Professional Documents
Culture Documents
التأمين التكافلي في البنوك التشاركية
التأمين التكافلي في البنوك التشاركية
جلنــــة املناقشــة
الدكتور ناصر مشكوري متيوي...................................................مشرفا ورئيسا
الدكتورة كنزة حرشي ...............................................................................عضوا
الدكتورة نرجس البكوري............................................................................عضوا
1
أتقدم بالشكر الجزيل وفائق التقدير واالحترام إلى أستاذي
الفاضل الدكتور ناصر متيوي مشكوري الذي تكبد عناء اإلشراف
على هذا العمل المتواضع من خالل توجيهاته السديدة ومالحظاته
القيمة.
2
إلهي سيدي وسندي ال يكون للحظات طعم دون ذكرك ،وال يكون لآلخرة حسن إال
بعفوك وال للجنة لذة إال برؤيتك.
إلى سيد الخلق ،إلى من أدى األمانة على أكمل وجه ،إلى من أخرج الناس من
الظلمات إلى النور.
إلى من قال اهلل تعالى في حقهما" :وبالوالدين إحسانا" ،إلى من أرضعتي الطموح
والتفاؤل ،إلى من أزاحت الشواك عن طريقي لتبلغني طريق المعرفة ،إلى نبع الصبر
واألمل ،إلى من تتنازل عن حقها ألجلي ،إلى من ال يطيب الوجود إال بها.
أمي الغالية
إلى من أحمل اسمه بكل فخر ،إلى من كلت أنامله ليقدم لنا قطعة خبز ،إلى سندي
في الحياة ،إلى الذي ضحى من أجل ثقافتي ومنحني من طاقات مادية ومعنوية.
أبي الموقر
3
مقدمة:
ٌتجه جمٌع الناس نحو البحث عن الوسابل واألسالٌب التً تقلص بالنسبة لهم حدود
الخسابر الناتجة عن االخطار التً ٌتعرضون لها الى ادنى حد ممكن ،وبالتالً زرع االمان
والطمؤنٌنة من اجل مواجهتها للعمل باستقرار وارتٌاحٌه فصناعة التؤمٌن التكافلً تشهد
تطورات كبٌرة وحققت انجازات هامة ومن اهم القطاعات الحٌوٌة فً العالم ،وتماشٌا مع
توجهات المؽرب فً تبنً سٌاسة االنفتاح والتنوع ،اقدم على تبنً نظام االقتصاد االسبلمً
بتنصٌصه ألول مرة على إحداث البنوك التشاركٌة بعد طول انتظار ،فوالدة مولود البنوك
التشاركٌة بالمؽرب ٌحتاج لتؤمٌن ٌكفل نموه ،هذا التؤمٌن متمثل فً التؤمٌن التكافلً ،الذي
ٌشكل عنصرا محورٌا لعمل البنوك االسبلمٌة ال ٌمكن االستؽناء عنه ،بحٌث ٌهدؾ التؤمٌن
التكافلً كؤلٌة قانونٌة جدٌدة فً مجال المال واألعمال بببلدنا الى حماٌة البنوك التشاركٌة
وعمبلبها من اإلفبلس ،وتإمنها من المخاطر التً قد تعترضها
اذ أن تفعٌل المنتجات البنكٌة التشاركٌة ٌحتاج لتؤمٌن تكافلً ٌرعاه وٌضمن االرحٌة
لكبل الطرفٌن لئلقدام علٌه فرؼم شروع البنوك التشاركٌة فً المؽرب على تقدٌم خدماتها
للعمبلء وتفعٌل منتوج المرابحة االمر بالشراء ،إلى أنها تفتقر لعنصر جوهري متمثل فً
الجناح األٌسر لطابر االقتصاد االسبلمً ،الذي ؼٌابه وقؾ أمام تقدمها.
لهذا عمل المشرع المؽربً على تنظٌم التؤمٌن التكافلً وخصه بعناٌة خاصة ،تطلبت
تعدٌبلت وفقا اآلراء المجلس العلمً االعلى تؤخرت المصادقة علٌه.
وقام بإصدار القانون المتعلق بالتؤمٌن التكافلً ،وبالرؼم من منح تراخٌص إلنشاء
البنوك التشاركٌة لتسوٌق التموٌبلت البدٌلة ،فان القانون المتعلق بهذه البنوك ال تزال
تعترضه بعض المعٌقات فً ظل ؼٌاب التؤمٌن التكافلً الذي ٌقوم على مبدأ التعاون السلٌم
والفعال ،1تلبٌة لرؼبة المتعاملٌن فً وجود الٌة ضامنة لتؽطٌة ما قد ٌتعرض لها التعامل مع
-1محمد خلوفً ،التامٌن التكافلً من خبلل مستجدات التؤمٌنٌة المؽربٌة بمقتضى ق ،94-31مجلة القانون واالعمال ،العدد الثامن
عشر ،8133 ،ص .8
4
البنوك التشاركٌة ،ومن المتوقع أن ٌعرؾ نظام التؤمٌن التكافلً نموا متسارعا فً المؽرب،
2
كما حصل فً السنوات القلٌلة الماضٌة فً بعض دول مجلس التعاونً الخلٌجً.
اإلطار المفاهٌمً:
االمن اصلها من طمؤنٌنة النفس وزوال الخوؾ واألمن واألمانة واألمان فً االصل
3
مصادر.
وذكرت فً القاموس المحٌط بؤنها امن أمنا وأمانة وامن و امنه ،اطمان ولم ٌخؾ
واألمن ضد الخوؾ وأصله طمؤنٌنة النفس وزوال الخوؾٌ ،قال امنه تؤمٌنا وابتمنه واستؤمنه
4
كلها معانً واحدة.
وقٌل األمان واالمانة بمعنى قد امنت فبلنا و االمن واالمان ضد الخوؾ ،5وابتمنت
6
فبلنا استجاره وطلب حماٌته ،و ٌقال استؤمن فبلنا طلب منه األمان.
وعرؾ أٌضا على أنه مشتق من مادة امن و التً تدل على طمؤنٌنة النفس وزوال
7
الخوؾ ،واالصل أن ٌستعمل فً سكون القلب.
وٌبرم عقد التؤمٌن بؽٌة زرع االمن والطمؤنٌنة فً نفس الشخص وبذلك تنقسم عقود
التؤمٌن من حٌث محل العقد الى مجموعتٌن ،المجموعة االولى هً العقود الشخصٌة وهً
التً ٌكون محلها جسم اإلنسان وحٌاته ،وتضم جمٌع عقود التؤمٌن الحٌاة وعقد التؤمٌن على
الحٌاة وعقد التؤمٌن ضد الحوادث الشخصٌة ،اما المجموعة الثانٌة فهً مجموعة عقود
التؤمٌن على األموال والتً ٌكون محلها شًء مادي معٌن او حق عٌنً او حق شخصً او
-2عامر ٌوسؾ محمد الحلثوم ،هل ٌختلؾ التامٌن التكافلً عن التامٌن التجاري ،مجلة الدراسات المالٌة المصرفٌة ،األكادٌمٌة العربٌة
للعلوم المالٌة والمصرفٌة ،مركز االبحاث المالٌة والمصرفٌة ،عمان األردن ،العدد الثانً ،8131 ،ص .13
-4الفٌروز ابادي ،القاموس المحٌط ،تحقٌق التراث ،ط الرابعة مإسسة الرسالة بٌروت ،3441مادة امن ،ص .33
-5ابو بكر الرازي ،مختار الصحاح ،تحقٌق محمود خاطر ،الجزء 9مكتبة لبنان بٌروت ،3449 ،ص .8132
-6ابراهٌم مذكور ،المعجم الوسٌط ،الجزء األول ،ط ،8دار عمران ،لبنان ،ص .83
-7أحمد بن محمد الفٌومً ،المصباح المنٌر ،الجزء ،3مكتبة لبنان ،3432 ،ص .18
5
مسإولٌة مدنٌة 8وأصبح عقد التؤمٌن من أكثر العقود التجارٌة انتشارا فً الوقت الحاضر،
وأصبحت شركات التؤمٌن من أكبر الشركات وأضخمها فً االقتصادٌات الحدٌثة وتساهم
بدور كبٌر فً تنشٌط االقتصاد الوطنً بشكل مباشر عن طرٌق االستثمارات التً تقوم بها،
وبشكل ؼٌر مباشر عن طرٌق تشجٌع التجارة واالستثمار بتوفٌرها ؼطاء للمستثمرٌن من
9
المخاطر التً تهددهم
التكافل فً اللغة من كفل ٌكفل كفالة ،كفل فبلن لفبلن ،أي هو كافله ومكلفه ،وهو
ٌكفلنً ٌعٌلونً ،وٌنفق علً واكفلته اٌاه وكفلته وهو كفٌل بنفسه وبما له وكفل عنه لؽرٌمه
11
المال وتكفل به.
والتكافل من الكفالة بمعنى الضمانٌ ،قال كفل الرجل وتكفل واكفله اٌاه اذا ضمنه
الكافل المعاقد ،وكلمة التكافل تدل على التضامن ،وٌطلق على هذا النوع من التؤمٌن اٌضا
12
التؤمٌن التعاونً والتعاون فً اللؽة من العون وهو المساعدة.
-8بهاء بهٌج شكري ،التؤمٌن فً التطبٌق والقانون والقضاء ،دار الثقافة للنشر والتوزٌع المؽرب ،ط ،3سنة ،8112ص .931
- 9فإاد معبلل ،الوسٌط فً قانون التؤمٌن دراسة تحلٌلٌة على ضوء مدونة التؤمٌنات المؽربٌة الجدٌدة ،الطبعة االولً ،8133مطبعة ابً
رقراق ،ص . 8
-10محمد ابو زهرة ،التكافل االجتماعً فً اإلسبلم ،دار الفكر العربً ،القاهرة ،بدون تارٌخ النشر ،ص .1
-11الزمخشري ،أساس الببلؼة ،3مإسسة الرسالة ،بٌروت لبنان ، 3441 ،ص.311
-12الفٌروز ابادي ،القاموس المحٌط ،مإسسة الرسالة ،بٌروت لبنان ،8119 ،ص .3191
6
واصطالحا:
ٌعرؾ بؤنه :اتفاق أشخاص ٌكونون معرضٌن ألخطار متشابهة على تبلفً األضرار
الناشبة عن تلك االخطار ،وذلك بدفع اشتراكات فً صندوق التؤمٌن له ذمة مالٌة مستقلة،
بحٌث ٌتم منه التعوٌض عن األضرار ،التً تلحق المشتركٌن ،من جراء وقوع األخطار
المإمن لها ،وٌتولى ادارة الصندوق هٌبة مختارة من حملة الوثابق او شركة مستقلة وتؤخذ
جهة االدارة اجرا مقابل ادارتها أعمال التؤمٌن ،كما تؤخذ اجرا وحصة من األرباح فً مقابل
13
استثمارها ألموال الصندوق بصفتها وكٌبل بؤجر او مضاربا.
عرؾ بانه الطرٌقة التً من خبللها تكون كل قوة انسانٌة فً المجتمع مثبل فً
14
المحافظة على مصالح االحاد ودفع الضرر عنهم.
و تتفق معظم التعرٌفات على كونه نظام ٌقوم على التعاون بٌن مجموعة من األفراد
ٌتعهدون على وجه التقابل بتعوٌض األضرار التً تلحق أٌا منهم عند تحقٌق المخاطر
المتشابهة ،وهإالء المشاركون متضامنٌن فً تحمل المخاطر التً تصٌب المإمن له الذي
15
اصابه الضرر.
وعرؾ اٌضا على أنه تعاون مجموعة من الناس لدفع األخطار المحتملة على بعضهم
البعض ،وذلك بتبرع كل منهم بقدر من المال لصندوق جماعً تعاونً ،تدٌره هٌبة فنٌة
متخصصة تحدد مقدار اشتراك كل راؼب فً التعاون لتؽطٌة نوع من األخطار المحتملة
كما ٌتم تحدٌد االلٌة الفنٌة المناسبة لكٌفٌة ومقدار التعوٌض الفعلً للمشترك عند وقوع
16
الخطر الذي قد ٌتعرض له.
وعرفه بعض الفقه االسبلمً للمعاصرٌن بؤنه نظام تعاقدي ،ابتدعه رجال االموال
لتوزٌع الضرر الناتج عن األخطار الزمنٌة التً تصٌب األموال باإلتبلؾ او الفساد او
-13السعٌد بو هراوة ،التكٌٌؾ الشرعً للتامٌن التكافلً ،ورقة بحثٌة نشرت فً الندوة الدولٌة حول شركة التامٌن التقلٌدي ومإسسات
التؤمٌن التكافلً بٌن األسس النظرٌة والتجرٌبٌة ٌومً 81-89ابرٌل جامعة سطٌؾ الجزابر ،8133ص .8
-14عبد الحمٌد البعلً محمود ،نظام التؤمٌن التعاونً التكافلً اإلسبلمً ،قواعده وفنٌاته مع المقارنة بالتامٌن التجاري ،رسالة لنٌل
شهادة الماستر ،كلٌة التجارة ،جامعة الكوٌت ،8119-8111 ،ص.34
-15محمد السٌد الدسوقً ،التامٌن وموقؾ الشرٌعة االسبلمٌة منه ،ط ،3المجلس االعلى لشإون االسبلمٌة القاهرة مصر ،ص .9
-16رٌاض منصور الخلٌفً ،التكٌٌؾ الفقهً للعبلقات المالٌة بشركات التامٌن التكافلٌة ،مجلة الشرٌعة والقانون ،العدد ٌ ،11ناٌر
،8113ص .81
7
الضٌاع ،او تصٌب األجسام واألنفس ،وتجزبته بٌن افراد عدٌدٌن ٌتحمل كل منهم قسط
هنه ،وذلك عن طرٌق تقوٌمه والتوصل بقٌمته الى ترمٌمه او تخفٌفه ،وذلك بحمل قٌمته
ووضعها على أكبر عدد ممكن ،نتٌجة لتعاقد ٌقوم بتنظٌمه ومباشرته واالشراؾ علٌه هٌبات
17
لها الخبرة الفنٌة واإلدارٌة والتجربة القابمة على أسس وقواعد إحصابٌة وتجربٌه.
البنك االسالمً او البنك التشاركً هو مإسسة مصرفٌة لتجمٌع األموال و توظٌفها فً
نطاق الشرٌعة االس بلمٌة بما ٌخدم بناء مجتمع التكافل االسبلمً وٌحقق عدالة التوزٌع
18
ووضع المال فً المسار اإلسبلمً.
وعرؾ أٌضا بؤنه مإسسة مصرفٌة تلتزم فً جمٌع معامبلتها ونشاطاتها االستثمارٌة
وإ دارتها لجمٌع اعمالها بالشرٌعة االسبلمٌة ومقاصدها وكذلك بؤهداؾ المجتمع االسبلمً
19
داخلٌا وخارجٌا.
والمنتجات البنكٌة التشاركٌة هً المنتجات التً تقدمها هذه البنوك والتً تختلؾ
أنواعها حسب نوع الصٌؽة وخصابصها.
وقد وضع المشرع المؽربً ألول مرة اطارا قانونٌا ٌنظم عملٌة التؤمٌن التكافلً
21
القاضً بتؽٌر وتتمٌم بموجب ق 59.1320قبل ان ٌعدل هو االخر بموجب ق 87.18
ق رقم .17.99
اإلطار التارٌخً:
-17علً محمد الحفٌؾ ،التؤمٌن التكافلً ،مجلة االزهر ،العدد 31مطابع شركة االعبلنات الشرقٌة ،القاهرة مصر ،3131 ،ص .2
-18محمد محمود المكاوي ،البنوك االسبلمٌة النشؤة والتطوٌر ،المكتبة العصرٌة ،القاهرة مصر ،ط االولى ،8114ص .38
-19محمود حسن صوان ،أساسٌات العمل المصرفً اإلسبلمً دار وابل للطباعة والنشر ،عمان ،األردن ،ط ،3سنة ،8113ص .41
-20الظهٌر الشرٌؾ رقم ،36316384الصادر فً 83من ذي العقدة 89-3112اؼسطس ،8131بتنفٌذ القانون رقم 94631القاضً
بتؽٌٌر وتتمٌم القانون رقم 32644المتعلق بمدونة التؤمٌنات ،ج ر عدد 1913ل 34سبتمبر . .8131
21
الظهٌر الشرٌؾ رقم 36346331الصادر فً 2ذي الحجة 4- ،3111اؼسطس -8134بتنفٌذ القانون رقم 32633بتؽٌر وتتمٌم القانون رقم
32644المتعلق بمدونة التؤمٌنات 81 ،ذو الحجة 88-3111أؼسطس ، 8134الجرٌدة الرسمٌة عدد .1311
8
وٌعود تارٌخ العمل البنكً الى سنة 1940عندما انشات فً مالٌزٌا صنادٌق االدخار
تعمل بدون فابدة ،وانطبلقا من سنة 1950بدأ التفكٌر فً باكستان من اجل وضع تقنٌات
22
تموٌلٌة تراعً تعالٌم الشرٌعة اإلسبلمٌة.
اال أن التفكٌر فً ذلك طال أمده ولم بجد منفذا تطبٌقٌا اال فً مصر سنة 1963من
23
طرؾ الدكتور احمد النجار الذي أسس ما ٌسمى ببنوك االدخار المحلٌة.
وتبلها انشاء بنك ناصر االجتماعً سنة ،1971ثم بعد ذلك تم تؤسٌس المصرؾ
اإلسبلمً للتنمٌة فً المملكة العربٌة السعودٌة سنة 1974فً مدٌنة جدة بالمملكة العربٌة
السعودٌة بعد مصادقة 36وزٌرا لمالٌة الدول االسبلمٌة ثم افتتاحه سنة ،197524وفً
نفس السنة انشا بنك دبً االسبلمً باإلمارات ،وفً سنة 1977تم انشاء بنك فٌصل
السودانً وبعده البنك االسبلمً األردنً سنة ،251979لٌرتفع أعداد البنوك لتفتح فً باقً
أنحاء العالم.
وفً المؽرب تم اصدار منشور والً بنك المؽرب رقم /33و 2007/الصادرة فً
13شتنبر ،2007المتعلق بالمنتجات االجارة و المشاركة والمرابحة اال أنه انتهت بالفشل،
وبعدها اصدر ق رقم 103.12المتعلق بمإسسات االبتمان و الهٌبات المعتبرة فً حكمها
سنة ،2014وخص القسم الثالث للبنوك التشاركٌة ،بعد ذلك اصدر والً بنك المؽرب
منشور والً بنك منشور رقم /1و 17/المتعلق بالموصفات التقنٌة لمنتجات البنوك
االسبلمٌة وكٌفٌة تقدٌمها للعمبلء سنة ،2017وتكللت هذه الخطوة بإحداث اول بنك
-22عابشة الشرقاوي المالقً ،البنوك االسبلمٌة التجربة بٌن الفقه والتطبٌق ،المركز الثقافً العربً ،ط ،3المؽرب ،سنة ،8111
ص.88
23
Mohamed Alhandari. Les Banque Islamique En droit Koweitien. Etude Juridique A La lumière De La
Charia. Thèse De Doctorat. Université De Strasbourg. Ecole Doctorale Droit Science Politique Et
Histoire. 5 Juin 2019. P 20.
-24صبلح محمد زٌن الدٌن ،رإٌة بعض األكادٌمٌٌن االلمان لواقع مستقبل البحوث ،المإتمر العالمً السنوي الرابع عشر ،المجلد ،1
،8119ص .3118
-25سهام بً ،عقد المرابحة المنصب على العقار بٌن النص القانونً واحكام الفقه االسبلمً ،رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً الفانون
الخاص ،كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة ،جامعة الحسن االول ،سطات ،السنة الجامعٌة ،8139-8131ص .9
9
تشاركً –امنٌة بنك -فً 23نونبر 2017الذي تبنى المرابحة العقارٌة بعد موافقة اللجنة
26
الشرعٌة للمالٌة التشاركٌة على العقد النموذجً متعلق بالمرابحة االمر بالشراء.
وبالرجوع لتارٌخ التؤمٌن ،نجد أن أول ما ظهر فً التؤمٌن ،مما شاع بٌن الناس ،بدأ
بالتؤمٌن البحري فً اواخر ق 14فً اروبا على البضابع التً تنقلها السفن بٌن مدن اٌطالٌا
و بلدان خوض االبٌض المتوسط ،27وذلك فً نطاق العملٌات التجارٌة البحرٌة تم امتدت
لباقً أنواع التامٌن البري ،وتجسد فً عدة صور وأشكال من بٌنها التؤمٌن من الحرٌق
والتؤمٌن على الحٌاة ،وانتشر فً مرحلة حدٌثة التؤمٌن من المسإولٌة ،اما التؤمٌن البري فقد
ظهر فً ق 17فً صورة التؤمٌن على الحرٌق ،وكان أول ظهوره فً انجلترا عقب
28
الحرٌق الهابل الذي دمر لندن سنة ،1666والتهم أكثر من 13الؾ منزل ومنه كنٌسة.
لتظهر أنواع أخرى من التامٌن شملت مختلؾ المجاالت ،لٌتٌر هذا التامٌن الكثٌر من
الجدل فً أ وساط فقهاء الشرٌعة حول مشروعٌته بل وتار جدل واسع فً اوساط المهتمٌن
بعلم االقتصاد االسبلمً ،ومدى شرعٌة هذا النشاط التكافلً ،لٌبحث على قطٌعة مع مقاصد
الشرٌعة االسبلمٌة ،الحتوابها على الؽرر الفاحش و جمٌع اشكال انواع القمار والربا ،لٌحتم
علٌهم اٌجاد البدٌل الشرعً الذي ٌلبً حاجة الفرد المسلم وتحقق مطلبه ،ولم ٌكن هناك
خٌار الى بتطوٌر التعامل بالتؤمٌن التعاونً اإلسبلمً واستكماال للمنظومة المالٌة االسبلمٌة
بالسماح بتكوٌن شركات تؤمٌن اسبلمٌة ٌكون التؤمٌن التكافلً هو محور عملها واساس
29
معامبلتها.
وكان اول تطبٌق لعقود التؤمٌن التكافلً من خبلل بنك فٌصل االسبلمً ،بالسودان عام
،1979ثم انتقلت الى باقً الدول لٌتم تصدٌرها على المستوى العالم.
-26رأي اللجنة الشرعٌة للمالٌة التشاركٌة رقم 1الصادر بتارٌخ ٌ 81ولٌوز ،8132بشؤن الشروط العامة والخاصة المضمنة فً
نموذج عقد البٌع بالمرابحة االمر بالشراء ،لتموٌل اقتناء عقار ،خاص بالبنوك التشاركٌة ،الصادر عن المجلس العلمً االعلى -اللجنة
الشرعٌة للمالٌة التشاركٌة.
-27عبد الرزاق السنهوري ،الوسٌط فً شرح المدنً ،دار النهضة العربٌة ،القاهرة ،مج ،3411 ،3ص 3141
28
-M. Picard et A .Besson Assurances terrestres en droit. Français T .L Paris 1964.p 3
-29العٌد قرٌش ،محاضرات فً التامٌن والتامٌن التكافلً ،جامعة محمد الصدٌق بن ٌحً ،جٌجل ،كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة
وعلوم التسٌٌر ،السنة الجامعٌة ،8132/8131ص .3
10
30
وعرؾ التؤمٌن التكافلً عدة تطورات عبر التارٌخ وٌمكن تحدٌد اهمها فً:
-سنة :1979انشاء بنك فٌصل االسبلمً فً السودان ،تحت اسم شركة التؤمٌن
االسبلمٌة السودانٌة ،وفً نفس السنة قام بنك دبً اإلسبلمً فً اإلمارات العربٌة المتحدة
بتؤسٌس الشركة العربٌة اإلسبلمٌة لتؤمٌن فً امارة دبً.
:1984 -دخل ق التؤمٌن التكافلً حٌز التنقٌد فً مالٌزٌا وتؤسست شركة تؤمٌن
تكافلً فً نفس السنة.
:1985-تؤسست اول شركة تؤمٌن تكافلً بالمملكة العربٌة السعودٌة مملوكة بالكامل
للحكومة السعودٌة تحت اسم الشركة الوطنٌة لتؤمٌن التعاونً.
أهمٌة الموضوع:
للموضوع الذي نحن بصدده اهمٌة جد بالؽة فً كونه إضافة نوعٌة فً مجال التؤمٌن
التكافلً بالمؽرب الذي لم ٌلقى النور بعد لتطبٌقه وهذه الدراسة ستكون لبنة اولى استشرافٌة
حول مدى نجاعة التنظٌم القانونً الذي خصه المشرع لهذا التؤمٌن ومدى مساٌرته لؤلرضٌة
االقتصادٌة المؽربٌة.
فاألهمٌة النظرٌة تتمثل فً ندرة الكتابات حول هذا الموضوع المستجد ،وإن لم نقل
المنعدمة وفً االهتمام البالػ الذي أصبح ٌشكله القطاع البنكً اإلسبلمً بمعٌة التؤمٌن
التكافلً ال على المستوى العالمً وال على المستوى الوطنً بتعزٌز المنظومة المالٌة
التشاركٌة ،وفً اإلصبلحات التشرٌعٌة التً عرفها قطاع التؤمٌن فً المؽرب عبر احداث
القانون المتعلق بالتؤمٌن التكافلً لمواكبة التطورات االقتصادٌة والتؽٌرات المالٌة.
إلى جانب االهمٌة العلمٌة المتمثلة فً حداثة الموضوع وما لدور التؤمٌن التكافلً فً
ا ستكمال المنظومة المالٌة التشاركٌة وفً تفعٌل المنتجات البنكٌة التشاركٌة المختلفة فهو
الركٌزة االساسٌة لتفعٌلها على ارض الواقع ،فهو سٌمنح الثقة للمتعاملٌن لتعامل مع البنوك
-30ولٌد السعود ،تجربة سبلمة لتؤمٌنات فً تسوٌق التؤمٌن التكافلً فً السوق الجزابري ،بحث مفدم للندوة الدولٌة حول شركات
لتؤمٌن التقلٌدي ومإسسات التامٌن التكافلً بٌن األسس النظرٌة والتجربة التطبٌقٌة ،جامعة سطٌؾ 81-89ابرٌل ،8138ص .8
11
التشاركٌة بالمؽرب ،وسٌكون ضمانة كفٌلة بعدم إهدار حقوق كبل الطرفٌن سواء البنك او
العمٌل ،وخدمة مصلحتهم فً توفٌر وعاء تؤمٌنً ٌحمٌهم.
األهمٌة االقتصادٌة تتجلى فٌما ٌحققه قطاع التؤمٌن كمجال حٌوي ٌنعش االقتصاد ،وما
سٌسفر عنه التؤمٌن التكافلً من تنوع المنتوج التؤمٌنً المؽربً لٌلبً رؼبة كل فبة داخل
المجتمع ،وأنه سٌكون استكماال للمنظومة المالٌة التشاركٌة بالمؽرب ،وسٌعزز من قٌمة
السٌولة التً ستروج عمل المنظومة التشاركٌة وما ٌمكن أن تحققه فً حال استثمار تلك
األموال وما ستجنٌه من عوابدها ،ناهٌك عما ٌمكن أن تحققه من فرص عمل وفٌرة لشرابح
عرٌضة من المجتمع.
وما االدماج التؤمٌن التكافلً الى جانب التؤمٌن التجاري والتؤمٌن التعاضدي وما
سٌخلقه من تنوع ومنافسة سٌعود اكلها على مصلحة المواطن المؽربً.
إشكالٌة الموضوع
فً إطار التوقؾ على حدود المشرع فً وضع إطار قانونً وفعال متعلق بالتؤمٌن
التكافلً قادر على حماٌة البنوك التشاركٌة وعمبلبها من المخاطر التً تعترضها وقادر
على الدفع بها لتطور أكثر مما هً علٌه االن ،فوجود التؤمٌن التكافلً سٌساهم وسٌعزز من
عملها ومن مردودٌتها ،وسٌشد ازرها نحو السٌر قدما الى تحقٌق نتابج مرضٌة فً ببلدنا
رؼم التحدٌات واالكراهات التً تعترضه .
وسنحاول معالجة موضوع الٌة التؤمٌن التكافلً كرافعة لمستوى أداء المنتجات البنكٌة
التشاركٌة وفقا لئلشكالٌة التالٌة:
-قصور التنظٌم القانونً لتؤمٌن التكافلً ٌقؾ امام تفعٌل هذا االخٌر
12
منهج البحث:
فً محاولة منا لئلجابة على االشكالٌة السالفة الذكر سنعمد المنهج التحلٌلً والمنهج
النقدي ،توقفا منا على النصوص القانونٌة واالشكالٌات تفعٌل التؤمٌن التكافلً وما ٌمكن ان
ٌسفر عنه تطبٌقه من مردودٌة عمل البنوك التشاركٌة بالمؽرب.
خطة البحث:
إن معالجة الموضوع وتحلٌله من عدة جوانب ٌتطلب تقسٌم ثنابً ٌشكل االول امتداد
لشق الثانً فً محاولة منا لئلحاطة بكل الجوانب المتعلقة بالموضوع وذلك وفقا للشكل
التالً:
13
الفصل االول :دور التأمٌن التكافلً فً تعزٌز المنظومة المالٌة التشاركٌة
إن وجود التؤمٌن التكافلً سٌإدي ال محال الى تعزٌز عمل البنوك التشاركٌة
بالمؽرب ،وسٌساهم فً تحقٌق مردودٌة عالٌة لمستوى أداء منتجاتها ،نظرا لما لتؤمٌن
التكافلً من اكل فً تشجٌع المتعاملٌن على السٌر قدما نحو التعامل بهذه المنتجات البنكٌة
الجدٌدة والمشجعة خصوصا على مستوى االستثمار وما لبلستثمار من دور فً خلق الرواج
االقتصادي وما له من دور فً خلق وتوفٌر فرص العمل لشرابح عرٌضة من المجتمع.
14
المبحث االول :التأمٌن التكافلً نموذج لالجتهاد واالبتكار
إن االحتٌاجات والمطالب اخدة بالتطور والتجدد بشكل كبٌر مما ٌستدعً وجود
منتجات إ سبلمٌة مرنة متؽٌرة ومواكبة لمتطلبات العصر قادرة على منافسة الهٌاكل التقلٌدٌة
األخرى ،وذلك أمام حاجة الزبون الى السٌولة فان عملٌة ابتمانه التً ٌقوم بها تشوبها
مجموعة من الصعوبات ،خصوصا امام المإسسة البنكٌة التً تبقى دابما الطرؾ القوي فً
العبلقة التعاقدٌة وذلك بهٌمنتها على صٌاؼة نماذج العقود ،خصوصا ان العقود تكون معدة
مسبقا وال ٌملك الزبون ان ٌناقش تفاصٌلها او ٌفاوض علٌها مما ٌجعل المإسسات البنكٌة
31
تتعسؾ فً اٌراد بعض البنود.
ورجوعا عند التؤمٌن التكافلً نجده ٌنظم وقفا ألسس مؽاٌرة لما هً علٌه فً التؤمٌن
التقلٌدي ،اذ ٌتمتع بخصوصٌة فرضت له كٌان مستقل ،فهو ٌتم وفقا لما ٌنص علٌه الشرع،
بحٌث ال ٌتم عبر الؽرر او الجهالة او المقامرة ،بحٌث اثناء االنعقاد ٌعلم كل متعاقد مقدار
ما ٌعطً ومقدار ما ٌؤخذ ،كما أنه ٌقوم على أساس التبرع والتضامن ما بٌن المشتركٌن،
لهذا سنعرض اوال لخصوصٌة التؤمٌن التكافلً (المطلب األول) ،وسنستشؾ هذه
الخصوصٌة ثانٌا انطبلقا من التنظٌم القانونً الذي خصة به المشرع المؽربً فً دراسة
المواد المتعلقة به ومدى توفق المشرع فً تنظٌمه لها لتساهم فً انطبلقة قوٌة لمباشرة
عملها دون عوابق (المطلب الثانً).
ٌتسم التامٌن التكافلً بخصوصٌة ٌنفرد بها وتشكل له بعد خاص به ،هذه الخصوصٌة
تتجلى فً طبٌعة عقد التؤمٌن وطبٌعة العبلقة بٌن المإمن والمإمن له الى جانب كٌفٌة توزٌع
فابض التامٌنً واستثماره وؼٌره ...
وسنحاول الوقوؾ على اهم نقط خصوصٌة التؤمٌن التكافلً عبر التوقؾ على طبٌعة
التؤمٌن التكافلً (الفقرة األولى) ،ثم استنباط هذه الخصوصٌة من خبلل التوقؾ على النقط
-31انس موسى ابو العون ،المسإولٌة المدنٌة لؤلبناك تجاه الزبناء والؽٌر ،اطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص ،جامعة محمد
االول-كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة ،وجدة ،السنة الجامعٌة ،8131-8113ص .2
15
الجوهرٌة التً تمثل الفروق المحورٌة ما بٌن التؤمٌن التكافلً والتؤمٌن التجاري (الفقرة
الثانٌة).
اكتفى المشرع المؽربً من خبلل التعدٌبلت الواردة فً مدونة التؤمٌنات الى االشارة
الى طبٌعة اإلسبلمٌة ،حٌث اعتبر التؤمٌن التكافلً عملٌة تتم وفق أحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة،
وتخضع للرقابة الشرعٌة كما هو مبٌن فً المادة االولى ،وأن هذا النوع من التؤمٌنات ٌسٌر
32
بواسطة حساب التؤمٌن التكافلً.
اما فٌما ٌتعلق باالستعمال مصطلح التؤمٌن التكافلً فقد شاع استخدام هذا المصطلح
بعد الندوة الدولٌة التً حملت هذا االسم فً عام ،1995وهو المصطلح االحدث نسبٌا،
وتنوعت التسمٌات التً اطلقت علٌه ،ومهما اختلفت التسمٌات ،فان نٌة التبرع والتكافل
33
المتبادل الزمة فً عقد التؤمٌن التكافلً.
سنعمد أوال لخصابص التؤمٌن (أوال) ،ثم لصٌػ المطبقة فً ادارة التؤمٌن التكافلً
(ثانٌا).
ٌتمٌز التؤمٌن التكافلً بمجموعة من الخصابص التً ٌستمدها من تطبٌقه لمبدأ التعاون
والتكافل ،ومن اهم الخصابص:
فهو ٌدفع االقساط على أساس االشتراك وفً نفس الوقت فهو مستفٌد اذا نزل به
خطر ،اي انه ٌقوم على أساس تبادل المنافع والتضحٌات بٌن اعضاء الجماعة ،لذا ٌوصؾ
-32ابراهٌم عشاق ،طبٌعة وخصابص التؤمٌن التكافلً ،مجلة الرقٌب ،العدد السادس ،اكتوبر ،8133ص .331
33عبد الرزاق بن الزاوي ،اٌمان نعمون ،ارساء مبادئ الحوكمة فً شركات التؤمٌن التكافلً ،الملتقى الوطنً حول حوكمة الشركات
كالٌه للحد من الفساد المالً واالداريٌ ،ومً 12-11ماي ،8138بجامعة محمد حٌدر بسكرة ،كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة
وعلوم التسٌٌر ،ص .8
16
التؤمٌن التعاونً بؤنه تؤمٌن تبادلً ،وإجتماع صفتً المإمن والمإمن له فً كل عضو من
34
اعضاء هذه الجماعة ٌجعل الضرر واالستؽبلل منتفً.
فالطبٌعة التؤمٌن التكافلً ال تحتاج فً قٌامها الى رأس المال ،بل تتطلب وجود عدد
كبٌر من األعضاء لمقابلة الضرر الناجم عن خطر معٌنٌ ،تحقق فٌه على توزٌع الخسارة
التً تنزل أحدهم.
ٌقوم نظام التؤمٌن التكافلً على التبرع والبر المؤمور به شرعا ،فٌنتفً عنصر الربح
ما دام أن الشركة التكافلٌة ستوفر الخدمات التؤمٌنٌة للمشتركٌن على أفضل صورة ،وبؤقل
تكلفة ممكنة ،مع إقامة التعاون والتضامن بٌنهم ،35فهو ٌسعى الى إقامة التعاون والتضامن
بٌن األفراد وهو من قبٌل البر المؤمور به شرعا.
ٌقصد بالفابض ما تبقى من أ قساط المشتركٌن واالحتٌاطات وعوابدها بعد خصم جمٌع
المصروفات والتعوٌضات المدفوعة ،او التً ستدفع خبلل السنة ،فهدا الناتج لٌس ربحا
36
وانما ٌسمى الفابض.
وهو من أهم الخصابص التً تمٌز التؤمٌن التكافلً بحٌث ٌتم توزٌع الفابض التامٌنً،
بعد تؽطٌة تكالٌؾ األخطار ودفع أجرة تسٌر الشركة ،على المشتركٌن وبإمكان المشتركٌن
االتفاق على استثمار الفابض لصالحهم وفق شروط ٌتفقون علٌها فبل مانع من ذلك ،بل هذا
مرؼوب فٌه لتوسعة أ عداد المشتركٌن وما ٌتبع ذلك من توزٌع المخاطر وقدرة مالٌة أكبر
لشركتهم ٌكون مردودها للمشتركٌن جمٌعا ،كما أن مردودها اجتماعً فً توظٌؾ األموال
-34صفٌة احمد ابو بكر ،التؤمٌن التكافلً رإٌة مستقبلٌة ،المإتمر العلمً الدولً الثانً حول دور التموٌل االسبلمً ؼٌر الربحً فً
تحقٌق التنمٌة المستدامةٌ ،ومً 83-81ماي ،8131مختبر التنمٌة االقتصادٌة والبشرٌة فً الجزابر ،جامعة سعد دحلب البلٌدة
الجزابر ،ص .3-2
-35عطا هللا جدة ،دور مإسسات التؤمٌن التكافلً فً تحقٌق التنمٌة المستدامة ،رسالة الماجستٌر ،جامعة عرفات عباس ،الجزابر،
،8139-8131ص .91
-36عجٌل جاسم النشمً ،مبادئ التؤمٌن االسبلمً ،الدورة 81لمإتمر مجمع الفقه االسبلمً ،المنعقد فً ،33-31أبرٌل ،8131
األردن ،ص .4
17
واألشخاص وإعانة المحتاجٌن وتشجٌع العمل الخٌري ،وهذا ما ٌنبؽً أن تنص علٌه نظم
التؤمٌن فً الشركات اإلسبلمٌة.
وعلٌه فان فابض التؤمٌن سواء عن اشتراكات التؤمٌن التكافلً او عوابد استثمارها
37
فهً حق خالص للمشاركٌن بعد خصم التعوٌضات وخصم االحتٌاطات واعادة التؤمٌن.
-ملكٌة االرباح:
إن األرباح المتحصلة من صنادٌق االستثمار فً التؤمٌن التكافلً تكون مملوكة لجمٌع
حملة الوثابق ،ولٌس لشركة ان تتصرؾ فٌها ،بخبلؾ الوضع فً النظام التقلٌدي الذي
38
تستقل فٌه الشركة باألرباح دون حملة الوثابق.
فً حالة ما اذا قلت التعوٌضات المدفوعة ،كتعوٌض عن الكوارث خبلل فترة زمنٌة
محددة عن االشتراكات المدفوعة ،جاز لؤلعضاء استرداد هذه الزٌادة او تركها الستثمارها
اما اذا حدث العكس وتجاوزت المبالػ المطلوب دفعها كتعوٌضات عن الكوارث
االشتراكات المدفوعة ٌجوز لهٌبة التؤمٌن مطالبة األعضاء باالشتراكات اضافٌة لمواجهة
39
االعباء اإلضافٌة.
فتؽٌر قٌمة االشتراك ناتج من أن االشتراك المطلوب فً كل عضو عرضة لزٌادة او
40
النقصان تبعا لما تحققه من مخاطر سنوٌة وما ٌترتب على مواجهتها من تعوٌضات.
واذا كانت مدونة التؤمٌنات لسنة ،2002نظمت التؤمٌنات البرٌة من حٌث طبٌعتها
التجارٌة ،فان المشرع المؽربً جاء بقواعد جدٌدة منظمة لتؤمٌن التكافلً مبنٌة على التعاون
41
والتبرع اكثر من االهتمام بعنصر الربح.
18
ثانٌا :تنوع الصٌغ المطبقة فً ادارة شركات التامٌن التكافلً
من أبرز الصٌػ المطبقة فً شركات التؤمٌن التكافلً االسبلمً ،عقدي الوكالة
والمضاربة وفقا لتطبٌقات التالٌة:
تقوم خبلله الشركة بإدارة وتسٌٌر االشتراكات على اساس الوكالة بؤجر ،فالشركة تقوم
بإدارة العملٌات التؤمٌنٌة على شكل صندوق التؤمٌن التكافلً ،وكالة عن جمهور المستؤمنٌن
فهً التً تتولى قبول المشتركٌن الجدد واستفاء االقساط من األعضاء ،وتكون مسإولة
42
كذلك على دفع التعوٌضات للمتضررٌن منهم.
وقد طبقت هذه الصٌؽة من قبل شركة االخبلص المالٌزٌة وشركة التكافل التابعة لبنك
43
الجزٌرة بالسعودٌة.
وقد تبنى المشرع المؽربً صٌؽة إدارة أعمال التؤمٌن من قبل إدارة الشركة وفقا
لصٌؽة الوكالة بؤجر معلوم ،واستثمار اشتراكات الصندوق على أساس المضاربة بنسبة
معلومة.
تقوم الشركة فً هذا النموذج بدور المضارب برأس المال ،وٌقوم المستؤمنون فً
مقام رب راس المال ،حٌث ٌتم اقتباس األرباح بناء على نسبة ٌحددها مجلس ادارة الشركة
44
على اعتبار ان تكون استثمارات الصندوق فٌما ٌتوافق وأحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة.
فبمقتضى هذه الصٌؽة تصبح شركة التؤمٌن المضارب او المتاجر بمال الؽٌر ،بٌنما
ٌقوم المشتركون بدور صاحب المال حٌث ٌقسم كل من الطرفٌن األرباح المحققة الناتجة
45
عن استثمار أموال الصندوق حسب المتفق علٌه.
-42صالح احمد بدار ،التـؤمٌن التكافلً اإلسبلمً ،بحث مقدم لمإتمر المصارؾ االسبلمٌة الٌمنٌة ،الواقع والتحدٌات المستقبل،
صنعاء ،الٌمن 81-83-مارس 8131ص .8
-43احمد محمد الصباغ ،اسس وصٌػ التؤمٌن االسبلمً ،بحث مقدم للمإتمر الثالث للمصارؾ اإلسبلمٌة ،دمشق ،مارس ،8113
ص .321
-44رٌاض منصور الخلٌفً ،تقٌٌم تطبٌقات وتجارب التؤمٌن التكافلً االسبلمً ،ملتقى التؤمٌن التعاونً ،الكوٌت ،8114ص .1
-45احمد محمد الصباغ ،اسس وصٌػ التؤمٌن االسبلمً ،م س ،ص .321
19
وصٌؽة المضاربة فً التؤمٌن التكافلً تعكس التجربة المالٌزٌة فً ممارسة التؤمٌن
اإلسبلمً فً بعض شركاتها مثل الشركة المالٌزٌة والشركة الوطنٌة للتكافل.
ٌقوم هذا النموذج على أساس الدمج بٌن صٌؽة الوكالة باجر والمضاربة ،فالشركة
تدٌر وتسٌر اشتراكات المستؤمنٌن على اساس الوكالة وتوظؾ الفابض التامٌنً فً
46
االستثمارات بعقد المضاربة.
وٌعتبر الدمج ما بٌن صٌؽً الوكالة بؤجر والمضاربة من بٌن اهم الصٌػ المطبقة
واألكثر مبلءمة لصناعة التؤمٌن التكافلً والتً تكون فٌها حقوق المشتركٌن والمساهمٌن
نسبٌا أقرب للعدالة ،وعدم التحٌز ألٌة جهة منهما فتثمل صٌؽة الوكالة فً ادارة عملٌات
التامٌن مقابل أجر معلوم ،وفً نموذج المضاربة الستثمار الفوابض المالٌة للصندوق
التشاركً مقابل حصة مشاعة من حصة الفابض التامٌنً.
وتوصؾ هذه الصٌؽة األكثر استخداما وممارسة ،بالنظر الى أنها تسعى الى تحقٌق
مصالح مشتركة لكل من المساهمٌن والمشتركٌن ،االمر الذي ٌنعكس اٌجابا على تطوٌر
العمل التامٌنً التكافلً ،باإلضافة الى كونها الصٌؽة التً تتفق مع احكام الشرٌعة اإلسبلمٌة
فً ما ٌتعلق بؤجر الوكالة الذي ٌكون وفقا لهذه الصٌؽة معلوما مسبقا ،كما تكون حصة
47
المضارب من األرباح معلومة ومشاعة قبل بداٌة كل سنة مالٌة.
وعموما ٌمكن القول أن نجاح التؤمٌن البنكً التشاركً ٌتوقؾ على عدد من العوامل
وتظافر الجهود ما بٌن المإسسة البنكٌة وشركة التؤمٌن التكافلً ،ومن بٌن هذه الجهود
والعوامل أسلوب اإلدارة المتبع ،اذ ٌجب أن تكون ادارة اعتماد وتطوٌر هذا التؤمٌن خٌار
استراتٌجً ٌبدأ من أعلى الهرم اإلداري وٌسري على كافة المستوٌات فً المإسسة وفق
-46عبد القادر مطاي ،صٌػ التؤمٌن التكافلً ومعٌقاته ،دراسة تحلٌلٌة ،مجلة المعٌار ،الجزابر ،ع ،8133 ،8ص .123
-47احمد محمد الصباغ ،اسس وصٌػ التؤمٌن االسبلمً ،م س ،ص .322
20
الٌات إدارٌة بسٌطة وؼٌر معقدة بدافع توسٌع وتنوٌع مجاالت نشاط خدماتها وزٌادة قدرتها
48
التنافسٌة.
وهذا ما نطمح الٌه من خبلل صٌؽة االدارة الذي نهجه المشرع ،اال اننا نرى انه كان
على المشرع فً التنظٌم القانونً ان ٌسمح باالعتماد كل الصٌػ فً ادارة العمٌلة التؤمٌنٌة
التكافلٌة ،واال ٌقتصر على أسلوب فقط.
ٌعتبر كل من نظام التؤمٌن التكافلً ونظام التؤمٌن التجاري نظامٌن مختلفٌن عن
بعضهما ،فرض كل واحد منهما نفسه ،بما ٌمتلكه من أسس ومبادئ تحكم قواعد سٌره ،اال
49
أنهما ٌتفقان فٌما ٌتعلق باألسس الفنٌة وكٌفٌة اإلدارة.
فاذا كان التؤمٌن التجاري عقد ٌلتزم بمقتضاه المإمن لدٌه ان ٌإدي للمإمن او المستفٌد
الذي اشترط لصالحه مبلؽا من المال ،مقطوعا او شهرٌا فً حال حدوث الحادث او تحقق
الخطر المحدد فً عقد التؤمٌن ،مقابل قسط او أي دفعة مالٌة ٌإدٌها المإمن له للمإمن ،اما
التؤمٌن التعاونً او التكافلً فهو اشتراك مجموعة من األفراد بمبالػ مالٌة على جهة التبرع
لتعوٌض من ٌنزل به ضرر منهم ،وال ٌقصد من دفع هذه المبالػ االسترباح ،وفً حال
عجز المبلػ المدفوع عن جبر الضرر دفع األعضاء المشتركون ما نقص ،واذا زاد استحقوا
50
استرداد الفابض.
فتتعدد االختبلفات ما بٌن كبل النظامٌن وتتمثل أهم هذه االختبلفات فً خصوصٌات
من الناحٌة الشرعٌة( ،أوال) وأخرى من الناحٌة القانونٌة والمالٌة( ،ثانٌا).
إن التؤمٌن التقلٌدي هو عقد معاوضة ٌؽلب علٌه طابع الؽرر ،وهو الؽرر الشدٌد
الؽالب المحرم ،اما التكافلً فإن وجد فٌه الؽرر فهو ٌحق ،ألنه عقد قابم على التبرع ،الى
-48عبد ا لقادر وحمو محمد ،افاق تقدٌم البنوك الجزابرٌة لمنتجات تؤمنٌه ،ورقة مقدمة الى المإتمر الدولً الثانً حول اصبلح النظام
المصرفً الجزابري ،المنعقد بكلٌة الحقوق والعلوم االقتصادٌة ،جامعة ورقلة ،بتارٌخ 38-33مارس ،8113ص .33
-49محً الدٌن القرة داؼً ،التؤمٌن التكافلً اإلسبلمً ،دراسة فقهٌة تؤصٌلٌة مقارنة بالتؤمٌن التجاري مع التطبٌقات العملٌة ،دار
البشابر اإلسبلمٌة ،ج الثانً ،ط ،3122 ،7ص .438
-50سعد خلٌفة العبار ،التؤمٌن من منظور اسبلمً ،م س ،ص 81
21
جانب أن عقد التؤمٌن التكافلً ،عقد إرفاق ومعروؾ فً األصل مبنً على نٌة التعاون،
ولهذا ٌؽتفر فٌه الؽرر ،بخبلؾ التؤمٌن التقلٌدي ،فالقصد الؽالب فٌه التجارة وكسب الربح،
فالمإسسة قابمة فً كسبها على مدى الحوادث التً تحصل بٌنما الؽرر فً التؤمٌن التكافلً
اضافً وتبعً.
كما أن عقد التؤمٌن التكافلً ٌصنؾ من عقود التبرع ألن ما ٌدفعه المشترك من
اشتراكات ٌتم التبرع بها لمن ٌصٌبه الضرر من المشتركٌن األخرٌن ،والمشترك ال ٌقصد
ببقٌة التؤمٌن ربحا أو تجارة كما الحال فً التؤمٌن التقلٌدي ،إذ أن التبرع بقٌمة اإلشراك هو
أساس مشروعٌة التؤمٌن التكافلً ،مما ترتب علٌه اعتبار التؤمٌن التكافلً عقدا من عقود
51
التبرع شبه إجماع بٌن العلماء المعاصرٌن على جوازه ومشروعٌة.
إ ضافة إلى أن المرجعٌة النهابٌة لجمٌع األنشطة و العملٌات التً تجري فً شركات
التؤمٌن التكافلً تتم وفق األحكام والمبادئ الشرٌعة اإلسبلمٌة ،وتشمل كل العملٌات التؤمٌن
و إعادة التؤمٌن واستثمار التعوٌضات وقواعد االكتساب الفوابض التؤمٌنٌة و توزٌعها
وؼٌرها من المعامبلت ،فً حٌن أن المرجعٌة لشركات التؤمٌن التجاري التقلٌدي تخضع
إلى التشرٌعات واألعراؾ الخاصة بالتؤمٌن فً كل دولة ،والتً هً بطبٌعة الحال ذات
52
أصل تقلٌدي محض ٌنسجم مع فلسفة الرأسمالٌة فً العمل التجاري بصفة علمٌة.
فجمٌع األنشطة التً تجري فً شركات التؤمٌن التكافلً من استثمار وتعوٌض وقواعد
حساب التؤمٌن وتوزٌعه ،تنحصر فً أحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة وهو ما ذهب إلٌه توجه
المشرع المؽربً ،الذي أكد على ضرورة أخد الرأي بالمطابقة من المجلس العلمً
53
األعلى.
-51سعد أبو حبٌب ،التؤمٌن بٌن الحظر واإلباحة ،دار الفكر ،دمشق ط ،2:94 ،2ص .71
-52رٌاض منصور الخلٌفً ،التؤمٌن التكافلً اإلسبلمً ،ملتقى التؤمٌن التعاونً ،الهٌبة اإلسبلمٌة العلمٌة االقتصاد والتموٌل ،رابطة
العالم اإلسبلمً ،الرٌاض ،3111ص .2
-53جاء فً م " :221تصدر اآلراء بالمطابقة المتعلقة بالتؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن التكافلً عن المجلس العلمً األعلى"
22
كما أن التؤمٌن التكافلً كما قلنا ٌقوم على التعاون ولٌس على الربا ،وال ٌستؽل ما
جمع من أقساط فً المعامبلت ربوبٌة تحت أي مسمى ،أما التامٌن التجاري فبل ٌخلو من
54
الربا والؽرر والجهالة والمقامرة ولذلك قال الفقهاء بتحرٌمه.
وما ٌجعل عقد التؤمٌن التجاري محرم هو أخد مال الؽٌر ببل مقابل ،واألخذ ببل مقابل
من عقود المعاوضات التجارٌة المحرمة ،عبلوة على ان عقد التؤمٌن التجاريٌ ،وجد فٌه
ماال ٌلزم شرعا ،ألن المإمن لم ٌحدث الخطر منه ولم ٌتسبب فً حدوثه وإنما كان منه
مجرد التعاقد مع المستؤمن على ضمان الخطر على تقدٌر وقوعه ،مقابل مبلػ ٌدفعه
المستؤمن له والمإمن لم ٌبدل عمبل للمستؤمن فكان حراما ،وهذا ما ذهب به ،قرار مجلس
المجمع الفقهً بإجماع بالموافقة على قرار مجلس هٌبة كبار العلماء فً المملكة العربٌة
السعودٌة ،رقم 151بتارٌخ 4/4/1297هجرٌة ،من جواز التؤمٌن التعاونً بدال من
التؤمٌن التجاري المحرم ،وذلك األدلة التالٌة:
-ا ن التؤمٌن التعاونً من عقود التبرع التً ٌقصد بها أصالة التعاون على تقنٌن
األخطار واالشتراك فً تحمل المسإولٌة عند نزول الكوارث ،وذلك عن طرٌق إسهام
أشخاص بمبالػ نقدٌة تخصص لتعوٌض من ٌصٌبه الضرر ،فجماعة التؤمٌن التعاونً ال
ٌستهدفون تجارة وال ربحا من أموال ؼٌرهم ،وإنما ٌقصدون توزٌع األخطار بٌنهم والتعاون
على تحمل الضرر.
-خلو التؤمٌن التعاونً من الربا بنوعٌه ،ربا الفضل وربا النسٌبة ،فلٌست عقود
المساهمٌن ربوبٌة وال ٌستؽلون جمع األقساط فً المعامبلت الربوبٌة.
-أنه ال ٌضر جهل المساهمٌن فً التؤمٌن التعاونً بتحدٌد ما ٌعود علٌهم من النفع،
ألنهم متبرعون فبل مخاطرة وال ؼرر وال مقامرة ،بخبلؾ التؤمٌن التجاري فإنه عقد
معاوضة مالٌة تجارٌة.
-54على محً الدٌن القرة داؼً ،مفهوم التؤمٌن التعاونً ،ماهٌته وضوابط ومعوقاته ،مإتمر التؤمٌن التعاونً ،أبعاده وأفاقه وموقؾ
الشرٌعة اإلسبلمٌة ،311: ،ص .22
23
-قٌام جماعة المساهمٌن او من ٌمثلهم باستثمار ما جمع من األقساط لتحقٌق الؽرض
55
الذي من أجله أنشا هذا التعاون سواء أكان القٌام بذلك مقابل أجر معٌن او نسبة معٌنة.
عند حدوت ضرر ألي من المستؤمن تتم عملٌة التعوٌض وفقا لنظام التؤمٌن التكافلً و
ٌصرؾ التعوٌض من مجمع األقساط المتاحة بصندوق حملة الوثابق ،فإذا لم تكن األقساط
كافٌة فً الوفاء بالتعوٌضات ،طلب من األعضاء زٌادة االشتراكات للوفاء بالتعوٌض ،فلٌس
هناك التزام تعاقدي بالتعوٌض ،أما فً التؤمٌن التجاري ٌترتب على هذا االلتزام تحمل
الشركة لتلك المخاطر ،واألصل المإمن علٌه دون سابر المستؤمنٌن لذا كان الهدؾ من العقد
هو المعاوضة ولكن هذه المعاوضة ال تسمح بربح الطرفٌن ،فإذا ربحت الشركة خسر
المستؤمن واذا ربح المستؤمن خسرت الشركة ،فهً معاوضة تتضمن ربحا أحد الطرفٌن
56
مقابل خسارة اآلخر.
عند وقوع عجز فً حساب المشتركٌن فإن مجموعة المشتركٌن فً التؤمٌن التكافلً
ٌتحملون هذا العجز عن طرٌق األقساط المستقبلٌة ،أو عن طرٌق تكوٌن احتٌاطات أو عن
طرٌق القرض الحسن عن حساب المساهمٌن أما العجز المالً فً التؤمٌن التجاري فٌتحمله
57
مساهمو الشركة.
ٌتمثل االختبلؾ فٌما بٌن التؤمٌن التكافلً والتؤمٌن التجاري من ناحٌة التطبٌق فً
اآلتً:
-55رٌاض منصور الخلٌفً ،قوانٌن التؤمٌن التكافلً ،األسس الشرعٌة والمعاٌٌر الفنٌة ،دراسة معٌارٌة ألؼراض تقنٌن أعمال
شركات التؤمٌن التكافلً اإلسبلمً ،مجلة الحقوق ،العددٌ ،2ونٌو ،3114/ص87-86-83
-56سلٌمان العازي بن ذرٌع ،التؤمٌن التعاونً ،معٌقاته واستشراؾ مستقبله ،ملتقى التؤمٌن التعاونً الهٌبة اإلسبلمٌة العلمٌة االقتصاد
والتموٌل ،الرٌاض السعودٌة ،311: ،ص.35
-57سامر مظفر قنطقجً ،التؤمٌن اإلسبلمً أسسه ومحاسبته ،مطبعة الشعاع سورٌا ،ط ،3119 ،2ص.45
24
-إن التؤمٌن التكافلً ال ٌستهدؾ الربح إال عرضا على عكس الحال فً التؤمٌن
التجاري الذي هو ؼاٌته التؤمٌنٌة األصلٌة.
-من نتابج نظام التؤمٌن التكافلً تقدٌم الخبرة التؤمٌنٌة للمستؤمنٌن بؤقل تكلفة ،وفً
حال تحقٌق أرباح من استثمار الفوابض ٌعود نفعها على المشتركٌن جمٌعا بٌنهما تزٌد تكلفة
الخدمة التؤمٌنٌة فً التؤمٌن التجاري بسبب الرؼبة المستمرة لشركة المإمنة فً الكسب
وٌستفٌد أصحاب الشركة باألرباح من دون المستؤمنٌن.
-ادارة التؤمٌن التكافلً تابعة من المشرعٌن أنفسهم وهم المستؤمنون جمٌعا الذٌن
ٌنتخبون من بٌنهم مجلس اإلدارة ،وٌشركون فً مراقبة بٌنما اإلدارة فً التؤمٌن التجاري
فً ٌد أصحاب الشركة المساهمٌن فً رأس المال ولٌس للمستؤمنٌن حقوق فً اإلدارة أو
الرقابة أو الملكٌة...
-فً التؤمٌن التكافلً على وجه الخصوص فً الصٌؽة اإلسبلمٌة المطلوبة له ،قد
ٌتبرع األعضاء المشتركون بمساهمتهم وأقساطهم من أجل تحقٌق الؽاٌة الكاملة و تصبح
هذه األموال المقدمة منهم ملكا لشخصٌة االعتبارٌة للجمعٌة التً ٌمتلكونها جمٌعا وٌتمتعون
بما تقدمه من خدمات لجمٌع أعضابها بٌنما المستؤمنون فً التؤمٌن التجاري ال ٌدفعون
األقساط على سبٌل التبرع ،بل شرط للخدمة التؤمٌنٌة التً تقدمها لهم شركات التؤمٌن وهً
شركات مساهمة ملك ألصحابها انشاإها للطلب الربح وفً حالة التعوٌض المالً عن
الحادث المحتمل اذا وقع ٌؤخذ التعامل شكل معاوضة وٌشوش علٌه الصورة الربوبٌة المنهً
58
عنها شرعا.
-58عبد السمٌع المصري ،التؤمٌن اإلسبلمً بٌن النظرٌة والتطبٌق ،ط ،3مكتبة وهبة ،القاهرة ،2:92ص.38
25
-من حٌث االحتٌاطات:
ٌوجد حسابان منفصبلن لبلحتٌاطات والمحددة لتؤمٌن التكافلً أحده خاص بحملة
الوثابق واألخر خاص بالمساهمٌن ،فإن أخدت هذه االحتٌاطات والمخصصات من أموال
المساهمٌن فهً لهم ،وان أخدت هذه من حملة الوثابق فهً لصالحهم ،وذلك خبلفا
لبلحتٌاطات والمخصصات فً التؤمٌن التجاري ،حٌث ال ٌوجد فصل بٌنهما ،ألنها جمٌعا
59
لصالح الشركة.
تتعدد أوجه االختبلؾ على مستوى العبلقة القانونٌة والمالٌة ما بٌن التؤمٌن التكافلً
والتؤمٌن التجاري والتً تعود الى طبٌعة كل منهما وحسب العبلقة التً تنشؤ مع الؽٌر.
فؤطراؾ العقد فً عملٌات التؤمٌن التكافلً هما :المستؤمن وشركة التؤمٌن بوصفها
وكٌبل عن المستؤمن ،وٌتمثل دور شركة التؤمٌن فً تنظٌم وترتٌب وادارة التعاقد بٌن
المستؤمنٌن أنفسهم ،وادارة العملٌات التؤمٌنٌة وأموال التؤمٌن المحققة فً صندوق التؤمٌن
التكافلً بؤسلوب شرعً على أساس الوكالة بؤجر معلوم ،واألقساط التً تستوفى من
المستؤمنٌن تكون ملكا لهم 61وتوضع فً الصندوق.
ومن ذلك ٌتبٌن بؤن المنطق الشرعً لتفرقة بٌن العمٌل المإسس لكل من التؤمٌن
التقلٌدي والتؤمٌن التكافلً ٌتؤسس على التزام التبرع من قبل حملة وثابق التؤمٌن
26
باالشتراكات المدفوعة فمفهوم التبرع هو بمثابة مفترق طرٌق بٌن ممارسة العمل التامٌنً،
فً كل من النظامٌن ،وأن انتفاء هذا المفهوم فً تطبٌق التؤمٌن التكافلً ٌفسر بالضرورة
62
انتفاء الفروق بٌنه وبٌن التؤمٌن التقلٌدي.
إن أقساط التؤمٌن مملوكة لشركة التؤمٌن أي المإمن وحده ،لكن فً التؤمٌن التكافلً
نجدها مملوكة لهٌبة المشتركٌن فً مجموعٌهم ،ألن أصل قٌمة القسط المدفوع ٌعود
لصاحبه المستؤمن بعد استقطاع حصته من التعوٌضات والمصروفات واعادة التؤمٌن ،وهذا
ما ٌسمى بالفابض ،أما التؤمٌن التجاري فبل ٌعود أصل أي جزء من قٌمة القسط المدفوع
بؤي حال من األحوال الى المستؤمنٌن ،ألنه دخل فً ملكٌة الشركة ،فالشركة فً التؤمٌن
اإلسبلمً ال تمثل األقساط وإنما هً تكون ملكا لحساب التؤمٌن المنقل عنها ،أما الشركة فً
63
التؤمٌن التجاري فتمتلك األقساط وتدخل فً ملكٌتها.
وبذلك فالعبلقة بٌن المستؤمنٌن وشركة التؤمٌن التجاري تنحصر فً دفع األقساط من
قبلهم والتً تصبح ملكا لها مقابل الوفاء بالتعوٌض فً حالة تحقق الخطر المنصوص علٌه
فً العقد وبعد استكمال الشروط ،أما العبلقة بٌن المستؤمن وشركة التؤمٌن التكافلً فهً
قابمة على األسس التالٌة:
ٌقوم المساهمٌن فً الشركة بإدارة عملٌة التؤمٌن وجمع االقساط ودفع
التعوٌضات وؼٌرها من األعمال الفنٌة ،فً مقابل اجرة معلومة ،وذلك بصفتهم القابمٌن
بإدارة التؤمٌن ،وٌنص على هذه األجرة ،بحٌث ٌعتبر المشترك قاببل لها.
ٌقوم المساهمون باستثمار المقدم منهم للحصول على الترخٌص بإنشاء
الشركة وكذلك لها أن تستثمر أموال التؤمٌن المقدمة من حملة الوثابق على أن تستثمر
أموال التؤمٌن المقدمة من حملة الوثابق ،وتستحق الشركة حصة من عابد استثمار أموال
التؤمٌن بصفتها المضارب.
27
ٌتحمل المساهمون ما ٌتحمله المضارب من المصروفات المتعلقة باالستثمار
األموال نطٌر حصة من ربح المضاربة كما ٌتحملون جمٌع مصارٌؾ ادارة التؤمٌن،
نظٌر عمولة االدارة المستحقة لهم.
-من حٌث العالقات المالٌة:
ٌقوم الهٌكل المالً لشركة التؤمٌن التكافلً على قسمٌن مختلقٌن من الحسابات
هما:
حساب المساهمٌن ،حملة األسهم وٌمثل نظام رأس مال الشركة وحساب المشتركٌن
المإمن علٌهم حملة الوثابق وٌمثل نظام صندوق التؤمٌن التكافلً ،وقد ٌعبر عنه بصندوق
المساهمٌن وصندوق المشتركٌن ،بٌنما فً شركات التؤمٌن التجاري فإنه ال ٌوجد فرق بٌن
اموال اشتراكات التؤمٌن وأموال المساهمٌن كل فً صندوق واحد ،وذلك ألن كافة األموال
تصبح ملكا لشركة ،مما ٌعنً انه من حٌث الحسابات فالشركة فً التؤمٌن التجاري هً من
تتولى مسك حساب واحد ألموالها جمٌعا ،أما فً التؤمٌن التكافلً فإن الحسابٌن ٌكونون
64
منفصلٌن.
-من حٌث استثمار االموال وادارة اعمال التأمٌن:
تتولى القٌام به شركة التؤمٌن التجاري لحسابها الخاص ،باعتبار أن األموال مملوكة
لها وال تراعً فٌه أحكام الحبلل والحرام ،فً حٌن فً التؤمٌن التكافلً نجد أن المساهمون
ٌستثمرون على أساس المضاربة الشرعٌة ،وذلك مقابل نسبة معلومة من الربح ،وٌجب ان
ٌتم استثمار األموال طبقا لؤلحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة ،وشركة المساهمٌن وكٌلة فً ادارة
اعمال التؤمٌن والوكالة قد تكون بؤجر او بدون.
-من حٌث عوائد استثمار األقساط:
ان عوابد النشاطات االستثمارٌة التً تقوم بها ادارة شركات التامٌن والخاصة
65
بصندوق المشتركٌن ،تعود الى الشركة التجارٌة فقط.
28
من حٌث الفائض التامٌنً والربح التامٌنً:
أن عنصر الفابض التامٌنً ال وجود له وال حقٌقة له فً التؤمٌن التجاري ،والفابض
هو الفرق المتبقً من األقساط وعوابدها بعد التعوٌضات والمصارؾ و المخصصات،
ونجد فً المقابل فً التامٌن التجاري عنصر الربح وهو المقصد من نشوء التؤمٌن
التجاري ،بحٌث ٌطلق علٌه فً التامٌن التجاري ربحا تامٌنٌا واٌرادٌ ،عتبر ملكا خاصا
66
للشركة ,وٌدخل ضمن أرباحها.
المطلب الثانً :التنظٌم القانونً لتأمٌن التكافلً بالمغرب
ٌعتبر المؽرب رؼم كونه دولة إسبلمٌة من الدول المتؤخرة فً مجال الصٌرفة
اإلسبلمٌة ،حٌث ظل بعٌدا على المستوى الرسمً عن تحقٌق مطلب البنك اإلسبلمً،
وٌعزى ذلك ألسباب متداخلة فمنها ما هو اقتصادي مرتبط بنظام الرٌع المهٌمن على
القطاع البنكً بالمؽرب ،ومنها ما هو مرتبط بؽٌاب اإلرادة السٌاسٌة ،فضبل عن األسباب
األخرى المرتبطة بعدم مبلءمة اإلطار القانونً للمصرفٌة اإلسبلمٌة واقتصاره على
67
استٌعاب التموٌبلت التقلٌدٌة القابمة على الربا.
ورؼم هذا الرفض الرسمً للمصرفٌة اإلسبلمٌة فإن هذه األخٌرة شكلت مطلبا ملحا
للمجتمع المؽربً ،ولبعض الهٌبات المدنٌة واألكادٌمٌة والسٌاسٌة ،حٌث إن النضال من أجل
هذا المطلب كان فً البداٌة عبارة عن مجهودات فردٌة ،بدلها بعض األساتذة المتخصصٌن
فً االقتصاد وفقه المعامبلت المالٌة فً الجماعات المؽربٌة ،لتنتقل تدرٌجٌا إلى المجتمع من
خبلل ندوات ومحاضرات احتضنتها مدن مختلفة ،وتطور األمر أكثر بعد عجز األنظمة
البنكٌة التً كانت قابمة عن االستجابة لمتطلبات التنمٌة فً الببلد وخطورة التموٌبلت
الربوٌة ،68فلم ٌجد المشرع بدال عن تنزٌل فكرة البنوك اإلسبلمٌة تحت مسمى -البنوك
-66علً محً الدٌن القرة داؼً ،التؤمٌن التعاونً ماهٌته وضوابطه ومعٌقاته ،م س ،ص .89
-67فاطمة أيت الغازي ،اإلجارة بين األساس الشرعي واإلطار التنظيمي بالمغرب ،مجمة مؤتمر بيت المقدس اإلسالمي الدولي
الخامس-التمويل اإلسالمي (ماهيته ،صيغته ،مستقبمه) الجزء األول ،أيار ،4102ص .783
-68عائشة الشرقاوي المالقي ،الوجيز في القانون البنكي المغربي ،دار أبي رقراق لمطباعة والنشر ،الرباط ،الطبعة الثانية ،4113
ص 067وما بعدها.
29
69
المتعلق بمإسسات االبتمان التشاركٌة إلى أرض الواقع ،ضمن القانون رقم103.12
والهٌبات المعتبرة فً حكمه ،وفصل بعض أحكامه فً القسم الثالث منه ،وقد حمل هذا
األخٌر ثلة من أدوات الصناعة المالٌة اإلسبلمٌة ،لعل أهمها صٌؽة التموٌل بالمرابحة.
والجذٌر بالذكر أن ظهور البنوك اإلسبلمٌة فً العصر الحدٌث قد أدى إلى تطور
صٌػ عقود التموٌل اإلسبلمً ،وبلورة العقود فً صور جدٌدة ،وبوصؾ أن هذه العقود
ماهً إال وسابل تستخدم لتحقٌق مقاصد معٌنة من أهمها فً الشرٌعة اإلسبلمٌة تداول
األموال بٌن الجمٌع ،والحد من الفقر والتشؽٌل األمثل لؤلموال وؼٌرها من األهداؾ،
والمقاصد المعتبرة شرعا ،ومن أهم و أول هذه العقود التً تم تطوٌرها وتفعٌلها استنادا إلى
نظرٌة المصالح المرسلة عقد المرابحة لفقهٌة بصورته البسٌطة والذي درجت المصارؾ
اإلسبلمٌة على التعامل بها ،نسبة لما لها من ممٌزات ،ونتٌجة لذلك التطور الذي ٌجعل منها
عقدا مصرفٌا ٌتبلءم والبٌبة الجدٌدة أصبح ٌطلق علٌها اصطبلحا مصرفٌا وهو المرابحة
لبلمر بالشراء وٌعود الفضل تارٌخٌا للدكتور سامً حمود باعتباره أول من أشاع هذا
70
المفهوم الجدٌد للمرابحة فً العصر الحدٌث.
فمن خبلل القراءة االولٌة لقانون المنظم لتؤمٌن التكافلً وفق اخر التعدٌبلتٌ ،تضح
أنه اعتنى بجل المقتضٌات المنظمة للعملٌة التؤمٌنٌة التكافلٌة وصرح برعاٌته ورؼبته فً
إعطاء دفعة أخرى لتكرٌس المالٌة التكافلٌة بببلدنا بوضع امامنا لئلطار القانونً المعالج
-69قانون رقم 017.04المتعمق بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها ،الصادر بموجب الظهير الشريف رقم ،0.02.0.7
الصادر في فاتح ربيع االول 42- 0276ديسمبر ، -4102الجريدة الرسمية عدد 6748بتاريخ فاتح ربيع االخر 44-0276يناير
،-4102ص .264
-70سامي حمود ،تطوير األعمال المصرفية بما يتفق والشريعة اإلسالمية ،مكتبة دار التراث القاهرة ،ط ،7ص .01
30
لجوانب التعامبلت التؤمٌنٌة التكافلٌة ،وٌكون بذلك قد فتح الباب أمام تفعٌل التؤمٌن التكافلً
ألول مرة فً المؽرب ،ووضع اللمسات األخٌرة فً وجه انطبلقة فعلٌة قوٌة لنجاح المالٌة
اإلسبلمٌة بالمؽرب ،حٌث نجده ركز باألساس على تحدٌد االطار المفاهٌمً لمنظومة
التؤمٌن التكافلً ،فقد عمل على تعرٌؾ مجموعة من المصطلحات التؤمٌنٌة التكافلٌة ،وقد
ادخل تعدٌل طفٌؾ على مستوى تعرٌؾ التؤمٌن التكافلً فً المادة االولى ،بحٌث ابقى
على نفس التعرٌؾ الذي كان ق ،59-13وقام وفقا لتعدٌل ق 87-18بالتنصٌص على
عقد االستثمار التكافلً الى جانب عقد التؤمٌن التكافلً ولم ٌقتصر فقط على عقد التؤمٌن
التكافلً كما كان سابقا ،وتم التنصٌص أٌضا فً التعرٌؾ على أن هذه العملٌة تتم بواسطة
صندوق للتؤمٌن التكافلً ٌسٌر مقابل أجرة التسٌٌر ،71بعدما كان ٌنص فً مشروع ق -13
59على أنه ٌتم بواسطة حساب التؤمٌن التكافلً.
وبذلك تم منح صندوق التؤمٌن التكافلً الشخصٌة المعنوٌة المستقلة عوض أن ٌكون
مجرد حساب كما كنا وارد من قبل ،ونفس المقتضى تم التؤكٌد علٌه فً تحدٌد مفهوم
مزاولة او ممارسة عملٌات التؤمٌن التكافلً او اعادة التؤمٌن التكافلً مما ٌفسر تؤكٌده على
طابع االستقبللٌة لصندوق التؤمٌن التكافلً.
وتم اضافة تعرٌؾ لهذا الصندوق فً المادة االولى بكونه صندوق ٌنشؤ بمبادرة من
مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلًٌ ،تمتع بالشخصٌة االعتبارٌة ،وله ذمة مالٌة مستقلة
وٌتكون من مجمو عة من الحسابات المنفصلة والمحدثة طبقا للقواعد المنصوص علٌها فً
نظام تسٌر الصندوق.
فهذا التعرٌؾ ٌبٌن أن صندوق التؤمٌن التكافلً ٌنشؤ بمبادرة من طرؾ مقاولة التؤمٌن
وإعادة التؤمٌن التكافلً ،وخول له بصفة حصرٌة الحق فً التمتع بالشخصٌة االعتبارٌة
وأكد كما قلنا على تمتعه انطبلقا من هذه الخاصٌة بذمة مالٌة مستقلة ،ومنح الصبلحٌة فً
تسٌر الصندوق لقواعد نظام تسٌٌر الصندوق.
وما نعقب علٌه فً هذا الصدد ،أنه كان على المشرع أن ٌنص بصرٌح العبارة على
أن قواعد التسٌٌر التً تنظم عمل هذا الصندوق ٌجب أن تخضع أوال لرقابة ومطابقة قبلٌة
31
من طرؾ هٌبة اللجنة الشرعٌة للمالٌة التشاركٌة بالمجلس العلمً األعلى فً نفس
التعرٌؾ.
والى جانب تعرٌؾ صندوق التؤمٌن التكافلً تم أٌضا تعرٌؾ عقد االستثمار التكافلً
ألول مرة بموجب ق ،87-18على أنه " عقد ٌحصل بموجبه المشترك مقابل اشتراكات
ٌإدٌها إما دفعة و احدة او فً شكل دفعات دورٌة على مبلػ الرأسمال المكون من هذه
الدفعات ومن ناتج توظٌفاتها فً عملٌة او عملٌات استثمارٌة ،وال ٌراعى فٌه احتمال البقاء
72
على قٌد الحٌاة او الوفاة عند تحدٌد المبالػ المحصل علٌها".
مما ٌعنً ان عقد االستثمار التكافلً هو ذلك الناتج المحصل من االشتراكات التً
ٌإدٌها المشترك وذلك إما على شكل دفعة واحدة او فً شكل دفعات دورٌة ،وهنا نرى ان
المشرع لم ٌتفصل فً شؤن أشكال هذه الدفعات هل شهرٌة ام سنوٌة ،وجعل الحرٌة ألفراد
العبلقة التعاقدٌة فً تحدٌد شكل الدفعة.
ونرى كذلك أنه كان األجدر على المشرع أال ٌنحصر على المشترك الفرد ،وأن ٌنص
على أن المشترك قد ٌكون شخص فردي أو شخص معنوي ألنه ٌمكن ألي مإسسة ذات
شخصٌة معنوٌة أن تشارك وتبرم عقد استثمار تكافلً مع شركات او مقاوالت التؤمٌن
التكافلً ،مهما ال ٌوجد مانع ٌمنعها من ذلك شرط أن تكون المعامبلت التً ستدخل فً
االستثمار فٌها وفق الشرٌعة اإلسبلمٌة ،وأن ال تكون األموال المشتركة بها ناتجة عن
أموال محرمة كؤن تكون أموال شركات إنتاج الخمور أو ما شابه ،وعلٌها حسب رأٌنا قبل
الدخول فً االشتراك فً االستثمار عبر التؤمٌن التكافلً أن تقدم وثٌقة تثبت مصادر
أموالها وأنواعها ،فهً فً االول واالخٌر ستشارك فً العمٌلة التؤمٌنٌة التكافلٌة التً
تشترط ان تكون كل معامبلتها فً ما ٌرضً هللا.
ونص فً نهاٌة الفقرة على مقتضى جد مهم ان عقد االستثمار التكافلً ال ٌراعى فٌه
إحتمال البقاء على قٌد الحٌاة او الوفاة عند تحدٌد المبالػ المحصل علٌها ،مما ٌثبت أن
تحدٌد مبالػ عملٌة االستثمار التكافلً ؼٌر متعلقة بحٌاة الفرد.
32
وعمل على تبٌان األحكام المتعلقة بالتؤمٌن التكافلً ،73كان أبرزها وضع أحكام
خاصة بتقادم الدعاوى الناتجة عن عقود التؤمٌن التكافلً ،74فاالطار القانونً لتؤمٌن
التكافلً وقفا لتعدٌبلت ،18-87القاضً بتؽٌر وتتمٌم ق رقم ،99-17تمحور باألساس
على تنظٌم أحكام هذه المواد وفقا ألحكام الشرٌعة االسبلمٌة( ،الفقرة االولى) واألحكام
المتعلقة بتنظٌمه وباألساس األحكام المتعلقة بتسٌٌر صنادٌق التؤمٌن التكافلً واعادة التؤمٌن
التكافلً (الفقرة الثانٌة).
ان المتفحص للمواد المنظمة لتؤمٌن التكافلً سٌشتؾ انها فً جوهرها منظمة وفقا
ألحكام الشرٌعة الؽراء االسبلمٌة ،فالمشرع حرص على ان ٌنظم بما ٌتوافق ومبادبها ،وهذا
ما ٌكرس فً عدة جوانب:
أوال :تطبٌق األحكام العامة المنظمة لتأمٌن التكافلً بعدم تنافٌها مع مبادئ الشرٌعة
وإخضاعها لرقابة المجلس العلمً االعلى
كٌؾ المشرع وؼٌره من التشرٌعات المقارنة عقد التؤمٌن التكافلً على أنه عقد تبرع،
وبذلك بعٌدا عن شبهة الرهان والمقامرة ،وأصبح تعاون بٌن المشتركٌن عن طٌب خاطر
لتفتٌت المخاطر التً تصٌب أحدهم ،كما منع التعامل بالربا أخذا وعطاءا ،فً كل ما ٌتعلق
بالتؤمٌن التكافلً.
مما ٌدعوا لتساإل حول عنصر المعاوضة هل هو فعبل موجود فً عقد التؤمٌن
التكافلً؟ وحتى ان وجد فما هو حكمه؟ وهل نٌة التبرع حقا الزما للمشترك عند االشتراك
ام أنه بقصد وٌنبؽً التعوٌض فقط عند وقوع االضرار؟
لقد ادى بعض العلماء والباحثٌن رأٌهم فً هذه المسالة بٌن تؤٌٌد لشرعٌة التؤمٌن
التعاونً حتى مع وجود المعاوضة فً هذا العقد التامٌنً وبٌن منتقد ومعارض لمسؤلة
شرعٌته وتؤكٌدهم لضرورة االنتباه لمسؤلة تشابه كبل النوعٌن من التؤمٌن ،فان من أجازوا
33
التؤمٌن التعاونً ،أكدوا أن الؽرر الفاحش الذي ٌتضمنه عقد التؤمٌن التعاونً جابز شرعا
وذلك ألنه عقد مبنً على التبرع ،وبذلك ٌؽتفر فٌه الؽرر الفاحش الذي ٌتضمنه عقد التؤمٌن
التعاونً جابز شرعا ،وذلك ألنه عقد مبنً على التبرع وبذلك ٌؽتفر فٌه الؽرر ،ولكن
بعض الفقهاء اعتبروا عقد التؤمٌن عقد معاوضة ،ألنه تبرع مشروط بمقابل ،وهو التعوٌض
الذي ٌحصل علٌه المستؤمن فً حالة حدوث المكروه المإمن ألجله ،وبالتالً ال ٌختلؾ مع
التؤمٌن التجاري فً المحظورات والمفاسد ،فلقد حلل التؤمٌن التعاونً بحجة أنه لٌس
معاوضة بل هو تبرع فبل ٌإثر فٌه الؽرر ،ولكن ٌرد علٌه على أن عنصر المعاوضة
موجود قطعا فً التؤمٌن التعاونً ،وإن لم ٌكن ظاهرا كما هو الحال فً التؤمٌن التجاري
فالمشترك فً صندوق التكافل إنما ٌشترك بمبلػ من المال لترمٌم أي ضرر او نازلة قد
تلحق به ،بمعنى أن مشاركته إنما ٌهدؾ منها التعوٌض فً حالة الخسارة ،او لم ٌنتظر
مقاببل ال محالة ،واال أنه لماذا اشترك اصبل ولو انه لم ٌشمله التعوٌض لما اقدم على
االشتراك.
باإلضافة الى أن التعوٌض ال ٌشمل ؼٌر المشتركٌن فً الصندوق ،فهو اذن تبرع
مشروط فٌه تعوٌض نظٌر التعوٌض المشروط فً التؤمٌن التجاري ،والفارق الوحٌد هو أن
التؤمٌن التجاري هدفه استرباح الشركة او الجهة التً تقوم بإدارته ،بٌنما التعاونً ال
ٌستربح من العملٌة التؤمٌنٌة ذاتها او الضمان ،ففكرة ومعنى المعاوضة بٌن ما ٌدفعونه وبٌن
تعوٌض الضرر على ما ٌصاب به منهم موجودة فً النوعٌن ،فالمشترك اذا اعتبرها تبرعا
فإنما ٌتبرع للمشتركٌن الذٌن بدورهم ٌتبرعون له أٌضا ،وأن انتفاء االسترباح من الجهة
المدٌرة ال ٌنفً فكرة المقابلة التعوٌضٌة بٌن المشتركٌن والصندوق التكافلً.
وحسب راي أحد من الفقه بؤن هناك منطقة وسطى بٌن التبرع والمعاوضة المطلقة
والتً ٌمكن تسمٌتها بالمعاوضة المقٌدة ،حٌث أشار الى أن التؤمٌن التعاونً معاوضة من
جنس المعاوضات المقٌدة المختلفة عن التبرع المطلق وعن المعاوضة التجارٌة
75
اإلسترباحٌة.
-75محمد أنس مصطفى الزرقا ،التؤمٌن التعاونً ،ابعاده وافاقه وموقؾ الشرٌعة ،من نظرة اقتصادٌة اسبلمٌة الى خمس قضاٌا فً
التامٌن التعاونً ،مإتمر التامٌن التعاونً ،المنعقد فً 31-33ابرٌل ،8131األردن ،ص .11-19
34
لتؤتً المادة 12لتنص بشكل صرٌح على أنه ٌجب ان ٌبٌن عقد التؤمٌن التكافلً"
حساب او حسابات صندوق التامٌن التكافلً المعنً باألمر أو المعٌنة بالعقد وعلى ان دفع
االشتراك من المشترك ٌتم على أساس االلتزام بالتبرع فً حدود المبالػ والتعوٌضات
المستحقة وكذا تكوٌن االحتٌاطات والمخصصات ،اال فٌما ٌخص عقود االستثمار التكافلً
"....
مما ٌإكد ان عقد التؤمٌن التكافلً ٌتم على اساس التبرع مما ٌنفً عنه شبهة الؽرر
والمقامرة.
أ :ربط تطبٌق أحكام تنظٌم التأمٌن التكافلً بعدم تنافٌها مع مبادئ وأحكام الشرٌعة
حث المشرع على أهمٌة مطابقة التؤمٌن التكافلً ألحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة ،وربط
تطبٌق القواعد العامة لمدونة التؤمٌنات على تلك العملٌات بعدم تنافٌها مع أحكام الشرٌعة
االسبلمٌة ،اذ أنه فً حال تعارض تطبٌق تلك األحكام مع أحكام الشرٌعة ال ٌجب اآلخذ بها
رؼم وجود فراغ تشرعً حولها ،وفً حال دعت الحاجة الى تنظٌم نشاط تؤمٌنً تكافلً
فانه ٌعود االمر لهٌبة مراقبة التؤمٌنات واالحتٌاط االجتماعً فً اصدار نص تنظٌمً لسد
الفراغ التشرٌعً ،ولكن تطبٌقه ٌبقى رهٌنا بصدور الراي بالمطابقة من المجلس العلمً
األعلى.
ونصت المادة 5-10على أنه :تطبق على عملٌات التؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن
التكافلً ،األحكام الخاصة بها الواردة فً هذا القانون ،وعند عدم وجود أحكام خاصة بها
تطبق علٌها باقً أحكام هذا القانون ،ما لم تتنافى مع القواعد والمبادئ المنظمة للعملٌات
المذكورة وشروطها وطبٌعتها وذلك بعد الراي بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمً
األعلى ،وهو نفس االمر الذي نص علٌه المشرع فٌما ٌخص القواعد المطبقة على
المقاوالت المعتمدة لمزاولة عملٌات التؤمٌن التكافلً ،حٌث تنص المادة ،1-158على أنه:
تطبق على المقاوالت المعتمدة لمزاولة عملٌات التؤمٌن التكافلً واعادة التؤمٌن التكافلً
األحكام الخاصة بها الواردة فً هذا القانون ،وعند عدم وجود أحكام خاصة بها تطبق علٌها
35
باقً أحكام هذا القانون ،ما لم تتنافى مع طبٌعة وؼرض المقاوالت المذكورة ،وذلك بعد
الرأي بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمً األعلى فٌما ٌخص العملٌات السالفة الذكر.
ب :اخضاع انشطة التأمٌن التكافلً وعملٌاته لرقابة المجلس العلمً األعلى
بحٌث أوجب على أن ٌكون نشاط التؤمٌن التكافلً مطابقا لؤلحكام الشرعٌة االسبلمٌة،
وجعلتها خاضعة لرقابة مزدوجة ،قانونٌة وأخرى شرعٌة من قبل المجلس العلمً األعلى،
وقد أكدت الفقرة 6من المادة األولى من القانون المنظم للعملٌات التؤمٌنٌة من مدونة
التؤمٌنات المؽربٌة على خضوع عملٌات التؤمٌن التكافلً لرقابة المجلس العلمً االعلى.
ووفقا للمادة 1من قانون 87-18للتؤمٌن التكافلً" :عملٌة تتم وفق لآلراء بالمطابقة
الصادرة عن المجلس العلمً األعلى المنصوص علٌه فً الظهٌر الشرٌؾ رقم .1.03.3
الصادر فً 02ربٌع االول 22 ،1425ابرٌل ،2004بإعادة تنظٌم المجالس العلمٌة،
بهدؾ تؽطٌة األخطار المنصوص علٌها فً عقد التؤمٌن التكافلً أو االستثمار التكافلً
بواسطة صندوق التؤمٌن التكافلًٌ ،سٌر مقابل أجرة التسٌٌر ،من طرؾ مقاولة لتؤمٌن
وإعادة التؤمٌن معتمدة لمزاولة عملٌات التؤمٌن التكافلً وعلى نشاط تسٌر صندوق التؤمٌن
التكافلً ،وإعادة التؤمٌن التكافلً".
فتم بذلك حسب تعدٌل 87-18التنصٌص على عقد االستثمار التكافلً الى جانب عقد
التؤمٌن التكافلً ولم ٌقتصر فقط على عقد التؤمٌن التكافلً كما هو الشؤن فً مشروع ق
.59-13
وتم التنصٌص أٌضا على أن العملٌة تتم بواسطة صندوق التؤمٌن التكافلً ،بعدما كان
ٌنص فً م ق 59-13على أنه ٌتم بواسطة حساب التؤمٌن التكافلً ٌسٌر ،وبذلك تم منح
لصندوق التؤمٌن التكافلً الشخصٌة المعنوٌة المستقلة عوض مجرد حساب.
76
على أنه تطبق أحكام وأضاؾ المشرع الى أحكام الباب الثانً بموجب المادة 102
هذا القسم الى جانب عقود الرسملة عقود االستثمار التكافلً لكن ربط ذلك بشرط عدم تنافٌه
36
مع ما ٌتعلق بالقواعد والمبادئ المنظمة لعملٌات التؤمٌن التكافلً ،أي بمعنى التعامل بؤحكام
تتماشى وخصوصٌة الشرٌعة اإلسبلمٌة وال تتنافى مع مبادبها.
وأعادت التؤكٌد علٌه المادة 110بالنص على انه " تصدر اآلراء بالمطابقة المتعلقة
بعملٌات التؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن التكافلً عن المجلس العلمً االعلى المنصوص
77
علٌه فً الظهٌر الشرٌؾ 02 .1.15بإعادة تنظٌم المجالس العلمٌة.
التً تنص على أنه من مهام اللجنة الشرعٌة للمالٌة التشاركٌة التً أحدثت لدى الهٌبة
العلمٌة المكلفة باإلفتاء بالمجلس العلمً االعلى:
ابداء الراي بصفة خاصة بشؤن مطابقة عملٌات التؤمٌن التكافلً التً تقوم بها مقاوالت
التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً فً إطار المالٌة التشاركٌة ألحكام الشرٌعة االسبلمٌة
ومقاصدها وذلك طبقا لتشرٌع الجاري به العمل ،بل أكثر من ذلك فان بعض االختصاصات
المخولة لهٌبة مراقبة التؤمٌنات واالحتٌاط االجتماعً أصبحت مقترنة بمراقبة قبلٌة من
طرؾ المجلس العلمً االعلى ،الذي ٌصدر راٌه بالمطابقة قبل دخولها حٌز التنفٌذ فً كل
ما ٌتعلق بعملٌات التؤمٌن التكافلً وأنشطته.
كما أن كل مناشٌر الهٌبة وكذا نماذج العقود التؤمٌن التكافلً الوثابق ذات الطابع
التعاقدي او اإلشهاري المتعلقة بالتؤمٌن التكافلً ،البد ان تخضع الى جانب موافقة الهٌبة الى
صدور راي بالمطابقة عن المجلس العلمً االعلى قبل تفعٌلها ،حسب ما تنص علٌه الفقرة
الثالثة من م ،15وبشكل أكثر شمول تنص م 4-10على أنه " :تعرض مسبقا على
المجلس العلمً االعلى مشارٌع مناشٌر الهٌبة المتعلقة بالتؤمٌن التكافلً وإلعادة التؤمٌن
التكافلً قصد إبداء الراي بشؤنها".
إلى جانب ما تنص علٌه م " ،247-1خبلفا األحكام الفقرات الثانٌة والثالثة والخامسة
من م 247اعبلهٌ ،جب إرسال نماذج عقود التؤمٌن التكافلً التً تعتزم مقاولة التؤمٌن
وإعادة التؤمٌن المعتمدة لمزاولة عملٌات التؤمٌن التكافلً ،إصدارها ألول مرة الى الهٌبة،
77ظهٌر ش ،18-39-3 ،الصادر فً 83ربٌع االول ٌ 81 ،3111ناٌر ،8139بتتمٌم الظهٌر الشرٌؾ رقم 88 ،111-18-3ابرٌل
،8111بإعادة تنظٌم المجالس العلمٌة*.
37
وذلك قبل اصدارها وعبلوة على نماذج عقود التؤمٌن التكافلً وكذا الوثابق السالفة الذكر
المتعلقة بها أو نشرها اال بعد موافقة الهٌبة والراي بالمطابقة الصادر عن المجلس االعلى".
الى جانب وضع أحكام خاصة بتقادم الدعاوى الناتجة عن عقود التؤمٌن التكافلً،78
تتضمن استثناء عن القواعد العامة المنظمة لتقادم اذ نص عن من حق اصحاب الحقوق
المطالبة بحقوقهم وقت ما ارادوا ،وبالتالً عدم تقادم دعاواهم ،حٌث نص وفقا للمادة
،361على مقتضٌات خاصة تتعلق بالتؤمٌن التكافلً ،اذ نجده ٌنص على أنه بالرؼم من
كل مقتضى مخالؾ ال تتقادم الدعاوى الناتجة عن عقود التؤمٌن التكافلً ،مما ٌشكل ضمانة
جد مهمة للمتعاملٌن بعقود التؤمٌن التكافلً ،فهً ال تسقط ابدا بالتقادم وٌمكن ألصحابها
المطالبة بحقوقهم متى شاءوا ،وتعرضت نفس المادة الى حالة ما قامت مقاولة التؤمٌن
وإعادة التؤ مٌن التكافلً بتحوٌل المبالػ التً لم ٌطالب بها المشتركٌن والمستفٌدٌن من هذه
العقود داخل أ جل عشرة سنوات من تارٌخ حلول استحقاقها الى صندوق االٌداع والتدبٌر
المحدث بالظهٌر الشرٌؾ رقم ،159.074الذي ٌحوزها لحساب المشتركٌن او
المستفٌدٌن المعنٌن الى حٌن المطالبة بها من قبلهم ،ولهذه الؽاٌة توجه مقاولة التؤمٌن
واعادة التؤمٌن التكافلً ،داخل أجل ستة اشهر قبل انصرام مدة العشر سنوات السالفة
الذكر ،إعبلما مضمون الوصول بهذا الشؤن الى المشتركٌن او المستفٌدٌن من العقود
المحتمل أن ٌشملها هذا التحوٌل.
وتحدد كٌفٌات تحوٌل المبالػ المذكورة واسترجاعها لصندوق االٌداع والتدبٌر بنص
تنظٌمً ،فهذا المقتضى الى جانب المقتضى المتعلق بتطبٌق واحترام األحكام المتعلقة
بالمٌراث والوصٌة والهبة الجاري به العمل فً شؤن تعٌٌن المستفٌد أو المستفٌدٌن من
79
ٌعززان حماٌة المتعاملٌن بالتؤمٌن التكافلً ،وٌرسخ عقود التؤمٌن التكافلً العابلً
لضمانة قوٌة تنصؾ المشتركٌن وفقا ألحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة ،التً تنهى عن التعامل
بالمحرمات فً شتى أشكاله مما ٌحكم على مقاولة التؤمٌن أن ال تتعامل اال فٌما تجٌزه
الشرٌعة اإلسبلمٌة ،وما ٌدخل فً دابرة الطٌبات وٌخرج من دابرة الخبابث ،سواء كان فً
عٌن النشاط او فً صفته وتبتعد عن كل ما ٌفسد حٌاة الناس ودٌنهم وكل ما ٌدخل فً
-78م 11-3من ق .32-33
-79م 11-3من ق .32-33
38
نشاط المحرم الذي هو النشاط الذي ٌقوم على أكل المال بالباطل كاربا والمقامرة واالحتكار
والؽش والتدلٌس والخدٌعة والؽرر و السرقة والؽلول والرشوة والؽصب والنهب ،وؼٌرها
80
من المعامبلت المحرمة.
عموما فإن نشاط التؤمٌن ٌجب ان ٌتحرى فٌه الحبلل سواء فً تؽطٌة المخاطر او فً
استثمار أموال التؤمٌن التكافلً فً مدونة التؤمٌنات ،وٌتجلى هذا المبدأ فٌما ٌخص تنظٌم
التؤمٌن التكافلً فً مدونة التؤمٌنات بالمؽرب فً عدة أمور ،اهمها فرض التخصص فً
مزاولة نشاط التؤمٌن التكافلً والحرص على توظٌؾ أموال التامٌن بما ال ٌخالؾ أحكام
81
الشرٌعة.
الى جانب منع االستثمار فً كل المجاالت التً ٌحرم االسبلم التعامل فٌها حٌث حث
المشرع على اقرار الشفافٌة وزرع الثقة لدى المإمن لهم فً خدمات التؤمٌن التكافلً،
وحتى ٌتؤكدوا من عدم استثمار اموال حساب التؤمٌن فً االنشطة المخالفة لشرٌعة ،شدد
على ضرورة اإل شارة فً كل العقود الى شروط توظٌؾ واستثمار اموال حساب التؤمٌن ،اذ
تنص الفقرة االخٌرة على انه" :اضافة الى ذلك ٌجب أن ٌبٌن عقد التامٌن التكافلً:
-الشروط المتعلقة بالتوظٌفات المالٌة لمقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن بالنسبة لحساب
التؤمٌن التكافلً ،لكن فً حالة ؼٌاب عروض اعادة التامٌن التكافلً او عدم كفاٌة
هذه العروضٌ ،مكن اعادة تؤمٌن األخطار المذكورة لدى باقً معتمدٌن التؤمٌن،
82
وتحدد بمنشور تصدره الهٌبة الذي ٌحدد كٌفٌات تطبٌق احكام هذه المدونة.
لٌبقى معوال على رقابة المجلس العلمً األعلى التً تصدرها اآلراء بالمطابقة فً كل
المناشٌر المتعلقة بمزاولة التؤمٌن التكافلً والذي ٌلزم ان ٌقدر االمور حسب درجة الحاجة،
التً ٌمكن أن تنزل منزلة الضرورة.
-80أشرؾ محمد دوابه ،أساسٌات العمل المصرفً االسبلمً ،مطبعة دار السبلم ،القاهرة ط ،8138 ،3ص .82-81
-81رضوان الكبا ،مظاهر تؤثٌر مبادئ االقتصاد االسبلمً على تنظٌم التامٌن التكافلً بالمؽرب ،بحوث فً قضاٌا المجتمع
والقانون ،كتاب القانون والمجتمع ،كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة ،ابن الزهر ،اكادٌر ،ص .94
-82م 8-812من ق .33-32
39
الفقرة الثانٌة :التنظٌم القانونً لقواعد تسٌٌر صنادٌق التأمٌن التكافلً
لعلى أهم ما جاء به القانون ،87-18هو اضافة القسم الثانً مكرر لمدونة التؤمٌنات
وفقا للمادة الثالثة ،والذي ٌتعرض باألساس للقواعد المنظمة لتسٌر صنادٌق التؤمٌن التكافلً
واعادة التؤمٌن التكافلً.
وذلك باعتبار مقاولة التؤمٌن التكافلً وكٌلة بؤجر فً ادارة صندوق التؤمٌن التكافلً،
وبالتالً لٌست فً مقام المإمن ،كما هو الحال فً التؤمٌن التجاري وهو ما اشارت الٌه
الفقرة 6من م االولى من مدونة التؤمٌنات المؽربٌة على أنه:
"التـؤمٌن التكافلً عملٌة تتم وفق لآلراء بالمطابقة الصادرة عن المجلس العلمً
االعلى المنصوص علٌه فً الظهٌر الشرٌؾ رقم 1.03.30الصادر فً 02ربٌع االول
22 ،1425ابرٌل ،2004بإعادة تنظٌم المجالس العلمٌة ،بهدؾ تؽطٌة األخطار
المنصوص علٌها فً عقد التؤمٌن التكافلً او االستثمار التكافلً ...بواسطة صندوق التؤمٌن
التكافلً ٌسٌر مقابل اجرة التسٌٌر من طرؾ مقاولة للتؤمٌن واعادة التؤمٌن معتمدة لمزاولة
عملٌات التؤمٌن التكافلً واعادة التؤمٌن التكافلً وعلى نشاط تسٌٌر صندوق التؤمٌن التكافلً
من لدن مقاولة التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً" .
وما ٌبلحظ أنه حسب اخر تعدٌل انه تم التنصٌص على عقد االستثمار التكافلً الى
جانب عقد التؤمٌن التكافلً ولم ٌقتصر فقط على عقد التؤمٌن التكافلً كما هو الشؤن فً
مشروع ق السالؾ ،59-13وتنصٌصه أٌضا على صندوق التؤمٌن التكافلً عوض حساب
التؤمٌن التكافلً.
ٌكون بذلك ادخل تعدٌلٌن على مستوى التعرٌؾ وهما كما قلنا ،االستثمار التكافلً
وصندوق التؤمٌن التكافلً المتمتع بالشخصٌة المعنوٌة.
مما ٌإكد أن التشرٌع المؽربً ٌتوجه نحو منع االحتكار وٌشجع السوق المفتوحة
والمنافسة الحرة ،وفً مجال التؤمٌن التكافلً فان منح االعتماد مخول لهٌبة مراقبة التؤمٌنات
واالحتٌاط االجتماعً ،تحول بموجبه مزاولة هذا النشاط لكل مقاولة تتوفر فٌها الشروط
القانونٌة المطلوبة ،ومنها الخضوع لشروط المنافسة الحرة.
40
وعدل المشرع من م 161وعوض مقاوالت التؤمٌن واعادة التؤمٌن بصندوق التؤمٌن
التكافلً واعادة التؤمٌن التكافلً ،وهذا نتٌجة طبٌعٌة ،ألنه أعطى لصندوق التؤمٌن التكافلً
الشخصٌة المعنوٌة المستقلة المكلفة بتدبٌر نشاط مقاولة التؤمٌن ،وبذلك أصبح الصندوق هو
من ٌخضع للقواعد القانونٌة التؤمٌنٌة وما ٌتعلق بتوفٌر الضمانات المالٌة ومسك محاسبته
ومراقبته وتصفٌته.
وفً م 165فتح اإلمكانٌة لمنح االعتماد لمزاولة عملٌات التـؤمٌن التكافلً واعادة
التؤمٌن التكافلً لمقاولة معتمدة تزاول بصفة حصرٌة عملٌات اعادة التؤمٌن ،وخص هذا
االستثناء بشروط وكٌفٌات ٌحددها منشور ستصدره الهٌبة بعد الراي بالمطابقة الصادر عن
83
المجلس العلمً األعلى.
زٌادة على ذلك ،أضاؾ المشرع بموجب فقرة ثانٌة من م 168من ق 87-18
مقتضٌات خاصة بالتؤمٌن التكافلً وخص تؤسٌس مقاوالت التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً
بضرورة تؤسٌسها على شكل شركة مساهمة ،وأنه دون ذلك ال ٌمكن منحها صبلحٌة تؤسٌس
مقاوالت لتؤمٌن التكافلً بخبلؾ مقاوالت التؤمٌن واعادة التؤمٌن فً التؤمٌن التجاري فٌمكن
تؤسٌسها عن طرٌق مإسسة على شكل شركة مساهمة او على شكل شركات تعاضدٌة
للتؤمٌن.
بالرجوع للمادة 10نجدها تقتضً" أن ٌسلم للمإمن له قبل اكتتاب العقد نسخة من
مشروع العقد ٌتضمن السعر او بٌانا للمعلومات ٌبٌن على الخصوص الضمانات
واالستثناءات المتعلقة بها وسعر هذه الضمانات والتزامات المإمن له".
وأ ضاؾ وفقا لتعدٌل وكذا " نسخة من نظام تسٌٌر صندوق التؤمٌن التكافلً عندما
84
ٌتعلق االمر بالتؤمٌن التكافلً".
وهكذا ٌكون المشرع ألزم المإمن أي مقاولة التؤمٌن فً التؤمٌن التكافلً بؤن تسلم الى
المإمن له او المشترك قبل اكتتاب العقد نسخة من مشروع العقد مع إلزامه كذلك بتسلٌمه
نسخة من نظام تسٌر صندوق التؤمٌن التكافلً وذلك نظرا لطبٌعة عقد التؤمٌن التكافلً كون
-83الفقرة ما قبل االخٌرة من م 319من ق .32-33
-84الفقرة االولى من المادة 3من ق 32-33
41
أن المشترك هو فرد من المسٌرٌن لتؤمٌن التكافلً فً مجمله ولٌس مجرد زبون كما الحال
فً التؤمٌن التقلٌدي ،وعلٌه أن ٌعلم وٌتفحص هو االخر نظام تسٌٌر الصندوق ،لٌكون على
دراٌة بكل ما ٌتعلق به ،وٌكون مدركا لحقوفه والتزاماته.
وبذلك تكون له نسخة ٌمكن أن ٌرجع الٌها متى شاء ،فهذا المقتضى أؼفله المشرع
فً ق ،59-15لٌتم تداركها فً ق ،87.18لكنه مجددا لم ٌنص على الجزاء فً حالة عدم
ادالء المإسسة المكفولة بهذه النسخ ،وما ٌمكن أن تشكله هذه الهفوة من ضرر للمشتركٌن
فً حالة ما تعمدت هذه المقاولة عدم االدالء بها لهم ألؼراض ما فً نٌاتها ،مما ٌفتح الباب
لتساإل هل سوؾ ٌتم الرجوع للقواعد العامة االلتزامات والعقود المؽربً ،ام ماذا؟
ونحن نرى وجب أن ٌكون للعملٌات التؤمٌنٌة التكافلٌة مقتضٌات خاصة جزابٌة
تإطرها نظرا لخصوصٌتها.
ونصت م 226-1من مدونة التؤمٌنات" تقوم مقاولة التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً
بتسٌٌر صندوق التؤمٌن التكافلً أو صندوق اعادة التؤمٌن التكافلً ألجل مصلحة المشتركٌن
او صنادٌق التؤمٌن التكافلً المسٌرة من طرؾ مقاوالت التؤمٌن المحٌلة ،وذلك وفقا أحكام
هذا القانون ونظام تسٌٌر الصندوق المعنً".
الى جانب تنصٌص م ،226-2على أن المشترك ٌوقع على نظام تسٌٌر صندوق
التامٌن التكافلً ،وتسلم له مقاولة التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً نسخه منه عند اكتتاب عقد
التؤمٌن التكافلً ،كما ان مقاولة التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً المحلٌة توقع على نظام
تسٌٌر صندوق اعادة التؤمٌن التكافلً ،وٌسلم لها نسخة منه عند ٍابرام اتفاقٌة اعادة التؤمٌن
التكافلً.
وتعتبر مقاولة التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً وكٌبل بؤجر لصندوق التؤمٌن التكافلً او
لصندوق التؤمٌن التكافلً ،وذلك دون االخبلل بااللتزامات االخرى المنصوص علٌها فً
هذا القانون ،وٌجب على مقاولة التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً ،بصفتها وكٌلة بؤجر
لصندوق التؤمٌن التكافلً او لصندوق إعادة التؤمٌن التكافلً التقٌد باألحكام المتعلقة
بالتزامات المترتبة على الوكٌل كما هً منصوص علٌها فً الكتاب الثانً من الظهٌر
42
الشرٌؾ الصادر فً 9رمضان 12 ،1331اؼسطس ،1913بمثابة ق ل ع ،وٌكون
المشرع بذلك قد رجع للقواعد العامة للوكالة فً ق ل ع المؽربً.
زٌادة على ذلك نصت المادة 164بشكل صرٌح ألول مرة على "على أنه ٌحدد
سقؾ اإلٌداعات واالستثمارات خارج المؽرب وكذا التوظٌفات بالقٌم األجنبٌة ،المشار ٍالٌه
فً هذه المادة التً ٌمكن ان تقوم بها مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً فً 5بالمبة من
كل وأصول صنادٌق التؤمٌن او إعادة التؤمٌن التكافلً التً تسٌرها".
اي أنه بعد ما كانت م 164تنص على هذا المقتضى بكون أن لمقاولة التؤمٌن واعادة
التؤمٌن القٌام بإٌداعات واستثمارات خارج المؽرب ،وكذا توظٌفات بالقٌم األجنبٌة فً حدود
5من مجموع أصولها بعد موافقة مسبقة من الهٌبة ،كان بذلك ٌكتنؾ الؽموض حول سقؾ
اإلٌداعات واالستثمارات والتوظٌفات بالقٌم األجنبٌة ،فٌما ٌخص مقاولة التؤمٌن وإعادة
التؤمٌن التكافلً ،هل ستخضع لنفس المقتضٌات فٌما ٌتعلق بالتؤمٌن التجاري أم ماذا؟
لٌجٌب المشرع من خبلل إضافة فقرة السابقة ،ولٌصبح سقؾ االٌداعات واالستثمارات
خارج المؽرب والتوظٌفات بالقٌم األجنبٌة التً ٌمكن أن تقوم به مقاولة التؤمٌن التكافلً فً
5بالمبة من كل أصولها وأصول صنادٌق التؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن التكافلً.
فبعدما كانت تنص م 230على مقتضٌات عامة فٌما ٌخص التؤمٌن التقلٌدي جاء وفقا
لتعدٌبلت المدخلة بموجب ق ،87-18لٌتم خص التؤمٌن التكافلً بمقتضٌات خاصة
بتنصٌصه على أنه " ؼٌر أنه ال ٌمكن للمقاوالت وإعادة التؤمٌن التكافلً أن تقوم بعملٌات
االدماج او االنفصال او الضم ،اال اذا نص نظام التسٌٌر على ذلك ،وٌترتب على هذه
العملٌات إدماج او انفصال او ضم الصنادٌق التً تسٌره المقاوالت المذكورة ،وتحدد
كٌفٌات خاصة بإجراء هذه العملٌات بمنشور تصدره الهٌبة ،بعد الراي بالمطابقة الصادر
85
عن المجلس العلمً االعلى".
مما ٌستفاد منه أنه ال ٌمكن لمقاوالت التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً أن تقوم بعملٌات
اإلدماج بٌن مقاوالت اخرى او االنفصال فٌما بٌنها ،اال إذا نص نظام التسٌٌر على ذلك،
43
وٌترتب على هذه العملٌات ،التً تحدد ضمن كٌفٌات خاصة تصدره الهٌبة التً هً
االخرى معلق رأٌها على الراي الذي سٌبدٌه المجلس العلمً االعلى ،نظرا لطبٌعة
خصوصٌة التؤمٌن التكافلً والذي ٌراعى فٌه أن تكون اي عملٌة إجراء اندماج او انفصال
أن تتم وفق مبادئ الشرٌعة الحمٌدة.
وال ٌمكن أٌضا لهذه المقاوالت تحوٌل جزء او مجموع محفظات عقود التؤمٌن
المرتبطة بالحسابات المكونة لصنادٌق التً تسٌرها ،اال لحسابات صنادٌق مقاولة التؤمٌن و
إعادة التؤمٌن التكافلً من نفس الصنؾ وفً جمٌع الحاالت ال ٌمكن أن ٌتم هذا التحوٌل اال
86
اذا نص على ذلك نظام تسٌٌر الصنادٌق المسٌرة من لدن المقاولة المفوتة.
وهذا امر طبٌعً بحٌث ال ٌمكن تحوٌل محفظات التؤمٌن سواء بعضها او كلها او
عقود التؤ مٌن المرتبطة بالحسابات المكونة للصنادٌق التً تسٌرها اال لحسابات صنادٌق من
نفس النوع وهً صنادٌق التؤمٌن التكافلً او إعادة التؤمٌن التكافلً من نفس الصنؾ ،وقٌد
هذه التحوٌبلت بضرورة أن ٌكون منصوص علٌها فً نظام تسٌٌر الصنادٌق المسٌرة من
لدن المقاولة ،مما ٌعنً أنه فً حالة عدم تنصٌص نظام تسٌٌر الصندوق على ذلك ال ٌمكن
اجراء تلك التحوٌبلت.
وبعدما كانت تنص م 239من ق ،59-13على أن" بالنسبة لمقاوالت التؤمٌن وإعادة
التؤمٌن المعتمدة لمزاولة عملٌات التؤمٌن التكافلً او إعادة التؤمٌن التكافلًٌ ،جب على جهاز
التدقٌق الداخلً أن ٌعد أٌضا مرة فً السنة على األقل تقرٌرا خاصا حول مدى احترام
عملٌات التؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن التكافلً آلراء بالمطابقة الصادرة عن المجلس
العلمً االعلى ،ولهذا الؽرض ٌحب أن ٌتوفر هذا الجهاز على الموارد البشرٌة التً تتوفر
فٌها الكفاءات الضرورٌة فً هذا المجال ،وٌعد هذا التقرٌر وٌرسل الى الهٌبة وفق الشروط
المحددة بمنشور تصدره الهٌبة ،وترسل الهٌبة نسخة من هذا التقرٌر فور التوصل به الى
المجلس العلمً األعلى".
44
لٌتم اجراء تؽٌر على هذه الفقرة من نفس المادة وأصبحت على الشكل التالً " بالنسبة
لمقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلًٌ ،جب أن ٌشمل نظام الحكامة المذكور أٌضا وظٌفة
للتقٌٌد بآراء المجلس العلمً االعلى" ،فعوض مصطلح نظام المراقبة الداخلٌة بنظام الحكامة
التكافلً ،وأصبح هو من علٌه ان ٌتقٌد بآراء المجلس العلمً االعلى ،وأنه علٌه أن ٌشمل
على نظام المراقبة الداخلٌة ووضع المساطر والدالبل الواجب إتباعها لضمان تطبٌق هذه
اآلراء والتقٌد بها.
وابقى على نفس ما كان فً فقرات المادة ،إال أنه أضاؾ أنه ٌرسل التقرٌر الى الهٌبة
التً تحٌل بدورها نسخة منه ٍالى المجلس العلمً األعلى فور توصلها به عوض أن ٌرسل
الى الهٌبة وفق الشروط المحددة بمنشور تصدره الهٌبة وأنها فقط ترسل ٍالٌه نسخة منه فور
توصلها ،وما زاد ربط عملٌات التؤمٌن التكافلً بآراء المطابقة الصادرة عن المجلس األعلى
هو تنصٌصه على أ نه " تحدد شروط وكٌفٌات تطبٌق هذه المادة بمنشور تصدره الهٌبة،
ؼٌر أنه بالنسبة للتؤمٌن التكافلً او إعادة التؤمٌن التكافلً تحدد شروط والكٌفٌات بعد الراي
87
بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمً األعلى".
مما ٌإكد أن كل ما ٌتعلق بعمل التؤمٌن التكافلً فٌما ٌخص بالخصوص الشروط
والكٌفٌات البد من األخذ الهٌبة براي المطابقة الصادر عن المجلس العلمً األعلى.
كما أن خصوصٌة التنظٌمٌة القانونٌة لتؤمٌن التكافلً تتجلى أٌضا على مستوى كل من
فصل حساب صندوق التؤمٌن التكافلً(أوال) ،واالشتراك فً تحمل العجز وتوزٌع
الفوابض(ثانٌا).
أوال :فصل حساب صندوق التأمٌن التكافلً عن حسابات المقاولة باعتبارها وكٌلة
بأجر
الزم المشرع المؽربً على مقاوالت التؤمٌن التكافلً أثناء مزاولة عملٌاتها ،فصل
حسابات المساهمٌن عن حساب التؤمٌن ،وألزمها بمسك حسابٌن منفصلٌن ،حساب
المشتركٌن وحساب المساهمٌن ،بحٌث ال ٌدخل فً ذمة الشركة من أموال المشتركٌن الى
45
أجرة االدارة ،حٌث تنص الفقرة 2من ن 10-2على أنه "ٌجب على المقاولة المعتمدة
لمزاولة عملٌات التؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن التكافلً مسك وتدبٌر حسابات التـؤمٌن
التكافلً او إعادة التؤمٌن التكافلً بصفة منفصلة عن حساباتها الخاصة ،وٌجب أن ٌتضح
هذا النص من خبلل القوابم التركٌبة لمقاولة التامٌن و ٍاعادة التامٌن".
-أن مصلحة الشركة فً حجب التعوٌضات عن المستحقٌن لها وإنقاصها او التؤخر عن
ادابها ،او التحاٌل عن حرمانهم منها ،من خبلل أعمال الشروط التعسفٌة ،فالتعوٌضات
تإدي من صندوق المشتركٌن- ،حساب التامٌن ،-كما أن األقساط تجمع فٌه ،وال تستحق
الشركة اال أجرة التسٌٌر كما أنها ال تلتزم الشركة بؤداء التعوٌضات فً ذمتها المالٌة كما هو
الشؤن فً التؤمٌن التقلٌدي.
ٍ -انتفاء المعاوضة بٌن االقساط والتعوٌض فً حال وقوع الخطر ،فهو عقد تبرع
للمشتركٌن والشركة مجرد مدٌر لعمٌات التامٌن وأنشطته بالوكالة عن المشتركٌن ،وٌترتب
عن انتفاء المعاوضة و انتفاء الكثٌر من الشبهات الشرعٌة مثل الربا والؽرر والقمار.
ونصت الفقرة 17من م االولى على عناصر التؤمٌن التكافلً بتنصٌصها على" :
حساب التؤمٌن التكافلً ،حساب ٌتكون من اشتراكات المشتركٌن فً عملٌة التؤمٌن التكافلً
ومن جمٌع عابدات هذا الحساب بما فً ذلك العابدات الناتجة عن استثمار رصٌده".
وتم ٍاضافة الفقرة الموالٌة حسب ق " ،87.18وٌتم من خبلله أداء المبالػ
والتعوٌضات المستحقة برسم عقود التؤمٌن والمصارؾ الخاصة بهذا الحساب وكذا تكوٌن
88
مختلؾ االحتٌاطات والمخصصات.
مما ٌعنً أن هناك ذمتان مالٌتان مستقلتان ،وأن االشتراكات تدخل فً حساب التؤمٌن
ولٌس فً حساب المساهمٌن فً الشركة ،كما أن التعوٌضات تإدى من ذلك الحساب ولٌس
من حساب أموال المساهمٌن.
46
ثانٌا :االشتراك فً توزٌع الفوائض وتحمل العجز
ٌقوم التؤمٌن التكافلً على المشاركة فً الربح والخسارة وٌرجع أساس هذه القاعدة
الى قاعدة الؽرم بالؽنم ،فمن ٌتحمل مخاطر استخدام المال ٌحصل على منافعه او عوابد
استثماره ،فبل ٌصح أن ٌضمن اإلنسان لنفسه مؽنما ،دون أن ٌتحمل اي مخاطر وٌلقى
المؽرم على عاتق ؼٌره ،فبقدر ما ٌؽنمه صاحب المال من أرباح فً وقت الرواج والٌسر،
بقدر ما ٌجب أن ٌتحمله من خسابر فً أوقات الكساد والعسر ،وهذه هً حقٌقة العدل.
إن مبدأ المشاركة فً الربح والخسارة بٌن رأس المال والعمل المصرفً اإلسبلمً،
ٌقرر حقٌقة هامة وهً أن العمل مصدر طبٌعً ووسٌلة أصلٌة للكسب وأنه ال مكان للؽنم
المضمون المتمثل لسعر الفابدة وهو ما ٌسهم فً االستخدام األمثل لموارد المجتمع المالٌة
89
وتنمٌة المهارات واالستثمارات والمحافظة على القدرة الشرابٌة لرأس المال الممول.
فؤرباح أموال المساهمٌن هً خالصة لهم ،وأما الفابض الذي ٌفً بعد المصارؾ ودفع
90
مبالػ التؤمٌن ونحوها ،فهو ٌعود الى حملة الوثابق.
ووفقا للمادة 3-10ف ٍانه :توزع كل الفوابض التقنٌة والمالٌة المحققة فً التؤمٌن
التكافلً على المشتركٌن بعد خصم التسبٌقات التكافلٌة عند االقتضاء وتوزع كل الفوابض
المذكورة المحققة فً إعادة التؤمٌن التكافلً على حسابات التؤمٌن التكافلً بعد خصم
التسبٌقات التكافلٌة عند االقتضاء ،ؼٌر أن المشرع حرص على عدم توزٌع تلك الفوابض
ٍاال بعد تكوٌن المخصصات واالحتٌاطات وأداء النفقات التكافلٌة عند االقتضاء ،حسب الفقرة
2من م 3-10فكٌفٌة توزٌع تلك الفوابض المالٌة والتقنٌة ،فؤمرها متروك لكل مقاولة ،على
أن تتم االشارة الى ذلك فً نظامها األساسً وفً كل العقود ،بعد المصادقة علٌها من قبل
-89أشرؾ محمد دوابه ،اساسٌات العمل المصرفً االسبلمً ،م س ،ص .1183
-90علً محً الدٌن قرة داؼً ،التامٌن اإلسبلمً ،دراسة فقهٌة تؤصٌلٌة مقارنة بالتامٌن التجاري مع التطبٌقات العلمٌة ،دار البشابر
االسبلمٌة ،ط ،8119 ،8ص .113
47
هٌبة مراقبة التؤمٌنات واالحتٌاط االجتماعً وصدور الراي بالمطابقة من المجلس العلمً
91
االعلى ،متمثبل فً اللجنة الشرعٌة للمالٌة التشاركٌة.
وم 10-2جاءت بنفس المقتضى حٌث نصت على خاصٌة تحمل األخطار المضمونة
وذلك وفق لمبدأ اقتسام األرباح والخسابر ،كل حسب حدود اشتراكاتهم اال أن فً صنادٌق
إعادة التؤمٌن التكافلً ٌتحمل هذه األخطار صنادٌق التؤمٌن التكافلً من خبلل حسابات
التؤمٌن التكافلً المعنٌة المكونة لها فٌما ٌتعلق باألخطار المعاد تؤمٌنها وذلك وفقا لحدود
اشتراكاتهم فً صندوق إعادة التامٌن التكافلً.
وم 10-3تناولت أنه فٌما ٌخص توزٌع الفوابض التقنٌة والمالٌة فً التؤمٌن التكافلً
على المشتركٌن أنها تتم وفقا لنظام تسٌٌر صندوق التؤمٌن التكافلً وذلك بعد خصم
التسبٌقات التكافلٌة عند االقتضاء ،اما توزٌعها فً إطار اعادة التؤمٌن التكافلً فٌتم هو
االخر وفقا لنظام تسٌر صندوق إعادة التؤمٌن التكافلً وذلك بعد خصم التسبٌقات التكافلٌة
عند االقتضاء.
ومنعت نفس المادة ،منح اي جزء من الفوابض التقنٌة والمالٌة لمقاولة التؤمٌن التكافلً
او إعادة التؤمٌن التكافلً المسٌرة لصندوق ،وألزمت اال توزع هذه الفوابض اال بعد تكوٌن
االحتٌاطات والمخصصات ،ضمانا لحسن سٌر عمل هذه الصنادٌق ،على أن تحدد وفق
لمنشور تصدره الهٌبة كٌفٌات تحدٌد الفوابض المالٌة ،هذه الفوابض ٌجب على مقاولة
التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً أن تخبر بها المشتركٌن فً اجل ٌ 30وما من ٌوم تارٌخ
إعداد القوابم التركٌبة المتعلقة بالحسابات السنوٌة لصندوق التؤمٌن التكافلً ،وتإدى هذه
الفوابض من قبل مقاولة التؤمٌن وإعادة األمٌن التكافلً على اال ٌتعدى هذا االجل ستة اشهر
من تارٌخ اختتام حسابات صندوق التؤمٌن التكافلً.
ونجد المادة م 248-1من ق 87-18تنص " ٌمكن لئلدارة بناء على اقتراح من
الهٌبة وعن المجلس العلمً األعلى أن تحدد –معاٌٌر تحدٌد أجرة تسٌٌر حسابات صندوق
48
التؤمٌن التكافلً ،وكٌفٌات ادابها لمقاوالت التامٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً وكذا سقؾ هذه
األجرة وذلك بالرؼم من كل مقتضى تشرٌعً مخالؾ".
بعدما كانت " كٌفٌات أداء أجرة تسٌٌر حساب التؤمٌن التكافلً الى مقاوالت التؤمٌن
وإعادة التؤمٌن وكذا معاٌٌر تحدٌد هذه األجرة".
وؼٌر أٌضا من عبارة " كٌفٌات توزٌع الفوابض التقنٌة والمالٌة لحسابات التؤمٌن
92
التكافلً على المشتركٌن فً عملٌات التؤمٌن التكافلً".
"وكٌفٌات توزٌع الفوابض التقنٌة والمالٌة لحسابات الصندوق المذكور على المشتركٌن
فً عملٌات التؤمٌن التكافلً".
وهذا التؽٌٌر بدٌهً ألننا أصبحنا بعد التعدٌل نتحدث عن صندوق تؤمٌن تكافلً له
شخصٌة معنوٌة مستقلة تخول له القٌام بكل العملٌات لصالحه.
وعرض المشرع المؽربً من خبلل إضافة الفقرة الرابعة والفقرة الخامسة للمادة
160من ق 87-18إلى جانب العملٌات التً تعد فً حكم عملٌات التؤمٌن والمرتبطة
بالتؤمٌن التكافلً ،عملٌات اخرى متعلقة بما ٌدخل فً إطار حكم عملٌات التؤمٌن لكن هذه
المرة متعلقة بالتؤمٌن التكافلً ،ولخصهم المشرع فً إطار تعدٌل مدونة التؤمٌنات ألول مرة
فً ق 87-18فً كل من:
49
-العملٌات التً تدعوا الدخار بهدف جمع المبالغ المؤدات:
الى جانب العملٌات التً تدعوا الدخار من أجل االٍستثمار التكافلً ،أضاؾ المشرع
عملٌات اخرى والتً تتجلى فً العملٌات التً تدعوا لبلدخار بهدؾ جمع المبالػ المإدات
من طرؾ المإمن لهم ألجل االستثمار المشترك ،ومكنهم المشرع من خبلل هذه العملٌات
من االستفادة من أرباح الشركات التً تقوم مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً بتدبٌرها
او إدارتها بطرٌقة مباشرة او ؼٌر مباشرة مع تحمل الخسابر المحتملة.
مما ٌستفاد على أن المشاركة تكون فً تحمل الخسابر كذلك ،وهنا تطبٌقا لمبدأ
المشاركة فً األرباح والخسابر ،اي أنها تتم وفق صٌؽة التً ٌرتكز علٌها العمل التامٌنً
التكافلً.
كما ال ٌخفى على أحد ما لهذه العملٌات من دور كبٌر فً خلق ثورة مالٌة مهمة عبر
تجمٌع تلك األموال واستثمارها فً مشارٌع اقتصادٌة هادفة وفقا لمبادئ الشرٌعة
اإلسبلمٌة ،وما سٌخلقه ذلك من رواج اقتصادي عبر فتح باب الشؽل لشرابح العرٌضة من
الشباب الذٌن ال ٌتوفرون على فرص الشؽل بببلدنا ،وسٌنتج عوابد جد مهمة ألصحابها
المشاركٌن فً هذه العملٌات وكذلك عوابد ستعود بالنفع على المجتمع ككل ،عبلوة على
ذلك سٌفتح المجال للمواطن المؽربً الختٌار اي نوع ٌناسبه للمشاركة فٌه ،مما ٌبرهن
على سٌاسة التنوع فً السوق التامٌنً والتً ستعزز من التنافسٌة التً تعود بالنفع على
المواطن المؽربً بالخصوص .
أما على مستوى تصفٌة مقاوالت التامٌن فقد ثار ابهام وسكوت المشرع عن تخصٌص
وذكر التؤمٌن التكافلً هل هو االخر ٌخضع لنطاق 286التً تنص بشكل صرٌح على أنه
ٌترتب على سحب االعتماد كلٌا حل المقاولة وتصفٌتها ؼموضا ،اال أن جاء التعدٌل االخر
لٌضٌؾ أنه بالنسبة لتؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن التكافلًٌ ،إدي سحب االعتماد الى حل
وتصفٌة صنادٌق التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً عند اإلقتضاء مراعاة ألحكام المادتٌن
93
231و 232من هذا القانون.
50
مما ٌفهم منه أن صنادٌق التؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن التكافلً تخضع للحل
والتصفٌة إذا ما تم سحب اعتمادها ،لٌكون المشرع بذلك سد الباب امام االشكاالت التً
ٌمكن أن تطرحها الممارسة فً حالة ما بقً الؽموض مخٌم فً شؤن سحب االعتماد من
لدن صنادٌق التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلٌة.
عند تفحص القسم السابع المتعلق بالتصفٌة ،نجد المشرع مجددا خص التؤمٌن التكافلً
بتنظٌم قانونً بمعزل عن التؤمٌن التقلٌدي نظرا لخصوصٌته وذلك وفقا لشكل التالً:
أضاؾ فقرة بموجب م 269تنص " على أنه بالنسبة للتؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن
التكافلً ٌتعٌن على المصفى أن ٌصفً مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن بصورة منفصلة عن
الصنادٌق التً تسٌٌرها ،كما ٌتعٌن علٌه أن ٌصفً حسابات صندوق التؤمٌن التكافلً او
إعادة التؤمٌن التكافلً ،وٌمسك محاسبتها بصورة منفصلة ".
وأكثر ما لفت انتباهنا فً شؤن تصفٌة مقاولة التؤمٌن بالنسبة للمصفى الذي علٌه أن
ٌقدم للهٌبة تقرٌرا عن تنفٌذه لمهمته ،اضافه الى أنه بالنسبة للتؤمٌن التكافلً وإعادة التؤمٌن
التكافلً على أن شروط تقدٌمه لهذا التقرٌر ٌجب أن تحدد بعد الراي بالمطابقة الصادر عن
المجلس العلمً األعلى.
فإخضاع تقرٌره لشروط ٌؤخذ راٌها المجلس العلمً االعلىٌ ،عزز مرة اخرى مكانة
جهاز المجلس العلمً االعلى فً تركٌبة التؤمٌن التكافلً ومدى اشرافه علٌه فً سابر
مراحله ،وخضوع مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً لتصفٌة مستقلة عن الصنادٌق
التً تسٌرها هو انتصار كبٌر لخاصٌة جوهرٌة ،بنً علٌها التؤمٌن التكافلً ،وهً استقبللٌة
ذمة المقاولة عن صندوق التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً ،ألن المقاولة فً األول واألخٌر
مجرد وكٌلة بؤجر عن صندوق التؤمٌن التكافلً وال ٌمكن ربط تصفٌتها بتصفٌة الصنادٌق
التً تسٌرها والتً هً موجوداتها فً االصل بملكٌة أصحاب الحسابات المشتركٌن فً
الصندوق وما المقاولة اال مسٌرة لها بؤجر.
51
أما فً ما ٌتعلق باختتام التصفٌة وأداء المبالػ المستحقة بموجب عقود التؤمٌن او
اتفاقٌات اعادة التؤمٌنٌ ،صرؾ ما تبقى من أموال صندوق التؤمٌن التكافلً او صندوق
94
التؤمٌن التكافلً فٌتم وفقا لنظام تسٌٌر الصندوق المعنً.
وٌكون بذلك المشرع خول لنظام التسٌٌر الصبلحٌة فً تحدٌد كٌفٌة صرفها وما ٌعطً
لنظام التسٌٌر صبلحٌة أوسع ،وما ٌنتصر لسلطان إرادة المشتركٌن فً تحدٌد الطرٌقة
األنسب لتوزٌع تلك األموال فً حال التصفٌة ،اذ نجد أن مقاولة التؤمٌن واعادة التؤمٌن
تقوم بتسٌٌر صندوق التؤمٌن التكافلً او صندوق إعادة التؤمٌن التكافلً لصالح مصلحة
المشتركٌن او صنادٌق التؤمٌن التكافلً فً حالة إعادة التؤمٌن التكافلً المسٌرة من طرؾ
95
مقاوالت التؤمٌن المحٌلة ،وذلك وفقا لقانون التؤمٌن ونظام تسٌٌر الصندوق المعنً.
اي أن تسٌٌر الصنادٌق ٌتم وفقا لمصلحة المشتركٌن الذٌن هم أصحاب األموال التً
فً الصندوق والمقاولة المسٌرة ما هً اال وكٌلة بؤجر عن حملة حسابات المشتركٌن.
كما نجد المشرع قٌد هذا التسٌٌر بتنصٌصه على أن "ال ٌجوز لها القٌام لفابدة صندوق
التؤمٌن التكافلً او صندوق إعادة التؤمٌن التكافلً باي نشاط اخر او إبرام عقود تنشؤ عنها
التزامات".
وبذلك ٌكون المشرع وفقا لخاصٌة الوكالة بؤجر قٌد من حدود ممارسات المقاولة
ومنعها من إجراء اي نشاط اخر او إبرام عقود قد تنشؤ عنها التزامات ،او حتى اللجوء الى
التموٌبلت او صرؾ اي نفقات تدبٌر اخرى ،ؼٌر تلك الضرورٌة لتحقٌق عرض الصندوق
والمنصوص علٌها صراحة فً قانون التؤمٌن او فً نظام تسٌٌر الصندوق المعنً ،وٌشكل
هذا التقٌٌد ضمانة جد مهمة تحمً حقوق حملة المشتركٌن فً التؤمٌن التكافلً من الضٌاع،
هذا من جهة ،ومن جهة اخرى نجد م 2مكنت المشترك باعتباره شرٌك مع بقٌة الشركاء
من التوقٌع على نظام تسٌٌر صندوق التؤمٌن ،على تسلم له مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن
نسخة منه عند اكتتاب عقد التؤمٌن التكافلً ،فهً من الواجب علٌها بل ومن المفروض
علٌها ان تعطً للمشترك نسخة من نظام تسٌٌر صندوق التؤمٌن على أن ٌوقع علٌها عند
اكتتاب عقد التؤمٌن التكافلً ،لٌكون على علم مسبقا بكل المقتضٌات والحٌثٌات المنظمة
52
لعقد التؤمٌن التكافلً ،اال أننا نقول أن مسالة االطبلع على نظام تسٌٌر ٌحتاج الى وقت لٌتم
دراسة ما فٌه ومدى توافقه مع رؼبة المشترك الذي قد ٌكون أمٌا ٌحتاج لمن ٌشرح له بنود
النظام او قد ٌكون متعلما ،لكنه ال ٌفهم فً المسابل التنظٌمٌة وٌحتاج هو االخر لمختص
ٌشرح له ،لذلك كان األجدر على مشرعنا أن ٌعطً للمشترك مهلة ألخد نسخة نظام
التسٌٌر وقراءته جٌدا وٌستحسن أن ٌكون باللؽة العربٌة ،لكً ٌبحث جٌدا فً مدى توافقه
مع تطلعاته ثم ٌؤتً عند المقاولة لٌكتتب فً حال موافقته على تلك القواعد المنظمة ،مما
سٌسد الباب مسبقا عن النزاعات التً قد ٌكون سببها عدم دراٌة او عدم استٌعاب بنود نظام
التسٌٌر وسٌحمً المشترك من كل أشكال التعسؾ التً قد ٌتعرض لها.
كما جاء سابقا فإن مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً ما هً اال وكٌلة بؤجر عن
صندوق التؤمٌن التكافلً او صندوق إعادة التؤمٌن التكافلً ،كما علٌها بهذه الصفة أن تتقٌد
باألحكا م المتعلقة بااللتزام المترتبة على الوكٌل كما هو منصوص علٌه فً الباب السادس
من الكتاب الثانً من ق ل ع المؽربً ،96اي أن المشرع أحال األمر على القواعد العامة
المتعلقة بالتزامات الوكٌل والموكل فً تحدٌد العبلقة التؤمٌنٌة التكافلٌة.
وألزم المشرع مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً بإعداد مجموعة من االجراءات
من أبرزها:
-اعداد عقود التؤمٌن التكافلً او اتفاقٌات إعادة التؤمٌن التكافلً
-قبض االشتراكات واستخبلصها.
-مسك محاسبة الصندوق
-قبول التحكٌم وإجراء الصلح
-توزٌع الفوابض التقنٌة والمالٌة على المشتركٌن وعلى صنادٌق التؤمٌن التكافلً
المسٌرة من طرؾ مقاوالت التؤمٌن المحٌلة
-ابرام اتفاقٌات اعادة التؤمٌن
53
-تمثٌل الصندوق امام األؼٌار وعند االقتضاء رفع الدعاوى أمام القضاء للدفاع
والمطالبة بحقوق ومصالح المشتركٌن او صنادٌق التؤمٌن التكافلً المسٌرة من
طرؾ مقاوالت التؤمٌن المحٌلة.
97
-القٌام بكل إجراء ضروري لتحقٌق أؼراض الصندوق.
وقٌدت استخدامات مقاوالت التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً ،بحٌث ال ٌمكنها
استخدامها ألؼراضها الخاصة ،98فً اطار ضمان حقوق المشتركٌن من اي تصرؾ قد
ٌضر بهم ،وفً اطار ؼل ٌد اي مقاولة سولت لها نفسها القٌام باي تصرؾ لصالح
أؼراضها الخاصة.
كما جاءت م 226-5بمجموعة من البٌانات ٌجب التنصٌص علٌها فً نظام تسٌٌر
صندوق التؤمٌن التكافلً طبقا ألحكام ق اذ نصت على أنه ٌجب أن ٌتضمن نظام تسٌر
الصندوق بصفة خاصة مجموعة من البٌانات اهمها:
ٍ -التزام مقاولة التؤمٌن واعادة التؤمٌن التكافلً بالقٌام بجمٌع المعامبلت المتعلقة
بالصندوق او بحسابات خاصة وفق اآلراء بالمطابقة الصادرة عن المجلس العلمً
األعلى.
-التزام مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً بتدبٌر حسابات الصندوق بشكل تتم
معه ضمان مصالح المشركٌن وٌتحمل كل خسارة ناجمة عن تقصٌرها او إخبللها
بااللتزامات المحددة فً عقد التؤمٌن التكافلً.
-اإلشارة الى أن دفع االشتراك ٌكون على سبٌل االلتزام بالتبرع ،ما عاد بالنسبة
لعقود االستثمار التكافلً.
-كٌفٌات أداء أجرة مقاولة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً ،مقابل تسٌٌر حسابات
99
صندوق التؤمٌن التكافلً...
وفً ما ٌخص أصناؾ حسابات صندوق التؤمٌن التكافلً او صندوق إعادة التؤمٌن
التكافلً تحدد وفقا لمنشور تصدره الهٌبة بعد الراي بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمً
54
االعلى ،ولها أن تحدث أصناؾ اخرى بطلب من مقاوالت التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التكافلً
100
وفقا لشروط وكٌفٌات تحددها الهٌبة.
ومما سبق ،فإن اعتماد المشرع المؽربً على صٌؽة الوكالة بؤجر ٌبرهن
بالملموس أن المشرع اختار نمط واحد فً تحدٌد العبلقة ما بٌن المشترك ومقاولة التؤمٌن
وإعادة التؤمٌن التكافلً عوض صٌؽة المضاربة او الوقؾ التً اعتمدتها بعض التشرٌعات
المقارنة.
ونحن نرى أنه كان األجدر أن ٌفتح المجال لتعامل وفق كل الصٌػ وأن ٌعطً
الصبلحٌة للمقاولة الختٌار الشكل الذي ٌناسبها أكثر لعمله ولما التعامل وفق النموذج
المختلط الذي أثبت جدارته بامتٌاز فً العمل التامٌنً التكافلً فً العالم.
55
المبحث الثانً :آلٌة التأمٌن التكافلً لرفع من مستوى اداء المنتجات البنكٌة
التشاركٌة بالمغرب
تعد التموٌبلت البنكٌة البدٌلة الموافقة للتشرٌع االسبلمً ،ضرورة ملحة لسد الحاجٌات
االجتماعٌة واالقتصادٌة للمجتمع المؽربً الذي ٌتبنى وٌفتخر بعقٌدة االسبلم ،كما هو
منصوص علٌه دستورٌا.
ولقد استطاعت البنوك االسبلمٌة فً فترة وجٌزة منافسة البنوك التقلٌدٌة ،والدلٌل على
ذلك تزاٌد االقبال على التعامل معها ،حٌث أنها تتمٌز بتعدد قنوات التموٌل البنكً اإلسبلم،
واختبلؾ صٌؽه بما ٌسهل على المستثمر الحصول على التموٌل االزم لنشاطه االقتصادي
فً الوقت المناسب ،وٌوفر له وسابل االنتاج المختلفة ،كما ٌشارك البنك بخبرته الفنٌة
والتنظٌمٌة واالدارٌة ،اضافة الى مشاركته المالٌة ،كما تنسجم الصٌػ واألسالٌب التموٌلٌة
فً البنوك اال سبلمٌة مع القٌم والمبادئ التً تحكم سلوك المستثمر المسلم والتً تخدم
التكافل االجتماعً فً المجتمع االسبلمً ،حٌث أنها أوجدت نوعا من التعامل المصرفً لم
ٌكن موجودا قبل ذلك فً القطاع المصرفً التقلٌدي ،فقد ادخلت أسسا للتعامل بٌن المصرؾ
والمتعامل ٌعتمد على المشاركة فً األرباح والخسابر باإلضافة الى المشاركة فً الجهد بدال
من أسس التعامل التقلٌدي القابم على المدٌونٌة –مدٌن ،دابن -وتقدٌم األموال دون المشاركة
فً العمل ،كما أوجدت المصارؾ الشرعٌة أنظمة للتعامل االستثماري فً جمٌع القطاعات
101
االقتصادٌة التً تصلح االستخدام فً كافة األنشطة.
وكما قلنا تزاٌد الطلب على الخدمات والمنتجات المصرفٌة ؼٌر الربوٌة التً تطرحها
المصارؾ االسبلمٌة ،والتً تضمن اراحة الضمٌر الدٌنً لفبة كبٌرة من شرابح المجتمع،
إضافة الى تزاٌد الثقة فً النظام المصرفً اإلسبلمً البعٌد عن الربا والمقامرة والعملٌات
الوهمٌة ،والذي اثبت جدارته وبقً صامدا أمام االزمة المالٌة العالمٌة ،رؼم أنه ٌمثل حلقة
من ضمن حلقات البنوك فً العالم ،االمر الذي جعل بعض الدول العظمى تنادي بضرورة
تبنً هذا النظام واعتباره نظاما مثالٌا ،وعلٌه باشرت العدٌد من الدول على فتح شبابٌك
-101اسماء كردود ،المنتجات البنكٌة االسبلمٌة ودورها فً تحسٌن تنافسٌة البنوك-دراسة حالة بنك البركة ،-رسالة لنٌل شهادة
الماستر األكادٌمً فً علوم التسٌٌر ,8131-8139 ,ص *.389
56
ونوافد مصرفٌة اسبلمٌة ،وتوظٌؾ امكانٌات المصارؾ اإلسبلمٌة وصٌؽها المتنوعة بما
ٌحقق المنفعة لها ولعمبلبها ،االمر الذي ٌنعكس اٌجابٌا على االقتصاد الوطنً وٌسهم فً
102
الدفع بعجلة االقتصادٌة واستدامتها.
إن نمو وتطور المصارؾ اإلسبلمٌة وفروع المعامبلت اإلسبلمٌة ،حتم اٌجاد منتجات
جدٌدة تضاؾ الى رصٌدها وتؽنٌها وتجعلها تنفرد بكٌان مستقل ،وبما أن قطاع التؤمٌن
والقطاع البنكً شرٌكان متبلزمان ،وال ٌمكن فصل اي منهما عن االخر ،بل إن قطاع
التؤمٌن هو الذرع اآلمن للقطاع المالً ،وهناك توسع للقطاع البنكً حتى بات ٌدخل فً
جمٌع نواحً الحٌاة ،فجمٌع شركات التؤمٌن بدأت كشركات عابلٌة صؽٌرة تم توسع
رأسمالها واالستثمار فٌه وما ٌزٌد من أهمٌة قطاع التؤمٌن هو أنه الشرٌك االستراتٌجً
والقاسم المشترك للقطاع المالً والصناعً ،فالهدؾ األساسً من التؤمٌن التكافلً هو خدمة
أ عضابه عن طرٌق تؤمٌنهم ضد المخاطر من خبلل تعاونهم مالٌا ولٌس المتاجرة لتحقٌق
األرباح وأن العضوٌة فً التؤمٌن التكافلً مفتوحة حٌث ٌمكن ألي فرد االشتراك ،لكن
ٌعتبر اشتراكه على سبٌل التبرع لتعوٌض من ٌصٌبه الضرر ،واذا لم ٌحدث ضرر فٌبقى
مالكا لما دفعه باإلضافة الى نصٌبه من عابد استثمار فابض األموال كما ٌقوم التؤمٌن
التكافلً على استثمار فابض االشتراكات حٌث ٌتم االستثمار فً الصٌػ االستثمارٌة التً
تجٌزها الشرٌعة االسبلمٌة ومن اهمها:
-102ابراهٌم عبد الحلٌم عبادة ومٌساء منٌر ملحم ،االهمٌة االقتصادٌة للتموٌل المصرفً االسبلمً فً االردن ،دراسة حالة البنك
االسبلمً االردنً والبنك العربً االسبلمً الدولً ،مجلة دراسات علوم الشرٌعة والقانون ،مجلد ،11عدد ،1الجامعة االردنٌة
عمان األردن 8134م ،ص .191
57
-المضاربة والمشاركة والمرابحة واإلستصناع واإلجارة والسلم
واذا أسفرت عملٌات التؤمٌن التكافلً عن فابض على أعضاء الصندوق تحتفظ شركة
التؤمٌن االسبلمٌة بحسابات منفصلة 103لكل من أموال على حدة.
سنتناول المنتجات التموٌلٌة التً توفرها البنوك التشاركٌة من خبلل الوقوؾ عند
منتوجً المرابحة واالجارة (أوال) ،ثم منتوجً السلم واالستصناع (ثانٌا).
تعرؾ المرابحة لؽة :على أنها كلمة مؤخوذة من كلمة الربح والتً تعنً النماء فً
التجارة وربح فً تجارته ٌربح ربحا وتربحا ،وهذا ٌبٌع مربحا إذا كان ٌربح فٌه.
واصطبلحا :عرفها الفقهاء بعدة تعرٌفات منها :بٌع المرابحة ٌقوم على أساس معرفة
الثمن األول وزٌادة ربح علٌه ،حٌث أن المرابحة من بٌوع األمانة فٌنبؽً أن ٌكون الثمن
األول معلوما وأن ٌكون الربح معلوما أٌضا.
:
وتتصؾ المرابحة بعدة خصابص من أبرزها
-احتساب هامش الربح وفق طرٌقة القسط الثابت او المتناقص لقٌمة السلعة او
البضاعة
وتعتبر هذه الصٌؽة التموٌلٌة أكثر التموٌل استعماال فً المصارؾ لكونها تضطلع
للقٌام بتموٌل جزبً ألنشطة الزبابن سواء كانت تجارٌة زراعٌة او صناعٌة ،لعرض
االلكترونً الموقع على 103خلٌل علٌان ،فرص وتحدٌات التامٌن التكافلً فً االردن ،مقال منشور
https://assabeel.net/article/2017/6/5تارٌخ الزٌارة 8183/38/11على الساعة .88:83
58
تمكٌنهم من الحصول على سلع منتجة او مواد خام او معدات او االت او بضابع من داخل
البلد او خارجه عن طرٌق االستٌراد.
-الطرٌقة االولى :أن ٌتفق العمٌل والبنك على أن ٌقوم العمٌل بشراء بضاعة بربح
معلوم بعد شراء البنك لها ،وعلى أساس هذا البٌع ٌقوم البنك اإلسبلمً بشراء السلعة التً
ٌحتاج إلٌها فً السوق بناء على دراسته للسوق وبناء على طلب ٌتقدم به احد زبابنهٌ ،طلب
فٌه من البنك شراء سلعة معٌنة او استٌرادها من الخارج ،وٌبدي رؼبته فً شراء من البنك
بعد وصولها ،فاذا اقتنع البنك بحاجة السوق إلٌها وقام بشرابها فله أن ٌبٌعها لطالب الشراء
األول او ؼٌره مرابحة ،وذلك بؤن ٌعلن البنك قٌمة شراء السلعة مضافا إلٌها ما تكلفته من
مصروفات بشابنها ،وٌطلب مبلؽا معٌنا من الربح على من ٌرؼب فٌها.
-الطرٌقة الثانٌة :أن ٌعد العمٌل بشرابها بربح معلوم مجرد وعد كالبٌع المرابحة
اآلمر بالشراء ،وفً هذه الصورة ٌتقدم العمٌل الى البنك طالب منه شراء سلعة معٌنة
بالمواصفات التً ٌحددها على الوعد منه بشراء تلك السلعة االزمة له فعبل مرابحة بالنسبة
التً ٌتفق علٌها ،وٌدفع الثمن مقسطا حسب إمكانٌاته التً ٌساعده علٌها دخله.
وقد نصت م 58من قانون 103.12على المنتجات البنكٌة التشاركٌة ومنها المرابحة
وقد عرفتها هذه م بؤنها " كل عقد ٌبٌع بموجبه بنك تشاركً ،عن طرٌق اإلٌجار ،منقوال او
عقارا محددا وفً ملكٌة هذا البنك تحت تصرؾ عمٌل قصد استعمال مسموح به شرعاٌ ،تم
األداء من طرؾ العمٌل لهذه العملٌة تبعا للكٌفٌات المتفق علٌها بٌن الطرفٌن.
والمرابحة نوعان هما :المرابحة العادٌة والمرابحة اآلمر بالشراء ،فالمرابحة العادٌة
هً التً تكون فٌها البضاعة مملوكة للتاجر ،وبٌعها بالثمن الذي قامت علٌه مع ربح معلوم،
كمثال على هذا النوع من المرابحة أن ٌؤتً شخص الى تاجر لدٌه بضاعة ،فٌقول له أرٌد
أن أشتري هذه البضاعة بالثمن نفسه الذي اشترٌتها به مع هامش ربح 10بالمبة مثبل،
فٌوافق التاجر على ذلك ،اما النوع الثان ،فٌتمٌز بؤنها تضم ثبلثة متعاقدٌن ،األول هو اآلمر
59
بالشراء عن المرابحة العادٌة ،كون أن البنك ٌعتبر وسٌطا فً هذه العملٌة والمشتري
104
الحقٌقً هو الزبون ولٌس البنك.
والتطبٌق المرابحة فً البنوك التشاركٌة ٌتجسد فً المرابحة االمر بالشراءٌ ،قصد به
اتفاق تبٌع بموجبه المالٌة االسبلمٌة للعمٌل بسعر التكلفة إضافة الى هامش ربح متفق علٌه
اصبل من نوع معٌن تم شراإه وحٌازته من قبل المإسسة المالٌة اإلسبلمٌة بناء على وعد
بالشراء من العمٌل ،105وتجد تطبٌقها فً المؽرب تحت مسمى المرابحة االمر بالشراء
للعقار ،التً عرفت اقباال مهما من طرؾ المؽاربة ،اال أن عملها دون تؤمٌن تكافلً جعلها
تفتقر لتؤمٌن ٌرعاها ومع وجوده ستحقق نتابج افضل مما علٌه االن
تعد اإلجارة لؽة الجزاء عن العمل ،وهً مشتقة من اصل –ا ج ر -جمعها أجور
106
واجار و أجرة وٌؤجره ،جزاه كؤجره.
107
واصطبلحا :بٌع منفعة ما أمكن نقله.
وهً كل عقد ٌضع بموجبه بنك تشاركً عن طرٌق اإلٌجار ،منقوال او عقارا محددا
وفً ملكٌة هذا البنك تحت تصرؾ عمٌل قصد استعمال مسموح به قانونا،108
وعرفت بؤنها عقد على منفعة مباحة معلومة مدة معلومة من عٌن معلومة او
109
موصوفة فً الذمة ،أو عمل بعوض معلوم
-104محمد الماحً ،المصارؾ اإلسبلمٌة ،بنوك االدخار واالستثمار ،اطروحة لنٌل الدكتوراه فً ق الخاص ،تخصص االعمال
واالستثمار ،كلٌة ح ،جدة ،8131-8138ص .312
105
وهبة الزحلً ،المعامبلت المالٌة المعاصرة ،دار الفكر ،دمشق سورٌا ،8118 ،ص .12
-106مجد الدٌن محمد بن ٌعقوب ،الفٌروز ابادي ،القاموس المحٌط ،مإسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزٌع بٌروت ،ط ،8119 ،3
ص .118
-107ابو عبد هللا محمد االنصاري ،الرصاع ،شرح حدود ابن عرفة ،بٌروت -دار العرب االسبلمً ،ط ،3441 ،3ص .931
-108حمزة عبد المهٌن ،دور التموٌبلت البنكٌة فً تعوٌض قروض االستهبلك بفابدة-دراسة منتوجً االجارة والمراٌحة ،-مقال
منشور بمجلة المنبر القانونً ،العدد 8و 1ابرٌل اكتوبر ،8138ص .83-81
109
عبد الوهاب ابو سلٌمان ،عقد االجارة مصدر من مصادر التموٌل االسبلمٌة ،المعهد االسبلمً للبحوث والتدرٌب ،البنك االسبلمً للتنمٌة
جدة ،8111 ،ص .88
60
-2اجارة منتهٌة بالتملٌك ،عندما تنتهً االجارة بتحوٌل ملكٌة المنقول او العقار
المستؤجر للعمٌل تبعا للكٌفٌات المتفق علٌها بٌن الطرفٌن.
فالبنك اإلسبلمً بصفته مإجرا ٌحتفظ فً حالة عقد اإلجارة ،سواء اجارة تشؽٌلٌة او
اجارة منتهٌة بالتملٌك ،بملكٌة االصول المإجرة ،بٌنما ٌنقل حقه فً استخدام االصول او
حق االنتفاع الى عملٌها بصفته مإجرا وذلك لمدة معلومة ،وبإٌجار محدد وٌتحمل البنك
110
اإلسبلمً جمٌع االلتزامات والمخاطر المتعلقة باألصول المإجرة.
وفً حالة اإلجارة المنتهٌة بالتملٌك قد تتضمن االقتناء فً نهاٌة مدة العقد ،حٌث
سٌقوم المصرؾ بتؤمٌن هذه اإلدارة المرتبطة بوعد من الزبون بشراء هذه المعدات
المإجرة له ،حٌث سٌكون فً العقد سعر الشراء اٌجاري ٌعادل تكلفة الحصول على المعدة
او األلٌة بواسطة المصرؾ كما ٌقوم ذلك بإلزام الزبون بدفع اقساط االجارة على فترات
معٌنة لتوفٌر هامش ربح معٌن للمصرؾ على المبلػ الذي ٌتم استثماره للحصول على هذه
اآلالت.
من أهم األدوات التموٌلٌة الى جانب المرابحة واإلجارة ،تجد كل من االستصناع
والسلم.
أ :االاستصناع
اإلستصناع لؽة طلب عمل الصنعة ،111هو عقد ٌشتري به شًء مما ٌصنع ٌلتزم
بموجبه أحد المتعاقدٌن ،البنك التشاركً او العمٌل بتسلٌم مصنوع بمواد من عنده بؤوصاؾ
معٌنة ٌتفق علٌها وبثمن محدد ٌدفع من طرؾ المستصنع حسب الكٌفٌة المتفق علٌها بٌن
الطرفٌن.
-110شهاب احمد سعٌد العزٌزي ،ادارة البنوك اإلسبلمٌة ،دار النفابس للنشر والتوزٌع ،ط ،8133 ،3ص .11
111
انظر ،القاموس المحٌط ،مادة صنع ،حاشٌة رد المحتار على شرح المختار ،مكتبة الفقه اإلسبلمً ،العدد ،2ج ،3ص .21
61
ب :السلم
السلم لؽة بفتح السٌن واالم اسم مصدره ألسلم ،ومصدره الحقٌقً اإلسبلم ،والسلم فً
اللؽة بمعنى السلؾ ،وهو أن تعطً ذهبا وفضة فً سلعة معلومة الى أمد معلوم ،112وٌعنً
به استعجال رأس المال وتعجٌله ،وٌسمى سلما لتسلٌم رأس المال فً المجلس ،وسلفا لتقدٌم
113
راس المال.
اما اصطبلحا :فقد تقاربت تعارٌؾ الفقهاء به ،فقد عرفه األحناؾ بؤنه بٌع آجل
بعاجل ،114وعرفه المالكٌة بؤنه عقد معاوضة ٌوجب عمارة ذمة بؽٌر عٌن وال منفعة ؼٌر
متماثل العوضٌن ،115وعرفه الشافعٌة بؤنه عقد على موصوؾ فً الذمة ببدل ٌعطى
116
عاجبل.
وهو كل عقد ٌعجل أحد المتعاقدٌن ،البنك او العمٌل ،مبلؽا محددا للمتعاقد االخر الذي
ٌلتزم من جانبه بتسلٌم مقدار معٌن من بضاعة مضبوطة بصفات محددة فً أجل ،وتتم
عملٌات التموٌل بالسلم فً المصارؾ اإلسبلمٌة بدفع المصرؾ مبلػ من المال لعمٌل ،ومن
بٌن تجلٌات اهمٌة هذا المنتوج نذكر ما ٌلً:
-عدم تؤثر القوة الشرابٌة للنقود المستثمرة ،فٌعمل على المحافظة على المبلػ االصلً
ثمن سلعة حقٌقٌة ،باإلضافة الى قٌمة التضخم نتٌجة االرتفاعات المحتملة لمعدل
األسعار.
ٌ -وفر السلم مٌزة التكافل بٌن أفراد المجتمع ،وٌقلل من تكالٌؾ االنتاج ،وٌزٌد من
العرض ،وٌستخدم مدخبلت االنتاج وخصوصا المحلٌة ،وٌعمل على ادامة التوظٌؾ
وتقلٌل البطالة الموسمٌة.
-112محمد بن مكرم ابن منظور ،لسان العرب ،ج ،38دار صادر للطباعة والنشر بٌروت ،3448 ،ص .841
-113شمس الدٌن محمد بن محمد الخطٌب الشربٌنً ،مؽنً المحتاج ،ج ،1دار الفكر بٌروت ،3441 ،ص .1
-114حسٌن بدر الدٌن العٌنً ،البداٌة فً شرح الهداٌة ،ج ،1دار الفكر بٌروت ،3441ص .119
-115ابو عبد هللا محمد الحرشً ،شرح الخرشً على مختصر خلٌل ،ج ،9دار الفكر بٌروت ،3443 ،ص.818
ٌ -116حً بن شرؾ النوري محً الدٌن ابو زكرٌا روضة الطالبٌن ،ج ، 1المكتب االسبلمً بٌروت ،3439 ،ص .3
62
117
والمجال الصناعً الى جانب وٌطبق السلم على مستوى كل من المجال الزراعً
المجال التجاري ،اذ ٌكمن تطبٌق بٌع السلم فً البنوك التشاركٌة المؽربٌة فً مجاالت
مختلفة ،كالزراعة والصناعة وؼٌر ذلك من المجاالت الواسعة من المجاالت المعاصرة.
إن الفبلحة هً أحد اهم األنشطة ان لم نقل الركٌزة المهمة فً االقتصاد المؽربً،
وتعتمد باألساس على زراعة القمح والشعٌر والحوامض وبعض الخضر وتربٌة المواشً.
وبذلك ٌمكن تموٌل الفبلحة المؽربٌة عبر منتوج السلم ،اذ ٌستطٌع البنك التشاركً
المؽربً أن ٌمول الفبلحٌن المؽاربة خصوصا الصؽار والمتوسطٌن منهم ،فقد ٌلجؤ الفبلح
المؽربً الى البنك اإلسبلمً المؽربً وٌتعجل فً اخد ثمن المحصول لٌذهب وٌشتري كل
مستلزمات زراعته الفبلحٌة ،كشراء األسمدة واألمبلح ،او قد ٌحفر اآلبار لسقً زراعته او
اي شًء سٌساهم فً نجاح فبلحته ،على أن ٌعطى الفبلح للبنك جزءا من محصوله فً
نهاٌة العام الزراعً او عند حصاده ،مما سٌساعد الفبلحٌن المؽاربة على الحصول على
مردودٌة انتاجٌة مهمة ،ستساهم فً دفع عجلة االقتصاد وتحسٌن القطاع الفبلحً بببلدنا.
قد ٌحتاج مصنع مؽربً او شركة مؽربٌة ،مثبل تموٌل لشراء آلة معٌنة او جهاز معٌن
الستمرارٌة عمله او لتحسٌن إنتاجه ،وٌمكن بذلك عبر منتوج السلم للشركة أن تقترض من
البنك اإلسبلمً المؽربً ،وتدعوه لشراء منتوجاته كالقطع النسٌج مثبل على أن ٌبٌعها بعد
ذلك للعمبلء او لشركة أخرى.
وٌمكن عبر السلم كذلك تموٌل كل من الحرفٌن والصناع التقلٌدٌن ،الذٌن ٌعانون فً
ببلدنا من تكلفة االنتاج وقلة التموٌل ،حٌث ٌمكنهم عبر التموٌل بالسلم ،امدادهم بمتطلبات
العمل كالمواد األولٌة التً بتطلبها إنتاج منتوجهم ،او لتسوٌقها كتكالٌؾ اإلشهار والتسوٌق،
وبالتالً سٌدفع ذلك الى رواج عمل هذه الشرٌحة المهمة داخل المؽرب التً تعانً
-117محمد صبلح محمد الصاوي ،مشكلة االستثمار فً البنوك االسبلمٌة ،دار التوزٌع المدٌنة المنورة ،3441 ،ص.838
63
االمرٌن ،وسٌخفؾ من حدة بطالة هذه الفبة المبدعة داخل المؽرب وسٌساهم بالتؤكٌد فً
الرقً بالمنتجات الحرفٌة المؽربٌة ذات الطابع الخاص والمتمٌز ،وستعرؾ بالحضارة
المؽربٌة فً ابهى صورها.
ووجود التؤمٌن التكافلً الى جانب هذا المنتوج وؼٌره سٌدفع فبة عرٌضة من الفبلحٌن
والصناع وأرباب الحرؾ للتعامل وفق هذه الصٌؽة دون خوؾ من إهدار حقوقهم ونفس
االمر بالنسبة البنوك اإلسبلمٌة ،فوجود التؤمٌن التكافلً بمعٌة هذه المنتجات ضرورة حتمٌة
ال ؼنى عنها لضمان نجاح واستمرارٌة هذه التموٌبلت ،فكل المنتجات التموٌلٌة التً
تعرضنا لها تحتاج الى جانبها كً تخرج للواقع وتصمد أمام جل التحدٌات التً تعترضها
الى تؤمٌن تكافلً ٌشد عضدها ،واي عمٌل عند علمه بوجود تؤمٌن تكافلً فً المنتوج
التموٌلً الذي اختاره لٌتعامل به سٌؽطً األخطار التً قد تحدث سٌتعامل به دون تردد
وسٌشعر بالراحة أكثر فً تعامبلته التموٌلٌة لمنتوج ما ،وٌتوقع أن عمل هذه المنتجات الى
جانب التؤمٌن التكافلً أن ٌحسن من مستوى جل القطاعات فً المؽرب .
تعد وظٌفة االستثمار من اهم وظابؾ مإسسات التؤمٌن التكافلً قاطبة ،ألنه البد علٌها
أن توفر األموال لضمان أداء التزاماتها تجاه المشتركٌن ،وتتعدد مجاالت االستثمار بالنسبة
لمإسسات التؤمٌن التكافلً ،وتنقسم طرق االستثمار فً مإسسات التؤمٌن التكافلً إلى: 118
-قسم االستثمار المباشر :وٌتمثل فً االستثمار فً األسواق المالٌة بشراء وبٌع األسهم
واألوراق المالٌة األخرى المتوافقة مع احكام الشرٌعة االسبلمٌة كالصكوك ،وذلك وفق
توجٌهات الرقابة الشرعٌة ،باإلضافة الى االتجار فً العمبلت األجنبٌة.
-قسم االستثمار ؼٌر المباشر :وٌكون ذلك وفق عقد المضاربة ،بحٌث تكون المإسسة
رب المال ،والجهة الثانٌة مضاربا او مشاركا ،والربح بٌنهما حسب االتفاق ،ومن اوجه ذلك
المضاربة بٌن مإسسة التؤمٌن وصنادٌق االستثمار او البنوك االسبلمٌة.
118
سامر مظفر قنطقجً ،التؤمٌن اإلسبلمً التكافلً اسسه ومحاسبته ،م س ،ص .91
64
وعادة ما ٌتم تنوٌع االستثمارات فً صٌػ ومجاالت مختلفة وفق آجال طوٌلة ومتوسطة
وقصٌرة ،فتنوٌع االستثمارات فكرة مطلوبة ألنها تسهم فً ضمان االستثمار ،اذ بتنوٌع
119
المشارٌع ٌحصل توزٌع لرأس المال فً مشارٌع اكثر
لذلك تعد عقود المشاركات من أهم أدوات التموٌل فً الشرٌعة االسبلمٌة ،حٌث ٌقدم
الممول-رب المال ،-فٌما ٌقدم المال للعامل او المضارب او الشرٌك بالعمل ،على أن ٌقتسما
120
ما ٌتحصل من ربح بنسبة مشاعة معلومة عند التعاقد.
وٌقصد بعقود التموٌل اإلسبلمً االستثمارٌة ،ذلك الجزء من عقود التموٌل اإلسبلمً
التً ٌكون هدفها األساسً تحقٌق الربح ،121وتتنوع وتختلؾ المنتجات االستثمارٌة المبنٌة
على المشاركة فً البنوك التشاركٌة ولعلى أبرزها المضاربة (أوال) والمشاركة (ثانٌا).
لؽة من ضرب وضارب له ،اتجر فً ماله ،وهً القراض ،122وهً على وزن
مفاعلة ،وضرب فً االرض اي سار فٌها مسافرا.
اصطبلحا :أن ٌدفع الرجل المال لؽٌره ،لٌشتري به وٌبٌع وٌبتؽً من فضل هللا
123
وتعالى ،وٌكون الربح بٌنهما على جزء ٌتفقان علٌه.
وتعرؾ المضاربة بؤنها عقد شركة فً الربح بمال من جانب وعمل من جانب اخر
ولركنها االٌجاب والقبول ،وحكمها اٌداع وابتداء وتوكٌل مع العمل وشركة أن ربح واجارة
إن فسدت ،فبل ربح حٌنبذ ،بل له أجر عمله ،ببل زٌادة عن المشروط والمضاربة هً أن
119
-عمر مصطفى اسماعٌل ،ضمانات االستثمار فً الفقه اإلسبلمً وتطبٌقاتها المعاصرة ،دار النفابس للنشر والتوزٌع ،األردن ،8131 ،ص 12
-120حامد بن الحسن علً مٌرة ،عقود التموٌل المستجدة فً المصارؾ االسبلمٌة ،دار السمان للنشر والتوزٌع ،الرٌاض ،السعودٌة،
ط ،3ص .381
121
Mohamed EL-Qorchi La Finance Islamique est en marche Finance et Développement 2005 Fonds Monétaire
International p 47.
-122الفٌروز ابادي ،القاموس المحٌط ،م س ،ص .392
-123ابو قاسم عبٌد هللا المصري ،التفرٌع فً فقه االمام مالك بن انس ،ج ،8ط ، 3دار الكتب العلمٌة بٌروت ،8112ص .392
65
ٌعطً الرجل المال لٌتاجر به على جزء معلومٌ ،ؤخذه العامل من ربح المال ،اي جزء كان
124
مما ٌتفقان علٌه ثلثا او ربعا او مناصفة.
وتعد المضاربة من أقدم صٌػ المعامبلت فً الفقه االسبلمً ،وهو نوع من المشاركة
بٌن رأس المال والعمل.
فالمضاربة المطلقة هً أن ٌدفع رجل المال الى اخر دون قٌد بقوله :دفعت المال إلٌك
مضاربة على أن الربح بٌننا مناصفة او ثبلثا ونحو ذلك ،وهً التً ال تتقٌد بزمان او مكان
وال نوع تجارة معٌنة ،ولم ٌتعٌن المنتفع فٌها وال المشتري.
أ ما المقٌدة فهً تكون مقٌدة بزمان او مكان محدد او نوع من السلع او ال ٌبٌع او
ٌشتري اال لفبة معٌنة او بؤي من الشروط التً ٌراها رب المال مناسبة وبالتالً ٌفرض على
المضارب شروطا علٌه التقٌد بها ،وذلك كله فً اطار الشرع والمضاربة المقٌدة هً السابدة
125
فً المصارؾ اإلسبلمٌة ألنها اكثر انضباطا من المضاربة المطلقة.
وعرفه بنك المؽرب على أنه ":كل عقد شركة ٌربط ما بٌن مإسسة او عدة مإسسات،
تعقد بموجبه رأس المال نقدا او عٌنا محددة القٌمة او هما معا ،ومقاول وعدة مقاولٌن
ٌقدمون عملهم قصد انجاز مشروع معٌن ،وٌتحمل المقاول او المقاولون المسإولٌة الكاملة
126
فً تدبٌر المشروع".
وقد عرفته المادة 58من ق 12-103على أنها " :هً كل عقد ٌربط بٌن البنك وعدة
بنوك تشاركٌة-رب المالٌ ،-قدم بموجبه رأس المال نقدا او عٌنا او هما معا ،ومقاول او
عدة مقاولٌن –مضاربٌ ،-قدمون عملهم قصد إنجاز مشروع معٌن ،وٌتحمل المقاول او
المقاولون المسإولٌة الكاملة فً تدبٌر المشروع وٌتم اقتسام األرباح المحققة باتفاق بٌن
-124محمد حسٌن الوادي ،حسن محمد سمحان ،المصارؾ اإلسبلمٌة األسس النظرٌة والتطبٌقات العملٌة ،دار السٌرة للنشر
والتوزٌع ،ط ،8113 ،3ص .23
-125قتٌبة عبد الرحمان العانً ،التموٌل ووظابفه فً البنوك االسبلمٌة والتجارٌة ،دراسة مقارنة ،دار النفابس للنشر والتوزٌع ،ط،3
،8131ص .331
-126منشور والً بنك المؽرب/3 ،و ،32/المتعلق بالمواصفات التقنٌة لمنتجات المرابحة واإلجارة والمشاركة والمضاربة والسلم،
وكذا كٌفٌات تقدٌمها الى العمبلء ،ص *.4
66
األطراؾ ،وٌتحمل رب المال وحده الخسابر ،اال فً حاالت اإلهمال او سوء التدبٌر او
مخالفة شروط العقد من طرؾ المضارب".
إن صٌؽة المضاربة تمنح الفرصة لمن ٌملك الفكرة والموهبة وال ٌملك رأس المال
لذلك ،الفرصة للعمل و االستثمار والمساهمة بذلك فً التنمٌة االجتماعٌة واالقتصادٌة
وتمثل اداة ربٌسٌة ومهمة الستفادة االقتصاد والمجتمع من أصحاب الخبرات واالبداعات
127
وهذا فً مختلؾ القطاعات التجارٌة اإلنتاجٌة.
وإدراجنا لصٌؽة المضاربة الى جانب الصٌػ االخرى لم ٌكن من العبث ،فإدراجها
كان ألهمٌتها االستثمارٌة الكبرى وما ٌمكن أن تدرٌه من دخل ولقدراتها الكبٌرة فً تروٌج
األموال ،التً ؼالبا ما تكون مكدسة فً االبناك والبٌوت لعدم قدرة أصحابها على المضاربة
بها اما لنقص الخبرة او لعدم وجود الوقت لذلك ،وهً بذلك تمنح لفبة اخرى من الجانب
المقابل ،والتً ال تمتلك األموال للمضاربة واالستثمار بها وإنما تملك الخبرة او الدراسة او
القدرة على تسٌر مشارٌع والنجاح فٌها ،وبالتؤكٌد وجود التؤمٌن التكافلً بجانب هذه الصٌؽة
سٌمكن ال محال عدد مهم من أرباب األموال للعمل وفق هذه الصٌؽة وسٌخلق فرص أوفر
للشباب المؽرب المبدع للمضاربة فً مشارٌع جدٌدة ومربحة ،ستعود بالنفع على مصلحتهم
الخاصة ومصلحة الجماعة أٌضا ،وعملهم سٌكون أكثر ارٌحٌة مع وجود تؤمٌن شرعً
ٌؽطً المخاطر التً قد تصٌبهم ،خصوصا لما تعرفه هذه الصٌؽة من مخاطر جمة ،اذ
ٌمكن القول أن هذه الصٌؽة األكثر خطورة واألكثر مردودٌة عن الصٌػ االخرى
تعرؾ المشاركة لؽة :بؤنها الشركة بكسر الشٌن وفتحها سواء مخالطة الشركٌنٌ ،قال
اشتركا بمعنى تشاركا ،وقد اشترك الرجبلن ،وتشاركا وشارك أحدهما االخر وٌشارك ٌعنً
128
ٌشاركه فً الؽنٌمة.
وقد عرفها المشرع المؽربً بؤنها " :عقد شركة ٌكون العرض منه مشاركة مإسسة
فً راس مال مشروع جدٌد او قابم قصد تحقٌق ربح ،وتوزع األرباح وٌتم تحمل الخسابر
-127حمزة شواردة ،عبلقة البنوك االسبلمٌة بالبنوك المركزٌة ،عماد الدٌن للنشر والتوزٌع ،الجزابر ،ط ،8131 ،3ص .313
-128أبو الفضل جمال الدٌن بن المنظور ،لسان العرب ج ،31بٌروت ،لبنان ط ،3ص . 113
67
بٌن الشركاء ،حسب حصتهم فً رأس مال الشركة ،ما لم ٌتفق األطراؾ على خبلؾ ذلك
129
فٌما ٌخص توزٌع األرباح لمصلحة الشركة".
وعرفتها المادة 58من ق 103.12بؤنها" :هً كل عقد ٌكون الؽرض منه مشاركة
بنك تشاركً فً مشروع قصد تحقٌق ربحٌ ،شارك فٌه األطراؾ فً تحمل الخسابر فً
حدود مساهمتهم ،وفً األرباح حسب نسب محددة مسبقا بٌنهم".
وتكتسى المشاركة أحد الشكلٌن ،إما مشاركة ثابتة كالتً ٌبقى شركاء الى حٌن انقضاء
العقد الرابط بٌنهم ،فً حٌن أن المشاركة المتناقصة هً التً ٌنسحب فٌها البنك تدرٌجٌا من
المشروع وفقا لبنود العقد.
المطلب الثانً :صناعة التأمٌن التكافلً ركٌزة من ركائز تفعٌل المنتجات البنكٌة
التشاركٌة
عرفت صناعة التؤمٌن التكافلً تطورا ملحوظا مند تؤسٌس أول شركة سنة 1979
بالسودان ،130حتى وصل عددها الى 308شركة فً اواخر سنة ،2019وال ٌزال التؤمٌن
التكافلً ٌعانً من مجموعة من العقبات التً تعترض طرٌق نموه ،وفً سبٌل تجاوز هذه
العقبات رخصت الهٌبات الشرعٌة للمإسسات البنكٌة المالٌة التعامل مع شركات التؤمٌن
التقلٌدٌة ومدها بالمساعدة االزمة فً انتظار تقوٌة نظام التؤمٌن التكافلً ،ؼٌر أن التجربة
المؽربٌة لم تسلك هذا السبٌل وبقً هذا اإلجراء ٌشكل فراؼا عقدٌا للمتعاملٌن مع البنوك
التشاركٌة حول الضمانات التً اعتمدها البنك التشاركً فً ظل ؼٌاب تطبٌق التؤمٌن
التكافلً ،وسنعمد لدراسة أوجه الترابط ما بٌن البنوك التشاركٌة والتؤمٌن التكافلً فً
-129منشور بنك المؽرب ،المواصفات التقنٌة لمنتجات المرابحة واالجارة والمشاركة والمضاربة والسلم ،وكذا كٌفٌة تقدٌمها للعمبلء،
م س ،ص .4
-130موالي الخلٌل ،التؤمٌن التكافلً – الواقع واالفاق -الملتقى الدولً االول تحت عنوان االقتصاد االسبلمً ،كلٌة العلوم االقتصادٌة
واالجتماعٌة وعلوم التسٌٌر جامعة ،ؼلٌزان ،الجزابر ،سنة ،8111ص .9
68
(الفقرة األولى) لبسط صورة التكامل فٌما بٌنهم التً تتجلى فً موقعه داخل البنوك
التشاركٌة وذلك فً (الفقرة الثانً).
إن دراسة أوجه الترابط ما بٌن البنوك التشاركٌة والتؤمٌن التكافلً تتطلب منا الوقوؾ
عند عبلقة البنوك التشاركٌة بالتؤمٌن التكافلً (أوال) ،ثم تحدٌد نوع العبلقات التعاقدٌة فً
التؤمٌن البنكً التكافلً (ثانٌا).
تعد عبلقة التؤمٌن التكافلً بقطاع البنوك التشاركٌة عبلقة جد قوٌة ومتبلزمة
ومتطورة ،حٌث ٌعد قطاع التؤمٌن التكافلً من القطاعات الهامة والحٌوٌة من خبلل الدور
الربٌسً الذي تمارسه مقاوالت التؤمٌن فً المنظومة البنكٌة التشاركٌة ،من حٌث تقلٌل
المخاطر وضمان تقدٌم التموٌبلت المطلوبة ،بما ٌإدي الى تطور استقرار النشاط
االقتصادي.
ومن هذا المنطلق حرص المشرع المؽربً على تنظٌم التؤمٌن التكافلً من قبل -
البنوك التشاركٌة فً ق 87-18المتعلق بتؽٌر وتتمٌم ق ،17-99المتعلق بمدونة
التؤمٌنات وذلك فً م 306من البند الرابع منه ،والذي ٌنص على أنه تختص البنوك
التشاركٌة والبنوك المعتمدة لمزاولة العملٌات المنصوص علٌها فً ق ،12-103دون
ؼٌرها من البنوك بعرض عملٌات التؤمٌن التكافلً العابلً والتؤمٌنات المتعلقة باإلسعاؾ
131
والقرض.
-131م 111من ق 32-33القاضً بتؽٌٌر ق ،32-44المتعلق بمدونة التؤمٌنات ،االمانة العامة للحكومة ،المطبعة الرسمٌة ،الرباط،
.8133
69
تطوٌر النظام التامٌنً التكافلً ،وإبراز نموه داخل المنظومة البنكٌة التشاركٌة اشار البند
الخامس من نفس المادة الى أن جمعٌات السلفات الصؽٌرة المعتمدة لمزاولة العملٌات
المنصوص علٌها فً القسم الثالث من ق ،12-103تخصص بعرض التؤمٌن العابلً
والتؤمٌنات التكافلٌة ضد الحرٌق والسرقة المبرم من طرؾ عمبلبها.
اذن وبالرجوع الى مشروع ق رقم 18-15المتعلق بالتموٌل التعاونً التشاركً فً
البنوك التشاركٌة ،132مما ٌدل على أن جمعٌات السلفات المتعلقة بالتموٌل التعاونً هً
تابعة للبنوك التشاركٌة دون ؼٌرها من البنوك ،وذلك لكونها تمارس مهام التموٌل التعاونً
التشاركً تحت رقابة المجلس العلمً األعلى ،اال أن جمعٌات السلفات المتعلقة بالتموٌل
التعاونً ال ٌمكنها مزاولة مهام التؤمٌن التكافلً التً ٌمكن للبنوك التشاركٌة مزاولتها ،حٌث
عند ابرامها لعقود التؤمٌن المتعلقة بعملٌاتها ٌجب علٌها اللجوء الى مقاوالت التؤمٌن واعادة
التؤمٌن المعتمدة لمزاولة التؤمٌن اذ كما هً محددة فً ق .87-18
ومن تم ٌمكن القول أن عبلقة البنوك التشاركٌة بالتؤمٌن التكافلً ،عبلقة مترابطة حٌث
ال ٌمكن الحدٌث عن البنوك التشاركٌة دون التؤمٌن التكافلً وال ٌمكن الحدٌث عن التؤمٌن
التكافلً بعٌدا عن البنوك التشاركٌة فكبلهما ٌشكبلن حلقة من حلقات المنظومة المالٌة
التشاركٌة الخاضعة لآلراء بالمطابقة الصادرة عن المجلس العلمً االعلى ،وبالتالً ٌجب
توطٌد هذه العبلقة حتى تستجٌب للرسالة المطلوبة من مكونات المالٌة اإلسبلمٌة المتمثلة فً
تنمٌة وازدهار االقتصاد الوطنً.
نتٌجة لتطبٌق التؤمٌن التكافلً فً البنوك التشاركٌة تظهر عدة عبلقات مالٌة تعاقدٌة
اهمها عبلقة المشاركة بٌن الشركة وبٌن المساهمٌن التً تتكون منهم الشركة ،ومنها البنك
التشاركً من خبلل النظام األساسً وما ٌتصل به فً عقود المشاركة اذا كانت تدٌره
-132م 13من ق ،39-33المتعلق بالتموٌل التعاونً ،مدٌرٌة الحزٌنة والمالٌة الخارجٌة 18 ،اكتوبر *.8133
70
الشركة ،اذ أن البنك التشاركً ٌقوم بتؤسٌس شركة التؤمٌن التكافلً برأسمال منه تربطه
133
كذلك عبلقة شراكة بٌنه وبٌن المساهمٌن االخرٌن فً تكوٌن شركة التؤمٌن التكافلً.
وهناك أٌضا عبلقة بٌن الشركة وصندوق حملة الوثابق وهً عبلقة الوكالة من حٌث
اإلدارة اما من حٌث االستثمار بمعنى أن حملة الوثابق ٌقمون بتوكٌل شركة التؤمٌن التكافلً
فً إدارة وتسٌٌر عملٌات التؤمٌن التكافلً وجمع االشتراكات على عقد الوكالة فً التسٌٌر
وعقد المضاربة فً االستثمار او الوكالة باالستثمار.
وهناك أ ٌضا عبلقة تجمع ما بٌن حملة الوثابق وبٌن الصندوق عند التعوٌض وهً
134
عبلقة التزام الصندوق بتؽطٌة الضرر حسب الوثابق واللوابح.
وٌعتبر البنك التشاركً من بٌن المستفٌدٌن فً عقود التؤمٌن التكافلً لكون المشترك
المستؤمن ٌعد هو المإمن له ،وٌإدي االشتراك لتؽطٌة األخطار التً تلحق المإسسات
البنكٌة التشاركٌة جزاء عدم استرجاع اقساطها واموالها ،ومن هنا ٌمكن توضٌح تلك العبلقة
بشكل أكثر وضوح بالقول أن العبلقة االولى بٌن المساهمٌن انفسهم ،وهً العبلقة االولى
فً الشركة حٌث تربطهم عبلقة الشراكة ،والتً تنعقد بٌنهم بإنشاء شركة ربحٌة هدفها
ممارسة أنشطة التؤمٌن التكافلً ،أما العبلقة الثانٌة هً العبلقة بٌن المساهمٌن وهٌبة
المشتركٌن ،حٌث تعتبر العبلقة بٌنهم عبلقة قانونٌة مركبة وذات طبٌعة مزدوجة ،فهً
عبلقة ربحٌة تجارٌة من جهة وفً نفس الوقت عبلقة تكافلٌة تعاونٌة من جهة أخرى.
فالعبلقة الربحٌة تتمثل فٌما تستحقه هٌبة المساهمٌن من اجور واتعاب وعوابد مالٌة
نتٌجة قٌامها بؤعباء اإلدارة التؤمٌنٌة واالستثمارٌة لصندوق المشتركٌن ،فهً بهذا االعتبار
تعتبر عبلقة ربحٌة تجارٌة محضة تهدؾ للربح بالدرجة األولى.
اما العبل قة الثانٌة وهً العبلقة التكافلٌة الؽٌر ربحٌة هً ما تقدمه هٌبة المساهمٌن من
قرض حسن ببل فوابد لصالح صندوق المساهمٌن ،والعبلقة بهذا االعتبار تعتبر عبلقة
إحسان وتكافل ال ربح فٌها.
-133حضري دلٌلة ،صناعة التامٌن التكافلً االسبلمً فً دول مختارة بٌن الواقع واالفاق ،بحث مقدم للملتقى الدولً السابع حول
الصناعة التؤمٌنٌة الواقع العملً وافاق التطوٌر ،بكلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر ،جامعة حسٌنة بن علً السلؾ،
،8131ص .1
-134حضري دلٌلة ،صناعة التامٌن التكافلً االسبلمً فً دول مختارة بٌن الواقع واالفاق ،م س ،ص .1-1
71
بٌنما العبلقة الثالثة هً العبلقة بٌن المشتركٌن وصندوق التؤمٌن التكافلً ،حٌث تعتبر
عبلقة المشتركٌن تجاه الشخصٌة المعنوٌة للصندوق التؤمٌن من أبرز العبلقات المالٌة التً
ٌقوم علٌها نظام التؤمٌن التكافلً ،ذلك أن أركان العقد وطرفٌه الربٌسٌن :المشترك والمإمن
متمثلة فً الصندوق التؤمٌن التكافلً لهٌبة المشتركٌن ،وصورة هذه العبلقة المالٌة أن ٌقوم
المشترك بدفع اشتراك التؤمٌن التكافلً لهٌبة المشتركٌن وصورة هذه العبلقة المالٌة أن ٌقوم
المشترك بدفع اشتراك التؤمٌن التكافلً او التعاونً بصفته مشتركا فً الهدؾ التكافلً مع
مجموعة المشتركٌن ،اذ أجٌز فنٌا ونظامٌا استرجاع االشتراك التكافلً لما انتظمت أحوال
الشركة ولما أمكن التحوٌل على حساباتها المإسساتٌة فً مواجهة األخطار المتوقعة للبنك
التشاركً واال قضى ذلك الى اإلخبلل بالؽاٌات التكافلٌة المتمثلة فً تعوٌض المتضررٌن
من المإمن لهم.
وتعول البنوك التشاركٌة على األ عوام المقبلة ،على بدء مرحلة جدٌدة فً عبلقتها
بالمواطنٌن ،كً ترفع نسبة استقطابهم إلى خدماتها ،وذلك عبر تسوٌق منتج "التؤمٌن
التكافلً" الذي ٌضمن حقوق المتوفً أو العاجز عن األداء ،فً وقت ٌختلؾ تقٌٌم التجربة
بٌن الخبراء.
تسعى البنوك التشاركٌة ،التً وافق علٌها المجلس العلمً األعلى سنة ،2017إلى
ضمان التموٌبلت التً تمنحها للمواطن ،على ضوء إحصابٌات بنك المؽرب التً تقول إن
اإلقبال علٌها فً تزاٌد ،وفً آخر اإلحصابٌات ،أفاد بنك المؽرب بؤن التموٌل التشاركً
المخصص لئلسكان ،وخاصة على شكل "المرابحة العقارٌة" ،واصل ارتفاعه فً متم
72
أكتوبر الماضً مسجبل زٌادة بنسبة 49فً المابة .والمرابحة أو البٌع بهامش ربح ،هو عقد
بٌع ٌقتنً البنك بموجبه وبطلب من الزبون ملكا من شخص ثالث ،بهدؾ إعادة بٌعه للزبون
مقابل هامش ربح متفق علٌه مسبقا.
ولم تتوقؾ التموٌبلت عن االرتفاع إذ قفزت بنسبة 50فً المابة ،لتصل إلى أزٌد من
18,51ملٌار درهم خبلل شهر أكتوبر الماضً ،وهذه التموٌبلت تتوزع على قطاع العقار
( 15,71ملٌار درهم) ،واالستهبلك ( 1,13ملٌار درهم) ،والتجهٌز ( 1,53ملٌار درهم)
درهم)135. والخزٌنة ( 35ملٌون
سنعرض (أوال) لحاجة التؤمٌن التكافلً للبنوك التشاركٌة ،ثم (ثانٌا) ألهمٌة أسالٌب
التموٌل فً تقلٌل المخاطر لدى البنوك التشاركٌة.
إن شركات التؤمٌن هً مإسسات مالٌة إسبلمٌة ،حٌث لدٌها مبالػ مالٌة كبٌرة من
أ قساط المإمنٌن وؼالبا ما تقوم باستثمارها وفق مجموعة من المبادئ ،كما تواجه فترات من
السٌولة وهنا تظهر حاجتها الى البنوك التشاركٌة كمإسسات تموٌلٌة استثمارٌة ،وهنا ٌمكن
تصور حاجة شركات التؤمٌن التكافلً الى البنوك التشاركٌة ،باعتبار أن البنك التشاركً
سوق وافرة لتؤمٌن بما ٌتطلب نشاط البنوك من تؤمٌنات على األشخاص وعلى األعٌان
وعلى االستثمارات ،ثم استثمار األموال حٌث الى جانب رإوس األموال تتجمع لدى
مإسسات التؤمٌن مبالػ مالٌة كبٌرة من أقساط التؤمٌنات التً ٌدفعها المشتركون وهنا تبرز
الحاجة الى استثمار تلك األموال.
وتعتبر البنوك التشاركٌة خٌر قناة لذلك ،باإلضافة الى صرؾ التعوٌضات ،حٌث أن
صرؾ تعوٌضات المتضررٌن ؼالبا ما ٌكون بواسطة شٌكات بنكٌة من خبلل فروع البنك
المعتمدة من طرؾ الشركة ،الى جانب تؽطٌة العجز فً السٌولة النقدٌة التً قد تمر منه
شركات التؤمٌن التكافلً ،وفً هذه الحالة قد تلجؤ الى البنوك لتؽطٌة العجز ،وٌتم ذلك بؤخذ
األسالٌب التالٌة:
موقع عبر -135عبد المجٌد زرقو ،خبراء ٌقٌمون تجربة البنوك التشاركٌة ،مقال منشور
https://snrtnews.com/article/%D8%A7%D93تارٌخ االطبلع 8188-13-39على الساعة .18:19
73
-القرض الحسن ،شراء بعض اصول الشركة ،ومن تم تؤجٌرها لها ،ثم المشاركة
جدٌدة136. فً راس المال عن طرٌق اصدار أسهم
فٌبلحظ أن تؤخر تنفٌذ التؤمٌن التكافلً ٌعٌق نمو مبٌعات العقار والسٌارات بالمؽرب،
اذ نجد أ ن كبرٌات المجموعات االستثمارٌة العاملة فً القطاع العقاري والشركات المؽربٌة
العاملة فً مجال تسوٌق السٌارات ،تتوق لتسرٌع وثٌرة اخراج التؤمٌن التكافلً الى حٌز
الوجود من أجل المساعدة على رفع حجم التموٌبلت التشاركٌة الموجهة الى اقتناء الشقق
السكنٌة والسٌارات.
كما أن قطاع المنعشٌن العقارٌن ما زال ٌنتظر تطبٌقه هو االخر ،وؼٌابه ٌإثر على
ادابه بشكل كبٌر ،ووجود التؤمٌن التكافلً سٌساهم فً عودة االنتعاش الجزبً لهذا القطاع،
وٌتوقعون أن اقتناء شقق سكنٌة بواسطة التموٌبلت التشاركٌة سٌشهد إرتفاعا ملموسا بمجرد
انطبلق العمل بنظام التؤمٌن التكافلً.
-136صونٌا عابد ،استراتٌجٌات التضارب بٌن البنوك اإلسبلمٌة وشركات التؤمٌن المصرفً ،نماذج من الوطن العربً والجزابر،
دون ذكر المطبعة ،منشورات جامعة سطٌؾ الجزابر .8139
74
فً صمودها امام تؤثٌر االزمة العالمٌة ،فحاجة البنوك التشاركٌة المؽربٌة لتؤمٌن التكافلً
وحاجة هذه االخٌرة أٌضا لها ٌبرز من خبلل التكامل الذي سٌخلق الواحد لؤلخر.
فمن مزاٌا التؤمٌن التكافلً توفٌر ؼطاء تؤمٌنً للمعامبلت المالٌة التً تتم فً إطار
النظام المصرفً التشاركً ،سواء تعلق االمر بمعامبلت عقارٌة او استثمارٌة او ؼٌرها من
التؤمٌنات التكافلٌة االخرى.
وٌإكد الخبراء على أن التامٌن التكافلً هو أحد أهم آلٌات الحماٌة االجتماعٌة فً
االقتصاد االسبلمً ،لمساهمته فً تحقٌق نوع من العدالة االجتماعٌة بٌن مختلؾ فبات
المجتمع ،وخصوصا تلك األكثر هشاشة والتً ال تستطٌع بإمكانٌاتها الخاصة مواجهة جمٌع
المحتملة137. المخاطر
ٍان طبٌعة المخاطر فً البنوك التشاركٌة تبرز من خبلل طبٌعة العبلقة بٌن المودعٌن
من أصحاب اموال البنوك ،فهً تقوم على أساس المشاركة فً الربح والخسارة والمخاطر،
نتٌجة عدم احترام األطراؾ الحاصلة على التموٌل لشروط العقد ،إضافة الى مخاطر عامة
اخرى تتعرض لها كافة البنوك االخرى ،وتتمثل هذه المخاطر فً مخاطر التشؽٌل وهً
مخاطر الخسارة المباشرة وؼٌر المباشرة الناتجة عن مخاطر النظم والمعلومات ومخاطر
الموارد البشرٌة والمخاطر اإلدارٌة ،إ ضافة الى مخاطر االبتمان التً تختلؾ بحسب نشاط
المإسسة البنكٌة ،إضافة الى مخاطر السٌولة التً تتمثل فً عدم قدرة البنك التشاركً على
المخاطر138. االستجابة لطلبات السحب التً ترد من المودعٌن الى ؼٌر ذلك من
فوجود المخاطر فً هذه البنوك امر ال مفر منه ألنها ال ٌمكنها اخد العابد اال اذا كانت
مستعدة لتحمل الخسارة ،وبالتالً فهً تلجؤ الى مجموعة من األسالٌب التً تمكنها من
تخفٌؾ انعكاسات السلبٌة ،من بٌنها نجد التامٌن التكافلً الذي ٌؽدو وسٌلة لتخفٌؾ الخطر،
باعتباره عقد تبرع ٌقوم على اجتماع عدد من المإمنٌن الذٌن ٌتعرضون لمخاطر متشابهة
-137محمد لدٌب ،تؤخر تفعٌل التؤمٌن التكافلً ٌعٌق نمو مبٌعات العقار والسٌارات بالمؽرب ،مقال منشور على الموقع االلكترونً:
http//www.hespress.com/D8تارٌخ الزٌارة 8188/18/13على الساعة .33:38
-138احبلم لعلى ،دور شركات التؤمٌن فً تقلٌل المخاطر االبتمانٌة لدى البنوك االسبلمٌة ،رسالة لنٌل شهادة الماستر ،كلٌة العلوم
االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر ،جامعة محمد حٌضر ،بسكرة الجزابر ،8131-8131 ،ص .11
75
ٌلتزمون بدفع قسط معٌن ،حٌث تتولى شركة التؤمٌن التكافلً فً هذه الحالة إدارة هذه
العقود عن طرٌق توظٌؾ األ قساط المجمعة وتعوٌض المتضررٌن وفً النهاٌة ٌتم اقتسام
األرباح او الخسابر النشاط بٌن المإمنٌن ،بٌنما الشركة تحصل على نظٌر جهدها فً
اإلدارة ،اما فٌما ٌخص أسلوب التؤمٌن التكافلً الخاص بمنتوجات البنوك التشاركٌة فهً
التؤمٌن على المرابحة لسٌارات مثبل ،تشترط البنوك التشاركٌة على عمبلبها الذٌن ٌتم
تموٌل شراء سٌارات لهم بتؤمٌن تلك السٌارات لدى شركات التؤمٌن التكافلً لضمان حقوقها
المالٌة حالة هبلك السٌارة ،ألن أكبر وسٌلة توثٌق للدٌن فً تموٌل شراء السٌارات من
البنوك التشاركٌة هً رهن تلك السٌارات بالدٌن الذي للبنوك التشاركٌة على مشترٌه،
وبالتالً فالتؤمٌن التكافلً ٌحفظ للبنك دٌنه حتى ولو هلكت السٌارة من خبلل تعوٌض
المإسسة البنكٌة ،باعتبارها الطرؾ المستفٌد فً عقد التؤمٌن ومن تم ال ٌضٌع علٌها
حقها139.
-139أحبلم لعلى ،دور شركات التؤمٌن فً تقلٌل المخاطر االبتمانٌة لدى البنوك اإلسبلمٌة ،م س ،ص.312
76
الفصل الثانً :واقع التأمٌن التكافلً
تتطلب حماٌة المتعاملٌن مع البنوك التشاركٌة ضرورة وجود تؤمٌن تكافلً ٌسهر على
حماٌتهم فً حال التعرض للمخاطر وفً االن نفسه ٌخول للمإسسات التشاركٌة العمل أكثر
باألرحٌة مع وجود التؤمٌن التكافلً الى جانبهم ،ومع النمو المتسارع والملحوظ لتؤمٌن
التكافلً فً السنوات القلٌلة الماضٌة خصوصا فً بعض دول مجلس التعاونً الخلٌجً،140
اذ ٌعتبر الٌة قانونٌة جدٌدة ضمن المنظومة المالٌة التشرٌعٌة المإطرة لمجال المال
واالعمال بببلدنا ،تهدؾ الى حماٌة البنوك التشاركٌة وعمبلبها من االفبلس وتإمن مخاطر
التموٌل واالستثمار فً هذا المجال ،ألنها قبل مجٌا هذه اآللٌة التشرٌعٌة تعانً من ارتفاع
مخاطر أنشطتها وعملٌاتها التً من المفترض أن تؽطٌها شركات التؤمٌن.
وبناء علٌه وبالنظر الى حداثة القانون المنظم لتؤمٌن التكافلً فما حدود توفق المشرع
فً وضع نظام قانونً فعال ومتكامل قادر على حماٌة البنوك التشاركٌة وبالخصوص
العمبلء المتعاملٌن معها من المخاطر المحدقة به ،وما الذي افرزته ممارسة التؤمٌن التكافلً
فً البلدان التً اخدت به؟ وما العوامل التً ساهمت فً نجاح تجربتهم؟ وكٌؾ ٌمكن من
خبللها االستفادة منها فً التطبٌق العملً لتؤمٌن التكافلً بببلدنا؟ وما التصور الذي ٌمكن
استشرافه لواقع هذا االخٌر بمؽربنا؟
كل هذه االسبلة المتفرعة وؼٌرها سنحاول جاهدا االٍجابة علٌها فً (المبحث األول)
من خبلل التطرق لتطبٌق التؤمٌن التكافلً فً بعض الدول الرابدة فٌه ،ثم سنتناول التحدٌات
التً تواجه التؤمٌن التكافلً فً (المبحث الثانً).
-140عامر ٌوسؾ محمد الحلثوماتً ،هل ٌختلؾ التؤمٌن التكافلً عن التـؤمٌن التجاري ،مجلة دورٌة تصدر عن األكادٌمٌة العربٌة
للعلوم المالٌة والمصرفٌة ،مركز األبحاث المالٌة والمصرفٌة ،عمان األردن ،العدد الثانً ،8131 ،ص.13
77
المبحث األول :التطبٌق العملً للتأمٌن التكافلً فً بعض الدول الرائدة فٌه
واستشراف واقعه فً المغرب
بلػ عدد مإسسات التؤمٌن التكافلً فً العالم حتى سنة 2021حوالً 353مإسسة
حول العالم ،موجودة فً 45دولة فً العالم وقد بلػ حجم أقساط التؤمٌن التكافلً خبلل سنة
141
،2020ما ٌناهز 23.7ملٌار دوالر.
بدأت نواة التقنٌن التعاونً اإلسبلمً فً دولة السودان ،كما قلنا والتً هً أول دولة
عملت بتؤمٌن التكافلً فً سنة 1984حٌث نصت م 476من ق المدنٌة على أنهٌ " :نظم
القانون الخاص األحكام المتعلقة باألجهزة التً تباشر التؤمٌن وخاصة فٌما ٌتعلق بشكلها
القانونً وكٌفٌة إنشابها وأسالٌب مباشرتها لنشاطها واإلشراؾ علٌها وذلك بما ٌحقق
األهداؾ التعاونٌة للتؤمٌن وال ٌخالؾ األحكام القطعٌة والمبادئ األساسٌة للشرٌعة اإلسبلمٌة
".
وتم تنفٌد ذلك فً العام 1992م ،وتم بموجبه وتوافقا معه أن تحولت كل شركات
التؤمٌن العاملة فً السودان لتمارس التؤمٌن التعاونً اإلسبلمً ،وبموجب هذا التشرٌع تم
فرض تحول الشركات التجارٌة الى تعاونٌة تمارس التؤمٌن وفق الشرٌعة اإلسبلمٌة ،مما
ٌعنً أن مبلكها فقدوا أرباحا كان ٌجنونها من خبلل االستثمار فً مجال التؤمٌن ،ومن هنا
نشؤ عدم الرضى على التحول فقام البعض بتعدٌله تطوٌرا للفكرة وجعلها جادبة للمساهمٌن،
أدخلت بعض التعدٌبلت علٌها حٌث أجٌز للمساهمٌن المضاربة بؤموال المإمنٌن ومن تم
المشاركة فً عابد االستثمار عن تلك المضاربات بما ٌتفق علٌه بٌنهم وبٌن أرباب المال.
كما أجٌز للمساهمٌن إدارة الشركة وكالة عن المإمنٌن واخد أجر عن تلك الوكالة ،إما
مبلؽا محددا او نسبة من األقساط ال تتعدى 15بالمبة المحددة للصرؾ اإلداري من قبل
هٌبة الرقابة مخصوما منها الصرؾ اإلداري الفعلً ،مع مراعاة فً الحالتٌن اللتٌن ٌمكن
الجمع بٌنها اال ٌنال المساهمون اي مبلػ من فابض التؤمٌن وقد ظهر ذلك فً مردود عابد
االستثمار لحملة األسهم فً نسب االرباح العابدة على راس المال.
موقع عبر - 141صندوق النقد العربً ٌنظم دورة عن بعد حول التؤمٌن اإلسبلمً التكافلً منشور
https://www.amf.org.ae/ar/contentتم االطبلع علٌه فً ،8183/38/38على الساعة . 1:89
78
وعرفت بداٌة العمل بجواز عمل المساهمٌن كمضارب بؤموال المإمنٌن أرباحا ،اذ
فبعدما كانت نسبة أرباح حملة األسهم بشركة التؤمٌن اإلسبلمٌة فً سنة ،2005ال تتعدى
،914445وصافً أرباح المساهمٌن ،6118ونسبة العابد من راس المال ال ٌتعدى 7فً
المبة ،وصل بحلول سنة 2019ما ٌناهز 60772720قٌمة راس المال وصافً أرباح
المساهمٌن بلػ ،16753504و 28فً المبة من نسبة العابد فً سنة ،2019وسجلت
أٌضا شركة السبلمة لتؤمٌن أرباحا فبعدما كانت تسجل نسبة رأس مال ال ٌتعدى سنة ،قدر
،2611000ارتفع بسنة 2019الى .42590710
اما شركة البركة فخبلل العام األول من تطبٌق نظام المضاربة على عملها ،حٌث
بلؽت نسبة العابد على رأس المال فً سنة 77 ،2019فً المبة مما حفز الشركات
142
االخرى للعمل بها
ورؼم التؽٌرات اإلدارٌة والمإسساتٌة الجدرٌة التً نهجتها دولة السودان ،من أجل
143
اال أن هناك تحدٌات تحوٌل العملٌات التؤمٌنٌة حسب القواعد الشرعٌة لتؤمٌن التكافلً
اعترضت منو صناعة التؤمٌن التكافلً فً السودان وأبرزها :
-ضعؾ اإللمام بالجوانب الفنٌة لمماسة انشطة التؤمٌن وؼٌرها كان له االثر البلٌػ
فً تطور صناعة التكافل فً السودان
هذا فٌما ٌخص دولة السودان ،التً عرجنا علٌها بشكل سرٌع لكونها أول دولة اعتمدت
التؤمٌن التكافلً
اال أننا فً هذه الدراسة سنقتصر على تجربة كل من السعودٌة ومالٌزٌا (المطلب األول) ثم
من خبلله سنتصور واقع التؤمٌن التكافلً فً المؽرب (المطلب الثانً)
143
عثمان بابكر احمد قطاع التؤمٌن فً السودان ،تقوٌم تجربة التحول من نظام التؤمٌن التقلٌدي الى التؤمٌن اإلسبلمً ،المعهد االسبلمً للبحوث
والتدرٌب ،مطبعة الملك فهد الوطنٌة ،ط ،8111 ،8ص .49
79
المطلب األول :واقع التأمٌن التكافلً ما بٌن السعودٌة ومالٌزٌا
ٌعتبر السوق السعودي األكثر نموا فً مجال التؤمٌن التكافلً والذي ٌنتظر أن ٌصبح
تكافلٌا بالكامل عقب تطبٌق نظام مراقبة شركات التامٌن التكافلً ،إضافة الى تطبٌق نظام
الضمان الصحً التعاونً الذي سوؾ ٌؽطً فً مراحله النهابٌة 20ملٌون من السكان،
مما سوؾ ٌإدي الى نمو السوق الى ما ٌعادل 6.4ملٌار دوالر.
وٌتصدر السوق التكافلً الصادرة فً العالم ،حٌث استحوذ على 52بالمبة من إجمالً
المساهمات العالمٌة حسب تقرٌر سنوي صادر عن شركة "ارنست اندٌونػ" العالمٌة حول
أسواق التكافل والتؤمٌن التكافلً التً تعمل وفق مبادئ الشرٌعة اإلسبلمٌة.
الفقرة األولى :تجربة المملكة العربٌة السعودٌة فً تطوٌر صناعة التأمٌن التكافلً
تعتبر تجربة المملكة العربٌة السعودٌة من أنجع التجارب فً العالم ،حٌث حققت نتابج
باهرة ومشجعة لباقً الدول ،اذ تعتبر سوق التؤمٌن السعودٌة من أكبر أسواق التؤمٌن
التكافلً نموا فً العالم ،فصناعة التؤمٌن لها دور جوهري فً االقتصاد السعودي ألنها توفر
الحماٌة المالٌة لؤلفراد والمنشآت ضد الخسابر المختلفة المحتمل حدوثها مثل فقدان
الممتلكات والحوادث والحرابق والسرقة والمرض والوفاة ،كما توفر رإوس أموال مهمة
144
توجه لبلستثمار.
لذلك سنقؾ عند واقع هذه الصناعة (أوال) ،وعلى العوامل التً ساهمت فً تقدمها
(ثانٌا).
تهتم المملكة العربٌة السعودٌة بالتؤمٌن التكافلً اإلسبلمً ،وتعد األكثر نموا خاصة
بعد تطبٌق نظام مراقبة شركات التؤمٌن التكافلً وتدخل الدولة فً تنمٌة هذا النشاط
التعاونً ،االمر الذي ساهم فً تطوٌر ونمو الصناعة التكافلٌة ،وزٌادة عدد شركات التؤمٌن
80
التكافلً الرابدة وتنوٌعٌها وتنمٌة أدابها لتشهد صناعة التؤمٌن التكافلً فً هذا البلد تطورا
وانتشارا كبٌرا ،لٌعتبر سوق التؤمٌن السعودي من أكبر أسواق التؤمٌن نموا فً العالم.
وقد تم اقرار نظام مراقبة شركات التؤمٌن التعاونً بموجب المرسوم الملكً رقم 3
بتارٌخ /31تموز ،2003/والذي مهد الطرٌق لصٌاؼة اإلطار القانونً والرقابً للقطاع
التؤمٌن.
كما اسندت مإسسة النقد العربً السعودي مهام اإلشراؾ والرقابة على قطاع التؤمٌن
فً المملكة الحقا لذلك تم إصدار البلبحة التنفٌذٌة لنظام مراقبة شركات التؤمٌن التعاونً
بقرار وزاري رقم ،596/1بتارٌخ ،2004/04/20لتنظٌم أعمال التؤمٌن فً المملكة
العربٌة السعودٌة ومن أبرز سمات مراقبة شركات التؤمٌن التعاونً:
ٌ -سمح بممارسة أنشطة التؤمٌن فً المملكة العربٌة السعودٌة للشركات القابمة
والمسجلة فً المملكة والتً تعمل حسب نظام التؤمٌن التعاونً التكافلً بما ٌتفق مع مبادئ
الشرٌعة اإلسبلمٌة والفقه الشرٌؾ.
ٌ -جب على شركة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن التعاونً أن تكون شركة مساهمة عامة وأن
ٌكون ؼرضها األساسً مزاولة التؤمٌن التعاونً اإلسبلمً.
ٌ -جب اال ٌقل راس المال المدفوع لشركة التؤمٌن عن مبة ملٌون لاير سعودي ،كما
اال ٌقل رأس المال المدفوع لشركة إعادة التؤمٌن عن مابتٌن ملٌون لاير سعودي ،وال ٌجوز
أن تزٌد اكتتابات الشركة عن عشرة أضعاؾ مجموع رأسمالها المدفوع واحتٌاطاته ،وعلى
الشركة االحتفاظ بما ال ٌقل عن 30بالمبة من مجموع مبالػ االشتراكات ،وااللتزام بإعادة
تؤمٌن ما نسبته 30فً المبة من مجموع االشتراكات على األقل داخل المملكة عند إعادة
التؤمٌن ٌتم توزٌع الفابض الصافً بما توزٌعه 10بالمبة المإمن لهم مباشرة ،او بتخفٌض
أقساطهم للسنة التالٌة ،وترحٌل ما نسبته 90بالمبة الى قابمة دخل المساهمٌن فً اطار
متطلبات المبلءة :اذ ٌجب على شركة التؤمٌن وإعادة التؤمٌن أن تستخدم معاٌٌر االكتتاب
ومعدالت الخسارة لتقوم اصولها ما لزم لذلك ،وهذا بؽرض حماٌة حملة الوثابق ،ثم وضع
توجٌهات إرشادٌة بخصوص سٌاسة االستثمار لضمان أن ٌكون المركز المالً لموجودات
81
الشركة فً وضع سلٌم ومطابق للمعاٌٌر السوق ،وتم اٌضا إدراج متطلبات تضمن
ممارسات عملٌة آمنة من ضمنها تعٌٌن مدققً الحسابات لٌقفوا على سبلمة أنشطة
الشركة...
فلقد شهدت صناعة التؤمٌن التكافلً نموا سرٌعا على الصعٌد العالمً ،حٌث وصلت
اإلسهامات العالمٌة المحصلة من هذه الصناعة سنة ،2015الى حوالً 29.1ملٌار دوالر
بمعدل نمو سنوي ٌفوق 20بالمبة.
وقد شهد سوق التؤمٌن السعودي نموا ملحوظا خبلل األعوام العشرة الماضٌة كما
قلنا ،محققا نموا سنوٌا بمعدل 18بالمبة ،لٌكون بذلك أحد اسرع األسواق نموا فً العالم،
حٌث بلػ اجمالً األقساط المكتتبة فً عام ،2016ما قٌمته 36.9ملٌار لاير سعودي،
مقارنة ب 8.582ملٌار سعودي فً عام 2007م ،وقد شكل قطاع التؤمٌن الصحً 51
بالمبة من اجمالً سوق التؤمٌن فً عام ،2016فٌما قطاع المركبات سجل 33بالمبة،
وقطاع الممتلكات والحوادث بنسبة 13بالمبة ،وتؤمٌن الحماٌة واالدخار بنسبة 3بالمبة من
145
اجمالً أقساط السوق.
كما أن السعودٌة ال تزال تشكل أكبر أسواق التكافل فً العالم حٌث استحوذت على ما
قٌمته 4.3ملٌار دوالر اي بنسبة كما قلنا ،51.8من اجمالً مساهمات التكافل العالمٌة ،اذ
ارتفع إجمالً المساهمات السعودٌة بواقع 500ملٌون دوالر اي بمعدل 141ملٌون دوالر
لكل مإسسة تكافلٌة عاملة فٌها ،حٌث وصلت االقساط سنة 2017الى 75691لاير
146
سعودي.
-146مبلبكة صالح جمٌل ،تقرٌر مجلس إدارة شركة سبلمة لتؤمٌن التعاونً السادس عن السنة المالٌة بالسعودٌة ،8132م س،
،ص .11
82
سوق الخلٌج ،خاصة بعد إقرار التؤمٌن اإلجباري فً قطاع الصحة والسٌارات حٌث ٌقدر
147
حجم السوق بنحو اربعة ملٌارات من االقساط السنوٌة.
فخبلل الفترة بٌن عامً ،2017-2013نمت أقساط التؤمٌن المكتتبة بمعدل سنوي
بلػ 15.4بالمبة ،حٌث انتقلت من 25.2ملٌار لاير سعودي سنة 2013الى 36.5ملٌار
148
سنة .2017
وٌتضح أن معظم فروع التؤمٌن فً المملكة عرفت نموا فً حجم األقساط المكتتبة،
وحافظ التؤمٌن الصحً على مكانته باعتباره أكبر أنشطة التؤمٌن سنة ،2017وارتفعت
حصة التؤمٌن الصحً فً اجمالً أقساط التؤمٌن لتصل الى 52بالمبة سنة 2017مقابل
50بالمبة خبلل سنة ،2016وتشٌر معظم المإشرات الى أن سوق التؤمٌن التكافلً فً
المملكة العربٌة السعودٌة ٌتمتع باإلمكانات نمو هامة ٌمكن استؽبللها فً تطوٌر هذا القطاع
،149بل وتستحوذ على نصؾ حجم سوق الخلٌج فً هذه الصناعة كما سبق اإلشارة الى
ذلك ،وهذا التطور ٌشٌر الى أن شركات التؤمٌن التكافلً بدأت تثبت وجودها بوصفها منافسا
قوٌا لصناعة التؤمٌن التقلٌدي ،وهو ما ٌعكس زٌادة الوعً بؤهمٌة التؤمٌن لدى األفراد
السعودٌٌن وٌتجلى ذلك فً:
تجاوز عدد شركات التؤمٌن التعاونً بالمملكة السعودٌة أكثر من 23شركة ،150اال
أننا سنقتصر على شركة سبلمة لتؤمٌن التكافلً.
شركة سبلمة للتؤمٌن والمعروفة باسم شركة اٌاك السعودٌة للتؤمٌن التكافلً ،هً جزء
من مجموعة سبلمة دولٌة التً تعتبر أحد مجموعة سبلمة الدولٌة ،والتً تعتبر أحد
-147عز الدٌن شوون ،نور الدٌن بوالكور ،سلٌمان كعوان ،مكانة التؤمٌن التكافلً فً سوق التؤمٌنات ،دراسة تجربة سبلمة السعودٌة،
مجلة التنمٌة واالقتصاد التطبٌقً ،جامعة المسٌلة ،مجلد ،1العدد ،3ص .314
-148تقرٌر سوق التؤمٌن السعودي ،مإسسة النقد العربً السعودي ساما ،االدارة العامة للرقابة على شركات التامٌن ،8132
السعودٌة ،ص .1
-149فٌروز بوزبرٌن ،متطلبات تطوٌر صناعة التؤمٌن التكافلً لدعم الصناعة المالٌة االسبلمٌة ،دراسة حالة تجربة المملكة العربٌة
السعودٌة ،مجلة النهل االقتصادي ،المجلد 1العدد ،8ص .831
-150مبلبكة صالح جمٌل ،تقرٌر مجلس ادارة شركة سبلمة لتؤمٌن التعاونً السادس عن السنة المالٌة بالسعودٌة ،8132م س ،ص
.12
83
المجموعات الرابدة فً منطقة الشرق االوسط وشمال افرٌقٌا فً مجال التامٌن ،حٌث ٌقدر
راس مال المجموعة بحوالً 2ملٌار سعودي ،وقد بدأت الشركة فً تقدٌم خدماتها التؤمٌنٌة
فً المملكة العربٌة السعودٌة منذ ،1979وقد تم اعتمادها كشركة مساهمة فً السعودٌة
بموجب مرسوم ملكً عام ،2006ونظرا لما تتمتع به من خبرة تمتد ألكثر من 35سنة،
لذلك تعتبر احدى الشركات الرابدة فً السوق السعودي والمنطقة بالكامل مقرها مدٌنة جدة
السعودٌة ،تؤسست براس مال ٌبلػ 100ملٌون لاير سعودي ،حصتها فً البورصة بقدر
8050متداولة كقطاع تؤمٌن وتقدم الشركة نطاق واسع من منتجات التؤمٌن بما فً ذلك
تؤمٌن الحرٌق والممتلكات والسٌارات وتؤمٌن السفن والتؤمٌن الهندسً باإلضافة الى التؤمٌن
الصحً.
اما شركة "بست ري" هً إحدى الشركات التابعة لسبلمة فهً أكبر شركة إعادة
التكافل فً العالم وموقعها تونس وتقدم "اندبورز" كما حصلت على تصنٌؾ " "B+من قبل
اٌه ام بست ،وقد تم اعتماد شركة اٌاك للتؤمٌن التكافلً سبلمة كشركة مساهمة عامة فً
المملكة العربٌة السعودٌة ،بموجب مرسوم ملكً صدر فً شهر اكتوبر ،2006وتضم
مجموعة سبلمة 6شركات تكافل تقدم التؤمٌن التكافلً والحلول المبتكرة المتوافقة مع
الشرٌعة اإلسبلمٌة فً كل من- :اإلمارات العربٌة السعودٌة ،مصر ،السٌنؽال ،الجزابر،
األردن ،اضافة الى شركة إعادة التكافل فً تونس.
وٌتم تطبٌق التؤمٌن عملٌا من خبلل إطار قانونً او نموذج واحد هو التؤمٌن التكافلً،
فقد نصت م 1من نظام مراقبة شركات التؤمٌن التعاونً على أنهٌ ":كون التؤمٌن فً المملكة
العربٌة السعودٌة عن طرٌق شركات تؤمٌن مسجلة فٌها ،تعمل بؤسلوب التؤمٌن التعاونً
وبما ال ٌتعارض مع أحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة ،وٌقوم النموذج على وجود طرفٌن ٌندمجان
فً شخص واحد هو حامل الوثٌقة على النحو اآلتً:
84
المؤمن له :هو حامل الوثٌقة الذي ٌحافظ من خبلل عقد التؤمٌن على مستوى معٌن
من الثروة بؤدنى تكلفة ممكنة لحصوله على الفابض الذي ٌقابل الربح فً التؤمٌن التجاري
وذلك بوصفه مإمنا ،مما ٌجعل تكلفة التؤمٌن متؽٌرة بالنسبة له.
المؤمن :هو جمٌع حملة الوثابق ،حٌث أن األقساط المدفوعة من العضو المتضرر
الذي قد ٌكون رقم 1مثبل ومن باقً األعضاء هو مصدر التعثرات المدفوعة له ،وقد ٌكون
مصدر التعوٌض المدفوع للعضو أقساط االعضاء االخرٌن فقط.
وما ٌبلحظ فً السوق التامٌنً السعودي هو تماثل وثابق التؤمٌن التكافلً الصادرة عن
الشركات ،ألنها ملزمة جمٌعا بموجب النظام القانونً بتطبٌق نموذج واحد ،صادر عن
مإسسة النقد العربً السعودي ،كما تتماثل أنظمتها فً األساس وعقود تؤسٌسها ،وبالتالً
فإ ن وثابق وعقود تؤسٌس وانظمة هذه الشركات تعد تطبٌقا عملٌا لموارد األنظمة واللوابح
التنفٌذٌة الصادرة بهذا الخصوص.
وتجدر اإلشارة اال أنه تقدم شركات التؤمٌن التكافلً نوعٌن من التؤمٌن هما:
-التؤمٌن من األضرار بشقٌه ،التؤمٌن على األشٌاء مثل الحرٌق والسرقة وحوادث
السٌارات.
وٌعد التؤمٌن المقصد األساسً فً هذه العقود ،وٌعد االستثمار مقصدا تابعا تستعٌن به
الشركات على اداء عملها.
تعمل شركة سبلمة لتؤمٌن التعاونً على تقدٌم الحلول التؤمٌنٌة المتكاملة فً مجال
التؤمٌن التكافلً ،وقد بلػ عدد المنتجات التؤمٌنٌة التً تقدمها الشركة 30منتجا ،وتنقسم
منتجات التؤمٌن الى ثبلث فروع اساسٌة:
والتزال الشركة فً انتظار موافقة مإسسة النقد العربً السعودي لمنتجٌن اخرٌن
وهما - :تؤمٌن المساكن وتؤمٌن الحٌاة الجماعً.
85
وٌعد تؤمٌن المركبات هو أهم منتج لشركة اٌاك سبلمة بالسعودٌة بمعدل ،645307
151
وشكل نسبة 86بالمبة ٌلٌه التؤمٌن الطبً بمعدل 78779بنسبة 10.5بالمبة.
إذ ٌمثل نشاط المركبات الصدارة ألنه ٌعتبر تؤمٌنا إجبارٌا ٌحظى بمعدل نمو كبٌر فً
الفروع االخرى المتواجدة فً الشركة وهذا راجع الى اإلهتمام الكبٌر بفرع المركبات من
قبل الشركة.
وأهم مإشرات اٌاك سبلمة للتؤمٌنات تتمثل فً رفعها لراس مالها فً حدود 2.1
ملٌار لاير سعودي سنة ،2018ووصل عدد الموظفٌن أكثر من 185موظفا فً مختلؾ
المجاالت ،وحققت مبٌعات وعوابد قٌاسٌة تقدر ب 180ملٌون مقارنة باألعوام السالفة،
وموافقتها على العدٌد من المنتجات الجدٌدة وافتتاح فروع ونقاط البٌع جدٌدة حسب خطة
التوسع لسنة ،2016وانشابها لقسم ادارة الجودة والتطوٌر ،وانشاء قسم مكافحة االختبلل
لؽرض متابعة ومعالجة شكاوى العمبلء ،باإلضافة الى ٍاطبلقها للمبٌعات والخدمات
152
االلكترونٌة المتنوعة وسعٌها الفتتاح فروع جدٌدة لتؽطٌة وتحسٌن مستوى الخدمة.
-151صالح جمٌل مبلبكة ،تقارٌر مجلس ادارة شركة سبلمة للتامٌن التعاونً السادس ،عن السنة المالٌة السعودٌة المنتهٌة فً
،8132/38/13م س ،ص 41
-152نفس المرجع ،ص .11
-153نفس المرجع ،ص .12
86
االرتفاع ناتج فً اواخر مارس 2018راجع الى إجمالً المساهمات المكتسبة الى 286.7
ملٌون لاير سعودي ،وارتفاع صافً اٌرادات التؤمٌن الى 384ملٌون لاير سعودي.
وما ٌبلحظ على شركة سبلمة أنها تمارس جمٌع أنشطتها وفقا للقواعد واللوابح
المعمول بها فً التؤمٌن التكافلً فً المملكة العربٌة السعودٌة ،فصناعة التؤمٌن التكافلً
بالسعودٌة حظٌت بقبول ملحوظ على المستوى العالمً خاصة وأنها من بٌن الدول التً
اهتمت بتطبٌق نظام مراقبة شركات التؤمٌن التعاونً ،بعرض تنمٌة نشاط التكافل والتعاون
ولتحل شركات التؤمٌن التكافلً محل شركات التؤمٌن التجارٌة ،األمر الذي ساهم فً نمو
صناعة التؤ مٌن التكافلً بالسعودٌة وزٌادة عدد الشركات وتنوعها ومن بٌن هذه الشركات
شركة اٌاك سبلمة لتؤمٌن التكافلً التً رؼم حداثة نشؤتها ،اال أنها تعد من بٌن الشركات
الرابدة فً مجال صناعة التؤمٌن التكافلً ،وذلك نظرا الستخدامها استراتٌجٌة فعالة لدعم
154
وتطوٌر نشاطها.
ٍان من أبرز عوامل نجاح وتطور صناعة التكافل فً دولة السعودٌة نجد كل من:
ٌصطلح فً السعودٌة على تسمٌة التؤمٌن المنضبط بقواعد الشرٌعة اإلسبلمٌة بالتؤمٌن
التعاونً ،اي أن التؤمٌن فً السعودٌة ٌنشط على شكل شركات تؤمٌن تعاونٌة وفق مبادئ
الشرٌعة اإلسبلمٌة ،ؼٌر أنه وقبل سنة ،1977كانت بداٌة الطلب على خدمات التؤمٌن من
قبل القطاع العام فقط ،تلبٌة لحاجة مشارٌع البنٌة التحتٌة لتؤمٌن ،مثل المطارات
والموانا ومشارٌع الكهرباء والمٌاه واستجابة للتنظٌمات اإللزامٌة فً الدول التً تقترض
التؤمٌن االجباري على المركبات ،وقد انشبت أول شركة تؤمٌن سعودٌة وهً الشركة
الوطنٌة لتؤمٌن التعاونً سنة 1985والتً سمٌت فٌما بعد بالتعاونٌة لتؤمٌن ،كنتٌجة
لئلدراك الدولة للحاجة الى وجود شركة التؤمٌن التكافلً بهدؾ التؤمٌن على المشارٌع
الحكومٌة و األخطار الكبٌرة لضمان بقاء أكبر قدر من أقساط التؤمٌن داخل االقتصاد
-154عز الدٌن شوون ،نور الدٌن بوالكور ،سلٌمان كعوان ،مكانة التامٌن التكافلً فً سوق التؤمٌنات ،م س ،ص .391-398
87
المحلً ،وفً سنة 2003كما قلنا صدر مرسوم ملكً بالموافقة على نظام مراقبة شركات
التؤمٌن التعاونً بهدؾ اٌجاد التنظٌمً الذي ٌضمن نجاح نشاط التؤمٌن التكافلً فً المملكة.
وقد أوكل الى مإسسة النقد العربً السعودي "ساما" التً تؤسست سنة ،1952مهمة
االشراؾ والرقابة على شركات وإعادة التؤمٌن التكافلً ،واألنشطة ذات العبلقة بها ابتداء
155
من سنة وقد نتج على تحسن االطار التنظٌمً اتساع خدمات التؤمٌن التكافلً بالمملكة.
وكان لها دورا هاما فً توطٌد وتنمٌة النظام المالً السعودي ،وهً من أنشؤت
مإسسة المصرؾ المركزي بالمملكة العربٌة السعودٌة فً عام 1952وكانت احدى المهام
األولى إلنشابها هً تطوٌر واٌجاد عملة سعودٌة معتمدة ،وأولت اهتماما خاصا لتشجٌع نمو
نظام مصرفً وطنً وتضاعفت مسإولٌاتها مع تطور ونمو االقتصاد وتوسع النظام المالً
156
ومن أهم وظابفها مراقبة شركات التؤمٌن وتشجٌع نمو النظام المالً وضمان سبلمته.
صدر نظام مراقبة شركات التؤمٌن التعاونً بالمرسوم الملكً رقم 32بتارٌخ 21
جولٌه 2003بهدؾ تنظٌم قطاع التؤمٌن بالمملكة ،وقد اسند الى مإسسة النقد العربً
السعودي ،مهام اإلشراؾ على القطاع ومراقبة شركاته وشركات المهن الحرة المتعلقة
بالتؤمٌن ،وفور صدور هذا النظام ،شكلت المإسسة فرٌقا من المشرفٌن ألداء مهام اإلشراؾ
والرقابة على قطاع التؤمٌن.
وٌهدؾ النظام الى حماٌة حقوق المإمن لهم المشتركٌن والمستثمرٌن ،وتحقٌق
استقرار سوق التؤمٌن وتشجٌع المنافسة العادلة والفعالة ،وتوفٌر خدمات تؤمٌنٌة افضل
157
بؤسعار وتؽطٌات مناسبة ،باإلضافة الى تطوٌر قطاع التؤمٌن بالمملكة.
واهم ما نص علٌه نظام مراقبة شركات التؤمٌن التعاونً السعودي ٌتجلى فٌما ٌلً:
-155محمد سعدو الجرؾ ،تقوٌم أنظمة التؤمٌن التعاونً فً المملكة العربٌة السعودٌة ،ملتقى التؤمٌن التعاونً ،المنعقد فً ،31-33
أبرٌل ،8131جامعة ام القرى السعودٌة ،ص .98
-156موقع مإسسة النقد العربً السعودي ، www.sama.gov.sa ،تارٌخ االطبلع 8188/18/18على الساعة 4:39
-157تقرٌر سوق التامٌن السعودي* 8132،
88
-1أن ٌكون نظام التؤمٌن فً المملكة عن طرٌق شركات تؤمٌن مسجلة ومرخصة تعمل
وفق أسلوب التؤمٌن التعاونً وبما ال ٌتعارض مع أحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة.
-2شروط منح الترخٌص لشركات التؤمٌن ،والتً ٌتوجب أن تقوم على أساس تؤمٌن
تكافلً إسبلمً.
-5ضرورة قٌام مإسسة النقد العربً السعودي بتعٌٌن لجنة تقوم على الفصل فً
المنازعات بٌن شركات تؤمٌنٌة والمشتركٌن وتعتبر هذه الخطوة إٌجابٌة لحفظ حقوق
هٌبة المشتركٌن.
لقد كان لتطبٌق نظام الضمان الصحً التعاونً اإللزامً اثرا كبٌرا فً زٌادة الحصة
السوقٌة لتؤمٌن الصحً ،ونمو قطاع التؤمٌن التكافلً ككل بالمملكة ،وقد تم اعتماد هذا
النظام بتارٌخ 11ؼشت ،1999وٌهدؾ الى تطوٌر فرع التؤمٌن الصحً وتنمٌته من
خبلل توفٌر التؽطٌة التؤمٌنٌة الصحٌة وتنظٌمها لجمٌع السعودٌٌن وؼٌر السعودٌٌن العاملٌن
بالقطاع الخاص وأسرهم ،إضافة الى ذلك تم إطبلق مشروع تبادل المعلومات اإللكترونٌة
للتؤمٌن الصحً السعودي ،ابتداء من سنة ،2013والذي ٌهدؾ الى توحٌد وتمكٌن أطراؾ
العبلقة من تبادل تعامبلت التؤمٌن الصحً إلكترونٌا.
بلػ عدد شركات التؤمٌن التعاونً فً المملكة العربٌة 35شركة سنة ،2017حسب
تقرٌر سوق التؤمٌن السعودي لسنة ،2017وتحتل بذلك السعودٌة المرتبة األولى من حٌث
عدد شركات التؤمٌن التكافلً عالمٌا ،وقد عرؾ هذا العدد ارتفاعا وتزاٌدا مستمرا ،اذ انتقل
عدد شركات التؤمٌن التكافلً بالسعودٌة من 19شركة سنة 2010الى 35شركة سنة
89
،2017مما ٌعكس السعً نحو االرتقاء بهذه الصناعة وجعلها منافسا قوٌا لتؤمٌن التقلٌدي
عالمٌا.
لقد نجحت صناعة التؤمٌن التكافلً فً السعودٌة تدرٌجٌا فً إقتحام مٌدان المنافسة،
وذلك من خبلل نجاح خبراء التؤمٌن شرعٌا فً تطوٌر نظام فنً ،مركب من مجموعة من
عبلقات مالٌة وقانونٌةٌ ،قدم خدمات التؤمٌن كؤحد االحتٌاجات الضرورٌة فً العصر
الحدٌث مع االلتزام بؤن ٌكون ال ٌخالؾ الشرٌعة اإلسبلمٌة.
كما أصبحت الشرٌعة االٍسبلمٌة حالٌا ،نموذجا ٌحتذى به من قبل العدٌد من الدول التً
ترؼب فً ممارسة التحول ،كلٌا او جزبٌا.
من بٌن عوامل نجاح صناعة التؤمٌن التكافلً بالمملكة هً الخبرات والموارد البشرٌة
التً تتمتع بها شركات التؤمٌن التكافلً والهٌبات الوصٌة فً القطاع ،ؼٌر أن هذه الخبرات
لم تؤتً بالصدفة او من فراغ ،بل إن تماٌز الفروق الجوهرٌة بٌن التؤمٌن التجاري والتؤمٌن
التكافلً ،ادى الى بروز نخبة من خبراء التؤمٌن وكوادر فقهٌة تحمل قٌمة االلتزام الشرعً
فً تصمٌم وتقدٌم خدمات ومنتجات التؤمٌن ،الى جانب االهتمام بتدرٌب موظفً شركات
التؤمٌن من عوامل تطور صناعة التؤمٌن التكافلً بالسعودٌة ،وذلك من خبلل اقرار اختبار
الشهادة العامة فً أساسٌات التؤمٌن كشهادة إلزامٌة ،والتً تشمل المبادئ األساسٌة ألنظمة
واللوابح الخاصة بنشاط التؤمٌن.
وتجدر اإلشارة الى أن قطاع التؤمٌن التكافلً فً السعودٌة قد توسع فً توفٌر وظابؾ
11272 الى جدٌدة ،حٌث ارتفع عدد الموظفٌن فً القطاع من 10039سنة ، 2016
موظفا سنة .2017
90
ه -العمل على توفٌر منتجات تأمٌنٌة تكافلٌة متنوعة
توفر شركات التؤمٌن التكافلً بالسعودٌة منتجات تؤمٌنٌة متنوعة ،وكلها تندرج ضمن
الصٌؽة التكافلٌة اإلسبلمٌة وذلك لدعم مختلؾ األنشطة االقتصادٌة وتطوٌر صناعة التؤمٌن
التكافلً ،اذ تمثل التؽطٌات التؤمٌنٌة التكافلٌة المتوفرة حسب إحصابٌات سنة :1582017
وتتطلع شركات التؤمٌن التكافلً بالسعودٌة نحو البحث فً مدى إمكانٌة المزاوجة ما
بٌن آلٌات التؤمٌن التكافلً والٌات نظام الوقؾ فً الفقه اإلسبلمً ،وذلك فً سٌاق تطوٌر
159
منتجات تؤمٌنٌة تكافلٌة جدٌدة.
مما سبق ٌبلحظ أن النمو االقتصادي لم ٌقتصر على البنوك اإلسبلمٌة فحسب ،بل
طال أٌضا قطاع التؤمٌن المتوافق مع الشرٌعة اإلسبلمٌة ،حٌث ارتفع حجم أقساط التـؤمٌن
فً العالم ،وبدأت شركات التؤمٌن األجنبٌة فً توجٌه اهتمامها الى الدول اإلسبلمٌة
بالخصوص ،وعلى رأسها دول الخلٌج ،فهً تمثل فً الوقت الحالً أكبر سوق تكافل فً
العالم ،كما أن نمو قطاع التكافل تجاوز نمو قطاع التؤمٌن التقلٌدي فً معظم دول الشرق
-158تقرٌر سوق التؤمٌن السعوي ،8132م س ،ص .4
-159فٌروز بوزبرٌن ،متطلبات تطوٌر صناعة التامٌن التكافلً لدعم الصناعة المالٌة االسبلمٌة ،دراسة حالة تجربة المملكة العربٌة
السعودٌة ،م س ،ص .831
91
األوسط ومن اهم عوامل التً ساهمت فً هذا النمو الى جانب ما تم ذكره فً االعلى ،زٌادة
الناتج المحلً االٍجمالً لكل فرد ،وتركٌبة سكانٌة ؼالبٌتها من الشباب ،وازدٌاد الوعً
والرؼبة فً األخذ بمنتجات متوافقة وأحكام الشرٌعة.
من اوابل الدول التً تبنت صناعة التؤمٌن التكافلً نجد دولة مالٌزٌا والتً كانت لها
نشؤة متمٌزة (أوال) ،وتمٌزت هذه الصناعة فً مالٌزٌا بنمو سرٌع منذ تؤسٌسها حٌث
تطورت من صناعة مكونة من شركة واحدة بمنتجات أساسٌة محدودة جدا الى صناعة
راسخة تم دمجها ضمن التٌار السابد للنظام المالً ،وتم تحقٌق ذلك من خبلل الجهود
الكبرى والجادة التً تبدلها الدولة ،عبر كل من البنك المركزي المالٌزي وشركات التكافل
من أجل صناعة دٌنامٌكٌة وصامدة وفعالة فً مجال التكافل ،هذا وؼٌره ساعد فً تطور
صناعة التؤمٌن التكافلً فً مالٌزٌا لذلك سنقؾ عند معالم تطورها (ثانٌا).
ٌسمى التؤمٌن التكافلً فً مالٌزٌا بالتكافل ،وقد بدأت تعمل مالٌزٌا بهذا النظام فً
بداٌة الثمانٌنات لحاجة المسلمٌن هناك لبدٌل شرعً عن التؤمٌن التقلٌدي التجاري ولتعزٌز
160
عمل البنك اإلسبلمً الذي تم تؤسٌسه عام .1983
وقد تم اصدار أول قانون لتكافل سنة 1984فً مالٌزٌا ،وتؤسست أول شركة تكافل
فً مالٌزٌا فً شهر نوفمبر 1984م ،وهً "شركة تكافل مالٌزٌا" وتجاوز عدد شركات
التكافل فً مالٌزٌا أكثر من اثنً عشر شركة ؼالبٌتها محلٌة ،كانت أولها سنة ،1984
وأول شركة تكافل أجنبٌة فً مالٌزٌا هً،Zurich takaful Malaysia Berhad :
فبعدما كانت فقط شركتٌن محلٌتٌن سنة ،2003وازدٌاد عدد الشركات فً مالٌزٌا وذلك
-160محمد أكرم ال الدٌن ،سعٌد بو هوارة ،تجربة التامٌن التعاونً المالٌزٌة ،الملتقى الثالث للتؤمٌن التعاونً ،المنعقد فً -2
,8133/38/3الجامعة االردنٌة ،ص .849
92
راجع اال رؼبة وتشجٌع المعتمد من طرق الدولة لشركات المحلٌة ،وفتحها المجال
161
لبلستثمار األجنبً فً هذا المجال.
تعرؾ صناعة التؤمٌن التكافلً فً مالٌزٌا بتطبٌقها المتمٌز الذي جعلها من أكثر
الصناعات تطورا لتكون مثاال ٌحتذى به فً كل الدول اإلسبلمٌة ،وعلى الرؼم من أن
شركة تكافل مالٌزٌا للتؤمٌن هً الشركة األولى للتؤمٌن اإلسبلمً اال أن شركة االخبلص
فً مالٌزٌا هً االخرى أصبحت رابدة فً صناعة التؤمٌن التكافلً ،وعرفت نموا سرٌعا
على مستوى تقدٌم الخدمات التؤمٌنٌة التكافلٌة وعلى مستوى احتبلل مراتب متقدمة فً سوق
التؤمٌن.
-1التكافل العام:
وهو قصٌر االجل ٌتراوح ما بٌن 6أشهر وسنتٌن ،وصوره كثٌرة منها:
-161عبد القادر نصارى ،بوعزٌز أزهر بن بٌا محمد ،العوامل المإثرة على ربحٌة شركات التؤمٌن بمالٌزٌا خبلل الفترة -8138
،8134مجلة التكامل االقتصادي ،المجلد 13العدد ،11شتنبر ،8181ص .819
-162مصباح رمضان الشلتات ،التؤمٌن التكافلً على السٌارات بٌن شركتً لٌبٌا للتؤمٌن واالخبلص للتكافل بمالٌزٌا مقال منشور
على الموقع الكترونً ،https://scholar.google.com/scholar?hlتارٌخ الزٌارة 8188/18/18على الساعة .38:31
93
التؤمٌن على الحرٌق والحوادث والبضابع والشحن والبٌوت وممتلكاتها ،اي أن هذا
النوع ٌهتم بممتلكات األفراد والشركات والمإسسات.
-2التكافل العائلً:
وهو طوٌل األجل ٌتراوح ما بٌن 5سنوات الى 30سنة ،وٌهتم هذا النظام بالتؤمٌن
التكافلً المتعلق بالشخص او العابلة فً شكل ٍادخار األموال واستثمارها.
وتنقسم عقود التؤمٌن التكافلً فً شركة اإلخبلص الى ثبلثة عقود وهً:
لقد تبنت شركتان من شركات التكافل المالٌزٌة عقد الوكالة ،وتعتبر شركة اإلخبلص
احدى هاتٌن الشركتٌن ،وعقد الوكالة ٌشكل العبلقة القوٌة التً تربط بٌن الوكٌل وهً
الشركة ،والموكل وهو المشترك ،وتقوم الشركة فً عملٌاتها بدور الوكٌل الذي ٌنوب عن
المشترك او هٌبة المشتركٌن بتقدٌم الخدمات التؤمٌنٌة او ادارة العملٌات التؤمٌنٌة مقابل اجر،
وهذه األجرة قد تكون محددة او عبارة عن نسبة متفق علٌها من ربح االستثمار او من
فابض صندوق التكافل.
و ٌتمثل هذا العقد فً التكافل والتعاون الذي ما بٌن المشتركٌن لمواجهة المخاطر التً
قد تصٌب أحدهم ،وهو األساس الذي تقوم علٌه شركات التكافل فً العالم.
-عقد التبرع
وهو العقد األ ساس الذي ٌنبنً علٌه التكافل وتبنت شركة اخبلص عقد التبرع كعقد
أساسً ،ونجد أن شركة تكافل االخبلص للتؤمٌن التكافلً فازت بجابزة أفضل المنتجات
التكافل المنعقد فً لندن بمناسبة مإتمر التكافل الدولً الرابع ،2010وٌعود نجاحها ذلك
163
بفعل منتوج "اخبلص مٌدٌك اسٌست تكافل".
-163شركة تكافل اخبلص المالٌزٌة تفوز بؤفضل المنتجات الدولٌة ،مقال منشور عبر موقع تقرٌب ،تارٌخ االطبلع 8183/13/81
على الساعة * .83:19
94
ب :تطور صناعة التكافل فً مالٌزٌا
ٍان تطور صناعة التكافل فً مالٌزٌا مر بعدة مراحل فً إطار جهود البنك المالٌزي
لتنمٌة هذه الصناعة ،وبدأت أولى هذه المراحل بتشجٌع قانون التكافل لسنة ،1984
وركزت هذه المرحلة على تؤسٌس البٌبة التحتٌة األساسٌة لهذه الصناعة ،وثانٌها مرحلة
بداٌة التنافس ،والتً عرفت دخول شركات أخرى ،وشهدت هذه الفترة تعاونا أكبر ما بٌن
شركات فً المنطقة بما فً ذلك تؤسٌس مجموعة تكافل اسٌان فً عام ،1985وتؤسٌس
شركة اسٌان الدولٌة المحدودة إلعادة التكافل فً عام ،1997االمر الذي ساعد على إجراء
الترتٌبات الخاصة بإعادة التكافل بٌن شركات التكافل فً مالٌزٌا وفً المنطقة مع كل من
بروناي ,إندونٌسٌا وسنؽافورة.
والمرحلة الثالثة والتً بدأت بتقدٌم الحصة الربٌسٌة للقطاع المالً عام ،2001حٌث
تهدؾ الى جملة من األ مور من بٌنها ترقٌة قدرات شركات التكافل وتقوٌة الهٌكل القانونً
والشرعً والرقابً لصناعة التكافل ،وٌعتبر الجزء المتعلق بالصرفٌة اإلسبلمٌة والتكافل
هو الوسٌلة الربٌسٌة لتحقٌق طموح مالٌزٌا فً أن تكون مركزا دولٌا للنظام المالً
اإلسبلمً ،وشهدت هذه الفترة زٌادة فً التنمٌة والتنافس ،مما أثر الترخٌص لشركات جدٌدة
لدخول السوق.
ومن أجل تعزٌز تنمٌة صناعة التكافل تم تؤسٌس ٍاتحاد مخصص لشركات التكافل فً
عام ،2002وٌعرؾ باالٍتحاد التكافل المالٌزيٌ ،سعى الى تحسٌن المراقبة الذاتٌة لصناعة
التكافل لتنسٌق ممارسات السوق وتعزٌز التعاون بقدر أكبر بٌن شركات التكافل فً سبٌل
تنمٌة صناعة التكافل ولتعزٌز المرافق الشرعٌة القانونٌة ،أصدر البنك المالٌزي الضوابط
الخاصة بحكم اللجنة الشرعٌة للمإسسات المالٌة فً شهر دٌسمبر ،2004والتً بدأت حٌز
164
: التنفٌذ سنة .2005
- 164زهرة ؼراؾ ،وبن سعً لخضر ،تجربة مالٌزٌا فً التكافل االسبلمً وفرصة االستفادة منها فً المعامبلت المالٌة الجزابرٌة
ص *.11-18
95
و ٌبلحظ تطور حجم األصول لشركات التؤمٌن التكافلً خبلل الفترة ،2017-2011
بحٌث نجد مجموع أصول شركات التؤمٌن التكافلً كانت تسجل فقط 227463سنة
165
،2014لٌصل بحلول سنة 2017الى .29283
وٌرجع هذا التطور الى تزاٌد عدد شركات التؤمٌن التكافلً بمالٌزٌا
وبالنسبة لحجم األصول لشركات التؤمٌن التكافلً بمالٌزٌا حسب عقود التامٌن ،فبعدما
كان ٌسجل التؤمٌن العابلً 143772ملٌون رٌنجٌت ،RMارتفع الى الضعؾ تقرٌبا
بحلول سنة 2017بمعدل 256387ملٌون ،RMونفس التطور على مستوى التؤمٌن
العام ،بحٌث كان ٌسجل سنة 25710 2011ملٌون ،أصبح بحلول سنة ٌ 2017سجل
166
36446ملٌون رٌنجٌت مالٌزي.
وقد بلػ حجم اقساط التؤمٌن التكافلً فً مالٌزٌا 7.7ملٌار دوالر فً سنة ،2018
مقابل 6.95ملٌار دوالر فً ،2017بمعدل نمو 10.8فً المبة ،فٌما بلؽت اقساط
تؤمٌنات الحٌاة فً مالٌزٌا 4.9ملٌار دوالر خبلل عام 2018مقابل 4.35ملٌار دوالر فً
سنة ،2017بمعدل نمو 13.1بالمبة مقابل نمو 10بالمبة فقط خبلل ،2017وذلك وفقا
للتقرٌر السنوي الٍتحاد التؤمٌن التكافلً فً مالٌزٌا لعام .2018
وتعد البنوك من أبرز قنوات التسوٌق فً تؤمٌنات الحٌاة التكافلً فً مالٌزٌا ،وذلك
وفقا للتقرٌر الذي سجل أن قنوات تسوٌق المنتجات التؤمٌنٌة التكافلٌة للحٌاة فً مالٌزٌا هً:
96
عموما ٌمكن القول أن مالٌزٌا من الدول األولى التً اهتمت بصناعة التؤمٌن التكافلً،
وكانت نموذجا ٌشجع المإسسات األجنبٌة على المشاركة فً سوق التكافل المالٌزي،
وبالتالً اٌجاد حزمة متنوعة ومتزاٌدة من الشركات المحلٌة والدولٌة ،وال زالت تواصل
جهودها لتحسٌن هذه الصناعة والتقدم أكثر ولتكون النموذج الناجع لممارسة هذه الصناعة
المتمٌزة بكل المقاٌٌس سواء على مستوى شركات التؤمٌن التكافلً او شركات ٍاعادة التامٌن
التكافلً فما العوامل الكبرى التً ساعدتها فً ذلك؟
ساعدت عدة عوامل فً نجاح صناعة التؤمٌن التكافلً فً مالٌزٌا ،مكنت مالٌزٌا من
أن ٌكون لدٌها نظام تكافل متمٌز على المستوى العالمً ومن بٌن هذه العوامل:
لقد حظٌت صناعة التكافل بدعم ؼٌر محدود من الحكومة المالٌزٌة والبنك المركزي
المالٌزي ،وهو ما ساعدها على القٌام بمبادرات مهمة لتعزٌز الصناعة المحلٌة ،ومكنها من
الدخول لسوق العالمً ،وقد تجسد هذا الدعم فً قٌام الحكومة بوضع الخطة األساسٌة
للصناعة المالٌة المكونة من خطة استراتٌجٌة لمدة 10سنوات لتعزٌز الصناعة المالٌة.
وقد بادرت الحكومة بتحفٌض بعض الضرابب واعفاء ٌعضها االخر لفترة زمنٌة
مبلبمة للشركات التً توفر خدمات التكافل ،تشجٌعا منها لنشؤة المزٌد من شركات التكافل
فً البلد ،كما قامت اٌضا بعرض رخص التشؽٌل لشركات التكافل العالمٌة التً ترٌد أن
تقدم خدماتها فً مالٌزٌا ،وقامت فً عام 2001بخطوة تحرٌر الصناعة المصرفٌة
وعرض أربعة رخص جدٌدة لشركات التكافل توفر خدمات التكافل العابلٌة ،168فهذه من
بٌن المبادرات التً قامت بها الحكومة وهً دلٌل على دعمها وسعٌها إلنجاح الصناعة
المحلٌة.
-168محمد أكرم آلل الدٌن ،وسعٌد بو هراوة ،تجربة التؤمٌن التعاونً المالٌزي ،م س ،ص .831-838
97
فالحكومة المالٌزٌة عملت على تحرٌر قطاع المالٌة الذي فتح الباب لمزٌد من الفرص
لظهور عدد اكبر من شركات التكافل التً تعمل فً مالٌزٌا ،وهو ما ٌزٌد التنافس بٌن
169
الشركات وٌحسن الخدمات وٌستوعب اكثر عدد ممكن من الزبابن
170
ب -وضوح الرؤٌة و ااستراتٌجٌة العمل
حٌث تمٌزت المإسسات المالٌزٌة المالٌة عموما ،والمإسسات المالٌة على وجه
الخصوص بقوة التخطٌط ،وذلك من خبلل التؤكٌد على وضوح الرإٌة ،والتسطٌر المحكم
ألهداؾ واالٍستراتٌجٌات قبل مباشرة العمل وقد أطلق على هذه الرإٌة "رإٌة ،"2020
وتتجلى هذه الرإٌة فً وضع إطار قانونً شامل ومحكمٌ ،تمثل فً قانون سنة ،1984
وكذا التخطٌط لرفع من هذه الصناعة برأس مال بشري مإهل.
ووضوح الرإٌة ٌتجلى كذلك فً وضوح اإلطار القانونً وانضباطه -ق ،-1984
حٌث ٌعود له الدور الكبٌر فً نجاح التؤمٌن التكافلً ،واصدار أدلة ٍارشادٌة لجملة من
المنتجات المالٌة منها:
اما نظرتها المستقبلٌة فتتجلى فً صٌاؼة قوانٌن المإسسات المالٌة عموما واإلسبلمٌة
على الوجه الخصوص بمقاربة مصلحٌة تجمع بٌن الحفاظ على المصالح المحلٌة ،وتحفٌز
المإسسات المالٌة األ جنبٌة خاصة التً تتوفر على تقنٌات عالمٌة فً الجانب الخدماتً
لمباشرة العمل فً مالٌزٌا ،وقد تجسد ذلك فً قوانٌن واضحة ومنضبطة ،وتسهٌبلت
169
-محمد الل الدٌن ،الحوكمة الشرعٌة فً التؤمٌن التعاونً –تحلٌل عملٌة الرقابة الشرعٌة لصناعة التؤمٌن التعاونً فً اطار الحوكمة الشرعٌة
بمالٌزٌا ،-الملتقى الرابع للتؤمٌن التعاونً المنعقد فً ،8131/11/33-32ص.118
-170محمد أكرم آلل الدٌن ،وسعٌد بو هراوة ،تجربة التؤمٌن التعاونً المالٌزي ،م س ،ص .138-133
98
ضرٌبٌة مؽرٌة وقد كانت نتٌجة ذلك ٍارتفاع عدد الشراكات بٌن المإسسات األجنبٌة
171
والمحلٌة.
عبلوة على كل من التنافس اإلٌجابً ما بٌن شركات التؤمٌن وعقدها لشركات مع
بعضها البعض ،بحٌث تقوم الشركات بشكل مستمر بتطوٌر منتجاتها وتتنافس فً توفٌر
الخدمات بؤسعار تنافسٌة األمر الذي جعل رسوم االشتراك فً الخدمات فً متناول
الجمٌع ،172اضؾ مهارة وكفاءة القوى العاملة فً مالٌزٌا كل هذا وؼٌره ساعد فً بزوغ
نموذج مثالً ٌمكن االٍحتذاء به لكل نظام ٌرٌد تبنً هذه التجربة ،لكن هذه التجربة هً
األخرى لم تسلم من المعٌقات كانت أبرزها تدور ما بٌن قلة اإلطارات المتخصصة فً
التكافل وضعؾ تطوٌر المنتجات وتوسٌع الخدمات وشدة المنافسة.
ٌمكن القول أن ال النموذج السعودي وال المالٌزي ٌعتبران مدرسة لكل مقبل على
التؤمٌن التكافلً لذلك ندعو الجهات المختصة فً هذا الصدد أن تستفٌد من هذه التجارب
لبلورة انطبلقة قوٌة لتؤمٌن التكافلً بببلدنا عبر تتبع خطواتها والتعلم من أخطابها ،وخلق
عوامل تشد ازر هذا المنتوج التكافلً وتساعده على تخطً اإلكراهات الكبرى التً
تعترضه.
إن وجود بنوك تشاركٌة بالمؽربٌ ،لزم ضرورة وجود تؤمٌن تكافلً ،ألنه ٌشكل اللبنة
األساسٌة فً جمٌع معامبلت المالٌة التشاركٌة ،ومن شؤنه توطٌد القاعدة التً تقوم علٌها
البنوك التشاركٌة وسٌسمح فً جدب المزٌد من الزبابن واألفراد الذاتٌن والمستثمرٌن.
ونحن نعلم أنه رؼم مرور حوالً 5سنوات على دخول البنوك التشاركٌة الى السوق
المؽربٌة ،وعلى الرؼم من نشاط البنوك التشاركٌة ٌسٌر فً منحنى تصاعدي مع ارتفاع
التموٌبلت الممنوحة بنسبة 55.3بالمبة ،الى اكثر 15.9ملٌار درهم خبلل شهر ماي
،2021حسب احصابٌة بنك المؽرب فً ٌ 14ولٌوز ،2021اال أن التؤمٌن التكافلً لم
-171محمد أكرم الدٌن ،سعٌد بوهراوة ،تجربة التؤمٌن التعاونً المالٌزي ،م س ،ص .131
172
محمد اكرم الل دٌن ،صناعة التكافل المالٌزٌة –عوامل النجاح ومكامن التطوٌر ،مجلة اإلسبلم فً آسٌا ،المجلد 31العدد األول ،8131 ،ص
.31
99
ٌرى نور التطبٌق اال ٌومنا هذا ،وبقٌت هذه التموٌبلت دون تؤمٌن ٌؽطً عملٌاتها ضد
المخاطر وخصوصا فً حاالت العجز عن السداد او الموت ،االمر الذي خلق تخوؾ لدى
الزبابن اللذٌن حصلوا على التموٌبلت خبلل السنوات الماضٌة ،واخرٌن لم ٌقدموا على
الحصول على هذه التموٌبلت خوفا على ضٌاع حقوقهم بدون تؤمٌن تكافلً ٌرعاهم.
برزت صناعة التؤ مٌن التكافلً لتوفر ألكثر من ملٌار ونصؾ مسلم منتجات تؤمٌنٌة
متوافقة مع أحكام الشرٌعة االٍسبلمٌة ،فعلى الرؼم من التحدٌات التً ستواجه صناعة
التؤمٌن التكافلً فً ببلدنا ،وعلى الرؼم من البداٌة الجد بطٌبة ،اال أنه ٌنتظر صناعة التؤمٌن
التكافلً مستقبل واعدٌ ،مكن التنبإ به ،خاصة مع ؼزو ثقافة التؤمٌن التكافلً للدول العربٌة،
وخروج المإسسات المالٌة والمصارؾ االٍسبلمٌة بؤقل الخسابر فً األزمة المالٌة العالمٌة.
اذ أن مإسسات التؤمٌن التكافلً فً تطور مستمر وذلك ٌعود لرؼبة أؼلبٌة المسلمٌن
فً العٌش وفق قوانٌن الشرٌعة اإلسبلمٌة فً جمٌع مجاالت حٌاتهم ومنها التؤمٌن ،ففً
المؽرب فالبعد االستراتٌجً للمؽرب ٌمثل فً حضوره الوازن بالقارة إفرٌقٌا ،وما ٌتمتع به
من استقرار سٌاسً واقتصادي وما ٌتوفر علٌه من قاعدة جماهرٌة وأكادٌمٌة واسعة ،هذا
-173عبد هللا علً الصٌفً ،التؤمٌن على الودابع المصرفٌة فً البنوك االسبلمٌة ،مإتمر التؤمٌن التعاونً ابعاده وافاقه وموقؾ
الشرٌعة االسبلمٌة منه ،الجامعة االردنٌة ،31-33أبرٌل ،8131ص .12
100
وؼٌره ٌعتبر مإشرا مهما ٌبشر بمستقبل واعد لتؤمٌن التكافلً بالمؽرب ،وٌإهله ألن ٌكون
مركزا دولٌا وقارٌا لتؤمٌن التكافلً.
وإن كان المؽرب من اواخر الدول التً فتحت أبوابها لتؤمٌن التكافلً وللمالٌة
اإلسبلمٌة عموما ،فإن قوة إطاره القانونً واستفادته من تراكمات الدول التً سبقته فً هذا
المجال قد ٌجعل منه قبلة دولٌة ومركزا قارٌا لهذه الصناعة كما هو الحال فً مالٌزٌا.
وما ٌدل على أن مستقبل التؤمٌن التكافلً فً المؽرب ٌبشر باالزدهار ما قاله والً
بنك المؽرب فً 2021-03-21ان البنك المركزي والهٌبة مراقبة التؤمٌنات واالحتٌاط
االجتماعً ٌعملون معا إلخراج هذا التموٌل الى حٌز الوجود وسٌعمل هذا التؤمٌن على
تطوٌر التموٌل التشاركً وتعزٌزه.
وبٌنت بعض اإلحصابٌات واالستفسارات ،أنه ٌوجد شرٌحة كبٌرة من الناس تنتظر
بروز التؤمٌن التكافلً من أجل خوض تجربة البنوك التشاركٌة التً ٌتوقع أن تنتعش
معامبلتها فور تفعٌل التؤمٌن التكافلً ،اال أن هذا التفاإل ٌظل مرهونا بمدى قدرة وصبر
الشركات التً ستزاول هذا النوع من التؤمٌنات على تجاوز التحدٌات والعوابق التً قد
تواجهها فً السوق.
وعلى المؽرب أن ٌعمل على التصدي للتحدٌات التً سنعرض لها هً األخرى فً
موضوعنا ،وعلٌه أن ٌعمل على نشر ثقافة التؤمٌن التكافلً بٌن أفراد الشعب والمهتمٌن وأن
ٌعً تماما أن تنزله سٌقدم دفعة جدٌدة للبنوك التشاركٌة لتحسٌن نتابج عملٌاتها.
وعلٌه أن ٌفتح الباب أمام االستثمارات األجنبٌة وأن ٌمهد الطرٌق أمامها لسٌر قدما
نحو النجاح فً هذه التجربة وما لضرورة وجود وانشاء شركات مستقلة لتؤمٌن التكافلً،
وكذلك علٌه أن ٌقوم ببناء ٍاستراتٌجٌة واضحة تسعى للهٌمنة على سوق التؤمٌنات االفرٌقٌة
لما ال ،وجعل المؽرب مركزا دولٌا لتؤمٌن التكافلً ،وأن ٌعمل على دعم شركات التؤمٌن
التكافلً من جمٌع النواحً ،حتى تقدر على الوقوؾ واالستمرار ومنافسة شركات التؤمٌن
التقلٌدي ،أن ٌعمل كذلك على إنشاء شركات إعادة التؤمٌن التكافلً حتى ٌتوسع نشاط هذه
الشركات وٌتطور ،الى جانب أن ٌعمل على تؤهٌل العاملٌن فً القطاع مهنٌا وفنٌا ،فاذا سار
101
المؽرب على هذا النهج فإنه سٌكون مركزا قارٌا مهما للتؤمٌن التكافلً وسٌكون من اهم
174
الدول التً تعمل به وتعمل على تطوٌره شٌبا فشٌبا.
إن اخراج التؤمٌن التكافلً للوجود سٌإدي الى ٍاعطاء دفعة قوٌة للتموٌبلت المتوافقة
مع الشرٌعة اإلسبلمٌة خاصة فً مجال شراء السٌارات والعقارات واالٌجار المفضً
للشراء ...
وٌتوقع خبلل شهور قلٌلة بتسلٌم رخص تسوٌق منتجات التؤمٌن التكافلً مع شروع
الشركات المختصة فً تسوٌق منتجاتها خبلل هذه السنة ،وتعول المصارؾ التشاركٌة على
التؤمٌن التكافلً ألجل فتح المجال أمام فبة جدٌدة من الزبابن لبلستفادة من خدماتها التً
ظلت محصورة فً المشارٌع ذات النسب المجازفة المنخفضة ،إثر اقتراب صدور المراسٌم
التطبٌقٌة الخاصة بنظام التؤمٌن التكافلً ،والذي ٌشمل مجاالت تموٌل السكن والسٌارات
واالستثمارات ،مما سٌساهم الى حد كبٌر فً إعطاء دفعة قوٌة لهذا النوع من التموٌبلت
على مختلؾ اشكالها ،خاصة أن هناك فبة عرٌضة من الزبناء المؽاربة تنتظر هذا المستجد
ولم تلتجؤ الى البنوك التشاركٌة الفتقارها لتؤمٌن التكافلً ،فؤؼلب التموٌبلت هً بحاجة
للتؤمٌن التكافلً ترتكز علٌه ،وكما أن الشروع فً تسوٌق منتجات التؤمٌن التكافلً سٌرفع
من وثٌرة نمو القطاع المصرفً التشاركً بالمؽرب ،خاصة المرابحة والمشاركة ووجوده
سٌوسع من مجاالت التموٌبلت التشاركٌة ،وستشكل أكثر المشارٌع اعتناء للعقارات
واالٌجار المفضً للتملك ،الى جانب تموٌل هذا النوع من التموٌبلت الذي ٌؽطً جانبا
كبٌرا من المجازفة.
-174فراس عودة ،مستقبل التؤمٌن التكافلً فً ظل هٌمنة التؤمٌن التقلٌدي ،رسالة لنٌل شهادة الماستر فً المالٌة االسبلمٌة ،كلٌة
الشرٌعة ،جامعة محمد بن عبد هللا ،فاس ،السنة الجامعٌة ،8183-8181ص .41-34
-175محمد لدٌب ،التؤمٌن التكافلً ٌضع حدا لمشاكل التموٌبلت التشاركٌة للعقار بداٌة ،8188مقال منشور ،11:11عبر موقع
، www.hespress.com/%D%Aتارٌخ االطبلع علٌه 8188/88/13على الساعة .31:18
102
ومن منظورنا ففعبل سوق التؤمٌن التكافلً بالمؽرب ،ستكون سوق واعدة بكل
المقاٌٌس ،إن تم دعم هذا المولود الجدٌد من طرؾ الدولة بتوفٌرها لؤلرضٌة المناسبة لها،
وبعملها على تقلٌص فارق الهوة ما بٌنها وما بٌن شركات التؤمٌن التقلٌدي المسٌطرة على
السوق المؽربً بكل المقاٌٌس ،وثانٌا بتشجٌع المؽاربة على هذا المنتوج واإلقبال علٌه،
وثالثا بالتعرٌؾ به والعمل على تسوٌقه بؤقل االثمان كان ٌكون قسط االشتراك فً حدود
المستطاع وٌراعً دخل كل فبة على حدة ،خصوصا وأننا نعلم الفوارق االجتماعٌة التً
ٌعرفها المجتمع المؽربً الشًء الذي سٌخلق ال محال سوق واعدة للتؤمٌن التكافلً بببلدنا.
لقد أطلق االقتصادٌون نموذج الطابر اإلسبلمً على القطاعات الثبلثة :وهً قطاع
البنوك وقطاع االستثمار وقطاع التؤمٌن ،والذي ٌعنً أن اي اقتصاد حدٌث ٌتطلب وجود
ثبلثة ركابز أساسٌة تصور على هٌبة الطابر برأسه وجناحٌه ،حٌث أن قطاع البنوك ٌمثل
رأس الطابر ،بٌنما ٌمثل قطاع االستثمار جناحه األٌمن وقطاع التؤمٌن اإلسبلمً جناحه
األٌسر ،فهذا االخٌر لشركاته دور تنموي بالػ األهمٌة على الصعٌد االجتماعً والصناعً
والزراعً ،والمتمثل أساسا فً العدٌد من التؽطٌات التؤمٌنٌة التً تعمل على تشجٌع وتجدٌد
االستثمار وزٌادة الدخل عن طرٌق إعادة تشكٌل رإوس األموال المنتجة االمر الذي ٌخلق
176
تنمٌة بمختلؾ القطاعات.
أضؾ الى ذلك عناصر التمٌز االستراتٌجً لشركات التكافل ،والتً تعتبر مبادئ
التؤمٌن ،أولها ،بحٌث تشكل عناصر جدب وتسوٌق لمنتجات التكافل كشؤن اقتسام الفوابض
بٌن المشتركٌن ...الخ
وأ ن التكافل له دور ربٌسً فً النظام المالً العالمً بسبب قدرته على تحرٌك
الموارد المالٌة الطوٌلة األمد ،والتزوٌد باأللٌات ادارة المخاطر المبنٌة على المشاركة،
وتوافر فرص فً األسواق ذات الكثافة السكانٌة كمصر وباكستان والهند واٌران،
-176بونشادة نوال ،مداخلة تحت عنوان " العمل المإسساتً التكافلً بٌن جهود التؤصٌل وواقعٌة التطبٌق" فً ندوة حول مإسسات
التؤمٌن التكافلً والتـؤمٌن التقلٌدي بٌن األسس النظرٌة والتطبٌقٌة ،المنعقدة ٌومً 81-89ابرٌل ،8133الجزابر ،ص .1
103
وبالخصوص نجاح التكافل فً توزٌع المخاطر بٌن المساهمٌن من خبلل ٍادارة المإسسات
177
التكافلٌة.
ورجوعا عند ما ٌمكن أن ٌحققه التؤمٌن التكافلً فالشركات التؤمٌن التكافلً دور
تنموي بالػ األهمٌة على الصعٌد االجتماعً والصناعً والزراعً ،والمتمثل أساسا فً
العدٌد من التؽطٌات التؤمٌنٌة التً تعمل على تشجٌع وتجدٌد االستثمار وزٌادة الدخل عن
178
طرٌق اعادة تشكٌل رإوس األموال المنتجة االمر الذي ٌخلق تنمٌة بمختلؾ القطاعات
والتً تتجلى فً:
ٍان دور التؤمٌن فً المجال الصناعً واالستثماري له االثر االٌجابً على حماٌة
وسابل اإلنتاج وتخفٌض الخسابر المالٌة الناتجة فً حالة حدوث األخطار والكوارث من
خبلل اعادة تحدٌد االصل او اصبلحه او صٌانته ،حٌث أن التؽطٌة التؤمٌنٌة تمكن من
استثمار العملٌات الصناعٌة واالنتاجٌة ومن تم تحقٌق أهداؾ التنمٌة الصناعٌة :كالتؤمٌن
على الحرٌق والسرقة والتؤمٌنات االجتماعٌة للعمال...
ٌساهم التؤمٌن التكافلً فً تعزٌز مسٌرة التنمٌة الزراعٌة من خبلل التؽطٌات التؤمٌنٌة
المتعلقة باالستثمار الفبلحً كالمعدات والتجهٌزات الفبلحٌة ووسابل النقل ،باإلضافة الى
التؤمٌن ضد األ خطار الفبلحٌة التً تصٌب المحصول او الزرع كالكوارث الطبٌعٌة
وأمراض النبات وتؤمٌن الثروة الحٌوانٌة وؼٌرها.
وكما قلنا سلفا ما لتؤمٌن التكافلً من أكل فً نجاح منتوجً السلم واالستصناع فً
مؽربنا.
-177فراس عودة ،مستقبل التؤمٌن التكافلً فً ظل هٌمنة التـؤمٌن التقلٌدي ،رسالة لنٌل شهادة الماستر فً المالٌة االسبلمٌة ،كلٌة
الشرٌعة ،جامعة محمد بن عبد هللا ،فاس ،السنة الجامعٌة ،8183-8181ص .4
-178بونشادة نوال ،العمل المإسساتً التكافلً بٌن جهود التؤصٌل وواقعٌة التطبٌق ،م س ،ص .1
104
ت :دور التأمٌن التكافلً فً التنمٌة االاجتماعٌة
ٌتمثل تحقٌق التنمٌة االجتماعٌة من خبلل صور عدٌدة أهمها تحقٌق المقاصد
الضرورٌة لئلنسان ،وحتى المقاصد التحسٌنٌة له ،وذلك عن طرٌق تؽطٌات التكافل الطبً،
او تحمل نفقات العبلج وخاصة فً حاالت المرض المزمن او العضال ،باإلضافة الى
تؽطٌة البطالة وحماٌة الدخل والعجز البدنً الدابم كلٌا او جزبٌا وتؽطٌات الوفاة ونظام
المعاشات والتعاقد ،ومن شؤن التؤمٌن التكافلً تحقٌق مصالح لنفس والنسل والمال ،من
خبلل الدور الذي ٌإدٌه العمل التؤمٌن الصحً التكافلً وتؤمٌن المعاش والعجز والوفاة،
والتؤمٌن على مصارؾ التعلٌم ،والتؤمٌن على مصالح حفظ األموال كتنمٌة التؤمٌن على
الحٌاة المختلط والتؤمٌن السرقة والحرٌق والتؤمٌن البحري.
سعى المسلمٌن الى اٌجاد البدٌل عن المنتجات التؤمٌنٌة التقلٌدٌة ،كان لها بالػ االثر فً
نشر فلسفة وفكر اقتصادي إسبلمً مجسد واقعٌا وعملٌا بمإسسات مالٌة اسبلمٌة ،كانت
أكثرها حداثة وعصرنة مإسسات التؤمٌن االسبلمً التً أضحت تنافس المإسسات التؤمٌنٌة
التقلٌدٌة وتستحوذ على نسبة فً سوق التؤمٌن.
تعتبر شركات التؤمٌن مإسسة مالٌة تقوم بدور ادخاري مهم والمتمثل فً تعببة
المدخرات المالٌة التؤمٌنٌة عبر تجمٌع مبالػ االقساط من المستؤمنٌن ،ولما كانت شركات
التامٌن التشاركً تقوم باستقطاب االشتراكات من االفراد فهً بهذا الدور التنافسً تستحوذ
على نسبة معتبرة من مدخرات االفراد مما ٌجعلها تشكل وعاء مالٌا اخر منافس لودابع
المصارؾ من جهة ،وللمدخرات المالٌة التؤمٌنٌة ،179دون أن ننسى الدور التوظٌفً لهذه
المدخرات المالٌة ،حٌث تعمل شركات التؤمٌن التشاركً على توظٌؾ واستثمار الفوابض
-179السٌد حامد حسن محمد ،الدور التنموي لشركات التؤمٌن التعاونً االسبلمً ابعاده وافاقه وموقؾ الشرٌعة منه ،مإتمر التامٌن
التعاونً ،المنعقد فً 3ابرٌل ،8131الرٌاض ،ص .91
105
المالٌة فً اوعٌة استثمارٌة من شؤنها منافسة الحقل االستثماري الربوي المحرم ،وهو ما
من شؤنه أن ٌفقد وٌحرم سوق التؤمٌن التقلٌدي صبٌبا من االموال واالقساط وبالتالً
انخفاض فً محفظتها المالٌة التؤمٌنٌة ومن تم فً اوعٌتها المالٌة واالستثمارٌة.
وحسب منظورنا فالشركات التؤمٌن التقلٌدي هً االخرى ستسارع الى فتح نوافذ
وفروع لها لتقدٌم الخدمة التؤمٌنٌة التكافلٌة والسإال المطروح حٌالها ما شرعٌة هذه
التعامبلت وخصوصا أننا نعرؾ مصادر تلك األموال التً سٌتم عبرها تقدٌم او االستثمار
خبللها فً التؤمٌن التكافلً؟
اال أننا نعتقد عكس هذا السٌنارٌو ألنها هً االخرى ستسارع باي وسٌلة الى ابداع
طرٌقة ما لتقدم الخدمة التؤمٌنٌة اإلسبلمٌة تحث صورة ما ،كما فعل فً شؤن البنوك
اإلسبلمٌة ،الى جانب البعد الثانً والتمثل فً نمو وتوسع شركات التؤمٌن التكافلً انما ٌؤتً
من كفاءة ادارتها االستراتٌجٌة فً توظٌؾ أموالها واشتراكاتها فً أوعٌة ؼٌر مخالفة
ألحكام الشرٌعة االسبلمٌة ،االمر الذي ٌنتج عنه حتما تحوٌل هذه المدخرات المالٌة من
القطاع التقلٌدي الربوي بمختلؾ مإسساته االستثمارٌة ،مما ٌعنً بالضرورة توجٌهٌها نحو
القطاع االسبلمً او التشاركً بجمٌع مإسساته ،وذلك على حساب حفض وحجب تلك
األوعٌة المالٌة االستثمارٌة عن القطاع التقلٌدي ،وهذا ما ٌنتج عنه تطوٌر المإسسات المالٌة
االسبلمٌة بشكل عام وتعزٌز مسٌرة نمو المإسسات التؤمٌنٌة اإلسبلمٌة.
والبعد الثالث ٌتجلى فً حالة العجز المالً لشركات التؤمٌن التكافلً ،ف ٍان الوظٌفة
الركٌزة االستراتٌجٌة لعمل هذه الشركات تتجلى فً ضرورة االلتزام الشرعً فً كافة
اعمالها التؤمٌنٌة واالستثمارٌة ألحكام الشرٌعة االسبلمٌة ،بل وٌنبؽً علٌها ان تلجؤ الى
مصادر تموٌل ال تخالؾ أحكامها ،وهذا ما من شؤنه أن ٌعزز من األداء الكلً للمصارؾ
ومإسسات التموٌل االٍ سبلمً على حساب تخفٌض الطلب على اجمالً التموٌل واالبتمان
180
التقلٌدي الربوي.
-180رٌاض منصور الخلٌفً ،تقٌٌم تطبٌقات وتجارب التامٌن التكافلً االسبلمً ،م س ،ص .84
106
وٌجب العمل من جمٌع النواحً ،لضمان عمل التؤمٌن التكافلً بببلدنا ومساعدته
للوقوؾ واالستمرار ومنافسة شركات التؤمٌن التقلٌدي ،وأن ٌعمل على إنشاء شركات اعادة
التؤمٌن التكافلً حتى ٌتوسع نشاط هذه الشركات وٌتطور ،الى جانب أن ٌعمل على تؤهٌل
العاملٌن فً القطاع مهنٌا وفنٌا ،فاذا سار المؽرب على هذا النهج فإنه سٌكون مركزا قارٌا
مهما للتؤمٌن التكافلً وسٌكون من اهم الدول التً تعمل به وتعمل على تطوٌره شٌبا
181
فشٌبا.
ومن منظورنا ففعبل سوق التؤمٌن التكافلً بالمؽرب ،ستكون سوق واعدة بكل
المقاٌٌس ٍان تم دعم هذا المولود الجدٌد من طرؾ الدولة بتوفٌرها لؤلرضٌة المناسبة لها،
وبعملها على تقلٌص فارق الهوة ما بٌنها وما بٌن شركات التؤمٌن.
الفقرة الثانٌة :ضمانة التأمٌن التكافلً كرافعة لمستوى أداء منتوج المرابحة
إن من بٌن اإلشكاالت المعقدة والصعبة والتً ٌصعب استٌعابها هً ؼٌاب تؤمٌن
تكافلً فً البنوك التشاركٌة وبالتالً ما ٌخلق قصور الحماٌة التؤمٌنٌة فً المعامبلت البنكٌة
التشاركٌة بالمؽرب حٌث من الضرورة ان تفرض البنوك التشاركٌة على المتعاملٌن معها
االنخراط فً التؤمٌن على العقار والذي ٌؽطً التلؾ واألضرار التً قد تلحق العقار مثبل
لكن وبالرجوع الى الواقع العملً فإن الزبون المتعامل مع البنك فً عقد المرابحة بالنسبة
للعقارات من أجل توفٌر الحماٌة للزبون فً حالة وقوع خطر معٌن ؼٌر محتمل ،نجد أن
المإسسة البنكٌة تلزم الزبون على التصرٌح بااللتزام على أنه سٌنخرط فً التؤمٌن التكافلً
فور العمل به وٌعتبر هذا الشرط ضروري وفً حالة رفض الزبون ف ٍان العملٌة ال تتم ،لكن
التساإل والذي ٌنبؽً طرحه ،ماذا لو اصاب العقار تلؾ ما ،فكٌؾ سٌتعامل البنك مع
الزبون قبل اشتؽال هذه المإسسات التؤمٌنٌة بالمؽرب؟
باإلضافة الى المشكل الثانً هو بعد موافقة الزبون فً االنخراط فً هذه المإسسات
دون معرفة هذه األقساط ال عددها وال قٌمتها ،وما ٍان كانت مكلفة له.
-181فراس عودة ،مستقبل التؤمٌن التكافلً فً ظل هٌمنة التؤمٌن التقلٌدي ،م س ،ص .41-34
107
وفً حالة ما إن كانت مكلفة فما الحل امام الزبون؟ واي طرٌق سٌسلك حٌالها وهل
ٌمكن الدفع ببطبلن العقد؟
كل هذه اإلشكاالت ال زالت تحمل ضبابٌة أمام زبناء المإسسات البنكٌة التشاركٌة ،بل
وهناك مجموعة من الزبناء ترفض التعامل مع هذه المإسسات فور ما تعلم ؼٌاب التؤمٌن
التكافلً ٌحمً مصالحها وحقوقها.
فالمشرع هو االخر ٌتحمل الشق األكبر فً هذا القصور الذي ٌعترٌه بتؤخره فً
اصدار ق التنظٌمً لكٌفٌة ممارسة التؤمٌن التكافلً وشكل المإسسات الممارسة له وشروط
االٍنخراط واالستفادة من هذه العملٌة ،واألسباب الحالة دون ٍارساء حماٌة للزبون المتعامل
مع البنك التشاركً هً عدٌدة...
مما ٌمكن القول على ضرورة التدخل للعناٌة أكثر وإلنجاح هذه التجربة الجدٌدة التً
تعترٌها مجموعة من المشاكل قبل بدأها ،حٌث كان على المشرع تجاوز كل النواقص و
182
االستفادة من التجارب الرابدة فً هذا المجال.
-182المهدي كنوش ،مظاهر قصور حماٌة الزبون فً العملٌات البنكٌة ،رسالة لنٌل شهادة الماستر ،كلٌة العلوم القانونٌة
واالقتصادٌة ،جامعة موالي سماعٌل السنة الجامعٌة ،8134-8133ص .93
108
المبحث الثانً :التحدٌات التً تواجه التأمٌن التكافلً بالمغرب
رؼم البناء القانونً المتمٌز الذي سطره المؽرب لتؤمٌن التكافلً ،ورؼم الخصابص
التً ٌنفرد بها ورؼم التفاإل الكبٌر الذي ٌستشرؾ فٌه لتؤمٌن التكافلً بببلدنا ،اال أنه هذه
التجربة قد تقؾ أمامها عوابق وتحدٌات حٌن تنزٌله العملً ،اذ رؼم النجاح الذي حققته
صناعة التؤمٌن التكافلً ،الزالت تواجه جملة من التحدٌات التً تقؾ أمام انتشار وتطور
183
هذه الصناعة.
فهذا النظام مرتبط اساسا بشكل كبٌر بالظرفٌة االقتصادٌة والمالٌة والدٌمؽرافٌة
المحٌطة به ،اذ ال ٌمكن الحكم على مدى نجاعة هذا النظام وسٌرورة نموه فً معزل عن
بٌبته ،184ومن هنا سنعرض اإلكراهات التً وقفت أمام تطبٌق التؤمٌن التكافلً ومنها
نستشؾ مسبقا اإلكراهات التً ٌمكن أن تعترض نجاح هذه التجربة ومن تم محاولة
تجاوزها (المطلب األول) ،وسنقدم بعض الحلول لتجاوزها (المطلب الثانً).
تزاٌد اعداد البنوك التشاركٌة ،ازداد معه حاجتها للتؤمٌن التكافلً ٌؽطً أعمالها ،مما
ادى بالتبعٌة الى تطور هذا االخٌر وانتشاره فً العدٌد من البلدان ،بل وفضل عن ؼرٌمه
التقلٌدي ،لكن الزالت صناعته لم تتطور بالشكل الذي مٌز البنوك اإلسبلمٌة ،وعجزت عن
تقدٌم بعض الخدمات بالجودة المطلوبة ،مما ٌستوجب علٌنا من خبلل الموضوع الفضفاض
الذي بٌن أٌدٌنا ،التطرق لئلكراهات القانونٌة لتطبٌق التؤمٌن التكافلً فً البنوك التشاركٌة
(الفقرة األولى) ،ثم ألهم االكراهات الواقعٌة التً استعصت عمله (الفقرة الثانٌة).
-183عبد القادر برٌش ،التحدٌات التً تواجه صناعة التامٌن التكافلً ،ط ،3منشورات السلؾ الجزابر ،8131ص .8
-184سكٌنة االدؼزي ،نظام التامٌن اإلجباري عن المرض فً القطاع العمومً ،بٌن طموح النص ورهانات الواقع ،منشورات جامعة
السلؾ ،الجزابر ،8131ص .8
109
الفقرة األولى :اإلكراهات القانونٌة لتطبٌق نظام التأمٌن التكافلً فً البنوك
التشاركٌة
تعددت اإلكراهات القانونٌة التً استعصت تطبٌق التؤمٌن التكافلً فً المؽرب ولعلى
أبرزها ،تؤخر اصدار التشرٌع المنظم لعملٌة التؤمٌن التكافلً (أوال) ،وفً ؼٌاب استقبللٌة
تامة لقانون التؤمٌن التكافلً (ثانٌا).
تؤخر اصدار القانون الخاص بالتؤمٌن التكافلً وتفعٌله ،مما شل مٌبلده على ارض
الواقع ،وبقى لسنوات حبٌس الرفوؾ ،ورؼم صدوره مإخرا اال أن تفعٌله هو االخر لم ٌتم،
وٌجب االسراع بتفعٌله لتحقٌق انطبلقة كاملة لمنتجات المالٌة اإلسبلمٌة فً المملكة ولتلبٌة
انتظارات وحاجٌات الزبناء ،الذٌن تقدم لهم هذه البنوك تموٌبلت بدون إرفاقها بالتؤمٌن
185
التكافلً مع تضمٌن العقد العودة لئلبرام التؤمٌن بعد صدور التؤمٌن التكافلً.
لٌإثر هذا التؤخر عن النتابج التً حققتها البنوك التشاركٌة منذ انطبلقها ،وحسب
المتخصصٌن وبعض المسإولٌن البنكٌٌن ،فإن تطور نتابج هذه البنوك مرهون باستخراج
مجمل المنتجات الضرورٌة للمنظومة المالٌة التشاركٌة من قبٌل حسابات االستثمار
واالدخار وعقود المشاركة والمضاربة والسلم واالستصناع ،وخصوصا التؤمٌن التكافلً
الذي سٌمكن شرابح واسعة من المؽاربة من االقبال على خدمات االبناك التشاركٌة وطلب
تموٌل ،اذ ٌشكل سوق التؤمٌن التكافلً أحد االسواق المالٌة الواعدة عالمٌا ،حٌث وصلت
قٌمته بنهاٌة سنة 2017الى 19ملٌون دوالر على مستوى العالم ومن المتوقع أن ٌتجاوز
40ملٌون دوالر بحلول عام ،2023بمعدل سنوي ٌبلػ 13بالمبة ،خبلل الفترة ما بٌن
،186 2023-2017ووجوده فً السوق المؽربٌة سٌضخ سٌولة جد مهمة فً االقتصاد
المؽربً.
-185مرٌم واحساة ،تقرٌر لجنة المالٌة والتنمٌة االقتصادٌة حول مشروع ق ،32-33بتؽٌر وتتمٌم ق 44-32المتعلق بمدونة
التؤمٌنات ،البرلمان مجلس النواب ،دورة اكتوبر ،8133المؽرب ،ص .9
-186نوفل الناصري ،مستجدات التامٌن التكافلً ،مقال منشور بموقع ، https://www.pjd.ma/%D8%AD%D8تارٌخ االطبلع
علٌه 8188/13/39على ساعة .31:31
110
وبطء اصدار وتفعٌل التشرٌع المنظم لتؤمٌن التكافلً بالمؽرب ٌعد التحدي التشرٌعً،
معٌق أساسً حال دون تفعٌل التؤمٌن التكافلً على أرض الواقع بشكل أسرع بالمؽرب،
فنحن نعلم أن اصدار قانون تنظٌمً خاص بالتـؤمٌن التكافلً تطلب سنوات ،خاصة وأن
اصدار ق ،59-13المؽٌر والمتمم لمدونة التؤمٌنات لم ٌرى النور اال سنة ،2016وق
،87-17هو االخر لم ٌرى النور اال وحلول سنة ،2019وشروع العمل فٌه فعلٌا ال ٌزال
متؤخرا الى حدود اآلن ،حٌث نجد أن تطبٌقه معلق على مجموعة من المقتضٌات التً تحدد
كٌفٌة تطبٌقه وطبٌعة الشركات التً ستمارس هذا النشاط ،ناهٌك عن ضرورة اخد راي
المجلس العلمً االعلى بالمطابقة فً هذه النصوص.
وعموما ٌبقى جزء من هذا التؤخر راجع الى خصوصٌة المسطرة التً تخول
التصرٌح ببداء العمل به فً انتظار سرٌان العمل به.
اما المؽرب فقد ذهب فً منؤى عن صدور قانون خاص بالتؤمٌن التكافلً ،فالقانون
المؽربً ال ٌفرق بٌن المنتجات االسبلمٌة والمنتجات التقلٌدٌة فً اللوابح التنظٌمٌة الى حد
االن ،حٌث لم تظهر للوجود ق خاص مستقل بالتؤمٌنات التكافلٌة وتبقى هذه االخٌرة تشاطر
نفس المدونة بجانب التؤمٌن التقلٌدي ،فكان على المشرع المؽربً وضعها فً إطار مستقل
نظرا لخصوصٌتها ،السٌما ان صناعة التامٌن تتمٌز بعدة فروقات جوهرٌة عن مإسسات
التؤمٌن التقلٌدي ،مالٌا واستشارٌا وقانونٌا.
-187أشرؾ دوابه ،رإٌة استراتٌجٌة لمواجهة تحدٌات التؤمٌن التكافلً االسبلمً ،م س ،ص .31
111
وبالتالً فان ادراج الشركات التكافلٌة تحت احكام التشرٌع التقلٌدي فٌه مناقضة كبٌرة
ألهداؾ التكافل وؼاٌته وقد ٌإدي ذلك الى تحمل صناعة التكافل مخاطر قانونٌة ال ٌحمد
علٌها ،خصوصا وأن القضاء الوضعً سٌجري احكامه على اساس المنطق التجاري
السابد ،ودونما اعتبار لبلختبلفات بٌنه وبٌن النموذج التكافلً االسبلمً ،وٌتمثل ذلك فً
كون القضاء ٌرى فً شركات التؤمٌن التكافلً على أنها ذات اؼراض ومقاصد ربحٌة
188
محضة ،تماما مثل التؤمٌن التجاري وهذا مخالؾ لواقعها الفنً.
112
فً الوقت الذي ما زالت شركات التؤمٌن التكافلً حدٌثة النشؤة وقدرتها البشرٌة
متواضعة ،كما أن جهل فبة عرٌضة عن الفرق ما بٌن التؤمٌن التكافلً والتؤمٌن التقلٌدي
واكتساح تطبٌق نظام التؤمٌن التقلٌدي فً السوق المؽربٌة وحصته الكبٌرة فً السوق
الداخلٌة والعالمٌة ،اضافة الى وجود شركات إلعادة التؤمٌن التجاري بشكل كبٌر سٌقوي من
حدة المنافسة وسٌجعلها ؼٌر متكافبة ،الى جانب نوع العبلقة بهٌبة مراقبة التؤمٌنات
واالحتٌاط االجتماعً ،حٌث نجد أن مرجعٌة نظام التؤمٌن التكافلً وفلسفة بنابه ومقاصده
المإسسة على التكافلٌ ،جعل من طبٌعة العبلقة مع هٌبة التؤمٌنات واالحتٌاط االجتماعً
مختلفة تماما عن النظام المالً التقلٌدي ،فكٌؾ سٌتم التؤسٌس لهذه العبلقة مع اختبلؾ
النظامٌن؟
190
فإن وجود هٌبة شرعٌة واحدة لمراقبة نظام التؤمٌن التكافلً ومن وجهة اخرى
ٌشكل أحد عراقٌل هذا النظام بالمؽرب ،وذلك نظرا لكثرة اختصاصاتها من تم ٌجب احداث
لجنة قانونٌة فً كل مجلس من المجالس العلمٌة المحلٌة لدابرة اختصاص البنوك التشاركٌة،
بما أنها الجهة التً خول لها المشرع فً ق 87-18مزاولة مهام التؤمٌن التكافلً وبذلك
تكون لها مهمة االشراؾ والمراقبة على الوظٌفة الخاصة على شركة التؤمٌن التً تم احداثها
191
الصادرة من اجل تدبٌر األنشطة التؤمٌنٌة التشاركٌة والسهر على ضمان تقٌدها باآلراء
عن المجلس األعلى ،الى جانب ضعؾ التؤهٌل الفنً والمهنً ما ٌنعكس على اصدار آرابها
بشكلها الصحٌح ،فكما هو معلوم تجد اللجنة الشرعٌة للمالٌة التشاركٌة صعوبة فً مراجعة
وتحلٌل كل البٌانات المالٌة لمإسسات التؤمٌن التكافلً.
فلهذه الهٌبات دور كبٌر فً العمل على انجاح شركات التؤمٌن التكافلً ولكنها الزالت
تعانً من الضعؾ فً التؤهٌل الفنً والمهنً ،وذلك ٌنعكس سلبا على قدرتها على اصدار
الفتوى بشكلها الصحٌح.
-190موسى مصطفى القضاة ،التؤمٌن التكافلً بٌن دوافع النمو ومخاطر الجمود ،ورقة علمٌة مقدمة لملتقى التؤمٌن المنعقد فً
الرٌاض بتارٌخ ٌ 89-81ناٌر ،8119ص .33-38
-191عبد هللا بن الطاهر ،البنوك التشاركٌة االسبلمٌة بالمؽرب ،م س ،ص .891
113
ثانٌا :تحدٌات تتعلق بإعادة التأمٌن التكافلً:
بعد ان استقر االمر على حرمة التامٌن التجاري واقرار التؤمٌن التكافلً بدٌبل شرعٌا
عنه ،كان البد من استثمار جهود الباحثٌن فً الصناعة التكافلٌة الستحداث بدٌبل شرعٌا
ٌقوم مقام صناعة اعادة التامٌن القابمة ،وٌزٌل الحرج عن الشركات التكافلٌة الملزمة بإعادة
التؤمٌن وبالتعامل مع الشركات إعادة التؤمٌن التجارٌة.
وقد تؤخرت نشؤة شركات اعادة التؤمٌن التكافلً على مستوى الخارجً ،اذ تم تؤسٌس
الشركة االٍسبلمٌة لتؤمٌن و ٍاعادة التؤمٌن سنة 1985فً البحرٌن لتقوم بؤعمال التامٌن
التكافلً وتكون أول شركة إلعادة التؤمٌن التكافلً ،لٌتوالى بعد ذلك انشاء شركات إلعادة
التؤمٌن التكافلً فً مناطق مختلفة.
وعرفت المعاٌٌر الشرعٌة إعادة التكافل بؤنه :اتفاق شركات تؤمٌن نٌابة عن صنادٌق
التؤمٌن التكافلً التً تدٌرها اذا ما تعرضت ألخطار معٌنة على تبلفً جزء من األضرار
الناشبة عن هذه االخطار ،وذلك بدفع حصة من اشتراكات التامٌن المدفوعة من المستؤمنٌن
على اساس االلتزام بالتبرع ،وٌتكون من ذلك صندوق اعادة تؤمٌن له حكم الشخصٌة
االعتبارٌة وله ذمة مالٌة مستقلة ٌتم منه التؽطٌة عن الجزء المإمن علٌه من األضرار التً
192
تلحق شركة التؤمٌن من جراء وقوع األخطار المإمن منها.
فإعادة التؤمٌن االسبلمً هً تقنٌة لتؽطٌة األخطار التً ٌمكن أن ٌتعرض المإمن،
193
ٌلتزم معها معٌد التؤمٌن فٌها بتعوٌض الخسابر فً شكل تعاونً.
وٌواجه التؤمٌن التكافلً أكبر تحدي والمتمثل فً إعادة التؤمٌن التكافلً ،بحٌث ال قٌام
لشركات التؤمٌن اال بترتٌبات إعادة التؤمٌن ،وبذلك قد ٌواجه التؤمٌن التكافلً مشاكل فً
بداٌته بالمؽرب ،تتمثل باألساس فً ؼٌاب شركات اعادة التؤمٌن التكافلً التً تتوافق مع
مبادئ التؤمٌنات اإلسبلمٌة ،ألن عدم اجراء ترتٌبات إلعادة التؤمٌن التكافلً قد ٌشل من
-192هٌبة المحاسبة والمراجعة للهٌبات المالٌة االسبلمٌة ،المعاٌٌر الشرعٌة ،المنامة ،8131ص .*911
-193سمٌحة جلولً ،اعادة التكافل كآلٌة إلدارة مخاطر التؤمٌن التكافلً ،مجلة االقتصاد الصناعً ،العدد 14دٌسمبر ،8139ص
.141
114
حركة نشاطها ،وتعتبر عملٌة إعادة التؤمٌن التكافلً من أكبر العقبات التً تواجه التؤمٌن
194
التكافلً.
وألجل ذلك صدرت توصٌة مجمع الفقه اإلسبلمً تدعو الدول االسبلمٌة على إقامة
مإسسات التؤمٌن التكافلً ومإسسات تعاونٌة إلعادة التامٌن التكافلً تدعم نشاطها ،فحاجة
شركات التامٌن التكافلً الى اعادة التامٌن ال تختلؾ عن حاجة شركات التؤمٌن التجاري
الٌه ،ان لم تكن أكثر منها ألن أعباء الخسارة ستقع على عاتق المإمن لهم فً نهاٌة االمر
عكس التؤمٌن التجاري الذي ٌنعكس فٌه أثر الخسابر على الشركة ذاتها.
انتشار التؤمٌن التجاري والذي ٌكتسح كل األسواق المؽربٌة ،ما ٌجعل التؤمٌن التكافلً
صعب النماء فً ظله لبسطه الهٌمنة على السوق المؽربً ،وبذلك سٌعرؾ التؤمٌن التكافلً
منافسة شدٌدة تزداد بؽٌاب الوعً التامٌنً لدى افراد تسعى للربح دون مراعاة ألي شًء
اخر ،واالبتمان بالمؽرب ٌهٌمن على فبة ٌستوي عندها الحبلل والحرام لؤلسؾ الشدٌد.
وفً اخر هذا المطلب ال ٌمكننا اال تحدث عن التحدٌات المتعلقة بثقافة التكافل ،حٌث
ٌقصد بثقافة التكافل إدراك حقٌقة التؤمٌن التكافلً الذي تطبقه شركات التكافل ،ومعرفة
اهداؾ قٌام صنادٌق التكافل ،وإدراك أهم الفروق الجوهرٌة بٌن التؤمٌن التقلٌدي والتؤمٌن
التكافلً ،وما ألهمٌة إدراك هذه الحقٌقة من اهمٌة ،اذ ان ؼٌاب الثقافة التكافلٌة تعد من أهم
-194التهامً المنصوري ،التؤمٌن التكافلً فً المعامبلت المالٌة للبنوك التشاركٌة بالمؽرب بٌن التنظٌم القانونً والتنزٌل العملً،
المجلة االلكترونٌة ألبحاث القانونٌة ،العدد ،8134 ،1ص .311
-195عبد العزٌز القصار ،إعادة التؤمٌن العقبات والحلول ،ط ،3مطبوعات كلٌة الشرٌعة ،جامعة الكوٌت سنة ،8111ص .11
115
العوابق التً تواجه تطور وازدهار التؤمٌن التكافلً على مستوى العالم ،196وفً المؽرب ال
تزال ثقافة التكافل ضعٌفة داخل اقتصادٌات المجتمع ،بسبب اعتبار صناعة التؤمٌن التكافلً
صناعة مجهولة فنٌا وشرعٌا للمتعاملٌن بها ،وذلك ألن االمر ٌتعلق بقطاع التؤمٌن الذي
197
تعتبر خدماته مإجلة تعتمد على االحتمالٌة ،قد تتحقق وقد ال تتحقق.
ونحن نعلم أن اؼلب العاببلت فً المؽرب هً من أصل رٌفً كانت تمتهن الفبلحة
وبعض الحرؾ التقلٌدٌة ،سابدا بٌنها التضامن والتكافل بٌن مختلؾ شرابح المجتمع وٌعود
بالخٌر على الببلد رؼم ضعؾ االمكانٌات ،اال أن نزح هإالء نحو المدن فً مرحلة
التصنٌع خبلل فترة السبعٌنٌات ادى الى االعتماد على الدولة فً حل مشاكل الفرد
والجماعة ،وبالتالً اندثار ثقافة التكافل بٌن الناس وإضعافها.
ومع ظهور مصطلح التؤمٌن التكافلً ظهرت الحقٌقة التكافلٌة التً تود شركات التؤمٌن
التكافلً تطبٌقها مإرخة اهدافها فً قٌام صنادٌق التكافل واسس التؤمٌن التكافلً كمنتوج
تشاركً مالً اسبلمً ٌعتمد على مبدأ التكافل الذي هو أحد الخصابص المالٌة اإلسبلمٌة.
ورؼم ذلك وجد التؤمٌن التكافلً نفسه معرض لعابق ضعؾ الثقافة والتوعٌة التؤمٌنٌة
التكافلٌة ،حٌث أن الخلط بٌن التؤمٌن التقلٌدي و التؤمٌن التكافلً صار واقعا ملموسا بٌن
جمهور المسلمٌن المؽاربة ،وكثٌرا ما تسمع ال فرق بٌن التؤمٌن التكافلً والتؤمٌن التقلٌدي
198
وهذا نتٌجة طبٌعٌة لقصور الواضح فً نشر ثقافة التكافل.
اال أننا نبلحظ أن هذه الثقافة ضعٌفة ،اذ أن لم نقل ؼاببة لدى جل الشرابح المؽربٌة
فً ظل عدم التعرٌؾ والتروٌج لها فً اوساط المؽاربة ،وتحدٌات اخرى متعلقة باالستثمار
فمن المعلوم أن شركات التؤمٌن التكافلً هً شركات مالٌة تقوم بتجمٌع األموال من المإمن
لهم ،لتؽطٌة المخاطر التً ٌمكن أن تحصل لهم ،وإلعادة استثمارها واالستفادة من أموالها
لبناء مشارٌع اخرى مربحة من جهة اخرى ،وبطبٌعة الحال أٌا كان نوع هذه االستثمارات
-196عجانً الهام ،ممولً قطاع التؤمٌن فً االقتصاد الجزابري ،رسالة لنٌل شهادة الماستر فً كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة
وعلوم التسٌٌر ،جامعة مسٌلة ،الجزابر ،8138-8133ص .33
-197سفٌان الكامل ،ؼٌاب التكافل االجتماعً فً السٌاق المؽربً ،مقال منشور بموقع *
-198أشرؾ دوابه ،رإٌة استراتٌجٌة لمواجهة تحدٌات التؤمٌن التكافلً االسبلمً ،م س ،ص .39
116
فإنها تكون معرضة للمخاطر وهذا ٌعكس شركات التؤمٌن التجارٌة التً تتعامل مع البنوك
199
الربوٌة باإلقراض بفابدة مضمونة.
المطلب الثانً :الحلول المقترحة لتجاوز اإلكراهات التً تعترض التأمٌن التكافلً
بالمغرب
كما سلؾ الذكر ٌعترض التؤمٌن التكافلً مجموعة من العقبات تجعله ؼٌر قادر على
تسوٌق خدماته فً البٌبة المطلوبة ،لذلك فالتسوٌق فً شركات التؤمٌن التجاري ال ٌختلؾ
عن التؤ مٌن التكافلً اال فً ما ٌخص ضرورة االلتزام بؤحكام الشرٌعة السبلمٌة فٌما ٌخص
200
التؤمٌن التكافلً.
االمر الذي ٌتطلب العمل على تنمٌته بؽرض دعم كفاءة شركات التؤمٌن التكافلً
واالرتقاء بخدماتها التؤمٌنٌة لتجاوز العقبات ،حٌث ٌتحتم علٌها مواكبة التطورات والتحدٌات
وذلك باالرتكاز على الحلول المقترحة ،منها ما ٌتعلق بترقٌة الضوابط الشرعٌة (الفقرة
األولى) ،ومنها ما ٌتعلق بترقٌة مستوى شركات التؤمٌن التكافلً (الفقرة الثانٌة).
تعد الضوابط الشرعٌة هً اهم ما ٌمٌز شركات التؤمٌن التكافلً عن ؼٌره من شركات
التؤمٌن التكافلً ،فٌجب أن تتفادى اعماله األعمال المخالفة للشرع ،حٌث ٌجب علٌها ان
تقوم بتسوٌق خدماتها التؤمٌنٌة التكافلٌة وفق جملة من الضوابط الشرعٌة:
-تحقٌق مقاصد الشرٌعة ،وأن تكون مفاهٌم وأسالٌب التسوٌق متفقة مع أحكام ومبادئ
الشرٌعة االسبلمٌة فً جل القواعد المنظمة لها.
-199فراس عودة ،مستقبل التامٌن التكافلً فً ظل هٌمنة التامٌن التقلٌدي ،م س ،ص. 331
-200فبلق صلٌحة ،متطلبات تنمٌة نظام التامٌن التكافلً ،تجارب عربٌة ،اطروحة لنٌل شهادة الدكتوراه ،كلٌة العلوم االقتصادٌة
والتجارٌة وعلوم التسٌٌر ،جامعة حسٌبة بن بو علً السلؾ ،سنة ،8139- 8131ص .31
117
-االلتزام باألخبلق والسلوك الحسن ،وٌعنً أن ٌلتزم رجل التسوٌق فً الخدمات
التؤمٌنٌة التكافلٌة بالقٌم واالخبلق الفاضلة والسلوك الحسن وتجنب انحراؾ السلوك -تحقٌق
مصلحة أطراؾ العملٌة التؤمٌنٌة بتركٌز العملٌة التسوٌقٌة على ما تقدمه شركة التؤمٌن من
خدمات ومنتجات تؤمٌنٌة تكافلٌة وعلى تحقٌق النفع العام للفرد والمجتمع وللدولة واألمة
اإلسبلمٌة اضافة الى مصلحة الشركة.
-سد الذرابع على جلب المنافع ،وٌقصد بذلك تجنب اختبار الوسابل واألدوات التً
201
فٌها مفسدة شرعٌة وتطبٌق قاعدة تجنب المفاسد مقدم على المنافع.
-تطوٌر األطر التشرٌعٌة لتنظٌم سوق التؤمٌن التكافلً وتعزٌز النصوص التشرٌعٌة
ذات العبلقة بفض المنازعات بما سٌإدي الى سرعة البث فً الدعاوى القضابٌة
حالة نشوء نزاع ما ،باإلضافة الى اصدار المزٌد من القوانٌن التً تجعل التؤمٌن
التكافلً ،الزاما فً قطاعات كثٌرة اخرى ؼٌر قطاع المرابحة بالعقار والسٌارة.
118
-تجوٌد الخدمات التؤمٌنٌة التكافلٌة المقدمة لحملة الوثابق وإلزام الشركات او
المقاوالت بالسداد بالتعوٌض بالقٌمة فً الوقت المحدد من أجل كسب رضا أكبر
عدد ممكن من المستؤمنٌن.
-ترقٌة األسالٌب البشرٌة لمقاولة التؤمٌن التكافلً وذلك باالعتماد على الخبرة
المتمرسة والمتكونة وعلى التكنولوجٌا الحدٌثة ،وتطوٌر المعرفة بإدارة األخطار
وإقامة نوع من الشراكة بٌن شركات التؤمٌن والبنوك واستفادة من شبكات توزٌع
البنوك التشاركٌة فً تسوٌق المنتجات التؤمٌنٌة التشاركٌة وتحصٌل األقساط.
-صٌاؼة استراتٌجٌة واضحة المعالم لتحسٌن صورة قطاع التؤمٌن لدى المواطنٌن
المؽاربة من خبلل ؼرس الوعً التامٌنً واالهتمام بالثقافة التؤمٌنٌة ،وتعرٌفهم
بؤهمٌة الحاجة الى الحماٌة مع تحسٌسهم بحقوقهم ،واكتشاؾ طرق جدٌدة لزٌادة
204
حجم الطلب على التموٌل من خبلل االهتمام بتطوٌر تطبٌقات التؤمٌن التكافلً.
-إ نشاء تكتبلت اقلٌمٌة لتبادل الخبرات والتؽطٌات بؤسعار معقولة وانشاء شبكة
205
معلومات بٌنها لتبادل المعلومات.
ومن وجهة نظرنا فمن متطلبات شركات التؤمٌن فً األسواق التنافسٌة أخذ عنصر
شدة المنافسة من الجانب السلبً والعمل علٌه من الجانب االٌجابً كٌؾ؟
عبر اعتبار المنافسة اداة تكامل ما بٌن شركات التؤمٌن التكافلً وشركات التؤمٌن
التقلٌدي ،لتقدٌم الخدمة للزبون المشترك بجودة عالٌة مع تخفٌض االسعار ،وبالتالً
-204طارق ابو مازن قندور ،معٌقات وكوابح نمو قطاع تؤمٌن ،م س ،ص.4
-205سامر مظهر قنطقجً ،تطور صناعة التامٌن التكافلً وافاقها المستقبلٌة ،م س ،ص .33
119
ستتحول اكراهات المنافسة الى فرصة ستعود بالنفع على الزبون بالدرجة األولى ،وعلى
شركات التؤمٌن التكافلً أن تسعى دوما الى ابتكار المنتجات المناسبة واألكثر جدبا
للمشتركٌن والعمل وفقا الستراتٌجٌات متعددة السنوات ذات أهداؾ واضحة.
120
خاتمة:
وفق ما سبقٌ ،مكن القول أنه من الصعب الحكم على التؤمٌن التكافلً ودوره فً
تطوٌر البنوك التشاركٌة بالمؽرب نظرا لكونه منتوج مستجد ولم ٌطبق بعد ،لكن ما ٌمكن
قوله انه وبالرؼم من اإلكراهات والتحدٌات الجمة التً ستواجه ،سٌستطٌع فرض كٌان له
بالمؽرب ،وحاولنا بهذا الموضوع الخروج بنظرة تصورٌة مستقبلٌة لهذا المنتوج و دوره
فً تعزٌز المالٌة التشاركٌة ،وما ٌمكن أن ٌساهم فٌه من تنوع المنتوج وتروٌج السوق
وخلق فرص اخرى لبلستثمار فً السوق المؽربٌة ومن تم فتح مجاالت أوسع لشرابح
المؽربٌة للتؤمٌن عن أحوالهم ،وأشٌابه بصورة تكافلٌة وفقا أحكام الشرٌعة اإلسبلمٌة
وبصٌؽة تضامنٌة محضة ومن خبلل دراسة هذا الموضوع وصلنا لهذه الخبلصات:
-أن التؤمٌن حاجة ضرورٌة فً الحٌاة البشرٌة تعٌنه على تجاوز الحوادث كٌؾ ما
كان نوعها ،وأن وجود تؤمٌن تكافلً ٌتوافق وأحكام الشرٌعة االٍسبلمٌة امر سٌفٌد االمة
االسبلمٌة وسٌؽنٌها عن التعامبلت المحرمة.
-أن وجود إطار قانونً ٌنظم العملٌة التؤمٌنٌة التكافلٌة هً خطوة مهمة ستساعد على
تطبٌق هذا النظام ،خصوصا ما ٌعرفه من خصوصٌة عن نظٌره التقلٌدي ،فً انتظار
التطبٌق العملً له على ارض الواقع الذي سٌكشؾ عن ثؽرات هذا اإلطار القانونً
وهفواته.
ٌ -مكن القول أن ما بٌن التؤمٌن التجاري والتؤمٌن التكافلً فروقات جوهرٌة وفً نفس
الوقت نقط تبلقً ،فبل اختبلؾ بٌنهم فً األسس الفنٌة والعملٌة وفً الؽرض بحد ذاته ،وإنما
فً طبٌعة العقد وكٌفٌة إدارته.
وجود قواعد تضمن التدبٌر المستقل ألموال المشتركٌن من قبل صندوق تؤمٌن
تكافلً له ذمة مالٌة مستقلة عن المقاولة المسٌرة بصفتها وكٌلة بؤجر ،اال أن ما
نعقب علٌه فً هذه النقطة أنه كان على المشرع أن ٌفتح الباب لتعامل وفق
صٌؽة المضاربة والوقؾ واال ٌقتصر على هذه الصٌؽة فقط.
121
تحقٌق مبدأ فصل الذمم ما بٌن أموال المقاولة وأموال المشتركٌن عبر التنصٌص
على تمتع الصندوق بالشخصٌة االعتبارٌة المستقلة.
النص على الفصل ما بٌن حسابات صندوق التؤمٌن التكافلً وحسابات المتعلقة
بالعملٌات االستثمارٌة التً تقوم بها المقاولة ،وما لدور الستثمار اشتراكات
التؤمٌن من أهمٌة.
التنصٌص على مبدأ عدم تقادم الحقوق الناتجة عن عقود التؤمٌن التكافلً
كاستثناء عن القواعد العامة ،وما لهذا المبدأ من دور فً تعزٌز عمل التؤمٌن
التكافلً اذ عبر هذه الخاصٌة التً ٌنفرد بها ،لن ٌخاؾ المتعاملٌن من إهدار
حقوقهم بسبب تقادم دعاوهم ،وبهذا ٌمكنهم المطالبة بحقوقهم أمام القضاء وقت ما
أرادوا.
-ان موضوع التؤمٌن التكافلً كرافعة لمستوى اداء البنوك التشاركٌة كما ٌبلحظ أنه
الحاطة بكل جوانبه ،اال أننا حاولنا التطرق لمعظم
موضوع رحب وشاسع وال ٌمكن ا ٍ
الحٌثٌات المتعلقة به ،واتضح لنا جلٌا انه ٌمكن فعبل تصور واقع جد متمٌز لصناعة التؤمٌن
التكافلً فً ببلدنا ،وانه بكل ٌقٌن ٌستشرؾ لها مستقبل زاهر ،وان مع وجوده ستكون
انطبلقة قوٌة ونوعٌة للمالٌة التشاركٌة ،وستعمل البنوك االسبلمٌة فً أبهى صورها،
وستعرؾ إ قباال جد مهم مع وجود هذه الضمانة القوٌة التً كانت تفتقدها ووقفت عابقا امام
عملها ،فؽٌاب التؤمٌن التكافلً جعل فبة عرٌضة من المجتمع المؽربً تجنح عن التعامل
معها ،خوفا من إهدار حقوقهم ،كما ان البنوك هً االخرى بحاجة ماسة للتؤمٌن تكافلً
ٌؽطً أعمالها وأموالها ،وموظفٌها ،ووجود هذه االلٌة سٌجعلها فً مؤمن من المخاطر
والخسابر التً قد تتعرض لها.
-من خبلل النظرة المقارنة لواقع التؤمٌن التكافلً فً بعض الدول الرابدة ٌتضح ان
كبل النموذجٌن ال السعودي وال المالٌزي ٌمكن االحتذاء بهما والسٌر على خطاهم لتحقٌق
انطبلقة فعالة لصناعة التؤمٌن التكافلً بببلدنا ،وتحقٌق نتابج مرضٌة ومشجعة تسٌر بنا لما
ال أن نكون نموذج ناجح للنجاح المالٌة االٍسبلمٌة فً إفرٌقٌا ،فالمؽرب بلد اسبلمً آمن
122
ٌتوفر على موقع استراتٌجً ،وله طبقة اجتماعٌة كبٌرة متشبعة بالقٌم اإلسبلمٌة وؼٌرها
من العوامل تإكد أن صناعة التؤمٌن التكافلً ستعرؾ نجاحا ،لكن ذلك متوقؾ على مدى
القدرة على تجاوز التحدٌات واالٍكراهات الكبٌرة والتً تدور أؼلبها حول المنافسة الشدٌدة
والقوٌة مع الشركات التقلٌدٌة المسٌطرة على السوق المؽربً ،وقلة الوعً بؤهمٌة هذا
المنتوج ،وما ٌمكن أن ٌحققه من عوابد مهمة ستعود على األفراد بالنفع والدولة التً فً
امس الحاجة لمثل هذه االلٌات لتروٌج االٍقتصاد وفتح فرص الشؽل ،هذا من جهة ومن
جهة اخرى فرصة لكً تنعم جمٌع الفبات الطبقٌة بتؽطٌة تؤمنٌه تكافلٌة عن ذواتهم
وأموالهم.
ٌ -جب العمل على تحسٌن ودعم جانب االستثمار عبر أموال التكافلً ولما ال عبر
السماح بتعدٌل قانونً للعمل وفق النموذج المختلط او نموذج المضاربة او الوقؾ.
-التؤكٌد على الدور المحوري لهٌبات الرقابة وتعزٌز عملها فً مدى توافق شركات
التؤمٌن التكافلً فً االلتزام بمبادئ الشرٌعة االسبلمٌة الؽراء ،وندعو إلنشاء لجن فً
المجالس الجهوٌة لتراقب عمل هذه الشركات.
-التركٌز على استثمار الفابض التامٌنً فً مشروعات ربحٌة منتجة وتتماشى مع
أحكام الشرٌعة االسبلمٌة ،ولما ال االنفتاح على االستثمار فً األسواق العالمٌة.
-انشاء صندوق وطنً لتؤمٌن التكافلً ترصد فٌه نسبة معٌنة من االٍحتٌاطات لدعم
شركات التؤمٌن التكافلٌة ،ومنحها السٌولة منه إذا تطلب ذلك وفق شروط محددة.
123
-وضع عقوبات خاصة وصارمة للمخالفات المسجلة من طرؾ مقاوالت التؤمٌن
وعمبلبها.
-العمل على التسوٌق بالمنتوج التؤمٌنً التكافلً وإشهاره بكل الوسابل اإلشهارٌة
لٌصل لكل افراد المجتمع.
-واخر اقتراحاتنا أن تعمل الدولة المؽربٌة على وضع إستراتٌجٌة متعددة السنوات
لنهوض بهذا القطاع بمختلؾ أوراشه ،واالعتماد علٌه فً تجاوز االزمات االقتصادٌة التً
ٌتخبط بها المؽرب الواحدة تلو األخرى.
وفً االخٌر نإكد أن تحسٌن مردودٌة المالٌة التشاركٌة ٌرتكز باألساس على عمل
الدولة والمجتمع كٌد واحدة للنهوض بهذا القطاع لٌساٌر نظٌرة التقلٌدي وٌضاهٌه.
124
الئحة المعاجم والمراجع
المعاجم
ابراهٌم مذكور :المعجم الوسٌط ،الجزء األول ،الطبعة الثانٌة ،دار عمران.
أبو الفضل جمال الدٌن بن المنظور :لسان العرب ،الطبعة األولى ،بٌروت،
الجزء العاشر.
الفٌروز ابادي :القاموس المحٌط ،تحقٌق التراث ،الطبعة الرابعة مإسسة
الرسالة بٌروت .3441
مجد الدٌن محمد بن ٌعقوب :الفٌروز ابادي ،القاموس المحٌط ،الطبعة الثامنة،
بٌروت ،مإسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزٌع .8119
محمد بن مكرم ابن منظور :لسان العرب ،بٌروت ،دار صادر للطباعة
والنشر ،الجزء الثانً عشر .3448
الكتب العامة
أبو بكر الرازي :مخت ار الصحاح ،تحقٌق محمود خاطر ،الجزء الخامس
مكتبة لبنان بٌروت.3449 ،
ابو عبد هللا محمد االنصاري :الرصاع ،شرح حدود ابن عرفة ،الطبعة
األولى ،بٌروت -دار الؽرب االسبلمً .3441
ابو عبد هللا محمد الحرشً :شرح الخرشً على مختصر خلٌل ،الجزء
الخامس ،دار الفكر بٌروت.3443،
125
ابو قاسم عبٌد هللا المصري :التفرٌع فً فقه االمام مالك بن انس ،الجزء
الثانً ،الطبعة األولى ،دار الكتب العلمٌة بٌروت.8112 ,
أحمد بن محمد الفٌومً :المصباح المنٌر ،الجزء األول ،مكتبة لبنان.1987 ،
أشرؾ محمد دوابه :اساسٌات العمل المصرفً االسبلمً ،الطبعة األولى،
مطبعة دار السبلم ،القاهرة .8138
حامد بن الحسن علً مٌرة :عقود التموٌل المستجدة فً المصارؾ االسبلمٌة،
الطبعة األولى ،دار السمان للنشر والتوزٌع ،الرٌاض ،السعودٌة.
حسٌن بدر الدٌن العٌنً :البداٌة فً شرح الهداٌة ،الجزء السادس ،دار الفكر
بٌروت .1993
حمزة شواردة :عبلقة البنوك االسبلمٌة بالبنوك المركزٌة ،عماد الدٌن للنشر
والتوزٌع ،الطبعة األولى.8131 ،
زهرة ؼراؾ :وبن سعً لخضر ،تجربة مالٌزٌا فً التكافل االسبلمً
وفرصة االستفادة منها فً المعامبلت المالٌة الجزابرٌة
سامً حمود :تطوٌر األعمال المصرفٌة بما ٌتفق والشرٌعة اإلسبلمٌة الطبعة
الثالثة مكتبة دار التراث القاهرة.
سعد أبو حبٌب :التؤمٌن بٌن الحظر واإلباحة ،الطبعة األولى ،دار الفكر،
دمشق.1983
شمش الدٌن محمد بن محمد الخطٌب الشربٌنً :مؽنً المحتاج ،الجزء
الثالث ،بٌروت دار الفكر .3441
126
شهاب احمد سعٌد العزٌزي :ادارة البنوك االسبلمٌة ،دار النفابس للنشر
والتوزٌع ،الطبعة األولى.8133 ،
صونٌا عابد :استراتٌجٌات التضارب بٌن البنوك االسبلمٌة وشركات التامٌن
المصرفً ،نماذج من الوطن العربً والجزابر ،دون ذكر المطبعة ،منشورات جامعة
سطٌؾ الجزابر .8139
عابشة الشرقاوي المالقً :البنوك االسبلمٌة التجربة بٌن الفقه والتطبٌق،
المركز الثقافً العربً ،الطبعة األولى ،سنة .8111
عابشة الشرقاوي المالقً :الوجٌز فً القانون البنكً المؽربً ،دار أبً
رقراق للطباعة والنشر ،الرباط ،الطبعة الثانٌة .8112
عبد الرزاق السنهوري :الوسٌط فً شرح المدنً ،دار النهضة العربٌة،
القاهرة ،المجلد األول.1964 ,
عبد العزٌز القصار :اعادة التامٌن العقبات والحلول ،الطبعة األولى،
مطبوعات كلٌة الشرٌعة ،جامعة الكوٌت سنة .2006
قتٌبة عبد الرحمان العانً :التموٌل ووظابفه فً البنوك االسبلمٌة والتجارٌة،
دراسة مقارنة ،دار النفابس للنشر والتوزٌع ،الطبعة األولى.8131 ،
محمد ابو زهرة :التكافل االجتماعً فً اإلسبلم ،دار الفكر العربً ،القاهرة،
بدون تارٌخ النشر.
محمد حسٌن الوادي ،حسن محمد سمحان :المصارؾ االسبلمٌة االسس
النظرٌة والتطبٌقات العملٌة ،الطبعة األولى ،دار السٌرة للنشر والتوزٌع.2001 ،
محمد صبلح محمد الصاوي :مشكلة االستثمار فً البنوك االسبلمٌة ،دار
التوزٌع المدٌنة المنورة .3441
127
محمد محمود المكاوي :البنوك االسبلمٌة النشؤة والتطوٌر ،المكتبة العصرٌة،
القاهرة مصر ،الطبعة االولى .2009
محمود حسن صوان :أساسٌات العمل المصرفً االسبلمً دار وابل للطباعة
والنشر ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى ،سنة .8113
ٌحً بن شرؾ النوري محً الدٌن ابو زكرٌا :روضة الطالبٌن ،الجزء
الرابع ،المكتب اإلسبلمً بٌروت.3439 ،
الكتب الخاصة
رضوان الكبا :مظاهر تؤثٌر مبادئ االقتصاد االسبلمً على تنظٌم التامٌن
التكافلً بالمؽرب ،بحوث فً قضاٌا المجتمع والقانون ،كتاب القانون والمجتمع ،كلٌة
العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة ،ابن الزهر ،اكادٌر.
سامر مظفر قصفجً :التؤمٌن اإلسبلمً أسسه ومحاسبته ،مطبعة الشعاع،
سورٌا الطبعة األولى.8113 ،
سعد خلٌفة العبار :التامٌن من منظور اسبلمً ،الطبعة األولى ،مطبعة النور،
.8133
طارق ابو مازن قندور :معٌقات وكوابح نمو قطاع التامٌن التكافلً بٌن
التحدي والمواجهة ،دراسة مقارنة للجزابر والكوٌت خبلل الفترة ،8119-8113
الطبعة األولى ،مطبوعات جامعة السلؾ الجزابر .8134
عبد السمٌع المصري :التؤمٌن اإلسبلمً بٌن النظرٌة والتطبٌق ،الطبعة
الثانٌة ،مكتبة وهبة ،القاهرة .3433
عبد القادر برٌش :التحدٌات التً تواجه صناعة التامٌن التكافلً ،الطبعة
األولى ،منشورات السلؾ الجزابر .8131
محمد السٌد الدسوقً :التامٌن وموقؾ الشرٌعة االسبلمٌة منه ،الطبعة األولى،
المجلس االعلى لشإون االسبلمٌة القاهرة.
128
محً الدٌن القرة داؼً :التؤمٌن التكافلً اإلسبلمً ،دراسة فقهٌة تؤصٌلٌة
مقارنة بالتؤمٌن التجاري مع التطبٌقات العملٌة ،الجزء الثانً ،الطبعة السادسة ،دار
البشابر اإلسبلمٌة.8133 ،
األطروحات والرسائل
األطروحات
انس موسى ابو العون :المسإولٌة المدنٌة لبلبناك تجاه الزبناء والؽٌر،
اطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص ،جامعة محمد االول-كلٌة العلوم القانونٌة
واالقتصادٌة واالجتماعٌة ،وجدة ،السنة الجامعٌة .8131-8113
فبلق صلٌحة :متطلبات تنمٌة نظام التامٌن التكافلً ،تجارب عربٌة ،اطروحة
لنٌل شهادة الدكتوراه ،كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر ،جامعة حسٌبة
بن بو علً السلؾ ،سنة.2015- 2014
الرسائل
احبلم لعلى :دور شركات التامٌن فً تقلٌل المخاطر االبتمانٌة لدى البنوك
االسبلمٌة ،رسالة لنٌل شهادة الماستر ،كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر،
جامعة محمد حٌضر ،بسكرة الجزابر.8131-8131 ,
اسماء كردود :المنتجات البنكٌة االسبلمٌة ودورها فً تحسٌن تنافسٌة البنوك-
دراسة حالة بنك البركة ،-رسالة لنٌل شهادة الماستر األكادٌمً فً علوم التسٌٌر,
.2016-2015
129
سهام بً :عقد المرابحة المنصب على العقار بٌن النص القانونً واحكام الفقه
االسبلمً ،رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً القانون الخاص ،كلٌة العلوم القانونٌة
واالقتصادٌة واالجتماعٌة ،جامعة الحسن االول ،سطات ،السنة الجامعٌة .8139-8131
عبد الحمٌد البعلً محمود :نظام التامٌن التعاونً التكافلً االسبلمً ،قواعده
وفنٌاته مع المقارنة بالتامٌن التجاري ،رسالة لنٌل شهادة الماستر ،كلٌة التجارة ،جامعة
الكوٌت.8111 ،
عجانً الهام :ممولً قطاع التامٌن فً االقتصاد الجزابري ،رسالة لنٌل شهادة
الماستر فً كلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر ،جامعة مسٌلة ،الجزابر
.2012-2011
عطا هللا جدة :دور مإسسات التامٌن التكافلً فً تحقٌق التنمٌة المستدامة،
رسالة الماجستٌر ،جامعة عرفات عباس ،الجزابر.8131 ,
فراس عودة :مستقبل التامٌن التكافلً فً ظل هٌمنة التامٌن التقلٌدي ،رسالة
لنٌل شهادة الماستر فً المالٌة االسبلمٌة ،كلٌة الشرٌعة ،جامعة محمد بن عبد هللا ،فاس،
السنة الجامعٌة .8183-8181
المهدي كنوش :مظاهر قصور حماٌة الزبون فً العملٌات البنكٌة ،رسالة لنٌل
شهادة الماستر ،كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة ،جامعة موالي سماعٌل السنة الجامعٌة
.2019-2018
المؤتمرات والندوات
احمد محمد الصباغ :اسس وصٌػ التامٌن االسبلمً ،بجث مقدم للمإتمر
الثالث للمصارؾ االسبلمٌة ،دمشق ،مارس .2008
بونشادة نوال :مداخلة تحت عنوان " العمل المإسساتً التكافلً بٌن جهود
التؤصٌل وواقعٌة التطبٌق" فً ندوة حول مإسسات التامٌن التكافلً والتامٌن التقلٌدي بٌن
االسس النظرٌة والتطبٌقٌة ،المنعقدة ٌومً 81-89ابرٌل .8133
130
حضري دلٌلة :صناعة التامٌن التكافلً االسبلمً فً دول مختارة بٌن الواقع
واالفاق ،بحث مقدم للملتقى الدولً السابع حول الصناعة التؤمٌنٌة الواقع العملً وافاق
التطوٌر ،بكلٌة العلوم االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر ،جامعة حسٌنة بن علً
السلؾ.8131 ،
رٌاض منصور الخلٌفً :التؤمٌن التكافلً اإلسبلمً ،ملتقى التؤمٌن التعاونً،
الهٌبة اإلسبلمٌة العلمٌة االقتصاد والتموٌل ،رابطة العالم اإلسبلمً ،الرٌاض .2000
رٌاض منصور الخلٌفً :تقٌٌم تطبٌقات وتجارب التامٌن التكافلً االسبلمً،
ملتقى التامٌن التعاونً ،الكوٌت .8114
السعٌد بو هراوة :التكٌٌؾ الشرعً للتامٌن التكافلً ،ورقة بحثٌة نشرت فً
الندوة الدولٌة حول شركة التامٌن التقلٌدي ومإسسات التامٌن التكافلً بٌن االسس النظرٌة
والتجرٌبٌة ٌومً 81-89ابرٌل جامعة سطٌؾ .8133
سلٌمان العاز بن ذرٌع :التؤمٌن التعاونً ،معٌقاته واستشراؾ مستقبله ،ملتقى
التؤمٌن التعاونً الهٌبة اإلسبلمٌة العلمٌة االقتصاد والتموٌل ،الرٌاض.8114 ,
السٌد حامد حسن محمد :الدور التنموي لشركات التامٌن التعاونً االسبلمً
ابعاده وافاقه وموقؾ الشرٌعة منه ،مإتمر التامٌن التعاونً ،المنعقد فً 3ابرٌل .8131
صالح احمد بدار :التامٌن التكافلً االسبلمً ،بحث مقدم لمإتمر المصارؾ
االسبلمٌة الٌمنٌة ،الواقع والتحدٌات المستقبل ،صنعاء ،الٌمن 20-21مارس .2010
صفٌة احمد ابو بكر :التامٌن التكافلً رإٌة مستقبلٌة ،المإتمر العلمً الدولً
الثانً حول دور التموٌل االسبلمً ؼٌر الربحً فً تحقٌق التنمٌة المستدامةٌ ،ومً -81
83ماي ,8131مختبر التنمٌة االقتصادٌة والبشرٌة فً الجزابر ،جامعة سعد دحلب
البلٌدة الجزابر.
صبلح محمد زٌن الدٌن :رإٌة بعض األكادٌمٌٌن االلمان لواقع مستقبل
البحوث ،المإتمر العالمً السنوي الرابع عشر ،المجلد الرابع.8119 ،
131
عبد الرزاق بن الزاوي ،اٌمان نعمون :ارساء مبادئ الحوكمة فً شركات
التامٌن التكافلً ،الملتقى الوطنً حول حوكمة الشركات كالٌه للحد من الفساد المالً
واالداريٌ ،ومً 12-11ماي ,8138بجامعة محمد حٌدر بسكرة ،كلٌة العلوم
االقتصادٌة والتجارٌة وعلوم التسٌٌر.
عبد الستار ابو ؼدة :اسس التامٌن التكافلً ،الملتقى الثانً للمصارؾ
االسبلمٌة ،دمشق سورٌا ،اٌام .8112 ,31-38-33
عبد القادر وحمو محمد :افاق تقدٌم البنوك الجزابرٌة لمنتجات تؤمنٌه ،ورقة
مقدمة الى المإتمر الدولً الثانً حول اصبلح النظام المصرفً الجزابري ،المنعقد بكلٌة
الحقوق والعلوم االقتصادٌة ،جامعة ورقلة ،بتارٌخ 38-33مارس .8113
عبد هللا علً الصٌفً :التامٌن على الودابع المصرفٌة فً البنوك االسبلمٌة،
مإتمر التامٌن التعاونً ابعاده وافاقه وموقؾ الشرٌعة االسبلمٌة منه ،الجامعة االردنٌة
،31-33ابرٌل .8131
عجٌل جاسم النشمً :مبادئ التامٌن االسبلمً ،الدورة 20لمإتمر مجمع
الفقه اإلسبلمً.
على محً الدٌن القرة داؼً :مفهوم التؤمٌن التعاونً ،ماهٌته وضوابط
ومعوقاته ،مإتمر التؤمٌن التعاونً ،أبعاده وأفاقه وموقؾ الشرٌعة اإلسبلمٌة.
محمد أكرم االء الدٌن :سعٌد بو هوارة ،تجربة التامٌن التعاونً المالٌزٌة،
الملتقى الثالث للتامٌن التعاونً ،المنعقد فً ,8133/38/3-2الجامعة االردنٌة.
محمد أنس مصطفى الزرقا :التامٌن التعاونً ،ابعاده وافاقه وموقؾ الشرٌعة،
من نظرة اقتصادٌة اسبلمٌة الى خمس قضاٌا فً التامٌن التعاونً ،مإتمر التامٌن
التعاونً.
محمد سعدو الجرؾ :تقوٌم انظمة التامٌن التعاونً فً المملكة العربٌة
السعودٌة ،ملتقى التامٌن التعاونً السعودٌة ،جامعة ام القرى سنة .8114
132
موسى مصطفى القضاة :التامٌن التكافلً بٌن دوافع النمو ومخاطر الجمود،
ورقة علمٌة مقدمة لملتقى التامٌن المنعقد فً الرٌاض بتارٌخ ٌ 89-81ناٌر .8119
موالي الخلٌل :التامٌن التكافلً – الواقع واالفاق ,-الملتقى الدولً االول تحت
عنوان االقتصاد االسبلمً ،كلٌة العلوم االقتصادٌة واالجتماعٌة وعلوم التسٌٌر جامعة،
ؼلٌزان ،سنة .8111
ولٌد السعود :تجربة سبلمة لتؤمٌنات فً تسوٌق التامٌن التكافلً فً السوق
الجزابري ،بحث مقدم للندوة الدولٌة حول شركات لتامٌن التقلٌدي ومإسسات التامٌن
التكافلً بٌن االسس النظرٌة والتجربة التطبٌقٌة ،جامعة سطٌؾ 81-89ابرٌل .8138
المقاالت
ابراهٌم عبد الحلٌم عبادة ومٌساء منٌر ملحم :االهمٌة االقتصادٌة للتموٌل
المصرفً االسبلمً فً االردن ،دراسة حالة البنك االسبلمً االردنً والبنك العربً
االسبلمً الدولً ،مجلة دراسات علوم الشرٌعة والقانون ،المجلد السادس واألربعٌن،
العدد الثالث ،الجامعة االردنٌة عمان االردن 2019م.
ابراهٌم عشاق :طبٌعة وخصابص التامٌن التكافلً ،مجلة الرقٌب ،العدد
السادس ،اكتوبر .8133
حمزة عبد المهٌن :دور التموٌبلت البنكٌة فً تعوٌض قروض االستهبلك
بفابدة-دراسة منتوجً االجارة والمرابحة ،مقال منشور بمجلة المنبر القانونً ،العدد
8و 1ابرٌل اكتوبر .8138
رٌاض منصور الخلٌفً :التكٌٌؾ الفقهً للعبلقات المالٌة بشركات التامٌن
التكافلٌة ،مجلة الشرٌعة والقانون ،العدد الثالث والثبلثٌنٌ ،ناٌر .8113
133
رٌاض منصور الخلٌفً :قوانٌن التؤمٌن التكافلً ،األسس الشرعٌة والمعاٌٌر
الفنٌة ،دراسة معٌارٌة ألؼراض تقنٌن أعمال شركات التؤمٌن التكافلً اإلسبلمً ،مجلة
الحقوق ،العدد األولٌ ،ونٌو.8111/
سمٌحة جلولً ،اعادة التكافل كآلٌة إلدارة مخاطر التامٌن التكافلً ،مجلة
االقتصاد الصناعً ،العدد التاسع ،دٌسمبر .8139
عامر ٌوسؾ محمد الحلثوم :هل ٌختلؾ التامٌن التكافلً عن التامٌن التجاري،
مجلة الدراسات المالٌة المصرفٌة ،األكادٌمٌة العربٌة للعلوم المالٌة والمصرفٌة ،مركز
االبحاث المالٌة والمصرفٌة ،عمان األردن ،العدد الثانً.8131 ،
عامر ٌوسؾ محمد الحلثوماتً :هل ٌختلؾ التامٌن التكافلً عن التامٌن
التجاري ،مجلة دورٌة تصدر عن االكادٌمٌة العربٌة للعلوم المالٌة والمصرفٌة ،مركز
االبحاث المالٌة والمصرفٌة ،عمان االردن ،العدد الثانً.8131 ،
عبد القادر مطاي :صبػ التامٌن التكافلً ومعٌقاته ،دراسة تحلٌلٌة ،مجلة
المعٌار ،الجزابر ،المجلد التاسع ،العدد الثانً.8133 ،
عبد القادر نصارى ،بوعزٌز أزهر بن بٌا محمد :العوامل المإثرة على
ربحٌة شركات التامٌن بمالٌزٌا خبلل الفترة ,8134-8138مجلة التكامل االقتصادي،
المجلد الثامن ،العدد الثالث ،شتنبر.8181
عز الدٌن شوون ،نور الدٌن بوالكور ،سلٌمان كعوان :مكانة التامٌن التكافلً
فً سوق التؤمٌنات ،دراسة تجربة سبلمة السعودٌة ،مجلة التنمٌة واالقتصاد التطبٌقً،
جامعة المسٌلة ،المجلد الثالث ،العدد األول.
علً محمد الحفٌؾ :التامٌن التكافلً ،مجلة االزهر ،مطابع شركة االعبلنات
الشرقٌة القاهرة .1414
134
فاطمة آٌت الؽازي :اإلجارة بٌن األساس الشرعً واإلطار التنظٌمً
بالمؽرب ،مجلة مإتمر بٌت المقدس اإلسبلمً الدولً الخامس-التموٌل اإلسبلمً
(ماهٌته ،صٌؽته ،مستقبله) الجزء األول ،أٌار .8131
فٌروز بوزبرٌن :متطلبات تطوٌر صناعة التامٌن التكافلً لدعم الصناعة
المالٌة االسبلمٌة ،دراسة حالة تجربة المملكة العربٌة السعودٌة ،مجلة النهل
االقتصادي ،المجلد الثالث ،العدد الثانً.
محمد خلوفً :التامٌن التكافلً من خبلل مستجدات التؤمٌنٌة المؽربٌة بمقتضى
القانون ،94-31مجلة القانون واالعمال ،العدد الثامن عشر.8133 ،
موسى مصطفى القضاة :حقٌقة التامٌن التكافلً ،مجلة بحوث ،العدد الثالث
والثبلثٌن.
ٌاسٌن مناظري :تحدٌات وافاق التامٌن التكافلً بالمؽرب ،مجلة االقتصاد
االسبلمً العالمٌة ،العدد الثانً والتسعٌنٌ ،ناٌر .2020
النصوص التشرٌعٌة
المواقع االلكترونٌة
https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%A7%
https://allaiwalmadani.wordpress.com/2017/07/10/%D9
%85
https://assabeel.net/article/2017/6/5
https://snrtnews.com/article/%D8%A7%D9%84%D8%A
3%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%83
135
www.hespress.com
https://www.amf.org.ae/ar/content
www.leadin.co.uk
www.sama.gov.sa
https://scholar.google.com/scholar?hl
https://almalnews.com/%D8%A3%D9
https://www.pjd.ma/%D8%AD%D8
LES Ouvrages:
136
الفهرس
مقدمة2 ...........................................................................................:
الفصل االول :دور التامٌن التكافلً فً تعزٌز المنظومة المالٌة التشاركٌة 14 ..............
المبحث االول :التامٌن التكافلً نموذج لالجتهاد واالبتكار 15 ................................
المطلب االول :خصوصٌة التامٌن التكافلً 15 .................................................
الفقرة األولى :طبٌعة التأمٌن التكافلً 16 ......................................................
أوال :خصائص التأمٌن التكافلً 16 .............................................................
ثانٌا :تنوع الصٌغ المطبقة فً ادارة شركات التامٌن التكافلً 19 ............................
الفقرة الثانٌة :الفرق ما بٌن التامٌن التكافلً والتامٌن التجاري 21 ..........................
أوال :من الناحٌة الشرعٌة 21 ...................................................................
ثانٌا :من الناحٌة القانونٌة والمالٌة 26 .........................................................
المطلب الثانً :التنظٌم القانونً لتامٌن التكافلً بالمغرب 29 ................................
الفقرة االولى :تنظٌم التامٌن التكافلً وفق ألحكام الشرٌعة االسالمٌة 33 ...................
أوال :تطبٌق االحكام ا لعامة المنظمة لتامٌن التكافلً بعدم تنافٌها مع مبادئ الشرٌعة
واخضاعها لرقابة المجلس العلمً االعلى 33 ..................................................
الفقرة الثانٌة :التنظٌم القانونً لقواعد تسٌٌر صنادٌق التامٌن التكافلً 40 .................
أوال :فصل حساب صندوق التامٌن التكافلً عن حسابات المقاولة باعتبارها وكٌلة باجر
45 .................................................................................................
ثانٌا :االشتراك فً توزٌع الفوائض وتحمل العجز 47 .........................................
المبحث الثانً :آلٌة التأمٌن التكافلً لرفع من مستوى اداء المنتجات البنكٌة التشاركٌة
بالمغرب 56 .......................................................................................
المطلب األول :المنتجات البنكٌة التشاركٌة بالمغرب 57 .......................................
الفقرة األولى :المنتجات التموٌلٌة فً البنوك التشاركٌة 58 ..................................
أوال :منتوجً المرابحة واالجارة فً البنوك التشاركٌة 58 ...................................
ثانٌا :التموٌل بصٌغتً االستصناع والسلم فً البنوك التشاركٌة 61 .........................
الفقرة الثانٌة :المنتجات االستثمارٌة64 ........................................................
أوال :صٌغة االستثمار بالمضاربة فً البنوك االسالمٌة 65 ...................................
ثانٌا :صٌغة االستثمار بالمشاركة فً البنوك االسالمٌة 67 ...................................
المطلب الثانً :صناعة التأمٌن التكافلً ركٌزة من ركائز تفعٌل المنتجات البنكٌة
التشاركٌة 68 ......................................................................................
137
الفقرة األولى :أوجه الترابط بٌن البنوك التشاركٌة والتامٌن التكافلً 69 ....................
أوال :عالقة البنوك التشاركٌة بالتامٌن التكافلً 69 ............................................
ثانٌا :العالقات التعاقدٌة فً التامٌن البنكً التكافلً 70 .......................................
الفقرة الثانٌة :موقع التأمٌن التكافلً فً البنوك التشاركٌة 72 ...............................
أوال :حاجة التامٌن التكافلً للبنوك التشاركٌة 73 .............................................
ثانٌا :أسالٌب التموٌل فً تقلٌل المخاطر لدى البنوك التشاركٌة 75 ..........................
الفصل الثانً :واقع التأمٌن التكافلً 77 ........................................................
المبحث األول :التطبٌق العملً للتأمٌن التكافلً فً بعض الدول الرائدة فٌه واستشراف
واقعه فً المغرب 78 .............................................................................
المطلب األول :واقع التأمٌن التكافلً ما بٌن السعودٌة ومالٌزٌا 80 ..........................
الفقرة األولى :تجربة المملكة العربٌة السعودٌة فً تطوٌر صناعة التامٌن التكافلً 80 ...
أوال :واقع التامٌن التكافلً فً السعودٌة 80 ...................................................
ثانٌا :عوامل نجاح صناعة التأمٌن التكافلً بالمملكة العربٌة 87 .............................
الفقرة الثانٌة :واقع تجربة التأمٌن التكافلً فً مالٌزٌا 92 ...................................
أوال :تطبٌق التامٌن التكافلً فً مالٌزٌا وتطوره 92 ..........................................
ثانٌا :عوامل نجاح صناعة التكافل المالٌزٌة 97 ...............................................
المطلب الثانً :تصور واقع التأمٌن التكافلً بالمغرب99 .....................................
الفقرة األولى :مستقبل التامٌن التكافلً بالمغرب 100 ........................................
أوال :األبعاد التنموٌة لتأمٌن التكافلً 103 .....................................................
ثانٌا :اآلثار االقتصادٌة لصناعة التأمٌن التكافلً 105 ........................................
الفقرة الثانٌة :ضمانة التأمٌن التكافلً كرافعة لمستوى أداء منتوج المرابحة 107 ........
المبحث الثانً :التحدٌات التً تواجه التأمٌن التكافلً بالمغرب 109 ........................
المطلب االول :إكراهات تطبٌق التأمٌن التكافلً فً البنوك التشاركٌة 109 .................
الفقرة األولى :اإلكراهات القانونٌة لتطبٌق نظام التأمٌن التكافلً فً البنوك التشاركٌة
110 ...............................................................................................
أوال :تأخر إصدار التشرٌع المنظم لصناعة التامٌن التكافلً 110 ............................
ثانٌا :غٌاب استقاللٌة تامة لقانون التأمٌن التكافلً 111 .....................................
الفقرة الثانٌة :اإلكراهات الواقعٌة لصناعة التأمٌن التكافلً فً البنوك التشاركٌة 112 ....
أوال :تحدٌات راس المال والبنٌة التأسٌسٌة112 ............................................. :
ثانٌا :تحدٌات تتعلق بإعادة التأمٌن التكافلً114 ............................................ :
138
المطلب الثانً :الحلول المقترحة لتجاوز اإلكراهات التً تعترض التأمٌن التكافلً بالمغرب
117 ...............................................................................................
الفقرة األولى :ترقٌة الضوابط الشرعٌة والتشرٌعٌة 117 ....................................
أوال :الضوابط الشرعٌة 117 ....................................................................
ثانٌا :الضوابط التشرٌعٌة 118 ..................................................................
الفقرة الثانٌة :ترقٌة مستوى شركات التأمٌن التكافلً 118 ..................................
خاتمة121 ....................................................................................... :
الئحة المعاجم والمراجع 125 ...................................................................
الفهرس 137 .....................................................................................
139