You are on page 1of 98

‫إسالميات ‪241‬‬

‫أحكام األسرة في مملكة البحرين‬


‫(دراسة مقارنة) الجزء األول‬
‫إعداد‪ :‬د‪ .‬أحمد يعقوب العطاوي‬
‫‪alatawi64@gmail.com‬‬
‫األركان‬
‫المخرج‬ ‫المدخل‬
‫الشروط‬
‫الموت‬
‫الحياة الزوجية‬
‫اآلثار‬ ‫النهاية‬ ‫العقد‬ ‫المقدمات‬
‫اآلثار‬
‫الفرقة‬ ‫الهدف منها جمع أكبر قدر من‬
‫الحقوق‬ ‫المعلومات عن الطرف اآلخر‬
‫لمعرفة مدى التوافق بين الطرفين‪،‬‬
‫الواجبات‬ ‫ومن ثم الحصول على أكبر نسبة‬
‫نجاح متوقعة للعالقة الزوجية‬
‫‪ ‬الفصل األول‪ :‬مقدمات الزواج‬
‫‪ ‬الفصل الثاني‪ :‬تكوين عقد الزواج‬
‫‪ ‬الباب الثالث‪ :‬آثار الزواج‬
‫مقدمات‬
‫الزواج‬

‫تعريف الزواج‬
‫الخطبة‬
‫ومشروعيته‬
‫تعريف الزواج‬
‫ومشروعيته‬

‫مشروعية الزواج‬ ‫معنى الزواج‬


‫معناه اللغوي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫له عدة معان‪ ،‬أهمها‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ط ًرا زَ َّو ْْنا ََها‪ ، ‬أي‬ ‫النكاح‪ ،‬قال تعالى‪ :‬فّلَ َّما قَ َ‬
‫ضى زَ ْيد ٌ ِم ْنها َو َ‬ ‫‪‬‬
‫أنكحناك إياها‪.‬‬
‫تزوج في بني فالن‪ ،‬أي أنكح فيهم‪.‬‬ ‫تقول العرب‪ّ :‬‬ ‫‪‬‬

‫وأصل النكاح في َالم العرب‪ :‬الوطء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يرد في الكتاب والسنة لفظان هما‪ :‬الزواج والنكاح‪ ،‬وهما شيء واحد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫معناه االصطالحي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تعريف لسلف‪ :‬عقد وضع لتملك أو إلباحة المتعة قصدا ً‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الترَيز على الغرض الجنسي‪ ،‬وَان سببا ً في طعن الحاقدين على‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالم واتهامه بالنظرة الدونية للمرأة بأنها تشترى بالمهر‪.‬‬
‫إغفال حقيقة الزواج الواردة في وقوله تعالى ‪  :‬وهللا ْعل لكم من‬ ‫‪‬‬
‫أنفسكم أزواْا ً وْعل لكم من أزواْكم بنين وحفدة ورزقكم من‬
‫الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمت هللا يكفرون‪ ،‬وقوله تعالى‪ :‬ومن‬
‫آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواْا ً لتسكنوا إليها وْعل بينكم مودة‬
‫ورحمة إن في ذلك آليات لقوم يتفكرون ‪ ،‬فأبرزت أن غرضه السكن‬
‫والمودة والنسل‪.‬‬
‫◦ القانون السوداني‪:‬‬
‫◦ الزواج هو عقد بين رْل وامرأة‪ ،‬على نية التأبيد‪ ،‬يحل‬
‫استمتاع َل منهما باآلخر على الوْه المشروع‪.‬‬

‫‪ ‬تعريفه في قانون األسرة البحريني الموحد‬


‫‪ ‬المادة (‪)5‬‬
‫‪ ‬الزواج عقد شرعي بين رْل وامرأة لتكوين أسرة بشروط‬
‫وأرَان مع انتفاء الموانع‪ ،‬تترتب عليه حقوق وواْبات‬
‫شرعية متبادلة‪.‬‬
‫‪ ‬مميزاته‪:‬‬
‫الزواج المشروع رابطة عقدية‪ ،‬ينشأ بما تنشأ به العقود‪ ،‬فضالً عما ألزم‬ ‫‪‬‬
‫به الشارع في إنشاء هذا الميثاق الغليظ‪.‬‬
‫أن المسمى زواْا ً عندنا هو ذلك االرتباط العقدي بين مختلفي الجنس‬ ‫‪‬‬
‫يقيناً‪ ،‬وَل رابطة على غير هذا ال يعتدّ بها‪ ،‬مهما أقرتها قوانين بعض‬
‫الدول‪ ،‬أو حفّزت إليها اتفاقيات أو توصيات المؤتمرات التي تدعمها‬
‫سوغت أنماطها تلك الثقافات المتشدقة بالحرية‬ ‫المنظمات الدولية‪ ،‬أو ّ‬
‫وحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫أن العقد المعتمد وفق هذا القانون (القسم األول) هو ذلك المستوفي تلك‬ ‫‪‬‬
‫األرَان والشروط المنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬والخالي من الموانع‬
‫المنصوص والمنبه عليها فيه‪ ،‬على ما سيأتي تفصيله الحقا ً‪.‬‬
‫أن الحقوق والواْبات متبادلة بين الزوْين دون تقديم طرف على‬ ‫‪‬‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫هناك إشكالية في تحديد هدفه في (لتكوين أسرة)‪ ،‬لكون أن البعض‬ ‫‪‬‬
‫يتزوج وليس في نيته ذلك‪َ ،‬من تزوج للغرض الجنسي المشروع فقط‬
‫أو للحصول على ْنسية‪ ،...‬فهل زواْه يكون باطالً بذلك؟!‬
‫المبحث األول‪ :‬أدلته‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫طاب ُلُك ِم َن ِالنسا ِء َمثْىن وثُ َ‬
‫الث‬ ‫من الكتاب‪ :‬قول هللا تعالى‪ :‬فا ْن ِك ُحو ْا ما َ‬ ‫‪‬‬

‫ُورابع‪ ...‬النساء‪ :‬الآية (‪ .)3‬وقال تعالى‪  :‬و ِم ْن آآاي ِت ِه آ ْن َخلَ َق ل ُْك ِم ْن آنْ ُف ِس ُ ُْك‬
‫لِ لآايٍ ِل ْووٍ ي ََ َفكرون ‪ ‬الروٍ‪:‬‬ ‫آ ْزواج ًا ِلت َ ْس ُكنُوا ا ْلْيا و َج َع َل بيْنَ ُُك َّمو َد ًة َ َ‬
‫ورح ًة ا َّن ي ِ َ‬
‫الآية (‪)22‬‬
‫من السنة‪ :‬عن ابن مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ " :‬يا معشر‬ ‫‪‬‬
‫فليتزوج‪ ،‬فإنه أغض للبصر‪ ،‬وأحصن‬ ‫ّ‬ ‫الشباب من استطاع منكم الباءة‬
‫للفرج‪ ،‬فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وْاء"‪ .‬رواه البخاري ‪،4778‬‬
‫ومسلم ‪1400‬‬
‫إباحته‪.‬‬ ‫اإلْماع‪ :‬إْماع العلماء من لدن النبي ‪ ‬على يومنا هذا على‬ ‫‪‬‬
‫الحكم العام للزواج‬ ‫‪‬‬
‫غب فيه لكال الجنسين للنصوص‬‫إنه مندوب إليه‪ /‬مستحب‪ ،‬ومر ّ‬ ‫‪‬‬
‫السابقة وغيرها‪ ،‬هذا قول عامة الفقهاء‪.‬‬
‫حكم الزواج باختالف األحوال‬ ‫‪‬‬
‫اإلباحة‪ :‬إذا َان قادرا ً على تكاليف الزواج‪ ،‬والقيام بحقوق الزوْية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ولم يكن له في الوقت ذاته رغبة في الزواج‪ ،‬وقادرا ً على حفظ نفسه‬
‫من الوقوع في الزنا‪.‬‬
‫الكراهة‪ :‬إذا غلب على ظنه أنه سيظلم من سيتزوج بها‪ ،‬أو خشي من‬ ‫‪‬‬
‫أن يمنعه الزواج من االستزادة من الخيرات والعبادات المندوبة‪.‬‬
‫الحرمة‪ :‬إذا َان متيقنا ً من ظلمه من سيتزوج بها‪ ،‬لعدم قدرته على‬ ‫‪‬‬
‫تكاليف الزواج والنفقة عليها‪ ،‬أو َان به عيب يمنعه من تحقيق‬
‫حاْتها الجنسية‪ ،‬وذلك ألنه طريق للوقوع في الحرام‪ ،‬وَل ما يتعين‬
‫ذريعة للحرام يكون حراماً‪ ،‬ولكن حرمته تكون لغيره‪.‬‬
‫الوجوب‪ :‬إذا َان الشخص قادرا ً على أعبائه متحسسا ً من نفسه العدل‬ ‫‪‬‬
‫مع الزوْة‪ ،‬وله نفس تتوق إلى االستمتاع‪ ،‬وتيقن أنه إن لم يشبع‬
‫رغبته بالزواج وقع في المحظور‪ ،‬ووْوب الزواج في هذه الحالة‬
‫هو قول عامة الفقهاء‪.‬‬
‫إشباع َال الجنسين لغريزتيهما الجنسية التي فطرا عليها بصورة شرعية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وترفعهما عن العالقة الحيوانية‪.‬‬
‫الحصول على السكن والحياة الرغدة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلنجاب للحفاظ على الوْود البشري والقيام بما أوْبه هللا تعالى على‬ ‫‪‬‬
‫البشر من أعمار لألرض‪.‬‬
‫تحقيق الذات بتنمية روح تح ّمل المسؤولية لدى الجنسين بقيامهما‬ ‫‪‬‬
‫بالواْبات الزوْية واألسرية‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫الخطبة‬

‫شروطها‬
‫أنواعها‬ ‫تعريفها‬
‫طبة بكسر الخاء‪ :‬طلب الرْل نكاح امرأة من نفسها‪ ،‬أو من وليها‪.‬‬ ‫الخ ْ‬
‫ِ‬ ‫‪‬‬
‫أو إظهار رغبته في التزوج بامرأة يحل له التزوج بها‪ ،‬سواء َان‬ ‫‪‬‬
‫الطلب من الراغب نفسه أو ممن بعثه من أقاربه وأصحابه‪.‬‬
‫وهي ليست زوا ًْا‪ ،‬خالف ما هو مشتهر عند العامة اآلن من إطالق‬ ‫‪‬‬
‫اسم المخطوبة على من عقد قرانها‪.‬‬
‫االختالف بين مفهوم الخطبة وآثارها في القديم والحديث‬ ‫‪‬‬
‫تعريفها في قانون األسرة البحريني الموحد‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬مادة (‪)1‬‬
‫الخطبة طلب الزواج والوعد به‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفرق بينها وبين المفهوم المتداول اآلن الذي يخلط بينها وبين عقد القران‬ ‫‪‬‬
‫الم ْل َكة)‪.‬‬
‫الم ْلجة) ( ِ‬
‫( ِ‬
‫تيسير سبل التعارف بين الخاطبين وأهليهما‪ ،‬السيما وأن الخطبة تمكن من‬ ‫‪‬‬
‫مطالعة أحوال اآلخر عن قرب‪ ،‬مما يمهد لزواج تم بعد بحث وروية‬
‫واطمئنان‪.‬‬
‫تنمية المودة‪ :‬حيث تساعد الخطبة َال الخاطبين على التكيف التدريجي على‬ ‫‪‬‬
‫العشرة‪ ،‬أو هي وسيلة تسمح لكال الخاطبين أن يتجاوزا دائرة التوهم والخيال‬
‫إلى دائرة التجربة والواقع‪.‬‬
‫االستقرار النفسي‪ :‬فالخطبة تربط بين طرفيها برباط تمهيدي يم ّكن َالًّ‬ ‫‪‬‬
‫منهما من االطمئنان على زواْه مستقبالً من الطرف اآلخر دون أن يسبقه‬
‫غيره إليه‬
‫وليس َما يزعم المفسدون بأنها تجربة عاطفية تعايش فيها الخاطبان تعايش‬ ‫‪‬‬
‫الزوْين بكل أْزائها‪.‬‬
‫الخطبة مشروعة‪ ،‬بل إن مشروعيتها محل إْماع ولكن‪ :‬ما صفة هذه‬ ‫‪‬‬
‫المشروعية؟‬
‫ْمهور أهل العلم على أنها مباحة‪ ،‬وهو الراْح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫واستحبها بعض الفقهاء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وفى رأي فريق ثالث‪ :‬أنها تأخذ حكم الزواج‪ ،‬فتندب إن َان زواج‬ ‫‪‬‬
‫الراغب مندوباً‪ ،‬وتجب إن َان ممن يجب الزواج في حقه‪ ،‬وقد تحرم أو‬
‫تكره بحسب األحوال‪ .‬وهو قول فيه نظر‪ ،‬لعدم وْود الدليل عليه‪.‬‬
‫صريحة‬ ‫‪‬‬
‫طلب التزوج بالمرأة‪ ،‬وإظهار الرغبة في ذلك بحيث ال يحتمل الطلب غير‬ ‫‪‬‬
‫الخطبة‪َ ،‬أن يقول‪( :‬إني أريد أن أتزوْك‪ ،‬أو أرغب التزوج بك‪ ،‬أو أريد أن‬
‫تكوني زوْتي)‪.‬‬
‫تعري ً‬
‫ضا‬ ‫‪‬‬
‫يقول الرْل َالما ً يحتمل معنيين‪ :‬أحدهما ظاهر غير مقصود‪ ،‬واآلخر غير ظاهر‬ ‫‪‬‬
‫وهو مقصود‪ ،‬لقول الرسول ‪ ‬لفاطمة بنت قيس وهي في عدتها‪ ”:‬ال تسبقيني‬
‫بنفسك ”‪ ،‬وفي رواية‪ “:‬إذا حللت فآذنيني ” ‪ ،‬أي ال تتزوْي حتى تخبريني‪ ،‬إشارة‬
‫إلى أنه قد أعد لها زو ًْا مناسبًا‪.‬‬
‫وروي عن اإلمام الباقر أنه استأذن على سكينة بنت حنظلة وهي في عدتها فقال‬ ‫‪‬‬
‫لها‪ :‬قد عرفت قرابتي من رسول هللا ‪ ،‬وقرابتي من علي ‪ ،‬وموضعي من‬
‫العرب‪ ،‬قالت‪ :‬غفر هللا لك يا أبا ْعفر إنك رْل يؤخذ عنك تخطبني في عدتي؟!‬
‫قال‪ :‬إنما أخبرتك بقرابتي من رسول هللا ‪, ‬من علي ‪.‬‬
‫‪ ‬خالصتها‪:‬‬
‫‪ ‬أالّ تمس حقًا من حقوق الغير‪ ،‬فال تباح إال المرأة صالحة أن‬
‫تكون زوجة في الحال‪ ،‬لذا يشترط فيها‪:‬‬
‫‪ -1 ‬أن تكون خالية من الموانع الشرعية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أ‪ .‬أالّ تكون من محارمه‪ ،‬سوا ًء َان التحريم مؤبدا ً أو مؤقتا ً‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ب‪ .‬أالّ تكون معتدة للغير‪ ،‬سوا ًء َانت بسبب وفاة أو طالق‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -2 ‬أالّ تكون مخطوبة لشخص آخر‪.‬‬


‫‪ ‬حاالت المعتدة‬
‫‪ -1‬معتدة الوفاة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ال يجوز التصريح بخطبتها‪ ،‬ولكن يجوز التعريض في ذلك‪ ،‬لقوله تعالى‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪...‬وال ْناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أَننتم في‬
‫أنفسكم‪ ،‬وذلك مراعاة لحالتها من الحزن على زوْها‪ ،‬ولكي ال تتولد‬
‫العداوة بين الخاطب وأهل الزوج المتوفى‪.‬‬
‫‪ -2‬معتدة الطالق‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أ‪ .‬الطالق الرجعي‪ :‬ال يجوز خطبتها‪ ،‬ال تصريحا ً وال تعريضاً‪ ،‬ألنها ما‬ ‫‪‬‬
‫زالت في حكم زوْة الغير‪ ،‬ففي ذلك اعتداء على حقه‪ ،‬وَذلك الحال‬
‫بالنسبة للطالق البائن بينونة صغرى‪ ،‬ألنها ما زالت هناك فرصة‬
‫لعودتهما لبعض بمهر وعقد ْديدين‪.‬‬
‫ب‪ .‬الطالق البائن بينونة َبرى‪ :‬فحكمها حكم المعتدة من الوفاة‪ ،‬فال‬ ‫‪‬‬
‫يجوز التصريح بخطبتها‪ ،‬أما التعريض فمنعه الحنفية‪ ،‬وأْازه الجمهور‪.‬‬
‫حاالت المخطوبة للغير‬

‫‪ -1‬وافقت على الخطبة‪ :‬عندها ال يجوز لشخص آخر أن يتقدم لخطبتها‪،‬‬


‫لما فيه من اعتداء على حق األول‪ ،‬لحديث‪” :‬ال يخطب أحدَم على‬
‫خطبة أخيه“‪.‬‬
‫‪ -2‬رفضت األول قبل أن يتقدم الثاني‪ :‬يجوز تقدمه لزوال المانع‪.‬‬
‫‪ -3‬سكتت‪ :‬الشافعية والجعفرية‪ :‬أْازوها لكون السكوت هنا يعتبر رفضا ً‬
‫ضمنياً‪ ،‬وفي ترددها عدم ثبوت حق الخاطب األول‪.‬‬
‫وهو الراْح‬
‫المالكية واألحناف‪ :‬ال يجيزونها‪ ،‬ألن السكوت غير دا ٍل على الرفض‪،‬‬
‫وقد تكون ما زالت تتحرى عنه‪ ،‬فلما تقدم اآلخر توقفت عن التحري‪،‬‬
‫وفي ذلك اعتداء على حق األول‪.‬‬
‫أ‪ -‬ليس للخطبة آثار مالية‪ :‬فالصداق‪ /‬المهر هو أثر للعقد وليس لمجرد‬ ‫‪‬‬
‫الوعد بالزواج‪.‬‬
‫ب‪ -‬ليس هناك إلزام قضائي بإتمام الزواج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ج‪ -‬تحل الخطبة نظر الخاطب للمخطوبة الرؤية الشرعية بضوابطها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عن المغيرة بن شعبة قال‪ :‬أتيت النبي ‪ ‬فذَرت له امرأة أخطبها‬ ‫‪‬‬
‫فقال‪“:‬اذهب فانظر إليها ‪ .‬فإنه أْدر أن يؤدم بينكما “ فأتيت امرأة من‬
‫األنصار‪ ،‬فخطبتها إلى أبويها‪ ،‬وأخبرتهما بقول النبي ‪ ،‬فكأنهما َرها‬
‫ذلك‪ ،‬قال‪ :‬فسمعت ذلك المرأة وهي في خدرها‪ ،‬فقالت‪ :‬إن َان رسول هللا‬
‫‪ ‬أمرك أن تنظر فانظر‪ ،‬وإال فأنشدك‪َ ،‬أنها أعظمت ذلك‪ .‬قال‪ :‬فنظرت‬
‫إليها فتزوْتها‪ ،‬فذَر من موافقتها‪.‬‬
‫‪ ‬ما هو الغرض من هذه النظرة؟‬
‫‪ ‬هل يكتفى بالنظر إلى الشكل الخارْي؟ ومن ثم‬
‫هل ستؤدي الغرض؟‬
‫‪ ‬ما هي الطرق المتبعة لدى العموم في مجتمعنا في‬
‫هذه النظرة؟‬
‫الغرض من هذه النظرة هو حصول الميل ومعرفة مدى التوافق‬ ‫‪‬‬
‫المبدئي بين الطرفين‪.‬‬
‫ولذا فإن مجرد النظر على الشكل الخارْي لن يعطي الطرفين هذه‬ ‫‪‬‬
‫المعلومة‪ ،‬ولذا فإن المقصود بالنظر هنا هو ْلوسهما معا بوْود‬
‫المحرم‪ ،‬ورؤية َل منهما من اآلخر ما يدعوه إلى الزواج به‪ ،‬وهو‬
‫الوْه والكفين بالنسبة للمرأة في أرْح األقوال‪ ،‬وتداول الحديث بينهما‬
‫فيما يتعلق بحياتهما المستقبلية من أمور‪ ،‬وشروط َل منهما تجاه‬
‫اآلخر‪َ ،‬توفير السكن الخاص‪ ،‬ومواصلة الدراسة والعمل‪ ،‬وغيرها‪...‬‬
‫هم بين مفَ ِ ّرط‪ ،‬و ُم ْف ِرط‪ ،‬ومعتدل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الرأي الراْح في ذلك رأي الجمهور القائل‬
‫أن العقد صحيح‪ ،‬وإن َان يترتب عليه إثم الخاطب الثاني‬
‫العالم بوْود خاطب قبله رد عليه بالموافقة‪ ،‬وَذلك المخطوبة‬
‫وأهلها‪.‬‬
‫‪ ‬المقصود من الموافقة على الخطبة هو‪ :‬الوعد‬
‫بالتزويج‪ ،‬حتى لو اقترن هذا الوعد بالمقدمات من‬
‫قراءة للفاتحة الدالة على التراضي‪ ،‬وقبول الهدايا‪،‬‬
‫وتسلّم المهر‪.‬‬
‫ولذلك فيجوز العدول عن الخطبة من َال الطرفين أو من أحدهما ما‬ ‫‪‬‬
‫دام العقد الشرعي لم يتم بعد‪ ،‬وإن َان له آثار مالية‪ ،‬على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫‪ -1 ‬المهر‪ :‬يرْع بكامله‪ ،‬سواء َان العادل عن‬
‫الخطبة الرْل أو المرأة‪ ،‬ألنه يستحق بالعقد‪ ،‬وليس‬
‫بالوعد‪ ،‬فإن َان قائما ً رد بعينه‪ ،‬وإالّ فقيمته‪.‬‬
‫‪ ‬هناك اشكالية تتعلق بالشبكة‪ :‬ألنها متغيرة القيمة‬
‫ومتضمنة عند شرائها َلفة الصياغة‪ ،‬أما عند البيع‬
‫فإنها تقيّم بوزنها فقط دون صياغتها‪ ،‬فعندما تطالب‬
‫المرأة برد القيمة فأي قيمة تقصد؟‬
‫‪ -2 ‬الهدايا‪ :‬الحنفية‪ :‬حكمها حكم الهبة يمكن الرْوع فيها ما لم يوْد‬
‫مانع‪ .‬ومن أهمها‪ :‬هالك الهبة أو استهالَها‬
‫لذا فإذا َانت موْودة وْب ردها‪ ،‬أما إذا هلكت فال ترد‪.‬‬
‫‪ ‬الشافعية والحنابلة‪ :‬له الرْوع‪ ،‬فإن َانت قائمة ردت‪ , ،‬وإالّ ردت‬
‫قيمتها‪.‬‬
‫عولوا على الجانب النفسي للمتهادين ما لم يكن هناك شرط أو‬ ‫‪ ‬المالكية‪ّ :‬‬
‫عرف‪ ،‬بمعنى أن في العدول إحداث ألم بالمعدول عن خطبته‪ ،‬وفي‬
‫الغرامة إحداث ألم بالغارم‪ ،‬فال يجمع على المعدول عنه بين ألمين‪ ،‬ألم‬
‫العدول وألم الغرامة‪.‬‬
‫‪ ‬فإن‪َ -1:‬ان ثمة شرط أو عرف عمل بمقتضاه‪.‬‬
‫‪ -2 ‬وإن لم يكن شرط أو عرف فإن العادل يلتزم برد ما قدم إليه من هدايا‪،‬‬
‫وليس له أن يسترد ما قدمه هو من هدايا حتى ال يجمع على الطرف‬
‫اآلخر ألم العدول عن الخطبة‪ ،‬وألم رد الهدايا‪ ،‬وعلى الملتزم بالرد أن‬
‫يرد عين الهدايا إن َانت قائمة‪ ،‬ومثلها أو قيمتها إن هلكت أو استهلكت‪.‬‬
‫العدول في ذاته ال يترتب عليه تعويض‪ .‬ألنه ممارسة لحق شرعي ال‬ ‫‪‬‬
‫يترتب عليه تعويض مطلقا ً‪.‬‬
‫في بعض الحاالت تترتب على هذا العدول بعض األضرار ألحد‬ ‫‪‬‬
‫الطرفين‪.‬‬
‫غرر في معاملته‬
‫الضمان والتعويض في الشريعة يطالب به من ّ‬ ‫‪‬‬
‫باآلخر وليس لمن اغتر باآلخر‪.‬‬
‫ولذا ينبغي للطرفين وخاصة المرأة أالّ يستعجالن في اتخاذ بعض‬ ‫‪‬‬
‫األمور التي قد تسبب لها أضرارا ً في حالة العدول َاالستقالة من‬
‫العمل‪.‬‬
‫بعض الفقهاء المعاصرين قالوا بلزوم التعويض عمالً بعموم قاعدة ”ال‬ ‫‪‬‬
‫ضرر وال ضرار“‪.‬‬
‫مادة (‪)3‬‬ ‫‪‬‬
‫أ‪ -‬لكل من الخاطبين العدول عن الخطبة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ب‪ -‬إذا لم يحصل عدول عن الخطبة‪ ،‬وتزوْت المخطوبة بآخر‪ ،‬صح زواْها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬مادة (‪)4‬‬
‫‪ -1‬وفقا ً للفقه السني‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أ‪َ -‬ي ُر ُّد من عدل عن الخطبة الهدايا التي حصل عليها بعينها إن كانت قائمة‪ ،‬وإال فمثلها أو قيمتها‬ ‫‪‬‬
‫يوم قبضها‪ ،‬ما لم يقض العرف بغير ذلك أو كانت مما تستهلك بطبيعتها‪.‬‬
‫ب‪ -‬إن كان العدول باتفاق الطرفين‪ ،‬رد كل منهما ما قبض من هدايا الطرف اآلخر على النحو‬ ‫‪‬‬
‫المشار إليه في الفقرة السابقة‪.‬‬
‫ج ‪-‬إذا انتهت الخطبة بالوفاة أو بسبب ال يد ألحد الطرفين فيه أو بعارض قهري حال دون‬ ‫‪‬‬
‫الزواج فال يُستر ُّد شيء من الهدايا‪.‬‬
‫‪ -2‬وفقا ً للفقه الجعفري‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أ ‪-‬إذا عدل الطرفان أو أحدهما عن الخطبة تُسترد الهدايا المشروطة بإتمام الزواج ولو كان‬ ‫‪‬‬
‫صا‪ ،‬أو كان مجرى العرف على ذلك) ما لم تكن مما‬ ‫الشرط ارتكازيا ً (أي اشترط إتمام الزواج ن ً‬
‫تستهلك بطبيعتها‪.‬‬
‫ب‪ -‬إن لم تكن الهدية مشروطة بإتمام الزواج فال تُسترد مع تصرف المهدى له في العين تصرفا ً‬ ‫‪‬‬
‫ناقالً أو متلفا ً‪.‬‬
‫ج‪ -‬إذا انتهت الخطبة بالوفاة فال يُسترد شيء من الهدايا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تكوين عقد‬
‫الزواج‬

‫شروطه‬ ‫أركانه‬
‫تميز عقد الزواج عن بقية العقود بأنه عقد أبدان قصد منه الدوام‪ ،‬وقد‬ ‫‪‬‬
‫ظا‪ ،‬ولذلك حاز على اهتمام‬ ‫سماه هللا ‪ ‬في َتابه الكريم بـ ‪‬ميثاقًا غلي ً‬
‫العلماء باالْتهاد والنظر‪.‬‬
‫وينقسم هذا الفصل إلى أربعة مباحث وهي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -1‬حقيقة الرَن وعدد أرَانه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -2‬الصيغة (اإليجاب والقبول)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -3‬الزوْان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -4‬الخلو من الموانع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الجمهور‪ :‬الرَن هو ما يقوم به الشيء ‪ ،‬سواء أَان ْزءا ً من حقيقته‬ ‫‪‬‬
‫أم خار ًْا عنه‪.‬‬
‫الحنفية‪ :‬الرَن هو ما يقوم به الشيء وهو ْزء داخل في ماهيته‪ ،‬فإن‬ ‫‪‬‬
‫َان المعنى مما يقوم به الشيء ولكنه ليس ْز ًءا داخالً في ماهيته‪ ،‬بل‬
‫خار ًْا عنها فهو شرط ال رَن‪.‬‬
‫ولذا فإن رَن النكاح لديهم ينحصر في الصيغة ( اإليجاب والقبول)‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وما عدا ذلك فهي شروط‪ .‬وقد وافقهم بعض الحنابلة‪.‬‬
‫الجمهور‪ :‬أن للنكاح أرَانًا أخرى‪ ،‬لكنهم اختلفوا في عددها على النحو‬ ‫‪‬‬
‫التالي‪:‬‬
‫المالكية‪:‬‬
‫‪ -4‬الصداق‬ ‫‪ -3‬المعقود عليه‬ ‫‪ -2‬الصيغة‬ ‫‪ -1‬الزوْان‬
‫الشافعية‪:‬‬
‫‪ -4‬الشهود‬ ‫‪ -3‬المعقود عليه‬ ‫‪ -2‬الصيغة‬ ‫‪ -1‬الزوْان‬
‫الحنابلة‪:‬‬
‫‪ -2‬الصيغة‬ ‫‪ -1‬الزوْان‬
‫مع اختالف الجميع في (الزوْين) هل هما رَن أم رَنان‪.‬‬
‫قانون األسرة البحريني الموحد‬
‫المادة (‪ :)24‬أرَان عقد الزواج‪:‬‬
‫‪ -2‬اإليجاب والقبول‬ ‫‪ -1‬الزوْان (الرْل والمرأة)‬
‫بقية القوانين العربية‪:‬‬
‫تأخذ بقول الحنفية‬
‫شروط‬
‫الزواج‬

‫شروط‬ ‫شروط‬ ‫شروط‬ ‫شروط‬


‫اللزوم‬ ‫النفاذ‬ ‫الصحة‬ ‫االنعقاد‬
‫تأثيره على العقد‬ ‫أمثلته‬ ‫النوع‬

‫يلزم توافرها في أركان العقد‪ ،‬وفقدان‬ ‫أهلية التعاقد‪ ،‬وشروط الصيغة‬ ‫شروط االنعقاد‬
‫أحدها يؤدي إلى البطالن اتّفاقًا‬

‫يلزم توافرها لترتب األثر الشرعي للعقد‪،‬‬ ‫اإلشهاد على الزواج‪ ،‬والولي‪ ،‬والرضا‬ ‫شروط الصحة‬
‫كاستحقاق المهر‪ ،‬وفقدان أحدها يؤدي إلى‬
‫فساد العقد عند األحناف‪ ،‬وإلى بطالنه عند‬
‫الجمهور‬

‫يلزم توافرها لتنفيذ العقد بعد انعقاده‬ ‫حق العاقد في إنشاء العقد‬ ‫شروط النفاذ‬
‫وصحته‪ ،‬وفقدانها يؤدي إلى توقف نفاذ آثار‬
‫العقد إلى إجازة من له حق اإلجازة‬

‫يلزم توافرها الستمرار العقد وبقائه‪،‬‬ ‫كفاءة الزوج للزوجة‬ ‫شروط اللزوم‬
‫وفقدانها يعطي الحق ألحد أطراف العقد‬
‫(الزوج‪ ،‬الزوجة‪ ،‬الولي) حق طلب الفسخ‬
‫وهذا الترتيب البد منه‪ ،‬فكل مرتبة هي أساس لما بعدها‪ ،‬حيث إن العقد‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ال يكون الزما ً إالّ عندما يكون منعقدا ً صحيحا ً نافذا ً‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وال يكون نافذا ً إالّ عندما يكون منعقدا ً صحيحا ً‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وال يكون صحيحا ً إالّ عندما يكون منعقدا ً‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬هي الشروط الالزم توافرها في‪:‬‬
‫‪ -1‬صيغة العقد (اإليجاب والقبول)‪.‬‬
‫‪ -2‬في المباشر للعقد (أهلية العاقد)‪.‬‬
‫‪ -3‬في العالقة بين الزوْين (عدم وْود المحرمية بينهما)‬
‫اإليجاب‬ ‫‪‬‬
‫ما يصدر أوالً من أحد العاقدين‪ ،‬للداللة على إرادته في إنشاء االرتباط‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫القبول‬ ‫‪‬‬
‫ما يصدر ثانيا ً من العاقد اآلخر‪ ،‬للداللة على رضاه وموافقته بما أوْبه األول‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقول المرأة للرْل‪( :‬زوْتك نفسي) أو يقول وليها‪( :‬زوْتك ابنتي أو موليتي‬ ‫‪‬‬
‫فالنة) فيرد قائالً‪( :‬قبلت الزواج منك) أو (من ابنتك أو موليتك فالنة)‪ ،‬فيكون‬
‫اإليجاب صادرا ً من المرأة أو وليها‪ ،‬والقبول من والرْل‪.‬‬
‫أو العكس فيقول الرْل للمرأة أو وليها‪( :‬زوْيني نفسك) أو (زوْني ابنتك أو‬ ‫‪‬‬
‫موليتك فالنة)‪ ،‬فترد عليه المرأة أو يرد وليها بـ (قبلت زواْي منك) أو قبلت‬
‫تزويجك بابنتي أو موليتي فالنة)‪ ،‬فيصدر اإليجاب من الرْل‪ ،‬والقبول من المرأة‬
‫أو وليها‪.‬‬
‫أ‪ -‬أن يكونا بلفظ دال على الزواج لغة أو عرفا‪ ،‬وأشهرها (أنكحتك) و‬ ‫‪‬‬
‫(زوْتك)‪ ،‬فإن عجز عن اللفظ فبالكتابة الواضحة‪ ،‬فإن عجز فباإلشارة‬
‫المفهمة‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكونا منجزين أي بصيغة الماضي‪ ،‬غير مضافين للمستقبل‪ ،‬وال‬ ‫‪‬‬
‫معلقين على شرط يمكن تحققه أو عدم تحققه‪َ ،‬من يقول‪( :‬تزوْتك إن‬
‫نجحت)‪.‬‬
‫ج‪ -‬موافقة القبول لإليجاب صراحة أو ضمنا ً‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫د‪ -‬أن يكونا دالين على الدوام ال التأقيت‪ ،‬عدا الجعفرية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تشابه نكاح المحلل لنكاح المتعة في المضمون (التأقيت)‪ ،‬قال ابن عمر‬ ‫‪‬‬
‫رضي هللا عنهما‪ ":‬ال يزاالن‪ -‬الرْل والمرأة‪ -‬زانيين وإن مكثا عشرين‬
‫سنة"‪ ،‬ويقول ابن تيمية‪ ":‬إن من التحليل ما هو شر من نكاح المتعة وغيره‬
‫من األنكحة التي تنازع فيها السلف‪ -‬الصحابة‪ -‬في ْوازه أقرب من نكاح‬
‫أْمع السلف على تحريمه‪ ،‬وإذا تنازع فيه الخلف‪ -‬التابعون ومن بعدهم‪ -‬فإن‬
‫أولئك‪ -‬أي السلف‪ -‬أعظم عل ًما ودينًا"‪.‬‬
‫حكم الزواج بنية الطالق (عند الزوج)‪ ،‬أو الزواج الصيفي‪ ،‬أو الزواج‬ ‫‪‬‬
‫الدراسي‪ :‬وه الذي يكون ظاهره فيه التأبيد ولكن الزوج يضمر في نفسه أنه‬
‫سيكون لمدة معينة ثم سينهيه بالطالق في تاريخ محدد‪.‬‬
‫ولقد َان هناك اختالف في الحكم عليه إال أن المجمع الفقهي التابع لرابطة‬ ‫‪‬‬
‫العالم العالم اإلسالمي في دورته ال‪18‬عام ‪ 2006‬قد أصدر قراره بحرمته‬
‫لما فيه من غش وتدليس‪ ،‬وتشويه لصورة اإلسالم عند اآلخرين‪.‬‬
‫ﻫ‪ -‬أن يكونا في مجلس واحد بحيث ال يفصل بينهما فاصل يدل على‬ ‫‪‬‬
‫اإلعراض‪.‬‬
‫و‪ -‬ميل القوانين المعاصرة الشتراط القصد النعقاد النكاح‪ ،‬خالفًا لما هو‬ ‫‪‬‬
‫مشهور بأنه ينعقد بعبارة الجد والهزل‪.‬‬
‫‪ ‬مادة (‪)26‬‬
‫ينعقد الزواج بإيجاب من أحد المتعاقدين وقبول من اآلخر صادرين عن‬ ‫‪‬‬
‫رضا تام بألفاظ مخصوصة شرعاً‪ ،‬وباإلشارة المفهمة أو الكتابة في حال‬
‫العجز عن النطق مع مراعاة أحكام المادة (‪ )27‬من هذا القانون‪.‬‬
‫مادة (‪)27‬‬ ‫‪‬‬
‫يشترط في اإليجاب والقبول‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أ‪ -‬أن يكونا متوافقين صراحة أو ضمنا ً‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ب‪ -‬أن يكونا مقترنين في مجلس واحد حقيقةً أو حكما ً‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ج‪ -‬أن يكونا ُمنَ َّجزين‪ ،‬ال معلقين على شرط وال مضافين للمستقبل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫* وقد سكت القانون شرط عن شرط كونها دالين على الدوام ال التأقيت‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فبعمل بموجب المادة التمهيدية الثالثة بمشهور مذهب المالكية وهو قول‬
‫جمهور أهل العلم باشتراط ذلك‪.‬‬
‫الشروط المتفق عليها‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -1‬العقل‬ ‫‪‬‬
‫‪ -2‬البلوغ‬ ‫‪‬‬
‫الشروط المختلف عليها‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -1‬الرشد‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يزوج نفسه فضالً عن‬‫الشافعي‪ :‬غير الرشيد (السفيه‪ ،‬وناقص األهلية) ال ّ‬ ‫‪‬‬
‫تزويج غيره‪ ،‬وبه تأخذ القوانين العربية ومنها القانون البحريني في المادة (‪)22‬‬
‫والمادة (‪ )8‬البند (أ) من الئحة المأذونين‪.‬‬
‫الجمهور‪ :‬له الحق في ذلك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -2‬الذكورة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الجمهور‪ :‬يشترطونها‪ ،‬بدليل حديث النبي ‪ “:‬ال نكاح إالّ بولي“‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أبي حنيفة والجعفرية‪ :‬يجوز للمرأة تولي عقد زواْها بنفسها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ولها تفصيل في موضوع الوالية‬ ‫‪‬‬
‫مادة (‪)21‬‬ ‫‪‬‬
‫للقاضي أن يأذن بزواج المجنون أو المعتوه بعد مراعاة ما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪ -‬قبول الطرف اآلخر الزواج منه بعد اطالعه على حالته‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ب‪ -‬أن يصدر القاضي اإلذن بنا ًء على طلب الولي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ج‪ -‬أن يكون في زواجه مصلحة له أو ينشأ عن تركه مفسدة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫د‪ -‬عدم وجود ضرر أو خطر عليه أو على زوجته أو على نسله‪ ،‬ويثبت ذلك‬ ‫‪‬‬
‫بشهادة من لجنة طبية معتمدة‬
‫‪ ‬مادة (‪)22‬‬
‫ال يأذن القاضي بزواج المحجور عليه لسفه إال بموافقة القيّم عليه‪ ،‬وبعد التأَد من‬ ‫‪‬‬
‫مالءمة الصداق لحالته المادية‪ ،‬فإذا امتنع القيّم طلب القاضي موافقته خالل مدة‬
‫زوْه القاضي‪.‬‬‫يحددها له‪ ،‬فإذا لم يعترض أو َان اعتراضه غير ْدير باالعتبار ّ‬
‫المحرمات من‬
‫النساء‬

‫المحرمات‬ ‫المحرمات‬
‫التحريم المؤقت‬ ‫التحريم المؤبد‬
‫‪ ‬مجموعة في قول تعالى‪  :‬وال ت َ ْن ِكحواْ ما نَ َك َح آباؤ َُم‬
‫شةً و َم ْقتا ً وسا َء‬ ‫ف‪ ،‬إنَّهُ َان ِ‬
‫فاح َ‬ ‫سلَ َ‬‫ساء إالَّ ما قد َ‬ ‫ِ ّم َن ال ِنّ ِ‬
‫ت عل ْي ُك ْم أ َّمهات ُ ُك ْم وبنات ُ ُك ْم وأخَوات ُ ُك ْم‬ ‫سبيالً‪ُ .‬ح ِ ّر َم ْ‬
‫ت وأ َّمهات ُ ُكم‬ ‫ات ْ‬
‫األخ ِ‬ ‫وبنات األخِ وبن ُ‬ ‫ُ‬ ‫وع َّمات ُ ُك ْم وخاالت ُ ُك ْم‬
‫ع ِة وأ َّم ُ‬
‫هات‬ ‫ض ْعنَ ُك ْم وأخَوات ُ ُكم ِ ّم َن الرضا َ‬ ‫أر َ‬ ‫الالتِي ْ‬
‫نسائ ُك ْم وربائبُ ُكم الالتي في حجورَم ِ ّمن نسائ ُكم الالتي‬
‫دخ َْلتُم ب ِه َّن‪ ،‬فإن لم تكونوا دخ َْلتُم ب ِه َّن فال ُْنا َح علي ُكم‬
‫وأن ت َ ْج َمعوا َ‬
‫بين‬ ‫صال ِب ُكم ْ‬ ‫وحالئ ُل أبنائ ُكم الَّذين ِم ْن أ ْ‬
‫َان غفورا ً رحيما ً‪‬‬ ‫إن هللاَ َ‬ ‫ف‪َّ ،‬‬ ‫األُختي ِْن إالّ ما قد سلَ َ‬
‫النساء‪.23-22 /‬‬
‫أسباب التحريم‬
‫المؤبد‬

‫الرضاع‬ ‫المصاهرة‬ ‫النسب‬


‫النسب‬
‫فروع الجدين‬ ‫فروع األبوين‬ ‫الفروع‬ ‫األصول‬
‫وإن علون‬ ‫وإن نزلن‬ ‫وإن نزلن‬ ‫وإن علون‬
‫‪ ‬أصول الرْل من النساء وإن علون‪ :‬األم والجدة ألب أو‬
‫ألم‪ ،‬لقوله تعالى‪ُ ( :‬ح ِ ّرمت علي ٌكم أ َّمهاتُكم )‪.‬‬
‫‪ ‬فروعه وإن نزلن‪ :‬البنت‪ ،‬وبنت البنت‪ ،‬وبنت االبن مهما‬
‫نزلن‪ ،‬لقوله تعالى‪( :‬وبناتُكم)‪.‬‬
‫‪ ‬فروع أبويه وإن نزلن‪ :‬األخوات‪ ،‬وبناتهن‪ ،‬وبنات اإلخوة‪،‬‬
‫مهما نزلن‪ ،‬لقوله تعالى‪ ( :‬وأخواتُكم )‪( ،‬وبنات األخ وبنات‬
‫األخت)‪.‬‬
‫‪ ‬فروع ْديه وإن علون‪ :‬الع ّمات والخاالت مهما علون‪ ،‬لقوله‬
‫تعالى‪( :‬وع ّماتُكم وخاالتُكم)‪.‬‬
‫‪ ‬مادة (‪)7‬‬
‫‪ ‬يشترط النعقاد الزواج أال تكون المرأة ُم َح َّرمة على الرْل تحريما ً مؤبداً‪ ،‬أو تحريما ً‬
‫مؤقتا ً‪.‬‬
‫‪ ‬الفرع األول‪ :‬المحرمات تحريما ً مؤبدا ً‬
‫‪ ‬مادة (‪)8‬‬
‫‪ ‬يحرم على الشخص بسبب القرابة الزواج من‪:‬‬
‫أ‪ -‬أصله وإن عال‪.‬‬
‫ب‪ -‬فرعه وإن نزل‪.‬‬
‫ج‪ -‬فروع أحد األبوين أو َليهما وإن نزلوا‪.‬‬
‫د‪ -‬الطبقة األولى من فروع أحد أْداده أو ْداته‪.‬‬
‫مادة (‪)11‬‬
‫أ‪ -‬يحرم على الشخص فرعه من الزنا وإن نزل‪.‬‬
‫ب‪ -‬يحرم على المتولد بالزنا جميع المحرمات المنصوص عليها في المادتين (‪ )8‬و (‪)9‬‬
‫من هذا القانون‪.‬‬
‫‪ ‬مادة (‪)13‬‬
‫‪ ‬يحرم على الرْل التزوج بمن العنها ولو َذَّب نفسه‪ ،‬وَذلك ابنته المنفية بلعان‪.‬‬
‫المصاهرة‬

‫فروع الزوجات‬ ‫أصول الزوجات‬ ‫زوجات الفروع‬ ‫زوجات األصول‬


‫وإن نزلن‬ ‫وإن علون‬ ‫وإن نزلوا‬ ‫وإن علوا‬
‫زوجات أصوله وإن علوا‪ :‬زوْة األب‪ ،‬أو الجد ‪ ،...‬وذلك بمجرد‬ ‫‪‬‬
‫العقد‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬وال تنكحوا ما نكح آباؤَم من النساء إال ما قد‬
‫سلف‪....‬‬
‫زوجات فروعه وإن نزلوا‪ :‬زوْة االبن‪ ،‬وابن االبن‪ ،‬وابن البنت‪،...‬‬ ‫‪‬‬
‫لقوله تعالى‪ :‬وحالئل أبنائكم الذين من أصالبكم ‪.‬‬
‫أصول زوجته وإن علون‪ :‬أم الزوْة‪ ،‬أو ْدتها‪ ،...،‬وذلك بمجرد‬ ‫‪‬‬
‫العقد‪ ،‬لقوله تعالى‪  :‬وأمهات نسائكم ‪.‬‬
‫فروع زوجته التي دخل بها وإن نزلن‪ :‬بنت الزوْة‪ ،‬وبنت البنت‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وبنت االبن‪ ،...،‬بشرط دخوله باألم‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬وربائبكم الالتي‬
‫في حجورَم من نسائكم الالتي دخلتم بهن‪ ،‬فإن لم تكونوا دخلتم بهن‬
‫فال ْناح عليكم‪. ‬‬
‫‪ ‬مادة (‪)9‬‬
‫‪ ‬يحرم على الرْل بسبب المصاهرة الزواج من‪:‬‬
‫أ‪ -‬زوج أحد أصوله وإن علوا‪ ،‬أو زوج أحد فروعه وإن نزلوا بمجرد العقد‪.‬‬
‫ب‪ -‬أصول زوْه وإن علوا بمجرد العقد‪.‬‬
‫ج‪ -‬فروع زوْه التي دخل بها دخوالً حقيقيا ً وإن نزلن‪.‬‬
‫د‪ -‬يحرم على المرأة بسبب المصاهرة الزواج بنظير ما ذَر من الرْال في البندين (أ)‬
‫و(ب) من الفقرة (‪ )1‬من هذه المادة‪َ ،‬ما يحرم عليها فروع زوْها بمجرد العقد‪.‬‬
‫مادة (‪)12‬‬
‫‪ ‬يسري على الرجل من متبعي الفقه الجعفري الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬أ‪ -‬من وطأ امرأة شبهة أو زنا فليس له التزوج بأصولها أو فروعها من النساء‪.‬‬
‫‪ ‬ب‪ -‬من وطأ امرأة شبهة أو زنا فليس ألبيه وال البنه التزوج بها‪.‬‬
‫‪ ‬ج ‪-‬الوطء الطارئ بعد عقد الزواج شبهة أو زنا ال يبطل الزواج‪.‬‬
‫قال تعالى‪... :‬وأ َّمهاتُكم الالتي أرضعنكم وأخواتُكم من الرضاع ‪...‬‬ ‫‪‬‬

‫صرحت في تحريم األمهات واألخوات من الرضاع‪،‬‬ ‫هذه اآلية ّ‬ ‫‪‬‬


‫ط ِلب من النبي ‪ ‬أن يتزوج من أمامة ابنة عمه حمزة‬‫ولما ُ‬
‫قال‪“:‬إنها ال تح ّل لي‪ ،‬إنها ابنة أخي من الرضاعة‪ ،‬ويحرم من‬
‫الرضاع ما يحرم من النسب“‪ ،‬وما روي عن عائشة رضي هللا‬
‫عنها‪َ ،‬انت قد رضعت من امراة أبي القعيس‪ ،‬فجاء أخوه أفلح‬
‫يستأذن عليها‪ ،‬فلم تأذن له‪ ،‬وقالت‪ :‬إنما أرضعتني امرأة أخيه‪ ،‬فال‬
‫آذن له‪ ،‬حتى استأذن رسول هللا ‪ ،‬فلما ذَرت ذلك له قال‪“:‬إذني‬
‫له‪ ،‬فإنه عمك‪ ،‬تربت يداك“‪.‬‬
‫شروط‬
‫الرضاع‬
‫المحرم‬

‫المدة‬ ‫المقدار‬ ‫في طريقة‬


‫المحرمة‬ ‫المحرم‬ ‫الرضاع‬
‫‪ ‬القول األول‪ :‬وهو قول الجمهور أن يتحقق من وصول اللبن إلى‬
‫ْوف الرضيع بطريق الفم أو األنف‪ ،‬سوا ًء عن طريق المص من الثدي‬
‫أو الشرب من إناء أو ما شابهه‪.‬‬
‫‪:‬وهو قول اإلمامية ‪ :‬ال يكون إال عن طريق مص الثدي‬ ‫‪ ‬القول الثاني‬
‫مباشرة‪ ،‬أما إذا وضع في قنينة فال تثبت المحرمية‪.‬‬
‫‪ ‬الحنفية والمالكية ورواية عن أحمد‪ :‬ال يشترط له مقدار معين‪ ،‬فكثيره‬
‫وقليله سواء‪ ،‬لعدم وروده في النصوص المذَورة‪.‬‬
‫‪ ‬الشافعية والحنابلة‪ :‬أقلها خمس رضعات مشبعات متفرقات‪ ،‬استدالالً‬
‫بما رواه مسلم عن عائشة رضي هللا عنها أنها قالت‪َ (:‬ان فيما نزل‬
‫من القرآن عشر رضعات يحرمن‪ ،‬ثم نسخن بخمس معلومات‪ ،‬فتوفي‬
‫رسول هللا ‪ ‬وهن فيما يقرأ من القرآن)‪.‬‬
‫الشيعة اإلمامية‪ :‬ال حكم لما دون العشر‪ ،‬وفي قول‪ :‬خمسة عشر‬
‫رضعة‪ ،‬وفي رواية رضاع يوم َامل‪ ،‬ويشترط فيها‪:‬‬
‫‪َ -1 ‬مال الرضعة‪.‬‬
‫‪ -2 ‬امتصاصها من الثدي‪.‬‬
‫‪ -3 ‬أالّ يفصل بين الرضعات برضاع امرأة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬الجمهور‪ :‬ما َان في السنتين األوليين من حياة الرضيع‪ ،‬لقوله‬
‫أن يُتِ َّم‬ ‫ض ْعنَ أ َ ْوالدَ ُه َّن َح ْولَي ِْن ِ‬
‫َاملَي ِْن ِل َم ْن أرادَ ْ‬ ‫ُ‬
‫والوالدات يُ ْر ِ‬ ‫تعالى‪ :‬‬
‫الرضا َعة ‪ ‬البقرة‪ ،233/‬ولحديث‪“:‬ال رضاع إالّ ما َان في الحولين“‪.‬‬ ‫َّ‬
‫‪ ‬أبو حنيفة‪ :‬سنتين ونصف‪ ،‬استدالالً باآلية نفسها‪ ،‬فإن الجملة األخيرة‬
‫تفيد أن للوالدين الخيار في فطام الطفل عند تمام الحولين إن لم يكن هناك‬
‫ضرر عليه‪ ،‬وإال فيمكنهم الزيادة‪ ،‬وأقل مدة للزيادة في هذه الحالة هي‬
‫ستة أشهر‪.‬‬
‫‪ ‬مادة (‪)10‬‬
‫يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب إذا وقع في العامين األولين‪ ،‬وبلغ‬ ‫‪‬‬
‫خمس رضعات متفرقات مشبعات وفقًا للفقه السني‪ ،‬وبالشروط المعتبرة‬
‫عا وفقًا للفقه الجعفري‪.‬‬
‫شر ً‬
‫* لم يحدد هذه الشروط!!!!‬ ‫‪‬‬
‫‪ -1 ‬زوْة الغير‪ ،‬لقوله تعالى‪  :‬والمحصنات من النساء إالّ ما‬
‫ملكت أيمانكم ‪ ‬النساء‪ ،24/‬والمراد بالمحصنات هنا ذوات األزواج‪.‬‬

‫‪ -2 ‬المعتدة من الغير‪ ،‬سواء َانت عدة طالق لقوله تعالى‪:‬‬


‫‪‬والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء‪ ‬البقرة‪ ،228/‬أي ينتظرن‬
‫بدون تزوج من غير مطلقها‪ ،‬أو َانت عدة وفاة لقوله تعالى‪  :‬والذين‬
‫يتوفون منكم ويذرون أزواْا ً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ً‪. ‬‬
‫البقرة ‪234‬‬
‫‪ -3 ‬من ال تدين بدين سماوي‪ ،‬لقوله تعالى‪  :‬وال تنكحوا‬
‫المشرَات حتى يؤمن وألمة مؤمنة خير من مشرَة ولو أعجبتكم ‪‬‬
‫البقرة‪ ،221/‬أما ْواز الزواج باليهودية والنصرانية فلقوله تعالى‪ :‬اليوم‬
‫أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم‬
‫والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من‬
‫قبلكم إذا آتيتموهن أْورهن محصنين غير مسافحين وال متخذي أخدان‬
‫‪ ‬المادة‪5/‬‬

‫‪ -4 ‬المحرمة بحج أو عمرة حال إحرامها‪ ،‬لحديث عثمان‬


‫بن عفان ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قال في المحرم ” ال يَ ْن ِكح وال يُ ْن َكح ” رواه‬
‫مسلم‬
‫ولو تم فالعقد فاسد يجب فسخه‪ ،‬سواء دخل الرْل بالمرأة أم لم يدخل‪.‬‬
‫‪ -5 ‬مطلقته بالطالق البائن بينونة َبرى‪ ،‬ألنها ستحرم عليه‬
‫إال إذا تزوْت بزوج آخر زواْا ً صحيحا ً ثم توفي عنها ذلك الزوج أو‬
‫طلقها‪ ،‬وذلك لقوله تعالى‪  :‬الطالق مرتان فإمساك بمعروف أو‬
‫تسريح بإحسان‪ ...‬فإن طلقها فال تحل له من بعد حتى تنكح زوْا ً‬
‫غير‪ ‬البقرة‪.230-229/‬‬
‫‪ -6 ‬أخت الزوْة ومن تكون محرما ً لها‪ ،‬لقوله تعالى‪:‬‬
‫‪‬وأن تجمعوا بين األختين إال ما قد سلف‪ ‬سواء َانت األخت شقيقة أو‬
‫ألب أو ألم‪ ،‬ولحديث الرسول ‪“:‬ال تنكح المرأة على عمتها‪ ،‬وال على‬
‫خالتها‪ ،‬وال على ابنة أخيها‪ ،‬وال على ابنة أختها‪ ،‬فإنكم إن فعلتم ذلك‬
‫قطعتم أرحامكم“‪.‬‬
‫هذا رأي األئمة األربعة‪ ،‬والقاعدة عندهم‪ :‬أنه ال يجوز الجمع بين‬ ‫‪‬‬
‫اثنتين لو فرضت إحداهما ذَرا ً يحرم عليه تزوج األخرى‪ ،‬فلو فرضنا‬
‫العمة ذَرا ً لكانت عما ً وهو يحرم عليه الزواج من ابنة أخيه‪.‬‬
‫يتبع‪...‬‬ ‫‪‬‬
‫تابع‪...‬‬ ‫‪‬‬

‫الجعفرية‪ :‬أْازوا هذا الجمع‪ ،‬ولكنهم فرقوا بين إذا َان متزوْا ً ببنت‬ ‫‪‬‬
‫األخ أو بنت األخت أوالً‪ ،‬أو َان متزوْا ً بالعمة أو الخالة أوالً‪ ،‬ففي‬
‫الحالة األولى يجوز له الجمع دون اشتراط لموافقة األولى‪ ،‬وفي الثانية‬
‫ال بد أن تأذن له األولى‪ ،‬واستدلوا بعموم قوله تعالى‪ :‬وأحل لكم ما‬
‫وراء ذلكم‪ ‬النساء‪24/‬‬

‫‪ -7 ‬المرأة الخامسة لمن َان متزوْا ً بأربع‪ ،‬لقوله تعالى‪:‬‬


‫‪‬وإن خفتم أالّ تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء‬
‫مثنى وثالث ورباع‪ ،‬فإن خفتم إال تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم‬
‫ذلك أدنى أالّ تعولوا‪ ‬النساء‪ ،3/‬وحديث‪“:‬أمسك منهن أربعا ً وفارق‬
‫سائرهن”‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المحرمات تحريما ً مؤقتا ً‬ ‫‪‬‬
‫مادة (‪)14‬‬ ‫‪‬‬
‫أ‪ -‬يحرم الزواج تحريما ً مؤقتا ً مما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬زوْة الغير‪.‬‬
‫‪ -2‬معتدة الغير‪.‬‬
‫‪ -3‬المطلقة ثالث مرات‪ ،‬فال يصح لمطلقها أن يتزوْها إال بعد انقضاء عدتها من زوج آخر‬
‫دخل بها دخوالً حقيقيا ً في زواج صحيح‪.‬‬
‫‪ -4‬المرأة غير المسلمة مالم تكن َتابية‪.‬‬
‫‪ -5‬المحرمة بحج أو عمرة‪.‬‬
‫ب‪َ -‬ما يحرم مؤقتا ً ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بين أَثر من أربع ولو َانت إحداهن في عدتها منه إال َانت من طالق بائن‬
‫‪ -2‬الجمع بين الزوْة وأختها‪.‬‬
‫‪ -3‬ا لجمع بين الزوجة وعمتها أو خالتها‪ ،‬ويجوز ذلك للزوج وفقا ً للفقه الجعفري بشرط‬
‫رضا الزوجة األولى إذا كانت هي العمة أو الخالة‪.‬‬
‫‪ -4‬زواج المسلمة بغير المسلم‪.‬‬
‫شروط الصحة‬

‫اإلشهاد على‬ ‫تعيين‬


‫الولي‬ ‫الزواج‬ ‫الزوجين‬
‫الرضا‬
‫عهد في السابقين‪ -‬عربًا وغير عرب‪ -‬تزويج الصغار‪ ،‬وبداهة فإن‬ ‫‪‬‬
‫يزوجه‪ ،‬ومن هنا ظهرت‬ ‫الصغير ال رأي له‪ ،‬ومن ثم فإن وليه هو الذي ّ‬
‫في مصنفات السلف مسألة "والية اإلجبار”‪ ،‬وغلط بعض الناس فظنّوا‬
‫صا في زواج األبكار‪ ،‬ال سيّما في ظل تر ّخص بعض‬ ‫أنها القاعدة خصو ً‬
‫القضاة‪ ،‬واستبداد كثير من األولياء‪.‬‬
‫والحقيقة أن الناس فهموا كالم السلف على غير وجهه‪ ،‬فوالية اإلجبار‬ ‫‪‬‬
‫عندهم استثناء ال يثبت إالّ ألقرب األقربين ممن تغلب فيهم الشفقة‬
‫والتبصر‪ ،‬وهذا االستثناء عندهم معلول بالخوف من فوات الكفء في‬
‫الزواج‪ ،‬ومكفول بحق المولّى عليه في االختيار بعد زوال العذر‪ ،‬ومتى‬
‫اختلت هذه الضوابط فال سلطان ألحد على أحد في الزواج‪.‬‬
‫إن األدلة األقوى داللة في العاقلة البالغة تنفي أن يكون للولي سلطان على‬ ‫‪‬‬
‫إرادتها‪ ،‬حتى وإن َان‪ -‬هذا السلطان‪ -‬محدودًا بأشخاص‪ ،‬ونطاق‪،‬‬
‫ومراقبًا قضاء استدالالً بقوله تعالى‪ :‬وإذا طلقتم ال ِنّسا َء فَبَلَ ْغنَ أ َْلَ ُه َّن فال‬
‫ن إذا تراضوا بالمعروف ‪ ‬البقرة‪ :‬اآلية‬ ‫ضلُو ُه َّن أَن يَن ِك ْحنَ أ َ ْزوا َْ ُه َّ‬
‫ت َ ْع ُ‬
‫(‪.)232‬‬
‫قالوا‪ :‬نزلت في َم ْع ِقل بن يسار َانت أخته تحت أبي البدّاح بن عاصم‬ ‫‪‬‬
‫فطلّقها وترَها حتى انقضت عدتها‪ ،‬فبانت منه بينونة صغرى فال تنكح‬
‫يزوْها‪ ،‬وقال‪:‬‬‫إالّ بعقد ْديد‪ ،‬ثم ندم فخطبها فرضيت وأبى أخوها أن ّ‬
‫وْهي من وْهك حرام إن تزوْتيه‪ ،‬فنزلت اآلية‪ .‬قال مقاتل‪ :‬فدعا‬
‫رسول هللا ‪ r‬معقالً‪ ،‬فقال‪" :‬إن َنت مؤمنًا فال تمنع أختك عن أبي‬
‫وزوْها منه‪.‬‬
‫البداح"‪ ،‬فقال‪ :‬آمنت باهلل‪ّ ،‬‬
‫والمعنى‪ :‬أنه لو لم يكن للنساء رأي معتبر في زواجهن لما كان للنهي‬ ‫‪‬‬
‫عن منعهن من ممارسة هذا الحق معنى‪ ،‬ولم يكن لنهي هللا تعالى‬
‫األولياء عن منعهن محل‪ ،‬ألن اإلنسان ال يؤاخذ على استعمال حقه‪،‬‬
‫وإنما يؤاخذ على إنكار حق غيره‪.‬‬
‫وقد روى الشيخان وغيرهما أن النبي ‪ ‬قال‪ ":‬ال تنكح األيم حتى‬ ‫‪‬‬
‫تُستأمر‪ ،‬وال البكر حتى تستأذن‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬وَيف إذنها؟‬
‫قال‪ :‬أن تسكت "‪.‬‬
‫ومما ينفي أن يكون لألب إجبار ابنته على الزواج بمن ال ترغب‬ ‫‪‬‬
‫زوجها أبوها‬ ‫ما روى البخاري أن خنساء بنت خدام األنصارية ّ‬
‫وهي ثيّب فكرهت ذلك فأتت رسول هللا ‪ ،‬فرد نكاحه‪.‬‬
‫وليست الثيّب هي المخصوصة بذلك دون البكر‪ ،‬فعن ابن عباس‬ ‫‪‬‬
‫رضي هللا عنهما أن جارية بكرا أتت ‪ ،‬فذكرت له أن‪" :‬أباها‬
‫زوجها وهي كارهة‪ ،‬فخيّرها النبي ‪ ،"‬وعن أم المؤمنين عائشة‬ ‫ّ‬
‫زوْني من‬ ‫رضي هللا عنها‪ :‬أن فتاة دخلت عليها‪ ،‬فقالت‪ :‬إن أبي ّ‬
‫ابن أخيه ليرفع بي خسيسته‪ ،‬وأنا َارهة‪ ،‬قالت‪ :‬اْلسي حتى يأتي‬
‫النبي ‪ ،‬فجاء رسول هللا ‪ ‬فأخبرته‪ ،‬فأرسل إلى أبيها فدعاه‪،‬‬
‫فجعل األمر إليها‪ ،‬فقالت‪" :‬يا رسول هللا قد أْزت ما صنع أبى‪،‬‬
‫ولكن أن أ َ ْعلَم أ َ ِل ْلنساء من األمر شيء”‪.‬‬
‫‪ ‬مادة (‪)17‬‬
‫‪ ‬ب‪ -‬ال يجوز للولي تزويج من له الوالية عليها جبراً‪ ،‬ثيبا ً كانت أو بكراً‪،‬‬
‫صغيرة كانت أو كبيرة‪.‬‬
‫‪ ‬ووفقا ً للفقه السني‪:‬‬
‫‪ ‬ج‪ -‬ليس للولي أن يزوج موليته من نفسه إال برضاها وبإذن من‬
‫القاضي‪.‬‬
‫‪ ‬د‪ -‬ليس للقاضي أن يزوج من له الوالية عليها قضا ًء من نفسه وال من‬
‫أصله وال من فرعه‪.‬‬
‫‪ ‬مادة (‪)25‬‬
‫أ‪....... -‬‬
‫ب‪ -‬رضاهما بالزواج‪.‬‬
‫في قول كثير من الفقهاء‪ :‬إن النكاح عقد ال يدخله الخيار‪ ،‬فال "يثبت في النكاح‬ ‫‪‬‬
‫خيار رؤية‪ ،‬وال خيار شرط‪ ،‬وال خيار عيب‪ ،‬سواء جعل الخيار للزوج أو‬
‫للزوجة”‪ ،‬وفيما يجد خيار العيب طريقه إلى النكاح لجواز الفسخ بالعيب‪ -‬على‬
‫خالف يسير بين العلماء كما سنرى‪ -‬فإن خيار الرؤية ال مجال له فيه عند‬
‫ً‬
‫عجوزا‬ ‫بعض العلماء‪ ،‬فلو تزوجها على أنها "بكر شابة جميلة فوجدها ثيّبًا‬
‫شوهاء‪ ،‬لها ٌّ‬
‫شق مائ ٌل‪ ،‬وعق ٌل زائ ٌل فال خيار"‪.‬‬
‫وأجاز العلماء الفسخ إن كان هناك تغرير‪ ،‬وبه أخذ قانون األسرة البحريني‬ ‫‪‬‬

‫وخاصية عدم دخول الخيار تميز عقد الزواج عن أكثر العقود‪ ،‬ويظهر ذلك‬ ‫‪‬‬
‫في أنه بينما يكفي في األكثرية أن يكون المعقود عليه معلو ًما عل ًما نافيًا‬
‫للجهالة الفاحشة يلزم في الزواج أن يكون المعقود عليه معيّنًا‪ ،‬والتعيين ينفي‬
‫أصل الجهالة وليس الفاحش منها فقط‪.‬‬
‫وألن النكاح عقد أبدان‪ ،‬وهو عقد عمري يدوم‪ ،‬وله أغراض ومقاصد‬ ‫‪‬‬
‫ينال أثرها المجتمع عامة‪ ،‬كان ضروريًا أن يكون تعيين الزوجين شر ً‬
‫طا‬
‫ظا لألبضاع‪ ،‬وتحقيقًا لالستقرار المنشود‪.‬‬ ‫في هذا العقد‪ ،‬حف ً‬
‫ووصوالً إلى التعيين الدقيق شرع هللا سبحانه مقدمات الزواج من‬ ‫‪‬‬
‫الخطبة والنظر‪ ،‬واستحب التخيّر واالستشارة‪ ،‬ليقدم العاقد عن بينة‪ ،‬وال‬
‫عذرا‪.‬‬
‫يكون له من لدنه ً‬
‫فإن تقدم الزواج ما قلنا فقد حصل التعيين‪ ،‬ولكن قد يحدث خلط في‬ ‫‪‬‬
‫الرؤية‪ ،‬أو تغرير من أحد الطرفين‪ ،‬أو يقدم أحدهما على الزواج دون‬
‫عا أو سالمة طوية‪ ،‬وفي مثل هذه‬ ‫علم بشخص الطرف اآلخر اندفا ً‬
‫الحاالت تظهر قيمة شرط التعيين‪ ،‬وعلى أساسه يظهر للناظر في‬
‫مصنفات السلف سر عنايتهم بتعيين الزوج والزوجة في العقد ليرتفع‬
‫الشجار ويأمن التحريم‪.‬‬
‫وقد حرص قانون األسرة على إبراز شرط التعيين القاطع‪ ،‬فنص‬ ‫‪‬‬
‫بالمادة (‪/25‬أ) على أن "‪ ...‬يشترط في الزوجين تعيينهما تعيينًا‬
‫قاطعًا"‪.‬‬
‫ووصوالً لذلك أوجبت المادة (‪ )9/1‬من الئحة المأذونين البحرينية‬ ‫‪‬‬
‫"على المأذون الشرعي قبل إبرام عقد الزواج أن يقوم بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التحقق من شخصية طالبي الزواج من خالل المستندات‬ ‫‪‬‬
‫واألوراق الثبوتية مع استيفاء التوثيقات الالزمة‪ ،‬ويتعين عليه على‬
‫األخص‪....‬إلخ‪.‬‬
‫فضالً عن ذلك‪ ،‬فإن أكثر القوانين القائمة تلزم بإجراء الفحص الطبي‬ ‫‪‬‬
‫قبل الزواج‪ ،‬وال شك أنه طريق مهم في التعيين‪ ،‬ومن ذلك في مملكة‬
‫البحرين‪ :‬القانون رقم ‪ ،2004 /11‬الئحة المأذونين البحرينية م‬
‫(‪.)9/1‬‬
‫والحديث عن اإلشهاد في عقد الزواج ينحصر في‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -1‬حكم اإلشهاد على عقد الزواج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -2‬الوقت الذي تلزم فيه الشهادة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -3‬الشروط التي يجب توافرها في الشهود‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫لعظم شأن الزواج في نظر اإلسالم‪ ،‬ولما يترتب عليه من مصالح دينية‬ ‫‪‬‬
‫ودنيوية‪ ،‬فإنه اشترط إعالنه وتجنب َتمانه‪ ،‬فقال الرسول صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪" :‬أعلنوا النكاح واْعلوه في المساْد‪ ،‬واضربوا عليه بالدفوف"‪،‬‬
‫وقال‪" :‬ال نكاح إال بشهود”‬
‫ْمهور فقهاء السنة‪ :‬اشترطوا وْود الشاهدين‪ ،‬وإال فال يصح‬ ‫‪‬‬
‫العقد‪ ،‬استدالالً بحديث‪" :‬ال نكاح إال بولي وشاهدي عدل”‪ .‬رواه‬
‫اإلمام مالك وابن حبان بإسناد حسن‬
‫وحديث‪ ” :‬البغايا الالتي ينكحن أنفسهن بغير بيّنة“‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الجعفرية‪ :‬هو مستحب وليس بشرط‪ ،‬وإنما الشرط هو اإلعالن‬ ‫‪‬‬


‫وإن وْد الشاهدان‪ ،‬فلو اتفق الزوْان مع الشاهدين على الكتمان‬
‫فإن العقد ال يصح‪ ،‬ويجب فسخه قبل وبعد الدخول‪ ،‬استدالالً بقوله‬
‫ع ‪...‬‬‫ث َو ُربَا َ‬‫ساء َمثْنى َوثُالَ َ‬
‫اب لَ ُكم ِ ّمنَ ال ِنّ َ‬
‫ط َ‬‫تعالى‪ :‬فَان ِك ُحواْ َما َ‬
‫دون ذَر الشهود‪ ،‬وعن أبي ْعفر– الباقر‪  -‬قال‪ :‬سألته عن‬
‫رْل تزوج امرأة ولم يشهد؟ فقال‪ :‬أما فيما بينه وبين هللا عز وْل‬
‫فليس عليه شيء‪ ،‬ولكن إن أخذه سلطان ْائر عاقبه”‪.‬‬
‫‪ -1‬الجمهور‪ :‬أن الوقت الذي تلزم فيه الشهادة هو وقت العقد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -2‬المالكية‪ :‬ال يشترط أن يكون اإلشهاد وقت إنشاء العقد وساعة‬ ‫‪‬‬
‫إْرائه‪ ،‬قال الشيخ الصاوي في بلغة السالك‪" :‬أصل اإلشهاد على النكاح‬
‫واْب‪ ،‬وإحضارهما– يعني الشاهدين‪ -‬عند العقد مندوب‪ ،‬فإن حصل عند‬
‫العقد فقد وْد األمران‪ ،‬الوْوب والندب‪ ،‬وإن فقد– اإلشهاد– وقت العقد‬
‫ووْد عند الدخول فقد حصل الواْب‪ ،‬وفات المندوب‪ ...‬وإن لم يوْد‬
‫شهود أصالً فالفساد قطعًا"‪.‬‬
‫ذَرا‪ ،‬فال تصح شهادة األنثى‪.‬‬
‫‪ -1‬أن يكون ً‬ ‫‪‬‬
‫‪ -2‬أن يكون عاقالً‪ ،‬فال تصح شهادة المجنون والمعتوه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫مميزا‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن يكون بالغًا‪ ،‬فال تصح شهادة الصغير وإن َان‬ ‫‪‬‬
‫‪ -4‬أن يكون مسل ًما‪ ،‬وإن َانت الزوْة َتابيةً‪ ،‬على خالف قول الحنفية وبعض‬ ‫‪‬‬
‫الحنابلة‪،‬‬
‫‪ -5‬أن يكون من أهل الثقة‪ .‬ويعبر عنه في فقه الشافعية والحنابلة بمستور‬ ‫‪‬‬
‫الحال‪ ،‬أي لم يظهر فسقه‪ ،‬فيكتفي بظاهر حاله‪.‬‬
‫‪ -6‬سماع اإليجاب والقبول‪ ،‬ويعبر عنه بشرط أالّ يكون أص ًّما‪ ،‬ولكن ال يلزم‬ ‫‪‬‬
‫قادرا على تمييز األصوات‪ ،‬عارفًا‬ ‫بصيرا‪ ،‬متى َان ً‬
‫ً‬ ‫على الراْح أن يكون‬
‫أصحابها‪.‬‬
‫‪ -7‬أن يفهم الشاهد أن المقصود باإليجاب والقبول الزواج‪ ،‬وهذا يوْب أن‬ ‫‪‬‬
‫تجري الصيغة بلغة يفهمها‪ ،‬فإن لم يكن يفهمها تترْم له‪.‬‬
‫‪ ‬مادة (‪)28‬‬
‫‪ ‬مع مراعاة أحكام المواد (‪ )20‬و(‪ )21‬و(‪ )22‬و(‪ )25‬من هذا‬
‫القانون‪ ،‬يشترط لصحة عقد الزواج وفقا ً للفقه السني‪.....:‬‬
‫ب‪ -‬اإلشهاد بالنصاب الشرعي‪.‬‬
‫‪ ‬مادة (‪)29‬‬
‫‪ ‬يشترط في الشاهد أن يكون ذكرا ً مسلما ً بالغا ً عاقالً‪ ،‬سامعا ً اإليجاب‬
‫والقبول‪ ،‬فاهما ً أن المقصود بهما الزواج‪.‬‬

‫وفي الئحة المأذونين الشرعيين وأحكام توثيق المحررات المتعلقة‬ ‫‪‬‬


‫باألحوال الشخصية في البحرين فإن مما يستوفي من بيانات استمارة‬
‫الزواج‪ ...‬بيان أسماء الشاهدين‪ ،‬مع مراعاة التوقيع على االستمارة‬
‫المادة (‪ )11‬وهو ما يعني لزوم اإلشهاد وقت العقد‪.‬‬
‫إضافة لما ذَر في اآلفة العقلية في الموانع‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تعريف الوالية‪:‬‬
‫‪ ‬هي سلطة شرعية على النفس أو على المال يترتب عليها‬
‫عا‪.‬‬
‫نفوذ التصرف فيهما شر ً‬
‫‪ ‬أو هي القدرة الشرعية على التصرف النافذ الصحيح‪،‬‬
‫وهذه القدرة تثبت إذا توافرت في المولّى صفات األهلية‪،‬‬
‫من البلوغ‪ ،‬والعقل‪ ،‬والرشد‪ ،‬واالختيار‪.‬‬
‫‪ ‬والمقصود بوالية الزواج‪ :‬أن يكون للشخص سلطة‬
‫شرعية تم ّكنه من مباشرة عقد الزواج‪ ،‬لنفسه أو لغيره‪،‬‬
‫اختيارا‪ ،‬بحيث تترتب على هذا العقد آثاره‪.‬‬
‫ً‬ ‫ْبرا أو‬
‫ً‬
‫ومعلوم أن قضية الوالية في الزواج من المسائل التي يحتدم حولها الجدل على‬ ‫‪‬‬
‫ما هو مبيّن في الشروح‪ ،‬والحق أن اشتراط الولي إن لم يحتمه الدليل الشرعي‬
‫لصحة النكاح فإن المصلحة العامة والخاصة تقتضيه‪.‬‬
‫لقد تظاهرت عليه الظواهر القرآنية‪ ،‬واألحاديث النبوية‪ ،‬وقد سردها– كما‬ ‫‪‬‬
‫يقول الشوكاني– الحاكم من طريق ثالثين صحابيًّا‪ ،‬وفيها التصريح بنفي‬
‫صحة النكاح بدون الولي‪.‬‬
‫عا زائدًا على معهود األصل‪ ،‬يعني حرية‬ ‫وأثبتت– كما يقول ابن حزم– شر ً‬ ‫‪‬‬
‫ذات األهلية في التصرف دون ولي‪ ،‬والشرع الزائد ال يجوز تركه‪.‬‬
‫وحكى ابن قدامة عن ابن المنذر قال‪" :‬ال يعرف عن أحد من الصحابة خالف‬ ‫‪‬‬
‫في اعتبار الولي”‪.‬‬
‫نقول‪ :‬إن لم يحتمه الدليل فاألضرار التي نجمت عن التفريط في اشتراط‬ ‫‪‬‬
‫الولي في الزواج كفيلة بالحرص عليه‪ ،‬فكارثة ما اشتهر بمسمى الزواج‬
‫العرفي مما يئن منه بعض المجتمعات العربية‪ ،‬وكما قيل‪ :‬العاقل من اتعظ‬
‫بغيره‪.‬‬
‫والية التزويج تنقسم إلى نوعين هما‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬والية اإلجبار‪:‬‬
‫هي‪ :‬إنفاذ القول على الغير شاء أم أبى‪ ،‬وتثبت ألقرب األقربين لعجز‬ ‫‪‬‬
‫المولى عليه (رْالً َان أم امرأة) عن االختيار لنفسه‪.‬‬
‫ومن تطبيقاتها في قانون أحكام األسرة المادة (‪ )21‬ونصها‪" :‬ال يعقد‬ ‫‪‬‬
‫زواج المجنون أو المعتوه إالّ من وليّه بعد صدور إذن من القاضي‬
‫بذلك بعد مراعاة ما يأتي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬قبول الطرف اآلخر الزواج منه بعد اطالعه على حالته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ب‪َ -‬ون زواْه فيه مصلحة له‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ج– عدم وْود ضرر أو خطر عليه أو على زوْته أو على نسله‬ ‫‪‬‬
‫ويثبت ذلك بشهادة طبية‪".‬‬
‫والولي وفقًا لهذه المادة يعتبر شرط انعقاد‪ ،‬ال شرط صحة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬والية االختيار‪:‬‬
‫هي حق الولي في تزويج المولى عليها بعد رضاها بالزواج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لمن تكون هذه الوالية‬ ‫‪‬‬
‫الجمهور‪ :‬هي لمن استوفي شروطها من الذَور العصبات خاصة‪ ،‬أو‬ ‫‪‬‬
‫القاضي‪.‬‬
‫األحناف والجعفرية‪ :‬هي للمتأهل لها رْالً أو امرأة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األخذ بمذهب الحنفية مطلقًا يؤدي إلى انتشار ظاهرة الزواج العرفي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وفي إهداره مطلقًا إبطال لزيجات نشأت صحيحة وفقًا لقانون محل‬ ‫‪‬‬
‫إبرامها‪ ،‬وإسقاط لمبدأ فقهي مستقر هو مبدأ مراعاة الخالف‪ ،‬وخالصته‬
‫أن يترتب على التصرفات التي نشأت صحيحة‪ ،‬وفقًا ألحد األقوال‬
‫الفقهية المعتبرة‪ ،‬آثارها بعد وْودها‪ ،‬حتى وإن َان قانون القاضي أو‬
‫مذهبه الفقهي ال يقر هذه النشأة‪ ،‬وعلى فرض أن امرأة ما لم تحتط‬
‫لنفسها في تزويج نفسها فتدارك األولياء األمر ممكن‪ ،‬عن طريق الفسخ‬
‫أو الحسبة‪َ ،‬ما يقول العالمة ابن رشد‪.‬‬
‫وبهذا الحل الوسط أخذ قانون األسرة البحريني بالحل الوسط في المادة (‪)28‬‬ ‫‪‬‬
‫ونصها‪:‬‬
‫مع مراعاة أحكام المواد (‪ )20‬و(‪ )21‬و(‪ )22‬و(‪ )25‬من هذا القانون‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫يشترط لصحة عقد الزواج وفقا ً للفقه السني‪:‬‬
‫أ‪ -‬حضور الولي وموافقته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ويعتبر الزواج صحيحا ً بغير مباشرة الولي بالدخول بالزوجة متى وقع العقد‬ ‫‪‬‬
‫صحيحا ً باعتبار قانون محل إبرامه‪ ،‬وإذا كانت الزوجة بحرينية فيشترط‬
‫رضا الولي عند إثبات عقد الزواج‪.‬‬
‫وتفصيله‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أ‪ -‬أن الولي شرط في صحة زواج البالغة العاقلة‪ ،‬مع مراعاة قيد إذن القاضي‬ ‫‪‬‬
‫المختص في زواج من لم تبلغ السادسة عشرة من عمرها في المادة (‪،)20‬‬
‫والتي نصت على‪:‬‬
‫ال تزوج الفتاة التي يقل سنها عن ست عشرة سنة ميالدية إال بإذن من‬ ‫‪‬‬
‫المحكمة الشرعية بعد التحقق من مالءمة الزواج‪.‬‬
‫التحفظ على بداية العبارة‬ ‫‪‬‬
‫ب‪ -‬الزواج خارج البحرين بغير مباشرة الولي يقضى في حكمه على‬ ‫‪‬‬
‫أساس قانون محل إبرامه‪ ،‬فإن َان باطالً بموْب قانون محل العقد حكم‬
‫ببطالنه‪ ،‬وإن َان صحي ًحا وفق هذا القانون يحكم بصحته‪ ،‬ولكنه ال يلزم‬
‫إالّ بالدخول فيه‪.‬‬
‫ج‪ -‬إذا صح العقد بموْب قانون محل اإلبرام‪ ،‬وَانت الزوْة بحرينية‬ ‫‪‬‬
‫فإنه ال يلزم إالّ بشرطين‪:‬‬
‫أولهما‪ :‬الدخول فيه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫والثاني‪ :‬رضا الولي عند التصديق عليه من قبل المحكمة المختصة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بمعنى أن لكل من الطرفين والولي الفسخ قبل الدخول‪ ،‬أما بعد الدخول‬ ‫‪‬‬
‫فالعقد الزم للزوْين‪ ،‬ولكنه ال يلزم الولي إالّ بإعالن رضاه عند‬
‫التصديق عليه من المحكمة البحرينية‪.‬‬
‫صياغة بعض أحكام الوالية والرضا بالزواج والتوكيل في عقده توجد‬ ‫‪‬‬
‫إشكاالت عدة‪:‬‬
‫صت على اشتراط الرضا بالزواج‪.‬‬ ‫* المادة (‪/25‬ب) ن ّ‬ ‫‪‬‬
‫* المادة (‪ )26‬أن التعبير المعتمد إيجابًا وقبوالً هو ما صدر عن رضا تام‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫* بينما جاءت الفقرة (‪/1‬أ) من المادة (‪ )15‬ناطقة بأنه‪" :‬ويشترط لنفاذ تزويج‬ ‫‪‬‬
‫طا لصحته‪.‬‬ ‫طا لنفاذ العقد وليس شر ً‬
‫المرأة رضاها بذلك"‪ ،‬فاعتبرت الرضا شر ً‬
‫* ثم جاءت المادة (‪/28‬أ) فنصت على أنه‪" :‬يشترط لصحة عقد الزواج‪ ،‬وفقًا‬ ‫‪‬‬
‫للفقه السني‪ :‬أ‪ -‬حضور الولي وموافقته"‪ ،‬ومنطوقها يفيد أن المعتبر هو‬
‫حضور الولي وموافقته‪ ،‬ال مباشرته‪.‬‬
‫* ووقع التأكيد على هذا المعنى بالنص في المادة (‪/44‬أ‪ )3/‬أنه‪" :‬ال يترتب‬ ‫‪‬‬
‫على الزواج غير الصحيح بعد الدخول أي أثر من آثار الزواج في الحاالت‬
‫اآلتية‪........:‬‬
‫‪ -3‬عدم وجود الولي والشاهدين معًا في مجلس العقد‪ ،‬وذلك وفقًا للفقه‬ ‫‪‬‬
‫والسني"‪.‬‬
‫* وفي المادة (‪ )10‬من الئحة المأذونين "وبحسب األصل ال يعقد‬ ‫‪‬‬
‫الزواج إال بوجود ولي شرعي للمرأة"‪.‬‬
‫* وازداد المعنى اضطرابًا بالنص في المادة (‪/23‬ب) أنه "إذا و ّكلت‬ ‫‪‬‬
‫يزوجها من نفسه إالّ إذا نص على‬‫امرأة رجالً في تزويجها فليس له أن ّ‬
‫ذلك صراحة في سند الوكالة" هكذا بإطالق وللعموم‪ ،‬وموجبه أن تكون‬
‫ذكرا كان أو أنثى‪ ،‬فمقتضى الوكالة‬ ‫ً‬ ‫والية الزواج ثابتة للمتأهل لها‪،‬‬
‫يفوض في أمر يجب‬ ‫النيابة عن صاحب الحق بإرادته‪ ،‬وال شك أن من ّ‬
‫قادرا على مباشرته بنفسه‪.‬‬
‫أن يكون ً‬
‫فإذا أضفنا إلى كل ما تقدم أن واضع القانون قد خرج على الحسم الذي‬ ‫‪‬‬
‫مقررا بالمادة (‪/26‬أ) باشتراط مباشرة الولي عقد النكاح‪ ،‬ولم‬ ‫ً‬ ‫كان‬
‫يتر ّخص في هذا الشرط إالّ في خصوص الزواج الذي يعقد صحي ًحا‬
‫يقر والية المرأة‬
‫ي ألن قانون محل إبرام العقد ُّ‬ ‫خارج البحرين دون ول ّ‬
‫في تزويج نفسها‪ ،‬عمالً بمذهب الحنفية ومن وافقهم‪ ،‬واعتبر رضا الولي‬
‫طا للزوم هذا العقد له‪ ،‬فيتحرى رضاه عند توثيق هذا العقد في مملكة‬ ‫شر ً‬
‫البحرين‪.‬‬
‫والنتيجة التي نخلص إليها من كل ما تقدم أن واضع القانون قد قصد‬ ‫‪‬‬
‫التخلي عن شرط مباشرة الولي عقد نكاح البالغة العاقلة‪ ،‬واكتفى‬
‫باشتراط حضوره مجلس العقد وموافقته‪ ،‬ويشبه أن يكون هذا مذهب‬
‫اإلمام إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي الشهير بأبي ثور‪ ،‬فهما من‬
‫حديث النبي ‪" :‬أيّما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل‪،‬‬
‫فنكاحها باطل‪ ،‬فنكاحها باطل‪ ،‬فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من‬
‫فرجها‪ ،‬فإن اشتجروا فالسلطان ولي من ال ولي له"‪ )(،‬فمنطوقه يدل على‬
‫بطالن النكاح بغير إذن‪ ،‬ومفهومه يدل على صحة إنكاحها نفسها بإذن‬
‫وليها‪.‬‬
‫وإنما اشترط حضوره مجلس العقد‪ ،‬فضالً عن موافقته‪ ،‬احتيا ً‬
‫طا لمصالح‬ ‫‪‬‬
‫المرأة وتكري ًما لها‪ ،‬وتأكيدًا على اإلذن‪.‬‬
‫هذا ما نفهمه من مجموع نصوص الوالية‪ ،‬وكنا نود لو أبقى واضع‬ ‫‪‬‬
‫القانون على اختياره القديم‪.‬‬
‫أ‪ -‬يعتبر شرط انعقاد في زواج فاقد األهلية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ب‪ -‬ويعتبر حضور الولي وموافقته شرط صحة في زواج البالغة العاقلة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫متى عقد العقد في البحرين أو في بلد يأخذ بقول الجمهور في والية‬
‫الزواج‪.‬‬
‫ج‪ -‬ويعتبر رضا الولي شرط لزوم في حال ما إذا عقد العقد خارج مملكة‬ ‫‪‬‬
‫البحرين‪ ،‬وَان قانون محل العقد يأخذ بقول أبي حنيفة‪.‬‬
‫حسب المقرر بالمادة ‪ 15/2‬فإنه‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ال والية على الثيّب العاقلة متى كان سبب الثيوبة زوا ًجا صحي ًحا‪ ،‬بمعنى أن‬ ‫‪‬‬
‫من سبق لها الزواج الصحيح فال والية ألحد عليها‪.‬‬
‫فيفرق في شأنها بين حالين‪:‬‬‫أما البكر البالغة الرشيدة ّ‬ ‫‪‬‬
‫األول‪ :‬أن يكون لها أب أو جد صال ًحا للوالية فهذه ال تستقل بتزويج نفسها‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وإنما يتعين أن يكون الزواج بالتشاور‪ ،‬ويستحب أن يتولى األب أو الجد‬
‫زوجها الموجود منهما دون أمرها توقف نفاذ عقده على‬ ‫مباشرة العقد‪ ،‬فإن ّ‬
‫رضاها بذلك‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬إن لم يكن للبكر البالغة الرشيدة أب أو جد فهي المالكة أمرها‪ ،‬فتتولى‬ ‫‪‬‬
‫مباشرة العقد‪ ،‬أو تو ّكل من ترى في ذلك‪.‬‬
‫وإن كانت البكر فاقدة األهلية لجنون أو عته فأمرها إلى الولي‪ ،‬مع إذن‬ ‫‪‬‬
‫القاضي‪ ،‬ومراعاة شروط المادة (‪.)21‬‬
‫وإن كانت البكر صغيرة فأمرها إلى الولي‪ ،‬وبإذن من المحكمة‪ ،‬وفقًا للمادة‬ ‫‪‬‬
‫(‪ )20‬إن كانت دون السادسة عشرة‪.‬‬
‫‪ ‬األول‪ :‬شروط متفق عليها‪.‬‬
‫‪ ‬الثاني‪ :‬شروط مختلف فيها‪.‬‬
‫‪ * ‬الشروط المتفق عليها‪ :‬العقل‪ ،‬والبلوغ‬
‫وأما المم ِيّز‪ :‬فالشافعية على عدم صحة تصرفه مطلقًا‪ ،‬أذن له وليه أم‬ ‫‪‬‬
‫لم يأذن‪ ،‬ألنه دون البلوغ‪.‬‬
‫وذهب األَثرون إلى ْواز واليته‪ ،‬بإذن وليه السابق‪ ،‬أو بإْازته‬ ‫‪‬‬
‫الالحقة‪ ،‬إن عقد بدون إذنه‪.‬‬
‫واختار القانون قول الشافعي والجعفرية‪ ،‬ألن الصغر معارض‬ ‫‪‬‬
‫للوالية‪ ،‬فالصغير يحتاج إلى الوالية لقصوره فال يمكنه أن يكون وليًّا‬
‫على غيره‪.‬‬
‫ضا وهو موافق للمشهور عند الجعفرية‪:‬‬ ‫‪ ‬ومما اتفقوا عليه أي ً‬
‫‪ ‬أن يكون الولي مسل ًما‬
‫إذا َانت واليته على مسلمة‪ ،‬وقد نقل اإلجماع على ذلك ابن المنذر وابن‬
‫قدامة‪ ،‬واستدلوا بقوله عز وجل‪َ ﴿:‬ولَن يَ ْجعَ َل هللاُ ِل ْل َكافِ ِرينَ َعلَى ال ُمؤْ ِمنِينَ‬
‫س ِبيالً ﴾‪ .‬النساء‪ :‬من اآلية (‪ )141‬فاآلية قطعت والية الكفار على‬ ‫َ‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫واختلفوا في والية غير المسلم على الكتابية إذا طلبها المسلم‪ ،‬ووالية المسلم‬
‫على الكتابية إذا طلبها الكتابي‪ ،‬وهذه صور مسكوت عنها فيقضى فيها‬
‫بالمصادر االحتياطية‪ ،‬وفق المادة الثالثة من القانون ‪ 19‬لسنة ‪،2009‬‬
‫ومذهب المالكية في ذلك أنه يجوز لغير المسلم تولي عقد ابنته غير المسلمة‬
‫يتزوْها المسلم‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬والذين َفروا بعضهم أولياء بعض ‪‬‬
‫األنفال‪ :‬من اآلية (‪)73‬‬
‫وزوجها مسل ًما فُ ِس َخ‬ ‫ولكن ال يكون المسلم وليًّا لقريبته الكافرة‪ ،‬فإن وقع ّ‬
‫النكاح‪ ،‬وإن زوجها لكافر أساء المسلم بصنيعه ذلك‪ ،‬وترك الزوجان‬
‫وشأنهما‪.‬‬
‫‪ ‬الشروط المختلف عليها‪:‬‬
‫‪ -1‬الذكورة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫الجمهور‪ :‬يشترطونها‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫األحناف‪ :‬ال يشترطونها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وقد مضى القانون على مذهب الجمهور‪ ،‬بنصه على والية (العصبة‬ ‫‪‬‬
‫بالنفس) وباشتراط (الذَورة) في المادة (‪ )13‬فثبت بجالء أالّ مدخل‬
‫البتة لمباشرة النساء عقد الزواج‪ ،‬أصيالت عن أنفسهن‪ ،‬أو وَيالت‬
‫عن الغير‪َ ،‬ما ال يصح منهن توَيل‪ .‬واستثناء من ذلك أْيز العقد‬
‫بمباشرة النساء إذا عقد خارج البحرين وفقًا للضوابط المنصوص‬
‫عليها في المادة (‪.)26‬‬
‫‪ -2‬أالّ يكون الولي محر ًما بح ّجٍّ أو عمر ٍّة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أ‪ -‬الجمهور على أن ذلك مما يشترط‪ ،‬بل ذهب المالكية إلى فسخه إن‬ ‫‪‬‬
‫وقع‪ ،‬والدليل حديث عثمان بن عفان ‪" :‬ال يَ ْن ِكح المحرم وال يُنكح‬
‫وال يخطب"‪.‬وهذا القول هو الصحيح‪ ،‬وبه أخذ القانون‪.‬‬
‫ب‪ -‬واألحناف ال يشترطون ذلك أخذًا بحديث ابن عباس أن رسول هللا‬ ‫‪‬‬
‫‪( :‬تزوج ميمونة بنت الحارث وهو محرم)‪.‬‬
‫وقد أْاب الجمهور أن هذا وهم من ابن عباس‪ ،‬وأن ميمونة صاحبة‬ ‫‪‬‬
‫القصة‪ ،‬ورافع‪ ،‬وهو السفير بينها وبين النبي ‪ ،‬قد ذَرا خالف ذلك‪،‬‬
‫وأن ميمونة رضي هللا عنها َانت حالالً‪.‬‬
‫مادة(‪)15‬‬ ‫‪‬‬
‫الوالية في الزواج على الترتيب اآلتي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪-1‬وفقا ً للفقه السني‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أ‪ -‬األب‪ ،‬الجد ألب‪ ،‬االبن وإن نزل‪ ،‬األخ الشقيق‪ ،‬األخ ألب‪ ،‬ابن األخ‬ ‫‪‬‬
‫الشقيق‪ ،‬ابن األخ ألب‪ ،‬العم الشقيق‪ ،‬العم ألب‪ ،‬ابن العم الشقيق‪ ،‬ابن العم‬
‫ألب‪ ،‬ويشترط لنفاذ تزويج المرأة رضاها بذلك‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا استوى وليان في القرب فأيهما تولى عقد الزواج جاز‪ ،‬ويتعين من‬ ‫‪‬‬
‫أذنت له المخطوبة‪ ،‬فإن اختلفا ولم تعين المخطوبة انتقلت الوالية إلى القاضي‪.‬‬
‫ج‪ -‬إذا غاب الولي غيبة منقطعة أو ُجهل مكانه أو لم يُتَمكن من االتصال به‬ ‫‪‬‬
‫انتقلت الوالية للذي يليه‪.‬‬
‫د‪ -‬إذا عضل الولي انتقلت الوالية إلى القاضي‬ ‫‪‬‬
‫ه‪ -‬القاضي ولي من ال ولي له‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪-2‬وفقا ً للفقه الجعفري‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الولي في زواج البكر هو أبوها أو جدها ألبيها‪ ،‬ويشترط في نفاذ‬ ‫‪‬‬
‫تزويجها رضاها بذلك‪ ،‬ومع عدم وجود األب أو الجد ألب تستقل‬
‫المرأة بالزواج إذا كانت بالغة رشيدة‪ ،‬وال والية على ثيب عاقلة من‬
‫زواج صحيح‪.‬‬
‫منع الولي المرأة َ العاقلة البالغة من الزواج بكفء‪ ،‬إذا طلبت ذلك ورغب َل واحد‬ ‫‪‬‬
‫ضلُو ُه َّن أَن يَن ِك ْحنَ أ َ ْز َوا َْ ُه َّن إذَا‬
‫منهما في صاحبه‪َ .‬ما ْاء في قوله تعالى‪ ...:‬فَال ت َ ْع ُ‬
‫فالسلطان ولي من ال‬ ‫ُ‬ ‫فإن تَشا َْروا‬ ‫وف‪ ،‬وفي حديث الرسول ‪ْ ":‬‬ ‫ضواْ بَ ْينَ ُهم ِبال َم ْع ُر ِ‬
‫ت َ َرا َ‬
‫الحق إلى نصابه“‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الظالم عن ظلمه‪ ،‬ويردَّ‬
‫َ‬ ‫كف‬
‫ي له‪ ،‬يَ َّ‬ ‫ول َّ‬

‫وال يكون عضالً‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫غير الكفء‪ ،‬إ ّما دينًا‪ ،‬وإ ّما خلقًا‪ ،‬ولو رغبت فيه المرأة‪.‬‬ ‫‪ -‬رد الولي َ‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬وَذلك رد الولي الكفء ولو تكرر‪ ،‬مع عدم رغبة المرأة في الزواج من المتقدمين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضا إذا ردّ الولي المتقدم الذي ترغب المرأة فيه لسبب مقبول‬ ‫‪ -‬وال يكون عضالً أي ً‬ ‫‪‬‬
‫قضاء‪ ،‬وإن بدت عليه مظاهر الكفاءة‪.‬‬
‫إنّما العضل أن يرد الولي الكف َء الذي ترغب المرأة فيه دون مبرر‪ ،‬أو بمبرر غير‬ ‫‪‬‬
‫مقبول‪ ،‬مع وْود األفضل‪ ،‬أو مع عدمه‪ ،‬وسواء طلبها بمهر مثلها أم بدونه‪ ،‬فإنه من‬
‫العضل المذموم‪ ،‬وقد ذَر شيخ اإلسالم أن من صور العضل‪ :‬إذا امتنع الخطاب من‬
‫خطبتها لشدة الولي‪ ،‬وفي هذه تنتقل والية التزويج إلى القاضي‪.‬‬
‫وأخيرا فإنه ال يلزم للعضل أن يتكرر امتناع الولي عن تزويج المرأة بمن ترضاه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫‪‬‬
‫فيعتبر عاضالً برد الكفء ولو مرة واحدة‪.‬‬
‫‪ ‬مادة (‪)17‬‬
‫أ‪ -‬ال يجوز للولي أن يمتنع عن تزويج من له الوالية عليها من غير‬ ‫‪‬‬
‫سبب شرعي‪.‬‬

You might also like