناها
الواسع وأمام سياسة توزيع املخاطر .فاملؤسسة تتحمل ذلك من خالل ما تقدمه من ضماانت عينية و /أو
شخصية ،والبنك يتحمل نسبة من اخلسائر ،والصناديق تقوم بتغطية نسبة منها ،حسب ما ينص عليه القانون
وكذا حسب اتفاقية الشراكة اليت تتم بني األطراف الثالثة ،هذا أفضل وأقل حدة وأخف ضررا من حتمل البنك
للمخاطر لوحده.
ألمهية الضمان املايل يف تشجيع االستثمار وحتقيق الضمان ،خاصة لفئة الشباب والشباب البطال ،مت
إنشاء الكثري من صناديق الضمان ،فباإلضافة إىل ما مت ذكره سابقا ،فقد مت استحداث صندوق الضمان املشرتك
للقروض املصغرة لضمان القروض البنكية .1يغطي الصندوق ،بناء على طلب البنوك املعنية ابقي الديون املستحقة
من األصول والفوائد عند اتريخ التصريح ابلنكبة ،وذلك يف حدود 85ابملائة ،حيل الصندوق ،يف إطار تنفيذ
الضمان حمل البنوك يف حقوقها يف حدود تغطية اخلطر.
الفرع الثاني :محدودية فعالية الضمان المالي
لكن ورغم ما قيل عن أمهية الضمان املايل ،فيوجد ما ميكن قوله عن حمدودية فعالية هذا النوع من
الضماانت ،وهذا ملا حييط به من عوامل جتعل التشكيك يف فعاليته يف حتقيق احلماية القانونية للبنوك من خماطر
التمويل قائما.
-1أنشئ صندوق الضمان املشرتك للقروض املصغرة مبوجب املرسوم التنفيذي رقم 16-04املؤرخ يف 22جانفي .2004
319
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
فهذا النوع من املؤسسات االقتصادية يف اجلزائر يعاين من مشاكل عديدة ،سواء من حيث قلة موارده أو
نقص اخلّبة والكفاءة لدى مسرييها أومن حيث ندرة إن مل نقل انعدام ما ميكن أن تقدمه من ضماانت .هذا
جيعل إمكانية عدم وفائها مبا عليها من مستحقات أمر ال خيتلف فيه اثنان ،هذا له أتثري ابلغ على وضعية البنك
املالية.1
كما أن املؤسسات املصغرة والصغرية واملتوسطة أصبحت حتظى ابهتمام من اجلهات الرمسية يف الدولة ،ملا
هلا من دور فعال يف خمتلف اجملاالت .لذلك عادة ما يتم الرتكيز على إعادة جدولة ديوهنا أو مسحها 2أكثر من
االهتمام بتحصيل البنوك ملستحقاهتا غري املسددة اليت تعد ابملاليري .هذا يزيد من أعباء البنوك وجيعل شكه وختوفه
من متويل هذا النوع من املؤسسات يف حمله.
وهذه الصناديق عبارة عن شركات أو مؤسسات ختضع للقانون التجاري ،3ومنه إمكانية مرورها أبزمة مالية
خانقة وارد ،هذا يشكل عبئا آخر على البنك املمول ،فإن حدث ذلك فإنه ال ميكنه اسرتجاع أمواله ،اليت ما كان
ليغامر هبا لوال وجود الضمان املقدم من هاته الصناديق.
-1حيث أشارت إحصائية إىل أن 2000مؤسسة صغرية ومتوسطة استفادت من 150مليار دينار ،مبوجب 15اتفاقية مع بنوك وطنية ،وأن نسبة توقف النشاط
لدى مشاريع (أنساج) حوايل 10ابملائة ،مقابل معدالت ترتاوح ما بني 20و 30ابملائة ،كما أن األموال اليت خترج من البنوك يف إطار متويل املشاريع وال تعود،
تعد ابملاليري ،حيث أشارت إحصائية أن القروض غري املسرتجعة بلغت حوايل 81مليار دوالر ،أي ما ميثل %10من إمجايل القروض املمنوحة يف 10سنوات
املاضية وقد مت فرض اللجوء إىل القضاء ملباشرة حتصيل هذه الديون املتعثرة لدى أشخاص طبيعيني أو شركات ،وأييت هذا اإلجراء بعد فشل التحصيل الودي
وتتم هذه اإلجراءات من أجل حتصيل الديون كما يلي:
-توجه رسالة تذكري إىل العميل املتعثر بوصول موعد استحقاق الديون ،وإذا مل يتم التسديد يقوم البنك إبرسال إنذار أول الذي فيه مهلة 15يوم لدفع األقساط مع
غرامة التأخري.
-يف حالة عدم االستجابة لذلك يرسل البنك إنذارا اثنيا ويف حالة فشل ذلك ينتقل امللف إىل القضاء.
-يف حال عدم استجابة العميل لإلنذار الثاين يقوم البنك بتحرير حمضر معاين ة سبب عدم الدفع .فإذا كان السبب يعود للمقرتض يقوم البنك بتكوين ملف وتقدميه
إىل العدالة من أجل التحصيل القضائي ،وإذا كان السبب يعود لظروف خارجية يتم احجز على ممتلكاته وكذا الضماانت املقدمة وفق إجراءات قانونية عن طريق
استصدار أمر قضائي.
قانوان ،وإذا ام تكفي هذه األموال للوفاء
-للمدير املتابع أن يطلب إعادة جدولة ديونه ،وإذا مل يتم ذلك فإن ممتلكاته يتم بيعها ابملزاد العلين وفق ما هو منصوص ً
بقيمة القرض وفوائده ومصاريفه يتم إرغام العميل ابلدفع أبي وسيلة .محزة الكحال 81 ،مليار دوالر قروض متعثرة يف اجلزائر ،العريب اجلديد ،العدد ،921
األربعاء 08مارس ،2017ص.09
-2وزير املالية يدعو الشباب أصحاب املشاريع يف إطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب التقدم للبنوك إلعادة جدولة ديوهنم ،وتستبعد السلطات العمومية خيار
مسح الديون ،مفضلة التكفل مبحاولة إعادة بعث املشروع من جديد من خالل التكوين والتوجيه ،جريدة اخلّب اليومية ،العدد ،8420مرجع سابق ،ص .16
-3املادة 2من املرسوم الرائسي رقم 134-04السالف الذكر تنص على ":الصندوق شركة ذات أسهم." . . .
320
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
هذه الصناديق ،وبصريح النصوص القانونية ميكن أن تعتمد على الغري1من أجل ضخ أموال يف حساابهتا
إذا كانت تعاين من ضائقة مالية .فكيف هلا إذن أن حتقق الضمان وهي حباجة إىل الغري إلمدادها ابألموال الالزمة
لالضطالع مبهامها؟ وأكثر من ذلك فإن رؤوس أموال هاته الصناديق ضئيلة جدا 2إذا ما قورنت بعدد املؤسسات
املصغرة والصغرية واملتوسطة على الساحة االقتصادية ،وما حتتاجه من ماليري الدينارات لتحقيق مشاريعها .فكيف
هلاته املبالغ الضئيلة أن تضمن هاته املاليري اليت ميكن للبنوك أن تقدمها هلاته املؤسسات؟ خاصة وأن نسبة عدم
تسديد هاته املؤسسات املضمونة ملستحقاهتا مرتفع جدا.
كذلك فإن هذه الصناديق تعمل جنبا إىل جنب مع الضماانت التقليدية ،فهي حتقق نسبة معينة من
الضمان ،وبقية اخلسائر تتم تغطيتها من خالل حتقيق هذا النوع من الضماانت ،سواء من طرف البنك بنفسه،
أوعن طريق حلول الصندوق حمل البنك يف ذلك ،هذاما تشرتطه صناديق الضمان من أجل تغطية خماطر القروض.
وكما أشران سابقا فإن الضماانت التقليدية أثبتت فشلها ،نظرا ملا حييط هبا هي األخرى من خماطر جتعل عدم
إمكانية حتصيلها أو صعوبة حتصيلها أمر وارد ،كما أهنا أثبتت حمدودية فعاليتها يف حتقيق الضمان للدائن.
فحسب رأينا ،فالضمان املايل يتم حتقيقه كامال من طرف الصناديق املعنية ،وما الضماانت التقليدية إال
كاحتياط ،أو ُجت َعل كمخرج إنقاذ فقط .أي البد من حتقيق االستقاللية بني الضمان التقليدي والضمان املايل عند
تغطية اخلسائر.
أضف إىل ذلك ،وما يزيد من أعباء البنوك هو أن حتقيق الضمان املايل ال يتم ابلكامل ،فتغطية اخلطر وفقا
للتشريع واالتفاقيات املّبمة بني البنوك والصناديق ووفقا للشروط العامة هلاته األخرية ،ال تكون إال بنسبة ترتاوح بني
-1طبقا للمادة 10الفقرة ه واملادة 11من املرسوم التنفيذي رقم 200-98تنصان على أنه إذا اختل التوازن املايل للصندوق أمكن للمنخرطني فيه ضخ مبالغ
مالية من أمواهلم اخلاصة لتخصيصها له هبدف جتاوز احلاجة .والنص" :ميكن أن يلجا الصندوق إىل تسهيالت مصرفية لتغطية حاجاته املالية." . . .
-2املادة 10من املرسوم رقم 289-03السالف الذكر تنص على أن رأمسال صندوق الكفالة املشرتكة يقدر بـ3مليار دينار ،مكون من مسامهة الوكالة الوطنية
لدعم تشغيل الشباب ،ومن مسامهة اخلزينة العمومية ،ومن اشرتاكات البنوك واملؤسسات املالية املنخرطة يف الصندوق .واملرسوم التنفيذي رقم 373-02السالف
الذكر يشري أبن إعاانت الدولة يف صندوق ضمان القروض تقدر مبليار وعشرة ماليني دينار .واملادة 6من املرسوم الرائسي رقم 134-04تنص على أن
صندوق ضمان قروض االستثمارات رأمساله يتكون من 30ثالثني مليار دينار.
321
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
40و %80من أصل الدين والفوائد ،1وقليال ما حتسب مصاريف ونفقات عملية التحصيل.
كما أقصى املشرع من نطاق تغطية القروض ،القروض املمنوحة لقطاع الفالحة والقروض اخلاصة
ابلنشاطات التجارية ،وكذا القروض االستهالكية.2
فحسب رأينا ،من األفضل أن تتم توسعة نطاق االشرتاكات يف هاته الصناديق ،لتضخيم رأمساهلا ،لتستطيع
حتقيق الضماانت املوكلة هلا ،وتشجيع البنوك على متويل مجيع املؤسسات مهما كان نوعها أو حجمها أو طبيعة
النشاط الذي متارسه .وهذا كله خدمة للتنمية وتطويرا لالقتصاد ،وتشجيعا لالستثمار خارج قطاع احملروقات،
الذي يعرف تذبذاب يف أسعاره على مستوى السوق العاملية.
وحىت املخاطر اليت ميكن للضمان تغطيتها حمددة خبطرين اثنني فقط ،خطر عدم تسديد القروض املمنوحة
املمولة 3علما أن البنوك تواجه خماطر عديدة وهي تزداد يوما بعد
وخطر التسوية أو التصفية القضائية للمؤسسة َ
يوم ،منها املالية وغري املالية ،منها الكالسيكية واملستحدثة ،ومنها ما هو مرتبط ابملؤسسة يف حد ذاهتا وما هو
خارج عن إرادهتا.4
فمن املفروض ،وحسب رأينا أن تتم تغطية أي خطر مهما كان نوعه ،واجلهة اليت كانت سببا فيه .ماعدا
ما كان بسبب تقصري أو إمهال من البنك املمول ،وهذا حىت يكون هذا األخري أكثر حيطة وحذرا يف مجيع
العمليات اليت يقوم هبا .ويف هذا اإلطار ،ويف حال تقاعس البنوك عن التصريح ابلنكبة ضمن أجل معني ،فإنه
ينقضي التزام الصندوق بقوة القانون ،ويعفى بصفة هنائية من الوفاء ابلتزاماته أجتاه البنوك.5
ويف األخري أرى أنه وعوضا عن تشتيت الضمان يف عدة صناديق ،كان من األوىل استحداث صندوق
-1املادة 13الفقرة 2من املرسوم الرائسي رقم 134-04السالف الذكر تنص" :تنصب تغطية املخاطر على آجال االستحقاق ابلرأمسال وكذا الفوائد املستحقة
طبق للنسب املغطاة .وحيدد مستوى تغطية اخلسارة بنسبة %80عندما يتعلق األمر بقروض ممنوحة عند إنشاء مؤسسة صغرية أو متوسطة ونسبة %60يف
احلاالت األخرى ." . . .واملادة 4من املرسوم التنفيذي رقم 289-03السالف الذكر تنص على أن الصندوق يتوىل تعويض البنوك يف حدود %70من ابقي
الديون املستحقة من أصول وفوائد مناسبة هلا .والنظام الداخلي املنظم لصندوق ضمان القروض حدد نسبة ضمان تغطية خطر القرض من 10إىل %80
وجعل سقف الضمان حمددا مببلغ 50مليون دينار.
-2املادة 5من املرسوم الرائسي رقم 134-04السالف الذكر تنص على" :ال تستفيد من ضمان الصندوق ،القروض املنجزة يف قطاع الفالحة والقروض اخلاصة
ابلنشاطات التجارية وكذا القروض املوجهة لالستهالك".
-3املادة 13الفقرة 1من املرسوم الرائسي رقم 137-04املشار إليه سابقا
-4أشران إىل هاته املخاطر يف الفصل التمهيدي من هذه الرسالة ،بدء من ص.40
-5املادة ،5الشروط العامة لصندوق ضمان القروض لالستثمارات للمؤسسات الصغرية واملتوسطة.
322
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
واحد خيص ضمان القروض املوجهة للمؤسسات االقتصادية بصفة عامة ،مهما كان حجمها أو نشاطها .تشارك
فيه الدولة برأمسال كبري ،وكذا كل جهة فاعلة يف القطاع االقتصادي واملايل دون إقصاء ،يضمن مجيع املخاطر
مهما كان نوعها ومصدرها ،وبنسبة تغطية تساوي %100تشمل أصل الدين والفوائد واملصاريف ونفقات
التحصيل .دون االتكال على ما ميكن أن حتققه الضماانت التقليدية ،فذلك سيدرج يف ذمة الصندوق عند
حتصيلها ،الذي يكون عن طريق حلول الصندوق حمل البنوك يف هاته العملية.
كما أنه ال ميكن إعمال آلية اجلدولة إال يف حدود وبشروط ،منها أمهية املؤسسة ،ووجود إمكانية النتعاشها
مستقبال ،وأن وضعيتها املالية ستكون أفضل عند إعادة جدولتها ،وإذا كانت متر أبزمة مالية مؤقتة ،جتعل سيولتها
غري كافية للقيام مبا عليها من أعباء .كما أن هذه العملية ال تكون بقرار من اجلهات الرمسية ،بل من اجلهات
املعنية ،وهي املؤسسة االقتصادية والبنك والصندوق الضامن .فهو إجراء اختياري للبنوك وليس إجباراي ،تتخذه
وفق ما تراه مناسبا ملصاحلها.
وما ميكن قوله كخالصة هلذا الفصل ،أن الضماانت املستحدثة ،والناجتة عن األعراف واملمارسات البنكية
كثرية ومتنوعة ،من التأمني وحق امللكية كضمان وخطاب الضمان والضمان املايل .وهي آليات فاعلة إذا ما مت
استغالهلا أحسن استغالل ،ميكن أن تكون تعويضا عن الضماانت التقليدية اليت فشلت بظهور ما يسمى أبزمة
التأمينات ،اليت ميكن استعماهلا اليوم كمخرج إنقاذ فقط.
الفصل الثاني :الضمانات بمعناها الواسع
إن البنك عرضة ملخاطر متويل املؤسسة االقتصادية ،مهما كان نوعها والنشاط الذي متارسه .لذلك
ولالحتياط واحلماية فإنه يطلب ضماانت ،واليت رأينا سابقا أهنا ال حتقق ذلك بنسبة كبرية .حيث أثبتت فشلها إال
يف حدود معينة ،سواء كانت ضماانت كالسيكية ،متمثلة يف التأمينات الشخصية والعينية .وهذا ملا حييط هبا من
خماطر وأزمات وصعوبة حتصيلها .وضماانت مستحدثة أحدثتها األعراف واملمارسات البنكية ،ومت تقنينها ،واليت
رأينا كذلك أهنا ال حتقق احلماية املنشودة نظرا ملا حييط هبا هي األخرى من سلبيات وعوامل حتد من فعاليتها.
حىت أن التكامل بني هذه الضماانت مل حيقق املبتغى.
323
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
فكان البد من اخلروج من دائرة الضماانت مبعناها الضيق ،والعمل ابلضماانت مبعناها الواسع .وهي كل
آلية ميكن اللجوء إليها لتحقيق احلماية ،علما أن املخاطر يف تطور لذلك البد من تطوير الضماانت .فكان عدم
االكتفاء ابآلليات السابقة بل البد من إجراءات أوىل قبل طلب ضماانت ،وهي نتاج اتفاقيات مالية دولية،
أصبحت بنودها عبارة عن قواعد قانونية .ألن أغلب التشريعات املالية تبنتها حلماية مؤسساهتا املالية من املخاطر
اليت هتددها ،واليت تعاين منها حىت البنوك واملؤسسات املالية يف الدول الكّبى.
هاته الضماانت مبعناها الواسع تتمثل يف آلية التشخيص ،وهي دراسة شاملة عن وضعية املؤسسة قبل
اإلقدام على متويلها ،وقواعد احليطة واحلذر ،وهي تدابري احرتازية تسمح للبنوك التحكم يف املخاطر ،وعملية
الرقابة ،اليت تسمح ابلتصدي للخطر ومواجهته قبل حدوث النكبة.
المبحث األول :تشخيص المؤسسة االقتصادية
إن الضماانت الشخصية والعينية ليست هي املعيار األساسي الذي يراعيه البنك عند اختاذ قرار التمويل .إذ
أن الدراسة تنصب أوال على حتليل املؤسسة وتقييم مردوديتها ومالءهتا .حيث ال ينتقل البنك إىل دراسة
املمول ورحبيته .فالضماانت ما هي إال ملحقات لالئتمان ال مّبرا
الضماانت إال بعد أتكده من جدوى املشروع ً
له .ألنه ميكن للبنك االستغناء عن طلب الضماانت يف حالة اطمئنانه ملردودية املشروع ،دون أن يكون ذلك
خمالفة للقانون ،لكن ميكن له أن أيخذها كاحتياط ،أو كمخرج إنقاذ ،ولكن بشرط أن يكون قرار التمويل صائبا،
مبنيا على تشخيص دقيق ودراسة موضوعية للمخاطر اليت حتيط ابملشروع املراد متويله.
ُ
فإذا كانت الضماانت جمرد اتبع للتمويل ،فما هي العناصر واملصادر اليت ميكن للبنك أن يعتمدها عند
تشخيصه للمؤسسة االقتصادية ،واليت جتعل قراره صائبا عند منحها التمويل؟
المطلب األول :تشخيص عناصر المؤسسة االقتصادية
إن املخاطر مرتبطة بعملية االئتمان ،لكن هذا ال يعين إغفال أية آلية يراها البنك كضمانة مناسبة يف
احلماية منها ،ولعل دراسة املؤسسة قبل اختاذ أي قرار عند عملية التمويل ضمانة فعالة .ويكون ذلك من خالل
البحث يف اإلطار القانوين للمؤسسة ،وتقييم مدى كفاءة القائمني على إدارة املؤسسة ،ومكانتها يف السوق،
واألخطار اليت ميكن أن تواجهها ،أي مدى حتقيقها للربح ،ابإلضافة إىل تشخيص وضعيتها املالية.
324
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
فالتشخيص هو معرفة نشاط املؤسسة ،وشكلها القانوين ،واتريخ إنشائها ،وحتليل اسرتاتيجيتها املالية
والتجارية وأدوات وتقنيات اإلنتاج ،وتقييم كفاءة مسرييها.1
لذلك البد على البنك من اإلحاطة مبختلف املعلومات املتعلقة ابملؤسسة ،من حيث العناصر العامة ،وكذا
ما يتعلق ابجلانب املايل للمشروع .ألهنا السبيل يف حتديد الوضعية احلقيقية للمؤسسة.
الفرع األول :تشخيص العناصر العامة
وتشمل هذه الدراسة كل ما يتعلق ابإلطار القانوين للمؤسسة ،وكذا القائمني على إدارهتا ،وموقعها يف
السوق الداخلية واخلارجية ،والتقنيات اليت تستعملها.
هنا يكون البحث يف قوانني وتشريعات االستثمار األساسية واملكملة ،واألخرية تتمثل يف التشريع املايل
والضرييب وتشريعات العمل والتأمينات ،وغريها مما له أتثري على أداء املؤسسة ،ويرتتب على ذلك آاثر إجيابية ،ومن
مث تدفقات نقدية داخلية متوقعة قد متنحها احلكومة للمؤسسات املستثمرة يف إطار تشجيع ذلك يف جماالت
معينة .ومن مث على البنك التعرف على املشاريع االستثمارية اليت تنطوي على تلك املزااي ،وما إذا كانت املؤسسة
تدخل يف تلك اجملاالت أم ال .هذا ابإلضافة إىل أن القوانني وتشريعات االستثمار قد تضيف أعباء وتكاليف
والتزامات واليت قد تؤثر على التدفقات النقدية اخلارجية للمؤسسة ،كالتشريعات اخلاصة ابجلمارك وقرار حظر
االسترياد وهذا لتشجيع املنتوج الداخلي وأيضا التشريعات اخلاصة حبظر نقل أو تصدير أو تداول بعض السلع
واملنتجات داخل البالد أو خارجها.
هذه الدراسة يقوم هبا متخصصون يف جمال القوانني وتشريعات االستثمار من أجل معرفة ما يعود على
املؤسسة صاحبة املشروع من مزااي وتدفقات نقدية داخلة ،وما تتحمله من أعباء وتدفقات خارجة ،واالطالع
على الشكل القانوين الذي اختذته.
-1املرسوم التنفيذي رقم120-14مؤرخ يف 24مارس ، 2014املتضمن التصريح التشخيصي للمؤسسات الصغرية واملتوسطة ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،19الصادر
بتاريخ 2أفريل .2014املعدل واملتمم للمرسوم التنفيذي رقم 374-03املؤرخ يف 30من أكتوبر ،2003اجلريدة الرمسية ،العدد ،19لسنة .2003هذا
املرسوم موجود يف املالحق ،يف هناية رسالتنا هذه .واملادة 40من النظام رقم 08-11السالف الذكر" :جيب أن أيخذ تقييم خماطر القرض بعني االعتبار ،على
اخلصوص ،العناصر اليت تتعلق ابلوضعية املالية للمستفيد وقدرته على السداد وعند االقتضاء ،الضماانت احملصل عليها .كما جيب أن يتضمن التقييم بصفة
خاصة وابلنسبة للمؤسسات حتليل حميط هذه األخرية ومميزات الشركاء أو املسامهني واملسريين ،كما جيب أن أيخذ بعن االعتبار آخر الواثئق احملاسبية واملالية".
325
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
ويعين ذلك دراسة القوانني اليت تنظم نشاط املؤسسة ،وحتديد الشكل القانوين املناسب ،وحقوق وواجبات
املسامهني يف املشروع ،واملزااي اليت تعود على املؤسسة من خالل الشكل القانوين ،من حيث اإلفالس والتصفية
وحتديد نوع مسؤولية كل مساهم .حيث أن شركات األموال يعتّب الشريك فيها مسؤوال عن ديون الشركة يف حدود
مقدار مسامهته فيها .بينما يف شركات األشخاص فإن الشريك فيها مسؤول عن أية خسائر ،ليس فقط يف حدود
مسامهته يف الشركة بل ميس ذلك أمواله وممتلكاته اخلاصة.
ومن مث يصبح من الضروري حبث أتثري هذا احملدد من منظور حقوق وواجبات املسامهني يف املشروع ،حيث
إذا ما أظهرت الدراسة وجود جدوى من متويل مؤسسة من خالل شكلها القانوين ابلذات ،فإنه يتم ذلك ،وهذا
بعد دراسة العبء وااللتزامات والقيود اليت خيضع هلا.
ففي شركات التضامن ،فإن جمرد احنراف أي شريك فيها عن اخلطة املوضوعة يؤدي إىل خطر على
املشروع ،أضف إىل ذلك ،فكيان املشروع مهدد دائما بوفاة أحد الشركاء أو إفالسه .رغم أن امليزة فيها تتعلق
مبسؤولية الشركاء التضامنية الشخصية واملطلقة.
أما شركات املسامة فلها مزااي كبرية ،وهي إمكانية جتميع أموال كبرية جدا ،أما خطرها فيظهر يف نوع
املسؤولية فيها ،فهي يف حدود أسهم االكتتاب فقط دون أن متتد إىل األموال واملمتلكات اخلاصة ابملسامهني.
إذن فالبنك جيب أن أيخذ بعني االعتبار اإلطار القانوين للمؤسسة ،فيتعرف على قانوهنا األساسي،
ورأمساهلا االجتماعي ،وطبيعة الشركاء فيها ،ونوع املسؤولية امللقاة على عاتقهم ،ومدى أتثري وفاهتم أو إفالسهم
عليها ،وكذا نظام شهر إفالسها وتصفيتها ،واألسباب املؤدية إىل انقضائها ،ونتائج ذلك عليها .هذا كله له أمهية
من حيث حتديد اإلجراءات واآلليات اليت جيب اختاذها يف حالة التسوية الودية أو القضائية من أجل محاية
االئتمان.
ثانيا :تحليل الوظيفة اإلدارية
تعتّب الثقة عامل أساسي يف قرار االئتمان ابلنسبة للبنك ،ألنه مهما تكن جدية التحليل للمعطيات اليت
متيز حياة املؤسسة االقتصادية طالبة االئتمان ال ميكن جتاهل عامل الثقة ،سواء من حيث املالءة ،أو القدرة على
326
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
احرتام االلتزامات ،أو الثقة يف قدرات املسريين ،1اليت تظهر من خالل التفكري االسرتاتيجي يف كل القضااي املتعلقة
ابملؤسسة وحماولة التعرف على عوامل النجاح والفشل فيها ،وحماولة استغالل وتنمية ما له عالقة ابمليزة التنافسية
مستقبال ،ووضع دراسة مستقبلية يف خمتلف جماالت التصنيع والتسويق ،واالبتكار يف جمال تصميم املنتج وتوزيعه،
ومواكبة املستجدات الطارئة على املستوى الدويل.2
فاملؤسسة حتتاج ملختصني ذوي املستوى العايل الذين إبمكاهنم قيادهتا أبفكار مبدعة ومتجددة ،وذلك من
خالل رفع الكفاءة اإلنتاجية ،وحتسني أساليب العمل ،واالقتصاد يف التكلفة ،3والقدرة على التمركز يف األسواق
داخليا وخارجيا.
فالعالقة بني تراكم رأس املال البشري والصادرات عالقة تكاملية .فالصادرات هي تلك السلع واخلدمات
اليت أتيت تلبية للطلب اخلارجي ،وختضع لشروط الطلب يف السوق العاملي ،ولالحتفاظ مبكانة جيدة يف هاته
السوق البد من توفر القدرة على التطوير واإلبداع وحتقيق اجلودة ،وهذا ال يتأتى إال بتوفر رأس املال البشري،
الذي جيب أن يتضمن الكفاءة واملهارة ،إضافة للعلم والتدريب .وهذا التكامل قد ينشأ من خالل دعم قطاع
التجارة اخلارجية خصوصا العمالة ،4فهي أكفأ وأقدر على استيعاب التكنولوجيا احلديثة وتطويرها بكل ما يتالءم
واحلاجة االقتصادية يف خمتلف القطاعات .فجلب التكنولوجيا من الدول املتطورة أعظم بكثري من جلب
املستثمرين ،وهذا ما تسعى إليه اجلزائر اليوم من خالل عقدها لشراكات مع دول متقدمة تكنولوجيا كأملانيا.
وسبقتها يف ذلك الياابن والصني واهلند ،الذين كانوا يبعثون أببنائهم إىل اجلامعات واملعاهد واملؤسسات الغربية
للدراسة هناك والتعرف على تكنولوجياهتا ،فباتت اليوم من الدول املتقدمة ،متلك مؤسسات وشركات تغزو
األسواق العاملية ،وتنافس نظرياهتا من املؤسسات يف الدول الغربية الكّبى ابعتبار أن االستثمار يف رأس املال
البشري أهم بكثري من االستثمار املادي ،ألن األول خيلق الثاين ،وبدونه ال يكون.
وعلى العكس مما قيل سابقا ،فاملؤسسات اليت تتوفر على رأس املال املادي وال تتوفر على الرأس املال
البشري ،حتوز على عتاد قدمي ،وال تشتغل يف فروع االقتصاد الثمانية إال بنسب ضئيلة جدا ،وتعاين مشاكل مجة
على صعيد التموين واإلنتاج والتسويق ،وهو ما جتسد يف ارتفاع تكاليف اإلنتاج ،ورداءة املنتجات ،وارتفاع
أسعارها وليس هلا القدرة التنافسية .ويعزى هذا إىل سوء التسيري وتبذير الثروات ،ابإلضافة إىل انعدام التفكري
االسرتاتيجي لدى املسريين ،وعدم قدرهتم على التنبؤ واختاذ القرارات الصائبة.1
إن الوظيفة اإلدارية العليا املتمثلة يف جملس اإلدارة ،أعلى سلطة يف املؤسسة ،واملفكر الرئيسي ،واملسيطر
على التحليل االسرتاتيجي ،ووضع اخلطط العامة من أجل ضمان السري اجليد للمؤسسة ،إذا استطاع أن يضطلع
هباته املهام مبا حيقق األهداف العامة هلاته األخرية ،فهذا يعين أنه قد ضمن هلا االستمرارية على املدى الطويل،2
ووفر هلا سبل النجاح .3وابلتايل حتوز على ثقة البنك من حيث قدراهتا املهنية ،ومنه اختاذ قراره بقبول طلب
االئتمان املقدم له من طرفها.
ثالثا :دراسة السوق
هي دراسة تنصب على معرفة نشاط املؤسسة ،ومكانته ابلنظر للقطاع الذي ينتمي إليه والسوق الذي
تنشط فيه هذه املؤسسة ،فضال عن مدى توفرها على اإلمكاانت املادية والتكنولوجية والبشرية اليت جتعل هلا وزان
وتوغال يف السوق .فتحليل منتج أي مؤسسة ،وإمكانية بيعه داخليا وخارجيا ،ودرجة املنافسة عليه ،تشكل عامال
هاما يف تقدير مستقبلها ،وذلك بقياس عوامل القوة والضعف لديها.
كما تنصب دراسة البنك على حتليل املعطيات اخلاصة مببيعات املؤسسات اليت هلا نفس املنتج مع املؤسسة
املراد متويلها ،حيث إذا أثبتت الدراسة أن املبيعات لدى هاته األخرية تتزايد ابستمرار ،وأن الطلب على سلعها يف
توسع ،فهذا يشجع البنك على اإلقدام على متويلها .ألن ذلك يسمح بتوفري مدخالت للمؤسسة تساهم يف الوفاء
ابلتزاماهتا.
لكن هذا غري كاف بل جيب على البنك معرفة السوق الذي تعمل فيه املؤسسة ،واملكانة اليت حتتلها يف
هي حتليل أدوات عمل املؤسسة ،أي الوسائل املستعملة يف العملية اإلنتاجية ،ومدى تطور التقنيات
املستعملة ،فكل تطور يف املؤسسة مرتبط ابلتكنولوجيا املستعملة فيها ،ويرتبط هبا كل من اإلنتاجية ونوعية املنتوج،
هذا األخري به ُحتدد أرابح ومردودية املؤسسة ،وابلتايل جناحها واستمراريتها .فاملؤسسات اليوم تتنافس فيما بينها
ابجلودة والسعر ،وهذا ال يتأتى إال بقدرهتا على التحكم يف التكنولوجيا .إذ غالبا ما تتم العملية إبمهاهلا واعتماد
عوامل مالية ،هذا له أتثري كبري إىل حدود خطرية جدا ،تصل إىل إفالس وتوقف املؤسسة .وأكثر من ذلك ،فإن
التكنولوجيا قد جتعل املؤسسة يف موقع هش ابلنسبة لغريها ،واليت تستخدم تكنولوجيا حديثة ،اليت جتعل هلا
ميكن للبنك أ ْن يقوم ابلتحليل املايل ،وذلك عن طريق تشخيص عام ،يهتم ابحلالة املالية للمؤسسة
ووضعيتها يف االقتصاد ،ذلك من خالل االطالع على ميزانيتها .وتشخيص خاص ،يهتم ابلتمويل املطلوب من
املؤسسة ومدى تسديده .وهنا منيز بني متويل االستغالل ومتويل االستثمار ،3فإذا تعلق األمر ابألول ،فالدراسة هتتم
مبالءة املؤسسة للتأكد من مدى إمكانية تسديد التمويل قصري األجل ،عند حلول ذلك ،وكان هناك أتخر يف بيع
املخزون أو أتخر يف حتصيل احلقوق .وأما إذا تعلق األمر ابلثاين ،فالبنك يهتم آبفاق تطور املؤسسة ،ومدى
حتقيقها لألرابح على املدى املتوسط والطويل .ولكي يكون التشخيص املايل دقيقا جيب على البنك حتليل
معطيات املؤسسة من خالل ثالث ميزانيات متتالية.4
على املؤسسة أن حتتفظ بدرجة سيولة كافية لتأمني مالءهتا بصفة مستمرة ،ألن ذلك يشكل ضمان
استقالليتها املالية ،وجيعلها تتمتع هبامش أمان من خالل ما لديها من مالءة ،جتعل تغطية املخاطر ممكنة ،سواء
تعلق خبطر عدم تسديد زابئنها للديون ،أو خطر عدم قدرهتا على تصريف ما لديها من خمزون .ألن بدون ذلك
تضطر لالستدانة ،من أجل الوفاء بديوهنا العاجلة.
فعنصر السيولة يعتّب كأحد أسس منح االئتمان ،فهو الذي يبني الوضعية املالية للمؤسسة بدقة ،ويعتّب
صمام األمان يف حالة الفشل يف تسديد االئتمان .فكلما كانت السيولة متوفرة كلما قلت املخاطر املرتبطة
ابالئتمان .فالسيولة متثل حال انجعا عند عدم وجود توافق بني آجال تسديد الديون وآجال حتصيل احلقوق.1
فالسيولة النقدية لدى املؤسسة غري كافية لالستفادة من التمويل ،بل جيب أن يـَْنـتُ َج عن املشروع املراد متويله
مردودا كافيا يغطي النفقات وحيقق أرابحا متَُ ِّكن من تسديد أصل الدين وتوابعه .فالعائدات تتمثل يف قيمة
املبيعات ،واليت هي التدفقات النقدية الداخلة ،أما النفقات فتمثل التدفقات النقدية اخلارجة ،وأن الفارق بينهما
هو التدفق النقدي السنوي الصايف ،الذي من خالله يصدر البنك قراره فيما خيص منح التمويل.
ولكن كل ما سبق غري كاف ابلنسبة للبنك ،فبعد عملية التحقيق املايل ،يقوم بعملية التحليل املايل،2
وذلك من خالل مقارنة األرقام املتحصل عليها والعائدة للمؤسسة املراد متويلها مع أرقام عائدة ملؤسسات أخرى
متارس نفس النشاط ،ملعرفة موقع املؤسسة ضمن جمموع املؤسسات يف نفس القطاع ،أي حتليل ما حييط ابملؤسسة،
وهذا ملا له من أتثري عميق على نشاطها وماليتها .دون إمهاله ملا سيحققه االئتمان من مرد ودية ،هذا كله له دور
يف اختاذ القرار االئتماين.3
المطلب الثاني :االستعالم البنكي
ليس من السهولة مبكان تقييم املؤسسة أبرقام ونسب وبياانت ،مامل يكن لدى البنك املعلومات الكافية،
واليت يستقيها من عدة مصادر ،سواء من املؤسسة يف حد ذاهتا ،وذلك من خالل واثئقها احملاسبية واملالية السابقة
واملستقبلية ،وعن طريق حمافظ احلساابت لديها ،وكذا املعاينة امليدانية للمؤسسة ،لالطالع على واقعها والتأكد من
صحة املعلومات املصرح هبا للبنك .كما ميكن هلذا األخري االطالع على املعلومات من خالل مصادر خارجية،
تتمثل يف اهليئات املصرفية ،وكذا اهليئات واملراكز اليت تلجأ إليها املؤسسة من أجل قيد تصرفاهتا.
الفرع األول :الهيئات المختصة بالشهر والقيد
إن هناك العديد من اجلهات املختصة بعملية قيد وشهر التصرفات مهما كانت قانونية أو مادية لألشخاص
الطبيعية واملعنوية ،فللبنك أن يلجأ إليها لالطالع على املعلومات اليت يريدها حول العميل يف إطار ما يسمح به
القانون.
إن الشركة تنشأ بعقد رمسي يعتّب مبثابة دستور مكتوب يستطيع الغري أن يطلع عليه قبل الدخول معها يف
معامالت قانونية .لكن هذا غري كاف ،بل جيب إيداع ملخص للعقد يف السجل التجاري ،الذي ميسكه املركز
الوطين للسجل التجاري ،وكذا نشره يف النشرة الرمسية لإلعالانت القانونية ويف جريدة يومية .ونفس اإلجراء يكون
يف حالة أي تعديل يطرأ على الشركة .1وتطبيقا ملبدأ العالنية اليت وضع ألجلها السجل التجاري ،فإنه جيوز ألي
شخص معين أن حيصل من هذا املركز على نسخة من القيود الواردة يف السجل مقابل دفع مصاريف ذلك ،على
شرط أن تكون له مصلحة يف ذلك .2أضف إىل ذلك ميكن إجياد املعلومات لدى املعهد الوطين للملكية
الصناعية ،إذا كان األمر يتعلق اببتكارات أو رسوم ومناذج صناعية أو عالمات جتارية ،وهو مؤهل لتسليم نسخة
من التسجيالت املدونة يف دفرت كل منها إىل كل طالب ذلك.3
كما ميكن اللجوء هليئة الضرائب لالطالع على السجل الضرييب للمؤسسة ،ألنه جيب أن تكتتب وترسل
إىل مفتش الضرائب التابع له مكان ممارسة نشاطها تصرحيا خاصا ،حتدد إدارة الضرائب منوذجه وذلك قبل 1فّباير
من كل سنة .كما يتعني مسك وتقدمي عند كل طلب من اإلدارة اجلبائية سجل مرقم وموقع من مصاحل هاته
األخرية يتضمن تلخيصا سنواي تسجل فيه تفاصيل كل العمليات.4
وكل تصرفات واردة على عقارات ملك للمؤسسة جيب إشهارها لدى احملافظة العقارية اليت يقع يف دائرة
-1اندية فضيل ،أحكام الشركة طبقا للقانون التجاري اجلزائري ،املرجع السابق ،ص.45-44
-2عمار عمورة ،املرجع السابق ،ص .130
-3املادة 32من رقم 07-03املتعلق بّباءات االخرتاع .واملادة 22من األمر رقم 86-66املتعلق ابلرسوم والنماذج الصناعية .واملادة رقم 15من األمر رقم
06-03املتعلق ابلعالمات التجارية.
-4العيد صاحلي ،الوجيز يف شرح قانون اإلجراءات اجلبائية ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،اجلزائر ،2005 ،ص .16
332
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
اختصاصها هاته العقارات .فالرمسية وحدها غري كافية ،بل جيب إعالم الغري عن طريق عملية الشهر .فااللتزام
بنقل امللكية أو أي حق عيين تبعي ،جيب فيه مراعاة األحكام املتعلقة ابلشهر العقاري .حيث ال تنتقل امللكية
واحلقوق العينية األخرى يف العقار سواء كان ذلك بني املتعاقدين ،أو كان ابلنسبة حلق الغري إال إذا روعيت
القوانني اليت تدير مصلحة شهر العقار .من هنا فأي ملك عقاري وما يرد عليه من تصرفات قانونية أو مادية فهو
حمل شهر ابحملافظات العقارية ،1اليت تطبق مبدأ العالنية ،حيث يستطيع البنك املعين احلصول على شهادة عقارية
تثبت له كل ما متلكه املؤسسة من عقارات وما يتعلق هبا من تصرفات ،مقابل دفع مصاريف ذلك االطالع.
الفرع الثاني :الهيئات المصرفية والمتعاملين مع المؤسسة
وتتمثل يف املعلومات الصادرة من بنك اجلزائر ،على اعتبار ارتباطه ابلبنوك التجارية بعدة عالقات تدخل يف
إطار الرقابة على عمليات منح االئتمان من أجل التقليص من خماطر ذلك ،وهذا بتوفري املعلومات الضرورية
الالزمة يف التعامل مع املخاطر ،واليت توفرها كذلك هيئات اتبعة لبنك اجلزائر.
جند مركزية املخاطر ،اليت تكلف جبمع أمساء املستفيدين من القروض وطبيعة وسقف القروض املمنوحة
واملبالغ املسحوبة والضماانت املعطاة لكل قرض .فبنك اجلزائر بفضل مركزية املخاطر يقوم بتزويد البنوك
واملؤسسات املالية بكل املعلومات اخلاصة بزابئن هاته األخرية .وبناء عليه ال جيوز منح أي قرض دون أن تكون قد
حتصلت من املركزية على املعلومات املتعلقة ابلشخص.2
كما أنشئت لدى مصاحل بنك اجلزائر مركزية امليزانية ،واليت تقوم مبعاجلة كل املعلومات احملاسبية واملالية
اخلاصة بزابئن البنوك واملؤسسات املالية ،مث تقوم إبرسال نتائج التحليل هلاته املؤسسات.3
وتعتّب مركزية عدم الدفع هيئة متواجدة لدى بنك اجلزائر من خالهلا يتم حصول البنوك واملؤسسات املالية
على املعلومات اخلاصة بعدم التسديد ،وهذا لتمكينها من تقومي وتدعيم األمن يف جمال استعمال الصك.4
وميكن للبنك االستعانة ابملوردين واملستثمرين الذين ميارسون نشاطا مشاهبا لنشاط املؤسسة والبنوك األخرى
اليت سبق للمؤسسة التعامل معها ،حيث يوفر له هؤالء معلومات عن أخالقيات املؤسسة ومدى جديتها يف الوفاء
إن تقرير حمافظ احلساابت 1لدى املؤسسة يشكل ثروة معلوماتية ختّب عن مدى مصداقية حساابت هاته
األخرية ،فالبنك الذي حيصل على نسخة من هذا التقرير يؤدي به حتما إىل طلب توضيحات عن ذلك ،ألهنا قد
ختفي مشاكل كامنة قد تكون هلا آاثر سلبية على الوضعية املالية للمؤسسة اليت تريد احلصول على متويل.
أما على مستوى البنوك فقد تغري الوضع ابلنسبة حملافظي احلساابت ،حيث بصدور األمر رقم 04-10
وإلحكام الرقابة على البنوك أوجب املشرع على كل بنك أو مؤسسة مالية وعلى كل فرع من فرع بنك أو مؤسسة
مالية أجنبية أن يعني ،بعد أخذ رأي اللجنة املصرفية ووفقا ملقاييس حمددة حمافظني إثنني للمحاسبات على األقل.
فهنا أصبح تعيني حمافظ احلساابت يتم بعد أخذ رأي اللجنة املصرفية 2وهذا عكس ما كان معمول به ابلنسبة
للنقد والقرض السابق حيث مل يكن يشرتط املشرع إطالقا أي قيد جيب أن يلتزم به البنك أثناء تعيني حمافظ
احلساابت.3
4
الفرع الرابع :الوثائق المالية والمحاسبية
إن كل متعامل اقتصادي يعمل يف جمال التجارة والصناعة واخلدمات جيب عليه مسك حماسبة ترتجم يف
شكل واثئق متثل ميزانية املؤسسة حتتوي على النفقات واإليرادات ،كما حتتوي على رأمسال اثبت ورأمسال متداول
وفيها األصول واخلصوم ،ابإلضافة إىل التدفقات النقدية للسنوات السابقة ،وجدول ابلتوقعات املستقبلية هلذه
التدفقات ،اليت تصنف إىل تدفقات صادرة وأخرى واردة .كما حتتوي املؤسسة على واثئق متثل اخلطط والّبامج
املستقبلية لتحسني قدراهتا ،هذه الواثئق متكن البنك من التعرف على تنبؤات املسريين حىت يتم التحقق من مطابقة
طلبات احلصول على التمويل مع استعماالته املستقبلية ،ومن أهم هذه الواثئق اليت ختطط للمستقبل ،امليزانية
املستقبلية.
-1املادة 25من القانون رقم 01-10املؤرخ يف 29جوان 2010املتضمن مهن اخلبري احملاسب وحمافظ احلساابت واحملاسب املعتمد ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،42
املؤرخ يف 11جويلية .2010
-2املادة 100من االمر رقم 04-10السالف الذكر.
-3املادة 100من األمر رقم 11-03السالف الذكر.
-4عمر صخري ،اقتصاد املؤسسة ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2006 ،ص.60-53
334
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
تعد زايرة املؤسسة من أهم املصادر اليت تساعد البنك يف احلصول على كل املعلومات أو التأكد من مدى
صحة ما حصل عليه من معلومات .هذا ُميَ ِّكن البنك من التعرف عن قرب وبشكل ملموس على املوجودات
والقوائم املالية ومدى مطابقتها ملا مت تقدميه ،التأكد من سالمة سري العمل مما يعطي فكرة واضحة عن كفاءة
املسريين والعاملني .االطالع على مدى جودة منتجات املؤسسة ومدى
رواجها أو ركودها يف السوق احمللية والدولية ،والتكنولوجيا املطبقة يف ذلك ومدى تطورها وأتثريها عليها.1
إن كل متويل هو مصدر ملوارد مستقبلية ،يف نفس الوقت مصدر للخطر ،يتمثل يف عدم تسديده عند
اآلجال املتفق عليها ،لذا فإن البنك ال مينح موافقته على ذلك إال بعد أتكده أبن احتمال اسرتجاع أمواله يفوق
احتمال خسارهتا .وهذا كله يتم عّب دراسة العناصر املالية وغري املالية للمؤسسة ،مستعينا مبصادر كثرية.
لكن قد ال يديل العميل ابملعلومات احلقيقية ،كما قد خيفي وراءه نوااي بعدم إرجاع التمويل ،كما أن
التشخيص قد ال يكون مبنيا على أسس علمية ودراسات جدوى معمقة ،وأنه تغلب عليه الذاتية واحملسوبية،
وعدم أداء املهنة املصرفية أبمانة وإخالص ،أي عدم التقيد أبخالقيات املهنة ،وابلقوانني ،وعدم اعتماد األساليب
والطرائق والوسائل احلديثة يف عملية التشخيص ،اليت ماتزال بنوكنا بعيدة عنها ،هذا ما جيرها إىل خماطر رغم دراسة
عناصر املؤسسة االقتصادية.
فتبقى فعالية هذه الضمانة مرتبطة مبصداقية املعلومات اليت تديل هبا املؤسسة طالبة التمويل ،وابلطرائق
والوسائل اليت يستعملها البنك يف عملية التشخيص ،وابملصادر اليت تُ ْستَقى منها املعلومات ،ومبدى قراءة املستقبل
قراءة صحيحة.
-1عبد الغفار حنفي ،وعبد السالم أبو قحف ،اإلدارة احلديثة يف البنوك التجارية ،املكتب العريب احلديث ،مصر ،1993،ص.204-203
335
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
إن قواعد احليطة واحلذر قواعد دولية ،1فرضتها الظروف اليت مرت ومتر هبا البنوك عّب العامل .وهي قواعد
وقائية ،جاءت لتسيري املهنة املصرفية حبذر ،من أجل التحكم يف املخاطر الكثرية واملتنوعة اليت حتيط أبعماهلا ،اليت
عانت منها حىت بنوك كّبايت الدول ،إىل درجة إفالسها وخروجها من الساحة .2حىت قاعدة تعدد وتنوع
الضماانت مل جتدي نفعا أمامها ،فكان ال بد من التفكري يف قواعد تكون أكثر فاعلية يف جمال احلماية.
وما دام أن السيولة ومسألة االئتمان ،هي أكّب ما تعاين منه البنوك ،فإن هذه القواعد جاءت ختص هاتني
املسألتني .فاألموال اليت متنحها هاته األخرية للغري هي أموال املودعني ،ألن وظيفتها الوساطة املالية ،وهؤالء
املودعون منهم من تكون أمواهلم حتت الطلب ،ومنهم من تكون ألجل ،لذلك عليها أن تكون على استعداد
للوفاء حبقوق هؤالء عند حلول أجل سحب أمواهلم ،وإال فقد ثقتهم فيه .وأكثر من ذلك إذا مل يسدد ما عليه
هلؤالء وقع يف حالة عدم الدفع ،اليت نتيجتها احلتمية هي اإلفالس.
إن هذه القواعد ليست هلا الصفة اإللزامية ،فهي جمرد توصيات واقرتاحات ،ولكن الدول تبنتها يف قوانينها
البنكية ،وهذا ملا عرفته هذه القواعد من جناح كآلية للحماية من خماطر االئتمان خاصة ،واملخاطر البنكية بصفة
عامة .فإلزاميتها تظهر من خالل أمهيتها ،كما أن بنوك الدول الكّبى ال تتعامل مع بنوك الدول األخرى ما مل
تكن متبنية هلاته القواعد .فإلزاميتها معنوية أكثر منها مادية.
واملشرع اجلزائري على غرار كل الدول تبىن تلك القواعد ،سواء يف القانون البنكي ،أو من خالل األنظمة
والتعليمات البنكية ،اليت أصدرها خصيصا لذلك ،لرتمجة هذه القواعد على أرض الواقع ،وإعطائها الطابع اإللزامي
-1تشكلت جلنة ابل للرقابة املصرفية من جمموعة من الدول الصناعية العشرة ،وذلك يف مدينة ابل السويسرية ،إذ أقرت سنة 1988قاعدة عاملية هي كفاية رأس
املال .ويف سنة 1995أصدرت اللجنة جمموعة من االقرتاحات لتطبيق هاته القاعدة من أجل تغطية خطر السوق ،بعد أن كانت التغطية منصبة فقط على
خماطر االئتمان .مث جاءت اللجنة مبقرتح جديد سنة 2001متثل يف قاعدة نسبة املالءة ،ليتم التوسع يف املخاطر اليت ميكن تغطيتها عن طريق هاته القواعد.
ونظرا للوضع املايل الذي عاشه العامل بسبب األزمة املالية العاملية ،أقرت اللجنة معايري جديدة للسيولة حتت إشراف اجملموعة الصناعية للدول العشرين ،وهذا
نتيجة ملا عرفته العديد من البنوك يف العامل من إفالس بسبب انعدام السيولة لديها .كما كانت هناك مقرتحات جديدة خاصة بكفاية رأي املال وتصدر بشكل
هنائي يف 2006وتبدأ حيز التطبيق سنة . 2007عثمان اببكر أمحد ،ورضا سعد هللا ،إدارة املخاطر ،حتليل قضااي يف الصناعة املالية اإلسالمية ،مكتبة فهد
الوطنية ،جدة ،السعودية ،الطبعة األوىل .2003 ،ونعنانة جالب بوحفص ،مقالة :الرقابة االحرتازية وأثرها على العمل املصريف ابجلزائري ،جملة املفكر ،العدد
،11لسنة ،2012ص.119 .
-2أهم اإلفالسات اليت هزت العامل ،كانت أوال إبفالس بنك (هرستان) األملاين يف سنة ،1974البنك الدويل اإلجنليزي (برينقس) ،والبنك األمريكي (بنك فرانكلني
الوطين) ،والبنك اإليطايل (أمّباسيانو) يف سنة ،1982والذي كان له أتثري على 250بنكا ،هذا انهيك عن اإلفالسات اليت عرفتها الساحة املالية بعد تبين
قواعد احلذر ،واليت سنتطرق هلا الحقا عند تقييم هاته القواعد الدولية .صورااي قاصدي ،املرجع السابق ،ص 55و.56
336
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
عن طريق فرض رقابة صارمة على البنوك من أجل تطبيقها وااللتزام هبا ،وإال تعرضت لعقوابت قد تصل إىل درجة
سحب االعتماد.1
فما هو مضمون هاته القواعد؟ وما موقف املشرع اجلزائري منها؟ وما مدى فعاليتها يف حتقيق احلماية
للبنوك؟
المطلب األول :القواعد المتعلقة بالنسب المالية
تعتّب السيولة أهم مشكل قد يواجه البنك ،لذا فهذه القواعد جاءت إللزام البنوك ابحرتام نسب معينة
ملواجهة خماطر االئتمان ،واليت تؤدي إىل نقص يف السيولة أو انعدامها ،هذا جيعل البنك عاجزا عن مواجهة
طلبات السحب .وهذه القواعد تتمثل يف :قاعدة نسبة األموال اخلاصة ابلبنك ،قاعدة نسبة املالءة ،قاعدة تقسيم
وتوزيع املخاطر ،قاعدة نسبة متابعة وضعية الصرف.2
الفرع األول :قاعدة نسبة األموال الخاصة بالبنك
هذه القاعدة متثل أول ضمان مايل للبنك وألصحاب احلقوق ،ومن جهة أخرى متثل الوضعية املالية للبنك،
واليت تدعم فرص استمراريته ودوامه ،وهي تلعب دورا هاما يف تغطية بعض األخطار غري املتوقعة ،واليت متس
مبالءته وصالبته.
وابلرجوع ملا جاء يف قرارات جلنة ابل األوىل جندها قسمت األموال اخلاصة ،إىل أموال قاعدية وأموال
خاصة مكملة ،يطرح منها عناصر ،تسمى ابلعناصر املطروحة.3
على اعتبار أن رأس املال االجتماعي هو العنصر األول املكون لألموال اخلاصة القاعدية ،فإن املشرع ألزم
البنوك واملؤسسات املالية إبثبات أن أصوهلا تفوق خصومها مببلغ يعادل على األقل رأس املال األدىن احملدد.1
أما املخاطر املشمولة ابلتغطية مبوجب قاعدة األموال اخلاصة فقد مساها املشرع ابملخاطر احملتملة ،وأمهها
على اإلطالق خطر القروض.2
وعن كيفية حساب األموال اخلاصة ،فيكون ذلك جبمع األموال اخلاصة القاعدية مع األموال اخلاصة
املكملة مطروح منه عناصر مطروحة.3
إذن فقاعدة األموال اخلاصة قاعدة دولية توصي البنوك ابإلبقاء على احتياط من املوارد الدائمة واألموال
اخلاصة بنسبة %60من العملة الوطنية للدولة ،ويتم حساهبا ملدة 5سنوات.4
الفرع الثاني :قاعدة نسبة المالءة
املالءة هي أساس سالمة البنوك ،لذلك أولت هاته القواعد الدولية اهتماما هبذا اجلانب ،وحددت نسبتها
بـ ،%8أما يف اجلزائر فهذه النسبة حددت بذلك سنة ،99وهذا لتغطية خطر القرض فقط ،لتشمل بعد ذلك
خطر السوق كذلك ،وهذا مبوجب ابل 2سنة ،1996هذه القاعدة جعلت البنوك تويل اهتماما كبريا ابملخاطر
قبل النظر ملا ستحققه من أرابح جراء عملية االئتمان.
فرأس مال البنوك يعتّب أساس احلماية من كل ما ميكن أن يطرأ على العمليات اليت يقوم هبا ،على اعتبار أنه
يوظف أموال الغري يف عمليات حتيطها املخاطر.5
ونظرا ألمهية رأس املال ابعتباره القاعدة الصلبة ،واآللية اليت حتقق احليطة واحلذر مما قد يقع للبنوك من
-1النظام رقم 01-90املؤرخ يف 4جويلية ، 1990املتعلق ابحلد األدىن لرأمسال البنوك واملؤسسات املالية .والذي حدد احلد األدىن لرأمسال البنوك ب 500مليون
دينار ،دون أن يقل هذا املبلغ عن %33من األموال اخلاصة ،أما احلد األدىن لرأمسال املؤسسات املالية 100مليون دينار ،دون أن يقل هذا املبلغ عن %50
من األموال اخلاصة.
واملادة 2من النظام رقم 01-04املؤرخ يف 4مارس 2004املتعلق بتحديد رأس املال األدىن للبنوك واملؤسسات املالية ،فيحدد ذلك بـ 5 .2مليار دينار ابلنسبة
للبنوك وبـ 500مليون ابلنسبة للمؤسسات املالية .واملادة 3من نفس النظام تنص على أن البنوك واملؤسسات املالية الكائن مقرها الرئيسي يف اخلارج عليها أن
ختصص لفروعها املوجودة يف اجلزائر مبلغا موازاي على األقل لرأمسال األدىن املطلوب ختصيصه من طرف البنوك واملؤسسات املالية اخلاضعة للقانون اجلزائري .أما
اآلن فقد حدد رأمسال البنوك واملؤسسات املالية من خالل املادة 3من النظام رقم 04-08املؤرخ يف 23ديسمّب ،2008املتعلق ابحلد األدىن لرأمسال البنوك
واملؤسسات املالية ،والذي حددته بـ10مليار دينار ابلنسبة للبنوك ،و5 .3مليار ابلنسبة للمؤسسات املالية.
-2املادة 4من التعليمة رقم 74-94املشار إليها سابقا.
-3صورااي قاصدي ،املرجع السابق ،ص .41
-4اعتمد املشرع اجلزائري هذه القاعدة مبوجب النظام رقم 04-04املؤرخ يف 19جويلية 2004احملددلنسب األموال اخلاصة واملوارد الدائمة.
-5موالي خثري ،قوانني احلذر واحليطة ،حماضرات يف االقتصاد البنكي ،جامعة تلمسان ،2008 ،ص.8
338
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
خسائر غري متوقعة ،وكذا يوطد الثقة بينها وبني املودعني ،وتعظيمها لدى السلطات املالية املعنية ،ألن كفاية رأس
املال يسهم يف دعم االستقرار املصريف داخليا وخارجيا.
وعلى الرغم من عدم إلزامية هاته القاعدة وغريها من القواعد االحرتازية ،إال أن الدول ومن بينها اجلزائر
حرصت على تطبيق هاته القاعدة ،وألزمت بنوكها هبا .فعلى البنوك واملؤسسات املالية أن حترتم بصفة مستمرة
نسبة مالءة هي انتج قسمة أمواهلا اخلاصة الصافية على جمموعة خماطر القرض احملتملة .1ولقد مت التدرج يف نسبة
املالءة ابلنسبة للمشرع اجلزائري من%4سنة 1995اتريخ تطبيق هاته القاعدة ،لتصل إىل النسبة املوصى هبا
دوليا وهي%8سنة ،1999ولكن املشرع اجلزائري أراد أن يواكب مقرتحات جلنة ابل 3الدولية فأصبح ينص
على نسبة املالءة تقدر بـ %9.5ملواجهة كل من خماطر القرض واملخاطر العملياتية وخماطر السوق .فاملشرع هنا
رفع من نسبة املالءة ووسع من املخاطر اليت ستواجهه .ابإلضافة إىل إجياد وسادة أمان تتكون من أموال خالصة
قاعدية تعطى هلا نسبة %2.5من املخاطر املرجحة .2وأكثر من ذلك ميكن للجنة املصرفية ،كهيئة رقابية ،أن
تفرض على البنوك واملؤسسات املالية معايري مالءة تفوق .3%9.5
هذه النسبة جيب التصريح هبا يف كل حني ،وذلك يف 31ديسمّب و30جوان و30سبتمّب و 31ديسمّب
من كل سنة ،لدى بنك اجلزائر يف أجل قدره 30يوما اعتبارا من كل فرتة من الفرتات املشار إليها سابقا .4كما
ميكن للجنة املصرفية أن تطلب من البنوك ذلك يف أي وقت ،ابعتبارها هيئة رقابة عليهم .5أما عن التعديل
لذلك ،أصبح على البنوك واملؤسسات املالية التصريح للجنة املالية ولبنك اجلزائر عن نسبة املالءة ونسبة وسادة
األمان ونسبة %7يف ما خيص تغطية خماطر القرض واملخاطر العملياتية وخماطر السوق من املوال اخلاصة
القاعدية 6وذلك كل 03أشهر.7
-1املادة 2من النظام رقم 09-91السالف الذكر .والتعليمة رقم 74-94السالفة الذكر ،واملادة 3من النظام رقم 04-95السالف الذكر.
-2املواد 02و 04من النظام رقم 01-14املؤرخ يف 16فيفري 2014املتضمن نسبة املالءة املطبقة على البنوك واملؤسسات املالية ،اجلريدة الرمسية ،العدد 54
املؤرخ يف ،2014/09/25ص .21
-3املادة 07من النظام رقم 01-14السالف الذكر.
-4املادة 11من التعليمة رقم 74-94السالفة الذكر .صورااي قاصدي ،املرجع السابق ،ص .43
-5املادة 13من التعليمة رقم 74-94السالفة الذكر.
-6األموال اخلاصة القاعدية تتكون من رأس املال االجتماعي والعالوات واإلحتياطات واألرصدة الدائنة واملؤوانت واألرابح املرتق توزيعها مطروح منها كل ما هو
على البنك واملخرجات واإلهتالكات ،املادة 09من النظام 01-14السالف الذكر.
-7املادة 31من النظام رقم .01-14
339
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
أما فيما خيص األموال اخلاصة الصافية (املقام) فتتمثل يف مكوانت رأس املال اخلاص ابملصرف يف جزئه
األساسي ،والذي يشمل :رأس املال االجتماعي ،واالحتياطات ،ومؤوانت األخطار البنكية .1ورأس املال
التكميلي والذي يشمل مؤوانت إعادة التقييم واألموال احملصلة عن إصدار السندات أو أسناد القرض.2
أما فيما يتعلق مبجموع خماطر القرض احملتملة ،فهي تتكون من عناصر يتوفر فيها عنصر املخاطرة وأخص
ابلذكر القروض املمنوحة للزابئن.3
4
ولقد مت حتديد نسب ختتلف ابختالف الطرف املستفيد من العملية املصرفية مع حتديد معدل الرتجيح
اخلاص بكل خطر ،فكلما كان الطرف أكثر خطورة كانت نسبة معدل الرتجيح كبرية ،وابلتايل جيب أن خيصص
لذلك مبلغ احتياط يعادل املبلغ املستعمل يف عملية التمويل مبا فيه أصل الدين والفوائد .5مبعىن أنه إذا كانت
الدولة أو اجلماعات احمللية أو اإلدارة هي املستفيدة من العمليات البنكية فإن اخلطر يكون منعدما ألهنا تتميز
ابملالءة ،وابلتايل فمعامل الرتجيح هلاته العمليات يساوي .%0أما إذا كان املستفيدون من االئتمان األفراد أو
املؤسسات اخلاصة ،فاخلطر يكون مرتفعا ،وابلتايل معامل الرتجيح جيب أن يكون مرتفعا ،أي يساوي ،%100
ومنه على البنك أن يضع مبلغ احتياط يساوي %100كي يتفادى اخلطر الذي قد ينجم عن هاته العملية.
ولقد مت تقسيم هاته االلتزامات إىل أصناف حسب درجة خطورهتا:6
-االلتزامات ذات املخاطر املرتفعة ،وضع هلا معدل ترجيح يساوي .%100
-االلتزامات ذات املخاطر املتوسطة ،وضع هلا معدل ترجيح يساوي .%50
-االلتزامات ذات املخاطر املالئمة ،وضع هلا معدل ترجيح يقدر ب .%20
-االلتزامات ذات املخاطر الضعيفة ،معدل الرتجيح لديها يساوي .%0
فالقاعدة السابقة من القواعد االحرتازية وهي قاعدة األموال اخلاصة ،واملالءة املصرفية يف تكامل ،وكالمها
تظهر احلالة الصحية للبنك ،فاألوىل هي الضمان األهم للثانية ،وهاته األخرية هي اليت تضمن السري احلسن
للبنك ،فهي متتص كل اخلسائر .فكلما ارتفعت األموال اخلاصة ارتفعت معها نسبة املالءة ،الذي يعين ارتفاع
نسبة تغطية املخاطر ،فهي صمام األمان للبنوك ضد أي خطر حمتمل .ألنه إذا حدثت النكبة وكانت املالءة غري
متوفرة لدى البنك دخل يف حالة إفالس.
وأكثر من ذلك فإن قانون النقد والقرض ،سواء القدمي أو املعدل واملتمم يفرض على البنوك واملؤسسات
املالية أبن حترتم مقاييس التسيري املوجهة لضمان سيولتها وقدرهتا على الوفاء جتاه املودعني والغري ،وكذا توازن بنيتها
املالية.1
وجيب على كل بنك وكل مؤسسة مالية أن يثبت كل حني أن أصوله تفوق فعال خصومه اليت هو ملزم هبا
جتاه الغري مببلغ يعادل على األقل الرأمسال األدىن.2
ويقضي نظام االحتياطات اإلجبارية إلزام البنك املركزي البنوك التجارية على االحتفاظ لديه بنسبة معينة يف
شكل نقود قانونية ،حتسب على جمموع ودائعها أو على جمموع توظيفاهتا ،هذا االحتياطي يدعى ابالحتياطي
اإللزامي .3الذي يتم حتديد نسبته مبوجب تنظيم أو تعليمة بنكية.
-1املادة 159من قانون النقد والقرض رقم ،10-90املعدلة ابملادة 97من قانون النقد والقرض رقم 11-03السالف ذكرمها.
-2املادة 89من قانون النقد والقرض رقم .11-03
-3املادة 94من قانون النقد والقرض رقم .10-90
341
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
البنك أن يّبم عقود متويل مع مستفيد أو جمموعة من املستفيدين ويركز أمواله عليهم ،1ألن هذا التصرف خيلق
خماطر كّبى ،يف حال ما إذا كان هناك فقد ألهلية مواجهة االلتزامات .فالرتكيز الكبري للمخاطر على عدد معني
من الزابئن يضعف البنية املالية للبنك ،ويؤدي إىل اهتزاز مركزه أو هالكه إذا أفلس أحد عمالئه .وعليه فإنه جيب
على البنوك اتباع سياسة تقسيم املخاطر على جمموعة من املستفيدين وعدم حصرهم ،بشكل يضمن له أنه يف
حالة اختالل وضعية أحدهم ال يؤثر ذلك يف الوضعية املالية للبنك املمول .2لذلك فالبنوك الشاملة أفضل بكثري
اليوم من البنوك املتخصصة ،فاألوىل تقوم بتمويل مجيع القطاعات مهما كان نوعها ،وبذلك فهي حتقق قاعدة
تقسيم املخاطر وذلك بعدم اكتفائها بتمويل قطاع معني ،هذا جيعل هذا النوع من البنوك يف منأى عن كل
النكبات ،حبيث إذا وقع مشكل لقطاع ما يبقى األمل قائما يف ابقي القطاعات اليت مت متويلها .ابلعكس مع النوع
الثاين الذي جيعل ائتمانه منصبا على قطاع بعينه ،حيث إذا وقع هذا األخري يف مشكل اهتز املركز املايل للبنك.
وابلنسبة للمشرع اجلزائري ،فقد اعتمد القاعدة إبلزام البنوك ابحرتام معيارين:3
-حالة مستفيد واحد من االئتمان ،فالنسبة تكون أقل أو تساوي %25من مبلغ رأمسال الصايف للبنك،
أي عدم جتاوز هذا األخري األخطار احملتملة مع مستفيد واحد هذه النسبة من األموال اخلاصة الصافية ،أي
جيب أن حيرتم سقف %25كأقصى حد ميكن إقراضه لعميل واحد من رأس مال البنك .ويعتّب يف حكم
نفس املستفيد ،4كل شخص طبيعي أو معنوي ،مستفيدين بصفة جتعلهم متصلني معا بعالقة مهما كان
نوعها كعالقة عمل أو إدارة مشرتكة.5
-حالة جمموعة من املستفيدين ،تلتزم البنوك هنا بنسبة ال تتجاوز%15من رأس ماهلا لكل مستفيد ،أي عدم
جتاوز عشر مرات من مبلغ أمواله اخلاصة الصافية.
-1إن خطر الرتكيز هو اخلطر الناجم على التمويل املمنوح لنفس الطرف املقابل أو ألطراف مقابلة ،وألطراف مقابلة انشطة يف نفس القطاع االقتصادي أو نفس
املنطقة اجلغرافية ،أو الناجم عن منح قروض متعلقة بنفس النشاط .املادة 02ب من النظام رقم 08-11السالف الذكر.
2-Jean Pierre arrichi, et Jaque spindler, Les règles de prévention des risques, contrôle des activités
bancaires et risques financiers, édition économica, Paris,1998, P253 : "La division des risques
constitue donc de l'un des moyens dont dispose un établissement pour se prémunir contre une perte
trop lourde pouvant conduire à une défaillance…".
-3املادة 2من النظام رقم 09-91السالف الذكر ،واملادة 2من تعليمة بنك اجلزائر رقم 74-94السالفة الذكر.
-4املادة 2فقرة 5من التعليمة رقم 74-94السالفة الذكر.
-5املادة 04من النظام رقم ،02-14السابق الذكر.
342
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
فنسبة توزيع املخاطر فيما خيص مستفيد واحد هي حاصل قسمة مبلغ األخطار املرجحة على األموال
اخلاصة الصافية للبنك ،اليت جيب أن تقل أو تساوي .25أما فيما خيص جمموعة من املستفيدين فاحلاصل يساوي
أو يقل .1%10
كما ميكن تطبيق هذه القاعدة من طرف أصحاب املشاريع ،من خالل اشرتاك جمموعة من املستثمرين يف
نفس املشروع بدل تنفيذه من قِّبل شخص مبفرده .وذلك من أجل تقاسم املخاطر اليت ميكن أن تنجم عن هذا
املشروع ،وابلتايل اخلسائر تكون بدرجة ميكن حتملها مقارنة مبا إذا لو قام بتنفيذ املشروع مستثمر واحد ،فإنه
سوف يتحمل اخلسائر مبفرده ،ويشكل ذلك عبئا ماليا عليه .وهذا ما تبنته البنوك اإلسالمية يف اعتمادها آلية
املشاركة .هذا ما ينادي به األخصائيون البنوك الكالسيكية لتبين هاته اآللية الناجعة.
الفرع الرابع :الوضعية العامة لنسبة الصرف
الوضعية العامة لسعر الصرف يعّب عنها ابلفرق بني احلقوق ابلعملة األجنبية والديون ابلعملة األجنبية.
فنكون أمام وضعية قصرية لسعر الصرف إذا كانت احلقوق ابلعملة األجنبية أقل من الديون بنفس العملة .ونكون
أمام وضعية طويلة إذا كانت احلقوق ابلعملة األجنبية أكّب من الديون بنفس العملة.2
لقد نظم املشرع اجلزائري هذه القاعدة ،وألزم البنوك ابحرتام نسبة من عمليات الصرف ابلعملة األجنبية
مقارنة مع أمواهلا اخلاصة ،حبيث جيب حتقيق توازن مع نسبة األموال اخلاصة لالحتياط من خماطر الصرف ،هبوطا
أو صعودا.3
أما عن حساب وضعية الصرف ،فيكون جبمع نسبة العمالت الصعبة املوجودة مع نسبة العمالت الصعبة
املستلمة ،مث طَْرح نسبة العمالت الصعبة املسلمة.4
-1مسري آيت عكاش ،تطورات القواعد االحرتازية للبنوك يف ظل معايري جلنة ابل ،رسالة دكتوراه ،كلية العلوم االقتصادية ،جامعة اجلزائر ،2013 ،ص .228
-2صورااي قاصدي ،نفس املرجع ،ص .49
-3املادة 3من التعليمة رقم 78-95املؤرخة يف 26ديسمّب ،1995املتضمنة للقواعد املتعلقة بوضعيات الصرف":
أال تتجاوز نسبة عمليات الصرف الطويلة أو القصرية ابلعملة الصعبة %10من قيمة األموال اخلاصة لكل عملية صرف على حدا.
أال تتجاوز نسبة جمموع عمليات الصرف القصرية أو الطويلة نسبة %30من األموال اخلاصة " .وتنص املادة 2من نفس التعليمة على" :أنه حيب على البنوك
املتدخلة يف سوق الصرف ان تتوفر على نظام دائم للقياس ،ونظام للرقابة وتسيري املخاطر." . . .
-4صورااي قاصدي ،نفس املرجع ،ص .49
343
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
وما ميكن قوله عن القواعد املتعلقة ابلنسب املالية ،أن احرتامها جد هام ابلنسبة للبنك .سواء تعلق األمر
ابألموال اخلاصة ،أو املالءة ،أو توزيع املخاطر ،أو ما تعلق بوضعية الصرف .وهذا ملا هلا من دور يف االحتياط من
املخاطر غري املتوقعة ،فتكون تغطيتها عن طريق هذه النسب املفروضة على البنوك ،هذا يقوي البنية املالية للبنك،
وجيعله يف منأى عن الصدمات املالية ،وحيقق له الدميومة واالستمرارية.
المطلب الثاني :القواعد المتعلقة بمنح االئتمان
لقد ألزم املشرع اجلزائري البنوك بتصنيف الديون حسب درجة خطورهتا ،مع تكوين احتياطي مايل خيصص
ملواجهتها ،1أي التزام البنوك بتسيري اإلجراءات والسياسات املتعلقة بعملية التمويل ،والضماانت واالحتياطات
الالزمة لكل نوع من االلتزامات ،سواء قبل منح االئتمان ابختيار الزابئن ودراسة وضعيتهم ،أو بعد منح االئتمان
بوضع آليات لالحتياط من خماطره ،وخاصة عدم التسديد.
ولقد ميز املشرع بني نوعني من الديون ،الديون اجلارية والديون املصنفة ،وهذا حسب درجة خطورهتا،
ووضع لكل نوع مئونة عامة سنوية لتغطيتها ،2وابلتايل يكون البنك قد بذل العناية الالزمة لضمان سيولته وابلتايل
مالءته.
فاملؤوانت ،Provisionsهي مبالغ متثل كاحتياط لتغطية خسارة مالية مؤكدة احلدوث ،وهذا حىت ال
تلجأ البنوك املعنية إىل استغراق صايف الربح لتكوين هاته املخصصات ،بل تكون من األموال اخلاصة للبنك.
فاألموال اخلاصة القاعدية من مكوانهتا املؤوانت للمخاطر البنكية ،اليت هي أموال يضعها البنك كاحتياط لتغطية
خماطر االئتمان اليت يتوقع مشاكل يف تسديدها .3هذه االحتياطيات هي إلزامية يفرضها املشرع وختضع للرقابة،
وجاءت مبوجب توصيات دولية.
-1املادة 7من النظام رقم 04-95السالف الذكر" :جيب على كل بنك أو مؤسسة مالية ،يف إطار الشروط اليت حتددها التعليمة أن يقوم واحد منهما مبا يلي:
-أن متيز ديوهنا املستحقة على الزابئن حسب درجة األخطار اليت تواجهه فتفرق بني الديون العادية والديون املصنفة ،تلك الديون اليت ستحددها التعليمة
املنصوص عليها يف املادة الثانية.
-تكوين االحتياطات اخلاصة خبطر القرض.
-السهر على املعاجلة املالئمة لفوائد الديون غري املضمون حتصيلها".
-2املواد من 22-15من التعليمة 74-94السالفة الذكر.
-3األموال اخلاصة القاعدية تطرق إليها املشرع يف النظام رقم ،04-95ويف التعليمة رقم ،04-99ويف التعليمة رقم .74-94وحممد الشواريب ،وعبد احلميد
الشواريب ،إدارة خماطر التعثر املصريف من وجهيت النظر املصرفية والقانونية ،املكتب اجلامعي احلديث ،القاهرة ،2007 ،ص.337
344
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
1
الفرع األول :الديون الجارية
هي كل احلقوق اليت للبنك واليت يتم اسرتجاعها كاملة يف آجاهلا احملددة ،مبا يف ذلك أصل الدين والفوائد،
حيث يتم تكوين احتياطي مايل سنوي يرتاوح من 1إىل ،%3وتسمى ابلديون اجلارية لضمان اسرتدادها يف
األجل املتفق عليه ،وإن حدث أتخر يف التسديد فهو ال يزيد عن 3أشهر .وهذا ملا يتوفر عليه هؤالء املدينون
(مؤسسات) من خصائص ،جتعلهم يصنفون هبذا التصنيف ،لوضعيتهم املالية اجليدة ،لوجود ضماانت قوية.
الفرع الثاني :الديون المصنفة
وهي ديون تصنف إىل ،ديون ذات املشاكل املمكنة ،وديون أكثر خطورة ،وديون متنازع فيها.2
3
أوال :الديون ذات المشاكل الممكنة
هي تلك الديون اليت ميكن تسديدها ،ولكن مع أتخر يف ذلك ،على أال يتعدى ذلك مدة 6أشهر ،وهذا
نظرا للصعوابت املالية اليت ميكن أن متر هبا املؤسسة املدين ،واليت تكون خارجة عن إرادهتا بسبب الظروف
االقتصادية ،أو املشاكل اليت يعاين منها القطاع الذي تعمل فيه املؤسسة ،واليت تؤدي إىل تدهور مركزها املايل،
ومنه عدم املقدرة على الوفاء أبصل الدين أو الفوائد .ويلتزم البنك يف هذا النوع من الديون بوضع احتياط يقدر
بـ %30من األموال اخلاصة لضمان تغطية أصل الدين والفوائد.
وهي اليت يكون فيها عدم تسديد الديون أمرا مؤكدا ابلنسبة للبنك ،وهذا للظروف الصعبة واحلرجة اليت متر
هبا املؤسسة املدين ،وإمكانية أن تتكبد خسائر هلا أتثري على البنك الدائن ،كما أن التأخر عن التسديد قد يصل
إىل سنة ،ومنه على البنك الدائن أن يضع لذلك مئونة بنسبة %50من األموال اخلاصة ،وذلك من أجل
تغطيتها.1
2
ثالثا :الديون الميؤوس منها
وهي تلك الديون اليت تنتج خسائر للبنك صاحب احلقوق ،واليت ال يستطيع هذا األخري اسرتجاعها
ابلطرق الودية ،وإمنا ابستعمال كل طرق التحصيل املقررة .هنا يلزم على البنك وضع احتياطي من أمواله اخلاصة
يقدر بـ %100من أجل تغطية اخلسائر اليت قد تنجر عنها.
إن تصنيف الديون حسب درجة خطورهتا 3ووضع االحتياطي الكايف لتغطيتها أمر مهم ابلنسبة للبنك
واملؤسسات املالية ،وهذا لتفادي املفاجآت اليت جتعلها يف ارتباك ،وقد ال تستطيع تغطيتها إذا ما ترك األمر للزمن
أو اعتماد التخمني فقط ،بل جيب أن يكون كل ذلك مبنيا على طرق علمية وحماسبية ورقابية لعملية تقييم
املخاطر ،فهذا كفيل بضمان املتابعة احلسنة لاللتزامات والتعهدات.
المطلب الثالث :تقييم فعالية قواعد الحيطة والحذر
نظرا للمجال الواسع لألعمال البنكية ،أصبح من الضروري أن تتصرف حبذر يف تعامالهتا املالية بشكل
حيافظ على مركزها املايل ،والوفاء ابلتزاماهتا جتاه املودعني ،خاصة من أصحاب الودائع حتت الطلب .ألن املنافسة
الشديدة وهدف حتقيق األرابح جعلها ال أتخذ بعني االعتبار املخاطر اليت قد تتعرض هلا ،فكان تدخل الدول
بتوصيات مبوجب اتفاقيات للحد من ذلك .فجاءت بقواعد حذر هتدف إىل محاية املودعني ،مبوجب قاعدة
ضمان الودائع ،وضمان استقرار النظام البنكي من جهة ،وضمان رؤوس أموال للمؤسسات االقتصادية للقيام
مبشاريع استثمارية من جهة اثنية.
فقواعد احلذر هي مبثابة الضامن ملنافسة حمكمة ،وتنظيم لنسبة معينة من رأس مال البنوك ملواجهة خطر
السيولة اليت تنجر عن عمليات التمويل املختلفة .فهي آلية إلدارة املخاطر اليت تتعرض هلا البنوك ،وهبذا الوضع
تصبح قادرة على تدبري سيولتها يف أي وقت وابلقدر الكايف الذي ميكنها من الوفاء ابلتزاماهتا جتاه مودعيها،
وابلتايل تضمن ثقتهم ،فالقانون يلزمها ابالحتفاظ بنسب من أمواهلا اخلاصة لتلبية طلبهم يف سحب ودائعهم،
وحتافظ على استقرارها من جهة أخرى.
كما أن هاته القواعد غريت من وضعية املسامهني يف البنك ،فهم ليسوا جمرد محلة أسهم ينتظرون األرابح،
بل تضاعفت مسؤولياهتم بتصاعد االهتمام بسالمة املركز املايل للبنك ،حىت لو اقتضى ذلك زايدة رأمساله
مبسامهات جديدة من أمواهلم اخلاصة عند حدوث اخلطر ،وفقا ملا تنص عليه هاته القواعد.1
وما ميكن قوله إن هاته القواعد الدولية جاءت لتفرض على البنوك نسبا مالية حيتفظ هبا ملواجهة أي طارئ
انجم عن العمليات البنكية اليت هي معرضة يف كل وقت ملخاطر كثرية ومتنوعة ،خاصة السيولة اليت كثريا ما أدت
ب ُك ْ َّبايت البنوك هلزات عنيفة أدت إىل إفالسها .لذلك فهاته القواعد مضموهنا يتمثل يف السيولة واملالءة ووضعية
الصرف وتوزيع املخاطر من جهة ،وتصنيف الديون ووضع خمصصات مالية من األموال اخلاصة للبنك لتغطيتها من
جهة اثنية .وهي كلها متثل ضماانت للحماية من خماطر االئتمان بصفة خاصة ،واملخاطر البنكية بصفة عامة.
وهي ضماانت مبفهومها الواسع ،تشمل حىت قاعدة تعدد وتنوع الضماانت الكالسيكية.
لكن مع هذا ،عرفت هذه القواعد حمدوديتها يف مسألة الوقاية من املخاطر اليت تَـ ْفتِّ ُ
ك ابملصارف ،والدليل
على ذلك مجلة اإلفالسات اليت عرفتها البنوك عّب العامل ،ومل تسلم منها حىت البنوك اجلزائرية ،وهذا رغم أن كل
دول العامل تنص على هاته القواعد يف تشريعاهتا وتفرض رقابة صارمة على تطبيقها.
فعلى املستوى األوريب جند ،قضية البنك الفرنسي (بالك ستارن) سنة ،1995والبنك العمومي (القرض
الليوين) سنة 1995وما عرفه من أزمات لوال تدخل الدولة إلنقاذه من اإلفالس وما كان سيحدثه من
-1املادة 161فقرة 1من قانون النقد والقرض ،املعدلة ابملادة 99فقرة 1من املر رقم 11-03املتعلق ابلنقد والقرض" :يدعو حمافظ بنك اجلزائر املسامهني
الرئيسيني يف هذا البنك أو املؤسسة املالية املعنية ،إذا تبني أن وضع بنك ما أو مؤسسة مالية يّبر ذلك ،لتقدم له الدعم الضروري من حيث املوارد املالية".
347
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
انعكاسات سلبية على النظام املصريف الفرنسي وحىت الدويل ،أي ما يعرف خبطر النظام ،هذا ابإلضافة إىل
14نكبة عرفتها الساحة يف الفرتة ما بني .11993-1976
وعلى مستوى البنوك األسيوية جند ،األزمة األسيوية لسنة 1997بسبب نقص السيولة وانتشار العدوى
للدول (الفلبني ،اندونيسيا ،ماليزاي ،كوراي ،الياابن ،الصني) وحىت روسيا بنوكها مل تسلم من ذلك ،وعرفت خطر
عدم املالءة واحتاجت إىل مقرض ذو طابع دويل ملدها ابلسيولة الالزمة .فتفاقمت األزمة لتبلغ ذروهتا ما بني
1990-1989إذ عرفت 169حالة إفالس.2
كما جند األزمة املالية العاملية سنة2008-2007اليت سامهت يف إفالس الكثري من البنوك األمريكية
الكّبى ،واهنيار الكثري من املؤسسات وشركات التأمني ،وانتشرت العدوى إىل أوراب والياابن ومعظم دول العامل.3
حىت هذه األزمات مل تسلم منها البنوك اخلاصة اجلزائرية ،وخاصة بنكي (اخلليفة و ،)BCIAحيث
تدهورت وضعيتهما املالية ،وعاان من عدم املالءة ،وأن سبب إفالسهما يعود لنقص األموال اخلاصة ،وابلضبط
رأس املال االجتماعي ،وعدم توفرمها على االحتياطات الالزمة لتغطية املخاطر .حيث مت سحب االعتماد من
بنك اخلليفة يف 29ماي ،2003ومن بنك ( )BCIAيف 21أوت سنة .2003دون أن ننسى سحب
االعتماد من مىن بنك (وآركو بنك) يف ،2005-12-28واملؤسسة املالية البنك االحتادي سنة ،2003وكذا
البنك اجلزائري الدويل يف 18ديسمّب.42005
فالتحديد للنسب املالية الذي فرضته قواعد احلذر يتصادم مع املنافسة وأهداف البنك اليت تنصب حول
حتقيق األرابح والنمو ،كما أن القواعد املتعلقة مبنح االئتمان جتعله حيجم ويرتدد يف القيام مبنح التمويل الذي هو
من صميم أعماله وأوالها ،هذا له أتثري على مردوديته وعلى املؤسسات االقتصادية املستثمرة ،خاصة الصغرية
واملتوسطة ،اليت غالبا ما ترتد البنوك يف متويلها.
كما أن نسبة املالءة احملددة بـ %8من الصعب على البنوك الصغرية ،واليت مل تصل بعد إىل تلك القوة
واالنتشار ،1أن تصل إىل حتقيق تلك النسبة .فنستطيع القول إن هاته القواعد تتالءم مع البنوك العاملية الكّبى
للدول الصناعية ،اليت هلا انتشار واسع عّب العامل.
ومادام أن هذه القواعد االحرتازية موضوعة على مقاس الدول الصناعية الكّبى ذات البنوك القوية املنتشرة
عّب العامل ،وأن من خصائصها أهنا غري ملزمة إال من جانب معنوي ألمهيتها ،ولعدم تعامل البنوك فيما بينها إال
ابحرتامها ،كان لزاما على الدول الصاعدة أن تكييف هذه القواعد على حسب بيئتها املصرفية لتعطي نتائج
إجيابية ،مادام أن بنوكها أقل تطورا وانتشارا ،ال تتالءم مع النسب ومعامالت الرتجيح اليت تبنتها الدول الكّبى.
حىت التوصيات اليت جاءت هبا ابل 2لسنة 1995وابل 3لسنة ،2011مل تستطع الدول األقل تطورا كاجلزائر
أن تواكبها ،ألن بنوكها مل تصل إىل ما وصلت إليه نظرياهتا .فهي ال متلك ما متلكه هاته األخرية من األدوات
املالية واحملاسبية والتكنولوجية .ألهنا ما تزال يف مرحلة عصرنة نظامها املايل ،ورقمنة قطاعها االقتصادي .لذا فشلت
هاته القواعد إىل حد ما يف حتقيق احلماية للبنوك من املخاطر لدى هاته الدول.
ابإلضافة إىل النقائص اليت تعاين منها هذه القواعد ،قد يزيد من عدم فعاليتها عدة أسباب ،عامل الوقت
وخطأ اإلنسان.2
-فعامل الوقت ،أمر احتمايل ،من الصعب على البنوك أن تتحكم فيه بصفة كاملة يف تسيري املخاطر وفق
مدة معتّبة ،قد حتدث فيها عدة معطيات غري متوقعة ،جتعل التنبؤات يف جهة والواقع يف جهة اثنية ،هذا
ما حدث للدول الصناعية من خالل األزمة املالية العاملية األخرية .فما ابلك ببنوك الدول الصاعدة .حيث
بني حلظة منح االئتمان وفرتة اسرتجاعه حيدث مامل يكن يف احلسبان .نظرا للظروف الكثرية اليت حتيط بعامل
املال ،سياسيا واقتصاداي واجتماعيا ودوليا.
-خطأ اإلنسان ،وهو اخلطأ الذي حيدث أثناء ممارسة املهنة املصرفية ،والذي جيعل كل النسب املسجلة ،أو
الدراسات املتعلقة مبنح االئتمان بعيدة كل البعد عن الواقع ،قد يكون مرده لسوء التسيري ،هذا جيعل آلية
إحكام الرقابة على املهنة املصرفية أمر ضروري وحتمي .ألن لدى البنوك الرغبة الشديدة يف احلصول على
-1حممد السعيد أمحد ،العالقة بني البنوك اإلسالمية والبنك املركزي ،جملة التجديد ،العدد ،2000 ،3ص.66-64
350
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
احلرية االقتصادية واملالية ال تعين غياب االنضباط ،وعدم توخي احليطة واحلذر ،بل إنه يستلزم توفري املناخ
التنافسي احملكم والشفاف ،وذلك يف ظل قواعد وإجراءات ورقابة واضحة وصارمة ،وإدراكا مبا حييط ابلعمل
املصريف واالستثماري من خماطر ،ينبغي التحوط منها لتجنبها ،أو على األقل التقليل من تداعياهتا ،ولنا يف
اإلفالسات على املستوى الدويل والوطين مثال لذلك .واليت كانت بسبب احلرية املطلقة للقطاع املايل ،ونقص إن
مل نقل غيااب للرقابة.
فالرقابة جاءت لضمان التسيري اجليد للمخاطر ،ومراقبة مدى االلتزام بقواعد احلذر ،ومدى التحكم يف
شروط االئتمان عن طريق التشخيص ،وفرض االلتزام ابلقواعد املتعلقة به ،للتحكم يف املخاطر املرتبطة به ،وإجياد
حلول لذلك يف الوقت املناسب قبل تفاقم الوضع .فالرقابة هتدف إىل ضمان فعالية قواعد احلذر من جهة،
وضمان حسن سري املهنة املصرفية من جهة اثنية.
واملشرع اجلزائري وعلى غرار كل الدول ،اعتمد آلية الرقابة البنكية ،اليت دعت إليها جلنة ابل من خالل
املبادئ العامة اليت وضعتها ،1بل وقبل ذلك ،2وهذا من خالل مراقبة مدى احرتام القواعد القانونية والتنظيمية،
ومتابعة كل العمليات البنكية الكتشاف االختالالت ومعاجلتها يف وقت مبكر.
فماهي األجهزة املوكل إليها مهمة الرقابة؟ وهل ختضع البنوك اإلسالمية لنفس اآلليات؟ وما مدى فعالية
آلية الرقابة يف احلماية من خماطر االئتمان خاصة؟
وملناقشة وحتليل هذا املبحث ارأتينا تقسيمه إىل ثالثة مطالب ،األول خصصناه ألجهزة الرقابة ،والثاين
للرقابة اليت تنفرد هبا البنوك اإلسالمية ،لنصل أخريا إىل تقييم مدى فعالية آلية الرقابة.
المطلب األول :أجهزة الرقابة
للقيام مبهمة الرقابة ،فإن هناك أجهزة يوكل إليها جتميع املعلومات مث دراستها وحتليلها قصد تتبع مدى
احرتام البنوك واملؤسسات املالية ألحكام النظام البنكي وإجياد احللول العملية للمشاكل اليت تواجهها .هذه
-1جلنة ابل جاءت بـ 25مبدأ من أجل تفعيل الرقابة املصرفية ،ووضع املشرع اجلزائري لذلك تطبيقات يف النظام املصريف ،سواء عن طريق قانون أو أمر ،أو نظم
وتعليمات .لينده شاميب ،االئتمان املصريف ،رسالة دكتوراه ،القانون اخلاص ،كلية احلقوق ،جامعة اجلزائر ،2013 ،ص .474-471ومسري آيت عكاس ،مرجع
سابق ،ص.164
-2املواد من 143إىل 157من القانون رقم 10-90املتعلق ابلنقد والقرض ،املعدلة ابملواد 116-105من األمر رقم 11-03املتعلق ابلنقد والقرض.
351
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
األجهزة تتمثل يف مركزية املخاطر ،مركزية املستحقات غري املدفوعة ،مركزية امليزانيات .وهي هيئات اتبعة للبنك
املركزي ،كما جند جهاز رقايب مستقل يتمثل يف اللجنة املصرفية.
الفرع األول :مركزية المخاطر
يف إطار الوضع الذي يتسم حبرية املبادرة وقواعد السوق يف العمل البنكي تتزايد املخاطر املرتبطة ابالئتمان،
لذا حياول البنك املركزي أن جيمع كل املعلومات اليت هتدف إىل مساعدة النظام البنكي على التقليل من هذه
املخاطر 1ويف هذا الصدد أسس قانون النقد والقرض هيئة تقوم جبمع هذه املعلومات هي مركزية املخاطر.2
وتعتّب مركزية املخاطر من بني هياكل بنك اجلزائر ،وهي متثل هيئة للمعلومات اليت تتعلق ابملستفيدين من
القروض البنكية ومؤسسات القرض األخرى .3وهذا لتفادي خطر تركيز القروض على شخص معنوي واحد ،أو
تركيزها على مستوى إقليمي معني دون اآلخر ،وهذا للعمل بقاعدة توزيع املخاطر.
وتعمل املركزية على مجع املعلومات اخلاصة ابلبنوك واملؤسسات املالية على مستوى الوطن ،عن طريق مجع
كل البياانت املتعلقة ابلقروض ،من األمساء املستفيدة منها وطبيعتها وسقفها ومدهتا ومبالغها والضماانت املقدمة
لتغطيتها .4كما تعمل على مجع املعلومات املتعلقة مببالغ القروض غري املسددة ،والتعرف على األخطار املصرفية.5
فاهلدف األساسي من هذه اهليئة هو احلصول على املعلومات من كل البنوك واملؤسسات املالية وتركيزها
لديها مث تقدميها لكل معين يريد االستعالم عن ماضي املؤسسة الطالبة للتمويل وكل املعلومات املالية والفنية حوهلا
وما تكون قد قدمته من ضماانت ،هذا يساعد البنك يف اختاذ القرض الصحيح مبنح ذلك من عدمه بناء على ما
مت تقدميه له من مركزية املخاطر من معلومات ختص هاته املؤسسة أو تلك ،هذا جيعله يف منأى عن املخاطر،
خصوصا إذا تعلق األمر مبا إذا كان هناك إخالل سابق ابلتزامات تعاقدية ،أو لوجود ضماانت مت تقدميها لضمان
ائتمان سابق .هذا فيه محاية للبنك من املخاطر البنكية ،وكذا للمودعني من خطر إفالس البنك أو اختالل
وضعيته املالية .هلذا فإنه ال ميكن منح أية قروض قبل الرجوع مسبقا ملركزية املخاطر .1وأصبح ابإلمكان احلصول
على املعلومات من هاته األخرية دون ترخيص مسبق ،وهذا مبجرد طلبها من البنك أو املؤسسة املالية ،عكس ما
كان معموال به سابقا.2
وابلتايل يقع على البنوك واملؤسسات املالية واجب االنضمام إىل املركزية ،كما يقع عليها واجب احرتام
قواعد عملها ،3وينبغي عليها يف هذا اإلطار أن تقدم تصرحيا خاصا بكل القروض املمنوحة للزابئن ،فاللجوء إىل
هاته اهليئة هو السبيل األجنع للبنك من أجل احلصول على املعلومات الكافية واحلقيقية قبل أن مينح االئتمان،
وهذا لكشف ودراسة املخاطر احمليطة به ،ومنح البنوك كل ما يهمهم من معلومات ضرورية مرتبطة ابلقروض
والزابئن واليت تشكل خماطر حمتملة من جهة ،وجتنب الوقوع يف خطر تركيز القرض يف يد زبون واحد من جهة
اثنية.
ووفقا ملا جاء به قانون النقد والقرض أو النظام الذي يتعلق مبركزية املخاطر ،فإنه من املهم للبنوك
واملؤسسات املالية االنضمام إىل هاته اهليئة ،4بل أكثر من ذلك ،ال ميكن منح أي قرض إال إذا حتصلت البنوك
على املعلومات اخلاصة ابملستفيد من مركزية املخاطر .5وكذلك التصريح لديها بكل الديون املشكوك فيها أو
املتنازع فيها ،أي الديون املصنفة .6إذن فاستشارة البنوك واملؤسسات املالية ملركزية املخاطر التزام قانوين ،وهذا
لتفادي منح ائتمان ملن استفاد من متويل من طرف جهات مالية أخرى مما يزيد من خماطر التمويل.7
إن مركزية املخاطر هلا وظيفة عالجية ،من خالل إجياد اسرتاتيجيات اقتصادية ومالية وتنموية جديدة ،كما
أن وجودها جاء لتحقيق غاايت متعددة تتمثل يف :مراقبة ومتابعة نشاطات البنوك واملؤسسات املالية ،ومعرفة
مدى التزامها بقواعد احلذر ،تركيز املعلومات املرتبطة ابلقروض ذات املخاطر يف خلية واحدة ،هذا يسمح بتسيري
أفضل لسياسة القروض ،لضمان استقرار ودميومة القائمني هبا.1
الفرع الثاني :مركزية المستحقات غير المدفوعة
نظرا للمخاطر املرتبطة ابالئتمان ،وخنص ابلذكر خطر عدم التسديد ،الذي قد يكون راجعا ملؤسسة
املدين ،أو لظروف خارجة عن إرادهتا ،كان البد من جهاز يقوم جبمع املعلومات وتسجيلها يف سجل خاص حول
الديون واملستحقات غري املدفوعة والظروف اليت أدت عدم تسديدها .فكانت مركزية املستحقات غري املدفوعة،
اليت أنشئت ضمن هياكل بنك اجلزائر .واالنظام إىل هاته املركزية إلزامي على كل مؤسسة بنكية أو مالية .2حيث
تتوىل هاته اهليئة دراسة كل ما قدم إليها من معلومات ،وحتديد ما يرتتب عنها من إجراءات ومتابعات ،ومنه تكون
املرجع الذي يتم الرتكيز عليه يف حتديد الضماانت اليت هي مبثابة أتمني ضد أخطار القرض .3واملشرع مهد إلنشاء
هذا اجلهاز من خالل قانون النقد والقرض ،مث من خالل األمر املتعلق بقانون النقد والقرض .4ويقع على عاتق
البنوك واملؤسسات املالية إعالم هذه املركزية بعوائق الدفع اليت قد تطرأ على القروض اليت منحوها.5
الفرع الثالث :مركزية الميزانيات
أنشئت هذه اهليئة بطريقة غري مباشرة من خالل القانون املتعلق ابلنقد والقرض واألمر املتعلق بذلك ،حيث
ال جند التصريح بذلك ،بل كان بتعبري ضمين يوحي بضرورة وجود هذا اجلهاز .6ليتوىل مهمة حتليل ومعاجلة
املعلومات احملاسبية واملالية ،إذ تقوم إبرسال إىل البنك املعين أو املؤسسة املالية أو شركة االعتماد االجياري نتائج
التحليل ضمن ملف فردي خاص ابملؤسسة االقتصادية الزبونة اليت استفادت من قرض خاضع لتصريح مركزية
املخاطر.1
ويقع على عاتق البنوك واملؤسسات املالية وشركات االعتماد االجياري واجب االنضمام إىل هاته املركزية وأن
حترتم قواعد سريها ،2وتزويدها ابملعلومات احملاسبية واملالية اليت تتعلق ابلسنوات الثالث األخرية لزابئنها من
املؤسسات االقتصادية .3فهي تشكل مركزا لتجميع املعلومات حول املؤسسات االقتصادية املستفيدة من القروض،
وهذا لتحقيق أحسن متابعة لسياسة القرض.
وتكمن أمهية هذا اجلهاز يف إمكانية استشارهتا من طرف البنوك واملؤسسات املالية وشركات االعتماد
االجياري قبل أن تقوم مبنح متويل ملؤسسة زبونة ،كي يكون القرار صائبا وتتفادى الوقوع يف املخاطر املرتبطة
ابالئتمان .ألن التشخيص الفين واملايل هلا قد يكون غري كاف للقيام بذلك ،فتزويدها ابملعلومات املالية واحملاسبية
عنها من طرف مركزية امليزانيات يكون أضمن وأدق .وأن املعلومات اليت تبلغها هذه األخرية تتميز بطابع السرية،
املمول.4 ِّ
ختص املمول و ً
وأن هذه املركزية ملزمة يف أجل 10أايم اليت تلي استالم طلب االستشارة ،منح إجابة إىل مؤسسة التمويل،
ويف حالة عدم الرد يف األجل احملدد ،إبمكان هذه األخرية أن تقوم مبنح التمويل بعد تشخيصها للمؤسسة طالبة
التمويل وتقييمها للخطر بنفسها.5
الفرع الرابع :اللجنة المصرفية
أتسست اللجنة املصرفية مبوجب قانون النقد والقرض ،وهي مكلفة مبراقبة حسن تطبيق القوانني واألنظمة
-1املادة 1من النظام رقم 07-96املؤرخ يف 3جويلية 1996املتضمن تنظيم مركزية امليزانيات وعملها ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،64املؤرخ
يف27أكتوبر": 1996يتم إنشاء مركزية امليزانيات لدى بنك اجلزائر طبقا ملهامها املتمثلة يف مراقبة توزيع القروض اليت متنحها البنوك واملؤسسات املالية وقصد
تعميم استعمال طرق موحدة يف التحليل املايل اخلاص ابملؤسسات ضمن النظام املصريف." . . .
-2املادة 3من النظام رقم 07-96السالف الذكر.
-3املادة 4من النظام رقم 07-96السالف الذكر .ومعمر سعدوين ،املرجع السابق ،ص .84
-4املادة 9من النظام رقم .07-96
-5معمر سعدوين ،املرجع السابق ،ص .84
355
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
اليت جيب أن ختضع هلا البنوك واملؤسسات املالية ،1كما تضطلع مبهمة عقاب املخالفني لذلك .وهي تتكون من
أعضاء فيهم اإلداريني والقضاة .2وتتم الرقابة عن طريق االطالع على الواثئق البنكية ،وكذا الزايرة امليدانية للبنوك
واملؤسسات املالية.3
فكهيئة إدارية ،تقوم ابلتحرايت سواء على املستوى الداخلي أو الدويل 4طبقا للمعاهدات الدولية إذا كانت
هناك فروع للبنك ابخلارج ،وهذا من أجل التأكد من سالمة القرارات املتخذة من طرف البنوك ،ومدى التزامها
بقواعد احلذر يف جمال االئتمان ،من خالل تقسيم املخاطر وتغطيتها ،وكذا تصنيف الديون حسب درجة اخلطر.
فدورها ذو بعد وقائي أكثر منه عالجي وعقايب.
والرقابة قد تكون مباشرة بناء على دراسة وحتليل الواثئق احملاسبية واملالية للبنك اليت تُرسل للجنة بصفة
منتظمة ،كما تبىن هذه الدراسة على تقارير حمافظي احلساابت ،ابإلضافة إىل طلب التوضيح واالستعالم الذي
يكمل عملية الدراسة .وهناك هيئة متخصصة يف الرقابة على الواثئق اتبعة للجنة ،فهي تراقب نسب ومعدالت
قواعد احلذر ،خاصة معدل املالءة.5
وهناك الرقابة يف عني املكان ،حيث ترسل اللجنة أعواهنا إىل البنك للتحقيق والتحقق من مدى صحة
املعلومات املوجودة على الواثئق املرسلة إليها ،مع حترير تقرير بكل ما قام به األعوان من إجراءات ومعاينات وما
مت التوصل إليه من جتاوزات مسببة بقواعد قانونية .كما هتدف الزايرة التفتيشية إىل الكشف عن مدى حسن
التسيري واالحرتام لقواعد املهنة املصرفية ،والوقوف على الكيفية اليت يدارهبا البنك أو املؤسسة املالية ،لتقدمي
التوجيهات والتوصيات للحفاظ على االستمرارية والدميومة هلاته املرافق.
أما عن اللجنة كجهة قضائية ،فهي تتخذ التدابري والعقوابت التأديبية تكون حسب شدهتا حسب
املخالفات املثبتة ،فيمكن أن تكون على شكل أمر لعالج الوضع ،وذلك أبن يتخذ البنك أو املؤسسة املالية
-1املادة 143فقرة 1من قانون النقد والقرض ،املعدلة ابملادة 105من األمر رقم .11-03
-2املادة 144من قانون النقد والقرض ،املعدلة ابملادة 106من األمر رقم .11-03
-3املادة 1147و 148من قانون النقد والقرض.
-4املادة 150و 151من قانون النقد والقرض ،واملادة 110من األمر رقم .11-03
-5املادة 59من النظام رقم 03-02املؤرخ يف 14نوفمّب 2002املتعلق ابلرقابة الداخلية على البنوك واملؤسسات املالية ،اجلريدة الرمسية ،العدد 84املؤرخ يف
18ديسمّب .2002املعدل واملتمم ابلنظام رقم 08-11املؤرخ يف 28نوفمّب ،2011املتضمن الرقابة الداخلية ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،47املؤرخ يف 29
أوت .2012
356
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
املخالفة يف أجل معني كل التدابري اليت من شأهنا أن تعيد التوازن املايل أو تصحيح اخلطأ أو القيام ابلتسيري
الصحيح لشؤون املصرف أو املؤسسة ابلشكل الذي حيفظ له استمراريته ،وإذا مل حيظى أمر اللجنة ابالستجابة
تكون هناك عقوابت أشد ،أقلها اإلنذار وأشدها هو سحب االعتماد .ولنا يف البنوك اخلاصة اجلزائرية املثال على
ذلك.
فاللجنة املصرفية هلا دور وقائي ،من خالل الرقابة على الواثئق أو ابلزايرة املباشرة للبنك أو املؤسسة ،وهذا
لالطالع على األخطاء وتصحيحها .ودور عالجي ،وهذا من خالل التحذير أو األمر ابختاذ التدابري الالزمة
إلعادة التوازن للبنك أو املؤسسة .1والدور العقايب من خالل استعمال آليات الردع.2
ولقد حاول املشرع اجلزائري أن يوسع من صالحيات اللجنة املصرفية يف جمال الرقابة وذلك من خالل:3
-قيام اللجنة املصرفية إبعالم البنك أو املؤسسة املالية ابلوقائع املنسوبة إليه عن طريق وثيق غري قضائية أو
أي وسيلة أخرى ترسلها إىل ممثله القانوين.4
-تعني اللجنة املصرفية مصفي تسند إليه كل سلطات اإلدارة والتسيري ،وذلك يف حال ما إذا تقرر سحب
االعتماد من كل بنك أو مؤسسة مالية خاضعة للقانون اجلزائري وكل فرع من فروع البنوك واملؤسسات
املالية األجنبية العاملة يف اجلزائر.5
-يتوىل رئيس اللجنة املصرفية ارسال تقرير سنوي حول رقابة البنوك واملؤسسات املالية إىل رئيس
اجلمهورية.6
-ميكن للجنة املصرفية أن تفتح إجراءً أتديبيا ضد البنوك واملؤسسات املالية اليت ال تلتزم بقواعد املهنة
املصرفية.
-1املادة 154من قانون النقد والقرض ،املعدلة ابملادة 112من األمر رقم ": 11-03ميكن اللجنة املصرفية أن تدعو أي بنك أو مؤسسة الختاذ ،ضمن مهلة
معينة مجيع التدابري اليت من شأهنا أن تعيد أو تدعم توازنه املايل أو تصحح أساليب إدارية عندما يّبر وضعه ذلك." .
-2املادة 156من قانون النقد والقرض ،واملادة 114من األمر 11-03املتعلق ابلنقد والقرض ،وهي " :اإلنذار ،التوبيخ ،املنع من ممارسة بعض العمليات،
التوقيف املؤقت ملسري أو أكثر ،إهناء مهام شخص أو أكثر ،سحب االعتماد" .
-3عبد العزيز خنفوسي ،عيسى لعالوي ،املرجع السابق ،ص.11-10 .
-4املادة 114مكرر من االمر رقم 04-10املتعلق ابلنقد والقرض.
-5املادة 115الفقرة 01و 02من االمر رقم .04-10
-6املادة 116مكرر من األمر رقم .04-10
357
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
إن البنوك اإلسالمية ومن أجل االطمئنان على سالمتها املالية ،فإهنا تقوم بعملية املتابعة للمشروعات اليت
متوهلا ،على أساس اآلليات اليت تنفرد هبا وخصوصا املشاركة .كما ختضع كغريها من البنوك للرقابة من طرف نفس
األجهزة اليت تقوم ابلرقابة على البنوك الكالسيكية ،ابإلضافة إىل الرقابة الشرعية على أساس أهنا ال جيب أن
تتعامل ابلفائدة ،أو أية آلية تستعملها البنوك التقليدية ال تتماشى وقواعد الشريعة اإلسالمية.
1
الفرع األول :المتابعة
إن دور البنك ال ينتهي عند منح االئتمان ،بل أنه ميتد ليشمل متابعته بعد التعاقد عليه ،سعيا لضمان
الوفاء اباللتزامات يف ميعاد االستحقاق ،وكي يتسىن اكتشاف املخاطر احملتملة والعمل على جتنبها قبل وقوعها،
حيث يبقى على اتصال ابملؤسسة املمولة الختاذ اإلجراءات املناسبة قبل استفحال األمر .ومتابعة االئتمان هلا أمهية
ابلغة من حيث ،االطمئنان على تنفيذ الشروط املرتبطة ابالئتمان ،اختاذ اإلجراءات الكفيلة حبماية حقوق البنك
يف الوقت املناسب ،تقدمي يد املساعدة ألصحاب املشروع لتخطي املشاكل اليت قد تعرتضهم لتفادي اخلسائر اليت
قد تلحق ابلبنك يف حال تعثر الدين.
هذا ما جيب العمل به ،ألنه جيب على البنك أن يطمئن على حسن سري املشروع وفق اخلطة اليت وضعت
حني إنشائه ،ألن ذلك سيسمح ابكتشاف املصاعب اليت تواجهه يف وقت مبكر ،وإجياد احللول املالئمة ،ومن مث
محاية مصاحل املؤسسة نفسها صاحبة املشروع .لذلك جرى العمل على أن البنك مىت مول مشروعا يعني ممثال عنه
يف جملس إدارة املؤسسة .2وهذا ما تقوم به البنوك اإلسالمية ،ألن آليات التمويل اليت تستعملها تعتمد على
املشاركة يف املشروع أو املضاربة وهذا يتطلب رقابة أكّب ،من أجل االطالع على سري املشروع عن كثب.
إن البنك بصفته شريكا مع املؤسسة يتحدد عائده فيما يتوقع حتقيقه من أرابح ،وابلتايل يتوقف جناح
املشروع يف استثماره وحجم األرابح احملققة ،وإذا كان كذلك ،فإنه قد حتدث متغريات عديدة أثناء التنفيذ تؤثر
-1حممود املرسي الشني ،مداخلة حول :التمويل ابملشاركة للمشروعات الصغرية واملتوسطة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري ،سطيف 28-25 ،ماي
.2003
-2حممد حبار ،املرجع السابق ،ص .12
358
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
على األهداف املسطرة ،هذا يتطلب التعرف عليها الختاذ القرار املناسب يف الوقت املناسب لعالجها ،وذلك ال
يتأتى إال ابملتابعة املستمرة واملباشرة للتنفيذ من قبل البنك ابعتباره شريكا يف العملية ،وصاحب األموال املستثمرة.
ومبا أن املشاركة هي خليط بني املال والعمل ،فإذا كان الشريك عادة خيتص ابألعمال التنفيذية ،والبنك
خيتص ابجلانب املايل ،فإنه على البنك أن ميارس املتابعة والرقابة على تصرفات الشريك ،فلرمبا كان هذا األخري أقل
خّبة يف جمال تسيري املشروعات.
فإذا كان هدف املتابعة يف البنوك التقليدية ،ويف جمال االئتمان بصفة عامة هو االطمئنان إىل الوفاء مبا عليه
من التزامات ،فإنه يف حالة التمويل ابملشارك ة ميتد اهلدف من الرقابة إىل التأكد من سالمة التنفيذ لتحقيق األرابح
املنشودة .فاهلدف هنا ال يقتصر على الوقوف على التغريات اليت قد تطرأ على الوضع االئتماين للمؤسسة ،وإمنا
جيب أن ميتد ملتابعة املشروع ذاته.
فهذا النوع من الرقابة يهدف إىل ،التأكد من سالمة تنفيذ املشروع وفق اخلطة واالتفاق السابق لتنفيذ
املشروع ،الوقوف عل املشكالت اليت تطرأ عند التنفيذ ومشاركة املؤسسة يف اقرتاح احللول هلا ،متابعة اجلانب املايل
واحملاسيب للمشروع لوقوف البنك على حقوقه املالية ،والتزام الشريك بسدادها له.
أما عن آليات هاته الرقابة فهي تكون ابملتابعة امليدانية ،وذلك ابلزايرات ملقر الشركة من طرف ممثل البنك،
الذي جيب أن يكون ملما ابملتابعة فنيا وماليا .وأكثر من ذلك ميكن ختصيص عضو ميثل البنك يف جملس إدارة
الشركة.
كما قد تكون املتابعة على مستوى البنك املمول ،من خالل التقارير اليت يطلب من املؤسسة إعدادها
وموافاته هبا ،وعادة ما تكون عبارة عن قوائم مالية دورية ،وتقارير عن تطور تنفيذ املشروع ،وعن املبيعات
واملصروفات واإليرادات ،ومتابعة الضماانت املقدمة.
1
الفرع الثاني :الرقابة الشرعية
الرقابة الشرعية متيز البنوك اإلسالمية ،تعتمد من خالهلا على عدد من العلماء متخصصني يف الشريعة
وفقهاء الدين ومن خّباء اجلهاز املصريف املتدينني ،تقوم إببداء الرأي فيما ميكن أن يعرض عليها من أسئلة
وتصرفات ،ويف الوقت نفسه مباشرة اختصاصها يف اإلشراف واملتابعة ألعمال البنك ملعرفة مدى تطابقها مع
أحكام الشرع ،والتدخل لتصحيح االحنرافات إن وجدت .وتزويد هيئة الرقابة جبميع األدوات والوسائل اليت متكنها
من القيام هبذه املهمة أمر ضروري كما البد من تزويدها بكافة البياانت واملعلومات واإليضاحات اليت تساعدها يف
إبداء الرأي ،وإعطائها حق التفتيش واالطالع على كافة السجالت واملستندات اخلاصة ابلبنك .1لكن يف احلقيقة
هذه اهليئة الرقابية هي هيئة إفتاء ،جتيب عما يعرض عليها من أسئلة يف مسائل مصرفية من الناحية الشرعية.
فهي رقابة وقائية من خالهلا تشرتك اهليئة مع مسئويل البنك يف وضع نظم العمل اخلاصة مبباشرة العمليات،
ومن مث أتكيد خلو هذه املعامالت من املوانع الشرعية .كما أهنا رقابة عالجية ،كوهنا تراجع كافة املعامالت
املصرفية وتعمل على إصالح أي خلل فيها ،خصوصا منافاهتا للقواعد الشرعية .وهي أيضا رقابة ابتكاريه ،حيث
تعمل اهليئة على استنباط وابتكار املزيد من األدوات املالية اليت تتماشى وأحكام الشريعة اإلسالمية .كما متثل دور
الرقابة التوجيهية من خالل ما تقدمه من توصيات وآراء ومشورة إىل متخذي القرار ابلبنك.2
المطلب الثالث :تقييم مدى فعالية آلية الرقابة
الرقابة هتدف إىل محاية البنوك واملؤسسات املالية من الوقوع يف خماطر مالية قد تؤثر سلبا على القطاع
املصريف أبكمله ومنه على االقتصاد الوطين .فهي أتيت لتصحيح ما وقع فيه البنك من أخطاء من جهة وتسليط
عقوابت على الذين ال حيرتمون قواعد املهنة من جهة اثنية.
الفرع األول :فعالية آلية الرقابة
تظهر فعالية الرقابة من خالل ،التحقق والتأكد من سالمة العمليات اليت تقوم هبا البنوك ومدى متاشيها مع
القواعد القانونية والتنظيمية .محاية املصلحة العامة من خالل محاية أموال املودعني من كل تالعب ،ولضمان
استقرار البنوك .التعرف على مواطن اخلطأ يف الوقت املناسب وإصالحها مبكرا.
فالرقابة تعمل على استقرار ودميومة البنوك ،وذلك ابالحتفاظ ابلسيولة لديها أو من خالل االحتياطي
اإلجباري لدى البنك املركزي ،هذا حيقق التوازن للبنك يف حال ما إذا حدث اختالل يف االئتمان ،ويف ذلك أيضا
-1حمسن أمحد اخلضريي ،البنوك اإلسالمية ،دار اترك للنشر والتوزيع ،القاهرة ،2007 ،ص .310-309
-2نفس املرجع ،ص ،312-311ص .10-8
360
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
محاية للمودعني .البنوك واملؤسسات املالية ال تقوم أبي عمل استثماري أو متويلي إال إذا التزمت بقواعد احليطة
واحلذر ،هذا تضمنه األجهزة الرقابية ،ويف هذا محاية للبنك أو املؤسسة من خماطر االئتمان.
الرقابة متكن من اختاذ التدابري واخرتاع احللول اليت من شأهنا أن تعيد التوازن املايل للبنوك ،وتصحح
األساليب اإلدارية غري السوية ،وإال اللجوء إىل اإلجراء العقايب من أجل الردع حفاظا على أموال الغري.
الرقابة جتعل البنوك تقوم بعملياهتا ،وخاصة منح االئتمان ،ومتويل املشاريع من غري هتور وتسرع ،بل يف إطار
احليطة واحلذر ودراسة املستقبل .فهي تعتّب العمود الثاين لالحتياط من املخاطر البنكية ،حيث ال ميكن االلتزام
ابلقواعد اليت تنظم املهنة املصرفية بصفة عامة ،والقواعد االحرتازية بصفة خاصة مامل تكن هناك رقابة صارمة
وفعالة.
ونظرا ألمهية آلية الرقابة ،كانت هناك أجهزة كثرية وقواعد قانونية وتنظيمية متنوعة لالضطالع مبهامها على
أكمل وجه ،ولتفعيل هاته اآللية ،وجعلها تواكب التطورات الدولية احلاصلة ،والعمل بقواعد وتوصيات االتفاقيات
الدولية ،خاصة جلنة ابل واملبادئ اليت جاءت هبا يف هذا اإلطار.
إذن الرقابة املصرفية حتقق التوجيه واإلشراف ،وتعمل على تسيري البنوك بشكل جيد ،من خالل فرض
االلتزام بقواعد املهنة املصرفية ،واخرتاع احللول لكل ما قد يعرتضها من مشاكل ،تفاداي للتعثر املايل .هذا كله حنو
بنوك ومؤسسات مالية عصرية ومستقرة.
الفرع الثاني :نقائص آلية الرقابة
رغم ما للرقابة من دور يف احلماية من املخاطر البنكية عامة واالئتمان بصفة خاصة إال أهنا ال ختلو من
بعض النقائص اليت حتد من فاعليتها يف حتقيق ذلك .فكثرة اإلفالسات على املستوى الوطين والدويل ابلرغم من
وجود قواعد احلذر وآلية والرقابة ،يدل على فشل هذه اآلليات أمام املخاطر الكثرية واملتنوعة.
فسلسلة اإلفالسات اليت عرفتها الساحة املالية اجلزائرية ،فيما خيص البنوك واملؤسسات املالية اخلاصة ،يدل
على أن األجهزة الرقابية الكثرية واملتنوعة مل متارسها بشكل جيد أثناء دراسة ملفات هاته املؤسسات ،أو وجود
ضعف يف هذه األجهزة ،اليت كانت موجودة منذ 1990مبوجب قانون النقد والقرض.
361
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
أجهزة الرقابة من املفروض أن تعطي حلوال بديلة قبل اللجوء إىل حالة اإلفالس وتصفية أموال البنوك ،من
دعوة املسامهني لرفع رأمسال البنك ،إىل الدعوة لتضامن الساحة املالية ،أو اإلنقاذ من طرف ِّ
مقرض آخر والذي
عادة ما يكون البنك املركزي .فدور الرقابة وقائي مث عالجي وأخريا ردعي .فكيف مت إفالس كل هذا العدد يف ظل
وجود هاته األجهزة الرقابية وهذه احللول القانونية؟
على األجهزة الرقابية أن تتدخل يف الوقت املناسب من أجل إنقاذ الوضع ،وإال كانت الكارثة ،وهذا ما
حدث فعال للبنوك اخلاصة يف اجلزائر .حيث أتخرت اللجنة املصرفية يف اختاذ التدابري الالزمة ،فكانت النتيجة
كارثية .وهي سلسلة من اإلفالسات يف فرتة وجيزة.
رغم كثرة األجهزة الرقابية وتنوعها بني داخلية1وخارجية إال أهنا بدون فعالية ،هذا يرجع لغياب التنسيق
والتكامل والتعاون فيما بينها .بل أكثر من ذلك وجود التواطؤ لدى الرقابة الداخلية وعرقلة عمل الرقابة اخلارجية،
جعل هاته األخرية تفشل يف الوصول إىل الوضع احلقيقي هلاته البنوك.
كما أن الرقابة إذا مل تكن مزودة ابلوسائل املادية املتطورة ،والكفاءات البشرية اليت هلا خّبة ودراية ابجلانب
املايل واحملاسيب والقانوين ،فمآهلا الفشل .وهذا ما ينقص آلية الرقابة يف اجلزائر ،اليت واكبت التطور من حيث
عددها والقواعد املتعلقة ابحلذر ،لكنها مل تواكب العصرنة يف جمال قطاع املال ،لذلك جاءت انقصة الفعالية،
والدليل أهنا مل تستطع إنقاذ عدد كبري من البنوك اليت أفلست .ففعالية الرقابة ال تقاس بكم األجهزة ،فهي كثرية
ومتعددة ،وال برتسانة القوانني ،اليت هي األخرى كثرية ومتنوعة ،ولكن تقاس ابجلدية واالحرتافية وامتالكها للوسائل
املتطورة والتدخل يف الوقت املناسب والقدرة على اخرتاع احللول ،والتنسيق فيما بينها ،وخاصة بني الرقابة الداخلية
واخلارجية ،اليت إذا انعدم بينها التواصل ،وحل مكانه سوء النية والتحايل .هنا تفقد الرقابة فعاليتها.
-1حدد النظام رقم 03-02املتعلق ابلرقابة الداخلية السالف الذكر جمموعة من املصاحل تلتزم البنوك واملؤسسات املالية إبنشائها من أجل رقابة داخلية جيدة ،وهذا
طبقا ملبادئ جلنة ابل وخاصة املبدأ رقم ،14هذه املصاحل تتمثل يف:
-نظام مراقبة العمليات واإلجراءات الداخلية ،طبقا للمادة 5من النظام .03-02املعدلة ابملواد 30-06من النظام رقم 08-11السالف الذكر.
-تنظيم حماسيب وفحص املعلومة ،املادة 16و20من النظام .03-02املعدلة ابملواد 36-31من النظام رقم .08-11
-نظام لقياس املخاطر ،املواد من 22إىل 33من النظام .03-02املعدلة ابملواد 53-37من النظام رقم 08-11
-نظام التحكم يف املخاطر ،املواد من 34إىل 39من النظام .03-02املعدلة ابملواد 60-54من النظام رقم 08-11
-نظام املعلومات والواثئق ،املواد من 40إىل 48من النظام رقم .03-02املعدلة ابملواد 75-61من النظام .08-11
يف هذا اإلطار ،أنظر ،لينده شاميب ،املرجع السابق ،ص .448-439
362
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
إن الرقابة هتدف إىل توفري النسب واالحتياطي ومعامالت الرتجيح ،أي االهتمام بقواعد احلذر أكثر من
االهتمام ابستثمار ما لدى البنوك من أموال ،هذا جعل هاته األخرية إما أن حتجم عن عملية التمويل ،وابلتايل
يكون لديها فائض من األموال كان من املفروض أن تستغله يف متويل مشاريع استثمارية جتين من خالهلا أرابحا.
وإما االهتمام ابملردودية والربح بغض النظر عن املخاطر اليت قد تتعرض هلا .هذا ما حدث فعال للبنوك
واملؤسسات املالية األمريكية وولد األزمة املالية العاملية.
أما عن الرقابة الشرعية ،فهي ما تزال مل تتبلور يف ذهن إدارة البنوك اإلسالمية ،وهذا راجع لقلة الفقهاء
املتخصصني يف جمال املعامالت املصرفية واملسائل املالية احلديثة ،ومن مث صعوبة الوصول للحكم الشرعي حوهلا.
التطور السريع والكبري للمعامالت املصرفية وأدواهتا املالية صعب من مواكبتها بفتاوى تبني أحكامها .عدم
استجابة اإلدارة املصرفية لقرارات اهليئة الرقابية ،هذا يقود إىل
وجود رقابة شرعية صورية .كما أن الضغط املمارس على اهليئة ،وعدم إملامها ابلقواعد املصرفية ،يؤدي إىل
وجود خمالفات لقواعد الشريعة يف هذا اجملال.1
إذن حىت تكون آلية الرقابة فعالة ،جيب أن تتضافر جهود أجهزة الرقابة بنوعيها ،فال يكون بينها ازدواج أو
تكرار يف العمل الرقايب .وأن تلزم كل جهة منها ابلعمل اجلاد ،وذلك بتفعيل عملها ،وال تنتهي إىل رقابة شكلية.
وأن متارس ذلك ابستقاللية ،وتكون توصياهتا وآراؤها وحلوهلا انفذة.
ويف مقابل ذلك ال جيب أن تكون الرقابة مهما كان نوعها وشكلها واجلهاز القائم هبا سببا يف إعاقة العمل
املصريف ،ويف حرمان املؤسسات من التمويل .فقواعد احليطة واحلذر جيب االلتزام هبا ،والرقابة مطلوبة لفرض ذلك،
ولكن ترقية وتشجيع االستثمار بتوفري األموال الالزمة للمؤسسات كذلك من األولوايت ،لذلك ال جيب االهتمام
جبانب على حساب اآلخر .هذا حيقق التطور للمؤسسات ومينح االستقرار والدميومة للبنوك واملؤسسات املالية.
وكخالصة هلذا الباب ،ميكن القول إن الضماانت املستحدثة هي املعول عليها يف حتقيق احلماية للبنوك،
بني الضماانت الناشئة عن األعراف واملمارسات البنكية والضماانت مبعناها الواسع.
-1عبد الرمحان مايدي ،خماطر التمويل يف املصارف اإلسالمية ،مذكرة ماجستري ،قسم الشريعة والقانون ،جامعة اجلزائر ،2010 ،ص .65
363
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
فاألوىل أثبتت فعاليتها ولكن يف حدود ،نظرا للعوامل والظروف اليت هلا أتثري على ذلك ،من إفالس
للجهات الضامنة ،إىل التنصل من االلتزامات مبّبرات قانونية ومادية ،فتعرضها إىل خماطر هي األخرى تؤثر على
قيمتها كضمان ،إىل التدخل يف حتقيق الضمان بنسب ال تغطي كل اخلسائر.
أما الثانية أثبتت حمدوديتها يف حتقيق احلماية ،ألن البيئة املصرفية خمتلفة بني الدول الصناعية الكّبى والدول
األقل تطورا ،ووجود مصارف إسالمية هلا أدواهتا املالية اخلاصة واليت ختتلف عن البنوك الكالسيكية اليت تتعامل
بتجارة القروض ،وهي اليت ُو ِّضعت ألجلها قواعد احليطة واحلذر ،هاته األخرية كذلك قد حتد من املنافسة
واضطالع البنوك واملؤسسات االقتصادية بنشاطاهتا ،هذا بسبب وجود إحجام وتردد يف ذلك ،مرده للنسب
والسقوف والرتجيحات.
حىت الرقابة املفروضة من أجل التزام البنوك هبذه القواعد مل أتت بنتيجة ،وألدل على ذلك اإلفالسات اليت
مست البنوك واملؤسسات املالية عّب العامل ،هذا مرده لغياب الرقابة أحياان أمام املنافسة الشرسة ،وإيالء أمهية كبرية
للربح أكثر من االحتياط للمخاطر ،وأحياان أخرى عدم وضوحها ،وعدم كفاءة األجهزة القائمة هبا ،وبساطة
اآلليات املستعملة يف ذلك لدى الدول األقل تطورا.
لذلك ،وألمهية هذه الضماانت من جهة ،وفشل الضماانت الكالسيكية من جهة اثنية ،البد من إيالء
املشرع االهتمام هبذه الضماانت املستحدثة ،وجعلها أكثر فاعلية ،من خالل نصوص قانونية أكثر وضوحا وخدمة
لصاحل الدائن ،وِّملَ ال حتقيق التوازن بني مصلحة البنك الدائن واملؤسسة املدين ،وتطوير اآلليات والوسائل يف حتقيق
الضمان ،من الوسائل احملاسبية والرقمنة وعصرنة النظام املايل .كما أن حتقيق التكامل بني هذه األنواع من
الضماانت من شأنه أن حيقق الدميومة واالستمرارية للبنوك واملؤسسات املالية.
364
الضمانات المستحدثة في الحماية من مخاطر التمويل الباب الثاني
الرقابة املصرفية
حمافظا احلساابت اللجنة املصرفية البنك املركزي هيئات الرقابة الداخلية أنظمة الرقابة الداخلية
365
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الخاتمة
الخاتمة:
إن التمويل عملية هامة وحيوية ال ميكن االستغناء عنها من املنشأة االقتصادية اليت من خالله تسري عجلة
اإلنتاج وتقدم اخلدمات املطلوبة ،أو من البنك الذي هو من صميم وظائفه فمن خالله حيقق املدخالت املرجوة
عن طريق توظيف هاته األموال ،وللمجتمع كافة من خالل النهوض ابملشاريع اليت تلعب دورا يف حتقيق الرغبات
والرفاهية وتوفري مناصب شغل .إال أن هذه العملية ال ختلو من خماطر سواء ابلنسبة للمؤسسة املمولة أو البنك
املمول هلا من خطر عدم التسديد إىل خطر السيولة وخطر سعر الصرف واملخاطر املرتبطة بسوء التسيري وخطر
التجميد وخماطر السوق .لكن هذه املخاطر وغريها ال جيب أن تقف حجر عثرة أمام املؤسسة اليت جيب عليها
االختيار بني بدائل التمويل املتاحة األقل تكلفة وخطرا ابلرتكيز أكثر على التمويل الذايت الذي يوفر هلا أكثر
استقاللية .وابلنسبة للبنك فعليه االعتماد على متويل املشاريع املرحبة وبعد دراستها من مجيع النواحي مث أخذ
الضماانت مبختلف أنواعها شخصية كانت أو عينية وعدم الرتكيز على نوع واحد ،ألن كل نوع منها له اجيابيات
وسلبيات هذا جيعل منه آلية ال ميكن التعويل عليها يف جمال احلماية من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية.
فالضماانت الشخصية من كفالة وضمان احتياطي وأتمني وخطاب الضمان تقوم على االعتبار الشخصي،
فإذا زال إلفالس أو عدم قدرة على السداد أو لتحلل من التزامات نتيجة خلطأ من البنك أو إمهال منه فإهنا ال
حتقق احلماية املرجوة .والضماانت العينية من رهن رمسي أو حيازي أو حقوق امتياز أو حق امللكية كضمان فإهنا
تقوم على أشياء ملموسة وذات قيمة ،إال أهنا عرضة لنقص يف قيمتها أو تلفها أو اهتالكها أو حىت لوجود ديون
أخرى تكبلها جتعل منها آلية ال ميكن التعويل عليها كثريا.
إذن فالضماانت آلية قانونية هامة ميكن للبنك استخدامها للحفاظ على أمواله من خماطر متويل املؤسسة
االقتصادية .كما أهنا جتعل معامالت التجارة الدولية مؤمنة ،وخلق جو من الثقة بني املتعاملني ،وابلتايل سراين
العمليات التجارية بكل أمان .وهذا ما يؤدي إىل ترقية العالقات التجارية واملالية وتدعيمها.
غري أهنا ال تعطي احلماية الكافية ،سواء على املستوى الداخلي أو على املستوى الدويل ،ذلك إذا كنا
بصدد الضماانت مبعناها الضيق من ضماانت شخصية وضماانت عينية ألهنا ال تعتّب إال جمرد خمرج إنقاذ ( Un
) issue de secoursيف حالة وجود اختالل يف الوضعية املالية للمؤسسة اليت يتمىن البنكي عدم اللجوء إليها
366
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الخاتمة
إال يف آخر املطاف ،كما أهنا تعتّب نقطة أتثري معنوي ونفسي ( )Contraient psychologieعلى املؤسسة
املمولة يستعملها البنكي يف خمالفتها وإخالهلا بتنفيذ التزاماهتا التعاقدية.
وعليه فالضماانت مبعناها الضيق تشكل وسيلة أكيدة السرتجاع حقوق البنك ،غري أهنا يف الغالب حمفوفة
ابملشاكل التالية:
-ال حتقق التوازن بني مصلحة الدائن املرهتن واملدين الراهن ،حيث تغليب ملصلحة املدين على حساب
مصلحة الدائن.
-اخلطأ يف تقييم الضماانت قد يرتتب عليه عدم تغطية الضمان ملبلغ التمويل.
-تناقص قيمة الضمان عّب الزمن نتيجة للتآكل ،التقدم التكنولوجي ،تدهور حالة العقار نتيجة للظروف
االقتصادية واالجتماعية والسياسية وحىت األوضاع على املستوى اخلارجي.
بشكل عام ال ينبغي أن تكون الضماانت هي أساس منح التمويل ،فاألصل أن يعتمد البنك املمول على
القناعة جبدارة املؤسسة يف احلصول على التمويل من خالل عنصر األمان ( )Solvabilitéالذي يتمثل يف مدى
ثقة البنك أبن األموال اليت يقرضها يف كل عملية من عملياته سوف تعود إليه يف ميعاد استحقاقها .وهكذا،
يتوقف إقدام البنك على منح التمويل ألي مؤسسة على مدى الثقة اليت تتوفر عليها من حيث ،متانة مركزها املايل
ومسعتها ،والضماانت اليت تكون على استعداد لتقدميها.
هذا ،وأن االعتماد على عنصر األمان والضماانت لوحدمها غري كاف ،بل جيب أن تتدعم ابلضماانت
مبعناها الواسع ،وهي كل آلية ميكن للبنك اعتمادها واليت تكون من شأهنا ن حتمي أمواله من خماطر التمويل ،ومن
هذه اآلليات جند،1
-تشخيص عناصر املؤسسة االقتصادية ،وتشمل الدراسة النواحي الشخصية من حيث أمانة املؤسسة املمولة
ومسعتها ،وكذا القدرات اإلدارية اليت تسريها ،والنواحي االقتصادية اليت تنعكس آاثرها على نشاط املؤسسة
-1هذه اآلليات تتمثل يف قواعد احليطة واحلذر اليت جاء هبا املشرع اجلزائري متأثرا ابلتشريعات الدولية من خالل جلنة ابل 1يف 1988وابل2يف ،1996يف املادة
2واملواد 22-15من التعليمة رقم 74-94املتعلقة بتحديد قواعد احلذر يف تسيري البنوك واملؤسسات املالية ،واملادة 3من النظام رقم 04-95مؤرخ يف 20
1995-04-الذي حيدد قواعد احلذر يف تسيري البنوك و -املؤسسات املالية ،اجلريدة الرمسية ،1995-04- 25العدد ،39ص .22واليت مت التطرق إليها
يف مذكرتنا للماجستري السالفة الذكر ،ص.82-80 .
367
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الخاتمة
من حيث الظروف العامة للقطاع الذي تنتمي إليه ،ومدى انعكاس التطورات االقتصادية احمللية والعاملية
عليها ،ومدى أتثري التشريعات واللوائح على أعماهلا والتوقعات املمكنة يف هذا الصدد ،والنواحي املالية اليت
تفصح عن قدرة املؤسسة أو عجزها عن سداد ديوهنا والضماانت اليت تقدمها.
-إتباع سياسة توزيع املخاطر ( ،)Division des risquesحيث يتعني على البنك الواحد تقسيم خطر
عدم تسديد القروض ،وهذا من خالل االشرتاك مع بنك آخر أو جمموعة من البنوك يف منح القروض
الضخمة ،من أجل ضمان أكّب محاية من املخاطر املتوقعة ،كما جيب التنويع يف الزابئن وتنويع القطاعات
املستفيدة من القروض ،وذلك تفاداي ملشاكل إفالس بعض الزابئن وكذا وقوع أزمات يف بعض القطاعات،
وهو يضمن للبنك عدم التأثر يف حالة اختالل وضعية إحدى املؤسسات .لذا ظهر حديثا ما يسمى البنوك
الشاملة ( ،)Les banques universelleاليت تسعى إىل تنمية مواردها املالية من كافة القطاعات
االقتصادية ،وذلك هبدف مواجهة املخاطر االئتمانية.
-متابعة التعهدات وااللتزامات ( ،)Suivis des engagementsهذه القاعدة تعتّب كمرحلة من مراحل
التمويل حيث جيب على البنك متابعة سري املشروع الذي موله وفقا للخطة اليت وضعت له حني إنشائه ،ألن
ذلك يساعد على اكتشاف كل املصاعب اليت تواجهه يف الوقت املبكر وإجياد احللول املالئمة هلا ومنه حتقق
محاية مصاحل املؤسسة نفسها .لذا جرى العمل على أن البنك ،مىت مول مشروعا فإنه يعني ممثال عنه يف
جملس إدارة املؤسسة ،وهذا اإلجراء يسمح ابلوقوف والسهر على اسرتجاع البنك ألمواله يف ميعاد
استحقاقها ،كما يشمل هذا اإلجراء كذلك متابعة الضماانت ،من خالل استكمال اإلجراءات اليت يتطلبها
الضمان لصاحل البنك وسيطرة البنك الفعلية على هذه الضماانت وعدم وجود منافسني له وخاصة الدائنون
الذين يسبقونه يف املرتبة فذلك جيعل حظوظه قوية يف التنفيذ على هذه الضماانت .كما جيب مراقبة تقييم
الضماانت املختلفة من حيث عدم تعرضها للضرر أو الضياع أو النقص يف قيمتها .ومتابعة املراكز املالية
للكفالء وهل حدثت تطورات عليها تؤثر على قدراهتم على الوفاء يف حالة عجز املدين األصلي عن الوفاء،
وذلك من خالل االستعالم عنهم ودراسة وضعيتهم املالية ،واالطمئنان على سالمة الكمبياالت الضامنة من
النواحي الشكلية ومتابعة مركز املسحوب عليهم يف الكمبياالت ومدى قدرهتم على الوفاء ابلتزاماهتم.
368
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الخاتمة
كما جيب على البنك التأمني على االعتماد وعلى الضماانت لدى شركات أتمني متخصصة ،ومطالبة
املؤسسة املمولة الراهن بذلك مع متابعة إجراءات التامني ومدى التزامها بدفع األقساط بصفة دورية ومستمرة إىل
حني حلول آجال السداد ألنه يف حال وجود عجز على السداد من طرف املؤسسة أو وجود أضرار حلقت
ابلضماانت ،فإنه ميكن للبنك اللجوء إىل شركات التأمني الستيفاء حقه من مثن التعويض.
-احرتام البنوك لنسبة تكون مساوية على األقل لـ ،%8حترتم بصفة مستمرة يف شكل عالقة ما بني قيمة
أمواهلا اخلاصة الصافية وجمموعة خماطر التمويل احملتملة .فمهما كانت آلية التمويل املوجهة للمؤسسة جيب
على البنك وضع احتياط يعادل مبلغ الدين وفوائده لتفادي أي اختالل يف سيولته .فكلما ارتفعت األموال
اخلاصة ارتفعت معها نسبة املالءة (ارتفاع يف السيولة) الذي نقصها يؤدي إىل إفالس العديد من البنوك
واملؤسسات املالية على الساحة الوطنية والدولية إذا مل يتم مواجهة ذلك ،وهذا بضخ األموال للبنوك اليت
تعاين عجزا يف السيولة ابعتماد آلية اخلصم أو إعادة اخلصم لدى بنك آخر أو لدى البنك املركزي.
إن املخاطر مرتبطة بعملية التمويل ال ميكن أبي حال من األحوال استبعادها ما دام أن هناك فرتة انتظار ما
بني منح التمويل واسرتجاعه ،ولكن ما على البنك إال االحتياط من ذلك ابحرتام قواعد احليطة واحلذر ( règles
)prudentiellesاملذكورة سابقا ابإلضافة إىل املطالبة بضماانت متنوعة وذات قيمة لنكون أمام ضماانت
مبعناها الواسع اليت ستوفر احلماية احلقيقية من خماطر متويل املؤسسة إذا أحسن البنك استخدامها .هذه احلماية ال
ميكن أبي حال من األحوال أن توفرها الضماانت مبعناها الضيق ،من ضماانت شخصية وعينية ،ألهنا هي كذلك
عرضة للمخاطر.
ابإلضافة إىل ذلك ،جيب االحتياط من خماطر التمويل عن طريق فرض قواعد رقابية صارمة ،وذلك خبلق
أجهزة خاصة للقيام بذلك ،أبرزها مركزية املخاطر )La centrale de risque( 1حيث أن هذه املصلحة دورها
يتمثل يف مجع املعلومات عن كامل القروض املمنوحة للمقرتضني وحتديد كل شروطها .كما أن كل بنك تقدم إليه
أحد األشخاص الطبيعية أو املعنوية لطلب التمويل يقوم ابالستعالم عنه لدى هذه املصلحة ،ألن اهلدف من وراء
-1املادة 160من قانون النقد والقرض رقم ،10-90واملادة 98من األمر رقم ،11-03والتنظيم رقم 01-92الصادر يف 1992-3-22املتعلق بتنظيم
وتسيري مركزية املخاطر ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،8 ،الصادر بتاريخ .1992-3-24
369
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الخاتمة
ذلك تفادي خطر تركيز القروض على شخص معنوي واحد .إن هدف إنشاء هذه املصلحة هو االستعالم عن
السوابق املتعلقة ابلطرف املتقدم لطلب التمويل ،فتجمع وحتلل املعلومات وحتدد قائمة عن املقرتضني خاصة
أمساؤهم والضماانت املقدمة بشأهنا ،وعلى اخلصوص حتديد القروض اليت مت دفعها أو املتأخرة وقيمتها .هذه
املعلومات تساعد البنك املمول كثريا الختاذ قراره يف منح التمويل أو رفضه ،ويف تفادي خطر التمويل بكل صوره،
وخاصة تفادي منح التمويل ملؤسسة استفادت مسبقا من متويل لكن أخلت ابلتزاماهتا العقدية بعدم تسديده يف
األجل احملدد أو لتقدمي ضماانت سبق أن قدمتها يف عملية سابقة .وعليه فهي تعد من أهم اآلليات لالحتياط من
خماطر التمويل خاصة أن هذه الدراسات واملعلومات تتم على مستوى واسع ،فهي تشمل كل الرتاب الوطين ،ويف
ذلك محاية للبنك املمول من املخاطر املرتبطة بعملية التمويل وكل املخاطر البنكية وتفادي الوقوع يف اختالل
وعجز مايل بسبب الوقوع يف خطأ عن طريق متويل شخص أخل ابلتزاماته سابقا ،لذلك من صاحل البنك املمول
قبل منح التمويل ألي مؤسسة الرجوع مسبقا ملركزية املخاطر من أجل االستعالم حوهلا.
وفيما يلي ،حناول تقدمي بعض املقرتحات ،علها تزيد من فعالية الضماانت وتوفر احلماية املطلوبة من خماطر
متويل املؤسسة االقتصادية:
-1فعلى مستوى التشريع:
• على املشرع ،ولتشجيع عملية متويل االستثمارات أن يعيد النظر يف مسألة تغليب مصلحة املدين الراهن ،أبن
جيعل هناك توازان يف ذلك ،إن مل نقل تغليب مصلحة الدائن املرهتن .ألن عملية االئتمان اليت تقوم هبا البنوك
تنطوي على خماطر كثرية ،ولالحتياط من ذلك ،على املشرع أن يعيد النظر يف مسألة آاثر الضماانت على
كل من الدائن املرهتن واملدين الراهن .كما جيب عليه تبسيط اإلجراءات يف مسألة التحصيل القضائي ،أي
الفصل يف املنازعة املصرفية بناء على قواعد خاصة يف مسألة حتصيل الديون .وكذلك يف مسألة التنفيذ على
الضماانت ،لتكون أكثر مرونة وسرعة.1
• وضع قواعد قانونية صارمة حتمي البنوك من خماطر التمويل مع تعزيز دور الرقابة عليها أثناء قيامها بعمليات
التمويل.
-1لالطالع على مسألة التعقيدات اليت تطرحها القواعد القانونية املطبقة على املنازعات املصرفية ،أثناء التحصيل القضائي وأثناء التنفيذ ،انظر ،لينده شاميب ،املرجع
السابق ،ص .361-355
370
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الخاتمة
• سد الفراغ القانوين وتكملة النصوص ،فيما يتعلق برهن السيارات ،وذلك إما إبدخال استثناء يف القانون
املدين يف حديثه عن الرهن احليازي ،كما فعل نظريه املشرع الفرنسي،1أو حبذف االستثناء الذي أورده املشرع
يف القانون التجاري ،ومنه إدخال رهن السيارات ضمن أحكام رهن املعدات واألدوات اخلاصة ابلتجهيز.
• تفعيل الرهن الرمسي القانوين املنصوص عليه يف قانون النقد والقرض يف املادة .179
• تفعيل االمتياز املمنوح للبنوك واملؤسسات املالية يف جمال اإلجراءات ،وفقا للمادتني 121و124من قانون
النقد والقرض ،ألن العمليات املصرفية حساسة وحتتاج إىل السرعة ،وابلتايل سرعة اإلجراءات ومرونتها وذلك
يف حالة التنفيذ على الضماانت ،ونفس الشيء ابلنسبة خلطاب الضمان ،الذي ما يزال غامضا على مستوى
التشريع والقضاء اجلزائري ،حيث جيب النص عليه يف القانون التجاري أو القانون املصريف.
• وضع أحكام خاصة يف القانون املدين والتجاري واإلجراءات املدنية ،متعلقة ابلضماانت اليت يكون أحد
أطرافها بنكا ،وهذا خلصوصية املهنة املصرفية.
• جيب تكوين مستخدمني مؤهلني فنيا وقانونيا يف اجملال البنكي لتمكينهم من التقنيات املصرفية واآلليات
القانونية واملالية العصرية.
• التفكري يف آليات متويل وضماانت مستحدثة تواكب التطورات احلاصلة على املستوى الداخلي والدويل يف
خمتلف اجملاالت ،تكون أكثر فاعلية للنهوض ابملشروعات االقتصادية ،وتوفر محاية أكّب للبنك القائم على
عملية التمويل .منها التمويل عن طريق رأمسال املخاطر واإلبتكارات والشراكة.
• النهوض مبؤسساتنا االقتصادية 2وجعلها قادرة على منافسة مثيالهتا يف الدول املتطورة ،وذلك ابختيار مسريين
مؤهلني قادرين على حتقيق األرابح املرجوة وااللتزام بتعهداهتا.
• اعتماد آليات التمويل اإلسالمية يف البنوك الكالسيكية ،وخاصة نظام املشاركة والنص على ذلك يف القانون
البنكي ،ملا يتمتع به من مزااي ،حيث يوجد تعاون بني البنك وأصحاب املشاريع ،فتمتزج وتؤلف اإلمكاانت
املتاحة فتجعل منها قوة إبمكاهنا مواجهة املخاطر والعمل على توزيعها وتقامسها .فهذا األسلوب ال يتطلب
ضماانت ،اليت كثريا ما تقف حجر عثرة أمام املستثمرين وخاصة الصغار منهم يف احلصول على احتياجاهتم
املالية يف الوقت املناسب ألهنم غري قادرين على تقدمي الضماانت املطلوبة .أضف إىل ذلك ما تنطوي عليه
الضماانت من مشاكل جتعل منها ال توفر احلماية الكاملة للبنك من خماطر متويل املؤسسة االقتصادية،
وهكذا ،يكون اعتماد آليات التمويل اإلسالمية هو احلل .فلقد أشارت الدراسات ،أن البنوك اإلسالمية وما
تعتمده من آليات متويل خاصة هبا جعلتها أقل عرضة للمخاطر وأكثر حتقيقا لألرابح ،هذا مقارنة بنظرياهتا
من البنوك التقليدية .1وال جيب اإلكتفاء ببعض البنوك ،بل جيب تعميمها على كل البنوك العاملة على
الساحة ،وجيب متويل مجيع املشاريع عن طريق هذه اآلليات ،وليس حصرها فقط يف بناء السكنات وشراء
السيارات والقرض اإلستهالكي.
ِّّ
الممول: -2على مستوى البنك
• الفحص اجليد حملتوايت ملف االئتمان ،إذ ينبغي احلصول على كل البياانت احلديثة وآخر القوائم املالية
وتفادي التسرع ابلسماح للمؤسسة ابستعمال التسهيالت االئتمانية قبل تقدمي الضماانت املطلوبة.
• ضرورة اعتماد املعايري العلمية عند دراسات اجلدوى ،فيجب تفادي كلية القرارات القائمة على العشوائية
والتخمني ،ألن ذلك يعرض املشروع االستثماري ملخاطر كثرية ،ومن مث الفشل واخلسائر للمؤسسة القائمة
على املشروع والبنك املمول له.
• ضرورة التأكد من مالءة املؤسسة ومجع معلومات عن ممتلكاهتا ،من أراض وودائع وعقارات وحمالت جتارية
ومنقوالت مبختلف أنواعها ووضعيتها القانونية واملادية ،وهذا للتنفيذ عليها عند عدم قدرة املؤسسة على
التسديد ،ونفس األمر ينطبق على الكفيل والضامن االحتياطي.
• ضرورة مراقبة الضماانت املقدمة للبنك من املؤسسة ،من حيث قيمتها يف السوق وخضوعها للتأمني
والتغريات اليت ميكن أن تطرأ عليها.
• إتباع سياسة تقسيم وتوزيع املخاطر ،ألن يف ذلك تعاون األطراف ِّ
املمولة وعدم الرتكيز على متويل قطاع
معني بشكل يضمن للبنك عدم أتثر وضعيته املالية يف حال اختالل وضعية أحد املستفيدين من التمويل.
• حتدي اخلطر دون هتور ،ذلك يتطلب من البنكي قدرة كبرية على اختيار املشاريع املرحبة اليت جيب متويلها
وإلغاء تلك اليت تنطوي على خماطر.
• التنويع يف الضماانت ،واحرتام اإلجراءات الواجب اختاذها عند أخذ الضماانت حىت ال يضيع البنك على
نفسه آلية قانونية هامة ميكن له التنفيذ عليها يف حال حتقق خطر عدم التسديد.
وفيما يتعلق ابلتعامل مع سياسة التمويل ،فقد وردت مقولة هامة لدى املصرفيني وهي "خري ضمان أال
يكون هناك ضمان" ومفاد ذلك عدم التعويل كليا على الضماانت املادية (املعىن الضيق للضماانت) بل جيب
االعتماد أيضا على قدرة املشروع على توليد األرابح اليت تضمن تسديد مبلغ التمويل ،إذ أن املشروع اجليد ميثل
الضمان احلقيقي .فالبنوك هي مؤسسات صانعة لألسواق وليست مؤسسات تعمل على مصادرة الضماانت،1
فالضماانت جيب أن ال تكون السبب الرئيسي ملنح االئتمان ،بل جيب أن تكون إحدى ملحقاته.
وعليه ،البد للبنوك أن متنح قروضا للمؤسسات املستثمرة اليت توصل االقتصاد الوطين لالستقرار وليس
2
املمولة على
للمؤسسات املستوردة فحسب ،مع متابعة القروض الكتشاف املشاكل اليت تواجه قدرة املؤسسات َّ
التسديد يف وقت مبكر ،وإن وقعت املشكلة ال ميكن للبنك حتمل خسارة القرض لوحده ،بل البد من وجود دور
لشركات التأمني ختفف من حدهتا.
ويقرتح الكثري من اخلّباء اخلروج عن فكرة القروض وضماانهتا املرهقة والقاتلة أحياان كثرية للمشاريع ،وما
اختفاء الكثري منها لعدم حصوهلا على متويل بسبب عدم تقد ميها للضماانت املطلوبة خلري دليل على ذلك،
وتعويضها ابلشراكة ،3على حنو ما هو سائد على مستوى البنوك اإلسالمية .والتفكري يف إجياد احللول العملية،
-1حمسن أمحد اخلضريي ،الديون املتعثرة ،الظاهرة ،األسباب ،العالج ،دار يرتك للنشر والتوزيع ،مصر ،الطبعة ،1996 ،1ص.237 .
-2عبد الوهاب بوكروح" ،بنك اجلزائر يعلن احلرب على شركات أجنبية" ،الشروق اليومي ،اجلزائر ،العدد ،2013/10/26 ،4176ص":5 .البنوك العمومية
اجلزائرية والبنوك العاملة ابجلزائر متول عمليات التجارة اخلارجية وعدم بذل اجلهد الالزم لتمويل االستثمارات املنتجة احمللية ،مما ساهم يف نزيف العملة الصعبة اليت
انهزت 57مليار دوالر العام الفارط ،والغريب أن العشرات من الشركات تعلن عن خسائر صافية يف اجلزائر حىت تتهرب من الضرائب ،ولكنها تعلن عن أرابح
يف بلداهنا األصلية." . . .
-3فتيحة خومس ،خّباء يقرتحون تعويض القرض ابلشراكة ،اخلّب األسبوعي ،اجلزائر ،العدد 10-4 ،240أكتوبر ،2013ص.5 .
373
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الخاتمة
كإدخال نظام التأمينات البنكية وكذا شبكات تضامنية بني البنوك تتقاسم من خالهلا املخاطر واملسؤوليات،
املمولة ،والتدخل إلنقاذ الوضع يف الوقت املناسب ،مع تقوية كل ذلك برقابة
والقيام مبتابعة حقيقية للمشاريع َّ
فعالة ال تقاس بتعدد أجهزهتا ،بل بصرامتها وكفاءهتا يف كشف األزمات واحتوائها.
ويف األخري ،ونظرا ألن الضماانت متس فروعا عديدة من القانون ،حيث جندها هنا وهناك ،بني القانون
املدين والقانون التجاري وقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية والقانون املصريف والقانون البحري وقانون الصفقات
العمومية .ونظرا ألمهية هذا النوع من الضماانت عمليا وخاصة على مستوى املصارف والتجارة يف احلماية من
لم ال يكون هناك تقنني خاص هبا ومنفصل عن القوانني األخرى سواء من حيث األحكام أو من
خماطر التمويل ،فَ َ
حيث اإلجراءات نسميه قانون الضماانت أو قانون التأمينات؟1وِّملَ ال حنو قانون خاص ابالئتمان املصريف يف جانبه
املوضوعي واإلجرائي؟
-1امللحق رقم 1فيه مجع الضماانت وتقنينها ،مسي قانون الضماانت ،جيمع فيه الطالب كل القواعد القانونية املتواجدة هنا وهناك ،القانون املدين والتجاري ويف قانون
النقد والقرض واإلجراءات املدنية ،ويف األمر 09-96املتعلق ابالعتماد االجياري ،من إعداد اثمر خالدي ،صاحب هذا البحث.
374
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
المالحق
فهرس المالحق:
375
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
376
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
املادة :658إذا أفلس املدي ن وجب على الدائن أن يتقدم بدينه يف التفليسة ،وإال سقط حقه يف الرجوع على الكفيل بقدر ما
أصاب هذا األخري من ضرر بسبب إمهال الدائن.
املادة :659جتوز كفالة الكفيل ،ويف هذه احلالة ال جيوز املستندات الالزمة الستعمال حقه يف الرجوع.
فإذا كان الدين مضموان مبنقول مرهون أو حمبوس وجب على الدائن أن يتخلى عنه للكفيل.
أما إذا كان الدين مضموان بتأمني عقاري ،فإن الدائن يلتزم ابإلجراءات الالزمة لنقل هذا التأمني ،ويتحمل الكفيل مصروفات هذا
النقل على أن يرجع هبا على املدين.
املادة :660ال جيوز للدائن أن يرجع على الكفيل وحده إال بعد رجوعه على املدين.
وال جيوز أن له أن ينفذ على أموال الكفيل إال بعد أن جيرد املدين من أمواله ،وجيب على الكفيل يف هذه احلالة أن يتمسك هبذا
احلق.
املادة : 661إذا طلب الكفيل التجريد وجب عليه أن يقوم على نفقته إلرشاد الدائن إىل أموال املدين تفي ابلدين كله.
وال يِّؤخذ يعني االعتبار األموال اليت يدل عليها الكفيل إذا كانت هذه األموال تقع خارج األراضي اجلزائرية ،أو كانت متنازعا
فيها.
املادة : 662يكون الدائن يف كل األحوال اليت يدل فيها الكفيل على أموال املدين ،مسؤوال جتاه الكفيل عن إعسار املدين الذي
يرتتب عن عدم اختاذ اإلجراءات الالزمة يف الوقت املناسب.
املادة : 663إذا كان هناك أتمني عيين خصص قانوان أو اتفاقا لضمان الدين وقدمت كفالة بعد هذا التأمني أو معه ومل يكن
الكفيل متضامنا مع املدين ،فال جيوز التنفيذ على أموال الكفيل إال بعد التنفيذ على األموال اليت خصصت هلذا التأمني.
املادة :664إذا تعدد الكفالء لدين واحد ،وبعقد واحد ،وكانوا غري متضامنني فيما بينهم ،قسم الدين عليهم ،وال جيوز للدائن
أن يطالب كل كفيل إال بقدر نصيبه يف الكفالة.
أما إذا كان الكفالء قد التزموا بعقود متوالية ،فإن كل واحد منهم يكون مسؤوال عن الدين كله ،إال إذا كان قد احتفظ
لنفسه حبق التقسيم.
املادة :665ال جيوز للكفيل املتضامن مع املدين أن يطلب التجريد.
املادة : 666جيوز للكفيل املتضامن أن يتمسك مبا يتمسك به الكفيل غري املتضامن من دفوع متعلقة ابلدين.
املادة :667يكون الكفالء يف الكفالة القضائية أو القانونية دائما متضامنني.
املادة : 669جتوز كفالة الكفيل ،ويف هذه احلالة ال جيوز للدائن أن يرجع على كفيل قبل رجوعه على الكفيل إال إذا كان كفيل
الكفيل متضامنا مع الكفيل.
املادة :670جيب على الكفيل أن خيّب املدين قبل أن يقوم بوفاء الدين ،وإال سقط حقه يف الرجوع على املدين إذا كان هذا قد
وىف الدين أو كانت عنده وقت االستحقاق أسباب تقضي ببطالن الدين أو ابنقضائه.
377
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
فإذا مل يعارض املدين يف الوفاء بقي للكفيل احلق يف الرجوع عليه ولو كان املدين قد دفع الدين أو كانت لديه أسباب تقضي
ببطالنه أو ابنقضائه.
املادة :671إذا وىف الكفيل الدين ،كان له أن حيل حمل الدائن يف مجيع ما له من حقوق جتاه املدين .ولكن إذا مل يوف إال بعض
الدين ،فال يرجع مبا وفاه إال بعد أن يستويف الدائن كل حقه من املدين.
اثنيا :الضمان االحتياطي (القانون التجاري)
املادة :409إذا دفع مبلغ السفتجة ميكن أن يضمنه كليا أو جزئيا ضامن احتياطي.
ويكون هذا الضمان من الغري أو حىت من أحد املوقعني على السفتجة.
وجيب أن يكتب الضمان االحتياطي على نفس السفتجة أو الورقة املتصلة هبا أو بسند يبني فيه مكان صدوره.
ويعّب عنه بكلمات كهذه "مقبول كضمان احتياطي" أو مبا يف مؤداها مث يوقع الضامن االحتياطي عليها إبمضائه.
ويعتّب الضمان االحتياطي حاصال مبجرد توقيع ضامن الوفاء على وجه السفتجة إال إذا كان صاحب التوقيع املسحوب
عليه أو الساحب.
وجيب أن يذكر يف الضمان االحتياطي اسم املضمون وإال عد للساحب.
ويلتزم ضامن الوفاء بكل ما التزم به املضمون.
ويكون التزام ضامن الوفاء صحيحا ولو كان االلتزام الذي ضمنه ابطال ألي سبب آخر غري عيب يف الشكل.
إذا دفع الضامن االحتياطي قيمة السفتجة يكتسب احلقوق الناجتة عنها جتاه املضمون وامللتزمني له مبقتضى السفتجة.
املادة :469كما تطبق على السند ألمر األحكام املتعلقة ابلضمان االحتياطي (املادة )409ويف احلالة املنصوص عليها يف
الفقرة السادسة من املادة املذكورة إذا مل يعني يف الضمان الشخص الذي يضمنه فإن الضمان يعد حاصال للملزم ابلسند ألمر.
اثلثا :التأمني (قانون التأمينات)
مع مراعاة أحكام املواد 619إىل 625من القانون املدين جند:
املادة :2إن التأمني يف مفهوم املادة 619من القانون املدين ،عقد يلتزم املؤمن مبقتضاه أبن يؤدي إىل املؤمن له أو الغري املستفيد
الذي اشرتط التأمني لصاحله مبلغا من املال أو إيرادا أو أي أداء مايل آخر يف حالة حتقق اخلطر املبني يف العقد وذلك مقابل
أقساط أو أية دفوع مالية أخرى.
املادة : 7حيرر عقد التأمني كتابيا ،وحبروف واضحة وينبغي أن حيتوي إجباراي على توقيع الطرفني املكتتبني ،على البياانت التالية:
اسم كل من الطرفني املتعاقدين وعنواهنما ،الشيء أو الشخص املؤمن عليه ،طبيعة املخاطر املضمونة ،اتريخ االكتتاب ،اتريخ
سراين العقد ومدته ،مبلغ الضمان ،مبلغ القسط أو اشرتاك التأمني.
املادة : 12يلتزم املؤمن :تعويض اخلسائر واألضرار ،تقدمي اخلدمة احملددة يف العقد ،حسب احلالة ،عند حتقق اخلطر املضمون أو
عند حلول أجل العقد ،وال يلزم املؤمن مبا يفوق ذلك.
املادة : 13يدفع التعويض أو املبلغ احملدد يف العقد يف أجل تنص عليه الشروط العامة لعقد التأمني.
378
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
املادة :14إذا مل يدفع التعويض املذكور يف املادة 13أعاله ،يف اآلجال احملددة يف الشروط العامة لعقد التأمني ،حيق للمستفيد
طلب هذا التعويض إبضافة الفوائد عن كل يوم أتخري ،على نسبة إعادة اخلصم.
املادة :15يلزم املؤمن له :ابلتصريح عند اكتتاب العقد جبميع البياانت والظروف املعروفة لديه ضمن استمارة أسئلة تسمح للمؤمن
بتقدير األخطار اليت يتكفل هبا ،بدفع القسط أو االشرتاك يف الفرتات املتفق عليها ،ابلتصريح الدقيق بتغري اخلطر أو تفاقمه. . .
خالل أجل 7أايم ابتداء من اتريخ اطالعه عليه. . .
املادة :23إذا أفلس املؤمن له أو صدرت يف شأنه التسوية القضائية يستمر التأمني لفائدة مجاعة الدائنني الذين يتعني عليهم دفع
األقساط اليت قرب حلول أجلها ،ابتداء من إعالن اإلفالس أو التسوية القضائية .غري أن جلماعة الدائنني واملؤمن ،احلق يف فسخ
العقد بعد إشعار مسبق. . .
املادة : 26يف حالة نزاع يتعلق بتحديد التعويضات املستحقة ودفعها يتابع املدعى عليه ،مؤمنا كان أو مؤمنا له ،أمام احملكمة
الكائنة مبقر سكن املؤمن له وذلك مهما كان التأمني املكتتب ،غري أنه يف جمال:
-العقارات ،يتابع املدعى عليه أمام احملكمة التابعة ملوقع العقار املؤمن عليه،
-املنقوالت بطبيعتها ،ميكن للمؤمن أن يتابع املؤمن أمام احملكمة التابعة ملوقع األشياء املؤمن عليها،
-التأمني من احلوادث بكل أنواعها ،ميكن املؤمن له أن يتابع املؤمن أمام احملكمة التابعة للمكان الذي وقع فيه الفعل الضار.
املادة :27حيدد أجل تقادم مجيع املؤمن له أو املؤمن الناشئة عن عقد التأمني بثالث 3سنوات ابتداء من اتريخ احلادث الذي
نشأت عنه. . .
املادة :36إذا وقع حادث يف جمال أتمينات األموال ،حيصل الدائنون املمتازون أو املرهتنون تبعا لرتبتهم وطبقا للتشريع الساري على
التعويضات املستحقة. . .
املادة :47جيب على املؤمن أن يضمن األشياء املؤمن عليها من كل ضياع أو فقدان أثناء احلريق.
غري أن هذا الضمان ال يشمل األشياء اليت تفقد بسبب خطأ من املؤمن له.
املادة :48ال يضمن املؤمن اخلسائر ونقائص الشيء املؤمن عليه لوجود عيب ذايت فيه ولكنه يضمن أضرار احلريق املنجرة عنه.
املادة : 59أتمني الكفالة هو عقد يضمن من خالله املؤمن ،مقابل قسط التأمني ،املؤسسة املالية أو املصرفية ،تعويض مستحقاهتا
بشأن عملية جتارية أو مالية يف حالة إعسار املدين.
رابعا :الرهن الرمسي (القانون املدين)
-1الرهن الرمسي االتفاقي
املادة :882الرهن الرمسي عقد به يكسب الدائن على عقار حقاً عينياً ،يكون له مبوجبه أن يتقدم على الدائنني العاديني والدائنني
التالني له يف املرتبة يف استيفاء حقه من ذلك العقار يف أي يد كان.
املادة :883ال ينعقد الرهن إال بعقد رمسي أو حكم أو مبقتضى القانون.
وتكون مصاريف العقد على الراهن إال إذا اتفق على غري ذلك.
379
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
املادة :884جيوز أن يكون الراهن هو املدين نفسه أو شخصاً آخر يقدم رهنا ملصلحة املدين.
ويف كلتا احلالتني جيب أن يكون الراهن مالكا للعقار املرهون وأهال للتصرف فيه.
املادة :885يبقى صحيحاً ملصلحة الدائن املرهتن ،الرهن الصادر من املالك الذي تقرر إبطال سند ملكيته ،أو فسخه ،أو الغاؤه
أو زواله ألي سبب آخر إذا ثبت أن الدائن حسن النية وقت إبرام عقد الرهن.
املادة :886ال جيوز أن يرد الرهن الرمسي إال على عقار ،ما مل يوجد نص يقضي بغري ذلك.
وجيب أن يكون العقار املرهون مما يصح بيعه استقالالً ابملزاد العلين ،وأن يكون معيناً ابلذات تعييناً دقيقاً من حيث طبيعته
وموقعه ،وأن يرد هذا التعيني إما يف عقد الرهن ذاته أو يف عقد رمسي الحق ،وإال كان الرهن ابطالً.
املادة :887يشمل الرهن ملحقات العقار املرهون اليت تعتّب عقاراً،
ويشمل بوجه خاص األبنية واألشجار اليت تكون قائمة وقت الرهن على العقار املرهون أو تستحدث بعده ،وحقوق االتفاق،
والعقارات ابلتخصيص ،ومجيع التحسينات واإلنشاءات اليت تعود على املالك ،ما مل يتفق على غري ذلك ،مع عدم اإلخالل
ابمتياز املبالغ املستحقة للمقاولني أو املهندسني. . .
املادة : 889جيوز ملالك املباين القائمة على أرض الغري أن يرهنها ويف هذه احلالة يكون للدائن حق التقدم يف استيفاء الدين من
مثن األنقاض إذا هدمت املباين ،ومن التعويض الذي يدفعه مالك األرض إذا استبقى املباين. . .
املادة :891جيوز أن يرتتب الرهن ضماانً لدين معلق على شرط أو دين مستقبل أو دين احتمايل ،فيجوز أن يرتتب ضماانً
العتماد مفتوح أو لفتح حساب جار على أن يتحدد يف عقد الرهن مبلغ الدين املضمون أو احلد األقصى الذي ينتهي إليه هذا
الدين.
املادة : 892كل جزء من العقار أو العقارات املرهونة ضامن لكل دين ،وكل جزء من الدين مضمون ابلعقار أو العقارات املرهونة
كلها ،ما مل ينص القانون أو يقض االتفاق بغري ذلك.
املادة :893ال ينفصل الرهن عن الدين املضمون ،بل يكون اتبعاً له يف صحته ويف انقضائه ،ما مل ينص القانون على غري ذلك.
وإذا كان الراهن غري املدين ،كان له إىل جانب متسكه أبوجه الدفع اخلاصة به أن يتمسك مبا للمدين من أوجه الدفع املتعلقة
ابلدين ،ويبقى له هذا احلق ولو نزل عنه املدين.
املادة :894جيوز للراهن أن يتصرف يف العقار املرهون ،على أن أي تصرف يصدر منه ال يؤثر يف حق الدائن املرهتن.
املادة :895إن للراهن احلق يف إدارة العقار املرهون ويف قبض مثاره إىل وقت التحاقها ابلعقار.
املادة :898يلتزم الراهن بضمان سالمة الرهن ،وللدائن املرهتن أن يعرتض على كل عمل يكون من شأنه إنقاص ضمانه إنقاصاً
كبرياً ،وله يف حالة االستعجال أن يتخذ ما يلزم من الوسائل التحفظية الالزمة وأن يرجع على الراهن مبا ينفق يف ذلك.
املادة :899إذا تسبب الراهن خبطئه يف هالك العقار املرهون أو تلفه ،كان الدائن املرهتن اخليار بني أن يطلب أتميناً كافياً أو أن
يستويف حقه فوراً.
380
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
املادة : 900إذا هلك العقار املرهون أو تلف ألي سبب كان ،انتقل الرهن مبرتبته إىل احلق الذي يرتتب على ذلك من مبلغ
التعويض عن الضرر أو مبلغ التأمني أو مثن املقرر مقابل نزع ملكيته للمنفعة العامة.
املادة :901إذا كان الراهن شخصاً آخر غري املدين فال جيوز التنفيذ على ماله ،إال على ما رهن من ماله ،وال يكون له حق
الدفع بتجريد املدين إال إذا وجد اتفاق يقضي بغري ذلك.
املادة : 902ميكن للدائن بعد التنبيه على املدين ابلوفاء ،أن ينفذ حبقه على العقار املرهون ويطلب بيعه يف اآلجال ووفقا لألوضاع
املقررة يف قانون اإلجراءات املدنية.
وإذا كان الراهن شخصا آخر غري املدين جاز له تفادي أي إجراء موجه إليه إن هو ختلى عن العقار املرهون وفقا لألوضاع
واألحكام اليت يتبعها احلائز يف ختلية العقار.
املادة :903يكون ابطال كل اتفاق جيعل للد ائن احلق عند عدم استيفاء الدين وقت حلول أجله يف أن يتملك العقار املرهون يف
نظري مثن معلوم أاي كان ،أو يف بيعه دون مراعاة لإلجراءات اليت فرضها القانون ولو كان هذا االتفاق قد أبرم بعد الرهن.
غري أنه جيوز بعد حلول الدين أو قسط منه االتفاق على أن يتنازل املدين لدائنه عن العقار املرهون وفاء لدينه.
املادة :904ال يكون الرهن انفذا يف حق الغري إال إذا قيد العقد أو احلكم املثبت للرهن قبل أن يكسب هذا الغري حقاً عينياً على
العقار ،وذلك دون إخالل ابألحكام املقررة يف اإلفالس.
وال يصح التمسك قبل الغري بتحويل حق مضمون مقيد ،وال التمسك ابحلق الناشئ من حلول شخص حمل الدائن يف هذا احلق
حبكم القانون أو ابالتفاق ،وال التمسك كذلك ابلتنازل عن مرتبة القيد ملصلحة دائن آخر ،إال إذا حصل التأشري بذلك يف هامش
القيد األصلي.
املادة :905جتري على إجراء القيد وجتديده وشطبه وإلغاء الشطب واآلاثر املرتتبة على ذلك كله ،األحكام الواردة يف قانون تنظيم
اإلشهار العقاري.
املادة :906تكون مصاريف القيد وجتديده وشطبه على الراهن ما مل يتفق على غري ذلك.
املادة :907يستويف الدائنون املرهتنون حقوقهم جتاه الدائنني العاديني من مثن العقار املرهون أو من املال الذي حل حمل هذا
العقار ،حبسب مرتبة كل منهم ولو كانوا أجروا القيد يف يوم واحد.
املادة :908حتسب مرتبة الرهن من وقت تقييده ،ولو كان الدين املضمون ابلرهن معلقاً على شرط أو كان ديناً مستقبالً أو
احتمالياً.
املادة :909يرتتب على قيد الرهن إدخال مصروفات العقد والقيد والتجديد إدخاال ضمنيا يف التوزيع ويف مرتبة الرهن نفسها.
وإذا سجل أحد الدائنني تنبيه نزع العقار ،انتفع سائر الدائنني هبذا التسجيل.
املادة :910ميكن للدائن املرهتن أن ينزل عن مرتبة رهنه يف حدود الدين املضمون هبذا الرهن ملصلحة دائن آخر له رهن مقيد على
نفس العقار.
381
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
وجيوز التمسك قبل هذا الدائن اآلخر جبميع أوجه الدفع اليت جيوز التمسك هبا جتاه الدائن األول ،عدا ما كان منها متعلقاً
ابنقضاء حق هذا الدائن األول إذا كان هذا االنقضاء الحقاً للتنازل عن املرتبة.
املادة : 911جيوز للدائن املرهتن عند حلول أجل الدين أن ينفذ على العقار املرهون يف يد حائزه بعد إنذاره بدفع الدين ،إال إذا
اختار احلائز أن يقوم بوفاء الدين أو يطهر العقار من الرهن أو يتخلى عنه.
ويعتّب حائزاً للعقار املرهون كل من انتقلت إليه أبي سبب األسباب ملكية هذا العقار أو أي حق عيين آخر قابل للرهن دون أن
يكون مسؤوالً مسئولية شخصية عن الدين املضمون ابلرهن.
املادة :912جيوز للحائز عند حلول الدين املضمون ابلرهن أن يقضيه هو وملحقاهتا مبا يف ذلك ما صرف يف اإلجراءات من
وقت إنذاره .ويبقى حقه هذا قائماً إىل يوم رسو املزاد .ويكون له يف هذه احلالة أن يرجع بكل ما يوفيه على املدين وعلى املالك
للعقار املرهون ،كما جيوز له أن حيل حمل الدائن الذي استوىف الدين فيما له من حقوق إال ما كان منها متعلقاً بتأمينات قدمها
شخص آخر غري املدين.
املادة :913جيب على احلائز أن حيتفظ بقيد الرهن الذي حل فيه حمل الدائن وأن جيدده عند االقتضاء ،وذلك إىل أن تشطب
القيود اليت كانت موجودة على العقار وقت تسجيل سند هذا احلائز.
املادة :914إذا كان يف ذمة احلائز بسبب امتالك العقار املرهون مبلغ مستحق األداء حاالً يكفي لوفاء مجيع الدائنني املقيدة
حقوقهم على العقار ،فلكل من هؤالء الدائنني أن جيّبه على الوفاء حبقه بشرط أن يكون سند ملكيته قد سجل.
فإذا كان الدين الذي يف ذمة احلائز غري مستحق األداء حاالً ،أو كان أقل من الديون املستحقة للدائنني ،أو مغايراً هلا ،جاز
للدائنني إذا اتفقوا مجيعاً أن يطالبوا احلائز بدفع ما يف ذمته بقدر ما هو مستحق هلم ،ويكون الدفع طبقاً للشروط اليت التزم احلائز
يف أصل تعهده أن يدفع مبقتضاها ويف األجل املتفق على الدفع فيه.
ويف كلتا احلالتني ال جيوز للحائز أن يتخلص من التزامه ابلوفاء للدائنني بتخليه عن العقار ،ولكن إذا هو وىف هلم فإن العقار يعتّب
خالصاً من كل رهن ،ويكون للحائز احلق يف طلب شطب ما على العقار من القيود.
املادة :915جيوز للحائز إذا سجل سند ملكيته ،أن يطهر العقار من كل رهن مت قيده قبل تسجيل هذا السند.
وللحائز أن يستعمل هذا احلق حىت قبل أن يوجه الدائنون املرهتنون التنبيه إىل الدائن ،ويبقى هذا احلق قائماً إىل يوم إيداع قائمة
شروط البيع.
املادة :916إذا أراد احلائز تطهري العقار وجب عليه أن يوجه إىل كل من الدائنني املقيدة حقوقهم إعالانً تشتمل على البياانت
اآلتية:
• خالصة من سند ملكية احلائز تقتصر على بيان نوع التصرف واترخيه واسم املالك السابق للعقار مع تعيني هذا املالك تعيينا
دقيقا وحمل العقار مع تعيينه وحتديده ابلدقة ،وإذا كان التصرف بيعاً يذكر أيضاً الثمن وما عسى أن يوجد من تكاليف تعتّب
جزء من هذا الثمن.
• اتريخ تسجيل ملكية احلائز ورقم التسجيل،
382
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
• املبلغ الذي يقدره احلائز قيمة للعقار ولو كان التصرف بيعا وجيب أال يقل هذا املبلغ عن السعر الذي يتخذ أساسا لتقدير
الثمن يف حالة نزع امللكية . . .
• قائمة ابحلقوق اليت مت قيدها على العقار قبل تسجيل سند احلائز تشتمل على بيان اتريخ هذه القيود ومقدار هذه احلقوق
وأمساء الدائنني.
املادة : 917جيب على احلائز أن يذكر يف اإلعالن املنصوص عليه يف املادة السابقة أنه مستعد أن يويف الديون املقيدة إىل القدر
الذي قوم به العقار .وليس عليه أن يصحب العرض ابملبلغ نقداً ،بل ينحصر العرض يف إظهار استعداده للوفاء مببلغ واجب الدفع
يف احلال أايً كان ميعاد استحقاق الديون املقيدة.
املادة : 918جيوز لكل دائن قيد حقه ولكل كفيل حلق مقيد أن يطلب بيع العقار املطلوب تطهريه ،ويكون ذلك يف مدى ثالثني
يوماً من آخر إعالن رمسي. . .
املادة :919يكون الطلب إبعالن يوجه إىل احلائز وإىل املالك السابقة ،يوقعه الطالب أو من أسند إليه يف ذلك توكيل خاص،
وجيب أن يودع الطلب اخلزينة العامة مبلغاً كافياً لتغطية مصاريف البيع ابملزاد ،وليس له حق يف اسرتداد ما استغرق منه يف
املصاريف إذا مل يرس املزاد بثمن أعلى من املبلغ الذي عرضه احلائز ،ويكون الطلب ابطالً إذا مل تستوف هذه الشروط.
وال جيوز للطالب أن يتنحى عن طلبه إال مبوافقة مجيع الدائنني املقيدين ومجيع الكفالء.
املادة :920إذا طلب بيع العقار ،وجب اتباع اإلجراءات املقررة يف البيوع اجلّبية .ويتم البيع بناء على طلب صاحب املصلحة يف
التعجيل من طالب أو حائز ،وعلى من يباشر اإلجراءات أن يذكر يف إعالانت البيع املبلغ الذي قوم به العقار. . .
املادة :922تكون ختلية العقار املرهون بتقرير يقدمه احلائز إىل قلم كتاب احملكمة املختصة ،وجيب عليه أن يطلب التأشري بذلك
يف هامش تسجيل التنبيه بنزع امللكية ،وأن يعلن الدائن املباشر لإلجراءات هبذه التخلية يف خالل مخسة أايم من وقت التقرير هبا.
املادة : 923إذا مل خيرت احلائز أن يقضي الديون املقيدة أو يطهر العقار من الرهن أو يتخلى عن هذا العقار ،فال جيوز للدائن
املرهتن أن يتخذ يف مواجهته نزع امللكية وفقا ألحكام قانون اإلجراءات املدنية إال بعد إنذاره بدفع الدين املستحق أو ختلية العقار.
املادة :924جيوز للحائز الذي سجل سند ملكيته ومل يكن طرفا يف الدعوى اليت حكم فيها على املدين ابلدين ،أن يتمسك
أبوجه الدفع اليت كان للمدين أن يتمسك هبا . . .
املادة :925حيق للحائز أن يدخل يف املزاد على شرط أال يعرض فيه مثنا أقل من الباقي يف ذمته من مثن العقار اجلاري بيعه.
املادة : 926إذا نزعت ملكية العقار املرهون ولو كان ذلك بعد اختاذ إجراءات التطهري أو التخلية ورسا املزاد على احلائز نفسه،
أعتّب هذا مالكا للعقار مبقتضى سند ملكيته األصلي ويتطهر العقار من كل حق مقيد. . .
املادة : 928إذا زاد الثمن الذي رسا به املزاد على ما هو مستحق للدائنني املقيدة حقوقهم ،كانت الزايدة للحائز وكان للدائنني
املرهتنني من احلائز أن يستوفوا حقوقهم من هذه الزايدة.
املادة :932احلائز مسؤول شخصيا جتاه الدائنني عما يصيب العقار من تلف خبطئه.
383
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
املادة : 933ينقضي الرهن الرمسي ابنقضاء الدين املضمون ،ويعود معه إذا زال السبب الذي انقضى به الدين ،دون إخالل
ابحلقوق اليت يكون الغري حسن النية كسبها يف الفرتة ما بني انقضاء احلق وعودته.
املادة :934إذا متت إجراءات التطهري انقضى حق الرهن الرمسي هنائياً ،ولو زالت ألي سبب من األسباب ملكية احلائز الذي
طهر العقار.
املادة :935ال يرتتب على بيع عقار مرهون انتقال الدين إىل املشرتي إال إذا وجد اتفاق صريح. . .
املادة :936إذا بيع العقار املرهون بيعاً جّبايً ابملزاد العلين سواء كان ذلك يف مواجهة مالك العقار أو احلائز أو احلارس الذي سلم
إليه العقار عند التخلية ،فإن حقوق الرهن على هذا العقار تنقضي إبيداع الثمن الذي رسا به املزاد أو بدفعه إىل الدائنني املقيدين
الذي تسمح مرتبتهم ابستيفاء حقوقهم من هذا الثمن.
-2الرهن الرمسي القضائي (حق التخصيص)
املادة : 937جيوز لكل دائن بيده حكم واجب التنفيذ صادر يف أصل الدعوى يلزم املدين بشيء معني ،أن حيصل على حق
ختصيص بعقارات مدينه ضماان ألصل الدين واملصاريف.
وال جيوز للدائن بعد موت املدين أخذ ختصيص على عقار يف الرتكة.
املادة :939جيوز احلصول على حق ختصيص بناء على حكم يثبت صلحا أو اتفاقا بني الطرفني.
املادة : 940ال جيوز أخذ حق ختصيص إال على عقار أو عقارات معينة مملوكة للمدين وقت قيد هذا احلق وجائز بيعها ابملزاد
العلين.
املادة :941على الدائن الذي يريد أخذ ختصيص على عقارات مدينه أن يقدم عريضة بذلك اىل رئيس احملكمة اليت تقع يف
دائرهتا العقارات اليت يريد التخصيص هبا.
وهذه العريضة جيب أن تكون مصحوبة بصورة رمسية من احلكم . . .
املادة :942يدون رئيس احملكمة يف ذيل العريضة أمره ابلتخصيص .وعليه عند الرتخيص به أن يراعي مقدار الدين وقيمة
العقارات املبينة ابلعريضة بوجه التقريب ،وعند االقتضاء جيعل االختصاص مقصورا على بعض هذه العقارات أو على واحد منها
فقط أو على جزء من أحدها إذا رأى أن ذلك كاف لتأمني دفع أصل الدين واملصاريف املستحقة للدائنني.
واألمر ابلتخصيص واجب التنفيذ بقطع النظر عن مجيع طرق الطعن.
املادة :943جيب على قلم الكتاب إعالم املدين ابألمر الصادر ابلتخصيص يف نفس اليوم الذي يصدر فيه هذا األمر.
املادة :944جيوز للمدين أن يتظلم من األمر الصادر ابلتخصيص أمام القاضي الذي أصدره ،والقائم بفصل األمور املستعجلة.
وجيب التأشري على هامش القيد بكل أمر أو حكم قضى إبلغاء األمر الصادر ابلتخصيص.
املادة : 945إذا رفض رئيس احملكمة طلب التخصيص املقدم من الدائن سواء كان الرفض يف ابدئ األمر أو بعد تظلم املدين،
جاز للدائن أن يتظلم من أمر الرفض اىل اجمللس القضائي.
384
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
املادة :947تكون للدائن الذي حصل على حق التخصيص نفس احلقوق اليت للدائن الذي حصل على رهن رمسي .ويسري على
التخصيص ما يسري على الرهن الرمسي من أحكام وخاصة ما يتعلق ابلقيد وجتديده وشطبه وعدم جتزئة احلق وأثره وانقضائه. . .
-3الرهن الرمسي القانوين
املادة :179األمر رقم 11-03املتعلق ابلنقد والقرض :ينشأ رهن قانوين على األموال غري املنقولة العائدة للمدين وجيري لصاحل
البنوك واملؤسسات املالية ضماان لتحصيل الديون املرتتبة هلا ولاللتزامات املتخذة جتاهها.
يتم تسجيل هذا الرهن وفقا لألحكام القانونية اليت تطبق على السجل العقاري.
يعفى هذا التسجيل من وجوب التجديد خالل ثالثني عاما.
املادة 96من القانون رقم 11-02املتضمن قانون املالية لسنة ،2003املعدلة ابملادة 96من القانون رقم 16-05املتضمن
قانون املالية لسنة :2006دون املساس ابألحكام املخالفة ،يؤسس رهن قانوين على األمالك العقارية للمدينني ،لفائدة البنوك
واملؤسسات املالية وصندوق ضمان الصفقات العمومية لضمان حتصيل ديوهنا وااللتزامات اليت مت االتفاق عليها معها.
يتم تسجيل هذا الرهن القانوين طبقا لألحكام القانونية املتعلقة ابلدفرت العقاري ،مببادرة من البنك على أساس اتفاقية القرض اليت
متت بني البنك وزبوهنا ،مبينة خاصة املبلغ األقصى للقرض املضمون ووصف األمالك موضوع الرهن. . .
املادة 1من املرسوم التنفيذي رقم 132-06املتضمن الرهن الرمسي القانوين :يؤسس رهن رمسي قانوين على األمالك العقارية
للمدينني لفائدة البنوك واملؤسسات املالية وصندوق ضمان الصفقات العمومية لضمان حتصيل ديوهنا وااللتزامات اليت مت االتفاق
عليها.
واملواد 2و3و4و5و6و 7من هذا املرسوم تبني إجراءات اإلعذار واحلجز والبيع ابملزاد للعقار املرهون رهنا قانونيا.
خامسا :الرهن احليازي (القانون املدين ،والتجاري ،وقانون النقد والقرض)
-1األحكام العامة (القانون املدين)
املادة :948الرهن احليازي عقد به يلتزم شخص ،ضماانً لدين عليه أو على غريه ،أن يسلم إىل الدائن أو إىل أجنيب يعينه
املتعاقدان ،شيئاً يرتتب عليه للدائن حق عيين خيوله حبس الشيء إىل أن يستويف الدين ،وأن يتقدم الدائنني العاديني والدائنني
التالني له يف املرتبة يف أن يتقاضى حقه من مثن هذا الشيء يف أي يد يكون.
املادة :949ال يكون حمالً للرهن احليازي إال ما ميكن بيعه استقالالً ابملزاد العلين من منقول وعقار.
املادة :950تسري على الرهن احليازي أحكام املواد 891و 893و 904املتعلقة ابلرهن الرمسي.
املادة :951ينبغي على الراهن تسليم الشيء املرهون إىل الدائن أو إىل الشخص الذي عينه املتعاقدان لتسليمه.
ويسري على االلتزام بتسليم الشيء املرهون أحكام االلتزام بتسليم الشيء املبيع.
املادة : 952إذا رجع املرهون إىل حيازة الراهن انقضى الرهن ،إال إذا أثبت الدائن املرهتن أن الرجوع كان بسبب ال يقصد به
انقضاء الرهن كل هذا دون إخالل حبقوق الغري.
385
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
املادة :953يضمن الراهن سالمة الرهن ونفاذه ،وليس له أن أييت عمالً ينقص من قيمة الشيء املرهون أو حيول دون استعمال
الدائن حلقوقه املستمدة من العقد ،وللدائن املرهتن يف حالة االستعجال أن يتخذ على نفقة الراهن كل الوسائل اليت تلزم للمحافظة
على الشيء املرهون.
املادة :954يضمن الراهن هالك الشيء املرهون أو تلفه إذا كان اهلالك أو التلف راجعا خلطئه أو انشئا عن قوة قاهرة.
املادة : 955إذا تسلم الدائن املرهتن الشيء املرهون فعليه أن يبذل يف حفظه وصيانته من العناية ما يبذله الشخص العادي ،وهو
مسئول عن هالك الشيء أو تلفه ما مل يثبت أن ذلك يرجع لسبب ال يد له فيه.
املادة :956ليس للدائن أن ينتفع ابلشيء املرهون دون مقابل.
وعليه أن يستثمر استثماراًكامالً ما مل يتفق على غري ذلك.
وما حصل عليه الدائن من صايف الريع وما استفاده من استعمال الشيء خيصم من املبلغ املضمون ابلرهن ولو مل يكن قد حل
أجله ،على أن يكون اخلصم أوالً من قيمة ما أنفقه يف احملافظة على الشيء واإلصالحات وما دفعه من التكاليف ،مث مما استحقه
من تعويضات ،مث من املصروفات ،مث من أصل الدين.
املادة :958يتوىل الدائن املرهتن إدارة الشيء املرهون ،وعليه أن يبذل يف ذلك من العناية ما يبذله الشخص العادي وليس له أن
يغري من طريقة استغالل الشيء املرهون إال برضاء الراهن ،وجيب عليه أن يبادر إبخطار الراهن عن كل أمر يقتضي تدخله.
فإذا أساء الدائن استعمال هذا احلق أو أدار الشيء إدارة سيئة أو ارتكب يف ذلك إمهاالً جسيماً ،كان للراهن احلق يف أن يطلب
وضع الشيء حتت احلراسة أو أن يسرتده مقابل دفع ما عليه.
املادة : 959جيب على الدائن أن يرد الشيء املرهون إىل الراهن بعد استيفاء كامل حقه وما يتصل ابحلق من مصروفات
وتعويضات.
املادة :961جيب لنفاذ الرهن يف حق الغري أن يكون الشيء املرهون يف يد الدائن أو األجنيب الذي ارتضاه املتعاقدان. . .
خيول الرهن الدائن املرهتن احلق يف حبس الشيء املرهون على الناس كافة دون إخالل مبا للغري من حقوق مت حفظها وفقاً للقانون.
وإذا خرج الشيء من يد الدائن دون إرادته أو دون علمه كان له احلق يف اسرتداده وفقاً ألحكام احليازة.
املادة :963ال يقتصر الرهن احليازي على ضمان أصل احلق وإمنا يضمن أيضاً ويف نفس املرتبة ما يلي:
-املصروفات الضرورية اليت أنفقت للمحافظة على الشيء،
-التعويضات عن األضرار الناشئة عن عيوب الشيء.
-مصروفات العقد الذي أنشأ الدين ومصروفات عقد الرهن وقيده عند االقتضاء
-واملصاريف اليت اقتضاها تنفيذ الرهن.
املادة : 964ينقضي حق الرهن احليازي ابنقضاء الدين املضمون ويعود معه إذا زال السبب الذي انقضى به الدين ،دون إخالل
ابحلقوق اليت يكون الغري حسن النية قد كسبها يف الفرتة ما بني انقضاء احلق وعودته.
املادة :965ينقضي أيضاً حق الرهن احليازي أبحد األسباب اآلتية:
386
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
-إذا نزل الدائن املرهتن عن هذا احلق وكان ذا أهلية يف إبراء ذمة املدين من الدين ،وجيوز أن يستفاد التنازل ضمناً بتخلي الدائن
ابختياره عن الشيء املرهون أو من موافقته على التصرف فيه دون حتفظ .غري أنه إذا كان الشيء مثقال حبق تقرر ملصلحة الغري،
فإن تنازل الدائن ال ينفذ يف حق هذا الغري إال برضائه.
-إذا اجتمع حق الرهن احليازي مع حق امللكية يف يد شخص واحد.
-إذا هلك الشيء أو انقضى احلق املرهون.
املادة :969يشرتط لنفاذ رهن املنقول يف حق الغري إىل جانب انتقال احليازة اىل الدائن ،أن يدون العقد يف ورقة اثبتة التاريخ يبني
فيها املبلغ املضمون ابلرهن والعني املرهونة بياان كافيا ،وحيدد هذا التاريخ الثابت مرتبة الدائن املرهتن.
املادة :971إذا كان الشيء مهددا ابهلالك أو التلف أو نقص يف القيمة حبيث خيشى أن يصبح غري كاف لضمان حق الدائن ومل
يطلب الراهن رده إليه مقابل شيء آخر يقدم بدله ،جاز للدائن أو للراهن أن يطلب من القاضي الرتخيص له يف بيعه ابملزاد العلين
أو بسعره يف السوق.
ويفصل القاضي يف أمر ايداع الثمن عند الرتخيص يف البيع وينتقل حق الدائن يف هذه احلالة من الشيء إىل الثمن.
املادة : 972جيوز للراهن إذا عرضت فرصة لبيع الشيء املرهون وكان البيع صفقة راحبة أن يطلب من احملكمة الرتخيص يف بيع هذا
الشيء ،ولو كان ذلك قبل حلول أجل الدين .وللمحكمة بعد املوازنة بني مصلحة الطرفني أن أتذن ابلبيع وحتدد عندئذ شروط
البيع وتفصل يف أمر إيداع الثمن.
املادة : 973جيوز للدائن املرهتن إذا مل يستوف حقه أن يطلب من القاضي الرتخيص له يف بيع الشيء املرهون ابملزاد العلين أو
بسعره يف السوق.
وجيوز له أيضا أن يطلب من القاضي أن أيمر بتمليكه الشيء وفاء للدين على أن حيسب عليه بقيمته حسب تقدير اخلّباء.
-2رهن الدين
املادة :975ال يكون رهن الدين انفذاً يف حق املدين إال إبعالن هذا الرهن إليه أو بقبوله له وفقاً للمادة .241
وال يكون هذا الرهن انفذاً يف حق الغري إال بتسليم سند الدين املرهون إىل املرهتن ،وحتسب للرهن مرتبته من التاريخ الثابت لإلعالن
أو القبول.
املادة :976يتم رهن السندات االمسية أو السندات ألمر ابلطريقة اخلاصة املنصوص عليها قانوان بشرط أن يذكر أن احلوالة قد
متت على سبيل الرهن وبدون حاجة إىل إعالن.
املادة :977إذا كان الدين غري قابل للحوالة أو للحجز فال جيوز رهنه.
املادة : 978حيق للدائن املرهتن أن يستويف االستحقاقات الدورية على أن خيصم ما يستوفيه أوال من املصاريف مث من أصل الدين
املضمون ابلرهن ،ما مل يتفق على غري ذلك.
ويلتزم الدائن املرهتن ابحملافظة على الدين املرهون . . .وأن يبادر إبخطار الراهن.
املادة :979جيوز للمدين يف الدين املرهون أن يتمسك جتاه الدائن املرهتن أبوجه الدفع اليت تكون له جتاه دائنه األصلي. . .
387
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
املادة :980إذا حل الدين املرهون قبل حلول الدين املضمون ابلرهن ،فال جيوز للمدين أن يويف الدين إال للمرهتن والراهن معاً،
ويستطيع كل من هذين األخريين أن يطلب إىل املدين إيداع ما يؤديه ،وينتقل حق الرهن إىل ما مت إيداعه.
وعلى املرهتن والراهن أن يتعاوان على استغالل ما أداه املدين ،وأن يكون ذلك على أنفع الوجوه للراهن دون أن يكون فيه ضرر
للدائن املرهتن. . .
املادة :981إذا أصبح كل من الدين املرهون والدين املضمون مستحق األداء جاز للدائن املرهتن إذا مل يستوف حقه ،أن يقبض
من الدين املرهون ما يكون مستحقاً له أو أن يطلب بيع هذا الدين وفقاً للمادة 970الفقرة الثانية.
أما يف القانون التجاري جند:
املادة :31يثبت الرهن ابلنسبة للسندات القابلة للتحويل بتظهري قانوين يشري إىل أن القيم قد سلمت على وجه الضمان.
أما ابلنسبة لألسهم وحصص الشركاء يف الشركات املالية والصناعية والتجارية أو املدنية واليت حيصل نقلها مبوجب حتويل يف دفاتر
الشركة جيب أن يثبت الرهن بعقد رمسي وجيب أن تقيد هذه العملية على سبيل الضمان يف الدفاتر املذكورة.
ويبقى العمل جاراي ابألحكام اخلاصة ابلديون املتعلقة ابألموال املنقولة اليت ال ميكن أن يبلغ فيها احملال له ابلنسبة للغري إال ابلتبليغ
ابحلوالة والواقع للمدين
وجيب أن تثبت حوالة الدين املتعلق ابألموال املنقولة بعقد رمسي.
وحتصل السندات التجارية املسلمة كرهن ،من طرف الدائن املرهتن.
أما يف قانون النقد والقرض جند:
املادة : 122يصبح ختصيص رهن الديون املستحقة لصاحل البنوك واملؤسسات املالية والتنازل عن الديون من قبلها ولصاحلها حمققا
بعد إبالغ املدين برسالة موصى عليها مع إشعار ابالستالم أو بعقد يثبت اتريخ عقد عريف مشكل للرهن أو يتضمن تنازال عن
الدين.
-3رهن األوراق التجارية (القانون التجاري)
املادة 401فقرة :4إذا كان التظهري حيتوي على عبارة "القيمة موضوعة ضماان" أو "القيمة موضوعة رهنا" أو غري ذلك من
العبارات اليت تفيد الرهن احليازي فيمكن للحامل أن ميارس مجيع احلقوق املرتتبة على السفتجة ولكنه إذا حصل منه تظهري فال يعد
تظهريه إال على سبيل الوكالة.
-4رهن احملل التجاري (القانون التجاري)
املادة :119ال جيوز أن يشمل الرهن احليازي للمحل التجاري من األجزاء التابعة له إال عنوان احملل واالسم التجاري واحلق يف
اإلجارة والشهرة التجارية واألاثث التجاري واملعدات واآلالت اليت تستعمل يف استغالل احملل وبراءات االخرتاع والرخص وعالمات
الصنع أو التجارة أو الرسوم وال نماذج الصناعية وعلى وجه العموم حقوق امللكية الصناعية واألدبية أو التقنية املرتبطة به .وإن
الشهادة اإلضافية الصادرة بعد الرهن والشاملة للّباءة املنطبقة عليها ،تتبع مصري هذه الّباءة وتكون جزء مثلها من الرهن املنشأ.
388
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
وإذا مل يعني صراحة وعلى وجه الدقة يف العقد ما يتناوله الرهن فإنه ال يكون شامال إال العنوان واالسم التجاري واحلق يف اإلجارة
والزابئن والشهرة التجارية.
وإذا احتوى الرهن احليازي على احملل التجاري وفروعه ،فيجب تعيني هذه األخرية ببيان مركزها على وجه الدقة.
املادة :120يثبت الرهن احليازي بعقد رمسي ،ويتقرر وجود االمتياز املرتتب عن الرهن مبجرد قيده ابلسجل العمومي الذي ميسك
ابملركز الوطين للسجل التجاري وجيب إمتام نفس اإلجراء ابملركز الوطين للسجل التجاري لكل فرع من فروع احملل التجاري اليت
يشملها الرهن احليازي.
املادة :121جيب إجراء القيد خالل ثالثني يوما من اتريخ العقد التأسيسي ،حتت طائلة البطالن.
وجيوز لكل ذي مصلحة وإن كان املدين نفسه أن يتمسك هبذا البطالن.
ويف حالة اإلفالس أو التصفية القضائية تطبق على الرهن احليازي للمحالت التجارية أحكام املواد 224و 225و 226الفقرة
األوىل من الكتاب الثالث من هذا القانون.
املادة :122جيري ترتيب الدائنني املرهتنني فيما بينهم على حسب ترتيب اتريخ قيودهم.
وتكون للدائنني املرهتنني املقيدين يف يوم واحد رتبة واحدة متساوية.
املادة( 123قانون النقد والقرض) :ميكن أن يتم الرهن احليازي للمحل التجاري لصاحل البنوك واملؤسسات املالية مبوجب عقد عريف
مسجل قانوان.
يتم تسجيل هذا الرهن وفقا لألحكام القانونية املطبقة يف هذا اجملال.
املادة :126جيوز كذلك للبائع وللدائن املرهتن واملقيد دينهما على احملل اجتاري أن حيصل على أمر ببيع احملل التجاري الذي
يضمن الرهن وذلك بعد ثالثني يوما من اإلنذار ابلدفع املبلغ للمدين واحلائز من الغري إذا كان له حمل . . .واإلجراءات تكون
طبقا للفقرات 5و 6و 7و 8من املادة.125
املادة : 128جيوز للمحكمة املختصة ابلنظر يف طلب وفاء دين مرتبط ابستغالل حمل جتاري إذا صدر حكمها ابألداء أن أتمر
مبوجب هذا احلكم ببيع احملل التجاري إذا طلب منها الدائن ذلك. . .
املادة : 130ال جيوز البيع على حدة لواحد أو أكثر من عناصر احملل التجاري املثقل بقيود ،إذا كان طلب البيع مبوجب حجز
تنفيذي أو مبقتضى هذا القانون إال بعد عشرين يوما على األقل من اتريخ تبليغ املالحقة للدائنني يف حمل اإلقامة املختار منهم يف
القيود والذين أمتوا تقييدهم قبل ذلك التبليغ خبمسة عشر يوما على األقل. . .
املادة :133جيوز لكل دائن مقيد على حمل جتاري يف حالة عدم تطبيق املادة ،131أن يطلب طرحه للبيع ابملزايدة العلنية على
أن يعرض رفع مثنه األصلي . . .مبقدار العشر
ويوقع هذا الطلب من الدائن وجيب . . .إبالغه للمشرتي وللمدين املالك السابق يف ظرف مخسة عشر يوما من التبليغات. . .
املادة :144يثبت إيداع عقد البيع أو الرهن احليازي للمحل التجاري . . .يف دفرت خاص من طرف مأمور السجل التجاري.
يقسم هذا الدفرت إىل عمودين:
389
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
390
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
ويشبه مبقرضي النقود الكفالء الذين يتدخلون عن طريق الضمان أو التظهري يف منح قروض التجهيز .وحيل هؤالء األشخاص بقوة
القانون حمل الدائنني وكذلك األمر ابلنسبة لألشخاص الذين يقومون ابلتظهري أو اخلصم ويضمنون ويقبلون ابآلاثر اليت تنشأ عن
هذه الديون.
املادة :153جيب أن يقيد الرهن احليازي طبقا للشروط الواردة يف املادتني120و121ويف مهلة ثالثني يوما من اتريخ العقد
املنشئ للرهن احليازي ،وإال عد ابطال.
وجيب أن يّبم عقد الرهن يف مهلة أقصاها شهر واحد ابتداء من اتريخ تسليم معدات التجهيز بنفس املكان الذي جيب إنشاؤها
فيه.
املادة :154جيوز طبقا هلذا النص وبطلب من املستفيد من الرهن احليازي أن يوضع على قطعة أساسية من األموال وبصفة ابرزة
فوق لوحة مثبتة فيها وتتضمن مكان واتريخ ورقم قيد االمتياز املثقلة به.
وال جيوز للمدين أن يقوم ابملعارضة يف هذا التدبري وإال تعرض للعقوابت املنصوص عليها يف املادة167وال جيوز أن تكون
العالمات املوضوعة على هذا النحو معرضة للهالك أو االنتزاع أو إخفاء املعامل قبل انقضاء امتياز الدائن املرهتن أو شطبه.
املادة :156حتول فائدة الرهن احليازي بقوة القانون وطبقا للمادة 243مدين إىل احلاملني ابلتعاقب للسندات املضمونة سواء
كانت وقعت أو قبلت ألمر البائع أو املقرض الذي قدم كال أو بعضا من الثمن أو كانت هذه السندات متثل على العموم تداول
الدين املرهون بوجه صحيح. . .
املادة243مدين :تشمل حوالة احلق ضماانته كالكفالة ،واالمتياز والرهون ،ورهن احليازة ،كما تشمل ماحل من أقساط.
املادة :167تطبق العقوابت . . .على كل مشرت أو كل حائز لألموال املرهونة حيازاي ،وفقا هلذا القانون ،يقدم على إتالفها أو
حماولة إتالفها أو خيتلسها أو حياول اختالسها أو يفسدها أو حياول إفسادها أبي طريقة كانت بغرض تعطيل حقوق الدائن.
وتطبق نفس العقوابت على كل من يقوم أبي حماولة للغش هتدف إىل حرمان الدائن من حقه يف االمتياز الذي له على األموال
املثقلة ابلدين أو إىل تنقيصه.
-7رهن السيارات (القانون التجاري) هنا يوجد فراغ قانوين
املادة :168ال ختضع ألحكام هذا الفصل :السيارات والبواخر واملركبات اجلوية.
-فمن األفضل أن يكون نص هذه املادة كما يلي :ختضع ألحكام الرهن احليازي لألدوات واملعدات اخلاصة ابلتجهيز :السيارات
والبواخر واملركبات اجلوية.
391
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
املادة543مكرر :1ميثل الوصل ايصال البضاعة وهو قابل للتحويل عن طريق التظهري ،وحيتوي على اسم الشخص الطبيعي أو
املعنوي املعين ابألمر أو اسم شركته ،مهنته أو غرض شركته ،مقر سكناه أو عنوان شركته وطبيعة املواد املودعة والبياانت اخلاصة اليت
تسمح ابلتعرف على البضاعة وقيمتها.
املادة543مكرر :2سند اخلزن هو سند يسمح للمودع ابالقرتاض على قيمة البضائع املودعة ابملخزن العام.
وحيتوي على نفس بياانت الوصل.
ميكن حائز السند ،يف أي وقت أن يفصل سند اخلزن وحيوله إلذن حامل ،وتشكل البضاعة املودعة حينئذ ،ضمان تسديد املبلغ
املقرتض عند االستحقاق.
سند اخلزن هو سند قابل للتظهري بنفس شروط السندات التجارية األخرى.
املادة543مكرر :4على حامل سند اخلزن ،أن يطالب عند االستحقاق ،ابلتسديد مبقر إقامة املودع.
ويف حالة عدم التسديد ،ميكنه خالل األايم الثمانية ( )8املوالية لالحتجاج ،أن يقوم ببيع البضائع املخزونة ،يف املزاد العلين
واستعمال حق امتيازه على السعر.
إذا كان السعر غري كاف للتسديد ،فيمكنه أن يطعن ضد املودع واملظهرين املتتاليني بصفته حامال لسند جتاري.
أما ابلنسبة للرهن البحري جند:
املواد من 55إىل 71من القانون البحري.
سادسا :حقوق االمتياز (القانون املدين ،القانون التجاري ،قانون النقد والقرض)
-1حقوق االمتياز يف القانون املدين
املادة : 982االمتياز أولوية يقررها القانون لدين معني مع مراعاة منه لصفته وال يكون للدين امتياز إال مبقتضى نص قانوين.
املادة : 983مرتبة االمتياز حيددها القانون ،فإذا مل يوجد نص خاص يعني مرتبة االمتياز أييت هذا االمتياز بعد االمتيازات
املنصوص عنها يف هذا الباب.
وإذا كانت احلقوق املمتازة يف مرتبة واحدة ،فإهنا تستوىف عن طريق التسابق ،ما مل يوجد نص قانوين يقضي بغري ذلك.
املادة :984ترد حقوق االمتياز العامة على مجيع أموال املدين من منقول وعقار .أما حقوق االمتياز اخلاصة فتكون مقصورة على
منقول أو عقار معني.
املادة :985ال حيتج حبق االمتياز على من حاز املنقول حبسن النية.
ويعتّب حائزا حبكم هذه املادة مؤجر العقار ابلنسبة إىل املنقوالت املوجودة يف العني املؤجرة. . .
وإذا خشي الدائن ألسباب معقولة ،تبديد املنقول املرتتب عليه حق امتياز ملصلحته ،جاز له أن يطلب وضعه حتت احلراسة.
املادة :986تسري على حقوق االمتياز العقارية ،أحكام الرهن الرمسي ابلقدر الذي ال تتعارض فيه مع طبيعة هذه احلقوق.
وتسري بنوع خاص أحكام التطهري والقيد وما يرتتب على القيد من آاثر وما يتصل به من جتديد وشطب.
املادة :987يسري على االمتياز ما يسري على الرهن الرمسي من أحكام متعلقة هبالك الشيء أو تلفه.
392
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
املادة :988ينقضي حق االمتياز بنفس الطرق اليت ينقضي هبا حق الرهن الرمسي وحق رهن احليازة ،وفقا ألحكام انقضاء هذين
احلقني ،مامل يوجد نص يقضي بغري ذلك.
املادة :990املصاريف القضائية اليت أنفقت ملصلحة مجيع الدائنني يف حفظ أموال املدين وبيعها ،هلا امتياز على مثن هذه
األموال.
وتستويف هذه املصاريف قبل أي حق آخر ولو كان ممتازا أو مضموان برهن رمسي. . .
-2حقوق االمتياز يف القانون التجاري
املادة32فقرة :1ال يستمر االمتياز يف مجيع األحوال على املرهون إال إذا وضع هذا األخري يف حيازة الدائن وبقي لديه أو لدى
الغري املتفق عليه بني الطرفني.
املادة :132يتبع امتياز البائع والدائن املرهتن احملل التجاري أينما وجد.
املادة :158يظل امتياز الدائن املرهتن ساراي طبقا هلذا القانون إذا أصبح املال احململ ابالمتياز ماال اثبتا ابلتخصيص.
املادة : 159ميارس امتياز الدائن املرهتن طبقا هلذا القانون على األموال املثقلة ابلتفضيل على كل االمتيازات األخرى ابستثناء ما
يلي:
-1امتياز اخلزينة،
-2امتياز املصاريف القضائية،
-3امتياز املصاريف اليت تنفق يف احلفاظ على الشيء،
-4االمتياز املمنوح ألصحاب األجور مبوجب النصوص اجلاري هبا العمل.
ميارس حق االمتياز خصوصا ضد كل دائن مرهتن وميارس ابلتفضيل على امتياز ابئع احملل التجاري الذي خيصص الستغالله املال
املثقل ابالمتياز كما ميارس أيضا ابلتفضيل على الدائن املرهتن واملزود مبجموع احملا التجاري املذكور. . .
املادة : 160خيضع امتياز الدائن املرهتن ،مع مراعاة االستثناءات املقررة يف هذا القانون ،ألحكام الفصل الثالث املتعلق ابلبيع
والرهن احليازي للمحالت التجارية فيما خيص إجراءات القيد وحقوق الدائنني يف حالة انتقال احملل التجاري وحقوق مؤجر العقار
وتطهري االمتيازات املذكورة وإجراءات رفع املعارضة.
املادة :161القيد حيفظ االمتياز ملدة مخس سنوات ابتداء من اتريخ ضبطه النهائي.
املادة :163إن التبليغ الذي يتم طبقا للمادة130املتعلقة ببيع احملالت التجارية ورهنها احليازي واإلجراءات املتخذة للوصول إىل
البيع اجلّبي لبعض عناصر احملل التجاري الذي تكون األموال اتبعة له واملثقلة ابمتياز البائع أو امتياز الرهن احليازي مبقتضى هذا
القانون ،جيعل الديون املؤمنة هبذه االمتيازات مستحقة األداء.
املادة :164جيوز للدائن املنتفع ابالمتياز املوضوع وفقا ،إذا حل األجل ومل يتم الدفع ،أن يطالب ببيع املال املثقل طبقا لإلجراء
املنصوص عليه فيما يتعلق ببيع الرهن .ويتم تعيني املوظف العمومي املكلف ابلبيع ،بناء على طلبه ،من رئيس احملكمة.
وجيب على الدائن قبل البدء يف البيع أن يلتزم أبحكام املادة 130املتعلقة ببيع احملالت التجارية ورهنها احليازي.
393
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
املادة : 33إذا مل يتم الدفع يف االستحقاق ،جاز للدائن خالل مخسة عشر يوما من اتريخ تبليغ عاد حاصل للمدين أو الكفيل
العيين من الغري إذا كان له حمل ،أن يشرع يف البيع العلين لألشياء املرهونة.
وجيوز لرئيس احملكمة بناء على طلب األطراف أن يعني عوان للدولة خمتصا هبذا العمل.
ويعتّب ال غيا كل شرط يرخص فيه للدائن أبن يستملك املرهون أو يتصرف فيه من غري مراعاة لإلجراءات املقررة آنفا.
-3حقوق االمتياز يف قانون النقد والقرض
املادة :121تستفيد املؤسسات املذكورة من امتياز على مجيع األمالك والديون واألرصدة املسجلة يف احلساب ضماان لدفع كل
مبلغ يرتتب كأصل الدين أو فوائد أو مصاريف كل الديون املستحقة للبنوك واملؤسسات املالية أو املخصصة هلا كضمانة ،وإليفاء
السندات املبيعة هلا أو املسلمة هلا كرهن حيازي وكذا لضمان أي تعهد جتاهها لكفالة أو تكفل أو تظهري أو ضمان.
يرتب هذا االمتياز فورا بعد امتيازات األجراء واخلزينة وصناديق التأمني االجتماعي ،وتتم ممارسته اعتبارا من:
-تبليغ احلجز برسالة موصى عليها مع إشعار ابالستالم إىل الغري املدين ،أو إىل الذي حيوز األموال املنقولة أو لسندات الدين أو
األرصدة ابحلساب،
-اتريخ اإلعذار الذي يرسل حسب األشكال نفسها املطبقة يف احلاالت األخرى.
املادة : 124ميكن للبنوك واملؤسسات املالية إذا مل يتم تسديد املبلغ املستحق عليها عند حلول األجل وبغض النظر عن كل
اعرتاض وبعد مضي 15يوما ،بعد إنذار مبلغ للمدين بواسطة عقد غري قضائي ،احلصول عن طريق عريضة بسيطة موجهة إىل
رئيس احملكمة على أمر بيع كل رهن مشكل لصاحلها ومنحها بدون شكليات حاصل هذا البيع تسديدا للرأمسال والفوائد وفوائد
التأخري ومصاريف املبالغ املستحقة.
وكذلك األمر يف حالة ممارسة البنوك واملؤسسات املالية لالمتيازات املخولة هلا مبوجب النصوص التشريعية والتنظيمية املعمول هبا،
حول السندات أو العتاد أو املنقول أو البضائع.
كما تطبق أحكام هذه املادة على ما أييت:
-األمالك املنقولة اليت حيوزها املدين أو الغري حلساب املدين.
-الديون املستحقة اليت حيوزها املدين على الغري وكذا على مجيع األرصدة املوجودة يف احلساب.
-4حقوق االمتياز يف القانون البحري:
املواد من 72إىل 88من القانون البحري.
سابعا :حق امللكية كضمان -االعتماد االجياري( -األمر 09-96املتعلق ابالعتماد االجياري)
املادة األوىل :يعتّب االعتماد االجياري ،موضوع هذا األمر ،عملية جتارية ومالية:
-يتم حتقيقها من قبل البنوك واملؤسسات املالية أو شركة أتجري مؤهلة قانوان ومعتمده صراحة هبذه الصفة ،مع املتعاملني
االقتصاديني اجلزائريني أو األجانب ،أشخاصا طبيعيني كانوا أم معنويني اتبعني للقانون العام أو اخلاص.
-تكون قائمة على عقد إجيار ميكن أن يضمن أوال يتضمن حق اخليار ابلشراء لصاحل املستأجر.
394
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
-وتتعلق فقط أبصول منقولة أو غري منقولة ذات االستعمال املهين أو ابحملالت التجارية أو مبؤسسات حرفية.
املادة :2تعتّب عمليات االعتماد االجياري عمليات قرض لكوهنا تشكل طريقة متويل اقتناء األصول املنصوص عليها يف املادة
األوىل أعاله ،أو استعماهلا.
تدعى عمليات االعتماد االجياري "ابعتماد اجياري مايل" يف حالة ما إذا نص عقد االعتماد االجياري على حتويل ،لصاحل
املستأجر ،كل احلقوق وااللتزامات واملنافع واملساوئ واملخاطر املرتبطة مبلكية األصل املمول عن طريق االعتماد االجياري ،ويف حالة
ما إذا مل ميكن فسخ عقد االعتماد االجياري وكذا يف حالة ما إذا يضمن هذا األخري للمؤجر حق استعادة نفقاته من رأس املال
واحلصول على مكافأة على األموال املستثمرة.
تدعى عمليات االعتماد االجياري "ابعتماد اجياري عملي" يف حالة ما إذا مل حيول ،لصاحل املستأجر ،كل أو تقريبا كل احلقوق
وااللتزامات واملنافع واملساوئ واحملاجر املرتبطة حبق ملكية األصل املمول ،واليت تبقى لصاحل املؤجر أو على نفقاته.
املادة :3يعرف االعتماد االجياري على أساس أنه "منقول" عندما خيص أصوال منقولة،
تتشكل من جتهيزات ،أو مواد أو أدوات ضرورية لنشاط املتعامل االقتصادي.
املادة : 4يعرف االعتماد االجياري على أساس أنه "غري منقول" عندما خيص أصوال عقارية مبنية أو ستبىن لسد احلاجات املهنية
اخلاصة ابلتعامل االقتصادي.
املادة :5يعرف االعتماد االجياري:
-على أساس أنه "وطين" عندما جتمع العملية شركة أتجري أو بنكا أو مؤسسة مالية مبتعامل اقتصادي ،وكالمها مقيمان يف اجلزائر،
-على أساس أنه "دويل" عندما يكون العقد الذي يرتكز عليه:
*إما ممضي بني متعامل اقتصادي مقيم يف اجلزائر وشركة أتجري ،أو بنك أو مؤسسة مالية يف اجلزائر.
*وإما ممضي بني متعامل اقتصادي غري مقيم يف اجلزائر وشركة أتجري ،أو بنك أو مؤسسة مالية مقيمة يف اجلزائر.
املادة : 12يتم حتديد مدة االجيار املوافقة للفرتة غري القابلة لإللغاء ابتفاق مشرتك بني األطراف.
ميكن أن ت وافق مدة االجيار املدة املتوقعة للعمر االقتصادي لألصل املؤجر ،كما ميكن أن حتدد استنادا إىل قواعد االستهالك
احملاسبية و/أو اجلبائية احملددة عن طريق التشريع واملتعلقة ابلعمليات اخلاصة ابالعتماد االجياري.
املادة :13إن فسخ عقد االعتماد االجياري خالل الفرتة غري القابلة لإللقاء من قبل طرف من األطراف ،متنح الطرف اآلخر حق
التعويض الذي ميكن حتديد مبلغه ضمن العقد يف بند خاص ،أو يف حالة انعدام ذلك ،عن طريق اجلهة القضائية املختصة وفقا
لألحكام القانونية املطبقة على الفسخ التعسفي للعقود. . .
املادة :14ماعدا وجود اتفاق خمالف بني األطراف ،ومهما كانت مدة الفرتة غري القابلة لإللغاء الواردة يف املادة12من هذا األمر،
يتضمن مبلغ االجيارات الذي جيب أن يدفعه املستأجر للمؤجر ما أييت:
-سعر شراء األصل املؤجر مقسما إىل مستحقات متساوية املبلغ تضاف إليها القيمة املتبقية اليت جيب دفعها عند مزاولة حق
اخليار ابلشراء،
395
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
396
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
وعليه مبجرد ،ومبجرد ممارسة امتيازه ،يدفع للمؤجر مستحقاته قبل أي دائن آخر يف إطار أي إجراء قضائي مع الغري أو أي إجراء
قضائي مجاعي يرمي إىل تصفية أموال املستأجر.
املادة :24ميكن ممارسة حق االمتياز املنصوص عليه يف املادة23من هذا األمر يف أي وقت خالل سراين مدة عقد االعتماد
االجياري وبعد انقضائه ،عن طريق تسجيل رهن أو رهن حيازي خاص على منقوالت املستأجر لدى كتابة ضبط احملكمة املؤهلة
إقليميا أو بقيد الرهن القانوين على كل عقار ميتلكه املستأجر يف مستوى حفظ الرهون.
أما فيما يتعلق ابألموال املودعة يف احلساابت ،واملستحقات واملنقوالت اخلاصة ابملستأجر ،فيمارس حق االمتياز القانوين للمؤجر
مبجرد اعرتاض أو حجز هنائي أو حجز حتفظي أو انذار يوجه للمستأجر أو الغري احلائز أو الغري املدين عن طريق رسالة مضمونة
الوصول مع اإلخطار ابالستالم أو عن طريق حمضر يعده حمضر.
املادة : 25ميكن املؤجر ،حمافظة على مستحقاته على املستأجر ،أن يتخذ مجيع إجراءات احلجز التحفظي على منقوالت املستأجر
وعقاراته حسب األشكال األخرى املنصوص عليها يف القانون.
املادة : 26يف حالة ضياع جزئي أو كلي لألصل املؤجر ،يكون املؤجر وحده مؤهال لقبض التعويضات اخلاصة بتأمني األصل
املؤجر بغض النظر عن تكفل املستأجر أبقساط التأمني املكتتبة ودون احلاجة إىل تفويض خاص هلذا الغرض.
املادة : 28حيق للمؤجر ،بصفته مانح القرض يف إطار عملية اجياري ،أن يتقدم على كل دائين املستأجر اآلخرين لتحصيل انتج
حتقيق الضماانت العينية املكونة لصاحله وكذا املبالغ املدفوعة بكفاالت فردية وتضامنية للمستأجر ،وذلك بقد املبالغ املستحقة
عليه ،يف أي وقت ،يف إطار عقد االعتماد االجياري.
املادة33فقرة : 2جيب على املستأجر أن يسمح ،خالل مدة االجيار ،للمؤجر ابلدخول اىل احملالت اليت يوجد فيها األصل املنقول
املؤجر حىت يتسىن له ممارسة حقه يف مراقبة حالة هذا األصل.
املادة : 34ميكن أن يضع عقد االعتماد االجياري أيضا على عاتق املستأجر التزام أتمني األصل املؤجر على حسابه ،ضد خماطر
اإلتالف الكلي أو اجلزئي واليت حتد أو متنع االستعمال املتفق عليه.
اثمنا :وضعية الدائن املرهتن عند إفالس املدين الراهن (القانون التجاري)
املادة :247ال يصح التمسك قبل مجاعة الدائنني مبا يلي من التصرفات الصادرة من املدين منذ اتريخ التوقف عن الدفع. . .
-5كل رهن عقاري اتفاقي أو قضائي وكل حق احتكار أو رهن حيازي يرتتب على أموال املدين لديون سبق التعاقد عليها.
املادة :250غري أن جلماعة الدائنني أن ترفع دعوى رد املال إىل التفليسة ضد ساحب السفتجة ،بشرط إقامة الدليل على أن
املطالب برد املال كان عاملا ابلتوقف عن الدفع.
املادة :251ال يصح التمسك قبل مجاعة الدائنني ابلرهون احليازية واالمتيازات اليت سجلت بعد صدور احلكم الذي قضى
ابلتسوية القضائية أو شهر االفالس. . .
املادة :252ختصص الديون جلماعة الدائنني بدال عن الدائن الذي قضى بعدم التمسك برهنه العقاري أو رهنه احليازي أو امتيازه.
-1يف حق الدائنني ذوي الرهون والدائنني أصحاب االمتيازات على األموال املنقولة
397
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
املادة :292ال يقيد الدائنون ذوو الرهون الصحيحة ضمن مجاعة الدائنني ،إال على سبيل املراجعة.
املادة : 293لوكيل التفليسة إبذن من القاضي املنتدب وبعد تسديد الدين أن يسحب الضمان الصادر من املدين لصاحل مجاعة
الدائنني.
وإذا مل يسحب الضمان ،فعلى الدائن املنذر من طرف وكيل التفليسة أن يقوم ابلبيع يف األجل احملدد وند عدمه جاز لوكيل
التفليسة أن يقوم عوضا عنه ابلبيع بعد اإلذن له بذلك من القاضي املنتدب.
يقدم امتياز الدائن املرهتن على كل دائن آخر صاحب امتياز أم ال.
إن كان مثن البيع يفوق مبلغ الدين املضمون ،حي صل الفائض من طرف وكيل التفليسة ويف حالة العكس خيصص الفائض للدائن
بصفته دائنا عاداي.
-2يف حق الدائنني املرهتنني عقاراي وذوي االمتياز على العقارات
املادة :301إذا أجري توزيع مثن العقارات قبل توزيع مثن األموال املنقولة ،أو جراي يف وقت واحد ،كان للدائنني املمتازين أو
املرهتنني عقاراي الذين مل يستوفوا حقوقهم من مثن العقارات أن يشرتكوا مع الدائنني العاديني بنسبة ما بقي مستحقا هلم يف األموال
اخلاصة جبماعة الدائنني العاديني ،ويشرتط مع ذلك أن تكون الديون قد مت قبوهلا طبقا لألوضاع املبينة فيما بعد.
املادة :302إذا سبق توزيع مثن العقارات توزيع أو أكثر لألموال املنقولة فإن املقبولني من الدائنني املمتازين أو املرهتنني عقاراي
يشاركون يف التوزيعات بنسبة حقوقهم اإلمجالية. . .
املادة :303يعد بيع العقارات والضبط النهائي لرتتيب الدائنني املرهتنني عقاراي واملمتازين ،ال يستحق أولئك الذين يسمح هلم
ترتيبهم ابقتضاء كامل حقوقهم من مثن العقارات سوى املقدار املستحق تبعا
ملرتبتهم مع خصم املبالغ اليت حصلوها ضمن مجاعة الدائنني العاديني ،وال تبقى املبالغ املخصومة ضمن مجاعة الدائنني املرهتنني
عقاراي وإمنا تعود إىل مجاعة الدائنني العاديني فهي اليت يكون االستبعاد ملصلحتها.
املادة : 304جيري على النحو التايل ابلنسبة للدائنني املرهتنني عقاراي والذين مل تسمح هلم مرتبتهم يف توزيع مثن العقارات إال
ابستيفاء جزئي ،حتدد هنائيا حقوقهم يف مجاعة الدائنني العاديني تبعا للمبالغ اليت يبقون دائنني هبا بعد التوزيع العقاري ،وأما املبالغ
اليت قبضوها يف توزيع سابق زائدة على هذه النسبة فإهنا تستبعد من مقدار حصتهم يف توزيع املرهتنني عقاراي وتضاف جلماعة
الدائنني العاديني.
اتسعا :اإلجراءات املتعلقة ابلضماانت (قانون اإلجراءات املدنية)
ابإلضافة إىل ما ذكر سابقا يف القانون املدين والتجاري وقانون النقد والقرض من إجراءات متعلقة ابلضماانت ،نورد أهم
اإلجراءات اليت جاء هبا قانون اإلجراءات املدنية حول ذلك من حجز املنقول ،وحجز العقار ،والبيع ابملزاد العلين.
-1إجراءات حجز األموال املنقولة وبيعها
أ -يف إجراءات احلجز
398
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
املادة :687إذا مل يقم املدين ابلوفاء بعد انقضاء أجل مخسة عشر ( )15يوما من اتريخ تكليفه ابلوفاء وفقا للمادة612أعاله،
جيوز للمستفيد من السند التنفيذي ،احلجز على مجيع املنقوالت و/أو األسهم و/أو حصص األرابح يف الشركات و/أو السندات
املالية للمدين.
يتم احلجز أبمر على عريضة يصدره رئيس احملكمة اليت توجد يف دائرة اختصاصها األموال املراد حجزها ،وعند االقتضاء ،يف موطن
املدين ،وذلك بناء على طلب الدائن وممثله القانوين أو االتفاقي.
ميكن االستعانة ابلقوة العمومية لتنفيذ أمر احلجز عند االقتضاء.
املادة :688يتم التبليغ الرمسي أل مر احلجز إىل احملجوز عليه شخصيا أو إىل أحد أفراده البالغني املقيمني معه ،إذا كان شخصا
طبيعيا ،ويبلغ إىل املمثل القانوين أو االتفاقي إذا كان شخصا معنواي ،ويقوم احملضر القضائي على الفور جبرد األموال وتعيينها تعيينا
دقيقا مع وصفها وحترير حمضر حجز وجرد هلا.
ويف مجيع األحوال جيب أن تسلم نسخة من حمضر احلجز واجلرد إىل احملجوز عليه يف أجل أقصاه ثالثة ( )3أايم. . .
ب -يف إجراءات بيع املنقوالت احملجوزة
املادة :704جيري البيع بعد مضي مدة عشرة ( )10أايم من اتريخ تسليم نسخة من حمضر احلجز وتبليغه رمسيا إال إذا اتفق
احلاجز واحملجوز عليه على حتديد أجل آخر ال تزيد مدته القصوى على ثالثة ( )3أشهر.
غري أنه إذا كانت األموال احملجوزة ،بضائع قابلة للتلف أو بضائع عرضة لتقلب األسعار أو بضائع على وشك انقضاء مدة
صالحية استهالكها ،فلرئيس احملكمة أن أيمر إبجراء البيع ،مبجرد االنتهاء من احلجز واجلرد ويف املكان الذي يراه مناسبا . . .
املادة :705يتم البيع ابملزاد العلين من طرف احملضر القضائي ،وجيوز أن يتخلى عنه اىل حمافظ البيع. . .
املادة :706جيري البيع يف املكان الذي توجد فيه األموال احملجوزة أو يف أقرب مكان عمومي أو يف حمل خمصص لذلك ،وجيوز
أن جيري البيع يف مكان آخر أبمر على عريضة إذا كان يضمن أحسن عرض.
يعلن عن البيع ابملزاد العلين بكل وسائل النشر. . .
-2يف حجز وبيع السندات التجارية والقيم املنقولة
املادة :719حتجز السندات التجارية املوجودة لدى املدين إذا كانت حلاملها أو قابلة للتظهري وفقا لألحكام املقررة للحجز
التنفيذي على املنقول حتت يد املدين.
وحتجز القيم املنقولة وإيرادات األسهم االمسية وحصص األرابح املستحقة املوجودة يف ذمة األشخاص املعنوية طبقا لألحكام املقررة
حلجز ما للمدين لدى الغري ،ويرتتب على ذلك ،احلجز على مثارها وفوائدها إىل اتريخ البيع.
املادة : 720تباع القيم املنقولة واألسهم بواسطة أحد البنوك أو أية مؤسسة مؤهلة قانوان ،تعني من طرف رئيس احملكمة أبمر على
عريضة.
-3إجراءات حجز العقارات وبيعها
أ -يف إجراءات احلجز
399
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
املادة : 721جيوز للدائن احلجز على العقارات و/أو احلقوق العينية العقارية ملدينه مفرزة كانت أو مشاعة ،إذا كان بيده سند
تنفيذي وأثبت عدم كفاية األموال املنقولة ملدينه أو عدم وجودها.
غري أن الدائن املرهتن أو صاحب حق االمتياز اخلاص على عقار أو صاحب حق التخصيص على عقار الذي بيده سندا تنفيذاي،
جيوز له احلجز على العقارات و/أو على احلقوق العينية العقارية ملدينه مباشرة حىت لو انتقلت ملكيتها إىل الغري.
املادة : 722يقدم طلب احلجز على العقار و/أو احلقوق العينية العقارية ،إىل رئيس احملكمة الذي يوجد يف دائرة اختصاصها
العقار ،من طرف الدائن أو من ممثله القانوين أو االتفاقي. . .
املادة :723يرفق طلب احلجز املشار إليه يف املادة 722أعاله ابلواثئق التالية-3 . . .مستخرج عقد الرهن أو أمر التخصيص
على عقار أو مستخرج من قيد حق االمتياز ،ابلنسبة ألصحاب التأمينات العينية. . .
املادة : 724يتم احلجز مبوجب أمر على عريضة ،يصدره رئيس احملكمة اليت يوجد يف دائرة اختصاصها هذا العقار و/أو احلق
العيين العقاري ،يف أجل أقصاه مثانية ( )8أايم من اتريخ ايداع الطلب.
املادة : 725يقوم احملضر القضائي ابلتبليغ الرمسي ألمر احلجز إىل املدين ،وإذا كان العقار و/أو احلق العيين العقاري مثقال بتأمني
عيين للغري ،وجب القيام ابلتبليغ الرمسي ألمر احلجز إىل هذا األخري مع إخطار إدارة الضرائب ابحلجز.
ينذر املدين أبنه إذا مل يدفع مبلغ الدين يف أجل شهر واحد ( )1من اتريخ التبليغ الرمسي ،يباع العقار ،و/أو احلق العيين العقاري
جّبا عليه.
يودع أمر احلجز على الفور ،أو يف اليوم املوايل للتبليغ الرمسي كأقصى أجل يف مصلحة الشهر العقاري التابع هلا العقار ،لقيد أمر
احلجز.
املادة :726إذا كان الدائن احلاجز ،دائنا ممتازا ،له أتمني عيين على العقارات املراد حجزها ،يقوم ابلتبليغ الرمسي ألمر احلجز إىل
حائز العقار املرهون ،وإىل الكفيل العيين إن وجد.
حلائز العقار املرهون أو الكفيل العيين اخليار بني الوفاء ابلدين أو التخلية أو قبول إجراءات احلجز والبيع.
ب -يف إجراءات البيع
املادة :737إذا مل يقم املدين احملجوز عليه ابلوفاء خالل أجل ثالثني ( )30يوما من اتريخ التبليغ الرمسي ألمر احلجز ،حيرر
احملضر القضائي قائمة شروط البيع ويودعها أبمانة ضبط احملكمة اليت يوجد يف دائرة اختصاصها العقار احملجوز.
املادة756فقرة : 2غري أنه إذا كان الثمن الناتج من بيع عقار و/أو حق عيين عقاري واحد أو أكثر ،كافيا للوفاء أبصل الدين
واملصاريف القضائية ،أيمر الرئيس الذي أشرف على البيع ابلتوقف عن بيع ابقي العقارات و/أو احلقوق العينية العقارية احملجوزة
ورفع احلجز عنها تلقائيا.
أما عن إجراءات البيع ابملزاد العلين ورسو املزاد تناولتها املواد من 747إىل.765
أما عن إجراءات توزيع املبالغ املتحصلة من التنفيذ تناولتها املواد من 790إىل.799
400
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
401
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
402
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
تعيني العقار:
يتمثل العقار املرهون يف . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . .ويشمل الرهن بوجه خاص حقوق االرتفاق والعقارات ابلتخصيص وكافة والبناايت التحسينات
واإلنشاءات اليت تعود ابملنفعة على الشركة الراهن. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أصل امللكية:
إن العقار موضوع هذا الرهن هو ملك للشركة الراهن. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . .
التأمينات:
تلتزم الشركة املقرتض الراهن بتأمني العقار موضوع الرهن لدى شركة أتمني مؤهلــة ضد كل األخطار مبا فيها احلريق
وكوارث املياه ملدة ال ميكن أن تقل عن الفرتة املتفق عليها السرتجاع الدين ،وحىت اسرتجاعه الفعلي ،حبيث يكون
التعويض عـ ــن الضرر املؤمن ال يقل عن مبلغ الدين.
وتتعهد الشركة املقرتض أبن جتدد التأمني إىل حني السداد الكلي للقرض مبا فيه املبلغ األصلي ،الفوائد ،العمولة،
املصاريف ،اللواحق.
تتعهد الشركة املقرتض بدفع أقساط التأمني ابلضبط عند حلول األجل احملدد.
يف حالة إخالل الشركة ابلتزاماهتا هذه ،حيق للبنك أن يقوم ابلتأمني على حساب الشركة املقرتض الراهن.
وهكذا تصبح املبالغ املدفوعة للتأمني مضمونة هبذا الرهن.
يف حالة حدوث ضرر كلي أو جزئي تتعهد الشركة املقرتض بتبليغ بنك . . . . . . .فورا عند حدوث هذا الضرر
قصد متكينه ،على ذمة املقرتض ،من تعيني ممثل عنه فـي عمليات اخلّبة وتقييم األضرار وحتديد التعويضات.
التصرحيات
يصرح ممثل الشركة املقرتض الراهن أبن الشركة ليست يف حالة إفالس أو تصفية أويف حالة توقف عن الدفع ومل
تقدم أي طلب مصادقة على تسوية ودية ،وأن العق ـ ـ ــار املرهون معفى من كل دين أو أي امتياز لبائع وال رهن وخال من
كل التكاليف العينية .وأنه غري متابع من قبل اخلزينة العامة وال املصاحل اجلبائية وال أية مصلحة متلك امتياز بقوة القانون
على العقار املرهون.
دفع الرسوم واحلقوق
تتحمل الشركة املدين مجيع املصاريف أاي كانت طبيعتها وذلك بتعهد صريح تطبيق ـ ـ ــا ألحكام هذا العقد.
املوطن
لتنفيذ أحكام هذا العقد خيتار املتعاقدان موطنا هلما:
403
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
404
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
امللحق رقم :4منوذج لفتح اعتماد مع رهن حيازي على حمل جتاري
إن املوقعني أدانه:
بنك . . . . . .. . . .. . . . . . . .شركة مسامهة برأمسال حايل قدره. . . . . . . . . . . . .. . . . . . .
دج والكائن مقره الرئيسي ب . . . . . . . .. . . . .عنوانه. . . . . . . . . .. . . . . . . .. . . . . . .
املقيد يف السجل التجاري لوالية . . . . . . . . . . . . . . .حتت رقم. . . . .. . . . . . . . . .. . . . . .
املمثل من طرف السيد. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
من جهة،
الشركة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
رأمساهلا. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مقرها. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
املقيدة يف السجل التجاري ل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .حتت رقم. . . . . . . . . . . . . . . .
املمثلة ابلسيد. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
من جهة أخرى،
اتفقا وقررا ما يلي:
املادة األوىل :فتح اعتماد (قرض)
مبوجب هذا العقد ،مينح بنك . . . . . . . . . . . . . . . . .للشركة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قرضا يقدر بـ. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .دج
املادة الثانية :الشروط
يصبح القرض حمل هذا االعتماد منتجا لفائدة اتفاقية تقدر ب . . . . . . . . . . . . . . .. . . .دج
سنواي تؤدى ابلتايل إىل حصول بنك . . . . .. . . . . .على عمولة تعهدية تقدر بـ . . . . . . . . . . .دج
سنواي وعلى رسم يقدر بـ . . . . . . . . . . . . . . .دج حيسب حسب الفوائد والعمولة املتحصل عليها
تتعهد الشركة املقرتض بتسديد هذا القرض لبنك . . . . . . .. . . . .بدفع . . . . . . . . . . . . . . .دج
أقساط متتالية ومتسلسلة من . . . . . . . . . . . . .. . . . .وإىل غاية. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ويشمل هذا التسديد زايدة على املبلغ األصلي ،الفوائد ،العمولة والرسوم اليت قبل هبا املقرتض.
405
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
ومن املتفق عليه أنه فيما إذا ارتفعت نسبة خصم البنك اجلزائري املعمول هبا حاليا ،فإن نسبة فوائد هذا القرض
ختضع هي األخرى لعالوة إضافية مساوية هلذه الزايدة.
وعلى بنك . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .إشعار املدين فيما خيص تطبيق النسبة اجلديدة للفوائد
ويف حالة رفض املدين هلذه الزايدة فعليه تسديد مبلغ القرض الذي منح له ،ويصبح هذا املبلغ ،مبجرد الرفض
مستحقا وواجب األداء.
يتم تسديد املبلغ األصلي هلذا القرض وكذلك الفوائد ومجيع امللحقات األخرى يف مقر بنك، . . . . . . . . .
مبوجب هذا العقد.
جيوز لبنك . . . . . . . . . . . . . . . .أن يسحب من كل حساب مفتوح على دفاتره بسم الشركة املقرتض.
، . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . .كل املبالغ اليت أصبحت مستحقة األداء وواجبة الدفع
املادة الثالثة :تعبئة الدين
حيتفظ البنك . . . . . . . . . . . .حبق إلزام الشركة املقرتض اكتتاب سندات ألمر مببلغ القرض األصلي ،زايدة
على الفوائد ،الرسوم ،العمولة وميكن للبنك أن يشرتط االكتتاب لوضع املبلغ حتت تصرف املقرتض.
املادة الرابعة :االستحقاق املسبق
يفسخ العقد ويصبح املبلغ مستحق األداء مبا فيه أصل الدين ،الفوائد ،الرسوم واللواحق وواجب الدفع فورا إىل
بنك . . . . . . . . .كما يسقط أي حق للمقرتض يف طلب قرض آخر يف حالة عدم التنفيذ أو خرق أحد
االلتزامات املنصوص عليها يف هذا العقد مخسة عشر ( )15يوما من تبليغه بواسطة رسالة موصى عليها مع
إشعار ابلوصول ،دون اللجوء إىل إجراء قضائي يف أي حال من احلاالت التالية:
-1يف حالة عدم الدفع يف األجل احملدد الستهالك القرض
-2يف حالة اإلفالس ،التصفية القضائية ،التسوية الودية املصادق عليها يف حالة التوقف عن الدفع.
-3يف حالة ما إذا كان احملل التجاري املستغل من الشركة املقرتض عليه قيد لفائدة البائع أو دائن آخر.
-4يف حالة ما إذا كانت الشركة حمل متابعة أاي كانت طبيعتها.
-5يف حالة ما إذا تعطل الدفع نتيجة حادث تسببت فيه الشركة مع أي بنك.
406
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
407
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
408
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
409
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
امللحق رقم :5جول قيد رهن حمل جتاري وأدوات ومعدات التجهيز
410
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
امللحق رقم :5جول قيد رهن حمل جتاري وأدوات ومعدات التجهيز
411
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
413
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
يوكل البنك العميل الذي قبل بذلك تسلم األصول املنقولة نيابة عنه طبقا للشروط املنصوص عليها يف عقد الشراء املّبم بني البنك والبائع األول وذلك
على نفقة العميل وحده حيث ال يتحمل البنك آية مسؤولية عن أتخر يف التسليم لكل أو جزء من األصول املنقولة ابلنسبة للمواعيد املتفق عليها مع
البائع األول.
يلتزم العميل إبرسال نسخة من حمضر تسلم األصول املنقولة املمضي مع البائع األول إىل البنك.
يلتزم العميل بعدم العدول عن استئجار األصول املنقولة من البنك ألي سبب كان وكل عدول عن االستئجار من قبل العميل ميكن أن يؤدي إىل تطبيق
املادة 17أدانه إذا رأى البنك ذلك.
يصرح العميل أنه هو الذي قام ابختيار األصول املنقولة وأنه يصرح بعدم إقحام مسؤولية البنك أبية حال من األحوال خبصوص مطابقة األصول املنقولة
للمواصفات أو صالحيتها لالستعمال وبصفة عامة كل نزاع قد ينشأ خبصوص األصول املنقولة مع البائع األول أو مع أي جهة كانت.
املادة اخلامسة :املطابقة
يف حالة ما إذا ظهر من تفتيش العميل لبعض أو كل األصول املنقولة عدم مطابقة هذه األخرية للخصائص املتفق عليها مع البائع األول ،جيب عليه أن
خيّب بذلك البنك وذلك إبرسال نسخة من اإلشعار املكتوب املوجه إىل البائع األول حباالت عدم املطابقة املكتشفة.
املادة السادسة :التهيئة
يتحمل العميل كل مصاريف هتيئة األصول املنقولة لالستعمال الذي أعدت له.
املادة السابعة :امللكية
تبقى ملكية األصول املنقولة للبنك كاملة خالل مدة هذا العقد إىل غاية تسديد العميل لكل أقساط اإلجيار املنصوص عليها يف جدول التسديد امللحق
هبذا العقد وحصول العميل من البنك على إبراء بذلك.
املادة الثامنة :واجبات العميل
خالل كل مدة هذا العقد ،يلتزم العميل ابحملافظة وصيانة األصول املنقولة طبقا للقواعد الشرعية وألحكام القوانني واألعراف والتنظيمات املعمول هبا
حاليا ومستقبال وفقا للمتطلبات املهنية واالحرتافية.
كما يلتزم العميل خالل مدة سراين هذا العقد ابستعمال األصول املنقولة طبقا للغاية اليت استأجرت من أجلها واحلفاظ عليها حبرص الرجل احملرتف.
ويلتزم على وجه اخلصوص أبجراء اإلصالحات اليت يتبني أهنا ضرورية أثناء تنفيذ هذا العقد ،حىت ولو تعلق األمر أبضرار انمجة عن حادث ما مع احرتام
املقاييس والنظم املعمول هبا وكذا إخضاع األصول املنقولة للمراقبة القانونية أو التنظيمية.
املادة التاسعة :األخطار واحلوادث
يقر العميل بصريح العبارة انه يتحمل وعلى نفقاته اخلاصة كل األخطار اليت قد تتعرض هلا األصول املنقولة.
يف حالة حدوث حادث ما يتحمل العميل وحده تكلفة أي إصالح كان ويتخلى عن أي رجوع على البنك.
املادة العاشرة :التأمني على األخطار
-1يلتزم العميل بتامني األصول املنقولة ضد كافة األخطار لفائدة البنك وجتديد التأمني طيلة مدة االجيار.
ويف هذا اإلطار جيب أن:
-تنص عقود التامني أو ملحقاهتا على التزام املؤمنني على أن يدفعوا للبنك أي تعويض انجم عن حادث سبب خسارة لكل األصول املنقولة أو جزء
منها و حتميل العميل وحده ملبلغ أي إبراء.
غري أنه يف حالة ما إذا كانت األضرار بسيطة األمهية وبعد معاينة اخلبري التابع للمؤمن والذي يقر إبمكانية إصالح الضرر ،فعلى العميل أن يعيد هتيئة
األصول املنقولة لالستعمال على نفقته اخلاصة .ومن جهته يقوم البنك إبعادة دفع كل تعويض قبضه من املؤمن هبذا اخلصوص إىل العميل بعد
استظهار بيان ابإلصالح الذي مت يف حدود ما حتمله العميل من نفقات يف هذا الشأن.
414
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
415
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
زايدة علي ذلك يف حالة تدخل شخص اثلث دائن للبنك أو دائن للعميل بدعوى مطالبة على كل األصول املنقولة أو جزء منها عن طريق املعارضة أو
احلجز ،جيب على العميل أن حيتج ضد هذه االدعاءات وأن يبلغ البنك حاال حىت حيافظ على مصاحله .وإذا مت احلجز رغم ذلك ،جيب علي العميل أن
يدفع يف اآلجال احملددة اإلجيارات املستحقة الباقية .وعليه أن يتحمل كل النفقات والتكاليف املستحقة بصدد إجراء " رفع اليد " ويكون مسؤوال عن
أيضرر انتج عن خطأ أو أتخري يف إعالم البنك .وال ميكن جتنب هذا االلتزام ابلدفع إال يف احلالة االستثنائية اليت يتبني مبوجبها أن الشخص الثالث
يتدخل بوصفه دائن للبنك.
املادة الرابعة عشر :بدل اإلجيار وما يلحق من رسوم وضرائب وغريها
يلتزم املستأجر بتسديد بدل االجيار حسب املبلغ واألقساط واآلجال املنصوص عليها يف جدول التسديد املرفق هبذا العقد والذي يعد جزء ال يتجزأ منه،
كما يلتزم العميل بدفع اإلجيارات املستحقة عند حلول أجل استحقاقها وفقا جلدول التسديد ويف موطن البنك املوضح يف مقدمة هذا العقد.
ويف حالة أتخر العميل عن سداد أي قسط من األقساط يف أجله حتل ابقي األقساط وتصبح مجيعها حالة األداء.
كل رسم أو ضريبة أو أي حق آخر مستحق ابجلزائر قد يتعلق ابإلجيارات كما هي حمددة أعاله تقع على عاتق العميل وحده مبا فيها الغرامات أو
العقوابت املستحقة على الرسوم والضرائب أو احلقوق األخرى املذكورة أعاله.
يف حالة الدفع املسبق ألقساط اإلجيار غري املستحقة بعد ،ويف حالة موافقة البنك على ذلك ،يتم مراجعة املبلغ اإلمجايل لإلجيار تبعا لذلك.
كما ميكن مراجعة أقساط اإلجيار سنواي وفق ارتفاع معدل إعادة اخلصم املطبق من قبل بنك اجلزائر وذلك إبضافة الفارق بني املعدل الساري يف السنة
املنقضية واملعدل الساري على الفرتة التأجريي اجلديدة اىل نسبة العائد املستند إليه يف حتديد أقساط اإلجيار بتاريخ توقيع هذا العقد ،وللعميل احلق يف
هذه احلالة التسديد املسبق لإلجيارات املتبقية على عاتقه.
كل أقساط اإلجيار املدفوعة من قبل العميل مبا فيها الدفعة املسبقة تعتّب ملكا للبنك وال حيق للعميل املطالبة هبا حىت يف حالة فسخ عقد اإلجيار يف
احلاالت املنصوص عليها يف املادة 17أدانه.
يسمح العميل للبنك صراحة أبن خيصم من أي حساب مفتوح ابمسه املبالغ املستحقة مبوجب هذا العقد.
كما يلتزم العميل ابكتتاب سندات أو سفاتج ألمر البنك بقيمة اإلجيارات املستحقة.
املـادة اخلامسة عشر :حتديد أقساط اإلجيار
مت احتساب وتقدير أقساط اإلجيار وفقا للمعطيات اليت قدمها العميل حول مثن وشروط بيع األصول املنقولة وآجال التسليم واتريخ دفع التسبيقة وكذا،
عند االقتضاء ،سعر صرف عملة الدفع عند تسديد كل قسط.
يف حالة تعديل أحد هذه العناصر ،يتم تسوية أقساط اإلجيار ابلزايدة أو النقصان ،وفقا للمبلغ النهائي املدفوع إىل البائع األول وكذا الضرائب،
العموالت واإلاتوات وغرامات التأخري وأرابح أو خسائر الصرف واملصاريف األخرى اليت يكون قد أنفقها البنك من جراء هذا التعديل خاصة إذا تعلق
األمر بتأخر يف التسليم.
املادة السادسة عشر :اخليار النهائي
تنتقل ملكية األصول املنقولة للعميل عند انتهاء العقد احلايل بعقد بيع منفصل عن هذا العقد بشرط رفع املستأجر خليار الشراء مبوجب رسالة مضمنة
مع اإلشعار ابالستالم موجهة للمؤجر يف أجل أقصاه 15يوما قبل انتهاء مدة اإلجيار املنصوص عليها يف املادة 3املذكورة أعاله ،بشرط تنفيذ العميل
كل االلتزامات املنصوص عليها يف هذا العقد وخصوصا دفع األقساط املذكورة يف املادة 14منه ،املبينة يف جدول التسديد امللحق هبذا العقد
واملصاريف واحلقوق الضريبية والتكاليف األخرى احملتملة.
املادة السابعة عشر :فسخ العقد
يتم فسخ هذا العقد وحيق للبنك حينئذ اسرتجاع األصول املنقولة والتصرف فيها إما ابلبيع أو اإلجيار أو غري ذلك يف احلاالت اآلتية : -يف حالة وقوع
العميل يف توقف عن الدفع وكذا حالة التسوية القضائية أو تصفية املمتلكات أو توقف النشاط.
416
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
-يف حالة عدم دفع أي قسط أجيار أو عمولة أو مصاريف أو نفقات اتبعة مستحقة للبنك أو ضرائب او رسوم مبوجب هذا العقد وذلك بعد 15
يوما بداية من اتريخ استحقاق اإلجيار املذكور و العمولة و املصاريف أو النفقات التابعة و ذلك بعد إرسال إنذار ابلفاكس و /أو رسالة مضمنة مع
أشعار ابالستالم أو مبلغة عن طريق حمضر قضائي.
-يف حالة عدم احرتام أحد االلتزامات األخرى املكتتبة من قبل العميل مع /أو من قبل الضامن حسب نصوص هذا العقد أو الضمان إال إذا مت
تدارك ذلك يف أجل ال يتعدى 15يوما منذ إرسال الرسالة مضمنة مع أشعار ابالستالم.
-يف حالة وقوع حادث قد ميس بصالحية الضمان الذي أصدره الضامن إال إذا قدم للبنك بديال عن هذا الضمان والذي يكون مقبوال حسب تقدير
البنك.
-يف حالة عدم متكن البنك ألي سبب ما من أخذ رهن عقاري من الدرجة األوىل على املمتلكات املخصصة من العميل كضمان لتسديد التمويل حمل
هذا العقد ،أو سبق و أن خصصت هذه املمتلكات لفائدة ابئع أو أي دائن أخر.
-يف حالة البيع الودي أو القضائي للممتلكات املخصصة من طرف العميل كضمان ،و كذلك يف حالة إجيارها أو ختصيصها كحصة يف شركة حتت
أي شكل كان دون اذن مسبق من البنك.
-يف حالة حتويل العميل لكل أو جزء من عملياته املالية الناجتة عن النشاط ذي صلة ابستغالل العتاد حمل االعتماد االجياري إىل مؤسسة مالية أخرى
غري بنك الّبكة اجلزائري.
للتجزئة ،مستحقة الدفع حاال ،و ميكن -يف حالة وفاة العميل ،تكون أقساط اإلجيار ،التكاليف و املصاريف و الضرائب و الرسوم غري قابلة
مطالبة ورثة العميل هبا ،غري أنه ميكن للورثة االستفادة من هذا العقد بشرط أن يكونوا قادرين حسب تقدير البنك غري القابل للمراجعة أو املنازعة على
احرتام وأداء التزامات املدين املتوىف.
-يف حالة فسخ عقد شراء األصول املنقولة من البائع األ ول ألي سبب من األسباب و خاصة إذا تعلق األمر بعطب أو عيوب خفية تضر بكامل
األصول املنقولة أو جزء منها.
-وبصفة عامة يف كل احلاالت الواردة يف القانون.
-و يرتتب على فسخ عقد االعتماد االجياري ما يلي:
* عالوة على أقساط اإلجيار املستحقة وغري املدفوعة مع كل ملح قاهتا فأن العميل يكون مدينا مببلغ مايل معادل جملموع أقساط اإلجيار اليت مل حين وقت
استحقاقها عند اتريخ فسخ العقد وكذا كل احلقوق والضرائب والرسوم املستحقة على العميل.
* ال ميكن للعميل أن حيتج أبي حال من األحوال على قيمة مثن البيع أو اإلجيار اجلديد قبل البنك وال على املصاريف اليت التزم هبا هذا األخري وحتملها
بصدد البيع أو اإلجيار.
* أي أتخري يف دفع التعويضات أو جزئ منها املقررة يف الفقرات السابقة ينجر عنها حصول البنك على غرامة التأخري حتتسب بداية من اتريخ
استحقاق التعويضات وفق الشروط املصرفية السارية املفعول لدى البنك.
املادة الثامنة عشر :البياانت والضماانت
يلتزم العميل أن يقدم للبنك البياانت والضماانت التالية:
- -إمضاء و تنفيذ هذا العقد و كل العقود األخرى املتعلقة به مت ترخيصه من قبل اجلهاز واملخول قانوان للعميل وال تشكل أبي حال من
األحوال انتهاكا لبنود أي عقد آخر أبرمه أو يّبمه العميل.
-يسمح القانون األساسي و/أو اهليكل التنظيمي للعميل ملمثله إببرام هذا العقد.
-يلتزم العميل بصفة قطعية دون قيد أو شرط اباللتزامات املكتتبة أو اليت سيتم اكتتاهبا مبوجب هذا العقد وكل التصرفات املرتبطة به.
-لقد مت احلصول على كافة الرتاخيص اإلدارية إلمضاء وتنفيذ هذا العقد السيما ابلنظر إىل التشريع والتنظيم الساري املفعول.
417
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
يف حالة قيام البنك إبجراء قضائي بصدد نزاع متعلق هبذا العقد ال ميكن طلب أية حصانة قضائية أو تنفيذية لغرض االعرتاض علي حجز -
األموال سواء من قبل العميل أو ابمسه.
-قد رخص للعميل بوصفه خاضعا لقانون اجلمارك للقيام بكل اإلجراءات القانونية اليت تسمح هبا.
يلتزم العميل طيلة مدة هذا العقد ب :
-تنفيذ التزاماته التعاقدية وكل التصرفات املرتبطة هبا يف آجاهلا والسيما؛
-احلصول على مجيع الرتاخيص الضرورية لتنفيذ التزامات هذا العقد والعمل على بقاء سرايهنا.
-االمتناع عن تعديل أي عقد أو تصرف متعلق هبذا العقد بدون املوافقة املسبقة للبنك.
-احرتام كافة االلتزامات املنصوص عليها يف عقد شراء األصول املنقولة من البائع األول.
-إبرام عقد صيانة على األصول املنقولة مع شركة صيانة مؤهلة واإلبقاء على سراينه.
تبقي التصرحيات والضماانت املذكورة يف هذه املادة سارية املفعول طيلة مدة هذا العقد.
املادة التاسعة عشر :حق الرجوع
يتحمل العميل على عاتقه تبعة كل رجوع ضد البائع األول وكل نزاع مع هذا األخري.
خيول البنك للعميل كل احلقوق والرجوعات اليت حيق له التمسك هبا ضد البائع األول علي سبيل الضمان القانوين أو التعاقدي اليت ترتبط عادة مبلكية
األصول املنقولة.
املادة العشرون :سراين العقد
ال يبدأ سراين التزامات البنك والعميل املنصوص عليها يف هذا العقد اال بعد إمتام عملية شراء واستالم األصول غري املنقولة املراد أتجريها.
املادة الواحدة والعشرون :اإلطار القانوين والشرعي
خيضع هذا العقد مبا ال يتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية السمحة إىل القانون اجلزائري السيما أحكام األمر رقم 09/96املؤرخ يف 10جانفي
1996املتعلق ابالعتماد االجياري واملرسوم التنفيذي رقم 92/06املؤرخ يف 20فيفري 2006املتضمن كيفيات شهر عقد االعتماد االجياري
لألصول املنقولة.
املادة الثانية والعشرون :الضماانت
ضماان لتسديد أقساط اإلجيار ،النفقات واملصاريف األخرى وبصفة عامة كل االلتزامات املنصوص عليها يف هذا العقد يلتزم العميل بتخصيص كل
الضماانت العينية و /أو الشخصية اليت يطلبها البنك.
املادة الثالثة والعشرون :املصاريف واحلقوق
اتفق الطرفان أن تكون كل املصاريف ،احلقوق واألتعاب مبا فيها ويف حالة اضطرار البنك اىل دفعها يف إطار نزاع حمتمل ،أتعاب احملامني واحملضرين
القضائيني وحمافظي البيع ابملزاد وكذا مصاريف اإلجراءات اليت قد يتخذها البنك لتحصيل مبلغ اإلجيارات اخلاصة هبذا العقد أو املرتتبة عنه حاال
ومستقبال على عاتق العميل وحده الذي يوافق على ذلك صراحة وذلك أبن يدفعها مباشرة أو خبصمها من حسابه أو حساابته املفتوحة لدى البنك.
املادة الرابعة والعشرون :الواثئق املرتبطة ابلعقد
تعتّب مرفقات العقد وملحقاته وأي مستندات أخرى يتفق عليها الطرفان ،كتابيا جزءا ال يتجزأ من هذا العقد ومكمال له.
املادة اخلامسة والعشرون :املوطن
لتنفيذ هذا العقد ،اختار الطرفان موطنا هلما العناوين املذكورة يف التمهيد أعاله.
املادة السادسة والعشرون :النزاعات
418
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
كل خالف متعلق بتفسري أو تنفيذ هذا العقد يرفع إىل احملكمة اليت يقع املقر الرئيسي للبنك يف دائرة اختصاصها ،دون أن مينع ذلك املؤجر من إمكانية
اللجوء إىل أية حمكمة أخرى ميلك يف دائرة اختصاصها املستأجر أصوال.
يتخلى املستأجر صراحة أمام احملاكم عن التمسك أبي امتياز ابحلصانة القضائية أو التنفيذية الذي قد ميكنه االستفادة منه.
املادة السابعة والعشرون :عدد النسخ
حرر هذا العقد من مخس نسخ أصلية موقعة من الطرفني إبرادة حرة خالية من العيوب الشرعية والقانونية.
حرر ب . . . . . . . . . . . . . . . . . .في . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
419
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
420
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
421
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
422
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
423
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
424
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
425
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
426
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
427
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
428
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
429
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
430
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
431
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
432
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
433
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
434
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
الملحق رقم ()17
المرسوم التنفيذي المتعلق بإنشاء صندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
435
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
436
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
437
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المالحق
438
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المراجــــــــــــع
قائمة املراجع
-املراجع ابللغة العربية
-1املراجع العامة
-أمحد توفيق مجيل ،وشريف بقة علي ،اإلدارة املالية ،الدار اجلامعية ،بريوت ،لبنان.1998 ،
-أمحد اخلضريي حمسن ،الديون املتعثرة ،الظاهرة ،األسباب ،العالج ،دار يرتك للنشر والتوزيع ،مصر ،الطبعة.1996 ،1
-أمين عزت امليداين حممد ،اإلدارة التمويلية يف الشركات ،جامعة الظهران ،السعودية.1993 ،
-أمين عزت امليداين حممد ،اإلدارة التمويلية ،مكتبة العبيكان ،الطبعة ،2السعودية.1999 ،
-إبراهيم هندي منري ،اإلدارة املالية ،مدخل حتليلي معاصر ،املكتب العريب احلديث ،القاهرة ،مصر ،الطبعة.1999 ،1
-إبراهيم هندي منري ،األوراق املالية وأسواق رأس املال ،مركز الدالتا للطباعة والنشر ،االسكندرية ،مصر.2000 ،
-إبراهيم شريفات خلدون ،إدارة وحتليل مايل ،دار وائل للنشر ،بريوت ،لبنان2001 ،
-إبراهيم سعد نبيل ،حنو قانون خاص ابالئتمان ،منشأة املعارف ،القاهرة.1999 ،
-بلحاسل منزلة ليلى ،ميزات املؤسسة ذات الشخص الواحد وذات املسؤولية احملدودة ،دراسة مقارنة ،ابن خلدون للنشر
والتوزيع ،وهران.2006 ،
-خبراز يعدل فريدة ،تقنيات وسياسات التسيري املصريف ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،الطبعة ،3اجلزائر.2005 ،
-برهان الدين مجال ،السندات التجارية يف القانون التجاري اجلزائري ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،الطبعة،2
.1988
-بوراس أمحد ،متويل املنشآت االقتصادية ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة.2008 ،
-بلودنني أمحد ،الوجيز يف القانون البنكي اجلزائري ،دار بلقيس ،الدار البيضاء ،اجلزائر.2009 ،
-بوعرتوس عبد احلق ،الوجيز يف البنوك التجارية ،دار النشر ،قسنطينة.2000 ،
-مجيل حسني الفتالوي مسري ،العقود التجارية اجلزائرية ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،طبعة.2001
-حنفي عبد الغفار ،أساسيات االستثمار والتمويل ،مؤسسة شباب اجلامعة ،االسكندرية ،مصر2000
-دادي عدون انصر ،اقتصاد املؤسسة ،داال احملمدية العامة ،اجلزائر ،الطبعة.1998 ،2
-رمضان زايد ،إدارة األعمال املصرفية ،دار الصفاء للطباعة والنشر والتوزيع ،األردن ،الطبعة.1997 ،6
-رضا أرشيد عبد املعطي ،وأمحد جودة حمفوظ ،إدارة االئتمان ،دار وائل للنشر ،األردن.1999 ،
-رفعت إمساعيل عثمان ،متويل املشروعات ،مطبعة العابدين ،القاهرة.1996 ،
-رشدي شيحة مصطفى ،االقتصاد النقدي واملصريف ،دار املعرفة اجلامعية ،مصر.1995 ،
439
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المراجــــــــــــع
-راشد راشد ،األوراق التجارية ،اإلفالس والتسوية القضائية يف القانون التجاري اجلزائري ،ديوان املطبوعات اجلامعية،
اجلزائر ،الطبعة.2005 ،5
-زاهية حورية سي يوسف ،الوايف يف عقد الرهن الرمسي يف القانون املدين اجلزائري ،دار هومة اجلزائر.2015 ،
-زراوي صاحل فرحة ،الكامل يف القانون التجاري ،احملل التجاري ،احلقوق الفكرية ،ابن خلدون للنشر والتوزيع ،وهران،
.2001
-زراوي صاحل فرحة ،الكامل يف القانون التجاري اجلزائري ،احلقوق الفكرية ،حقوق امللكية الصناعية والتجارية وحقوق
امللكية األدبية والفنية ،ابن خلدون للنشر والتوزيع ،وهران.2006 ،
-الزغيب هيثم حممد ،اإلدارة والتحليل املايل ،دارالفكرللطباعة والنشر والتوزيع ،عمان.2000 ،
-زويلف حسن مهدي ،إدارة املوارد البشرية،مدخل كمي ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،عمان.2001 ،
-كمال طه مصطفى ،القانون التجاري ،الدار اجلامعية ،بريوت ،لبنان.1991 ،
-كمال طه مصطفى ،البنوك ،الدار اجلامعية ،بريوت ،لبنان.1991 ،
-كمال خليل احلمزاوي حممد ،اقتصادايت االئتمان املصريف ،منشأة املعارف ،االسكندرية ،الطبعة.2000 ،2
-لطرش الطاهر ،تقنيات البنوك ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،الطبعة.2007 ،6
-لعشب حمفوظ ،القانون املصريف ،سلسلة القانون االقتصادي ،املطبعة احلديثة للفنون املطبعية احلديثة ،اجلزائر.2001 ،
-لطفي مجعة عبد الغين ،موسوعة القضاء يف املواد التجارية ،املؤسسة املصرية ،مصر.1998 ،
-خمتار إبراهيم ،التمويل املصريف منهاج الختاذ القرارات ،مكتبة االجنلو املصرية ،القاهرة ،مصر ،الطبعة.1987 ،2
-الصاحلي كامران ،بيع احملل التجاري يف التشريع املقارن ،دراسة مقارنة ،مكتبة الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،
.1998
-صاحل فريد ،ونصر موسى ،املصرف واألعمال املصرفية ،األهلية للنشر والتوزيع ،بريوت ،لبنان.1997 ،
-العبيدي على عبد اهلادي ،الوجيز يف شرح القانون املدين ،احلقوق العينية التبعية ،دار الثقافة ،عمان.2005 ،
-عمورة عمار ،الوجيز يف شرح القانون التجاري اجلزائري ،دار املعرفة ،اجلزائر ،الطبعة.2000
-صاحلي العيد ،الوجيز يف شرح قانون اإلجراءات اجلبائية ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،اجلزائر.2005 ،
-صخري عمر ،اقتصاد املؤسسة ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر.2006 ،
-علي خربوش حسني ،االستثمار والتمويل بني النظرية والتطبيق ،عمان ،األردن.1990 ،
-عرب صبحي ،حماضرات يف القانون التجاري ،األسناد التجارية ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر.2000 ،
-فاضلي إدريس ،املدخل إىل امللكية الفكرية ،امللكية األدبية والفنية والصناعية ،دار هومة ،اجلزائر.2004 ،
440
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المراجــــــــــــع
-فضيل اندية ،األوراق التجارية يف القانون اجلزائري ،دار هومة ،اجلزائر (ب .س .ن).
-فضيل اندية ،أحكام الشركات طبقا للقانون التجاري اجلزائري ،شركات األشخاص ،دار هومة ،اجلزائر.2002 ،
-فضيل اندية ،النظام القانوين للمحل التجاري ،احملل التجاري والعمليات الواردة عليه ،دار هومة ،اجلزائر.2011 ،
-قدوج محامة ،عملية إبرام الصفقات العمومية يف القانون اجلزائري ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر.2000 ،
-القزويين شاكر ،حماضرات يف اقتصاد البنوك ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر.2000 ،
-سعد هللا عمر ،القانون الدويل حلل النزاعات ،دار هومة ،اجلزائر.2008 ،
-حممد سالمة ،دراسة اجلدوى واملشروعات الصناعية ،مكتبة غريب ،مصر( ،ب .س .ن).
-اهلواري سيد ،إدارة البنوك ،مكتبة عني مشس ،القاهرة ،مصر.1983 ،
-وفا عبد الباسط ،مؤسسات رأمسال املخاطر ودورها يف تدعيم املشروعات الناشئة ،دار النهضة العربية ،مطبعة اإلسراء،
.2001
-2املراجع اخلاصة:
-إبراهيم نبيل سعد ،التأمينات العينية والشخصية ،منشأة املعارف ،االسكندرية ،مصر( ،ب .س .ن).
-إمساعيل إبراهيم إبراهيم ،الضمان التجاري يف األوراق التجارية ،دراسة مقارنة ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،مصر.1999 ،
-اببكر أمحد عثمان ،وسعد هللا رضا ،إدارة املخاطر ،حتليل قضااي يف الصناعة املالية اإلسالمية ،جدة ،السعودية ،الطبعة،1
.2003
-البارودي علي ،القانون التجاري ،العقود وعمليات البنوك ،الدار اجلامعية ،بريوت ،لبنان.1991 ،
-برااين كوبل ،حتديد خماطر االئتمان ،دار الفاروق للنشر والتوزيع ،الطبعة العربية األوىل ،مصر.2008 ،
-بن غامن علي ،الوجيز يف القانون التجاري وقانون األعمال ،املؤسسة الوطنية للفنون املطبعية ،اجلزائر.2002 ،
-تناغو مسري عبد السيد ،التأمينات الشخصية والعينية ،توزيع منشأة املعارف ،االسكندرية.1996 ،
-ابلعيساوي حممد الطاهر ،الوجيز يف شرح األوراق التجارية ،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ،اجلزائر ،الطبعة ،2
.2008
-هبجت عبد هللا ،قايد حممد ،عمليات البنوك واإلفالس ،الودائع املصرفية ،االئتمان ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،الطبعة،2
.2000
-مجال الدين عوض علي ،عمليات البنوك من الوجهة القانونية ،املكتبة القانونية ،مصر.1993 ،
-مجال الدين عوض علي ،االعتمادات املصرفية وضماانهتا ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر.1994 ،
441
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المراجــــــــــــع
-حنفي عبد الغفار ،أبو قحف عبد السالم ،اإلدارة احلديثة يف البنوك التجارية ،املكتب العريب احلديث ،مصر.1993 ،
-راغب النجار فريد ،إدارة االئتمان والقروض املصرفية املتعثرة ،مؤسسة شباب اجلامعة ،مصر.2000 ،
-زيدان علي الدين ،املوسوعة التجارية احلديثة ،مكتب اإلصدارات القانونية ،القاهرة.2004 ،
-الكيالين حممود ،املوسوعة التجارية واملصرفية ،عمليات البنوك ،دراسة مقارنة ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان.2008 ،
-عبد العال محاد طارق ،إدارة املخاطر ،الدار اجلامعية ،مصر.2003 ،
-عبد العال محاد طارق ،حوكمة الشركات ،تطبيقات احلوكمة يف املصارف ،الدار اجلامعية ،االسكندرية ،مصر.2005 ،
-غنيم أمحد ،صناعة قرارات االئتمان والتمويل يف إطار االسرتاتيجية الشاملة للبنك ،مطابع املستقبل ،مصر ،الطبعة،1
.2003
-قايد حممد هبجت عبد هللا ،عمليات البنوك واإلفالس ،الودائع املصرفية ،االئتمان املصريف ،دار النهضة العربية ،القاهرة،
ط.2000 ،2
-السعدي حممد صّبي ،الواضح يف شرح القانون املدين ،التأمينات العينية ،دار اهلدى ،عني مليلة ،اجلزائر ،طبعة.2010
-سيد أمحد إبراهيم ،املنع من التصرف فقها وقضاء ،دار الكتب القانونية ،مصر.2005 ،
-شريفي نسرين ،السندات التجارية يف القانون التجاري ،دار بلقيس للنشر والتوزيع ،اجلزائر ،ط.2013 ،1
-الشواريب حممد ،الشواريب عبد احلميد ،إدارة خماطر التعثر املصريف من وجهيت النظر املصرفية والقانونية،املكتب اجلامعي
احلديث ،القاهرة.2007 ،
-شوقي بناسي ،أحكام عقد الرهن الرمسي يف القانون املدين اجلزائري ،دار هومة ،اجلزائر.2009 ،
-حمند أمقران بوبشري ،قانون اإلجراءات املدنية ،نظرية الدعوى ،نظرية اخلصومة ،اإلجراءات االستثنائية ،طبعة ،2008
ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر.
-ايملكي أكرم ،األوراق التجارية والعمليات املصرفية ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،ط ،1اإلصدار ،04
.2009
-3املصادر الرمسية:
أ -النصوص القانونية اجلزائرية (حسب التسلسل التارخيي):
-األمر رقم 86-66املؤرخ يف 28أفريل 1966املتعلق ابلرسوم والنماذج الصناعية ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،35املؤرخ
يف3ماي.1966
442
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المراجــــــــــــع
-األمر رقم 74-75املؤرخ يف12نوفمّب1975املتعلق ابملسح العام لألراضي وأتسيس السجل العقاري العام ،اجلريدة
الرمسية ،العدد .1975/11/18 ،92
-املرسوم رقم 63-76املتضمن أتسيس السجل العقاري ،املؤرخ يف 25مارس ،1976اجلريدة الرمسية ،العدد ،30املؤرخ
يف 13أفريل ،1976املعدل واملتمم ابملرسوم رقم 210-80املؤرخ يف 13سبتمّب ،1980اجلريدة الرمسية ،العدد،38
املؤرخ يف 16سبتمّب ،1980املعدل واملتمم ابملرسوم التنفيذي رقم 123-93املؤرخ يف 19ماي ،1993اجلريدة الرمسية،
العدد ،34املؤرخ يف 23ماي ،1993ص.14
-القانون رقم 01-88املؤرخ يف 12يناير 1988املتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية ،اجلريدة
الرمسية ،العدد ،2الصادر يف13يناير .1988
-قانون النقد والقرض رقم 10-90املؤرخ يف 14أفريل1990املتعلق ابلنقد والقرض ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،16املؤرخ
يف18أفريل.1990
-القانون رقم 10-91املؤرخ يف 27أفريل 1991املتعلق ابألوقاف ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،21املؤرخ يف 08ماي
.1991
-املرسوم التشريعي رقم 08-93املؤرخ يف 25أفريل1993املعدل واملتمم لألمر رقم 59-75املؤرخ يف 26سبتمّب
1975املتضمن القانون التجاري ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،27الصادر يف27أفريل.1993
-األمر رقم07-95الصادريف 25يناير1995املتعلق بقانون التأمينات ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،13املؤرخ يف8
مارس ،1995املعدل واملتمم ابلقانون رقم 04-06املؤرخ يف 20فّباير.2006
-النظام رقم04-95املؤرخ يف20أفريل1995يعدل ويتمم النظام رقم 09-91الذي حيد قواعد احلذر ،اجلريدة الرمسية،
العدد ،39املؤرخ يف 25أفريل.1995
-القانون رقم 06-96املتعلق بتأمني القرض عند التصدير ،الصادر يف 10جانفي ،1996اجلريدة الرمسية ،العدد ،3
املؤرخ يف 14جانفي .1996
-األمررقم09-96املؤرخ يف10يناير1996املتعلق ابالعتماد االجياري ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،3املؤرخ يف14يناير.1996
-األمر رقم 296-96املؤرخ يف08سبتمّب 1996املتضمن إنشاء الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب ،اجلريدة الرمسية ،العدد
11 ،52سبيتمّب .1996
-املرسوم التنفيذي رقم41-97املؤرخ يف18يناير1997املتعلق بشروط القيد يف السجل التجاري املعدل واملتمم ،اجلريدة
الرمسية ،العدد ،5املؤرخ يف 19يناير ،1997والتتميم ،اجلريدة الرمسية ،العدد57املؤرخ يف27أوت.1997
-املرسوم التنفيذي رقم 68-98املؤرخ يف 21فّباير1998املتضمن إنشاء املعهد الوطين اجلزائري للملكية الصناعية،
اجلريدة الرمسية ،العدد ،11املؤرخ يف1مارس.1998
443
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المراجــــــــــــع
-القانون رقم 05-98املؤرخ يف 25جوان 1998املتضمن القانون البحري ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،47املؤرخ يف 27
جوان .1998
-املرسوم التنفيذي رقم 109-98املؤرخ يف4أفريل1998الذي حيدد كيفيات حتويل الصالحيات املخولة ملكاتب الضبط
يف احملاكم املتعلقة مبسك السجالت العمومية للبيوع ورهون حيازة للمحالت التجارية وإجراءات قيد االمتياز املتصلة هبا
إىل املركز الوطين للسجل التجاري ومأموري املركز الوطين للسجل التجاري ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،20املؤرخ
يف5أفريل.1998
-القرار املؤرخ يف 28جويلية 1998يتضمن التعريفات اليت يطبقها املركز الوطين للسجل التجاري بعنوان مسك السجالت
العمومية للبيوع ورهون حيازة احملالت التجارية وأدوات ومعدات التجهيز ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،57املؤرخ
يف5أوت.1998
-القرار املؤرخ يف 4أكتوبر1998حيدد شكل اجلداول املتعلقة بقيد االمتيازات املرتبطة ببيع احملل التجاري ورهنه احليازي،
اجلريدة الرمسية ،العدد ،86املؤرخ يف18نوفمّب.1998
-املرسوم التنفيذي رقم 200-98املؤرخ يف 9جوان 1998املتضمن إحداث الكفالة لضمان أخطار القروض املمنوح إايها
للشباب ذوي املشاريع وحتديد قانونه األساسي ،اجلريدة الرمسية ،العدد 42املؤرخ يف 14جوان ،1998املعدل واملتمم
ابملرسوم رقم 289-03املؤرخ يف 6سبتمّب ،2003اجلريدة الرمسية ،العدد 54املؤرخ يف 10سبتمّب.2003
-املرسوم التنفيذي 44-99املؤرخ يف13فّباير1999يتضمن إنشاء صندوق ضمان األخطار النامجة عن القروض املصغرة،
اجلريدة الرمسية ،العدد ،8املؤرخ يف14فّباير.1999
-القانون رقم 18-01املؤرخ يف12ديسمّب2001املتضمن القانون التوجيهي لرتقية املؤسسااتلصغرية واملتوسطة ،اجلريدة
الرمسية ،العدد .2001/12/15 ،77املعدل واملتمم ابلقانون رقم02-17الصادريف10جانفي2017املتضمن القانون
التوجيهي لتطوير املؤسسات الصغرية واملتوسطة ،اجلريدة الرمسية ،العدد 02املؤرخ يف 11جانفي.2017
-املرسوم التنفيذي رقم250-02املؤرخ يف24أوت2002املتعلق ابلصفقات العمومية .املعدل واملتمم ابملرسوم الرائسي رقم
247-15املؤرخ يف -16سبتمّب ،2015اجلريدة الرمسية ،العدد ،50املؤرخ يف 20سبتمّب .2015
-املرسوم التنفيذي رقم373-02املؤرخ يف11نوفمّب2002املتعلق بصندوق ضمان القروض.
-القانون رقم 11-02املؤرخ يف 24ديسمّب ،2002املتضمن قانون املالية لسنة ،2003اجلريدة الرمسية ،العدد ،86
سنة ،2002املعدلة مبوجب املادة 56من القانون رقم 16-05املؤرخ يف 31ديسمّب 2005املتضمن قانون املالية
لسنة ،2006اجلريدة الرمسية ،العدد 85لسنة ،2005واملادة 1من املرسوم التنفيذي رقم 132-06املؤرخ يف 3
أفريل 2006املتضمن الرهن القانوين املؤسس للبنوك واملؤسسات املالية ومؤسسات أخرى ،اجلريدة الرمسية ،العدد 21
املؤرخ يف 5أفريل .2006
444
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المراجــــــــــــع
445
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المراجــــــــــــع
-قانون املالية التكميلي رقم 01-09املؤرخ يف 22جويلية ،2009اجلريدة الرمسية ،العدد ،44املؤرخ يف 26جويلية
.2009
-املرسوم التنفيذي رقم01-10املؤرخ يف29جوان2010املتعلق مبهن اخلبري احملاسب املعتمد ،اجلريدة الرمسية ،العدد،42
املؤرخ يف11جويلية.2010
-املرسوم التنفيذي رقم120-14املؤرخ يف24مارس2014املتضمن التصريح التشخيصي للمؤسسات الصغرية واملتوسطة،
اجلريدة الرمسية ،العدد ،17املؤرخ يف 02أفريل ،2014املعدل واملتمم للمرسوم التنفيذي رقم 374-03املؤرخ يف
30أكتوبر ،2003اجلريدة الرمسية ،العدد ،67املؤرخ يف 05نوفمّب .2003
-القانون رقم 09-16املؤرخ يف 03أوت 2016املتعلق برتقية االستثمار ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،46املؤرخ يف 03
أوت .2016
-املقرر رقم 01-17مؤرخ يف 02جانفي ،2017يتضمن نشر قائمة البنوك وقائمة املؤسسات املالية املعتمدة يف اجلزائر،
اجلريدة الرمسية ،العدد ،02املؤرخ يف 11جانفي .2017
-مشروع تعديل قانون النقد والقرض رقم .11-03والذي أصبح قانوان مبوجب القانون رقم 10-17املؤرخ يف 11
أكتوبر 2017املتضمن النقد والقرض ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،57املؤرخ يف 12أكتور ،2017ص.04
446
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المراجــــــــــــع
-النظام رقم 07-96املؤرخ يف 03جويلية 1996املتضمن تنظيم مركزية امليزانيات وسريها ،اجلريدة الرمسية ،العدد،66
املؤرخ يف 27أكتوبر.1996
-النظام رقم 01/2000املؤرخ يف 13فيفري ،2000يتعلق إبعادة اخلصم والقروض املمنوحة للبنوك واملؤسسات املالية،
اجلريدة الرمسية ،العدد ،12املؤرخ يف 12مارس .2000
-النظام رقم 03-02املؤرخ يف 14نوفمّب 2002املتضمن املراقبة الداخلية للبنوك واملؤسسات املالية ،اجلريدة الرمسية،
العدد ،84املؤرخ يف 18ديسمّب .2002املعدل واملتمم ابلنظام رقم 08 -11املؤرخ يف 28نوفمّب ،2011اجلريدة
الرمسية ،العدد ،47املؤرخ يف 29أوت .2012
-النظام رقم 01-04املؤرخ يف 04مارس 2004املتضمن احلد األدىن لرأمسال البنوك واملؤسسات املالية العاملة يف
اجلزائر ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،27املؤرخ يف 28أفريل .2004املعدل واملتمم ابلنظام رقم 04-08املؤرخ
يف23ديسمّب ،2008اجلريدة الرمسية ،العدد ،72املؤرخ يف 24ديسمّب.2008
-النظام رقم 04-04املؤرخ يف 19جويلية 2004املتضمن حتديد نسبة معامل األموال اخلاصة واملوارد الدائمة ،اجلريدة
الرمسية ،العدد 67املؤرخ يف 24أكتوبر .2004
-النظام رقم 04-11املؤرخ يف 24ماي 2011يتضمن تعريف وقياس وتسيري ورقابة خطر السيولة ،اجلريدة الرمسية،
العدد ،54املؤرخ يف 02أكتوبر .2011
-النظام رقم 08-11املؤرخ يف 28نوفمّب 2011املتضمن الرقابة الداخلية ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،47املؤرخ يف 29
أوت .2012
-النظام رقم 01-14املؤرخ يف 16فيفري ،2014املتضمن نسبة املالءة املطبقة على البنوك واملؤسسات املالية ،اجلريدة
الرمسية ،العدد ،56املؤرخ يف ،2014/09/25ص.21
-النظام رقم 02-14املؤرخ يف 16فيفري ،2014املتضمن املخاطر الكّبى واملسامهات ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،56
املؤرخ يف ،2014/09/25ص.28
-النظام رقم 03-14املؤرخ يف 16فيفري ،2014املتضمن تصنيف املستحقات واإللتزامات ابلتوقيع للبنوك واملؤسسات
املالية وتكوين املؤوانت عليها ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،56املؤرخ يف ،2014/09/25ص.32
ج-اجملالت القضائية:
-اجمللة القضائية ،1990 ،العدد ،4ص.16
-اجمللة القضائية ،1991 ،العدد األول والثاين.
447
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المراجــــــــــــع
-قرار احملكمة العليا الصادر بتاريخ 25مارس 1992حتت رقم ،81688وقرار آخر صادر يف 21مارس 2007حتت
رقم 347927
-نشرة القضاة ،العدد ،1997 ،51ص.7
-اجمللة القضائية ،1997 ،العدد األول ،ص .34
-قرار احملكمة العليا حتت رقم 310-157املؤرخ يف ،1997-7-16اجمللة القضائية ،العدد ،1997 ،1ص34
-اجمللة القضائية ،2001 ،العدد األول ،ص.209
-قرار احملكمة العليا ،رقم 264039الصادر بتاريخ 2002/10/09بني القرض الشعيب الوطين وكالة 30وديوان الرتقية
والتسيري العقاري.
-اجمللة القضائية ،2003 ،العدد األول ،ص.273
-امللف رقم ،236457قرار بتاريخ 01جويلية ،2003اجمللة القضائية ،العدد ،01سنة .2003
-اجمللة القضائية ،2006 ،العدد الثاين ،ص .249-241
-اجمللة القضائية ،2007 ،العدد الثاين ،ص .342
-اجمللة القضائية ،2008 ،العدد األول ،ص 75و163و169و.183
-قضية بني البنك الوطين و((ش .ذ .م .م( ) .ع)) ،حكم صادر يف .2008-07-13
-قرار احملكمة العليا ،املؤرخ يف ،2008-05-17امللف رقم ،523832الصادر عن الغرفة التجارية والبحرية. .
-اجمللة القضائية ،2009 ،العدد الثاين ،ص.200
-قرار احملكمة العليا املؤرخ يف 22أكتوبر ،2009اجمللة القضائية ،العدد ،سنة ،2009ص.174 .
-اجمللة القضائية ،2011 ،العدد األول ،ص.198
-اجمللة القضائية ،2012 ،العدد األول ،ص.259-251
-قرارا اللجنة املصرفية ،رقم ،2003/03املؤرخ يف 29ماي ،2003ورقم ،2003/08املؤرخ يف 21أوت ،2003بشأن
بنك اخلليفة والبنك التجاري والصناعي اجلزائري.
-حمكمة االستئناف التجارية ،مراكش ،قرار رقم ،115الصادر بتاريخ 2004-02-10
-القانون املدين املصري رقم ،38اجلريدة الرمسية ،العدد ،22املؤرخ يف 03جوان .1994
-الالئحة التنفيذية رقم 95لسنة 1995املوضوعة ابلقرار رقم 846بتاريخ 1995-12-21الصادرة عن وزارة
االقتصاد والتجارة اخلارجية.
-مدونة التجارة املغريب.
-ميلود مهدي ،أدوات التمويل املصريف الالربوية ودورها يف دعم املؤسسات االقتصادية ،امللتقى الدويل حول :سياسات
التمويل وأثرها على االقتصادايت واملؤسسات جامعة حممد خيضر ،بسكة ،نوفمّب.2006
-عبد هللا خالدأمني ،التحليل املايل لغاية التنبؤ ابلفشل ،جملة املصارف العربية ،العدد ،148عمان.1993 ،
-عبد احلليم عمر حممد ،صيغ التمويل اإلسالمية للمشروعات الصغرية القائمة على أسلوب الدين،كلية العلوم االقتصادية
وعلوم التسيري ،اجلزائر ،ماي.2003
-عقال إلياس ،حبيب كرمية ،زقرير عادل ،مداخلة :دور صندوق ضمان القروض يف إنشاء املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف
اجلزائر ،ملتقى ،جامعة الوادي ،يف 5و6ماي .2013
-فتيحة خومس ،خّباء يقرتحون تعويض القرض ابلشراكة ،اخلّب األسبوعي ،اجلزائر ،العدد ،240من-4
10أكتوبر ،2003ص.5 .
-السعد أمري ،قضااي نظرية يف العوملة املالية ،جملة التواصل ،عنابة ،العدد .2005 ،15
-سعيدي وصاف ،عوداي مولود ،مداخلة :االستثمار البشري كمحدد أساسي لنمو القطاع التصديري ،كلية العلوم
االقتصادية ،جامعة ورقلة9 ،و10مارس .2004
-الشريف رحيان ،التعثر املايل :املراحل ،األسباب والطرق وإجراءات املعاجلة ،جملة التواصل ،املرجع السابق ،ص.118
-قوجيل منصور ،أتخر هتيئة العقار الصناعي يعطل االستثمار ،جريدة اخلّب اليومي ،العدد ،8347اخلميس
1ديسمّب ،2016ص.07
-صاحلي الواسعة زرارة ،مقال :عقد اإلعتماد اإلجيار لألصول املنقول ،جملة العلوم اإلنسانية ،جامعة بسكرة ،العدد -27
،28نوفمّب ،2012ص .356-355
-صواليلي حفيظ ،سعر صرف األورو يالمس 190أورو يف السوق املوازية ،جريدة اخلّب اليومي ،العدد ،8347اخلميس
1ديسمّب ،2016ص.11
-5احملاضرات واملذكرات:
451
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المراجــــــــــــع
-أمقران راضية ،ضماانت البنك يف جمال االئتمان ،مذكرة ماجستري ،عقود ومسؤولية ،كلية احلقوق ،جامعة اجلزائر،
.2001
-أمقران راضية ،خطاابت الضمان املصرفية وموقف الشريعة اإلسالمية منها ،رسالة دكتوراه يف احلقوق ،القانون اخلاص،
جامعة اجلزائر.2014 ،
-آيت عكاش مسري ،تطورات القواعد االحرتازية للبنوك ،رسالة دكتوراه ،كلية العلوم االقتصادية ،جامعة اجلزائر.2013 ،
-بلخريي السعيد ،دور الضماانت البنكية يف التجارة اخلارجية ،مذكرة هناية الدراسة ،ليسانس يف العلوم االقتصادية ،جامعة
اجللفة.2008 ،
-بلعالية أمحد ،حماضرات يف مقياس التأمني ،غري منشورة ،لطلبة الليسانس ،علوم قانونية وإدارية ،جامعة اجللفة.2004 ،
-بن سديرة فوزي ،حماضرات يف القانون املدين ،غري منشورة ،لطلبة الليسانس ،علوم قانونية وإدارية ،جامعة اجللفة،
.2004
-البقريات عبد القادر ،دروس يف القانون التجاري اجلزائري ،الشركات التجارية ،السنة الثالثة ليسانس ،املدرسة الوطنية
لإلدارة ،اجلزائر.2004-2003 ،
-حبار حممد ،حماضرات حول متويل املؤسسة ،غري منشورة ،ماجستري قانون املؤسسة ،كلية احلقوق ،جامعة وهران.2006 ،
-حزام فتيحة ،عقد التمويل املتعلق ابمللكية يف البنوك اإلسالمية ،مذكرة ماجستري ،القانون اخلاص ،كلية احلقوق ،جامعة
اجلزائر.2003 ،
-خالدي اثمر ،خماطر متويل املؤسسة االقتصادية ،مذكرة ماجستري ،القانون اخلاص ،كلية احلقوق ،جامعة وهران.2012 ،
-خثري موالي ،قوانني احلذر واحليطة،حماضرة يف االقتصاد البنكي ،جامعة تلمسان.2008 ،
-دامن حممد ،دراسة نظرية وتطبيقية يف الرهون ،مذكرة خترج لنيل شهادة الليسانس ،علوم قانونية وإدارية ،جامعة اجلزائر،
.2003
-دغنوش العطرة ،البنوك التجارية ودورها يف متويل املؤسسة ،حالة اجلزائر ،مذكرة ماجستري يف العلوم االقتصادية ،فرع نقود
ومالية ،جامعة اجلزائر.2001 ،
-زاينة آيت وازو ،مسؤولية البنك املركزي يف مواجهة األخطار املصرفية ،رسالة دكتوراه علوم ،القانون اخلاص ،كلية احلقوق،
جامعة تيزي وزو.2012 ،
-زراوي صاحل فرحة ،حماضرات يف القانون التجاري ،لطلبة السنة الثالثة ليسانس ،كلية احلقوق ،جامعة وهران.2003 ،
-كمني مسعود ،احلجز العقاري ،مذكرة ماجستري ،قانون األعمال ،جامعة ابتنة.
-للوشي حممد ،األخطار املصرفية ،مذكرة ماجستري ،كلية العلوم االقتصادية ،اجلزائر.2002 ،
452
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المراجــــــــــــع
-لوالشي ليلى ،التمويل املصريف للمؤسسات الصغرية واملتوسطة ،مذكرة ماجستري ،العلوم االقتصادية ،جامعة بسكرة،
.2004
-مرزاق سليمان ،دراسات اجلدوى االقتصادية كأداة الختاذ القرار االستثماري ،مذكرة ماجستري ،كلية العلوم االقتصادية،
اجلزائر.2006 ،
-ملزي عبد الرمحان ،حماضرات يف القانون البحري ،جامعة اجلزائر.2006 ،
-مايدي عبد الرمحان ،خماطر التمويل يف املصارف اإلسالمية ،مذكرة ماجستري ،كلية العلوم اإلسالمية ،جامعة اجلزائر،
.2010
-فياليل بومدين ،اجلوانبالقانونية واالقتصادية لالعتماد االجياري ،دراسة مقارنة ،رسالة دكتوراه ،كلية احلقوق ،جامعة
بلعباس.2001 ،
-قاصدي صورااي ،قواعد االحتياط من املخاطر البنكية يف النظام املصريف اجلزائري ،مذكرة ماجستري ،القانون اخلاص ،جامعة
اجلزائر.2004 ،
-قطوش محيد ،تكييف البنوك التجارية مع اقتصاد السوق ،تسيري املخاطرة البنكية ،مذكرة ماجستري ،العلوم االقتصادية،
جامعة اجلزائر.2000 ،
-فهيمة قسوري ،املسؤولية املدنية لإلعتماد املستندي ،رسالة دكتوراه يف العلوم ،القانون اخلاص ،جامعة بسكرة.2016 ،
-سعدوين معمر ،احلماية القانونية ضد املخاطر البنكية يف ظل التحول حنو اقتصاد السوق ،مذكرة ماجستري ،قانون
األعمال ،جامعة اجلزائر.2001 ،
-شاميب لينده ،االئتمان املصريف ،رسالة دكتوراه ،القانون اخلاص ،كلية احلقوق ،جامعة اجلزائر.2013 ،
-القواميس:
-سهيل إدريس ،وعبد النور جبور ،املنهل ،قاموس فرنسي عريب ،دار اآلداب ،بريوت ،لبنان ،الطبعة.1985 ،8
-ابتسام القرام ،املصطلحات القانونية يف التشريع اجلزائري ،قاموس ابللغتني العربية والفرنسية ،قصر الكتاب ،البليدة،
.1998
453
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المراجــــــــــــع
454
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية المراجــــــــــــع
: المجالت-ج
- Barré, xavier, Lettres d'intentions, J. C. P, banque et crédit,1997.
- Kamel benkaldi, L'ANSEJ signe de nouvelles conventions, journal El
watan, 25 octobre 2003. P5.
- Mathieu Michel, L'exploitant Bancaire et le risque de crédit, revue banque
éditeur, 1995.
- Salah. M, Zéraoui Salah, Farha, Revue entreprise et commerce, Edik, Oran,
N°1, 2005.
455
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الفهرس
الفهرس
مقدمة 1 .......................................... ................................ ................................
فصل متهيدي :أساسيات عن خماطر متويل املؤسسة االقتصادية والضماانت 12.........................................
املبحث األول :أساسيات عن نظام متويل املؤسسة االقتصادية 13..................... ................................
املطلب األول :آليات التمويل التقليدية 13......................................... ................................
الفرع األول :التمويل قصري األجل (13.............................. )Le financement à court terme
أوال :االئتمان التجاري (13................. ................................ )Le crédit commercial
اثنيا :القروض العامة (14...................... ................................ )Les crédits globaux
اثلثا :القروض اخلاصة (16................. ................................ )Les crédits spécifique
الفرع الثاين :التمويل متوسط األجل (19.......................... )Le financement à moyen terme
أوال :قروض املدة (20.............................. ................................ )Crédit de terme
اثنيا :قروض التجهيزات (21............... ................................ )Crédits d'équipements
الفرع الثالث :التمويل طويل األجل (21.............................. )Le financement à long terme
أوال :التمويل عن طريق األسهم (22............................. )Le financement par les actions
اثنيا :التمويل عن طريق السندات (23..................... )Le financement par les obligations
املطلب الثاين :آليات التمويل املستحدثة 24........................................ ................................
الفرع األول :االعتماد االجياري (24....................... ................................ )Le crédit-bail
أوال :االعتماد االجياري العملي (25...................................... )Crédit-bail opérationnel
اثنيا :االعتماد اإلجياري املايل (25............................................. )Crédit-bail financier
اثلثا :القرض االجياري للمنقول (26............................................ )Crédit-bail mobilier
رابعا :القرض االجياري للعقار (27.......................................... )Crédit-bail immobilier
الفرع الثاين :التمويل عن طريق عقد حتويل الفاتورة (27........................................ )Le factoring
أوال :حقوق أطراف عقد حتويل الفاتورة 28.................................... ................................
اثنيا :خدمات الفاكتورينغ 29............... ................................ ................................
الفرع الثالث :التمويل عن طريق رأس املال املخاطر (30................................. )Le capital-risque
املطلب الثالث :آليات التمويل اإلسالمية 31....................................... ................................
الفرع األول :املضاربة 31...................... ................................ ................................
الفرع الثاين :املشاركة 31...................... ................................ ................................
الفرع الثالث :املراحبة 32....................... ................................ ................................
الفرع الرابع :اإلجارة 33....................... ................................ ................................
أوال :اإلجارة التمليكية 33.................. ................................ ................................
اثنيا :اإلجارة التشغيلية 33.................. ................................ ................................
456
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الفهرس
املطلب الثاين :اإلجراءات العملية للتمويل بصيغة االعتماد االجياري 293 .............. ................................
املطلب الثالث :الضماانت املمنوحة للبنك املؤجر 295 .............................. ................................
الفرع األول :اإلجراءات املتبعة لتحقيق الضمان 295 ............................. ................................
أوال :الشهر القانوين لالعتماد االجياري 296 .................................. ................................
اثنيا :الشهر احملاسيب لالعتماد االجياري 299 .................................. ................................
الفرع الثاين :حتقيق الضمان 301 .............. ................................ ................................
املبحث الرابع :الضمان املايل 306 ................. ................................ ................................
املطلب األول :أطراف الضمان املايل 307 ......................................... ................................
الفرع األول :املؤسسة اليت صدر الضمان لصاحلها 307 ........................... ................................
أوال :التعريف هبذا النوع من املؤسسات 308 .................................. ................................
الفرع الثاين :البنك املستفيد من الضمان 310 ................................... ................................
الفرع الثالث :املؤسسة ماحنة الضمان 311 ...................................... ................................
أوال :صندوق الكفالة املشرتكة 311 .......................................... ................................
اثنيا :الصندوقان املخصصان لضمان القروض املوجهة للمؤسسات الصغرية واملتوسطة 313 .........................
املطلب الثاين :حتقيق الضمان لصاحل البنوك 314 ................................... ................................
الفرع األول :على مستوى صندوق الكفالة املشرتكة 315 ......................... ................................
الفرع الثاين :على مستوى صندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغرية واملتوسطة 316 ............................
الفرع الثالث :على مستوى صندوق ضمان قروض االستثمارات للمؤسسات الصغرية واملتوسطة 317 .................
املطلب الثالث :تقييم فعالية الضمان املايل 318 ..................................... ................................
الفرع األول :أمهية الضمان املايل 318 .......................................... ................................
الفرع الثاين :حمدودية فعالية الضمان املايل 319 .................................. ................................
الفصل الثاين :الضماانت مبعناها الواسع 323 ........................................ ................................
املبحث األول :تشخيص املؤسسة االقتصادية 324 .................................. ................................
املطلب األول :تشخيص عناصر املؤسسة االقتصادية 324 ........................... ................................
الفرع األول :تشخيص العناصر العامة 325 ..................................... ................................
أوال :اإلطار القانوين للمؤسسة 325 ......................................... ................................
اثنيا :حتليل الوظيفة اإلدارية 326 ............................................ ................................
اثلثا :دراسة السوق 328 ................... ................................ ................................
رابعا :الدراسة الصناعية 329 ................ ................................ ................................
الفرع الثاين :تشخيص اجلانب املايل للمؤسسة 330 .............................. ................................
املطلب الثاين :االستعالم البنكي 331 ............................................. ................................
الفرع األول :اهليئات املختصة ابلشهر والقيد 332 ................................ ................................
الفرع الثاين :اهليئات املصرفية واملتعاملني مع املؤسسة 333 ......................... ................................
463
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الفهرس
464
الضمانات من مخاطر تمويل المؤسسة االقتصادية الملخص
Financing is an important process for the Bank and the Economic enterprise. For the bank is at the heart of its
functions, and the economic society is in the process of production. But that is not without risks. Most notably
the risk of non-payment, interest rate risk, exchange rate and liquidity risk.
There fore, it is customary that the bank, once it has carried out the financing process, requires traditional
guarantees, personal guarantees and real guarantees. and new guarantees; insurance; the guarantee letter; the
financial guarantee; and the right of title as collateral. Guarantees in their broadest sense, any mechanism the
bank can use to protect its credit, prudential rules and banking supervision mechanism.
The mechanisms of finance are developing, and the risks associated with them are also in development.
Therefore, the means of protection must also be in constant development. This is because the banks are exposed
to crises until we are facing financial crises that threaten the bankruptcy of countries, not only banks and
financial institutions. , And on the other hand, what traditional guarantees of a crises is are known to mean that
they do not achieve the desired effectiveness in the protection of credit. Today they are merely a means of
threatening the debtor or a bailout.Therefore, it is necessary to make changes to traditional guarantees in the
interest of the creditor as did the Egyptian and French legislators.
Keywords: economic enterprise; bank; financing; risks; personal guarantees; real guarantees; precautionary
rules; banking supervision.
Le financement est un processus important pour la Banque et l'entreprise économique. Car la banque est au
cœur de ses fonctions, et l'entreprise économique est en cours de production. Mais ce n'est pas sans risques. Plus
particulièrement le risque de non-paiement, le risque de taux d'intérêt, le taux de change et le risque de liquidité.
Par conséquent, il est habituel que la banque, une fois qu'elle ait procédé au processus de financement, exige
des garanties traditionnelles ; des garanties personnelles et des garanties réelles. et nouvelles garanties ;
L'assurance, la lettre de garantie, la garantie financière et le droit de propriété en garantie. et Garanties dans leur
sens le plus large, tout mécanisme que la banque peut utiliser pour protéger son crédit, ses règles prudentielles et
son mécanisme de supervision bancaire.
Les mécanismes de financement se développent et les risques associés à eux sont également en
développement. Par conséquent, les moyens de protection doivent également être en constante évolution. Les
banques sont exposées à des crises jusqu'à ce que nous traversons des crises financières qui menacent la faillite
des pays, pas seulement les banques et les établissements financières. Et, d'autre part, quelles sont les garanties
traditionnelles d'une crise qui signifient qu'elles n'atteignent pas l'efficacité souhaitée dans la protection du crédit.
Aujourd'hui, elles ne constituent qu'un moyen de menacer le débiteur ou un plan de sauvetage. Par conséquent, il
est nécessaire d'apporter des modifications aux garanties traditionnelles dans l'intérêt du créancier, tout comme
les législateurs égyptiens et français.
Mots-clés : entreprise économique ; banque, financement, risques; garantie personnelle; garantie réels; Règles
prudentielles; controle bancaire.
465