You are on page 1of 67

‫شعبت ‪ :‬اللاهىن الخاص ‪ -‬فسوس ي‬

‫بحث لىيل شهادة إلاحاشة‬

‫جحذ عىىان‪:‬‬

‫النظام المالي للزوجين في‬


‫التشريع المغربي‬

‫جحذ إشساف‪:‬‬ ‫مً إعداد العلبت‪:‬‬


‫الدكخىزة فخيحت الخىشاوي‬ ‫‪ ‬شيماء ظىاف‬
‫‪ ‬نهيلت الللعي‬
‫‪ ‬شييب حىهسي‬

‫املىطم الجامعي‪2222 - 2222 :‬‬


‫شكر وتقدير‬
‫قال تؼانى "يٍ ٌشكش فإًَا ٌشكش نُفسّ" (نقًاٌ ‪)21‬‬
‫ٔقال سسٕنّ انكشٌى ‪ :‬يٍ ال ٌشكش انُاط ‪ ،‬نى ٌشكش هللا ػض ٔجم"‬
‫َشكش هللا ػض ٔجم َٔذًذِ ػهى يا اكشيُا بّ الَجاص ْزا انبذث انؼهًً ٔانزي‬
‫اْهُا انظذت ٔانؼافٍت ٔانؼضًٌت‪.‬‬
‫َتٕجّ بخانض انشكش ٔانتقذٌش ٔانؼشفاٌ انى االستارة ٔانذكتٕسة انفاضهت "فتٍذت‬
‫انتٕصاًَ" ػهى يا اسذتّ نُا يٍ َظخ ٔتٕجٍّ ٔاسشاد ٔػهى اششافٓا نٓزا انبذث‪.‬‬
‫فًُٓا تؼهًُا ٔ استفذَا يٍ خبشتٓا ػهى اٌ نهُجاح قًٍت ٔيؼُى ٔيُٓا تؼهًُا كٍف‬
‫ٌكٌٕ انتفاًَ ٔاالخالص فً انؼًم‪.‬‬
‫كًا َتقذو بانشكش نكم اساتزة انقإٌَ دفظٓى هللا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اإلهداء‬
‫َٓذي ثًشة جٓذَا انًتٕاضغ‬
‫إنى يٍ ْٔبَٕا انذٍاة ٔاأليم‪ٔ ،‬انُشأة ػهى شغف‬
‫االطالع ٔانًؼشفت‪ٔ ،‬يٍ ػهًَٕا أٌ َشتقً سهى انذٍاة بذكًت ٔطبش؛‬
‫بشاء ٔإدساَا‪ ،‬أليٓاتُا انؼضٌضاث ٔالباءَا االػضاء إنى يٍ ْٔبُا هللا َؼًت ٔجٕدْى فً دٍاتُا‬
‫إنى انؼقذ انًتٍٍ‬
‫يٍ كإَا ػَٕا نُا فً سدهت بذثُا إخٕاَُا ٔأخٕاتُا‬
‫إنى يٍ ساػذَٔا َٔذٍ َشق انطشٌق يؼا َذٕ انُجاح فً يسٍشتُا انؼهًٍت ‪..‬‬
‫ٔأخٍشًا إنى كم يٍ ساػذَا‪ٔ ،‬كاٌ نّ دٔس يٍ قشٌب أٔ بؼٍذ فً إتًاو ْزِ انذساست‪،‬‬
‫سائهٍٍ انًٕنى أٌ ٌجضي انجًٍغ خٍش انجضاء فً انذٍَا ٔاَخشة‪ .‬ثى إنى كم طانب ػهى سؼى‬
‫بؼهًّ‪ ،‬نٍفٍذ اإلسالو ٔانًسهًٍٍ‬
‫بكم يا أػطاِ هللا يٍ ػهى ٔيؼشفت‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫يمديت‬
‫شهدت مدونة االسرة مجموعة من التغٌرات ‪ 1‬سواء من ناحٌة بنٌتها أو من خالل توزٌع‬
‫االدوار بٌن افرادها‪ .‬حيث تحولت المرأة مف امرأة تالزـ البيت الى امرأة تشتغؿ في شتى‬
‫المجاالت فقد اصبحت تحقؽ دخال يتساوى مع دخؿ الرجؿ او يتعداه مما يساىـ في زيادة‬
‫دخؿ اسرتيا وتنمية مواردىا المالية‪ .‬اف عمؿ المرأة داخؿ البيت بحد ذاتو لو قيمة اقتصادية‬
‫مضافة لثروة االسرة‪.‬‬

‫تعتبر االسرة الخمية والمبنة االساس التي يتكوف منيا المجتمع والتي تعكس ىويتو وواقعو‬
‫االنساني‪ .‬لقد عبر المم ؾ المغفور لو الحسف الثاني رحمو اهلل عف اىمية مكانة االسرة بقولو‬
‫‪2‬‬
‫"‪ ...‬واألسرة شيء مقدس عندي‪"...‬‬

‫أرست مدونة االسرة جممة مف المرتكزات واألسس وذلؾ لتحقيؽ مبدأ المساواة والتوازف في‬
‫الحقوؽ والواجبات في العالقات السائدة بيف افراد االسرة مف خالؿ تنظيـ االمواؿ المكتسبة‬
‫اثناء العالقة الزوجية‪ ,‬لذا حرص المشرع المغربي في المادة ‪ 49‬مف مدونة االسرة عمى‬
‫تنظيـ الجانب المالي لألسرة مف اجؿ الحد مف النزاعات المطروحة بخصوص الممتمكات‬
‫المتحصمة اثناء الحياة الزوجية مف خالؿ منحيا امكانية االتفاؽ في وثيقة مستقمة عف عقد‬
‫الزواج‪ .‬في ظؿ مدونة االسرة اصبحت الزوجة تستفيد مف االمواؿ المكتسبة اثناء الحياة‬
‫الزوجية بحسب ما تحممتو مف اعباء لتنمية تمؾ االمواؿ المكتسبة في فترة الزواج فيذا‬
‫المقتضى التشريعي نجد سنده في الشريعة والفقو االسالمي ‪,‬كذلؾ اخد القضاء المغربي‬
‫بمقتضى حؽ الكد والسعاية باعتبارنا اماـ نص تشريعي المادة ‪ 49‬مف مدونة االسرة سنجد‬
‫في طياتو العرؼ المتعمؽ بالكد والسعاية‪.‬‬

‫‪1‬بمقتضى ظهٌر شرٌف رقم ‪ 11-04-22‬الصادر فً ‪ 12‬ذي الحجة ‪ 1424‬الموافق ل ‪ 3‬فبراٌر ‪ 2004‬بتنفٌذ القانون رقم ‪03‬‬
‫‪ 70‬بمثابة مدونة األسرة والمنشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ ،5184‬بتارٌخ ‪ 1‬فبراٌر ‪ ،2004‬ص‪.418 :‬‬
‫‪ 2‬مقتطف من خطاب الحسن الثانً رحمه هللا بتارٌخ ‪ 29‬شتنبر ‪ ،1989‬عند استقباله لممثالت الحركات النسائٌة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫في وقتنا الحاضر فقد توالى االىتماـ الدولي بحقوؽ الزوجة في امواؿ االسرة لرفع الضرر‬
‫الذي عانتو لسنوات‪ .‬ففي التشريعات الغربية المقارنة خاصة التشريع المدني الفرنسي الذي‬
‫عالج اشكالية تكافؤ االدوار المالية بيف الزوجيف مف خالؿ رؤية مقاربة ومنطقية تيدؼ‬
‫لتحقيؽ التوازف المالي واالقتصادي‪.‬‬

‫إف مورد النقاش يدور بخصوص الحالة التي اليكوف فييا اتفاؽ بيف الزوجيف عمى تدبير‬
‫‪3‬‬
‫االمواؿ المكتسبة اثناء العالقة الزوجية فيرجع لمقواعد العامة لالتبات‪.‬‬

‫ويراعى عند تقسيـ االمواؿ المكتسبة بيف الزوجيف عمؿ واحد منيا‪ .‬وما قدمو مف مجيودات‬
‫وما تحممو مف اعباء في سبيؿ تنمية امواؿ االسرة وىو ما سبؽ محكمة النقض اف ذىبت‬
‫اليو في العديد مف الق اررات الصادرة عنيا ومنيا القرار الصادر بتاريح ‪ 3‬دجنبر ‪2008‬‬
‫حيث جاء فيو "عدـ وجود اتفاؽ مسبؽ بيف الزوجيف لتدبير االمواؿ المكتسبة خالؿ العالقة‬
‫الزوجية ال يمنع احدىما مف اثبات ما قدمو مف مجيود لتنمية امواؿ االسرة والمطالبة‬
‫بنصيبو‪.4‬‬

‫استأثر موضوع تدبير االمواؿ المكتسبة خالؿ الحياة الزوجية اىتماـ الباحثيف حيث طرح‬
‫نقاشا فقييا وقضائيا في عدة ندوات وبرامج إعالمية نظ ار الرتباطو بنواة المجتمع أي األسرة‪.‬‬
‫ليذا اخترنا أف نعالج في بحثنا ىذا موضوع "النظاـ المالي لمزوجيف في التشريع المغربي"‪.‬‬

‫فيؿ وقؼ المشرع المغربي في تحقيؽ المساواة المالية بيف طرفي العالقة الزوجية مف خالؿ‬
‫الممارسة العممية لمقتضيات المادة ‪ 49‬مف مدونة االسرة؟ وفضال عف ذلؾ‪ ،‬ما ىو موقؼ‬
‫الفقو اإلسالمي والمشرع المغربي مف الذمة المالية لمزوجيف؟ ما مفيوـ الكد والسعاية وما‬
‫مكانتيما في المادة ‪49‬؟ وما ىي أبرز خصائص عقد تدبير األمواؿ المكتسبة بيف الزوجيف؟‬

‫‪ 3‬وهً المنصوص علٌها فً المادة ‪ 404‬من قانون االلتزامات والعقود والتً منها اإلقرار والشهادة والٌمٌن والقرائن‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫وسائل تحقٌق الدعوى كالمعاٌنة والخبرة الواردة فً الفصل ‪ 55‬من قانون المسطرة المدنٌة‬
‫‪ 4‬قرار صادر عن محكمة النقض بتارٌخ ‪ 3‬دجنبر ‪ 008‬منشور فً نشرة قرارات المجلس األعلى الغرفة الشرعٌة والمٌراث الجزء‬
‫الرابع الصادر سنة ‪.2010‬‬

‫‪4‬‬
‫وما ىو مضموف ىذا العقد؟ وفي حالة غياب االتفاؽ بيف الزوجيف‪ ،‬فكيؼ يتـ توزيع تمؾ‬
‫األمواؿ؟ وكيؼ تعامؿ القضاء المغربي مع مقتضيات المادة ‪ 49‬مف المدونة؟ وما وسائؿ‬
‫االثبات التي اعتمدىا القضاء في تقسيـ االمواؿ المكتسبة اثناء قياـ العالقة الزوجية? وكيؼ‬
‫يتـ توزيع ىذه االمواؿ في حالة عدـ وجود اتفاؽ؟‬

‫ولإلجابة عف مختمؼ ىذه اإلشكاليات المتفرعة عف اإلشكالية المحورية الموضوع‪ ،‬سيتـ‬


‫تقسيـ ىذه الدراسة إلى فصميف‪ :‬الفصؿ األوؿ‪ ،‬تتناوؿ فيو التدبيرالتعاقدي لألمواؿ المكتسبة‬
‫بيف الزوجيف والفصؿ الثاني سنتطرؽ فيو الى وسائؿ االثبات المعتمدة قضائيا في تقسيـ‬
‫االمواؿ المكتسبة اثناء قياـ العالقة الزوجية وكيفية توزيع ىذه االمواؿ في حالة عدـ وجود‬
‫اتفاؽ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫انفصم األول‪:‬‬
‫انُظاو انماَىَي نتدبير األيىال انًكتسبت‬
‫خالل انحياة انسوجيت‬

‫‪6‬‬
‫تًٍٓذ‪:‬‬
‫بعد أف أكد المشرع المغربي صراحة عمى مبدأ استقالؿ الذمة المالية لمزوجيف ‪،‬والذي بموجبو‬
‫يكوف لكؿ منيما الحؽ في التصرؼ في ممكيتو وابراـ العقود دوف أي قيد أو شرط ‪،‬تدخؿ‬
‫تمطيفا منو واستثناء مف ىذا األصؿ وأقر إمكانية اإلتفاؽ عمى استثمار األمواؿ خالؿ‬
‫الزوجية ‪،‬وتوزيعيا عمى النحو الذي يتالءـ مع مصالحيما ‪،‬وما ىذا إال دليؿ عمى مرونة‬
‫المشرع في منحو ىذا الخيار تكريسا منو لمبدأ سمطاف اإلرادة الذي يقوـ عمى أساس الحرية‬
‫التعاقدية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬استقالل الذمة المالية لمزوجين ومكانة الكد والسعاية في المادة‬
‫‪ 49‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫يشكؿ إحداث نظاـ قانوني لتدبير األمواؿ المكتسبة بيف الزوجيف خالؿ فترة الزواج‬
‫اليدؼ األسمى واألساس الذي يسعى المشرع مف خاللو لتعميـ العدالة وسيادتيا عمى كؿ‬
‫مناحي الحياة الزوجية‪ ،‬وذلؾ مف خالؿ إقرار مبدأ استقالؿ الذمة المالية لكؿ مف الزوج‬
‫والزوجة‪ ،‬بغية تنظيـ كؿ ما يتعمؽ بالشؤوف المالية لألسرة والتي تختمؼ مف أسرة إلى أخرى؛‬
‫أو باألحرى داخؿ األسرة الواحدة بتغيير الزماف والمكاف‪ ،‬ورفع الحيؼ والقير المسمط عمى‬
‫المرأة المتزوجة‪ ،‬عمى الرغـ مف أف الشريعة اإلسالمية قد أقرت ىذا المبدأ مف قبؿ واعترفت‬
‫لممرأة بحقيا في ذمة مالية مستقمة‪ .‬ونظ ار لمحيؼ الذي غالبا ما تتعرض لو المرأة بعد‬
‫الطالؽ‪ ،‬حيث تخرج مف البيت خالية الوفاض باستثناء متعتيا ونفقتيا أثناء العدة فقد ظيرت‬
‫األصوات النسائية تطالب بمبدأ االشتراؾ في األمواؿ‪ ،‬متأثرة بما ىو معموؿ بو في جؿ‬
‫الدوؿ الغربية‪ ،‬إذ أف ىذا المطمب قد تـ تضمينو في مشروع الخطة الوطنية إلدماج المرأة في‬
‫‪5‬‬
‫‪.‬‬ ‫التنمية‬

‫‪ 5‬الزاوي عبد المجٌد‪ ،‬حفٌظ أغزاف ‪:‬النظام المالً للزوجٌن فً التشرٌع المغربً‪ ،‬بحث لنٌل دبلوم اإلجازة األساسٌة‪ ،‬شعبة القانون‪-‬‬
‫مسلك القانون الخاص‪ ،‬جامعة موالي اسماعٌل ‪ ،‬الكلٌة المتعددة التخصصات‪ ،‬الراشٌدٌة‪ ،2017/20016 ،‬ص‪.8 :‬‬

‫‪7‬‬
‫المطمب األول‪ :‬استقالل الذمة المالية لمزوجين وتأصميا الشرعي والقانوني‪.‬‬
‫يتحقؽ االستقرار االجتماعي واالقتصادي لألسرة والحفاظ عمى كيانيا عف طريؽ‬
‫وضع قواعد وقوانيف مف أجؿ تنظيـ العالقات المالية بيف األفراد‪ ،‬إذ ال يتـ االعتراؼ‬
‫لمشخص بالحؽ في الذمة المالية المستقمة ومنحو الحؽ في ممكيتيا والتصرؼ فييا دوف أية‬
‫مراقبة‪ ،‬إذ يصبح األمر أكثر أىمية إذا كاف ليذا الشخص صفة الزوج و الزوجة‪.‬‬

‫تعتبر الحقوؽ المالية مف الدعائـ األساسية التي تقوـ عمييا األسرة ولذلؾ فإف نظاـ‬
‫استقالؿ الذمة المالية لمزوجيف يحكـ العالقات المالية في العديد مف الدوؿ كالمغرب‪ ،‬لذلؾ‬
‫فالمشرع المغربي قد نص في المادة ‪ 49‬مف مدونة األسرة المغربية أف‪" :‬لكؿ واحد مف‬
‫الزوجيف ذمة مالية مستقمة عف ذمة اآلخر‪ ،‬غير أنو يجوز في إطار تدبير األمواؿ التي‬
‫ستكتسب أثناء قياـ الزوجية‪ ،‬اإلتفاؽ عمى استثمارىا وتوزيعيا‪ .‬ويضمف ىذا االتفاؽ‪ ،‬في‬
‫وثيقة مستقمة عف عقد الزواج‪ ،‬ويقوـ العدالف (المأذوناف)‪ ،‬باشعار الطرفيف عند زواجيما‪،‬‬
‫باألحكاـ السالفة الذكر‪ ،‬واذا لـ يكف ىناؾ اتفاؽ فيرجع لمقواعد العامة لالثبات‪ ،‬مع مراعاة‬
‫عمؿ كؿ واحد مف الزوجيف‪ ،‬وما قدمو مف مجيودات وما تحممو مف أعباء لتنمية أمواؿ‬
‫األسرة‪ ".‬بمعنى آخر أف ذمة الزوجة المالية تستقؿ عف ذمة زوجيا‪ ،‬وليا الحؽ في التصرؼ‬
‫في ماليا وادارتيا طالما تـ إثراء ذمتيا المالية بيذه األمواؿ بمنأى عف ذمة زوجيا المالية‪،‬‬
‫لكف رغـ مزايا نظاـ استقالؿ الذمة المالية مف الناحية النظرية فإف الواقع يحتـ عمى الزوجيف‬
‫التشارؾ والمساىمة في تنمية ثروة األسرة‪ ،‬وىذا يؤذي إلى خمؽ كتمة مالية مشتركة بيف‬
‫الزوجيف‪ ،‬لذلؾ يجب االعتراؼ بما لمزوجيف في ىذه األمواؿ المكتسبة وما جناه مف عمميـ‬
‫في سبيؿ تنمية أمواؿ األسرة في إطار ما يسمى بحؽ الكد والسعاية الذي يتضمف فكرة‬
‫المساىمة وبدؿ العمؿ والجيد بكافة الوسائؿ‪ ،‬وانطالقا مف ىذا فإف نص المادة ‪ 49‬مف‬
‫مدونة األسرة المغربية في فقرتيا األولى عمى استقالؿ الذمة المالية لمزوجيف كمبدأ عاـ‪،‬‬
‫ونصت في فقرتيا الثانية عمى جوازية االتفاؽ عمى تسيير إدارة األمواؿ المكتسبة خالؿ‬

‫‪8‬‬
‫الحياة الزوجية‪ ،‬وافراغ ىذا االتفاؽ في شكؿ رسمي وذلؾ بتوثيقو في عقد الحؽ حتى يسيؿ‬
‫إثبات كؿ ما تثرى بو الذمة المالية لمزوجيف جراء عمميما معا لتنمية أمواليما المشتركة‪ ،‬فإف‬
‫بعض الفقياء ي نادوف بضرورة أخد بالعمؿ المنزلي عمى أساس أنيا تساىـ في تنمية أمواؿ‬
‫األسرة ولو بجزء بسيط‪ 6.‬ومف أجؿ أف يكوف ىناؾ استقرار وثبات في الوسط االجتماعي‬
‫وكدا االقتصادي لألسرة والحفاظ عمى كيانيا‪ ،‬البد مف وضع عدة قواعد لتنظيـ العالقات‬
‫المالية‪ ،‬واشارة أف الكثير ال يعترفوف بالحؽ في ذمة مالية مستقمة ومنحو في حؽ ممكيتيا‬
‫وحؽ التصرؼ فييا بدوف مراقبة‪ ،‬إذ يعتبر األمر أىـ إذا كاف ليذا الشخص صفة الزوج و‬
‫الزوجة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المقصود بالذمة المالية ومدى أىمية األخد بيا داخل مؤسسة األسرة‪.‬‬
‫إذا كانت جميع الشرائع السماوية والقوانيف الوضعية قد اتفقت عمى ضرورة تنظيـ‬
‫أمواؿ الزوجيف تفاديا ألي خالؼ قد يحصؿ بينيما‪ ،‬فإف اختالؼ الفمسفة التي يقوـ عمييا‬
‫عقد الزواج‪ ،‬أدى إلى اختالؼ مفيوـ الذمة لمزوجيف في الشريعة اإلسالمية (أوال) عنو في‬
‫القوانيف الغربية الحديثة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الذمة المالية في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬


‫تناوؿ الشرع اإلسالمي لذمة المالية اعتبرىا مستقمة‪ ،‬إذ تمتع كؿ مف الرجؿ والمرأة‬
‫بيذا االستقالؿ عمى حد سواء‪ ،‬حيث خوؿ لكؿ واحد منيما الحؽ في استثمار أموالو لحسابو‬
‫الخاص عف طريؽ التجارة أو الصناعة أو الفالحة‪ ،‬وكذلؾ منح ليـ الحؽ في التصرؼ في‬
‫أمواليـ بالبيع أو الشراء أو اإليجار وغيرىا‪ .‬إال أنو عندما تناوؿ فقياء اإلسالـ لذمة المالية‬
‫اختمفوا في تحديد مفيوميا عموما‪ ،‬فقد عرفيا القرافي مف المالكية بأنيا معنى شرعي مقدر‬
‫في المكمؼ قابؿ لإللزاـ وااللتزاـ‪ ،‬ثـ أتبع ذلؾ بما يدؿ عمى قصده فقاؿ‪ " :‬إف ىذا المعنى‬
‫جعمو الشارع مبنيا عمى أشياء خاصة‪ ،‬منيا البموغ والرشد وعدـ الحجر‪ ،‬فمف اجتمعت فيو‬

‫‪ 6‬سعٌد وامدٌن‪ ،‬مقالة تدبٌر األموال المكتسبة خالل العالقة الزوجٌة فً ضوء القانون المغربً‪ ،‬المعلومة القانونٌة‪.2022 ،‬‬

‫‪9‬‬
‫ىذه الصفات رتب الشارع عمييا تقدير معنى فيو يقبؿ إلزامو والتزامو بتصرفاتو" كما عرفيا‬
‫ابف الشاط (القاسـ بف عبد اهلل محمد بف الشاط األنصاري اإلشبيمي) أحد عمماء المالكية‬
‫بنفس المعنى فقاؿ "ىي قبوؿ اإلنساف شرعا لمزوـ الحقوؽ دوف إلزاميا"‪ ،‬أي صالحية‬
‫اإلنساف لوجوب بعض الحقوؽ عميو دوف صالحيتو‪ .‬إلنشائيا وىذا مساو ألىمية الوجوب‪،‬‬
‫فالمالكية يطمقوف الذمة عمى مفيوـ األىمية‪ ،‬أي أف ىؤالء الفقياء جعموا أىمية الوجوب والذمة‬
‫بنفس المعنى‪.‬‬

‫أقر المذىب الشافعي بأنيا معنى مقدر في المحؿ لإللزاـ وااللتزاـ‪ ،‬أي إللزامو مف قبؿ‬
‫غيره كالشارع واللتزامو بعبارتو‪ ،7‬وىـ بذلؾ يوسعوف مف نطاؽ الذمة لتشمؿ أيضا أشخاص‬
‫المعنوية وليس فقط األشخاص الطبيعية‪ ،‬في حيف قصرىا المذىب الحنفي عمى اإلنساف دوف‬
‫غيره‪ ،‬فعرفيا "عبد اهلل بف مسعود" بأنيا "وصؼ شرعي يصير بيا إلنساف أىال لما لو وما‬
‫عميو"‪ ،‬و يتضح أف الحنفية يجعموف الذمة أساسا لثبوت كؿ مف الحقوؽ والواجبات‪.‬‬

‫ومف خالؿ ما سبؽ يمكف أف نعرؼ الذمة المالية في الفقو اإلسالمي بأنو "وصؼ‬
‫شرعي يفترض الشارع وجوده في اإلنساف يصير بو لإللزاـ واإللتزاـ‪ ،‬أي صالحا ألف تكوف لو‬
‫‪8‬‬
‫حقوؽ وعميو واجبات مالية‪".‬‬

‫كما أف مبدأ استقالؿ الذمة المالية لمزوجيف يجد سنده الشرعي في القرآف الكريـ مف‬
‫خالؿ قولو تعالى‪{ :‬لمرجاؿ نصيب مما ترؾ الوالداف واألقربوف ولمنساء نصيب مما ترؾ‬
‫‪9‬‬
‫الوالداف واألقربوف مما قؿ منو أو كثر نصيبا مفروضا}‪.‬‬

‫‪ 7‬عبد العزٌز أبو غنٌمة‪ :‬طبٌعة حقوق الدائنٌن فً الشركة وأثرها فً أحكام التركات و تصفٌة الدٌون‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار مرجان‬
‫للطباعة‪ ،1982 ،‬ص‪.23 :‬‬
‫‪ 8‬محمد أقاش‪:‬النظام المالً للزوجٌن على ضوء مدونة األسرة‪ ،‬بحث لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعمقة فً القانون الخاص‪-‬قانون‬
‫اآلسرة والطفولة‪-‬جامعة سٌدي محمد بن عبد هللا كلٌة العلوم القانونٌة واإلجتماعٌة واإلقتصادٌة واإلجتماعٌة‪ ،‬ظهر المهراز‪ ،‬فاس‪،‬‬
‫السنة الجامعٌة ‪ ،2006-2005‬ص‪.14 :‬‬
‫‪ 9‬سورة النساء‪,‬اآلٌة‪.7 :‬‬

‫‪10‬‬
‫ثانيا‪ :‬ظيور فكرة الذمة المالية في التشريعات الغربية وامتدادىا إلى قوانين األسرة‪.‬‬
‫تقر الشريعة اإلسالمية عمى مبدأ انفصاؿ الذمـ المالية لمزوجيف نظ ار لكوف الزواج ال‬
‫يؤثر عمى الوضعية المالية لمزوجيف‪ ،‬نجد في القوانيف الغربية أف الزواج يؤثر عمى الوضعية‬
‫المالية لمزوجيف‪ ،‬حيث أف فكرة الذمة في ىذه القوانيف ال تعني سوى الحقوؽ وااللتزامات فقط‬
‫دوف غيرىا مف الحقوؽ االلتزامات ذات الطابع المعنوي أو غير مالي‪ ،10‬لذلؾ فيي بيذا‬
‫المعنى عبارة عف وعاء تجتمع فيو ديوف الشخص لتشكؿ ضمانا عاما لمدائنيف في استفاء‬
‫حقوقيـ‪ ،‬ولتكوف محال لمتنفيذ عمييا إذا ما عجز المديف أو امتنع عف الوفاء بديونو‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنو في العصور القديمة كاف ضماف الديف يقع عمى ذات‬
‫الشخص المديف حيث أنو إذا لـ يفي الشخص بذيف عميو كاف لدائنو أف يسرقو أو يقتمو‬
‫ويتقاسـ أشالءه مع غيره مف الدائنيف‪.‬‬

‫غير أف ىذا الوضع أصبح غير مسموح بو نظ ار لتقدـ البشرية لذلؾ لجأ الفكر‬
‫القانوني لمخالص منو رويدا رويدا‪ ،‬وذلؾ عف طريؽ التخفيؼ مف حدتو أوال ثـ إلغائو بعد‬
‫ذلؾ إلى وقت ليس ببعيد‪ ،‬كاف المديف يمزـ في ذات شخصو لموفاء بديونو‪ ،‬واف اقتصر ذلؾ‬
‫عمى وضعو في السجف عند مماطمتو حتى يفي بما عميو‪ ،‬وىذا ما يعرؼ بنظاـ اإلكراه‬
‫البدني الذي الزاؿ معموؿ بو في العديد مف الدوؿ‪ ،11‬وبيذا كاف لزما عمى الفكر القانوني أف‬
‫يمجأ إلى وسيمة جديدة تحؿ محؿ شخصية اإلنساف في أداء وظيفة ضماف ديونو فكاف‬
‫طبيعيا أف يتجو نحو أموالو‪ ،‬وبالتالي حمت أمواؿ المديف محؿ شخصيتو في ضماف ديونو‪،‬‬
‫لتترسخ بذلؾ فكرة الذمة المالية في القوانيف الوضعية الحديثة‪.‬‬

‫‪ 10‬عبد العزٌز أبو غنٌمة‪ :‬طبٌعة حقوق الدائنٌن فً الشركة وأثرها فً أحكام التركات و تصفٌة الدٌون‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار مرجان‬
‫للطباعة‪ ،1982 ،‬ص‪.29 :‬‬
‫‪ 11‬محمد أقاش‪ :‬النظام المالً للزوجٌن على ضوء مدونة األسرة‪ ،‬بحث لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعمقة فً القانون الخاص‪ -‬قانون‬
‫اآلسرة و الطفولة‪ ،‬جامعة سٌدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واإلجتماعٌة واإلقتصادٌة واإلجتماعٌة‪ ،‬ظهر المهراز فاس‬
‫‪،‬السنة الجامعٌة ‪ ،2006-2005‬ص‪.16:‬‬

‫‪11‬‬
‫غير أف تحديد مفيوـ الذمة المالية القائـ حاليا في الفكر القانوني الحديث يحكمو‬
‫تصور يقوـ عمى أساس استخالص الذمة مف فكرة الشخصية الرتباطيا الوثيؽ بالذمة المالية‬
‫(كونيا تعتبر خاصية مف خصائصيا إذ تمثؿ الجانب الشخصي)‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬السند الشرعي لمبدأ استقالل الذمة المالية لمزوجين‬


‫تعرؼ الشريعة اإلسالمية بوجو عاـ نظاما ماليا واحد يحكـ أمواؿ الزوجيف وحقوقيما‬
‫وعالقتيما المالية‪ ،‬وىو نظاـ الفصاؿ‪ .‬األمواؿ ويظير لؾ مف معمؿ األحكاـ التي تتناوؿ‬
‫العالقات المالية بيف الزوجيف والقواعد التي تخضع ليا حقوقيما المالية كنظاـ النفقات‬
‫‪12‬‬
‫وقواعد التصرؼ واالنتفاع باألمواؿ العائدة لكؿ منيما‪.‬‬

‫وتعرؼ الذمة المالية في الفقو اإلسالمي بأنيا وصؼ شرعي يفترض الشارع وجوده في‬
‫اإلنساف فيصير بو أىال لإللزاـ وااللت ازـ وتعرؼ أيضا بأىمية الوجوب التي تعني سالحية‬
‫‪13‬‬
‫اإلنساف ألف تكوف لو حقوؽ وعميو واجبات‪.‬‬

‫ويشكؿ مبدأ استقالؿ الذمة المالية أحد األسس التي ترتكز عمييا مؤسسة الزواج في الشريعة‬
‫اإلسالمية كما أف التصرفات الزوجة المالية تجد أساسيا في كتاب اهلل والسنة النبوية تؤكد‬
‫كمي ا لممرأة المسممة الحؽ في التصرفات المالية ومف اآليات الواردة في القرآف الكريـ‪" :‬ولكم‬
‫نصف ما ترك أزواجكم وان لم يكن لين ولد فإن كان لين ولد فمكم الربع معا تركن من‬
‫‪14‬‬
‫وقولو عز وجؿ‪ " :‬وابتموا اليتامى حتى إذا بمغوا النكاح‬ ‫بعد وصية يوصي بيا أو دين‪".‬‬
‫‪15‬‬
‫فإن آنستم فادفعوا إلييم أمواليم‪".‬‬

‫عز صالح الحافظة ميدي العربية الذمة المالية المزيد في اهلل االسالمي والماف الوضعي دراسة مقارنة في المار الفقو اإلسالمي‬ ‫‪12‬‬

‫والتشريعات العربية والعربية ‪ ، 16‬منشورات المي الطرقية الداف ‪ 2010‬ص ‪104‬‬


‫عبد الرزاؽ السنيوري مسار الطير في الفقو اإلسالمي رقـ قاؿ السفيعة المراقة الوطنية مر الكتي‪ ،‬الطبعة األولى سنة ‪ 2006‬ص‬ ‫‪13‬‬

‫‪.250‬‬
‫‪ 14‬االية ‪ 12‬مف سورة النساء‬
‫‪ 15‬اآلية ‪ 6‬مف سورة النساء‬

‫‪12‬‬
‫فاآلية األولى تتحدت عمى أف لممرأة نمتيا المالية المستقة بورت عنيا بعد وفاتيا ‪.‬‬
‫سيتيا كما يمكف أف تنديف سواء لنتيجة معامالت الجارية أو غيرىا‪ ،‬أما بالنسبة لالية الثانية‬
‫لـ يميز الشارع الحكيـ بيف الذكر واألنثي في دفع أمواليـ بذلؾ يمكف أف يكوف البيتيـ المى‬
‫ولكوف ليا ذمة مالية وبالتالي فإف لمزوجة مطمؽ العربة في التصرؼ في ماليا الخاص أف‬
‫‪16‬‬
‫ليا أف تنمره أو تتصدؽ بو أو بجزء منو وليا أف توسي بو أو تيبو إلى الغير‪.‬‬

‫ومف ذلؾ أيضا‪" :‬وال تتمن وا ما فضل اهلل بو بعضكم عمى بعض لمرجال نصيب مما‬
‫‪17‬‬
‫فيذه اآلية شممت انواع الكسب مف الحارة وصناعة‬ ‫اكتسبوا ولمنساء نصيب مما اكتسبن‪".‬‬
‫‪18‬‬
‫ىذا مف خالؿ القرآف الكريـ أما أدلة‬ ‫وفالحة وجميع أنواع المعامالت المالية المشروعة‬
‫استغالؿ الذمة المالية المرأة في السنة الشريفة فقد روي عف الميث بف أبي عجالف مف سعيد‬
‫المقبري عف أبي ىريرة قبؿ الرسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ‪ :‬أي النساء خير فقال الذي‬
‫‪19‬‬
‫تسره إذا نظر وتطيعو إذا أمر التخالفو في نفسيا وماليا بما يكره‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬السند القانوني لمبدأ استقالل الذمة المالية‬


‫أقر المشرع بالمبدأ السائد في الشريعة اإلسالمية والقاضي باستقالل الذمة المالية‬
‫لمزوجين سواء في إطار مدونة األحوال الشخصية سابقا أو في ظل مدونة األسرة ولم يأخذ‬
‫برأي المالكية فيما يخص بتقيد تصرفات الزوجة في ماليا بدون عوض فيما زاد عن الثمث‪.‬‬

‫فقد نصت الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 53‬من مدونة األحوال الشخصية الممغاة أنو لممرأة‬
‫حريتيا الكاممة في التصرف في ماليا دون رقابة الزوج إذ ال والية عمى مال زوجتو‪ ،20‬الذي‬
‫تبنى بدوره الحرية المطمقة لمزوجة في التصرف بماليا دون أن يكون تصرفيا ذلك موضوع‬

‫‪ 16‬ابن الشٌخ الرشٌد‪ ،‬شرح قانون األسرة الجزائري‪ ،‬المعدل دراسة لبعض التشرٌعات العربٌة‪ ،‬ط ‪ 7‬دار الخلدونٌة‪.‬‬
‫‪ 17‬سورة النساء‪ ،‬اآلٌة ‪.32‬‬
‫‪ 18‬حسن لعبادي‪ :‬عمل المرأة فً سوس‪ ،‬منشورات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمٌة‪ ،‬مطبعة طوب برٌس بالرباط‪ ،‬ط ‪ ،1‬سنة‬
‫‪ ،2004‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 19‬ابن حزم المحلً باآلثار تحقٌق البنداري عبد الغفار سلٌمان‪ ،‬جزء ‪ ،8‬ط ‪ ،1‬دار الكتب العلمٌة للنشر بٌروت ‪ ،2003‬ص ‪.316‬‬
‫‪ 20‬الفترة الرابعة من الفصل ‪ 53‬من مدونة األحوال الشخصية ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪21‬‬
‫وىو ما يعتبر تكريسا لمبدأ استقالل الذمة المالية‬ ‫رقابة أو وصاية من قبل زوجيا أو غيرىا‬
‫‪22‬‬
‫لمزوجين‪.‬‬

‫وىو ما أكد ه المجمس األعمى سابقا في قرار لو جاء فيو " أن رسم السعاية المحتج بو‬
‫ال يشير إلى النظام المالي لمزوجين وال إلى درجة مساىمة المرأة في ما أصبح يشكل الذمة‬
‫المالية لمزوج وأن القاعدة المقررة في الشريعة اإلسالمية تقضي باستقالل كل زوج بذمتو‬
‫‪23‬‬
‫ثم أصدرت مدونة األسرة التي كرست ىذا المبدأ صراحة في الفقرة األولى‬ ‫المالية الخاصة‬
‫من المادة ‪ 94‬لكل واحد من الزوجين ذمة مالية مستقمة عن نمة اآلخر ‪ " ..‬يتبين أن لكل‬
‫واحد من الزوجين ذمة مالية مستقمة عن اآلخر يتصرف فييا‪ ،‬حيث يبقى كل واحد منيما‬
‫محتفظا بأموالو الشخصية التي اكتسبيا قبل الزواج عن طريق اإلرث أو الوصية أو اليبة أو‬
‫الصدقة‪ ، 24‬وقد تبمت ىذه القاعدة التشريعات الوضعية السارية المعموؿ بيا في البمداف‬
‫‪25‬‬
‫العربية بخالؼ القانوف الفرنسي الذي وضع أسمـ الزوجيف أربعة أنظمة مالية‪.‬‬

‫وىو ما كرستو محكمة االستئناؼ بالدار البيضاء في قرار ليا جاء فيو وحيث أف‬
‫األصؿ وفقا لممادة ‪ 49‬مف مدونة األسرة ىو استقالؿ الذمة المالية لكؿ مف الزوجيف إال ما‬
‫ستحققو بمقتضى عدد أو واجب شرعي منعيا عميو كشرط بإرادة الطرفيف استثناء وعند عدمو‬
‫‪26‬‬
‫فقواعد اإلثبات العادية تكوف واجبة التطبيؽ‪.‬‬

‫فريدة بناني‪ :‬حق تصرف الزوجة في ماليا حق شرعي‪ ،‬مطبعة دار تبتمل لمطباعة والنشر ومراكش الطبعة األولى ‪ ، 5443‬ص‬ ‫‪21‬‬

‫‪55‬‬
‫رشيدة داودي‪ :‬العالقات المالية بين الزوجين وفق مدونة األسرة رسالة لنيل دبموم الدراسات العميا كمية الحقوق بطنجة سنة ‪-5003‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪ ،5002‬ص ‪49‬‬
‫اورده الممكي الحسين من الحقوق المالية لممرأة نظام الكد والسعاية ‪ ،‬الجزء األول ‪ 5‬دار القمم والنشر والتوزيع الرباط ‪ 5050‬ص‬ ‫‪23‬‬

‫‪559‬‬
‫‪ 24‬قرار محكمة االستئناؼ بالدار البيضاء عدد ‪ 1810‬صادر بتاريخ ‪ 30/06/2008‬في ممؼ عدد ‪ 938/07‬قرار "غير منشور"‪.‬‬
‫‪ 25‬عبد القادر قرموش الدور القضائي الجديد في قانوف األسرة المغربي مركز التوثيؽ بفاس ‪ ،2014‬ص ‪.158‬‬
‫‪ 26‬قرار محكمة االستئناؼ بالدار البيضاء عدد ‪ 1810‬صادر بتاريخ ‪ 30/06/2008‬في الممؼ ‪" ،938/07‬غير منشور"‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ىذا القرار يؤكد أف لكؿ واحد مف الزوجيف ذمة مالية مستقمة عف ذمة اآلخر ما لـ يتفؽ‬
‫عمى تدبير األمواؿ المكتسبة خالؿ قياـ العالقة الزوجية‪.‬‬

‫وتكمف أىمية إقرار مبدا الذمة المالية المستقمة لكؿ واحد مف الزوجيف في الحرص عمى‬
‫عدـ اعتناء أحدىما عمى حساب اآلخر والسعي إلى ركوب مطية الزواج بيدؼ االعتناء‬
‫بعيدا عف القيـ السامية لعقد الزواج كما أنو مف شأف القرار ىذا المبدأ تحويؿ لكؿ واحد مف‬
‫األطراؼ العالقة الزوجية لمحفاظ عمى ترولو المكتسبة قبؿ الزواج وتنميتيا في استقالؿ تماـ‬
‫‪27‬‬
‫عف الذمة المالية لمزوج اآلخر سواء بشكؿ سمبي او ايجابي‪.‬‬

‫ومسمة استقالؿ تمة كؿ زوج عف اآلخر في مف النظاـ العاـ وىي بخالؼ االشتراؾ في‬
‫‪28‬‬
‫تكبير األمواؿ المشتركة المكنسية خالؿ فترة الزواج‪.‬‬

‫غير أف المشرع المغربي أضفى مف حدة ىذا المبدأ حيث أكد في المادة ‪ 49‬مف‬
‫المدونة عف إرادة الزوجيف عند إبراـ الزواج في تحديد االتفاقات التي يرغباف في تنظيميا في‬
‫عقد مست قؿ مف أجؿ التنظيـ عالقتيما المالية‪ ،‬وخصوصا فيما يتعمؽ بتروليما‪ .‬المكتسبة‬
‫‪29‬‬
‫خالؿ الحياة الزوجية لضماف حقوقيما معا‪.‬‬

‫وتأكيدا لمبدأ استقالؿ الذمة المالية لمزوجيف يعمد بعض األزواج عند إشعارىما‬
‫بمقتضيات المادة ‪ 49‬مف مدونة األسرة إلى االتفاؽ في عقد مستقؿ عمى األخذ بنظاـ‬
‫االستقاللية بالنسبة لكؿ واحد منيما في جميع ممتمكاتو وأموالو‪.‬‬

‫عمى أنو بالرغـ مف أىمية ىذا المقتضى التشريعي إال أنو في الواقع العممي تسمؿ قمة‬
‫حاالت االتفاؽ عمى إبراـ عقود تدبير األمواؿ المكتسبة بيف الزوجيف بالمقارنة مع عقود‬

‫‪ 27‬عمرو المزرع محاضرات في األمواؿ األسرية لسنة ‪ ،2012-2011‬ص ‪. 19‬‬


‫‪ 28‬محمد الكشبور‪ :‬شرح مدونة األسرة انحالؿ ميثاؽ الزوجية الجزء الثاني ص ‪.386‬‬
‫محمد الشافعي‪ :‬مدونة األسرة بيف النص والممارسة أعماؿ الندوة الوطنية التي نظمتيا شعبة القانوف الخاص ومركز الدراسات‬ ‫‪29‬‬

‫القانونية بمراكش ‪ ،2006‬ص ‪180‬‬

‫‪15‬‬
‫‪30‬‬
‫وعميو التأكيد‬ ‫الزواج والسبب في ذلؾ راجع إلى مجموعة مف العوامؿ الثقافية واالجتماعية‪.‬‬
‫المادة ‪ 49‬مف مدونة األسرة عمى استقالؿ الذمة المالية الروجيف يجعؿ الزوجيف في عمى‬
‫عف االتفاؽ حوؿ ىذه المسألة إال أنو مف الناحية العممية قد يمجأ بعض األزواج إلى االتفاؽ‬
‫عمى أف تظؿ ثمة كؿ واحد منيما مستقمة عف اآلخر وىذا ما تضمنتو أحد العقود الذي جاء‬
‫فيو وأشيد الزوج المذكور أنو ال دخؿ لو في األمواؿ التي اكتسبتيا زوجتو قبؿ زواجيما أو‬
‫بعده وأف لكؿ واحد منيما ذمة مالية مستقمة عف اآلخر واستثمار أمواؿ كؿ منيما سيبقى‬
‫مستقال دوما واستمرار ‪ .‬ىذا المبدأ المنصوص عميو في مدونة األسرة لـ يأتي عف فراغ فيو‬
‫موجود في الشريعة اإلسالمية التي تنص عميو كأصؿ في فصؿ األمواؿ لكؿ طرؼ عمى‬
‫حدة‪ ،‬لذا فالمشرع ساير الشرع اإلسالمي في ىذه النقطة ونصؿ عمى أف مبدأ استقالؿ الذمة‬
‫المالية لمزوج والزوجة الحصوؿ عمييا قبؿ العالقة الزوجية‪.‬‬

‫ومف خال ؿ اإلطالع عمى مجموعة مف رسوـ اإلشياد عمى تدبير األمواؿ المكتسبة أثناء‬
‫الزواج يتضح أف أغمبيا تضمف اتفاؽ الزوجيف عمى ذمتيما المالية المشتركة‪ ،‬وبو نص‬
‫المشرع عمى ضرورة إيجاد صبغة توافقية لكيفية تسيير األمواؿ المشتركة التي ستكتسب في‬
‫فترة الحياة الزوجية بإبراـ االتفاؽ المالي لتدبير األمواؿ المشتركة بينيما‪ .‬وىذا ما سنحاوؿ‬
‫ذكره بالمناقشة والتحميؿ في المطمب الموالي‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مكانة الكد والسعاية في المادة ‪ 49‬من مدونة االسرة‬


‫يرى جممة مف الفقو المغربي أف حؽ الكد والسعاية مؤصؿ في العرؼ المحمي‪،‬‬
‫فالمرأة تمعب دو ار كبي ار داخؿ أسرتيا سواء في األعماؿ المنزلية أو غيرىا مف حرث ودرس‬
‫وغيرىما ليذا استحقت أف تشارؾ زوجيا في ثروتو‪.‬‬

‫يعتبر حؽ الكد والسعاية آلية قانونية عرفية تضمف لألفراد المساىميف في تكريس الثروة‬
‫األسرية أو تنميتيا اضافة الى إمكانية المطالبة بحقوقيـ المالية المترتبة عف مساىمتيـ في‬

‫‪ 30‬و ازرة العدؿ والحريات إحصائيات حوؿ أقساـ قضاء األسرة خالؿ سنة ‪.2013‬‬

‫‪16‬‬
‫تمؾ الثروة مف المفاىيـ القانونية التي بدأت تعرؼ اىتماما ممحوظا ما قبؿ العديد مف‬
‫المنشغميف بقضايا األسرة ونظاميا المالي فبعد صدور مدونة األسرة‪ :‬أصبح العمؿ القضائي‬
‫يتعامؿ معيا عمى أساس األمواؿ المكتسبة بيف الزوجيف خالؿ الحياة الزوجية وكؿ ما نص‬
‫‪31‬‬
‫عميو المشرع المغربي في المادة ‪ 49‬مف مدونة االسرة‪.‬‬

‫إف المادة ‪ 49‬مف مدونة األسرة تشير في فقرتيا األولى إلى حالة االتفاؽ بيف الزوجيف‬
‫عمى كيفية استثمار وتوزيع األمواؿ التي ستكتسب أثناء قياـ الزوجية وىو ما يختمؼ عف‬
‫أحكاـ السعاية كما حددىا فقياء المالكية مف أوجو كثيرة‪.‬‬

‫إف أحكاـ المادة ‪ 49‬مف المدونة عامة في الزوجة العاممة في ماؿ زوجيا وفي غيرىا‬
‫مف الزوجات التي يمكف أف تتخذ عالقتيف بأزواجيف صو ار أخرى‪..‬‬

‫ومف جية أخرى‪ ،‬فإف أحكاـ المادة ‪ 49‬مف مدونة األسرة تنطبؽ عمى كؿ واحد مف‬
‫الزوجيف حالة تحممو أعباء وتقديمو مجيودات أجؿ تنمية أمواؿ األسرة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف الكد والسعاية‬


‫اكتسب الكد والسعاية عند فقياء النوازؿ المغاربة صفة متميزة‪ ،‬باعتباره إحدى أىـ‬
‫القضايا المالية التي شغمت باؿ النوازلييف منذ نشوء فقو النوازؿ في مجالي المعامالت المالية‬
‫وفي الفقو والقضاء األسري‪ ،‬وخاصة عند القبائؿ التي تكوف المرأة فييا نشيطة عاممة في‬
‫ماليا أو عاممة مع الرجؿ؛ حيث تقوـ بأعماؿ التجارة والحرث والزرع والحصاد وجني الثمار‪،‬‬
‫وتربية البيائـ وسياستيا بالعمؼ والسقي‪ ،‬وتربية الدواجف‪،‬باإلضافة إلى قياميا بصناعة أنواع‬

‫‪ 31‬لكل من الزوجٌن ذمة مالٌة مستقلة عن ذمة االخر‪ ،‬غٌر أنه ٌجوز لهما فً إطار تدبٌر األموال التً ستكتسب أثناء قٌام الزوجٌة‪،‬‬
‫االتفاق على استثمارها وتوزٌعها‪ٌ .‬ضمن هذا االتفاق فً وثٌقة مستقلة عن عقد الزواج‪ٌ .‬قوم العدالن بإشعار الطرفٌن عند زواجهما‬
‫باألحكام السالفة الذكر‪ .‬إذا لم ٌكن هناك اتفاق فٌرجع للقواعد العامة لإلثبات‪ ،‬مع مراعاة عمل كل واحد من الزوجٌن وما قدمه من‬
‫مجهودات و ما تحمله من أعباء لتنمٌة أموال األسرة‪ ".‬المادة ‪ 49‬من مدونة االسرة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫النسيج واألواني الطينية وغيرىا‪ ،‬مما جعؿ الفقياء النوازلييف يعطوف األىمية الخاصة لعمؿ‬
‫‪32‬‬
‫المرأة‬

‫وما دامت السعاية بيذه األىمية الفقيية واالجتماعية‪ ،‬فقد أفرد كثير مف فقياء النوازؿ‬
‫السوسييف ليا بابا خاصا مستقال‪ ،33‬ومنيـ مف أدرجيا في مباحث الطالؽ والشركة والميراث‬
‫والوصايا‪،‬غير أنيـ لـ يتعرضوا ليذا الحؽ بالتعريؼ الدقيؽ إال ما كاف مف بعض اإلشارات‬
‫المجممة التي قد تحمؿ تعريفا مقتضبا لو‪ ،‬ألنيـ اعتبروه حقا قا ار لمسعاة إجماعا مف عمماء‬
‫سوس دوف أف يعارضيـ أحد منيـ؛ «حيث سئؿ الفقيو سيدي محمد بف إبراىيـ المزوار عف‬
‫معنى السعاية فقاؿ ‪ :‬معنى السعاية ما استفادوه مف الماؿ بعمميـ‪.34‬‬

‫وقد عرفيا األستاذ أحمد إدالفقيو بأنيا‪« :‬مقابؿ السعي والكد‪ ،‬أي مقابؿ العمؿ‪ ،‬سواء‬
‫مف أجؿ إيجاد رأس ماؿ حاؿ كوف ىذا األخير غير موجود إطالقا‪ ،‬أو لتنمية رأس ماؿ قائـ‬
‫ممموؾ لمسعاة أنفسيـ أو لغيرىـ‪ ،‬وذلؾ بقصد تنميتو والزيادة فيو واالستفادة منو‪ ،‬ويطمؽ عمى‬
‫"الدمنة‪.35‬‬
‫الرأسماؿ المستثمر في اصطالح الفقياء الميتميف بموضوع السعاية اسـ ّ‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الطبيعة القانونية لمكد والسعاية‬


‫اتفؽ الفقو والقضاء والقانوف عمى اف حؽ الكد والسعاية في االصؿ يشمؿ كؿ افراد‬
‫االسرة المشاركيف في تنمية الماؿ ال تمييز فيو بيف ذكر وانثى كما اختزلت بعض الفتاوي‬
‫حؽ الكد والسعاية عمى المراة المتزوجة فقط‪ .‬اف حؽ الكد والسعاية يعتبر مف الحقوؽ‬
‫المتجدرة في التراث الفقيي االسالمي باعتبار فكرة الكد والسعاية تجد اساسيا في المبادئ‬
‫العامة لمشريعة االسالمية القائمة عمى المودة والرحمة ‪.‬‬

‫‪ 32‬الحسن العبادي‪ ،‬عمل المرأة فً سوس‪ ،‬منشورات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمٌة ‪ -‬المملكة المغربٌة‪ ،‬مطبعة طوب برٌس‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪1425‬هـ‪2004/‬م‪ ،‬ص‪.16:‬‬
‫‪ 33‬نجد أبو مهدي عٌسى السكتانً‪ ،‬من النوازلٌٌن الذٌن أبدوا اهتماما بالغا بالمسألة‪( ،‬ت‪ )1062‬خصها فً نوازله بباب مع مسائل‬
‫المٌراث سماه‪" :‬باب مسائل المٌراث والسعاٌة"‬
‫‪ 34‬محمد بن قاسم السجلماسً ‪ :‬شرح السجلماسً على نظم العمل الفاسً‪ ،‬ج‪ ، 1‬طبعة حجرٌة ( د‪.‬ذ‪.‬ت‪.‬ط)‪ ،‬ص‪255:‬‬
‫‪ 35‬شكالٌة الشغل النسوي‪ :‬وضعٌة المرأة العاملة فً إطار القانون االجتماعً المغربً‪ ،‬ألحمد إدالفقٌه‪ .‬ص ‪.83 :‬‬

‫‪18‬‬
‫لـ تمؽ مسألة تحديد طبيعة حؽ الكد والسعاية اىتماما واسعا مف قبؿ فقياء النوازؿ‬
‫الذيف درسوا وأسسوا ليذا الحؽ وقضوا بو في العديد مف القضايا التي عرضت عمييـ‪ ،‬بؿ‬
‫أنيـ صبوا جؿ أوقاتيـ في تنظيـ شروطو وقواعده وضماف توافقو مع الشرع واالجتياد‪ ،‬وىذا‬
‫ما جعميـ يختمفوف حوؿ طبيعة السعاية أو األمواؿ التي تأخذىا الساعية‪.‬‬

‫ففي جواب لسيدي داوود ابف محمد التممي التونمي‪ ،‬عف سؤاؿ مف كانت عنده أختو أو‬
‫غيرىا تشتغؿ لو بشغؿ يمكف توليتو بنفسو أو‪ ...‬أو زوجتو ثـ بعد ذلؾ قامت عميو تطمب‬
‫األجرة ليا ذلؾ أـ ال؟ فأجاب مستندا بفتوى التونسي‪ :‬نعـ ليا األجرة‪ ،‬وبو أفتى‪. .‬‬

‫أما سيدي سعيد اليوزالي فقاؿ‪" :‬إذا كاف لمزوج ماؿ ولزوجتو كذلؾ وسعيا فيو‪،‬‬
‫فالمستفاد يقسـ بينيما عمى قدر الماليف‪ ،‬واذا كاف الماؿ لمزوج خاصة وكانت الزوجة تخدـ‬
‫فيو فميا أجرتيا بمغت ما بمغت‪ ،‬واف كاف الزوج والزوجة ال ماؿ في يد كؿ واحد منيما بؿ‬
‫أفادا جميع ما بأيدييما بخدمتيما وسعايتيما فالماؿ بينيما نصفيف لقصة حبيبة"‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬ق اررات محكمة النقض في حق الكد والسعاية‬


‫بعد صدور مدونة األسرة‪ :‬أصبح العمؿ القضائي يتعامؿ مع حؽ الكد والسعايةعمى‬
‫أساس األمواؿ المكتسبة بيف الزوجيف خالؿ الحياة الزوجية وكؿ ما نص عميو المشرع‬
‫المغربي في المادة ‪ 49‬مدونة األسرة‪ .‬إال أنو ما يالحظ عمى مستوى العمؿ القضائي ىناؾ‬
‫تضارب في األحكاـ والق اررات يصؿ في بعض األحياف إلى تضارب في نفس ‪ ،‬بحيث انقسـ‬
‫القضاء المغربي حوؿ نطاؽ المطالبة بيذا الكد والسعاية مكانيا فيناؾ مف قصره عمى عمؿ‬
‫المرأة البدوية وعمى العمؿ البدائي فإف البعض األخر قد اتجو إلى القوؿ بشمولو حؽ المرأة‬
‫بالمدينة متجاوز بذالؾ فكرة ربط ىذا الحؽ بالعمؿ بالزرع والحصاد وغيرىا مف أعماؿ‬
‫البادية‪ .‬وكذلؾ األمر عميو بالنسبة لالستحقاؽ الزوجة مقابؿ األعماؿ التي تقوـ بيا في‬
‫المنزؿ ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫قرار رقـ ‪ 858‬الصادر في تاريخ ‪ 2014-09-12‬ممؼ ‪ 2013/1/2/740‬مف محكمة‬
‫االستئناؼ بالرباط اف تقرير الكد والسعاية وشيادة الشيود في شانيما مما يستقؿ بو قضاة‬
‫‪36‬‬
‫الموضوع متى اقاموه عمى اسباب سائغة‪ ,‬والمحكمة لما استخمصت مف المفيؼ عدد‪424‬‬
‫المحتج بو مف الطاعنة انو لـ يؤسس عمى المستند الخاص لعمـ شيوده‪ ,‬واف شيادة الشيود‬
‫الذيف تـ االستماع الييـ بجمسة البحث جاءت عامة وغير دقيقة في إثبات مساىمة الطاعنة‬
‫الفعمية في إنماء ماؿ مفارقيا أثناء قياـ العالقة الزوجية بينيما‪ ،‬واعتبرت بذلؾ حجة الطاعنة‬
‫غير منتجة في اإلثبات واستبعدتيا وقضت بالنتيجة بعدـ قبوؿ الطمب فإنيا مف جية قد‬
‫استعممت سمطتيا في تقدير الدليؿ‪ ،‬ومف جية أخرى عممت قرارىا بما يكفي لحممو دوف باقي‬
‫العمؿ الزائدة وفيو الرد الضمني عمى ما يخالفو وال يشكؿ حجة في اإلثبات وتبقى الوسيمتاف‬
‫بدوف اعتبار‪.‬‬

‫* جاء في حيثيات حكـ ابتدائية تارودانت ما يمي‪ ..." :‬حيث إف العرؼ بمنطقة سوس‬
‫عمى خالؼ منطقة فاس جرى عمى أف المرأة تأخذ حظيا الموازي لمقدار جرييا فيما زاد ماؿ‬
‫الزوج يوـ دخمت عميو‪ ،‬وال يؤثر في استحقاقيا ذلؾ ال موتيا وال موت زوجيا وال استمرار أو‬
‫انفصاؿ عرى الزوجية بينيما وال حتى بقاء الزوجة أو الزوجات في عصمة الزوج ال يمنع‬
‫مف إثبات حقيف في السعاية والمطالبة بو‪ "...‬وفي مقابؿ ىذا الحكـ نجد أحكاـ أخرى تقضي‬
‫بعدـ استحقاؽ الزوجة لمقابؿ الكد والسعاية أثناء استمرار العالقة الزوجية حيث جاء في حكـ‬
‫صادر عف المحكمة االبتدائية بأكادير بتاريخ ‪ 2004/01/15‬ما يمي‪ ... :‬حيث إف العالقة‬
‫الزوجية ال زالت قائمة بيف المدعية والمدعى عميو ىو ثابت بالصورة طبؽ األصؿ في رسـ‬
‫ثبوت الزوجة‪ ،‬لذا فإنو مف السابؽ ألواف المطالبة بأجرة الكد والسعاية"‪ .37‬وفي نفس اإلتجاه‬
‫ذىبت محكمة االستئناؼ بالدار البيضاء حيث جاء في حيثيات قرارىا ما يمي" ‪ ...‬المرأة‬

‫‪ 36‬قرار رقم ‪ 858‬محكمة االستئناف الصادر فً تارٌخ ‪ 2014-09-12‬ملف ‪.2013/1/2/740‬‬


‫‪ 37‬إال خالف فً الفقه اإلسالمً ببٌن الفقهاء فً أن للزوجة ذمة مالٌة مستقلة عن ذمة زوجها استنادا إلى الكثٌر من النصوص‬
‫الشرعٌة كقوله تعالى‪ « :‬للرجال نصٌب مما اكتسبوا و للنساء نصٌب مما اكتسبن فرٌضة من هللا”‪ ،‬وقد كرس هذا المبدأ تشرٌعٌا‬
‫بمقتضى المادة ‪ 49‬من المدونة والتً تنص فً فقرتها األولى ”لكل واحد من الزوجٌن ذمة مالٌة مستقلة عن ذمة االخر"‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫البدوية كالمرأة في المدينة كالىما يكد ويشقى ويعمؿ مف أجؿ بناء األسرة ومستقبميا المالي‬
‫والمعنوي‪ ،‬ويمكف لممرأة المطالبة بحقوقيا إذا أثبتت أحقيتيا ليا‪ .‬أف المستأنفة واف كانت قد‬
‫أدلت بمجموعة مف الوثائؽ التي تثبت مساىمتيا في اإلنفاؽ وبعض االقتطاعات مف أجرتيا‬
‫بصفتيا تعمؿ في سمؾ التعميـ وبأنيا كانت تساعد زوجيا في اإلنفاؽ عمى األبناء والبيت إال‬
‫أف ذلؾ كاف والعالقة الزوجية الزالت قائمة بينيما وبيف زوجيا وال حسب ما زالت لحد‬
‫الساعة قائمة‪.38‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنظمة الممكية الزوجية والقانون المقارن‬


‫يعتمد نظاـ الممكية الزوجيف عمى قوانيف األسرية والمدنية‪ ،‬والتي تيدؼ إلى تنظيـ‬
‫العالقة بيف الزوجيف في حقوقيما وواجباتيما تجاه بعضيما البعض وتجاه أفراد األسرة‪.‬‬

‫يشترؾ المغرب في األنظمة القانونية اإلسالمية والفرنسية (المدنية)‪ ،‬وىو ما يعكس‬


‫تاريخو الثقافي والقانوني‪ .‬لذلؾ ىناؾ تنوع في االنظمة الزوجية في المغرب‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬أنظمة الممكية الزوجية‬


‫الممكية في الزواج‪ :‬تعد أنظمة الممكية مف الجوانب اليامة في القانوف المغربي المتعمؽ‬
‫بالزواج‪ .‬ىناؾ نظاميف رئيسييف لمممكية في الزواج في المغرب وىما‪ :‬الممكية المشتركة‬
‫(التصرؼ المشترؾ) والممكية الفردية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬النظام المالي لمزواج بنظام الممكية المشتركة ‪:‬‬


‫يعتبر ىذا النظاـ ىو النظاـ االفتراضي في الزواج بحسب القانوف المغربي‪.‬‬

‫وفقًا لممادة ‪ 49‬مف قانوف األسرة المغربي‪ ،‬تُعتبر جميع الممتمكات واألصوؿ التي‬
‫يكتسبيا الزوج والزوجة أثناء الزواج ممتمكات مشتركة بينيما بالتساوي‪.‬‬

‫‪ 38‬حكم صادر عن المحكمة االبتدائٌة باكادٌر ‪2004/01/15‬‬

‫‪21‬‬
‫تشمؿ الممتمكات المشتركة المنازؿ واألراضي والمركبات واألصوؿ المالية وغيرىا مف‬
‫األصوؿ التي يكتسبيا الزوج والزوجة‪.‬‬

‫في حالة الطالؽ أو وفاة أحد الزوجيف‪ ،‬يتـ تقسيـ الممتمكات واألصوؿ المشتركة‬
‫بالتساوي بيف الزوجيف‪ ،‬ما لـ يتـ التوصؿ إلى اتفاؽ مغاير‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬النظام المالي لمزواج بنظام الممكية الفردية‪:‬‬


‫بموجب المادة ‪ 49‬مف قانوف األسرة المغربي‪ ،‬يحؽ لمزوجيف تحديد نظاـ الممكية‬
‫الفردية قبؿ أو خالؿ الزواج‪.‬‬

‫وفقًا لمممكية الفردية‪ ،‬يكتسب كؿ زوج ممكية فردية عمى الممتمكات واألصوؿ التي‬
‫يحصؿ عمييا بشكؿ منفصؿ عف الزوج اآلخر‪.‬‬

‫الممتمكات الفردية تشمؿ األصوؿ التي يكتسبيا أحد الزوجيف عف طريؽ اليبة أو‬
‫الوراثة أو االستحقاقات الشخصية األخرى‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬نظام الممكية المشتركة المحدودة‪:‬‬


‫في القانوف المغربي‪ ،‬يعرؼ نظاـ لمممكية المشتركة المحدودة بيف الزوجيف‪" ،‬التممؾ‬
‫المشترؾ بيف الزوجيف""‬

‫وفقًا ليذا النظاـ‪ ،‬تعتبر الممكية لألصوؿ التي تـ اقتناؤىا خالؿ فترة الزواج مم ًكا مشترًكا‬
‫بيف الزوجيف‪ ،‬ما لـ يتـ تحديد خالؼ ذلؾ بواسطة اتفاؽ خطي بينيما‪ .‬وتشمؿ ىذه األصوؿ‬
‫عادة العقارات والممتمكات األخرى التي تـ شراؤىا خالؿ فترة الزواج باستخداـ أمواؿ الزوجيف‬
‫أو بجيودىما المشتركة‪.‬‬

‫وبموجب ىذا النظاـ‪ ،‬يكوف لكؿ مف الزوجيف حؽ نصؼ قيمة الممتمكات المشتركة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫متساو في حالة الطالؽ أو االنفصاؿ‪ .‬وفي‬ ‫ويمكف أف يقسـ الزوجاف ىذه األصوؿ بشكؿ‬

‫‪22‬‬
‫حالة وفاة أحد الزوجيف‪ ،‬تُعتبر األصوؿ المشتركة جزًءا مف التركة‪ ،‬ويكوف لمزوج الناجي حؽ‬
‫نصؼ قيمة ىذه األصوؿ‪.‬‬

‫وفي حالة الممكية المشتركة المحدودة‪ ،‬يكوف لكؿ شخص حصتو المحددة في الممكية‬
‫ويكوف لو حؽ استخداـ العقار المشترؾ واالستفادة منو وفقًا لألغراض المحددة‪ .‬يعني ذلؾ أف‬
‫كؿ مشارؾ يتمتع بحقوؽ ممكية محددة ولديو حؽ التصرؼ في حصتو بشكؿ مستقؿ‪.‬‬

‫ويتـ تحديد الحصص والمشاركة في الممكية المشتركة المحدودة بموجب عقد مكتوب‬
‫اضحا لحقوؽ وواجبات‬
‫يتـ إبرامو بيف األطراؼ المشتركة‪ .‬يشترط أف يتضمف العقد توصيفًا و ً‬
‫كؿ مشترؾ وتوزيع الحصص بينيـ‪ .‬وبموجب ىذا النظاـ‪ ،‬يمكف لكؿ مشترؾ أف ينقؿ حصتو‬
‫‪39‬‬
‫حصصا إضافية‪ ،‬شريطة االمتثاؿ لمقوانيف المعموؿ بيا في المغرب‪.‬‬
‫ً‬ ‫أو يشتري‬

‫المطمب الثاني‪ :‬ظيور فكرة الذمة المالية في التشريعات الغربية وامتدادىا الى قوانين‬
‫األسرة‬
‫تعبر الذمة المالية لمزوجيف في التشريعات الغربية عف مفيوـ يتعمؽ بالمسؤولية المالية‬
‫المشتركة بيف األزواج في إطار الزواج‪ .‬وتيدؼ ىذه الفكرة إلى تعزيز المساواة والعدؿ المالي‬
‫بيف الزوجيف‪ ،‬وتحميميما بالمسؤولية المشتركة عف األمور المالية الخاصة باألسرة‪.‬‬

‫تتفاوت التشريعات في البمداف الغربية فيما يتعمؽ بنطاؽ وتطبيؽ الذمة المالية‬

‫اضيا ينطبؽ تمقائياً‬


‫قانونيا افتر ً‬
‫ً‬ ‫أمر‬
‫لمزوجيف‪ .‬في بعض الدوؿ‪ ،‬تعتبر الذمة المالية لمزوجيف ًا‬
‫عمى جميع األزواج‪ ،‬بينما في بمداف أخرى يتطمب وجود اتفاؽ واضح ومكتوب ينص عمى‬
‫تطبيقو‬

‫ويختمؼ التنظيـ القانوني ليذه المؤسسة مف تشريع إلى آخر‪ ،‬فإذا كانت التشريعات‬
‫التي تتبني المرجعية اإلسالمية في قوانيف األحواؿ الشخصية تكرس بشكؿ صريح مبدأ فصؿ‬

‫‪ 39‬ظهٌر ‪ 1946‬وفً القانون ‪ 18.00‬من قانون العقار‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الذمة الموروث عف الفقو اإلسالمي‪ .‬وتجعؿ مف النظاـ المالي لمزواج داخؿ في طائفة‬
‫األحواؿ الشخصية والتي تخضع لقانوف الوطني لمزوجيف‪ ،‬فإنو عمى خالؼ ذلؾ فاف‬
‫‪40‬‬
‫وقد اعتبرت‬ ‫التشريعات الغربية‪ ،‬ميزت بيف النظاـ المالي القانوني والنظاـ المالي أالتفاؽ‬
‫باف النظاـ المالي لمزواج ىو مف أثار الزواج تدخؿ في دائرة األحواؿ العينية و أخضعتو‬
‫لقانوف إرادة المتعاقديف وذلؾ في الحدود التي يحددىا القانوف‪ ،‬وقد يكوف خاضعا لقانوف‬
‫الموقع كما ىو معموؿ بو مف قبؿ الدوؿ األنكموساكسونية التي الزالت تعمؿ بو بالرغـ مف‬
‫تراجع ىذا االتجاه منذ القرف السادس عشر نظ ار لإلشكاليات التي يثيرىا‪ .‬وقد اخذ التشريع‬
‫المغربي بالقانوف الشخصي وأسند النظاـ المالي لمزواج لمقانوف الوطني لمزوج‪ ،‬ولعؿ الغاية‬
‫مف ذلؾ ىو ضماف األمف القانوني لمرابطة القانونية بيف الزوجيف ماداـ انو لـ يجعؿ لحالة‬
‫تغيير جنسية الزوجيف معا أو احدىما أي تأثير عمى النظاـ المالي لمزواج‪ ،‬فضال عف أف‬
‫االرتباط بالقانوف الوطني عموما يوفر االستفادة مف مزايا عددية وعمى رأسيا الثبات‬
‫‪41‬‬
‫واالستقرار القانوني‪.‬‬

‫إال خالؼ في الفقو اإلسالمي ببيف الفقياء في أف لمزوجة ذمة مالية مستقمة عف ذمة‬
‫زوجيا استنادا إلى الكثير مف النصوص الشرعية كقولو تعالى‪ « :‬لمرجاؿ نصيب مما‬
‫اكتسبوا و لمنساء نصيب مما اكتسبف فريضة مف اهلل”‪ ،‬وقد كرس ىذا المبدأ تشريعيا بمقتضى‬
‫المادة ‪ 49‬مف المدونة والتي تنص في فقرتيا األولى ”لكؿ واحد مف الزوجيف ذمة مالية‬
‫مستقمة عف ذمة االخر"‪.‬‬

‫‪ 40‬مٌز المشرع الفرنسً بٌن النظام المالً القانونً ‪ ،Régime Matrimonian‬والنظام المالً االتفاقً ‪contrat de‬‬
‫‪ mariage‬وحدد لكل منهما مقتضٌات خاصة سواء تلك المتعلقة بإبرامه وإدارته وتصفٌته انظر الفصول من ‪ 1387‬إلى ‪1587‬‬
‫من القانون المالً الفرنسً‪.‬‬

‫‪ٌ 41‬اسٌن جرٌفً‪ ،‬النظام المالً للزواج فً القانون الدولً الخاص المغربً‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا المعمقة‪-2007 ،‬‬
‫‪ ،2008‬ص‪.3 :‬‬

‫‪24‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬النظام المالي لمزواج دراسة في القانون الدولي الخاص المغربي‬
‫القانوف الدولي الخاص فرع مف فروع القانوف يتضمف مجموعة مف المسائؿ والمنازعات التي‬
‫يتعيف حميا إذا طرحت عمى القضاء‪ .‬ويتدخؿ ىذا القانوف مف أجؿ ارشاد القاضي لحؿ ىذا‬
‫النزاع‪.‬‬

‫يتـ التعامؿ مع النظاـ المالي لمزوجيف في القانوف الدولي الخاص المغربي مف خالؿ قواعد‬
‫وأحكاـ محددة تنظـ العالقات المالية بيف الزوجيف في حالة وجود عنصر دولي في القضية‪،‬‬
‫مثؿ وجود عنصر أجنبي في الزواج أو الطالؽ أو التصرؼ في الممتمكات‪.‬‬

‫في القانوف الدولي الخاص المغربي‪ ،‬ينص عمى قواعد محددة لتحديد النظاـ المالي لمزوجيف‬
‫في حالة وجود عنصر دولي‪ .‬وفيما يمي نقاط رئيسية يجب مراعاتيا‪.‬‬

‫اختيار القانوف المطبؽ‪ :‬يمكف لمزوجيف االتفاؽ عمى القانوف الذي ينظـ النظاـ المالي ليما‪،‬‬
‫سواء كاف القانوف المغربي أو قانوف دولة أخرى‪ .‬إذا لـ يتوصؿ الزوجاف إلى اتفاؽ‪ ،‬يتـ‬
‫تحديد القانوف المطبؽ وفقًا لمقواعد القانونية المنصوص عمييا في القانوف الدولي الخاص‬
‫المغربي‪.42‬‬

‫العقود الزوجية‪ :‬يمكف لمزوجيف تنظيـ النظاـ المالي ليما مف خالؿ عقود زواج‬
‫صالحا إذا توافرت فيو‬
‫ً‬ ‫محددة‪ ،‬مثؿ عقود الزواج بالفصؿ أو بالمشاركة‪ .‬يعتبر العقد الزوجي‬
‫‪43‬‬
‫شروط الصحة والموافقة والقانونية‪.‬‬

‫التصرؼ في الممتمكات‪ :‬تنص قواعد القانوف الدولي الخاص المغربي عمى إمكانية‬
‫التصرؼ في الممتمكات الخاصة لمزوجيف والممتمكات المشتركة بينيما وفقًا لمقانوف المطبؽ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫محاضرات فً قانون الدولً الخاص جامعة محمد األول الكلٌة المتعددة التخصصات بالناظور ذ ‪/‬مراد اسراج ص ‪ 2‬و‪.3‬‬
‫‪43‬‬
‫لكل واحد من الزوجٌن ذمة مالٌة مستقلة عن ذمة اآلخر‪ ،‬غٌر أنه ٌجوز لهما فً إطار تدبٌر األموال التً ستكتسب أثناء قٌام الزوجٌة‪ ،‬االتفاق‬
‫على استثمارها وتوزٌعها‪ٌ .‬ضمن هذا االتفاق فً وثٌقة مستقلة عن عقد الزواج‪ٌ .‬قوم العدالن بإشعار الطرفٌن عند زواجهما باألحكام السالفة‬
‫الذكر‪ .‬إذا لم ٌكن هناك اتفاق فٌرجع للقواعد العامة لإلثبات‪ ،‬مع مراعاة عمل كل واحد من الزوجٌن وما قدمه من مجهودات و ما تحمله من أعباء‬
‫لتنمٌة أموال األسرة‪ ".‬المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫بناء عمى‬
‫يمكف لممحكمة في الحاالت المناسبة أف تقرر توجيو طمبات تقسيـ الممتمكات ً‬
‫مبادئ العدالة‪.‬‬

‫تجيز المادة ‪ 49‬لمزوجيف تنظيـ العالقات المالية بينيما بواسطة عقد مستقؿ عف عقد‬
‫الزواج‪ ،‬يجوز تحريره بأي شكؿ مف األشكاؿ وخاصة الشكؿ العدلي‪ .‬فيمكف تضميف ىذا‬
‫العقد كيفية تدبير األمواؿ ا لمكتسبة خالؿ الحياة الزوجية‪ .‬ونسبة مساىمة كؿ منيما او أف‬
‫يتـ التأكيد عمى استقالؿ الذمة المالية لكؿ منيما سي ار عمى القاعدة العامة المعموؿ بيا لدى‬
‫الفقو اإلسالمي ‪.‬‬

‫كما تعد مسألة إشيار العقد المبرـ بيف الزوجيف مسألة بالغة األىمية‪ ،‬وذلؾ حماية‬
‫لمصالح األغيار في بعض األنظمة المالية التي تكوف فييا أمواؿ الزوجيف مشتركة بينيما أو‬
‫مستقمة عف بعضيا البعض ألجؿ ذلؾ قرر المشرع ضرورة إشيار العقد المنظـ لمعالقات‬
‫المالية بيف الزوجيف‪ ،‬ذلؾ أف األغيار الذيف يتعامموف معيما أو مع احدىما مف مصمحتيـ‬
‫معرفة وضعية عالقتيما المالية وسمطة كؿ منيما لمتصرؼ في أموالو وفي األمواؿ المشتركة‬
‫بينيما أو في أمواؿ الزوج اآلخر وال يتسنى ذلؾ إال بإشيار العقد المذكور‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬النظام المالي لمزواج في القانون األجنبي المقارن (فرنسا نموذجا)‪.‬‬
‫نجد النظاـ المالي لمزواج ىو نظاـ دولي فبجانب التطرؽ ليذا النظاـ في القانوف‬
‫الخاص المغربي نجد أف ىذا النظاـ يشمؿ الدوؿ العربية واألجنبية‪ ...‬إال أنو توجد فوارؽ بيف‬
‫ىذه الدوؿ في القواعد التي تتناوؿ ىذا النظاـ‪ .‬ففي ىذا اإلطار نتطرؽ [أوال] إلى الشركة في‬
‫القانوف الفرنسي ثـ بعد ذلؾ إلى الشركة في القانوف التونسي [ثانيا]‪ .‬لقد كانت الشركة بيف‬
‫الزوجيف في القانوف الفرنسي الصادر في ‪ 21‬مارس‪ ،1804‬تتميز بجدؿ حاد وسط الفقو‬
‫والقضاء حوؿ مدى مشروعيتيا‪ ،‬حيث ظؿ ىذا القانوف ساكتا عف مدى مشروعية الشركة‬
‫المبرمة بيف الزوجيف‪ ،‬إذ لـ يتضمف أي نص ينظـ ىذه الشركة بينيما أو يبطمو‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫عمى خالؼ القضاء الفرنسي الذي كاف يبطؿ الشركة بيف الزوجيف أو شركة األشخاص‬
‫التي يشتركاف فييا مع الغير في حيف كاف ال يطبؽ قاعدة البطالف ىاتو عمى شركات‬
‫المساىمة نظ ار لعدـ وجود االعتبار الشخصي بيف الشركاء في ىذا النوع مف الشركات‪،44‬‬
‫وقد استند القضاء في تقريره ليذا البطالف عمى مجموعة مف النصوص المستقاة مف المبادئ‬
‫العامة لمقانوف المدني‪ ،‬أىميا سمطة الزوج عمى زوجتو طبقا لمفصؿ [‪ ]1388‬مف القانوف‬
‫المدني الممغى‪ ، 45‬والذي بمقتضاه يتمتع الزوج بسمطة كاممة عمى شخص الزوجة وأمواليا‬
‫باعتباره رئيسا لمعائمة ومسيرىا وقائما عف زوجتو في كؿ التصرفات المدنية والتجارية‪ ،‬حيث‬
‫أف القانوف الفرنسي كاف يعتبر المرأة المتزوجة ناقصة األىمية إذ يصنفيا في خانة القاصريف‬
‫والمحجوريف‪ ،46‬إذ اؿ يمكنيا التعاقد وممارسة التجارة وال أف تفتح حسابا بنكيا أو تقبؿ تركة‬
‫إال بعد الحصوؿ عمى إذف زوجيا‪ ،47‬كما أف ىذا األخير تولى إدارة أمواؿ الزوجية المشتركة‬
‫وأمواؿ زوجتو الخاصة‪.48‬‬

‫وتجد اإلشارة إلى أف النظاـ المالي الذي يتضمنو ىذا القانوف يمنح لمزوج السيطرة‬
‫عمى أمواؿ زوجتو وفقا ألربعة أشكاؿ سمح القانوف بصياغة العقد طبقا ألي واحد منيـ تبعا‬
‫لما يقع عميو اختيار الزوجيف‪ ،‬أىميا شركة الزوجيف التي تقوـ عمى تقسيـ أمالكيما إلى‬
‫ثالثة أقساـ‪ :‬قسـ عاـ لمزوجيف غير قابؿ لمقسمة‪ ،‬وقسـ خاص بالزوج‪ ،‬وقسـ خاص‬
‫بالزوجة‪ ،‬ولمزوج وحده حؽ إدارة مالو الخاص وماؿ الزوجة الخاص والماؿ المشترؾ‪.49‬‬

‫‪ 44‬محمد الشافعً‪ :‬الزواج فً مدونة األسرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنٌة‪ ،‬مراكش‪ ،2005 ،‬ص‪.160 :‬‬
‫‪45‬حٌث ٌنص هذا الفصل على أنه‪" :‬ال ٌسوغ للزوجٌن أن ٌخالقا الحقوق النلتجة عن سلطةالزوج عن الزوجة و األطفال أو التس‬
‫ٌتمتع بها الزوج كرئٌس لألسرة"‪.‬‬
‫‪ 46‬محمد أقاش‪ :‬النظام المال للزوجٌن على ضوء مدونة األسرة‪ ،‬بحث لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا فً القانون الخاص‪-‬قانون األسرة‬
‫والطفولة‪-‬جامعة سٌدي محمد بن عبد هللا كلٌة العلوم القانونٌة واالجتماعٌة واالقتصادٌة‪ ،‬ظهر المهراز فاس‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪-2005‬‬
‫‪ .2006‬ص ‪.112‬‬
‫‪ 47‬حفٌظة الشافعً‪ :‬تدبٌر األموال المكتسبة أثناء الزواج‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا فً القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد األول‬
‫كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬وجدة‪ ،‬المغرب‪ ،2008/2007 ،‬ص‪.78 :‬‬
‫‪ 48‬محمد الشافعً‪ :‬الزواج فً مدونة األسرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنٌة‪ ،‬مراكش‪ ،2005 ،‬ص‪.161 :‬‬
‫‪49‬محمد أقاش‪ :‬م‪.‬س‪113،‬‬

‫‪27‬‬
‫باإلضافة إلى أف القضاء الفرنسي كاف يستند في إبطاؿ الشركة بيف الزوجيف إلى منع‬
‫إبراـ بعض العقود‪ ،‬كعقد اليبة وعقد البيع ‪ ،‬وتأسيس الشركة‪ ،‬وفي ىذه الحالة يعتبر وسيمة‬
‫كافية ألحد الزوجيف لمحصوؿ عمى امتياز غير مباشر‪ ،‬حيث يمكف ألحد الزوجيف التبرع‬
‫خفية لصالح قرينو فيساىـ في إثرائو بال سبب‪ ،‬كما يمكف لمشركة أف تخفي عقد بيع بيف‬
‫األزواج األمر الذي يشكؿ خرقا لمفصؿ ‪ 1595‬مف القانوف المدني الفرنسي الذي يقضي‬
‫بعدـ جواز إبراـ عقود البيع بيف الزوجيف‪ ،‬إذ ال يمكف ليما أف يخالفا ىذا المنع الذي ىو مف‬
‫النظاـ العاـ‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬النظام المالي لمزواج في القانون العربي المقارن (تونس نموذجا)‪.‬‬
‫إذا كاف المشرع التونسي قد كرس مبدأ فصؿ األمواؿ بيف الزوجيف وأكد عمى حرية‬
‫تصرؼ المرأة المتزوجة في أمواليا‪ ،50‬فإنو أقر عمى [غرار القانوف الفرنسي] نظاـ االشتراؾ‬
‫في األمالؾ بيف الزوجيف كنظاـ مالي اختياري‪ ،‬وذلؾ بموجب قانوف رقـ ‪ 94‬المؤرخ في ‪9‬‬
‫نونبر ‪ 1998‬و "المتعمؽ بنظاـ االشتراؾ في األمالؾ بيف الزوجيف"‪ .‬فيذا النظاـ يتضمف‬
‫أحكاـ متكاممة‪ ،‬إذ بموجبو يخوؿ لمزوجيف المجوء إليو عند إبراـ عقد الزواج أو في تاريخ‬
‫الحؽ‪ ،‬وىو ييدؼ أساسا إلى جعؿ عقار أو جممة مف العقارات ممكا مشتركا بيف الزوجيف‪،51‬‬
‫نطاؽ االشتراؾ بينيما عبر التنصيص عمى ذلؾ‬ ‫ويمكف لمزوجيف االتفاؽ عمى توسيع‬
‫صراحة بالعقد‪.52‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أف المشرع التونسي مراعاة منو الستقرار العائمة والرغبة في تجنب‬
‫وقوع الخالفات والمنازعات‪ ،‬اختار التضييؽ مف نطاؽ نظاـ االشتراؾ في األمالؾ بجعمو‬
‫مبدئيا محصو ار في العقارات المتعمقة بالعائمة ‪ ،‬مالـ يتفؽ الزوجيف عمى خالؼ ذلؾ‪ ،‬وذلؾ‬

‫‪ 50‬الفصل ‪ 24‬من مجلة األحوال الشخصٌة التونسٌة‪.‬‬


‫‪ 51‬الفصل ‪ 1‬من قانون ‪ 9‬نونبر ‪.1998‬‬
‫‪ 52‬الفصل ‪ 2‬من قانون ‪ 9‬نونبر ‪.1998‬‬

‫‪28‬‬
‫‪53‬‬
‫االعتبار ىذه العقارات داخمة في نظاـ االشتراؾ في األمالؾ‪ ،‬وىو‬ ‫مف خالؿ وضع معيا ار‬
‫أف تكوف إما مخصصة الستعماؿ العائمة واما معدة لمصمحتيما‪ .‬وقد أعطى المشرع التونسي‬
‫أمثمة ليذه العقارات وذلؾ مف خالؿ الفصؿ ‪ 11‬مف القانوف المتعمؽ بنظاـ االشتراؾ في‬
‫األمالؾ بيف الزوجيف‪ ،‬والذي جاء في مضمونو أنو تعد عقارات مخصصة الستعماؿ العائمة‬
‫أو لمصمحتيا العقارات المكتسبة بعد الزواج والتي تكوف ليا صبغة سكنية‪ ،‬كذلؾ الموجودة‬
‫بمناطؽ سكنية أو المقتناة مف منعشيف [باعثيف] عقارييف مختصيف في إقامة محالت السكنى‬
‫أو الممولة بقروض سكنية‪ ،‬أو العقارات المنصوص في عقود اقتنائيا عمى أنيا ستستعمؿ‬
‫لمسكنى أو التي يثبت أنو وقع استغالليا فعال لسكنى العائمة‪.‬‬

‫‪ 53‬هذا المعٌار محدد فً الفصل‪ 10‬من القانون ‪ 9‬نونبر الذي ٌنص على أنه‪" :‬تعتبر مشتركة بٌن الزوجٌن العقارات المكتسبة بعد‬
‫الزواج أو بعد إبرام عقد االشتراك مالم تزول ملكٌتها إلى أحدهما بوجه اإلرث أو الهبة أو الوصٌة‪ ،‬بشرط أن تكون مخصصة‬
‫االستعمال العائلة أو مصلحتهما‪ ،‬سواء كان االستعمال مسٌطرا أو موسمٌا أو عرضٌا‪ ،‬كما تعد مشتركة بٌن التبعٌة توابع ذلك العقار‬
‫و غلته مهما كانت طبٌعتها‪ .‬ال تعد كذلك العقارات المعدة الستعمال مهنً بحت و فً صورة االتفاق على االشتراك بمقتدى عقد الحق‬
‫لعقد الزواج‪ٌ ،‬نكن للزوجٌن إن صرحا بذلك فً العقد‪ ،‬اعتبار االشتراك شامال للعقارات التً تم اكتسابها بداٌة من تارٌخ عقد الزواج‪.‬‬
‫كما ٌمكنهما االتفاق على جعل االشتراك شامال لجمٌع لجمٌع عقاراتهما‪ ،‬بما فٌها تلك المكتسبة ملكٌتها قبل الزواج و تلك المتأتٌة من‬
‫هبة أو إرث أو وصٌة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫انفصم الثاني‪:‬‬
‫التدبير التعاقدي لألموال المشتركة بين الزوجين‬

‫‪30‬‬
‫تًٍٓذ‬
‫ُيعتبر التدبير التعاقدي لألمواؿ المكتسبة بيف الزوجيف مسألة ىامة تنظميا قوانيف‬
‫األسرة‪ .‬يتـ التعامؿ مع ىذه المسألة مف خالؿ النظاـ القانوني الخاص بالممتمكات الزوجية‪،‬‬
‫والذي ينص عمى التوزيع العادؿ لألمواؿ والممتمكات التي تـ اكتسابيا أثناء فترة الزواج‪.‬‬

‫تعتمد طريقة التدبير التعاقدي لألمواؿ المكتسبة بيف الزوجيف عمى مفيوـ الممتمكات‬
‫الزوجية والممتمكات الخاصة‪ .‬فالممتمكات الزوجية ىي تمؾ التي تـ اكتسابيا خالؿ فترة‬
‫الزواج‪ ،‬بغض النظر عما إذا كانت تحمؿ اسـ أحد الزوجيف أو كالىما‪ .‬أما الممتمكات‬
‫الخاصة‪ ،‬فيي تمؾ التي تمتمكيا كؿ مف الزوجيف قبؿ الزواج أو تـ اكتسابيا بواسطة إرث أو‬
‫ىبة خاصة ألحدىما‪.‬‬

‫المبحث األ ول‪ :‬توزيع األموال المكتسبة بين الزوجين بمقتضى عقد مبرم‪.‬‬
‫يمكف لمزوجيف التفاوض وتحديد كيفية توزيع األمواؿ التي يكتسبانيا خالؿ فترة الزواج‬
‫وفقًا لتفضيالتيـ واحتياجاتيـ الخاصة‪ .‬يتـ تحقيؽ ذلؾ مف خالؿ إب ارـ عقد زواج يحدد‬
‫شروط وأحكاـ التدبير التعاقدي لألمواؿ‪ .‬تشترط القوانيف المغربية أف يكوف العقد الزوجي‬
‫رسميا في السجؿ المدني‪.‬‬
‫ً‬ ‫ومسجال‬
‫ً‬ ‫مكتوبا‬
‫ً‬

‫نجد في الواقع الواقع العممي نسجؿ قمة حاالت االتفاؽ عمى عقد مبرـ في تدبير‬
‫لعدة عوامؿ‬ ‫راجع‬ ‫بالمقارنة مع عقود الزواج وذلؾ‬ ‫بيف الزوجية‬ ‫االمواؿ المكتسبة‬
‫اجتماعية‪ ،‬اخالقية‪ ،‬ثقافية‪ ...‬وىذا ما يتضح مف خالؿ االحصائيات الرسمية الصائرة عف‬
‫و ازرة العدؿ سنة ‪.2005‬‬

‫‪31‬‬
‫حاالت االتفاؽ عمى‬ ‫حاالت االتفاؽ عمى الدائرة االستئنافية‬ ‫الدائرة االستئنافية‬
‫االمواؿ‬ ‫استثمار‬ ‫االمواؿ‬ ‫استثمار‬
‫خالؿ الحياة الزوجية‬ ‫خالؿ الحياة الزوجية‬
‫‪1‬‬ ‫اسفي‬ ‫‪16‬‬ ‫الرباط‬
‫‪12‬‬ ‫مكناس‬ ‫‪40‬‬ ‫القنيطرة‬
‫‪15‬‬ ‫الراشدية‬ ‫‪171‬‬ ‫الدار البيضاء‬
‫‪0‬‬ ‫اكادير‬ ‫‪3‬‬ ‫الجديدة‬
‫‪0‬‬ ‫العيوف‬ ‫‪2‬‬ ‫فاس‬
‫‪0‬‬ ‫طنجة‬ ‫‪10‬‬ ‫تازة‬
‫‪0‬‬ ‫تطواف‬ ‫‪1‬‬ ‫مراكش‬
‫‪7‬‬ ‫سطات‬ ‫‪0‬‬ ‫ور اززات‬
‫‪1‬‬ ‫الناظور‬ ‫‪1‬‬ ‫بني مالؿ‬
‫‪0‬‬ ‫الحسيمة‬ ‫‪0‬‬ ‫خريبكة‬
‫‪312‬‬ ‫المجموع العاـ‬ ‫وجدة‬

‫و ازرة العدؿ‪ ،‬مجمة قضاء االسرة العدد ‪ 1‬السنة‪ 2005 ,‬ص ‪128‬‬

‫‪32‬‬
‫المطمب األول‪ :‬شروط االتفاق وحجيتو واالجراءات المتبعة في دعوى المطالبة بالنصيب‬
‫في االموال المشتركة‪:‬‬

‫يكون لكل من الزوجين حق متساو في المطالبة بحصة نصيبو من األموال والممتمكات‬


‫التي اكتسبت أثناء الزواج‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬شروط االتفاق‬


‫‪ ‬الشروط الشكمية‪:‬‬

‫تنحصر الشروط الشكمية اساسا في افراغ الطرفيف ارادتيما في وثيقة مستقمة عف عقد الزواج‬
‫قد تكوف وثيقة رسمية محررة مف قبؿ العدوؿ او الموثؽ‪ 54‬كما أف مف شاف فرض ىذه‬
‫الشكمية‪ ،‬تمكيف األزواج الذيف أبرموا عقود زواجيـ في ظؿ مدونة األحواؿ الشخصية الممغاة‬
‫مف إبراـ مثؿ ىذه االتفاقات لتدبير األمواؿ الزوجية‪.‬‬

‫ونص أيضا المشرع عمى قياـ العدليف بإشعار الزوجيف المقبميف عمى الزواج بمقتضيات‬
‫المادة ‪ ،49‬وىو إجراء ليست لو فائدة الناحية العممية‪ ،‬ماداـ أف نموذج عقد الزواج الذي‬
‫‪55‬‬
‫دوف التأكد مف ذلؾ فعال‪.‬‬ ‫وضعتو و ازرة العدؿ يفيد قياـ العدليف بيذا اإلجراء‬

‫‪ ‬الشروط الموضوعية‪:‬‬

‫ينص المشرع المغربي في الفقرة الثانية مف الفصؿ ‪ 49‬مف مدونة األسرة عمى أنو يضمف‬
‫ىذا االتفاؽ في وثيقة مستقمة عف عقد الزواج‪ ،‬يكوف قد نص عمى شكمية العقد المالي‪ ،‬الذي‬
‫يجب أف يرد في محرر مستقؿ عف عقد الزواج‪ ،‬حيث جرت الممارسة العممية عمى إفراغ‬

‫‪ 54‬عادل حامٌدي “الدلٌل الفقهً والقضائً للقاضً والمحامً فً المنازعات األسرٌة"‪ ،‬مطبعة المعارف الجدٌدة ‪ -‬الرباط‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ، 1437 2016 :‬ص‪.221‬‬
‫محمد الكشبور‪“ :‬الوسٌط فً شرح مدونة األسرة" ‪ .‬الكتاب االول ‪ .‬طبعة ‪ . 2009‬مطبعة النجاح الجدٌدة ‪ ،‬ص ‪592‬‬

‫‪ 55‬ادرٌس الفاخوري‪ ،‬دور اإلرادة فً إبرام عقود الزواج فً ظل نصوص مدونة األسرة الجدٌدة”‪ ،‬مقال منشور بمجلة القصر العدد‬
‫التاسع ‪ ،2004‬ص‪.19 :‬‬

‫‪33‬‬
‫مضمونو في شكؿ عقد نموذجي محرر مف قبؿ عدليف‪ ،‬يضمف فيو كؿ الشروط ذات الطابع‬
‫المالي التي يرغب الزوجاف في العيش وفقا ليا‪ .‬ومف بيف ما يمكف أف يتضمنو العقد المالي‪:‬‬

‫‪ ‬اتفاؽ الزوجاف عمى أف ما قامت الزوجة بشرائو مف منقوالت منزؿ الزوجية‪ ،‬سواء‬
‫كاف مف ماليا أو ميرىا وكذلؾ ما اشتراه ليا زوجيا يكوف ممكا لمزوجة‪.‬‬
‫‪ ‬اتفاؽ الزوجاف عمى أف ما قاـ الزوج بشرائو بعد الزواج أو الدخوؿ ب الزوجة ومف‬
‫مالو الخاص يكوف ممكا لمزوج‪ .‬ويثبت ذلؾ بفواتير الشراء وتاريخيا‪.‬‬
‫‪ ‬ات فاؽ الزوجاف عمى أف ما قامت الزوجة بشرائو بعد الزواج أو الدخوؿ بيا مف‬
‫منقوالت منزؿ الزوجية ومف ماليا الخاص يكوف ممكا لمزوجة ويثبت ذلؾ بفواتير‬
‫الشراء وتاريخيا‪.‬‬
‫‪ ‬اتفاؽ الزوجاف عمى كيفية تقسيـ العائد المتات مف عمؿ مشترؾ وتحديد النسب التي‬
‫تعود لكؿ واحد منيما‪.‬‬

‫السنوات‬

‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬


‫‪297660 244989 244795‬‬ ‫الزواج المسجمة ‪236547‬‬ ‫عدد حاالت‬
‫بمختمف اقسام قضاء االسرة‬
‫‪900‬‬ ‫‪424‬‬ ‫‪295‬‬ ‫عمى ‪312‬‬ ‫االثفاق‬ ‫وثائق‬ ‫عدد‬
‫استثمار االموال اثناء قيام‬
‫العالقة الزوجية‬
‫‪112.3%‬‬ ‫‪%35.9‬‬ ‫‪%-5.4‬‬ ‫نسبة التغيير‬
‫وزارة العدل" احصائيات اقسام قضاء االسرة "‬

‫‪34‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حجية االتفاق‬
‫يغمب إف يضمف االتفاؽ في وثيقة رسمية أماـ عدليف‪ .‬وىي ذات حجة قاطعة في‬
‫اإلثبات وبالذات في الوقائع التي وقعت بحضور مزمـ العقد وتحت بصره‪ ،‬وال يجوز مف ثمة‬
‫الطعف فييا إال بالزور ىذا فيما يخص ما قاـ بو العدالف أو الموثؽ في حدود الميمة المسندة‬
‫إلييما مف التمقي والتحرير وفؽ الشروط المقررة قانونا‪ ،‬أما موضوع االتفاؽ فيبقى صحيحا‬
‫إلى أف يطعف صاحب المصمحة فيو بالطرؽ المقررة في قواعد اإلثبات‪ .‬كما أف ىذا االتفاؽ‬
‫إذا صب في وثيقة رسمية يعتبر حجة قاطعة اتجاه الغير كذلؾ‪ ،‬ويمكف الطعف فييا مف‬
‫صاحب المصمحة بالزور‪ .‬وال يخفى أنو إذا ثبتت زورية أو عدـ صحة االتفاؽ فإف المحكمة‬
‫تستبعده مف الدعوى ‪.‬‬

‫وقد يدبج االتفاؽ في وثيقة عرفية‪ ،‬وأقر بيا المدعي عميو اعتبرىا القضاء في حكـ‬
‫الورقة الرسمية حينئذ‪ ،‬فتغدو حالة اإلقرار بيا في حكـ الوثيقة الرسمية‪ ،‬وحاؿ اإلنكار‬
‫لم ضموف ىذه الوثيقة أو التوقيع تفقد حجيتيا‪ ،‬ويكوف لممتمسؾ بصحتيا إثبات ذلؾ بسائر‬
‫وسائؿ اإلثبات وفي مقدمتيا تحقيؽ الخطوط‪ .‬لكف عند استبعاد المحكمة لالتفاؽ المحرر في‬
‫وثيقة عرفية فإف لممدعي أف يمجأ كذلؾ إلى القواعد العامة لإلثبات كما ىو مقرر في الفقرة‬
‫األخيرة مف المادة ‪ 49‬مف المدونة‪.56‬‬

‫انفمرة انثانثت‪ :‬االجراءات المتبعة في دعوى المطالبة بالنصيب في االموال المشتركة‬


‫إف نوع المسطرة المتبعة في دعوى اقتساـ األمواؿ المكتسبة بيف الزوجيف خالؿ فترة‬
‫الزواج ىي المسطرة الكتابية‪ ،‬وذلؾ حسب مقتضيات المادة ‪ 45‬مف ؽ‪.‬ـ‪.‬ـ‪ ،‬وتتـ مناقشة‬
‫القضية وا لنطؽ بالحكـ فييا في جمسة مفتوحة لمجميع أي أف الجمسة تكوف عمنية وفؽ‬

‫‪ 56‬اقتسام األموال المشتركة بٌن الزوجٌن بٌن التشرٌع والقضاء‪...‬عرض ل ‪ :‬زكرٌا الحمدونً‪ ،‬احمد بن محمدي ومحمد زاٌنً‬
‫تحت إشراف محمد الزردة بماستر المهن القانونٌة والقضائٌة‪ ،‬الفوج الثالث‪ ،‬جامعة المالك السعدي‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالجتماعٌة‪،‬‬
‫طنجة‪ ،‬مجلة مغرب القانون‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫مقتضيات الفصؿ ‪ 43‬مف ؽ‪.‬ـ‪.‬ـ والييئة التي تبث في الحكـ جماعية‪ .‬واإلجراءات األولية‬
‫التي تسمكيا دعوى المطالبة بالنصيب مف الثروة المكتسبة خالؿ فترة الزواج ىي‪:‬‬

‫مقاؿ في الموضوع موقع مف طرؼ المدعي مؤدى عنو الرسوـ القضائية مرفؽ‬
‫باآلتي‪:‬‬

‫سند الزوجية وسند االنفصاؿ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الحجج والقرائف المثبتة لالدعاء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اإلجراءات المتخذة مف طرؼ المحكمة‪:‬‬

‫استدعاء الطرفيف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التأكد مف اليوية ومدى قياـ العالقات الزوجية أو انفصاميا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫االستماع إلى الطرؼ المدعى عميو بما ادعى الطرؼ المدعي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إجراء محاولة لمصمح والوساطة لمتوفيؽ بيف الطرفيف وفي حالة نجاحيا يتـ‬ ‫‪‬‬

‫تحرير محضر بذلؾ يوقعو طرفا الدعوى ورئيس الييئة وكاتب الجمسة ويتـ‬
‫اإلشياد عميو مف طرؼ المحكمة بعد تقديـ النيابة العامة لمستنتجاتيا‪.‬‬

‫وفي حالة فشؿ محاولة التوفيؽ بيف الطرفيف يمكف لممحكمة أف تعتمد‬ ‫‪‬‬

‫إجراءات التحقيؽ كإجراء بحث في الموضوع أو إجراء خبرة‪.‬‬

‫تعقيب الطرفيف عمى اإلجراءات المتخذة مف طرؼ المحكمة ( بحث‪ /‬خبرة‪).‬‬ ‫‪‬‬

‫تقديـ النيابة العامة لمستنتجاتيا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫حجز القضية لممداولة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪36‬‬
‫الحكـ وفؽ ما ثبت في الممؼ‪.57‬‬ ‫‪‬‬

‫انًطهب انثاَي‪ :‬توزيع األموال المشتركة بين الزوجين في حالة وجود اتفاق‪:‬‬
‫أجاز المشرع لمزوجيف االتفاؽ عمى تدبير ما سماه بأمواؿ األسرة ‪ ،‬ىذا الوصؼ الذي‬
‫أكد بو حؽ كؿ زوج في االستفادة مف ىذه األمواؿ‪ ،‬والمالحظ في البداية اف ىذا االتفاؽ ال‬
‫يخضع لمقتضيات خاصة بؿ إنو يخضع لمبدأ العقد شريعة المتعاقديف‪ ،‬فالمشرع لـ يحدد‬
‫ٍ‬
‫نظاـ لتوزيع‬ ‫نِسباً أو حصصا محددة لكؿ طرؼ‪ ،‬إنما ترؾ ليما الحرية الكاممة الختيار‬
‫وتدبير ىذه األمواؿ‪ .‬ىذه االمواؿ التي واف جاء في نص المادة أنيا األمواؿ التي تكتسب‬
‫أثناء قياـ العالقة الزوجية فإنو بإمكاف الطرفيف االتفاؽ عمى االشتراؾ حتى في األمواؿ التي‬
‫اكتسبت قبؿ قياـ العالقة الزوجية‪ ،‬ما داـ المبدأ ىو حرية المتعاقديف‪ ،‬وما داـ القيد الوحيد‬
‫الذي أورده المشرع بيذا الشأف ىو ضرورة تضميف ىذا االتفاؽ في وثيقة مستقمة عف عقد‬
‫الزواج‪ .‬وقد تكوف ىذه الوثيقة رسمية متى ُحررت مف طرؼ موثؽ أو عدليف‪ ،‬ىذا الشيء‬
‫الذي يعطي االتفاؽ حجية أكثر قوة حيث ال يمكف الطعف فييا إال بالزور واذا ثبت زورىا فال‬
‫يتـ األخذ بيا مف طرؼ القضاء‪ .‬كما قد يضمف ىذا االتفاؽ في ورقة عرفية وتكوف ليا في‬
‫ىذه الحالة قوة اثباتية بيف المتعاقديف‪ ،‬الشيء الذي يجعميا معرضة لفقداف حجيتيا متى تـ‬
‫انكارىا مف قبؿ أحد األطراؼ‪.‬‬

‫إف تنصيص المشرع عمى تضميف ىذا االتفاؽ في وثيقة مستقمة لو العديد مف‬
‫الدالالت‪ ،‬حيث يظير حرص المشرع عمى احتراـ قدسية عقد الزواج الذي يعتبر ميثاقا‬
‫غميظا في التشريع االسالمي ‪ ،‬كما أف تضميف ىذا االتفاؽ في وثيقة مستقمة يم ّكف مف‬
‫احتفاظ ىذا العقد بحجيتو حتى بعد انتيا ء العالقة الزوجية‪ ،‬اذ أف تضمينو في عقد الزواج‬
‫يطرح إشكاال حوؿ مدى مشروعية ذاؾ االتفاؽ بعد فسخ عقد الزواج‪ .‬ثـ انيا دعوة لمزوجيف‬

‫‪ 57‬اقتسام األموال المشتركة بٌن الزوجٌن بٌن التشرٌع والقضاء‪...‬عرض ل ‪ :‬زكرٌا الحمدونً‪ ،‬احمد بن محمدي ومحمد زاٌنً تحت‬
‫إشراف محمد الزردة بماستر المهن القانونٌة والقضائٌة‪ ،‬الفوج الثالث‪ ،‬جامعة المالك السعدي‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالجتماعٌة‪،‬‬
‫طنجة‪ ،‬مجلة مغرب القانون‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الى التريث واكتساب أمواليما بفضؿ مجيوداتيما وبعد ذلؾ االتفاؽ عمى استثمارىا وتوزيعيا‬
‫اف وقع الطالؽ‪.‬‬

‫ويتضح كما سبؽ ذكر اف ىذه القاعدة قاعدة مكممة‪ ،‬فما داـ أف لمطرفيف الحرية‬
‫الكاممة في التصرؼ بأمواليـ طبقا لمبدأ استقاللية الذمة المالية إلبراـ العقد‪ ،‬كما يؤكد ذلؾ‬
‫استعماؿ المشرع عبارة "غير أنو يجوز‪ "...‬أي أف المشرع ىنا يتحدث عف قاعدة مكممة‬
‫يجوز االتفاؽ عمى مخالفتيا‪ ،‬فمف الناحية القانونية ليس ىناؾ ما يمنع عدـ االتفاؽ مطمقا‪.58‬‬

‫انفمرة األونى‪ :‬تىزيع األيىال انًكتسبت بيٍ انسوجيٍ في حانت عدو وجىد اتفاق يبرو‬
‫إف توزيع األمواؿ المكتسبة بيف الزوجيف العامميف عند وجود اتفاؽ مسبؽ ال يوجد أي‬
‫إشكاؿ‪ ،‬لذا تستطيع المحكمة مف خالؿ ىذا أف تحدد العناصر التي تخوليا تحديد نسبة‬
‫التوزيع‪ ،‬و التي يمكف تعدادىا ال حصر في‪:‬‬

‫توزيع األمواؿ المكتسبة بيف الزوجيف في حالة عدـ وجود اتفاؽ مبرـ‪.‬‬

‫‪ -1‬القياـ بجرد ألمواؿ الزوجيف قبؿ الزواج و المكتسبة أثناءه‪.‬‬


‫‪ -2‬االعتماد عمى طبيعة عمؿ كؿ واحد مف الزوجيف‪.‬‬
‫‪ -3‬مراعاة مستوى الزوجيف أي االجتماعي لتحديد مصارفيما الحياتية‪.‬‬
‫‪ -4‬عف مف يؤذي المصاريؼ األسرية‪ ،‬مف مصروفات المأكؿ و الممبس و مصاريؼ‬
‫السكف و الياتؼ و الماء و الكيرباء و مصاريؼ تمدرس لألبناء و مصاريؼ‬
‫العالج‪.‬‬
‫‪ -5‬الوصوؿ إلى المجيودات و األعباء التي تحمميا كؿ طرؼ‪.‬‬
‫‪ -6‬عرض األمر عمى خبير عمومي بتوجيو دقيؽ مف طرؼ القضاء‪.‬‬
‫‪ -7‬إمكانية عرض الصمح عمى الطرفيف لفض النزاع كطريؽ بديؿ‪...‬‬

‫‪ 58‬جواد أضرٌب‪ ،‬تدبٌر األموال المكتسبة خالل العالقة الزوجٌة بٌن التنصٌص القانونً والنفور االجتماعً‪ ،‬المكتبة القانونٌة‬
‫العربٌة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫وعميو يبقى تحديد نصيب أحد الزوجيف في ممتمكات الطرؼ األخر حسب السمطة‬
‫التقديرية لممحكمة التي ال يجب تحديده في النصؼ كما كاف معروؼ في بعض البالد أو‬
‫غير ذلؾ‪ ...‬إذ وجب قياس كؿ حالة بقدرىا‪ ،‬و دوف تعريض أمواؿ الزوج المدعى عميو‬
‫لمضياع أو تعريض الزوجة لضرر الضياع والفقر‪.‬‬
‫لكف أمر توزيع تمؾ األمواؿ بالنسبة لربات البيوت‪ ،59‬ليس باألمر الييف‪ ،‬لتوقفو عمى‬
‫جرأة عمؿ قضائي رصيف و دقيؽ حتى ال يحس أصحاب الحقوؽ بالغبف وبالخوؼ عمى‬
‫ممتمكاتيـ التي حماىا الدستور والقانوف والشرع الحنيؼ‪ ،‬حيف يكمف دور القضاء دائما في‬
‫‪60‬‬
‫الحفاظ عمى االستقرار االقتصادي واالجتماعي لألسرة‪.‬‬

‫انفمرة انثاَيت‪ :‬انشروط انتي اعتًد عهيها انمضاء في تمسيى األيىال انًكتسبت في حانت عدو‬
‫وجىد اتفاق يبرو‬
‫انطالقا مف المادة ‪ 49‬يمكف استخالص شطريف يكف القاضي ممزـ باعتمادىا عند بتو‬
‫في دعوى اقتساـ األمواؿ المكتسبة بيف الزوجيف لتحديد نصيب المدعي منيا وىي‪:‬‬
‫‪ ‬أف تكوف األمواؿ المراد تقسيميا اكتسبت أثناء قياـ عالقة زوجية و أف ال تكوف‬
‫مف األمواؿ العارضة‪.‬‬
‫‪ ‬مراعاة عمؿ كؿ واحد مف الزوجيف‪ ،‬وما قدمو كؿ واحد مف الزوجيف مف مجيودات‬
‫وما تحممو كؿ منيما مف أعباء‪.‬‬
‫إف مف أىـ الشروط التي يعتمد عمييا القضاء ويقرر حكمو بموجبيا أف تكوف ىذه‬
‫األمواؿ التي اكتسبت ما قبؿ قياـ الزوجية أو بعدىا‪ ،‬وحتى األمواؿ العارضة كحصوؿ أحد‬
‫الطرفيف عمى إرث أو ىبة أو غير ذلؾ ال تضع إلى األمواؿ المكتسبة في مدة قياـ الزوجية‬
‫وال يتـ اقتساميا لكونيا أمواؿ خاصة مستقمة في الذمة المالية ألحد الزوجيف‪ ،‬فدفاع المدعى‬

‫‪ٌ 59‬رى األستاذ خالد الكتاري أن على ربات البٌوت‪ ،‬أن تتمتعا بنصٌب محترم من أموال الزوج ٌكفل لهن كرامتهن بعد الطالق‪ ،‬على‬
‫أن ال ٌتجاوز النصٌب الشرعً الذي حدده هللا عز وجل و المتمثل فً الثمن‪ ،‬على اعتبار أن نصٌب والدي زوج الهالك ال ٌتجاوز‬
‫السدس‪ ،‬وهم من ربوه حتى كبر و صار ذا مال وبنٌن‪.‬‬
‫‪ 60‬خالد الكتاري‪ ،‬التطبٌق القضائً لمقتضٌات المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة المتعلقة بتوزٌع األموال المكتسبة بٌن الزوجٌن‪ ،‬مجلة‬
‫قضاء األسرة‪ ،‬عدد ‪ ،2009 ،5/4‬ص‪.78 :‬‬

‫‪39‬‬
‫ممزـ بتقديـ وثيقة الزواج و الطالؽ لتبياف أف ىذا العقار أو المنقوؿ أو األمواؿ اكتسبت أثناء‬
‫قياـ الزوجية أو العكس‪.‬‬
‫أما الشرط الثاني والذي يتمثؿ في تحديد نوعية عمؿ الزوجيف و مراعاة ما قدمو مف‬
‫مجيودات و ما تحممو مف أعباء‪ ،‬لتنمية أمواؿ األسرة‪ ،‬فقد دأب العمؿ القضائي عمى اعتبار‬
‫عمؿ الزوجيف شرط أساسي في استحقاؽ حؽ أحدىما في األمواؿ التي اكتسبت أثناء العالقة‬
‫الزوجية‪ ،‬باإلضافة إلى المجيودات و األعباء المبذولة مف طرفيما‪ ،‬و ىذه األخيرة تبقى‬
‫سمطة تقديرية لمقاضي انطالقا مف الحجج التي يقدميا المدعي‪ .‬وتأكيدا لما سبؽ‪ ،‬فاألحكاـ‬
‫الصادرة في صدد تطبيؽ المادة ‪ 49‬اعتدت بعمؿ الزوجيف وتعتبره شرطا أساسي لقسمة‬
‫األمواؿ المكتسبة أثناء فترة الزواج‪.‬‬
‫فقد جاء في تعميؿ حكـ صادر بتاريخ ‪ 11/04/2011‬عف قسـ قضاء األسرة بطنجة‬
‫ما يمي‪ :‬حيث باالستناد إلى الحجج و المستندات المدلى بيا مف طرؼ المفارقيف‪ ،‬يتبيف أف‬
‫المدعى عميو يعمؿ بسمؾ الشرطة منذ سنة ‪ 1997‬بأجرة شيرية قدرىا ‪ 2567,53‬درىما‬
‫شيريا‪ ،‬في حيف المدعية تعمؿ منذ ‪ 01/07/2002‬مديرة لشركة ‪Transcendance‬‬
‫‪ Finance LID‬بالمنطقة الحرة –ميناء طنجة‪ -‬بعدما عممت بالقسـ التجاري بشركة‬
‫‪ CODI LID‬مف مارس ‪ ،31/10/1991‬كما سبؽ ليا أف انشغمت مديرة شركة‬
‫‪ PARIS-RABAT-LID‬مف سنة ‪ 1996‬إلى غاية ‪.612002‬‬
‫وبناء عمى ذلؾ قضت المحكمة باستحقاؽ المدعية النصؼ مف العقار الذي اكتسب‬
‫بينيا وبيف زوجيا عمى ال رغـ مف إنكار الزوج أماـ القضاء مساعدة الزوجة في إنماء الثروة‪،‬‬
‫إال أنو ثبت لممحكمة مف خالؿ وسائؿ اإلثبات التي أدلت بيا الزوجة التي تؤكد عمى أنيا‬
‫غير عاطمة عف العمؿ مما يرجح كفة مساىمتيا في بناء العقار المتنازع عميو والذي اكتسب‬
‫بعد قياـ العالقة الزوجية‪ .‬لقد قررت المادة ‪ 49‬في فقرتيا األخيرة عمى أنو‪ :‬إذا لـ يكف ىناؾ‬

‫‪61‬حكم صادر بتارٌخ ‪11‬أبرٌل‪ ،‬عن قسم قضاء األسرة بالمحكمة اإلبتدائٌة ملف رقم ‪.539/1516/2010‬‬

‫‪40‬‬
‫اتفاؽ فيرجع لمقواعد العامة لإلثبات‪ ،‬مع مراعاة عمؿ كؿ واحد مف الزوجيف و ما قدمو مف‬
‫مجيودات وما تحممو مف أعباء لتنمية أمواؿ األسرة‪.‬‬
‫إف أوؿ مالحظة نالحظيا مف خالؿ قراءة متأنية ليذه الفترة اف المشرع لـ يستعمؿ عبارة‬
‫لتنمية أمواؿ الزوجيف و إنما استعمؿ عبارة أمواؿ األسرة‪ ،‬لـ يكف عميو واقع الزوجيف مف‬
‫تظافر لمجيود و تحمؿ األعباء لتنمية أمواؿ األسرة بتفاف و كد و تضحية بالوقؼ والجيد‬
‫عمى اعتبار أف تمؾ األمواؿ ممؾ لألسرة بكافة أفرادىا دوف تمييز‪.62‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬وسائل االثبات المعتمدة قضائيا في تقسيم االموال المكتسبة‬


‫اثناء قيام العالقة الزوجية وتوزيع االموال المكتسبة بين الزوجين على ضوء‬
‫العمل القضائي‬
‫اعتمد القضاء المغربي عمى مجموعة مف الوسائؿ لالثبات لتقسيـ وتوزيع االمواؿ المكتسبة‬
‫بيف الزوجيف اثناء العالقة الزوجية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬وسائل اإلثبات التي اعتمدها القضاء للبث في دعوى اقتسام األموال‬
‫المكتسبة أثناء قيام العالقة الزوجية‬
‫لـ يحدد المشرع المغربي في المادة ‪ 49‬مف مدونة االسرة عمى شكؿ معيف لالثبات‬
‫وانما احاؿ المحكمة و المتنازعيف المجوء الى جميع وسائؿ االثبات‪.‬‬

‫ويجب عمى مف يدع ي أنو ساىـ مع الزوج اآلخر في تنمية الثروة وتدبيرىا أثناء قياـ‬
‫العالقة الزوجية بإثبات ذلؾ‪ ،‬وىو ما نص عميو ؽ‪.‬ؿ‪.‬ع في القسـ السابع مف الباب األوؿ‬
‫‪63‬‬
‫وذلؾ كيفما كانت درجة وطبيعة‬ ‫فالفصؿ ‪ 399‬نص عمى “إثبات االلتزاـ عمى مدعيو"‬
‫المساىمة‪ ،‬ليبقى لممحكمة السمطة التقديرية بناءا عمى ما قدمو طرفا النزاع مف وسائؿ‬
‫اإلثبات المشار إلييا في القواعد العامة‪.‬‬

‫‪ 62‬خالد الكتاري‪ ،‬التطبٌق القضائً لمقتضٌات المادة ‪ 49‬من مدونة األسرة المتعلقة بتوزٌع األموال المكتسبة بٌن الزوجٌن‪ ،‬مجلة‬
‫قضاء األسرة‪ ،‬عدد ‪ ،2009 ،4،5‬ص‪.75 :‬‬
‫‪ 63‬عبد الكرٌم الطالب‪ :‬التوجهات المدنٌة لمدونة األسرة مغانم ومغارم ‪ 10‬سنوات من التطبٌق‪ ،‬مطبوعات المعرفة‪ ،‬مراكش‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ٌ /‬ونٌو ‪ ،2014‬ص ‪.112‬‬

‫‪41‬‬
‫سنتناوؿ وسائؿ اإلثبات التي اعتمدىا القضاء في دعوى اقتساـ األمواؿ المكتسبة‬
‫أثناء قياـ العالقة الزوجية مف خالؿ نقطتيف األولى وسائؿ اإلثبات المنصوص عمييا بقانوف‪،‬‬
‫ؿ‪.‬ع‪ ،‬والثانية لمطرؽ اإلجرائية لإلثبات‪.‬‬

‫انفمرة األونى‪ :‬وسائم اإلثباث بماَىٌ االنتساياث وانعمىد‪:‬‬


‫نص الفصؿ ‪ 404‬مف ؽ‪.‬ؿ‪.‬ع عمى وسائؿ االثبات التالية‪:‬‬

‫إقرار الخصـ الحجة الكتابية شيادة الشيود‪ ،‬القرينة‪ ،‬اليميف والنكوؿ عمييا‪ .‬ستناوؿ‬
‫بعض ىذه الوسائؿ انطالقا مف العمؿ القضائية‪.‬‬

‫إذا كاف ؽ‪ .‬ؿ ‪.‬ع يمنع قبوؿ شيادة الشيود إلثبات دعوى المطالبة بمبمغ يقؿ‬
‫مقداره عف القدر المنصوص عميو في الفصؿ ‪ 443‬فانو يجوز قبوليا في جميع الحاالت‬
‫التي يفقد فييا الطرؼ السند نتيجة حادث فجائي أو قوة قاىرة أو سرقة أو في الحالة التي‬
‫يتعذر فييا عمى الدائف الحصوؿ عمى الدليؿ الكتابي وفي ىذا الصدد ذىب حكـ لممحكمة‬
‫االبتدائية بمكناس رقـ‪ 594 :‬بتاريخ ‪ 27 :‬شتنبر ‪ ، 2007‬إلى االعتماد عمى إفادة الشيود‬
‫إلثبات قياـ الزوجة إلى جانب زوجيا بأعماؿ الزرع والغرس واإلشراؼ عمى عمؿ الفالحيف‬
‫وجني وحصد المحصوؿ‪ ،‬مما يخوؿ لمزوجة الحؽ في التعويض نظ ار لمساىمتيا في تنمية‬
‫‪64‬‬
‫أمواؿ األسرة‬

‫خالفا لذلؾ فاف القضاء المغربي نجده في العديد األحكاـ و الق اررات ال يعتد بشيادة‬
‫المفيؼ عند تطبيقو المادة ‪ 49‬نظ ار لما تعتري ىذه الشيادة مف نواقص إجرائية متعددة‪ ،‬منيا‬
‫عدـ أداء الشيود شيادتيـ أماـ المحكمة‪ ,‬ونواقص موضوعية تتمثؿ في ضعؼ الوازع‬
‫‪65‬‬
‫ففي حكـ صادر عف‬ ‫الديني‪ ,‬لكف ال يمنع االخذ بيا اذا كاف المفيؼ واضحا ومستفسر‬
‫المحكمة االبتدائية بطنجة عدد‪ 1956 :‬بتاريخ‪ 21 :‬ماي ‪ 2009‬لـ تاخذ المحكمة بشيود‬

‫‪ 64‬حكم للمحكمة االبتدائٌة بمكناس رقم ‪ 594 :‬الصادر بتارٌخ ‪ 27‬شتنبر ‪5165/04/. 2007‬فً ملف رقم‬
‫‪ 65‬عادل حامٌدي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.208‬‬

‫‪42‬‬
‫المفيؼ نظ ار لعدـ مجاورتيـ لموقع بيت الزوجية‪ ,‬مما يجعؿ افادتيـ بخصوص المخالطة‬
‫واالطالع عمى االحواؿ الناقصة عف درجة االعتبار‪….66‬‬

‫أوال‪ :‬انيًيٍ‪:‬‬
‫أما فيما يتعمؽ باليميف فإننا نجد بعض األحكاـ اعتمدت عمييا إلثبات أف الزوجة قد‬
‫ساىمت في تنمية األمواؿ المكتسبة أثناء قياـ العالقة الزوجية‪ ،‬ومف ىذه األحكاـ نجد حكـ‬
‫البتدائية تطواف عدد‪ 1124 :‬الصادر بتاريخ ‪ 25 :‬ماي ‪ ،2009‬القاضي برفض طمب‬
‫الزوجة وابقاء صائر الدعوى عمى عاتقيا بعد أداء المدعى عميو اليميف الحاسمة عمى عدـ‬
‫‪67‬‬
‫مشاركة المدعية بأية مبمغ مالي في بناء المنزؿ موضوع الدعوى‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أف شيادة الشيود تخضع لمسمطة التقديرية لمقاضي‪ ،‬بخالؼ‬
‫اليميف الحاسمة فيي تبقى ممزمة لمقاضي‪.‬‬

‫ثاَيا‪ :‬اإللرار‪:‬‬
‫كما أف اإلقرار يعد وسيمة يستند عمييا العمؿ القضائي إلثبات حؽ أحد طرفي العالقة‬
‫الزوجية في دعوى اقتساـ األمواؿ المكتسبة‪ ،‬إذ نجد قرار محكمة استئناؼ بتازة عدد ‪127‬‬
‫الصادر بتاريخ‪ 4 :‬فبراير ‪ 2009‬أحدث بإقرار الطاعف بكوف أف الزوجة أحدثت إصالحات‬
‫بالمنزؿ الذي اكتسب أثناء قياـ الزوجية‪ ،‬مما يثبت أف الزوجة ساىمت بمجيودىا وماليا‬
‫الخاص في تنمية أمواؿ األسرة‪.68‬‬

‫ثانثا‪ :‬انمرائٍ انمضائيت‪:‬‬


‫في كثير مف القضايا تكوف لمقرائف القضائية دو ار ميما في إثبات مساىمة احد‬
‫الزوجيف‪ ،‬ذلؾ أف القاضي ومف خالؿ الوقائع الثابتة لديو‪ ،‬واعتمادا عمى مجموعة مف‬
‫العناصر التي تبرز مف خالؿ تمؾ الوقائع ودفوعات طرفي الدعوى‪ ،‬يمكف إذا تأكد لديو‬

‫‪ 66‬حكم للمحكمة االبتدائٌة بطنجة عدد ‪ 1956 :‬الصادر بتارٌخ ‪ 21‬ماي ‪ 2009‬فً ملف عدد‪.2009/1615/190 :‬‬

‫‪ 67‬حكم المحكمة االبتدائٌة بتطوان عدد ‪ 1124‬الصادر بتارٌخ ‪ 25 :‬ماي ‪ 2009‬فً ملف ‪.08/1145‬‬
‫‪68‬‬
‫قرار محكمة االستئناف بتازة عدد ‪ 27‬الصادر بتارٌخ ‪ 4‬فبراٌر ‪ 2009‬فً الملف عدد ‪.08/244‬‬

‫‪43‬‬
‫وجود قرائف قوية تثبت مساىمة أحد الزوجيف في تكويف أو تنمية ماؿ األسرة‪ ،‬أف يقر لفائدة‬
‫المدعي حقو في األمواؿ المكتسبة‪.69‬‬

‫ورد في البحث الميداني الذي أنجزه بعض أساتذة كمية الحقوؽ بمراكش سنة ‪:2009‬‬
‫"اف المادة ‪ 49‬مف مدونة األسرة تشكؿ في نظر القضاة تراجعا مقارنة بالفقو اإلسالمي في‬
‫ىذا المجاؿ‪ ،‬كما أنيا التفي بالغرض الذي توخاه المشرع مف إقرار حماية مادية لممطمقة‪.‬‬
‫ففي الوقت الذي يقر ليا بالحؽ في المطالبة بجزء مف األمواؿ المكتسبة خالؿ الحياة الزوجية‬
‫يعود ويضع عمى عاتقيا عبئ اإلثبات بشروط تعجيزية‪ ،‬والحاؿ انو ال يخطر بباؿ أي امرأة‬
‫االحتفاظ بأدلة مادية تثبت مساىمتيا في النفقات اليومية لمبيت وفي تمبية حاجيات أطفاليا"‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الطرق االجرائية لالتباث‬

‫تعد مف اإلجراءات الخادمة لوسائؿ اإلثبات وتشمؿ الخبرة ومعاينة األماكف‪ ،‬وىما‬
‫إجراءيف يتميزاف عف باقي إجراءات التحقيؽ األخرى كاليميف واألبحاث وتحقيؽ الخطوط‬
‫والزور الفرعي‪ ،‬لكونيما ال يرتبطاف بوسائؿ اإلثبات المدنية التي تـ تنظيميا في ؽ‪.‬ؿ‪.‬ع‪،70‬‬
‫كاإلقرار والكتابة أو اليميف أو شيادة الشيود والقرينة‪ ،‬ناىيؾ عمى أف المشرع اكتفى بتنظيميا‬
‫فقط في قانوف الشكؿ أي قانوف المسطرة المدنية‪.71‬‬

‫وكما ىو معموـ أف ىذه اإلجراءات قد أوردىا المشرع المغربي في الباب الثالث مف‬
‫القسـ الثالث مف ؽ‪.‬ـ‪.‬ـ تحت اسـ " إجراءات التحقيؽ"‪ ،‬في الفصوؿ مف ‪ 55‬إلى ‪102‬‬
‫وأيضا الفصوؿ ‪ 334‬و ‪ ،336‬والتي تطرقت لمقواعد المسطرية لمقياـ بيذه اإلجراءات أماـ‬

‫‪ 69‬عمر المزكلدي‪ “ :‬حق الكد والسعاٌة محاولة فً التأصٌل"‪ ،‬دبلوم الدراسات العلٌا المعمقة فً القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد‬
‫الخامس كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة اكدال الرباط‪.2005-2006 ،‬‬
‫‪ 70‬قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫‪71‬عبد الرحٌم بنٌحً‪ ،‬إجراءات التحقٌق اإلخبارٌة فً قانون المسطرة المدنٌة‪ ،‬مقال منشور بمجلة القانون واألعمال‪ ،‬العدد ‪،17‬‬
‫‪ ،2018‬ص ‪.102‬‬

‫‪44‬‬
‫محاك ـ االستئناؼ‪ ،‬والمتمثمة في‪ :‬الخبرة ومعاينة األماكف واألبحاث واليميف وتحقيؽ الخطوط‬
‫والزور الفرعي‪ ،‬والتي تختمؼ تماما عف إجراءات تحقيؽ الدعوى ‪.‬‬

‫ويعد التحقيؽ مف أىـ مراحؿ الدعوى المدنية‪ ،‬عند طرح الخصوـ الدعاءاتيـ‪،‬‬
‫ومحاولتيـ إثباتيا‪ ،‬وأمر المحكمة باإلجراءات الالزمة العناصر الضرورية لمبث في الدعوى‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬تقسيم االموال المكتسبة لمزوجين‬

‫مف خالؿ ما تضمنتو المادة ‪ 49‬يتضح باف المشرع المغربي حدد مجموعة مف‬
‫الضوابط والشروط عمى القاضي األسري أف يمتزـ بيا وىو في صدد البث في دعوى‬
‫المطالبة باقتساـ األمواؿ المكتسبة إبانة قياـ العالقة الزوجية وىي عمى الشكؿ التالي‪:‬‬

‫‪ ‬أف يتعمؽ األمر باألمواؿ التي تكتسب أثناء قياـ العالقة الزوجية‪ ،‬مع استثناء ما‬
‫حصمو أحد الزوجيف عف طريؽ اإلرث أو الوصايا أو اليدايا‪.‬‬
‫‪ ‬االتفاؽ عمى استثمار تمؾ األمواؿ بشكؿ صريح ومحرر في وثيقة رسمية أو عرفية‪.‬‬
‫‪ ‬إثبات مساىم ة أحد الزوجيف في تمؾ األمواؿ بكؿ وسائؿ اإلثبات المتاحة قانونا‪،‬‬
‫وذلؾ عند عدـ وجود ىذا االتفاؽ‪.‬‬

‫وىكذا حاوؿ المشرع تأسيس منظومة قانونية محكمة تضبط سائر متعمقات النظاـ‬
‫المالي لمزوجيف‪ ،‬وتكوف فيصال حاؿ التنازع بينيما حوؿ نصيب كؿ واحد منيما في األمواؿ‬
‫المكتسبة أثناء الزواج‪.‬‬

‫إلى أف ىذا التنصيص القانوني وحده غير كافي مالـ يواكبو قضاء اسري عادؿ‪،‬‬
‫وعصري وفعاؿ كما جاء في خطاب جاللة الممؾ بديباجة المدونة‪ ،‬وعميو فإف العمؿ‬
‫القضائي ىو الكفيؿ والمؤىؿ إلنزاؿ المادة المذكورة عمى جميع النوازؿ عمى اختالفيا بالشكؿ‬

‫‪45‬‬
‫الذي يخدـ روح المدونة‪ .‬في ىذا الصدد فقد بتث محكمة النقض في الموضوع (تقسيم‬
‫االموال المكتسبة لمزوجين) من خالل ىذه النازلة‪.‬‬

‫تدبير األمواؿ المكتسبة أثناء قياـ الزوجية ‪ -‬استثمارىا وتوزيعيا ‪ -‬عدـ وجود اتفاؽ ‪-‬‬
‫القواعد العامة لإلثبات في وثيقة مستقمة عف لكؿ واحد مف الزوجيف ذمة مالية مستقمة عف‬
‫اآلخر‪ ،‬وأنو يجوز ليما في إطار تدبير األمواؿ التي ستكتسب أثناء الزوجية االتفاؽ عمى‬
‫استثمارىا وتوزيعيا عقد الزواج‪ ،‬واذا لـ يكف ىناؾ اتفاؽ يرجع لمقواعد العامة الإلثبات مع‬
‫مراعاة عمؿ كؿ واحد مف الزوجيف وما قدمو مف مجيودات وما تحممو مف أعباء لتنمية‬
‫أمواؿ األسرة‪.‬‬
‫المحكمة لما اعتمدت قواعد اإلثبات وأجرت غيرة وبحثا في الموضوع توصمت مف خالفيا‬
‫ومف خالؿ وثائؽ الممؼ إلى أف الطالبة تستحؽ تعويضاً مقابؿ مجيوداتيا وقضت بو فإنيا‬
‫عممت قرارىا بما فيو الكفاية‪.‬‬
‫رفض الطمب‬
‫باسـ جاللة الممؾ‬
‫وبعد المداولة طبقا لمقانوف‪.‬‬

‫حيث يستفاد مف وثائؽ الممؼ والقرار المطعوف فيو أعاله‪ ،‬أف طالبة النقض (س)‬
‫تقدمت بمقاؿ سجؿ بتاريخ (‪ )...‬بالمحكمة االبتدائية ب (‪ - )...‬قسـ قضاء األسرة ‪-‬‬
‫تعرض فيو أف المدعى عميو (سا) قاـ بتطميقيا لمشقاؽ بتاريخ األداء‪ ،‬إذ كاف يؤدي !‬
‫‪ ،23/12/2010‬وأف مدة الزواج دامت بينيما أكثر مف ‪ 12‬سنة دوف أف تثمر عف إنجاب‬
‫أطفاؿ‪ ،‬وأنيا كانت موظفة ليا دخؿ جد محترـ‪ ،‬وىو ما جعمو يقنعيا بفتح حساب مشترؾ‪،‬‬
‫وأنو كاف يسحب المبالغ منو دوف عمميا‪ ،‬مما جعمو يوفر مبالغ ميمة مكتبو مف شراء الممؾ‬
‫المسمى (‪ )...‬موضوع الرسـ العقاري عدد (‪ )...‬دوف أف يشركيا في ذلؾ رغـ أنيا النصؼ‬
‫في كؿ عقار لمساىمتيا في ذلؾ‪ ،‬والتمت الحكـ باستحقاقيا لمممؾ المسمى (‪ )...‬ذي الرسـ‬
‫العقاري عدد (‪ )...‬الكائف ب (‪ )...‬يحسب ‪ 50‬في المائة‪ ،‬أمر المحافظ عمى األمالؾ‬

‫‪46‬‬
‫العقارية ب (‪ )...‬بتسجيؿ الحكـ بالرسـ العقاري المذكور وأجاب المدعى عميو بأنو اشترى‬
‫العقار قبؿ زواجو بالمدعية‪ ،‬وىو ما يتأكد مف خالؿ االطالع عمى تاريخ الزواج وتاريخ شراء‬
‫العقار الوارد في وثيقة الوعد بالبيع‪ ،‬وكذلؾ تاريخ اإلشياد ووصوالت األقساط ‪ :‬ؿ بواسطة‬
‫شيكات عف طريؽ حسابو الخاص المفتوح ب (بنؾ (‪ )١‬لمجية التي باعت لو الممؾ‪ ،‬مؤكدا‬
‫أنو اقتنى العقار مف ‪ .‬والخالص‪ ،‬وقبؿ فتح أي حساب مشترؾ مع المدعية ببنؾ ‪،)2‬‬
‫والتمس رفض طمب المدعية‪ ،‬وبعد إجراء بحث وتبادؿ الردود قضت المحكمة االبتدائية‬
‫بتاريخ (‪ )...‬باستحقاؽ المدعية لثمث العقار موضوع الرسـ العقاري عدد (‪ ..)...‬األذف‬
‫لممحافظ عمى األمالؾ العقارية (‪ )...‬بتضميف مقتضيات ىذا الحكـ بالرسـ العقاري المذكور‪،‬‬
‫وذلؾ بعد صيرورتو نيائيا‪ ،‬فاستأنفو المدعى عميو وبعد إجراء خبرة وبحث أبدتو محكمة‬
‫االستئناؼ مبدئيا مع تعديمو باستحقاؽ المستأنؼ عمييا تعويضا مقابؿ كدىا وسعايتيا محددا‬
‫في مبمغ ‪ 100000.00‬درىـ بقرارىا المطعوف فيو بالنقض مف طرؼ الطالبة بواسطة‬
‫دفاعيا بمقاؿ تضمف وسيمة فريدة أجاب عنو المطموب في النقض بواسطة دفاعو ممتمسا‬
‫رفض الطمب مالو الخاص‪ .‬حيث تعيب الطالبة القرار في الوسيمة الفريدة بسوء التعميؿ وعدـ‬
‫االرتكاز عمى أساس قانوني وخرؽ قواعد اإلثبات وحقوؽ الدفاع‪ ،‬ذلؾ أنو وخالفا لما جاء‬
‫في تعميمو‪ ،‬فإف العقار المتنازع حولو والمسجؿ باسـ المطموب في النقض وقع بناؤه وتشيده‬
‫بجميع طوابقو أثناء فترة الزواج‪ ،‬وفي ىذا اإلطار أدلت الطالبة لممحكمة بعدة وثائؽ‬
‫ومعطيات تثبت حصوؿ توافؽ فعمي بينيا وبيف المطموب في النقض لتدبير أمواؿ األسرة وما‬
‫بذلتو مف مجيودات وتحممتو مف أعباء مف أجؿ مساىمتيا في تنمية ىذه األمواؿ‪ ،‬مف ذلؾ‬
‫الكشوفات البنكية التي تثبت توفرىا عمى حساب بنكي مشترؾ مع زوجيا المطموب في‬
‫النقض‪ ،‬بحيث كانت تحوؿ لو جميع أجرتيا الشيرية منذ تاريخ فتح الحساب في يناير‬
‫‪ 2000‬إلى غاية تاريخ انفصاـ العالقة الزوجية واقفاؿ ىذا الحساب المشترؾ في سنة‬
‫‪ ، 2010‬كذلؾ كانت الطالبة ضامنة لممطموب في النقض في القرض الذي حصؿ عميو مف‬
‫أجؿ بناء طوابؽ العقار موضوع النزاع‪ ،‬وكانت أقساط ىذا القرض تقتطع مف الحساب‬

‫‪47‬‬
‫المشترؾ الذي كاف يشمؿ راتبيا ورائو‪ ،‬ثـ ىناؾ اإلق ارر القضائي لممطموب في النقض طيمة‬
‫مرحمة التقاضي الذي يعترؼ فيو باستعماؿ رصيد الحساب المشترؾ في أداء القرض المتعمؽ‬
‫بناء العقار أثناء فترة الزوجية‪ ،‬واق ارره الصريح بأنيا ساىمت فعال في الحياة االقتصادية‬
‫الزوجية التي كانت لو العضد والسند في تنمية ثروتو وتشييد عقاره‪ ،‬يحكـ أنيا كانت تعمؿ‬
‫منذ زواجيا براتب يجاوز آنذاؾ مبمغ ‪ 3000.00‬درىـ‪ ،‬باإلضافة إلى أنيا كانت تتوفر وقت‬
‫الزواج عمى رصيد بتكي قدره ‪ 8000.00‬درىـ‪ ،‬ساىمت بو في الحياة الزوجية االقتصادية‪،‬‬
‫وأف ىذه الحجج كافية اإلثبات توافؽ فعمي بينيا وبيف المطموب في النقض عمى تنمية‬
‫األمواؿ المكتبة أثناء فترة الزوجية‪ ،‬ومف ثـ تبقى مساىمتيا في أشغاؿ البناء مف بدايتيا إلى‬
‫نيايتيا ثابتة‪ ،‬والمحكمة لما استبعدت كؿ ىذه الحجج رغـ تنوعيا وقوتيا الثبوتية‪ ،‬بما عممت‬
‫بو قرارىا‪ ،‬والحاؿ أنيا لـ تسمـ قط بما ادعاه المطموب في النقض بخصوص كونو كاف‬
‫ي سمميا أجرىا بعد أف يستخمص منو ما يكمؿ بو القسط الشيري‪ ،‬بؿ كانت تفيو العمـ أف‬
‫المطموب في النقض إذا كاف قد ظؿ يؤدي لوحده أقاط الديف بعد انفصاـ عالقة الزوجية إلى‬
‫غاية تاريخ آخر قسط في القرض الذي كاف في تونبر ‪ ،2014‬فقد كاف ذلؾ مف خالؿ‬
‫سحبو لمبمغ ‪ 100000.110‬درىـ مف الحساب المشترؾ دوف تمكيف الطالبة مف نصيبيا‬
‫منو مدعيا أنو سمميا نصؼ المبمغ دوف إثبات ذلؾ وفؽ ما تقتضيو قواعد اإلثبات المقررة‬
‫قانونا‪ ،‬كما أف قرار الترخيص بالبناء الذي احتج بو المطموب في النقض صادر بتاريخ ‪26‬‬
‫ماي ‪ 1999‬ولـ تؤد عنو رسوـ الرخصة إال بتاريخ ‪ 21/10/1999‬إمكانية الشروع في‬
‫البناء خالؿ مدة سنة مف تاريخ التسميـ‪ ،‬أي ماي ‪ 2000‬وأنو ما داـ المطموب في النقض لـ‬
‫يدؿ بما يفيد تعاقده بصفة رسمية مع الشركة أو المقاولة التي ستقوـ بإنجاز أشغاؿ البناء‬
‫ابتداء مف ‪ 28‬ماي ‪ ،1999‬فإف ما أقره القرار موضوع الطعف بالنقض بخصوص تاريخ‬
‫بداية األشغاؿ الكبرى ىو مجانب لمصواب وال يرتكز عمى أي أساس‪ ،‬ثـ إف المطموب في‬
‫النقض لـ يثبت طيمة مرحمة التقاضي أداء‪ ،‬ألي مبمغ مالي سواء مف حسابو الشخصي أو‬
‫مما يحصؿ عميو مف أعماؿ إضافية في مسائؿ تيـ أشغاؿ بناء العقار الذي قامت الطالبة‬

‫‪48‬‬
‫فعال ببناتو م ما كانت تحولو مف مبالغ مالية في حسابيا المشترؾ مع المطموب‪ ،‬وأخي ار فإف‬
‫قرار السكنى عدد (‪ )...‬الذي احتج بو المطموب لكونو في اسمو فإف االستناد عميو ال يسمف‬
‫وال يغني مف جوع ماداـ لـ يتقدـ بو إال بتاريخ ‪ ،25/09/2002‬أي في وقت كاف فيو‬
‫الحساب المشترؾ مفتوحا وأداء أقساط القرض مستم ار إلى ما بعد السكف والقصاـ العالقة‬
‫الزوجية بيف الطرفيف‪ ،‬وأف القرار موضوع الطعف لما أقر خالؼ ذلؾ واعتبر أف الطاعنة ىي‬
‫مف سيمت عمى المطموب في النقض تحقيؽ ما وصؿ إليو‪ ،‬وذلؾ مف خالؿ تحمميا‬
‫المصاريؼ األسرة في الوقت الذي كاف فيو يمر بظروؼ مالية متأزمة بدليؿ إق ارره بذلؾ أماـ‬
‫محكمة الدرجة األولى بجمسة البحث بتاريخ (‪ .)...‬وكذا في مساندتيا لو بقياميا بضمانو‬
‫لدى البنؾ‪ ،‬يكوف مجانبا لمصواب ومعمال تعميال فاسدا موازيا ال تعد احمد مميمة لذلؾ نقضو‬

‫لكف حيث إنو وينص المادة ‪ 4‬مف مدونة األسرة‪ ،‬فإف لكؿ واحد مف الزوجيف ذمة‬
‫مستقمة عف دمة اآلخر‪ ،‬وأنو يجوز ليما في إطار تدبير األمواؿ التي ستكتسب أثناء قياـ‬
‫الزوجية االتفاؽ عمى استثمارىا وتوزيعيا في وثيقة مستقمة عف عقد الزواج‪ ،‬واف لـ يكف‬
‫ىناؾ اتفاؽ يرجع لمقواعد العامة لإلثبات‪ ،‬مع مراعاة عمؿ كؿ واحد مف الزوجيف‪ ،‬وما قدمو‬
‫مف مجيودات وما تحممو مف أعباء التنمية أمواؿ األسرة‪ ،‬والمحكمة مصدرة القرار المطعوف‬
‫فيو لما صارت إلى قواعد اإلثبات لعدـ وجود اتفاؽ بيف الطرفيف حوؿ تدبير األمواؿ‬
‫المكتسبة خالؿ الزوجية‪ ،‬وأجرت خبرة وبحثا في الموضوع توصمت مف خالليما ومف خالؿ‬
‫وثائؽ الممؼ المعروضة عمييا إلى أف الطالبة تستحؽ تعويضا مقابؿ مجيودىا وما تحممتو‬
‫مف أعباء حددتو في مبمغ ‪ 100 100000‬درىـ وردت دفوع الطاعنة بعمة أف العقار‬
‫المطالب بحصة فيو اقتناء المطموب في النقض قبؿ زواج الطرفيف‪ ،‬وأف أشغاؿ البناء الكبرى‬
‫ابتدأت قبؿ فتح الحساب المشترؾ لمطرفيف بحوالي سنة‪ ،‬وأنو ثبت لممحكمة أف المطموب في‬
‫النقض كاف يتوفر عمى رصيد بحسابو الشخصي‪ .‬ومدخوؿ مف عممو اإلضافي‪ ،‬فتكوف قد‬

‫‪49‬‬
‫التزمت التطبيؽ السميـ لمقانوف وعممت قرارىا بما فيو الكفاية‪ ،‬وكاف ما بالوسيمة غير مؤسس‬
‫ليذه األسباب‪.‬‬

‫قضت محكمة النقض برفض الطمب واعفاء الطالبة مف المصاريؼ‪ ..‬و بو صدر‬
‫القرار وتمي بالجمسة العمنية المنعقدة بالتاريخ المذكور أعاله بقاعة الجمسات العادية بمحكمة‬
‫‪72‬‬
‫النقض بالرباط وكانت الييئة الحاكمة متركبة مف (‪)...‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬توزيع األموال المكتسبة بين الزوجين على ضوء العمل القضائي‬
‫يتجمى الحديث عف توزيع الممتمكات المكتسبة أثناء العالقة الزوجية في سياؽ قضائي‬
‫بالتمييز بيف حالتيف أوليما وجود اتفاؽ وثانييما غياب االتفاؽ ويتجمى ىذا االتفاؽ في تحديد‬
‫طريقة تدبير ىذه الممتمكات أو األمواؿ في حالة الطالؽ ونصوغ ىذيف الحالتيف كاآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬الحالة األولى‪ :‬ىي اتفاؽ الزوجيف معا عمى طريقة معينة لتدبير األمواؿ المكتسبة‬
‫أثناء قياـ العالقة الزوجية ‪ ،‬وأف يحدد طريقة إدارتيا واستثمارىا وتوزيعيا و توزيعيا بنسبة‬
‫معينة ومتفؽ عمييا في وثيقة مستقمة عف عقد الزواج‪ ،‬ففي ىذه الحالة تصبح إرادة الطرفيف‬
‫المعبر عنيا في االتفاؽ ممزمة ليما‪ ،‬إذ أف الزوجاف ممزماف بتنفيذ ما سبؽ واتفؽ عميو لتدبير‬
‫أمواليما المكتسبة‪ ،‬طبقا لقاعدة العقد شريعة المتعاقديف‪ .‬واذا ما نشب نزاع بيف الزوجيف‪،‬‬
‫‪73‬‬
‫فالقاضي المعروض عميو النزاع ممزـ بإعماؿ ما احتوى عميو االتفاؽ المبرـ بينيما‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫صاد ار عف المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء‬ ‫وفي إطار بحثنا الميداني وجدنا حكما‬
‫يتعمؽ باقتساـ األمواؿ بناء عمى اتفاؽ مسبؽ بيف الزوجيف‪ ،‬والذي قضي فيو بنصؼ العقار‬
‫لفائدة الزوجة‪ ،‬ولقد جاء في حيثيات ىذا الحكـ ما يمي‪" :‬وحيث تبيف لممحكمة بعد دراستيا‬

‫‪ 72‬قرار محكمة النقض‪ ،‬عدد ‪ ،368‬المؤرخ فً ‪ ،2017/06/20‬عدد ‪ ،886/02/01/2015‬دفاتر عدد ‪ ،29‬منشورات مركز النشر‬
‫والتوثٌق القضائً بمحكمة النقض‪ ،‬االدٌاع القانونً‪ :‬الطبع‪ :‬مطبعة األمنٌة الرباط‪.‬‬
‫‪ 73‬أحمد بوطرف‪ ،‬اقتسام األموال المكتسبة أثناء قٌام العالقة الزوجٌة‪ ،‬بحث لنٌل التدرٌب‪ ،‬وزارة العدل‪-‬المعهد العالً للقضاء‬
‫الرباط‪ ،‬المغرب‪ ،2011/2009 ،‬ص‪.32 :‬‬
‫‪ 74‬حكم رقم ‪ ،202‬الصادر بتارٌخ ‪ 24.01.2010‬عن المحكمة االبتدائٌة بالدار البٌضاء فً الملف رقم ‪( ،09/33/1982‬غٌر‬
‫منشور)‬

‫‪50‬‬
‫لوثائؽ الممؼ وخاصة الشياد العدلي المضمف تحت عدد ‪ 275‬بصحيفة ‪ 185‬ب‬
‫‪ 2006/011/3‬في إطار تدبير األمواؿ المكتسبة أثناء قياـ الزوجية أف المدعى عميو أقر‬
‫عمى نفسو بأحقية المدعية لنسبة ‪ %50‬مف الشقة موضوع النزاع‪.‬‬

‫وحيث لئف دفع المدعي عميو أنو مف اقتنى الشقة موضوع النزاع وبأدائو الدوري‬
‫لألقساط الشرعية‪ ،‬فإنو لـ يدؿ بما يعزز ادعائو خاصة وأف مف ادعى شيئا لزمو اإلثبات‪،‬‬
‫إضافة إلى أف اإلشياد المشار إلى مراجعو أعاله وكذا اشتغاؿ المدعية كتاجرة ينيضاف‬
‫قرينة قوية عمى مساىمتيا الفعمية في اقتناء الشقة المدعى فييا‪ .‬وحيث أنو استنادا‬
‫لمقتضيات المادة ‪ 49‬وكذا ما سطر أعاله تكوف الزوجة المدعية مستحقة بنسبة ‪ %50‬مف‬
‫الشقة المدعى فييا‪".‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬غياب أي اتفاؽ مكتوب بيف الزوجيف ووجود نزاع حوؿ نزاع حوؿ‬
‫توزيع األمواؿ المكتسبة‪ ،‬ففي ىذه الحالة يتـ الرجوع إلى القواعد العامة لإلثبات‪ ،‬مع مراعاة‬
‫عمؿ كؿ واحد مف الزوجيف‪ ،‬وما قدمو مف مجيودات وما تحممو مف أعباء لتنمية أمواؿ‬
‫‪75‬‬
‫األسرة‪ ،‬وذلؾ طبقا لمقتضيات الفقرة األخيرة مف المادة ‪ 49‬مف مدونة األسرة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تحديد القضاء كمساىمة الزوجين في األموال المكتسبة أثناء العالقة‬
‫الزوجية‪.‬‬
‫تشكؿ الطرؽ أعاله في تناوؿ قضية شكمت حي از كبي ار في العديد مف القضايا التي‬
‫تناولت طرؽ تقس يـ األمواؿ المكتسبة أثناء العالقة الزوجية وىي تحديد مساىمة الطرفيف فس‬
‫ىذه األمواؿ بشكؿ مادي أو معنوي‪ .‬فتنص الفقرة األخيرة مف المادة ‪ 49‬مف مدونة األسرة‬
‫عمى تناوؿ ىذه القضية ‪" :‬إذا لـ يكف ىناؾ اتفاؽ فيرجع إلى القواعد العامة لإلثبات ‪ ،‬مع‬

‫‪ 75‬أحمد بوطرف‪ ،‬اقتسام األموال المكتسبة أثناء قٌام العالقة الزوجٌة‪ ،‬بحث لنٌل التدرٌب‪ ،‬وزارة العدل‪-‬المعهد العالً للقضاء‬
‫الرباط‪ ،‬المغرب‪ ،2011/2009 ،‬ص‪.33 :‬‬

‫‪51‬‬
‫مراعاة عمؿ كؿ واحد مف الزوجيف وما قدمو مف مجيودات وما تحممو مف أعباء لتنمية‬
‫‪76‬‬
‫أمواؿ األسرة‪".‬‬

‫إف المشرع مف خالؿ ىذه المادة‪ ،‬حاوؿ أف ينصؼ الزوجيف‪ ،‬ويحقؽ العدؿ بينيما‪،‬‬
‫ذلؾ أنو في إطار الثقة المتبادلة بيف الزوجيف‪ ،‬قد يعمد الزوج إلى تخصيص معظـ أجره أو‬
‫دخمو في شراء وتشييد العقارات‪ ،‬بي نما تنفؽ الزوجة كؿ دخميا عمى مصروفات البيت ونفقة‬
‫األبناء‪ ،‬وعند انتياء العالقة الزوجية بالوفاة أو الطالؽ‪ ،‬ال تحصؿ الزوجة عمى مقابؿ‬
‫مجيوداتيا الذي بذلتو مف أجؿ تنمية أمواؿ األسرة‪ ،‬وىذا الموقؼ قد يتعرض لو الزوج كذلؾ‬
‫الذي يعمد أحيانا إلى تسجيؿ كؿ ممتمكاتو في اسـ زوجتو والتي تستأثر بيا عند انفصاـ‬
‫العالقة الزوجية‪ .‬وىكذا أصبح بإمكاف أحد الزوجيف أف يطالب بحصتو مف األمواؿ المكتسبة‬
‫أثناء العالقة الزوجية‪ ،‬شريطة أف يثبت مساىمتو في تنمية ىذه األمواؿ‪ .‬ورغـ تعدد وسائؿ‬
‫اإلثبات‪ ،‬فإف الزوجيف في بعض األحياف يعجزاف عمى إثبات المساىمة في تنمية أمواؿ‬
‫األسرة‪ .‬فكيؼ تعامؿ القضاء مع الطمبات الرامية إلى توزيع الممتمكات المكتسبة أثناء العالقة‬
‫الزوجية؟ وماىي أسباب وعمؿ رفض ىذه الطمبات؟ سنحاوؿ اإلجابة عف ىذيف التساؤليف‬
‫عف طريؽ عنوانيف فرعييف‪.‬‬

‫انفمرة انثاَيت‪ :‬انطهباث انراييت إنى تحديد حصت انسوجيٍ في األيىال انًكتسبت‪.‬‬
‫تتعدد الطمبات الرامية لتحديد حصة الزوجيف في األمواؿ المكتسبة أثناء قياـ العالقة‬
‫الزوجية بتعدد طمبات الطالؽ التي تشيدىا محاكـ األسرة في المغرب‪ ،‬حيث أف كؿ طرؼ‬
‫يسعى إلى تأميف حقوقو المادية مف أمواؿ وممتمكات عف طريؽ تقديـ طمبات لمقضاء‬
‫المغربي الذي بدوره اتخد مجموعة مف األحكاـ والقوانيف التي تحد سبيؿ ىذه الطمبات‪ .‬ندرج‬
‫أنواع ىذه الطمبات عف طريؽ حاالت نصوغيا كاآلتي‪:‬‬

‫‪ 76‬أحمد بوطرف‪ ،‬اقتسام األموال المكتسبة أثناء قٌام العالقة الزوجٌة‪ ،‬بحث لنٌل التدرٌب‪ ،‬وزارة العدل‪-‬المعهد العالً للقضاء‬
‫الرباط‪ ،‬المغرب‪ ،2011/2009 ،‬ص‪.34 :‬‬

‫‪52‬‬
‫أوال‪ :‬رفض انطهباث انراييت إنى تحديد حصت انسوجيٍ في األيىال انًكتسبت‪.‬‬
‫إف القضاء المغربي‪ ،‬قد أكد في مجموعة مف األحكاـ والق اررات عمى ضرورة إثبات‬
‫المدعي لمساىمتو في تنمية األمواؿ المكتسبة أثناء قياـ العالقة الزوجية‪ ،‬لكي يقضي لو‬
‫بنصيبو مف المتحصؿ مف ىذه األمواؿ‪ ،‬واذا لـ يتمكف المدعي مف إثبات ذلؾ يتـ رفض‬
‫طمبو‪ ،‬إما بحجة انعداـ االثبات (الفقرة األولى)‪ ،‬أو بحجة تسجيؿ الممتمكات في اسـ أحد‬
‫‪77‬‬
‫الزوجيف (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫ثاَيا‪ :‬رفض انطهب الَعداو االثباث‪.‬‬


‫تنص المادة ‪ 49‬مف مدونة األسرة في فقرتيا األخيرة عمى أف‪" :‬إذا لـ يكف ىناؾ اتفاؽ‬
‫فيرجع لمقواعد العامة لإلثبات‪ ،‬مع مراعاة عمؿ كؿ واحد مف الزوجيف وما قدمو مف‬
‫مجيودات وما تحممو مف أعباء لتنمية أمواؿ األسرة‪ ".‬ذلؾ أف المشرع أورد في ىذه الفقرة مف‬
‫المدونة إنصافا لمزوجة التي تساىـ في تنمية أمواؿ األسرة وتعجز عف االثبات‪ ،‬إذ أف‬
‫المحكمة في إطار سمطتيا التقديرية الواسعة‪ ،‬اعتماد جميع وسائؿ التحقيؽ‪ ،‬وذلؾ مف خالؿ‬
‫‪78‬‬
‫البحث في عمؿ الزوجيف واالستماع لمشيود‪ ،‬واالستعانة بالقرائف‪.‬‬

‫ثانثا‪ :‬رفض انطهب نتسجيم انًًتهكاث في اسى أحد انسوجيٍ‪.‬‬


‫إف االثبات يعتبر أشؽ مسألة تعترض الزوجيف في مطالبة أحدىما بحصتو مف األمواؿ‬
‫المكتسبة أثناء قياـ العالقة الزوجية‪ ،‬والسيما عندما يكوف العقار محفضا في اسـ أحدىما‪.‬‬
‫فبتاريخ ‪ 2007/04/03‬صدر عف المحكمة االبتدائية بمراكش حكـ في الممؼ عدد‬
‫‪/1060‬ش‪" 06/‬قضي بعدـ قبوؿ طمب الزوجة المعارض الرامي إلى الحكـ ليا بحصة في‬
‫عقار محفظ بعمة أنيا لـ تثبت مساىمتيا في تنمية العقار المسجؿ باسـ زوجيا في الصؾ‬
‫العقاري‪ ،‬وتتمخص وقائع ىذه النازلة في أف المدعي تقدـ بمقاؿ يرمي إلى تطميؽ زوجتو‬
‫لمشقاؽ وأسسو عمى عدـ االنجاب‪ ،‬فتقدمت المدعى عمييا بمذكرة جوابية مع مقاؿ معارض‬

‫‪ 77‬أحمد بوطرف‪ ،‬اقتسام األموال المكتسبة أثناء قٌام العالقة الزوجٌة‪ ،‬بحث لنٌل التدرٌب‪ ،‬وزارة العدل‪-‬المعهد العالً للقضاء‬
‫الرباط‪ ،‬المغرب‪ ،2011/2009 ،‬ص‪.35 :‬‬
‫‪ 78‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.35 :‬‬

‫‪53‬‬
‫وضحت فييما أف المدعى عميو الفرعي ىو المسؤوؿ عف عدـ اإلنجاب مدلية بمجموعة مف‬
‫التحاليؿ الطبية التي تثبت قدرتيا عمى اإلنجاب‪ ،‬كما وضحت بأنيا ساىمت في تنمية أمواؿ‬
‫زوجيا بصفتيا موظفة يفوؽ دخميا دخؿ المدعى عميو الفرعي‪ ،‬وأنيا ىي التي كانت تنفؽ‬
‫كامؿ أجرتيا في اإلنفاؽ عمى البيت وتأثيثو وتتحمؿ مصاريؼ العالج‪ ،‬فيما كاف المدعى‬
‫عميو الفرعي يحتفظ بكامؿ أجرتو إلى أف تمكف مف شراء أرض عارية مخصصة لمبناء‬
‫وسجميا باسمو وحده‪ ،‬وأنيا لما طمبت منو المساىمة معيا في االنفاؽ عمى البيت مقابؿ‬
‫مساىمتيا معو في البناء وتسجيؿ حصة باسميا‪ ،‬رفض بعمة أف الحياة الزوجية مبنية عمى‬
‫الثقة‪ ،‬فظمت تتحمؿ جميع مصاريؼ البيت كما أنيا كانت تعد الطعاـ لممستخدميف في البناء‬
‫مف ماليا الخاص‪ ،‬وقامت كذلؾ بشراء أثاث فخـ لمفيال الجديدة‪ ،‬غير أف المدعى عميو‬
‫‪79‬‬
‫الفرعي بمجرد االنتياء مف عممية البناء تقدـ بطمب تطميقيا لمشقاؽ‪.‬‬

‫والتمست الحكـ ليا بحصة في ىذا العقار طبقا لمقتضيات المادة ‪ 49‬مف مدونة األسرة‬
‫وبالتعويض عف ضرر الفراؽ ألف المدعى عميو الفرعي ىو المسؤوؿ الوحيد عف الفراؽ‬
‫حددتو في (‪ )30.000‬درىـ‪ .‬فقضت المحكمة بعدـ قبوؿ طمبيا ألنيا لـ تثبت كونيا‬
‫‪80‬‬
‫ساىمت في تنمية أمواؿ زوجيا‪".‬‬

‫رابعا‪ :‬االستجابت نهطهباث انراييت إنى تحديد حصت انسوجيٍ في األيىال انًكتسبت‪.‬‬
‫تنص الفقرة األخيرة مف المادة ‪ 49‬مف مدونة األسرة عمى أنو‪" :‬إذا لـ يكف ىناؾ اتفاؽ‬
‫فيرجع لمقواعد العامة لإلثبات‪ ،‬مع مراعاة عمؿ كؿ واحد مف الزوجيف وما قدمو مف‬
‫مجيودات وتحممو مف أعباء لتنمية أمواؿ األسرة"‪ .‬وبالرجوع إلى قانوف االلتزامات والعقود‪،‬‬
‫فإف وسائؿ اإلثبات التي يقررىا القانوف حسب الفصؿ ‪ 404‬ىي‪" :‬إقرار الخصـ‪ ،‬الحجة‬

‫‪ 79‬أحمد بوطرف‪ ،‬اقتسام األموال المكتسبة أثناء قٌام العالقة الزوجٌة‪ ،‬بحث لنٌل التدرٌب‪ ،‬وزارة العدل‪-‬المعهد العالً للقضاء‬
‫الرباط‪ ،‬المغرب‪ ،2011/2009 ،‬ص‪.36 :‬‬
‫‪ 80‬حكم صادر عن المحكمة االبتدائٌة بمراكش بتارٌخ ‪ 2007/04/03‬فً الملف عدد ‪/1060‬ش‪ ،06/‬منشور بمجلة المحاماة‪،‬‬
‫العدد‪ٌ ،53‬ولٌوز ‪ ،2009‬ص‪.69 :‬‬

‫‪54‬‬
‫الكتابية‪ ،‬شيادة الشيود‪ ،‬القرينة‪ ،‬اليميف والنكوؿ عنيا‪ ".‬إذف كيؼ تعامؿ القضاء مع‬
‫مقتضيات المادة ‪ 49‬مف مدونة األسرة في مثؿ ىذه الحاالت؟‬

‫خايسا‪ :‬االستجابت نهطهب اعتًادا عهى انمىاعد انعايت نإلثباث‪:‬‬


‫نستخمص مف أبحاثنا في ىذا المجاؿ نجد أف القضاء في تطبيقو لمقتضيات المادة ‪49‬‬
‫مف مدونة األسرة‪ ،‬يقبؿ بكؿ وسائؿ االثبات المعتبرة قانونيا‪ ،‬والمدلى بيا مف طرفي النزاع‬
‫والتي تعزز ادعاءاتيما بخصوص األمواؿ المكتسبة أثناء قياـ العالقة الزوجية‪ ،‬كاالستماع‬
‫إلى الشيود بعد أدائيـ اليميف القانوني ونفي موانع الشيادة‪ ،‬والقرائف‪ ،‬واالقرار في بعض‬
‫الحاالت حيث أف أقوى ما يؤخذ بو المرء إق ارره عمى نفسو‪ .‬وىذا يدؿ عمى حرية إثبات‬
‫المساىمة وامكانية أخذ النصيب المستحؽ ألحد الزوجيف في األمواؿ المكتسبة أثناء قياـ‬
‫العالقة الزوجية‪ ،‬وأنو لمحكمة الموضوع كامؿ الصالحية لتحديد القيمة المادية التي يستحقيا‬
‫الطرؼ المدعي نتيجة مساىمتو في الثروة المالية لألسرة‪ ،‬وذلؾ عف طريؽ استعماليا‬
‫‪81‬‬
‫لسمطتيا التقديرية في تقييـ الحجج ووسائؿ اإلثبات المدلى بيا‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬إعًال إجراءاث انتحميك يٍ إجراء بحث أو خبرة نهىصىل إنى انحميمت وإَصاف‬
‫انسوجيٍ‪.‬‬
‫إف المحكمة في سعييا لموصوؿ إلى الحقيقة تستعيف بمختمؼ وسائؿ التحقيؽ مف إجراء‬
‫بحث في الممؼ المعروض عمى أنظارىا‪ ،‬وفي أغمب الحاالت تأمر المحكمة بإجراء خبرة‬
‫حسابية قصد تحديد ممتمكات المدعى عميو المكتسبة أثناء العالقة الزوجية‪ ،‬وتحديد قيمتيا‬
‫العقارية في حالة عدـ وجود العناصر الكافية مثؿ االتفاؽ بيف الزوجيف‪ ،‬أو عدـ وجود أدلة‬
‫كافية تثبت مشاركة الزوجيف في ىذه الممتمكات لمبث قطعيا في الممؼ‪ ،‬لذلؾ إف المحكمة‬
‫‪82‬‬
‫تمتجئ إلى الخبرة القضائية‪.‬‬

‫‪ 81‬أحمد بوطرف‪ ،‬اقتسام األموال المكتسبة أثناء قٌام العالقة الزوجٌة‪ ،‬بحث لنٌل التدرٌب‪ ،‬وزارة العدل‪-‬المعهد العالً للقضاء‬
‫الرباط‪ ،‬المغرب‪ ،2011/2009 ،‬ص‪.49 :‬‬
‫‪ 82‬أحمد بوطرف‪ ،‬اقتسام األموال المكتسبة أثناء قٌام العالقة الزوجٌة‪ ،‬بحث لنٌل التدرٌب‪ ،‬وزارة العدل‪-‬المعهد العالً للقضاء‬
‫الرباط‪ ،‬المغرب‪ ،2011/2009 ،‬ص‪.50 :‬‬

‫‪55‬‬
‫انفمرة انثانثت‪ :‬يىلف انمضاء يٍ يساهًت انسوجت في تًُيت أيىال األسرة عٍ طريك انعًم‬
‫انًُسني‪.‬‬
‫شكمت قضية ىذه الطمبات الرامية في مساىمة الزوجيف في تنمية أمواؿ األسرة مشكال‬
‫لمطرؼ النسوي‪ ،‬وتتجمى ىذه المساىمة المادية لألسرة عف طريؽ العمؿ المنزلي التي تعده‬
‫النساء ىو طرؼ أساسي في التدبير االقتصادي األسري‪ .‬وبينت األحكاـ الصادرة في ظؿ‬
‫مدونة األسرة‪ ،‬و التي اضطمعنا عمى بعضيا‪ ،‬أف القضاء يقضي لمزوجة بنصيبيا في‬
‫األمواؿ المكتسبة أثناء قياـ العالقة الزوجية‪ ،‬كمما ثبت أنيا تمارس عمال يدر عمييا دخال‪،‬‬
‫ويشترط االعتداد بذلؾ اإلثبات‪ ،‬إذ غالبا ما تدلي الزوجة لممحكمة بمفيؼ عدلي و الذي في‬
‫‪83‬‬
‫ظؿ إبراـ عقود لتدبير‬ ‫معظـ الممفات يتـ استفسار شيوده في جمسة بحث أو تحقيؽ‪.‬‬
‫األمواؿ المكتسبة مستقمة عف عقد الزواج محدودا جدا في المجتمع المغربي حيث تسجؿ‬
‫إحصائيات و ازرة العدؿ أنو خالؿ ‪ 17‬سنة أعمى نسبة تـ بموغيا ىي ‪ 0,5‬في المائة فقط مف‬
‫نسبة عقود الزواج المبرمة‪.‬‬

‫وبينت أيضا مجموعة مف الدراسات الميدانية الرسمية والمدنية أف المادة ‪ 49‬غير‬


‫معروفة عمى نطاؽ واسع كما أف العدوؿ واجيتيـ صعوبات في إثارة موضوع إبراـ ىذا العقد‬
‫عند توثيؽ الزواج‪ ،‬وىذا يرجع الى عوامؿ ذات أبعاد اجتماعية‪ ،‬وأخالقية ونفسية إضافة الى‬
‫الثقافة والمعتقدات السائدة وسط المجتمع‪ ،‬التي تدفع األطراؼ المتعاقدة الى عدـ طرح مسألة‬
‫االتفاؽ أو الحديث عف تدبير األمواؿ أثناء إبراـ عقد الزواج؛ إذ مازاؿ ينظر الى ىذه المسألة‬
‫أنيا تمس الثقة المفترضة بيف الزوجيف وتثير الحرج بينيما بحسب ما ىو مألوؼ ومتعارؼ‬
‫عميو بيف الناس‪ .‬وشكؿ عدـ التوثيؽ يمحؽ الضرر والحيؼ بالعديد مف النساء وكذا بعض‬
‫الرجاؿ‪ ،‬ويسبب ضياع الحقوؽ في نصيب كال الزوجيف مف األمواؿ التي اكتسباىا بشكؿ‬
‫مشترؾ عند النزاع في حالة الطالؽ وعند الترمؿ‪ ،‬بالنظر إلى الصعوبات المتعمقة بنظاـ‬
‫اإلثبات الذي اعتمدتو المادة ‪.49‬‬

‫‪ 83‬أحمد بوطرف‪ ،‬اقتسام األموال المكتسبة أثناء قٌام العالقة الزوجٌة‪ ،‬بحث لنٌل التدرٌب‪ ،‬وزارة العدل‪-‬المعهد العالً للقضاء‬
‫الرباط‪ ،‬المغرب‪ ،2011/2009 ،‬ص‪.52 :‬‬

‫‪56‬‬
‫ال تمكف المادة بصياغتيا الحالية مف االعتراؼ القانوني بالمجيودات التي تبذليا‬
‫النساء داخؿ البيت وما تقضيو مف أعباء جسيمة وميمة في تمبية احتياجات األسرة‪.‬‬
‫ظؿ ا الجتياد القضائي متوجيا عموما لعدـ تقدير مساىمة المرأة في تنمية أمواؿ األسرة‪،‬‬
‫بالرغـ مف وجود بعض االجتيادات القضائية الرائدة مف قبيؿ الحكـ الصادر عف ابتدائية‬
‫الدار البيضاء أبريؿ ‪( 2006‬رقـ ‪ ،)4/685-98‬الذي أكد عمى أف عمؿ الزوجة اليومي ولو‬
‫داخؿ البيت يعد مساىمة منتجة عند التقييـ عمى أساس أف عقد الزواج ال يمزـ الزوجة بخدمة‬
‫البيت‪ ،‬والحكـ الذي صدر عف ابتدائية الرباط في أكتوبر ‪( 2010‬رقـ ‪-94‬ممؼ‬
‫‪ ،)2010/1/10‬الذي يقر بأحقية الزوجة في ‪ %50‬مف سيـ المدعى عميو‪ ،‬بعد ثبوت كدىا‬
‫وسعايتيا مف أجؿ تنمية أمواؿ األسرة عف طريؽ إنشاء الشركة‪.‬‬

‫إف ما يالحظ عمى ىذا التوجو الذي سار عميو قسـ قضاء األسرة بالمحكمة االبتدائية‬
‫بالدار البيضاء‪ ،‬أنو توجو جريء‪ ،‬حيث مكف الزوجة التي تسير عمى شؤوف البيت و تساىـ‬
‫في تحسيف أوضاع األسرة مف نصيبيا في األمواؿ المكتسبة أثناء قياـ العالقة الزوجية‪،‬‬
‫فالعمؿ اليومي الدؤوب لمزوجة و لو داخؿ بيتيا ىو قرينة عمى مساىمتيا في تنمية أمواؿ‬
‫األسرة حتى و لو لـ تدلي المحكمة بأية وسيمة قانونية تثبت مساىمتيا المادية‪ ،‬فالعمؿ‬
‫المنزلي ىو مساىمة منتجة‪ ،‬لذلؾ يجب الحرص عمى األخذ بو ألف في ذلؾ تطبيؽ لمبدأي‬
‫العدؿ و اإلنصاؼ‪ ،‬و صوف لحقوؽ الزوجة بعد الطالؽ أو الوفاة‪ ،‬لكؿ ما سبؽ نناشد السادة‬
‫القضاة لتوحيد العمؿ القضائي بخصوص ىذه المسألة التي لـ يصدر رأي لممجمس األعمى‬
‫فييا بعد و تبني التوجب الذي سار فيو قضاة قسـ الذي صار فيو قسـ قضاة قضاء األسرة‬
‫بابتدائية الدار البيضاء‪ ،‬و الذي نعتبره توجيا سميما و جدي ار بالتنويو لكونو لـ يتقيد بحرفية‬
‫‪84‬‬
‫النص القانوني‪ ،‬و الذي قد ال يسعؼ في حؿ النزاع و إنصاؼ الطرفيف‪.‬‬

‫‪ 84‬أحمد بوطرف‪ ،‬اقتسام األموال المكتسبة أثناء قٌام العالقة الزوجٌة‪ ،‬بحث لنٌل التدرٌب‪ ،‬وزارة العدل‪-‬المعهد العالً للقضاء‬
‫الرباط‪ ،‬المغرب‪ ،2011/2009 ،‬ص‪.58 :‬‬

‫‪57‬‬
‫خاتًــــــــــــــت‬
‫باعتماد المشرع‬ ‫ييدؼ النظاـ المالي الى تنظيـ العالقات المالية بيف الزوجيف‬
‫المغربي كغيره مف المشرعيف العرب نظاـ الفصؿ بيف ذمـ الزوجيف مف خالؿ استقالؿ‬
‫الزوجة بذمتيا المالية عف ذمة زوجيا‪ .‬الى جانب ذلؾ فرض الواقع قاعدة الممكية المشتركة‬
‫بيف الزوجيف ‪ .‬ومع ذلؾ يحؽ لمزوجيف تحديد نظاـ مالي مختمؼ مف خالؿ عقد زواج ممزـ‬
‫يحدد شروطا خاصة بشاف الممتمكات الخاصة بيما‪ .‬اال اف ىذا النظاـ المالي ال يعد حال‬
‫ناجعا النو جاء بجممة مف النواقص‪ ،‬والتي عمى راسيا اف ىذا المبدا ال يوفر الحماية‬
‫القانونية لممراة التي ال تتوفر عمى اي مصدر لمدخؿ مما يسبب ضبابية في التعامؿ بيف‬
‫الزوجيف وانعداـ الشفافية بينيما مما خمؼ تدبير ممتمكات االسرة عمى النحو االفضؿ‪.‬‬
‫مف خالؿ دراستنا لمقتضيات المادة ‪ 49‬مف مدونة االسرة تبيف لنا مجموعة مف‬
‫التغرات في عدـ شمولية وقصور ليذه المادة‪ ،‬باعتبارىا لـ تتطرؽ الى الحالة التي توجد‬
‫فييا ممتمكات اكتسبت قبؿ الزواج وتـ استثمارىا وتطويرىا في ظؿ زواجيما او الت الى‬
‫احدىما عف طريؽ االرث او الييبة او الوصية‪ .‬كما انيا تجاىمت العمؿ المنزلي لمزوجة‬
‫ومساىمتيا في ثروة االسرة ‪.‬‬
‫كما أف تخصيص مادة واحدة لموضوع بكامؿ االىمية لكونو ييـ نواة المجتمع و‬
‫المبنة االساس ومف المواضيع االساسية في تطوير االسرة‪ .‬مف ىنا تتضح محدودية التطبيؽ‬
‫الفعمي ليذا المقتضى التشريعي الذي جاءت بو المادة ‪ 49‬مف ـ‪.‬أ‪.‬‬
‫ولمعالجة ىذه الثغرات يجب عمى المشرع اف يتدخؿ في اعادة صياغة المادة ‪49‬‬
‫مف ـ‪.‬ا‪ ،‬بشكؿ يتالءـ اكثر مع خصوصية المجتمع المغربي مف اجؿ توضيح مختمؼ‬
‫االشكاالت وتنظيـ مسالة اشتراؾ االمواؿ المشتركة عف طريؽ اطار قانوني مستقؿ‪ .‬وضرورة‬
‫وضع نص قانوني ينظـ االمواؿ المشتركة بيف الزوجيف‪ .‬وكذلؾ توحيد االجتياد القضائي‬
‫لمسالة العمؿ المنزلي واالعتراؼ بو باعتباره مساىمة فعالة في امواؿ االسرة وذلؾ تحقيقا‬
‫لمتوازف بيف مصالح كافة االطراؼ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الئحت انًصادر وانًراجع‬
‫القرآن الكريم‬
‫سورة النساء‪ ،‬اآلٌة‪.7 :‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬االية ‪12‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪6‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬اآلٌة ‪.32‬‬

‫القرارات والمقاالت والمنشورات‬

‫‪ ‬أحمد بوطرؼ‪ ،‬اقتساـ األمواؿ المكتسبة أثناء قياـ العالقة الزوجية‪ ،‬بحث لنيؿ‬
‫التدريب‪ ،‬و ازرة العدؿ‪-‬المعيد العالي لمقضاء الرباط‪ ،‬المغرب‪2011/2009 ،‬‬
‫‪ ‬اقتساـ األمواؿ المشتركة بيف الزوجيف بيف التشريع والقضاء‪...‬عرض ؿ‪ :‬زكريا‬
‫الحمدوني‪ ،‬احمد بف محمدي ومحمد زايني تحت إشراؼ محمد الزردة بماستر الميف‬
‫القانونية والقضائية‪ ،‬الفوج الثالث‪ ،‬جامعة المالؾ السعدي‪ ،‬كمية العموـ القانونية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬طنجة‪ ،‬مجمة مغرب القانوف‪.‬‬
‫‪ ‬جواد أض ريب‪ ،‬تدبير األمواؿ المكتسبة خالؿ العالقة الزوجية بيف التنصيص القانوني‬
‫والنفور االجتماعي‪ ،‬المكتبة القانونية العربية‪.‬‬
‫‪ ‬حكـ صادر عف المحكمة االبتدائية باكادير ‪2004/01/15‬‬
‫‪ ‬سعيد وامديف‪ ،‬مقالة تدبير األمواؿ المكتسبة خالؿ العالقة الزوجية في ضوء القانوف‬
‫المغربي‪ ،‬المعمومة القانونية‪.2022 ،‬‬
‫‪ ‬عبد الرحيـ بنيحي‪ ،‬إجراءات التحقيؽ اإلخبارية في قانوف المسطرة المدنية‪ ،‬مقاؿ‬
‫منشور بمجمة القانوف واألعماؿ‪ ،‬العدد ‪2018 ،17‬‬
‫‪ ‬عز صالح الحافظة ميدي العربية الذمة المالية المزيد في اهلل االسالمي والماف‬
‫الوضعي دراسة مقارنة في المار الفقو اإلسالمي والتشريعات العربية والعربية ‪،16‬‬
‫منشورات المي الطرقية الداف ‪.2010‬‬
‫‪ ‬قرار رقـ ‪ 858‬محكمة االستئناؼ الصادر في تاريخ ‪ 2014-09-12‬ممؼ‬
‫‪.2013/1/2/740‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ ‬قرار صادر عف محكمة النقض بتاريخ ‪ 3‬دجنبر ‪ 008‬منشور في نشرة ق اررات‬
‫المجمس األعمى الغرفة الشرعية والميراث الجزء الرابع الصادر سنة ‪.2010‬‬
‫‪ ‬قرار محكمة االستئناؼ بالدار البيضاء عدد ‪ 1810‬صادر بتاريخ ‪30/06/2008‬‬
‫في ممؼ عدد ‪ 938/07‬قرار "غير منشور"‪.‬‬
‫‪ ‬قرار محكمة االستئناؼ بالدار البيضاء عدد ‪ 1810‬صادر بتاريخ ‪30/06/2008‬‬
‫في الممؼ ‪" ،938/07‬غير منشور"‪.‬‬
‫‪ ‬و ازرة العدؿ والحريات إحصائيات حوؿ أقساـ قضاء األسرة خالؿ سنة ‪.2013‬‬
‫‪ ‬ياسيف جريفي‪ ،‬النظاـ المالي لمزواج في القانوف الدولي الخاص المغربي‪ ،‬رسالة لنيؿ‬
‫دبموـ الدراسات العميا المعمقة‪.2008-2007 ،‬‬
‫‪ ‬محاضرات في قانوف الدولي الخاص جامعة محمد األوؿ الكمية المتعددة التخصصات‬
‫بالناظور ذ ‪/‬مراد اسراج‪.‬‬

‫الكتـــــــــــــــــــــــــــــــب‬
‫‪ ‬ابف الشيخ الرشيد‪ ،‬شرح قانوف األسرة الجزائري‪ ،‬المعدؿ دراسة لبعض التشريعات‬
‫العربية‪ ،‬ط ‪ 7‬دار الخمدونية‪.‬‬
‫‪ ‬ابف حزـ المحمي باآلثار تحقيؽ البنداري عبد الغفار سميماف‪ ،‬جزء ‪ ،8‬ط ‪ ،1‬دار‬
‫الكتب العممية لمنشر بيروت ‪ ،2003‬ص ‪.316‬‬
‫‪ ‬ادريس الفاخوري‪ ،‬دور اإلرادة في إبراـ عقود الزواج في ظؿ نصوص مدونة األسرة‬
‫الجديدة”‪ ،‬مقاؿ منشور بمجمة القصر العدد التاسع ‪2004‬‬
‫‪ ‬الحسف العبادي‪ ،‬عمؿ المرأة في سوس‪ ،‬منشورات و ازرة األوقاؼ والشؤوف اإلسالمية‬
‫‪ -‬المممكة المغربية‪ ،‬مطبعة طوب بريس‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة‬
‫‪1425‬ىػ‪2004/‬ـ‪،‬‬
‫‪ ‬حسف لعبادي‪ :‬عمؿ المرأة في سوس‪ ،‬منشورات و ازرة األوقاؼ والشؤوف اإلسالمية‪،‬‬
‫مطبعة طوب بريس بالرباط‪ ،‬ط ‪ ،1‬سنة ‪ ،2004‬ص ‪.15‬‬
‫‪ ‬حفيظة الشافعي‪ :‬تدبير األمواؿ المكتسبة أثناء الزواج‪ ،‬رسالة لنيؿ دبموـ الدراسات‬
‫العميا في القانوف الخاص‪ ،‬جامعة محمد األوؿ كمية العموـ القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وجدة‪ ،‬المغرب‪،2008/2007 ،‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ ‬خالد الكتاري‪ ،‬التطبيؽ القضائي لمقتضيات المادة ‪ 49‬مف مدونة األسرة المتعمقة‬
‫بتوزيع األمواؿ المكتسبة بيف الزوجيف‪ ،‬مجمة قضاء األسرة‪ ،‬عدد ‪.2009 ،4،5‬‬
‫‪ ‬رشيدة داودي‪ :‬العالقات المالية بيف الزوجيف وفؽ مدونة األسرة رسالة لنيؿ دبموـ‬
‫الدراسات العميا كمية الحقوؽ بطنجة سنة ‪2006-2005‬‬
‫‪ ‬الزاوي عبد المجيد‪ ،‬حفيظ أغزاؼ ‪:‬النظاـ المالي لمزوجيف في التشريع المغربي‪ ،‬بحث‬
‫لنيؿ دبموـ اإلجازة األساسية‪ ،‬شعبة القانوف‪ -‬مسمؾ القانوف الخاص‪ ،‬جامعة موالي‬
‫اسماعيؿ ‪ ،‬الكمية المتعددة التخصصات‪ ،‬الراشيدية‪2017/20016 ،‬‬
‫‪ ‬شكالية الشغؿ النسوي‪ :‬وضعية المرأة العاممة في إطار القانوف االجتماعي المغربي‪،‬‬
‫ألحمد إدالفقيو‪.‬‬
‫‪ ‬عادؿ حاميدي “ الدليؿ الفقيي والقضائي لمقاضي والمحامي في المنازعات األسرية"‪،‬‬
‫مطبعة المعارؼ الجديدة ‪ -‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪1437 2016 :‬‬
‫‪ ‬عبد الرزاؽ السنيوري مسار الطير في الفقو اإلسالمي رقـ قاؿ السفيعة المراقة‬
‫الوطنية مرالكتي‪ ،‬الطبعة األولى سنة ‪2006‬‬
‫‪ ‬عبد الع زيز أبو غنيمة‪ :‬طبيعة حقوؽ الدائنيف في الشركة وأثرىا في أحكاـ التركات و‬
‫تصفية الديوف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار مرجاف لمطباعة‪1982 ،‬‬
‫‪ ‬عبد العزيز أبو غنيمة‪ :‬طبيعة حقوؽ الدائنيف في الشركة وأثرىا في أحكاـ التركات و‬
‫تصفية الديوف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار مرجاف لمطباعة‪1982 ،‬‬
‫‪ ‬عبد القادر قرموش الدور القضائي الجديد في قانوف األسرة المغربي مركز التوثيؽ‬
‫بفاس ‪2014‬‬
‫‪ ‬عبد الكريـ الطالب‪ :‬التوجيات المدنية لمدونة األسرة مغانـ ومغارـ ‪ 10‬سنوات مف‬
‫التطبيؽ‪ ،‬مطبوعات المعرفة‪ ،‬مراكش‪ ،‬الطبعة األولى‪ /‬يونيو ‪.2014‬‬
‫‪ ‬عمر المزكمدي‪“ :‬حؽ الكد والسعاية محاولة في التأصيؿ"‪ ،‬دبموـ الدراسات العميا‬
‫المعمقة في القانوف الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس كمية العموـ القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية اكداؿ الرباط‪.2005-2006 ،‬‬
‫‪ ‬عمرو المزرع محاضرات في األمواؿ األسرية لسنة ‪2012-2011‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ ‬فريدة بناني‪ :‬حؽ تصرؼ الزوجة في ماليا حؽ شرعي‪ ،‬مطبعة دار تبتمؿ لمطباعة‬
‫والنشر ومراكش الطبعة األولى ‪1995‬‬
‫‪ ‬محمد أقاش‪ :‬النظاـ الماؿ لمزوجيف عمى ضوء مدونة األسرة‪ ،‬بحث لنيؿ دبموـ‬
‫الدراسات العميا في القانوف الخاص‪-‬قانوف األسرة والطفولة‪-‬جامعة سيدي محمد بف‬
‫عبد اهلل كمية العموـ القانونية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬ظير الميراز فاس‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2006-2005‬‬
‫‪ ‬محمد الشافعي‪ :‬مدونة األسرة بيف النص والممارسة أعماؿ الندوة الوطنية التي‬
‫نظمتيا شعبة القانوف الخاص ومركز الدراسات القانونية بمراكش ‪2006‬‬
‫‪ ‬محمد الكشبور‪“ :‬الوسيط في شرح مدونة األسرة" ‪ .‬الكتاب االوؿ ‪ .‬طبعة ‪. 2009‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة‬
‫‪ ‬محمد الكشبور‪ :‬شرح مدونة األسرة انحالؿ ميثاؽ الزوجية الجزء الثاني‪.‬‬
‫‪ ‬محمد بف قاسـ السجمماسي ‪ :‬شرح السجمماسي عمى نظـ العمؿ الفاسي‪ ،‬ج‪ ، 1‬طبعة‬
‫حجرية ( د‪.‬ذ‪.‬ت‪.‬ط)‬
‫‪ ‬الممكي الحسيف مف الحقوؽ المالية لممرأة نظاـ الكد والسعاية ‪ ،‬الجزء األوؿ ‪ 2‬دار‬
‫القمـ والنشر والتوزيع الرباط ‪.2010‬‬
‫‪ ‬نجد أبو ميدي عيسى السكتاني‪ ،‬مف النوازلييف الذيف أبدوا اىتماما بالغا بالمسألة‪،‬‬
‫(ت‪ )1062‬خصيا في نوازلو بباب مع مسائؿ الميراث سماه‪" :‬باب مسائؿ الميراث‬
‫والسعاية"‬

‫الفصول والمواد القانونية‬


‫‪ ‬حكـ المحكمة االبتدائية بتطواف عدد ‪ 1124‬الصادر بتاريخ ‪ 25 :‬ماي ‪ 2009‬في‬
‫ممؼ ‪.08/1145‬‬
‫‪ ‬حكـ صادر بتاريخ ‪11‬أبريؿ‪ ،‬عف قسـ قضاء األسرة بالمحكمة اإلبتدائية ممؼ رقـ‬
‫‪.539/1516/2010‬‬
‫‪ ‬حكـ صادر عف المحكمة االبتدائية بمراكش بتاريخ ‪ 2007/04/03‬في الممؼ عدد‬
‫‪/1060‬ش‪ ،06/‬منشور بمجمة المحاماة‪ ،‬العدد‪ ،53‬يوليوز ‪2009‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ ‬حكـ لممحكمة االبتدائية بطنجة عدد ‪ 1956 :‬الصادر بتاريخ ‪ 21‬ماي ‪ 2009‬في‬
‫ممؼ عدد‪.2009/1615/190 :‬‬
‫‪ ‬حكـ لممحكمة االبتدائية بمكناس رقـ ‪ 594 :‬الصادر بتاريخ ‪ 27‬شتنبر ‪2007‬‬
‫‪5165/04/.‬في ممؼ رقـ‬
‫‪ ‬ظيير ‪ 1946‬وفي القانوف ‪ 18.00‬مف قانوف العقار‪.‬‬
‫‪ ‬ظيير شريؼ رقـ ‪ 11-04-22‬الصادر في ‪ 12‬ذي الحجة ‪ 1424‬الموافؽ ؿ ‪3‬‬
‫فبراير ‪ 2004‬بتنفيذ القانوف رقـ ‪ 70 03‬بمثابة مدونة األسرة والمنشور بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ ،5184‬بتاريخ ‪ 1‬فبراير ‪.2004‬‬
‫‪ ‬الفصؿ ‪ 1‬مف قانوف ‪ 9‬نونبر ‪.1998‬‬
‫‪ ‬الفصؿ ‪ 2‬مف قانوف ‪ 9‬نونبر ‪1998‬‬
‫‪ ‬الفصؿ ‪ 24‬مف مجمة األحواؿ الشخصية التونسية‪.‬‬
‫‪ ‬الفصؿ ‪ 49‬مف مدونة األسرة‪ :‬لكؿ مف الزوجيف ذمة مالية مستقمة عف ذمة االخر‪،‬‬
‫غير أنو يجوز ليما في إطار تدبير األمواؿ التي ستكتسب أثناء قياـ الزوجية‪ ،‬االتفاؽ‬
‫عمى استثمارىا وتوزيعيا‪ .‬يضمف ىذا االتفاؽ في وثيقة مستقمة عف عقد الزواج‪ .‬يقوـ‬
‫العدالف بإشعار الطرفيف عند زواجيما باألحكاـ السالفة الذكر‪ .‬إذا لـ يكف ىناؾ اتفاؽ‬
‫فيرجع لمقواعد العامة لإلثبات‪ ،‬مع مراعاة عمؿ كؿ واحد مف الزوجيف وما قدمو مف‬
‫مجيودات و ما تحممو مف أعباء لتنمية أمواؿ األسرة‪.‬‬
‫‪ ‬الفقرة الرابعة مف الفصؿ ‪ 35‬مف مدونة األحواؿ الشخصية ‪.‬‬
‫‪ ‬قرار محكمة االستئناؼ بتازة عدد ‪ 27‬الصادر بتاريخ ‪ 4‬فبراير ‪ 2009‬في الممؼ‬
‫عدد ‪.08/244‬‬
‫عدد‬ ‫‪،2017/06/20‬‬ ‫في‬ ‫المؤرخ‬ ‫‪،368‬‬ ‫عدد‬ ‫النقض‪،‬‬ ‫محكمة‬ ‫‪ ‬قرار‬
‫‪ ،886/02/01/2015‬دفاتر عدد ‪ ،29‬منشورات مركز النشر والتوثيؽ القضائي‬
‫بمحكمة النقض‪ ،‬االدياع القانوني‪ :‬الطبع‪ :‬مطبعة األمنية الرباط‪.‬‬
‫‪ ‬المادة ‪ 404‬مف قانوف االلتزامات والعقود والتي منيا اإلقرار والشيادة واليميف‬
‫والقرائف‪ ،‬باإلضافة إلى وسائؿ تحقيؽ الدعوى كالمعاينة والخبرة الواردة في الفصؿ‬
‫‪ 55‬مف قانوف المسطرة المدنية‬

‫‪63‬‬
‫انفهـــــــــــــــــــــــــــــــــــرش‬

‫ملدمت ‪3 ............................................................................................................................................................‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬الىظام اللاهىوي لخدبير ألامىال املكدظبت خالل الحياة الصوحيت ‪3 ..................................‬‬
‫تمهيد‪4 ..............................................................................................................................................................7‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬اطخلالل الرمت املاليت للصوحين ومكاهت الكد والظعاًت في املادة ‪ 94‬مً مدوهت ألاطسة‪.‬‬
‫‪4 ........................................................................................................................................................................‬‬
‫املعلب ألاول‪ :‬اطخلالل الرمت املاليت للصوحين وجأصلها الشسعي واللاهىوي‪5 ......................................... .‬‬
‫الفلسة ألاولى‪ :‬امللصىد بالرمت املاليت ومدي أهميت ألاخد بها داخل مؤطظت ألاطسة‪6 ......................... .‬‬
‫أوال‪ :‬الرمت املاليت في الشسيعت إلاطالميت‪6 .................................................................................................. .‬‬
‫زاهيا‪ :‬ظهىز فكسة الرمت املاليت في الدشسيعاث الغسبيت وامخدادها إلى كىاهين ألاطسة‪11........................ .‬‬
‫الفلسة الثاهيت‪ :‬السند الشرعي ملبدأ استقالل الذمة املالية للزوجين‪11..................................................‬‬
‫الفلسة الثالثت‪ :‬الظىد اللاهىوي ملبدأ اطخلالل الرمت املاليت ‪13................................................................‬‬
‫املعلب الثاوي‪ :‬مكاهت الكد والظعاًت في املادة ‪ 94‬مً مدوهت الاطسة ‪13....................................................‬‬
‫الفلسة ألاولى‪ :‬حعسيف الكد والظعاًت ‪14.......................................................................................................‬‬
‫الفلسة الثاهيت‪ :‬العبيعت اللاهىهيت للكد والظعاًت ‪15.................................................................................‬‬
‫الفلسة الثالثت‪ :‬كسازاث محكمت الىلض في حم الكد والظعاًت ‪16............................................................‬‬
‫املبحث الثاوي‪ :‬أهظمت امللكيت الصوحيت واللاهىن امللازن ‪11.......................................................................‬‬
‫املعلب ألاول‪ :‬أهظمت امللكيت الصوحيت ‪11......................................................................................................‬‬
‫الفلسة ألاولى‪ :‬الىظام املالي للصواج بىظام امللكيت املشتركت ‪11................................................................. :‬‬
‫الفلسة الثاهيت‪ :‬الىظام املالي للصواج بىظام امللكيت الفسدًت‪11................................................................. :‬‬
‫الفلسة الثالثت‪ :‬هظام امللكيت املشتركت املحدودة‪11.................................................................................... :‬‬
‫املعلب الثاوي‪ :‬ظهىز فكسة الرمت املاليت في الدشسيعاث الغسبيت وامخدادها الى كىاهين ألاطسة ‪13.........‬‬

‫‪64‬‬
‫الفلسة ألاولى‪ :‬الىظام املالي للصواج دزاطت في اللاهىن الدولي الخاص املغسبي ‪12....................................‬‬
‫الفلسة الثاهيت‪ :‬الىظام املالي للصواج في اللاهىن ألاحىبي امللازن (فسوظا همىذحا)‪13............................. .‬‬
‫الفلسة الثالثت‪ :‬الىظام املالي للصواج في اللاهىن العسبي امللازن (جىوع همىذحا)‪15.............................. .‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الخدبير الخعاكدي لألمىال املشتركت بين الصوحين‪33.........................................................‬‬
‫تمهيد‪31.............................................................................................................................................................‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬جىشيع ألامىال املكدظبت بين الصوحين بملخض ى علد مبرم‪31........................................... .‬‬
‫املعلب ألاول‪ :‬شسوط الاجفاق وحجيخه والاحساءاث املخبعت في دعىي املعالبت بالىصيب في الامىال‬
‫املشتركت‪33...................................................................................................................................................... :‬‬
‫الفلسة ألاولى‪ :‬شسوط الاجفاق ‪33....................................................................................................................‬‬
‫الفلسة الثاهيت‪ :‬حجيت الاجفاق ‪32...................................................................................................................‬‬
‫الفلسة الثالثت‪ :‬الاحساءاث املخبعت في دعىي املعالبت بالىصيب في الامىال املشتركة ‪32..........................‬‬
‫املعلب الثاوي‪ :‬جىشيع ألامىال املشتركت بين الصوحين في حالت وحىد اجفاق‪34......................................... :‬‬
‫الفلسة ألاولى‪ :‬جىشيع ألامىال املكدظبت بين الصوحين في حالت عدم وحىد اجفاق مبرم‪35.........................‬‬
‫الفلسة الثاهيت‪ :‬الشسوط التي اعخمد عليها اللضاء في جلظيم ألامىال املكدظبت في حالت عدم وحىد‬
‫اجفاق مبرم‪36....................................................................................................................................................‬‬
‫املبحث الثاوي‪ :‬وطائل الازباث املعخمدة كضائيا في جلظيم الامىال املكدظبت ازىاء كيام العالكت‬
‫الصوحيت وجىشيع الامىال املكدظبت بين الصوحين على ضىء العمل اللضائي‪11......................................‬‬
‫املعلب ألاول‪ :‬وطائل إلازباث التي اعخمدها اللضاء للبث في دعىي اكدظام ألامىال املكدظبت أزىاء‬
‫كيام العالكت الصوحيت ‪11................................................................................................................................‬‬
‫الفلسة ألاولى‪ :‬وطائل إلازباث بلاهىن الالتزاماث والعلىد‪11.................................................................... :‬‬
‫الفلسة الثاهيت‪ :‬العسق الاحسائيت لالجبار ‪11..................................................................................................‬‬
‫الفلسة الثالثت‪ :‬تقسيم الاموال املكتسبة للزوجين ‪12.................................................................................‬‬
‫املعلب الثاوي‪ :‬جىشيع ألامىال املكدظبت بين الصوحين على ضىء العمل اللضائي‪23...............................‬‬

‫‪65‬‬
‫الفلسة ألاولى‪ :‬جحدًد اللضاء كمظاهمت الصوحين في ألامىال املكدظبت أزىاء العالكت الصوحيت‪21...... .‬‬
‫الفلسة الثاهيت‪ :‬العلباث الساميت إلى جحدًد حصت الصوحين في ألامىال املكدظبت‪21............................. .‬‬
‫الفلسة الثالثت‪ :‬مىكف اللضاء مً مظاهمت الصوحت في جىميت أمىال ألاطسة عً ظسيم العمل املنزلي‪.‬‬
‫‪23......................................................................................................................................................................‬‬
‫خاجمـ ـ ـ ـ ــت ‪25........................................................................................................................................................‬‬
‫الئحة املصادر واملراجع ‪26................................................................................................................................‬‬
‫الفهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــسض ‪31................................................................................................................................................‬‬

‫‪66‬‬

You might also like