You are on page 1of 139

‫رساةل لنيل دبلوم املاسرت يف القانون اخلاص‬

‫ختصص املالية التشاركية‬


‫الفوج‪ :‬الثاين‬

‫التأمني التكافمي يف البنوك التشاركية‬

‫حتت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬


‫الدكتور‪ :‬ناصر مشكوري متيوي‬ ‫مسية العيد‬

‫جلنــــة املناقشــة‬
‫‪ ‬الدكتور ناصر مشكوري متيوي‪...................................................‬مشرفا ورئيسا‬
‫‪ ‬الدكتورة كنزة حرشي ‪...............................................................................‬عضوا‬
‫‪ ‬الدكتورة نرجس البكوري‪............................................................................‬عضوا‬

‫السنة اجلامعية‪0200-0202 :‬‬

‫‪1‬‬
‫أتقدم بالشكر الجزيل وفائق التقدير واالحترام إلى أستاذي‬
‫الفاضل الدكتور ناصر متيوي مشكوري الذي تكبد عناء اإلشراف‬
‫على هذا العمل المتواضع من خالل توجيهاته السديدة ومالحظاته‬
‫القيمة‪.‬‬

‫والشكر موصول لؤلستاذتين الفاضلتين الدكتورة كنزة حرشي‬


‫والدكتورة نرجس البكوري على قبولهما مناقشة هذا البحث‬
‫المتواضع‪.‬‬

‫وتحية شكر وامتنان إلى كل أساتذتي الكرام الذين أطروني‬


‫خالل مرحلة دراستي بسلك الماستر‪.‬‬

‫ومني جزيل الشكر واالمتنان لكل من ساهم من قريب أو بعيد‬


‫في خروج هذا البحث المتواضع إلى حيز الوجود‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫إلهي سيدي وسندي ال يكون للحظات طعم دون ذكرك‪ ،‬وال يكون لآلخرة حسن إال‬
‫بعفوك وال للجنة لذة إال برؤيتك‪.‬‬

‫إلى سيد الخلق‪ ،‬إلى من أدى األمانة على أكمل وجه‪ ،‬إلى من أخرج الناس من‬
‫الظلمات إلى النور‪.‬‬

‫إلى من قال اهلل تعالى في حقهما‪" :‬وبالوالدين إحسانا"‪ ،‬إلى من أرضعتي الطموح‬
‫والتفاؤل‪ ،‬إلى من أزاحت الشواك عن طريقي لتبلغني طريق المعرفة‪ ،‬إلى نبع الصبر‬
‫واألمل‪ ،‬إلى من تتنازل عن حقها ألجلي‪ ،‬إلى من ال يطيب الوجود إال بها‪.‬‬

‫أمي الغالية‬

‫إلى من أحمل اسمه بكل فخر‪ ،‬إلى من كلت أنامله ليقدم لنا قطعة خبز‪ ،‬إلى سندي‬
‫في الحياة‪ ،‬إلى الذي ضحى من أجل ثقافتي ومنحني من طاقات مادية ومعنوية‪.‬‬

‫أبي الموقر‬

‫إلى من تضرعوا إلى اهلل طالبين لي التوفيق‪ ،‬إلى من أسدوا لي النصح‪.‬‬

‫أخواتي العزيزات وأخي العزيز‬

‫إلى من قضيت معهم أجمل أيام العمر‬

‫رفيقاتي ورفقائي في الجامعة‬

‫إلى كل من شاطرني هموم البحث من قريب أو بعيد‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫ٌتجه جمٌع الناس نحو البحث عن الوسابل واألسالٌب التً تقلص بالنسبة لهم حدود‬
‫الخسابر الناتجة عن االخطار التً ٌتعرضون لها الى ادنى حد ممكن‪ ،‬وبالتالً زرع االمان‬
‫والطمؤنٌنة من اجل مواجهتها للعمل باستقرار وارتٌاحٌه فصناعة التؤمٌن التكافلً تشهد‬
‫تطورات كبٌرة وحققت انجازات هامة ومن اهم القطاعات الحٌوٌة فً العالم‪ ،‬وتماشٌا مع‬
‫توجهات المؽرب فً تبنً سٌاسة االنفتاح والتنوع‪ ،‬اقدم على تبنً نظام االقتصاد االسبلمً‬
‫بتنصٌصه ألول مرة على إحداث البنوك التشاركٌة بعد طول انتظار‪ ،‬فوالدة مولود البنوك‬
‫التشاركٌة بالمؽرب ٌحتاج لتؤمٌن ٌكفل نموه‪ ،‬هذا التؤمٌن متمثل فً التؤمٌن التكافلً‪ ،‬الذي‬
‫ٌشكل عنصرا محورٌا لعمل البنوك االسبلمٌة ال ٌمكن االستؽناء عنه‪ ،‬بحٌث ٌهدؾ التؤمٌن‬
‫التكافلً كؤلٌة قانونٌة جدٌدة فً مجال المال واألعمال بببلدنا الى حماٌة البنوك التشاركٌة‬
‫وعمبلبها من اإلفبلس‪ ،‬وتإمنها من المخاطر التً قد تعترضها‬

‫اذ أن تفعٌل المنتجات البنكٌة التشاركٌة ٌحتاج لتؤمٌن تكافلً ٌرعاه وٌضمن االرحٌة‬
‫لكبل الطرفٌن لئلقدام علٌه فرؼم شروع البنوك التشاركٌة فً المؽرب على تقدٌم خدماتها‬
‫للعمبلء وتفعٌل منتوج المرابحة االمر بالشراء‪ ،‬إلى أنها تفتقر لعنصر جوهري متمثل فً‬
‫الجناح األٌسر لطابر االقتصاد االسبلمً‪ ،‬الذي ؼٌابه وقؾ أمام تقدمها‪.‬‬

‫لهذا عمل المشرع المؽربً على تنظٌم التؤمٌن التكافلً وخصه بعناٌة خاصة‪ ،‬تطلبت‬
‫تعدٌبلت وفقا اآلراء المجلس العلمً االعلى تؤخرت المصادقة علٌه‪.‬‬

‫وقام بإصدار القانون المتعلق بالتؤمٌن التكافلً‪ ،‬وبالرؼم من منح تراخٌص إلنشاء‬
‫البنوك التشاركٌة لتسوٌق التموٌبلت البدٌلة‪ ،‬فان القانون المتعلق بهذه البنوك ال تزال‬
‫تعترضه بعض المعٌقات فً ظل ؼٌاب التؤمٌن التكافلً الذي ٌقوم على مبدأ التعاون السلٌم‬
‫والفعال‪ ،1‬تلبٌة لرؼبة المتعاملٌن فً وجود الٌة ضامنة لتؽطٌة ما قد ٌتعرض لها التعامل مع‬

‫‪ -1‬محمد خلوفً‪ ،‬التامٌن التكافلً من خبلل مستجدات التؤمٌنٌة المؽربٌة بمقتضى ق ‪ ،94-31‬مجلة القانون واالعمال‪ ،‬العدد الثامن‬
‫عشر‪ ،8133 ،‬ص ‪.8‬‬

‫‪4‬‬
‫البنوك التشاركٌة‪ ،‬ومن المتوقع أن ٌعرؾ نظام التؤمٌن التكافلً نموا متسارعا فً المؽرب‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫كما حصل فً السنوات القلٌلة الماضٌة فً بعض دول مجلس التعاونً الخلٌجً‪.‬‬

‫اإلطار المفاهٌمً‪:‬‬

‫ٌتمحور موضوعنا حول تركٌبة من المفاهٌم تتمثل فً‪:‬‬

‫التأمٌن لغة واصطالحا‪:‬‬

‫االمن اصلها من طمؤنٌنة النفس وزوال الخوؾ واألمن واألمانة واألمان فً االصل‬
‫‪3‬‬
‫مصادر‪.‬‬

‫وذكرت فً القاموس المحٌط بؤنها امن أمنا وأمانة وامن و امنه‪ ،‬اطمان ولم ٌخؾ‬
‫واألمن ضد الخوؾ وأصله طمؤنٌنة النفس وزوال الخوؾ‪ٌ ،‬قال امنه تؤمٌنا وابتمنه واستؤمنه‬
‫‪4‬‬
‫كلها معانً واحدة‪.‬‬

‫وقٌل األمان واالمانة بمعنى قد امنت فبلنا و االمن واالمان ضد الخوؾ‪ ،5‬وابتمنت‬
‫‪6‬‬
‫فبلنا استجاره وطلب حماٌته‪ ،‬و ٌقال استؤمن فبلنا طلب منه األمان‪.‬‬

‫وعرؾ أٌضا على أنه مشتق من مادة امن و التً تدل على طمؤنٌنة النفس وزوال‬
‫‪7‬‬
‫الخوؾ‪ ،‬واالصل أن ٌستعمل فً سكون القلب‪.‬‬

‫وٌبرم عقد التؤمٌن بؽٌة زرع االمن والطمؤنٌنة فً نفس الشخص وبذلك تنقسم عقود‬
‫التؤمٌن من حٌث محل العقد الى مجموعتٌن‪ ،‬المجموعة االولى هً العقود الشخصٌة وهً‬
‫التً ٌكون محلها جسم اإلنسان وحٌاته‪ ،‬وتضم جمٌع عقود التؤمٌن الحٌاة وعقد التؤمٌن على‬
‫الحٌاة وعقد التؤمٌن ضد الحوادث الشخصٌة‪ ،‬اما المجموعة الثانٌة فهً مجموعة عقود‬
‫التؤمٌن على األموال والتً ٌكون محلها شًء مادي معٌن او حق عٌنً او حق شخصً او‬

‫‪ -2‬عامر ٌوسؾ محمد الحلثوم‪ ،‬هل ٌختلؾ التامٌن التكافلً عن التامٌن التجاري‪ ،‬مجلة الدراسات المالٌة المصرفٌة‪ ،‬األكادٌمٌة العربٌة‬
‫للعلوم المالٌة والمصرفٌة‪ ،‬مركز االبحاث المالٌة والمصرفٌة‪ ،‬عمان األردن‪ ،‬العدد الثانً‪ ،8131 ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪ -4‬الفٌروز ابادي‪ ،‬القاموس المحٌط‪ ،‬تحقٌق التراث‪ ،‬ط الرابعة مإسسة الرسالة بٌروت ‪ ،3441‬مادة امن‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪-5‬ابو بكر الرازي‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬تحقٌق محمود خاطر‪ ،‬الجزء ‪ 9‬مكتبة لبنان بٌروت‪ ،3449 ،‬ص ‪.8132‬‬
‫‪ -6‬ابراهٌم مذكور‪ ،‬المعجم الوسٌط‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ط‪ ،8‬دار عمران‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ -7‬أحمد بن محمد الفٌومً‪ ،‬المصباح المنٌر‪ ،‬الجزء ‪ ،3‬مكتبة لبنان‪ ،3432 ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪5‬‬
‫مسإولٌة مدنٌة‪ 8‬وأصبح عقد التؤمٌن من أكثر العقود التجارٌة انتشارا فً الوقت الحاضر‪،‬‬
‫وأصبحت شركات التؤمٌن من أكبر الشركات وأضخمها فً االقتصادٌات الحدٌثة وتساهم‬
‫بدور كبٌر فً تنشٌط االقتصاد الوطنً بشكل مباشر عن طرٌق االستثمارات التً تقوم بها‪،‬‬
‫وبشكل ؼٌر مباشر عن طرٌق تشجٌع التجارة واالستثمار بتوفٌرها ؼطاء للمستثمرٌن من‬
‫‪9‬‬
‫المخاطر التً تهددهم‬

‫التأمٌن التكافلً لغوٌا واصطالحا‪:‬‬

‫التأمٌن التكافلً مكون من كلمتٌن –التؤمٌن والتكافل‪-‬فهو مركب اضافً‪ ،‬فالتكافل‬


‫مصدر تكافل ٌتكافل تكافبل‪ ،‬وتكافل القوم‪ ،‬تعاٌشوا وتضامنوا‪ ،‬اي تعاونوا وهو المعنى الذي‬
‫ٌفهم من التعاون و التكافل مبدأ اسبلمً اصٌل وهو ٌعنً أن ٌكون احاد الشعب فً كفالة‬
‫جماعتهم‪ ،‬وأن ٌكون كل قادر او ذي سلطان كفٌبل فً مجتمعه ٌمده بالخٌر وأن تكون القوى‬
‫االنسانٌة فً المجتمع متبلقٌة مع المحافظة على دفع األضرار عن البناء االجتماعً وإقامته‬
‫‪10‬‬
‫على اسس سلٌمة‪.‬‬

‫التكافل فً اللغة من كفل ٌكفل كفالة‪ ،‬كفل فبلن لفبلن‪ ،‬أي هو كافله ومكلفه‪ ،‬وهو‬
‫ٌكفلنً ٌعٌلونً‪ ،‬وٌنفق علً واكفلته اٌاه وكفلته وهو كفٌل بنفسه وبما له وكفل عنه لؽرٌمه‬
‫‪11‬‬
‫المال وتكفل به‪.‬‬

‫والتكافل من الكفالة بمعنى الضمان‪ٌ ،‬قال كفل الرجل وتكفل واكفله اٌاه اذا ضمنه‬
‫الكافل المعاقد‪ ،‬وكلمة التكافل تدل على التضامن‪ ،‬وٌطلق على هذا النوع من التؤمٌن اٌضا‬
‫‪12‬‬
‫التؤمٌن التعاونً والتعاون فً اللؽة من العون وهو المساعدة‪.‬‬

‫‪ -8‬بهاء بهٌج شكري‪ ،‬التؤمٌن فً التطبٌق والقانون والقضاء‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزٌع المؽرب‪ ،‬ط ‪ ،3‬سنة ‪ ،8112‬ص ‪.931‬‬
‫‪ - 9‬فإاد معبلل‪ ،‬الوسٌط فً قانون التؤمٌن دراسة تحلٌلٌة على ضوء مدونة التؤمٌنات المؽربٌة الجدٌدة‪ ،‬الطبعة االولً ‪ ،8133‬مطبعة ابً‬
‫رقراق‪ ،‬ص ‪. 8‬‬
‫‪ -10‬محمد ابو زهرة‪ ،‬التكافل االجتماعً فً اإلسبلم‪ ،‬دار الفكر العربً‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تارٌخ النشر‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪-11‬الزمخشري‪ ،‬أساس الببلؼة ‪ ،3‬مإسسة الرسالة‪ ،‬بٌروت لبنان‪ ، 3441 ،‬ص‪.311‬‬
‫‪-12‬الفٌروز ابادي‪ ،‬القاموس المحٌط‪ ،‬مإسسة الرسالة‪ ،‬بٌروت لبنان‪ ،8119 ،‬ص ‪.3191‬‬

‫‪6‬‬
‫واصطالحا‪:‬‬

‫ٌعرؾ بؤنه‪ :‬اتفاق أشخاص ٌكونون معرضٌن ألخطار متشابهة على تبلفً األضرار‬
‫الناشبة عن تلك االخطار‪ ،‬وذلك بدفع اشتراكات فً صندوق التؤمٌن له ذمة مالٌة مستقلة‪،‬‬
‫بحٌث ٌتم منه التعوٌض عن األضرار‪ ،‬التً تلحق المشتركٌن‪ ،‬من جراء وقوع األخطار‬
‫المإمن لها‪ ،‬وٌتولى ادارة الصندوق هٌبة مختارة من حملة الوثابق او شركة مستقلة وتؤخذ‬
‫جهة االدارة اجرا مقابل ادارتها أعمال التؤمٌن‪ ،‬كما تؤخذ اجرا وحصة من األرباح فً مقابل‬
‫‪13‬‬
‫استثمارها ألموال الصندوق بصفتها وكٌبل بؤجر او مضاربا‪.‬‬

‫عرؾ بانه الطرٌقة التً من خبللها تكون كل قوة انسانٌة فً المجتمع مثبل فً‬
‫‪14‬‬
‫المحافظة على مصالح االحاد ودفع الضرر عنهم‪.‬‬

‫و تتفق معظم التعرٌفات على كونه نظام ٌقوم على التعاون بٌن مجموعة من األفراد‬
‫ٌتعهدون على وجه التقابل بتعوٌض األضرار التً تلحق أٌا منهم عند تحقٌق المخاطر‬
‫المتشابهة‪ ،‬وهإالء المشاركون متضامنٌن فً تحمل المخاطر التً تصٌب المإمن له الذي‬
‫‪15‬‬
‫اصابه الضرر‪.‬‬

‫وعرؾ اٌضا على أنه تعاون مجموعة من الناس لدفع األخطار المحتملة على بعضهم‬
‫البعض‪ ،‬وذلك بتبرع كل منهم بقدر من المال لصندوق جماعً تعاونً‪ ،‬تدٌره هٌبة فنٌة‬
‫متخصصة تحدد مقدار اشتراك كل راؼب فً التعاون لتؽطٌة نوع من األخطار المحتملة‬
‫كما ٌتم تحدٌد االلٌة الفنٌة المناسبة لكٌفٌة ومقدار التعوٌض الفعلً للمشترك عند وقوع‬
‫‪16‬‬
‫الخطر الذي قد ٌتعرض له‪.‬‬

‫وعرفه بعض الفقه االسبلمً للمعاصرٌن بؤنه نظام تعاقدي‪ ،‬ابتدعه رجال االموال‬
‫لتوزٌع الضرر الناتج عن األخطار الزمنٌة التً تصٌب األموال باإلتبلؾ او الفساد او‬

‫‪ -13‬السعٌد بو هراوة‪ ،‬التكٌٌؾ الشرعً للتامٌن التكافلً‪ ،‬ورقة بحثٌة نشرت فً الندوة الدولٌة حول شركة التامٌن التقلٌدي ومإسسات‬
‫التؤمٌن التكافلً بٌن األسس النظرٌة والتجرٌبٌة ٌومً ‪ 81-89‬ابرٌل جامعة سطٌؾ الجزابر ‪،8133‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -14‬عبد الحمٌد البعلً محمود‪ ،‬نظام التؤمٌن التعاونً التكافلً اإلسبلمً‪ ،‬قواعده وفنٌاته مع المقارنة بالتامٌن التجاري‪ ،‬رسالة لنٌل‬
‫شهادة الماستر‪ ،‬كلٌة التجارة‪ ،‬جامعة الكوٌت‪ ،8119-8111 ،‬ص‪.34‬‬
‫‪ -15‬محمد السٌد الدسوقً‪ ،‬التامٌن وموقؾ الشرٌعة االسبلمٌة منه‪ ،‬ط‪ ،3‬المجلس االعلى لشإون االسبلمٌة القاهرة مصر‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -16‬رٌاض منصور الخلٌفً‪ ،‬التكٌٌؾ الفقهً للعبلقات المالٌة بشركات التامٌن التكافلٌة‪ ،‬مجلة الشرٌعة والقانون‪ ،‬العدد ‪ٌ ،11‬ناٌر‬
‫‪،8113‬ص ‪.81‬‬

‫‪7‬‬
‫الضٌاع‪ ،‬او تصٌب األجسام واألنفس‪ ،‬وتجزبته بٌن افراد عدٌدٌن ٌتحمل كل منهم قسط‬
‫هنه‪ ،‬وذلك عن طرٌق تقوٌمه والتوصل بقٌمته الى ترمٌمه او تخفٌفه‪ ،‬وذلك بحمل قٌمته‬
‫ووضعها على أكبر عدد ممكن‪ ،‬نتٌجة لتعاقد ٌقوم بتنظٌمه ومباشرته واالشراؾ علٌه هٌبات‬
‫‪17‬‬
‫لها الخبرة الفنٌة واإلدارٌة والتجربة القابمة على أسس وقواعد إحصابٌة وتجربٌه‪.‬‬

‫البنوك التشاركٌة ‪:‬‬

‫البنك االسالمً او البنك التشاركً هو مإسسة مصرفٌة لتجمٌع األموال و توظٌفها فً‬
‫نطاق الشرٌعة االس بلمٌة بما ٌخدم بناء مجتمع التكافل االسبلمً وٌحقق عدالة التوزٌع‬
‫‪18‬‬
‫ووضع المال فً المسار اإلسبلمً‪.‬‬

‫وعرؾ أٌضا بؤنه مإسسة مصرفٌة تلتزم فً جمٌع معامبلتها ونشاطاتها االستثمارٌة‬
‫وإ دارتها لجمٌع اعمالها بالشرٌعة االسبلمٌة ومقاصدها وكذلك بؤهداؾ المجتمع االسبلمً‬
‫‪19‬‬
‫داخلٌا وخارجٌا‪.‬‬

‫والمنتجات البنكٌة التشاركٌة هً المنتجات التً تقدمها هذه البنوك والتً تختلؾ‬
‫أنواعها حسب نوع الصٌؽة وخصابصها‪.‬‬

‫وقد وضع المشرع المؽربً ألول مرة اطارا قانونٌا ٌنظم عملٌة التؤمٌن التكافلً‬
‫‪21‬‬
‫القاضً بتؽٌر وتتمٌم‬ ‫بموجب ق ‪ 59.1320‬قبل ان ٌعدل هو االخر بموجب ق ‪87.18‬‬
‫ق رقم ‪.17.99‬‬

‫اإلطار التارٌخً‪:‬‬

‫ظهر التؤمٌن التكافلً فً النصؾ األخٌر من القرن العشرٌن مع البنوك االسبلمٌة‪،‬‬


‫حٌث مع بزوؼها ظهرت الحاجة لتبنً التؤمٌن التكافلً لتشكل الوعاء التامٌنً الضامن‬
‫الستمرارٌتها‪.‬‬

‫‪ -17‬علً محمد الحفٌؾ‪ ،‬التؤمٌن التكافلً‪ ،‬مجلة االزهر‪ ،‬العدد ‪ 31‬مطابع شركة االعبلنات الشرقٌة‪ ،‬القاهرة مصر‪ ،3131 ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪ -18‬محمد محمود المكاوي‪ ،‬البنوك االسبلمٌة النشؤة والتطوٌر‪ ،‬المكتبة العصرٌة‪ ،‬القاهرة مصر‪ ،‬ط االولى ‪ ،8114‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -19‬محمود حسن صوان‪ ،‬أساسٌات العمل المصرفً اإلسبلمً دار وابل للطباعة والنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،3‬سنة ‪ ،8113‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -20‬الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ ،36316384‬الصادر فً ‪ 83‬من ذي العقدة ‪ 89-3112‬اؼسطس ‪ ،8131‬بتنفٌذ القانون رقم ‪ 94631‬القاضً‬
‫بتؽٌٌر وتتمٌم القانون رقم ‪ 32644‬المتعلق بمدونة التؤمٌنات‪ ،‬ج ر عدد ‪ 1913‬ل ‪ 34‬سبتمبر ‪. .8131‬‬
‫‪21‬‬
‫الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 36346331‬الصادر فً ‪ 2‬ذي الحجة ‪ 4- ،3111‬اؼسطس ‪ -8134‬بتنفٌذ القانون رقم ‪ 32633‬بتؽٌر وتتمٌم القانون رقم‬
‫‪ 32644‬المتعلق بمدونة التؤمٌنات‪ 81 ،‬ذو الحجة ‪ 88-3111‬أؼسطس ‪ ، 8134‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪.1311‬‬

‫‪8‬‬
‫وٌعود تارٌخ العمل البنكً الى سنة ‪ 1940‬عندما انشات فً مالٌزٌا صنادٌق االدخار‬
‫تعمل بدون فابدة‪ ،‬وانطبلقا من سنة ‪ 1950‬بدأ التفكٌر فً باكستان من اجل وضع تقنٌات‬
‫‪22‬‬
‫تموٌلٌة تراعً تعالٌم الشرٌعة اإلسبلمٌة‪.‬‬

‫اال أن التفكٌر فً ذلك طال أمده ولم بجد منفذا تطبٌقٌا اال فً مصر سنة ‪ 1963‬من‬
‫‪23‬‬
‫طرؾ الدكتور احمد النجار الذي أسس ما ٌسمى ببنوك االدخار المحلٌة‪.‬‬

‫وتبلها انشاء بنك ناصر االجتماعً سنة ‪ ،1971‬ثم بعد ذلك تم تؤسٌس المصرؾ‬
‫اإلسبلمً للتنمٌة فً المملكة العربٌة السعودٌة سنة ‪ 1974‬فً مدٌنة جدة بالمملكة العربٌة‬
‫السعودٌة بعد مصادقة ‪ 36‬وزٌرا لمالٌة الدول االسبلمٌة ثم افتتاحه سنة ‪ ،197524‬وفً‬
‫نفس السنة انشا بنك دبً االسبلمً باإلمارات‪ ،‬وفً سنة ‪ 1977‬تم انشاء بنك فٌصل‬
‫السودانً وبعده البنك االسبلمً األردنً سنة ‪ ،251979‬لٌرتفع أعداد البنوك لتفتح فً باقً‬
‫أنحاء العالم‪.‬‬

‫وفً المؽرب تم اصدار منشور والً بنك المؽرب رقم ‪/33‬و‪ 2007/‬الصادرة فً‬
‫‪ 13‬شتنبر ‪ ،2007‬المتعلق بالمنتجات االجارة و المشاركة والمرابحة اال أنه انتهت بالفشل‪،‬‬
‫وبعدها اصدر ق رقم ‪ 103.12‬المتعلق بمإسسات االبتمان و الهٌبات المعتبرة فً حكمها‬
‫سنة ‪ ،2014‬وخص القسم الثالث للبنوك التشاركٌة‪ ،‬بعد ذلك اصدر والً بنك المؽرب‬
‫منشور والً بنك منشور رقم ‪/1‬و‪ 17/‬المتعلق بالموصفات التقنٌة لمنتجات البنوك‬
‫االسبلمٌة وكٌفٌة تقدٌمها للعمبلء سنة ‪ ،2017‬وتكللت هذه الخطوة بإحداث اول بنك‬

‫‪ -22‬عابشة الشرقاوي المالقً‪ ،‬البنوك االسبلمٌة التجربة بٌن الفقه والتطبٌق‪ ،‬المركز الثقافً العربً‪ ،‬ط‪ ،3‬المؽرب‪ ،‬سنة ‪،8111‬‬
‫ص‪.88‬‬
‫‪23‬‬
‫‪Mohamed Alhandari. Les Banque Islamique En droit Koweitien. Etude Juridique A La lumière De La‬‬
‫‪Charia. Thèse De Doctorat. Université De Strasbourg. Ecole Doctorale Droit Science Politique Et‬‬
‫‪Histoire. 5 Juin 2019. P 20.‬‬
‫‪ -24‬صبلح محمد زٌن الدٌن‪ ،‬رإٌة بعض األكادٌمٌٌن االلمان لواقع مستقبل البحوث‪ ،‬المإتمر العالمً السنوي الرابع عشر‪ ،‬المجلد ‪،1‬‬
‫‪ ،8119‬ص ‪.3118‬‬
‫‪ -25‬سهام بً‪ ،‬عقد المرابحة المنصب على العقار بٌن النص القانونً واحكام الفقه االسبلمً‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً الفانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬جامعة الحسن االول‪ ،‬سطات‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،8139-8131‬ص ‪.9‬‬

‫‪9‬‬
‫تشاركً –امنٌة بنك‪ -‬فً ‪ 23‬نونبر ‪ 2017‬الذي تبنى المرابحة العقارٌة بعد موافقة اللجنة‬
‫‪26‬‬
‫الشرعٌة للمالٌة التشاركٌة على العقد النموذجً متعلق بالمرابحة االمر بالشراء‪.‬‬

‫وبالرجوع لتارٌخ التؤمٌن‪ ،‬نجد أن أول ما ظهر فً التؤمٌن‪ ،‬مما شاع بٌن الناس‪ ،‬بدأ‬
‫بالتؤمٌن البحري فً اواخر ق ‪ 14‬فً اروبا على البضابع التً تنقلها السفن بٌن مدن اٌطالٌا‬
‫و بلدان خوض االبٌض المتوسط‪ ،27‬وذلك فً نطاق العملٌات التجارٌة البحرٌة تم امتدت‬
‫لباقً أنواع التامٌن البري‪ ،‬وتجسد فً عدة صور وأشكال من بٌنها التؤمٌن من الحرٌق‬
‫والتؤمٌن على الحٌاة‪ ،‬وانتشر فً مرحلة حدٌثة التؤمٌن من المسإولٌة‪ ،‬اما التؤمٌن البري فقد‬
‫ظهر فً ق ‪ 17‬فً صورة التؤمٌن على الحرٌق‪ ،‬وكان أول ظهوره فً انجلترا عقب‬
‫‪28‬‬
‫الحرٌق الهابل الذي دمر لندن سنة ‪ ،1666‬والتهم أكثر من ‪ 13‬الؾ منزل ومنه كنٌسة‪.‬‬

‫لتظهر أنواع أخرى من التامٌن شملت مختلؾ المجاالت‪ ،‬لٌتٌر هذا التامٌن الكثٌر من‬
‫الجدل فً أ وساط فقهاء الشرٌعة حول مشروعٌته بل وتار جدل واسع فً اوساط المهتمٌن‬
‫بعلم االقتصاد االسبلمً‪ ،‬ومدى شرعٌة هذا النشاط التكافلً‪ ،‬لٌبحث على قطٌعة مع مقاصد‬
‫الشرٌعة االسبلمٌة‪ ،‬الحتوابها على الؽرر الفاحش و جمٌع اشكال انواع القمار والربا‪ ،‬لٌحتم‬
‫علٌهم اٌجاد البدٌل الشرعً الذي ٌلبً حاجة الفرد المسلم وتحقق مطلبه‪ ،‬ولم ٌكن هناك‬
‫خٌار الى بتطوٌر التعامل بالتؤمٌن التعاونً اإلسبلمً واستكماال للمنظومة المالٌة االسبلمٌة‬
‫بالسماح بتكوٌن شركات تؤمٌن اسبلمٌة ٌكون التؤمٌن التكافلً هو محور عملها واساس‬
‫‪29‬‬
‫معامبلتها‪.‬‬

‫وكان اول تطبٌق لعقود التؤمٌن التكافلً من خبلل بنك فٌصل االسبلمً‪ ،‬بالسودان عام‬
‫‪ ،1979‬ثم انتقلت الى باقً الدول لٌتم تصدٌرها على المستوى العالم‪.‬‬

‫‪ -26‬رأي اللجنة الشرعٌة للمالٌة التشاركٌة رقم ‪ 1‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 81‬ولٌوز ‪ ،8132‬بشؤن الشروط العامة والخاصة المضمنة فً‬
‫نموذج عقد البٌع بالمرابحة االمر بالشراء‪ ،‬لتموٌل اقتناء عقار‪ ،‬خاص بالبنوك التشاركٌة‪ ،‬الصادر عن المجلس العلمً االعلى‪ -‬اللجنة‬
‫الشرعٌة للمالٌة التشاركٌة‪.‬‬
‫‪ -27‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسٌط فً شرح المدنً‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مج‪ ،3411 ،3‬ص ‪3141‬‬
‫‪28‬‬
‫‪-M. Picard et A .Besson Assurances terrestres en droit. Français T .L Paris 1964.p 3‬‬
‫‪ -29‬العٌد قرٌش‪ ،‬محاضرات فً التامٌن والتامٌن التكافلً‪ ،‬جامعة محمد الصدٌق بن ٌحً‪ ،‬جٌجل‪ ،‬كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة‬
‫وعلوم التسٌٌر‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،8132/8131‬ص ‪.3‬‬

‫‪10‬‬
‫‪30‬‬
‫وعرؾ التؤمٌن التكافلً عدة تطورات عبر التارٌخ وٌمكن تحدٌد اهمها فً‪:‬‬

‫‪ -‬سنة ‪ :1979‬انشاء بنك فٌصل االسبلمً فً السودان‪ ،‬تحت اسم شركة التؤمٌن‬
‫االسبلمٌة السودانٌة‪ ،‬وفً نفس السنة قام بنك دبً اإلسبلمً فً اإلمارات العربٌة المتحدة‬
‫بتؤسٌس الشركة العربٌة اإلسبلمٌة لتؤمٌن فً امارة دبً‪.‬‬

‫‪ :1984 -‬دخل ق التؤمٌن التكافلً حٌز التنقٌد فً مالٌزٌا وتؤسست شركة تؤمٌن‬
‫تكافلً فً نفس السنة‪.‬‬

‫‪ :1985-‬تؤسست اول شركة تؤمٌن تكافلً بالمملكة العربٌة السعودٌة مملوكة بالكامل‬
‫للحكومة السعودٌة تحت اسم الشركة الوطنٌة لتؤمٌن التعاونً‪.‬‬

‫أهمٌة الموضوع‪:‬‬

‫للموضوع الذي نحن بصدده اهمٌة جد بالؽة فً كونه إضافة نوعٌة فً مجال التؤمٌن‬
‫التكافلً بالمؽرب الذي لم ٌلقى النور بعد لتطبٌقه وهذه الدراسة ستكون لبنة اولى استشرافٌة‬
‫حول مدى نجاعة التنظٌم القانونً الذي خصه المشرع لهذا التؤمٌن ومدى مساٌرته لؤلرضٌة‬
‫االقتصادٌة المؽربٌة‪.‬‬

‫فاألهمٌة النظرٌة تتمثل فً ندرة الكتابات حول هذا الموضوع المستجد‪ ،‬وإن لم نقل‬
‫المنعدمة وفً االهتمام البالػ الذي أصبح ٌشكله القطاع البنكً اإلسبلمً بمعٌة التؤمٌن‬
‫التكافلً ال على المستوى العالمً وال على المستوى الوطنً بتعزٌز المنظومة المالٌة‬
‫التشاركٌة‪ ،‬وفً اإلصبلحات التشرٌعٌة التً عرفها قطاع التؤمٌن فً المؽرب عبر احداث‬
‫القانون المتعلق بالتؤمٌن التكافلً لمواكبة التطورات االقتصادٌة والتؽٌرات المالٌة‪.‬‬

‫إلى جانب االهمٌة العلمٌة المتمثلة فً حداثة الموضوع وما لدور التؤمٌن التكافلً فً‬
‫ا ستكمال المنظومة المالٌة التشاركٌة وفً تفعٌل المنتجات البنكٌة التشاركٌة المختلفة فهو‬
‫الركٌزة االساسٌة لتفعٌلها على ارض الواقع‪ ،‬فهو سٌمنح الثقة للمتعاملٌن لتعامل مع البنوك‬

‫‪ -30‬ولٌد السعود‪ ،‬تجربة سبلمة لتؤمٌنات فً تسوٌق التؤمٌن التكافلً فً السوق الجزابري‪ ،‬بحث مفدم للندوة الدولٌة حول شركات‬
‫لتؤمٌن التقلٌدي ومإسسات التامٌن التكافلً بٌن األسس النظرٌة والتجربة التطبٌقٌة‪ ،‬جامعة سطٌؾ ‪ 81-89‬ابرٌل ‪ ،8138‬ص ‪.8‬‬

‫‪11‬‬
‫التشاركٌة بالمؽرب‪ ،‬وسٌكون ضمانة كفٌلة بعدم إهدار حقوق كبل الطرفٌن سواء البنك او‬
‫العمٌل‪ ،‬وخدمة مصلحتهم فً توفٌر وعاء تؤمٌنً ٌحمٌهم‪.‬‬

‫األهمٌة االقتصادٌة تتجلى فٌما ٌحققه قطاع التؤمٌن كمجال حٌوي ٌنعش االقتصاد‪ ،‬وما‬
‫سٌسفر عنه التؤمٌن التكافلً من تنوع المنتوج التؤمٌنً المؽربً لٌلبً رؼبة كل فبة داخل‬
‫المجتمع‪ ،‬وأنه سٌكون استكماال للمنظومة المالٌة التشاركٌة بالمؽرب‪ ،‬وسٌعزز من قٌمة‬
‫السٌولة التً ستروج عمل المنظومة التشاركٌة وما ٌمكن أن تحققه فً حال استثمار تلك‬
‫األموال وما ستجنٌه من عوابدها‪ ،‬ناهٌك عما ٌمكن أن تحققه من فرص عمل وفٌرة لشرابح‬
‫عرٌضة من المجتمع‪.‬‬

‫وما االدماج التؤمٌن التكافلً الى جانب التؤمٌن التجاري والتؤمٌن التعاضدي وما‬
‫سٌخلقه من تنوع ومنافسة سٌعود اكلها على مصلحة المواطن المؽربً‪.‬‬

‫إشكالٌة الموضوع‬

‫فً إطار التوقؾ على حدود المشرع فً وضع إطار قانونً وفعال متعلق بالتؤمٌن‬
‫التكافلً قادر على حماٌة البنوك التشاركٌة وعمبلبها من المخاطر التً تعترضها وقادر‬
‫على الدفع بها لتطور أكثر مما هً علٌه االن‪ ،‬فوجود التؤمٌن التكافلً سٌساهم وسٌعزز من‬
‫عملها ومن مردودٌتها‪ ،‬وسٌشد ازرها نحو السٌر قدما الى تحقٌق نتابج مرضٌة فً ببلدنا‬
‫رؼم التحدٌات واالكراهات التً تعترضه ‪.‬‬

‫وسنحاول معالجة موضوع الٌة التؤمٌن التكافلً كرافعة لمستوى أداء المنتجات البنكٌة‬
‫التشاركٌة وفقا لئلشكالٌة التالٌة‪:‬‬

‫كٌف ٌمكن للتأمٌن التكافلً أن ٌحسن من مردودٌة اداء المنتجات التشاركٌة‬


‫بالمغرب‬
‫هذه االشكالٌة تتفرع عنها فرضٌتٌن‬

‫‪ -‬التامٌن التكافلً سٌسهم فً تحسٌن اداء عمل المنتجات البنكٌة التشاركٌة‬

‫‪ -‬قصور التنظٌم القانونً لتؤمٌن التكافلً ٌقؾ امام تفعٌل هذا االخٌر‬

‫‪12‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬

‫فً محاولة منا لئلجابة على االشكالٌة السالفة الذكر سنعمد المنهج التحلٌلً والمنهج‬
‫النقدي‪ ،‬توقفا منا على النصوص القانونٌة واالشكالٌات تفعٌل التؤمٌن التكافلً وما ٌمكن ان‬
‫ٌسفر عنه تطبٌقه من مردودٌة عمل البنوك التشاركٌة بالمؽرب‪.‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬

‫إن معالجة الموضوع وتحلٌله من عدة جوانب ٌتطلب تقسٌم ثنابً ٌشكل االول امتداد‬
‫لشق الثانً فً محاولة منا لئلحاطة بكل الجوانب المتعلقة بالموضوع وذلك وفقا للشكل‬
‫التالً‪:‬‬

‫الفصل االول‪ :‬دور التأمٌن التكافلً فً تعزٌز المنظومة المالٌة التشاركٌة‬

‫الفصل الثانً‪ :‬واقع التأمٌن التكافلً‬

‫‪13‬‬
‫الفصل االول‪ :‬دور التأمٌن التكافلً فً تعزٌز المنظومة المالٌة التشاركٌة‬

‫إن وجود التؤمٌن التكافلً سٌإدي ال محال الى تعزٌز عمل البنوك التشاركٌة‬
‫بالمؽرب‪ ،‬وسٌساهم فً تحقٌق مردودٌة عالٌة لمستوى أداء منتجاتها‪ ،‬نظرا لما لتؤمٌن‬
‫التكافلً من اكل فً تشجٌع المتعاملٌن على السٌر قدما نحو التعامل بهذه المنتجات البنكٌة‬
‫الجدٌدة والمشجعة خصوصا على مستوى االستثمار وما لبلستثمار من دور فً خلق الرواج‬
‫االقتصادي وما له من دور فً خلق وتوفٌر فرص العمل لشرابح عرٌضة من المجتمع‪.‬‬

‫وذلك كله وفقا لؤلحكام الشرٌعة االسبلمٌة وابتعادا عن كل تعسؾ فً حق اي عمٌل‬


‫من العمبلء المتعاملٌن مع البنوك التشاركٌة‪ ،‬فالتؤمٌن التكافلً هو بدٌل متمٌز عن نظٌره‬
‫التقلٌدي فً القواعد التً تحكمه فهو نموذج لبلبتكار واالجتهاد (المبحث األول)‪ ،‬فالرفع من‬
‫مستوى اداء المنتجات البنكٌة التشاركٌة التً ال تزال لحد الساعة مشلولة من الحركة‪،‬‬
‫باستثناء منتوج المرابحة االمر بالشراء‪ٌ ،‬تطلب تفعٌبل لتؤمٌن التكافلً كضمانة ال ؼنى عنها‬
‫فً التعامل بالمنتجات االخرى االسبلمٌة (المبحث الثانً)‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المبحث االول‪ :‬التأمٌن التكافلً نموذج لالجتهاد واالبتكار‬

‫إن االحتٌاجات والمطالب اخدة بالتطور والتجدد بشكل كبٌر مما ٌستدعً وجود‬
‫منتجات إ سبلمٌة مرنة متؽٌرة ومواكبة لمتطلبات العصر قادرة على منافسة الهٌاكل التقلٌدٌة‬
‫األخرى‪ ،‬وذلك أمام حاجة الزبون الى السٌولة فان عملٌة ابتمانه التً ٌقوم بها تشوبها‬
‫مجموعة من الصعوبات‪ ،‬خصوصا امام المإسسة البنكٌة التً تبقى دابما الطرؾ القوي فً‬
‫العبلقة التعاقدٌة وذلك بهٌمنتها على صٌاؼة نماذج العقود‪ ،‬خصوصا ان العقود تكون معدة‬
‫مسبقا وال ٌملك الزبون ان ٌناقش تفاصٌلها او ٌفاوض علٌها مما ٌجعل المإسسات البنكٌة‬
‫‪31‬‬
‫تتعسؾ فً اٌراد بعض البنود‪.‬‬

‫ورجوعا عند التؤمٌن التكافلً نجده ٌنظم وقفا ألسس مؽاٌرة لما هً علٌه فً التؤمٌن‬
‫التقلٌدي‪ ،‬اذ ٌتمتع بخصوصٌة فرضت له كٌان مستقل‪ ،‬فهو ٌتم وفقا لما ٌنص علٌه الشرع‪،‬‬
‫بحٌث ال ٌتم عبر الؽرر او الجهالة او المقامرة‪ ،‬بحٌث اثناء االنعقاد ٌعلم كل متعاقد مقدار‬
‫ما ٌعطً ومقدار ما ٌؤخذ‪ ،‬كما أنه ٌقوم على أساس التبرع والتضامن ما بٌن المشتركٌن‪،‬‬
‫لهذا سنعرض اوال لخصوصٌة التؤمٌن التكافلً (المطلب األول)‪ ،‬وسنستشؾ هذه‬
‫الخصوصٌة ثانٌا انطبلقا من التنظٌم القانونً الذي خصة به المشرع المؽربً فً دراسة‬
‫المواد المتعلقة به ومدى توفق المشرع فً تنظٌمه لها لتساهم فً انطبلقة قوٌة لمباشرة‬
‫عملها دون عوابق (المطلب الثانً)‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬خصوصٌة التامٌن التكافلً‬

‫ٌتسم التامٌن التكافلً بخصوصٌة ٌنفرد بها وتشكل له بعد خاص به‪ ،‬هذه الخصوصٌة‬
‫تتجلى فً طبٌعة عقد التؤمٌن وطبٌعة العبلقة بٌن المإمن والمإمن له الى جانب كٌفٌة توزٌع‬
‫فابض التامٌنً واستثماره وؼٌره ‪...‬‬

‫وسنحاول الوقوؾ على اهم نقط خصوصٌة التؤمٌن التكافلً عبر التوقؾ على طبٌعة‬
‫التؤمٌن التكافلً (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم استنباط هذه الخصوصٌة من خبلل التوقؾ على النقط‬

‫‪ -31‬انس موسى ابو العون‪ ،‬المسإولٌة المدنٌة لؤلبناك تجاه الزبناء والؽٌر‪ ،‬اطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد‬
‫االول‪-‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،8131-8113‬ص ‪.2‬‬

‫‪15‬‬
‫الجوهرٌة التً تمثل الفروق المحورٌة ما بٌن التؤمٌن التكافلً والتؤمٌن التجاري (الفقرة‬
‫الثانٌة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬طبٌعة التأمٌن التكافلً‬

‫اكتفى المشرع المؽربً من خبلل التعدٌبلت الواردة فً مدونة التؤمٌنات الى االشارة‬
‫الى طبٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬حٌث اعتبر التؤمٌن التكافلً عملٌة تتم وفق أحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة‪،‬‬
‫وتخضع للرقابة الشرعٌة كما هو مبٌن فً المادة االولى‪ ،‬وأن هذا النوع من التؤمٌنات ٌسٌر‬
‫‪32‬‬
‫بواسطة حساب التؤمٌن التكافلً‪.‬‬

‫اما فٌما ٌتعلق باالستعمال مصطلح التؤمٌن التكافلً فقد شاع استخدام هذا المصطلح‬
‫بعد الندوة الدولٌة التً حملت هذا االسم فً عام ‪ ،1995‬وهو المصطلح االحدث نسبٌا‪،‬‬
‫وتنوعت التسمٌات التً اطلقت علٌه‪ ،‬ومهما اختلفت التسمٌات‪ ،‬فان نٌة التبرع والتكافل‬
‫‪33‬‬
‫المتبادل الزمة فً عقد التؤمٌن التكافلً‪.‬‬

‫سنعمد أوال لخصابص التؤمٌن (أوال)‪ ،‬ثم لصٌػ المطبقة فً ادارة التؤمٌن التكافلً‬
‫(ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬خصائص التأمٌن التكافلً‬

‫ٌتمٌز التؤمٌن التكافلً بمجموعة من الخصابص التً ٌستمدها من تطبٌقه لمبدأ التعاون‬
‫والتكافل‪ ،‬ومن اهم الخصابص‪:‬‬

‫‪-‬اجتماع صفة المؤمن والمؤمن له فً المشترك فً االن نفسه‪:‬‬

‫فهو ٌدفع االقساط على أساس االشتراك وفً نفس الوقت فهو مستفٌد اذا نزل به‬
‫خطر‪ ،‬اي انه ٌقوم على أساس تبادل المنافع والتضحٌات بٌن اعضاء الجماعة‪ ،‬لذا ٌوصؾ‬

‫‪ -32‬ابراهٌم عشاق‪ ،‬طبٌعة وخصابص التؤمٌن التكافلً‪ ،‬مجلة الرقٌب‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬اكتوبر ‪ ،8133‬ص ‪.331‬‬
‫‪33‬عبد الرزاق بن الزاوي‪ ،‬اٌمان نعمون‪ ،‬ارساء مبادئ الحوكمة فً شركات التؤمٌن التكافلً‪ ،‬الملتقى الوطنً حول حوكمة الشركات‬
‫كالٌه للحد من الفساد المالً واالداري‪ٌ ،‬ومً ‪ 12-11‬ماي ‪ ،8138‬بجامعة محمد حٌدر بسكرة‪ ،‬كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة‬
‫وعلوم التسٌٌر‪ ،‬ص ‪.8‬‬

‫‪16‬‬
‫التؤمٌن التعاونً بؤنه تؤمٌن تبادلً‪ ،‬وإجتماع صفتً المإمن والمإمن له فً كل عضو من‬
‫‪34‬‬
‫اعضاء هذه الجماعة ٌجعل الضرر واالستؽبلل منتفً‪.‬‬

‫‪-‬عدم الحاجة الى وجود رأس المال‪:‬‬

‫فالطبٌعة التؤمٌن التكافلً ال تحتاج فً قٌامها الى رأس المال‪ ،‬بل تتطلب وجود عدد‬
‫كبٌر من األعضاء لمقابلة الضرر الناجم عن خطر معٌن‪ٌ ،‬تحقق فٌه على توزٌع الخسارة‬
‫التً تنزل أحدهم‪.‬‬

‫‪-‬انعدام عنصر الربح‪:‬‬

‫ٌقوم نظام التؤمٌن التكافلً على التبرع والبر المؤمور به شرعا‪ ،‬فٌنتفً عنصر الربح‬
‫ما دام أن الشركة التكافلٌة ستوفر الخدمات التؤمٌنٌة للمشتركٌن على أفضل صورة‪ ،‬وبؤقل‬
‫تكلفة ممكنة‪ ،‬مع إقامة التعاون والتضامن بٌنهم‪ ،35‬فهو ٌسعى الى إقامة التعاون والتضامن‬
‫بٌن األفراد وهو من قبٌل البر المؤمور به شرعا‪.‬‬

‫‪ -‬توزٌع الفائض التامٌنً‪:‬‬

‫ٌقصد بالفابض ما تبقى من أ قساط المشتركٌن واالحتٌاطات وعوابدها بعد خصم جمٌع‬
‫المصروفات والتعوٌضات المدفوعة‪ ،‬او التً ستدفع خبلل السنة‪ ،‬فهدا الناتج لٌس ربحا‬
‫‪36‬‬
‫وانما ٌسمى الفابض‪.‬‬

‫وهو من أهم الخصابص التً تمٌز التؤمٌن التكافلً بحٌث ٌتم توزٌع الفابض التامٌنً‪،‬‬
‫بعد تؽطٌة تكالٌؾ األخطار ودفع أجرة تسٌر الشركة‪ ،‬على المشتركٌن وبإمكان المشتركٌن‬
‫االتفاق على استثمار الفابض لصالحهم وفق شروط ٌتفقون علٌها فبل مانع من ذلك‪ ،‬بل هذا‬
‫مرؼوب فٌه لتوسعة أ عداد المشتركٌن وما ٌتبع ذلك من توزٌع المخاطر وقدرة مالٌة أكبر‬
‫لشركتهم ٌكون مردودها للمشتركٌن جمٌعا‪ ،‬كما أن مردودها اجتماعً فً توظٌؾ األموال‬

‫‪ -34‬صفٌة احمد ابو بكر‪ ،‬التؤمٌن التكافلً رإٌة مستقبلٌة‪ ،‬المإتمر العلمً الدولً الثانً حول دور التموٌل االسبلمً ؼٌر الربحً فً‬
‫تحقٌق التنمٌة المستدامة‪ٌ ،‬ومً ‪ 83-81‬ماي ‪ ،8131‬مختبر التنمٌة االقتصادٌة والبشرٌة فً الجزابر‪ ،‬جامعة سعد دحلب البلٌدة‬
‫الجزابر‪ ،‬ص ‪.3-2‬‬
‫‪-35‬عطا هللا جدة‪ ،‬دور مإسسات التؤمٌن التكافلً فً تحقٌق التنمٌة المستدامة‪ ،‬رسالة الماجستٌر‪ ،‬جامعة عرفات عباس‪ ،‬الجزابر‪،‬‬
‫‪ ،8139-8131‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -36‬عجٌل جاسم النشمً‪ ،‬مبادئ التؤمٌن االسبلمً‪ ،‬الدورة ‪ 81‬لمإتمر مجمع الفقه االسبلمً‪ ،‬المنعقد فً ‪ ،33-31‬أبرٌل ‪،8131‬‬
‫األردن‪ ،‬ص ‪.4‬‬

‫‪17‬‬
‫واألشخاص وإعانة المحتاجٌن وتشجٌع العمل الخٌري ‪،‬وهذا ما ٌنبؽً أن تنص علٌه نظم‬
‫التؤمٌن فً الشركات اإلسبلمٌة‪.‬‬

‫وعلٌه فان فابض التؤمٌن سواء عن اشتراكات التؤمٌن التكافلً او عوابد استثمارها‬
‫‪37‬‬
‫فهً حق خالص للمشاركٌن بعد خصم التعوٌضات وخصم االحتٌاطات واعادة التؤمٌن‪.‬‬

‫‪ -‬ملكٌة االرباح‪:‬‬

‫إن األرباح المتحصلة من صنادٌق االستثمار فً التؤمٌن التكافلً تكون مملوكة لجمٌع‬
‫حملة الوثابق‪ ،‬ولٌس لشركة ان تتصرؾ فٌها‪ ،‬بخبلؾ الوضع فً النظام التقلٌدي الذي‬
‫‪38‬‬
‫تستقل فٌه الشركة باألرباح دون حملة الوثابق‪.‬‬

‫‪ -‬تغٌر قٌمة االشتراك‪:‬‬

‫فً حالة ما اذا قلت التعوٌضات المدفوعة‪ ،‬كتعوٌض عن الكوارث خبلل فترة زمنٌة‬
‫محددة عن االشتراكات المدفوعة‪ ،‬جاز لؤلعضاء استرداد هذه الزٌادة او تركها الستثمارها‬
‫اما اذا حدث العكس وتجاوزت المبالػ المطلوب دفعها كتعوٌضات عن الكوارث‬
‫االشتراكات المدفوعة ٌجوز لهٌبة التؤمٌن مطالبة األعضاء باالشتراكات اضافٌة لمواجهة‬
‫‪39‬‬
‫االعباء اإلضافٌة‪.‬‬

‫فتؽٌر قٌمة االشتراك ناتج من أن االشتراك المطلوب فً كل عضو عرضة لزٌادة او‬
‫‪40‬‬
‫النقصان تبعا لما تحققه من مخاطر سنوٌة وما ٌترتب على مواجهتها من تعوٌضات‪.‬‬

‫واذا كانت مدونة التؤمٌنات لسنة ‪ ،2002‬نظمت التؤمٌنات البرٌة من حٌث طبٌعتها‬
‫التجارٌة‪ ،‬فان المشرع المؽربً جاء بقواعد جدٌدة منظمة لتؤمٌن التكافلً مبنٌة على التعاون‬
‫‪41‬‬
‫والتبرع اكثر من االهتمام بعنصر الربح‪.‬‬

‫‪ -37‬عجٌل جاسم النشمً‪ ،‬مبادئ التؤمٌن االسبلمً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.33‬‬


‫‪ -38‬عبد الستار ابو ؼدة‪ ،‬اسس التامٌن التكافلً‪ ،‬الملتقى الثانً للمصارؾ االسبلمٌة‪ ،‬دمشق سورٌا‪ ،‬اٌام ‪ ،8112 ،31-38-33‬ص ‪4‬‬
‫‪ -39‬صفٌة احمد ابو بكر‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪ -40‬سعد خلٌفة العبار‪ ،‬التؤمٌن من منظور اسبلمً‪ ،‬ط‪ ،3‬م النور‪ ،8133 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -41‬موسى مصطفى القضاة‪ ،‬حقٌقة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬مجلة بحوث‪ ،‬ع‪ ،11‬ص‪.12‬‬

‫‪18‬‬
‫ثانٌا‪ :‬تنوع الصٌغ المطبقة فً ادارة شركات التامٌن التكافلً‬

‫من أبرز الصٌػ المطبقة فً شركات التؤمٌن التكافلً االسبلمً‪ ،‬عقدي الوكالة‬
‫والمضاربة وفقا لتطبٌقات التالٌة‪:‬‬

‫أ‪ :‬نموذج الوكالة‪:‬‬

‫تقوم خبلله الشركة بإدارة وتسٌٌر االشتراكات على اساس الوكالة بؤجر‪ ،‬فالشركة تقوم‬
‫بإدارة العملٌات التؤمٌنٌة على شكل صندوق التؤمٌن التكافلً‪ ،‬وكالة عن جمهور المستؤمنٌن‬
‫فهً التً تتولى قبول المشتركٌن الجدد واستفاء االقساط من األعضاء‪ ،‬وتكون مسإولة‬
‫‪42‬‬
‫كذلك على دفع التعوٌضات للمتضررٌن منهم‪.‬‬

‫وقد طبقت هذه الصٌؽة من قبل شركة االخبلص المالٌزٌة وشركة التكافل التابعة لبنك‬
‫‪43‬‬
‫الجزٌرة بالسعودٌة‪.‬‬

‫وقد تبنى المشرع المؽربً صٌؽة إدارة أعمال التؤمٌن من قبل إدارة الشركة وفقا‬
‫لصٌؽة الوكالة بؤجر معلوم‪ ،‬واستثمار اشتراكات الصندوق على أساس المضاربة بنسبة‬
‫معلومة‪.‬‬

‫ب‪ :‬نموذج المضاربة‬

‫تقوم الشركة فً هذا النموذج بدور المضارب برأس المال‪ ،‬وٌقوم المستؤمنون فً‬
‫مقام رب راس المال‪ ،‬حٌث ٌتم اقتباس األرباح بناء على نسبة ٌحددها مجلس ادارة الشركة‬
‫‪44‬‬
‫على اعتبار ان تكون استثمارات الصندوق فٌما ٌتوافق وأحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة‪.‬‬

‫فبمقتضى هذه الصٌؽة تصبح شركة التؤمٌن المضارب او المتاجر بمال الؽٌر‪ ،‬بٌنما‬
‫ٌقوم المشتركون بدور صاحب المال حٌث ٌقسم كل من الطرفٌن األرباح المحققة الناتجة‬
‫‪45‬‬
‫عن استثمار أموال الصندوق حسب المتفق علٌه‪.‬‬

‫‪ -42‬صالح احمد بدار‪ ،‬التـؤمٌن التكافلً اإلسبلمً‪ ،‬بحث مقدم لمإتمر المصارؾ االسبلمٌة الٌمنٌة‪ ،‬الواقع والتحدٌات المستقبل‪،‬‬
‫صنعاء‪ ،‬الٌمن ‪ 81-83-‬مارس ‪ 8131‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -43‬احمد محمد الصباغ‪ ،‬اسس وصٌػ التؤمٌن االسبلمً‪ ،‬بحث مقدم للمإتمر الثالث للمصارؾ اإلسبلمٌة‪ ،‬دمشق‪ ،‬مارس ‪،8113‬‬
‫ص ‪.321‬‬
‫‪ -44‬رٌاض منصور الخلٌفً‪ ،‬تقٌٌم تطبٌقات وتجارب التؤمٌن التكافلً االسبلمً‪ ،‬ملتقى التؤمٌن التعاونً‪ ،‬الكوٌت ‪ ،8114‬ص ‪.1‬‬
‫‪ -45‬احمد محمد الصباغ‪ ،‬اسس وصٌػ التؤمٌن االسبلمً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.321‬‬

‫‪19‬‬
‫وصٌؽة المضاربة فً التؤمٌن التكافلً تعكس التجربة المالٌزٌة فً ممارسة التؤمٌن‬
‫اإلسبلمً فً بعض شركاتها مثل الشركة المالٌزٌة والشركة الوطنٌة للتكافل‪.‬‬

‫ج‪ :‬النموذج المختلط‬

‫ٌقوم هذا النموذج على أساس الدمج بٌن صٌؽة الوكالة باجر والمضاربة‪ ،‬فالشركة‬
‫تدٌر وتسٌر اشتراكات المستؤمنٌن على اساس الوكالة وتوظؾ الفابض التامٌنً فً‬
‫‪46‬‬
‫االستثمارات بعقد المضاربة‪.‬‬

‫وٌعتبر الدمج ما بٌن صٌؽً الوكالة بؤجر والمضاربة من بٌن اهم الصٌػ المطبقة‬
‫واألكثر مبلءمة لصناعة التؤمٌن التكافلً والتً تكون فٌها حقوق المشتركٌن والمساهمٌن‬
‫نسبٌا أقرب للعدالة‪ ،‬وعدم التحٌز ألٌة جهة منهما فتثمل صٌؽة الوكالة فً ادارة عملٌات‬
‫التامٌن مقابل أجر معلوم‪ ،‬وفً نموذج المضاربة الستثمار الفوابض المالٌة للصندوق‬
‫التشاركً مقابل حصة مشاعة من حصة الفابض التامٌنً‪.‬‬

‫وتوصؾ هذه الصٌؽة األكثر استخداما وممارسة‪ ،‬بالنظر الى أنها تسعى الى تحقٌق‬
‫مصالح مشتركة لكل من المساهمٌن والمشتركٌن‪ ،‬االمر الذي ٌنعكس اٌجابا على تطوٌر‬
‫العمل التامٌنً التكافلً‪ ،‬باإلضافة الى كونها الصٌؽة التً تتفق مع احكام الشرٌعة اإلسبلمٌة‬
‫فً ما ٌتعلق بؤجر الوكالة الذي ٌكون وفقا لهذه الصٌؽة معلوما مسبقا‪ ،‬كما تكون حصة‬
‫‪47‬‬
‫المضارب من األرباح معلومة ومشاعة قبل بداٌة كل سنة مالٌة‪.‬‬

‫وعموما ٌمكن القول أن نجاح التؤمٌن البنكً التشاركً ٌتوقؾ على عدد من العوامل‬
‫وتظافر الجهود ما بٌن المإسسة البنكٌة وشركة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬ومن بٌن هذه الجهود‬
‫والعوامل أسلوب اإلدارة المتبع‪ ،‬اذ ٌجب أن تكون ادارة اعتماد وتطوٌر هذا التؤمٌن خٌار‬
‫استراتٌجً ٌبدأ من أعلى الهرم اإلداري وٌسري على كافة المستوٌات فً المإسسة وفق‬

‫‪ -46‬عبد القادر مطاي‪ ،‬صٌػ التؤمٌن التكافلً ومعٌقاته‪ ،‬دراسة تحلٌلٌة‪ ،‬مجلة المعٌار‪ ،‬الجزابر‪ ،‬ع ‪ ،8133 ،8‬ص ‪.123‬‬
‫‪ -47‬احمد محمد الصباغ‪ ،‬اسس وصٌػ التؤمٌن االسبلمً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.322‬‬

‫‪20‬‬
‫الٌات إدارٌة بسٌطة وؼٌر معقدة بدافع توسٌع وتنوٌع مجاالت نشاط خدماتها وزٌادة قدرتها‬
‫‪48‬‬
‫التنافسٌة‪.‬‬

‫وهذا ما نطمح الٌه من خبلل صٌؽة االدارة الذي نهجه المشرع‪ ،‬اال اننا نرى انه كان‬
‫على المشرع فً التنظٌم القانونً ان ٌسمح باالعتماد كل الصٌػ فً ادارة العمٌلة التؤمٌنٌة‬
‫التكافلٌة‪ ،‬واال ٌقتصر على أسلوب فقط‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬الفرق ما بٌن التأمٌن التكافلً والتأمٌن التجاري‬

‫ٌعتبر كل من نظام التؤمٌن التكافلً ونظام التؤمٌن التجاري نظامٌن مختلفٌن عن‬
‫بعضهما‪ ،‬فرض كل واحد منهما نفسه‪ ،‬بما ٌمتلكه من أسس ومبادئ تحكم قواعد سٌره‪ ،‬اال‬
‫‪49‬‬
‫أنهما ٌتفقان فٌما ٌتعلق باألسس الفنٌة وكٌفٌة اإلدارة‪.‬‬

‫فاذا كان التؤمٌن التجاري عقد ٌلتزم بمقتضاه المإمن لدٌه ان ٌإدي للمإمن او المستفٌد‬
‫الذي اشترط لصالحه مبلؽا من المال‪ ،‬مقطوعا او شهرٌا فً حال حدوث الحادث او تحقق‬
‫الخطر المحدد فً عقد التؤمٌن‪ ،‬مقابل قسط او أي دفعة مالٌة ٌإدٌها المإمن له للمإمن‪ ،‬اما‬
‫التؤمٌن التعاونً او التكافلً فهو اشتراك مجموعة من األفراد بمبالػ مالٌة على جهة التبرع‬
‫لتعوٌض من ٌنزل به ضرر منهم‪ ،‬وال ٌقصد من دفع هذه المبالػ االسترباح‪ ،‬وفً حال‬
‫عجز المبلػ المدفوع عن جبر الضرر دفع األعضاء المشتركون ما نقص‪ ،‬واذا زاد استحقوا‬
‫‪50‬‬
‫استرداد الفابض‪.‬‬

‫فتتعدد االختبلفات ما بٌن كبل النظامٌن وتتمثل أهم هذه االختبلفات فً خصوصٌات‬
‫من الناحٌة الشرعٌة‪( ،‬أوال) وأخرى من الناحٌة القانونٌة والمالٌة‪( ،‬ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬من الناحٌة الشرعٌة‬

‫إن التؤمٌن التقلٌدي هو عقد معاوضة ٌؽلب علٌه طابع الؽرر‪ ،‬وهو الؽرر الشدٌد‬
‫الؽالب المحرم‪ ،‬اما التكافلً فإن وجد فٌه الؽرر فهو ٌحق‪ ،‬ألنه عقد قابم على التبرع‪ ،‬الى‬

‫‪ -48‬عبد ا لقادر وحمو محمد‪ ،‬افاق تقدٌم البنوك الجزابرٌة لمنتجات تؤمنٌه‪ ،‬ورقة مقدمة الى المإتمر الدولً الثانً حول اصبلح النظام‬
‫المصرفً الجزابري‪ ،‬المنعقد بكلٌة الحقوق والعلوم االقتصادٌة‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬بتارٌخ ‪ 38-33‬مارس ‪ ،8113‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -49‬محً الدٌن القرة داؼً‪ ،‬التؤمٌن التكافلً اإلسبلمً‪ ،‬دراسة فقهٌة تؤصٌلٌة مقارنة بالتؤمٌن التجاري مع التطبٌقات العملٌة‪ ،‬دار‬
‫البشابر اإلسبلمٌة‪ ،‬ج الثانً‪ ،‬ط‪ ،3122 ،7‬ص ‪.438‬‬
‫‪ -50‬سعد خلٌفة العبار‪ ،‬التؤمٌن من منظور اسبلمً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪81‬‬

‫‪21‬‬
‫جانب أن عقد التؤمٌن التكافلً‪ ،‬عقد إرفاق ومعروؾ فً األصل مبنً على نٌة التعاون‪،‬‬
‫ولهذا ٌؽتفر فٌه الؽرر‪ ،‬بخبلؾ التؤمٌن التقلٌدي‪ ،‬فالقصد الؽالب فٌه التجارة وكسب الربح‪،‬‬
‫فالمإسسة قابمة فً كسبها على مدى الحوادث التً تحصل بٌنما الؽرر فً التؤمٌن التكافلً‬
‫اضافً وتبعً‪.‬‬

‫كما أن عقد التؤمٌن التكافلً ٌصنؾ من عقود التبرع ألن ما ٌدفعه المشترك من‬
‫اشتراكات ٌتم التبرع بها لمن ٌصٌبه الضرر من المشتركٌن األخرٌن‪ ،‬والمشترك ال ٌقصد‬
‫ببقٌة التؤمٌن ربحا أو تجارة كما الحال فً التؤمٌن التقلٌدي‪ ،‬إذ أن التبرع بقٌمة اإلشراك هو‬
‫أساس مشروعٌة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬مما ترتب علٌه اعتبار التؤمٌن التكافلً عقدا من عقود‬
‫‪51‬‬
‫التبرع شبه إجماع بٌن العلماء المعاصرٌن على جوازه ومشروعٌة‪.‬‬

‫إ ضافة إلى أن المرجعٌة النهابٌة لجمٌع األنشطة و العملٌات التً تجري فً شركات‬
‫التؤمٌن التكافلً تتم وفق األحكام والمبادئ الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬وتشمل كل العملٌات التؤمٌن‬
‫و إعادة التؤمٌن واستثمار التعوٌضات وقواعد االكتساب الفوابض التؤمٌنٌة و توزٌعها‬
‫وؼٌرها من المعامبلت‪ ،‬فً حٌن أن المرجعٌة لشركات التؤمٌن التجاري التقلٌدي تخضع‬
‫إلى التشرٌعات واألعراؾ الخاصة بالتؤمٌن فً كل دولة‪ ،‬والتً هً بطبٌعة الحال ذات‬
‫‪52‬‬
‫أصل تقلٌدي محض ٌنسجم مع فلسفة الرأسمالٌة فً العمل التجاري بصفة علمٌة‪.‬‬

‫فجمٌع األنشطة التً تجري فً شركات التؤمٌن التكافلً من استثمار وتعوٌض وقواعد‬
‫حساب التؤمٌن وتوزٌعه‪ ،‬تنحصر فً أحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة وهو ما ذهب إلٌه توجه‬
‫المشرع المؽربً‪ ،‬الذي أكد على ضرورة أخد الرأي بالمطابقة من المجلس العلمً‬
‫‪53‬‬
‫األعلى‪.‬‬

‫‪ -51‬سعد أبو حبٌب‪ ،‬التؤمٌن بٌن الحظر واإلباحة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق ط‪ ،2:94 ،2‬ص ‪.71‬‬
‫‪ -52‬رٌاض منصور الخلٌفً‪ ،‬التؤمٌن التكافلً اإلسبلمً‪ ،‬ملتقى التؤمٌن التعاونً‪ ،‬الهٌبة اإلسبلمٌة العلمٌة االقتصاد والتموٌل‪ ،‬رابطة‬
‫العالم اإلسبلمً‪ ،‬الرٌاض‪ ،3111‬ص ‪.2‬‬
‫‪ -53‬جاء فً م ‪" :221‬تصدر اآلراء بالمطابقة المتعلقة بالتؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن التكافلً عن المجلس العلمً األعلى"‬

‫‪22‬‬
‫كما أن التؤمٌن التكافلً كما قلنا ٌقوم على التعاون ولٌس على الربا‪ ،‬وال ٌستؽل ما‬
‫جمع من أقساط فً المعامبلت ربوبٌة تحت أي مسمى‪ ،‬أما التامٌن التجاري فبل ٌخلو من‬
‫‪54‬‬
‫الربا والؽرر والجهالة والمقامرة ولذلك قال الفقهاء بتحرٌمه‪.‬‬

‫وما ٌجعل عقد التؤمٌن التجاري محرم هو أخد مال الؽٌر ببل مقابل‪ ،‬واألخذ ببل مقابل‬
‫من عقود المعاوضات التجارٌة المحرمة‪ ،‬عبلوة على ان عقد التؤمٌن التجاري‪ٌ ،‬وجد فٌه‬
‫ماال ٌلزم شرعا‪ ،‬ألن المإمن لم ٌحدث الخطر منه ولم ٌتسبب فً حدوثه وإنما كان منه‬
‫مجرد التعاقد مع المستؤمن على ضمان الخطر على تقدٌر وقوعه‪ ،‬مقابل مبلػ ٌدفعه‬
‫المستؤمن له والمإمن لم ٌبدل عمبل للمستؤمن فكان حراما‪ ،‬وهذا ما ذهب به‪ ،‬قرار مجلس‬
‫المجمع الفقهً بإجماع بالموافقة على قرار مجلس هٌبة كبار العلماء فً المملكة العربٌة‬
‫السعودٌة‪ ،‬رقم ‪ 151‬بتارٌخ ‪ 4/4/1297‬هجرٌة‪ ،‬من جواز التؤمٌن التعاونً بدال من‬
‫التؤمٌن التجاري المحرم‪ ،‬وذلك األدلة التالٌة‪:‬‬

‫‪-‬ا ن التؤمٌن التعاونً من عقود التبرع التً ٌقصد بها أصالة التعاون على تقنٌن‬
‫األخطار واالشتراك فً تحمل المسإولٌة عند نزول الكوارث‪ ،‬وذلك عن طرٌق إسهام‬
‫أشخاص بمبالػ نقدٌة تخصص لتعوٌض من ٌصٌبه الضرر‪ ،‬فجماعة التؤمٌن التعاونً ال‬
‫ٌستهدفون تجارة وال ربحا من أموال ؼٌرهم‪ ،‬وإنما ٌقصدون توزٌع األخطار بٌنهم والتعاون‬
‫على تحمل الضرر‪.‬‬

‫‪ -‬خلو التؤمٌن التعاونً من الربا بنوعٌه‪ ،‬ربا الفضل وربا النسٌبة‪ ،‬فلٌست عقود‬
‫المساهمٌن ربوبٌة وال ٌستؽلون جمع األقساط فً المعامبلت الربوبٌة‪.‬‬

‫‪ -‬أنه ال ٌضر جهل المساهمٌن فً التؤمٌن التعاونً بتحدٌد ما ٌعود علٌهم من النفع‪،‬‬
‫ألنهم متبرعون فبل مخاطرة وال ؼرر وال مقامرة‪ ،‬بخبلؾ التؤمٌن التجاري فإنه عقد‬
‫معاوضة مالٌة تجارٌة‪.‬‬

‫‪ -54‬على محً الدٌن القرة داؼً‪ ،‬مفهوم التؤمٌن التعاونً‪ ،‬ماهٌته وضوابط ومعوقاته‪ ،‬مإتمر التؤمٌن التعاونً‪ ،‬أبعاده وأفاقه وموقؾ‬
‫الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،311: ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -‬قٌام جماعة المساهمٌن او من ٌمثلهم باستثمار ما جمع من األقساط لتحقٌق الؽرض‬
‫‪55‬‬
‫الذي من أجله أنشا هذا التعاون سواء أكان القٌام بذلك مقابل أجر معٌن او نسبة معٌنة‪.‬‬

‫‪ -‬من حٌت التعوٌض‪:‬‬

‫عند حدوت ضرر ألي من المستؤمن تتم عملٌة التعوٌض وفقا لنظام التؤمٌن التكافلً و‬
‫ٌصرؾ التعوٌض من مجمع األقساط المتاحة بصندوق حملة الوثابق‪ ،‬فإذا لم تكن األقساط‬
‫كافٌة فً الوفاء بالتعوٌضات‪ ،‬طلب من األعضاء زٌادة االشتراكات للوفاء بالتعوٌض‪ ،‬فلٌس‬
‫هناك التزام تعاقدي بالتعوٌض‪ ،‬أما فً التؤمٌن التجاري ٌترتب على هذا االلتزام تحمل‬
‫الشركة لتلك المخاطر‪ ،‬واألصل المإمن علٌه دون سابر المستؤمنٌن لذا كان الهدؾ من العقد‬
‫هو المعاوضة ولكن هذه المعاوضة ال تسمح بربح الطرفٌن‪ ،‬فإذا ربحت الشركة خسر‬
‫المستؤمن واذا ربح المستؤمن خسرت الشركة‪ ،‬فهً معاوضة تتضمن ربحا أحد الطرفٌن‬
‫‪56‬‬
‫مقابل خسارة اآلخر‪.‬‬

‫‪ -‬من حٌت عجز حساب المشتركٌن‪:‬‬

‫عند وقوع عجز فً حساب المشتركٌن فإن مجموعة المشتركٌن فً التؤمٌن التكافلً‬
‫ٌتحملون هذا العجز عن طرٌق األقساط المستقبلٌة‪ ،‬أو عن طرٌق تكوٌن احتٌاطات أو عن‬
‫طرٌق القرض الحسن عن حساب المساهمٌن أما العجز المالً فً التؤمٌن التجاري فٌتحمله‬
‫‪57‬‬
‫مساهمو الشركة‪.‬‬

‫‪ -‬من ناحٌة الٌة التطبٌق‪:‬‬

‫ٌتمثل االختبلؾ فٌما بٌن التؤمٌن التكافلً والتؤمٌن التجاري من ناحٌة التطبٌق فً‬
‫اآلتً‪:‬‬

‫‪ -55‬رٌاض منصور الخلٌفً‪ ،‬قوانٌن التؤمٌن التكافلً‪ ،‬األسس الشرعٌة والمعاٌٌر الفنٌة‪ ،‬دراسة معٌارٌة ألؼراض تقنٌن أعمال‬
‫شركات التؤمٌن التكافلً اإلسبلمً‪ ،‬مجلة الحقوق‪ ،‬العدد‪ٌ ،2‬ونٌو‪ ،3114/‬ص‪87-86-83‬‬
‫‪ -56‬سلٌمان العازي بن ذرٌع‪ ،‬التؤمٌن التعاونً‪ ،‬معٌقاته واستشراؾ مستقبله‪ ،‬ملتقى التؤمٌن التعاونً الهٌبة اإلسبلمٌة العلمٌة االقتصاد‬
‫والتموٌل‪ ،‬الرٌاض السعودٌة‪ ،311: ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ -57‬سامر مظفر قنطقجً‪ ،‬التؤمٌن اإلسبلمً أسسه ومحاسبته‪ ،‬مطبعة الشعاع سورٌا‪ ،‬ط‪ ،3119 ،2‬ص‪.45‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬إن التؤمٌن التكافلً ال ٌستهدؾ الربح إال عرضا على عكس الحال فً التؤمٌن‬
‫التجاري الذي هو ؼاٌته التؤمٌنٌة األصلٌة‪.‬‬

‫‪ -‬المإمنون فً التؤمٌن التكافلً هم المستؤمنون أنفسهم فبل تعارض فً المصلحة بٌنهم‬


‫بخبلؾ الحال فً التؤمٌن التجاري حٌث ٌوجد انفصال بٌن الطرفٌن تختلؾ به مصالحهما‬
‫وٌكون نفع أحدهما مضاد لمصلحة األخر‪ ،‬فتنعدم فرص التعاون بٌنهما‪.‬‬

‫‪ -‬من نتابج نظام التؤمٌن التكافلً تقدٌم الخبرة التؤمٌنٌة للمستؤمنٌن بؤقل تكلفة‪ ،‬وفً‬
‫حال تحقٌق أرباح من استثمار الفوابض ٌعود نفعها على المشتركٌن جمٌعا بٌنهما تزٌد تكلفة‬
‫الخدمة التؤمٌنٌة فً التؤمٌن التجاري بسبب الرؼبة المستمرة لشركة المإمنة فً الكسب‬
‫وٌستفٌد أصحاب الشركة باألرباح من دون المستؤمنٌن‪.‬‬

‫‪ -‬ادارة التؤمٌن التكافلً تابعة من المشرعٌن أنفسهم وهم المستؤمنون جمٌعا الذٌن‬
‫ٌنتخبون من بٌنهم مجلس اإلدارة‪ ،‬وٌشركون فً مراقبة بٌنما اإلدارة فً التؤمٌن التجاري‬
‫فً ٌد أصحاب الشركة المساهمٌن فً رأس المال ولٌس للمستؤمنٌن حقوق فً اإلدارة أو‬
‫الرقابة أو الملكٌة‪...‬‬

‫‪ -‬فً التؤمٌن التكافلً على وجه الخصوص فً الصٌؽة اإلسبلمٌة المطلوبة له‪ ،‬قد‬
‫ٌتبرع األعضاء المشتركون بمساهمتهم وأقساطهم من أجل تحقٌق الؽاٌة الكاملة و تصبح‬
‫هذه األموال المقدمة منهم ملكا لشخصٌة االعتبارٌة للجمعٌة التً ٌمتلكونها جمٌعا وٌتمتعون‬
‫بما تقدمه من خدمات لجمٌع أعضابها بٌنما المستؤمنون فً التؤمٌن التجاري ال ٌدفعون‬
‫األقساط على سبٌل التبرع‪ ،‬بل شرط للخدمة التؤمٌنٌة التً تقدمها لهم شركات التؤمٌن وهً‬
‫شركات مساهمة ملك ألصحابها انشاإها للطلب الربح وفً حالة التعوٌض المالً عن‬
‫الحادث المحتمل اذا وقع ٌؤخذ التعامل شكل معاوضة وٌشوش علٌه الصورة الربوبٌة المنهً‬
‫‪58‬‬
‫عنها شرعا‪.‬‬

‫‪-58‬عبد السمٌع المصري‪ ،‬التؤمٌن اإلسبلمً بٌن النظرٌة والتطبٌق‪ ،‬ط ‪ ،3‬مكتبة وهبة‪ ،‬القاهرة‪ ،2:92‬ص‪.38‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ -‬من حٌث االحتٌاطات‪:‬‬

‫ٌوجد حسابان منفصبلن لبلحتٌاطات والمحددة لتؤمٌن التكافلً أحده خاص بحملة‬
‫الوثابق واألخر خاص بالمساهمٌن‪ ،‬فإن أخدت هذه االحتٌاطات والمخصصات من أموال‬
‫المساهمٌن فهً لهم‪ ،‬وان أخدت هذه من حملة الوثابق فهً لصالحهم‪ ،‬وذلك خبلفا‬
‫لبلحتٌاطات والمخصصات فً التؤمٌن التجاري‪ ،‬حٌث ال ٌوجد فصل بٌنهما‪ ،‬ألنها جمٌعا‬
‫‪59‬‬
‫لصالح الشركة‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬من الناحٌة القانونٌة والمالٌة‬

‫تتعدد أوجه االختبلؾ على مستوى العبلقة القانونٌة والمالٌة ما بٌن التؤمٌن التكافلً‬
‫والتؤمٌن التجاري والتً تعود الى طبٌعة كل منهما وحسب العبلقة التً تنشؤ مع الؽٌر‪.‬‬

‫‪ -‬من حٌث أطراف العقد‪:‬‬

‫تتمحور العبلقة التعاقدٌة فً التؤمٌن التجاري فً كل من المإمن ’’الشركة’’ ‪ ،‬والمإمن‬


‫له ’’العمٌل’’‪ ،‬وهما طرفان متعارضان مختلفان فً المصلحة‪ ،‬اما أطراؾ العبلقة التعاقدٌة‬
‫فً التؤمٌن التكافلً فتتجسد فً أعضاء الهٌبة المشتركٌن الذٌن تجتمع فٌهم صفة المإمن‬
‫والمإمن لهم‪ ،‬أي صفة مشتركة‪ ،‬وهذا ما ال نجده فً التؤمٌن التجاري التقلٌدي‪ ،‬فكل عضو‬
‫‪60‬‬
‫تجتمع فٌه الصفتان ومصلحتهم واحدة ومشتركة‪.‬‬

‫فؤطراؾ العقد فً عملٌات التؤمٌن التكافلً هما‪ :‬المستؤمن وشركة التؤمٌن بوصفها‬
‫وكٌبل عن المستؤمن‪ ،‬وٌتمثل دور شركة التؤمٌن فً تنظٌم وترتٌب وادارة التعاقد بٌن‬
‫المستؤمنٌن أنفسهم‪ ،‬وادارة العملٌات التؤمٌنٌة وأموال التؤمٌن المحققة فً صندوق التؤمٌن‬
‫التكافلً بؤسلوب شرعً على أساس الوكالة بؤجر معلوم‪ ،‬واألقساط التً تستوفى من‬
‫المستؤمنٌن تكون ملكا لهم‪ 61‬وتوضع فً الصندوق‪.‬‬

‫ومن ذلك ٌتبٌن بؤن المنطق الشرعً لتفرقة بٌن العمٌل المإسس لكل من التؤمٌن‬
‫التقلٌدي والتؤمٌن التكافلً ٌتؤسس على التزام التبرع من قبل حملة وثابق التؤمٌن‬

‫‪ -59‬سامر مظفر‪ ،‬التؤمٌن التكافلً اسسه ومحاسبته‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ -60‬رٌاض منصور الخلٌفً‪ ،‬قوانٌن التؤمٌن التكافلً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪-61‬احمد محمد الصباغ‪ ،‬اسس وصٌػ التؤمٌن االسبلمً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪26‬‬
‫باالشتراكات المدفوعة فمفهوم التبرع هو بمثابة مفترق طرٌق بٌن ممارسة العمل التامٌنً‪،‬‬
‫فً كل من النظامٌن‪ ،‬وأن انتفاء هذا المفهوم فً تطبٌق التؤمٌن التكافلً ٌفسر بالضرورة‬
‫‪62‬‬
‫انتفاء الفروق بٌنه وبٌن التؤمٌن التقلٌدي‪.‬‬

‫‪ -‬من حٌث ملكٌة االقساط‪-‬االشتراكات‪:‬‬

‫إن أقساط التؤمٌن مملوكة لشركة التؤمٌن أي المإمن وحده‪ ،‬لكن فً التؤمٌن التكافلً‬
‫نجدها مملوكة لهٌبة المشتركٌن فً مجموعٌهم‪ ،‬ألن أصل قٌمة القسط المدفوع ٌعود‬
‫لصاحبه المستؤمن بعد استقطاع حصته من التعوٌضات والمصروفات واعادة التؤمٌن‪ ،‬وهذا‬
‫ما ٌسمى بالفابض‪ ،‬أما التؤمٌن التجاري فبل ٌعود أصل أي جزء من قٌمة القسط المدفوع‬
‫بؤي حال من األحوال الى المستؤمنٌن‪ ،‬ألنه دخل فً ملكٌة الشركة‪ ،‬فالشركة فً التؤمٌن‬
‫اإلسبلمً ال تمثل األقساط وإنما هً تكون ملكا لحساب التؤمٌن المنقل عنها‪ ،‬أما الشركة فً‬
‫‪63‬‬
‫التؤمٌن التجاري فتمتلك األقساط وتدخل فً ملكٌتها‪.‬‬

‫وبذلك فالعبلقة بٌن المستؤمنٌن وشركة التؤمٌن التجاري تنحصر فً دفع األقساط من‬
‫قبلهم والتً تصبح ملكا لها مقابل الوفاء بالتعوٌض فً حالة تحقق الخطر المنصوص علٌه‬
‫فً العقد وبعد استكمال الشروط‪ ،‬أما العبلقة بٌن المستؤمن وشركة التؤمٌن التكافلً فهً‬
‫قابمة على األسس التالٌة‪:‬‬

‫ٌقوم المساهمٌن فً الشركة بإدارة عملٌة التؤمٌن وجمع االقساط ودفع‬ ‫‪‬‬
‫التعوٌضات وؼٌرها من األعمال الفنٌة‪ ،‬فً مقابل اجرة معلومة‪ ،‬وذلك بصفتهم القابمٌن‬
‫بإدارة التؤمٌن‪ ،‬وٌنص على هذه األجرة‪ ،‬بحٌث ٌعتبر المشترك قاببل لها‪.‬‬
‫ٌقوم المساهمون باستثمار المقدم منهم للحصول على الترخٌص بإنشاء‬ ‫‪‬‬
‫الشركة وكذلك لها أن تستثمر أموال التؤمٌن المقدمة من حملة الوثابق على أن تستثمر‬
‫أموال التؤمٌن المقدمة من حملة الوثابق‪ ،‬وتستحق الشركة حصة من عابد استثمار أموال‬
‫التؤمٌن بصفتها المضارب‪.‬‬

‫‪ -62‬موسى مصطفى القضاة‪ ،‬حقٌقة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.11-84‬‬


‫‪ -63‬علً محً الدٌن القرة داؼً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪27‬‬
‫ٌتحمل المساهمون ما ٌتحمله المضارب من المصروفات المتعلقة باالستثمار‬ ‫‪‬‬
‫األموال نطٌر حصة من ربح المضاربة كما ٌتحملون جمٌع مصارٌؾ ادارة التؤمٌن‪،‬‬
‫نظٌر عمولة االدارة المستحقة لهم‪.‬‬
‫‪ -‬من حٌث العالقات المالٌة‪:‬‬
‫ٌقوم الهٌكل المالً لشركة التؤمٌن التكافلً على قسمٌن مختلقٌن من الحسابات‬
‫هما‪:‬‬
‫حساب المساهمٌن‪ ،‬حملة األسهم وٌمثل نظام رأس مال الشركة وحساب المشتركٌن‬
‫المإمن علٌهم حملة الوثابق وٌمثل نظام صندوق التؤمٌن التكافلً‪ ،‬وقد ٌعبر عنه بصندوق‬
‫المساهمٌن وصندوق المشتركٌن‪ ،‬بٌنما فً شركات التؤمٌن التجاري فإنه ال ٌوجد فرق بٌن‬
‫اموال اشتراكات التؤمٌن وأموال المساهمٌن كل فً صندوق واحد‪ ،‬وذلك ألن كافة األموال‬
‫تصبح ملكا لشركة‪ ،‬مما ٌعنً انه من حٌث الحسابات فالشركة فً التؤمٌن التجاري هً من‬
‫تتولى مسك حساب واحد ألموالها جمٌعا‪ ،‬أما فً التؤمٌن التكافلً فإن الحسابٌن ٌكونون‬
‫‪64‬‬
‫منفصلٌن‪.‬‬
‫‪ -‬من حٌث استثمار االموال وادارة اعمال التأمٌن‪:‬‬
‫تتولى القٌام به شركة التؤمٌن التجاري لحسابها الخاص‪ ،‬باعتبار أن األموال مملوكة‬
‫لها وال تراعً فٌه أحكام الحبلل والحرام‪ ،‬فً حٌن فً التؤمٌن التكافلً نجد أن المساهمون‬
‫ٌستثمرون على أساس المضاربة الشرعٌة‪ ،‬وذلك مقابل نسبة معلومة من الربح‪ ،‬وٌجب ان‬
‫ٌتم استثمار األموال طبقا لؤلحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬وشركة المساهمٌن وكٌلة فً ادارة‬
‫اعمال التؤمٌن والوكالة قد تكون بؤجر او بدون‪.‬‬
‫‪ -‬من حٌث عوائد استثمار األقساط‪:‬‬
‫ان عوابد النشاطات االستثمارٌة التً تقوم بها ادارة شركات التامٌن والخاصة‬
‫‪65‬‬
‫بصندوق المشتركٌن‪ ،‬تعود الى الشركة التجارٌة فقط‪.‬‬

‫‪ -64‬موسى مصطفى القضاة‪ ،‬حقٌقة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.2‬‬


‫‪ -65‬سامر مظفر‪ ،‬التؤمٌن التكافلً اسسه ومحاسبته‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪28‬‬
‫من حٌث الفائض التامٌنً والربح التامٌنً‪:‬‬

‫أن عنصر الفابض التامٌنً ال وجود له وال حقٌقة له فً التؤمٌن التجاري‪ ،‬والفابض‬
‫هو الفرق المتبقً من األقساط وعوابدها بعد التعوٌضات والمصارؾ و المخصصات‪،‬‬
‫ونجد فً المقابل فً التامٌن التجاري عنصر الربح وهو المقصد من نشوء التؤمٌن‬
‫التجاري‪ ،‬بحٌث ٌطلق علٌه فً التامٌن التجاري ربحا تامٌنٌا واٌراد‪ٌ ،‬عتبر ملكا خاصا‬
‫‪66‬‬
‫للشركة‪ ,‬وٌدخل ضمن أرباحها‪.‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬التنظٌم القانونً لتأمٌن التكافلً بالمغرب‬
‫ٌعتبر المؽرب رؼم كونه دولة إسبلمٌة من الدول المتؤخرة فً مجال الصٌرفة‬
‫اإلسبلمٌة‪ ،‬حٌث ظل بعٌدا على المستوى الرسمً عن تحقٌق مطلب البنك اإلسبلمً‪،‬‬
‫وٌعزى ذلك ألسباب متداخلة فمنها ما هو اقتصادي مرتبط بنظام الرٌع المهٌمن على‬
‫القطاع البنكً بالمؽرب‪ ،‬ومنها ما هو مرتبط بؽٌاب اإلرادة السٌاسٌة‪ ،‬فضبل عن األسباب‬
‫األخرى المرتبطة بعدم مبلءمة اإلطار القانونً للمصرفٌة اإلسبلمٌة واقتصاره على‬
‫‪67‬‬
‫استٌعاب التموٌبلت التقلٌدٌة القابمة على الربا‪.‬‬

‫ورؼم هذا الرفض الرسمً للمصرفٌة اإلسبلمٌة فإن هذه األخٌرة شكلت مطلبا ملحا‬
‫للمجتمع المؽربً‪ ،‬ولبعض الهٌبات المدنٌة واألكادٌمٌة والسٌاسٌة‪ ،‬حٌث إن النضال من أجل‬
‫هذا المطلب كان فً البداٌة عبارة عن مجهودات فردٌة‪ ،‬بدلها بعض األساتذة المتخصصٌن‬
‫فً االقتصاد وفقه المعامبلت المالٌة فً الجماعات المؽربٌة‪ ،‬لتنتقل تدرٌجٌا إلى المجتمع من‬
‫خبلل ندوات ومحاضرات احتضنتها مدن مختلفة‪ ،‬وتطور األمر أكثر بعد عجز األنظمة‬
‫البنكٌة التً كانت قابمة عن االستجابة لمتطلبات التنمٌة فً الببلد وخطورة التموٌبلت‬
‫الربوٌة‪ ،68‬فلم ٌجد المشرع بدال عن تنزٌل فكرة البنوك اإلسبلمٌة تحت مسمى ‪-‬البنوك‬

‫‪ -66‬علً محً الدٌن القرة داؼً‪ ،‬التؤمٌن التعاونً ماهٌته وضوابطه ومعٌقاته‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -67‬فاطمة أيت الغازي‪ ،‬اإلجارة بين األساس الشرعي واإلطار التنظيمي بالمغرب‪ ،‬مجمة مؤتمر بيت المقدس اإلسالمي الدولي‬
‫الخامس‪-‬التمويل اإلسالمي (ماهيته‪ ،‬صيغته‪ ،‬مستقبمه) الجزء األول‪ ،‬أيار ‪ ،4102‬ص ‪.783‬‬
‫‪-68‬عائشة الشرقاوي المالقي‪ ،‬الوجيز في القانون البنكي المغربي‪ ،‬دار أبي رقراق لمطباعة والنشر‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية ‪،4113‬‬
‫ص‪ 067‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪69‬‬
‫المتعلق بمإسسات االبتمان‬ ‫التشاركٌة إلى أرض الواقع‪ ،‬ضمن القانون رقم‪103.12‬‬
‫والهٌبات المعتبرة فً حكمه‪ ،‬وفصل بعض أحكامه فً القسم الثالث منه‪ ،‬وقد حمل هذا‬
‫األخٌر ثلة من أدوات الصناعة المالٌة اإلسبلمٌة‪ ،‬لعل أهمها صٌؽة التموٌل بالمرابحة‪.‬‬

‫والجذٌر بالذكر أن ظهور البنوك اإلسبلمٌة فً العصر الحدٌث قد أدى إلى تطور‬
‫صٌػ عقود التموٌل اإلسبلمً‪ ،‬وبلورة العقود فً صور جدٌدة‪ ،‬وبوصؾ أن هذه العقود‬
‫ماهً إال وسابل تستخدم لتحقٌق مقاصد معٌنة من أهمها فً الشرٌعة اإلسبلمٌة تداول‬
‫األموال بٌن الجمٌع‪ ،‬والحد من الفقر والتشؽٌل األمثل لؤلموال وؼٌرها من األهداؾ‪،‬‬
‫والمقاصد المعتبرة شرعا‪ ،‬ومن أهم و أول هذه العقود التً تم تطوٌرها وتفعٌلها استنادا إلى‬
‫نظرٌة المصالح المرسلة عقد المرابحة لفقهٌة بصورته البسٌطة والذي درجت المصارؾ‬
‫اإلسبلمٌة على التعامل بها‪ ،‬نسبة لما لها من ممٌزات‪ ،‬ونتٌجة لذلك التطور الذي ٌجعل منها‬
‫عقدا مصرفٌا ٌتبلءم والبٌبة الجدٌدة أصبح ٌطلق علٌها اصطبلحا مصرفٌا وهو المرابحة‬
‫لبلمر بالشراء وٌعود الفضل تارٌخٌا للدكتور سامً حمود باعتباره أول من أشاع هذا‬
‫‪70‬‬
‫المفهوم الجدٌد للمرابحة فً العصر الحدٌث‪.‬‬

‫فالقانون ‪ 87-18‬الرامً الى تؽٌٌر وتتمٌم ق رقم ‪ 99-17‬المتعلق بمدونة التؤمٌنات‪،‬‬


‫جاء بتعدٌبلت فً إطار مبلبمة القانون المنظم لتؤمٌن التكافلً لآلراء اللجنة الشرعٌة للمالٌة‬
‫التشاركٌة وقد همت معظم هذه التعدٌبلت الى اضافة تعارٌؾ لمصطلحات جدٌدة‪ ،‬عبلوة‬
‫على إدخال تعدٌبلت على بعض المواد واضافة مقتضٌات اخرى‪ ،‬أكثر مبلبمة مع اإلطار‬
‫الشرعً‪.‬‬

‫فمن خبلل القراءة االولٌة لقانون المنظم لتؤمٌن التكافلً وفق اخر التعدٌبلت‪ٌ ،‬تضح‬
‫أنه اعتنى بجل المقتضٌات المنظمة للعملٌة التؤمٌنٌة التكافلٌة وصرح برعاٌته ورؼبته فً‬
‫إعطاء دفعة أخرى لتكرٌس المالٌة التكافلٌة بببلدنا بوضع امامنا لئلطار القانونً المعالج‬

‫‪ -69‬قانون رقم ‪ 017.04‬المتعمق بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها‪ ،‬الصادر بموجب الظهير الشريف رقم ‪،0.02.0.7‬‬
‫الصادر في فاتح ربيع االول ‪ 42- 0276‬ديسمبر ‪ ، -4102‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6748‬بتاريخ فاتح ربيع االخر ‪ 44-0276‬يناير‬
‫‪ ،-4102‬ص ‪.264‬‬
‫‪ -70‬سامي حمود‪ ،‬تطوير األعمال المصرفية بما يتفق والشريعة اإلسالمية‪ ،‬مكتبة دار التراث القاهرة‪ ،‬ط ‪ ،7‬ص ‪.01‬‬

‫‪30‬‬
‫لجوانب التعامبلت التؤمٌنٌة التكافلٌة‪ ،‬وٌكون بذلك قد فتح الباب أمام تفعٌل التؤمٌن التكافلً‬
‫ألول مرة فً المؽرب‪ ،‬ووضع اللمسات األخٌرة فً وجه انطبلقة فعلٌة قوٌة لنجاح المالٌة‬
‫اإلسبلمٌة بالمؽرب‪ ،‬حٌث نجده ركز باألساس على تحدٌد االطار المفاهٌمً لمنظومة‬
‫التؤمٌن التكافلً‪ ،‬فقد عمل على تعرٌؾ مجموعة من المصطلحات التؤمٌنٌة التكافلٌة‪ ،‬وقد‬
‫ادخل تعدٌل طفٌؾ على مستوى تعرٌؾ التؤمٌن التكافلً فً المادة االولى‪ ،‬بحٌث ابقى‬
‫على نفس التعرٌؾ الذي كان ق ‪ ،59-13‬وقام وفقا لتعدٌل ق ‪ 87-18‬بالتنصٌص على‬
‫عقد االستثمار التكافلً الى جانب عقد التؤمٌن التكافلً ولم ٌقتصر فقط على عقد التؤمٌن‬
‫التكافلً كما كان سابقا‪ ،‬وتم التنصٌص أٌضا فً التعرٌؾ على أن هذه العملٌة تتم بواسطة‬
‫صندوق للتؤمٌن التكافلً ٌسٌر مقابل أجرة التسٌٌر‪ ،71‬بعدما كان ٌنص فً مشروع ق ‪-13‬‬
‫‪ 59‬على أنه ٌتم بواسطة حساب التؤمٌن التكافلً‪.‬‬
‫وبذلك تم منح صندوق التؤمٌن التكافلً الشخصٌة المعنوٌة المستقلة عوض أن ٌكون‬
‫مجرد حساب كما كنا وارد من قبل‪ ،‬ونفس المقتضى تم التؤكٌد علٌه فً تحدٌد مفهوم‬
‫مزاولة او ممارسة عملٌات التؤمٌن التكافلً او اعادة التؤمٌن التكافلً مما ٌفسر تؤكٌده على‬
‫طابع االستقبللٌة لصندوق التؤمٌن التكافلً‪.‬‬
‫وتم اضافة تعرٌؾ لهذا الصندوق فً المادة االولى بكونه صندوق ٌنشؤ بمبادرة من‬
‫مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً‪ٌ ،‬تمتع بالشخصٌة االعتبارٌة‪ ،‬وله ذمة مالٌة مستقلة‬
‫وٌتكون من مجمو عة من الحسابات المنفصلة والمحدثة طبقا للقواعد المنصوص علٌها فً‬
‫نظام تسٌر الصندوق‪.‬‬
‫فهذا التعرٌؾ ٌبٌن أن صندوق التؤمٌن التكافلً ٌنشؤ بمبادرة من طرؾ مقاولة التؤمٌن‬
‫وإعادة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬وخول له بصفة حصرٌة الحق فً التمتع بالشخصٌة االعتبارٌة‬
‫وأكد كما قلنا على تمتعه انطبلقا من هذه الخاصٌة بذمة مالٌة مستقلة‪ ،‬ومنح الصبلحٌة فً‬
‫تسٌر الصندوق لقواعد نظام تسٌٌر الصندوق‪.‬‬
‫وما نعقب علٌه فً هذا الصدد‪ ،‬أنه كان على المشرع أن ٌنص بصرٌح العبارة على‬
‫أن قواعد التسٌٌر التً تنظم عمل هذا الصندوق ٌجب أن تخضع أوال لرقابة ومطابقة قبلٌة‬

‫‪ -71‬م‪ 3‬من ق ‪ 32-33‬القاضً بتؽٌٌر وتتمٌم ق ‪ 44-32‬المتعلق بمدونة التؤمٌنات‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫من طرؾ هٌبة اللجنة الشرعٌة للمالٌة التشاركٌة بالمجلس العلمً األعلى فً نفس‬
‫التعرٌؾ‪.‬‬
‫والى جانب تعرٌؾ صندوق التؤمٌن التكافلً تم أٌضا تعرٌؾ عقد االستثمار التكافلً‬
‫ألول مرة بموجب ق ‪ ،87-18‬على أنه " عقد ٌحصل بموجبه المشترك مقابل اشتراكات‬
‫ٌإدٌها إما دفعة و احدة او فً شكل دفعات دورٌة على مبلػ الرأسمال المكون من هذه‬
‫الدفعات ومن ناتج توظٌفاتها فً عملٌة او عملٌات استثمارٌة‪ ،‬وال ٌراعى فٌه احتمال البقاء‬
‫‪72‬‬
‫على قٌد الحٌاة او الوفاة عند تحدٌد المبالػ المحصل علٌها"‪.‬‬
‫مما ٌعنً ان عقد االستثمار التكافلً هو ذلك الناتج المحصل من االشتراكات التً‬
‫ٌإدٌها المشترك وذلك إما على شكل دفعة واحدة او فً شكل دفعات دورٌة‪ ،‬وهنا نرى ان‬
‫المشرع لم ٌتفصل فً شؤن أشكال هذه الدفعات هل شهرٌة ام سنوٌة‪ ،‬وجعل الحرٌة ألفراد‬
‫العبلقة التعاقدٌة فً تحدٌد شكل الدفعة‪.‬‬
‫ونرى كذلك أنه كان األجدر على المشرع أال ٌنحصر على المشترك الفرد‪ ،‬وأن ٌنص‬
‫على أن المشترك قد ٌكون شخص فردي أو شخص معنوي ألنه ٌمكن ألي مإسسة ذات‬
‫شخصٌة معنوٌة أن تشارك وتبرم عقد استثمار تكافلً مع شركات او مقاوالت التؤمٌن‬
‫التكافلً‪ ،‬مهما ال ٌوجد مانع ٌمنعها من ذلك شرط أن تكون المعامبلت التً ستدخل فً‬
‫االستثمار فٌها وفق الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬وأن ال تكون األموال المشتركة بها ناتجة عن‬
‫أموال محرمة كؤن تكون أموال شركات إنتاج الخمور أو ما شابه‪ ،‬وعلٌها حسب رأٌنا قبل‬
‫الدخول فً االشتراك فً االستثمار عبر التؤمٌن التكافلً أن تقدم وثٌقة تثبت مصادر‬
‫أموالها وأنواعها‪ ،‬فهً فً االول واالخٌر ستشارك فً العمٌلة التؤمٌنٌة التكافلٌة التً‬
‫تشترط ان تكون كل معامبلتها فً ما ٌرضً هللا‪.‬‬
‫ونص فً نهاٌة الفقرة على مقتضى جد مهم ان عقد االستثمار التكافلً ال ٌراعى فٌه‬
‫إحتمال البقاء على قٌد الحٌاة او الوفاة عند تحدٌد المبالػ المحصل علٌها‪ ،‬مما ٌثبت أن‬
‫تحدٌد مبالػ عملٌة االستثمار التكافلً ؼٌر متعلقة بحٌاة الفرد‪.‬‬

‫‪ -72‬الفقرة ما قبل االخٌرة م ‪ 3‬من ق ‪.32-33‬‬

‫‪32‬‬
‫وعمل على تبٌان األحكام المتعلقة بالتؤمٌن التكافلً‪ ،73‬كان أبرزها وضع أحكام‬
‫خاصة بتقادم الدعاوى الناتجة عن عقود التؤمٌن التكافلً‪ ،74‬فاالطار القانونً لتؤمٌن‬
‫التكافلً وقفا لتعدٌبلت ‪ ،18-87‬القاضً بتؽٌر وتتمٌم ق رقم ‪ ،99-17‬تمحور باألساس‬
‫على تنظٌم أحكام هذه المواد وفقا ألحكام الشرٌعة االسبلمٌة‪( ،‬الفقرة االولى) واألحكام‬
‫المتعلقة بتنظٌمه وباألساس األحكام المتعلقة بتسٌٌر صنادٌق التؤمٌن التكافلً واعادة التؤمٌن‬
‫التكافلً (الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفقرة االولى‪ :‬تنظٌم التأمٌن التكافلً وفق ألحكام الشرٌعة االسالمٌة‬

‫ان المتفحص للمواد المنظمة لتؤمٌن التكافلً سٌشتؾ انها فً جوهرها منظمة وفقا‬
‫ألحكام الشرٌعة الؽراء االسبلمٌة‪ ،‬فالمشرع حرص على ان ٌنظم بما ٌتوافق ومبادبها‪ ،‬وهذا‬
‫ما ٌكرس فً عدة جوانب‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تطبٌق األحكام العامة المنظمة لتأمٌن التكافلً بعدم تنافٌها مع مبادئ الشرٌعة‬
‫وإخضاعها لرقابة المجلس العلمً االعلى‬

‫كٌؾ المشرع وؼٌره من التشرٌعات المقارنة عقد التؤمٌن التكافلً على أنه عقد تبرع‪،‬‬
‫وبذلك بعٌدا عن شبهة الرهان والمقامرة‪ ،‬وأصبح تعاون بٌن المشتركٌن عن طٌب خاطر‬
‫لتفتٌت المخاطر التً تصٌب أحدهم‪ ،‬كما منع التعامل بالربا أخذا وعطاءا‪ ،‬فً كل ما ٌتعلق‬
‫بالتؤمٌن التكافلً‪.‬‬

‫مما ٌدعوا لتساإل حول عنصر المعاوضة هل هو فعبل موجود فً عقد التؤمٌن‬
‫التكافلً؟ وحتى ان وجد فما هو حكمه؟ وهل نٌة التبرع حقا الزما للمشترك عند االشتراك‬
‫ام أنه بقصد وٌنبؽً التعوٌض فقط عند وقوع االضرار؟‬

‫لقد ادى بعض العلماء والباحثٌن رأٌهم فً هذه المسالة بٌن تؤٌٌد لشرعٌة التؤمٌن‬
‫التعاونً حتى مع وجود المعاوضة فً هذا العقد التامٌنً وبٌن منتقد ومعارض لمسؤلة‬
‫شرعٌته وتؤكٌدهم لضرورة االنتباه لمسؤلة تشابه كبل النوعٌن من التؤمٌن‪ ،‬فان من أجازوا‬

‫‪ -73‬لتفصٌل فً هذه األحكام انظر كل من المواد‪ ،31-3 :‬وما ٌلٌها من ق ‪.32-33‬‬


‫‪ -74‬م ‪ 11-3‬من ق ‪.32-33‬‬

‫‪33‬‬
‫التؤمٌن التعاونً‪ ،‬أكدوا أن الؽرر الفاحش الذي ٌتضمنه عقد التؤمٌن التعاونً جابز شرعا‬
‫وذلك ألنه عقد مبنً على التبرع‪ ،‬وبذلك ٌؽتفر فٌه الؽرر الفاحش الذي ٌتضمنه عقد التؤمٌن‬
‫التعاونً جابز شرعا‪ ،‬وذلك ألنه عقد مبنً على التبرع وبذلك ٌؽتفر فٌه الؽرر‪ ،‬ولكن‬
‫بعض الفقهاء اعتبروا عقد التؤمٌن عقد معاوضة‪ ،‬ألنه تبرع مشروط بمقابل‪ ،‬وهو التعوٌض‬
‫الذي ٌحصل علٌه المستؤمن فً حالة حدوث المكروه المإمن ألجله‪ ،‬وبالتالً ال ٌختلؾ مع‬
‫التؤمٌن التجاري فً المحظورات والمفاسد‪ ،‬فلقد حلل التؤمٌن التعاونً بحجة أنه لٌس‬
‫معاوضة بل هو تبرع فبل ٌإثر فٌه الؽرر‪ ،‬ولكن ٌرد علٌه على أن عنصر المعاوضة‬
‫موجود قطعا فً التؤمٌن التعاونً‪ ،‬وإن لم ٌكن ظاهرا كما هو الحال فً التؤمٌن التجاري‬
‫فالمشترك فً صندوق التكافل إنما ٌشترك بمبلػ من المال لترمٌم أي ضرر او نازلة قد‬
‫تلحق به‪ ،‬بمعنى أن مشاركته إنما ٌهدؾ منها التعوٌض فً حالة الخسارة‪ ،‬او لم ٌنتظر‬
‫مقاببل ال محالة‪ ،‬واال أنه لماذا اشترك اصبل ولو انه لم ٌشمله التعوٌض لما اقدم على‬
‫االشتراك‪.‬‬

‫باإلضافة الى أن التعوٌض ال ٌشمل ؼٌر المشتركٌن فً الصندوق‪ ،‬فهو اذن تبرع‬
‫مشروط فٌه تعوٌض نظٌر التعوٌض المشروط فً التؤمٌن التجاري‪ ،‬والفارق الوحٌد هو أن‬
‫التؤمٌن التجاري هدفه استرباح الشركة او الجهة التً تقوم بإدارته‪ ،‬بٌنما التعاونً ال‬
‫ٌستربح من العملٌة التؤمٌنٌة ذاتها او الضمان‪ ،‬ففكرة ومعنى المعاوضة بٌن ما ٌدفعونه وبٌن‬
‫تعوٌض الضرر على ما ٌصاب به منهم موجودة فً النوعٌن‪ ،‬فالمشترك اذا اعتبرها تبرعا‬
‫فإنما ٌتبرع للمشتركٌن الذٌن بدورهم ٌتبرعون له أٌضا‪ ،‬وأن انتفاء االسترباح من الجهة‬
‫المدٌرة ال ٌنفً فكرة المقابلة التعوٌضٌة بٌن المشتركٌن والصندوق التكافلً‪.‬‬

‫وحسب راي أحد من الفقه بؤن هناك منطقة وسطى بٌن التبرع والمعاوضة المطلقة‬
‫والتً ٌمكن تسمٌتها بالمعاوضة المقٌدة‪ ،‬حٌث أشار الى أن التؤمٌن التعاونً معاوضة من‬
‫جنس المعاوضات المقٌدة المختلفة عن التبرع المطلق وعن المعاوضة التجارٌة‬
‫‪75‬‬
‫اإلسترباحٌة‪.‬‬

‫‪ -75‬محمد أنس مصطفى الزرقا‪ ،‬التؤمٌن التعاونً‪ ،‬ابعاده وافاقه وموقؾ الشرٌعة‪ ،‬من نظرة اقتصادٌة اسبلمٌة الى خمس قضاٌا فً‬
‫التامٌن التعاونً‪ ،‬مإتمر التامٌن التعاونً‪ ،‬المنعقد فً ‪ 31-33‬ابرٌل ‪ ،8131‬األردن ‪ ،‬ص ‪.11-19‬‬

‫‪34‬‬
‫لتؤتً المادة ‪ 12‬لتنص بشكل صرٌح على أنه ٌجب ان ٌبٌن عقد التؤمٌن التكافلً"‬
‫حساب او حسابات صندوق التامٌن التكافلً المعنً باألمر أو المعٌنة بالعقد وعلى ان دفع‬
‫االشتراك من المشترك ٌتم على أساس االلتزام بالتبرع فً حدود المبالػ والتعوٌضات‬
‫المستحقة وكذا تكوٌن االحتٌاطات والمخصصات‪ ،‬اال فٌما ٌخص عقود االستثمار التكافلً‬
‫‪"....‬‬

‫مما ٌإكد ان عقد التؤمٌن التكافلً ٌتم على اساس التبرع مما ٌنفً عنه شبهة الؽرر‬
‫والمقامرة‪.‬‬

‫أ‪ :‬ربط تطبٌق أحكام تنظٌم التأمٌن التكافلً بعدم تنافٌها مع مبادئ وأحكام الشرٌعة‬

‫حث المشرع على أهمٌة مطابقة التؤمٌن التكافلً ألحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬وربط‬
‫تطبٌق القواعد العامة لمدونة التؤمٌنات على تلك العملٌات بعدم تنافٌها مع أحكام الشرٌعة‬
‫االسبلمٌة‪ ،‬اذ أنه فً حال تعارض تطبٌق تلك األحكام مع أحكام الشرٌعة ال ٌجب اآلخذ بها‬
‫رؼم وجود فراغ تشرعً حولها‪ ،‬وفً حال دعت الحاجة الى تنظٌم نشاط تؤمٌنً تكافلً‬
‫فانه ٌعود االمر لهٌبة مراقبة التؤمٌنات واالحتٌاط االجتماعً فً اصدار نص تنظٌمً لسد‬
‫الفراغ التشرٌعً‪ ،‬ولكن تطبٌقه ٌبقى رهٌنا بصدور الراي بالمطابقة من المجلس العلمً‬
‫األعلى‪.‬‬

‫ونصت المادة ‪ 5-10‬على أنه ‪ :‬تطبق على عملٌات التؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن‬
‫التكافلً‪ ،‬األحكام الخاصة بها الواردة فً هذا القانون‪ ،‬وعند عدم وجود أحكام خاصة بها‬
‫تطبق علٌها باقً أحكام هذا القانون‪ ،‬ما لم تتنافى مع القواعد والمبادئ المنظمة للعملٌات‬
‫المذكورة وشروطها وطبٌعتها وذلك بعد الراي بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمً‬
‫األعلى‪ ،‬وهو نفس االمر الذي نص علٌه المشرع فٌما ٌخص القواعد المطبقة على‬
‫المقاوالت المعتمدة لمزاولة عملٌات التؤمٌن التكافلً‪ ،‬حٌث تنص المادة ‪ ،1-158‬على أنه‪:‬‬
‫تطبق على المقاوالت المعتمدة لمزاولة عملٌات التؤمٌن التكافلً واعادة التؤمٌن التكافلً‬
‫األحكام الخاصة بها الواردة فً هذا القانون‪ ،‬وعند عدم وجود أحكام خاصة بها تطبق علٌها‬

‫‪35‬‬
‫باقً أحكام هذا القانون‪ ،‬ما لم تتنافى مع طبٌعة وؼرض المقاوالت المذكورة‪ ،‬وذلك بعد‬
‫الرأي بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمً األعلى فٌما ٌخص العملٌات السالفة الذكر‪.‬‬

‫ب‪ :‬اخضاع انشطة التأمٌن التكافلً وعملٌاته لرقابة المجلس العلمً األعلى‬

‫بحٌث أوجب على أن ٌكون نشاط التؤمٌن التكافلً مطابقا لؤلحكام الشرعٌة االسبلمٌة‪،‬‬
‫وجعلتها خاضعة لرقابة مزدوجة‪ ،‬قانونٌة وأخرى شرعٌة من قبل المجلس العلمً األعلى‪،‬‬
‫وقد أكدت الفقرة ‪ 6‬من المادة األولى من القانون المنظم للعملٌات التؤمٌنٌة من مدونة‬
‫التؤمٌنات المؽربٌة على خضوع عملٌات التؤمٌن التكافلً لرقابة المجلس العلمً االعلى‪.‬‬

‫ووفقا للمادة ‪ 1‬من قانون ‪ 87-18‬للتؤمٌن التكافلً‪" :‬عملٌة تتم وفق لآلراء بالمطابقة‬
‫الصادرة عن المجلس العلمً األعلى المنصوص علٌه فً الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪.1.03.3‬‬
‫الصادر فً ‪ 02‬ربٌع االول ‪ 22 ،1425‬ابرٌل ‪ ،2004‬بإعادة تنظٌم المجالس العلمٌة‪،‬‬
‫بهدؾ تؽطٌة األخطار المنصوص علٌها فً عقد التؤمٌن التكافلً أو االستثمار التكافلً‬
‫بواسطة صندوق التؤمٌن التكافلً‪ٌ ،‬سٌر مقابل أجرة التسٌٌر‪ ،‬من طرؾ مقاولة لتؤمٌن‬
‫وإعادة التؤمٌن معتمدة لمزاولة عملٌات التؤمٌن التكافلً وعلى نشاط تسٌر صندوق التؤمٌن‬
‫التكافلً‪ ،‬وإعادة التؤمٌن التكافلً"‪.‬‬

‫فتم بذلك حسب تعدٌل ‪ 87-18‬التنصٌص على عقد االستثمار التكافلً الى جانب عقد‬
‫التؤمٌن التكافلً ولم ٌقتصر فقط على عقد التؤمٌن التكافلً كما هو الشؤن فً مشروع ق‬
‫‪.59-13‬‬

‫وتم التنصٌص أٌضا على أن العملٌة تتم بواسطة صندوق التؤمٌن التكافلً‪ ،‬بعدما كان‬
‫ٌنص فً م ق ‪ 59-13‬على أنه ٌتم بواسطة حساب التؤمٌن التكافلً ٌسٌر‪ ،‬وبذلك تم منح‬
‫لصندوق التؤمٌن التكافلً الشخصٌة المعنوٌة المستقلة عوض مجرد حساب‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫على أنه تطبق أحكام‬ ‫وأضاؾ المشرع الى أحكام الباب الثانً بموجب المادة ‪102‬‬
‫هذا القسم الى جانب عقود الرسملة عقود االستثمار التكافلً لكن ربط ذلك بشرط عدم تنافٌه‬

‫‪ -76‬م ‪ 318‬من ق ‪.32-33‬‬

‫‪36‬‬
‫مع ما ٌتعلق بالقواعد والمبادئ المنظمة لعملٌات التؤمٌن التكافلً‪ ،‬أي بمعنى التعامل بؤحكام‬
‫تتماشى وخصوصٌة الشرٌعة اإلسبلمٌة وال تتنافى مع مبادبها‪.‬‬

‫وأعادت التؤكٌد علٌه المادة ‪ 110‬بالنص على انه " تصدر اآلراء بالمطابقة المتعلقة‬
‫بعملٌات التؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن التكافلً عن المجلس العلمً االعلى المنصوص‬
‫‪77‬‬
‫علٌه فً الظهٌر الشرٌؾ ‪ 02 .1.15‬بإعادة تنظٌم المجالس العلمٌة‪.‬‬

‫التً تنص على أنه من مهام اللجنة الشرعٌة للمالٌة التشاركٌة التً أحدثت لدى الهٌبة‬
‫العلمٌة المكلفة باإلفتاء بالمجلس العلمً االعلى‪:‬‬

‫ابداء الراي بصفة خاصة بشؤن مطابقة عملٌات التؤمٌن التكافلً التً تقوم بها مقاوالت‬
‫التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً فً إطار المالٌة التشاركٌة ألحكام الشرٌعة االسبلمٌة‬
‫ومقاصدها وذلك طبقا لتشرٌع الجاري به العمل‪ ،‬بل أكثر من ذلك فان بعض االختصاصات‬
‫المخولة لهٌبة مراقبة التؤمٌنات واالحتٌاط االجتماعً أصبحت مقترنة بمراقبة قبلٌة من‬
‫طرؾ المجلس العلمً االعلى‪ ،‬الذي ٌصدر راٌه بالمطابقة قبل دخولها حٌز التنفٌذ فً كل‬
‫ما ٌتعلق بعملٌات التؤمٌن التكافلً وأنشطته‪.‬‬

‫كما أن كل مناشٌر الهٌبة وكذا نماذج العقود التؤمٌن التكافلً الوثابق ذات الطابع‬
‫التعاقدي او اإلشهاري المتعلقة بالتؤمٌن التكافلً‪ ،‬البد ان تخضع الى جانب موافقة الهٌبة الى‬
‫صدور راي بالمطابقة عن المجلس العلمً االعلى قبل تفعٌلها‪ ،‬حسب ما تنص علٌه الفقرة‬
‫الثالثة من م ‪ ،15‬وبشكل أكثر شمول تنص م ‪ 4-10‬على أنه‪ " :‬تعرض مسبقا على‬
‫المجلس العلمً االعلى مشارٌع مناشٌر الهٌبة المتعلقة بالتؤمٌن التكافلً وإلعادة التؤمٌن‬
‫التكافلً قصد إبداء الراي بشؤنها"‪.‬‬

‫إلى جانب ما تنص علٌه م ‪" ،247-1‬خبلفا األحكام الفقرات الثانٌة والثالثة والخامسة‬
‫من م ‪ 247‬اعبله‪ٌ ،‬جب إرسال نماذج عقود التؤمٌن التكافلً التً تعتزم مقاولة التؤمٌن‬
‫وإعادة التؤمٌن المعتمدة لمزاولة عملٌات التؤمٌن التكافلً‪ ،‬إصدارها ألول مرة الى الهٌبة‪،‬‬

‫‪77‬ظهٌر ش‪ ،18-39-3 ،‬الصادر فً ‪ 83‬ربٌع االول ‪ٌ 81 ،3111‬ناٌر ‪ ،8139‬بتتمٌم الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 88 ،111-18-3‬ابرٌل‬
‫‪ ،8111‬بإعادة تنظٌم المجالس العلمٌة‪*.‬‬

‫‪37‬‬
‫وذلك قبل اصدارها وعبلوة على نماذج عقود التؤمٌن التكافلً وكذا الوثابق السالفة الذكر‬
‫المتعلقة بها أو نشرها اال بعد موافقة الهٌبة والراي بالمطابقة الصادر عن المجلس االعلى"‪.‬‬

‫الى جانب وضع أحكام خاصة بتقادم الدعاوى الناتجة عن عقود التؤمٌن التكافلً‪،78‬‬
‫تتضمن استثناء عن القواعد العامة المنظمة لتقادم اذ نص عن من حق اصحاب الحقوق‬
‫المطالبة بحقوقهم وقت ما ارادوا‪ ،‬وبالتالً عدم تقادم دعاواهم‪ ،‬حٌث نص وفقا للمادة‬
‫‪ ،361‬على مقتضٌات خاصة تتعلق بالتؤمٌن التكافلً‪ ،‬اذ نجده ٌنص على أنه بالرؼم من‬
‫كل مقتضى مخالؾ ال تتقادم الدعاوى الناتجة عن عقود التؤمٌن التكافلً‪ ،‬مما ٌشكل ضمانة‬
‫جد مهمة للمتعاملٌن بعقود التؤمٌن التكافلً‪ ،‬فهً ال تسقط ابدا بالتقادم وٌمكن ألصحابها‬
‫المطالبة بحقوقهم متى شاءوا‪ ،‬وتعرضت نفس المادة الى حالة ما قامت مقاولة التؤمٌن‬
‫وإعادة التؤ مٌن التكافلً بتحوٌل المبالػ التً لم ٌطالب بها المشتركٌن والمستفٌدٌن من هذه‬
‫العقود داخل أ جل عشرة سنوات من تارٌخ حلول استحقاقها الى صندوق االٌداع والتدبٌر‬
‫المحدث بالظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ ،159.074‬الذي ٌحوزها لحساب المشتركٌن او‬
‫المستفٌدٌن المعنٌن الى حٌن المطالبة بها من قبلهم‪ ،‬ولهذه الؽاٌة توجه مقاولة التؤمٌن‬
‫واعادة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬داخل أجل ستة اشهر قبل انصرام مدة العشر سنوات السالفة‬
‫الذكر‪ ،‬إعبلما مضمون الوصول بهذا الشؤن الى المشتركٌن او المستفٌدٌن من العقود‬
‫المحتمل أن ٌشملها هذا التحوٌل‪.‬‬
‫وتحدد كٌفٌات تحوٌل المبالػ المذكورة واسترجاعها لصندوق االٌداع والتدبٌر بنص‬
‫تنظٌمً‪ ،‬فهذا المقتضى الى جانب المقتضى المتعلق بتطبٌق واحترام األحكام المتعلقة‬
‫بالمٌراث والوصٌة والهبة الجاري به العمل فً شؤن تعٌٌن المستفٌد أو المستفٌدٌن من‬
‫‪79‬‬
‫ٌعززان حماٌة المتعاملٌن بالتؤمٌن التكافلً‪ ،‬وٌرسخ‬ ‫عقود التؤمٌن التكافلً العابلً‬
‫لضمانة قوٌة تنصؾ المشتركٌن وفقا ألحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬التً تنهى عن التعامل‬
‫بالمحرمات فً شتى أشكاله مما ٌحكم على مقاولة التؤمٌن أن ال تتعامل اال فٌما تجٌزه‬
‫الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬وما ٌدخل فً دابرة الطٌبات وٌخرج من دابرة الخبابث‪ ،‬سواء كان فً‬
‫عٌن النشاط او فً صفته وتبتعد عن كل ما ٌفسد حٌاة الناس ودٌنهم وكل ما ٌدخل فً‬
‫‪ -78‬م ‪ 11-3‬من ق ‪.32-33‬‬
‫‪ -79‬م ‪ 11-3‬من ق ‪.32-33‬‬

‫‪38‬‬
‫نشاط المحرم الذي هو النشاط الذي ٌقوم على أكل المال بالباطل كاربا والمقامرة واالحتكار‬
‫والؽش والتدلٌس والخدٌعة والؽرر و السرقة والؽلول والرشوة والؽصب والنهب‪ ،‬وؼٌرها‬
‫‪80‬‬
‫من المعامبلت المحرمة‪.‬‬

‫عموما فإن نشاط التؤمٌن ٌجب ان ٌتحرى فٌه الحبلل سواء فً تؽطٌة المخاطر او فً‬
‫استثمار أموال التؤمٌن التكافلً فً مدونة التؤمٌنات‪ ،‬وٌتجلى هذا المبدأ فٌما ٌخص تنظٌم‬
‫التؤمٌن التكافلً فً مدونة التؤمٌنات بالمؽرب فً عدة أمور‪ ،‬اهمها فرض التخصص فً‬
‫مزاولة نشاط التؤمٌن التكافلً والحرص على توظٌؾ أموال التامٌن بما ال ٌخالؾ أحكام‬
‫‪81‬‬
‫الشرٌعة‪.‬‬

‫الى جانب منع االستثمار فً كل المجاالت التً ٌحرم االسبلم التعامل فٌها حٌث حث‬
‫المشرع على اقرار الشفافٌة وزرع الثقة لدى المإمن لهم فً خدمات التؤمٌن التكافلً‪،‬‬
‫وحتى ٌتؤكدوا من عدم استثمار اموال حساب التؤمٌن فً االنشطة المخالفة لشرٌعة‪ ،‬شدد‬
‫على ضرورة اإل شارة فً كل العقود الى شروط توظٌؾ واستثمار اموال حساب التؤمٌن‪ ،‬اذ‬
‫تنص الفقرة االخٌرة على انه‪" :‬اضافة الى ذلك ٌجب أن ٌبٌن عقد التامٌن التكافلً‪:‬‬

‫‪ -‬الشروط المتعلقة بالتوظٌفات المالٌة لمقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن بالنسبة لحساب‬
‫التؤمٌن التكافلً‪ ،‬لكن فً حالة ؼٌاب عروض اعادة التامٌن التكافلً او عدم كفاٌة‬
‫هذه العروض‪ٌ ،‬مكن اعادة تؤمٌن األخطار المذكورة لدى باقً معتمدٌن التؤمٌن‪،‬‬
‫‪82‬‬
‫وتحدد بمنشور تصدره الهٌبة الذي ٌحدد كٌفٌات تطبٌق احكام هذه المدونة‪.‬‬

‫لٌبقى معوال على رقابة المجلس العلمً األعلى التً تصدرها اآلراء بالمطابقة فً كل‬
‫المناشٌر المتعلقة بمزاولة التؤمٌن التكافلً والذي ٌلزم ان ٌقدر االمور حسب درجة الحاجة‪،‬‬
‫التً ٌمكن أن تنزل منزلة الضرورة‪.‬‬

‫‪ -80‬أشرؾ محمد دوابه‪ ،‬أساسٌات العمل المصرفً االسبلمً‪ ،‬مطبعة دار السبلم‪ ،‬القاهرة ط ‪ ،8138 ،3‬ص ‪.82-81‬‬
‫‪ -81‬رضوان الكبا‪ ،‬مظاهر تؤثٌر مبادئ االقتصاد االسبلمً على تنظٌم التامٌن التكافلً بالمؽرب‪ ،‬بحوث فً قضاٌا المجتمع‬
‫والقانون‪ ،‬كتاب القانون والمجتمع‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬ابن الزهر‪ ،‬اكادٌر‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ -82‬م ‪ 8-812‬من ق ‪.33-32‬‬

‫‪39‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬التنظٌم القانونً لقواعد تسٌٌر صنادٌق التأمٌن التكافلً‬

‫لعلى أهم ما جاء به القانون ‪ ،87-18‬هو اضافة القسم الثانً مكرر لمدونة التؤمٌنات‬
‫وفقا للمادة الثالثة‪ ،‬والذي ٌتعرض باألساس للقواعد المنظمة لتسٌر صنادٌق التؤمٌن التكافلً‬
‫واعادة التؤمٌن التكافلً‪.‬‬

‫وذلك باعتبار مقاولة التؤمٌن التكافلً وكٌلة بؤجر فً ادارة صندوق التؤمٌن التكافلً‪،‬‬
‫وبالتالً لٌست فً مقام المإمن‪ ،‬كما هو الحال فً التؤمٌن التجاري وهو ما اشارت الٌه‬
‫الفقرة ‪ 6‬من م االولى من مدونة التؤمٌنات المؽربٌة على أنه‪:‬‬

‫"التـؤمٌن التكافلً عملٌة تتم وفق لآلراء بالمطابقة الصادرة عن المجلس العلمً‬
‫االعلى المنصوص علٌه فً الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 1.03.30‬الصادر فً ‪ 02‬ربٌع االول‬
‫‪ 22 ،1425‬ابرٌل ‪ ،2004‬بإعادة تنظٌم المجالس العلمٌة‪ ،‬بهدؾ تؽطٌة األخطار‬
‫المنصوص علٌها فً عقد التؤمٌن التكافلً او االستثمار التكافلً‪ ...‬بواسطة صندوق التؤمٌن‬
‫التكافلً ٌسٌر مقابل اجرة التسٌٌر من طرؾ مقاولة للتؤمٌن واعادة التؤمٌن معتمدة لمزاولة‬
‫عملٌات التؤمٌن التكافلً واعادة التؤمٌن التكافلً وعلى نشاط تسٌٌر صندوق التؤمٌن التكافلً‬
‫من لدن مقاولة التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً" ‪.‬‬

‫وما ٌبلحظ أنه حسب اخر تعدٌل انه تم التنصٌص على عقد االستثمار التكافلً الى‬
‫جانب عقد التؤمٌن التكافلً ولم ٌقتصر فقط على عقد التؤمٌن التكافلً كما هو الشؤن فً‬
‫مشروع ق السالؾ ‪ ،59-13‬وتنصٌصه أٌضا على صندوق التؤمٌن التكافلً عوض حساب‬
‫التؤمٌن التكافلً‪.‬‬

‫ٌكون بذلك ادخل تعدٌلٌن على مستوى التعرٌؾ وهما كما قلنا‪ ،‬االستثمار التكافلً‬
‫وصندوق التؤمٌن التكافلً المتمتع بالشخصٌة المعنوٌة‪.‬‬

‫مما ٌإكد أن التشرٌع المؽربً ٌتوجه نحو منع االحتكار وٌشجع السوق المفتوحة‬
‫والمنافسة الحرة‪ ،‬وفً مجال التؤمٌن التكافلً فان منح االعتماد مخول لهٌبة مراقبة التؤمٌنات‬
‫واالحتٌاط االجتماعً‪ ،‬تحول بموجبه مزاولة هذا النشاط لكل مقاولة تتوفر فٌها الشروط‬
‫القانونٌة المطلوبة‪ ،‬ومنها الخضوع لشروط المنافسة الحرة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫وعدل المشرع من م ‪ 161‬وعوض مقاوالت التؤمٌن واعادة التؤمٌن بصندوق التؤمٌن‬
‫التكافلً واعادة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬وهذا نتٌجة طبٌعٌة‪ ،‬ألنه أعطى لصندوق التؤمٌن التكافلً‬
‫الشخصٌة المعنوٌة المستقلة المكلفة بتدبٌر نشاط مقاولة التؤمٌن‪ ،‬وبذلك أصبح الصندوق هو‬
‫من ٌخضع للقواعد القانونٌة التؤمٌنٌة وما ٌتعلق بتوفٌر الضمانات المالٌة ومسك محاسبته‬
‫ومراقبته وتصفٌته‪.‬‬

‫وفً م ‪ 165‬فتح اإلمكانٌة لمنح االعتماد لمزاولة عملٌات التـؤمٌن التكافلً واعادة‬
‫التؤمٌن التكافلً لمقاولة معتمدة تزاول بصفة حصرٌة عملٌات اعادة التؤمٌن‪ ،‬وخص هذا‬
‫االستثناء بشروط وكٌفٌات ٌحددها منشور ستصدره الهٌبة بعد الراي بالمطابقة الصادر عن‬
‫‪83‬‬
‫المجلس العلمً األعلى‪.‬‬

‫زٌادة على ذلك‪ ،‬أضاؾ المشرع بموجب فقرة ثانٌة من م ‪ 168‬من ق ‪87-18‬‬
‫مقتضٌات خاصة بالتؤمٌن التكافلً وخص تؤسٌس مقاوالت التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً‬
‫بضرورة تؤسٌسها على شكل شركة مساهمة‪ ،‬وأنه دون ذلك ال ٌمكن منحها صبلحٌة تؤسٌس‬
‫مقاوالت لتؤمٌن التكافلً بخبلؾ مقاوالت التؤمٌن واعادة التؤمٌن فً التؤمٌن التجاري فٌمكن‬
‫تؤسٌسها عن طرٌق مإسسة على شكل شركة مساهمة او على شكل شركات تعاضدٌة‬
‫للتؤمٌن‪.‬‬

‫بالرجوع للمادة ‪ 10‬نجدها تقتضً" أن ٌسلم للمإمن له قبل اكتتاب العقد نسخة من‬
‫مشروع العقد ٌتضمن السعر او بٌانا للمعلومات ٌبٌن على الخصوص الضمانات‬
‫واالستثناءات المتعلقة بها وسعر هذه الضمانات والتزامات المإمن له"‪.‬‬

‫وأ ضاؾ وفقا لتعدٌل وكذا " نسخة من نظام تسٌٌر صندوق التؤمٌن التكافلً عندما‬
‫‪84‬‬
‫ٌتعلق االمر بالتؤمٌن التكافلً"‪.‬‬

‫وهكذا ٌكون المشرع ألزم المإمن أي مقاولة التؤمٌن فً التؤمٌن التكافلً بؤن تسلم الى‬
‫المإمن له او المشترك قبل اكتتاب العقد نسخة من مشروع العقد مع إلزامه كذلك بتسلٌمه‬
‫نسخة من نظام تسٌر صندوق التؤمٌن التكافلً وذلك نظرا لطبٌعة عقد التؤمٌن التكافلً كون‬
‫‪ -83‬الفقرة ما قبل االخٌرة من م ‪ 319‬من ق ‪.32-33‬‬
‫‪ -84‬الفقرة االولى من المادة ‪ 3‬من ق ‪32-33‬‬

‫‪41‬‬
‫أن المشترك هو فرد من المسٌرٌن لتؤمٌن التكافلً فً مجمله ولٌس مجرد زبون كما الحال‬
‫فً التؤمٌن التقلٌدي‪ ،‬وعلٌه أن ٌعلم وٌتفحص هو االخر نظام تسٌٌر الصندوق‪ ،‬لٌكون على‬
‫دراٌة بكل ما ٌتعلق به‪ ،‬وٌكون مدركا لحقوفه والتزاماته‪.‬‬

‫وبذلك تكون له نسخة ٌمكن أن ٌرجع الٌها متى شاء‪ ،‬فهذا المقتضى أؼفله المشرع‬
‫فً ق ‪ ،59-15‬لٌتم تداركها فً ق ‪ ،87.18‬لكنه مجددا لم ٌنص على الجزاء فً حالة عدم‬
‫ادالء المإسسة المكفولة بهذه النسخ‪ ،‬وما ٌمكن أن تشكله هذه الهفوة من ضرر للمشتركٌن‬
‫فً حالة ما تعمدت هذه المقاولة عدم االدالء بها لهم ألؼراض ما فً نٌاتها‪ ،‬مما ٌفتح الباب‬
‫لتساإل هل سوؾ ٌتم الرجوع للقواعد العامة االلتزامات والعقود المؽربً‪ ،‬ام ماذا؟‬

‫ونحن نرى وجب أن ٌكون للعملٌات التؤمٌنٌة التكافلٌة مقتضٌات خاصة جزابٌة‬
‫تإطرها نظرا لخصوصٌتها‪.‬‬

‫ونصت م ‪ 226-1‬من مدونة التؤمٌنات" تقوم مقاولة التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً‬
‫بتسٌٌر صندوق التؤمٌن التكافلً أو صندوق اعادة التؤمٌن التكافلً ألجل مصلحة المشتركٌن‬
‫او صنادٌق التؤمٌن التكافلً المسٌرة من طرؾ مقاوالت التؤمٌن المحٌلة‪ ،‬وذلك وفقا أحكام‬
‫هذا القانون ونظام تسٌٌر الصندوق المعنً"‪.‬‬

‫الى جانب تنصٌص م‪ ،226-2‬على أن المشترك ٌوقع على نظام تسٌٌر صندوق‬
‫التامٌن التكافلً‪ ،‬وتسلم له مقاولة التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً نسخه منه عند اكتتاب عقد‬
‫التؤمٌن التكافلً‪ ،‬كما ان مقاولة التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً المحلٌة توقع على نظام‬
‫تسٌٌر صندوق اعادة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬وٌسلم لها نسخة منه عند ٍابرام اتفاقٌة اعادة التؤمٌن‬
‫التكافلً‪.‬‬

‫وتعتبر مقاولة التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً وكٌبل بؤجر لصندوق التؤمٌن التكافلً او‬
‫لصندوق التؤمٌن التكافلً‪ ،‬وذلك دون االخبلل بااللتزامات االخرى المنصوص علٌها فً‬
‫هذا القانون‪ ،‬وٌجب على مقاولة التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬بصفتها وكٌلة بؤجر‬
‫لصندوق التؤمٌن التكافلً او لصندوق إعادة التؤمٌن التكافلً التقٌد باألحكام المتعلقة‬
‫بالتزامات المترتبة على الوكٌل كما هً منصوص علٌها فً الكتاب الثانً من الظهٌر‬

‫‪42‬‬
‫الشرٌؾ الصادر فً ‪ 9‬رمضان ‪ 12 ،1331‬اؼسطس ‪ ،1913‬بمثابة ق ل ع‪ ،‬وٌكون‬
‫المشرع بذلك قد رجع للقواعد العامة للوكالة فً ق ل ع المؽربً‪.‬‬

‫زٌادة على ذلك نصت المادة ‪ 164‬بشكل صرٌح ألول مرة على "على أنه ٌحدد‬
‫سقؾ اإلٌداعات واالستثمارات خارج المؽرب وكذا التوظٌفات بالقٌم األجنبٌة‪ ،‬المشار ٍالٌه‬
‫فً هذه المادة التً ٌمكن ان تقوم بها مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً فً ‪ 5‬بالمبة من‬
‫كل وأصول صنادٌق التؤمٌن او إعادة التؤمٌن التكافلً التً تسٌرها"‪.‬‬

‫اي أنه بعد ما كانت م‪ 164‬تنص على هذا المقتضى بكون أن لمقاولة التؤمٌن واعادة‬
‫التؤمٌن القٌام بإٌداعات واستثمارات خارج المؽرب‪ ،‬وكذا توظٌفات بالقٌم األجنبٌة فً حدود‬
‫‪ 5‬من مجموع أصولها بعد موافقة مسبقة من الهٌبة‪ ،‬كان بذلك ٌكتنؾ الؽموض حول سقؾ‬
‫اإلٌداعات واالستثمارات والتوظٌفات بالقٌم األجنبٌة‪ ،‬فٌما ٌخص مقاولة التؤمٌن وإعادة‬
‫التؤمٌن التكافلً‪ ،‬هل ستخضع لنفس المقتضٌات فٌما ٌتعلق بالتؤمٌن التجاري أم ماذا؟‬

‫لٌجٌب المشرع من خبلل إضافة فقرة السابقة‪ ،‬ولٌصبح سقؾ االٌداعات واالستثمارات‬
‫خارج المؽرب والتوظٌفات بالقٌم األجنبٌة التً ٌمكن أن تقوم به مقاولة التؤمٌن التكافلً فً‬
‫‪ 5‬بالمبة من كل أصولها وأصول صنادٌق التؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن التكافلً‪.‬‬

‫فبعدما كانت تنص م ‪ 230‬على مقتضٌات عامة فٌما ٌخص التؤمٌن التقلٌدي جاء وفقا‬
‫لتعدٌبلت المدخلة بموجب ق ‪ ،87-18‬لٌتم خص التؤمٌن التكافلً بمقتضٌات خاصة‬
‫بتنصٌصه على أنه " ؼٌر أنه ال ٌمكن للمقاوالت وإعادة التؤمٌن التكافلً أن تقوم بعملٌات‬
‫االدماج او االنفصال او الضم‪ ،‬اال اذا نص نظام التسٌٌر على ذلك‪ ،‬وٌترتب على هذه‬
‫العملٌات إدماج او انفصال او ضم الصنادٌق التً تسٌره المقاوالت المذكورة‪ ،‬وتحدد‬
‫كٌفٌات خاصة بإجراء هذه العملٌات بمنشور تصدره الهٌبة‪ ،‬بعد الراي بالمطابقة الصادر‬
‫‪85‬‬
‫عن المجلس العلمً االعلى"‪.‬‬

‫مما ٌستفاد منه أنه ال ٌمكن لمقاوالت التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً أن تقوم بعملٌات‬
‫اإلدماج بٌن مقاوالت اخرى او االنفصال فٌما بٌنها‪ ،‬اال إذا نص نظام التسٌٌر على ذلك‪،‬‬

‫‪ -85‬م ‪ 811‬من ق ‪.32-33‬‬

‫‪43‬‬
‫وٌترتب على هذه العملٌات‪ ،‬التً تحدد ضمن كٌفٌات خاصة تصدره الهٌبة التً هً‬
‫االخرى معلق رأٌها على الراي الذي سٌبدٌه المجلس العلمً االعلى‪ ،‬نظرا لطبٌعة‬
‫خصوصٌة التؤمٌن التكافلً والذي ٌراعى فٌه أن تكون اي عملٌة إجراء اندماج او انفصال‬
‫أن تتم وفق مبادئ الشرٌعة الحمٌدة‪.‬‬

‫وال ٌمكن أٌضا لهذه المقاوالت تحوٌل جزء او مجموع محفظات عقود التؤمٌن‬
‫المرتبطة بالحسابات المكونة لصنادٌق التً تسٌرها‪ ،‬اال لحسابات صنادٌق مقاولة التؤمٌن و‬
‫إعادة التؤمٌن التكافلً من نفس الصنؾ وفً جمٌع الحاالت ال ٌمكن أن ٌتم هذا التحوٌل اال‬
‫‪86‬‬
‫اذا نص على ذلك نظام تسٌٌر الصنادٌق المسٌرة من لدن المقاولة المفوتة‪.‬‬

‫وهذا امر طبٌعً بحٌث ال ٌمكن تحوٌل محفظات التؤمٌن سواء بعضها او كلها او‬
‫عقود التؤ مٌن المرتبطة بالحسابات المكونة للصنادٌق التً تسٌرها اال لحسابات صنادٌق من‬
‫نفس النوع وهً صنادٌق التؤمٌن التكافلً او إعادة التؤمٌن التكافلً من نفس الصنؾ‪ ،‬وقٌد‬
‫هذه التحوٌبلت بضرورة أن ٌكون منصوص علٌها فً نظام تسٌٌر الصنادٌق المسٌرة من‬
‫لدن المقاولة‪ ،‬مما ٌعنً أنه فً حالة عدم تنصٌص نظام تسٌٌر الصندوق على ذلك ال ٌمكن‬
‫اجراء تلك التحوٌبلت‪.‬‬

‫وبعدما كانت تنص م ‪ 239‬من ق ‪ ،59-13‬على أن" بالنسبة لمقاوالت التؤمٌن وإعادة‬
‫التؤمٌن المعتمدة لمزاولة عملٌات التؤمٌن التكافلً او إعادة التؤمٌن التكافلً‪ٌ ،‬جب على جهاز‬
‫التدقٌق الداخلً أن ٌعد أٌضا مرة فً السنة على األقل تقرٌرا خاصا حول مدى احترام‬
‫عملٌات التؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن التكافلً آلراء بالمطابقة الصادرة عن المجلس‬
‫العلمً االعلى‪ ،‬ولهذا الؽرض ٌحب أن ٌتوفر هذا الجهاز على الموارد البشرٌة التً تتوفر‬
‫فٌها الكفاءات الضرورٌة فً هذا المجال‪ ،‬وٌعد هذا التقرٌر وٌرسل الى الهٌبة وفق الشروط‬
‫المحددة بمنشور تصدره الهٌبة‪ ،‬وترسل الهٌبة نسخة من هذا التقرٌر فور التوصل به الى‬
‫المجلس العلمً األعلى"‪.‬‬

‫‪ -86‬م ‪ 813‬من ق ‪.32-33‬‬

‫‪44‬‬
‫لٌتم اجراء تؽٌر على هذه الفقرة من نفس المادة وأصبحت على الشكل التالً " بالنسبة‬
‫لمقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً‪ٌ ،‬جب أن ٌشمل نظام الحكامة المذكور أٌضا وظٌفة‬
‫للتقٌٌد بآراء المجلس العلمً االعلى"‪ ،‬فعوض مصطلح نظام المراقبة الداخلٌة بنظام الحكامة‬
‫التكافلً‪ ،‬وأصبح هو من علٌه ان ٌتقٌد بآراء المجلس العلمً االعلى‪ ،‬وأنه علٌه أن ٌشمل‬
‫على نظام المراقبة الداخلٌة ووضع المساطر والدالبل الواجب إتباعها لضمان تطبٌق هذه‬
‫اآلراء والتقٌد بها‪.‬‬

‫وابقى على نفس ما كان فً فقرات المادة‪ ،‬إال أنه أضاؾ أنه ٌرسل التقرٌر الى الهٌبة‬
‫التً تحٌل بدورها نسخة منه ٍالى المجلس العلمً األعلى فور توصلها به عوض أن ٌرسل‬
‫الى الهٌبة وفق الشروط المحددة بمنشور تصدره الهٌبة وأنها فقط ترسل ٍالٌه نسخة منه فور‬
‫توصلها‪ ،‬وما زاد ربط عملٌات التؤمٌن التكافلً بآراء المطابقة الصادرة عن المجلس األعلى‬
‫هو تنصٌصه على أ نه " تحدد شروط وكٌفٌات تطبٌق هذه المادة بمنشور تصدره الهٌبة‪،‬‬
‫ؼٌر أنه بالنسبة للتؤمٌن التكافلً او إعادة التؤمٌن التكافلً تحدد شروط والكٌفٌات بعد الراي‬
‫‪87‬‬
‫بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمً األعلى"‪.‬‬

‫مما ٌإكد أن كل ما ٌتعلق بعمل التؤمٌن التكافلً فٌما ٌخص بالخصوص الشروط‬
‫والكٌفٌات البد من األخذ الهٌبة براي المطابقة الصادر عن المجلس العلمً األعلى‪.‬‬

‫كما أن خصوصٌة التنظٌمٌة القانونٌة لتؤمٌن التكافلً تتجلى أٌضا على مستوى كل من‬
‫فصل حساب صندوق التؤمٌن التكافلً(أوال)‪ ،‬واالشتراك فً تحمل العجز وتوزٌع‬
‫الفوابض(ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬فصل حساب صندوق التأمٌن التكافلً عن حسابات المقاولة باعتبارها وكٌلة‬
‫بأجر‬

‫الزم المشرع المؽربً على مقاوالت التؤمٌن التكافلً أثناء مزاولة عملٌاتها‪ ،‬فصل‬
‫حسابات المساهمٌن عن حساب التؤمٌن‪ ،‬وألزمها بمسك حسابٌن منفصلٌن‪ ،‬حساب‬
‫المشتركٌن وحساب المساهمٌن‪ ،‬بحٌث ال ٌدخل فً ذمة الشركة من أموال المشتركٌن الى‬

‫‪ -87‬م ‪ 814‬من ق ‪.32-33‬‬

‫‪45‬‬
‫أجرة االدارة‪ ،‬حٌث تنص الفقرة ‪ 2‬من ن ‪ 10-2‬على أنه "ٌجب على المقاولة المعتمدة‬
‫لمزاولة عملٌات التؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن التكافلً مسك وتدبٌر حسابات التـؤمٌن‬
‫التكافلً او إعادة التؤمٌن التكافلً بصفة منفصلة عن حساباتها الخاصة‪ ،‬وٌجب أن ٌتضح‬
‫هذا النص من خبلل القوابم التركٌبة لمقاولة التامٌن و ٍاعادة التامٌن"‪.‬‬

‫مما ٌنتج عن ذلك‪:‬‬

‫‪ -‬أن مصلحة الشركة فً حجب التعوٌضات عن المستحقٌن لها وإنقاصها او التؤخر عن‬
‫ادابها‪ ،‬او التحاٌل عن حرمانهم منها‪ ،‬من خبلل أعمال الشروط التعسفٌة‪ ،‬فالتعوٌضات‬
‫تإدي من صندوق المشتركٌن‪- ،‬حساب التامٌن‪ ،-‬كما أن األقساط تجمع فٌه‪ ،‬وال تستحق‬
‫الشركة اال أجرة التسٌٌر كما أنها ال تلتزم الشركة بؤداء التعوٌضات فً ذمتها المالٌة كما هو‬
‫الشؤن فً التؤمٌن التقلٌدي‪.‬‬

‫‪ٍ -‬انتفاء المعاوضة بٌن االقساط والتعوٌض فً حال وقوع الخطر‪ ،‬فهو عقد تبرع‬
‫للمشتركٌن والشركة مجرد مدٌر لعمٌات التامٌن وأنشطته بالوكالة عن المشتركٌن‪ ،‬وٌترتب‬
‫عن انتفاء المعاوضة و انتفاء الكثٌر من الشبهات الشرعٌة مثل الربا والؽرر والقمار‪.‬‬

‫ونصت الفقرة ‪ 17‬من م االولى على عناصر التؤمٌن التكافلً بتنصٌصها على‪" :‬‬
‫حساب التؤمٌن التكافلً‪ ،‬حساب ٌتكون من اشتراكات المشتركٌن فً عملٌة التؤمٌن التكافلً‬
‫ومن جمٌع عابدات هذا الحساب بما فً ذلك العابدات الناتجة عن استثمار رصٌده"‪.‬‬

‫وتم ٍاضافة الفقرة الموالٌة حسب ق ‪ " ،87.18‬وٌتم من خبلله أداء المبالػ‬
‫والتعوٌضات المستحقة برسم عقود التؤمٌن والمصارؾ الخاصة بهذا الحساب وكذا تكوٌن‬
‫‪88‬‬
‫مختلؾ االحتٌاطات والمخصصات‪.‬‬

‫مما ٌعنً أن هناك ذمتان مالٌتان مستقلتان‪ ،‬وأن االشتراكات تدخل فً حساب التؤمٌن‬
‫ولٌس فً حساب المساهمٌن فً الشركة‪ ،‬كما أن التعوٌضات تإدى من ذلك الحساب ولٌس‬
‫من حساب أموال المساهمٌن‪.‬‬

‫‪ -88‬الفقرة ‪ 2-1‬من م ‪ 3‬من ق ‪.32-33‬‬

‫‪46‬‬
‫ثانٌا‪ :‬االشتراك فً توزٌع الفوائض وتحمل العجز‬

‫ٌقوم التؤمٌن التكافلً على المشاركة فً الربح والخسارة وٌرجع أساس هذه القاعدة‬
‫الى قاعدة الؽرم بالؽنم‪ ،‬فمن ٌتحمل مخاطر استخدام المال ٌحصل على منافعه او عوابد‬
‫استثماره‪ ،‬فبل ٌصح أن ٌضمن اإلنسان لنفسه مؽنما‪ ،‬دون أن ٌتحمل اي مخاطر وٌلقى‬
‫المؽرم على عاتق ؼٌره‪ ،‬فبقدر ما ٌؽنمه صاحب المال من أرباح فً وقت الرواج والٌسر‪،‬‬
‫بقدر ما ٌجب أن ٌتحمله من خسابر فً أوقات الكساد والعسر‪ ،‬وهذه هً حقٌقة العدل‪.‬‬

‫إن مبدأ المشاركة فً الربح والخسارة بٌن رأس المال والعمل المصرفً اإلسبلمً‪،‬‬
‫ٌقرر حقٌقة هامة وهً أن العمل مصدر طبٌعً ووسٌلة أصلٌة للكسب وأنه ال مكان للؽنم‬
‫المضمون المتمثل لسعر الفابدة وهو ما ٌسهم فً االستخدام األمثل لموارد المجتمع المالٌة‬
‫‪89‬‬
‫وتنمٌة المهارات واالستثمارات والمحافظة على القدرة الشرابٌة لرأس المال الممول‪.‬‬

‫تستثمر الشركة المزاولة لتؤمٌن التكافلً فً أموال صندوق التؤمٌن فً أوجه‬


‫االستثمار الجابزة شرعا‪ ،‬وتقوم الشركة على أساس المضاربة الشرعٌة التً تحدد فٌها نسبة‬
‫كل من المضارب‪-‬الشركة‪ -‬ورب المال‪.‬‬

‫فؤرباح أموال المساهمٌن هً خالصة لهم‪ ،‬وأما الفابض الذي ٌفً بعد المصارؾ ودفع‬
‫‪90‬‬
‫مبالػ التؤمٌن ونحوها‪ ،‬فهو ٌعود الى حملة الوثابق‪.‬‬

‫ووفقا للمادة ‪ 3-10‬ف ٍانه‪ :‬توزع كل الفوابض التقنٌة والمالٌة المحققة فً التؤمٌن‬
‫التكافلً على المشتركٌن بعد خصم التسبٌقات التكافلٌة عند االقتضاء وتوزع كل الفوابض‬
‫المذكورة المحققة فً إعادة التؤمٌن التكافلً على حسابات التؤمٌن التكافلً بعد خصم‬
‫التسبٌقات التكافلٌة عند االقتضاء‪ ،‬ؼٌر أن المشرع حرص على عدم توزٌع تلك الفوابض‬
‫ٍاال بعد تكوٌن المخصصات واالحتٌاطات وأداء النفقات التكافلٌة عند االقتضاء‪ ،‬حسب الفقرة‬
‫‪ 2‬من م ‪ 3-10‬فكٌفٌة توزٌع تلك الفوابض المالٌة والتقنٌة‪ ،‬فؤمرها متروك لكل مقاولة‪ ،‬على‬
‫أن تتم االشارة الى ذلك فً نظامها األساسً وفً كل العقود‪ ،‬بعد المصادقة علٌها من قبل‬

‫‪ -89‬أشرؾ محمد دوابه‪ ،‬اساسٌات العمل المصرفً االسبلمً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.1183‬‬
‫‪-90‬علً محً الدٌن قرة داؼً‪ ،‬التامٌن اإلسبلمً‪ ،‬دراسة فقهٌة تؤصٌلٌة مقارنة بالتامٌن التجاري مع التطبٌقات العلمٌة‪ ،‬دار البشابر‬
‫االسبلمٌة‪ ،‬ط‪ ،8119 ،8‬ص ‪.113‬‬

‫‪47‬‬
‫هٌبة مراقبة التؤمٌنات واالحتٌاط االجتماعً وصدور الراي بالمطابقة من المجلس العلمً‬
‫‪91‬‬
‫االعلى‪ ،‬متمثبل فً اللجنة الشرعٌة للمالٌة التشاركٌة‪.‬‬

‫وم ‪ 10-2‬جاءت بنفس المقتضى حٌث نصت على خاصٌة تحمل األخطار المضمونة‬
‫وذلك وفق لمبدأ اقتسام األرباح والخسابر‪ ،‬كل حسب حدود اشتراكاتهم اال أن فً صنادٌق‬
‫إعادة التؤمٌن التكافلً ٌتحمل هذه األخطار صنادٌق التؤمٌن التكافلً من خبلل حسابات‬
‫التؤمٌن التكافلً المعنٌة المكونة لها فٌما ٌتعلق باألخطار المعاد تؤمٌنها وذلك وفقا لحدود‬
‫اشتراكاتهم فً صندوق إعادة التامٌن التكافلً‪.‬‬

‫وم ‪ 10-3‬تناولت أنه فٌما ٌخص توزٌع الفوابض التقنٌة والمالٌة فً التؤمٌن التكافلً‬
‫على المشتركٌن أنها تتم وفقا لنظام تسٌٌر صندوق التؤمٌن التكافلً وذلك بعد خصم‬
‫التسبٌقات التكافلٌة عند االقتضاء‪ ،‬اما توزٌعها فً إطار اعادة التؤمٌن التكافلً فٌتم هو‬
‫االخر وفقا لنظام تسٌر صندوق إعادة التؤمٌن التكافلً وذلك بعد خصم التسبٌقات التكافلٌة‬
‫عند االقتضاء‪.‬‬

‫ومنعت نفس المادة‪ ،‬منح اي جزء من الفوابض التقنٌة والمالٌة لمقاولة التؤمٌن التكافلً‬
‫او إعادة التؤمٌن التكافلً المسٌرة لصندوق‪ ،‬وألزمت اال توزع هذه الفوابض اال بعد تكوٌن‬
‫االحتٌاطات والمخصصات‪ ،‬ضمانا لحسن سٌر عمل هذه الصنادٌق‪ ،‬على أن تحدد وفق‬
‫لمنشور تصدره الهٌبة كٌفٌات تحدٌد الفوابض المالٌة‪ ،‬هذه الفوابض ٌجب على مقاولة‬
‫التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً أن تخبر بها المشتركٌن فً اجل ‪ٌ 30‬وما من ٌوم تارٌخ‬
‫إعداد القوابم التركٌبة المتعلقة بالحسابات السنوٌة لصندوق التؤمٌن التكافلً‪ ،‬وتإدى هذه‬
‫الفوابض من قبل مقاولة التؤمٌن وإعادة األمٌن التكافلً على اال ٌتعدى هذا االجل ستة اشهر‬
‫من تارٌخ اختتام حسابات صندوق التؤمٌن التكافلً‪.‬‬

‫ونجد المادة م ‪ 248-1‬من ق ‪ 87-18‬تنص " ٌمكن لئلدارة بناء على اقتراح من‬
‫الهٌبة وعن المجلس العلمً األعلى أن تحدد –معاٌٌر تحدٌد أجرة تسٌٌر حسابات صندوق‬

‫‪ -91‬الفقرة ‪ 3‬من م ‪.38‬‬

‫‪48‬‬
‫التؤمٌن التكافلً‪ ،‬وكٌفٌات ادابها لمقاوالت التامٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً وكذا سقؾ هذه‬
‫األجرة وذلك بالرؼم من كل مقتضى تشرٌعً مخالؾ"‪.‬‬

‫بعدما كانت " كٌفٌات أداء أجرة تسٌٌر حساب التؤمٌن التكافلً الى مقاوالت التؤمٌن‬
‫وإعادة التؤمٌن وكذا معاٌٌر تحدٌد هذه األجرة"‪.‬‬

‫وؼٌر أٌضا من عبارة " كٌفٌات توزٌع الفوابض التقنٌة والمالٌة لحسابات التؤمٌن‬
‫‪92‬‬
‫التكافلً على المشتركٌن فً عملٌات التؤمٌن التكافلً"‪.‬‬

‫لتصبح على الشكل التالً‪:‬‬

‫"وكٌفٌات توزٌع الفوابض التقنٌة والمالٌة لحسابات الصندوق المذكور على المشتركٌن‬
‫فً عملٌات التؤمٌن التكافلً"‪.‬‬

‫وهذا التؽٌٌر بدٌهً ألننا أصبحنا بعد التعدٌل نتحدث عن صندوق تؤمٌن تكافلً له‬
‫شخصٌة معنوٌة مستقلة تخول له القٌام بكل العملٌات لصالحه‪.‬‬

‫وعرض المشرع المؽربً من خبلل إضافة الفقرة الرابعة والفقرة الخامسة للمادة‬
‫‪ 160‬من ق ‪ 87-18‬إلى جانب العملٌات التً تعد فً حكم عملٌات التؤمٌن والمرتبطة‬
‫بالتؤمٌن التكافلً‪ ،‬عملٌات اخرى متعلقة بما ٌدخل فً إطار حكم عملٌات التؤمٌن لكن هذه‬
‫المرة متعلقة بالتؤمٌن التكافلً‪ ،‬ولخصهم المشرع فً إطار تعدٌل مدونة التؤمٌنات ألول مرة‬
‫فً ق ‪ 87-18‬فً كل من‪:‬‬

‫‪ -‬العملٌات التً تدعوا االدخار ألجل االستثمار‪:‬‬


‫وهً العملٌات التً تدعوا الدخار من أجل االستثمار التكافلً والتً ٌحصل بموجبها‬
‫المشترك مقابل اشتراكات ٌإدٌها اما دفعة واحدة او فً شكل دفعات دورٌة على مبلػ‬
‫الرأسمال المكون من هذه الدفعات او من ناتج توظٌفها فً عملٌة او عملٌات استثمارٌة‪،‬‬
‫وأكد فً نفس الصدد مجددا على أنه ال ٌراعى فً هذه العملٌات احتمال البقاء على قٌد‬
‫الحٌاة او الوفاة عند تحدٌد المبالػ المحصل علٌها‪.‬‬

‫‪ -92‬م‪ 813-3‬ما قبل تعدٌل ق ‪.32-33‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ -‬العملٌات التً تدعوا الدخار بهدف جمع المبالغ المؤدات‪:‬‬
‫الى جانب العملٌات التً تدعوا الدخار من أجل االٍستثمار التكافلً‪ ،‬أضاؾ المشرع‬
‫عملٌات اخرى والتً تتجلى فً العملٌات التً تدعوا لبلدخار بهدؾ جمع المبالػ المإدات‬
‫من طرؾ المإمن لهم ألجل االستثمار المشترك‪ ،‬ومكنهم المشرع من خبلل هذه العملٌات‬
‫من االستفادة من أرباح الشركات التً تقوم مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً بتدبٌرها‬
‫او إدارتها بطرٌقة مباشرة او ؼٌر مباشرة مع تحمل الخسابر المحتملة‪.‬‬
‫مما ٌستفاد على أن المشاركة تكون فً تحمل الخسابر كذلك‪ ،‬وهنا تطبٌقا لمبدأ‬
‫المشاركة فً األرباح والخسابر‪ ،‬اي أنها تتم وفق صٌؽة التً ٌرتكز علٌها العمل التامٌنً‬
‫التكافلً‪.‬‬
‫كما ال ٌخفى على أحد ما لهذه العملٌات من دور كبٌر فً خلق ثورة مالٌة مهمة عبر‬
‫تجمٌع تلك األموال واستثمارها فً مشارٌع اقتصادٌة هادفة وفقا لمبادئ الشرٌعة‬
‫اإلسبلمٌة‪ ،‬وما سٌخلقه ذلك من رواج اقتصادي عبر فتح باب الشؽل لشرابح العرٌضة من‬
‫الشباب الذٌن ال ٌتوفرون على فرص الشؽل بببلدنا‪ ،‬وسٌنتج عوابد جد مهمة ألصحابها‬
‫المشاركٌن فً هذه العملٌات وكذلك عوابد ستعود بالنفع على المجتمع ككل‪ ،‬عبلوة على‬
‫ذلك سٌفتح المجال للمواطن المؽربً الختٌار اي نوع ٌناسبه للمشاركة فٌه‪ ،‬مما ٌبرهن‬
‫على سٌاسة التنوع فً السوق التامٌنً والتً ستعزز من التنافسٌة التً تعود بالنفع على‬
‫المواطن المؽربً بالخصوص ‪.‬‬
‫أما على مستوى تصفٌة مقاوالت التامٌن فقد ثار ابهام وسكوت المشرع عن تخصٌص‬
‫وذكر التؤمٌن التكافلً هل هو االخر ٌخضع لنطاق ‪ 286‬التً تنص بشكل صرٌح على أنه‬
‫ٌترتب على سحب االعتماد كلٌا حل المقاولة وتصفٌتها ؼموضا‪ ،‬اال أن جاء التعدٌل االخر‬
‫لٌضٌؾ أنه بالنسبة لتؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن التكافلً‪ٌ ،‬إدي سحب االعتماد الى حل‬
‫وتصفٌة صنادٌق التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً عند اإلقتضاء مراعاة ألحكام المادتٌن‬
‫‪93‬‬
‫‪ 231‬و ‪ 232‬من هذا القانون‪.‬‬

‫‪ -93‬م ‪ 813‬من ق ‪.32-33‬‬

‫‪50‬‬
‫مما ٌفهم منه أن صنادٌق التؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن التكافلً تخضع للحل‬
‫والتصفٌة إذا ما تم سحب اعتمادها‪ ،‬لٌكون المشرع بذلك سد الباب امام االشكاالت التً‬
‫ٌمكن أن تطرحها الممارسة فً حالة ما بقً الؽموض مخٌم فً شؤن سحب االعتماد من‬
‫لدن صنادٌق التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلٌة‪.‬‬
‫عند تفحص القسم السابع المتعلق بالتصفٌة‪ ،‬نجد المشرع مجددا خص التؤمٌن التكافلً‬
‫بتنظٌم قانونً بمعزل عن التؤمٌن التقلٌدي نظرا لخصوصٌته وذلك وفقا لشكل التالً‪:‬‬
‫أضاؾ فقرة بموجب م ‪ 269‬تنص " على أنه بالنسبة للتؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن‬
‫التكافلً ٌتعٌن على المصفى أن ٌصفً مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن بصورة منفصلة عن‬
‫الصنادٌق التً تسٌٌرها‪ ،‬كما ٌتعٌن علٌه أن ٌصفً حسابات صندوق التؤمٌن التكافلً او‬
‫إعادة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬وٌمسك محاسبتها بصورة منفصلة "‪.‬‬
‫وأكثر ما لفت انتباهنا فً شؤن تصفٌة مقاولة التؤمٌن بالنسبة للمصفى الذي علٌه أن‬
‫ٌقدم للهٌبة تقرٌرا عن تنفٌذه لمهمته‪ ،‬اضافه الى أنه بالنسبة للتؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن‬
‫التكافلً على أن شروط تقدٌمه لهذا التقرٌر ٌجب أن تحدد بعد الراي بالمطابقة الصادر عن‬
‫المجلس العلمً األعلى‪.‬‬
‫فإخضاع تقرٌره لشروط ٌؤخذ راٌها المجلس العلمً االعلى‪ٌ ،‬عزز مرة اخرى مكانة‬
‫جهاز المجلس العلمً االعلى فً تركٌبة التؤمٌن التكافلً ومدى اشرافه علٌه فً سابر‬
‫مراحله‪ ،‬وخضوع مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً لتصفٌة مستقلة عن الصنادٌق‬
‫التً تسٌرها هو انتصار كبٌر لخاصٌة جوهرٌة‪ ،‬بنً علٌها التؤمٌن التكافلً‪ ،‬وهً استقبللٌة‬
‫ذمة المقاولة عن صندوق التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬ألن المقاولة فً األول واألخٌر‬
‫مجرد وكٌلة بؤجر عن صندوق التؤمٌن التكافلً وال ٌمكن ربط تصفٌتها بتصفٌة الصنادٌق‬
‫التً تسٌرها والتً هً موجوداتها فً االصل بملكٌة أصحاب الحسابات المشتركٌن فً‬
‫الصندوق وما المقاولة اال مسٌرة لها بؤجر‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫أما فً ما ٌتعلق باختتام التصفٌة وأداء المبالػ المستحقة بموجب عقود التؤمٌن او‬
‫اتفاقٌات اعادة التؤمٌن‪ٌ ،‬صرؾ ما تبقى من أموال صندوق التؤمٌن التكافلً او صندوق‬
‫‪94‬‬
‫التؤمٌن التكافلً فٌتم وفقا لنظام تسٌٌر الصندوق المعنً‪.‬‬
‫وٌكون بذلك المشرع خول لنظام التسٌٌر الصبلحٌة فً تحدٌد كٌفٌة صرفها وما ٌعطً‬
‫لنظام التسٌٌر صبلحٌة أوسع‪ ،‬وما ٌنتصر لسلطان إرادة المشتركٌن فً تحدٌد الطرٌقة‬
‫األنسب لتوزٌع تلك األموال فً حال التصفٌة‪ ،‬اذ نجد أن مقاولة التؤمٌن واعادة التؤمٌن‬
‫تقوم بتسٌٌر صندوق التؤمٌن التكافلً او صندوق إعادة التؤمٌن التكافلً لصالح مصلحة‬
‫المشتركٌن او صنادٌق التؤمٌن التكافلً فً حالة إعادة التؤمٌن التكافلً المسٌرة من طرؾ‬
‫‪95‬‬
‫مقاوالت التؤمٌن المحٌلة‪ ،‬وذلك وفقا لقانون التؤمٌن ونظام تسٌٌر الصندوق المعنً‪.‬‬
‫اي أن تسٌٌر الصنادٌق ٌتم وفقا لمصلحة المشتركٌن الذٌن هم أصحاب األموال التً‬
‫فً الصندوق والمقاولة المسٌرة ما هً اال وكٌلة بؤجر عن حملة حسابات المشتركٌن‪.‬‬
‫كما نجد المشرع قٌد هذا التسٌٌر بتنصٌصه على أن "ال ٌجوز لها القٌام لفابدة صندوق‬
‫التؤمٌن التكافلً او صندوق إعادة التؤمٌن التكافلً باي نشاط اخر او إبرام عقود تنشؤ عنها‬
‫التزامات"‪.‬‬
‫وبذلك ٌكون المشرع وفقا لخاصٌة الوكالة بؤجر قٌد من حدود ممارسات المقاولة‬
‫ومنعها من إجراء اي نشاط اخر او إبرام عقود قد تنشؤ عنها التزامات‪ ،‬او حتى اللجوء الى‬
‫التموٌبلت او صرؾ اي نفقات تدبٌر اخرى‪ ،‬ؼٌر تلك الضرورٌة لتحقٌق عرض الصندوق‬
‫والمنصوص علٌها صراحة فً قانون التؤمٌن او فً نظام تسٌٌر الصندوق المعنً‪ ،‬وٌشكل‬
‫هذا التقٌٌد ضمانة جد مهمة تحمً حقوق حملة المشتركٌن فً التؤمٌن التكافلً من الضٌاع‪،‬‬
‫هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة اخرى نجد م ‪ 2‬مكنت المشترك باعتباره شرٌك مع بقٌة الشركاء‬
‫من التوقٌع على نظام تسٌٌر صندوق التؤمٌن‪ ،‬على تسلم له مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن‬
‫نسخة منه عند اكتتاب عقد التؤمٌن التكافلً‪ ،‬فهً من الواجب علٌها بل ومن المفروض‬
‫علٌها ان تعطً للمشترك نسخة من نظام تسٌٌر صندوق التؤمٌن على أن ٌوقع علٌها عند‬
‫اكتتاب عقد التؤمٌن التكافلً‪ ،‬لٌكون على علم مسبقا بكل المقتضٌات والحٌثٌات المنظمة‬

‫‪ -94‬م ‪ 821‬من ق ‪.32-33‬‬


‫‪- 95‬م ‪ 881-3‬من ق ‪.32-33‬‬

‫‪52‬‬
‫لعقد التؤمٌن التكافلً‪ ،‬اال أننا نقول أن مسالة االطبلع على نظام تسٌٌر ٌحتاج الى وقت لٌتم‬
‫دراسة ما فٌه ومدى توافقه مع رؼبة المشترك الذي قد ٌكون أمٌا ٌحتاج لمن ٌشرح له بنود‬
‫النظام او قد ٌكون متعلما‪ ،‬لكنه ال ٌفهم فً المسابل التنظٌمٌة وٌحتاج هو االخر لمختص‬
‫ٌشرح له‪ ،‬لذلك كان األجدر على مشرعنا أن ٌعطً للمشترك مهلة ألخد نسخة نظام‬
‫التسٌٌر وقراءته جٌدا وٌستحسن أن ٌكون باللؽة العربٌة‪ ،‬لكً ٌبحث جٌدا فً مدى توافقه‬
‫مع تطلعاته ثم ٌؤتً عند المقاولة لٌكتتب فً حال موافقته على تلك القواعد المنظمة‪ ،‬مما‬
‫سٌسد الباب مسبقا عن النزاعات التً قد ٌكون سببها عدم دراٌة او عدم استٌعاب بنود نظام‬
‫التسٌٌر وسٌحمً المشترك من كل أشكال التعسؾ التً قد ٌتعرض لها‪.‬‬
‫كما جاء سابقا فإن مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً ما هً اال وكٌلة بؤجر عن‬
‫صندوق التؤمٌن التكافلً او صندوق إعادة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬كما علٌها بهذه الصفة أن تتقٌد‬
‫باألحكا م المتعلقة بااللتزام المترتبة على الوكٌل كما هو منصوص علٌه فً الباب السادس‬
‫من الكتاب الثانً من ق ل ع المؽربً‪ ،96‬اي أن المشرع أحال األمر على القواعد العامة‬
‫المتعلقة بالتزامات الوكٌل والموكل فً تحدٌد العبلقة التؤمٌنٌة التكافلٌة‪.‬‬
‫وألزم المشرع مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً بإعداد مجموعة من االجراءات‬
‫من أبرزها‪:‬‬
‫‪ -‬اعداد عقود التؤمٌن التكافلً او اتفاقٌات إعادة التؤمٌن التكافلً‬
‫‪ -‬قبض االشتراكات واستخبلصها‪.‬‬
‫‪ -‬مسك محاسبة الصندوق‬
‫‪ -‬قبول التحكٌم وإجراء الصلح‬
‫‪ -‬توزٌع الفوابض التقنٌة والمالٌة على المشتركٌن وعلى صنادٌق التؤمٌن التكافلً‬
‫المسٌرة من طرؾ مقاوالت التؤمٌن المحٌلة‬
‫‪ -‬ابرام اتفاقٌات اعادة التؤمٌن‬

‫‪ -96‬الفقرة االولى من م ‪ 881-1‬من ق ‪.32-33‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ -‬تمثٌل الصندوق امام األؼٌار وعند االقتضاء رفع الدعاوى أمام القضاء للدفاع‬
‫والمطالبة بحقوق ومصالح المشتركٌن او صنادٌق التؤمٌن التكافلً المسٌرة من‬
‫طرؾ مقاوالت التؤمٌن المحٌلة‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫‪ -‬القٌام بكل إجراء ضروري لتحقٌق أؼراض الصندوق‪.‬‬
‫وقٌدت استخدامات مقاوالت التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬بحٌث ال ٌمكنها‬
‫استخدامها ألؼراضها الخاصة‪ ،98‬فً اطار ضمان حقوق المشتركٌن من اي تصرؾ قد‬
‫ٌضر بهم‪ ،‬وفً اطار ؼل ٌد اي مقاولة سولت لها نفسها القٌام باي تصرؾ لصالح‬
‫أؼراضها الخاصة‪.‬‬
‫كما جاءت م ‪ 226-5‬بمجموعة من البٌانات ٌجب التنصٌص علٌها فً نظام تسٌٌر‬
‫صندوق التؤمٌن التكافلً طبقا ألحكام ق اذ نصت على أنه ٌجب أن ٌتضمن نظام تسٌر‬
‫الصندوق بصفة خاصة مجموعة من البٌانات اهمها‪:‬‬
‫‪ٍ -‬التزام مقاولة التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً بالقٌام بجمٌع المعامبلت المتعلقة‬
‫بالصندوق او بحسابات خاصة وفق اآلراء بالمطابقة الصادرة عن المجلس العلمً‬
‫األعلى‪.‬‬
‫‪ -‬التزام مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً بتدبٌر حسابات الصندوق بشكل تتم‬
‫معه ضمان مصالح المشركٌن وٌتحمل كل خسارة ناجمة عن تقصٌرها او إخبللها‬
‫بااللتزامات المحددة فً عقد التؤمٌن التكافلً‪.‬‬
‫‪ -‬اإلشارة الى أن دفع االشتراك ٌكون على سبٌل االلتزام بالتبرع‪ ،‬ما عاد بالنسبة‬
‫لعقود االستثمار التكافلً‪.‬‬
‫‪ -‬كٌفٌات أداء أجرة مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬مقابل تسٌٌر حسابات‬
‫‪99‬‬
‫صندوق التؤمٌن التكافلً‪...‬‬
‫وفً ما ٌخص أصناؾ حسابات صندوق التؤمٌن التكافلً او صندوق إعادة التؤمٌن‬
‫التكافلً تحدد وفقا لمنشور تصدره الهٌبة بعد الراي بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمً‬

‫‪ -97‬الفقرة االخٌرة من م ‪ 881-1‬من ق ‪.32-33‬‬


‫‪ -98‬م ‪ 881-1‬من ق ‪.32-33‬‬
‫‪ -99‬من ق ‪ 32-33-‬م ‪.881-9‬‬

‫‪54‬‬
‫االعلى‪ ،‬ولها أن تحدث أصناؾ اخرى بطلب من مقاوالت التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً‬
‫‪100‬‬
‫وفقا لشروط وكٌفٌات تحددها الهٌبة‪.‬‬
‫ومما سبق‪ ،‬فإن اعتماد المشرع المؽربً على صٌؽة الوكالة بؤجر ٌبرهن‬
‫بالملموس أن المشرع اختار نمط واحد فً تحدٌد العبلقة ما بٌن المشترك ومقاولة التؤمٌن‬
‫وإعادة التؤمٌن التكافلً عوض صٌؽة المضاربة او الوقؾ التً اعتمدتها بعض التشرٌعات‬
‫المقارنة‪.‬‬
‫ونحن نرى أنه كان األجدر أن ٌفتح المجال لتعامل وفق كل الصٌػ وأن ٌعطً‬
‫الصبلحٌة للمقاولة الختٌار الشكل الذي ٌناسبها أكثر لعمله ولما التعامل وفق النموذج‬
‫المختلط الذي أثبت جدارته بامتٌاز فً العمل التامٌنً التكافلً فً العالم‪.‬‬

‫‪ -100‬م ‪ 881-4‬من ق ‪.32-33‬‬

‫‪55‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬آلٌة التأمٌن التكافلً لرفع من مستوى اداء المنتجات البنكٌة‬
‫التشاركٌة بالمغرب‬

‫تعد التموٌبلت البنكٌة البدٌلة الموافقة للتشرٌع االسبلمً‪ ،‬ضرورة ملحة لسد الحاجٌات‬
‫االجتماعٌة واالقتصادٌة للمجتمع المؽربً الذي ٌتبنى وٌفتخر بعقٌدة االسبلم‪ ،‬كما هو‬
‫منصوص علٌه دستورٌا‪.‬‬

‫ولقد استطاعت البنوك االسبلمٌة فً فترة وجٌزة منافسة البنوك التقلٌدٌة‪ ،‬والدلٌل على‬
‫ذلك تزاٌد االقبال على التعامل معها‪ ،‬حٌث أنها تتمٌز بتعدد قنوات التموٌل البنكً اإلسبلم‪،‬‬
‫واختبلؾ صٌؽه بما ٌسهل على المستثمر الحصول على التموٌل االزم لنشاطه االقتصادي‬
‫فً الوقت المناسب‪ ،‬وٌوفر له وسابل االنتاج المختلفة‪ ،‬كما ٌشارك البنك بخبرته الفنٌة‬
‫والتنظٌمٌة واالدارٌة‪ ،‬اضافة الى مشاركته المالٌة‪ ،‬كما تنسجم الصٌػ واألسالٌب التموٌلٌة‬
‫فً البنوك اال سبلمٌة مع القٌم والمبادئ التً تحكم سلوك المستثمر المسلم والتً تخدم‬
‫التكافل االجتماعً فً المجتمع االسبلمً‪ ،‬حٌث أنها أوجدت نوعا من التعامل المصرفً لم‬
‫ٌكن موجودا قبل ذلك فً القطاع المصرفً التقلٌدي‪ ،‬فقد ادخلت أسسا للتعامل بٌن المصرؾ‬
‫والمتعامل ٌعتمد على المشاركة فً األرباح والخسابر باإلضافة الى المشاركة فً الجهد بدال‬
‫من أسس التعامل التقلٌدي القابم على المدٌونٌة –مدٌن‪ ،‬دابن‪ -‬وتقدٌم األموال دون المشاركة‬
‫فً العمل‪ ،‬كما أوجدت المصارؾ الشرعٌة أنظمة للتعامل االستثماري فً جمٌع القطاعات‬
‫‪101‬‬
‫االقتصادٌة التً تصلح االستخدام فً كافة األنشطة‪.‬‬

‫وكما قلنا تزاٌد الطلب على الخدمات والمنتجات المصرفٌة ؼٌر الربوٌة التً تطرحها‬
‫المصارؾ االسبلمٌة‪ ،‬والتً تضمن اراحة الضمٌر الدٌنً لفبة كبٌرة من شرابح المجتمع‪،‬‬
‫إضافة الى تزاٌد الثقة فً النظام المصرفً اإلسبلمً البعٌد عن الربا والمقامرة والعملٌات‬
‫الوهمٌة‪ ،‬والذي اثبت جدارته وبقً صامدا أمام االزمة المالٌة العالمٌة‪ ،‬رؼم أنه ٌمثل حلقة‬
‫من ضمن حلقات البنوك فً العالم‪ ،‬االمر الذي جعل بعض الدول العظمى تنادي بضرورة‬
‫تبنً هذا النظام واعتباره نظاما مثالٌا‪ ،‬وعلٌه باشرت العدٌد من الدول على فتح شبابٌك‬

‫‪ -101‬اسماء كردود‪ ،‬المنتجات البنكٌة االسبلمٌة ودورها فً تحسٌن تنافسٌة البنوك‪-‬دراسة حالة بنك البركة‪ ،-‬رسالة لنٌل شهادة‬
‫الماستر األكادٌمً فً علوم التسٌٌر‪ ,8131-8139 ,‬ص ‪*.389‬‬

‫‪56‬‬
‫ونوافد مصرفٌة اسبلمٌة‪ ،‬وتوظٌؾ امكانٌات المصارؾ اإلسبلمٌة وصٌؽها المتنوعة بما‬
‫ٌحقق المنفعة لها ولعمبلبها‪ ،‬االمر الذي ٌنعكس اٌجابٌا على االقتصاد الوطنً وٌسهم فً‬
‫‪102‬‬
‫الدفع بعجلة االقتصادٌة واستدامتها‪.‬‬

‫وتتمٌز البنوك التشاركٌة باستخدام أنواع عدٌدة ومتنوعة من أشكال التموٌل‬


‫المصرفً‪ ،‬وتصنؾ المنتجات البنكٌة الى منتجات تموٌلٌة‪( ،‬المطلب األول) والى منتجات‬
‫استثمارٌة (المطلب الثانً)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المنتجات البنكٌة التشاركٌة بالمغرب‬

‫إن نمو وتطور المصارؾ اإلسبلمٌة وفروع المعامبلت اإلسبلمٌة‪ ،‬حتم اٌجاد منتجات‬
‫جدٌدة تضاؾ الى رصٌدها وتؽنٌها وتجعلها تنفرد بكٌان مستقل‪ ،‬وبما أن قطاع التؤمٌن‬
‫والقطاع البنكً شرٌكان متبلزمان‪ ،‬وال ٌمكن فصل اي منهما عن االخر‪ ،‬بل إن قطاع‬
‫التؤمٌن هو الذرع اآلمن للقطاع المالً‪ ،‬وهناك توسع للقطاع البنكً حتى بات ٌدخل فً‬
‫جمٌع نواحً الحٌاة‪ ،‬فجمٌع شركات التؤمٌن بدأت كشركات عابلٌة صؽٌرة تم توسع‬
‫رأسمالها واالستثمار فٌه وما ٌزٌد من أهمٌة قطاع التؤمٌن هو أنه الشرٌك االستراتٌجً‬
‫والقاسم المشترك للقطاع المالً والصناعً‪ ،‬فالهدؾ األساسً من التؤمٌن التكافلً هو خدمة‬
‫أ عضابه عن طرٌق تؤمٌنهم ضد المخاطر من خبلل تعاونهم مالٌا ولٌس المتاجرة لتحقٌق‬
‫األرباح وأن العضوٌة فً التؤمٌن التكافلً مفتوحة حٌث ٌمكن ألي فرد االشتراك‪ ،‬لكن‬
‫ٌعتبر اشتراكه على سبٌل التبرع لتعوٌض من ٌصٌبه الضرر‪ ،‬واذا لم ٌحدث ضرر فٌبقى‬
‫مالكا لما دفعه باإلضافة الى نصٌبه من عابد استثمار فابض األموال كما ٌقوم التؤمٌن‬
‫التكافلً على استثمار فابض االشتراكات حٌث ٌتم االستثمار فً الصٌػ االستثمارٌة التً‬
‫تجٌزها الشرٌعة االسبلمٌة ومن اهمها‪:‬‬

‫‪ -102‬ابراهٌم عبد الحلٌم عبادة ومٌساء منٌر ملحم‪ ،‬االهمٌة االقتصادٌة للتموٌل المصرفً االسبلمً فً االردن‪ ،‬دراسة حالة البنك‬
‫االسبلمً االردنً والبنك العربً االسبلمً الدولً‪ ،‬مجلة دراسات علوم الشرٌعة والقانون‪ ،‬مجلد ‪ ،11‬عدد ‪ ،1‬الجامعة االردنٌة‬
‫عمان األردن ‪8134‬م‪ ،‬ص ‪.191‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ -‬المضاربة والمشاركة والمرابحة واإلستصناع واإلجارة والسلم‬

‫واذا أسفرت عملٌات التؤمٌن التكافلً عن فابض على أعضاء الصندوق تحتفظ شركة‬
‫التؤمٌن االسبلمٌة بحسابات منفصلة‪ 103‬لكل من أموال على حدة‪.‬‬

‫ومن المنتجات التموٌلٌة المرابحة واالجارة (الفقرة األولى)‪ ،‬والسلم واالستصناع‬


‫(الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المنتجات التموٌلٌة فً البنوك التشاركٌة‬

‫سنتناول المنتجات التموٌلٌة التً توفرها البنوك التشاركٌة من خبلل الوقوؾ عند‬
‫منتوجً المرابحة واالجارة (أوال)‪ ،‬ثم منتوجً السلم واالستصناع (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬منتوجً المرابحة واالجارة فً البنوك التشاركٌة‬

‫أ‪ -‬صٌغة المرابحة‬

‫تعرؾ المرابحة لؽة‪ :‬على أنها كلمة مؤخوذة من كلمة الربح والتً تعنً النماء فً‬
‫التجارة وربح فً تجارته ٌربح ربحا وتربحا‪ ،‬وهذا ٌبٌع مربحا إذا كان ٌربح فٌه‪.‬‬

‫واصطبلحا‪ :‬عرفها الفقهاء بعدة تعرٌفات منها‪ :‬بٌع المرابحة ٌقوم على أساس معرفة‬
‫الثمن األول وزٌادة ربح علٌه‪ ،‬حٌث أن المرابحة من بٌوع األمانة فٌنبؽً أن ٌكون الثمن‬
‫األول معلوما وأن ٌكون الربح معلوما أٌضا‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫وتتصؾ المرابحة بعدة خصابص من أبرزها‬

‫‪-‬احتساب هامش الربح وفق طرٌقة القسط الثابت او المتناقص لقٌمة السلعة او‬
‫البضاعة‬

‫‪ -‬تكون فترات التموٌل متفاوتة من أجل توفٌر السٌولة‬

‫وتعتبر هذه الصٌؽة التموٌلٌة أكثر التموٌل استعماال فً المصارؾ لكونها تضطلع‬
‫للقٌام بتموٌل جزبً ألنشطة الزبابن سواء كانت تجارٌة زراعٌة او صناعٌة‪ ،‬لعرض‬

‫االلكترونً‬ ‫الموقع‬ ‫على‬ ‫‪103‬خلٌل علٌان‪ ،‬فرص وتحدٌات التامٌن التكافلً فً االردن‪ ،‬مقال منشور‬
‫‪ https://assabeel.net/article/2017/6/5‬تارٌخ الزٌارة ‪ 8183/38/11‬على الساعة ‪.88:83‬‬

‫‪58‬‬
‫تمكٌنهم من الحصول على سلع منتجة او مواد خام او معدات او االت او بضابع من داخل‬
‫البلد او خارجه عن طرٌق االستٌراد‪.‬‬

‫وتجري البنوك اإلسبلمٌة المرابحة على طرٌقتٌن‪:‬‬

‫‪ -‬الطرٌقة االولى‪ :‬أن ٌتفق العمٌل والبنك على أن ٌقوم العمٌل بشراء بضاعة بربح‬
‫معلوم بعد شراء البنك لها‪ ،‬وعلى أساس هذا البٌع ٌقوم البنك اإلسبلمً بشراء السلعة التً‬
‫ٌحتاج إلٌها فً السوق بناء على دراسته للسوق وبناء على طلب ٌتقدم به احد زبابنه‪ٌ ،‬طلب‬
‫فٌه من البنك شراء سلعة معٌنة او استٌرادها من الخارج‪ ،‬وٌبدي رؼبته فً شراء من البنك‬
‫بعد وصولها‪ ،‬فاذا اقتنع البنك بحاجة السوق إلٌها وقام بشرابها فله أن ٌبٌعها لطالب الشراء‬
‫األول او ؼٌره مرابحة‪ ،‬وذلك بؤن ٌعلن البنك قٌمة شراء السلعة مضافا إلٌها ما تكلفته من‬
‫مصروفات بشابنها‪ ،‬وٌطلب مبلؽا معٌنا من الربح على من ٌرؼب فٌها‪.‬‬

‫‪ -‬الطرٌقة الثانٌة‪ :‬أن ٌعد العمٌل بشرابها بربح معلوم مجرد وعد كالبٌع المرابحة‬
‫اآلمر بالشراء‪ ،‬وفً هذه الصورة ٌتقدم العمٌل الى البنك طالب منه شراء سلعة معٌنة‬
‫بالمواصفات التً ٌحددها على الوعد منه بشراء تلك السلعة االزمة له فعبل مرابحة بالنسبة‬
‫التً ٌتفق علٌها‪ ،‬وٌدفع الثمن مقسطا حسب إمكانٌاته التً ٌساعده علٌها دخله‪.‬‬

‫وقد نصت م ‪ 58‬من قانون ‪ 103.12‬على المنتجات البنكٌة التشاركٌة ومنها المرابحة‬
‫وقد عرفتها هذه م بؤنها " كل عقد ٌبٌع بموجبه بنك تشاركً‪ ،‬عن طرٌق اإلٌجار‪ ،‬منقوال او‬
‫عقارا محددا وفً ملكٌة هذا البنك تحت تصرؾ عمٌل قصد استعمال مسموح به شرعا‪ٌ ،‬تم‬
‫األداء من طرؾ العمٌل لهذه العملٌة تبعا للكٌفٌات المتفق علٌها بٌن الطرفٌن‪.‬‬

‫والمرابحة نوعان هما‪ :‬المرابحة العادٌة والمرابحة اآلمر بالشراء‪ ،‬فالمرابحة العادٌة‬
‫هً التً تكون فٌها البضاعة مملوكة للتاجر‪ ،‬وبٌعها بالثمن الذي قامت علٌه مع ربح معلوم‪،‬‬
‫كمثال على هذا النوع من المرابحة أن ٌؤتً شخص الى تاجر لدٌه بضاعة‪ ،‬فٌقول له أرٌد‬
‫أن أشتري هذه البضاعة بالثمن نفسه الذي اشترٌتها به مع هامش ربح ‪ 10‬بالمبة مثبل‪،‬‬
‫فٌوافق التاجر على ذلك‪ ،‬اما النوع الثان‪ ،‬فٌتمٌز بؤنها تضم ثبلثة متعاقدٌن‪ ،‬األول هو اآلمر‬

‫‪59‬‬
‫بالشراء عن المرابحة العادٌة‪ ،‬كون أن البنك ٌعتبر وسٌطا فً هذه العملٌة والمشتري‬
‫‪104‬‬
‫الحقٌقً هو الزبون ولٌس البنك‪.‬‬

‫والتطبٌق المرابحة فً البنوك التشاركٌة ٌتجسد فً المرابحة االمر بالشراء‪ٌ ،‬قصد به‬
‫اتفاق تبٌع بموجبه المالٌة االسبلمٌة للعمٌل بسعر التكلفة إضافة الى هامش ربح متفق علٌه‬
‫اصبل من نوع معٌن تم شراإه وحٌازته من قبل المإسسة المالٌة اإلسبلمٌة بناء على وعد‬
‫بالشراء من العمٌل‪ ،105‬وتجد تطبٌقها فً المؽرب تحت مسمى المرابحة االمر بالشراء‬
‫للعقار‪ ،‬التً عرفت اقباال مهما من طرؾ المؽاربة‪ ،‬اال أن عملها دون تؤمٌن تكافلً جعلها‬
‫تفتقر لتؤمٌن ٌرعاها ومع وجوده ستحقق نتابج افضل مما علٌه االن‬

‫ب‪ :‬صٌغة اإلجارة‬

‫تعد اإلجارة لؽة الجزاء عن العمل‪ ،‬وهً مشتقة من اصل –ا ج ر‪ -‬جمعها أجور‬
‫‪106‬‬
‫واجار و أجرة وٌؤجره‪ ،‬جزاه كؤجره‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫واصطبلحا‪ :‬بٌع منفعة ما أمكن نقله‪.‬‬

‫وهً كل عقد ٌضع بموجبه بنك تشاركً عن طرٌق اإلٌجار‪ ،‬منقوال او عقارا محددا‬
‫وفً ملكٌة هذا البنك تحت تصرؾ عمٌل قصد استعمال مسموح به قانونا‪،108‬‬

‫وعرفت بؤنها عقد على منفعة مباحة معلومة مدة معلومة من عٌن معلومة او‬
‫‪109‬‬
‫موصوفة فً الذمة‪ ،‬أو عمل بعوض معلوم‬

‫وتكتسً اإلجارة أحد الشكلٌن التالٌن‪:‬‬

‫‪ -1‬اجارة تشؽٌلٌة عندما ٌتعلق االمر بإٌجار بسٌط‪.‬‬

‫‪ -104‬محمد الماحً‪ ،‬المصارؾ اإلسبلمٌة‪ ،‬بنوك االدخار واالستثمار‪ ،‬اطروحة لنٌل الدكتوراه فً ق الخاص‪ ،‬تخصص االعمال‬
‫واالستثمار‪ ،‬كلٌة ح‪ ،‬جدة ‪ ،8131-8138‬ص ‪.312‬‬
‫‪105‬‬
‫وهبة الزحلً‪ ،‬المعامبلت المالٌة المعاصرة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق سورٌا‪ ،8118 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -106‬مجد الدٌن محمد بن ٌعقوب‪ ،‬الفٌروز ابادي‪ ،‬القاموس المحٌط‪ ،‬مإسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزٌع بٌروت‪ ،‬ط ‪،8119 ،3‬‬
‫ص ‪.118‬‬
‫‪ -107‬ابو عبد هللا محمد االنصاري‪ ،‬الرصاع‪ ،‬شرح حدود ابن عرفة‪ ،‬بٌروت‪ -‬دار العرب االسبلمً‪ ،‬ط ‪ ،3441 ،3‬ص ‪.931‬‬
‫‪ -108‬حمزة عبد المهٌن‪ ،‬دور التموٌبلت البنكٌة فً تعوٌض قروض االستهبلك بفابدة‪-‬دراسة منتوجً االجارة والمراٌحة‪ ،-‬مقال‬
‫منشور بمجلة المنبر القانونً‪ ،‬العدد ‪8‬و‪ 1‬ابرٌل اكتوبر ‪ ،8138‬ص ‪.83-81‬‬
‫‪109‬‬
‫عبد الوهاب ابو سلٌمان‪ ،‬عقد االجارة مصدر من مصادر التموٌل االسبلمٌة‪ ،‬المعهد االسبلمً للبحوث والتدرٌب‪ ،‬البنك االسبلمً للتنمٌة‬
‫جدة‪ ،8111 ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ -2‬اجارة منتهٌة بالتملٌك‪ ،‬عندما تنتهً االجارة بتحوٌل ملكٌة المنقول او العقار‬
‫المستؤجر للعمٌل تبعا للكٌفٌات المتفق علٌها بٌن الطرفٌن‪.‬‬

‫فالبنك اإلسبلمً بصفته مإجرا ٌحتفظ فً حالة عقد اإلجارة‪ ،‬سواء اجارة تشؽٌلٌة او‬
‫اجارة منتهٌة بالتملٌك‪ ،‬بملكٌة االصول المإجرة‪ ،‬بٌنما ٌنقل حقه فً استخدام االصول او‬
‫حق االنتفاع الى عملٌها بصفته مإجرا وذلك لمدة معلومة‪ ،‬وبإٌجار محدد وٌتحمل البنك‬
‫‪110‬‬
‫اإلسبلمً جمٌع االلتزامات والمخاطر المتعلقة باألصول المإجرة‪.‬‬

‫وفً حالة اإلجارة المنتهٌة بالتملٌك قد تتضمن االقتناء فً نهاٌة مدة العقد‪ ،‬حٌث‬
‫سٌقوم المصرؾ بتؤمٌن هذه اإلدارة المرتبطة بوعد من الزبون بشراء هذه المعدات‬
‫المإجرة له‪ ،‬حٌث سٌكون فً العقد سعر الشراء اٌجاري ٌعادل تكلفة الحصول على المعدة‬
‫او األلٌة بواسطة المصرؾ كما ٌقوم ذلك بإلزام الزبون بدفع اقساط االجارة على فترات‬
‫معٌنة لتوفٌر هامش ربح معٌن للمصرؾ على المبلػ الذي ٌتم استثماره للحصول على هذه‬
‫اآلالت‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬التموٌل بصٌغتً االستصناع والسلم فً البنوك التشاركٌة‬

‫من أهم األدوات التموٌلٌة الى جانب المرابحة واإلجارة‪ ،‬تجد كل من االستصناع‬
‫والسلم‪.‬‬

‫أ‪ :‬االاستصناع‬

‫اإلستصناع لؽة طلب عمل الصنعة‪ ،111‬هو عقد ٌشتري به شًء مما ٌصنع ٌلتزم‬
‫بموجبه أحد المتعاقدٌن‪ ،‬البنك التشاركً او العمٌل بتسلٌم مصنوع بمواد من عنده بؤوصاؾ‬
‫معٌنة ٌتفق علٌها وبثمن محدد ٌدفع من طرؾ المستصنع حسب الكٌفٌة المتفق علٌها بٌن‬
‫الطرفٌن‪.‬‬

‫‪ -110‬شهاب احمد سعٌد العزٌزي‪ ،‬ادارة البنوك اإلسبلمٌة‪ ،‬دار النفابس للنشر والتوزٌع‪ ،‬ط ‪ ،8133 ،3‬ص ‪.11‬‬
‫‪111‬‬
‫انظر‪ ،‬القاموس المحٌط‪ ،‬مادة صنع‪ ،‬حاشٌة رد المحتار على شرح المختار‪ ،‬مكتبة الفقه اإلسبلمً‪ ،‬العدد ‪ ،2‬ج ‪ ،3‬ص ‪.21‬‬

‫‪61‬‬
‫ب‪ :‬السلم‬

‫السلم لؽة بفتح السٌن واالم اسم مصدره ألسلم‪ ،‬ومصدره الحقٌقً اإلسبلم‪ ،‬والسلم فً‬
‫اللؽة بمعنى السلؾ‪ ،‬وهو أن تعطً ذهبا وفضة فً سلعة معلومة الى أمد معلوم‪ ،112‬وٌعنً‬
‫به استعجال رأس المال وتعجٌله‪ ،‬وٌسمى سلما لتسلٌم رأس المال فً المجلس‪ ،‬وسلفا لتقدٌم‬
‫‪113‬‬
‫راس المال‪.‬‬

‫اما اصطبلحا‪ :‬فقد تقاربت تعارٌؾ الفقهاء به‪ ،‬فقد عرفه األحناؾ بؤنه بٌع آجل‬
‫بعاجل‪ ،114‬وعرفه المالكٌة بؤنه عقد معاوضة ٌوجب عمارة ذمة بؽٌر عٌن وال منفعة ؼٌر‬
‫متماثل العوضٌن‪ ،115‬وعرفه الشافعٌة بؤنه عقد على موصوؾ فً الذمة ببدل ٌعطى‬
‫‪116‬‬
‫عاجبل‪.‬‬

‫وهو كل عقد ٌعجل أحد المتعاقدٌن‪ ،‬البنك او العمٌل‪ ،‬مبلؽا محددا للمتعاقد االخر الذي‬
‫ٌلتزم من جانبه بتسلٌم مقدار معٌن من بضاعة مضبوطة بصفات محددة فً أجل‪ ،‬وتتم‬
‫عملٌات التموٌل بالسلم فً المصارؾ اإلسبلمٌة بدفع المصرؾ مبلػ من المال لعمٌل‪ ،‬ومن‬
‫بٌن تجلٌات اهمٌة هذا المنتوج نذكر ما ٌلً‪:‬‬

‫‪ -‬توفٌر السٌولة للمنتجات االستثمارٌة‪.‬‬

‫‪ -‬عدم تؤثر القوة الشرابٌة للنقود المستثمرة‪ ،‬فٌعمل على المحافظة على المبلػ االصلً‬
‫ثمن سلعة حقٌقٌة‪ ،‬باإلضافة الى قٌمة التضخم نتٌجة االرتفاعات المحتملة لمعدل‬
‫األسعار‪.‬‬
‫‪ٌ -‬وفر السلم مٌزة التكافل بٌن أفراد المجتمع‪ ،‬وٌقلل من تكالٌؾ االنتاج‪ ،‬وٌزٌد من‬
‫العرض‪ ،‬وٌستخدم مدخبلت االنتاج وخصوصا المحلٌة‪ ،‬وٌعمل على ادامة التوظٌؾ‬
‫وتقلٌل البطالة الموسمٌة‪.‬‬

‫‪ -112‬محمد بن مكرم ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ج ‪ ،38‬دار صادر للطباعة والنشر بٌروت‪ ،3448 ،‬ص ‪.841‬‬
‫‪ -113‬شمس الدٌن محمد بن محمد الخطٌب الشربٌنً‪ ،‬مؽنً المحتاج‪ ،‬ج ‪ ،1‬دار الفكر بٌروت‪ ،3441 ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ -114‬حسٌن بدر الدٌن العٌنً‪ ،‬البداٌة فً شرح الهداٌة‪ ،‬ج‪ ،1‬دار الفكر بٌروت ‪ ،3441‬ص ‪.119‬‬
‫‪ -115‬ابو عبد هللا محمد الحرشً‪ ،‬شرح الخرشً على مختصر خلٌل‪ ،‬ج‪ ،9‬دار الفكر بٌروت‪ ،3443 ،‬ص‪.818‬‬
‫‪ٌ -116‬حً بن شرؾ النوري محً الدٌن ابو زكرٌا روضة الطالبٌن‪ ،‬ج‪ ، 1‬المكتب االسبلمً بٌروت‪ ،3439 ،‬ص ‪.3‬‬

‫‪62‬‬
‫‪117‬‬
‫والمجال الصناعً الى جانب‬ ‫وٌطبق السلم على مستوى كل من المجال الزراعً‬
‫المجال التجاري‪ ،‬اذ ٌكمن تطبٌق بٌع السلم فً البنوك التشاركٌة المؽربٌة فً مجاالت‬
‫مختلفة‪ ،‬كالزراعة والصناعة وؼٌر ذلك من المجاالت الواسعة من المجاالت المعاصرة‪.‬‬

‫وٌمكن بذلك ان ٌساهم فً‪:‬‬

‫‪ ‬السلم لتموٌل الفالحة المغربٌة‪:‬‬

‫إن الفبلحة هً أحد اهم األنشطة ان لم نقل الركٌزة المهمة فً االقتصاد المؽربً‪،‬‬
‫وتعتمد باألساس على زراعة القمح والشعٌر والحوامض وبعض الخضر وتربٌة المواشً‪.‬‬

‫وبذلك ٌمكن تموٌل الفبلحة المؽربٌة عبر منتوج السلم‪ ،‬اذ ٌستطٌع البنك التشاركً‬
‫المؽربً أن ٌمول الفبلحٌن المؽاربة خصوصا الصؽار والمتوسطٌن منهم‪ ،‬فقد ٌلجؤ الفبلح‬
‫المؽربً الى البنك اإلسبلمً المؽربً وٌتعجل فً اخد ثمن المحصول لٌذهب وٌشتري كل‬
‫مستلزمات زراعته الفبلحٌة‪ ،‬كشراء األسمدة واألمبلح‪ ،‬او قد ٌحفر اآلبار لسقً زراعته او‬
‫اي شًء سٌساهم فً نجاح فبلحته‪ ،‬على أن ٌعطى الفبلح للبنك جزءا من محصوله فً‬
‫نهاٌة العام الزراعً او عند حصاده‪ ،‬مما سٌساعد الفبلحٌن المؽاربة على الحصول على‬
‫مردودٌة انتاجٌة مهمة‪ ،‬ستساهم فً دفع عجلة االقتصاد وتحسٌن القطاع الفبلحً بببلدنا‪.‬‬

‫‪ ‬السلم لتموٌل المصانع المغربٌة‪:‬‬

‫قد ٌحتاج مصنع مؽربً او شركة مؽربٌة‪ ،‬مثبل تموٌل لشراء آلة معٌنة او جهاز معٌن‬
‫الستمرارٌة عمله او لتحسٌن إنتاجه‪ ،‬وٌمكن بذلك عبر منتوج السلم للشركة أن تقترض من‬
‫البنك اإلسبلمً المؽربً‪ ،‬وتدعوه لشراء منتوجاته كالقطع النسٌج مثبل على أن ٌبٌعها بعد‬
‫ذلك للعمبلء او لشركة أخرى‪.‬‬

‫وٌمكن عبر السلم كذلك تموٌل كل من الحرفٌن والصناع التقلٌدٌن‪ ،‬الذٌن ٌعانون فً‬
‫ببلدنا من تكلفة االنتاج وقلة التموٌل‪ ،‬حٌث ٌمكنهم عبر التموٌل بالسلم‪ ،‬امدادهم بمتطلبات‬
‫العمل كالمواد األولٌة التً بتطلبها إنتاج منتوجهم‪ ،‬او لتسوٌقها كتكالٌؾ اإلشهار والتسوٌق‪،‬‬
‫وبالتالً سٌدفع ذلك الى رواج عمل هذه الشرٌحة المهمة داخل المؽرب التً تعانً‬
‫‪ -117‬محمد صبلح محمد الصاوي‪ ،‬مشكلة االستثمار فً البنوك االسبلمٌة‪ ،‬دار التوزٌع المدٌنة المنورة‪ ،3441 ،‬ص‪.838‬‬

‫‪63‬‬
‫االمرٌن‪ ،‬وسٌخفؾ من حدة بطالة هذه الفبة المبدعة داخل المؽرب وسٌساهم بالتؤكٌد فً‬
‫الرقً بالمنتجات الحرفٌة المؽربٌة ذات الطابع الخاص والمتمٌز‪ ،‬وستعرؾ بالحضارة‬
‫المؽربٌة فً ابهى صورها‪.‬‬

‫ووجود التؤمٌن التكافلً الى جانب هذا المنتوج وؼٌره سٌدفع فبة عرٌضة من الفبلحٌن‬
‫والصناع وأرباب الحرؾ للتعامل وفق هذه الصٌؽة دون خوؾ من إهدار حقوقهم ونفس‬
‫االمر بالنسبة البنوك اإلسبلمٌة‪ ،‬فوجود التؤمٌن التكافلً بمعٌة هذه المنتجات ضرورة حتمٌة‬
‫ال ؼنى عنها لضمان نجاح واستمرارٌة هذه التموٌبلت‪ ،‬فكل المنتجات التموٌلٌة التً‬
‫تعرضنا لها تحتاج الى جانبها كً تخرج للواقع وتصمد أمام جل التحدٌات التً تعترضها‬
‫الى تؤمٌن تكافلً ٌشد عضدها‪ ،‬واي عمٌل عند علمه بوجود تؤمٌن تكافلً فً المنتوج‬
‫التموٌلً الذي اختاره لٌتعامل به سٌؽطً األخطار التً قد تحدث سٌتعامل به دون تردد‬
‫وسٌشعر بالراحة أكثر فً تعامبلته التموٌلٌة لمنتوج ما‪ ،‬وٌتوقع أن عمل هذه المنتجات الى‬
‫جانب التؤمٌن التكافلً أن ٌحسن من مستوى جل القطاعات فً المؽرب ‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬المنتجات االاستثمارٌة‬

‫تعد وظٌفة االستثمار من اهم وظابؾ مإسسات التؤمٌن التكافلً قاطبة‪ ،‬ألنه البد علٌها‬
‫أن توفر األموال لضمان أداء التزاماتها تجاه المشتركٌن‪ ،‬وتتعدد مجاالت االستثمار بالنسبة‬
‫لمإسسات التؤمٌن التكافلً‪ ،‬وتنقسم طرق االستثمار فً مإسسات التؤمٌن التكافلً إلى‪: 118‬‬

‫‪-‬قسم االستثمار المباشر‪ :‬وٌتمثل فً االستثمار فً األسواق المالٌة بشراء وبٌع األسهم‬
‫واألوراق المالٌة األخرى المتوافقة مع احكام الشرٌعة االسبلمٌة كالصكوك‪ ،‬وذلك وفق‬
‫توجٌهات الرقابة الشرعٌة‪ ،‬باإلضافة الى االتجار فً العمبلت األجنبٌة‪.‬‬

‫‪-‬قسم االستثمار ؼٌر المباشر‪ :‬وٌكون ذلك وفق عقد المضاربة‪ ،‬بحٌث تكون المإسسة‬
‫رب المال‪ ،‬والجهة الثانٌة مضاربا او مشاركا‪ ،‬والربح بٌنهما حسب االتفاق‪ ،‬ومن اوجه ذلك‬
‫المضاربة بٌن مإسسة التؤمٌن وصنادٌق االستثمار او البنوك االسبلمٌة‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫سامر مظفر قنطقجً‪ ،‬التؤمٌن اإلسبلمً التكافلً اسسه ومحاسبته‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪64‬‬
‫وعادة ما ٌتم تنوٌع االستثمارات فً صٌػ ومجاالت مختلفة وفق آجال طوٌلة ومتوسطة‬
‫وقصٌرة‪ ،‬فتنوٌع االستثمارات فكرة مطلوبة ألنها تسهم فً ضمان االستثمار‪ ،‬اذ بتنوٌع‬
‫‪119‬‬
‫المشارٌع ٌحصل توزٌع لرأس المال فً مشارٌع اكثر‬

‫لذلك تعد عقود المشاركات من أهم أدوات التموٌل فً الشرٌعة االسبلمٌة‪ ،‬حٌث ٌقدم‬
‫الممول‪-‬رب المال‪ ،-‬فٌما ٌقدم المال للعامل او المضارب او الشرٌك بالعمل‪ ،‬على أن ٌقتسما‬
‫‪120‬‬
‫ما ٌتحصل من ربح بنسبة مشاعة معلومة عند التعاقد‪.‬‬

‫وٌقصد بعقود التموٌل اإلسبلمً االستثمارٌة‪ ،‬ذلك الجزء من عقود التموٌل اإلسبلمً‬
‫التً ٌكون هدفها األساسً تحقٌق الربح‪ ،121‬وتتنوع وتختلؾ المنتجات االستثمارٌة المبنٌة‬
‫على المشاركة فً البنوك التشاركٌة ولعلى أبرزها المضاربة (أوال) والمشاركة (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬صٌغة االستثمار بالمضاربة فً البنوك االسالمٌة‬

‫لؽة من ضرب وضارب له‪ ،‬اتجر فً ماله‪ ،‬وهً القراض‪ ،122‬وهً على وزن‬
‫مفاعلة‪ ،‬وضرب فً االرض اي سار فٌها مسافرا‪.‬‬

‫اصطبلحا‪ :‬أن ٌدفع الرجل المال لؽٌره‪ ،‬لٌشتري به وٌبٌع وٌبتؽً من فضل هللا‬
‫‪123‬‬
‫وتعالى‪ ،‬وٌكون الربح بٌنهما على جزء ٌتفقان علٌه‪.‬‬

‫وتعرؾ المضاربة بؤنها عقد شركة فً الربح بمال من جانب وعمل من جانب اخر‬
‫ولركنها االٌجاب والقبول‪ ،‬وحكمها اٌداع وابتداء وتوكٌل مع العمل وشركة أن ربح واجارة‬
‫إن فسدت‪ ،‬فبل ربح حٌنبذ‪ ،‬بل له أجر عمله‪ ،‬ببل زٌادة عن المشروط والمضاربة هً أن‬

‫‪119‬‬
‫‪ -‬عمر مصطفى اسماعٌل‪ ،‬ضمانات االستثمار فً الفقه اإلسبلمً وتطبٌقاتها المعاصرة‪ ،‬دار النفابس للنشر والتوزٌع‪ ،‬األردن‪ ،8131 ،‬ص ‪12‬‬
‫‪ -120‬حامد بن الحسن علً مٌرة‪ ،‬عقود التموٌل المستجدة فً المصارؾ االسبلمٌة‪ ،‬دار السمان للنشر والتوزٌع‪ ،‬الرٌاض‪ ،‬السعودٌة‪،‬‬
‫ط‪ ،3‬ص ‪.381‬‬
‫‪121‬‬
‫‪Mohamed EL-Qorchi La Finance Islamique est en marche Finance et Développement 2005 Fonds Monétaire‬‬
‫‪International p 47.‬‬
‫‪ -122‬الفٌروز ابادي‪ ،‬القاموس المحٌط‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.392‬‬
‫‪ -123‬ابو قاسم عبٌد هللا المصري‪ ،‬التفرٌع فً فقه االمام مالك بن انس‪ ،‬ج‪ ،8‬ط‪ ، 3‬دار الكتب العلمٌة بٌروت ‪ ،8112‬ص ‪.392‬‬

‫‪65‬‬
‫ٌعطً الرجل المال لٌتاجر به على جزء معلوم‪ٌ ،‬ؤخذه العامل من ربح المال‪ ،‬اي جزء كان‬
‫‪124‬‬
‫مما ٌتفقان علٌه ثلثا او ربعا او مناصفة‪.‬‬

‫وتعد المضاربة من أقدم صٌػ المعامبلت فً الفقه االسبلمً‪ ،‬وهو نوع من المشاركة‬
‫بٌن رأس المال والعمل‪.‬‬

‫وتنقسم المضاربة إلى مضاربة مطلقة ومضاربة مقٌدة‪.‬‬

‫فالمضاربة المطلقة هً أن ٌدفع رجل المال الى اخر دون قٌد بقوله‪ :‬دفعت المال إلٌك‬
‫مضاربة على أن الربح بٌننا مناصفة او ثبلثا ونحو ذلك‪ ،‬وهً التً ال تتقٌد بزمان او مكان‬
‫وال نوع تجارة معٌنة‪ ،‬ولم ٌتعٌن المنتفع فٌها وال المشتري‪.‬‬

‫أ ما المقٌدة فهً تكون مقٌدة بزمان او مكان محدد او نوع من السلع او ال ٌبٌع او‬
‫ٌشتري اال لفبة معٌنة او بؤي من الشروط التً ٌراها رب المال مناسبة وبالتالً ٌفرض على‬
‫المضارب شروطا علٌه التقٌد بها‪ ،‬وذلك كله فً اطار الشرع والمضاربة المقٌدة هً السابدة‬
‫‪125‬‬
‫فً المصارؾ اإلسبلمٌة ألنها اكثر انضباطا من المضاربة المطلقة‪.‬‬

‫وعرفه بنك المؽرب على أنه‪ ":‬كل عقد شركة ٌربط ما بٌن مإسسة او عدة مإسسات‪،‬‬
‫تعقد بموجبه رأس المال نقدا او عٌنا محددة القٌمة او هما معا‪ ،‬ومقاول وعدة مقاولٌن‬
‫ٌقدمون عملهم قصد انجاز مشروع معٌن‪ ،‬وٌتحمل المقاول او المقاولون المسإولٌة الكاملة‬
‫‪126‬‬
‫فً تدبٌر المشروع"‪.‬‬

‫وقد عرفته المادة ‪ 58‬من ق ‪ 12-103‬على أنها‪ " :‬هً كل عقد ٌربط بٌن البنك وعدة‬
‫بنوك تشاركٌة‪-‬رب المال‪ٌ ،-‬قدم بموجبه رأس المال نقدا او عٌنا او هما معا‪ ،‬ومقاول او‬
‫عدة مقاولٌن –مضارب‪ٌ ،-‬قدمون عملهم قصد إنجاز مشروع معٌن‪ ،‬وٌتحمل المقاول او‬
‫المقاولون المسإولٌة الكاملة فً تدبٌر المشروع وٌتم اقتسام األرباح المحققة باتفاق بٌن‬

‫‪ -124‬محمد حسٌن الوادي‪ ،‬حسن محمد سمحان‪ ،‬المصارؾ اإلسبلمٌة األسس النظرٌة والتطبٌقات العملٌة‪ ،‬دار السٌرة للنشر‬
‫والتوزٌع‪ ،‬ط‪ ،8113 ،3‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -125‬قتٌبة عبد الرحمان العانً‪ ،‬التموٌل ووظابفه فً البنوك االسبلمٌة والتجارٌة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار النفابس للنشر والتوزٌع‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫‪ ،8131‬ص ‪.331‬‬
‫‪ -126‬منشور والً بنك المؽرب‪/3 ،‬و‪ ،32/‬المتعلق بالمواصفات التقنٌة لمنتجات المرابحة واإلجارة والمشاركة والمضاربة والسلم‪،‬‬
‫وكذا كٌفٌات تقدٌمها الى العمبلء ‪ ،‬ص ‪*.4‬‬

‫‪66‬‬
‫األطراؾ‪ ،‬وٌتحمل رب المال وحده الخسابر‪ ،‬اال فً حاالت اإلهمال او سوء التدبٌر او‬
‫مخالفة شروط العقد من طرؾ المضارب"‪.‬‬

‫إن صٌؽة المضاربة تمنح الفرصة لمن ٌملك الفكرة والموهبة وال ٌملك رأس المال‬
‫لذلك‪ ،‬الفرصة للعمل و االستثمار والمساهمة بذلك فً التنمٌة االجتماعٌة واالقتصادٌة‬
‫وتمثل اداة ربٌسٌة ومهمة الستفادة االقتصاد والمجتمع من أصحاب الخبرات واالبداعات‬
‫‪127‬‬
‫وهذا فً مختلؾ القطاعات التجارٌة اإلنتاجٌة‪.‬‬

‫وإدراجنا لصٌؽة المضاربة الى جانب الصٌػ االخرى لم ٌكن من العبث‪ ،‬فإدراجها‬
‫كان ألهمٌتها االستثمارٌة الكبرى وما ٌمكن أن تدرٌه من دخل ولقدراتها الكبٌرة فً تروٌج‬
‫األموال‪ ،‬التً ؼالبا ما تكون مكدسة فً االبناك والبٌوت لعدم قدرة أصحابها على المضاربة‬
‫بها اما لنقص الخبرة او لعدم وجود الوقت لذلك‪ ،‬وهً بذلك تمنح لفبة اخرى من الجانب‬
‫المقابل‪ ،‬والتً ال تمتلك األموال للمضاربة واالستثمار بها وإنما تملك الخبرة او الدراسة او‬
‫القدرة على تسٌر مشارٌع والنجاح فٌها‪ ،‬وبالتؤكٌد وجود التؤمٌن التكافلً بجانب هذه الصٌؽة‬
‫سٌمكن ال محال عدد مهم من أرباب األموال للعمل وفق هذه الصٌؽة وسٌخلق فرص أوفر‬
‫للشباب المؽرب المبدع للمضاربة فً مشارٌع جدٌدة ومربحة‪ ،‬ستعود بالنفع على مصلحتهم‬
‫الخاصة ومصلحة الجماعة أٌضا‪ ،‬وعملهم سٌكون أكثر ارٌحٌة مع وجود تؤمٌن شرعً‬
‫ٌؽطً المخاطر التً قد تصٌبهم‪ ،‬خصوصا لما تعرفه هذه الصٌؽة من مخاطر جمة‪ ،‬اذ‬
‫ٌمكن القول أن هذه الصٌؽة األكثر خطورة واألكثر مردودٌة عن الصٌػ االخرى‬

‫ثانٌا‪ :‬صٌغة االستثمار بالمشاركة فً البنوك االسالمٌة‬

‫تعرؾ المشاركة لؽة‪ :‬بؤنها الشركة بكسر الشٌن وفتحها سواء مخالطة الشركٌن‪ٌ ،‬قال‬
‫اشتركا بمعنى تشاركا‪ ،‬وقد اشترك الرجبلن‪ ،‬وتشاركا وشارك أحدهما االخر وٌشارك ٌعنً‬
‫‪128‬‬
‫ٌشاركه فً الؽنٌمة‪.‬‬

‫وقد عرفها المشرع المؽربً بؤنها‪ " :‬عقد شركة ٌكون العرض منه مشاركة مإسسة‬
‫فً راس مال مشروع جدٌد او قابم قصد تحقٌق ربح‪ ،‬وتوزع األرباح وٌتم تحمل الخسابر‬
‫‪ -127‬حمزة شواردة‪ ،‬عبلقة البنوك االسبلمٌة بالبنوك المركزٌة‪ ،‬عماد الدٌن للنشر والتوزٌع‪ ،‬الجزابر‪ ،‬ط‪ ،8131 ،3‬ص ‪.313‬‬
‫‪ -128‬أبو الفضل جمال الدٌن بن المنظور‪ ،‬لسان العرب ج‪ ،31‬بٌروت‪ ،‬لبنان ط‪ ،3‬ص ‪. 113‬‬

‫‪67‬‬
‫بٌن الشركاء‪ ،‬حسب حصتهم فً رأس مال الشركة‪ ،‬ما لم ٌتفق األطراؾ على خبلؾ ذلك‬
‫‪129‬‬
‫فٌما ٌخص توزٌع األرباح لمصلحة الشركة"‪.‬‬

‫وعرفتها المادة ‪ 58‬من ق ‪ 103.12‬بؤنها‪" :‬هً كل عقد ٌكون الؽرض منه مشاركة‬
‫بنك تشاركً فً مشروع قصد تحقٌق ربح‪ٌ ،‬شارك فٌه األطراؾ فً تحمل الخسابر فً‬
‫حدود مساهمتهم‪ ،‬وفً األرباح حسب نسب محددة مسبقا بٌنهم"‪.‬‬

‫وتكتسى المشاركة أحد الشكلٌن‪ ،‬إما مشاركة ثابتة كالتً ٌبقى شركاء الى حٌن انقضاء‬
‫العقد الرابط بٌنهم‪ ،‬فً حٌن أن المشاركة المتناقصة هً التً ٌنسحب فٌها البنك تدرٌجٌا من‬
‫المشروع وفقا لبنود العقد‪.‬‬

‫فالمشاركٌن فً صٌؽة المشاركة سٌعملون بطمؤنٌنة فً مشروعاتهم التً ٌشاركون‬


‫فٌها ووجود تؤمٌن تكافلً سٌؽطً نسبة كبٌرة من األخطار التً قد ٌتعرض له مشروعهم قد‬
‫ٌجعلهم فً منؤى عن تكبد خسابر كبٌرة قد تإدي الى شل حركة مشروعهم‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬صناعة التأمٌن التكافلً ركٌزة من ركائز تفعٌل المنتجات البنكٌة‬
‫التشاركٌة‬

‫عرفت صناعة التؤمٌن التكافلً تطورا ملحوظا مند تؤسٌس أول شركة سنة ‪1979‬‬
‫بالسودان‪ ،130‬حتى وصل عددها الى ‪ 308‬شركة فً اواخر سنة ‪ ،2019‬وال ٌزال التؤمٌن‬
‫التكافلً ٌعانً من مجموعة من العقبات التً تعترض طرٌق نموه‪ ،‬وفً سبٌل تجاوز هذه‬
‫العقبات رخصت الهٌبات الشرعٌة للمإسسات البنكٌة المالٌة التعامل مع شركات التؤمٌن‬
‫التقلٌدٌة ومدها بالمساعدة االزمة فً انتظار تقوٌة نظام التؤمٌن التكافلً‪ ،‬ؼٌر أن التجربة‬
‫المؽربٌة لم تسلك هذا السبٌل وبقً هذا اإلجراء ٌشكل فراؼا عقدٌا للمتعاملٌن مع البنوك‬
‫التشاركٌة حول الضمانات التً اعتمدها البنك التشاركً فً ظل ؼٌاب تطبٌق التؤمٌن‬
‫التكافلً‪ ،‬وسنعمد لدراسة أوجه الترابط ما بٌن البنوك التشاركٌة والتؤمٌن التكافلً فً‬

‫‪ -129‬منشور بنك المؽرب‪ ،‬المواصفات التقنٌة لمنتجات المرابحة واالجارة والمشاركة والمضاربة والسلم‪ ،‬وكذا كٌفٌة تقدٌمها للعمبلء‪،‬‬
‫م س‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -130‬موالي الخلٌل‪ ،‬التؤمٌن التكافلً – الواقع واالفاق‪ -‬الملتقى الدولً االول تحت عنوان االقتصاد االسبلمً‪ ،‬كلٌة العلوم االقتصادٌة‬
‫واالجتماعٌة وعلوم التسٌٌر جامعة‪ ،‬ؼلٌزان‪ ،‬الجزابر‪ ،‬سنة ‪ ،8111‬ص ‪.9‬‬

‫‪68‬‬
‫(الفقرة األولى) لبسط صورة التكامل فٌما بٌنهم التً تتجلى فً موقعه داخل البنوك‬
‫التشاركٌة وذلك فً (الفقرة الثانً)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أوجه الترابط بٌن البنوك التشاركٌة والتأمٌن التكافلً‬

‫إن دراسة أوجه الترابط ما بٌن البنوك التشاركٌة والتؤمٌن التكافلً تتطلب منا الوقوؾ‬
‫عند عبلقة البنوك التشاركٌة بالتؤمٌن التكافلً (أوال)‪ ،‬ثم تحدٌد نوع العبلقات التعاقدٌة فً‬
‫التؤمٌن البنكً التكافلً (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عالقة البنوك التشاركٌة بالتأمٌن التكافلً‬

‫تعد عبلقة التؤمٌن التكافلً بقطاع البنوك التشاركٌة عبلقة جد قوٌة ومتبلزمة‬
‫ومتطورة‪ ،‬حٌث ٌعد قطاع التؤمٌن التكافلً من القطاعات الهامة والحٌوٌة من خبلل الدور‬
‫الربٌسً الذي تمارسه مقاوالت التؤمٌن فً المنظومة البنكٌة التشاركٌة‪ ،‬من حٌث تقلٌل‬
‫المخاطر وضمان تقدٌم التموٌبلت المطلوبة‪ ،‬بما ٌإدي الى تطور استقرار النشاط‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق حرص المشرع المؽربً على تنظٌم التؤمٌن التكافلً من قبل ‪-‬‬
‫البنوك التشاركٌة فً ق ‪ 87-18‬المتعلق بتؽٌر وتتمٌم ق ‪ ،17-99‬المتعلق بمدونة‬
‫التؤمٌنات وذلك فً م ‪ 306‬من البند الرابع منه‪ ،‬والذي ٌنص على أنه تختص البنوك‬
‫التشاركٌة والبنوك المعتمدة لمزاولة العملٌات المنصوص علٌها فً ق ‪ ،12-103‬دون‬
‫ؼٌرها من البنوك بعرض عملٌات التؤمٌن التكافلً العابلً والتؤمٌنات المتعلقة باإلسعاؾ‬
‫‪131‬‬
‫والقرض‪.‬‬

‫فمن خبلل ق ‪ٌ 87-18‬تبٌن أنه خص البنوك التشاركٌة دون ؼٌرها من البنوك‬


‫لممارسة مهام التؤمٌن التكافلً‪ ،‬وفً المقابل جعل هذا االختصاص تحث طابلة حصولها‬
‫على االعتماد من هٌبة مراقبة التؤمٌنات واالحتٌاط االجتماعً‪ ،‬بعدى أن ٌثبت لهذه األخٌرة‬
‫وجود البنٌات االزمة لممارسة مهام التؤمٌنات واالحتٌاط االجتماعً‪ ،‬وموازاة مع ذلك‬

‫‪ -131‬م‪ 111‬من ق ‪ 32-33‬القاضً بتؽٌٌر ق ‪ ،32-44‬المتعلق بمدونة التؤمٌنات‪ ،‬االمانة العامة للحكومة‪ ،‬المطبعة الرسمٌة‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫‪.8133‬‬

‫‪69‬‬
‫تطوٌر النظام التامٌنً التكافلً‪ ،‬وإبراز نموه داخل المنظومة البنكٌة التشاركٌة اشار البند‬
‫الخامس من نفس المادة الى أن جمعٌات السلفات الصؽٌرة المعتمدة لمزاولة العملٌات‬
‫المنصوص علٌها فً القسم الثالث من ق ‪ ،12-103‬تخصص بعرض التؤمٌن العابلً‬
‫والتؤمٌنات التكافلٌة ضد الحرٌق والسرقة المبرم من طرؾ عمبلبها‪.‬‬

‫اذن وبالرجوع الى مشروع ق رقم ‪ 18-15‬المتعلق بالتموٌل التعاونً التشاركً فً‬
‫البنوك التشاركٌة‪ ،132‬مما ٌدل على أن جمعٌات السلفات المتعلقة بالتموٌل التعاونً هً‬
‫تابعة للبنوك التشاركٌة دون ؼٌرها من البنوك‪ ،‬وذلك لكونها تمارس مهام التموٌل التعاونً‬
‫التشاركً تحت رقابة المجلس العلمً األعلى‪ ،‬اال أن جمعٌات السلفات المتعلقة بالتموٌل‬
‫التعاونً ال ٌمكنها مزاولة مهام التؤمٌن التكافلً التً ٌمكن للبنوك التشاركٌة مزاولتها‪ ،‬حٌث‬
‫عند ابرامها لعقود التؤمٌن المتعلقة بعملٌاتها ٌجب علٌها اللجوء الى مقاوالت التؤمٌن واعادة‬
‫التؤمٌن المعتمدة لمزاولة التؤمٌن اذ كما هً محددة فً ق ‪.87-18‬‬

‫ومن تم ٌمكن القول أن عبلقة البنوك التشاركٌة بالتؤمٌن التكافلً‪ ،‬عبلقة مترابطة حٌث‬
‫ال ٌمكن الحدٌث عن البنوك التشاركٌة دون التؤمٌن التكافلً وال ٌمكن الحدٌث عن التؤمٌن‬
‫التكافلً بعٌدا عن البنوك التشاركٌة فكبلهما ٌشكبلن حلقة من حلقات المنظومة المالٌة‬
‫التشاركٌة الخاضعة لآلراء بالمطابقة الصادرة عن المجلس العلمً االعلى‪ ،‬وبالتالً ٌجب‬
‫توطٌد هذه العبلقة حتى تستجٌب للرسالة المطلوبة من مكونات المالٌة اإلسبلمٌة المتمثلة فً‬
‫تنمٌة وازدهار االقتصاد الوطنً‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬العالقات التعاقدٌة فً التأمٌن البنكً التكافلً‬

‫نتٌجة لتطبٌق التؤمٌن التكافلً فً البنوك التشاركٌة تظهر عدة عبلقات مالٌة تعاقدٌة‬
‫اهمها عبلقة المشاركة بٌن الشركة وبٌن المساهمٌن التً تتكون منهم الشركة‪ ،‬ومنها البنك‬
‫التشاركً من خبلل النظام األساسً وما ٌتصل به فً عقود المشاركة اذا كانت تدٌره‬

‫‪ -132‬م ‪ 13‬من ق ‪ ،39-33‬المتعلق بالتموٌل التعاونً‪ ،‬مدٌرٌة الحزٌنة والمالٌة الخارجٌة‪ 18 ،‬اكتوبر ‪*.8133‬‬

‫‪70‬‬
‫الشركة‪ ،‬اذ أن البنك التشاركً ٌقوم بتؤسٌس شركة التؤمٌن التكافلً برأسمال منه تربطه‬
‫‪133‬‬
‫كذلك عبلقة شراكة بٌنه وبٌن المساهمٌن االخرٌن فً تكوٌن شركة التؤمٌن التكافلً‪.‬‬

‫وهناك أٌضا عبلقة بٌن الشركة وصندوق حملة الوثابق وهً عبلقة الوكالة من حٌث‬
‫اإلدارة اما من حٌث االستثمار بمعنى أن حملة الوثابق ٌقمون بتوكٌل شركة التؤمٌن التكافلً‬
‫فً إدارة وتسٌٌر عملٌات التؤمٌن التكافلً وجمع االشتراكات على عقد الوكالة فً التسٌٌر‬
‫وعقد المضاربة فً االستثمار او الوكالة باالستثمار‪.‬‬

‫وهناك أ ٌضا عبلقة تجمع ما بٌن حملة الوثابق وبٌن الصندوق عند التعوٌض وهً‬
‫‪134‬‬
‫عبلقة التزام الصندوق بتؽطٌة الضرر حسب الوثابق واللوابح‪.‬‬

‫وٌعتبر البنك التشاركً من بٌن المستفٌدٌن فً عقود التؤمٌن التكافلً لكون المشترك‬
‫المستؤمن ٌعد هو المإمن له‪ ،‬وٌإدي االشتراك لتؽطٌة األخطار التً تلحق المإسسات‬
‫البنكٌة التشاركٌة جزاء عدم استرجاع اقساطها واموالها‪ ،‬ومن هنا ٌمكن توضٌح تلك العبلقة‬
‫بشكل أكثر وضوح بالقول أن العبلقة االولى بٌن المساهمٌن انفسهم‪ ،‬وهً العبلقة االولى‬
‫فً الشركة حٌث تربطهم عبلقة الشراكة‪ ،‬والتً تنعقد بٌنهم بإنشاء شركة ربحٌة هدفها‬
‫ممارسة أنشطة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬أما العبلقة الثانٌة هً العبلقة بٌن المساهمٌن وهٌبة‬
‫المشتركٌن‪ ،‬حٌث تعتبر العبلقة بٌنهم عبلقة قانونٌة مركبة وذات طبٌعة مزدوجة‪ ،‬فهً‬
‫عبلقة ربحٌة تجارٌة من جهة وفً نفس الوقت عبلقة تكافلٌة تعاونٌة من جهة أخرى‪.‬‬

‫فالعبلقة الربحٌة تتمثل فٌما تستحقه هٌبة المساهمٌن من اجور واتعاب وعوابد مالٌة‬
‫نتٌجة قٌامها بؤعباء اإلدارة التؤمٌنٌة واالستثمارٌة لصندوق المشتركٌن‪ ،‬فهً بهذا االعتبار‬
‫تعتبر عبلقة ربحٌة تجارٌة محضة تهدؾ للربح بالدرجة األولى‪.‬‬

‫اما العبل قة الثانٌة وهً العبلقة التكافلٌة الؽٌر ربحٌة هً ما تقدمه هٌبة المساهمٌن من‬
‫قرض حسن ببل فوابد لصالح صندوق المساهمٌن‪ ،‬والعبلقة بهذا االعتبار تعتبر عبلقة‬
‫إحسان وتكافل ال ربح فٌها‪.‬‬

‫‪ -133‬حضري دلٌلة‪ ،‬صناعة التامٌن التكافلً االسبلمً فً دول مختارة بٌن الواقع واالفاق‪ ،‬بحث مقدم للملتقى الدولً السابع حول‬
‫الصناعة التؤمٌنٌة الواقع العملً وافاق التطوٌر‪ ،‬بكلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‪ ،‬جامعة حسٌنة بن علً السلؾ‪،‬‬
‫‪ ،8131‬ص ‪.1‬‬
‫‪ -134‬حضري دلٌلة‪ ،‬صناعة التامٌن التكافلً االسبلمً فً دول مختارة بٌن الواقع واالفاق‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.1-1‬‬

‫‪71‬‬
‫بٌنما العبلقة الثالثة هً العبلقة بٌن المشتركٌن وصندوق التؤمٌن التكافلً‪ ،‬حٌث تعتبر‬
‫عبلقة المشتركٌن تجاه الشخصٌة المعنوٌة للصندوق التؤمٌن من أبرز العبلقات المالٌة التً‬
‫ٌقوم علٌها نظام التؤمٌن التكافلً‪ ،‬ذلك أن أركان العقد وطرفٌه الربٌسٌن‪ :‬المشترك والمإمن‬
‫متمثلة فً الصندوق التؤمٌن التكافلً لهٌبة المشتركٌن‪ ،‬وصورة هذه العبلقة المالٌة أن ٌقوم‬
‫المشترك بدفع اشتراك التؤمٌن التكافلً لهٌبة المشتركٌن وصورة هذه العبلقة المالٌة أن ٌقوم‬
‫المشترك بدفع اشتراك التؤمٌن التكافلً او التعاونً بصفته مشتركا فً الهدؾ التكافلً مع‬
‫مجموعة المشتركٌن‪ ،‬اذ أجٌز فنٌا ونظامٌا استرجاع االشتراك التكافلً لما انتظمت أحوال‬
‫الشركة ولما أمكن التحوٌل على حساباتها المإسساتٌة فً مواجهة األخطار المتوقعة للبنك‬
‫التشاركً واال قضى ذلك الى اإلخبلل بالؽاٌات التكافلٌة المتمثلة فً تعوٌض المتضررٌن‬
‫من المإمن لهم‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬موقع التأمٌن التكافلً فً البنوك التشاركٌة‬

‫ال شك أن التؤمٌن التكافلً من المنتوجات األساسٌة فً عملٌات البنوك التشاركٌة‪ ،‬اذ‬


‫بدونه ال ٌمكن أن تقوم البنوك التشاركٌة بتسوٌق منتوجاتها اال فً نطاق محدود وضمن‬
‫مخاطر قد ٌتكبد البنك تبعاتها وقد ٌخسر أموال طابلة‪ ،‬لذلك فإن موقعه جد ربٌسً فً‬
‫المنظومة المالٌة التشاركٌة‪ ،‬إن لم نقل محوري اذ ٌرتكز علٌه فً استمرارٌة عملها وجودة‬
‫خدماتها‪.‬‬

‫وتعول البنوك التشاركٌة على األ عوام المقبلة‪ ،‬على بدء مرحلة جدٌدة فً عبلقتها‬
‫بالمواطنٌن‪ ،‬كً ترفع نسبة استقطابهم إلى خدماتها‪ ،‬وذلك عبر تسوٌق منتج "التؤمٌن‬
‫التكافلً" الذي ٌضمن حقوق المتوفً أو العاجز عن األداء‪ ،‬فً وقت ٌختلؾ تقٌٌم التجربة‬
‫بٌن الخبراء‪.‬‬

‫تسعى البنوك التشاركٌة‪ ،‬التً وافق علٌها المجلس العلمً األعلى سنة ‪ ،2017‬إلى‬
‫ضمان التموٌبلت التً تمنحها للمواطن‪ ،‬على ضوء إحصابٌات بنك المؽرب التً تقول إن‬
‫اإلقبال علٌها فً تزاٌد‪ ،‬وفً آخر اإلحصابٌات‪ ،‬أفاد بنك المؽرب بؤن التموٌل التشاركً‬
‫المخصص لئلسكان‪ ،‬وخاصة على شكل "المرابحة العقارٌة"‪ ،‬واصل ارتفاعه فً متم‬

‫‪72‬‬
‫أكتوبر الماضً مسجبل زٌادة بنسبة ‪ 49‬فً المابة‪ .‬والمرابحة أو البٌع بهامش ربح‪ ،‬هو عقد‬
‫بٌع ٌقتنً البنك بموجبه وبطلب من الزبون ملكا من شخص ثالث‪ ،‬بهدؾ إعادة بٌعه للزبون‬
‫مقابل هامش ربح متفق علٌه مسبقا‪.‬‬

‫ولم تتوقؾ التموٌبلت عن االرتفاع إذ قفزت بنسبة ‪ 50‬فً المابة‪ ،‬لتصل إلى أزٌد من‬
‫‪ 18,51‬ملٌار درهم خبلل شهر أكتوبر الماضً‪ ،‬وهذه التموٌبلت تتوزع على قطاع العقار‬
‫(‪ 15,71‬ملٌار درهم)‪ ،‬واالستهبلك (‪ 1,13‬ملٌار درهم)‪ ،‬والتجهٌز (‪ 1,53‬ملٌار درهم)‬
‫درهم)‪135.‬‬ ‫والخزٌنة (‪ 35‬ملٌون‬

‫سنعرض (أوال) لحاجة التؤمٌن التكافلً للبنوك التشاركٌة‪ ،‬ثم (ثانٌا) ألهمٌة أسالٌب‬
‫التموٌل فً تقلٌل المخاطر لدى البنوك التشاركٌة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حاجة التأمٌن التكافلً للبنوك التشاركٌة‬

‫إن شركات التؤمٌن هً مإسسات مالٌة إسبلمٌة‪ ،‬حٌث لدٌها مبالػ مالٌة كبٌرة من‬
‫أ قساط المإمنٌن وؼالبا ما تقوم باستثمارها وفق مجموعة من المبادئ‪ ،‬كما تواجه فترات من‬
‫السٌولة وهنا تظهر حاجتها الى البنوك التشاركٌة كمإسسات تموٌلٌة استثمارٌة‪ ،‬وهنا ٌمكن‬
‫تصور حاجة شركات التؤمٌن التكافلً الى البنوك التشاركٌة‪ ،‬باعتبار أن البنك التشاركً‬
‫سوق وافرة لتؤمٌن بما ٌتطلب نشاط البنوك من تؤمٌنات على األشخاص وعلى األعٌان‬
‫وعلى االستثمارات‪ ،‬ثم استثمار األموال حٌث الى جانب رإوس األموال تتجمع لدى‬
‫مإسسات التؤمٌن مبالػ مالٌة كبٌرة من أقساط التؤمٌنات التً ٌدفعها المشتركون وهنا تبرز‬
‫الحاجة الى استثمار تلك األموال‪.‬‬

‫وتعتبر البنوك التشاركٌة خٌر قناة لذلك‪ ،‬باإلضافة الى صرؾ التعوٌضات‪ ،‬حٌث أن‬
‫صرؾ تعوٌضات المتضررٌن ؼالبا ما ٌكون بواسطة شٌكات بنكٌة من خبلل فروع البنك‬
‫المعتمدة من طرؾ الشركة‪ ،‬الى جانب تؽطٌة العجز فً السٌولة النقدٌة التً قد تمر منه‬
‫شركات التؤمٌن التكافلً‪ ،‬وفً هذه الحالة قد تلجؤ الى البنوك لتؽطٌة العجز‪ ،‬وٌتم ذلك بؤخذ‬
‫األسالٌب التالٌة‪:‬‬
‫موقع‬ ‫عبر‬ ‫‪ -135‬عبد المجٌد زرقو‪ ،‬خبراء ٌقٌمون تجربة البنوك التشاركٌة‪ ،‬مقال منشور‬
‫‪ https://snrtnews.com/article/%D8%A7%D93‬تارٌخ االطبلع ‪ 8188-13-39‬على الساعة ‪.18:19‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ -‬القرض الحسن‪ ،‬شراء بعض اصول الشركة‪ ،‬ومن تم تؤجٌرها لها‪ ،‬ثم المشاركة‬
‫جدٌدة‪136.‬‬ ‫فً راس المال عن طرٌق اصدار أسهم‬

‫فٌبلحظ أن تؤخر تنفٌذ التؤمٌن التكافلً ٌعٌق نمو مبٌعات العقار والسٌارات بالمؽرب‪،‬‬
‫اذ نجد أ ن كبرٌات المجموعات االستثمارٌة العاملة فً القطاع العقاري والشركات المؽربٌة‬
‫العاملة فً مجال تسوٌق السٌارات‪ ،‬تتوق لتسرٌع وثٌرة اخراج التؤمٌن التكافلً الى حٌز‬
‫الوجود من أجل المساعدة على رفع حجم التموٌبلت التشاركٌة الموجهة الى اقتناء الشقق‬
‫السكنٌة والسٌارات‪.‬‬

‫وتنتظر فبة عرٌضة من زبابن المصارؾ اإلسبلمٌة المؽربٌة صدور النصوص‬


‫التطبٌقٌة الخاصة بالتؤمٌن التكافلً‪ ،‬ومنح التراخٌص للشركات الراؼبة فً مزاولة هذا‬
‫النوع من التؤمٌن‪ ،‬من أجل اللجوء الى التموٌبلت المتوافقة مع المعاٌٌر الشرعٌة اإلسبلمٌة‪،‬‬
‫التً وضعها المجلس العلمً االعلى قصد تموٌل مشارٌعهم السكنٌة واالستهبلكٌة‬
‫واالستثمارٌة‪..‬‬

‫كما أن قطاع المنعشٌن العقارٌن ما زال ٌنتظر تطبٌقه هو االخر‪ ،‬وؼٌابه ٌإثر على‬
‫ادابه بشكل كبٌر‪ ،‬ووجود التؤمٌن التكافلً سٌساهم فً عودة االنتعاش الجزبً لهذا القطاع‪،‬‬
‫وٌتوقعون أن اقتناء شقق سكنٌة بواسطة التموٌبلت التشاركٌة سٌشهد إرتفاعا ملموسا بمجرد‬
‫انطبلق العمل بنظام التؤمٌن التكافلً‪.‬‬

‫ورجوعا عند اإلحصابٌات المتوفرة‪ ،‬فنجد أن المصارؾ التشاركٌة ساهمت فً تموٌل‬


‫‪ 10‬فً المبة من إجمالً العملٌات التموٌلٌة الخاصة باالقتناء العقارات بالمؽرب‪ ،‬وفً سنة‬
‫‪ 2020‬كما نعلم وما عرفته وال تزال تعرفه ببلدنا من ازمة صحٌة بسبب تفشً فٌروس‬
‫كرونا والتً اثرت على كل القطاعات بدون استثناء‪ ،‬ورؼم ذلك ارتفعت النسبة الى ‪50‬‬
‫بالمبة‪ ،‬وهو ما ٌعكس القوة التً ٌتمتع بها القطاع المصرفً اإلسبلمً فً مواجهة‬
‫االكراهات والتحدٌات الواقعٌة وقدراته على مواجهة الظروؾ الصعبة والتً برزت سلفا‬

‫‪ -136‬صونٌا عابد‪ ،‬استراتٌجٌات التضارب بٌن البنوك اإلسبلمٌة وشركات التؤمٌن المصرفً‪ ،‬نماذج من الوطن العربً والجزابر‪،‬‬
‫دون ذكر المطبعة‪ ،‬منشورات جامعة سطٌؾ الجزابر ‪.8139‬‬

‫‪74‬‬
‫فً صمودها امام تؤثٌر االزمة العالمٌة‪ ،‬فحاجة البنوك التشاركٌة المؽربٌة لتؤمٌن التكافلً‬
‫وحاجة هذه االخٌرة أٌضا لها ٌبرز من خبلل التكامل الذي سٌخلق الواحد لؤلخر‪.‬‬

‫فمن مزاٌا التؤمٌن التكافلً توفٌر ؼطاء تؤمٌنً للمعامبلت المالٌة التً تتم فً إطار‬
‫النظام المصرفً التشاركً‪ ،‬سواء تعلق االمر بمعامبلت عقارٌة او استثمارٌة او ؼٌرها من‬
‫التؤمٌنات التكافلٌة االخرى‪.‬‬

‫وٌإكد الخبراء على أن التامٌن التكافلً هو أحد أهم آلٌات الحماٌة االجتماعٌة فً‬
‫االقتصاد االسبلمً‪ ،‬لمساهمته فً تحقٌق نوع من العدالة االجتماعٌة بٌن مختلؾ فبات‬
‫المجتمع‪ ،‬وخصوصا تلك األكثر هشاشة والتً ال تستطٌع بإمكانٌاتها الخاصة مواجهة جمٌع‬
‫المحتملة‪137.‬‬ ‫المخاطر‬

‫ثانٌا‪ :‬أسالٌب التموٌل فً تقلٌل المخاطر لدى البنوك التشاركٌة‬

‫ٍان طبٌعة المخاطر فً البنوك التشاركٌة تبرز من خبلل طبٌعة العبلقة بٌن المودعٌن‬
‫من أصحاب اموال البنوك‪ ،‬فهً تقوم على أساس المشاركة فً الربح والخسارة والمخاطر‪،‬‬
‫نتٌجة عدم احترام األطراؾ الحاصلة على التموٌل لشروط العقد‪ ،‬إضافة الى مخاطر عامة‬
‫اخرى تتعرض لها كافة البنوك االخرى‪ ،‬وتتمثل هذه المخاطر فً مخاطر التشؽٌل وهً‬
‫مخاطر الخسارة المباشرة وؼٌر المباشرة الناتجة عن مخاطر النظم والمعلومات ومخاطر‬
‫الموارد البشرٌة والمخاطر اإلدارٌة‪ ،‬إ ضافة الى مخاطر االبتمان التً تختلؾ بحسب نشاط‬
‫المإسسة البنكٌة‪ ،‬إضافة الى مخاطر السٌولة التً تتمثل فً عدم قدرة البنك التشاركً على‬
‫المخاطر‪138.‬‬ ‫االستجابة لطلبات السحب التً ترد من المودعٌن الى ؼٌر ذلك من‬

‫فوجود المخاطر فً هذه البنوك امر ال مفر منه ألنها ال ٌمكنها اخد العابد اال اذا كانت‬
‫مستعدة لتحمل الخسارة‪ ،‬وبالتالً فهً تلجؤ الى مجموعة من األسالٌب التً تمكنها من‬
‫تخفٌؾ انعكاسات السلبٌة‪ ،‬من بٌنها نجد التامٌن التكافلً الذي ٌؽدو وسٌلة لتخفٌؾ الخطر‪،‬‬
‫باعتباره عقد تبرع ٌقوم على اجتماع عدد من المإمنٌن الذٌن ٌتعرضون لمخاطر متشابهة‬

‫‪ -137‬محمد لدٌب‪ ،‬تؤخر تفعٌل التؤمٌن التكافلً ٌعٌق نمو مبٌعات العقار والسٌارات بالمؽرب‪ ،‬مقال منشور على الموقع االلكترونً‪:‬‬
‫‪ http//www.hespress.com/D8‬تارٌخ الزٌارة ‪ 8188/18/13‬على الساعة ‪.33:38‬‬
‫‪ -138‬احبلم لعلى‪ ،‬دور شركات التؤمٌن فً تقلٌل المخاطر االبتمانٌة لدى البنوك االسبلمٌة‪ ،‬رسالة لنٌل شهادة الماستر‪ ،‬كلٌة العلوم‬
‫االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‪ ،‬جامعة محمد حٌضر‪ ،‬بسكرة الجزابر‪ ،8131-8131 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪75‬‬
‫ٌلتزمون بدفع قسط معٌن‪ ،‬حٌث تتولى شركة التؤمٌن التكافلً فً هذه الحالة إدارة هذه‬
‫العقود عن طرٌق توظٌؾ األ قساط المجمعة وتعوٌض المتضررٌن وفً النهاٌة ٌتم اقتسام‬
‫األرباح او الخسابر النشاط بٌن المإمنٌن‪ ،‬بٌنما الشركة تحصل على نظٌر جهدها فً‬
‫اإلدارة‪ ،‬اما فٌما ٌخص أسلوب التؤمٌن التكافلً الخاص بمنتوجات البنوك التشاركٌة فهً‬
‫التؤمٌن على المرابحة لسٌارات مثبل‪ ،‬تشترط البنوك التشاركٌة على عمبلبها الذٌن ٌتم‬
‫تموٌل شراء سٌارات لهم بتؤمٌن تلك السٌارات لدى شركات التؤمٌن التكافلً لضمان حقوقها‬
‫المالٌة حالة هبلك السٌارة‪ ،‬ألن أكبر وسٌلة توثٌق للدٌن فً تموٌل شراء السٌارات من‬
‫البنوك التشاركٌة هً رهن تلك السٌارات بالدٌن الذي للبنوك التشاركٌة على مشترٌه‪،‬‬
‫وبالتالً فالتؤمٌن التكافلً ٌحفظ للبنك دٌنه حتى ولو هلكت السٌارة من خبلل تعوٌض‬
‫المإسسة البنكٌة‪ ،‬باعتبارها الطرؾ المستفٌد فً عقد التؤمٌن ومن تم ال ٌضٌع علٌها‬
‫حقها‪139.‬‬

‫‪ -139‬أحبلم لعلى‪ ،‬دور شركات التؤمٌن فً تقلٌل المخاطر االبتمانٌة لدى البنوك اإلسبلمٌة‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.312‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثانً‪ :‬واقع التأمٌن التكافلً‬

‫تتطلب حماٌة المتعاملٌن مع البنوك التشاركٌة ضرورة وجود تؤمٌن تكافلً ٌسهر على‬
‫حماٌتهم فً حال التعرض للمخاطر وفً االن نفسه ٌخول للمإسسات التشاركٌة العمل أكثر‬
‫باألرحٌة مع وجود التؤمٌن التكافلً الى جانبهم‪ ،‬ومع النمو المتسارع والملحوظ لتؤمٌن‬
‫التكافلً فً السنوات القلٌلة الماضٌة خصوصا فً بعض دول مجلس التعاونً الخلٌجً‪،140‬‬
‫اذ ٌعتبر الٌة قانونٌة جدٌدة ضمن المنظومة المالٌة التشرٌعٌة المإطرة لمجال المال‬
‫واالعمال بببلدنا‪ ،‬تهدؾ الى حماٌة البنوك التشاركٌة وعمبلبها من االفبلس وتإمن مخاطر‬
‫التموٌل واالستثمار فً هذا المجال‪ ،‬ألنها قبل مجٌا هذه اآللٌة التشرٌعٌة تعانً من ارتفاع‬
‫مخاطر أنشطتها وعملٌاتها التً من المفترض أن تؽطٌها شركات التؤمٌن‪.‬‬

‫وبناء علٌه وبالنظر الى حداثة القانون المنظم لتؤمٌن التكافلً فما حدود توفق المشرع‬
‫فً وضع نظام قانونً فعال ومتكامل قادر على حماٌة البنوك التشاركٌة وبالخصوص‬
‫العمبلء المتعاملٌن معها من المخاطر المحدقة به‪ ،‬وما الذي افرزته ممارسة التؤمٌن التكافلً‬
‫فً البلدان التً اخدت به؟ وما العوامل التً ساهمت فً نجاح تجربتهم؟ وكٌؾ ٌمكن من‬
‫خبللها االستفادة منها فً التطبٌق العملً لتؤمٌن التكافلً بببلدنا؟ وما التصور الذي ٌمكن‬
‫استشرافه لواقع هذا االخٌر بمؽربنا؟‬

‫كل هذه االسبلة المتفرعة وؼٌرها سنحاول جاهدا االٍجابة علٌها فً (المبحث األول)‬
‫من خبلل التطرق لتطبٌق التؤمٌن التكافلً فً بعض الدول الرابدة فٌه‪ ،‬ثم سنتناول التحدٌات‬
‫التً تواجه التؤمٌن التكافلً فً (المبحث الثانً)‪.‬‬

‫‪ -140‬عامر ٌوسؾ محمد الحلثوماتً‪ ،‬هل ٌختلؾ التؤمٌن التكافلً عن التـؤمٌن التجاري‪ ،‬مجلة دورٌة تصدر عن األكادٌمٌة العربٌة‬
‫للعلوم المالٌة والمصرفٌة‪ ،‬مركز األبحاث المالٌة والمصرفٌة‪ ،‬عمان األردن‪ ،‬العدد الثانً‪ ،8131 ،‬ص‪.13‬‬

‫‪77‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التطبٌق العملً للتأمٌن التكافلً فً بعض الدول الرائدة فٌه‬
‫واستشراف واقعه فً المغرب‬

‫بلػ عدد مإسسات التؤمٌن التكافلً فً العالم حتى سنة ‪ 2021‬حوالً‪ 353‬مإسسة‬
‫حول العالم‪ ،‬موجودة فً ‪ 45‬دولة فً العالم وقد بلػ حجم أقساط التؤمٌن التكافلً خبلل سنة‬
‫‪141‬‬
‫‪ ،2020‬ما ٌناهز ‪ 23.7‬ملٌار دوالر‪.‬‬

‫بدأت نواة التقنٌن التعاونً اإلسبلمً فً دولة السودان‪ ،‬كما قلنا والتً هً أول دولة‬
‫عملت بتؤمٌن التكافلً فً سنة ‪ 1984‬حٌث نصت م ‪ 476‬من ق المدنٌة على أنه‪ٌ " :‬نظم‬
‫القانون الخاص األحكام المتعلقة باألجهزة التً تباشر التؤمٌن وخاصة فٌما ٌتعلق بشكلها‬
‫القانونً وكٌفٌة إنشابها وأسالٌب مباشرتها لنشاطها واإلشراؾ علٌها وذلك بما ٌحقق‬
‫األهداؾ التعاونٌة للتؤمٌن وال ٌخالؾ األحكام القطعٌة والمبادئ األساسٌة للشرٌعة اإلسبلمٌة‬
‫"‪.‬‬

‫وتم تنفٌد ذلك فً العام ‪1992‬م‪ ،‬وتم بموجبه وتوافقا معه أن تحولت كل شركات‬
‫التؤمٌن العاملة فً السودان لتمارس التؤمٌن التعاونً اإلسبلمً‪ ،‬وبموجب هذا التشرٌع تم‬
‫فرض تحول الشركات التجارٌة الى تعاونٌة تمارس التؤمٌن وفق الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬مما‬
‫ٌعنً أن مبلكها فقدوا أرباحا كان ٌجنونها من خبلل االستثمار فً مجال التؤمٌن‪ ،‬ومن هنا‬
‫نشؤ عدم الرضى على التحول فقام البعض بتعدٌله تطوٌرا للفكرة وجعلها جادبة للمساهمٌن‪،‬‬
‫أدخلت بعض التعدٌبلت علٌها حٌث أجٌز للمساهمٌن المضاربة بؤموال المإمنٌن ومن تم‬
‫المشاركة فً عابد االستثمار عن تلك المضاربات بما ٌتفق علٌه بٌنهم وبٌن أرباب المال‪.‬‬

‫كما أجٌز للمساهمٌن إدارة الشركة وكالة عن المإمنٌن واخد أجر عن تلك الوكالة‪ ،‬إما‬
‫مبلؽا محددا او نسبة من األقساط ال تتعدى ‪ 15‬بالمبة المحددة للصرؾ اإلداري من قبل‬
‫هٌبة الرقابة مخصوما منها الصرؾ اإلداري الفعلً‪ ،‬مع مراعاة فً الحالتٌن اللتٌن ٌمكن‬
‫الجمع بٌنها اال ٌنال المساهمون اي مبلػ من فابض التؤمٌن وقد ظهر ذلك فً مردود عابد‬
‫االستثمار لحملة األسهم فً نسب االرباح العابدة على راس المال‪.‬‬

‫موقع‬ ‫عبر‬ ‫‪ - 141‬صندوق النقد العربً ٌنظم دورة عن بعد حول التؤمٌن اإلسبلمً التكافلً منشور‬
‫‪ https://www.amf.org.ae/ar/content‬تم االطبلع علٌه فً ‪ ،8183/38/38‬على الساعة ‪. 1:89‬‬

‫‪78‬‬
‫وعرفت بداٌة العمل بجواز عمل المساهمٌن كمضارب بؤموال المإمنٌن أرباحا‪ ،‬اذ‬
‫فبعدما كانت نسبة أرباح حملة األسهم بشركة التؤمٌن اإلسبلمٌة فً سنة ‪ ،2005‬ال تتعدى‬
‫‪ ،914445‬وصافً أرباح المساهمٌن ‪ ،6118‬ونسبة العابد من راس المال ال ٌتعدى ‪ 7‬فً‬
‫المبة‪ ،‬وصل بحلول سنة ‪ 2019‬ما ٌناهز ‪ 60772720‬قٌمة راس المال وصافً أرباح‬
‫المساهمٌن بلػ ‪ ،16753504‬و‪ 28‬فً المبة من نسبة العابد فً سنة ‪ ،2019‬وسجلت‬
‫أٌضا شركة السبلمة لتؤمٌن أرباحا فبعدما كانت تسجل نسبة رأس مال ال ٌتعدى سنة ‪ ،‬قدر‬
‫‪ ،2611000‬ارتفع بسنة ‪ 2019‬الى ‪.42590710‬‬

‫اما شركة البركة فخبلل العام األول من تطبٌق نظام المضاربة على عملها‪ ،‬حٌث‬
‫بلؽت نسبة العابد على رأس المال فً سنة ‪ 77 ،2019‬فً المبة مما حفز الشركات‬
‫‪142‬‬
‫االخرى للعمل بها‬

‫ورؼم التؽٌرات اإلدارٌة والمإسساتٌة الجدرٌة التً نهجتها دولة السودان‪ ،‬من أجل‬
‫‪143‬‬
‫اال أن هناك تحدٌات‬ ‫تحوٌل العملٌات التؤمٌنٌة حسب القواعد الشرعٌة لتؤمٌن التكافلً‬
‫اعترضت منو صناعة التؤمٌن التكافلً فً السودان وأبرزها ‪:‬‬

‫‪ -‬بطء االجراءات وتضارب الصبلحٌات اإلدارٌة واضطراب الوضع السٌاسً هناك‬


‫كان له األثر الكبٌر على هذه الصناعة‬

‫‪ -‬ضعؾ اإللمام بالجوانب الفنٌة لمماسة انشطة التؤمٌن وؼٌرها كان له االثر البلٌػ‬
‫فً تطور صناعة التكافل فً السودان‬

‫هذا فٌما ٌخص دولة السودان‪ ،‬التً عرجنا علٌها بشكل سرٌع لكونها أول دولة اعتمدت‬
‫التؤمٌن التكافلً‬

‫اال أننا فً هذه الدراسة سنقتصر على تجربة كل من السعودٌة ومالٌزٌا (المطلب األول) ثم‬
‫من خبلله سنتصور واقع التؤمٌن التكافلً فً المؽرب (المطلب الثانً)‬

‫‪143‬‬
‫عثمان بابكر احمد قطاع التؤمٌن فً السودان‪ ،‬تقوٌم تجربة التحول من نظام التؤمٌن التقلٌدي الى التؤمٌن اإلسبلمً‪ ،‬المعهد االسبلمً للبحوث‬
‫والتدرٌب‪ ،‬مطبعة الملك فهد الوطنٌة‪ ،‬ط‪ ،8111 ،8‬ص ‪.49‬‬

‫‪79‬‬
‫المطلب األول‪ :‬واقع التأمٌن التكافلً ما بٌن السعودٌة ومالٌزٌا‬

‫ٌعتبر السوق السعودي األكثر نموا فً مجال التؤمٌن التكافلً والذي ٌنتظر أن ٌصبح‬
‫تكافلٌا بالكامل عقب تطبٌق نظام مراقبة شركات التامٌن التكافلً‪ ،‬إضافة الى تطبٌق نظام‬
‫الضمان الصحً التعاونً الذي سوؾ ٌؽطً فً مراحله النهابٌة ‪ 20‬ملٌون من السكان‪،‬‬
‫مما سوؾ ٌإدي الى نمو السوق الى ما ٌعادل ‪ 6.4‬ملٌار دوالر‪.‬‬

‫وٌتصدر السوق التكافلً الصادرة فً العالم‪ ،‬حٌث استحوذ على ‪ 52‬بالمبة من إجمالً‬
‫المساهمات العالمٌة حسب تقرٌر سنوي صادر عن شركة "ارنست اندٌونػ" العالمٌة حول‬
‫أسواق التكافل والتؤمٌن التكافلً التً تعمل وفق مبادئ الشرٌعة اإلسبلمٌة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تجربة المملكة العربٌة السعودٌة فً تطوٌر صناعة التأمٌن التكافلً‬

‫تعتبر تجربة المملكة العربٌة السعودٌة من أنجع التجارب فً العالم‪ ،‬حٌث حققت نتابج‬
‫باهرة ومشجعة لباقً الدول‪ ،‬اذ تعتبر سوق التؤمٌن السعودٌة من أكبر أسواق التؤمٌن‬
‫التكافلً نموا فً العالم‪ ،‬فصناعة التؤمٌن لها دور جوهري فً االقتصاد السعودي ألنها توفر‬
‫الحماٌة المالٌة لؤلفراد والمنشآت ضد الخسابر المختلفة المحتمل حدوثها مثل فقدان‬
‫الممتلكات والحوادث والحرابق والسرقة والمرض والوفاة‪ ،‬كما توفر رإوس أموال مهمة‬
‫‪144‬‬
‫توجه لبلستثمار‪.‬‬

‫لذلك سنقؾ عند واقع هذه الصناعة (أوال)‪ ،‬وعلى العوامل التً ساهمت فً تقدمها‬
‫(ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬واقع التأمٌن التكافلً فً السعودٌة‬

‫تهتم المملكة العربٌة السعودٌة بالتؤمٌن التكافلً اإلسبلمً‪ ،‬وتعد األكثر نموا خاصة‬
‫بعد تطبٌق نظام مراقبة شركات التؤمٌن التكافلً وتدخل الدولة فً تنمٌة هذا النشاط‬
‫التعاونً‪ ،‬االمر الذي ساهم فً تطوٌر ونمو الصناعة التكافلٌة‪ ،‬وزٌادة عدد شركات التؤمٌن‬

‫‪80‬‬
‫التكافلً الرابدة وتنوٌعٌها وتنمٌة أدابها لتشهد صناعة التؤمٌن التكافلً فً هذا البلد تطورا‬
‫وانتشارا كبٌرا‪ ،‬لٌعتبر سوق التؤمٌن السعودي من أكبر أسواق التؤمٌن نموا فً العالم‪.‬‬

‫وقد تم اقرار نظام مراقبة شركات التؤمٌن التعاونً بموجب المرسوم الملكً رقم ‪3‬‬
‫بتارٌخ ‪/31‬تموز‪ ،2003/‬والذي مهد الطرٌق لصٌاؼة اإلطار القانونً والرقابً للقطاع‬
‫التؤمٌن‪.‬‬

‫كما اسندت مإسسة النقد العربً السعودي مهام اإلشراؾ والرقابة على قطاع التؤمٌن‬
‫فً المملكة الحقا لذلك تم إصدار البلبحة التنفٌذٌة لنظام مراقبة شركات التؤمٌن التعاونً‬
‫بقرار وزاري رقم ‪ ،596/1‬بتارٌخ ‪ ،2004/04/20‬لتنظٌم أعمال التؤمٌن فً المملكة‬
‫العربٌة السعودٌة ومن أبرز سمات مراقبة شركات التؤمٌن التعاونً‪:‬‬

‫‪ٌ -‬سمح بممارسة أنشطة التؤمٌن فً المملكة العربٌة السعودٌة للشركات القابمة‬
‫والمسجلة فً المملكة والتً تعمل حسب نظام التؤمٌن التعاونً التكافلً بما ٌتفق مع مبادئ‬
‫الشرٌعة اإلسبلمٌة والفقه الشرٌؾ‪.‬‬

‫‪ٌ -‬جب على شركة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التعاونً أن تكون شركة مساهمة عامة وأن‬
‫ٌكون ؼرضها األساسً مزاولة التؤمٌن التعاونً اإلسبلمً‪.‬‬

‫‪ٌ -‬جب اال ٌقل راس المال المدفوع لشركة التؤمٌن عن مبة ملٌون لاير سعودي‪ ،‬كما‬
‫اال ٌقل رأس المال المدفوع لشركة إعادة التؤمٌن عن مابتٌن ملٌون لاير سعودي‪ ،‬وال ٌجوز‬
‫أن تزٌد اكتتابات الشركة عن عشرة أضعاؾ مجموع رأسمالها المدفوع واحتٌاطاته‪ ،‬وعلى‬
‫الشركة االحتفاظ بما ال ٌقل عن ‪ 30‬بالمبة من مجموع مبالػ االشتراكات‪ ،‬وااللتزام بإعادة‬
‫تؤمٌن ما نسبته ‪ 30‬فً المبة من مجموع االشتراكات على األقل داخل المملكة عند إعادة‬
‫التؤمٌن ٌتم توزٌع الفابض الصافً بما توزٌعه ‪ 10‬بالمبة المإمن لهم مباشرة‪ ،‬او بتخفٌض‬
‫أقساطهم للسنة التالٌة‪ ،‬وترحٌل ما نسبته ‪ 90‬بالمبة الى قابمة دخل المساهمٌن فً اطار‬
‫متطلبات المبلءة‪ :‬اذ ٌجب على شركة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن أن تستخدم معاٌٌر االكتتاب‬
‫ومعدالت الخسارة لتقوم اصولها ما لزم لذلك‪ ،‬وهذا بؽرض حماٌة حملة الوثابق‪ ،‬ثم وضع‬
‫توجٌهات إرشادٌة بخصوص سٌاسة االستثمار لضمان أن ٌكون المركز المالً لموجودات‬

‫‪81‬‬
‫الشركة فً وضع سلٌم ومطابق للمعاٌٌر السوق‪ ،‬وتم اٌضا إدراج متطلبات تضمن‬
‫ممارسات عملٌة آمنة من ضمنها تعٌٌن مدققً الحسابات لٌقفوا على سبلمة أنشطة‬
‫الشركة‪...‬‬

‫فلقد شهدت صناعة التؤمٌن التكافلً نموا سرٌعا على الصعٌد العالمً‪ ،‬حٌث وصلت‬
‫اإلسهامات العالمٌة المحصلة من هذه الصناعة سنة ‪ ،2015‬الى حوالً ‪ 29.1‬ملٌار دوالر‬
‫بمعدل نمو سنوي ٌفوق ‪ 20‬بالمبة‪.‬‬

‫وقد شهد سوق التؤمٌن السعودي نموا ملحوظا خبلل األعوام العشرة الماضٌة كما‬
‫قلنا‪ ،‬محققا نموا سنوٌا بمعدل ‪ 18‬بالمبة‪ ،‬لٌكون بذلك أحد اسرع األسواق نموا فً العالم‪،‬‬
‫حٌث بلػ اجمالً األقساط المكتتبة فً عام ‪ ،2016‬ما قٌمته ‪ 36.9‬ملٌار لاير سعودي‪،‬‬
‫مقارنة ب ‪ 8.582‬ملٌار سعودي فً عام ‪2007‬م‪ ،‬وقد شكل قطاع التؤمٌن الصحً ‪51‬‬
‫بالمبة من اجمالً سوق التؤمٌن فً عام ‪ ،2016‬فٌما قطاع المركبات سجل ‪ 33‬بالمبة‪،‬‬
‫وقطاع الممتلكات والحوادث بنسبة ‪ 13‬بالمبة‪ ،‬وتؤمٌن الحماٌة واالدخار بنسبة ‪ 3‬بالمبة من‬
‫‪145‬‬
‫اجمالً أقساط السوق‪.‬‬

‫كما أن السعودٌة ال تزال تشكل أكبر أسواق التكافل فً العالم حٌث استحوذت على ما‬
‫قٌمته ‪ 4.3‬ملٌار دوالر اي بنسبة كما قلنا ‪ ،51.8‬من اجمالً مساهمات التكافل العالمٌة‪ ،‬اذ‬
‫ارتفع إجمالً المساهمات السعودٌة بواقع ‪ 500‬ملٌون دوالر اي بمعدل ‪ 141‬ملٌون دوالر‬
‫لكل مإسسة تكافلٌة عاملة فٌها‪ ،‬حٌث وصلت االقساط سنة ‪ 2017‬الى ‪ 75691‬لاير‬
‫‪146‬‬
‫سعودي‪.‬‬

‫وصل عدد شركات التؤمٌن التكافلً ‪ 35‬شركة فً سنة ‪ ،2018‬وإجمالً أقساط‬


‫التؤمٌن ‪ 2.1‬وسجلت نسبة النمو ‪ 23.96‬بالمبة‪ ،‬وبهذا تحتل السعودٌة المرتبة األولى‬
‫عالمٌا من حٌث عدد شركات التؤمٌن التكافلً‪ ،‬حٌث بلػ عددها ‪ 146‬شركة خبلل سنة‬
‫‪ ،2018‬تتوزع على ‪ 28‬دولة فً دول العالم‪ ،‬كما أن السعودٌة تستحوذ على نصؾ حجم‬

‫‪ -146‬مبلبكة صالح جمٌل‪ ،‬تقرٌر مجلس إدارة شركة سبلمة لتؤمٌن التعاونً السادس عن السنة المالٌة بالسعودٌة ‪ ،8132‬م س‪،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪82‬‬
‫سوق الخلٌج‪ ،‬خاصة بعد إقرار التؤمٌن اإلجباري فً قطاع الصحة والسٌارات حٌث ٌقدر‬
‫‪147‬‬
‫حجم السوق بنحو اربعة ملٌارات من االقساط السنوٌة‪.‬‬

‫فخبلل الفترة بٌن عامً ‪ ،2017-2013‬نمت أقساط التؤمٌن المكتتبة بمعدل سنوي‬
‫بلػ ‪ 15.4‬بالمبة‪ ،‬حٌث انتقلت من ‪ 25.2‬ملٌار لاير سعودي سنة ‪ 2013‬الى ‪ 36.5‬ملٌار‬
‫‪148‬‬
‫سنة ‪.2017‬‬

‫وٌتضح أن معظم فروع التؤمٌن فً المملكة عرفت نموا فً حجم األقساط المكتتبة‪،‬‬
‫وحافظ التؤمٌن الصحً على مكانته باعتباره أكبر أنشطة التؤمٌن سنة ‪ ،2017‬وارتفعت‬
‫حصة التؤمٌن الصحً فً اجمالً أقساط التؤمٌن لتصل الى ‪ 52‬بالمبة سنة ‪ 2017‬مقابل‬
‫‪ 50‬بالمبة خبلل سنة ‪ ،2016‬وتشٌر معظم المإشرات الى أن سوق التؤمٌن التكافلً فً‬
‫المملكة العربٌة السعودٌة ٌتمتع باإلمكانات نمو هامة ٌمكن استؽبللها فً تطوٌر هذا القطاع‬
‫‪ ،149‬بل وتستحوذ على نصؾ حجم سوق الخلٌج فً هذه الصناعة كما سبق اإلشارة الى‬
‫ذلك‪ ،‬وهذا التطور ٌشٌر الى أن شركات التؤمٌن التكافلً بدأت تثبت وجودها بوصفها منافسا‬
‫قوٌا لصناعة التؤمٌن التقلٌدي‪ ،‬وهو ما ٌعكس زٌادة الوعً بؤهمٌة التؤمٌن لدى األفراد‬
‫السعودٌٌن وٌتجلى ذلك فً‪:‬‬

‫أ‪ :‬تطبٌقات التأمٌن التكافلً فً شركة اٌاك سالمة بالسعودٌة‬

‫تجاوز عدد شركات التؤمٌن التعاونً بالمملكة السعودٌة أكثر من ‪ 23‬شركة‪ ،150‬اال‬
‫أننا سنقتصر على شركة سبلمة لتؤمٌن التكافلً‪.‬‬

‫‪ -1‬تعرٌف بشركة سالمة اٌاك للتأمٌن التكافلً‪:‬‬

‫شركة سبلمة للتؤمٌن والمعروفة باسم شركة اٌاك السعودٌة للتؤمٌن التكافلً‪ ،‬هً جزء‬
‫من مجموعة سبلمة دولٌة التً تعتبر أحد مجموعة سبلمة الدولٌة‪ ،‬والتً تعتبر أحد‬
‫‪ -147‬عز الدٌن شوون‪ ،‬نور الدٌن بوالكور‪ ،‬سلٌمان كعوان‪ ،‬مكانة التؤمٌن التكافلً فً سوق التؤمٌنات‪ ،‬دراسة تجربة سبلمة السعودٌة‪،‬‬
‫مجلة التنمٌة واالقتصاد التطبٌقً‪ ،‬جامعة المسٌلة‪ ،‬مجلد‪ ،1‬العدد ‪ ،3‬ص ‪.314‬‬
‫‪ -148‬تقرٌر سوق التؤمٌن السعودي‪ ،‬مإسسة النقد العربً السعودي ساما‪ ،‬االدارة العامة للرقابة على شركات التامٌن ‪،8132‬‬
‫السعودٌة‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ -149‬فٌروز بوزبرٌن‪ ،‬متطلبات تطوٌر صناعة التؤمٌن التكافلً لدعم الصناعة المالٌة االسبلمٌة‪ ،‬دراسة حالة تجربة المملكة العربٌة‬
‫السعودٌة‪ ،‬مجلة النهل االقتصادي‪ ،‬المجلد ‪ 1‬العدد ‪ ،8‬ص ‪.831‬‬
‫‪ -150‬مبلبكة صالح جمٌل‪ ،‬تقرٌر مجلس ادارة شركة سبلمة لتؤمٌن التعاونً السادس عن السنة المالٌة بالسعودٌة ‪ ،8132‬م س‪ ،‬ص‬
‫‪.12‬‬

‫‪83‬‬
‫المجموعات الرابدة فً منطقة الشرق االوسط وشمال افرٌقٌا فً مجال التامٌن‪ ،‬حٌث ٌقدر‬
‫راس مال المجموعة بحوالً ‪ 2‬ملٌار سعودي‪ ،‬وقد بدأت الشركة فً تقدٌم خدماتها التؤمٌنٌة‬
‫فً المملكة العربٌة السعودٌة منذ ‪ ،1979‬وقد تم اعتمادها كشركة مساهمة فً السعودٌة‬
‫بموجب مرسوم ملكً عام ‪ ،2006‬ونظرا لما تتمتع به من خبرة تمتد ألكثر من ‪ 35‬سنة‪،‬‬
‫لذلك تعتبر احدى الشركات الرابدة فً السوق السعودي والمنطقة بالكامل مقرها مدٌنة جدة‬
‫السعودٌة‪ ،‬تؤسست براس مال ٌبلػ ‪ 100‬ملٌون لاير سعودي‪ ،‬حصتها فً البورصة بقدر‬
‫‪ 8050‬متداولة كقطاع تؤمٌن وتقدم الشركة نطاق واسع من منتجات التؤمٌن بما فً ذلك‬
‫تؤمٌن الحرٌق والممتلكات والسٌارات وتؤمٌن السفن والتؤمٌن الهندسً باإلضافة الى التؤمٌن‬
‫الصحً‪.‬‬

‫اما شركة "بست ري" هً إحدى الشركات التابعة لسبلمة فهً أكبر شركة إعادة‬
‫التكافل فً العالم وموقعها تونس وتقدم "اندبورز" كما حصلت على تصنٌؾ "‪ "B+‬من قبل‬
‫اٌه ام بست‪ ،‬وقد تم اعتماد شركة اٌاك للتؤمٌن التكافلً سبلمة كشركة مساهمة عامة فً‬
‫المملكة العربٌة السعودٌة‪ ،‬بموجب مرسوم ملكً صدر فً شهر اكتوبر ‪ ،2006‬وتضم‬
‫مجموعة سبلمة ‪ 6‬شركات تكافل تقدم التؤمٌن التكافلً والحلول المبتكرة المتوافقة مع‬
‫الشرٌعة اإلسبلمٌة فً كل من‪- :‬اإلمارات العربٌة السعودٌة‪ ،‬مصر‪ ،‬السٌنؽال‪ ،‬الجزابر‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬اضافة الى شركة إعادة التكافل فً تونس‪.‬‬

‫‪ -2‬تطور إنجازات شركة اٌاك سالمة للتأمٌنات بالسعودٌة‬

‫وٌتم تطبٌق التؤمٌن عملٌا من خبلل إطار قانونً او نموذج واحد هو التؤمٌن التكافلً‪،‬‬
‫فقد نصت م‪ 1‬من نظام مراقبة شركات التؤمٌن التعاونً على أنه‪ٌ ":‬كون التؤمٌن فً المملكة‬
‫العربٌة السعودٌة عن طرٌق شركات تؤمٌن مسجلة فٌها‪ ،‬تعمل بؤسلوب التؤمٌن التعاونً‬
‫وبما ال ٌتعارض مع أحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬وٌقوم النموذج على وجود طرفٌن ٌندمجان‬
‫فً شخص واحد هو حامل الوثٌقة على النحو اآلتً‪:‬‬

‫‪84‬‬
‫المؤمن له‪ :‬هو حامل الوثٌقة الذي ٌحافظ من خبلل عقد التؤمٌن على مستوى معٌن‬
‫من الثروة بؤدنى تكلفة ممكنة لحصوله على الفابض الذي ٌقابل الربح فً التؤمٌن التجاري‬
‫وذلك بوصفه مإمنا‪ ،‬مما ٌجعل تكلفة التؤمٌن متؽٌرة بالنسبة له‪.‬‬

‫المؤمن‪ :‬هو جمٌع حملة الوثابق‪ ،‬حٌث أن األقساط المدفوعة من العضو المتضرر‬
‫الذي قد ٌكون رقم ‪ 1‬مثبل ومن باقً األعضاء هو مصدر التعثرات المدفوعة له‪ ،‬وقد ٌكون‬
‫مصدر التعوٌض المدفوع للعضو أقساط االعضاء االخرٌن فقط‪.‬‬

‫وما ٌبلحظ فً السوق التامٌنً السعودي هو تماثل وثابق التؤمٌن التكافلً الصادرة عن‬
‫الشركات‪ ،‬ألنها ملزمة جمٌعا بموجب النظام القانونً بتطبٌق نموذج واحد‪ ،‬صادر عن‬
‫مإسسة النقد العربً السعودي‪ ،‬كما تتماثل أنظمتها فً األساس وعقود تؤسٌسها‪ ،‬وبالتالً‬
‫فإ ن وثابق وعقود تؤسٌس وانظمة هذه الشركات تعد تطبٌقا عملٌا لموارد األنظمة واللوابح‬
‫التنفٌذٌة الصادرة بهذا الخصوص‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة اال أنه تقدم شركات التؤمٌن التكافلً نوعٌن من التؤمٌن هما‪:‬‬

‫‪ -‬التؤمٌن من األضرار بشقٌه‪ ،‬التؤمٌن على األشٌاء مثل الحرٌق والسرقة وحوادث‬
‫السٌارات‪.‬‬

‫‪ -‬التؤمٌن على األشخاص‪.‬‬

‫وٌعد التؤمٌن المقصد األساسً فً هذه العقود‪ ،‬وٌعد االستثمار مقصدا تابعا تستعٌن به‬
‫الشركات على اداء عملها‪.‬‬

‫تعمل شركة سبلمة لتؤمٌن التعاونً على تقدٌم الحلول التؤمٌنٌة المتكاملة فً مجال‬
‫التؤمٌن التكافلً‪ ،‬وقد بلػ عدد المنتجات التؤمٌنٌة التً تقدمها الشركة ‪ 30‬منتجا‪ ،‬وتنقسم‬
‫منتجات التؤمٌن الى ثبلث فروع اساسٌة‪:‬‬

‫‪ -‬التؤمٌن العام‪ ،‬تؤمٌن المركبات والتؤمٌن الطبً‬

‫والتزال الشركة فً انتظار موافقة مإسسة النقد العربً السعودي لمنتجٌن اخرٌن‬
‫وهما‪ - :‬تؤمٌن المساكن وتؤمٌن الحٌاة الجماعً‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫وٌعد تؤمٌن المركبات هو أهم منتج لشركة اٌاك سبلمة بالسعودٌة بمعدل ‪،645307‬‬
‫‪151‬‬
‫وشكل نسبة ‪ 86‬بالمبة ٌلٌه التؤمٌن الطبً بمعدل ‪ 78779‬بنسبة ‪ 10.5‬بالمبة‪.‬‬

‫إذ ٌمثل نشاط المركبات الصدارة ألنه ٌعتبر تؤمٌنا إجبارٌا ٌحظى بمعدل نمو كبٌر فً‬
‫الفروع االخرى المتواجدة فً الشركة وهذا راجع الى اإلهتمام الكبٌر بفرع المركبات من‬
‫قبل الشركة‪.‬‬

‫وأهم مإشرات اٌاك سبلمة للتؤمٌنات تتمثل فً رفعها لراس مالها فً حدود ‪2.1‬‬
‫ملٌار لاير سعودي سنة ‪ ،2018‬ووصل عدد الموظفٌن أكثر من ‪ 185‬موظفا فً مختلؾ‬
‫المجاالت‪ ،‬وحققت مبٌعات وعوابد قٌاسٌة تقدر ب ‪ 180‬ملٌون مقارنة باألعوام السالفة‪،‬‬
‫وموافقتها على العدٌد من المنتجات الجدٌدة وافتتاح فروع ونقاط البٌع جدٌدة حسب خطة‬
‫التوسع لسنة ‪ ،2016‬وانشابها لقسم ادارة الجودة والتطوٌر‪ ،‬وانشاء قسم مكافحة االختبلل‬
‫لؽرض متابعة ومعالجة شكاوى العمبلء‪ ،‬باإلضافة الى ٍاطبلقها للمبٌعات والخدمات‬
‫‪152‬‬
‫االلكترونٌة المتنوعة وسعٌها الفتتاح فروع جدٌدة لتؽطٌة وتحسٌن مستوى الخدمة‪.‬‬

‫وسجلت سنة ‪ ،2017‬شركة اٌاك سبلمة بالسعودٌة‪ ،‬إجمالً موجودات عملٌات‬


‫التؤمٌن ما ٌقدر ب‪ 602508‬الؾ لاير سعودي‪ ،‬و ‪ 272721‬من اجمالً موجودات‬
‫المساهمٌن‪ ،‬الى جانب اجمالً مطلوبات وفابض التؤمٌن بقٌمة ‪ 589411‬سنة ‪ ،2017‬اما‬
‫اجمالً مطلوبات وحقوق المساهمٌن فقد وصل ل ‪ 875229‬الؾ لاير سعودي‪،153‬‬
‫وملخص نتابج المالٌة لشركة من ‪ ،2017-2013‬فهو فً ارتفاع مستمر‪ ،‬وحققت شركة‬
‫اٌاك سبلمة للتؤمٌن بالسعودٌة‪ ،‬ارباحا خبلل سنة ‪ 2017‬بنحو ‪ 6.64‬ملٌون لاير سعودي‬
‫هذا ما ادى الى ربحٌة الشركة السعودٌة اٌاك لسبلمة للتؤمٌنات‪ ،‬وهذه األرباح المحققة كانت‬
‫بعد اقتطاع الضرٌبة واحتساب التوزٌعات الى حاملً وثابق التكافل بقٌمة ‪ 20.54‬ملٌون‬
‫لاير سعودي‪ ،‬كما حققت أرباحا بقٌمة ‪ 16.5‬ملٌون لاير سعودي خبلل الربع االول من سنة‬
‫‪ ،2018‬مقارنة باألرباح السنة الفارطة ‪ 2017‬بقٌمة ‪ 6.64‬ملٌون لاير سعودي‪ ،‬وهذا‬

‫‪ -151‬صالح جمٌل مبلبكة‪ ،‬تقارٌر مجلس ادارة شركة سبلمة للتامٌن التعاونً السادس‪ ،‬عن السنة المالٌة السعودٌة المنتهٌة فً‬
‫‪ ،8132/38/13‬م س‪ ،‬ص ‪41‬‬
‫‪ -152‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -153‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪86‬‬
‫االرتفاع ناتج فً اواخر مارس ‪ 2018‬راجع الى إجمالً المساهمات المكتسبة الى ‪286.7‬‬
‫ملٌون لاير سعودي‪ ،‬وارتفاع صافً اٌرادات التؤمٌن الى ‪ 384‬ملٌون لاير سعودي‪.‬‬

‫وما ٌبلحظ على شركة سبلمة أنها تمارس جمٌع أنشطتها وفقا للقواعد واللوابح‬
‫المعمول بها فً التؤمٌن التكافلً فً المملكة العربٌة السعودٌة‪ ،‬فصناعة التؤمٌن التكافلً‬
‫بالسعودٌة حظٌت بقبول ملحوظ على المستوى العالمً خاصة وأنها من بٌن الدول التً‬
‫اهتمت بتطبٌق نظام مراقبة شركات التؤمٌن التعاونً‪ ،‬بعرض تنمٌة نشاط التكافل والتعاون‬
‫ولتحل شركات التؤمٌن التكافلً محل شركات التؤمٌن التجارٌة‪ ،‬األمر الذي ساهم فً نمو‬
‫صناعة التؤ مٌن التكافلً بالسعودٌة وزٌادة عدد الشركات وتنوعها ومن بٌن هذه الشركات‬
‫شركة اٌاك سبلمة لتؤمٌن التكافلً التً رؼم حداثة نشؤتها‪ ،‬اال أنها تعد من بٌن الشركات‬
‫الرابدة فً مجال صناعة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬وذلك نظرا الستخدامها استراتٌجٌة فعالة لدعم‬
‫‪154‬‬
‫وتطوٌر نشاطها‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬عوامل نجاح صناعة التأمٌن التكافلً بالمملكة العربٌة‬

‫ٍان من أبرز عوامل نجاح وتطور صناعة التكافل فً دولة السعودٌة نجد كل من‪:‬‬

‫أ‪ -‬تطور اإلطار التنظٌمً للتأمٌن التكافلً فً السعودٌة‬

‫ٌصطلح فً السعودٌة على تسمٌة التؤمٌن المنضبط بقواعد الشرٌعة اإلسبلمٌة بالتؤمٌن‬
‫التعاونً‪ ،‬اي أن التؤمٌن فً السعودٌة ٌنشط على شكل شركات تؤمٌن تعاونٌة وفق مبادئ‬
‫الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬ؼٌر أنه وقبل سنة ‪ ،1977‬كانت بداٌة الطلب على خدمات التؤمٌن من‬
‫قبل القطاع العام فقط‪ ،‬تلبٌة لحاجة مشارٌع البنٌة التحتٌة لتؤمٌن‪ ،‬مثل المطارات‬
‫والموانا ومشارٌع الكهرباء والمٌاه واستجابة للتنظٌمات اإللزامٌة فً الدول التً تقترض‬
‫التؤمٌن االجباري على المركبات‪ ،‬وقد انشبت أول شركة تؤمٌن سعودٌة وهً الشركة‬
‫الوطنٌة لتؤمٌن التعاونً سنة ‪ 1985‬والتً سمٌت فٌما بعد بالتعاونٌة لتؤمٌن‪ ،‬كنتٌجة‬
‫لئلدراك الدولة للحاجة الى وجود شركة التؤمٌن التكافلً بهدؾ التؤمٌن على المشارٌع‬
‫الحكومٌة و األخطار الكبٌرة لضمان بقاء أكبر قدر من أقساط التؤمٌن داخل االقتصاد‬

‫‪ -154‬عز الدٌن شوون‪ ،‬نور الدٌن بوالكور‪ ،‬سلٌمان كعوان‪ ،‬مكانة التامٌن التكافلً فً سوق التؤمٌنات‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.391-398‬‬

‫‪87‬‬
‫المحلً‪ ،‬وفً سنة ‪ 2003‬كما قلنا صدر مرسوم ملكً بالموافقة على نظام مراقبة شركات‬
‫التؤمٌن التعاونً بهدؾ اٌجاد التنظٌمً الذي ٌضمن نجاح نشاط التؤمٌن التكافلً فً المملكة‪.‬‬

‫وقد أوكل الى مإسسة النقد العربً السعودي "ساما" التً تؤسست سنة ‪ ،1952‬مهمة‬
‫االشراؾ والرقابة على شركات وإعادة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬واألنشطة ذات العبلقة بها ابتداء‬
‫‪155‬‬
‫من سنة وقد نتج على تحسن االطار التنظٌمً اتساع خدمات التؤمٌن التكافلً بالمملكة‪.‬‬

‫وكان لها دورا هاما فً توطٌد وتنمٌة النظام المالً السعودي‪ ،‬وهً من أنشؤت‬
‫مإسسة المصرؾ المركزي بالمملكة العربٌة السعودٌة فً عام ‪ 1952‬وكانت احدى المهام‬
‫األولى إلنشابها هً تطوٌر واٌجاد عملة سعودٌة معتمدة‪ ،‬وأولت اهتماما خاصا لتشجٌع نمو‬
‫نظام مصرفً وطنً وتضاعفت مسإولٌاتها مع تطور ونمو االقتصاد وتوسع النظام المالً‬
‫‪156‬‬
‫ومن أهم وظابفها مراقبة شركات التؤمٌن وتشجٌع نمو النظام المالً وضمان سبلمته‪.‬‬

‫ب‪ -‬تطبٌق نظام مراقبة شركات التأمٌن التكافلً‬

‫صدر نظام مراقبة شركات التؤمٌن التعاونً بالمرسوم الملكً رقم ‪ 32‬بتارٌخ ‪21‬‬
‫جولٌه ‪ 2003‬بهدؾ تنظٌم قطاع التؤمٌن بالمملكة‪ ،‬وقد اسند الى مإسسة النقد العربً‬
‫السعودي‪ ،‬مهام اإلشراؾ على القطاع ومراقبة شركاته وشركات المهن الحرة المتعلقة‬
‫بالتؤمٌن‪ ،‬وفور صدور هذا النظام‪ ،‬شكلت المإسسة فرٌقا من المشرفٌن ألداء مهام اإلشراؾ‬
‫والرقابة على قطاع التؤمٌن‪.‬‬

‫وٌهدؾ النظام الى حماٌة حقوق المإمن لهم المشتركٌن والمستثمرٌن‪ ،‬وتحقٌق‬
‫استقرار سوق التؤمٌن وتشجٌع المنافسة العادلة والفعالة‪ ،‬وتوفٌر خدمات تؤمٌنٌة افضل‬
‫‪157‬‬
‫بؤسعار وتؽطٌات مناسبة‪ ،‬باإلضافة الى تطوٌر قطاع التؤمٌن بالمملكة‪.‬‬

‫واهم ما نص علٌه نظام مراقبة شركات التؤمٌن التعاونً السعودي ٌتجلى فٌما ٌلً‪:‬‬

‫‪ -155‬محمد سعدو الجرؾ‪ ،‬تقوٌم أنظمة التؤمٌن التعاونً فً المملكة العربٌة السعودٌة‪ ،‬ملتقى التؤمٌن التعاونً‪ ،‬المنعقد فً ‪،31-33‬‬
‫أبرٌل ‪ ،8131‬جامعة ام القرى السعودٌة‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -156‬موقع مإسسة النقد العربً السعودي ‪ ، www.sama.gov.sa ،‬تارٌخ االطبلع ‪ 8188/18/18‬على الساعة ‪4:39‬‬
‫‪ -157‬تقرٌر سوق التامٌن السعودي‪* 8132،‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ -1‬أن ٌكون نظام التؤمٌن فً المملكة عن طرٌق شركات تؤمٌن مسجلة ومرخصة تعمل‬
‫وفق أسلوب التؤمٌن التعاونً وبما ال ٌتعارض مع أحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة‪.‬‬

‫‪ -2‬شروط منح الترخٌص لشركات التؤمٌن‪ ،‬والتً ٌتوجب أن تقوم على أساس تؤمٌن‬
‫تكافلً إسبلمً‪.‬‬

‫‪ -3‬كٌفٌة ادارة شركات التؤمٌن التكافلً واالجراءات الرقابٌة واالشرفٌة ومختلؾ‬


‫العملٌات التؤمٌنٌة‪.‬‬

‫‪ -4‬تحدٌد جملة العقوبات المفروضة فً حالة مخالفة أحكام النظام‪.‬‬

‫‪ -5‬ضرورة قٌام مإسسة النقد العربً السعودي بتعٌٌن لجنة تقوم على الفصل فً‬
‫المنازعات بٌن شركات تؤمٌنٌة والمشتركٌن وتعتبر هذه الخطوة إٌجابٌة لحفظ حقوق‬
‫هٌبة المشتركٌن‪.‬‬

‫ت‪ -‬تطبٌق نظام الضمان الصحً التعاونً‪:‬‬

‫لقد كان لتطبٌق نظام الضمان الصحً التعاونً اإللزامً اثرا كبٌرا فً زٌادة الحصة‬
‫السوقٌة لتؤمٌن الصحً‪ ،‬ونمو قطاع التؤمٌن التكافلً ككل بالمملكة‪ ،‬وقد تم اعتماد هذا‬
‫النظام بتارٌخ ‪ 11‬ؼشت ‪ ،1999‬وٌهدؾ الى تطوٌر فرع التؤمٌن الصحً وتنمٌته من‬
‫خبلل توفٌر التؽطٌة التؤمٌنٌة الصحٌة وتنظٌمها لجمٌع السعودٌٌن وؼٌر السعودٌٌن العاملٌن‬
‫بالقطاع الخاص وأسرهم‪ ،‬إضافة الى ذلك تم إطبلق مشروع تبادل المعلومات اإللكترونٌة‬
‫للتؤمٌن الصحً السعودي‪ ،‬ابتداء من سنة ‪ ،2013‬والذي ٌهدؾ الى توحٌد وتمكٌن أطراؾ‬
‫العبلقة من تبادل تعامبلت التؤمٌن الصحً إلكترونٌا‪.‬‬

‫ج‪ -‬تزاٌد عدد شركات التأمٌن التكافلً العاملة بالقطاع‬

‫بلػ عدد شركات التؤمٌن التعاونً فً المملكة العربٌة ‪ 35‬شركة سنة ‪ ،2017‬حسب‬
‫تقرٌر سوق التؤمٌن السعودي لسنة ‪ ،2017‬وتحتل بذلك السعودٌة المرتبة األولى من حٌث‬
‫عدد شركات التؤمٌن التكافلً عالمٌا‪ ،‬وقد عرؾ هذا العدد ارتفاعا وتزاٌدا مستمرا‪ ،‬اذ انتقل‬
‫عدد شركات التؤمٌن التكافلً بالسعودٌة من ‪ 19‬شركة سنة ‪ 2010‬الى ‪ 35‬شركة سنة‬

‫‪89‬‬
‫‪ ،2017‬مما ٌعكس السعً نحو االرتقاء بهذه الصناعة وجعلها منافسا قوٌا لتؤمٌن التقلٌدي‬
‫عالمٌا‪.‬‬

‫ح‪ -‬المنافسة المٌدانٌة لسوق التأمٌن التجاري‬

‫لقد نجحت صناعة التؤمٌن التكافلً فً السعودٌة تدرٌجٌا فً إقتحام مٌدان المنافسة‪،‬‬
‫وذلك من خبلل نجاح خبراء التؤمٌن شرعٌا فً تطوٌر نظام فنً‪ ،‬مركب من مجموعة من‬
‫عبلقات مالٌة وقانونٌة‪ٌ ،‬قدم خدمات التؤمٌن كؤحد االحتٌاجات الضرورٌة فً العصر‬
‫الحدٌث مع االلتزام بؤن ٌكون ال ٌخالؾ الشرٌعة اإلسبلمٌة‪.‬‬

‫كما أصبحت الشرٌعة االٍسبلمٌة حالٌا‪ ،‬نموذجا ٌحتذى به من قبل العدٌد من الدول التً‬
‫ترؼب فً ممارسة التحول‪ ،‬كلٌا او جزبٌا‪.‬‬

‫خ‪ -‬الخبرات والكوادر التأمٌنٌة الملتزمة العاملة فً القطاع‬

‫من بٌن عوامل نجاح صناعة التؤمٌن التكافلً بالمملكة هً الخبرات والموارد البشرٌة‬
‫التً تتمتع بها شركات التؤمٌن التكافلً والهٌبات الوصٌة فً القطاع‪ ،‬ؼٌر أن هذه الخبرات‬
‫لم تؤتً بالصدفة او من فراغ‪ ،‬بل إن تماٌز الفروق الجوهرٌة بٌن التؤمٌن التجاري والتؤمٌن‬
‫التكافلً‪ ،‬ادى الى بروز نخبة من خبراء التؤمٌن وكوادر فقهٌة تحمل قٌمة االلتزام الشرعً‬
‫فً تصمٌم وتقدٌم خدمات ومنتجات التؤمٌن‪ ،‬الى جانب االهتمام بتدرٌب موظفً شركات‬
‫التؤمٌن من عوامل تطور صناعة التؤمٌن التكافلً بالسعودٌة‪ ،‬وذلك من خبلل اقرار اختبار‬
‫الشهادة العامة فً أساسٌات التؤمٌن كشهادة إلزامٌة‪ ،‬والتً تشمل المبادئ األساسٌة ألنظمة‬
‫واللوابح الخاصة بنشاط التؤمٌن‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة الى أن قطاع التؤمٌن التكافلً فً السعودٌة قد توسع فً توفٌر وظابؾ‬
‫‪11272‬‬ ‫الى‬ ‫جدٌدة‪ ،‬حٌث ارتفع عدد الموظفٌن فً القطاع من ‪ 10039‬سنة ‪، 2016‬‬
‫موظفا سنة ‪.2017‬‬

‫‪90‬‬
‫ه‪ -‬العمل على توفٌر منتجات تأمٌنٌة تكافلٌة متنوعة‬

‫توفر شركات التؤمٌن التكافلً بالسعودٌة منتجات تؤمٌنٌة متنوعة‪ ،‬وكلها تندرج ضمن‬
‫الصٌؽة التكافلٌة اإلسبلمٌة وذلك لدعم مختلؾ األنشطة االقتصادٌة وتطوٌر صناعة التؤمٌن‬
‫التكافلً‪ ،‬اذ تمثل التؽطٌات التؤمٌنٌة التكافلٌة المتوفرة حسب إحصابٌات سنة ‪:1582017‬‬

‫‪ -‬التؤمٌن الصحً بنسبة ‪52.1‬‬

‫‪ -‬تؤمٌن المركبات ‪30.5‬‬

‫‪ -‬تؤمٌن الممتلكات والحرابق ‪4.7‬‬

‫‪ -‬التؤمٌن الهندسً ‪2.6‬‬

‫‪ -‬تؤمٌن الحوادث والمسإولٌات ‪2.7‬‬

‫‪ -‬تؤمٌن الحماٌة واالدخار ‪3.1‬‬

‫‪ -‬التؤمٌن البحري ‪1.7‬‬

‫‪ -‬تؤمٌن الطاقة ‪2‬‬

‫‪ -‬تؤمٌن الطٌران ‪0.1‬‬

‫وتتطلع شركات التؤمٌن التكافلً بالسعودٌة نحو البحث فً مدى إمكانٌة المزاوجة ما‬
‫بٌن آلٌات التؤمٌن التكافلً والٌات نظام الوقؾ فً الفقه اإلسبلمً‪ ،‬وذلك فً سٌاق تطوٌر‬
‫‪159‬‬
‫منتجات تؤمٌنٌة تكافلٌة جدٌدة‪.‬‬

‫مما سبق ٌبلحظ أن النمو االقتصادي لم ٌقتصر على البنوك اإلسبلمٌة فحسب‪ ،‬بل‬
‫طال أٌضا قطاع التؤمٌن المتوافق مع الشرٌعة اإلسبلمٌة‪ ،‬حٌث ارتفع حجم أقساط التـؤمٌن‬
‫فً العالم‪ ،‬وبدأت شركات التؤمٌن األجنبٌة فً توجٌه اهتمامها الى الدول اإلسبلمٌة‬
‫بالخصوص‪ ،‬وعلى رأسها دول الخلٌج‪ ،‬فهً تمثل فً الوقت الحالً أكبر سوق تكافل فً‬
‫العالم‪ ،‬كما أن نمو قطاع التكافل تجاوز نمو قطاع التؤمٌن التقلٌدي فً معظم دول الشرق‬
‫‪ -158‬تقرٌر سوق التؤمٌن السعوي ‪ ،8132‬م س‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -159‬فٌروز بوزبرٌن‪ ،‬متطلبات تطوٌر صناعة التامٌن التكافلً لدعم الصناعة المالٌة االسبلمٌة‪ ،‬دراسة حالة تجربة المملكة العربٌة‬
‫السعودٌة‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.831‬‬

‫‪91‬‬
‫األوسط ومن اهم عوامل التً ساهمت فً هذا النمو الى جانب ما تم ذكره فً االعلى‪ ،‬زٌادة‬
‫الناتج المحلً االٍجمالً لكل فرد‪ ،‬وتركٌبة سكانٌة ؼالبٌتها من الشباب‪ ،‬وازدٌاد الوعً‬
‫والرؼبة فً األخذ بمنتجات متوافقة وأحكام الشرٌعة‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬واقع تجربة التأمٌن التكافلً فً مالٌزٌا‬

‫من اوابل الدول التً تبنت صناعة التؤمٌن التكافلً نجد دولة مالٌزٌا والتً كانت لها‬
‫نشؤة متمٌزة (أوال)‪ ،‬وتمٌزت هذه الصناعة فً مالٌزٌا بنمو سرٌع منذ تؤسٌسها حٌث‬
‫تطورت من صناعة مكونة من شركة واحدة بمنتجات أساسٌة محدودة جدا الى صناعة‬
‫راسخة تم دمجها ضمن التٌار السابد للنظام المالً‪ ،‬وتم تحقٌق ذلك من خبلل الجهود‬
‫الكبرى والجادة التً تبدلها الدولة‪ ،‬عبر كل من البنك المركزي المالٌزي وشركات التكافل‬
‫من أجل صناعة دٌنامٌكٌة وصامدة وفعالة فً مجال التكافل‪ ،‬هذا وؼٌره ساعد فً تطور‬
‫صناعة التؤمٌن التكافلً فً مالٌزٌا لذلك سنقؾ عند معالم تطورها (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تطبٌق التأمٌن التكافلً فً مالٌزٌا وتطوره‬

‫ٌسمى التؤمٌن التكافلً فً مالٌزٌا بالتكافل‪ ،‬وقد بدأت تعمل مالٌزٌا بهذا النظام فً‬
‫بداٌة الثمانٌنات لحاجة المسلمٌن هناك لبدٌل شرعً عن التؤمٌن التقلٌدي التجاري ولتعزٌز‬
‫‪160‬‬
‫عمل البنك اإلسبلمً الذي تم تؤسٌسه عام ‪.1983‬‬

‫وقد تم اصدار أول قانون لتكافل سنة ‪ 1984‬فً مالٌزٌا‪ ،‬وتؤسست أول شركة تكافل‬
‫فً مالٌزٌا فً شهر نوفمبر ‪1984‬م‪ ،‬وهً "شركة تكافل مالٌزٌا" وتجاوز عدد شركات‬
‫التكافل فً مالٌزٌا أكثر من اثنً عشر شركة ؼالبٌتها محلٌة‪ ،‬كانت أولها سنة ‪،1984‬‬
‫وأول شركة تكافل أجنبٌة فً مالٌزٌا هً‪،Zurich takaful Malaysia Berhad :‬‬
‫فبعدما كانت فقط شركتٌن محلٌتٌن سنة ‪ ،2003‬وازدٌاد عدد الشركات فً مالٌزٌا وذلك‬

‫‪ -160‬محمد أكرم ال الدٌن‪ ،‬سعٌد بو هوارة‪ ،‬تجربة التامٌن التعاونً المالٌزٌة‪ ،‬الملتقى الثالث للتؤمٌن التعاونً‪ ،‬المنعقد فً ‪-2‬‬
‫‪ ,8133/38/3‬الجامعة االردنٌة‪ ،‬ص ‪.849‬‬

‫‪92‬‬
‫راجع اال رؼبة وتشجٌع المعتمد من طرق الدولة لشركات المحلٌة‪ ،‬وفتحها المجال‬
‫‪161‬‬
‫لبلستثمار األجنبً فً هذا المجال‪.‬‬

‫أ‪ -‬تطبٌق التأمٌن التكافلً فً مالٌزٌا‪:‬‬

‫تعرؾ صناعة التؤمٌن التكافلً فً مالٌزٌا بتطبٌقها المتمٌز الذي جعلها من أكثر‬
‫الصناعات تطورا لتكون مثاال ٌحتذى به فً كل الدول اإلسبلمٌة‪ ،‬وعلى الرؼم من أن‬
‫شركة تكافل مالٌزٌا للتؤمٌن هً الشركة األولى للتؤمٌن اإلسبلمً اال أن شركة االخبلص‬
‫فً مالٌزٌا هً االخرى أصبحت رابدة فً صناعة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬وعرفت نموا سرٌعا‬
‫على مستوى تقدٌم الخدمات التؤمٌنٌة التكافلٌة وعلى مستوى احتبلل مراتب متقدمة فً سوق‬
‫التؤمٌن‪.‬‬

‫‪ -1‬شركة اإلخالص للتكافل بمالٌزٌا‪:‬‬

‫تؤسست شركة اإلخبلص فً ‪ 21‬ابرٌل من عام ‪ ،2003‬وتعتبر من أكبر شركات‬


‫التؤمٌن التكافلً فً مالٌزٌا والمنتشرة فً جمٌع أرجابها‪ ،‬وتمارس نشاطها فً جمٌع أنواع‬
‫التؤمٌنات وهذا هو العامل األساسً فً تفوق هذه الشركة هو اعتمادها على الشركة الوطنٌة‬
‫المالٌزٌة إلعادة التؤمٌن‪ ،‬فهً تمكنها من تجمٌع األموال وتشاركها أٌضا فً جنً األرباح‬
‫وعوابد االستثمار وأجرة الوكالة‪ ،‬وتتحدد موارد شركة االخبلص للتكافل فً األرباح‬
‫المكتسبة من استثمار صندوق المساهمٌن وأجرة الوكالة مقابل ادابها للعملٌات التؤمٌنٌة‪،‬‬
‫وحصة أرباح االستثمار وفابض صندوق التكافل‪.‬‬
‫‪162‬‬
‫فً‬ ‫وٌطبق التؤمٌن التكافلً عبر عدة صور‪ ،‬وتتخذ شركة االخبلص صورتٌن‬
‫تقدٌم التكافل هما‪:‬‬

‫‪ -1‬التكافل العام‪:‬‬

‫وهو قصٌر االجل ٌتراوح ما بٌن ‪ 6‬أشهر وسنتٌن‪ ،‬وصوره كثٌرة منها‪:‬‬

‫‪ -161‬عبد القادر نصارى‪ ،‬بوعزٌز أزهر بن بٌا محمد‪ ،‬العوامل المإثرة على ربحٌة شركات التؤمٌن بمالٌزٌا خبلل الفترة ‪-8138‬‬
‫‪ ،8134‬مجلة التكامل االقتصادي‪ ،‬المجلد ‪ 13‬العدد ‪ ،11‬شتنبر‪ ،8181‬ص ‪.819‬‬
‫‪ -162‬مصباح رمضان الشلتات‪ ،‬التؤمٌن التكافلً على السٌارات بٌن شركتً لٌبٌا للتؤمٌن واالخبلص للتكافل بمالٌزٌا مقال منشور‬
‫على الموقع الكترونً ‪ ،https://scholar.google.com/scholar?hl‬تارٌخ الزٌارة ‪ 8188/18/18‬على الساعة ‪.38:31‬‬

‫‪93‬‬
‫التؤمٌن على الحرٌق والحوادث والبضابع والشحن والبٌوت وممتلكاتها‪ ،‬اي أن هذا‬
‫النوع ٌهتم بممتلكات األفراد والشركات والمإسسات‪.‬‬

‫‪ -2‬التكافل العائلً‪:‬‬

‫وهو طوٌل األجل ٌتراوح ما بٌن ‪ 5‬سنوات الى ‪ 30‬سنة‪ ،‬وٌهتم هذا النظام بالتؤمٌن‬
‫التكافلً المتعلق بالشخص او العابلة فً شكل ٍادخار األموال واستثمارها‪.‬‬

‫وتنقسم عقود التؤمٌن التكافلً فً شركة اإلخبلص الى ثبلثة عقود وهً‪:‬‬

‫‪ -‬عقد بٌن المشتركٌن وبٌن الشركة‪:‬‬

‫لقد تبنت شركتان من شركات التكافل المالٌزٌة عقد الوكالة‪ ،‬وتعتبر شركة اإلخبلص‬
‫احدى هاتٌن الشركتٌن‪ ،‬وعقد الوكالة ٌشكل العبلقة القوٌة التً تربط بٌن الوكٌل وهً‬
‫الشركة‪ ،‬والموكل وهو المشترك‪ ،‬وتقوم الشركة فً عملٌاتها بدور الوكٌل الذي ٌنوب عن‬
‫المشترك او هٌبة المشتركٌن بتقدٌم الخدمات التؤمٌنٌة او ادارة العملٌات التؤمٌنٌة مقابل اجر‪،‬‬
‫وهذه األجرة قد تكون محددة او عبارة عن نسبة متفق علٌها من ربح االستثمار او من‬
‫فابض صندوق التكافل‪.‬‬

‫‪ -‬عقد التأمٌن التكافلً بٌن المشتركٌن أنفسهم‬

‫و ٌتمثل هذا العقد فً التكافل والتعاون الذي ما بٌن المشتركٌن لمواجهة المخاطر التً‬
‫قد تصٌب أحدهم‪ ،‬وهو األساس الذي تقوم علٌه شركات التكافل فً العالم‪.‬‬

‫‪ -‬عقد التبرع‬

‫وهو العقد األ ساس الذي ٌنبنً علٌه التكافل وتبنت شركة اخبلص عقد التبرع كعقد‬
‫أساسً‪ ،‬ونجد أن شركة تكافل االخبلص للتؤمٌن التكافلً فازت بجابزة أفضل المنتجات‬
‫التكافل المنعقد فً لندن بمناسبة مإتمر التكافل الدولً الرابع ‪ ،2010‬وٌعود نجاحها ذلك‬
‫‪163‬‬
‫بفعل منتوج "اخبلص مٌدٌك اسٌست تكافل"‪.‬‬

‫‪ -163‬شركة تكافل اخبلص المالٌزٌة تفوز بؤفضل المنتجات الدولٌة‪ ،‬مقال منشور عبر موقع تقرٌب‪ ،‬تارٌخ االطبلع ‪8183/13/81‬‬
‫على الساعة ‪* .83:19‬‬

‫‪94‬‬
‫ب‪ :‬تطور صناعة التكافل فً مالٌزٌا‬

‫ٍان تطور صناعة التكافل فً مالٌزٌا مر بعدة مراحل فً إطار جهود البنك المالٌزي‬
‫لتنمٌة هذه الصناعة‪ ،‬وبدأت أولى هذه المراحل بتشجٌع قانون التكافل لسنة ‪،1984‬‬
‫وركزت هذه المرحلة على تؤسٌس البٌبة التحتٌة األساسٌة لهذه الصناعة‪ ،‬وثانٌها مرحلة‬
‫بداٌة التنافس‪ ،‬والتً عرفت دخول شركات أخرى‪ ،‬وشهدت هذه الفترة تعاونا أكبر ما بٌن‬
‫شركات فً المنطقة بما فً ذلك تؤسٌس مجموعة تكافل اسٌان فً عام ‪ ،1985‬وتؤسٌس‬
‫شركة اسٌان الدولٌة المحدودة إلعادة التكافل فً عام ‪ ،1997‬االمر الذي ساعد على إجراء‬
‫الترتٌبات الخاصة بإعادة التكافل بٌن شركات التكافل فً مالٌزٌا وفً المنطقة مع كل من‬
‫بروناي‪ ,‬إندونٌسٌا وسنؽافورة‪.‬‬

‫والمرحلة الثالثة والتً بدأت بتقدٌم الحصة الربٌسٌة للقطاع المالً عام ‪ ،2001‬حٌث‬
‫تهدؾ الى جملة من األ مور من بٌنها ترقٌة قدرات شركات التكافل وتقوٌة الهٌكل القانونً‬
‫والشرعً والرقابً لصناعة التكافل‪ ،‬وٌعتبر الجزء المتعلق بالصرفٌة اإلسبلمٌة والتكافل‬
‫هو الوسٌلة الربٌسٌة لتحقٌق طموح مالٌزٌا فً أن تكون مركزا دولٌا للنظام المالً‬
‫اإلسبلمً‪ ،‬وشهدت هذه الفترة زٌادة فً التنمٌة والتنافس‪ ،‬مما أثر الترخٌص لشركات جدٌدة‬
‫لدخول السوق‪.‬‬

‫ومن أجل تعزٌز تنمٌة صناعة التكافل تم تؤسٌس ٍاتحاد مخصص لشركات التكافل فً‬
‫عام ‪ ،2002‬وٌعرؾ باالٍتحاد التكافل المالٌزي‪ٌ ،‬سعى الى تحسٌن المراقبة الذاتٌة لصناعة‬
‫التكافل لتنسٌق ممارسات السوق وتعزٌز التعاون بقدر أكبر بٌن شركات التكافل فً سبٌل‬
‫تنمٌة صناعة التكافل ولتعزٌز المرافق الشرعٌة القانونٌة‪ ،‬أصدر البنك المالٌزي الضوابط‬
‫الخاصة بحكم اللجنة الشرعٌة للمإسسات المالٌة فً شهر دٌسمبر ‪ ،2004‬والتً بدأت حٌز‬
‫‪164‬‬
‫‪:‬‬ ‫التنفٌذ سنة ‪.2005‬‬

‫‪ - 164‬زهرة ؼراؾ‪ ،‬وبن سعً لخضر‪ ،‬تجربة مالٌزٌا فً التكافل االسبلمً وفرصة االستفادة منها فً المعامبلت المالٌة الجزابرٌة‬
‫ص ‪*.11-18‬‬

‫‪95‬‬
‫و ٌبلحظ تطور حجم األصول لشركات التؤمٌن التكافلً خبلل الفترة ‪،2017-2011‬‬
‫بحٌث نجد مجموع أصول شركات التؤمٌن التكافلً كانت تسجل فقط ‪ 227463‬سنة‬
‫‪165‬‬
‫‪ ،2014‬لٌصل بحلول سنة ‪ 2017‬الى ‪.29283‬‬

‫وٌرجع هذا التطور الى تزاٌد عدد شركات التؤمٌن التكافلً بمالٌزٌا‬

‫وبالنسبة لحجم األصول لشركات التؤمٌن التكافلً بمالٌزٌا حسب عقود التامٌن‪ ،‬فبعدما‬
‫كان ٌسجل التؤمٌن العابلً ‪ 143772‬ملٌون رٌنجٌت ‪ ،RM‬ارتفع الى الضعؾ تقرٌبا‬
‫بحلول سنة ‪ 2017‬بمعدل ‪ 256387‬ملٌون ‪ ،RM‬ونفس التطور على مستوى التؤمٌن‬
‫العام‪ ،‬بحٌث كان ٌسجل سنة ‪ 25710 2011‬ملٌون‪ ،‬أصبح بحلول سنة ‪ٌ 2017‬سجل‬
‫‪166‬‬
‫‪ 36446‬ملٌون رٌنجٌت مالٌزي‪.‬‬

‫وقد بلػ حجم اقساط التؤمٌن التكافلً فً مالٌزٌا ‪ 7.7‬ملٌار دوالر فً سنة ‪،2018‬‬
‫مقابل ‪ 6.95‬ملٌار دوالر فً ‪ ،2017‬بمعدل نمو ‪ 10.8‬فً المبة‪ ،‬فٌما بلؽت اقساط‬
‫تؤمٌنات الحٌاة فً مالٌزٌا ‪ 4.9‬ملٌار دوالر خبلل عام ‪ 2018‬مقابل ‪ 4.35‬ملٌار دوالر فً‬
‫سنة ‪ ،2017‬بمعدل نمو ‪ 13.1‬بالمبة مقابل نمو ‪ 10‬بالمبة فقط خبلل ‪ ،2017‬وذلك وفقا‬
‫للتقرٌر السنوي الٍتحاد التؤمٌن التكافلً فً مالٌزٌا لعام ‪.2018‬‬

‫وتعد البنوك من أبرز قنوات التسوٌق فً تؤمٌنات الحٌاة التكافلً فً مالٌزٌا‪ ،‬وذلك‬
‫وفقا للتقرٌر الذي سجل أن قنوات تسوٌق المنتجات التؤمٌنٌة التكافلٌة للحٌاة فً مالٌزٌا هً‪:‬‬

‫فروع البنوك بالنسبة ‪ 49.9‬بالمبة ٌلٌها وكبلء التؤمٌن ‪ 32.6‬والوسطاء ‪ 3.2‬فضبل‬


‫عن قنوات اخرى بنسبة ‪ ،14.9‬وبلؽت أقساط تؤمٌنات الممتلكات وفقا لنظام التكافل فً‬
‫مالٌزٌا ‪ 2.8‬ملٌار دوالر‪ ،‬مقابل ‪ 2.6‬ملٌار دوالر فً سنة ‪ ،2017‬وبمعدل نمو ‪8.9‬‬
‫‪167‬‬
‫بالمبة‪ ،‬مقابل معدل نمو فً سنة ‪ 2017‬بنسبة ‪ 6.4‬بالمبة‪.‬‬

‫‪ -165‬تقرٌر البنك المركزي المالٌزي‪*.‬‬


‫‪ -166‬عبد القادر نصارى‪ ،‬العوامل المإثرة على ربحٌه شركات التؤمٌن التكافلً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.811‬‬
‫‪ -167‬جمعة الشاذلً‪ ،‬مقال بعنوان‪ ،‬أقساط التؤمٌن التكافلً فً مالٌزٌا تناهز ‪ 262‬ملٌار دوالر خبلل سنة ‪ ،8133‬عبر الموقع‬
‫االٍلكترونً‪ https://almalnews.com/%D8%A3%D9 :‬تارٌخ االطبلع ‪ 8183/18/31‬على الساعة ‪.1‬‬

‫‪96‬‬
‫عموما ٌمكن القول أن مالٌزٌا من الدول األولى التً اهتمت بصناعة التؤمٌن التكافلً‪،‬‬
‫وكانت نموذجا ٌشجع المإسسات األجنبٌة على المشاركة فً سوق التكافل المالٌزي‪،‬‬
‫وبالتالً اٌجاد حزمة متنوعة ومتزاٌدة من الشركات المحلٌة والدولٌة‪ ،‬وال زالت تواصل‬
‫جهودها لتحسٌن هذه الصناعة والتقدم أكثر ولتكون النموذج الناجع لممارسة هذه الصناعة‬
‫المتمٌزة بكل المقاٌٌس سواء على مستوى شركات التؤمٌن التكافلً او شركات ٍاعادة التامٌن‬
‫التكافلً فما العوامل الكبرى التً ساعدتها فً ذلك؟‬

‫ثانٌا‪ :‬عوامل نجاح صناعة التكافل المالٌزٌة‬

‫ساعدت عدة عوامل فً نجاح صناعة التؤمٌن التكافلً فً مالٌزٌا‪ ،‬مكنت مالٌزٌا من‬
‫أن ٌكون لدٌها نظام تكافل متمٌز على المستوى العالمً ومن بٌن هذه العوامل‪:‬‬

‫أ‪ -‬دعم الحكومة والبنك المركزي المالٌزي لصناعة التكافل‪:‬‬

‫لقد حظٌت صناعة التكافل بدعم ؼٌر محدود من الحكومة المالٌزٌة والبنك المركزي‬
‫المالٌزي‪ ،‬وهو ما ساعدها على القٌام بمبادرات مهمة لتعزٌز الصناعة المحلٌة‪ ،‬ومكنها من‬
‫الدخول لسوق العالمً‪ ،‬وقد تجسد هذا الدعم فً قٌام الحكومة بوضع الخطة األساسٌة‬
‫للصناعة المالٌة المكونة من خطة استراتٌجٌة لمدة ‪ 10‬سنوات لتعزٌز الصناعة المالٌة‪.‬‬

‫وقد بادرت الحكومة بتحفٌض بعض الضرابب واعفاء ٌعضها االخر لفترة زمنٌة‬
‫مبلبمة للشركات التً توفر خدمات التكافل‪ ،‬تشجٌعا منها لنشؤة المزٌد من شركات التكافل‬
‫فً البلد‪ ،‬كما قامت اٌضا بعرض رخص التشؽٌل لشركات التكافل العالمٌة التً ترٌد أن‬
‫تقدم خدماتها فً مالٌزٌا‪ ،‬وقامت فً عام ‪ 2001‬بخطوة تحرٌر الصناعة المصرفٌة‬
‫وعرض أربعة رخص جدٌدة لشركات التكافل توفر خدمات التكافل العابلٌة‪ ،168‬فهذه من‬
‫بٌن المبادرات التً قامت بها الحكومة وهً دلٌل على دعمها وسعٌها إلنجاح الصناعة‬
‫المحلٌة‪.‬‬

‫‪ -168‬محمد أكرم آلل الدٌن‪ ،‬وسعٌد بو هراوة‪ ،‬تجربة التؤمٌن التعاونً المالٌزي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.831-838‬‬

‫‪97‬‬
‫فالحكومة المالٌزٌة عملت على تحرٌر قطاع المالٌة الذي فتح الباب لمزٌد من الفرص‬
‫لظهور عدد اكبر من شركات التكافل التً تعمل فً مالٌزٌا‪ ،‬وهو ما ٌزٌد التنافس بٌن‬
‫‪169‬‬
‫الشركات وٌحسن الخدمات وٌستوعب اكثر عدد ممكن من الزبابن‬
‫‪170‬‬
‫ب‪ -‬وضوح الرؤٌة و ااستراتٌجٌة العمل‬

‫حٌث تمٌزت المإسسات المالٌزٌة المالٌة عموما‪ ،‬والمإسسات المالٌة على وجه‬
‫الخصوص بقوة التخطٌط‪ ،‬وذلك من خبلل التؤكٌد على وضوح الرإٌة‪ ،‬والتسطٌر المحكم‬
‫ألهداؾ واالٍستراتٌجٌات قبل مباشرة العمل وقد أطلق على هذه الرإٌة "رإٌة ‪،"2020‬‬
‫وتتجلى هذه الرإٌة فً وضع إطار قانونً شامل ومحكم‪ٌ ،‬تمثل فً قانون سنة ‪،1984‬‬
‫وكذا التخطٌط لرفع من هذه الصناعة برأس مال بشري مإهل‪.‬‬

‫ووضوح الرإٌة ٌتجلى كذلك فً وضوح اإلطار القانونً وانضباطه‪ -‬ق ‪،-1984‬‬
‫حٌث ٌعود له الدور الكبٌر فً نجاح التؤمٌن التكافلً‪ ،‬واصدار أدلة ٍارشادٌة لجملة من‬
‫المنتجات المالٌة منها‪:‬‬

‫المبادئ االرشادٌة بشؤن الشفافٌة واالٍفصاح عن المنتجات والمبادئ االٍرشادٌة لعرض‬


‫منتجات جدٌدة لشركات التؤمٌن التكافلً وقد حظٌت هذه المبادئ االٍرشادٌة بقبول شركات‬
‫التكافل كونها شاركت فً صٌاؼاتها‪ ،‬من خبلل ارسال البنك المركزي مسودات هذه االدلة‬
‫والمبادئ االرشادٌة الى المإسسات المالٌة بما فٌها شركات التكافل‪.‬‬

‫اما نظرتها المستقبلٌة فتتجلى فً صٌاؼة قوانٌن المإسسات المالٌة عموما واإلسبلمٌة‬
‫على الوجه الخصوص بمقاربة مصلحٌة تجمع بٌن الحفاظ على المصالح المحلٌة‪ ،‬وتحفٌز‬
‫المإسسات المالٌة األ جنبٌة خاصة التً تتوفر على تقنٌات عالمٌة فً الجانب الخدماتً‬
‫لمباشرة العمل فً مالٌزٌا‪ ،‬وقد تجسد ذلك فً قوانٌن واضحة ومنضبطة‪ ،‬وتسهٌبلت‬

‫‪169‬‬
‫‪-‬محمد الل الدٌن‪ ،‬الحوكمة الشرعٌة فً التؤمٌن التعاونً –تحلٌل عملٌة الرقابة الشرعٌة لصناعة التؤمٌن التعاونً فً اطار الحوكمة الشرعٌة‬
‫بمالٌزٌا‪ ،-‬الملتقى الرابع للتؤمٌن التعاونً المنعقد فً ‪ ،8131/11/33-32‬ص‪.118‬‬

‫‪ -170‬محمد أكرم آلل الدٌن‪ ،‬وسعٌد بو هراوة‪ ،‬تجربة التؤمٌن التعاونً المالٌزي‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪.138-133‬‬

‫‪98‬‬
‫ضرٌبٌة مؽرٌة وقد كانت نتٌجة ذلك ٍارتفاع عدد الشراكات بٌن المإسسات األجنبٌة‬
‫‪171‬‬
‫والمحلٌة‪.‬‬

‫عبلوة على كل من التنافس اإلٌجابً ما بٌن شركات التؤمٌن وعقدها لشركات مع‬
‫بعضها البعض‪ ،‬بحٌث تقوم الشركات بشكل مستمر بتطوٌر منتجاتها وتتنافس فً توفٌر‬
‫الخدمات بؤسعار تنافسٌة األمر الذي جعل رسوم االشتراك فً الخدمات فً متناول‬
‫الجمٌع‪ ،172‬اضؾ مهارة وكفاءة القوى العاملة فً مالٌزٌا كل هذا وؼٌره ساعد فً بزوغ‬
‫نموذج مثالً ٌمكن االٍحتذاء به لكل نظام ٌرٌد تبنً هذه التجربة‪ ،‬لكن هذه التجربة هً‬
‫األخرى لم تسلم من المعٌقات كانت أبرزها تدور ما بٌن قلة اإلطارات المتخصصة فً‬
‫التكافل وضعؾ تطوٌر المنتجات وتوسٌع الخدمات وشدة المنافسة‪.‬‬

‫ٌمكن القول أن ال النموذج السعودي وال المالٌزي ٌعتبران مدرسة لكل مقبل على‬
‫التؤمٌن التكافلً لذلك ندعو الجهات المختصة فً هذا الصدد أن تستفٌد من هذه التجارب‬
‫لبلورة انطبلقة قوٌة لتؤمٌن التكافلً بببلدنا عبر تتبع خطواتها والتعلم من أخطابها‪ ،‬وخلق‬
‫عوامل تشد ازر هذا المنتوج التكافلً وتساعده على تخطً اإلكراهات الكبرى التً‬
‫تعترضه‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬تصور واقع التأمٌن التكافلً بالمغرب‬

‫إن وجود بنوك تشاركٌة بالمؽرب‪ٌ ،‬لزم ضرورة وجود تؤمٌن تكافلً‪ ،‬ألنه ٌشكل اللبنة‬
‫األساسٌة فً جمٌع معامبلت المالٌة التشاركٌة‪ ،‬ومن شؤنه توطٌد القاعدة التً تقوم علٌها‬
‫البنوك التشاركٌة وسٌسمح فً جدب المزٌد من الزبابن واألفراد الذاتٌن والمستثمرٌن‪.‬‬

‫ونحن نعلم أنه رؼم مرور حوالً ‪ 5‬سنوات على دخول البنوك التشاركٌة الى السوق‬
‫المؽربٌة‪ ،‬وعلى الرؼم من نشاط البنوك التشاركٌة ٌسٌر فً منحنى تصاعدي مع ارتفاع‬
‫التموٌبلت الممنوحة بنسبة ‪ 55.3‬بالمبة‪ ،‬الى اكثر ‪ 15.9‬ملٌار درهم خبلل شهر ماي‬
‫‪ ،2021‬حسب احصابٌة بنك المؽرب فً ‪ٌ 14‬ولٌوز ‪ ،2021‬اال أن التؤمٌن التكافلً لم‬

‫‪ -171‬محمد أكرم الدٌن‪ ،‬سعٌد بوهراوة‪ ،‬تجربة التؤمٌن التعاونً المالٌزي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪172‬‬
‫محمد اكرم الل دٌن‪ ،‬صناعة التكافل المالٌزٌة –عوامل النجاح ومكامن التطوٌر‪ ،‬مجلة اإلسبلم فً آسٌا‪ ،‬المجلد ‪ 31‬العدد األول‪ ،8131 ،‬ص‬
‫‪.31‬‬

‫‪99‬‬
‫ٌرى نور التطبٌق اال ٌومنا هذا‪ ،‬وبقٌت هذه التموٌبلت دون تؤمٌن ٌؽطً عملٌاتها ضد‬
‫المخاطر وخصوصا فً حاالت العجز عن السداد او الموت‪ ،‬االمر الذي خلق تخوؾ لدى‬
‫الزبابن اللذٌن حصلوا على التموٌبلت خبلل السنوات الماضٌة‪ ،‬واخرٌن لم ٌقدموا على‬
‫الحصول على هذه التموٌبلت خوفا على ضٌاع حقوقهم بدون تؤمٌن تكافلً ٌرعاهم‪.‬‬

‫وتحتاج البنوك التشاركٌة لتؤمٌن تكافلً ألنها كؽٌرها من المإسسات التموٌلٌة‬


‫واالستثمارٌة معرضة لمخاطر كثٌرة‪ ،‬والتً قد تكون أشد وطؤة علٌها من البنوك التقلٌدٌة‬
‫وقد تكون هذه المخاطر خارجٌة‪ ،‬كشؤن األحوال السٌاسٌة والتؽٌرات االٍقتصادٌة واألزمات‬
‫‪173‬‬
‫(الفقرة األولى) فهً أشد حاجة للتؤمٌن التكافلً فهً تحتاج إلٌه حاجة‬ ‫المالٌة العالمٌة‬
‫عامة كؽٌرها من المإسسات واألفراد اذ لها أن تإمن على ممتلكاتها وموظفٌها وتحتاج إلٌه‬
‫حاجة خاصة تنبع من طبٌعة عمل هذه البنوك كمإسسة تموٌل واستثمار وابرز المعامبلت‬
‫التً تظهر فٌها حاجة البنوك التشاركٌة بالمؽرب هً التؤمٌن على منتوج المرابحة (الفقرة‬
‫الثانٌة) ألنه المفعل فً المؽرب‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مستقبل التأمٌن التكافلً بالمغرب‬

‫برزت صناعة التؤ مٌن التكافلً لتوفر ألكثر من ملٌار ونصؾ مسلم منتجات تؤمٌنٌة‬
‫متوافقة مع أحكام الشرٌعة االٍسبلمٌة‪ ،‬فعلى الرؼم من التحدٌات التً ستواجه صناعة‬
‫التؤمٌن التكافلً فً ببلدنا‪ ،‬وعلى الرؼم من البداٌة الجد بطٌبة‪ ،‬اال أنه ٌنتظر صناعة التؤمٌن‬
‫التكافلً مستقبل واعد‪ٌ ،‬مكن التنبإ به‪ ،‬خاصة مع ؼزو ثقافة التؤمٌن التكافلً للدول العربٌة‪،‬‬
‫وخروج المإسسات المالٌة والمصارؾ االٍسبلمٌة بؤقل الخسابر فً األزمة المالٌة العالمٌة‪.‬‬

‫اذ أن مإسسات التؤمٌن التكافلً فً تطور مستمر وذلك ٌعود لرؼبة أؼلبٌة المسلمٌن‬
‫فً العٌش وفق قوانٌن الشرٌعة اإلسبلمٌة فً جمٌع مجاالت حٌاتهم ومنها التؤمٌن‪ ،‬ففً‬
‫المؽرب فالبعد االستراتٌجً للمؽرب ٌمثل فً حضوره الوازن بالقارة إفرٌقٌا‪ ،‬وما ٌتمتع به‬
‫من استقرار سٌاسً واقتصادي وما ٌتوفر علٌه من قاعدة جماهرٌة وأكادٌمٌة واسعة‪ ،‬هذا‬

‫‪ -173‬عبد هللا علً الصٌفً‪ ،‬التؤمٌن على الودابع المصرفٌة فً البنوك االسبلمٌة‪ ،‬مإتمر التؤمٌن التعاونً ابعاده وافاقه وموقؾ‬
‫الشرٌعة االسبلمٌة منه‪ ،‬الجامعة االردنٌة ‪ ،31-33‬أبرٌل ‪ ،8131‬ص ‪.12‬‬

‫‪100‬‬
‫وؼٌره ٌعتبر مإشرا مهما ٌبشر بمستقبل واعد لتؤمٌن التكافلً بالمؽرب‪ ،‬وٌإهله ألن ٌكون‬
‫مركزا دولٌا وقارٌا لتؤمٌن التكافلً‪.‬‬

‫وإن كان المؽرب من اواخر الدول التً فتحت أبوابها لتؤمٌن التكافلً وللمالٌة‬
‫اإلسبلمٌة عموما‪ ،‬فإن قوة إطاره القانونً واستفادته من تراكمات الدول التً سبقته فً هذا‬
‫المجال قد ٌجعل منه قبلة دولٌة ومركزا قارٌا لهذه الصناعة كما هو الحال فً مالٌزٌا‪.‬‬

‫وما ٌدل على أن مستقبل التؤمٌن التكافلً فً المؽرب ٌبشر باالزدهار ما قاله والً‬
‫بنك المؽرب فً ‪ 2021-03-21‬ان البنك المركزي والهٌبة مراقبة التؤمٌنات واالحتٌاط‬
‫االجتماعً ٌعملون معا إلخراج هذا التموٌل الى حٌز الوجود وسٌعمل هذا التؤمٌن على‬
‫تطوٌر التموٌل التشاركً وتعزٌزه‪.‬‬

‫وبٌنت بعض اإلحصابٌات واالستفسارات‪ ،‬أنه ٌوجد شرٌحة كبٌرة من الناس تنتظر‬
‫بروز التؤمٌن التكافلً من أجل خوض تجربة البنوك التشاركٌة التً ٌتوقع أن تنتعش‬
‫معامبلتها فور تفعٌل التؤمٌن التكافلً‪ ،‬اال أن هذا التفاإل ٌظل مرهونا بمدى قدرة وصبر‬
‫الشركات التً ستزاول هذا النوع من التؤمٌنات على تجاوز التحدٌات والعوابق التً قد‬
‫تواجهها فً السوق‪.‬‬

‫وعلى المؽرب أن ٌعمل على التصدي للتحدٌات التً سنعرض لها هً األخرى فً‬
‫موضوعنا‪ ،‬وعلٌه أن ٌعمل على نشر ثقافة التؤمٌن التكافلً بٌن أفراد الشعب والمهتمٌن وأن‬
‫ٌعً تماما أن تنزله سٌقدم دفعة جدٌدة للبنوك التشاركٌة لتحسٌن نتابج عملٌاتها‪.‬‬

‫وعلٌه أن ٌفتح الباب أمام االستثمارات األجنبٌة وأن ٌمهد الطرٌق أمامها لسٌر قدما‬
‫نحو النجاح فً هذه التجربة وما لضرورة وجود وانشاء شركات مستقلة لتؤمٌن التكافلً‪،‬‬
‫وكذلك علٌه أن ٌقوم ببناء ٍاستراتٌجٌة واضحة تسعى للهٌمنة على سوق التؤمٌنات االفرٌقٌة‬
‫لما ال‪ ،‬وجعل المؽرب مركزا دولٌا لتؤمٌن التكافلً‪ ،‬وأن ٌعمل على دعم شركات التؤمٌن‬
‫التكافلً من جمٌع النواحً‪ ،‬حتى تقدر على الوقوؾ واالستمرار ومنافسة شركات التؤمٌن‬
‫التقلٌدي‪ ،‬أن ٌعمل كذلك على إنشاء شركات إعادة التؤمٌن التكافلً حتى ٌتوسع نشاط هذه‬
‫الشركات وٌتطور‪ ،‬الى جانب أن ٌعمل على تؤهٌل العاملٌن فً القطاع مهنٌا وفنٌا‪ ،‬فاذا سار‬

‫‪101‬‬
‫المؽرب على هذا النهج فإنه سٌكون مركزا قارٌا مهما للتؤمٌن التكافلً وسٌكون من اهم‬
‫‪174‬‬
‫الدول التً تعمل به وتعمل على تطوٌره شٌبا فشٌبا‪.‬‬

‫إن اخراج التؤمٌن التكافلً للوجود سٌإدي الى ٍاعطاء دفعة قوٌة للتموٌبلت المتوافقة‬
‫مع الشرٌعة اإلسبلمٌة خاصة فً مجال شراء السٌارات والعقارات واالٌجار المفضً‬
‫للشراء ‪...‬‬

‫وٌتوقع خبلل شهور قلٌلة بتسلٌم رخص تسوٌق منتجات التؤمٌن التكافلً مع شروع‬
‫الشركات المختصة فً تسوٌق منتجاتها خبلل هذه السنة‪ ،‬وتعول المصارؾ التشاركٌة على‬
‫التؤمٌن التكافلً ألجل فتح المجال أمام فبة جدٌدة من الزبابن لبلستفادة من خدماتها التً‬
‫ظلت محصورة فً المشارٌع ذات النسب المجازفة المنخفضة‪ ،‬إثر اقتراب صدور المراسٌم‬
‫التطبٌقٌة الخاصة بنظام التؤمٌن التكافلً‪ ،‬والذي ٌشمل مجاالت تموٌل السكن والسٌارات‬
‫واالستثمارات‪ ،‬مما سٌساهم الى حد كبٌر فً إعطاء دفعة قوٌة لهذا النوع من التموٌبلت‬
‫على مختلؾ اشكالها‪ ،‬خاصة أن هناك فبة عرٌضة من الزبناء المؽاربة تنتظر هذا المستجد‬
‫ولم تلتجؤ الى البنوك التشاركٌة الفتقارها لتؤمٌن التكافلً‪ ،‬فؤؼلب التموٌبلت هً بحاجة‬
‫للتؤمٌن التكافلً ترتكز علٌه‪ ،‬وكما أن الشروع فً تسوٌق منتجات التؤمٌن التكافلً سٌرفع‬
‫من وثٌرة نمو القطاع المصرفً التشاركً بالمؽرب‪ ،‬خاصة المرابحة والمشاركة ووجوده‬
‫سٌوسع من مجاالت التموٌبلت التشاركٌة‪ ،‬وستشكل أكثر المشارٌع اعتناء للعقارات‬
‫واالٌجار المفضً للتملك‪ ،‬الى جانب تموٌل هذا النوع من التموٌبلت الذي ٌؽطً جانبا‬
‫كبٌرا من المجازفة‪.‬‬

‫وخصوصا ونحن نعلم أن البنوك التشاركٌة وزعت خبلل سنة ‪ ،2020‬تموٌبلت‬


‫تجاوزت قٌمتها االٍجمالٌة ‪ 13.5‬ملٌار درهم‪ ،‬حسب المعطٌات الصادرة عن بنك المؽرب‪،‬‬
‫‪175‬‬
‫مسجلة ارتفاع قدره ‪ %48‬فً المبة مقارنة بسنة ‪ 2019‬التً سجلت ‪ 9.1‬ملٌار درهم‪.‬‬

‫‪ -174‬فراس عودة‪ ،‬مستقبل التؤمٌن التكافلً فً ظل هٌمنة التؤمٌن التقلٌدي‪ ،‬رسالة لنٌل شهادة الماستر فً المالٌة االسبلمٌة‪ ،‬كلٌة‬
‫الشرٌعة‪ ،‬جامعة محمد بن عبد هللا‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،8183-8181‬ص ‪.41-34‬‬
‫‪ -175‬محمد لدٌب‪ ،‬التؤمٌن التكافلً ٌضع حدا لمشاكل التموٌبلت التشاركٌة للعقار بداٌة ‪ ،8188‬مقال منشور ‪ ،11:11‬عبر موقع‬
‫‪ ، www.hespress.com/%D%A‬تارٌخ االطبلع علٌه ‪ 8188/88/13‬على الساعة ‪.31:18‬‬

‫‪102‬‬
‫ومن منظورنا ففعبل سوق التؤمٌن التكافلً بالمؽرب‪ ،‬ستكون سوق واعدة بكل‬
‫المقاٌٌس‪ ،‬إن تم دعم هذا المولود الجدٌد من طرؾ الدولة بتوفٌرها لؤلرضٌة المناسبة لها‪،‬‬
‫وبعملها على تقلٌص فارق الهوة ما بٌنها وما بٌن شركات التؤمٌن التقلٌدي المسٌطرة على‬
‫السوق المؽربً بكل المقاٌٌس‪ ،‬وثانٌا بتشجٌع المؽاربة على هذا المنتوج واإلقبال علٌه‪،‬‬
‫وثالثا بالتعرٌؾ به والعمل على تسوٌقه بؤقل االثمان كان ٌكون قسط االشتراك فً حدود‬
‫المستطاع وٌراعً دخل كل فبة على حدة‪ ،‬خصوصا وأننا نعلم الفوارق االجتماعٌة التً‬
‫ٌعرفها المجتمع المؽربً الشًء الذي سٌخلق ال محال سوق واعدة للتؤمٌن التكافلً بببلدنا‪.‬‬

‫لذلك ارتبٌنا أن نعرض اوال لؤلبعاده التنموٌة وألثاره التنموٌة‬

‫أوال‪ :‬األبعاد التنموٌة لتأمٌن التكافلً‬

‫لقد أطلق االقتصادٌون نموذج الطابر اإلسبلمً على القطاعات الثبلثة‪ :‬وهً قطاع‬
‫البنوك وقطاع االستثمار وقطاع التؤمٌن‪ ،‬والذي ٌعنً أن اي اقتصاد حدٌث ٌتطلب وجود‬
‫ثبلثة ركابز أساسٌة تصور على هٌبة الطابر برأسه وجناحٌه‪ ،‬حٌث أن قطاع البنوك ٌمثل‬
‫رأس الطابر‪ ،‬بٌنما ٌمثل قطاع االستثمار جناحه األٌمن وقطاع التؤمٌن اإلسبلمً جناحه‬
‫األٌسر‪ ،‬فهذا االخٌر لشركاته دور تنموي بالػ األهمٌة على الصعٌد االجتماعً والصناعً‬
‫والزراعً‪ ،‬والمتمثل أساسا فً العدٌد من التؽطٌات التؤمٌنٌة التً تعمل على تشجٌع وتجدٌد‬
‫االستثمار وزٌادة الدخل عن طرٌق إعادة تشكٌل رإوس األموال المنتجة االمر الذي ٌخلق‬
‫‪176‬‬
‫تنمٌة بمختلؾ القطاعات‪.‬‬

‫أضؾ الى ذلك عناصر التمٌز االستراتٌجً لشركات التكافل‪ ،‬والتً تعتبر مبادئ‬
‫التؤمٌن‪ ،‬أولها‪ ،‬بحٌث تشكل عناصر جدب وتسوٌق لمنتجات التكافل كشؤن اقتسام الفوابض‬
‫بٌن المشتركٌن ‪ ...‬الخ‬

‫وأ ن التكافل له دور ربٌسً فً النظام المالً العالمً بسبب قدرته على تحرٌك‬
‫الموارد المالٌة الطوٌلة األمد‪ ،‬والتزوٌد باأللٌات ادارة المخاطر المبنٌة على المشاركة‪،‬‬
‫وتوافر فرص فً األسواق ذات الكثافة السكانٌة كمصر وباكستان والهند واٌران‪،‬‬
‫‪ -176‬بونشادة نوال‪ ،‬مداخلة تحت عنوان " العمل المإسساتً التكافلً بٌن جهود التؤصٌل وواقعٌة التطبٌق" فً ندوة حول مإسسات‬
‫التؤمٌن التكافلً والتـؤمٌن التقلٌدي بٌن األسس النظرٌة والتطبٌقٌة‪ ،‬المنعقدة ٌومً ‪ 81-89‬ابرٌل ‪ ،8133‬الجزابر‪ ،‬ص ‪.1‬‬

‫‪103‬‬
‫وبالخصوص نجاح التكافل فً توزٌع المخاطر بٌن المساهمٌن من خبلل ٍادارة المإسسات‬
‫‪177‬‬
‫التكافلٌة‪.‬‬

‫ورجوعا عند ما ٌمكن أن ٌحققه التؤمٌن التكافلً فالشركات التؤمٌن التكافلً دور‬
‫تنموي بالػ األهمٌة على الصعٌد االجتماعً والصناعً والزراعً‪ ،‬والمتمثل أساسا فً‬
‫العدٌد من التؽطٌات التؤمٌنٌة التً تعمل على تشجٌع وتجدٌد االستثمار وزٌادة الدخل عن‬
‫‪178‬‬
‫طرٌق اعادة تشكٌل رإوس األموال المنتجة االمر الذي ٌخلق تنمٌة بمختلؾ القطاعات‬
‫والتً تتجلى فً‪:‬‬

‫أ‪ :‬دور التأمٌن التكافلً فً تحقٌق التنمٌة الصناعٌة‬

‫ٍان دور التؤمٌن فً المجال الصناعً واالستثماري له االثر االٌجابً على حماٌة‬
‫وسابل اإلنتاج وتخفٌض الخسابر المالٌة الناتجة فً حالة حدوث األخطار والكوارث من‬
‫خبلل اعادة تحدٌد االصل او اصبلحه او صٌانته‪ ،‬حٌث أن التؽطٌة التؤمٌنٌة تمكن من‬
‫استثمار العملٌات الصناعٌة واالنتاجٌة ومن تم تحقٌق أهداؾ التنمٌة الصناعٌة‪ :‬كالتؤمٌن‬
‫على الحرٌق والسرقة والتؤمٌنات االجتماعٌة للعمال‪...‬‬

‫ب‪ :‬دور التأمٌن التكافلً فً تحقٌق التنمٌة الزراعٌة‬

‫ٌساهم التؤمٌن التكافلً فً تعزٌز مسٌرة التنمٌة الزراعٌة من خبلل التؽطٌات التؤمٌنٌة‬
‫المتعلقة باالستثمار الفبلحً كالمعدات والتجهٌزات الفبلحٌة ووسابل النقل‪ ،‬باإلضافة الى‬
‫التؤمٌن ضد األ خطار الفبلحٌة التً تصٌب المحصول او الزرع كالكوارث الطبٌعٌة‬
‫وأمراض النبات وتؤمٌن الثروة الحٌوانٌة وؼٌرها‪.‬‬

‫وكما قلنا سلفا ما لتؤمٌن التكافلً من أكل فً نجاح منتوجً السلم واالستصناع فً‬
‫مؽربنا‪.‬‬

‫‪ -177‬فراس عودة‪ ،‬مستقبل التؤمٌن التكافلً فً ظل هٌمنة التـؤمٌن التقلٌدي‪ ،‬رسالة لنٌل شهادة الماستر فً المالٌة االسبلمٌة‪ ،‬كلٌة‬
‫الشرٌعة‪ ،‬جامعة محمد بن عبد هللا‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،8183-8181‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -178‬بونشادة نوال‪ ،‬العمل المإسساتً التكافلً بٌن جهود التؤصٌل وواقعٌة التطبٌق‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.1‬‬

‫‪104‬‬
‫ت‪ :‬دور التأمٌن التكافلً فً التنمٌة االاجتماعٌة‬

‫ٌتمثل تحقٌق التنمٌة االجتماعٌة من خبلل صور عدٌدة أهمها تحقٌق المقاصد‬
‫الضرورٌة لئلنسان‪ ،‬وحتى المقاصد التحسٌنٌة له‪ ،‬وذلك عن طرٌق تؽطٌات التكافل الطبً‪،‬‬
‫او تحمل نفقات العبلج وخاصة فً حاالت المرض المزمن او العضال‪ ،‬باإلضافة الى‬
‫تؽطٌة البطالة وحماٌة الدخل والعجز البدنً الدابم كلٌا او جزبٌا وتؽطٌات الوفاة ونظام‬
‫المعاشات والتعاقد‪ ،‬ومن شؤن التؤمٌن التكافلً تحقٌق مصالح لنفس والنسل والمال‪ ،‬من‬
‫خبلل الدور الذي ٌإدٌه العمل التؤمٌن الصحً التكافلً وتؤمٌن المعاش والعجز والوفاة‪،‬‬
‫والتؤمٌن على مصارؾ التعلٌم‪ ،‬والتؤمٌن على مصالح حفظ األموال كتنمٌة التؤمٌن على‬
‫الحٌاة المختلط والتؤمٌن السرقة والحرٌق والتؤمٌن البحري‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬اآلثار االاقتصادٌة لصناعة التأمٌن التكافلً‬

‫سعى المسلمٌن الى اٌجاد البدٌل عن المنتجات التؤمٌنٌة التقلٌدٌة‪ ،‬كان لها بالػ االثر فً‬
‫نشر فلسفة وفكر اقتصادي إسبلمً مجسد واقعٌا وعملٌا بمإسسات مالٌة اسبلمٌة‪ ،‬كانت‬
‫أكثرها حداثة وعصرنة مإسسات التؤمٌن االسبلمً التً أضحت تنافس المإسسات التؤمٌنٌة‬
‫التقلٌدٌة وتستحوذ على نسبة فً سوق التؤمٌن‪.‬‬

‫وٌبرز الدور االقتصادي لشركات التؤمٌن التشاركً فً‪:‬‬

‫أ‪ :‬البعد االقتصادي‬

‫تعتبر شركات التؤمٌن مإسسة مالٌة تقوم بدور ادخاري مهم والمتمثل فً تعببة‬
‫المدخرات المالٌة التؤمٌنٌة عبر تجمٌع مبالػ االقساط من المستؤمنٌن‪ ،‬ولما كانت شركات‬
‫التامٌن التشاركً تقوم باستقطاب االشتراكات من االفراد فهً بهذا الدور التنافسً تستحوذ‬
‫على نسبة معتبرة من مدخرات االفراد مما ٌجعلها تشكل وعاء مالٌا اخر منافس لودابع‬
‫المصارؾ من جهة‪ ،‬وللمدخرات المالٌة التؤمٌنٌة‪ ،179‬دون أن ننسى الدور التوظٌفً لهذه‬
‫المدخرات المالٌة‪ ،‬حٌث تعمل شركات التؤمٌن التشاركً على توظٌؾ واستثمار الفوابض‬

‫‪ -179‬السٌد حامد حسن محمد‪ ،‬الدور التنموي لشركات التؤمٌن التعاونً االسبلمً ابعاده وافاقه وموقؾ الشرٌعة منه‪ ،‬مإتمر التامٌن‬
‫التعاونً‪ ،‬المنعقد فً ‪ 3‬ابرٌل ‪ ،8131‬الرٌاض‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪105‬‬
‫المالٌة فً اوعٌة استثمارٌة من شؤنها منافسة الحقل االستثماري الربوي المحرم‪ ،‬وهو ما‬
‫من شؤنه أن ٌفقد وٌحرم سوق التؤمٌن التقلٌدي صبٌبا من االموال واالقساط وبالتالً‬
‫انخفاض فً محفظتها المالٌة التؤمٌنٌة ومن تم فً اوعٌتها المالٌة واالستثمارٌة‪.‬‬

‫وحسب منظورنا فالشركات التؤمٌن التقلٌدي هً االخرى ستسارع الى فتح نوافذ‬
‫وفروع لها لتقدٌم الخدمة التؤمٌنٌة التكافلٌة والسإال المطروح حٌالها ما شرعٌة هذه‬
‫التعامبلت وخصوصا أننا نعرؾ مصادر تلك األموال التً سٌتم عبرها تقدٌم او االستثمار‬
‫خبللها فً التؤمٌن التكافلً؟‬

‫اال أننا نعتقد عكس هذا السٌنارٌو ألنها هً االخرى ستسارع باي وسٌلة الى ابداع‬
‫طرٌقة ما لتقدم الخدمة التؤمٌنٌة اإلسبلمٌة تحث صورة ما‪ ،‬كما فعل فً شؤن البنوك‬
‫اإلسبلمٌة‪ ،‬الى جانب البعد الثانً والتمثل فً نمو وتوسع شركات التؤمٌن التكافلً انما ٌؤتً‬
‫من كفاءة ادارتها االستراتٌجٌة فً توظٌؾ أموالها واشتراكاتها فً أوعٌة ؼٌر مخالفة‬
‫ألحكام الشرٌعة االسبلمٌة‪ ،‬االمر الذي ٌنتج عنه حتما تحوٌل هذه المدخرات المالٌة من‬
‫القطاع التقلٌدي الربوي بمختلؾ مإسساته االستثمارٌة‪ ،‬مما ٌعنً بالضرورة توجٌهٌها نحو‬
‫القطاع االسبلمً او التشاركً بجمٌع مإسساته‪ ،‬وذلك على حساب حفض وحجب تلك‬
‫األوعٌة المالٌة االستثمارٌة عن القطاع التقلٌدي‪ ،‬وهذا ما ٌنتج عنه تطوٌر المإسسات المالٌة‬
‫االسبلمٌة بشكل عام وتعزٌز مسٌرة نمو المإسسات التؤمٌنٌة اإلسبلمٌة‪.‬‬

‫والبعد الثالث ٌتجلى فً حالة العجز المالً لشركات التؤمٌن التكافلً‪ ،‬ف ٍان الوظٌفة‬
‫الركٌزة االستراتٌجٌة لعمل هذه الشركات تتجلى فً ضرورة االلتزام الشرعً فً كافة‬
‫اعمالها التؤمٌنٌة واالستثمارٌة ألحكام الشرٌعة االسبلمٌة‪ ،‬بل وٌنبؽً علٌها ان تلجؤ الى‬
‫مصادر تموٌل ال تخالؾ أحكامها‪ ،‬وهذا ما من شؤنه أن ٌعزز من األداء الكلً للمصارؾ‬
‫ومإسسات التموٌل االٍ سبلمً على حساب تخفٌض الطلب على اجمالً التموٌل واالبتمان‬
‫‪180‬‬
‫التقلٌدي الربوي‪.‬‬

‫‪ -180‬رٌاض منصور الخلٌفً‪ ،‬تقٌٌم تطبٌقات وتجارب التامٌن التكافلً االسبلمً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.84‬‬

‫‪106‬‬
‫وٌجب العمل من جمٌع النواحً‪ ،‬لضمان عمل التؤمٌن التكافلً بببلدنا ومساعدته‬
‫للوقوؾ واالستمرار ومنافسة شركات التؤمٌن التقلٌدي‪ ،‬وأن ٌعمل على إنشاء شركات اعادة‬
‫التؤمٌن التكافلً حتى ٌتوسع نشاط هذه الشركات وٌتطور‪ ،‬الى جانب أن ٌعمل على تؤهٌل‬
‫العاملٌن فً القطاع مهنٌا وفنٌا‪ ،‬فاذا سار المؽرب على هذا النهج فإنه سٌكون مركزا قارٌا‬
‫مهما للتؤمٌن التكافلً وسٌكون من اهم الدول التً تعمل به وتعمل على تطوٌره شٌبا‬
‫‪181‬‬
‫فشٌبا‪.‬‬

‫ومن منظورنا ففعبل سوق التؤمٌن التكافلً بالمؽرب‪ ،‬ستكون سوق واعدة بكل‬
‫المقاٌٌس ٍان تم دعم هذا المولود الجدٌد من طرؾ الدولة بتوفٌرها لؤلرضٌة المناسبة لها‪،‬‬
‫وبعملها على تقلٌص فارق الهوة ما بٌنها وما بٌن شركات التؤمٌن‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬ضمانة التأمٌن التكافلً كرافعة لمستوى أداء منتوج المرابحة‬

‫إن من بٌن اإلشكاالت المعقدة والصعبة والتً ٌصعب استٌعابها هً ؼٌاب تؤمٌن‬
‫تكافلً فً البنوك التشاركٌة وبالتالً ما ٌخلق قصور الحماٌة التؤمٌنٌة فً المعامبلت البنكٌة‬
‫التشاركٌة بالمؽرب حٌث من الضرورة ان تفرض البنوك التشاركٌة على المتعاملٌن معها‬
‫االنخراط فً التؤمٌن على العقار والذي ٌؽطً التلؾ واألضرار التً قد تلحق العقار مثبل‬
‫لكن وبالرجوع الى الواقع العملً فإن الزبون المتعامل مع البنك فً عقد المرابحة بالنسبة‬
‫للعقارات من أجل توفٌر الحماٌة للزبون فً حالة وقوع خطر معٌن ؼٌر محتمل‪ ،‬نجد أن‬
‫المإسسة البنكٌة تلزم الزبون على التصرٌح بااللتزام على أنه سٌنخرط فً التؤمٌن التكافلً‬
‫فور العمل به وٌعتبر هذا الشرط ضروري وفً حالة رفض الزبون ف ٍان العملٌة ال تتم‪ ،‬لكن‬
‫التساإل والذي ٌنبؽً طرحه‪ ،‬ماذا لو اصاب العقار تلؾ ما‪ ،‬فكٌؾ سٌتعامل البنك مع‬
‫الزبون قبل اشتؽال هذه المإسسات التؤمٌنٌة بالمؽرب؟‬

‫باإلضافة الى المشكل الثانً هو بعد موافقة الزبون فً االنخراط فً هذه المإسسات‬
‫دون معرفة هذه األقساط ال عددها وال قٌمتها‪ ،‬وما ٍان كانت مكلفة له‪.‬‬

‫‪ -181‬فراس عودة‪ ،‬مستقبل التؤمٌن التكافلً فً ظل هٌمنة التؤمٌن التقلٌدي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.41-34‬‬

‫‪107‬‬
‫وفً حالة ما إن كانت مكلفة فما الحل امام الزبون؟ واي طرٌق سٌسلك حٌالها وهل‬
‫ٌمكن الدفع ببطبلن العقد؟‬

‫كل هذه اإلشكاالت ال زالت تحمل ضبابٌة أمام زبناء المإسسات البنكٌة التشاركٌة‪ ،‬بل‬
‫وهناك مجموعة من الزبناء ترفض التعامل مع هذه المإسسات فور ما تعلم ؼٌاب التؤمٌن‬
‫التكافلً ٌحمً مصالحها وحقوقها‪.‬‬

‫فالمشرع هو االخر ٌتحمل الشق األكبر فً هذا القصور الذي ٌعترٌه بتؤخره فً‬
‫اصدار ق التنظٌمً لكٌفٌة ممارسة التؤمٌن التكافلً وشكل المإسسات الممارسة له وشروط‬
‫االٍنخراط واالستفادة من هذه العملٌة‪ ،‬واألسباب الحالة دون ٍارساء حماٌة للزبون المتعامل‬
‫مع البنك التشاركً هً عدٌدة‪...‬‬

‫مما ٌمكن القول على ضرورة التدخل للعناٌة أكثر وإلنجاح هذه التجربة الجدٌدة التً‬
‫تعترٌها مجموعة من المشاكل قبل بدأها‪ ،‬حٌث كان على المشرع تجاوز كل النواقص و‬
‫‪182‬‬
‫االستفادة من التجارب الرابدة فً هذا المجال‪.‬‬

‫‪ -182‬المهدي كنوش‪ ،‬مظاهر قصور حماٌة الزبون فً العملٌات البنكٌة‪ ،‬رسالة لنٌل شهادة الماستر‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة‬
‫واالقتصادٌة‪ ،‬جامعة موالي سماعٌل السنة الجامعٌة ‪ ،8134-8133‬ص ‪.93‬‬

‫‪108‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬التحدٌات التً تواجه التأمٌن التكافلً بالمغرب‬

‫رؼم البناء القانونً المتمٌز الذي سطره المؽرب لتؤمٌن التكافلً‪ ،‬ورؼم الخصابص‬
‫التً ٌنفرد بها ورؼم التفاإل الكبٌر الذي ٌستشرؾ فٌه لتؤمٌن التكافلً بببلدنا‪ ،‬اال أنه هذه‬
‫التجربة قد تقؾ أمامها عوابق وتحدٌات حٌن تنزٌله العملً‪ ،‬اذ رؼم النجاح الذي حققته‬
‫صناعة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬الزالت تواجه جملة من التحدٌات التً تقؾ أمام انتشار وتطور‬
‫‪183‬‬
‫هذه الصناعة‪.‬‬

‫فهذا النظام مرتبط اساسا بشكل كبٌر بالظرفٌة االقتصادٌة والمالٌة والدٌمؽرافٌة‬
‫المحٌطة به‪ ،‬اذ ال ٌمكن الحكم على مدى نجاعة هذا النظام وسٌرورة نموه فً معزل عن‬
‫بٌبته‪ ،184‬ومن هنا سنعرض اإلكراهات التً وقفت أمام تطبٌق التؤمٌن التكافلً ومنها‬
‫نستشؾ مسبقا اإلكراهات التً ٌمكن أن تعترض نجاح هذه التجربة ومن تم محاولة‬
‫تجاوزها (المطلب األول)‪ ،‬وسنقدم بعض الحلول لتجاوزها (المطلب الثانً)‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬إكراهات تطبٌق التأمٌن التكافلً فً البنوك التشاركٌة‬

‫تزاٌد اعداد البنوك التشاركٌة‪ ،‬ازداد معه حاجتها للتؤمٌن التكافلً ٌؽطً أعمالها‪ ،‬مما‬
‫ادى بالتبعٌة الى تطور هذا االخٌر وانتشاره فً العدٌد من البلدان‪ ،‬بل وفضل عن ؼرٌمه‬
‫التقلٌدي‪ ،‬لكن الزالت صناعته لم تتطور بالشكل الذي مٌز البنوك اإلسبلمٌة‪ ،‬وعجزت عن‬
‫تقدٌم بعض الخدمات بالجودة المطلوبة‪ ،‬مما ٌستوجب علٌنا من خبلل الموضوع الفضفاض‬
‫الذي بٌن أٌدٌنا‪ ،‬التطرق لئلكراهات القانونٌة لتطبٌق التؤمٌن التكافلً فً البنوك التشاركٌة‬
‫(الفقرة األولى)‪ ،‬ثم ألهم االكراهات الواقعٌة التً استعصت عمله (الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫‪-183‬عبد القادر برٌش‪ ،‬التحدٌات التً تواجه صناعة التامٌن التكافلً‪ ،‬ط ‪ ،3‬منشورات السلؾ الجزابر ‪ ،8131‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -184‬سكٌنة االدؼزي‪ ،‬نظام التامٌن اإلجباري عن المرض فً القطاع العمومً‪ ،‬بٌن طموح النص ورهانات الواقع‪ ،‬منشورات جامعة‬
‫السلؾ‪ ،‬الجزابر ‪ ،8131‬ص ‪.8‬‬

‫‪109‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اإلكراهات القانونٌة لتطبٌق نظام التأمٌن التكافلً فً البنوك‬
‫التشاركٌة‬

‫تعددت اإلكراهات القانونٌة التً استعصت تطبٌق التؤمٌن التكافلً فً المؽرب ولعلى‬
‫أبرزها‪ ،‬تؤخر اصدار التشرٌع المنظم لعملٌة التؤمٌن التكافلً (أوال)‪ ،‬وفً ؼٌاب استقبللٌة‬
‫تامة لقانون التؤمٌن التكافلً (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تأخر إصدار التشرٌع المنظم لصناعة التأمٌن التكافلً‬

‫تؤخر اصدار القانون الخاص بالتؤمٌن التكافلً وتفعٌله‪ ،‬مما شل مٌبلده على ارض‬
‫الواقع‪ ،‬وبقى لسنوات حبٌس الرفوؾ‪ ،‬ورؼم صدوره مإخرا اال أن تفعٌله هو االخر لم ٌتم‪،‬‬
‫وٌجب االسراع بتفعٌله لتحقٌق انطبلقة كاملة لمنتجات المالٌة اإلسبلمٌة فً المملكة ولتلبٌة‬
‫انتظارات وحاجٌات الزبناء‪ ،‬الذٌن تقدم لهم هذه البنوك تموٌبلت بدون إرفاقها بالتؤمٌن‬
‫‪185‬‬
‫التكافلً مع تضمٌن العقد العودة لئلبرام التؤمٌن بعد صدور التؤمٌن التكافلً‪.‬‬

‫لٌإثر هذا التؤخر عن النتابج التً حققتها البنوك التشاركٌة منذ انطبلقها‪ ،‬وحسب‬
‫المتخصصٌن وبعض المسإولٌن البنكٌٌن‪ ،‬فإن تطور نتابج هذه البنوك مرهون باستخراج‬
‫مجمل المنتجات الضرورٌة للمنظومة المالٌة التشاركٌة من قبٌل حسابات االستثمار‬
‫واالدخار وعقود المشاركة والمضاربة والسلم واالستصناع‪ ،‬وخصوصا التؤمٌن التكافلً‬
‫الذي سٌمكن شرابح واسعة من المؽاربة من االقبال على خدمات االبناك التشاركٌة وطلب‬
‫تموٌل‪ ،‬اذ ٌشكل سوق التؤمٌن التكافلً أحد االسواق المالٌة الواعدة عالمٌا‪ ،‬حٌث وصلت‬
‫قٌمته بنهاٌة سنة ‪ 2017‬الى ‪ 19‬ملٌون دوالر على مستوى العالم ومن المتوقع أن ٌتجاوز‬
‫‪ 40‬ملٌون دوالر بحلول عام ‪ ،2023‬بمعدل سنوي ٌبلػ ‪ 13‬بالمبة‪ ،‬خبلل الفترة ما بٌن‬
‫‪ ،186 2023-2017‬ووجوده فً السوق المؽربٌة سٌضخ سٌولة جد مهمة فً االقتصاد‬
‫المؽربً‪.‬‬

‫‪ -185‬مرٌم واحساة‪ ،‬تقرٌر لجنة المالٌة والتنمٌة االقتصادٌة حول مشروع ق ‪ ،32-33‬بتؽٌر وتتمٌم ق ‪ 44-32‬المتعلق بمدونة‬
‫التؤمٌنات‪ ،‬البرلمان مجلس النواب‪ ،‬دورة اكتوبر ‪ ،8133‬المؽرب‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -186‬نوفل الناصري‪ ،‬مستجدات التامٌن التكافلً‪ ،‬مقال منشور بموقع ‪ ، https://www.pjd.ma/%D8%AD%D8‬تارٌخ االطبلع‬
‫علٌه ‪ 8188/13/39‬على ساعة ‪.31:31‬‬

‫‪110‬‬
‫وبطء اصدار وتفعٌل التشرٌع المنظم لتؤمٌن التكافلً بالمؽرب ٌعد التحدي التشرٌعً‪،‬‬
‫معٌق أساسً حال دون تفعٌل التؤمٌن التكافلً على أرض الواقع بشكل أسرع بالمؽرب‪،‬‬
‫فنحن نعلم أن اصدار قانون تنظٌمً خاص بالتـؤمٌن التكافلً تطلب سنوات‪ ،‬خاصة وأن‬
‫اصدار ق ‪ ،59-13‬المؽٌر والمتمم لمدونة التؤمٌنات لم ٌرى النور اال سنة ‪ ،2016‬وق‬
‫‪ ،87-17‬هو االخر لم ٌرى النور اال وحلول سنة ‪ ،2019‬وشروع العمل فٌه فعلٌا ال ٌزال‬
‫متؤخرا الى حدود اآلن‪ ،‬حٌث نجد أن تطبٌقه معلق على مجموعة من المقتضٌات التً تحدد‬
‫كٌفٌة تطبٌقه وطبٌعة الشركات التً ستمارس هذا النشاط‪ ،‬ناهٌك عن ضرورة اخد راي‬
‫المجلس العلمً االعلى بالمطابقة فً هذه النصوص‪.‬‬

‫وعموما ٌبقى جزء من هذا التؤخر راجع الى خصوصٌة المسطرة التً تخول‬
‫التصرٌح ببداء العمل به فً انتظار سرٌان العمل به‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬غٌاب استقاللٌة تامة لقانون التأمٌن التكافلً‬


‫تشهد البنٌة التشرٌعٌة وتنظٌم شركات التؤمٌن التكافلً االسبلمً‪ ،‬اختبلفا ملحوظا بٌن‬
‫البلدان االسبلمٌة‪ ،‬فٌوجد بلدان أسلمت انظمتها بالكامل كالسودان‪ ،‬ووضعت بنٌة تشرٌعٌة‬
‫االنطبلق شركات التؤمٌن التكافلً‪ ،‬وبلدان اخرى ال تولً اهمٌة لهذا االمر ال فرق فٌها بٌن‬
‫التؤمٌن اإلسبلمً والتؤمٌن التقلٌدي كما فً مصر‪ ،‬وبلدان اخرى بنٌاتها التشرٌعٌة قامت‬
‫على وضع بنٌة تشرٌعٌة للتؤمٌن التكافلً اإلسبلمً‪ ،‬اضافة الى وضع بنٌة اخرى لتؤمٌن‬
‫التقلٌدي كما فً مالٌزٌا التً كشفت تجربتها عن أهمٌة دور البنٌة التشرٌعٌة فً انطبلق‬
‫‪187‬‬
‫التامٌن التكافلً اإلسبلمً‪.‬‬

‫اما المؽرب فقد ذهب فً منؤى عن صدور قانون خاص بالتؤمٌن التكافلً‪ ،‬فالقانون‬
‫المؽربً ال ٌفرق بٌن المنتجات االسبلمٌة والمنتجات التقلٌدٌة فً اللوابح التنظٌمٌة الى حد‬
‫االن‪ ،‬حٌث لم تظهر للوجود ق خاص مستقل بالتؤمٌنات التكافلٌة وتبقى هذه االخٌرة تشاطر‬
‫نفس المدونة بجانب التؤمٌن التقلٌدي‪ ،‬فكان على المشرع المؽربً وضعها فً إطار مستقل‬
‫نظرا لخصوصٌتها‪ ،‬السٌما ان صناعة التامٌن تتمٌز بعدة فروقات جوهرٌة عن مإسسات‬
‫التؤمٌن التقلٌدي‪ ،‬مالٌا واستشارٌا وقانونٌا‪.‬‬
‫‪ -187‬أشرؾ دوابه‪ ،‬رإٌة استراتٌجٌة لمواجهة تحدٌات التؤمٌن التكافلً االسبلمً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪111‬‬
‫وبالتالً فان ادراج الشركات التكافلٌة تحت احكام التشرٌع التقلٌدي فٌه مناقضة كبٌرة‬
‫ألهداؾ التكافل وؼاٌته وقد ٌإدي ذلك الى تحمل صناعة التكافل مخاطر قانونٌة ال ٌحمد‬
‫علٌها‪ ،‬خصوصا وأن القضاء الوضعً سٌجري احكامه على اساس المنطق التجاري‬
‫السابد‪ ،‬ودونما اعتبار لبلختبلفات بٌنه وبٌن النموذج التكافلً االسبلمً‪ ،‬وٌتمثل ذلك فً‬
‫كون القضاء ٌرى فً شركات التؤمٌن التكافلً على أنها ذات اؼراض ومقاصد ربحٌة‬
‫‪188‬‬
‫محضة‪ ،‬تماما مثل التؤمٌن التجاري وهذا مخالؾ لواقعها الفنً‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬اإلكراهات الواقعٌة لصناعة التأمٌن التكافلً فً البنوك التشاركٌة‬

‫تتمثل هذه االكراهات الواقعٌة فً كل من التحدٌات المتعلقة برأس المال والبنٌة‬


‫التؤسٌسٌة (أوال)‪ ،‬وتحدٌات اخرى متعلقة بإعادة التكافل (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تحدٌات راس المال والبنٌة التأسٌسٌة‪:189‬‬

‫إن الخضور القوي لشركات التؤمٌن التقلٌدٌة فً السوق المؽربً‪ ،‬واحتكارها‬


‫للمعامبلت التؤمٌنٌة‪ ،‬سٌإثر على التؤمٌن التكافلً وسٌصعب علٌه سرعة االندماج معه‪،‬‬
‫خصوصا أن مدة الخبرة ورأس المال المتراكم للشركات التقلٌدٌة ٌمنحها التفوق فً هذا‬
‫المجال‪ ،‬اال أن احتمال تكرر سٌنارٌوا بعض البنوك التشاركٌة التً انبثقت من بنوك تقلٌدٌة‬
‫خوفا من ضٌاع حصتها فً السوق ما زال قابما‪ ،‬اذ سعت جاهدة للظفر والهٌمنة على‬
‫المنتوج الجدٌد عبر خلق نوافد وشبابٌك وٌعتبر هذا التحدي من اقوى التحدٌات التً تواجه‬
‫ٍاعمال التؤمٌن التكافلً بالمؽرب عبلوة على تحدي المنافسة الذي سٌخلق ما بٌن شركات‬
‫التؤمٌن التكافلً وشركات التؤمٌن التقلٌدي‪ ،‬واختبلؾ موازن القوى بٌنهم‪ ،‬حٌث توجد‬
‫مواطن قوة عدة لدى تلك الشركات التقلٌدٌة ٌؤتً فً مقدمتها الخبرات التً تتسم بها نتٌجة‬
‫لقدمها فً ممارسة نشاط التؤمٌن بل واحترافها فٌه‪ ،‬وما تمتلكه من قدرات بشرٌة تسوٌقٌة‬
‫وتكنولوجٌة فً هذا الشؤن‪ ،‬فضبل عن قدرتها المالٌة المتراكمة والعمل على تقدٌم الخدمة‬
‫التؤمٌنٌة بصورة افضل سواء من حٌث السعر او جودة الخدمة‪...‬‬

‫‪ -188‬رٌاض منصور الخلٌفً‪ ،‬التؤمٌن التكافلً االسبلمً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ٌ -189‬اسٌن مناظري‪ ،‬تحدٌات وافاق التامٌن التكافلً بالمؽرب‪ ،‬مجلة االقتصاد االسبلمً العالمٌة‪ ،‬العدد ‪ٌ ،48‬ناٌر ‪ ،8181‬ص ‪-33‬‬
‫‪.38‬‬

‫‪112‬‬
‫فً الوقت الذي ما زالت شركات التؤمٌن التكافلً حدٌثة النشؤة وقدرتها البشرٌة‬
‫متواضعة‪ ،‬كما أن جهل فبة عرٌضة عن الفرق ما بٌن التؤمٌن التكافلً والتؤمٌن التقلٌدي‬
‫واكتساح تطبٌق نظام التؤمٌن التقلٌدي فً السوق المؽربٌة وحصته الكبٌرة فً السوق‬
‫الداخلٌة والعالمٌة‪ ،‬اضافة الى وجود شركات إلعادة التؤمٌن التجاري بشكل كبٌر سٌقوي من‬
‫حدة المنافسة وسٌجعلها ؼٌر متكافبة‪ ،‬الى جانب نوع العبلقة بهٌبة مراقبة التؤمٌنات‬
‫واالحتٌاط االجتماعً‪ ،‬حٌث نجد أن مرجعٌة نظام التؤمٌن التكافلً وفلسفة بنابه ومقاصده‬
‫المإسسة على التكافل‪ٌ ،‬جعل من طبٌعة العبلقة مع هٌبة التؤمٌنات واالحتٌاط االجتماعً‬
‫مختلفة تماما عن النظام المالً التقلٌدي‪ ،‬فكٌؾ سٌتم التؤسٌس لهذه العبلقة مع اختبلؾ‬
‫النظامٌن؟‬
‫‪190‬‬
‫فإن وجود هٌبة شرعٌة واحدة لمراقبة نظام التؤمٌن التكافلً‬ ‫ومن وجهة اخرى‬
‫ٌشكل أحد عراقٌل هذا النظام بالمؽرب‪ ،‬وذلك نظرا لكثرة اختصاصاتها من تم ٌجب احداث‬
‫لجنة قانونٌة فً كل مجلس من المجالس العلمٌة المحلٌة لدابرة اختصاص البنوك التشاركٌة‪،‬‬
‫بما أنها الجهة التً خول لها المشرع فً ق ‪ 87-18‬مزاولة مهام التؤمٌن التكافلً وبذلك‬
‫تكون لها مهمة االشراؾ والمراقبة على الوظٌفة الخاصة على شركة التؤمٌن التً تم احداثها‬
‫‪191‬‬
‫الصادرة‬ ‫من اجل تدبٌر األنشطة التؤمٌنٌة التشاركٌة والسهر على ضمان تقٌدها باآلراء‬
‫عن المجلس األعلى‪ ،‬الى جانب ضعؾ التؤهٌل الفنً والمهنً ما ٌنعكس على اصدار آرابها‬
‫بشكلها الصحٌح‪ ،‬فكما هو معلوم تجد اللجنة الشرعٌة للمالٌة التشاركٌة صعوبة فً مراجعة‬
‫وتحلٌل كل البٌانات المالٌة لمإسسات التؤمٌن التكافلً‪.‬‬

‫فلهذه الهٌبات دور كبٌر فً العمل على انجاح شركات التؤمٌن التكافلً ولكنها الزالت‬
‫تعانً من الضعؾ فً التؤهٌل الفنً والمهنً‪ ،‬وذلك ٌنعكس سلبا على قدرتها على اصدار‬
‫الفتوى بشكلها الصحٌح‪.‬‬

‫‪ -190‬موسى مصطفى القضاة‪ ،‬التؤمٌن التكافلً بٌن دوافع النمو ومخاطر الجمود‪ ،‬ورقة علمٌة مقدمة لملتقى التؤمٌن المنعقد فً‬
‫الرٌاض بتارٌخ ‪ٌ 89-81‬ناٌر ‪ ،8119‬ص ‪.33-38‬‬
‫‪ -191‬عبد هللا بن الطاهر‪ ،‬البنوك التشاركٌة االسبلمٌة بالمؽرب‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.891‬‬

‫‪113‬‬
‫ثانٌا‪ :‬تحدٌات تتعلق بإعادة التأمٌن التكافلً‪:‬‬

‫بعد ان استقر االمر على حرمة التامٌن التجاري واقرار التؤمٌن التكافلً بدٌبل شرعٌا‬
‫عنه‪ ،‬كان البد من استثمار جهود الباحثٌن فً الصناعة التكافلٌة الستحداث بدٌبل شرعٌا‬
‫ٌقوم مقام صناعة اعادة التامٌن القابمة‪ ،‬وٌزٌل الحرج عن الشركات التكافلٌة الملزمة بإعادة‬
‫التؤمٌن وبالتعامل مع الشركات إعادة التؤمٌن التجارٌة‪.‬‬

‫وقد تؤخرت نشؤة شركات اعادة التؤمٌن التكافلً على مستوى الخارجً‪ ،‬اذ تم تؤسٌس‬
‫الشركة االٍسبلمٌة لتؤمٌن و ٍاعادة التؤمٌن سنة ‪ 1985‬فً البحرٌن لتقوم بؤعمال التامٌن‬
‫التكافلً وتكون أول شركة إلعادة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬لٌتوالى بعد ذلك انشاء شركات إلعادة‬
‫التؤمٌن التكافلً فً مناطق مختلفة‪.‬‬

‫وعرفت المعاٌٌر الشرعٌة إعادة التكافل بؤنه‪ :‬اتفاق شركات تؤمٌن نٌابة عن صنادٌق‬
‫التؤمٌن التكافلً التً تدٌرها اذا ما تعرضت ألخطار معٌنة على تبلفً جزء من األضرار‬
‫الناشبة عن هذه االخطار‪ ،‬وذلك بدفع حصة من اشتراكات التامٌن المدفوعة من المستؤمنٌن‬
‫على اساس االلتزام بالتبرع‪ ،‬وٌتكون من ذلك صندوق اعادة تؤمٌن له حكم الشخصٌة‬
‫االعتبارٌة وله ذمة مالٌة مستقلة ٌتم منه التؽطٌة عن الجزء المإمن علٌه من األضرار التً‬
‫‪192‬‬
‫تلحق شركة التؤمٌن من جراء وقوع األخطار المإمن منها‪.‬‬

‫فإعادة التؤمٌن االسبلمً هً تقنٌة لتؽطٌة األخطار التً ٌمكن أن ٌتعرض المإمن‪،‬‬
‫‪193‬‬
‫ٌلتزم معها معٌد التؤمٌن فٌها بتعوٌض الخسابر فً شكل تعاونً‪.‬‬

‫وٌواجه التؤمٌن التكافلً أكبر تحدي والمتمثل فً إعادة التؤمٌن التكافلً‪ ،‬بحٌث ال قٌام‬
‫لشركات التؤمٌن اال بترتٌبات إعادة التؤمٌن‪ ،‬وبذلك قد ٌواجه التؤمٌن التكافلً مشاكل فً‬
‫بداٌته بالمؽرب‪ ،‬تتمثل باألساس فً ؼٌاب شركات اعادة التؤمٌن التكافلً التً تتوافق مع‬
‫مبادئ التؤمٌنات اإلسبلمٌة‪ ،‬ألن عدم اجراء ترتٌبات إلعادة التؤمٌن التكافلً قد ٌشل من‬

‫‪-192‬هٌبة المحاسبة والمراجعة للهٌبات المالٌة االسبلمٌة‪ ،‬المعاٌٌر الشرعٌة‪ ،‬المنامة ‪ ،8131‬ص ‪.*911‬‬
‫‪ -193‬سمٌحة جلولً‪ ،‬اعادة التكافل كآلٌة إلدارة مخاطر التؤمٌن التكافلً‪ ،‬مجلة االقتصاد الصناعً‪ ،‬العدد ‪ 14‬دٌسمبر ‪ ،8139‬ص‬
‫‪.141‬‬

‫‪114‬‬
‫حركة نشاطها‪ ،‬وتعتبر عملٌة إعادة التؤمٌن التكافلً من أكبر العقبات التً تواجه التؤمٌن‬
‫‪194‬‬
‫التكافلً‪.‬‬

‫وألجل ذلك صدرت توصٌة مجمع الفقه اإلسبلمً تدعو الدول االسبلمٌة على إقامة‬
‫مإسسات التؤمٌن التكافلً ومإسسات تعاونٌة إلعادة التامٌن التكافلً تدعم نشاطها‪ ،‬فحاجة‬
‫شركات التامٌن التكافلً الى اعادة التامٌن ال تختلؾ عن حاجة شركات التؤمٌن التجاري‬
‫الٌه‪ ،‬ان لم تكن أكثر منها ألن أعباء الخسارة ستقع على عاتق المإمن لهم فً نهاٌة االمر‬
‫عكس التؤمٌن التجاري الذي ٌنعكس فٌه أثر الخسابر على الشركة ذاتها‪.‬‬

‫كما ان إعادة التؤمٌن هً العامل األساسً فً تحقٌق إعادة التوازن فً المحفظة‬


‫التؤمٌنٌة وتجنب الخسابر التً تقع علٌها‪ ،‬اال أنه قد ٌكون هناك تؤخٌر بالنسبة لوجود صناعة‬
‫إعادة التؤمٌن التكافلً ٌإخر معه وجود شركات التؤمٌن التكافلً وتطبٌقه فً البنوك‬
‫التشاركٌة‪ ،‬وبذلك ٌشكل هذا التؤخر أحد أهم العقبات التً تواجه التؤمٌن التكافلً‪ ،‬الذي ٌتمٌز‬
‫بإمكانٌات مالٌة وفنٌة ولدٌه أنظمة فً كل مجاالت التؤمٌن‪ 195‬وبوجود اعادة التؤمٌن سٌحقق‬
‫قفزة نوعٌة بالتؤكٌد‪.‬‬

‫اما التحدي البنٌوي لشركات التؤمٌن التكافلً بالمؽرب فٌتجلى فً‪:‬‬

‫انتشار التؤمٌن التجاري والذي ٌكتسح كل األسواق المؽربٌة‪ ،‬ما ٌجعل التؤمٌن التكافلً‬
‫صعب النماء فً ظله لبسطه الهٌمنة على السوق المؽربً‪ ،‬وبذلك سٌعرؾ التؤمٌن التكافلً‬
‫منافسة شدٌدة تزداد بؽٌاب الوعً التامٌنً لدى افراد تسعى للربح دون مراعاة ألي شًء‬
‫اخر‪ ،‬واالبتمان بالمؽرب ٌهٌمن على فبة ٌستوي عندها الحبلل والحرام لؤلسؾ الشدٌد‪.‬‬

‫وفً اخر هذا المطلب ال ٌمكننا اال تحدث عن التحدٌات المتعلقة بثقافة التكافل‪ ،‬حٌث‬
‫ٌقصد بثقافة التكافل إدراك حقٌقة التؤمٌن التكافلً الذي تطبقه شركات التكافل‪ ،‬ومعرفة‬
‫اهداؾ قٌام صنادٌق التكافل‪ ،‬وإدراك أهم الفروق الجوهرٌة بٌن التؤمٌن التقلٌدي والتؤمٌن‬
‫التكافلً‪ ،‬وما ألهمٌة إدراك هذه الحقٌقة من اهمٌة‪ ،‬اذ ان ؼٌاب الثقافة التكافلٌة تعد من أهم‬

‫‪ -194‬التهامً المنصوري‪ ،‬التؤمٌن التكافلً فً المعامبلت المالٌة للبنوك التشاركٌة بالمؽرب بٌن التنظٌم القانونً والتنزٌل العملً‪،‬‬
‫المجلة االلكترونٌة ألبحاث القانونٌة‪ ،‬العدد ‪ ،8134 ،1‬ص ‪.311‬‬
‫‪-195‬عبد العزٌز القصار‪ ،‬إعادة التؤمٌن العقبات والحلول‪ ،‬ط ‪ ،3‬مطبوعات كلٌة الشرٌعة‪ ،‬جامعة الكوٌت سنة ‪ ،8111‬ص ‪.11‬‬

‫‪115‬‬
‫العوابق التً تواجه تطور وازدهار التؤمٌن التكافلً على مستوى العالم‪ ،196‬وفً المؽرب ال‬
‫تزال ثقافة التكافل ضعٌفة داخل اقتصادٌات المجتمع‪ ،‬بسبب اعتبار صناعة التؤمٌن التكافلً‬
‫صناعة مجهولة فنٌا وشرعٌا للمتعاملٌن بها‪ ،‬وذلك ألن االمر ٌتعلق بقطاع التؤمٌن الذي‬
‫‪197‬‬
‫تعتبر خدماته مإجلة تعتمد على االحتمالٌة‪ ،‬قد تتحقق وقد ال تتحقق‪.‬‬

‫ونحن نعلم أن اؼلب العاببلت فً المؽرب هً من أصل رٌفً كانت تمتهن الفبلحة‬
‫وبعض الحرؾ التقلٌدٌة‪ ،‬سابدا بٌنها التضامن والتكافل بٌن مختلؾ شرابح المجتمع وٌعود‬
‫بالخٌر على الببلد رؼم ضعؾ االمكانٌات‪ ،‬اال أن نزح هإالء نحو المدن فً مرحلة‬
‫التصنٌع خبلل فترة السبعٌنٌات ادى الى االعتماد على الدولة فً حل مشاكل الفرد‬
‫والجماعة‪ ،‬وبالتالً اندثار ثقافة التكافل بٌن الناس وإضعافها‪.‬‬

‫ومع ظهور مصطلح التؤمٌن التكافلً ظهرت الحقٌقة التكافلٌة التً تود شركات التؤمٌن‬
‫التكافلً تطبٌقها مإرخة اهدافها فً قٌام صنادٌق التكافل واسس التؤمٌن التكافلً كمنتوج‬
‫تشاركً مالً اسبلمً ٌعتمد على مبدأ التكافل الذي هو أحد الخصابص المالٌة اإلسبلمٌة‪.‬‬

‫ورؼم ذلك وجد التؤمٌن التكافلً نفسه معرض لعابق ضعؾ الثقافة والتوعٌة التؤمٌنٌة‬
‫التكافلٌة‪ ،‬حٌث أن الخلط بٌن التؤمٌن التقلٌدي و التؤمٌن التكافلً صار واقعا ملموسا بٌن‬
‫جمهور المسلمٌن المؽاربة‪ ،‬وكثٌرا ما تسمع ال فرق بٌن التؤمٌن التكافلً والتؤمٌن التقلٌدي‬
‫‪198‬‬
‫وهذا نتٌجة طبٌعٌة لقصور الواضح فً نشر ثقافة التكافل‪.‬‬

‫اال أننا نبلحظ أن هذه الثقافة ضعٌفة‪ ،‬اذ أن لم نقل ؼاببة لدى جل الشرابح المؽربٌة‬
‫فً ظل عدم التعرٌؾ والتروٌج لها فً اوساط المؽاربة‪ ،‬وتحدٌات اخرى متعلقة باالستثمار‬
‫فمن المعلوم أن شركات التؤمٌن التكافلً هً شركات مالٌة تقوم بتجمٌع األموال من المإمن‬
‫لهم‪ ،‬لتؽطٌة المخاطر التً ٌمكن أن تحصل لهم‪ ،‬وإلعادة استثمارها واالستفادة من أموالها‬
‫لبناء مشارٌع اخرى مربحة من جهة اخرى‪ ،‬وبطبٌعة الحال أٌا كان نوع هذه االستثمارات‬

‫‪-196‬عجانً الهام‪ ،‬ممولً قطاع التؤمٌن فً االقتصاد الجزابري‪ ،‬رسالة لنٌل شهادة الماستر فً كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة‬
‫وعلوم التسٌٌر‪ ،‬جامعة مسٌلة‪ ،‬الجزابر ‪ ،8138-8133‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -197‬سفٌان الكامل‪ ،‬ؼٌاب التكافل االجتماعً فً السٌاق المؽربً‪ ،‬مقال منشور بموقع *‬
‫‪-198‬أشرؾ دوابه‪ ،‬رإٌة استراتٌجٌة لمواجهة تحدٌات التؤمٌن التكافلً االسبلمً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪116‬‬
‫فإنها تكون معرضة للمخاطر وهذا ٌعكس شركات التؤمٌن التجارٌة التً تتعامل مع البنوك‬
‫‪199‬‬
‫الربوٌة باإلقراض بفابدة مضمونة‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬الحلول المقترحة لتجاوز اإلكراهات التً تعترض التأمٌن التكافلً‬
‫بالمغرب‬

‫كما سلؾ الذكر ٌعترض التؤمٌن التكافلً مجموعة من العقبات تجعله ؼٌر قادر على‬
‫تسوٌق خدماته فً البٌبة المطلوبة‪ ،‬لذلك فالتسوٌق فً شركات التؤمٌن التجاري ال ٌختلؾ‬
‫عن التؤ مٌن التكافلً اال فً ما ٌخص ضرورة االلتزام بؤحكام الشرٌعة السبلمٌة فٌما ٌخص‬
‫‪200‬‬
‫التؤمٌن التكافلً‪.‬‬

‫االمر الذي ٌتطلب العمل على تنمٌته بؽرض دعم كفاءة شركات التؤمٌن التكافلً‬
‫واالرتقاء بخدماتها التؤمٌنٌة لتجاوز العقبات‪ ،‬حٌث ٌتحتم علٌها مواكبة التطورات والتحدٌات‬
‫وذلك باالرتكاز على الحلول المقترحة‪ ،‬منها ما ٌتعلق بترقٌة الضوابط الشرعٌة (الفقرة‬
‫األولى)‪ ،‬ومنها ما ٌتعلق بترقٌة مستوى شركات التؤمٌن التكافلً (الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬ترقٌة الضوابط الشرعٌة والتشرٌعٌة‬

‫سنتناول الضوابط الشرعٌة (أوال)‪ ،‬ثم الضوابط التشرٌعٌة (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الضوابط الشرعٌة‬

‫تعد الضوابط الشرعٌة هً اهم ما ٌمٌز شركات التؤمٌن التكافلً عن ؼٌره من شركات‬
‫التؤمٌن التكافلً‪ ،‬فٌجب أن تتفادى اعماله األعمال المخالفة للشرع‪ ،‬حٌث ٌجب علٌها ان‬
‫تقوم بتسوٌق خدماتها التؤمٌنٌة التكافلٌة وفق جملة من الضوابط الشرعٌة‪:‬‬

‫‪ -‬تحقٌق مقاصد الشرٌعة‪ ،‬وأن تكون مفاهٌم وأسالٌب التسوٌق متفقة مع أحكام ومبادئ‬
‫الشرٌعة االسبلمٌة فً جل القواعد المنظمة لها‪.‬‬

‫‪ -199‬فراس عودة‪ ،‬مستقبل التامٌن التكافلً فً ظل هٌمنة التامٌن التقلٌدي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪. 331‬‬
‫‪ -200‬فبلق صلٌحة‪ ،‬متطلبات تنمٌة نظام التامٌن التكافلً‪ ،‬تجارب عربٌة‪ ،‬اطروحة لنٌل شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلٌة العلوم االقتصادٌة‬
‫والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‪ ،‬جامعة حسٌبة بن بو علً السلؾ‪ ،‬سنة‪ ،8139- 8131‬ص ‪.31‬‬

‫‪117‬‬
‫‪ -‬االلتزام باألخبلق والسلوك الحسن‪ ،‬وٌعنً أن ٌلتزم رجل التسوٌق فً الخدمات‬
‫التؤمٌنٌة التكافلٌة بالقٌم واالخبلق الفاضلة والسلوك الحسن وتجنب انحراؾ السلوك ‪ -‬تحقٌق‬
‫مصلحة أطراؾ العملٌة التؤمٌنٌة بتركٌز العملٌة التسوٌقٌة على ما تقدمه شركة التؤمٌن من‬
‫خدمات ومنتجات تؤمٌنٌة تكافلٌة وعلى تحقٌق النفع العام للفرد والمجتمع وللدولة واألمة‬
‫اإلسبلمٌة اضافة الى مصلحة الشركة‪.‬‬

‫‪ -‬سد الذرابع على جلب المنافع‪ ،‬وٌقصد بذلك تجنب اختبار الوسابل واألدوات التً‬
‫‪201‬‬
‫فٌها مفسدة شرعٌة وتطبٌق قاعدة تجنب المفاسد مقدم على المنافع‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬الضوابط التشرٌعٌة‬

‫والتً تتمثل فً‪:‬‬

‫‪ -‬تطوٌر األطر التشرٌعٌة لتنظٌم سوق التؤمٌن التكافلً وتعزٌز النصوص التشرٌعٌة‬
‫ذات العبلقة بفض المنازعات بما سٌإدي الى سرعة البث فً الدعاوى القضابٌة‬
‫حالة نشوء نزاع ما‪ ،‬باإلضافة الى اصدار المزٌد من القوانٌن التً تجعل التؤمٌن‬
‫التكافلً‪ ،‬الزاما فً قطاعات كثٌرة اخرى ؼٌر قطاع المرابحة بالعقار والسٌارة‪.‬‬

‫‪ -‬معالجة السٌاسة الجبابٌة عن طرٌق تخفٌض الضرابب والرسوم حتى تصبح‬


‫‪202‬‬
‫مشجعة وؼٌر مكلفة لدعم التنافسٌة السعرٌة‪.‬‬

‫‪ -‬الدٌمومة فً تفعٌل و تحدٌث القوانٌن المتعلقة باألجهزة الرقابٌة لمساٌرة التطورات‬


‫واالشراؾ حتى‬
‫االقتصادٌة لسوق التامٌن‪ ،‬وتوحٌد أجهزة الرقابة الشرعٌة ٍ‬
‫تستطٌع مساٌرة متطلبات االٍنفتاح لتحفٌز شركات التؤمٌن التكافلٌة لتطبٌق مبادئ‬
‫‪203‬‬
‫الحكومة لتثبٌت أسس المنافسة الصحٌحة‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬ترقٌة مستوى شركات التأمٌن التكافلً‬

‫من خبلل االلتزام بمجموعة من الترقٌات‪:‬‬

‫‪ -201‬فبلق صلٌحة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪81‬‬


‫‪ -202‬طارق ابو مازن قندور‪ ،‬معٌقات وكوابح نمو قطاع التؤمٌن التكافلً بٌن التحدي والمواجهة‪ ،‬دراسة مقارنة للجزابر والكوٌت‬
‫خبلل الفترة ‪ ،8119-8113‬ط ‪ ،3‬مطبوعات جامعة السلؾ الجزابر ‪ ،8134‬ص‪.3‬‬
‫‪ -203‬نفس م س ص ‪.3‬‬

‫‪118‬‬
‫‪ -‬تجوٌد الخدمات التؤمٌنٌة التكافلٌة المقدمة لحملة الوثابق وإلزام الشركات او‬
‫المقاوالت بالسداد بالتعوٌض بالقٌمة فً الوقت المحدد من أجل كسب رضا أكبر‬
‫عدد ممكن من المستؤمنٌن‪.‬‬

‫‪ -‬ترقٌة األسالٌب البشرٌة لمقاولة التؤمٌن التكافلً وذلك باالعتماد على الخبرة‬
‫المتمرسة والمتكونة وعلى التكنولوجٌا الحدٌثة‪ ،‬وتطوٌر المعرفة بإدارة األخطار‬
‫وإقامة نوع من الشراكة بٌن شركات التؤمٌن والبنوك واستفادة من شبكات توزٌع‬
‫البنوك التشاركٌة فً تسوٌق المنتجات التؤمٌنٌة التشاركٌة وتحصٌل األقساط‪.‬‬

‫‪ -‬االهتمام بإدارة الموارد البشرٌة والنهوض بالكوادر الفنٌة للعاملٌن فً قطاع‬


‫التؤمٌن التكافلً من خبلل فتح مراكز التدرٌب وبناء مراكز التدرٌب وبناء معاهد‬
‫تكوٌنٌة لرفع قدراتهم وصقل مواهبهم وكفاءاتهم وتكوٌن اطارات قادرة على‬
‫معرفة رؼبات المستؤمنٌن فالعالم العربً بحاجة ماسة الى أطر مإهلة وماهرة‬
‫ومبدعة‪ ،‬تتمٌز باالحترافٌة فً تلبٌة احتٌاجات الصناعة التؤمٌنٌة التكافلٌة‪.‬‬

‫‪ -‬صٌاؼة استراتٌجٌة واضحة المعالم لتحسٌن صورة قطاع التؤمٌن لدى المواطنٌن‬
‫المؽاربة من خبلل ؼرس الوعً التامٌنً واالهتمام بالثقافة التؤمٌنٌة‪ ،‬وتعرٌفهم‬
‫بؤهمٌة الحاجة الى الحماٌة مع تحسٌسهم بحقوقهم‪ ،‬واكتشاؾ طرق جدٌدة لزٌادة‬
‫‪204‬‬
‫حجم الطلب على التموٌل من خبلل االهتمام بتطوٌر تطبٌقات التؤمٌن التكافلً‪.‬‬

‫‪ -‬إ نشاء تكتبلت اقلٌمٌة لتبادل الخبرات والتؽطٌات بؤسعار معقولة وانشاء شبكة‬
‫‪205‬‬
‫معلومات بٌنها لتبادل المعلومات‪.‬‬

‫ومن وجهة نظرنا فمن متطلبات شركات التؤمٌن فً األسواق التنافسٌة أخذ عنصر‬
‫شدة المنافسة من الجانب السلبً والعمل علٌه من الجانب االٌجابً كٌؾ؟‬

‫عبر اعتبار المنافسة اداة تكامل ما بٌن شركات التؤمٌن التكافلً وشركات التؤمٌن‬
‫التقلٌدي‪ ،‬لتقدٌم الخدمة للزبون المشترك بجودة عالٌة مع تخفٌض االسعار‪ ،‬وبالتالً‬

‫‪ -204‬طارق ابو مازن قندور‪ ،‬معٌقات وكوابح نمو قطاع تؤمٌن‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫‪ -205‬سامر مظهر قنطقجً‪ ،‬تطور صناعة التامٌن التكافلً وافاقها المستقبلٌة‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪119‬‬
‫ستتحول اكراهات المنافسة الى فرصة ستعود بالنفع على الزبون بالدرجة األولى‪ ،‬وعلى‬
‫شركات التؤمٌن التكافلً أن تسعى دوما الى ابتكار المنتجات المناسبة واألكثر جدبا‬
‫للمشتركٌن والعمل وفقا الستراتٌجٌات متعددة السنوات ذات أهداؾ واضحة‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫وفق ما سبق‪ٌ ،‬مكن القول أنه من الصعب الحكم على التؤمٌن التكافلً ودوره فً‬
‫تطوٌر البنوك التشاركٌة بالمؽرب نظرا لكونه منتوج مستجد ولم ٌطبق بعد‪ ،‬لكن ما ٌمكن‬
‫قوله انه وبالرؼم من اإلكراهات والتحدٌات الجمة التً ستواجه‪ ،‬سٌستطٌع فرض كٌان له‬
‫بالمؽرب‪ ،‬وحاولنا بهذا الموضوع الخروج بنظرة تصورٌة مستقبلٌة لهذا المنتوج و دوره‬
‫فً تعزٌز المالٌة التشاركٌة‪ ،‬وما ٌمكن أن ٌساهم فٌه من تنوع المنتوج وتروٌج السوق‬
‫وخلق فرص اخرى لبلستثمار فً السوق المؽربٌة ومن تم فتح مجاالت أوسع لشرابح‬
‫المؽربٌة للتؤمٌن عن أحوالهم‪ ،‬وأشٌابه بصورة تكافلٌة وفقا أحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة‬
‫وبصٌؽة تضامنٌة محضة ومن خبلل دراسة هذا الموضوع وصلنا لهذه الخبلصات‪:‬‬

‫‪ -‬أن التؤمٌن حاجة ضرورٌة فً الحٌاة البشرٌة تعٌنه على تجاوز الحوادث كٌؾ ما‬
‫كان نوعها‪ ،‬وأن وجود تؤمٌن تكافلً ٌتوافق وأحكام الشرٌعة االٍسبلمٌة امر سٌفٌد االمة‬
‫االسبلمٌة وسٌؽنٌها عن التعامبلت المحرمة‪.‬‬

‫‪ -‬أن وجود إطار قانونً ٌنظم العملٌة التؤمٌنٌة التكافلٌة هً خطوة مهمة ستساعد على‬
‫تطبٌق هذا النظام‪ ،‬خصوصا ما ٌعرفه من خصوصٌة عن نظٌره التقلٌدي‪ ،‬فً انتظار‬
‫التطبٌق العملً له على ارض الواقع الذي سٌكشؾ عن ثؽرات هذا اإلطار القانونً‬
‫وهفواته‪.‬‬

‫‪ٌ -‬مكن القول أن ما بٌن التؤمٌن التجاري والتؤمٌن التكافلً فروقات جوهرٌة وفً نفس‬
‫الوقت نقط تبلقً‪ ،‬فبل اختبلؾ بٌنهم فً األسس الفنٌة والعملٌة وفً الؽرض بحد ذاته‪ ،‬وإنما‬
‫فً طبٌعة العقد وكٌفٌة إدارته‪.‬‬

‫‪ -‬جاء ق ‪ 18/87‬بمستجدات تعدلٌه تمحورت حول‪:‬‬

‫‪ ‬وجود قواعد تضمن التدبٌر المستقل ألموال المشتركٌن من قبل صندوق تؤمٌن‬
‫تكافلً له ذمة مالٌة مستقلة عن المقاولة المسٌرة بصفتها وكٌلة بؤجر‪ ،‬اال أن ما‬
‫نعقب علٌه فً هذه النقطة أنه كان على المشرع أن ٌفتح الباب لتعامل وفق‬
‫صٌؽة المضاربة والوقؾ واال ٌقتصر على هذه الصٌؽة فقط‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫‪ ‬تحقٌق مبدأ فصل الذمم ما بٌن أموال المقاولة وأموال المشتركٌن عبر التنصٌص‬
‫على تمتع الصندوق بالشخصٌة االعتبارٌة المستقلة‪.‬‬

‫‪ ‬النص على الفصل ما بٌن حسابات صندوق التؤمٌن التكافلً وحسابات المتعلقة‬
‫بالعملٌات االستثمارٌة التً تقوم بها المقاولة‪ ،‬وما لدور الستثمار اشتراكات‬
‫التؤمٌن من أهمٌة‪.‬‬

‫‪ ‬التنصٌص على مبدأ عدم تقادم الحقوق الناتجة عن عقود التؤمٌن التكافلً‬
‫كاستثناء عن القواعد العامة‪ ،‬وما لهذا المبدأ من دور فً تعزٌز عمل التؤمٌن‬
‫التكافلً اذ عبر هذه الخاصٌة التً ٌنفرد بها‪ ،‬لن ٌخاؾ المتعاملٌن من إهدار‬
‫حقوقهم بسبب تقادم دعاوهم‪ ،‬وبهذا ٌمكنهم المطالبة بحقوقهم أمام القضاء وقت ما‬
‫أرادوا‪.‬‬

‫‪ -‬ان موضوع التؤمٌن التكافلً كرافعة لمستوى اداء البنوك التشاركٌة كما ٌبلحظ أنه‬
‫الحاطة بكل جوانبه‪ ،‬اال أننا حاولنا التطرق لمعظم‬
‫موضوع رحب وشاسع وال ٌمكن ا ٍ‬
‫الحٌثٌات المتعلقة به‪ ،‬واتضح لنا جلٌا انه ٌمكن فعبل تصور واقع جد متمٌز لصناعة التؤمٌن‬
‫التكافلً فً ببلدنا‪ ،‬وانه بكل ٌقٌن ٌستشرؾ لها مستقبل زاهر‪ ،‬وان مع وجوده ستكون‬
‫انطبلقة قوٌة ونوعٌة للمالٌة التشاركٌة‪ ،‬وستعمل البنوك االسبلمٌة فً أبهى صورها‪،‬‬
‫وستعرؾ إ قباال جد مهم مع وجود هذه الضمانة القوٌة التً كانت تفتقدها ووقفت عابقا امام‬
‫عملها‪ ،‬فؽٌاب التؤمٌن التكافلً جعل فبة عرٌضة من المجتمع المؽربً تجنح عن التعامل‬
‫معها‪ ،‬خوفا من إهدار حقوقهم‪ ،‬كما ان البنوك هً االخرى بحاجة ماسة للتؤمٌن تكافلً‬
‫ٌؽطً أعمالها وأموالها‪ ،‬وموظفٌها‪ ،‬ووجود هذه االلٌة سٌجعلها فً مؤمن من المخاطر‬
‫والخسابر التً قد تتعرض لها‪.‬‬

‫‪ -‬من خبلل النظرة المقارنة لواقع التؤمٌن التكافلً فً بعض الدول الرابدة ٌتضح ان‬
‫كبل النموذجٌن ال السعودي وال المالٌزي ٌمكن االحتذاء بهما والسٌر على خطاهم لتحقٌق‬
‫انطبلقة فعالة لصناعة التؤمٌن التكافلً بببلدنا‪ ،‬وتحقٌق نتابج مرضٌة ومشجعة تسٌر بنا لما‬
‫ال أن نكون نموذج ناجح للنجاح المالٌة االٍسبلمٌة فً إفرٌقٌا‪ ،‬فالمؽرب بلد اسبلمً آمن‬

‫‪122‬‬
‫ٌتوفر على موقع استراتٌجً‪ ،‬وله طبقة اجتماعٌة كبٌرة متشبعة بالقٌم اإلسبلمٌة وؼٌرها‬
‫من العوامل تإكد أن صناعة التؤمٌن التكافلً ستعرؾ نجاحا‪ ،‬لكن ذلك متوقؾ على مدى‬
‫القدرة على تجاوز التحدٌات واالٍكراهات الكبٌرة والتً تدور أؼلبها حول المنافسة الشدٌدة‬
‫والقوٌة مع الشركات التقلٌدٌة المسٌطرة على السوق المؽربً‪ ،‬وقلة الوعً بؤهمٌة هذا‬
‫المنتوج‪ ،‬وما ٌمكن أن ٌحققه من عوابد مهمة ستعود على األفراد بالنفع والدولة التً فً‬
‫امس الحاجة لمثل هذه االلٌات لتروٌج االٍقتصاد وفتح فرص الشؽل‪ ،‬هذا من جهة ومن‬
‫جهة اخرى فرصة لكً تنعم جمٌع الفبات الطبقٌة بتؽطٌة تؤمنٌه تكافلٌة عن ذواتهم‬
‫وأموالهم‪.‬‬

‫ومن بٌن االٍقتراحات التً ندرجها فً هذا الصدد‪:‬‬

‫‪ٌ -‬جب العمل على تحسٌن ودعم جانب االستثمار عبر أموال التكافلً ولما ال عبر‬
‫السماح بتعدٌل قانونً للعمل وفق النموذج المختلط او نموذج المضاربة او الوقؾ‪.‬‬

‫‪ -‬التؤكٌد على الدور المحوري لهٌبات الرقابة وتعزٌز عملها فً مدى توافق شركات‬
‫التؤمٌن التكافلً فً االلتزام بمبادئ الشرٌعة االسبلمٌة الؽراء‪ ،‬وندعو إلنشاء لجن فً‬
‫المجالس الجهوٌة لتراقب عمل هذه الشركات‪.‬‬

‫‪ -‬التركٌز على استثمار الفابض التامٌنً فً مشروعات ربحٌة منتجة وتتماشى مع‬
‫أحكام الشرٌعة االسبلمٌة‪ ،‬ولما ال االنفتاح على االستثمار فً األسواق العالمٌة‪.‬‬

‫‪ -‬نرى أنه ٌجب أن تخصص نسبة من عوابد االشتراكات واالستثمارات فً مساعدة‬


‫الفبات الهشة وفً دعم المشروعات التً تعود بالنفع العام على مصلحة العامة‪ ،‬طالما أن‬
‫التؤمٌن التكافلً ٌقوم على التعاون والتضامن وما فٌه من ذلك من العودة الى األسس‬
‫الجوهرٌة لتعامبلت اإلسبلمٌة‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة وجود شركات إلعادة التكافل فً المؽرب لضمان استمرارٌة ونجاح‬


‫شركات التامٌن التكافلً‪.‬‬

‫‪ -‬انشاء صندوق وطنً لتؤمٌن التكافلً ترصد فٌه نسبة معٌنة من االٍحتٌاطات لدعم‬
‫شركات التؤمٌن التكافلٌة‪ ،‬ومنحها السٌولة منه إذا تطلب ذلك وفق شروط محددة‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫‪ -‬وضع عقوبات خاصة وصارمة للمخالفات المسجلة من طرؾ مقاوالت التؤمٌن‬
‫وعمبلبها‪.‬‬

‫‪ -‬العمل على التسوٌق بالمنتوج التؤمٌنً التكافلً وإشهاره بكل الوسابل اإلشهارٌة‬
‫لٌصل لكل افراد المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬واخر اقتراحاتنا أن تعمل الدولة المؽربٌة على وضع إستراتٌجٌة متعددة السنوات‬
‫لنهوض بهذا القطاع بمختلؾ أوراشه‪ ،‬واالعتماد علٌه فً تجاوز االزمات االقتصادٌة التً‬
‫ٌتخبط بها المؽرب الواحدة تلو األخرى‪.‬‬

‫وفً االخٌر نإكد أن تحسٌن مردودٌة المالٌة التشاركٌة ٌرتكز باألساس على عمل‬
‫الدولة والمجتمع كٌد واحدة للنهوض بهذا القطاع لٌساٌر نظٌرة التقلٌدي وٌضاهٌه‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫‪ ‬الئحة المعاجم والمراجع‬

‫‪ ‬المعاجم‬

‫ابراهٌم مذكور‪ :‬المعجم الوسٌط‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة الثانٌة‪ ،‬دار عمران‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أبو الفضل جمال الدٌن بن المنظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بٌروت‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الجزء العاشر‪.‬‬

‫الزمخشري‪ :‬أساس الببلؼة ‪.3‬‬ ‫‪‬‬

‫الفٌروز ابادي‪ :‬القاموس المحٌط‪ ،‬تحقٌق التراث‪ ،‬الطبعة الرابعة مإسسة‬ ‫‪‬‬
‫الرسالة بٌروت ‪.3441‬‬

‫الفٌروز ابادي‪ :‬القاموس المحٌط‪ ،‬مإسسة الرسالة‪ ،‬بٌروت ‪.8119‬‬ ‫‪‬‬

‫مجد الدٌن محمد بن ٌعقوب‪ :‬الفٌروز ابادي‪ ،‬القاموس المحٌط‪ ،‬الطبعة الثامنة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫بٌروت‪ ،‬مإسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزٌع ‪.8119‬‬

‫محمد بن مكرم ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬بٌروت‪ ،‬دار صادر للطباعة‬ ‫‪‬‬
‫والنشر‪ ،‬الجزء الثانً عشر ‪.3448‬‬

‫‪ ‬المراجع باللغة العربٌة‬

‫‪ ‬الكتب العامة‬

‫أبو بكر الرازي‪ :‬مخت ار الصحاح‪ ،‬تحقٌق محمود خاطر‪ ،‬الجزء الخامس‬ ‫‪‬‬
‫مكتبة لبنان بٌروت‪.3449 ،‬‬

‫ابو عبد هللا محمد االنصاري‪ :‬الرصاع‪ ،‬شرح حدود ابن عرفة‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪‬‬
‫األولى‪ ،‬بٌروت‪ -‬دار الؽرب االسبلمً ‪.3441‬‬

‫ابو عبد هللا محمد الحرشً‪ :‬شرح الخرشً على مختصر خلٌل‪ ،‬الجزء‬ ‫‪‬‬
‫الخامس‪ ،‬دار الفكر بٌروت‪.3443،‬‬

‫‪125‬‬
‫ابو قاسم عبٌد هللا المصري‪ :‬التفرٌع فً فقه االمام مالك بن انس‪ ،‬الجزء‬ ‫‪‬‬
‫الثانً‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الكتب العلمٌة بٌروت‪.8112 ,‬‬

‫أحمد بن محمد الفٌومً‪ :‬المصباح المنٌر‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مكتبة لبنان‪.1987 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫أشرؾ محمد دوابه‪ :‬اساسٌات العمل المصرفً االسبلمً‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مطبعة دار السبلم‪ ،‬القاهرة ‪.8138‬‬

‫حامد بن الحسن علً مٌرة‪ :‬عقود التموٌل المستجدة فً المصارؾ االسبلمٌة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬دار السمان للنشر والتوزٌع‪ ،‬الرٌاض‪ ،‬السعودٌة‪.‬‬

‫حسٌن بدر الدٌن العٌنً‪ :‬البداٌة فً شرح الهداٌة‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬دار الفكر‬ ‫‪‬‬
‫بٌروت ‪.1993‬‬

‫حمزة شواردة‪ :‬عبلقة البنوك االسبلمٌة بالبنوك المركزٌة‪ ،‬عماد الدٌن للنشر‬ ‫‪‬‬
‫والتوزٌع‪ ،‬الطبعة األولى‪.8131 ،‬‬

‫زهرة ؼراؾ‪ :‬وبن سعً لخضر‪ ،‬تجربة مالٌزٌا فً التكافل االسبلمً‬ ‫‪‬‬
‫وفرصة االستفادة منها فً المعامبلت المالٌة الجزابرٌة‬

‫سامً حمود‪ :‬تطوٌر األعمال المصرفٌة بما ٌتفق والشرٌعة اإلسبلمٌة الطبعة‬ ‫‪‬‬
‫الثالثة مكتبة دار التراث القاهرة‪.‬‬

‫سعد أبو حبٌب‪ :‬التؤمٌن بٌن الحظر واإلباحة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫دمشق‪.1983‬‬

‫سكٌنة االدؼزي‪ :‬نظام التامٌن االجباري عن المرض فً القطاع العمومً‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫بٌن طموح النص ورهانات الواقع‪ ،‬منشورات جامعة السلؾ‪ ،‬الجزابر ‪.8131‬‬

‫شمش الدٌن محمد بن محمد الخطٌب الشربٌنً‪ :‬مؽنً المحتاج‪ ،‬الجزء‬ ‫‪‬‬
‫الثالث‪ ،‬بٌروت دار الفكر ‪.3441‬‬

‫‪126‬‬
‫شهاب احمد سعٌد العزٌزي‪ :‬ادارة البنوك االسبلمٌة‪ ،‬دار النفابس للنشر‬ ‫‪‬‬
‫والتوزٌع‪ ،‬الطبعة األولى‪.8133 ،‬‬

‫الصادق راشد الشمري‪ :‬اساسٌات الصناعة المصرفٌة االسبلمٌة انشطتها‬ ‫‪‬‬


‫والتطلعات المستقبلٌة‪ ،‬دار الٌازوي العلمٌة للنشر والتوزٌع‪ ،‬الطبعة األولى‪.2008 ،‬‬

‫صونٌا عابد‪ :‬استراتٌجٌات التضارب بٌن البنوك االسبلمٌة وشركات التامٌن‬ ‫‪‬‬
‫المصرفً‪ ،‬نماذج من الوطن العربً والجزابر‪ ،‬دون ذكر المطبعة‪ ،‬منشورات جامعة‬
‫سطٌؾ الجزابر ‪.8139‬‬

‫عابشة الشرقاوي المالقً‪ :‬البنوك االسبلمٌة التجربة بٌن الفقه والتطبٌق‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫المركز الثقافً العربً‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪.8111‬‬

‫عابشة الشرقاوي المالقً‪ :‬الوجٌز فً القانون البنكً المؽربً‪ ،‬دار أبً‬ ‫‪‬‬
‫رقراق للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانٌة ‪.8112‬‬

‫عبد الرزاق السنهوري‪ :‬الوسٌط فً شرح المدنً‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫القاهرة‪ ،‬المجلد األول‪.1964 ,‬‬

‫عبد العزٌز القصار‪ :‬اعادة التامٌن العقبات والحلول‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مطبوعات كلٌة الشرٌعة‪ ،‬جامعة الكوٌت سنة ‪.2006‬‬

‫قتٌبة عبد الرحمان العانً‪ :‬التموٌل ووظابفه فً البنوك االسبلمٌة والتجارٌة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬دار النفابس للنشر والتوزٌع‪ ،‬الطبعة األولى‪.8131 ،‬‬

‫محمد ابو زهرة‪ :‬التكافل االجتماعً فً اإلسبلم‪ ،‬دار الفكر العربً‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫بدون تارٌخ النشر‪.‬‬

‫محمد حسٌن الوادي‪ ،‬حسن محمد سمحان‪ :‬المصارؾ االسبلمٌة االسس‬ ‫‪‬‬
‫النظرٌة والتطبٌقات العملٌة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار السٌرة للنشر والتوزٌع‪.2001 ،‬‬

‫محمد صبلح محمد الصاوي‪ :‬مشكلة االستثمار فً البنوك االسبلمٌة‪ ،‬دار‬ ‫‪‬‬
‫التوزٌع المدٌنة المنورة ‪.3441‬‬

‫‪127‬‬
‫محمد محمود المكاوي‪ :‬البنوك االسبلمٌة النشؤة والتطوٌر‪ ،‬المكتبة العصرٌة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫القاهرة مصر‪ ،‬الطبعة االولى ‪.2009‬‬

‫محمود حسن صوان‪ :‬أساسٌات العمل المصرفً االسبلمً دار وابل للطباعة‬ ‫‪‬‬
‫والنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪.8113‬‬

‫ٌحً بن شرؾ النوري محً الدٌن ابو زكرٌا‪ :‬روضة الطالبٌن‪ ،‬الجزء‬ ‫‪‬‬
‫الرابع‪ ،‬المكتب اإلسبلمً بٌروت‪.3439 ،‬‬

‫‪ ‬الكتب الخاصة‬

‫رضوان الكبا‪ :‬مظاهر تؤثٌر مبادئ االقتصاد االسبلمً على تنظٌم التامٌن‬ ‫‪‬‬
‫التكافلً بالمؽرب‪ ،‬بحوث فً قضاٌا المجتمع والقانون‪ ،‬كتاب القانون والمجتمع‪ ،‬كلٌة‬
‫العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬ابن الزهر‪ ،‬اكادٌر‪.‬‬

‫سامر مظفر قصفجً‪ :‬التؤمٌن اإلسبلمً أسسه ومحاسبته‪ ،‬مطبعة الشعاع‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫سورٌا الطبعة األولى‪.8113 ،‬‬

‫سعد خلٌفة العبار‪ :‬التامٌن من منظور اسبلمً‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النور‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.8133‬‬

‫طارق ابو مازن قندور‪ :‬معٌقات وكوابح نمو قطاع التامٌن التكافلً بٌن‬ ‫‪‬‬
‫التحدي والمواجهة‪ ،‬دراسة مقارنة للجزابر والكوٌت خبلل الفترة ‪،8119-8113‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬مطبوعات جامعة السلؾ الجزابر ‪.8134‬‬

‫عبد السمٌع المصري‪ :‬التؤمٌن اإلسبلمً بٌن النظرٌة والتطبٌق‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪‬‬
‫الثانٌة‪ ،‬مكتبة وهبة‪ ،‬القاهرة ‪.3433‬‬

‫عبد القادر برٌش‪ :‬التحدٌات التً تواجه صناعة التامٌن التكافلً‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪‬‬
‫األولى‪ ،‬منشورات السلؾ الجزابر ‪.8131‬‬

‫محمد السٌد الدسوقً‪ :‬التامٌن وموقؾ الشرٌعة االسبلمٌة منه‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫المجلس االعلى لشإون االسبلمٌة القاهرة‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫محً الدٌن القرة داؼً‪ :‬التؤمٌن التكافلً اإلسبلمً‪ ،‬دراسة فقهٌة تؤصٌلٌة‬ ‫‪‬‬
‫مقارنة بالتؤمٌن التجاري مع التطبٌقات العملٌة‪ ،‬الجزء الثانً‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬دار‬
‫البشابر اإلسبلمٌة‪.8133 ،‬‬

‫‪ ‬األطروحات والرسائل‬

‫‪ ‬األطروحات‬

‫انس موسى ابو العون‪ :‬المسإولٌة المدنٌة لبلبناك تجاه الزبناء والؽٌر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫اطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد االول‪-‬كلٌة العلوم القانونٌة‬
‫واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪.8131-8113‬‬

‫فبلق صلٌحة‪ :‬متطلبات تنمٌة نظام التامٌن التكافلً‪ ،‬تجارب عربٌة‪ ،‬اطروحة‬ ‫‪‬‬
‫لنٌل شهادة الدكتوراه‪ ،‬كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‪ ،‬جامعة حسٌبة‬
‫بن بو علً السلؾ‪ ،‬سنة‪.2015- 2014‬‬

‫محمد الماحً‪ :‬المصارؾ االسبلمٌة‪ ،‬بنوك االدخار واالستثمار‪ ،‬اطروحة‬ ‫‪‬‬


‫لنٌل الدكتوراه فً ق الخاص‪ ،‬تخصص االعمال واالستثمار‪ ،‬كلٌة ح‪ ،‬جدة ‪-2012‬‬
‫‪.2013‬‬

‫‪ ‬الرسائل‬

‫احبلم لعلى‪ :‬دور شركات التامٌن فً تقلٌل المخاطر االبتمانٌة لدى البنوك‬ ‫‪‬‬
‫االسبلمٌة‪ ،‬رسالة لنٌل شهادة الماستر‪ ،‬كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‪،‬‬
‫جامعة محمد حٌضر‪ ،‬بسكرة الجزابر‪.8131-8131 ,‬‬

‫اسماء كردود‪ :‬المنتجات البنكٌة االسبلمٌة ودورها فً تحسٌن تنافسٌة البنوك‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫دراسة حالة بنك البركة‪ ،-‬رسالة لنٌل شهادة الماستر األكادٌمً فً علوم التسٌٌر‪,‬‬
‫‪.2016-2015‬‬

‫‪129‬‬
‫سهام بً‪ :‬عقد المرابحة المنصب على العقار بٌن النص القانونً واحكام الفقه‬ ‫‪‬‬
‫االسبلمً‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً القانون الخاص‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة‬
‫واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬جامعة الحسن االول‪ ،‬سطات‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪.8139-8131‬‬

‫عبد الحمٌد البعلً محمود‪ :‬نظام التامٌن التعاونً التكافلً االسبلمً‪ ،‬قواعده‬ ‫‪‬‬
‫وفنٌاته مع المقارنة بالتامٌن التجاري‪ ،‬رسالة لنٌل شهادة الماستر‪ ،‬كلٌة التجارة‪ ،‬جامعة‬
‫الكوٌت‪.8111 ،‬‬

‫عجانً الهام‪ :‬ممولً قطاع التامٌن فً االقتصاد الجزابري‪ ،‬رسالة لنٌل شهادة‬ ‫‪‬‬
‫الماستر فً كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‪ ،‬جامعة مسٌلة‪ ،‬الجزابر‬
‫‪.2012-2011‬‬

‫عطا هللا جدة‪ :‬دور مإسسات التامٌن التكافلً فً تحقٌق التنمٌة المستدامة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫رسالة الماجستٌر‪ ،‬جامعة عرفات عباس‪ ،‬الجزابر‪.8131 ,‬‬

‫فراس عودة‪ :‬مستقبل التامٌن التكافلً فً ظل هٌمنة التامٌن التقلٌدي‪ ،‬رسالة‬ ‫‪‬‬
‫لنٌل شهادة الماستر فً المالٌة االسبلمٌة‪ ،‬كلٌة الشرٌعة‪ ،‬جامعة محمد بن عبد هللا‪ ،‬فاس‪،‬‬
‫السنة الجامعٌة ‪.8183-8181‬‬

‫المهدي كنوش‪ :‬مظاهر قصور حماٌة الزبون فً العملٌات البنكٌة‪ ،‬رسالة لنٌل‬ ‫‪‬‬
‫شهادة الماستر‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة‪ ،‬جامعة موالي سماعٌل السنة الجامعٌة‬
‫‪.2019-2018‬‬

‫‪ ‬المؤتمرات والندوات‬

‫احمد محمد الصباغ‪ :‬اسس وصٌػ التامٌن االسبلمً‪ ،‬بجث مقدم للمإتمر‬ ‫‪‬‬
‫الثالث للمصارؾ االسبلمٌة‪ ،‬دمشق‪ ،‬مارس ‪.2008‬‬

‫بونشادة نوال‪ :‬مداخلة تحت عنوان " العمل المإسساتً التكافلً بٌن جهود‬ ‫‪‬‬
‫التؤصٌل وواقعٌة التطبٌق" فً ندوة حول مإسسات التامٌن التكافلً والتامٌن التقلٌدي بٌن‬
‫االسس النظرٌة والتطبٌقٌة‪ ،‬المنعقدة ٌومً ‪ 81-89‬ابرٌل ‪.8133‬‬

‫‪130‬‬
‫حضري دلٌلة‪ :‬صناعة التامٌن التكافلً االسبلمً فً دول مختارة بٌن الواقع‬ ‫‪‬‬
‫واالفاق‪ ،‬بحث مقدم للملتقى الدولً السابع حول الصناعة التؤمٌنٌة الواقع العملً وافاق‬
‫التطوٌر‪ ،‬بكلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‪ ،‬جامعة حسٌنة بن علً‬
‫السلؾ‪.8131 ،‬‬

‫رٌاض منصور الخلٌفً‪ :‬التؤمٌن التكافلً اإلسبلمً‪ ،‬ملتقى التؤمٌن التعاونً‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الهٌبة اإلسبلمٌة العلمٌة االقتصاد والتموٌل‪ ،‬رابطة العالم اإلسبلمً‪ ،‬الرٌاض ‪.2000‬‬

‫رٌاض منصور الخلٌفً‪ :‬تقٌٌم تطبٌقات وتجارب التامٌن التكافلً االسبلمً‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ملتقى التامٌن التعاونً‪ ،‬الكوٌت ‪.8114‬‬

‫السعٌد بو هراوة‪ :‬التكٌٌؾ الشرعً للتامٌن التكافلً‪ ،‬ورقة بحثٌة نشرت فً‬ ‫‪‬‬
‫الندوة الدولٌة حول شركة التامٌن التقلٌدي ومإسسات التامٌن التكافلً بٌن االسس النظرٌة‬
‫والتجرٌبٌة ٌومً ‪ 81-89‬ابرٌل جامعة سطٌؾ ‪.8133‬‬

‫سلٌمان العاز بن ذرٌع‪ :‬التؤمٌن التعاونً‪ ،‬معٌقاته واستشراؾ مستقبله‪ ،‬ملتقى‬ ‫‪‬‬
‫التؤمٌن التعاونً الهٌبة اإلسبلمٌة العلمٌة االقتصاد والتموٌل‪ ،‬الرٌاض‪.8114 ,‬‬

‫السٌد حامد حسن محمد‪ :‬الدور التنموي لشركات التامٌن التعاونً االسبلمً‬ ‫‪‬‬
‫ابعاده وافاقه وموقؾ الشرٌعة منه‪ ،‬مإتمر التامٌن التعاونً‪ ،‬المنعقد فً ‪ 3‬ابرٌل ‪.8131‬‬

‫صالح احمد بدار‪ :‬التامٌن التكافلً االسبلمً‪ ،‬بحث مقدم لمإتمر المصارؾ‬ ‫‪‬‬
‫االسبلمٌة الٌمنٌة‪ ،‬الواقع والتحدٌات المستقبل‪ ،‬صنعاء‪ ،‬الٌمن ‪ 20-21‬مارس ‪.2010‬‬

‫صفٌة احمد ابو بكر‪ :‬التامٌن التكافلً رإٌة مستقبلٌة‪ ،‬المإتمر العلمً الدولً‬ ‫‪‬‬
‫الثانً حول دور التموٌل االسبلمً ؼٌر الربحً فً تحقٌق التنمٌة المستدامة‪ٌ ،‬ومً ‪-81‬‬
‫‪ 83‬ماي ‪ ,8131‬مختبر التنمٌة االقتصادٌة والبشرٌة فً الجزابر‪ ،‬جامعة سعد دحلب‬
‫البلٌدة الجزابر‪.‬‬

‫صبلح محمد زٌن الدٌن‪ :‬رإٌة بعض األكادٌمٌٌن االلمان لواقع مستقبل‬ ‫‪‬‬
‫البحوث‪ ،‬المإتمر العالمً السنوي الرابع عشر‪ ،‬المجلد الرابع‪.8119 ،‬‬

‫‪131‬‬
‫عبد الرزاق بن الزاوي‪ ،‬اٌمان نعمون‪ :‬ارساء مبادئ الحوكمة فً شركات‬ ‫‪‬‬
‫التامٌن التكافلً‪ ،‬الملتقى الوطنً حول حوكمة الشركات كالٌه للحد من الفساد المالً‬
‫واالداري‪ٌ ،‬ومً ‪ 12-11‬ماي ‪ ,8138‬بجامعة محمد حٌدر بسكرة‪ ،‬كلٌة العلوم‬
‫االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر‪.‬‬

‫عبد الستار ابو ؼدة‪ :‬اسس التامٌن التكافلً‪ ،‬الملتقى الثانً للمصارؾ‬ ‫‪‬‬
‫االسبلمٌة‪ ،‬دمشق سورٌا‪ ،‬اٌام ‪.8112 ,31-38-33‬‬

‫عبد القادر وحمو محمد‪ :‬افاق تقدٌم البنوك الجزابرٌة لمنتجات تؤمنٌه‪ ،‬ورقة‬ ‫‪‬‬
‫مقدمة الى المإتمر الدولً الثانً حول اصبلح النظام المصرفً الجزابري‪ ،‬المنعقد بكلٌة‬
‫الحقوق والعلوم االقتصادٌة‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬بتارٌخ ‪ 38-33‬مارس ‪.8113‬‬

‫عبد هللا علً الصٌفً‪ :‬التامٌن على الودابع المصرفٌة فً البنوك االسبلمٌة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مإتمر التامٌن التعاونً ابعاده وافاقه وموقؾ الشرٌعة االسبلمٌة منه‪ ،‬الجامعة االردنٌة‬
‫‪ ،31-33‬ابرٌل ‪.8131‬‬

‫عجٌل جاسم النشمً‪ :‬مبادئ التامٌن االسبلمً‪ ،‬الدورة ‪ 20‬لمإتمر مجمع‬ ‫‪‬‬
‫الفقه اإلسبلمً‪.‬‬

‫على محً الدٌن القرة داؼً‪ :‬مفهوم التؤمٌن التعاونً‪ ،‬ماهٌته وضوابط‬ ‫‪‬‬
‫ومعوقاته‪ ،‬مإتمر التؤمٌن التعاونً‪ ،‬أبعاده وأفاقه وموقؾ الشرٌعة اإلسبلمٌة‪.‬‬

‫محمد أكرم االء الدٌن‪ :‬سعٌد بو هوارة‪ ،‬تجربة التامٌن التعاونً المالٌزٌة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الملتقى الثالث للتامٌن التعاونً‪ ،‬المنعقد فً ‪ ,8133/38/3-2‬الجامعة االردنٌة‪.‬‬

‫محمد أنس مصطفى الزرقا‪ :‬التامٌن التعاونً‪ ،‬ابعاده وافاقه وموقؾ الشرٌعة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫من نظرة اقتصادٌة اسبلمٌة الى خمس قضاٌا فً التامٌن التعاونً‪ ،‬مإتمر التامٌن‬
‫التعاونً‪.‬‬

‫محمد سعدو الجرؾ‪ :‬تقوٌم انظمة التامٌن التعاونً فً المملكة العربٌة‬ ‫‪‬‬
‫السعودٌة‪ ،‬ملتقى التامٌن التعاونً السعودٌة‪ ،‬جامعة ام القرى سنة ‪.8114‬‬

‫‪132‬‬
‫موسى مصطفى القضاة‪ :‬التامٌن التكافلً بٌن دوافع النمو ومخاطر الجمود‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ورقة علمٌة مقدمة لملتقى التامٌن المنعقد فً الرٌاض بتارٌخ ‪ٌ 89-81‬ناٌر ‪.8119‬‬

‫موالي الخلٌل‪ :‬التامٌن التكافلً – الواقع واالفاق‪ ,-‬الملتقى الدولً االول تحت‬ ‫‪‬‬
‫عنوان االقتصاد االسبلمً‪ ،‬كلٌة العلوم االقتصادٌة واالجتماعٌة وعلوم التسٌٌر جامعة‪،‬‬
‫ؼلٌزان‪ ،‬سنة ‪.8111‬‬

‫ولٌد السعود‪ :‬تجربة سبلمة لتؤمٌنات فً تسوٌق التامٌن التكافلً فً السوق‬ ‫‪‬‬
‫الجزابري‪ ،‬بحث مقدم للندوة الدولٌة حول شركات لتامٌن التقلٌدي ومإسسات التامٌن‬
‫التكافلً بٌن االسس النظرٌة والتجربة التطبٌقٌة‪ ،‬جامعة سطٌؾ ‪ 81-89‬ابرٌل ‪.8138‬‬

‫‪ ‬المقاالت‬

‫ابراهٌم عبد الحلٌم عبادة ومٌساء منٌر ملحم‪ :‬االهمٌة االقتصادٌة للتموٌل‬ ‫‪‬‬
‫المصرفً االسبلمً فً االردن‪ ،‬دراسة حالة البنك االسبلمً االردنً والبنك العربً‬
‫االسبلمً الدولً‪ ،‬مجلة دراسات علوم الشرٌعة والقانون‪ ،‬المجلد السادس واألربعٌن‪،‬‬
‫العدد الثالث‪ ،‬الجامعة االردنٌة عمان االردن ‪2019‬م‪.‬‬

‫ابراهٌم عشاق‪ :‬طبٌعة وخصابص التامٌن التكافلً‪ ،‬مجلة الرقٌب‪ ،‬العدد‬ ‫‪‬‬
‫السادس‪ ،‬اكتوبر ‪.8133‬‬

‫التهامً المنصوري‪ :‬التامٌن التكافلً فً المعامبلت المالٌة للبنوك التشاركٌة‬ ‫‪‬‬


‫بالمؽرب بٌن التنظٌم القانونً والتنزٌل العملً‪ ،‬المجلة االلكترونٌة ألبحاث القانونٌة‪،‬‬
‫العدد الرابع‪.8134 ،‬‬

‫حمزة عبد المهٌن‪ :‬دور التموٌبلت البنكٌة فً تعوٌض قروض االستهبلك‬ ‫‪‬‬
‫بفابدة‪-‬دراسة منتوجً االجارة والمرابحة‪ ،‬مقال منشور بمجلة المنبر القانونً‪ ،‬العدد‬
‫‪8‬و‪ 1‬ابرٌل اكتوبر ‪.8138‬‬

‫رٌاض منصور الخلٌفً‪ :‬التكٌٌؾ الفقهً للعبلقات المالٌة بشركات التامٌن‬ ‫‪‬‬
‫التكافلٌة‪ ،‬مجلة الشرٌعة والقانون‪ ،‬العدد الثالث والثبلثٌن‪ٌ ،‬ناٌر ‪.8113‬‬

‫‪133‬‬
‫رٌاض منصور الخلٌفً‪ :‬قوانٌن التؤمٌن التكافلً‪ ،‬األسس الشرعٌة والمعاٌٌر‬ ‫‪‬‬
‫الفنٌة‪ ،‬دراسة معٌارٌة ألؼراض تقنٌن أعمال شركات التؤمٌن التكافلً اإلسبلمً‪ ،‬مجلة‬
‫الحقوق‪ ،‬العدد األول‪ٌ ،‬ونٌو‪.8111/‬‬

‫سمٌحة جلولً‪ ،‬اعادة التكافل كآلٌة إلدارة مخاطر التامٌن التكافلً‪ ،‬مجلة‬ ‫‪‬‬
‫االقتصاد الصناعً‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬دٌسمبر ‪.8139‬‬

‫عامر ٌوسؾ محمد الحلثوم‪ :‬هل ٌختلؾ التامٌن التكافلً عن التامٌن التجاري‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مجلة الدراسات المالٌة المصرفٌة‪ ،‬األكادٌمٌة العربٌة للعلوم المالٌة والمصرفٌة‪ ،‬مركز‬
‫االبحاث المالٌة والمصرفٌة‪ ،‬عمان األردن‪ ،‬العدد الثانً‪.8131 ،‬‬

‫عامر ٌوسؾ محمد الحلثوماتً‪ :‬هل ٌختلؾ التامٌن التكافلً عن التامٌن‬ ‫‪‬‬
‫التجاري‪ ،‬مجلة دورٌة تصدر عن االكادٌمٌة العربٌة للعلوم المالٌة والمصرفٌة‪ ،‬مركز‬
‫االبحاث المالٌة والمصرفٌة‪ ،‬عمان االردن‪ ،‬العدد الثانً‪.8131 ،‬‬

‫عبد القادر مطاي‪ :‬صبػ التامٌن التكافلً ومعٌقاته‪ ،‬دراسة تحلٌلٌة‪ ،‬مجلة‬ ‫‪‬‬
‫المعٌار‪ ،‬الجزابر‪ ،‬المجلد التاسع‪ ،‬العدد الثانً‪.8133 ،‬‬

‫عبد القادر نصارى‪ ،‬بوعزٌز أزهر بن بٌا محمد‪ :‬العوامل المإثرة على‬ ‫‪‬‬
‫ربحٌة شركات التامٌن بمالٌزٌا خبلل الفترة ‪ ,8134-8138‬مجلة التكامل االقتصادي‪،‬‬
‫المجلد الثامن‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬شتنبر‪.8181‬‬

‫عز الدٌن شوون‪ ،‬نور الدٌن بوالكور‪ ،‬سلٌمان كعوان‪ :‬مكانة التامٌن التكافلً‬ ‫‪‬‬
‫فً سوق التؤمٌنات‪ ،‬دراسة تجربة سبلمة السعودٌة‪ ،‬مجلة التنمٌة واالقتصاد التطبٌقً‪،‬‬
‫جامعة المسٌلة‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬العدد األول‪.‬‬

‫علً محمد الحفٌؾ‪ :‬التامٌن التكافلً‪ ،‬مجلة االزهر‪ ،‬مطابع شركة االعبلنات‬ ‫‪‬‬
‫الشرقٌة القاهرة ‪.1414‬‬

‫‪134‬‬
‫فاطمة آٌت الؽازي‪ :‬اإلجارة بٌن األساس الشرعً واإلطار التنظٌمً‬ ‫‪‬‬
‫بالمؽرب‪ ،‬مجلة مإتمر بٌت المقدس اإلسبلمً الدولً الخامس‪-‬التموٌل اإلسبلمً‬
‫(ماهٌته‪ ،‬صٌؽته‪ ،‬مستقبله) الجزء األول‪ ،‬أٌار ‪.8131‬‬

‫فٌروز بوزبرٌن‪ :‬متطلبات تطوٌر صناعة التامٌن التكافلً لدعم الصناعة‬ ‫‪‬‬
‫المالٌة االسبلمٌة‪ ،‬دراسة حالة تجربة المملكة العربٌة السعودٌة‪ ،‬مجلة النهل‬
‫االقتصادي‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬العدد الثانً‪.‬‬

‫محمد خلوفً‪ :‬التامٌن التكافلً من خبلل مستجدات التؤمٌنٌة المؽربٌة بمقتضى‬ ‫‪‬‬
‫القانون ‪ ،94-31‬مجلة القانون واالعمال‪ ،‬العدد الثامن عشر‪.8133 ،‬‬

‫موسى مصطفى القضاة‪ :‬حقٌقة التامٌن التكافلً‪ ،‬مجلة بحوث‪ ،‬العدد الثالث‬ ‫‪‬‬
‫والثبلثٌن‪.‬‬

‫ٌاسٌن مناظري‪ :‬تحدٌات وافاق التامٌن التكافلً بالمؽرب‪ ،‬مجلة االقتصاد‬ ‫‪‬‬
‫االسبلمً العالمٌة‪ ،‬العدد الثانً والتسعٌن‪ٌ ،‬ناٌر ‪.2020‬‬

‫‪ ‬النصوص التشرٌعٌة‬

‫ظهٌر الشرٌؾ ‪ 3639618‬الصادر فً ‪ 83‬ربٌع االول ‪ٌ 81 ,3111‬ناٌر‬ ‫‪‬‬


‫‪ ,8139‬بتتمٌم الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 88 ,111 ,3018‬ابرٌل ‪ ,8111‬بإعادة تنظٌم‬
‫المجالس العلمٌة‪.‬‬

‫‪ ‬المواقع االلكترونٌة‬

‫‪https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%A7% ‬‬

‫‪https://allaiwalmadani.wordpress.com/2017/07/10/%D9 ‬‬
‫‪%85‬‬

‫‪https://assabeel.net/article/2017/6/5 ‬‬

‫‪https://snrtnews.com/article/%D8%A7%D9%84%D8%A ‬‬
‫‪3%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%83‬‬

‫‪135‬‬
www.hespress.com 

https://www.amf.org.ae/ar/content 

www.leadin.co.uk 

www.sama.gov.sa 

https://scholar.google.com/scholar?hl 

https://almalnews.com/%D8%A3%D9 

https://www.pjd.ma/%D8%AD%D8 

‫ المراجع باللغة الفرنسٌة‬

 LES Ouvrages:

 M. Picard et A. Besson: Assurances terrestres en droit. Français


T. L Paris 1964.
 Les thèses:

 Mohamed Alhandari: Les Banque Islamique En droit


Koweitien. Etude Juridique A La lumière De La Charia. Thèse
De Doctorat. Université De Strasbourg. Ecole Doctorale Droit
Science Politique Et Histoire. 5 Juin 2015.

136
‫الفهرس‬
‫مقدمة‪2 ...........................................................................................:‬‬
‫الفصل االول‪ :‬دور التامٌن التكافلً فً تعزٌز المنظومة المالٌة التشاركٌة ‪14 ..............‬‬
‫المبحث االول‪ :‬التامٌن التكافلً نموذج لالجتهاد واالبتكار ‪15 ................................‬‬
‫المطلب االول‪ :‬خصوصٌة التامٌن التكافلً ‪15 .................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬طبٌعة التأمٌن التكافلً ‪16 ......................................................‬‬
‫أوال‪ :‬خصائص التأمٌن التكافلً ‪16 .............................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬تنوع الصٌغ المطبقة فً ادارة شركات التامٌن التكافلً ‪19 ............................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬الفرق ما بٌن التامٌن التكافلً والتامٌن التجاري ‪21 ..........................‬‬
‫أوال‪ :‬من الناحٌة الشرعٌة ‪21 ...................................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬من الناحٌة القانونٌة والمالٌة ‪26 .........................................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬التنظٌم القانونً لتامٌن التكافلً بالمغرب ‪29 ................................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬تنظٌم التامٌن التكافلً وفق ألحكام الشرٌعة االسالمٌة ‪33 ...................‬‬
‫أوال‪ :‬تطبٌق االحكام ا لعامة المنظمة لتامٌن التكافلً بعدم تنافٌها مع مبادئ الشرٌعة‬
‫واخضاعها لرقابة المجلس العلمً االعلى ‪33 ..................................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬التنظٌم القانونً لقواعد تسٌٌر صنادٌق التامٌن التكافلً ‪40 .................‬‬
‫أوال‪ :‬فصل حساب صندوق التامٌن التكافلً عن حسابات المقاولة باعتبارها وكٌلة باجر‬
‫‪45 .................................................................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬االشتراك فً توزٌع الفوائض وتحمل العجز ‪47 .........................................‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬آلٌة التأمٌن التكافلً لرفع من مستوى اداء المنتجات البنكٌة التشاركٌة‬
‫بالمغرب ‪56 .......................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المنتجات البنكٌة التشاركٌة بالمغرب ‪57 .......................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المنتجات التموٌلٌة فً البنوك التشاركٌة ‪58 ..................................‬‬
‫أوال‪ :‬منتوجً المرابحة واالجارة فً البنوك التشاركٌة ‪58 ...................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬التموٌل بصٌغتً االستصناع والسلم فً البنوك التشاركٌة ‪61 .........................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬المنتجات االستثمارٌة‪64 ........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬صٌغة االستثمار بالمضاربة فً البنوك االسالمٌة ‪65 ...................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬صٌغة االستثمار بالمشاركة فً البنوك االسالمٌة ‪67 ...................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬صناعة التأمٌن التكافلً ركٌزة من ركائز تفعٌل المنتجات البنكٌة‬
‫التشاركٌة ‪68 ......................................................................................‬‬

‫‪137‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أوجه الترابط بٌن البنوك التشاركٌة والتامٌن التكافلً ‪69 ....................‬‬
‫أوال‪ :‬عالقة البنوك التشاركٌة بالتامٌن التكافلً ‪69 ............................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬العالقات التعاقدٌة فً التامٌن البنكً التكافلً ‪70 .......................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬موقع التأمٌن التكافلً فً البنوك التشاركٌة ‪72 ...............................‬‬
‫أوال‪ :‬حاجة التامٌن التكافلً للبنوك التشاركٌة ‪73 .............................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬أسالٌب التموٌل فً تقلٌل المخاطر لدى البنوك التشاركٌة ‪75 ..........................‬‬
‫الفصل الثانً‪ :‬واقع التأمٌن التكافلً ‪77 ........................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التطبٌق العملً للتأمٌن التكافلً فً بعض الدول الرائدة فٌه واستشراف‬
‫واقعه فً المغرب ‪78 .............................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬واقع التأمٌن التكافلً ما بٌن السعودٌة ومالٌزٌا ‪80 ..........................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تجربة المملكة العربٌة السعودٌة فً تطوٌر صناعة التامٌن التكافلً ‪80 ...‬‬
‫أوال‪ :‬واقع التامٌن التكافلً فً السعودٌة ‪80 ...................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬عوامل نجاح صناعة التأمٌن التكافلً بالمملكة العربٌة ‪87 .............................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬واقع تجربة التأمٌن التكافلً فً مالٌزٌا ‪92 ...................................‬‬
‫أوال‪ :‬تطبٌق التامٌن التكافلً فً مالٌزٌا وتطوره ‪92 ..........................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬عوامل نجاح صناعة التكافل المالٌزٌة ‪97 ...............................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬تصور واقع التأمٌن التكافلً بالمغرب‪99 .....................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مستقبل التامٌن التكافلً بالمغرب ‪100 ........................................‬‬
‫أوال‪ :‬األبعاد التنموٌة لتأمٌن التكافلً ‪103 .....................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬اآلثار االقتصادٌة لصناعة التأمٌن التكافلً ‪105 ........................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬ضمانة التأمٌن التكافلً كرافعة لمستوى أداء منتوج المرابحة ‪107 ........‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬التحدٌات التً تواجه التأمٌن التكافلً بالمغرب ‪109 ........................‬‬
‫المطلب االول‪ :‬إكراهات تطبٌق التأمٌن التكافلً فً البنوك التشاركٌة ‪109 .................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اإلكراهات القانونٌة لتطبٌق نظام التأمٌن التكافلً فً البنوك التشاركٌة‬
‫‪110 ...............................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تأخر إصدار التشرٌع المنظم لصناعة التامٌن التكافلً ‪110 ............................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬غٌاب استقاللٌة تامة لقانون التأمٌن التكافلً ‪111 .....................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬اإلكراهات الواقعٌة لصناعة التأمٌن التكافلً فً البنوك التشاركٌة ‪112 ....‬‬
‫أوال‪ :‬تحدٌات راس المال والبنٌة التأسٌسٌة‪112 ............................................. :‬‬
‫ثانٌا‪ :‬تحدٌات تتعلق بإعادة التأمٌن التكافلً‪114 ............................................ :‬‬

‫‪138‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬الحلول المقترحة لتجاوز اإلكراهات التً تعترض التأمٌن التكافلً بالمغرب‬
‫‪117 ...............................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬ترقٌة الضوابط الشرعٌة والتشرٌعٌة ‪117 ....................................‬‬
‫أوال‪ :‬الضوابط الشرعٌة ‪117 ....................................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬الضوابط التشرٌعٌة ‪118 ..................................................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬ترقٌة مستوى شركات التأمٌن التكافلً ‪118 ..................................‬‬
‫خاتمة‪121 ....................................................................................... :‬‬
‫الئحة المعاجم والمراجع ‪125 ...................................................................‬‬
‫الفهرس ‪137 .....................................................................................‬‬

‫‪139‬‬

You might also like