Professional Documents
Culture Documents
ـ الفوج التاسع ـ
وحدة :أحكام الزواج وإنحالله
2023/2024
الئحة المختصرات
ص :الصفحة
س:السنة
ع:العدد
م س :مرجع سابق
ط :الطبعة
1
بسم هللا الرحمان الرحيم و الصالة و السالم على نبينا محمد صلى هللا عليه و سلم
مقدمة :
ال ينعقد الزواج على وجه التأقيت ،فهو لم يشرع إال لمقاصد سامية وأغراض نبيلة أهمها تكوين
األسرة على وجه يكفل سعادتها ويحقق هنائها .غير أن هده المقاصد قد ال تتحقق ألنه يمكن
للحياة الزوجية أن تصاب بما ال يستطاع معه دوام العشرة بل تصبح جحيما بعد أن كانت سكنا
وواحة للراحة .وشرا بعد أن كانت خيرا ونعمة .ومصدرا لشقاء ال يحتمل ،والشك أن المنطق
السليم يوجب أن يسلك في هدا الحال طريق الطالق أو التطليق الدي يصبح حينئد ضرورة البد
منها.1
وقد نضمت مدونة األسرة أنحالل ميتاق الزوجية ضمن الكتاب الثاني ،وخصصت المواد من
78إلى 93للطالق .والمواد من 94الى 113للتطليق ،باإلضافة إلى المواد من 114إلى
120الدي نضمت الطالق اإلتفاقي والخلعي.
فالطالق لغة :رفع القيد مطلقا سواء كان حسيا أو معنويا.
اما إصطالحا :حل رباط الزوجية الصحيحة ورفع القيد التابث شرعا بالزواج سواء أوقع
الزوج الطالق بنفسه أو بواسطة نائبه .أما مدونة األسرة فإنها عرفت الطالق في " :حل
ميثاق الزوجية ،يمارسه الزوج والزوجة كل بحسب شروطه تحت مراقبة القضاء وطبقا
ألحكام هده المدونة. 2
أما التطليق لم يعرفه المشرع في المدونة في معرض الحديث عنه ،والمدونة حددت حاالت
التطليق في المادة 98إلى جانب التطليق للشقاق بناء على طلب من المحكمة أي بواسطة مقال
افتتاحي للدعوى طبقا للقانون 212من المسطرة المدنية.
وقد نضمت مدونة األحوال الشخصية الملغاة ظاهرة الطالق والتطليق وخضعت للتعديل مع
تعديل مدونة األسرة سنة 2004حيت نصت هده المدونة على التطليق للشقاق كمستجد باإلضافة
إلى مجموعة من التعديالت األخرى.
وتكمن أهمية هدا الموضوع انطالقا من أهمية األسرة ،ليس لكونها مجرد وحدة قانونية ،
وإنما أيضا كتنظيم إجتماعي يلعب دورا مهما في حياة األفراد ،باعتبار الطالق والتطليق من
مظاهر التفكك األسري يهدد المؤسسة الزوجية ،ويترك آثارا سلبية على المجتمع.
على أعتبار ما سبق يمكن طرح اإلشكالية األساسية:
1محمد الشافعي ,الزواج و انحالله في مدونة األسرة ,الطبعة الثانية ,طبعة 2020ص 172
2المادة 78من مدونة األسرة
2
كيف نضمت مدونة األسرة أنواع الطالق والتطليق ؟
وتتفرع عن هده اإلشكالية مجموعة من التساؤالت منها :
فما هي أنواع الطالق ؟
وما هي أنواع التطليق ؟
ولمعالجة هاته اإلشكالية واعتمادا على كل من المنهج التحليلي لتحليل النصوص القانونية
.وأيضا المنهج الوصفي لوصف هده الظاهرة وحيتياتها .
وباإلعتماد على التقسيم الثنائي سنعالج هدا الموضوع من خالل التصميم التالي :
المبحث األول :أنواع الطالق
المبحث الثاني :أنواع التطليق
3
المبحث األول :أنواع الطالق
يتنوع الطالق إلى أنواع مختلفة باختالف الزاوية التي ينظر منها إليه ،فمن حيث إمكان الرجعة
بعده من غير عقد جديد وعدم إمكانه يتنوع الى رجعي وبائن ،كما أن الطالق حق يملكه الزوج،
ويمكن للمرأة أن تملكه أيضا ،وإنما هذا تفويض لها بحق يملكه في األصل ،ال يمكن أن يسلب
منه.
لذا قسمنا هذا المبحث إلى مطلبين خصصنا المطلب األول (للطالق الرجعي والبائن)
ثم المطلب الثاني (للطالق المملك والخلع واإلتفاقي).
3عمرو لمزرع ،غمز العيون في أحكام الزواج وانحالله ،مطبعة آنفو برانت الطبعة الثانية ،2014الصفحة 167
4سورة البقرة اآلية .228
5سورة البقرة اآلية .229
4
الطالق لم يشرع في األصل إال رجعيا لتدارك ما يقع من الزوج من طالق فيه خطأ في القصد
6
وسوء تدبير أو تقدير فكانت الرجعة في عدته.
وبالتالي يروم المشرع من إرجاع المطلق مطلقته أثناء العدة إلعطاء كل من الزوجين الفرصة
مرة أخرى الستئناف الحياة الزوجية بينهما واإلبقاء عليها ،7غير أن الطالق الرجعي ال يكون
في صورة واحدة ،بل حددت المادة 123من مدونة األسرة الحاالت التي يكون فيها الطالق
رجعيا:
إذا كان طلقة واحدة بعد البناء (أي بعد الدخول بالزوجة).
إذا كان في غير مقابل عوض مالي أو ما سمي بالخلع.
إذا لم يكن مكمال للثالث.
إذا تم بناءا على حكم من المحكمة بسبب عدم اإلنفاق على الزوجة أو بسب اإليالء
والهجر ،8إذن الطالق هنا الذي يوقعه القاضي بناء على دعوى من الزوجة يكون
رجعيا.
إذن فكل طالق يوقعه الزوج يكون دائما رجعيا إال في الطالق قبل الدخول والخلع والمكمل
للثالث والطالق باإلتفاق والمملك.9
وهذ ما نصت عليه المادة 123من مدونة األسرة "كل طالق أوقعه الزوج فهو رجعي ،إال
المكمل للثالث والطالق قبل البناء والطالق باإلتفاق والخلع والمملك".
فالرجعة حق الزوج خالل العدة ،وال يملك إسقاطه فلو قال ال رجعة لي كان له حق الرجوع
عنه وحق مراجعتها.10
إال أنه يترتب عن الطالق الرجعي مجموعة من اآلثار:
✓أن ينقضي عدد الطلقات التي يملكها الزوج على زوجته.
6أحمد نصر الجندي دار الكتب القانونية ،الطالق والتطليق وآثارهما ،ط األولى ط ،2004الصفحة .150
7محمد الشافعي الزواج وانحالله في مدونة األسرة مطبعة الوراقة الوطنية ،الطبعة الرابعة ,2020الصفحة .189
8المادة 122من مدونة األسرة" كل طالق قضت به المحكمة فهو بائن ،إال في حالتي التطليق لإليالء وعدم اإلنفاق".
9عمرو لمزرع ،م ،س ،ص.167
10قرار صادر بتاريخ 7يوليوز 1992بالمجلس األعلى ع 46 ،ص.173 ،
5
✓يصبح طالقا بائنا وينهي الحياة الزوجية ،بانتهاء العدة دون مراجعة الزوج لزوجته.
✓الطالق الرجعي ال ينهي الرابطة الزوجية وال يزيل ملك اإلستمتاع والحل ،ويعتبر
بذلك مراجعا لها.
✓ال يجعل المطلقة محرمة على زوجها ألي سبب من أسباب التحريم ،فهي في حكم
الزوجة.
✓إذا مات أحدهما قبل انقضاء العدة ورثه اآلخر.
✓ يستمر اإلنفاق عليها الى حيت انتهاء العدة.
✓ال تلزم الرجعة بمهر جديد.
✓يتم إرجاعها متى شاء دون عقد جديد.
✓تقضي المطلقة العدة ألنه مشموالت النفقة.11
أما اإلشهاد على الرجعة فيه اختالف بين الفقه ،حيث يذهب الرأي الغالب عند فقهاء
المالكية الى عدم اشتراط اإلشهاد في حالة الرجعة ولكن من باب اإلستحباب يمكن لدرء
الشبهات.
أما مدونة األسرة أوجبت اإلشهاد على الرجعة ،مما يعني وجوب اإلشهاد والتوثيق معا على
رسم الرجعة ،فال يغني اإلشهاد على التوثيق كما ال يغني التوثيق عن اإلشهاد حيث ال تصح
الرجعة إذا قام الزوج بكتابة الرجعة بخط يده على أنه أرجع زوجته ،كما ال تقع الرجعة صحيحة
إذا أشهد العدلين على ذلك دون توثيقها وتتم الرجعة على الشكل المطلوب قانونا .وعندما
اشترطت مدونة األسرة اإلشهاد على الرجعة ،فإنها قد خالفت المشهور في مذهب مالك.12
تنص المادة 124من مدونة األسرة" للزوج أن يراجع زوجته أثناء العدة .إذا رغب الزوج في
إرجاع زوجته المطلقة طالقا رجعيا أشهد على ذلك عدلين ،ويقومان بإخبار القاضي فورا.
يجب على القاضي قبل الخطاب على وثيقة الرجعة ،استدعاء الزوجة إلخبارها بذلك ،فإذا
11محمد األزهر شرح مدونة األسرة ،أحكام الزواج،ط األولى .ط , 2008بدون دكر دار النشر ,ص .207
12محمد الشافعي ،مرجع سابق ،صفحة .194
6
امتنعت ورفضت الرجوع ،يمكنها اللجوء إلى مسطرة الشقاق المنصوص عليها في المادة
94أعاله".
فبخالف ما نص عليه المشرع بخصوص مسطرتي الزواج والطالق كل من المادتين 65و79
من مدونة األسرة ،فإنه أغفل التطرق إلى إجراءات اإلشهاد على الرجعة ،مع إشارة طفيفة في
المادة 141التي توجه وثيقة الرجعة الى ضابط الحالة المدنية لمحل والدة الزوجين ،مرفقا
بشهادة التسليم داخل أجل 15يوما من تاريخ اإلشهاد بالرجعة ،فضابط الحالة المدنية يقوم
بتضمينه بيانات هذا الملخص بهامش رسم والدة كل من الزوجين.13
الفقرة الثانية :الطالق البائن
إذن فالطالق البائن هو الذي يجعل حدا للعالقة الزوجية في الحال بمجرد صدوره وهو
ينقسم الى طالق بائن بينونة صغرى وطالق بائن بينونة كبرى.
أ-الطالق البائن بينونة صغرى :هو الذي يستطيع الزوج فيه إعادة المطلقة إلى عصمته،
لكن بعقد زواج جديد ومهر جديد ،سواء أكان ذلك في فترة العدة أو بعد انتهائها ،غير أن ذلك
ال يتم إال في إطار تعاقد جديد قد تسبقه خطبة 14.وهذا ما تنص عليه المادة 126من مدونة
األسرة" :الطالق البائن دون الثالث يزيل الزوجية حاال ،وال يمنع من تجديد عقد الزواج"
15
تتمثل حاالت الطالق البائن بينونة صغرى فيما يلي:
✓الطالق الذي يقع قبل الدخول ويجب فيه نصف المهر وال عدة فيه.
✓الطالق الرجعي الذي تنتهي فيه العدة دون أن يراجع الزوج مطلقته خاللها حيث
ينقلب هذا الطالق إلى طالق بائن بينونة صغرى.
✓الطالق الذي توقعه الزوجة بناء على التمليك ،إذا ملكها الزوج حق إيقاع الطالق
وطلقت نفسها.
7
✓الطالق الذي يكون بعوض تدفعه الزوجة لزوجها بغية طالقها منه (أو ما يسمى
بطالق الخلع).
✓الطالق الذي يقع باتفاق الزوجين طبقا لما تنص عليه مقتضيات المادة 114من مدونة
األسرة.
✓ الطالق للعيب أو السجن أو للضرر بسبب الغيبة وهذا النوع ال يكون إال بقضاء
القاضي.
وبهذا الطالق تنقطع أحكام الزوجية ،فال يبقى حقوق على زوجته ،ويحرم عليه اإلستمتاع
بها أثناء العدة ،كما يحرم عليه الخلوة بها وحتى النظر إليها ألنها أجنبية عنه ،كما يحل به مؤخر
الصداق إذا كان مؤجال ويمنع التوارث إال إذا اعتبر الزوج فارا من الميراث بأن كان مريضا
16
مرض الموت وطلقها في مرضه من غير رضاها فإنها ترث إذا حصل الموت أثناء العدة.
لكن ما إذا أراد الزوجان باستئناف العالقة الزوجية بينهما ،يجب أن يتم ذلك بواسطة عقد زواج
جديد يخضع لجميع الشروط الشكلية والموضوعية التي تفرضها مدونة األسرة بهذا الصدد.17.
ب-الطالق البائن بينونة كبرى :من حكمة الشارع الحكيم أنه جعل بينونة الطالق صغرى
وكبرى ،وجعل الصغرى مرتين ،يعقبها بينونة كبرى تنزيل الملك والحل معا عقب الطالق،
وتنقطع العالقة الزوجية وال تعود بينهما ولو أرادا ،أو اتفقا عليها ،إال إذا تزوجت هذه المطلقة
بزوج اخر ،زواجا شرعيا فيه دخول حقيقي وطء ثم يقع بينهما الطالق شرعا ،ثم تنتهي عدتها،
18
من هذا الوقت تكون هذه المرأة حال يجوز لمطلقها األول أن يتقدم لها خاطبا تقبله أو ال تقبله.
لقوله تعالى " :فَإِنْ طَلَّقَ َها فَال تَ ِح ُّل لَهُ ِمنْ بَ ْع ُد َحتَّى تَن ِك َح َز ْوجا َغ ْي َرهُ فَإِنْ طَلَّقَ َها فَال ُجنَ َ
اح
ظنَّا أَنْ يُقِي َما ُحدُو َد َّ
هللاِ َوتِ ْل َك ُحدُو ُد َّ
هللاِ يُبَيِّنُ َها لِقَ ْو ٍم يَ ْعلَ ُمونَ ".19 َعلَ ْي ِه َما أَنْ يَتَ َر َ
اج َعا إِنْ َ
9
يتنازل الزوج لزوجته عن حقه في االستقالل بملكية الطالق فيشركها معه ،حين يعطيها الحق
في أن تطلق نفسها ويشار إلى هذا في عقد الزواج.21
من خالل ذلك يقصد بالتمليك انه جعل الرجل أمر زوجته بيدها تتملك عصمتها ولها أن
توق ع الطالق متى شاءت ،ليس للزوج أن يتراجع عن التمليك إال إذا رضيت الزوجة بذلك
ويلزم هذا التمليك إبان الفترة الزمنية المحددة له ،ويلزمه على شكل التأبيد إذا تم بشكل يفيد
ذلك.
السند الشرعي لتمليك الطالق للزوجة.
لقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن تمليك الطالق للزوجة يجد سنده الشرعي في قوله تعالى
ك إِن ُكنتُ َّن تُ ِر ْدنَ ْال َحيَاةَ ال ُّد ْنيَا َو ِزينَتَهَا فَتَ َعالَ ْينَ أ ُ َمتأ ْع ُك َّن َوأ ُ َس أرحْ ُك َّن{ يَا أَيُّهَا النَّ ِب ُّي قُل أألَ ْز َوا ِج َ
ت ِمن ُك َّن أَجْ رًا َّللاَ أَ َع َّد لِ ْل ُمحْ ِسنَا ِ
َّللاَ َو َرسُولَهُ َوال َّدا َر ْاآل ِخ َرةَ فَإ ِ َّن ََّس َراحًا َج ِمي ًل َوإِن ُكنتُ َّن تُ ِر ْدنَ َّ
َع ِظي ًما } ، 22فلما نزلت هذه اآلية الكريمة دخل رسول َّللا صلى َّللا عليه وسلم على زوجته
عائشة أم المؤمنين فقال لها ” :إني ذاكر أمرا من َّللا على لسان رسوله فال تعجلي حتى
تستأمري أبويك فقالت وما هذا يا رسول َّللا ؟ فتال عليها اآلية :قالت فيك يا رسول َّللا أستأمر
أبواي ؟….
بل أريد َّللا ورسوله والدار اآلخرة ،وأسألك أال تخبر امرأة من نسائك بالذي قلته ،قال ال
تسألني امرأة منهن إال أخبرتها .إنما يبعثني َّللا مبلغا ولم يبعثني متعنتا ،ثم فعل النبي صلى َّللا
عليه وسلم مثلما فعل عائشة فكلهن اخترن َّللا ورسوله و الدار اآلخرة.23
وروى البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن عائشة رضي َّللا
عنها قالت ” خيرنا رسول َّللا صلى َّللا عليه وسلم فاخترناه فلم يعد ذلك شيئا علينا .
أما من خالل معرفة طبيعة الطالق المملك فقد تضاربت أراء الفقهاء في طبيعته هل هو
رجعي أم بائن في هذا الصدد يرى اإلمام مالك أن المملك يخضع للمبادئ العامة التي تجعل
تمت الزيارة يوم 20دجنبر لسنة 2023على الساعة 8 :19 مقال منشور على موقع www.maraje3.com 21
مسند أحمد ,مسند المكثرين من الصحابة مسند جابر بن عبد َّللا رضي َّللا عنه { حديث رقم }14515 23
10
األصل في الطالق أن يكون رجعيا وهذا رأي مطرف وأشهب ،وهو مطابق لرأي اإلمام مالك،
وقيل إنها تكون البتة أي تقع بموجبه طلقات ثالث وهو قول أصبغ سحنون .وقيل إنها طلقة
واحدة بائنة وهو رأي البن قاسم.
ومعلوم أن رأي ابن القاسم هو الذي يجري به العمل في المذهب المالكي يقول ابن عاصم
الغرناطي:
24
وفي المملك والقضا ***** بطلقة بائنة في المرتضى .
موقف المشرع المغربي
أقر المشرع المغربي – من خالل المادة 89من مدونة األسرة –25انه متى ملك الزوج
زوجته إيقاع الطالق ،كان لها أن تستعمل هذا الحق عن طريق تقديم طلب إلى المحكمة للقضاء
به ملتمسة في خضم ذلك اإلشهاد بطالق التمليك لدى عدلين منتصبين لهذا الغرض بدائرة نقود
المحكمة الت ي يتواجد بها بيت الزوجية ،أو موطن الزوجة الطالبة ،أو محل إقامتها أو التي
أبرم فيها عقد الزواج حسب الترتيب.
ويتضمن طلب اإلذن باإلشهاد على الطالق المملك هوية كل من الزوج والزوجة
ومهنتهما ومحل إقامتهما مع اإلشارة إلى عدد األبناء متى وجدوا وذكر تواريخ ازديادهم
ووضعهم الصحي والدراسي ،ويرفق الطلب لزوما بمستند الزوجية مرفوقا بما يفيد تمليك
الزوج الطالق لزوجته ،مع ذكر الحجج المثبتة لوضعية الزوج المادية والتزاماته المالية.
وتجدر اإلشارة إلى أن المادة 89أعاله أقرت أنه ما دام تمليك حق إيقاع الطالق
للزوجة ،وقد تم بمبادرة إرادية ومنفردة من طرف الزوج فإنه ال يمكن استنادا لهذا االعتبار أن
يعزل زوجته من ممارسة حقها في التمليك الذي ملكها إياه.
12
رسول َّللا صلى َّللا عليه وسلم أتردين عليه حديقته قالت نعم فقال عليه السالم لزوجها أقبل
28
الحديقة وطلقها تطليقة.
أما المشرع المغربي اعتبر الخلع عقد يتراضيا فيه الزوجين على الطالق وتطبق في ذلك
أحكام المادة 114من مدونة األسرة التي تنص على الطالق باالتفاق وهكذا فإن اإلجراءات
29
التي تطبق في الطالق باالتفاق هي نفسها المتبعة في الطالق بالخلع.
شروط الخلع
تنص المادة 115من مدونة األسرة على أنه ” للزوجين أن يتراضيا على الطالق بالخلع
طبقا ألحكام المادة 114أعاله ”.
والخلع على ما يتضح من هذه المادة هو عقد يتم بتراضي الزوجين موضوعه الرئيسي
هو خلع الزوجة من زوجيتها نظير بذل تدفعه إليه.
والطالق مما سبق بيانه يشترط لصحة الخلع الشروط اآلتية:
)1أن تكون الزوجة محال لوقوعه حتى يتراضيا على الطالق بالخلع أي أن تكون في
زواج صحيح.
)2أن يكون الزوج كامل األهلية فال يصح خلع الصبي والمجنون والمعتوه وال غيرهم
من فاقدي األهلية كالسكران والمكره أما المحجور عليه كالسفيه فيجوز طالقه إن كان على
غير مال فمن باب أولى صحة مخالفته إال أن مطلقته تسلم المال إلى وليه.
وإذا فعل الزوج ذلك وتم له األمر تعسفا أو بعد إلحاق ضرر بالمرأة إلجبارها على ذلك
.يكون قد ملك المال ملكا خبيثا ألنه خالف أمر َّللا به من تحقيق المودة والرحمة وحسن
المعاشرة ،حيث يجب أن يكون الطالق عن تراضي بين الزوجين حيث يتم عن بينة واختيار،
13
وان ال تكره الزوجة ،فإذا تبت استعمال الزوج ألساليب تدفع المرأة لمخالعته وقع الطالق بائنا
دون التزام المرأة بذلك الخلع لقوله تعالى:
ْض َمآَٰ
ُوا بِبَع ِ ضلُوهُ َّن لِتَ ْذهَب ْ وا ٱلنأ َسآَٰ َء َكرْ هًا ۖ َو َال تَ ْع ُ { يََٰٓأ َ ُّيهَا ٱلَّ ِذينَ َءا َمنُ ْ
وا َال يَ ِحلُّ لَ ُك ْم أَن تَ ِرثُ ْ
وا ال أَن يَأْتِينَ بِفَ ِح َش ٍۢة ُّمبَيأنَ ٍۢة ۚ َوعَا ِشرُوهُ َّن بِ ْٱل َم ْعر ِ
ُوف ۚ فَإِن َك ِر ْهتُ ُموهُ َّن فَ َع َس َٰٓى أَن تَ ْك َرهُ ْ َءاتَ ْيتُ ُموهُ َّن إِ َّ َٰٓ
30 َشيْـ ًا َو َيجْ َع َل َّ
ٱَّللُ فِي ِه َخ ْي ًرا َك ِثيرًا}
وهذا ما أخذ به المشرع المغربي -من خالل المادة 117من مدونة األسرة الحالية -حيث
أجاز للزوجة أن تسترجع ما خالعت به شريطة أن تثبت هذا الخلع كان نتيجة إكراه وإلحاق
ضرربها.31
فاألساس أن الزوج يعاقب بنقيض قصده مادام الزوج قد أكرهها أو استعمل أساليب
إحتيالية إلجبارها على خلع نفسها.
)3أن تكون الزوجة المختلعة كاملة األهلية رشيدة غير محجور عليها فإذا كانت دون سن
الرشد القانوني ال يمكنها أن تلتزم بأداء الخلع إال بموافقة النائب الشرعي وإذا خولعت وقع
الطالق وال تلتزم بأداء الخلع إال بموافقة النائب الشرعي ،وإذا خولعت وقع الطالق وال تلتزم
32
بالبدل إال بموافقة نائبها الشرعي .
الفقرة الثالثة :الطالق اإلتفاقي
لم يكن ثمة بمدونة األحوال الشخصية السابقة أي نص تشريعي يشير صراحة أو ضمنا
إلى حل ميثاق الزوجية بتراضي طرفيه ،أو ما يصطلح على تسميته بالطالق التفاقي ،بل كانت
المبادرة تأتي دائما من الزوج أو وكيله أو من فوض له ذلك طبقا للقانون واستثناءا للمرأة متى
ملكت هذا الحق.
هذا مع العلم أن العديد من التشريعات العربية المقارنة كانت تتبنى هذا النوع من
الطالق وتقننه صراحة ضمن قانونها الشرعي كما هو الشأن بالنسبة للمادة 48من مجلة
15
عند وقوع هذا االتفاق ،يقدم الطرفان أو احدهما طلب التطليق للمحكمة مرفقا بعريضة
االتفاق اإلذن بتوثيقه … وتحاول المحكمة اإلصالح بينهما ما أمكن فإذا تعذر اإلصالح أذنت
(المحكمة) باإلشهاد على الطالق وتوثيقه“.
المبحث الثاني:أنواع التطليق
إن إستحداث التطليق بالمقتضيات الجديدة للمدونة راجع أصال وفرعا إلى ما يجب أن
يراعى عند الفصل في األمر من مصلحة األسرة ،فالشقاق الناشئ عن النزاع بين الزوجين ال
تحتمل معه العشرة ،واإلخالل بالواجبات الزوجية من أي واحد منهما يجب أن يقره القضاء
بناء على ما خوله القانون ،وعلى مقتضيات موضوعية لصالح األسرة ،وخاصة إذا كان لهما
أطفال .
وعليه فالتطليق إما أن يكون بطلب من أحد الزوجين لسبب الشقاق (المطلب األول ) أو
ألسباب أخرى (المطلب التاني )
المطلب األول :التطليق للشقاق
يعتبر التطليق للشقاق من أهم المستجدات التي جاءت بها مدونة األسرة الصادرة في 5
فبراير 2004وقد عمل المشرع المغربي من خالل صياغته للنصوص التي تأطر التطليق
للشقاق على خلق نوع من المساواة إذ جعله بيد كل من الزوجين خالفا للطالق الذي هوا في
األصل للزوج مالم يملك الزوج زوجته حق إيقاع الطالق ،فالتطليق للشقاق يرجع لمجموعة
من األسباب منها ما تعود على الزوجة( الفقرة األولى ) ومنها ما تعود للزوج ( الفقرة الثانية)
الفقرة األولى :حاالت التطليق التي تعود للزوجة
حدد المشرع المغربي مجموعة من الحاالت التي تعود للزوجة طالبة التطليق للشقاق
وهي كاآلتي :
أوال :حالة عجز الزوجة إثبات الضرر المبرر للتطليق
نصت الفقرة الثانية من المادة 100من مدونة األسرة على ما يلي " إذا لم تتبث الزوجة
الضرر ،وأصرت على طلب التطليق يمكنها اللجوء إلى مسطرة الشقاق" على اعتبار أن
16
التطليق للضرر من أكثر صور التطليق التي كانت راجعة على المحاكم المغربية في ظل مدونة
األحوال الشخصية الملغاة ،هذا وبإمكان الزوجة أن تطلب التطليق ألي ضرر كان كيفما كان
نوعه مديا ( كاإليداء الجسدي) أو معنوي ( كالشتم واإلهانة ) التي يوجهها لها أو ألفراد عائلتها
وسواء حصل الضرر منه مباشرة أو من غيره كالضرر الذي يلحق الزوجة من أفراد عائلته ،
33
الذين يسكنون معها
فمسطرة التطليق للشقاق في هذه الحالة قاصرة على الزوجة دون الزوج ،ولذلك عندما تعجز
عن إثبات الضرر المزعوم لحوقه بها فتلجأ إلى التطليق للشقاق والذي ال إثبات فيه .
ثانيا :حالة رفض الزوجة رجعة زوجها لها
جاء في الفقرة التانية من المادة 124ما يلي" يجب على القاضي قبل الخطاب على وثيقة
الرجعة إستدعاء الزوجة إلخبارها بذلك ،فإذا امتنعت ورفضت الرجوع ،يمكنها اللجوء إلى
مسطرة الشقاق المنصوص عليها في المادة 94من مدونة األسرة "
يتبين من خالل هذه المادة أن المشرع المغربي خول للزوجة اللجوء إلى طلب التطليق
للشقاق إذا رفضت الرجوع إلى زوجها خالل فترة العدة من الطالق الرجعي ،كما أعطى كذلك
الحق للزوج في رجعة زوجته أتناء العدة مصداقا لقواه تعالى " َٰٓوبُعو َٰٓلتُه َُّٰٓن أَٰٓ َٰٓح ّ
ق بِ َٰٓر أد ِه َّٰٓن فِي ذلِكَٰٓ
ً 34
إِن أرا ُدو إِصالحا"
تالثا :حالة إصرار الزوجة طلب الطالق الخلعي ورفض الزوج ذلك
يجد الخلع سنده الشرعي في قوله تعالى " وال َٰٓي ِحلُّ َٰٓل ُكم أَٰٓن تأخدو مما آتيتموهن شيئا إال
أن يخافا أال يقيما حدود َّللا ،فإن خفتم أال يقيما حدود َّللا فال جناح عليهما فيما افتدت به ،تلك
35
حدود َّللا فال تعتدوها ،ومن يتعد حدود َّللا ف أوالئك هم الظالمون"
-أحمد الخمليشي ،التعليق على قانون األحوال الشخصية ،الجزء األول ( الزواج والطالق) ،مطبعة المعرفة ،الطبعة 33
الثانية ،ص585
-سورة البقرة اآلية 288 34
17
يستفاد من اآلية أن الزوجة تدفع المال لزوجها لكي يتخلى عنها ،وفي مدونة األسرة
أعتبر المشرع الخلع طالقا بالتراضي بين الزوجية حيث جاء في المادة 115مايلي " للزوجين
أن يتراضيا على الطالق بالخلع طبقا ألحكام المادة 114أعاله "
يتبين من خالل هذه المادة أن التراضي يستلزم عرضا من الزوجة وموافقة من طرف
الزوج وهذه األخيرة هي التي تبقى حاسمة إلتمام الخلع بين الزوجين وتبقى حجرة عثرة أمام
رغبة الزوجة في إنهاء الرابطة الزوجية ،الشيئ الذي عالجه المشرع في الفقرة التانية من
المادة 120من مدونة األسرة " إذا أصرت الزوجة على طلب الخلع ،ولم يستجب لها الزوج،
يمكنها اللجوء إلى مسطرة الشقاق " ،يتضح أن المشرع أقر هذه المسطرة لمصلحة الزوجة
وأعطاه ا بديال مسطريا آخر عندما يرفض الزوج ممارسة الطالق الخلعي وذلك بلجوئها إلى
36
التطليق للشقاق
الفقرة الثانية :حاالت الطالق التي تعود للزوج
تتلخص الحاالت الذي يطلب فيها الزوج التطليق للشقاق فيما يلي :
أوال :حالة تمسك الزوج بطلب التعدد ورفض الزوجة اإلذن له بذلك
نظم المشرع هذه الحالة من خالل الفقرة األخيرة من المادة 45التي نصت على ":فإذا
تمسك الزوج بطلب اإلذن بالتعدد ،ولم توافق الزوجة المراد التزوج عليها ،ولم تطلب التطليق
طبقت المحكمة تلقائيا مسطرة التطليق للشقاق المنصوص عليها في المواد 94إلى 97وبعده
" ،وتعد هذه الحالة من الحاالت التي تطبق فيها المحكمة مسطرة التطليق للشقاق بصفة تلقائية
ولو لم يتمسك بها أحد من الزوجين ،37كما أن تطبيق هذه المادة تؤدي إلى تغيير موضوع
الدعوى ،مما يؤدي إلى ترتيب آثار قانونية مختلفة من طلب اإلذن بالتعدد إلى طلب التطليق
،38وفي إيطار مسطرة التعدد ،إذا تمسك الزوج أمام المحكمة بطلب اإلذن بالتعدد ولم توافق
-حفيظة توتة ،التطليق بسبب الشقاق في مدونة األسرة ،مجلة المحامي ،العدد ، 49سنة ، 2006ص 163 37
-حسن عجمي ،التعدد على ضوء أحكام المادة 45من مدونة األسرة ندوة قضايا األسرة من خالل إجتهادات المجلس 38
18
الزوجة المراد التزوج عليها على ذلك اإلذن ولم تطلب التطليق من المحكمة ،طبقت هذه
39
األخيرة تلقائيا مسطرة الشقاق المنصوص عليها في المواد من 94إلى 97
ثانيا :حالة إخالل أحد الزوجين بالحقوق المتبادلة بينهما
تنص المادة 52من مدونة األسرة على مايلي " عند إصرار أحد الزوجين على اإلخالل
بالواجبات المشار إليها في المادة 51يمكن للطرف اآلخر المطالبة بتنفيذ ماهو ملزم به ،أو
اللجوء إلى مسطرة الشقاق المنصوص عليها في المواد من 94إلى 97وبعده " ،فلكل من
الزوجين الخيار بين مطالبة الزوج المخل بإلتزامه التعاقدي الناتج عن ميثاق الزواج ،بتنفيذ
اإلتزام المخل به أو اللجوء إلى مجلس القضاء للمطالبة بالتطليق للشقاق للعلل المذكورة ،على
إعتبار أن اإلختالل باإللتزامات المذكورة يعد خرقا صريحا للقانون ،وكأن المشرع المغربي
بذلك حاول منع إخالل الزوجين بالواجبات الزوجية ورتب الجزاء على ذلك ،دون إلزام الزوج
اآلخر بالصبر على ذلك إال برضاه ،مع تخويل الحق في تطبيق مسطرة الشقاق بمقتضى المقال
يوضح فيه أن الطلب المذكور مؤسس على إخالل في ميثاق الزواج ،ومجرد إدعاء ذلك كاف
بالقول بوجود الشقا ق سواء نجح مدعيه في إتباث اإلخالل المزعوم أم لم ينجح ،وأن كانت
مسألة اإلتباث إنما تفيد في تحديد وجهات الطلب من عدمها ،ومن تم تعتبر عامال محددا عند
تقرير الواجبات المترتبة عن التطليق أو التعويض المذكور به لفائدة المطلوب للشقاق.
المطلب الثاني :التطليق ألسباب أخرى
تتعدد هده األسباب حسب مقتضيات مدونة األسرة ,و هو ما نص عليه المشرع في المادة
, 98إد نصت على أنه للزوجة طلب التطليق بناء على أحد األسباب األتية :إخالل الزوج
بشرط من شروط عقد الزواج –الضرر –عدم اإلنفاق ,و هذا ما سنتناوله في (الفقرة األولى) ,
ثم الغيبة و العيب و اإليالء و الهجر (الفقرة الثانية).
-محمد الكشبور ،الوسيط في شرح مدونة األسرة ،إنحالل ميثاق الزوجية ،الطبعة الثالثة،مطبعة النجاح الجديدة ,الدار 39
19
الفقرة األولى :التطليق بسبب اإلخالل بشرط من شروط عقد الزواج و الضرر و عدم
اإلنفاق
حيث سنتطرق للتطليق بسبب اإلخالل بشرط من شروط عقد الزواج (أوال) ثم التطليق
للضرر (ثانيا) ثم التطليق بسبب عدم اإلنفاق (ثالثا)
أوال :التطليق بسبب اإلخالل بشرط من شروط العقد
و حسب الفقرة األولى من المادة 99من المدونة ,فإن إخالل الزوج بشرط من شروط
عقد الزواج يعتبر ضررا مبررا لطلب الزوجة التطليق ,مما يعني أن هدا اإلخالل الصادر من
الزوج داخل في ماهية الضرر ,إن لم نقل بينهما عموما و خصوصا .
لكن ما يالحظ هنا ,أن المشرع لم ينتبه إلى أن هدا اإلخالل يمكن أن يصدر كدلك عن
الزوجة ,خاصة وأنه مر بنا أن المادة 48من المدونة تعتبر في فقرتها األولى أن ,الشروط
التي تحقق فائدة مشروعة لمشترطها تكون صحيحة و ملزمة لمن إلتزم بها من الزوجين معا,
40
و ال يمكن أن يعفى من إلتزم منهما من تنفيد الشرط الدي إلتزم به إال بمقتضى حكم قضائي.
و إن المنطق القانوني يقتضي في إطار سياق النصوص أنه ,و إن كانت المادة 99
اقتصرت على حالة إخالل الزوج بالشرط ,فإن نفس الحكم يطبق في حالة إخالل الزوجة بما
إلتزمت به ,بما في دلك الحكم عليها بالتعويض المقرر في المادة , 41 101و حيث إن اإلخالل
بالشرط يدخل في ماهية الضرر ,فإن المنطق نفسه يقتضي أن يكون التطليق للضرر من حق
الزوجين معا ,ال من حق الزوجة و حدها كما سنرى .
ثانيا :التطليق للضرر
42
اعتبر المشرع في الفقرة الثانية من المادة 99من المدونة ضررا مبررا لطلب التطليق
,كل تصرف من الزوج أو سلوك مشين أو مخل باألخالق الحميدة يلحق بالزوجة
40المرجع العملي في شرح قانون االسرة المغربي ,محمد المهدي ,الجزء الثاني :انحالل عقد الزواج و أثاره الطبعة
األولى ,مطبعة األمنية –الرباط الصفحة 58
41الخمليشي :من مدونة األحوال الشخصية إلى مدونة األسرة ,الجزء األول ,الزواج بدون طبعة الصفحة 339
42فضال عن إمكانية رفع دعوى جنائية طبقا لمقتضيات الفصل 400من القانون القانون الجنائي الدي جاء فيه ,من إرتكب
عمدا ضد غيره جرحا او ضربا أو أي نوع أخر من العنف أو اإليداء سواء لم ينتج عنه مرض أو عجز أو نتج عنه مرض
أو عجز ال تتجاوز مدته 20يوما ,يعاقب بالحبس من شهر واحد إلى سنة و غرامة من 120إلى 500درهم أو بإحدى هاتين
العقوبتين
20
إساءة مادية أو معنوية تجعلها غير قادرة على اإلستمرار في العالقة الزوجية .
و بهذا التعبير ,يكون المشرع قد توسع في مفهوم الضرر ,بشكل أصبحت صوره ال
تدخل تحت عد أو حصر ,بحيث يمكن أن يدخل فيها جميع أنواع العنف ,التي رصدتها المادة
األولى من القانون رقم 103.13المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء ,بما في دلك العنف
الجسدي ,و العنف الجنسي ,و العنف االقتصادي ,و العنف النفسي الدي يشمل كل
إعتداء أو إكراه أو تهديد أو إهمال أو حرمان ,سواء كان بغرض المس بكرامة المرأة و
حريتها و طمأنينتها ,أو بغرض تخويفها أو ترهيبها ,فضال عن اإلخالل بما تم االتفاق عليه
من شروط إرادية ,ما دامت صحيحة تحقق فائدة مشروعة للزوجة .
وهدا التوسع المالحظ في مفهوم الضرر يفترض بداهمة تمتع المحكمة المختصة بسلطة
تقديرية واسعة في دعاوى التطليق للضرر ,و هو ما واكبه القضاء بعدد من القرارات تترجم
هدا المفهوم الواسع من ناحية ,و تبرز مدى استقالل القضاء في تقدير وقوع الضرر من ناحية
أخرى .
ولعل ما أفرزته الت طبيقات القضائية ,و كدا تصورات بعض الفقه في هدا الصدد ندكر
على سبيل المثال ال الحصر :
قرار لمحكمة النقض الصادر في عهد مدونة األحوال الشخصية الدي جاء فيه ₺أن عمل
المجلس األعلى مستقر على أن إرتكاب الزوج الخيانة الزوجية يعتبر ضررا بمفهوم الفصل
, 56يحق معه لزوجته طلب تطليقها منه . 43
إقدام الزوج على ضرب و جرح 44
و كدلك جاء في حكم صادر عن إبتدائية فاس أن
زوجته يعتبر سلوكا مشينا يلحق الضرر المادي و المعنوي بها ,و لدلك فإن طلبها التطليق و
الحالة هاته يبقى مؤسسا و يتعين اإلستجابة له.
- 43قرار لمحكمة النقض صادر بتاريخ , 2001-01-23تحت عدد 51في الملف الشرعي 00-1-2-37منشور بمجلة
قضاء المجلس األعلى ,اإلصدار الرقمي دجنبر , 2004العدد , 61الصفحة .52
- 44حكم للمحكمة اإلبتدائية فاس بتاريخ 23ماي , 2005تحت عدد 2589في الملف رقم , 04-2003منشور بمجلة
المعيار ,العدد , 34الصفحة 295و ما بعدها.
21
ثالثا :التطليق لعدم اإلنفاق
لعل من أهم واجبات الزوج إتجاه زوجته أن ينفق عليها من طعام و غيره ,مما مر بنا
في مشموالت النفقة ,و اإلخالل بهدا اإللتزام يقوم حسب المادة 102من المدونة ,مبررا كافيا
يخول لها حق طلب التطليق ,إستلهاما من مذ هب الجمهور ,بمن فيهم السادة المالكية ,لقوله
تعالى " :و ال تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ".45
فه²ه األية الكريمة كما هو واضح من سياقها ,تنهى عن إلحاق الضرر بالزوجة ,وزوجة
المعسر يلحقها الضرر بعجزه عن اإلنفاق عليها ,فلم يكن له أن يمسكها .46
و السؤال الدي يفرض نفسه هنا ,هو أنه إدا كان التطليق لعدم اإلنفاق يتأتى للزوجة على
أساس أن الزوج ملزم باإلنفاق ,فهل يتأتى نفس األمر للزوج في الحالة التي يكون فيها معسرا
,حيث تكون الزوجة ملزمة باالنفاق في حدود ما عجز عنه وفق ما تنص عليه المادة 199من
المدونة ؟
يرى بعض الفقه في هدا الصدد أنه من المالئم أن يكون للزوج الحق في طلب التطليق
لعدم اإلنفاق ,شأنه في دلك شأن الزوجة ,و إدا كان هدا الفهم الدي تتفق معه يخدم قضية
المساواة ,إال أنه ال يصلح للتطبيق في ضوء النصوص المسنونة ,حيث كل ما للزوج في هده
الحالة مطالبة الزوجة باإلنفاق ,تحت طائلة إمكانية متابعتها بجنحة إهمال األسرة ,و ال يتعدى
األمر دلك إلى المطالبة للتطليق ,على إعتبار أن المشرع أوكل هده المكنة للزوجة حصرا دون
إستثناء ,و كما ال يخفى ال اجتهاد مع النص .
المطلب الثاني :التطليق للغيبة و العيب و اإليالء و الهجر
سنتناول في هدا المطلب التطليق للغيبة (أوال) ثم سنتطرق للتطليق للعيب (ثانيا) و بعد
دلك التطليق بسبب اإليالء و الهجر (ثالثا)
47بخالف ما دهب إليه الحنفية و الشافعية و الظاهرية ,من أنه ال حق للمرأة في طلب التفريق بسبب غيبة الزوج أو حبسه ,
و لو لحقها الضرر بسبب دلك ,لعدم ورود نص صريح من الكتاب و السنة بجواز التفريق ألجل الغيبة و الحبس .
48سورة البقرة ,األية 229
49القرار صادر بتاريخ 2006-11-8في الملف عدد 2005-1-2-555منشور بالمنتقى
23
أحدهما تناسلي مانع من المعاشرة الزوجية و ثانيهما جسماني مضر بصحة أو بحياة الطرف
األخر ,ويمكن اإلستعانة بالخبرة الطبية إلثبات هده األمراض و العيوب ,فالعيوب التناسلية
بت عبير بعض الفقه :هي العاهات الخلقية او الطارئة و األمراض المزمنة التي يتعدر معها
المعاشرة الزوجية 50أما األمراض الخطيرة على حياة الزوج األخر أو على صحته فهي على
سبيل المثال األمراض العقلية و النفسية ,و كدلك األمراض المعدية المميتة التي يعجز الطب
عن عالجها مثل مرض فقدان المناعة المكتسبة أو ما يسمى باإليدز ,أما األمراض غير
الخطيرة بالنظر إلى تأثيرها المحدود كالزكام مثال ,فال تشملها العبارة المذكورة .
و بالرجوع إلى المادتين 107و 108من المدونة .يمكن القول بأن حق طلب التطليق للعيب
يثبت للزوج أو للزوجة عند توافر ثالثة شروط :
_ 1أن ال يكون عالما بالعيب حين العقد ,و إال سقط حقه في دلك ,و األصل هو عدم
العلم ,و من يدعي عكس دلك عليه اإلثبات بالبينة او بالقرائن ألن المسالة تتعلق بالواقع أساسا
51
ال بالقانون .
_ 2أن ال يرجى الشفاء من المرض بالنسبة لألمراض التي تشكل خطرا على حياة أو
صحة الزوج األخر داخل سنة ,
سواء كانت جسمية أو عقلية ,و طبعا الطب هو المرجع في كشف مدى حدود الرجاء
52
في الشفاء داخل سنة أو بعدها
_3أن ال يرضى بالعيب بعد العلم بتعدر الشفاء منه داخل سنة ,و ليس بعد العلم بواقعة
العيب داتها ,سواء كان رضاه صريحا ,كقوله رضيت أو قبلت ,او ضمنيا كالمعاشرة أو التلدد
او اإلسمتاع ,أو غير دلك مما يدل على رضائه بالعيب و قبوله إستمرار العالقة الزوجية ,و
إال فال حق له حينئد في طلب التطليق للعيب .
53حددت المدة في أربعة أشهر ,لتكون فرصة كافية ليراجع فيها الرجل نفسه و يثوب إلى رشده
54فالحكمة من دلك ,هي دفع الضرر الالحق للمرأة لعدم الوطئ
55سورة البقرة األيتان 224_223
25
واكبها من إنفتاح على عالم المعرفة ,باإلضافة إلى ما عرفه العالم بأسره من نظال من أجل
تحرير المرأة و المناداة بمساواتها بالرجل ,دفع المرأة بوجه عام إلى احساس بإثبات وجودها
من خالل فرض اإلعتراف بإستقالل كيانها عن زوجها ,و إستقالل رغباتها عن رغباته ,ومن
ثم إثبات داتها ككائن له نفس الحقوق .
26
خاتمة:
ومن هنا نستخلص أن للطالق والتطليق انواع مختلفة بحيت ان الطالق غالبا ما يمارس من
طرف الزوج إال في حالة ما أعطى الزوج لزوجته الحق في تطليق نفسها بحيث يسمى الطالق
في هده الحالة بالطالق المملك .أما التطليق فيكون بناء على حكم قضائي ويتم دلك بناء على
طلب من الزوجة في الحاالت التي نص عليها القانون
وللحد من ظاهرة الطالق والتطليق نعطي بعض االقتراحات التالية:
إحداث مراكز لالستشارات األسرية لتكون عونا على حل هده المشاكل قبل أن يصل الحل الى
للطالق.
التأني وعدم التسرع والبحث عن األسس والمعايير في آختيار شريك الحياة
عقد الندوات والحوارات واللقاءات للمقبلين على الزواج لتعريفهم بأهمية الحياة الزوجية.
إهتمام وسائل اإلعالم المقروءة والمكتوبة والمرئية بتثقيف المقبلين على الزواج حول واجبات
الزوجين وحقوقهما.
تكثيف الجهود من طرف الدولة والجهات المختصة لدراسة ظاهرة الطالق لوضع سبل عالجها.
تشديد مسطرة التطليق للشقاق ووضع حد أدنى للبث في الطالق.
التنصيص على إمكانية قبول الوكالة في الطالق والتطليق عندما يتعضر على الزوج أو الزوجة
الحضور شخصيا
27
الئحة المصادر والمراجع
المصادر
القرآن الكريم برواية ورش
مدونة األسرة
المراجع
*أحمد الخمليشي،التعليق على قانون األحوال الشخصية ،الجزء األول (،الزواج والطالق)
،دار النشر المعرفة ،الطبعة الثانية
*أحمد نصر الجندي ،دار الكتب القانونية ،الطالق والتطليق وآثارهما ،الطبعة 2004
*الخمليشي ،من مدونة األحوال الشخصية إلى مدونة األسرة ،الجزء األول،الزواج ،بدون
ذكر الطبعة
*الخمليشي ،من مدونة األحوال الشخصية إلى مدونة األسرة ،كتاب الطالق ،الطبعة الثانية
*حفيظة توتة ،التطليق لسبب الشقاق في مدونة األسرة ،مجلة المحامي ،العدد 49سنة 2006
*حسن عجمي ،التعدد على ضوء أحكام المادة 45من مدونة األسرة ندوة قضايا األسرة من
خالل إجتهادات المجلس األعلى ،المطبعة األمنية الرباط
*محمد الشافعي ،الزواج وإنحالله في مدونة األسرة ،مطبعة الوراقة الوطنية ،الطبعة
الرابعة
*محمد األزهر ،شرح مدونة األسرة ،أحكام الزواج
*محمد الكشبور ،الوسيط في شرح مدونة األسرة ،إنحالل الميثاق الزوجية ،الطبعة الثالثة
*محمد المهدي،المرجع العملي في شرع قانون األسرة المغربي ،الحزء الثاني ،إنحالل عقد
الزواج وآثاره ،الطبعة األولى ،الرباط
*عادل حاميدي ،التطليق للشقاق وإشكاالته القضائية ،الطبعة 2015
*عمرو المزرع ،غمز العيون في أحكام الزواج وإنحالله ،مطبعة آنفو برانت ،الطبعة
الثانية 2014 ،
28
األحكام والقرارات القضائية
*قرار لمحكمة النقض صادر بتاريخ 2001/01/23تحت عدد 51في الملف الشرعي
00_1_2_37منشور بمجلة القضاء المجلس األعلى ،اإلصدار الرقمي دجنبر , 2004
العدد 61
*حكم صادر عن المحكمة اإلبتدائية بفاس بتاريخ 23ماي 2005تحت العدد 2589في
الملف رقم ' 2003-04العدد 34
*القرار الصادر بتاريخ 2006_11_08في الملف عدد 2005-1-2-555
قرار صادر بتاريخ 7يوليوز 1992بالمجلس األعلى ،العدد 46
المقاالت
مقال منشور على الموقع اإلكتروني www.maraje3.com
29
الفهرس
30