You are on page 1of 51

‫﷽‬

‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على أشرف المرسلين وعلى أله وصحبه وبعد‬

‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫(إعداد الطالب‪ :‬أشرف اإلدريسي)‬


‫المجموعة‪C-D :‬‬
‫المستوى‪ :‬السداسية الثالثة‬
‫األستاذ‪ :‬الدكتور ادريس السفياني‬
‫الموسم الجامعي‪2023-2022:‬‬
‫‪Pour me contacter:‬‬
‫‪Facebook: Achraf Idr‬‬
‫تقديم‬
‫أقدم بين أيديكم هذا العمل البسيط وهو عبارة عن ملخص لمادة قانون األسرة‪ ،‬اعتمدت فيه‬
‫على محاضرات األستاذ ادريس السفياني بشكل أساسي‪ ،‬وعلى مراجع ومصادر أخرى‬
‫متعلقة بقانون األسرة المغربي ومتعلقة بقوانين األحوال الشخصية الخاصة ببعض الدول‬
‫العربية وكذا بعض كتب الفقه اإلسالمي وخاصة الفقه المالكي بشكل ثانوي‪.‬‬
‫والهدف من هذا العمل هو التمكن من فهم المادة عبر ترتيب ما درسناه في شكل محاور‬
‫تليها مباحث ومطالب وفروع‪ ،‬لنستطيع ضبط المادة بشكل متسلسل ومترابط وكي يتيسر لنا‬
‫الفهم والحفظ‪.‬‬

‫وسوف نتطرق للمادة وفق التصميم اآلتي‪:‬‬


‫المحور األول‪ :‬الزواج‬
‫المحور الثاني‪ :‬انحالل ميثاق الزوجية‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫المحور األول‪ :‬الزواج‬


‫تتجلى الحكمة من الزواج في أنه فطرة‪ ،‬والمخلوقات تتزوج من بعضها البعض‪ ،‬والحكمة‬
‫منه أيضا االستقرار وحفظ النفس وتهذيب الغريزة وحفظ األنساب وتكاثر األمة وسالمة‬
‫المجتمع صحيا‪ ،‬ويختلف حكمه الشرعي باختالف األشخاص وأحوالهم المادية وطبائعهم‬
‫الخلقية بين الوجوب واالباحة والكراهة والتحريم‪ ،‬وسنتعرض لدراسة الخطبة والزواج (المبحث‬
‫األول)‪ ،‬وكذا أنواع الزواج وشروطه اإلرادية وإجراءاته اإلدارية والشكلية (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الخطبة والزواج‬


‫في هذا المبحث سنتعرض لتبيان شروط الخطبة والعدول عنها (المطلب األول)‪ ،‬وأركان‬
‫الزواج وشروطه (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المطلب األول‪ :‬شروط الخطبة والعدول عنها‬
‫الخطبة ‪-‬بكسر الخاء‪ -‬لغة االستلطاف بالفعل أو القول‪ ،‬واصطالحا هي طلب الرجل‬
‫أو من يمثله الزواج من امرأة خالية من الموانع الشرعية‪ ،‬ويسمى الرجل خاطبا والمرأة‬
‫مخطوبة‪ ،‬وقد عرفت المادة ‪ 5‬من مدونة األسرة الخطبة بأنها " تواعد رجل وامرأة على‬
‫الزواج‪ ".2‬تتحقق الخطبة بتعبير طرفيها بأي وسيلة متعارف عليها تفيد التواعد على الزواج‪،‬‬
‫ويدخل في حكمها قراءة الفاتحة وما جرت به العادة والعرف من تبادل الهدايا‪.3‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شروط الخطبة‬


‫‪ -‬أن تكون المخطوبة جائزة للزواج‪ ،‬أي أال تكون محرمة على الرجل تحريما مؤبدا أو‬
‫مؤقتا‪.‬‬

‫‪ 1‬من المادة ‪ 5‬الى المادة ‪ 9‬من مدونة األسرة‪.‬‬


‫‪ 2‬القانون رقم ‪ 70.03‬بمثابة مدونة األسرة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.04.22‬بتاريخ ‪ 12‬من ذي الحجة ‪ 3( 1424‬فبراير ‪،)2004‬‬
‫المنشور في الجريدة الرسمية‪ :‬عدد ‪ ،5184‬بتاريخ ‪ 14‬ذو الحجة ‪ 5( 1424‬فبراير ‪ ،)2004‬ص‪.418‬‬
‫‪ 3‬قانونيا الخطبة ليست سوى وسيلة للتعارف بين خطيبين وليست شرطا أو ركنا للزواج‪ ،‬ويمكن للخطيبين العدول عنها باتفاقهما أو بإرادة منفردة‬
‫ألحدهما مع مراعاة مقتضيات المواد ‪7‬و ‪ 8‬و‪ 9‬و‪ 156‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫‪ -‬أال تكون من يراد خطبتها مخطوبة من طرف رجل أخر‪ ،‬نظ ار لما في ذلك من إيذاء‬
‫وإفساد على الخاطب األول‪.4‬‬
‫وقد أباحت الشريعة نظر الخاطب للمخطوبة مع عدم الخلوة في حدود الوجه والقدمين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العدول عن الخطبة‬


‫قد تنتهي الخطبة بالزواج كما قد تنتهي بغير ذلك كالفسخ أو بوفاة أحد المخطوبين أو‬
‫بعدولهما أو عدول أحدهما عنها‪ ،‬وتنص المادة ‪ 6‬من مدونة األسرة على أنه "يعتبر الطرفان‬
‫في فترة خطبة إلى حين اإلشهاد على عقد الزواج‪ ،‬ولكل من الطرفين حق العدول عنها‪".‬‬
‫فالمشرع يبيح العدول عن الخطبة ألنها مجرد وعد متبادل بالزواج وهذا بنص المادة ‪ 7‬من‬
‫نفس المدونة "مجرد العدول عن الخطبة ال يترتب عنه تعويض"‪.‬‬
‫غير أنه في بعض الحاالت قد ُيحدث العدول المنفرد بالطرف األخر ضررا‪ ،‬مثال ذلك‬
‫الهدايا المقدمة الى المخطوبة من طرف الخاطب‪ ،‬هل له الحق في استردادها وهل‬
‫للمخطوبة حق استرداد الهدايا المقدمة للخاطب؟ وهل له الحق في استرداد الصداق؟‬
‫يجيبنا المشرع عن التساؤل األول في المادة ‪ 8‬من المدونة "لكل من الخاطب والمخطوبة‬
‫أن يسترد ما قدمه من هدايا‪ ،‬ما لم يكن العدول عن الخطبة من قبله‪ .‬ترد الهدايا بعينها‪ ،‬أو‬
‫ويشترط أن يكون العدول من قبلها ال من قبله‪ ،‬كما يجيبنا عن‬
‫بقيمتها حسب األحوال"‪ُ ،‬‬
‫السؤال الثاني في المادة ‪" 9‬إذا قدم الخاطب الصداق أو جزءا منه‪ ،‬وحدث عدول عن‬
‫الخطبة أو مات أحد الطرفين أثناءها‪ ،‬فللخاطب أو لورثته استرداد ما سلم بعينه إن كان‬
‫قائما‪ ،‬وإال فمثله أو قيمته يوم تسلمه‪ .‬إذا لم ترغب المخطوبة في أداء المبلغ الذي حول إلى‬
‫جهاز‪ ،‬تحمل المتسبب في العدول ما قد ينتج عن ذلك من خسارة بين قيمة الجهاز والمبلغ‬
‫المؤدى فيه‪ ،".‬فال يحق للمخطوبة أن تتحفظ بالصداق ما دام الزواج لم يتم‪.‬‬

‫‪ 4‬لقوله صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ال يخطب الرجل على خطبة الرجل حتى يترك الخاطب قبله‪ ،‬أو يأذن له الخاطب"‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫إذا حدث اتصال بين الجنسين ونتج عنه حمل فمن الناحية الفقهية ال يجب أن ينسب‬
‫االبن الى األب ألنه يعتبر في هذه الحالة ابن زنا‪ ،‬أما المشرع فقد أجاز نسب االبن لألب‬
‫وذلك حسب قرار محكمة النقض‪ 5‬انطالقا من المادة ‪ 156‬التي تنص على ما يلي‪،‬‬
‫إذا تمت الخطوبة‪ ،‬وحصل اإليجاب والقبول وحالت ظروف قاهرة دون توثيق عقد الزواج‬
‫وظهر حمل بالمخطوبة‪ ،‬ينسب للخاطب للشبهة إذا توافرت الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا اشتهرت الخطبة بين أسرتيهما‪ ،‬ووافق ولي الزوجة عليها عند االقتضاء؛‬
‫‪ -‬إذا تبين أن المخطوبة حملت أثناء الخطبة؛‬
‫‪ -‬إذا أقر الخطيبان أن الحمل منهما‪ .‬تتم معاينة هذه الشروط بمقرر قضائي غير قابل‬
‫للطعن‪.‬‬
‫إذا أنكر الخاطب أن يكون ذلك الحمل منه‪ ،‬أمكن اللجوء إلى جميع الوسائل الشرعية في‬
‫إثبات النسب‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أركان الزواج وشروطه‬
‫ور ِع ٍ‬
‫ين‪"7‬‬ ‫اهم ِب ُح ٍ‬ ‫َٰ ِ‬
‫الزواج لغة هو االرتباط واالقتران واالزدواج‪ ،‬لقوله تعالى " َك َذل َك َوَزَّو ْجَن ُ‬
‫امرة بغية يحل استمتاع أحدهما باآلخر على الوجه المشروع‬
‫واصطالحا هو عقد بين رجل و أ‬
‫وما يترتب من واجبات اتجاه بعضها البعض‪ ،‬ويطلق عليه أيضا "النكاح"‪.‬‬
‫تعرفه المادة ‪ 4‬من مدونة باألسرة بأنه "ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على‬
‫وجه الدوام‪ ،‬غايته اإلحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة‪ ،‬برعاية الزوجين طبقا ألحكام‬
‫هذه المدونة‪".‬‬

‫‪ 5‬قرار محكمة النقض المغربية رقم ‪ 390‬بتاريخ ‪ 26‬يونيو ‪" :2011‬ينسب الحمل الظاهر بالمخطوبة للخاطب للشبهة إذا توافرت جميع الشروط‬
‫المقررة في المادة ‪ 156‬من مدونة األسرة ال بعضها‪ ،‬وعليه مادام المدعى عليه وإن أقر بحصول الخطبة واشتهارها إال أنه أنكر أن يكون الحمل‬
‫منه مدعيا ظهوره بالمخطوبة قبل حصول الخطبة مما كان يقتضي من المحكمة قبل أن تلجأ إلى جميع الوسائل الشرعية في إثبات النسب‪ ،‬وتقرر‬
‫في لحوق نسب المولود إليه أن تتحقق من ظهور الحمل أثناء فترة الخطبة‪".‬‬
‫‪ 6‬من المادة ‪ 10‬الى المادة ‪ 18‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫زوجناهم أيضا فيها حورا من النساء"‪.‬‬
‫‪ 7‬سورة الدخان‪ ،‬اآلية ‪ ،54‬قيل في تفسيرها "كذلك أكرمناهم بأن ّ‬

‫‪4‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫على غرار العديد من قوانين األحوال الشخصية أو األسرة لبعض الدول العربية‪ ،‬عرفت‬
‫ظا‪.9"8‬‬‫نكم ِميثَا ًقا َغلِي ً‬
‫َخ ْذ َن ِم ُ‬
‫مدونة األسرة الزواج بالميثاق طبقا لما ورد في قوله تعالى‪"َ :‬وأ َ‬
‫عرفت المدونة الزواج بأنه ميثاق‪ ،‬والميثاق له قدسيته وهو شرعي يربط بين رجل وامرأة‪،‬‬
‫والزواج يعتبر من العقود الشرعية ولذلك يجب أن يكون في نطاق الشرع اإلسالمي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أركان الزواج‬


‫• العاقدان‪ ،‬أي الزوج والزوجة (فال يمكن قيام العقد من غير عاقدان)‪.‬‬
‫• الصيغة‪ ،‬أي اإليجاب والقبول‪.‬‬
‫ركن العاقدان يشترط توفر أهلية الزوج والزوجة وانتفاء الموانع الشرعية بينهما‪.‬‬
‫أما ركن الصيغة ‪-‬اإليجاب والقبول‪ -‬منصوص عليه في المادة ‪ 10‬من المدونة "ينعقد‬
‫الزواج بإيجاب من أحد المتعاقدين وقبول من اآلخر‪ ،‬بألفاظ تفيد معنى الزواج لغة أو عرفا‪.‬‬
‫يصح اإليجاب والقبول من العاجز عن النطق بالكتابة إن كان يكتب‪ ،‬وإال فبإشارته المفهومة‬
‫من الطرف اآلخر ومن الشاهدين‪".‬‬
‫واإليجاب هو التعبير عن إرادة الشخص يعرض على غيره أن يتعاقد معه‪ ،‬وفي الزواج‬
‫طلب الرجل الزواج من المرأة‪ ،‬القبول هو التعبير إرادة من وجه إليه اإليجاب فإذا صدر‬
‫القبول مطابقا لإليجاب تم التعاقد بين الموجب والقابل‪ ،10‬وذلك باقتران اإليجاب بالقبول‪.‬‬
‫ويشترط في اإليجاب والقبول أن يكونا حسب المادة ‪ 11‬من المدونة كاآلتي‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬شفويين عند االستطاعة‪ ،‬وإال فبالكتابة أو باإلشارة المفهومة‪.‬‬
‫‪ -‬متطابقين وفي مجلس واحد‪.‬‬
‫‪ -‬باتين غير مقيدين بأجل أو شرط واقف أو فاسخ‬

‫ع ْقدة النكاح من عه ٍد على إمساكها بمعروف أو تسريحها بإحسان‪.‬‬


‫‪ 8‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪ ،21‬الميثاق الغليظ هو ما أخذ للمرأة على زوجها عند ُ‬
‫‪ 9‬محمد الشافعي‪ :‬الزواج وانحالله في مدونة األسرة‪ ،‬سلسلة البحوث الجامعية العدد الرابع والعشرون‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫مراكش‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ 10‬كريم متقي‪ :‬محاضرات في قانون األسرة المغربي‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية الحقوق فاس‪ ،2019-2018 ،‬ص‪.41‬‬

‫‪5‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫األصل في العقود عدم التقيد بألفاظ معينة‪ ،‬فالعبرة بالمقاصد والمعاني ال باأللفاظ‬
‫والمباني‪ ،‬وهذا ما نهجه المشرع المغربي الذي ذهب الى جواز كل األلفاظ التي لها معنى‬
‫الزواج لغة أو عرفا‪ ،‬وعند العجز عن النطق تقوم الكتابة مقام اللفظ‪ ،‬وإذا كان المتعاقد‬
‫عاج از عنهما فإن العقد ينعقد باإلشارة المفهومة من الطرف االخر ومن الشاهدين‪.‬‬
‫أما المجلس الواحد فيتحقق بالحيز المكاني الواحد الذي يجتمع فيه الطرفان ويقدم أحدهما‬
‫إيجابه والثاني قبوله أمام الشاهدين العدلين ودون أن يفصل بينهما ما يعتبر في العرف‬
‫إعراضا عن اإليجاب ورفضا له‪.11‬‬
‫ويجب أن يكون االيجاب والقبول باتين أي نهائيين غير مقرونين بشرط أو أجل واقف أو‬
‫فاسخ على وجه التأبيد‪ ،12‬كما ُيشترط خلو اإليجاب والقبول من عيوب الرضى‪.13‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط صحة الزواج‬


‫طبقا للمادة ‪ 13‬من مدونة األسرة‪:‬‬
‫‪-1‬أهلية الزوج والزوجة؛‬
‫‪-2‬عدم االتفاق على إسقاط الصداق؛‬
‫‪-3‬ولي الزواج عند االقتضاء؛‬
‫‪-4‬سماع العدلين التصريح باإليجاب والقبول من الزوجين وتوثيقه؛‬
‫‪-5‬انتفاء الموانع الشرعية‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أهلية الزوج والزوجة‬
‫أي أن يكونا عاقلين وبالغين سن الزواج ساعة إبرام العقد ال ساعة الدخول‪ ،‬وقد نصت‬
‫المادة ‪ 19‬من المدونة على ما يلي " تكتمل أهلية الزواج بإتمام الفتى والفتاة المتمتعين‬

‫‪ 11‬لحسن خضيري‪ :‬الوجيز في أحكام الزواج في ضوء مدونة األحوال الشخصية‪ ،‬شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪،1995 ،‬‬
‫ص‪.67‬‬
‫‪ 12‬ادريس الفاخوري‪ :‬قانون األسرة المغربي "أحكام الزواج وانحالل ميثاق الزوجية"‪ ،‬مطبعة الجسور‪ ،‬وجدة‪ ،2020-2019 ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ 13‬أنظر المواد ‪ 12‬و‪ 63‬و‪ 66‬من مدونة األسرة‪ ،‬حيث يجوز لمن تعيبت ارادته بإكراه أو تدليس أن يطالب بفسخ الزواج داخل اآلجال المنصوص‬
‫عليها في المواد سالفة الذكر‪.‬‬
‫‪ 14‬من المادة ‪ 19‬الى المادة ‪ 25‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫بقواهما العقلية ثمان عشرة سنة شمسية‪ ".‬غير ان المشرع في المادة ‪ 20‬من المدونة جوز‬
‫لقاضي األسرة المكلف بالزواج أن يأذن بزواج الفتى أو الفتاة دون سن األهلية مع مراعاة‬
‫الضوابط المنصوص عليها في المادة سالفة الذكر‪ ،15‬واشترط المشرع كشرط حتمي فيمن‬
‫يرغب في الزواج أن يكون عاقال غير مصاب بأي إعاقة في قواه العقلية‪ ،‬وقد وضع المشرع‬
‫استثناء لزواج المصاب بإعاقة ذهنية ذك ار كان أم أنثى في المادة ‪ 23‬من المدونة "يأذن‬
‫قاضي األسرة المكلف بالزواج بزواج الشخص المصاب بإعاقة ذهنية ذك ار كان أم أنثى‪ ،‬بعد‬
‫تقديم تقرير حول حالة اإلعاقة من طرف طبيب خبير أو أكثر‪ .‬يطلع القاضي الطرف‬
‫اآلخر على التقرير وينص على ذلك في محضر‪ .‬يجب أن يكون الطرف اآلخر راشدا‬
‫ويرضى صراحة في تعهد رسمي بعقد الزواج مع المصاب باإلعاقة"‪.‬‬
‫والمشرع باشتراطه تلك الشروط يكون قد منع إبرام الزواج بين شخصين مصابين معا‬
‫بإعاقة ذهنية أو زواج المعاق ذهنيا من القاصر‪.16‬‬

‫‪17‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬عدم االتفاق على اسقاط الصداق‬
‫الصد َقة ‪-‬بضم الدال‪ -‬لقوله‬
‫ُ‬ ‫الصداق – بفتح الصاد وكسرها – هو مهر المرأة‪ ،‬ويسمى‬
‫ص ُد َق ِات ِه َّن ِن ْحَل ًة‪ "18‬تعرفه المدونة في المادة ‪ 26‬بما يلي "الصداق هو ما‬
‫اء َ‬
‫ِ‬
‫تعالى " َوآتُوا الن َس َ‬
‫يقدمه الزوج لزوجته إشعا ار بالرغبة في عقد الزواج وإنشاء أسرة مستقرة‪ ،‬وتثبيت أسس المودة‬
‫والعشرة بين الزوجين‪ ،‬وأساسه الشرعي هو قيمته المعنوية والرمزية‪ ،‬وليس قيمته المادية‪".‬‬
‫ويذهب جمهور الفقهاء على وجوب المهر في الزواج‪ ،‬إال أنهم ال يعتبرونه ركن من‬
‫أركان انعقاده‪ ،‬وال حتى شرطا من شروط صحته‪ .19‬ولكن المالكية ذهبوا الى القول بأنه‬

‫‪ 15‬وزواج القاصر متوقف على موفقة نائبه الشرعي حسب المادة ‪ 21‬من المدونة‪ ،‬راجع المادة ‪ 20‬وما يليها في باب األهلية والوالية في الزواج‪.‬‬
‫‪ 16‬ادريس الفاخوري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫‪ 17‬من المادة ‪ 26‬الى ‪ 34‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ 18‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪ ،4‬ورد في تفسيرها وأعطوا النساء مهورهن عطية واجبة وفريضة الزمة‪ ،‬ويستدل جمهور الفقهاء على وجوب المهر‬
‫بالكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬
‫‪ 19‬ادريس الفاخوري‪ :‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.91‬‬

‫‪7‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫شرط صحة في الزواج‪ ،‬بل قال بعضهم أنه من أركانه‪ ،‬وقد سار المشرع المغربي على‬
‫منوال الفقه المالكي في اعتباره الصداق شرطا من شروط صحة الزواج‪.‬‬
‫أما عن مقدار الصداق فالمادة ‪ 28‬من المدونة تنص على ما يلي "كل ما صح التزامه‬
‫شرعا‪ ،‬صلح أن يكون صداقا‪ ،‬والمطلوب شرعا هو تخفيف الصداق‪ ".‬وقد أصاب المشرع‬
‫عين الصواب‪ ،‬فالمغاالة في المهور تفضي بالشباب الى العزوف والنفور‪.‬‬
‫أوال‪ :‬شروط الصداق‬
‫من حيث الشروط المتعلقة بزمانه‪ ،‬نصت المادة ‪ 27‬أن الصداق يحدد وقت ابرام‬
‫العقد‪ ،‬ولكن نجد في المادة ‪ 30‬أنه "يجوز االتفاق على تعجيل الصداق أو تأجيله إلى أجل‬
‫مسمى كال أو بعضا‪ ".‬كما يجوز تعجيل بعضه وتأجيل بعضه‪ ،‬والصداق المتفق على‬
‫تعجيله يسمى صداق معجل‪ ،‬أما الصداق المؤجل أو ما يصطلح عليه "الصداق الكالئ"‬
‫يؤدى عند حلول األجل المتفق عليه بنص المادة ‪ 31‬من المدونة‪.20‬‬
‫أما من حيث الشروط المتعلقة بصفته‪ ،‬ففي الغالب تكون صفة الصداق ماال‪ ،‬غير أنه ال‬
‫مانع أن يكون غير ذلك كالذهب والفضة أو عقار أو منقول‪ ،‬شرط أن يكون مما يصح‬
‫التزامه شرعا بنص المادة ‪ 28‬من المدونة‪.21‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع الصداق‬
‫الصداق المسمى‪ ،‬هو الذي اتفق األطراف المتعاقدة على مقداره ونوعه عند العقد‪،‬‬
‫وتستقل الزوجة الرشيدة وحدها بتحديد الصداق دون تدخل أو اعتراض من وليها على ذلك‪،‬‬
‫إال في حالة اإلذن بزواج الفتاة دون سن األهلية‪ ،‬ألن زواج القاصر يبقى متوقفا على موافقة‬
‫نائبه الشرعي‪.22‬‬

‫‪ 20‬المادة ‪ 31‬من المدونة‪ :‬يؤدى الصداق عند حلول األجل المتفق عليه‪ .‬للزوجة المطالبة بأداء الحال من الصداق قبل بداية المعاشرة الزوجية‪ .‬إذا‬
‫وقعت المعاشرة الزوجية قبل األداء‪ ،‬أصبح الصداق دينا في ذمة الزوج‪.‬‬
‫‪ 21‬المادة ‪ 28‬من المدونة‪" :‬كل ما صح التزامه شرعا‪ ،‬صلح أن يكون صداقا‪ ،‬والمطلوب شرعا تخفيف الصداق‪".‬‬
‫‪ 22‬الفقرة األولى من المادة ‪ 21‬من المدونة‪" :‬زواج القاصر متوقف على موافقة نائبه الشرعي‪".‬‬

‫‪8‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫صداق المثل‪ ،‬هو الذي يدفع للمرأة التي تماثل الزوجة من أسرة أبيها‪ ،‬أو ما يدفع عادة‬
‫صداقا لنظرائها من نساء أهله‪ .23‬وتستحقه المرأة في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬حالة الزواج الفاسد‪ :‬إذا سمي للزوجة صداق مما ال يصح التزامه أو االنتفاع به‬
‫شرعا‪ ،‬فإذا لم يحصل البناء – الدخول ‪ -‬بالزوجة يفسخ الزواج ألنه فاسد – لصداقه‬
‫‪ ،-‬وإذا حصل البناء يصحح الزواج بصداق المثل‪.24‬‬
‫‪ -‬حالة زواج التفويض‪ :‬وهي الحالة التي يسكت فيها الطرفان عن تحديد الصداق وقت‬
‫إبرام العقد فيعتبر العقد زواج تفويض‪ ،‬وال يتراضى الزوجان بعد البناء عن مقدار‬
‫الصداق‪ ،‬فعندئذ تتدخل المحكمة لتحديده مراعية الوسط االجتماعي للزوجين‪.25‬‬
‫ثالثا‪ :‬حاالت استحقاق الزوجة للصداق‬
‫وقد اعتبرت المدونة في المادة ‪ 29‬أن الصداق ملك للمرأة تتصرف فيه كيف شاءت وال‬
‫حق للزوج في مطالبتها بعوض أو مقابل للصداق‪ .‬وطبقا لمقتضيات المادة ‪ 32‬من المدونة‪:‬‬
‫"تستحق الزوجة الصداق كله بالبناء أو الموت قبله‪.‬‬
‫تستحق الزوجة نصف الصداق المسمى إذا وقع الطالق قبل البناء‪.‬‬
‫ال تستحق الزوجة الصداق قبل البناء‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا وقع فسخ عقد الزواج؛‬
‫‪ -2‬إذا وقع رد عقد الزواج بسبب عيب في الزوجة‪ ،‬أو كان الرد من الزوجة بسبب‬
‫عيب في الزوج؛‬
‫‪ -3‬إذا حدث الطالق في زواج التفويض‪".‬‬

‫‪ 23‬ادريس الفاخوري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.98‬‬


‫تكون المماثلة في ما يعتد به من صفات الزوجة‪ ،‬كالسن والجمال والتدين واألدب والعقل والتعليم والبكارة والثيوبة وكونها ولودا أو عقيما‪ ،‬فإن لم‬
‫توجد من تماثلها في أسرة أبيها‪ ،‬اعتبر مهر المثل ا مرأة من أسرة تماثل أسرة أبيها من أهل بلدها‪ ،‬مع مراعاة حال الزوج أيضا وماله‪ ،‬ومع‬
‫مراعاة المستوى العام للمهور حسب العادات والتقاليد لبلد الزوجة‪.‬‬
‫‪ 24‬المادة ‪ 60‬من المدونة‪ " :‬يفسخ الزواج الفاسد قبل البناء وال صداق فيه إذا لم تتوفر في الصداق شروطه الشرعية‪ ،‬ويصحح بعد البناء بصداق‬
‫المثل‪ ،‬وتراعي المحكمة في تحديده الوسط االجتماعي للزوجين‪".‬‬
‫‪ 25‬المادة ‪ 27‬من المدونة‪" :‬يحدد الصداق وقت إبرام العقد‪ ،‬وفي حالة السكوت عن تحديده‪ ،‬يعتبر العقد زواج تفويض‪ .‬إذا لم يتراض الزوجان‬
‫بعد البناء على قدر الصداق في زواج التفويض‪ ،‬فإن المحكمة تحدده مراعية الوسط االجتماعي للزوجين"‬

‫‪9‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫وقد سار المشرع في قضية استحقاق الزوجة لنصف الصداق المسمى إذا وقع الطالق‬
‫ِ‬ ‫قبل البناء مصداقا لقول هللا تعالى‪ " :‬وإِن َ َّ‬
‫ضتُ ْم َل ُه َّن‬ ‫وه َّن من َقْب ِل أَن تَ َم ُّس ُ‬
‫وه َّن َوَق ْد َف َر ْ‬ ‫طلْقتُ ُم ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ضتُ ْم "‪.26‬‬
‫ف َما َف َر ْ‬
‫صُ‬ ‫َف ِر َ‬
‫يض ًة َفن ْ‬
‫وتجدر اإلشارة الى أن الزوجة تستحق نصف الصداق في حالة أخرى منصوص عليها‬
‫في المادة ‪ 110‬من المدونة‪" :‬إذا علم الزوج بالعيب قبل العقد‪ ،‬وطلق قبل البناء‪ ،‬لزمه‬
‫نصف الصداق"‪.‬‬
‫وفي حالة اختلف الزوجين في قبض الصداق‪ ،‬فقبل حصول البناء تصدق الزوجة بعد أن‬
‫تحلف إن كانت راشدة على أنها لم تقبض صداقها ويحكم على الزوج به‪ ،‬أما بعد حصول‬
‫البناء فإن الزوج هو الذي يصدق بيمينه‪.27‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬ولي الزواج عند االقتضاء‬


‫أوال‪ :‬الوالية‬
‫تعريفها لغة اإلعانة وقيام الشخص بأمر غيره‪ ،‬اصطالحا سلطة تجعل لمن تثبت له‬
‫القدرة على إنشاء التصرفات القانونية نيابة عن المولى عنه‪ ،‬وهي أنواع‪ ،‬الوالية عن النفس‬
‫‪-‬كتزويج القاصر‪ ،-‬الوالية عن المال –تكون لمن ليست لديه القدرة كالقاصر‪ ،-‬وقد حدد‬
‫الفقه المالكي شروط الوالية في التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون الولي ذكرا‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون مسلما‪ ،‬إال إذا كانت المولى عنها كتابية جاز أن يكون كتابيا‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون بالغا‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون من أقرباء المرأة محل الزواج‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يكون الولي عدال‪.‬‬

‫‪ 26‬سورة البقرة اآلية ‪.237‬‬


‫‪ 27‬كريم متقي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.50‬‬

‫‪10‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫وقد اعتبرت المدونة في المادة ‪ 24‬أن الوالية حق للمرأة تمارسه الراشدة حسب اختيارها‬
‫ومصلحتها‪ ،‬غير أن المادة ‪ 25‬تنص على أن للراشدة أن تعقد زواجها بنفسها‪ ،‬أو تفوض‬
‫ذلك ألبيها أو ألحد أقاربها‪.‬‬
‫وبالرغم من أن الوالية حكمها عند جمهور الفقهاء أنها شرط من شروط صحة الزواج وال‬
‫يمكن للمرأة أن تعقد الزواج لنفسها بنفسها‪ ،‬إال أن المشرع وافق رأي المذهب الحنفي في عدم‬
‫اعتبار الوالية شرط من شروط صحة الزواج‪ ،‬واعتبر أن الوالية تكون عند االقتضاء فقط‪،‬‬
‫كحالة زواج القاصر فزواجها متوقف على موافقة النائب الشرعي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوكالة‬
‫األصل في العقود أنها تباشر من طرف أصحابها‪ ،‬إال أن القانون أجاز التوكيل في إبرام‬
‫العقود‪ ،‬والوكالة عرفها المشرع في الفصل ‪ 879‬من قانون االلتزامات والعقود "عقد بمقتضاه‬
‫يكلف شخص شخصا آخر بإجراء عمل مشروع لحسابه"‪ ،‬وطبقا للمادة ‪ 17‬من المدونة‬
‫يمكن التوكيل على إبرام عقد الزواج بإذن من قاضي األسرة المكلف بالزواج وفق والشروط‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود ظروف خاصة ليتأتى للموكل معها أن يقوم بإبرام عقد الزواج بنفسه‪.‬‬
‫‪ -2‬تحرير وكالة عقد الزواج في ورقة رسمية أو عرفية‪ ،‬مصادق على توقيع الموكل‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون الوكيل راشدا متمتعا بكامل أهليته المدنية‪ ،‬وفي حالة توكيله من الولي يجب‬
‫أن تتوفر فيه شروط الوالية؛‬
‫‪ -4‬أن يعين الموكل في الوكالة اسم الزوج اآلخر ومواصفاته‪ ،‬والمعلومات المتعلقة‬
‫بهويته‪ ،‬وكل المعلومات التي يرى فائدة في ذكرها؛‬
‫‪ -5‬أن تتضمن الوكالة قدر الصداق‪ ،‬وعند االقتضاء المعجل منه والمؤجل‪ .‬وللموكل أن‬
‫يحدد الشروط التي يريد إدراجها في العقد والشروط التي يقبلها من الطرف اآلخر؛‬

‫‪11‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫‪ -6‬أن يؤشر القاضي المذكور على الوكالة بعد التأكد من توفرها على الشروط‬
‫المطلوبة‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬سماع العدلين التصريح باإليجاب والقبول من الزوجين وتوثيقه‬


‫سار المشرع على منوال جمهور الفقهاء في اعتبار اإلشهاد شرط من شروط صحة‬
‫الزواج‪ ،‬والمقصود بالعدلين في المادة ‪ 13‬هما موثقين اثنين من العدول تعينهم و ازرة العدل‬
‫للقيام بمهمة توثيق العقود والحقوق وفقا للقانون المنظم لخطة العدالة‪.28‬‬
‫يتعين إبرام عقد الزواج بإيجاب وقبول شفويين في مجلس واحد أمام عدلين من العدول‬
‫المعينين لتوثيق العقود‪ .29‬يشترط في الشاهدين أن يكونا رجلين بالغين‪ ،‬مسلمين‪ ،‬عدلين ‪-‬‬
‫غير فاسقين‪.-‬‬
‫تجدر اإلشارة الى أن المشرع وضع للمغاربة المقيمين بالخارج استثناء بخصوص شرط‬
‫سماع العدلين‪ ،‬فيكفي حضور شاهدين مسلمين عوض العدلين‪ ،‬مع مراعاة الشروط األخرى‬
‫المنصوص عليها في المدونة‪.‬‬

‫الفقرة الخامسة‪ :‬انتفاء الموانع الشرعية‬


‫انتفاء الموانع الشرعية شرط من شروط صحة الزواج‪ ،‬والمانع لغة هو الحائل أو الحاجز‬
‫بين الشيئين واصطالحا هو ما "يلزم من وجوده العدم وال يلزم من عدمه وجود وال عدم‬
‫لذاته‪ ،"30‬والمقصود بموانع الزواج صفات في المرأة تجعلها محرمة على الرجل‪ ،‬وطبقا للمادة‬
‫‪ 35‬من المدونة موانع الزواج قسمان‪ ،‬موانع مؤبدة وموانع مؤقتة‪.‬‬

‫‪ 28‬القانون رقم ‪ 03.16‬المتعلق بخطة العدالة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.06.56‬بتاريخ محرم ‪ 14( 1427‬فبراير ‪ .)2006‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ :‬عدد ‪ ،5400‬فاتح صفر ‪ 2( 1427‬مارس ‪ ،)2006‬ص‪.556‬‬
‫‪ 29‬ادريس الفاخوري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.145‬‬
‫‪ 30‬أورده سعد فتح هللا عمر‪ ،‬وعمر علي عناد نهار‪ :‬موانع الزواج عند اليهود والنصارى "دراسة مقارنة"‪ ،‬المجلد ‪ 20‬العدد ‪ ،7‬مجلة جامعة‬
‫تكريت للعلوم اإلنسانية‪ ،‬تكريت العراق‪ ،2018 ،‬ص‪.4‬‬

‫‪12‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫‪31‬‬
‫أوال‪ :‬الموانع المؤبدة‬
‫والمقصود بها النساء االتي ال يجوز للرجل أن يتزوج بواحدة منهن أبدا‪ ،‬مهما كانت‬
‫الظروف واألحوال‪ ،‬وذلك راجع لوجود عالقة بين الرجل والمرأة غير قابلة للزوال‪.‬‬

‫وقد حصر المشرع هذه الموانع انطالقا من قوله تعالى‪ُ ":‬ح ِرَم ْت َعَل ْي ُك ْم أ َّ‬
‫ُم َهاتُ ُك ْم َوَبَناتُ ُك ْم‬
‫َخ َواتُ ُكم‬ ‫َّ ِ‬ ‫ُخ ِت َوأ َّ‬
‫ض ْعَن ُك ْم َوأ َ‬ ‫ُم َهاتُ ُك ُم الالتي أ َْر َ‬ ‫ات ْاأل ْ‬
‫ات ْاألَ ِخ َوَبَن ُ‬
‫االتُ ُك ْم َوَبَن ُ‬
‫َخ َواتُ ُك ْم َو َع َّماتُ ُك ْم َو َخ َ‬
‫َوأ َ‬
‫الالِتي َد َخْلتُم ِب ِه َّن َفِإن‬ ‫ورُكم ِمن ِنس ِائ ُكم َّ‬
‫َ ُ‬
‫الالِتي ِفي ُح ُج ِ‬ ‫ات ِنس ِائ ُكم ورب ِائب ُكم َّ‬
‫ُم َه ُ َ ْ َ َ َ ُ ُ‬ ‫اع ِة َوأ َّ‬ ‫ض َ‬ ‫الر َ‬‫ِم َن َّ‬
‫َص َالِب ُك ْم َوأَن تَ ْج َم ُعوا َب ْي َن‬ ‫َّلم تَ ُكونوا دخْلتُم ِب ِه َّن َف َال جناح عَلي ُكم وح َالِئل أَبن ِائ ُكم َّال ِذ ِ‬
‫ين م ْن أ ْ‬‫َ‬ ‫ُ َ َ َ ْ ْ َ َ ُ َْ ُ‬ ‫ْ ُ ََ‬
‫َّللا َكان َغُف ا ِ‬ ‫َّ‬
‫يما‪ "32‬في ثالثة أنواع‪ ،‬مانع القرابة‪ ،‬مانع‬
‫ور َّرح ً‬
‫ً‬ ‫ف ۗ ِإ َّن َّ َ َ‬
‫ُختَ ْي ِن ِإال َما َق ْد َسَل َ‬
‫ْاأل ْ‬
‫المصاهرة‪ ،‬ومانع الرضاع‪.‬‬
‫نص المشرع في المادة ‪ 36‬من المدونة على المحرمات القرابة‪ ،‬وهن أصول الرجل‬
‫وفصوله وفصول أول أصوله وأول فصل من كل أصل وإن عال‪.‬‬
‫‪ -‬أصول الرجل‪ :‬كل امرأة لها على الرجل والدة‪ ،‬وهن األم والجدات من جهة األب‬
‫واألم ومن عال‪ ،‬أي يستمر التحريم صاعدا ليشمل جميع الجدات‪.‬‬
‫‪ -‬فصول الرجل‪ :‬من له عليهن والدة‪ ،‬وهن بناته وبنات بناته وبنات أبنائه وما سفل‪.‬‬
‫‪ -‬فصول أول أصوله‪ :‬أول أصول الرجل هما األب واألم وفصولهما هن أخواته سواء‬
‫كن شقيقاته أو من األم أو األب فقط‪ ،‬ويحرم عليه أيضا بنات أخواته وكذا بنات‬
‫إخوانه وإن سفلن‪ ،‬لقوله تعالى في اآلية أعاله "وبنات األخ وبنات األخت"‪.‬‬
‫‪ -‬أول فصل من كل أصل وإن عال‪ :‬الفروع المباشرة ألجداد وجدات الرجل‪ ،‬وهن‬
‫عمات الرجل وخاالته أو عمات أبيه أو أمه أو أحد أجداده وجداته‪ ،33‬أما بالنسبة‬
‫للفروع غير المباشرة للجدات واألجداد كبنات األعمام وبنات العمات وبنات خاالت‬
‫وبنات األخوال فيحل الزواج بهن‪.‬‬

‫‪ 31‬من المادة ‪ 36‬الى المادة ‪ 38‬من مدونة األسرة‪.‬‬


‫‪ 32‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪ ،23‬هذه اآلية الكريمة هي آية تحريم المحارم من النسب‪ ،‬وما يتبعه من الرضاع والمحارم بالصهر‪.‬‬
‫‪ 33‬ادريس الفاخوري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.149‬‬

‫‪13‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫وقد نصت المادة ‪ 37‬من المدونة على المحرمات بالمصاهرة‪ ،‬وهن أصول الزوجات‬
‫بمجرد العقد‪ ،‬وفصولهن بشرط البناء باألم‪ ،‬وزوجات اآلباء وإن علوا‪ ،‬وزوجات األوالد وإن‬
‫سفلوا بمجرد العقد‪.‬‬
‫‪ -‬أصول الزوجة‪ :‬هن أمهات وجدات الزوجة من أبيها وأمها وإن علون‪ ،‬وفقا للقاعدة‬
‫المعروفة "العقد على البنات يحرم األمهات‪ ،"34‬لقوله تعالى "وأمهات نسائكم"‪.‬‬
‫‪ -‬فصولهن بشرط البناء باألم‪ :‬هن فروع الزوجة‪ ،‬أي بنتها وبنت بنتها ومن سفلن‪،‬‬
‫بشرط الدخول باألم‪ ،‬لقوله تعالى " وربائبكم الالتي في حجوركم من نسائكم الالتي‬
‫دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فال جناح عليكم"‪.‬‬
‫‪ -‬زوجات اآلباء وإن علوا‪ :‬زوجة أب الرجل أو زوجة جده مهما علوا‪ ،‬ويحصل التحريم‬
‫ِ ِ‬
‫النس ِ‬ ‫ِ‬
‫اء‬ ‫بمجرد العقد بدون شرط البناء‪ ،‬لقوله تعالى‪َ " :‬وَال تَنك ُحوا َما َن َك َح َآب ُ‬
‫اؤُكم م َن َ‬
‫اء َسِب ً‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫يال‪"35‬‬ ‫ف ۚ ِإَّن ُه َك َ‬
‫ان َفاح َش ًة َو َمْقتًا َو َس َ‬ ‫ِإال َما َق ْد َسَل َ‬
‫‪ -‬وزوجات األوالد وإن سفلوا بمجرد العقد‪ :‬وهن زوجات فروعه‪ ،‬أي زوجات أبناءه‬
‫وزوجات أبناء ابناءه وزوجات أبناء بناته وما سفل‪ ،‬بمجرد العقد دون شرط البناء‪،‬‬
‫لقوله تعالى " وحالئل أبنائكم الذين من أصالبكم"‪.‬‬
‫أما عن المحرمات بالرضاعة‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 38‬من المدونة‪" ،‬يحرم من الرضاع ما يحرم‬
‫من النسب والمصاهرة‪ .‬يعد الطفل الرضيع خاصة‪ ،‬دون إخوته وأخواته ولدا للمرضعة‬
‫وزوجها‪ .‬ال يمنع الرضاع من الزواج‪ ،‬إال إذا حصل داخل الحولين األولين قبل الفطام‪".‬‬
‫وقد سار المشرع على هدي النبي صلى هللا عليه وسلم في قوله‪" :‬يحرم من الرضاع ما‬
‫يحرم من النسب"‪ ،‬وكذلك قوله تعالى " وأمهاتكم االتي ارضعنكم واخواتكم من الرضاعة"‪،‬‬
‫وتشترط المدونة أن يحصل الرضاع داخل الحولين األولين وقبل فطام الطفل‪ ،‬فإذا حصل‬
‫الرضاع بعد فطامه ال يكون مانعا من الزواج‪.‬‬

‫‪ 34‬عبد الرحيم األمين‪ :‬دروس مادة قانون األسرة "الكتاب األول الزواج"‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية الحقوق أكدال‪ ،2021-2020 ،‬ص‪.38‬‬
‫‪ 35‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.22‬‬

‫‪14‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫فيحرم بالرضاع على الرجل من جهة النسب والمصاهرة‪:‬‬


‫‪ -‬أصوله من الرضاع‪ :‬أمه من الرضاع وأم أمه ومن عال‪.‬‬
‫‪ -‬فصوله من الرضاع‪ :‬بنته من الرضاع‪ ،‬هي التي رضعت من حليب كان هو السبب‬
‫في وجوده‪ ،‬وبنت بنتها وما سفل‪.‬‬
‫‪ -‬فصول أول أصوله من الرضاع‪ :‬هن أخواته من الرضاعة سواء من جهة األب أو‬
‫األم‪ ،‬وبناتهن‪ ،‬وبنات إخوانه من الرضاعة‪ ،‬وإن سفلن‪.‬‬
‫‪ -‬أول فصل من كل أصل من الرضاع وإن عال‪ :‬هن عماته وخاالته من الرضاع‪ ،‬أما‬
‫بناتهن وبنات أخواله وأعمامه من الرضاع فجائز له الزواج بهن‪.‬‬
‫‪ -‬أصول زوجته رضاعا‪ :‬من جهة أبيها وأمها وإن علوا‪ ،‬بمجرد العقد دون شرط البناء‪.‬‬
‫‪ -‬فصول الزوجة بالرضاع بشرط البناء‪ :‬أي فروعها من الرضاع شرط أن يدخل بها‪،‬‬
‫فيحرم عليه بناتها وبنات بناتها وبنات أبنائها من الرضاع وإن سفلن‪.‬‬
‫‪ -‬زوجات اآلباء من الرضاع وإن علوا‪ :‬زوجات أبائه وأجداده من الرضاع وما عال‪.‬‬
‫‪ -‬زوجات األوالد من الرضاع وإن سفلوا‪ :‬هن حالئل أبنائه وأبناء أبنائه وأبناء بناته من‬
‫الرضاع ومن سفلن‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫وهناك نوعين من الموانع كانت موجودة في مدونة األحوال الشخصية ل‪1958-1957‬‬
‫تحديدا في الفصل ‪ 25‬وحذفتهما مدونة األسرة‪ ،‬هما وطئ العاقد في العدة ولو بعدها‪،‬‬
‫واللعان‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫ثانيا‪ :‬الموانع المؤقتة‬
‫والمانع المؤقت عكس المؤبد‪ ،‬فهو سبب للتحريم قابل للزوال‪ ،‬وتنص المادة ‪ 39‬على‬
‫الموانع المؤقتة‪:‬‬
‫‪-1‬الجمع بين أختين‪ ،‬أو بين امرأة وعمتها أو خالتها من نسب أو رضاع؛‬

‫‪ 36‬مدونة قانون األحوال الشخصية‪ ،‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.57.343‬تطبق بموجبه في سائر المملكة المغربية مقتضيات الكتاب األول والثاني‬
‫المتعلق أولهما بالزواج وثانيهما بانحالل ميثاقه‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ :‬عدد ‪ ،2354‬بتاريخ ‪ 13‬جمادى األولى ‪ 6( 1377‬دجنبر ‪ ،)1957‬ص‪.2032‬‬
‫‪ 37‬من المادة ‪ 39‬الى المادة ‪ 46‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫‪-2‬الزيادة في الزوجات على العدد المسموح به شرعا؛‬


‫‪-3‬حدوث الطالق بين الزوجين ثالث مرات‪ ،‬إلى أن تنقضي عدة المرأة من زوج آخر‬
‫دخل بها دخوال يعتد به شرعا؛ زواج المطلقة من آخر يبطل الثالث السابقة‪ ،‬فإذا‬
‫عادت إلى مطلقها يملك عليها ثالثا جديدة؛‬
‫‪-4‬زواج المسلمة بغير المسلم‪ ،‬والمسلم بغير المسلمة ما لم تكن كتابية؛‬
‫‪-5‬وجود المرأة في عالقة زواج أو في عدة أو استبراء‪.‬‬
‫فيمنع الجمع بين االختين سواء كانتا بالنسب أو من الرضاع‪ ،‬لقوله تعالى "وأن تجمعوا‬
‫بين األختين إال ما قد سلف"‪ ،‬كما يمنع الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها لقوله صلى هللا‬
‫عليه وسلم "ال يجمع بين المرأة وعمتها وال بين المرأة وخالتها"‪ ،‬فإذا وقع الطالق زال المانع‪.‬‬
‫كما يمنع الزيادة في الزوجات على العدد المسموح به شرعا‪ ،‬لقوله تعالى " َف ِ‬
‫انك ُحوا َما‬
‫اع‪ ،"38‬فإذا تزوج عليهن كان العقد فاسدا‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اب َل ُكم م َن الن َساء َم ْثَن َٰى َوثُ َال َث َوُرَب َ‬
‫ط َ‬‫َ‬
‫ويمنع زواج الرجل من امرأة طلقها ثالث مرات‪ ،‬إال إذا تزوجت رجل آخر ودخل بها‬
‫طَّلَقها َف َال تَ ِح ُّل َله ِمن بعد حتَّى تَ ِ‬
‫نك َح‬ ‫ِ‬
‫َ ْ ُ َ َٰ‬ ‫ُ‬ ‫دخوال صحيحا زال المانع‪ ،‬مصداقا لقوله تعالى " َفإن َ َ‬
‫َزْو ًجا َغ ْي َرهُ‪."39‬‬
‫وسبب منع المسلمة من الزواج بغير المسلم حتى ولو كان كتابيا هو قوله تعالى " َوَال‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َحتَّ َٰى ُي ْؤ ِم ُنوا ۚ َوَل َع ْبٌد ُّم ْؤ ِم ٌن َخ ْيٌر من ُّم ْش ِرك َوَل ْو أ ْ‬
‫َع َجَب ُك ْم‪ "40‬فإذا أسلم انتفى‬ ‫تُنك ُحوا اْل ُم ْش ِرِك َ‬
‫نكحوا اْلم ْش ِرَك ِ‬
‫ات َحتَّ َٰى‬ ‫ِ‬
‫المانع‪ ،‬ويمنع على المسلم أن يتزوج غير المسلمة لقوله تعالى " َوَال تَ ُ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُي ْؤ ِم َّن ۚ َوَأل ََم ٌة ُّم ْؤ ِمَن ٌة َخ ْيٌر من ُّم ْش ِرَكة َوَل ْو أ ْ‬
‫َع َجَب ْت ُك ْم‪ "41‬إال أن المشرع قد سمح للرجل الزواج‬
‫اب ِح ٌّل‬ ‫ِ‬ ‫طع َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫من الكتابية مصداقا لقوله تعالى " اْليوم أ ِ‬
‫ين أُوتُوا اْلكتَ َ‬
‫ام الذ َ‬ ‫ُح َّل َل ُك ُم الطِيَب ُ‬
‫ات ۖ َو َ َ ُ‬ ‫َْ َ‬

‫‪ 38‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.3‬‬


‫‪ 39‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪ ،230‬قيل في تفسيرها إن طلق الرجل امرأته التطليقة الثالثة بعد التطليقتين اللتين قال هللا تعالى ذكره فيهما‪{ :‬الطالق‬
‫مرتان} فإن امرأته تلك ال تحل له بعد التطليقة الثالثة حتى تنكح زوجا غيره‪ ،‬يعني به غير المطلق‪.‬‬
‫‪ 40‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.221‬‬
‫‪ 41‬نفس اآلية السابقة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫اب ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ات واْلمحصن ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫طعام ُكم ِح ٌّل َّلهم ۖ واْلمحصن ِ‬ ‫َّ‬
‫ين أُوتُوا اْلكتَ َ‬ ‫ات م َن اْل ُم ْؤ ِم َن َ ُ ْ َ َ ُ‬
‫ات م َن الذ َ‬ ‫ُْ َ ُ ْ َ َ ُ‬ ‫ل ُك ْم َو َ َ ُ ْ‬
‫َقْبلِ ُك ْم‪ "42‬فإن كانت غير كتابية وأسلمت جاز له الزواج منها النتفاء مانع الزواج المؤقت‪.‬‬
‫وعلة منع الزواج بمرأة في عالقة زواج هو قوله تعالى "واْلمحصن ِ ِ‬
‫النس ِ‬
‫اء ِإ َّال َما‬ ‫ات م َن َ‬
‫َ ُْ ََ ُ‬
‫َمَل َك ْت أ َْي َم ُان ُك ْم‪ ،"43‬والحكمة من هذا التحريم هو منع اإلنسان من االعتداء على حق الغير‬
‫وحفظ األنساب من االختالط والضياع‪.44‬‬
‫كما يمنع على الرجل ان يتزوج بالمعتدة كيفما كانت العدة‪ ،‬سواء من طالق رجعي أو‬
‫طالق بائن بينونة صغرى أو كبرى أو معتدة وفاة‪ ،‬ويمنع عليه الزواج من امرأة إذا كانت في‬
‫استبراء ترتب عن زواج فاسد أو زنى أو عن وطئ بشبهة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع الزواج وشروطه اإلرادية وإجراءاته اإلدارية والشكلية‬


‫وفي هذا المبحث سنتناول بالدراسة الشروط اإلرادية لعقد الزواج وأثارها (المطلب األول)‪،‬‬
‫أنواع الزواج وأحكامه (المطلب الثاني)‪ ،‬اإلجراءات اإلدارية والشكلية إلبرام عقد الزواج‬
‫(المطلب الثالث)‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الشروط اإلرادية لعقد الزواج وآثارها‬
‫يمكن للزوجين أن يضمنا عقد زواجهما بما أرادوا من الشروط التي تكون ملزمة بعد إبرام‬
‫العقد‪ ،‬إال ما تنافى منها مع أحكام العقد ومقاصده‪ ،‬وما تنافى مع القواعد اآلمرة للقانون‪،‬‬
‫فعندئذ يعتبر الشرط باطال والزواج صحيح بنص المادة ‪ 47‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫وأكثر الشروط شيوعا في المغرب هو شرط عدم التعدد وكذلك شرط تدبير األموال‬
‫المشتركة بين الزوجين‪ ،‬أما عن شرط التعدد فبالرجوع الى المادة ‪ 40‬من المدونة نجد أن‬

‫‪ 42‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪.5‬‬


‫‪ 43‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.24‬‬
‫‪ 44‬ادريس الفاخوري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.71‬‬
‫‪ 45‬من المادة ‪ 47‬الى المادة ‪ 49‬من المدونة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫التعدد يمنع في حالة وجود شرط من الزوجة بعدم التزوج عليها‪ .‬وقياسا على الفصل ‪30‬‬
‫من مدونة األحوال الشخصية السابقة‪ ،‬حيث ينص في فقرته الثانية على حق الزوجة في‬
‫إيراد هذا الشرط إال أن الجزاء أنداك كان ال يعطي للزوجة سوى حق الخيار بين البقاء مع‬
‫الزوج رغم مخالفته للشرط المضمن في عقد الزواج أو التحلل من الرابطة الزوجية‪ ،46‬أما في‬
‫مدونة األسرة فالمادة ‪ 40‬واضحة في منع التعدد عند وجود شرط الزوجة بعدم التزوج عليها‪.‬‬
‫وأما شرط تدبير األموال المشتركة فتنص عليه المادة ‪ 49‬من المدونة " لكل واحد من‬
‫الزوجين ذمة مالية مستقلة عن ذمة اآلخر‪ ،‬غير أنه يجوز لهما في إطار تدبير األموال‬
‫التي ستكتسب أثناء قيام الزوجية‪ ،‬االتفاق على استثمارها وتوزيعها‪ .‬يضمن هذا االتفاق في‬
‫وثيقة مستقلة عن عقد الزواج‪ .‬يقوم العدالن بإشعار الطرفين عند زواجهما باألحكام السالفة‬
‫الذكر‪ .‬إذا لم يكن هناك اتفاق فيرجع للقواعد العامة لإلثبات‪ ،‬مع مراعاة عمل كل واحد من‬
‫الزوجين وما قدمه من مجهودات وما تحمله من أعباء لتنمية أموال األسرة‪".‬‬
‫وقد نص المشرع في الفقرة األولى من المادة ‪ 98‬من المدونة‪ ،‬على أن للزوجة طلب‬
‫التطليق بناء على أحد األسباب الواردة في نفس المادة‪ ،‬ومنها إخالل الزوج بشرط من‬
‫شروط عقد الزواج‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع الزواج وأحكامه‬


‫ينقسم الزواج الى زواج صحيح (الفرع األول)‪ ،‬وزواج غير صحيح (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الزواج الصحيح وآثاره‬
‫يكون الزواج صحيحا بنص المادة ‪ 50‬من المدونة‪ ،‬إذا توفرت في عقد الزواج أركانه‬
‫وشروط صحته‪ ،‬وانتفت الموانع‪ ،‬فيعتبر صحيحا وينتج جميع آثاره من الحقوق والواجبات‬
‫التي رتبتها الشريعة بين الزوجين واألبناء واألقارب‪ ،‬المنصوص عليها في مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪ 46‬ادريس الفاخوري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.217‬‬


‫‪ 47‬من المادة ‪ 50‬الى المادة ‪ 55‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫وتتمثل أثار الزواج الصحيح في مجموع الحقوق والواجبات بين الزوجين واألبناء‬
‫واألقارب‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين‬


‫حددت المدونة في المادة ‪ 51‬هذه الحقوق والواجبات‪:‬‬
‫‪ -1‬المساكنة الشرعية بما تستجوبه من معاشرة زوجية وعدل وتسوية عند التعدد‪،‬‬
‫وإحصان كل منهما وإخالصه لآلخر‪ ،‬بلزوم العفة وصيانة العرض والنسل؛‬
‫‪ -2‬المعاشرة بالمعروف‪ ،‬وتبادل االحترام والمودة والرحمة والحفاظ على مصلحة األسرة؛‬
‫‪ -3‬تحمل الزوجة مع الزوج مسؤولية تسيير ورعاية شؤون البيت واألطفال؛‬
‫‪ -4‬التشاور في اتخاذ الق اررات المتعلقة بتسيير شؤون األسرة واألطفال وتنظيم النسل؛‬
‫‪ -5‬حسن معاملة كل منهما ألبوي اآلخر ومحارمه واحترامهم وزيارتهم واست ازرتهم‬
‫بالمعروف؛‬
‫‪ -6‬حق التوارث بينهما‪.‬‬
‫والمقصود بالمساكنة الشرعية استقرار الزوجين في مسكن مشترك واحد – بيت الزوجية –‬
‫مع حق كل واحد من الزوجين في االستمتاع باآلخر‪ ،‬وتقتضي المساكنة الشرعية حسن‬
‫المعاشرة بين الزوجين‪ ،‬من خالل التعاون على دفع الشر وجلب الخير واإلخالص في أداء‬
‫الواجب الزوجي مع التسامح والمودة واحترام الرأي‪ ،‬وكذلك إقامة العدل بين الزوجات في‬
‫حالة التعدد‪ ،‬ولزوم العفة وصيانة العرض‪.48‬‬
‫وطبقا للمادة ‪ ،52‬عند إصرار أحد الزوجين على اإلخالل بالواجبات المشار إليها في‬
‫المادة ‪ ،51‬يمكن للطرف اآلخر المطالبة بتنفيذ ما هو ملزم به‪ ،‬أو اللجوء إلى مسطرة‬
‫الشقاق المنصوص عليها في المواد من ‪ 94‬إلى ‪ 97‬من المدونة‪.‬‬

‫‪ 48‬محمد الشافعي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.113‬‬

‫‪19‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫تجدر اإلشارة الى أنه وحسب المادة ‪ 52‬من المدونة‪ ،‬إذا قام أحد الزوجين بإخراج اآلخر‬
‫من بيت الزوجية دون مبرر‪ ،‬تدخلت النيابة العامة من أجل إرجاع المطرود إلى بيت‬
‫الزوجية حاال‪ ،‬مع اتخاذ اإلجراءات الكفيلة بأمنه وحمايته‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬حقوق األطفال على األبوين‬


‫نصت المادة ‪ 54‬من المدونة على أن لألطفال على األبوين الحقوق اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬حماية حياتهم وصحتهم منذ الحمل إلى حين بلوغ سن الرشد؛‬
‫‪ -2‬العمل على تثبيت هويتهم والحفاظ عليها خاصة‪ ،‬بالنسبة لالسم والجنسية والتسجيل‬
‫في الحالة المدنية؛‬
‫‪ -3‬النسب والحضانة والنفقة طبقا ألحكام الكتاب الثالث من المدونة؛‬
‫‪ -4‬إرضاع األم ألوالدها عند االستطاعة؛‬
‫‪ -5‬اتخاذ كل التدابير الممكنة للنمو الطبيعي لألطفال بالحفاظ على سالمتهم الجسدية‬
‫والنفسية والعناية بصحتهم وقاية وعالجا؛‬
‫‪ -6‬التوجيه الديني والتربية على السلوك القويم وقيم النبل المؤدية إلى الصدق في القول‬
‫والعمل‪ ،‬واجتناب العنف المفضي إلى اإلضرار الجسدي والمعنوي‪ ،‬والحرص على‬
‫الوقاية من كل استغالل يضر بمصالح الطفل؛‬
‫‪ -7‬التعليم والتكوين الذي يؤهلهم للحياة العملية وللعضوية النافعة في المجتمع‪ ،‬وعلى‬
‫اآلباء أن يهيئوا ألوالدهم قدر المستطاع الظروف المالئمة لمتابعة دراستهم حسب‬
‫استعدادهم الفكري والبدني‪.‬‬
‫عندما يفترق الزوجان‪ ،‬تتوزع هذه الواجبات بينهما بحسب ما هو مبين في أحكام‬
‫الحضانة‪.‬‬
‫عند وفاة أحد الزوجين أو كليهما تنتقل هذه الواجبات إلى الحاضن والنائب الشرعي‬
‫بحسب مسؤولية كل واحد منهما‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫يتمتع الطفل المصاب بإعاقة‪ ،‬إضافة إلى الحقوق المذكورة أعاله‪ ،‬بالحق في الرعاية‬
‫الخاصة بحالته‪ ،‬وال سيما التعليم والتأهيل المناسبان إلعاقته قصد تسهيل إدماجه في‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫تعتبر الدولة مسؤولة عن اتخاذ التدابير الالزمة لحماية األطفال وضمان حقوقهم ورعايتها‬
‫طبقا للقانون‪.‬‬
‫تسهر النيابة العامة على مراقبة تنفيذ األحكام السالفة الذكر‪.‬‬
‫وطبقا للمادة ‪ 55‬من المدونة‪ ،‬ينشئ عقد الزواج أثا ار تمتد الى أقارب الزوجين كموانع‬
‫الزواج الراجعة الى المصاهرة‪ ،‬والرضاع‪ ،‬والجمع‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الزواج غير الصحيح وآثاره‬
‫وحسب المادة ‪ 56‬من المدونة يكون الزواج غير الصحيح إما باطال وإما فاسدا‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الزواج الباطل‬


‫وطبقا للمادة ‪ 57‬من المدونة يكون الزواج باطال في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا اختل فيه أحد األركان المنصوص عليها في المادة ‪.10‬‬
‫‪ -2‬إذا وجد بين الزوجين أحد موانع الزواج المنصوص عليها في المواد ‪ 35‬إلى ‪.39‬‬
‫‪ -3‬إذا انعدم التطابق بين اإليجاب والقبول‪.‬‬
‫وطبقا للمادة ‪ 58‬من المدونة‪ ،‬تصرح المحكمة ببطالن الزواج تطبيقا ألحكام المادة ‪57‬‬
‫بمجرد اطالعها عليه‪ ،‬أو بطلب ممن يعنيه باألمر‪ .‬ويترتب على هذا الزواج بعد البناء‬
‫الصداق واالستبراء‪ ،‬كما يترتب عليه عند حسن النية لحوق النسب وحرمة المصاهرة‪.‬‬
‫ويمكن ترتيب أثار الزواج الباطل كاآلتي‪:‬‬

‫‪ 49‬من المادة ‪ 56‬الى المادة ‪ 64‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫‪ -1‬وجوب الصداق للمرأة إذا تم الدخول بها‪ .‬أما إذا تم التصريح ببطالن العقد قبل‬
‫البناء‪ ،‬فال تستحق المرأة الصداق‪.‬‬
‫‪ -2‬وجوب االستبراء (وليس العدة) على الزوجة إذا تم الدخول بها حتى ال تختلط‬
‫األنساب في حالة زواجها من شخص آخر قبل انتهاء مدة االستبراء‪.‬‬
‫‪ -3‬لحوق النسب‪ ،‬غير ذلك يتوقف على قصد الزوج حيث إذا كان هذا األخير حسن‬
‫النية يلحق به الولد ويترتب عن هذا النسب جميع اآلثار المتعلقة بالقرابة وبالتالي‬
‫يحرم الزواج في الدرجات الممنوعة‪ ،‬كما تتحقق به نفقة القرابة واإلرث‪.50‬‬
‫وإذا كان الزوج سيء النية‪ ،‬كأن يكون عالما بالتحريم (أن يتزوج أخته من الرضاع مثال)‬
‫فال يترتب عليه لحوق النسب أو مصاهرة‪ ،‬ويكون الحكم ببطالن الزواج حكما كاشفا وليس‬
‫منشئ للبطالن‪.51‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الزواج الفاسد‬


‫تنص المادة ‪ 59‬من المدونة على أن الزواج الفاسد هو الذي اختل فيه شرط من شروط‬
‫صحته طبقا للمادتين ‪ 60‬و‪ 61‬من المدونة ومنه ما يفسخ قبل البناء ويصحح بعده‪ ،‬ومنه‬
‫ما يفسخ قبل البناء وبعده‪.‬‬
‫وينقسم الزواج الفاسد الى قسمين‪ ،‬الزواج الفاسد لصداقه‪ ،‬والزواج الفاسد لعقده‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الزواج الفاسد لصداقه‬


‫الزواج الفاسد لصداقه يكون عند عدم توفر الصداق على شروطه الشرعية‪ ،52‬وطبقا‬
‫للمادة ‪ 60‬من المدونة‪ ،‬يفسخ قبل البناء وال صداق فيه‪ ،‬ويصحح بعد البناء بصداق المثل‪،‬‬
‫وتراعي المحكمة في تحديده الوسط االجتماعي للزوجين‪.‬‬

‫‪ 50‬محمد الشافعي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.168‬‬


‫‪ 51‬كريم متقي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.100‬‬
‫‪ 52‬هو الزواج الذي سمى فيه الرجل للمرأة صداق ال يصح االلتزام به شرعا كالخمر وغيره‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫ثانيا‪ :‬الزواج الفاسد لعقده‬


‫يفسخ هذا النوع قبل البناء وبعده طبقا للمادة ‪ 61‬من المدونة التي تنص على ما يلي‪،‬‬
‫"يفسخ الزواج الفاسد لعقده قبل البناء وبعده‪ ،‬وذلك في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان الزواج في المرض المخوف ألحد الزوجين‪ ،‬إال أن يشفى المريض بعد‬
‫الزواج؛‬
‫لمن طلقها ثالثا؛‬ ‫‪53‬‬
‫‪ -‬إذا قصد الزوج بالزواج تحليل المبتوتة‬
‫‪ -‬إذا كان الزواج بدون ولي في حالة وجوبه‪.‬‬
‫يعتد بالطالق أو التطليق الواقع في الحاالت المذكورة أعاله‪ ،‬قبل صدور الحكم بالفسخ‪".‬‬
‫وفيما يتعلق بأثار الزواج الفاسد لعقده الذي تقرر فسخه‪ ،‬فإن المادة ‪ 64‬من المدونة‬
‫ميزت بين ما إذا كان الفسخ قد وقع قبل البناء‪ ،‬حيث ال تنتج عنه أية أثار‪ ،‬وبين كون‬
‫صدور الحكم بالفسخ لم يكن إال بعد البناء‪ ،‬حيث تترتب عنه آثار الزواج الصحيح خالل‬
‫الفترة الممتدة من وقت وقوع البناء الى تاريخ صدور الحكم بفسخه‪.54‬‬
‫أما بخصوص المكره أو المدلس عليه فقد نصت المادة ‪ 63‬من المدونة على أنه يمكن‬
‫للمكره أو المدلس عليه من الزوجين بوقائع كان التدليس بها هو الدافع إلى قبول الزواج أو‬
‫اشترطها صراحة في العقد‪ ،‬أن يطلب فسخ الزواج قبل البناء وبعده خالل أجل ال يتعدى‬
‫شهرين من يوم زوال اإلكراه‪ ،‬ومن تاريخ العلم بالتدليس مع حقه في طلب التعويض‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اإلجراءات اإلدارية والشكلية إلبرام عقد الزواج‬
‫كتابة عقد الزواج أمر البد منه لحماية الحقوق الناتجة عنه‪ ،‬حتى على مستوى الشريعة‬
‫اإلسالمية فتوثيق الزواج يضمن الكثير من الحقوق وأهمها حفظ النسل الذي يعتبر من‬

‫‪ 53‬المبتوتة هي البائن بينونة كبرى‪ ،‬وهي المرأة التي طلقها زوجا ثالثا‪ ،‬فتحرم عليه حتى تتزوج رجال غيره ويدخل بها دخوال صحيحا‪.‬‬
‫‪ 54‬محمد الشافعي‪ :‬المرجع سابق‪ ،‬ص‪.169‬‬
‫‪ 55‬من المادة ‪ 65‬الى المادة ‪ 69‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫مقاصد الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وكتابة عقد الزواج يعد من المصالح المرسلة‪ ،56‬وعلى غرار ذلك‬
‫تعتبر المدونة أن توثيق الزواج من شروط صحته في الفقرة الرابعة من المادة ‪ 13‬مع مراعاة‬
‫االستثناءات الواردة في نفس المدونة‪ ،‬وكذلك المادة ‪ 16‬من المدونة التي تعتبر وثيقة عقد‬
‫الزواج الوسيلة المقبولة إلثبات الزواج‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلجراءات اإلدارية والشكلية‬


‫وتنص المادة ‪ 65‬من المدونة على مجموعة اإلجراءات اآلتية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬يحدث ملف لعقد الزواج يحفظ بكتابة الضبط لدى قسم قضاء األسرة لمحل إبرام العقد‬
‫ويضم الوثائق اآلتية؛ وهي‪:‬‬
‫‪-1‬مطبوع خاص بطلب اإلذن بتوثيق الزواج يحدد شكله ومضمونه بقرار من وزير‬
‫العدل‪57‬؛‬
‫‪-2‬نسخة من رسم الوالدة ويشير ضابط الحالة المدنية في هامش العقد بسجل الحالة‬
‫المدنية‪ ،‬إلى تاريخ منح هذه النسخة ومن أجل الزواج؛‬
‫‪-3‬شهادة إدارية لكل واحد من الخطيبين تحدد بياناتها بقرار مشترك لوزيري العدل‬
‫والداخلية‪58‬؛‬
‫‪-4‬شهادة طبية لكل واحد من الخطيبين يحدد مضمونها وطريقة إصدارها بقرار مشترك‬
‫لوزيري العدل والصحة‪59‬؛‬
‫‪-5‬اإلذن بالزواج في الحاالت اآلتية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫• الزواج دون سن األهلية؛‬

‫‪" 56‬المصلحة المرسلة من أهم األصول التي تميز بها المذهب المالكي‪ ،‬عرفها األصوليون بأنها كل منفعة قصدها الشارع الحكيم لعباده من حفظ‬
‫دينهم ونفوسهم وعقولهم ونسلهم وأعراضهم‪ ،‬أو كانت مالئمة لمقصوده وفق شروط وضوابط اتفقوا عليها" رابط المصدر‪ :‬المصلحة المرسلة‬
‫)‪ ،(habous.gov.ma‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 05/11/2022‬على الساعة ‪.20:22‬‬
‫‪ 57‬قرار لوزير العدل رقم ‪ 269.04‬صادر في ‪ 12‬من ذي الحجة ‪ 3( 1424‬فبراير ‪ )2004‬بتحديد شكل ومضمون المطبوع الخاص بطلب اإلذن‬
‫بتوثيق الزواج؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 5186‬بتاريخ ‪ 21‬ذو الحجة ‪ 12( 1424‬فبراير ‪ ،)2004‬ص‪.520‬‬
‫‪ 58‬قرار مشترك لوزير العدل ووزير الداخلية رقم ‪ 321.04‬صادر في ‪ 10‬محرم ‪ 2( 1425‬مارس ‪ )2004‬بتحديد بيانات الشهادة اإلدارية‬
‫المتعلقة بالخطيبين‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5192‬بتاريخ ‪ 12‬محرم ‪ 4( 1425‬مارس ‪ ،)2004‬ص‪.974‬‬
‫‪ 59‬قرار مشترك لوزير العدل ووزير الصحة رقم ‪ 347.04‬صادر في ‪ 10‬محرم ‪ 2(1425‬مارس ‪ )2004‬بتحديد مضمون وطريقة إصدار‬
‫الشهادة الطبية الخاصة بإبرام عقد الزواج‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5192‬بتاريخ ‪ 12‬محرم ‪ 4( 1425‬مارس ‪ ،)2004‬ص‪.975‬‬

‫‪24‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫• التعدد في حالة توفر شروطه المنصوص عليها في هذه المدونة؛‬


‫• زواج الشخص المصاب بإعاقة ذهنية؛‬
‫• زواج معتنقي اإلسالم واألجانب‪.‬‬
‫‪-6‬شهادة الكفاءة بالنسبة لألجانب أو ما يقوم مقامها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يؤشر قاضي األسرة المكلف بالزواج قبل اإلذن على ملف المستندات المشار إليه‬
‫أعاله‪ ،‬ويحفظ برقمه الترتيبي في كتابة الضبط‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يأذن هذا األخير للعدلين بتوثيق عقد الزواج‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬يضمن العدالن في عقد الزواج‪ ،‬تصريح كل واحد من الخطيبين هل سبق أن‬
‫تزوج أم ال؟ وفي حالة وجود زواج سابق‪ ،‬يرفق التصريح بما يثبت الوضعية القانونية إزاء‬
‫العقد المزمع إبرامه‪.‬‬

‫بالنسبة للشهادة اإلدارية في الفقرة الثالثة‪ ،‬تزيل هذه الوثيقة اللبس عن هوية الخطيبين‪،‬‬
‫وتيسر التعرف على الحالة الشخصية للخطيبين فيما إذا كان متزوج أو مطلق أو عازبا‪،‬‬
‫وهذه الوثيقة كانت منظمة في مدونة األحوال الشخصية القديمة‪.60‬‬
‫وبخصوص الشهادة الطبية المنصوص عليها في الفقرة الرابعة‪ ،‬فالغرض منها هو التأكد‬
‫من سالمة الطرفين البدنية والخلو من األمراض المعدية والجنسية‪.‬‬
‫أما شهادة الكفاءة فالغاية منها ضبط هوية وحالة الشخص األجنبي لحماية الطرف‬
‫المغربي من التدليس‪ ،‬وهذه الشهادة هي مماثلة للشهادة اإلدارية المطلوبة للمغاربة‪ ،‬وتسلم‬
‫من طرف القنصليات والسفارات التي ينتمي إليها األجنبي الذي يريد الزواج في المغرب‪.61‬‬
‫وضع المشرع قيودا إدارية العتبارات خاصة وارتأى أنها ضرورية للصالح العام‪ ،‬كمنع‬
‫بعض الموظفين أو رجال القوات المسلحة من التزوج من األجنبيات مراعاة للمصلحة العليا‬

‫‪ 60‬كريم متقي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75‬‬


‫‪ 61‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.76‬‬

‫‪25‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫للدولة‪ ،‬أو منعهم من الزواج من المغربيات قبل حصولهم على إذن سابق من اإلدارة التي‬
‫ينتمي إليها المعني باألمر‪ .62‬مثال ذلك العسكريين وأفراد الدرك الملكي والقوات المساعدة‬
‫وموظفي المديرية العامة لألمن الوطني وغيرهم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مضمون عقد الزواج‬


‫نصت المادة ‪ 67‬على أن عقد الزواج يتضمن ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬اإلشارة إلى إذن القاضي ورقمه وتاريخ صدوره ورقم ملف مستندات الزواج‬
‫والمحكمة المودع بها؛‬
‫‪-2‬اسم الزوجين ونسبهما‪ ،‬وموطن أو محل إقامة كل واحد منهما‪ ،‬ومكان ميالده‬
‫وسنه‪ ،‬ورقم بطاقته الوطنية أو ما يقوم مقامها‪ ،‬وجنسيته؛‬
‫‪-3‬اسم الولي عند االقتضاء؛‬
‫‪-4‬صدور اإليجاب والقبول من المتعاقدين وهما متمتعان باألهلية والتمييز واالختيار؛‬
‫‪-5‬في حالة التوكيل على العقد‪ ،‬اسم الوكيل ورقم بطاقته الوطنية‪ ،‬وتاريخ ومكان‬
‫صدور الوكالة في الزواج؛‬
‫‪-6‬اإلشارة إلى الوضعية القانونية لمن سبق زواجه من الزوجين؛‬
‫‪-7‬مقدار الصداق في حال تسميته مع بيان المعجل منه والمؤجل‪ ،‬وهل قبض عيانا‬
‫أو اعترافا؛‬
‫‪-8‬الشروط المتفق عليها بين الطرفين؛‬
‫‪-9‬توقيع الزوجين والولي عند االقتضاء؛‬
‫‪ -10‬اسم العدلين وتوقيع كل واحد منهما بعالمته وتاريخ اإلشهاد على العقد؛‬
‫‪ -11‬خطاب القاضي على رسم الزواج مع طابعه‪.‬‬

‫‪ 62‬محمد الشافعي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.95‬‬

‫‪26‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫يمكن بقرار لوزير العدل تغيير وتتميم الئحة المستندات التي يتكون منها ملف عقد‬
‫الزواج وكذا محتوياته‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تسجيل الزواج‬


‫وطبقا لمقتضيات المادة ‪ 68‬من المدونة‪،‬‬
‫يسجل نص العقد في السجل المعد لذلك لدى قسم قضاء األسرة‪ ،‬ويوجه ملخصه إلى‬
‫ضابط الحالة المدنية لمحل والدة الزوجين‪ ،‬مرفقا بشهادة التسليم داخل أجل خمسة عشر‬
‫يوما من تاريخ الخطاب عليه‪.‬‬
‫غير أنه إذا لم يكن للزوجين أو ألحدهما محل والدة بالمغرب‪ ،‬يوجه الملخص إلى وكيل‬
‫الملك بالمحكمة االبتدائية بالرباط‪.‬‬
‫على ضابط الحالة المدنية تضمين بيانات الملخص بهامش رسم والدة الزوجين‪.‬‬
‫يحدد شكل السجل المشار إليه في الفقرة األولى أعاله ومضمونه وكذا المعلومات‬
‫المذكورة‪ ،‬بقرار لوزير العدل‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫المحور الثاني‪ :‬انحالل ميثاق الزوجية‬


‫األصل في الزواج أنه ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام‪ ،‬غير‬
‫أن هذه الديمومة ال تعني خلود هذه العالقة في الحياة‪ ،‬وعقد الزواج يمكن أن ينحل طبقا‬
‫للمادة ‪ 71‬من المدونة‪ ،‬إما بالوفاة أو الفسخ (المبحث األول)‪ ،‬أو الطالق (المبحث الثاني)‪،‬‬
‫أو التطليق (المبحث الثالث) أو الخلع‪.‬‬
‫وسنتطرق ألثار انحالل ميثاق الزوجية (المبحث الرابع)‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الوفاة والفسخ‬
‫يقصد بالوفاة تحقق موت أحد الزوجين حقيقة أو حكما‪ ،‬وتكون الوفاة حقيقة – طبيعية –‬
‫عند خروج الروح من الجسد بتوقف الدورة الدموية والدورة التنفسية‪ ،‬أما الوفاة حكما أو ما‬
‫يسمى بالموت الحكمي هو نتيجة استصدار حكم بتمويت شخص مفقود وميؤوس من عودته‬
‫وفق الشروط المحددة قانونا وفقها‪ ،‬والمفقود هو كل من غاب عن أهله وانقطع خبرة ولم‬
‫تعرف حياته من مماته‪ ،‬وال يمكن أن يورث أو أن يقسم مال المفقود على الورثة إال بعد‬
‫الحكم بتمويته طبقا للمادة ‪ 326‬من المدونة‪.‬‬
‫يعتبر المفقود ميتا بحكم صادر عن المحكمة المختصة‪ ،‬وطبقا للمادة ‪ 74‬من المدونة‬
‫"تثبت الوفاة وتاريخها أمام المحكمة بكل الوسائل المقبولة‪ .‬تحكم المحكمة بوفاة المفقود طبقا‬
‫للمادة ‪ 327‬وما بعدها‪ ".‬وتنص المادة ‪ 327‬من المدونة أن تقدير أمد المدة التي يحكم‬
‫بعدها بموت المفقود يفوض الى المحكمة‪ ،‬ذلك كله بعد التحري والبحث عنه بما أمكن من‬
‫الوسائل بواسطة الجهات المختصة بالبحث عن المفقودين‪ ،‬ويحكم بموت المفقود وطبقا‬
‫لنفس المادة في حالة استثنائية يغلب عليه فيها الهالك بعد مضي سنة من تاريخ اليأس من‬
‫الوقوف على خبر حياته أو مماته‪.‬‬

‫‪ 63‬من المادة ‪ 74‬الى المادة ‪ 77‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫غير أنه إذا تبين أن الميت حكما – المفقود – ما زال حيا‪ ،‬تعين على النيابة العامة أو‬
‫من يعنيه األمر أن يطلب من المحكمة إصدار قرار بإثبات كونه باقيا على قيد الحياة‪،‬‬
‫ويبطل الحكم الصادر بإثبات حياة المفقود‪ ،‬الحكم بالوفاة بجميع آثاره‪ ،‬ما عدا زواج امرأة‬
‫المفقود فيبقى نافذا إذا وقع البناء بها‪.64‬‬
‫أما بخصوص الفسخ فقد نصت المادة ‪ 77‬من المدونة على أنه يحكم بفسخ عقد الزواج‬
‫قبل البناء أو بعده في الحاالت وطبقا للشروط المنصوص عليها في المدونة‪ ،‬عكس الطالق‬
‫الذي يكون في الزواج الصحيح‪ ،‬يكون الفسخ في الزواج الذي يختل فيه شرط من شروط‬
‫صحته‪ ،‬ونذكر على سبيل المثال فسخ الزواج الفاسد كما هو منصوص عليه في المادة ‪59‬‬
‫من المدونة وما يلي‪ ،‬وكذلك حق طلب فسخ الزواج من طرف المدلس عليه طبقا للفصل‬
‫‪ 66‬من المدونة‪ .‬وتجدر اإلشارة الى أن المقررات القضائية الصادرة بالفسخ تكون غير قابلة‬
‫ألي طعن في جزئها القاضي بإنهاء عالقة الزوجية‪.65‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الطالق‬


‫في إطار دراستنا للطالق سنتناول تباعا بإيجاز‪ ،‬مفهوم الطالق وشروطه (المطلب‬
‫األول)‪ ،‬أنواع الطالق وإجراءاته المسطرية (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الطالق وشروطه‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الطالق‬


‫بعد أن كان الطالق في مدونة األحوال الشخصية السابقة بيد الرجل يطلق زوجته أينما شاء‬
‫ووقتما شاء‪ ،‬جاءت المدونة بنوع من التوازن وجعلت الطالق حق لكال الزوجين مقيدا‬
‫بضوابط وأحكام منصوص عليها في المدونة تحت رقابة القضاء‪.‬‬

‫‪ 64‬المادة ‪ 75‬من مدونة األسرة‪.‬‬


‫‪ 65‬المادة ‪ 128‬من المدونة‪.‬‬
‫‪ 66‬من المادة ‪ 78‬الى المادة ‪ 93‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫الطالق لغة حل القيد أو حل الوثاق وهو مشتق من اإلطالق أي الترك‪ ،‬أما اصطالحا‬
‫وقد عرفه الفقهاء بأنه‪" :‬حل رابطة الزوجية الصحيحة من جانب الزوج بلفظ مخصوص‪ ،‬أو‬
‫ما يقوم مقامه في الحال أو المال‪ ،"67‬وبخالف المسيحية الكاثوليكية التي كانت غير‬
‫موضوعية وغير واقعية في تحريمها للطالق لما في ذلك من حرج وتضييق على الناس‪ ،‬قد‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫النساء َف َ ِ‬ ‫النِب ُّي ِإ َذا َ َّ‬
‫صوا‬ ‫وه َّن لع َّدت ِه َّن َوأ ْ‬
‫َح ُ‬ ‫طلُق ُ‬ ‫طلْقتُ ُم َ َ‬
‫ُّها َّ‬
‫أباح هللا الطالق في كتابه العزيز "َيا أَي َ‬
‫َّك ْم‪ ،"68‬وكذلك قول الرسول صلى هللا عليه وسلم "ابغض الحالل الى هللا‬ ‫اْل ِع َّدةَ َواتَُّقوا َّ‬
‫َّللاَ َرب ُ‬
‫الطالق"‪ ،‬وعلى غرار ذلك جاء في المادة ‪ 70‬من المدونة ما يلي "ال ينبغي اللجوء إلى حل‬
‫ميثاق الزوجية بالطالق أو بالتطليق إال استثناء‪ ،‬وفي حدود األخذ بقاعدة أخف الضررين‪،‬‬
‫لما في ذلك من تفكيك األسرة واإلضرار باألطفال‪".‬‬
‫وقد عرفته المدونة في المادة ‪" :78‬الطالق حل ميثاق الزوجية‪ ،‬يمارسه الزوج والزوجة‪،‬‬
‫كل بحسب شروطه تحت مراقبة القضاء وطبقا ألحكام هذه المدونة"‪ ،‬وتجدر اإلشارة الى‬
‫تعريف مدونة األسرة للطالق أقل دقة من تعريف قانون األحوال الشخصية السابق‪ .69‬وطبقا‬
‫للفصل ‪ 73‬من المدونة‪ ،‬يقع التعبير عن الطالق باللفظ وبالكتابة‪ ،‬ويقع من العاجز عنهما‬
‫بإشارته الدالة على قصده‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط الطالق‬


‫للطالق شروط يجب توفرها كي يكون صحيحا ونافذا ومنتجا ألثاره القانونية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الشروط المتعلقة بالزوج المطلق‬

‫أوال‪ :‬أن يكون عاقال‬


‫بنص المادة ‪ 90‬من المدونة‪ ،‬ال يعتد بطالق السكران الطافح –الشديد غير العادي‪-‬‬
‫وكذا الغضبان إذا كان مطبقا‪ ،‬والغضب المطبق هو المذهب لإلدراك والتمييز‪.‬‬

‫‪ 67‬أورده ادريس الفاخوري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .260‬محمد نيل سعد الشاذلي‪ :‬أحكام األسرة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪،1989‬‬
‫ص‪.260‬‬
‫‪ 68‬سورة الطالق‪ ،‬اآلية ‪.1‬‬
‫‪ 69‬حيث أن تعريف المدونة للطالق قد أخرج الوكيل والمفوض له وأدخل المرأة التي ال تمارس الطالق إال بالتمليك أو تطلب التطليق أو الفسخ أو‬
‫الخلع في حالة تضررها‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫ثانيا‪ :‬أن يكون مختار‬


‫يذهب جمهور الفقهاء الى أن طالق المكره ال يقع‪ ،‬لقوله صلى هللا عليه وسلم "رفع عن‬
‫أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"‪ ،‬وعلى غرار ذلك فقد نصت المادة ‪ 90‬من المدونة‬
‫على أنه ال يقبل طلب اإلذن بطالق المكره‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الشروط المتعلقة بالزوجة المطلقة‬


‫يشترط أن تكون المرأة محل الطالق زوجة حقيقة للمطلق في زواج صحيح سواء وقع‬
‫البناء أو لم يقع‪.‬‬
‫كما ان المعتدة من طالق رجعي تكون محل للطالق ما دامت في عدتها ألن العالقة‬
‫الزوجية تبقى قائمة حكما خالل فترة العدة‪.70‬‬
‫وال تكون محال للطالق‪:‬‬
‫• المرأة التي تزوجها الرجل بعقد فاسد‪.‬‬
‫• المرأة األجنبية أي تلك التي ال تعتبر زوجة‪ ،‬فال يقع الطالق على المرأة إال بعد‬
‫الزواج بها‪.‬‬
‫• المعتدة من طالق بائن بينونة كبرى‪.‬‬
‫• المطلقة قبل البناء بها والخلوة‪ ،‬فيعتبر طالقها بائنا بدون عدة فتصبح أجنبية‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬الشروط المتعلقة بصيغة الطالق‬

‫أوال‪ :‬التعبير عن الطالق‬


‫انطالقا من المادة ‪ 73‬من المدونة‪ ،71‬يشترط أن يكون اللفظ صريحا ودال على حل‬
‫الرابطة الزوجية‪ ،‬كما يشترط أن تكون الكتابة ظاهرة صريحة دالة على الطالق‪ ،‬ويقع‬
‫الطالق باإلشارة الدالة على الطالق من العاجز عن التلفظ –األخرس‪ -‬والكتابة‪.‬‬

‫‪ 70‬محمد الشافعي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.184‬‬


‫‪ 71‬المادة ‪ 73‬من مدونة األسرة‪" :‬يقع التعبير عن الطالق باللفظ المفهم له وبالكتابة‪ ،‬ويقع من العاجز عنهما بإشارته الدالة على قصده‪".‬‬

‫‪31‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫ثانيا‪ :‬الطالق المعلق على شرط‬


‫الطالق المعلق على شرط هو الذي يتوقف وقوعه على حدوث أمر معين في المستقبل‬
‫ِ‬
‫خرجت من المنزل فأنت طالق‪ ،‬وقد نصت المادة ‪93‬‬ ‫ال يقع‪ ،‬كأن يقول الرجل لزوجته إذا‬
‫من المدونة على ما يلي "الطالق المعلق على فعل شيء أو تركه ال يقع"‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الطالق باليمين أو الحرام‬


‫كأن يقول الزوج لشخص‪ ،‬زوجتي علي حرام إذا لم أؤدي لك الدين الذي في ذمتي‪ ،‬اتفق‬
‫جمهور الفقهاء على ان الطالق يقع إذا وقع األمر الذي علق عليه اليمين‪ ،‬إال أن المشرع‬
‫أخذ برأي الظاهرية كما فعل في الطالق المعلق على شرط ونص في المادة ‪ 91‬من المدونة‬
‫على ما يلي‪" ،‬الحلف باليمين أو الحرام ال يقع به طالق‪".‬‬

‫رابعا‪ :‬الطالق المقترن بعدد‬


‫قد يتلفظ الزوج بالطالق ويقرنه بعدد أكثر من مرة‪ ،‬كأن يقول الزوج لزوجته أنت طالق‬
‫طالق طالق‪ ،‬تنص المادة ‪ 92‬من المدونة على أن الطالق المقترن بعدد لفظا أو إشارة أو‬
‫كتابة ال يقع إال واحد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع الطالق وإجراءاته المسطرية‬

‫الفرع األول‪ :‬أنواع الطالق‬


‫يمكن تقسيم الطالق اعتمادا على عدة اعتبارات‪ ،‬من حيث إمكانية الرجعة (الفقرة األولى)‪،‬‬
‫من حيث االتفاق بشروط أو بدون شروط (الفقرة الثانية)‪ ،‬ومن حيث االتفاق مع أحكام‬
‫الشرع والسنة النبوية (الفقرة الثالثة)‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أنواع الطالق من حيث إمكانية الرجعة‬
‫ينقسم الطالق من حيث إمكانية الرجعة‪ ،‬الى طالق رجعي (أوال)‪ ،‬وطالق بائن (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ 72‬من المادة ‪ 122‬الى المادة ‪ 128‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫أوال‪ :‬الطالق الرجعي‬


‫هو الطالق الذي يجوز فيه للزوج إرجاع زوجته الى عصمته خالل عدتها دون عقد جديد‬
‫أو مهر جديد‪ ،‬ألن المطلقة رجعيا تعتبر في حكم الزوجة‪ ،73‬وبعد انتهاء العدة ينقلب‬
‫الطالق الرجعي الى طالق بائن بينونة صغرى (سنتطرق له)‪.74‬‬
‫طبقا لمقتضيات المادة ‪ 123‬من المدونة‪ ،‬كل طالق أوقعه الزوج فهو رجعي‪ ،‬إال المكمل‬
‫للثالث والطالق قبل البناء والطالق باالتفاق وطالق الخلع والطالق المملك‪ ،‬وانطالقا من‬
‫المادة السالف ذكرها يكون الطالق رجعيا في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫• إذا كانت طلقة واحدة بعد البناء بالزوجة‪.‬‬
‫• إذا لم يمكن مكمال للثالث‪.‬‬
‫• إذا كان في غير مقابل مالي (طالق الخلع)‪.‬‬
‫• إذا تم بناء على حكم من المحكمة بسبب عدم اإليالء والهجر وعدم االنفاق على‬
‫الزوجة‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 124‬على أن للزوج أن يراجع زوجته أثناء العدة‪ ،75‬وعلى الراغب في‬
‫إرجاع زوجته المطلقة طالقا رجعيا أن يشهد على ذلك عدلين ويقومان بإخبار القاضي فو ار‪،‬‬
‫وعلى القاضي أن يستدعي الزوجة إلخبارها‪ ،‬فإذا امتنعت ورفضت الرجوع الى زوجها‬
‫يمكنها اللجوء الى مسطرة الشقاق المنصوص عليها في المادة ‪ 94‬من المدونة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الطالق البائن‬


‫هو الطالق الذي يزيل الرابطة الزوجية بمجرد صدوره‪ ،‬وال يحق للزوج المطلق أن يراجع‬
‫زوجته ‪-‬ولو داخل فترة العدة في حالة عدم البناء بالزوجة‪ -‬إال بعقد جديد إذا كان طالق‬
‫بائن بينونة صغرى‪ ،‬أو بعد زواجها من رجل أخر إذا كان هذا الطالق بائن بينونة كبرى –‬
‫مكمال للثالث‪.-‬‬

‫‪ 73‬محمد الشافعي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.192‬‬


‫‪ 74‬طبقا للمادة ‪ 125‬من المدونة‪ " :‬تبين المرأة بانقضاء عدة الطالق الرجعي‪".‬‬
‫ب من التعبد‪.‬‬
‫‪ 75‬العدة هي تربص المرأة زمانا معلوما قدره الشارع عالمة على براءة الرحم مع ضر ٍ‬

‫‪33‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫وتتمثل حاالت الطالق البائن في اآلتي‪:‬‬


‫• الطالق الذي يقع قبل البناء بالزوجة‪.‬‬
‫• الطالق الرجعي الذي تنتهي فيه مدة العدة بدون أن يراجع فيه الزوج مطلقته‪ ،‬فينقلب‬
‫الى طالق بائن بينونة صغرى‪.‬‬
‫• الطالق الذي توقعه الزوجة بناء على التمليك‪.76‬‬
‫• الطالق الذي يكون بعوض تدفعه الزوجة للزوج بغية الطالق منه –طالق الخلع‪.-‬‬
‫• الطالق الذي يقع باالتفاق بين الزوجين‪.77‬‬
‫• الطالق المكمل للثالث –طالق بائن بينونة كبرى‪.-‬‬
‫‪78‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أنواع الطالق من حيث االتفاق‬
‫ينقسم الطالق أيضا من حيث االتفاق‪ ،‬الى طالق باالتفاق (أوال)‪ ،‬وطالق بالخلع (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الطالق باالتفاق‬


‫طبقا للمادة ‪ 114‬من المدونة يمكن للزوجين أن يتفقا على مبدا إنهاء العالقة الزوجية‬
‫دون شروط‪ ،‬أو بشروط ال تتنافى مع أحكام هذه المدونة‪ ،‬وال تضر بمصالح األطفال‪.‬‬
‫عند وقوع االتفاق يقدم الطرفان أو أحدهما طلب التطليق للمحكمة مرفقا به اإلذن‬
‫بتوثيقه‪.‬‬
‫تحاول المحكمة اإلصالح بينهما ما أمكن‪ ،‬فإذا تعذر اإلصالح‪ ،‬أذنت باإلشهاد على‬
‫الطالق وتوثيقه‪.‬‬
‫يشترط أن يكون االتفاق صحيحا وغير مخالف للقواعد العام‪ ،‬وال يتنافى مع أحكام مدونة‬
‫األسرة‪ ،‬وأال يضر الشرط بمصلحة األطفال‪.‬‬

‫‪ 76‬التمليك هو أن يجعل الزوج أمر زوجته بيدها‪ ،‬بحيث تصير مالكة لعصمتها‪ ،‬ولها أن تطلق نفسها بنفسها‪ .‬رابط المصدر‪ :‬طالق ال ُم َمـلَّكَة من‬
‫كتاب الحديث من موطأ اإلمام مالك بشرح الزرقاني)‪ ، (habous.gov.ma‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 09/11/2022‬على الساعة ‪.13:08‬‬
‫‪ 77‬المادة ‪ 114‬من مدونة األسرة‪ " :‬يمكن للزوجين أن يتفقا على مبدا إنهاء العالقة الزوجية دون شروط‪ ،‬أو بشروط ال تتنافى مع أحكام هذه‬
‫المدونة‪ ،‬وال تضر بمصالح األطفال‪".‬‬
‫‪ 78‬من المادة ‪ 114‬الى المادة ‪ 120‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫ثانيا‪ :‬الطالق بالخلع‬


‫الخلع‬
‫ويقال خلع فالن ثوبه‪ ،‬أما اصطالحا ُ‬ ‫ال َخلع –بفتح الخاء‪ -‬لغة هو النزع واإلزالة‬
‫‪79‬‬

‫للرج ِل‪ ،"80‬ويجد‬ ‫ٍ‬


‫مخصوصة على ِعو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وج ِ‬ ‫–بضم الخاء‪ -‬هو " ُفرق ٌة بين َّ‬
‫ض ُيد َف ُع ُ‬ ‫َ‬ ‫بألفاظ‬ ‫ين‬ ‫الز َ‬
‫يما‬ ‫ِ ِ‬ ‫الخلع سنده الشرعي في قوله تعالى‪َ " :‬فِإن ِخْفتم أ ََّال ي ِقيما حدود َّ ِ‬
‫اح َعَل ْيه َما ف َ‬
‫َّللا َف َال ُجَن َ‬ ‫ُ َ ُُ َ‬ ‫ْ ُْ‬
‫ا ْفتََد ْت ِب ِه‪ ،"81‬وفي ما روى اإلمام البخاري عن عبد هللا بن عباس رضي هللا عنهما قال‪:‬‬
‫امرة ثابت بن قيس بن شماس الى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فقالت‪ :‬يا رسول‬
‫جاءت أ‬
‫هللا‪ ،‬ما أنقم على ثابت في دين وال خلق‪ ،‬إال أني أخاف الكفر‪ ،‬فقال رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ :‬تردين عليه حديقته؟ فقالت‪ :‬نعم‪ ،‬فردت عليه‪ ،‬وأمره أن يفارقها ويروى أنه كان‬
‫أصدقها تلك الحديقة‪ ،‬فخالعها عليها ويقال‪ :‬إنه أول خلع جرى في اإلسالم‪.‬‬
‫فالخلع هو طالق يقع في مقابل عوض تبذله الزوجة للزوج بناء على التراضي بينهما وال‬
‫يحصل من جانب واحد‪ ،‬وهذا ما أكدته المدونة األحوال الشخصية الملغاة في الفصل ‪،61‬‬
‫وأكدته كذلك المادة ‪ 115‬من مدونة األسرة‪.82‬‬
‫وتجدر اإلشارة الى أن المقابل الذي تدفع الزوجة للزوج يجب أن يكون مما يصح التزامه‬
‫شرعا بنص المادة ‪ 118‬من المدونة " كل ما صح االلتزام به شرعا‪ ،‬صلح أن يكون بدال في‬
‫الخلع‪ ،‬دون تعسف وال مغاالة"‪.‬‬
‫ويشترط لصحة الخلع الشروط اآلتية‪:‬‬
‫• أن يكون الزوج راشدا عاقال ومختا ار‪.‬‬
‫• أن يقع الخلع حال قيام الزوجية الصحيحة بين المتخالعين‪ ،‬أو في فترة عدة من‬
‫طالق رجعي‪ ،‬ويصح الخلع ولو لم يقع البناء‪.‬‬

‫‪(( 79‬المحكم)) البن سِيدَه (‪(( ،)139/1‬لسان العرب)) البن منظور (‪(( ،)76/8‬المصباح المنير)) للفيومي (‪(( ،)178/1‬الكليات)) للكفوي (‪.)433‬‬
‫‪(( 80‬روضة الطالبين)) للنووي (‪(( ،)374/7‬الشرح الكبير للدردير وحاشية الدسوقي)) (‪(( ،)347/2‬منتهى اإلرادات)) البن النجار (‪.)197/4‬‬
‫‪ 81‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.229‬‬
‫‪ 82‬ادريس الفاخوري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.329‬‬

‫‪35‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫• أن تكون الزوجة راشدة عاقلة‪ ،‬فالراشدة تخالع عن نفسها‪ ،‬أما العاقلة دون سن الرشد‬
‫القانوني فالخلع يقع صحيحا ألن من حقها طلب الطالق ولو كانت قاصرا‪ ،‬إال أن‬
‫بذل الخلع يتعلق بالمال وال يصح ذلك إال بموافقة نائبها الشرعي‪.83‬‬
‫• أن يكون الخلع اختياريا من الزوجة‪ ،‬أي أن يكون رضا الزوجة قد تم عن بينة‬
‫واختيار‪ ،‬وإال أنه وطبقا للمادة ‪ 117‬من المدونة للزوجة استرجاع ما خالعت به‪ ،‬إذا‬
‫أثبتت أن خلعها كان نتيجة إكراه أو إضرار الزوج بها‪ ،‬وينفذ الطالق في جميع‬
‫األحوال‪.‬‬
‫• الحصول على إذن من المحكمة‪ ،‬وهو شرط إجرائي‪.84‬‬

‫الفقرة الثالث‪ :‬أنواع الطالق من حيث التوافق مع أحكام الشرع والسنة النبوية‬
‫حسب هذا المعيار ينقسم الطالق الى‪ ،‬طالق سني (أوال)‪ ،‬وطالق بدعي (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الطالق السني‬


‫هو الطالق الذي يراعي فيه الزوج المطلق أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫ويكون الطالق سنيا إذا لم يصدر أثناء فترة الحيض والنفاس‪ ،‬وأن يكون صاد ار في طهر‬
‫لم يجامع فيه الزوج زوجته محل الطالق‪ ،‬وأن يصدر الطالق بطلقة واحدة رجعية‪ ،‬وأال‬
‫يردف الطالق بطلقة أخرى في العدة‪ ،‬أن يقع الطالق على زوجة تحت عصمته فعال‪ ،‬وأن‬
‫يكون الطالق لمبرر معقول‪.85‬‬

‫ثانيا‪ :‬الطالق البدعي‬


‫نقيض الطالق السني‪ ،‬وهو الطالق المخالف ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬إذ ال أصل له‬
‫في مصادر الشريعة اإلسالمية وإنما ابتدعه الناس‪ ،‬كأن يقول الزوج لزوجته أنت طالق أكثر‬

‫‪ 83‬المادة ‪ 116‬من مدونة األسرة‪ " :‬تخالع الراشدة عن نفسها‪ ،‬والتي دون سن الرشد القانوني إذا خولعت وقع الطالق‪ ،‬وال تلزم ببذل الخلع إال‬
‫بموافقة النائب الشرعي‪".‬‬
‫‪ 84‬المادة ‪ 120‬من مدونة األسرة‪ " :‬إذا اتفق الزوجان على مبدا الخلع‪ ،‬واختلفا في المقابل‪ ،‬رفع األمر إلى المحكمة لمحاولة الصلح بينهما‪ ،‬وإذا‬
‫تعذر الصلح‪ ،‬حكمت المحكمة بنفاذ الخلع بعد تقدير مقابله‪ ،‬مراعية في ذلك مبلغ الصداق‪ ،‬وفترة الزواج‪ ،‬وأسباب طلب الخلع‪ ،‬والحالة المادية‬
‫للزوجة‪".‬‬
‫‪ 85‬ادريس الفاخوري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.314‬‬

‫‪36‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫من مرة دفعة واحدة‪ ،‬أو أن يطلقها في فترة حيض أو نفاس‪ ،‬وغيرها من الحاالت التي يختل‬
‫فيها شرط من شروط الطالق السني‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلجراءات المسطرية للطالق‬
‫تمر مسطرة الطالق بمرحلتين‪ ،‬مرحلة ما قبل اإلشهاد على الطالق (الفقرة األولى)‪،‬‬
‫ومرحلة ما بعد صدور اإلذن بالطالق (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مرحلة ما قبل اإلشهاد على الطالق‬


‫تقديم طلب اإلذن بالطالق من المحكمة باإلشهاد به لدى عدلين طبقا للمادة ‪ 79‬من‬
‫المدونة‪ ،87‬ويتضمن طلب اإلذن بالطالق طبقا للمادة ‪ 80‬من المدونة هوية الزوجين‬
‫ومهنتهما وعنوانهما وعدد األطفال إن وجدوا وسنهم ووضعهم الصحي والدراسي‪.‬‬
‫بعدها تستدعي المحكمة الزوجين لمحاولة الصلح بينهما طبقا لمقتضيات المادة ‪ 81‬من‬
‫المدونة‪ ،‬فإذا توصل الزوج شخصيا باالستدعاء ولم يحضر اعتبر ذلك منه تراجعا عن‬
‫طلبه‪ ،‬وإذا توصلت الزوجة شخصيا باالستدعاء ولم تحضر‪ ،‬ولم تقدم مالحظات مكتوبة‪،‬‬
‫تخطرها المحكمة عن طريق النيابة العامة بأنها إذا لم تحضر فسيتم البت في الملف‪ ،‬وإذا‬
‫تبين أن عنوان الزوجة مجهول‪ ،‬تستعين المحكمة بالنيابة العامة للوصول إلى الحقيقة‪ ،‬وإذا‬
‫ثبت تحايل الزوج بمحاولته لتضليل المحكمة‪ ،‬طبقت عليه العقوبة المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 361‬من القانون الجنائي بطلب من الزوجة‪.‬‬
‫إذا تعذر الصلح حددت المحكمة مبلغا يودعه الزوج بكتابة الضبط بالمحكمة داخل أجل‬
‫أقصاه ثالثون يوما ألداء مستحقات الزوجة واألطفال الملزم باإلنفاق عليهم المنصوص‬
‫عليها في المادتين ‪ 84‬و‪ 85‬من المدونة‪ .88‬إذا لم يودع الزوج المبلغ المنصوص عليه في‬

‫‪ 86‬من المادة ‪ 138‬الى المادة ‪ 141‬من مدونة األسرة‪.‬‬


‫‪ 87‬المادة ‪ 79‬من مدونة األسرة‪" :‬يجب على من يريد الطالق أن يطلب اإلذن من المحكمة باإلشهاد به لدى عدلين منتصبين لذلك‪ ،‬بدائرة نفوذ‬
‫المحكمة التي يوجد بها بيت الزوجية‪ ،‬أو موطن الزوجة‪ ،‬أو محل إقامتها أو التي أبرم فيها عقد الزواج حسب الترتيب"‬
‫‪ 88‬المادة ‪ 83‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫المادة ‪ ،83‬داخل األجل المحدد له‪ ،‬اعتبر متراجعا عن رغبته في الطالق‪ ،‬ويتم اإلشهاد‬
‫على ذلك من طرف المحكمة‪.89‬‬
‫التدابير المؤقتة المنصوص عليها في المادة ‪ 121‬من المدونة‪" ،‬في حالة عرض النزاع‬
‫بين الزوجين على القضاء‪ ،‬وتعذر المساكنة بينهما‪ ،‬للمحكمة أن تتخذ التدابير المؤقتة التي‬
‫تراها مناسبة بالنسبة للزوجة واألطفال تلقائيا أو بناء على طلب‪ ،‬وذلك في انتظار صدور‬
‫الحكم في الموضوع‪ ،‬بما فيها اختيار السكن مع أحد أقاربها‪ ،‬أو أقارب الزوج‪ ،‬وتنفذ تلك‬
‫التدابير فو ار على األصل عن طريق النيابة العامة"‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مرحلة ما بعد صدور اإلذن بالطالق‬


‫اإلذن بتوثيق الطالق وإشهاد العدلين عليه‪.90‬‬
‫توجيه ملخص وثيقة الطالق أو الرجعة أو الحكم بالتطليق أو بفسخ عقد الزواج الى‬
‫ضابط الحالة المدنية لمحل والدة الزوجين‪ ،‬مرفقا بشهادة التسليم داخل خمسة عشر يوما من‬
‫تاريخ اإلشهاد به‪ ،‬أو من صدور الحكم بالتطليق أو الفسخ أو البطالن‪.91‬‬
‫وتشير المادة ‪ 88‬من المدونة الى أن القرار المعلل الذي تصدره المحكمة قابل للطعن‬
‫وفقا لإلجراءات العادية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التطليق‬


‫في ظل مدونة األسرة أجاز المشرع للزوجة أن ترفع أمرها للمحكمة ملتمسة منها تطليقها‬
‫إذا كانت لها أسباب تبرر التطليق‪ ،‬وفي إطار دراستنا للتطليق كطريقة من طرق انحالل‬
‫ميثاق الزوجية سنتعرض لتبيان التطليق للشقاق (المطلب األول)‪ ،‬والتطليق ألسباب أخرى‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪ 89‬المادة ‪ 86‬من مدونة األسرة‪.‬‬


‫‪ 90‬المادة ‪ 138‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ 91‬المادة ‪ 141‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫‪92‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التطليق للشقاق‬
‫الشقاق لغة مأخوذة من كلمة الشق –بكسر الشين‪ -‬ومن فعل ما يشق ويصعب‪ ،‬وقيل‬
‫هو المجادلة والتنافر وقيل المخالفة والعداوة‪ .‬أما اصطالحا فقد عرفه األستاذ كريم المتقي‬
‫بأنه كل خالف عميق ومستمر بين الزوجين يتعذر معه استمرار العالقة الزوجية بحيث‬
‫يصبح دوام العشرة بينهما غير ممكن‪ .93‬والسند الشرعي للشقاق هو قول هللا تعالى‪ِ" :‬إ ْن‬
‫ص َال ًحا ُي َوِف ِق َّ‬ ‫ِ‬ ‫َهلِ ِه و َح َكما ِم ْن أ ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِخْفتُم ِشَق َ ِ ِ‬
‫َّللاُ‬ ‫َهل َها إن ُي ِر َيدا إ ْ‬ ‫اق َب ْينه َما َف ْاب َعثُوا َح َك ًما م ْن أ ْ َ ً‬ ‫ْ‬
‫َب ْيَن ُه َما‪."94‬‬
‫وعلى غرار ذلك نصت المدونة في الباب المتعلق بالتطليق بطلب أحد الزوجين بسبب‬
‫الشقاق في المادة ‪ 94‬إذا طلب الزوجان أو أحدهما من المحكمة حل نزاع بينهما يخاف منه‬
‫الشقاق‪ ،‬وجب عليها أن تقوم بكل المحاوالت اإلصالح ذات البين طبقا ألحكام المادة ‪82‬‬
‫من المدونة‪ ،‬وتتميز دعاوى الشقاق بالسهولة المتمثلة في عدم الحاجة الى اإلثبات وبالسرعة‬
‫مقارنة مع باقي أنواع الطالق‪ ،‬حيث تنص الفقرة األخير من المادة ‪ 97‬على أنه يفصل في‬
‫دعوى الشقاق في أجل ال يتجاوز ستة أشهر من تاريخ تقديم الطلب‪.‬‬
‫إن التطليق حق للزوج والزوجة‪ ،‬فإذا كان التطليق من طرف الزوج يجب عليه أداء‬
‫مستحقات المرأة كلها‪ ،‬مؤخر الصداق –إذا ُوجد‪ ،-‬العدة‪ ،‬المتعة‪ ،‬أما إذا كان التطليق من‬
‫طرف الزوجة‪ ،‬والزوج متمسك بالعالقة الزوجية فتستحق مؤخر الصداق –إذا ُوجد– والعدة‬
‫فقط‪ ،‬وهذا ما استقر عليه القضاء المغربي‪.95‬‬
‫وتجدر اإلشارة الى أن اللجوء الى مسطرة الشقاق ال يقتصر على طلب أحد الزوجين بناء‬
‫على وجود خالف عميق ومستمر بين الزوجين يتعذر معه استمرار العالقة الزوجية‪ ،‬بل يتم‬
‫اللجوء إليها أيضا من طرف الزوجة عند إخالل الزوج بأحد الحقوق والواجبات المنصوص‬

‫‪ 92‬من المادة ‪ 94‬الى المادة ‪ 97‬من مدونة األسرة‪.‬‬


‫‪ 93‬كريم متقي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.122‬‬
‫‪ 94‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.35‬‬
‫‪ 95‬قرار محكمة النقض المغربية رقم ‪ 123‬بتاريخ ‪ 22‬مارس ‪" :2011‬ال يحكم بالمتعة إال في حالة الطالق أو التطليق الذي يوقعه الزوج‪ ،‬أما إذا‬
‫كان طلب التطليق من الزوجة فإنه ال يقضى لها بالمتعة‪ ،‬والمحكمة عندما قضت للزوجة بالمتعة رغم أنها هي التي سعت إلى التطليق للشقاق‬
‫تكون قد خرقت المادة ‪ 84‬من مدونة األسرة وعرضت قرارها للنقض‪ .‬نقض جزئي وإحالة‪".‬‬

‫‪39‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫عليها في المادة ‪ 51‬من المدونة‪ ،‬وفي حالة عدم استجابته لطلب الخلع‪ ،96‬كما يتم اللجوء‬
‫إليها تلقائيا إذا تمسك الزوج بطلب اإلذن بالتعدد ولم توافق الزوجة المراد التزوج عليها‪ ،‬ولم‬
‫تطلب التطليق طبقت المحكمة تلقائيا مسطرة الشقاق‪ ،97‬وإذا عجزت الزوجة عن إثبات‬
‫الضرر الالحق بها وأصرت على طلب التطليق‪ ،98‬وكذلك إذا رفضت الرجوع الى زوجها‬
‫أثناء العدة في الطالق الرجعي‪.99‬‬
‫وإذا فشل الصلح واستمر الشقاق تثبت المحكمة ذلك بمحضر وتحكم بالتطليق‬
‫وبالمستحقات طبقا للمواد ‪ 83‬و‪ 84‬و‪ 85‬من المدونة‪ ،‬مع مراعاة مسؤولية كل من الزوجين‬
‫عن سبب الفراق في تقدير ما يمكن أن تحكم به على المسؤول لفائدة الزوج األخر‪.100‬‬

‫ى‪101‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التطليق ألسباب أخر‬
‫طبقا للمادة ‪ 98‬من المدونة‪ ،‬للزوجة طلب التطليق بناء على أحد األسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬إخالل الزوج بشرط من شروط عقد الزواج؛‬
‫‪ -2‬الضرر؛‬
‫‪ -3‬عدم اإلنفاق؛‬
‫‪ -4‬الغيبة؛‬
‫‪ -5‬العيب؛‬
‫‪ -6‬اإليالء والهجر‪.‬‬

‫‪ 96‬المادة ‪ 120‬من المدونة‪.‬‬


‫‪ 97‬المادة ‪ 45‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ 98‬المادة ‪ 100‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ 99‬المادة ‪ 124‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ 100‬المادة ‪ 97‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ 101‬من المادة ‪ 98‬الى المادة ‪ 113‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫الفرع األول‪ :‬التطليق إلخالل الزوج بشرط من شروط عقد الزواج أو الضرر‬
‫يعتبر كل إخالل بالشرط اإلرادي المضمن في عقد الزواج ضر ار مبر ار للزوجة لتطلب‬
‫التطليق‪ ،‬وكذلك يعتبر ضر ار مبر ار لطلب التطليق كل تصرف من الزوج أو سلوك مشين أو‬
‫مخل باألخالق الحميدة يلحق بالزوجة إساءة مادية ‪-‬األذى البدني‪ -‬أو معنوية ‪-‬النفسي‬
‫المتعلق بالكرامة والمشاعر‪ -‬تجعلها غير قادرة على االستمرار في العالقة الزوجية‪.102‬‬
‫وأكثر قضايا الضرر التي أقرها القضاء المغربي سواء على مستوى محاكم الموضوع أو‬
‫محكمة النقض‪ ،‬السب والشتم والضرب والجرح‪ ،‬إنعدام الكفاءة لكون الزوجة متدينة والزوج‬
‫فاسد األخالق‪ ،‬اتهام الزوج لزوجته بالزنا‪ ،‬بقاء الزوجة بكر ‪-‬عذراء‪ -‬منذ تزويجها وهي في‬
‫بيتها مع زوجها‪ ،‬إتيان الزوج أفعال السكر العلني واالتجار في المخدرات‪ ،103‬وغيرها من‬
‫القضايا‪.‬‬
‫يمكن إثبات وقائع الضرر بكل وسائل اإلثبات بما فيها شهادة الشهود‪ ،‬الذين تستمع إليهم‬
‫المحكمة في غرفة المشورة‪ ،‬إذا لم تثبت الزوجة الضرر وأصرت على التطليق أمكنها اللجوء‬
‫لمسطرة الشقاق السالف ذكرها‪ .104‬وفي حالة حكم المحكمة بالتطليق للضرر تحدد في نفس‬
‫الحكم مبلغ التعويض المستحق عن الضرر‪.105‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التطليق لعدم اإلنفاق‬


‫وعلى منوال جمهور الفقهاء‬ ‫‪106‬‬
‫النفقة واجب من واجبات الزوج وحق من حقوق الزوجة‬
‫نص المشرع في المادة ‪ 102‬من مدونة األسرة أن للزوجة أن تطلب التطليق بسبب إخالل‬
‫الزوج بالنفقة الحالة الواجبة عليه‪ ،‬وفق الحاالت واألحكام اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان للزوج مال يمكن أخذ النفقة منه‪ ،‬قررت المحكمة طريقة تنفيذ نفقة الزوجة‬
‫عليه وال تستجيب لطلب التطليق؛‬

‫‪ 102‬المادة ‪ 99‬من مدونة األسرة‪.‬‬


‫‪ 103‬محمد الشافعي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.249،248‬‬
‫‪ 104‬المادة ‪ 100‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ 105‬المادة ‪ 101‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ 106‬تشمل النفقة الكسوة والغداء والعالج وما هو داخل في الضروريات‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫‪ -2‬في حالة ثبوت العجز‪ ،‬تحدد المحكمة حسب الظروف‪ ،‬أجال للزوج ال يتعدى ثالثين‬
‫يوما لينفق خالله وإال طلقت عليه‪ ،‬إال في حالة ظرف قاهر أو استثنائي؛‬
‫‪ -3‬تطلق المحكمة الزوجة حاال‪ ،‬إذا امتنع الزوج عن اإلنفاق ولم يثبت العجز‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التطليق للغيبة‬


‫الغيبة تعني استقرار الزوج في بلد غير الذي تقيم فيه الزوجة‪ ،107‬كما أن المساكنة‬
‫الشرعية بما تقتضيه من معاشرة زوجية هو من حقوق وواجبات الزوجين المتبادلة‪ ،‬وتنص‬
‫المادة ‪ 104‬من المدونة على أنه "إذا غاب الزوج عن زوجته مدة تزيد عن سنة‪ ،‬أمكن‬
‫للزوجة طلب التطليق‪ .‬تتأكد المحكمة من هذه الغيبة ومدتها ومكانها بكل الوسائل‪ .‬تبلغ‬
‫المحكمة الزوج المعروف العنوان مقال الدعوى للجواب عنه‪ ،‬مع إشعاره بأنه في حالة ثبوت‬
‫الغيبة‪ ،‬ستحكم المحكمة بالتطليق إذا لم يحضر لإلقامة مع زوجته أو لم ينقلها إليه‪".‬‬
‫إذا كان الزوج الغائب مجهول العنوان‪ ،‬اتخذت المحكمة بمساعدة النيابة العامة ما تراه‬
‫من إجراءات تساعد على تبليغ دعوى الزوجة إليه‪ ،‬بما في ذلك تعيين قيم عنه‪ ،‬فإن لم‬
‫يحضر طلقتها عليه‪ .108‬وإذا حكم على الزوج المسجون بأكثر من ثالث سنوات سجنا أو‬
‫حبسا‪ ،‬جاز للزوجة أن تطلب التطليق بعد مرور سنة من اعتقاله‪ ،‬وفي جميع األحوال‬
‫يمكنها أن تطلب التطليق بعد سنتين من اعتقاله‪.109‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬التطليق للعيب‬


‫العيوب الزوجية هو النقصان البدني أو الخلل العقلي في أحد الزوجين من شأنه أن‬
‫يجعل الحياة الزوجية مضطربة وغير مستقرة ويمنع من تحصيل مقاصد الزواج والتمتع‬
‫بالحياة الزوجية‪ .110‬يستعان بأهل الخبرة من األخصائيين في معرفة العيب أو المرض‪.111‬‬

‫‪ 107‬كريم متقي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.140‬‬


‫‪ 108‬المادة ‪ 105‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ 109‬المادة ‪ 106‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ 110‬ادريس الفاخوري‪ :‬مرجع سابق‪.368 ،‬‬
‫‪ 111‬المادة ‪ 111‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫وتنص المادة ‪ 107‬من المدونة على ما يلي‪ ،‬تعتبر عيوبا مؤثرة على استقرار الحياة الزوجية‬
‫وتخول طلب إنهائها‪:‬‬
‫‪ -1‬العيوب المانعة من المعاشرة الزوجية؛‬
‫‪ -2‬األمراض الخطيرة على حياة الزوج اآلخر أو على صحته‪ ،‬التي ال يرجى الشفاء منها‬
‫داخل سنة‪.‬‬
‫وتشترط المادة ‪ 108‬من المدونة لقبول طلب أحد الزوجين إنهاء عالقة الزوجية للعيب‪:‬‬
‫‪ -1‬أال يكون الطالب عالما بالعيب حين العقد؛‬
‫‪ -2‬أال يصدر من الطالب ما يدل على الرضى بالعيب بعد العلم بتعذر الشفاء‪.‬‬
‫إذا علم الزوج بالعيب قبل العقد وطلق قبل البناء لزمه نصف الصداق‪ ،112‬وال صداق في‬
‫حالة التطليق للعيب عن طريق القضاء قبل البناء ويحق للزوج بعد البناء أن يرجع بقدر‬
‫الصداق على من غرر به أو كتم عنه العيب قصدا‪.113‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬التطليق لإليالء والهجر‬


‫اإليالء لغة هو الحلف مطلقا على فعل شيء أو تركه‪ ،‬والمقصود بها اصطالحا عند‬
‫الفقهاء هو حلف الزوج بأن ال يجامع زوجته مطلقا وخالل مدة تفوق أربعة أشهر‪ ،‬فلو كان‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫َِّ ِ‬
‫ين ُي ْؤلُو َن من ن َسائ ِه ْم تَ َرب ُ‬
‫ُّص‬ ‫الحلف أقل من هذه المدة ال يكون إيالء ‪ ،‬لقوله تعالى‪" :‬للذ َ‬
‫‪114‬‬

‫يم‪."115‬‬ ‫ِ‬ ‫اءوا َفِإ َّن َّ‬ ‫أ َْرَب َع ِة أ ْ ٍ ِ‬


‫ور َّرح ٌ‬
‫َّللاَ َغُف ٌ‬ ‫َش ُهر ۖ َفإن َف ُ‬
‫وعلى غرار ذلك تنص المادة ‪ 112‬من المدونة على أنه إذا آلى الزوج من زوجته أو‬
‫هجرها‪ ،‬فللزوجة أن ترفع أمرها إلى المحكمة التي تؤجله أربعة أشهر‪ ،‬فإن لم يفئ بعد األجل‬
‫طلقتها عليه المحكمة‪.‬‬

‫‪ 112‬المادة ‪ 110‬من مدونة األسرة‪.‬‬


‫‪ 113‬المادة ‪ 109‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ 114‬محمد الشافعي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.265‬‬
‫‪ 115‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.226‬‬

‫‪43‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫المبحث الرابع‪ :‬أثار انحالل ميثاق الزوجية‬


‫النحالل ميثاق الزوجية عدة أثار‪:‬‬
‫• العدة‪ :‬هي تربص المرأة زمانا معلوما قدره الشارع عالمة على براءة الرحم مع ضرب‬
‫من التعبد‪ ،116‬ويمكن تعريفها أيضا بالمدة التي يمنع فيها على المرأة أن تتزوج بسبب‬
‫طالقها بعد البناء‪ ،‬أو موت الزوج سواء قبل البناء أو بعده‪ ،‬حتى ينقضي ما بقي من‬
‫أثار الزواج األول‪ .‬وال تلزم العدة قبل البناء ‪-‬الدخول‪ -‬والخلوة الصحيحة إال‬
‫للوفاة‪ .117‬وتعتد المطلقة والمتوفى عنها زوجها في منزل الزوجية‪ ،‬أو في منزل آخر‬
‫يخصص لها‪ .118‬وتبتدئ العدة من تاريخ الطالق أو التطليق أو الفسخ أو الوفاة‪،119‬‬
‫وتختلف عدة المطلقة عن عدة األرملة‪ ،‬تعتد غير الحامل بثالثة أطهار كاملة لذوات‬
‫الحيض‪ ،‬ثالثة أشهر لمن لم تحض أصال‪ ،‬أو التي يئست من المحيض فإن حاضت‬
‫قبل انقضائها استأنفت العدة بثالثة أطهار‪ ،‬تتربص متأخرة الحيض أو التي لم تميزه‬
‫من غيره‪ ،‬تسعة أشهر ثم تعتد بثالثة أطهار‪ .120‬وعدة المتوفى عنها غير الحامل‬
‫أربعة أشهر وعشرة أيام كاملة‪ .121‬أما عدة الحامل تنتهي بوضع حملها أو سقوطه‪،‬‬
‫وأقصى أمد الحمل سنة من تاريخ الطالق أو الوفاة‪ .122‬وإذا توفي زوج المطلقة طالقا‬
‫رجعيا وهي في العدة‪ ،‬انتقلت من عدة الطالق إلى عدة الوفاة‪.123‬‬
‫• قسمة المتاع المنزلي‪ :‬كل ما أتت به الزوجة من جهاز وشوار يعتبر ملكا لها‪ .‬إذا‬
‫وقع نزاع في باقي األمتعة‪ ،‬فالفصل فيه يخضع للقواعد العامة لإلثبات‪ .‬غير أنه إذا‬
‫لم يكن لدى أي منهما بينة‪ ،‬فالقول للزوج بيمينه في المعتاد للرجال‪ ،‬وللزوجة بيمينها‬

‫‪ 116‬رابط المصدر‪ :‬أحكام العدة‪ :‬الفقه من متن الرسالة البن أبي زيد القيرواني)‪ ، (habous.gov.ma‬تم االطالع عليه يوم ‪ 11/11/2022‬على‬
‫الساعة ‪ 01:16‬ليال‪.‬‬
‫‪ 117‬المادة ‪ 130‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ 118‬المادة ‪ 131‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ 119‬المادة ‪ 129‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ 120‬المادة ‪ 136‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ 121‬المادة ‪ 132‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ 122‬المادة ‪ 133‬والمادة ‪ 135‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪ 123‬المادة ‪ 137‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫في المعتاد للنساء‪ .‬أما المعتاد للرجال والنساء معا فيحلف كل منهما ويقتسمانه ما لم‬
‫يرفض أحدهما اليمين ويحلف اآلخر فيحكم له‪.124‬‬
‫• قسمة األموال المشتركة‪ :‬انطالقا من نص المادة ‪ 49‬من المدونة‪" ،‬لكل واحد من‬
‫الزوجين ذمة مالية مستقلة عن ذمة اآلخر‪ ،‬غير أنه يجوز لهما في إطار تدبير‬
‫األموال التي ستكتسب أثناء قيام الزوجية‪ ،‬االتفاق على استثمارها وتوزيعها‪".‬‬
‫• األثار المتعلقة باألوالد‪ :‬الحضانة وينظمها القسم الثاني المتعلق بالحضانة‪،125‬‬
‫والوالية ‪-‬والية األب واألم‪ -‬المنصوص عليها في بعض المواد من الكتاب الرابع من‬
‫مدونة األسرة المتعلق باألهلية والنيابة الشرعية‪.‬‬

‫وفي الختام أتمنى من هللا السميع العليم أن يوفقنا جميعا في اجتياز االمتحانات المقبلة وأن يجزي‬
‫أستاذنا عنا خير الجزاء ال تنسوني من صالح دعائكم وبالتوفيق للجميع‬

‫❤ والسالم عليكم ورحمة هللا تعالى وبركاته ❤‬

‫‪ 124‬المادة ‪ 34‬من مدونة األسرة‪.‬‬


‫‪ 125‬المادة ‪ 163‬وما يلي من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫قائمة املراجع واملصادر‬

‫• محمد الشافعي‪ :‬الزواج وانحالله في مدونة األسرة‪ ،‬سلسلة البحوث الجامعية العدد‬
‫الرابع والعشرون‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬كلية الحقوق مراكش‪.‬‬
‫• كريم متقي‪ :‬محاضرات في قانون األسرة المغربي‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪،‬‬
‫كلية الحقوق فاس‪.2019-2018 ،‬‬
‫• ادريس الفاخوري‪ :‬قانون األسرة المغربي "أحكام الزواج وانحالل ميثاق الزوجية"‪،‬‬
‫مطبعة الجسور‪ ،‬وجدة‪.2020-2019 ،‬‬
‫• لحسن خضيري‪ :‬الوجيز في أحكام الزواج في ضوء مدونة األحوال الشخصية‪،‬‬
‫شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪.1995 ،‬‬
‫• سعد فتح هللا عمر‪ ،‬وعمر علي عناد نهار‪ :‬موانع الزواج عند اليهود والنصارى‬

‫"دراسة مقارنة"‪ ،‬المجلد ‪ 20‬العدد ‪ ،7‬مجلة جامعة تكريت للعلوم اإلنسانية‪ ،‬تكريت‬
‫العراق‪.2018 ،‬‬
‫• عبد الرحيم األمين‪ :‬دروس مادة قانون األسرة "الكتاب األول الزواج"‪ ،‬جامعة محمد‬
‫الخامس‪ ،‬كلية الحقوق أكدال‪.2021-2020 ،‬‬
‫• محمد نيل سعد الشاذلي‪ :‬أحكام األسرة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫‪.1989‬‬
‫• ((المحكم)) البن ِس َيده (‪(( ،)139/1‬لسان العرب)) البن منظور (‪،)76/8‬‬
‫((المصباح المنير)) للفيومي (‪(( ،)178/1‬الكليات)) للكفوي (‪.)433‬‬
‫• ((روضة الطالبين)) للنووي (‪(( ،)374/7‬الشرح الكبير للدردير وحاشية الدسوقي))‬
‫(‪(( ،)347/2‬منتهى اإلرادات)) البن النجار (‪.)197/4‬‬
‫المصلحة المرسلة)‪(habous.gov.ma‬‬ ‫•‬

‫‪46‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫طالق ال ُم َمـلَّكَة من كتاب الحديث من موطأ اإلمام مالك بشرح الزرقاني)‪(habous.gov.ma‬‬ ‫•‬
‫أحكام العدة‪ :‬الفقه من متن الرسالة البن أبي زيد القيرواني)‪(habous.gov.ma‬‬ ‫•‬

‫قائمة القوانني والقرارات‬

‫• القانون رقم ‪ 70.03‬بمثابة مدونة األسرة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 1.04.22‬بتاريخ ‪ 12‬من ذي الحجة ‪ 3( 1424‬فبراير ‪ ،)2004‬المنشور في‬
‫الجريدة الرسمية‪ :‬عدد ‪ ،5184‬بتاريخ ‪ 14‬ذو الحجة ‪ 5( 1424‬فبراير ‪،)2004‬‬
‫ص‪.418‬‬
‫• القانون رقم ‪ 03.16‬المتعلق بخطة العدالة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 1.06.56‬بتاريخ محرم ‪ 14( 1427‬فبراير ‪ .)2006‬الجريدة الرسمية‪ :‬عدد‬
‫‪ ،5400‬فاتح صفر ‪ 2( 1427‬مارس ‪ ،)2006‬ص‪.556‬‬
‫• مدونة قانون األحوال الشخصية‪ ،‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.57.343‬تطبق بموجبه‬
‫في سائر المملكة المغربية مقتضيات الكتاب األول والثاني المتعلق أولهما بالزواج‬
‫وثانيهما بانحالل ميثاقه‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ :‬عدد ‪ ،2354‬بتاريخ ‪ 13‬جمادى األولى‬
‫‪ 6( 1377‬دجنبر ‪ ،)1957‬ص‪.2032‬‬
‫• قرار لوزير العدل رقم ‪ 269.04‬صادر في ‪ 12‬من ذي الحجة ‪ 3( 1424‬فبراير‬
‫‪ )2004‬بتحديد شكل ومضمون المطبوع الخاص بطلب اإلذن بتوثيق الزواج؛‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 5186‬بتاريخ ‪ 21‬ذو الحجة ‪ 12( 1424‬فبراير ‪،)2004‬‬
‫ص‪.520‬‬

‫‪47‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫• قرار مشترك لوزير العدل ووزير الداخلية رقم ‪ 321.04‬صادر في ‪ 10‬محرم ‪1425‬‬
‫(‪ 2‬مارس ‪ )2004‬بتحديد بيانات الشهادة اإلدارية المتعلقة بالخطيبين‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 5192‬بتاريخ ‪ 12‬محرم ‪ 4( 1425‬مارس ‪ ،)2004‬ص‪.974‬‬
‫• قرار مشترك لوزير العدل ووزير الصحة رقم ‪ 347.04‬صادر في ‪ 10‬محرم‬
‫‪ 2(1425‬مارس ‪ )2004‬بتحديد مضمون وطريقة إصدار الشهادة الطبية الخاصة‬
‫بإبرام عقد الزواج‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5192‬بتاريخ ‪ 12‬محرم ‪ 4( 1425‬مارس‬
‫‪ ،)2004‬ص‪.975‬‬
‫• قرار محكمة النقض المغربية رقم ‪ 390‬بتاريخ ‪ 28‬يونيو ‪.2011‬‬
‫• قرار محكمة النقض المغربية رقم ‪ 123‬بتاريخ ‪ 22‬مارس ‪.2011‬‬

‫‪48‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫الفهرس‬

‫تقديم ‪1 ................................................................................‬‬
‫المحور األول‪ :‬الزواج ‪2 ...........................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الخطبة والزواج ‪2....................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬شروط الخطبة والعدول عنها ‪2 ................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬شروط الخطبة ‪2 ...............................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العدول عن الخطبة ‪3 .........................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أركان الزواج وشروطه‪4 .......................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أركان الزواج ‪5 ................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬شروط صحة الزواج ‪6 .......................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أهلية الزوج والزوجة ‪6 ..................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬عدم االتفاق على اسقاط الصداق ‪7 ......................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬ولي الزواج عند االقتضاء ‪10 ............................................................‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬سماع العدلين التصريح باإليجاب والقبول من الزوجين وتوثيقه ‪12 ..............‬‬
‫الفقرة الخامسة‪ :‬انتفاء الموانع الشرعية ‪12 .............................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع الزواج وشروطه اإلرادية وإجراءاته اإلدارية والشكلية‬


‫‪17.......................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الشروط اإلرادية لعقد الزواج وآثارها ‪17 ....................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع الزواج وأحكامه ‪18 ......................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الزواج الصحيح وآثاره ‪18 ...................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين ‪19 .........................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حقوق األطفال على األبوين ‪20 ..........................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الزواج غير الصحيح وآثاره‪21 .............................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الزواج الباطل ‪21 .........................................................................‬‬

‫‪49‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الزواج الفاسد ‪22 ...........................................................................‬‬


‫أوال‪ :‬الزواج الفاسد لصداقه ‪22 ...................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الزواج الفاسد لعقده ‪23 ......................................................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اإلجراءات اإلدارية والشكلية إلبرام عقد الزواج ‪23 .......................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلجراءات اإلدارية والشكلية ‪24 ............................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مضمون عقد الزواج ‪26 .....................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تسجيل الزواج‪27 .............................................................................‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬انحالل ميثاق الزوجية ‪28 .....................................‬‬


‫المبحث األول‪ :‬الوفاة والفسخ‪28.....................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الطالق ‪29............................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الطالق وشروطه ‪29 ....................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الطالق ‪29 ..............................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬شروط الطالق ‪30 .............................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الشروط المتعلقة بالزوج المطلق‪30 ....................................................‬‬
‫أوال‪ :‬أن يكون عاقال ‪30 ............................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن يكون مختار ‪31 ...........................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الشروط المتعلقة بالزوجة المطلقة ‪31 ...................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬الشروط المتعلقة بصيغة الطالق ‪31 .....................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التعبير عن الطالق ‪31 .......................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطالق المعلق على شرط ‪32 ..............................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬الطالق باليمين أو الحرام ‪32 ...............................................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬الطالق المقترن بعدد ‪32 ...................................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع الطالق وإجراءاته المسطرية ‪32 .......................................‬‬


‫الفرع األول‪ :‬أنواع الطالق ‪32 ..............................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أنواع الطالق من حيث إمكانية الرجعة ‪32 ............................................‬‬
‫أوال‪ :‬الطالق الرجعي‪33 ...........................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطالق البائن‪33 ..............................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أنواع الطالق من حيث االتفاق ‪34 ......................................................‬‬

‫‪50‬‬
‫للطالب أشرف اإلدريسي‬ ‫ملخص مادة قانون األسرة‬

‫أوال‪ :‬الطالق باالتفاق ‪34 ...........................................................................................‬‬


‫ثانيا‪ :‬الطالق بالخلع ‪35 .............................................................................................‬‬
‫الفقرة الثالث‪ :‬أنواع الطالق من حيث التوافق مع أحكام الشرع والسنة النبوية‪36 ................‬‬
‫أوال‪ :‬الطالق السني ‪36 .............................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطالق البدعي ‪36 ............................................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلجراءات المسطرية للطالق ‪37 ...........................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مرحلة ما قبل اإلشهاد على الطالق ‪37 ................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مرحلة ما بعد صدور اإلذن بالطالق‪38 ................................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التطليق ‪38...........................................................‬‬


‫المطلب األول‪ :‬التطليق للشقاق‪39 ................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التطليق ألسباب أخرى ‪40 ......................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التطليق إلخالل الزوج بشرط من شروط عقد الزواج أو الضرر ‪41 .................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التطليق لعدم اإلنفاق ‪41 ......................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التطليق للغيبة ‪42 .............................................................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬التطليق للعيب ‪42 .............................................................................‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬التطليق لإليالء والهجر ‪43 ................................................................‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬أثار انحالل ميثاق الزوجية ‪44.....................................‬‬

‫‪51‬‬

You might also like