You are on page 1of 21

‫سلطة القاضي يف التفريق والفسخ بني الزوجني‬

The power of the judge to separate and annul the spouses


1 2
‫ُحسام الدين عبادي‬ ‫ حممد أمان هللا‬.‫د‬
Hosamuddin Ebady Prof. Dr. Muhammd Amanullah

‫ملخص البحث‬
‫ وهو الذي يضفي الشرعية على العالقة‬،‫عقد الزواج هو الرابط املقدس الذي جيمع الرجل ابملرأة يف اإلسالم‬
‫ وحتقق مقاصدها‬،‫ ومن أجل أن تستقر احلياة الزوجية‬،‫ واحلقوقي‬،‫الزوجية ومينحها الغطاء القانوين والشرعي‬
‫ فإذا كان أحد الطرفني به‬.‫ ال بد أن تبىن هذه العالقة على أساس الوضوح والقبول املتبادل بني الطرفني‬،‫وأغراضها‬
‫ وتفويت‬،‫ ففي ذلك انعدام الرضا والقبول من جانبه‬،‫ ومل يكن اآلخر مطلعاً عليه وراضياً به‬،‫عيب بدين أو عقلي‬
‫ لذا أعطى اإلسالم حق فسخ عقد الزواج لكل من الطرفني إذا اكتشف بعد العقد‬.‫مصاحله وأغراضه من الزواج‬
‫ من هنا أتيت أمهية موضوع‬.‫ وجعل له أحكاماً وشروطاً ال بد من توفرها فيه‬،‫وجود مثل ذلك العيب أو اخللل‬
‫ وهذا ما‬،‫ بل خيتلف ابختالف السبب املؤدي إليها‬،‫ فإهناء العالقة بني الزوجني ليس على حال واحد‬،‫البحث‬
.‫ ابإلضافة إىل أمور أخرى متعلقة ابلفسخ‬،‫سنتناوله يف حبثنا هذا‬
.‫ حق فسخ عقد الزواج‬،‫ سلطة القاضي‬،‫ التفريق‬،‫ العالقة الزوجية‬،‫ عقد الزواج‬:‫الكلمات املفتاحية‬

ABSTRACT
In Islam, marriage contract is a sacred link that brings man and woman together. It gives the
marital relation its legal cover. So, for this relation to be stable and fulfill its objectives, it
should be established based on clarity and mutual consent between the two parties. Thus, if a
party suffers a physical or mental defect of which the other party is not aware of and did not
indicate acceptance of, this implies that there is no consent toward the defected party. The
other party may lose his/her interest or purpose of the marriage. Hence, Islam grants the right
of dissolving the marriage contract to both parties in case it was learned, after the marriage is
solemnized, that a partner suffers a defect. Islam also set rules and terms for such dissolution
to happen. Therefore, this research is important because ending a marital relationship
happens in various contexts and varies according to causes which the research addresses
besides other relevant issues.
Keywords: Marriage contract, marital relationship, separation, Jury’s authority, the
right of nullifying the marriage contract.

‫ اجلامعة اإلسالمية‬،‫ طالب ماجستري يف قسم الفقه وأصول الفقه يف كلية معارف الوحي و والعلوم اإلنسانية‬:‫ الباحث األول‬1
hosamuddinebady@gmail.com .‫ ماليزاي‬-‫العاملية‬
-‫ اجلامعة اإلسالمية العاملية‬،‫ األستاذ يف قسم الفقه وأصول الفقه يف كلية معارف الوحي و والعلوم اإلنسانية‬:‫ الباحث الثاين‬2
amanullahwork2019@gmail.com .‫ماليزاي‬

1
‫مقدمة‪:‬‬
‫امنت هللا على عباده بنعمة عظيمة وآية جليلة‪ ،‬من آايته الدالة على بديع حکمته وحسن تقديريه للعباد أال وهي‬
‫نعمة الزوج واالرتباط بني الزوجني الرجل واملرأة‪ ،‬وفق نظام حيافظ على النسل البشري دون انتهاك ونقصان من‬
‫حقوق الزوجني والزواج نظام وجد مع أول ارتباط عرف يف الكون بني رجل وامرأة وهو بني أيب البشر وأمهم‬
‫حواء‪ ،‬واستمر وجود هذا النظام وهذا العقد للزواج جيال بعد جيل وفق أنظمة متعددة ابختالف الزمان والشرائع‬
‫املنزلة للناس‪ ،‬وهكذا إىل أن جاءت الشريعة اخلامتة‪ ،‬على لسان سيدان حممد صلى هللا علية و سلم‪ ،‬وقت‬
‫تعددت وكثرت فيه الدايانت من الوثنية اليهودية واملسيحية واختلفت فيما بينها وتفاوتت مكانة عقد الزواج فيها‬
‫وملا كان حال الدايانت بني مهمل هلذا العقد العظيم وحمتكرا له جاءت الشريعة اإلسالمية الغراء لتهتم بعقد‬
‫الزواج ووضعه يف أعلى املراتب فنظمت أحكامه وأقرت للبشرية نكاح الناس اليوم وهو النكاح الشرعي وهدمت‬
‫ما كان قبل اإلسالم من نظم فاسدة ومنكرة ابلعقل ومل يرتك النكاح طبقا ألهواء الناس بل وضع النظام املالئم‬
‫الذي من شأنه حفظ عالقة الرجل ابملرأة يف عقد مبين على الرضا واإلجياب والقبول كمظهرين لذلك الرضا وأتبعه‬
‫بشهود على أن كال من الزوجني رضي بقرينه يف عقد أبدي ال يقبل التأقيت‪ 3‬بل لعمر مديد مبين على الرمحة‬
‫واأللفة واملودة ‪ ،‬هذه هي القاعدة العامة ولكن هناك دائما استثناء وهو أن العقد ال حيقق النتائج املرجوة واليت من‬
‫أجلها عقد النكاح ال حيقق شيئا من مقاصده‪ ،‬مما يسبب التنافر يف األخالق والطباع وعدم إمكان استمرار‬
‫العشرة وصريورة اخلالف كبيا بينهما والشريعة جاءت ابلرمحة ودفع الضرر‪ ،‬وحىت ال ينقلب عقد الزواج إىل ضرر‬
‫وحىت ال تقوم إبكراه الناس على ما ال حيبون أو إبقائهم مرتبطني حتت ماال يطيقون‪ ،‬من هنا أجازت الشريعة‬
‫اإلسالمية دفع هذا الشقاق الواقع بني الزوج والزوجة إبهناء هذا العقد‪ ،‬وإلهناء هذا العقد يف سالم طرق نظمتها‬
‫الشريعة‪ ،‬فمنها ما كان ابإلرادة املنفردة من الزوج وايقاع الطالق منه‪ ،‬وآخر ما كان عن تراض الزوجني إبهناء هذا‬
‫‪4‬‬
‫العقد‪ ،‬والطريق الثالث وهو اللجؤ إىل القاضي حلسم النزاع الواقع بني طريف العقد‪.‬‬
‫ومن خالل مالحظة الباحث وأثناء فرتة االطالع فيما يتعلق ابلبحث وما يتصل به وجد الباحث ما‬
‫يدفعه للبحث يف هذا اجملال‪ ،‬حيث تعترب منازعات عقد الزوج به أمام القضاء من املسائل ابلغة األمهية عند تقنني‬
‫األحكام املتعلقة هبا ولقد كانت بعض مسائله ال تقبل اجلسم التشريعي كوهنا عرضة للتغيري تبعا الختالف الزمان‬
‫واألشخاص وكذا األعراف والعادات ويضاف إىل ذلك أنه من الطبيعي أن يكون عمل البشر يعرتيه النقص عند‬
‫تشريع املواد اليت حتكم هذه املسائل‪ ،‬ومن هنا صار اجلانب التطبيقي لألحكام القضائية يستدعي من الباحثني‬

‫‪ 3‬عبد السالم حممد شريف‪ ،‬الزواج والطالق يف القانون اللييب وأسانيده الشرعية‪( ،‬منشورات اجلامعة املفتوحة‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫‪1996‬م)‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫سعيد اجلليدي‪ ،‬أحكام األسرة ىف الزواج والطالق‪( ،‬طرابلس‪ :‬منشورات اجلامعة املفتوحة‪ ،‬ط ‪ 1998 ،2‬م)‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص‬ ‫‪4‬‬

‫‪.19‬‬
‫‪2‬‬
‫ضرورة وجود مذكرة شارحة ومفسرة لبعض أحكام القضاء إلعطاء القاضي دوراً يف حسم هذه النزاعات عن‬
‫طريق االجتهاد والتقدير املوضوعي‪.‬‬
‫وجيب القول أن سلطة القاضي التقديرية ليست ميزة للقضاء فحسب بل أصبحت من املسلمات‬
‫املفروض وجودها يف جمال القضاء مهما كان نوع النزاع مدنيا‪ ،‬أو جنائيا‪ ،‬أو أحواال شخصية ولكن اإلشكال‬
‫الذي حيصل هنا ما حياول الباحث دراسته هو مدى سالمة تطبيق هذه السلطة يف مسائل الزواج والطالق‬
‫وخباصة فيما يتعلق بفسخ عقد الزواج قضائيا‪ ،‬وملا لسلطة القاضي من أمهية يف التفريق والفسخ بني الزوجني إذا‬
‫كان بني الزوجني شقاق متماد ومل يصطلحا بل تسبب جدا ُهلما يف البغض والضغينة والتنازع بني األسرة واحتوى‬
‫مفاسد كثرية‪ ،‬أو تسبب إبتالف حقوق املرأة‪ ،‬ومل يرض العشري بطالقها‪ ،‬فما حكم الشريعة اإلسالمية يف هذه‬
‫القضية؛ وكيف تطالب الزوجة حبقوقها؟ فبناءً عليه تُطرح األسئلة التالية‪ :‬هل يستطيع القاضي أن يفرق بني‬
‫الزوجني؟؛ ما حاالت النشوز والتفريق وما حكم التفريق؟؛ هل جيوز الفسخ بسبب العيوب وما نوع الفرقة‬
‫بسببها؟ ومن أجل اإلجابة عن األسئلة السابقة مت تقسيم البحث إىل ثالثة مباحث‪ :‬املبحث األول‪ :‬فسخ الزواج‬
‫حبكم القاضي؛ املبحث الثاين‪ :‬النشوز والتفريق وحاالهتما؛ املبحث الثالث‪ :‬مدى جواز الفسخ بسبب العيوب‬
‫وبيان نوع الفرقة بسببها‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬فسخ الزواج حبكم القاضي‬
‫بعد ما مت ذكره يف املقدمة عن تنظيم عالقة الرجل ابملرأة وبعد التسليم ابلعقد الذي ارتضته الشريعة اإلسالمية‬
‫لتنظيم تلك العالقة‪ ،‬فإن موضوع هذا البحث هو التفريق القضائي بني الزوجني يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬إذ جيب أن‬
‫جند األساس واملستند جلواز التفريق بني الزوجني يف القرآن الكرمي وذلك يف قوله تعاىل‪﴿ :‬فإمساك مبعروف أو‬
‫تسريح إبحسان﴾ [سورة البقرة‪ ،]229 :‬ويف قوله تعاىل‪﴿ :‬ال متسكوهن ضرارا لتعتدوا﴾ [سورة البقرة‪:‬‬
‫‪ ]231‬هااتن اآليتان الكرميتان وغريمها تنص صراحة على حرص الشريعة اإلسالمية على أن تكون العالقة‬
‫الزوجية أساسها وقوامها ودوامها السكن واملودة والرمحة‪ ،‬فان فقد أحد هذه األركان‪ ،‬تكون قد فقد املقصود منها‬
‫ومثارها‪ ،‬فيكون التسريح ابإلحسان هو األنفع واألجدى يف هذه احلال‪ ،‬من هنا مت تقسيم هذا املبحث إىل‬
‫مطلبني أساسيني مها‪ :‬املطلب األول‪ :‬تعريف التفريق والفسخ والشقاق؛ واملطلب الثاين‪ :‬حكم التفريق وبيان‬
‫اختالف الفقهاء‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف التفريق والفسخ والشقاق‬
‫التفريق لغة‪:‬‬
‫يفرقه‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬وإذ فرقنا بكم البحر فأجنينكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم‬ ‫الفرق خالف اجلمع‪ ،‬فرقَه ُ‬
‫تنظرون﴾ [سورة البقرة‪ .]50 :‬أي جعلناه فرقا وأقساما‪ ،‬وفرقت بني الشيئني‪ .‬تفرقة وتفريقا‪ ،‬والفرقة مصدر‬

‫‪3‬‬
‫االفرتاق‪ ،‬والفرق الفصل بني الشيئني‪.‬‬
‫التفريق شرعا‪:‬‬
‫واألصل يف التفريق هو فرقة الطالق وميلكه الزوج والقاضي وينوب منابه يف الفرقة كما ابجلب والعنة‪ ،‬فهو حل‬
‫رابط الزوجية أبمر من القاضي‪.5‬‬
‫معىن الفسخ لغة‪:‬‬
‫هو النقض والرفع واإلزالة‪ ،‬وله عدة معان متقاربة ومنها‪ :‬النقض‪ ،‬واإلزالة‪ ،‬واإللقاء‪ ،‬والرفع‪ ،‬والتقطيع‪ ،‬ولذا يقال‬
‫فسخ البيع أي‪ :‬نقضه وأزاله‪ ،‬وفسخت العود عن موضعه فسخا وأزلته وأبعدته عن موضعه‪.6‬‬
‫معىن الفسخ اصطالحا‪:‬‬
‫تعددت تعريفات الفقهاء للفسخ قدميا وحديثا‪ ،‬فعرف األحناف واملالكية الفسخ‪ :‬أبنه رفع العقد من األصل‬
‫وجعله كأن مل يكن‪ .7‬وجاء أيضا يف األشباه والنظائر البن جنيم قوله‪" :‬حل لرابطة العقد وجعله كأن مل يكن"‪.8‬‬
‫العالقة بني التفريق والفسخ‪:‬‬
‫جيتمع التفريق والفسخ يف النقاط التالية‪:‬‬
‫يف إهناء عقد الزواج وما يرتتب على ذلك من إهناء للعالقة الزوجية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -2‬أن ذلك يكون حبكم القاضي بعد رفع األمر إليه‪.‬‬
‫‪ -3‬أن التفريق قد يقع فسخا‪.‬‬
‫وخيتلفان يف أن التفريق قد يقع طالقا‪ ،‬وأن الفرقة ابلتفريق ال ترفع آاثر العقد ابلكامل كالفسخ‪ ،‬فتحصل الزوجة‬
‫به بعضا من حقوقها‪.‬‬
‫فالعالقة بينهما هي عالقة العموم واخلصوص فالفرقة أعم من الفسخ يف بعض صورها كما يف الفرقة‬
‫ابلطالق‪ ،‬والفسخ أعم من الفرقة يف بعض الصور‪ ،‬كالفسخ يف عقود البيع واإلجارة وحنومها‪.‬‬
‫ولقد ُحددت حاالت التفريق يف القانون املدين األفغاين من املادة ‪ 176‬إىل املادة ‪ ،197‬وهي‪:‬‬
‫أ‪-‬التفريق بسبب العيب؛‬

‫‪ 5‬عالء الدين أيب بكر بن مسعود‪ ،‬الكاساين‪ ،‬بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع‪( ،‬بريوت‪ :‬دار الكتاب العريب‪ /‬دار إحياء‬
‫الرتاث العريب‪1998/1982‬م)‪ ،‬ج‪ ،4/2‬ص‪.337‬‬
‫‪ 6‬حممد بن مكرم بن علي‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪( ،‬بريوت‪ :‬دار صادر‪ ،‬ط‪414 ،3‬ه)‪ )112/7( ،‬بتصريف‪.‬‬
‫‪ 7‬عالء الدين أيب بكر بن مسعود‪ ،‬الكاساين‪1998/1982( ،‬م)‪ ،‬بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع‪ ،‬ج‪4/2‬ص‪،337‬‬
‫بريوت‪ :‬دار الكتاب العريب‪ /‬دار إحياء الرتاث العريب‪.‬‬
‫‪ 8‬زين الدين بن إبراهيم‪ ،‬ابن جنيم‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،‬د‪ .‬حممد مطيع احلافظ (حتقيق وتقدمي)‪( .‬سوراي‪-‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪ ،‬ط‪4‬‬
‫(‪1426‬ه‪1998 ،‬م)‪ ،‬ص‪.402‬‬
‫‪4‬‬
‫ب‪-‬التفريق بسبب الضرر؛‬
‫ج‪-‬التفريق بسبب عدم اإلنفاق؛‬
‫د‪-‬التفريق بسبب الغياب‪.‬‬
‫أكثر بنود القانون املدين األفغاين يف التفريق موافق ملذهب اإلمام مالك رمحه هللا تعاىل‪ ،‬ال نبحث عنها نقلناها‬
‫للمعلومات فقط‪.‬‬
‫تعريف الشقاق يف اللغة‪:‬‬
‫جاء يف خمتار الصحاح أن الشقاق يعين اخلالف والعداوة‪ ،‬والتنازع أي التخاصم؛ واملقصود ابلشقاق هنا أن كل‬
‫واحد من الزوجني يوقع ما يشق على صاحبه وقد ورد الشقاق على أربعة أوجه‪:‬‬
‫األول‪ :‬مبعىن اخلالف كما قال تعاىل‪﴿ :‬وإن خفتم شقا َق بينِهما﴾ [النساء‪ .]35 :‬أي خالف بينهما‪.‬‬
‫قاق ٍ‬
‫بعيد﴾ [احلج‪ .]53 :‬أي يف ضالل‪.‬‬ ‫الظاملني لَفي ِش ٍ‬ ‫الثاين‪ :‬الضالل‪ :‬قال تعاىل‪﴿ :‬وإن‬
‫َ‬
‫الثالث‪ :‬أن الشقاق العداوة قال تعاىل‪﴿ :‬واي ِ‬
‫قوم ال جي ِرَمنكم ِشقاقِي﴾ [هود‪ .]89 :‬أي عدوايت‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أن كل واحد منهما صار يف شق ابلعداوة واملباينة‪.‬‬
‫أي أن الشقاق بني الزوجني شقاق مرجعه إىل أتويلني‪ :‬األول‪ :‬أن كل واحد منهما عندما امتنع عن أتدية حق‬
‫صاحبه شق بذلك على صاحبه؛ والثاين‪ :‬أن كل واحد منهما بنشوزه صار يف شق العداوة واملباينة فال الزوج يريد‬
‫الصفح أو الفرقة وال املرأة تريد أتدية احلق أو الفدية أي أن تفتدي نفسها ابملخالعة أو الطالق على مال‪.‬‬
‫تعريف الشقاق يف االصطالح‪:‬‬
‫ال خيتلف التعريف االصطالحي عن التعريف اللغوي للشقاق والنزاع بل هناك تشابه بينهما حلد كبري‪ ،‬وعرف‬
‫الشقاق أيضا أبنه اشتداد اخلصومة بني الزوجني وتعذر التفاهم بينهما‪.‬‬
‫مفهوم التفريق بني الزوجني للضرر‪:‬‬
‫إ ن التفريق بني الزوجني للضرر هو‪" :‬طلب إلهناء العالقة الزوجية حبكم القاضي بناء على طلب من أحد الزوجني‬
‫لرفع ضرر تسبب به أحدمها لآلخر"‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حكم التفريق وبيان اختالف الفقهاء‬
‫حكم التفريق لعلة الشقاق والضرر يف الشريعة اإلسالمية‪:‬‬
‫الزواج شركة اجتماعية بني الرجل واملرأة غايتها التعاون على أعباء احلياة وإجناب األوالد‪ ،‬وتوزيع احلقوق‬
‫والواجبات بينهم جاءت متوازية ومتعادلة‪ ،‬لذلك اهتمت الشريعة اإلسالمية بتلك احلقوق والواجبات ووضعت‬
‫احلدود والضوابط اليت متنع طغيان أحدمها على اآلخر وحتقق دوام األلفة واملودة والسعادة والتوازن‪ ،‬وعند اختالل‬
‫هذا التوازن قد تصبح احلياة الزوجية مستحيلة وتسبب ضررا ألحد الزوجني‪ ،‬لذلك قد يكون التفريق أكثر إنصافا‬
‫للزوجني من الطالق املنفرد حيث يتيح هلما عرض مشكلتهما أمام القاضي واحلكمني ويتيح للقاضي واحلكمني‬

‫‪5‬‬
‫التوسط حلل النزاع وإزالة أسباب اخلالف وحماولة إعادة احلياة الزوجية إىل سابق عهدها إن أمكن‪ .‬فهل ميلك‬
‫الطرف املتضرر أن يرفع األمر إىل القاضي ويطلب التفريق بسبب هذا الشقاق أو الضرر؟‬
‫اختلف الفقهاء يف جواز التفريق وعدمه بني الزوجني لعلة الشقاق والضرر وانقسموا إىل رأيني‪:‬‬
‫الرأي األول‪:‬‬
‫أمجع فقهاء املالكية واحلنابلة إىل جواز التفريق لعلة الشقاق بني الزوجني وأجازوا أبن حيكم ابلطالق ولو رفضه‬
‫الزوج إذا تعذر التوفيق بينهما وأصبحت احلياة الزوجية مستحيلة وقال احلنابلة واملالكية أنه يشرتط أن يكون‬
‫طلب التفريق مقدما من الزوجة فقط ألن الزوج ميكنه أن يطلق إبرادة منفردة كما اشرتطوا حصول الضرر‪.‬‬
‫األصل الشرعي الذي الذي استند إليه اإلمام املالك‪:‬‬
‫أوال‪ -‬قوله تعاىل‪ِ ﴿ :‬‬
‫ومن آايتِِه أن َخلَ َق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إلَيها َو َج َعل بَينكم مودةً ورمحة‪.‬‬
‫إن يف ذلك ٍ‬
‫آلايت لقوم يتف ّكرون﴾ [الروم‪ .]21 :‬تقرر اآليتان أن العشرة الزوجية ال تستقيم إال حبلول السكينة‬
‫بني الزوجني‪ 9‬اليت تعترب أحد املقاصد املتحصلة من الزواج نتيجة لوجود الود واحملبة بينهما فإذا تعذر اإلمساك‬
‫ابملعروف تعني التسريح إبحسان رفعا للضرر أي ابلرتاضي وإال كان البديل التفريق بينهما‪.10‬‬
‫اثنيا‪ -‬عن عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬قال رسول هللا ﷺ "خريكم خريه ألهله وأان خريكم ألهلي‪ "11‬وهذا‬
‫احلديث قاله النيب ﷺ عندما كثرت الشكوى من بعض النساء من معاملة أزواجهن هلن ووفقا ملفهوم هذا‬
‫احلديث أن األصل والواجب أبن يسعى الزوج حلسن معاملة الزوجة فإن كان على خالف ذلك من املودة‬
‫واإلحسان أن يطلق الزوج زوجته امتثاال لقوله تعاىل‪﴿ :‬وال مت ِسكوهن ِ‬
‫ضر ًارا لّتعتدوا‪ .‬ومن يفعل ذلك ف َقد‬
‫سه﴾ [البقرة‪ .]231 :‬فإن مينع الزوج وظل على حالة الظلم واالعتداء ويف نفس الوقت رفعت الزوجة‬ ‫ظَلَ َم نف َ‬
‫شكواها للقاضي وثبت ابلبينة وقوع الظلم من ضرب أو إهانة هلا أو ألقارهبا فيصد القاضي حكمه ابلتفريق‬
‫بينهما منعا للضرر احلاصل بعد أن يعجز أهل اإلصالح عن الصلح بينهما‪.‬‬
‫الرأي الثاين‪:‬‬
‫أما األحناف والشافعية والظاهرية فقد ذهبوا إىل عدم جواز التفريق من قبل القاضي إذا رفض الزوج طالق زوجته‬
‫ولو طلبت هي ذلك‪ ،‬وثبتت إساءته هلا وإضراره هبا‪ ،‬وللقاضي أن أيمره حبسن معاملتها‪ ،‬فإن مل يستجب قضى‬
‫بتغرميه‪ ،‬وذلك أخذا بظاهر اآلية اليت تفيد أن احلكمني لإلصالح وليس للتفريق‪.‬‬

‫‪ 9‬إمساعيل الدمشقي أبو الفداء‪ ،‬ابن كثري‪ ،‬تفسري القرآن العظيم‪ ،‬سامي بن حممد السالمة (حتقيق)‪( ،‬الرايض‪ :‬دار طيبة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪1420( ،2‬هـ‪1999/‬م)‪.518/3 ،‬‬
‫‪ 10‬إمساعيل بن عمر ابن كثري‪ ،‬تفسري القرآن العظيم‪( ،‬بريوت‪ :‬دار ابن حزم‪ ،‬ط‪1420 ،1‬ه‪2000 -‬م)‪.368/1 ،‬‬
‫حممد بن عيسى‪ ،‬أبو عيسى‪ ،‬الرتمذي‪ ،‬سنن الرتمذي‪ ،‬حتقيق‪ :‬بشار عواد معروف‪( ،‬بريوت‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪1996‬م)‪ ،‬الرقم‪.3895 :‬‬


‫‪6‬‬
‫والدليل على عدم جواز التفريق الذي استند إليه هذا الفريق من الفقهاء قوله تعاىل‪:‬‬
‫﴿وإن ِخفتم ِشقا َق بينِ ِهما فابعثوا ح َكما من ِ‬
‫أهل ِه وح َكما من أهلها إن ي ِريدا إصالحا ي َوفِّ ِق هللا بينهما‪ .‬إن‬ ‫َ َ ً‬ ‫َ‬
‫ريا﴾ [النساء‪ .]35 :‬ألن اآلية تكاد أن تكون صرحية يف أن عمل احلكمني قاصر على بذل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما خب ً‬
‫هللا كا َن َعل ً‬
‫اجلهد يف اإلصالح بني الزوجني‪ ،‬حيث مل تتعرض اآلية للتفريق فال ميلك احلكمان التفريق بني الزوجني إال‬
‫إبذهنما‪ ،‬كما أن إضرار الزوج بزوجته ميكن تداركه بتعزير الزوج وإجبار الزوجة على الطاعة‪ ،‬فلم يتعني الطالق‬
‫الذي هو أبغض احلالل عند هللا وطريق إلزالة اإلضرار هبا فال يُلجأ إليه‪.‬‬
‫الرأي الراجح‪:‬‬
‫الذي يرتجح للباحث بعد إمعان النظر يف أدلة القولني‪ ،‬وانعدام الدليل القرآين والروائي الصحيح‪ ،‬أن الشقاق حبد‬
‫ذاته ال يكون سببا كافيا لفسخ العالقة الزوجية خصوصا وأن الضرر املرتتب عليها يف الغالب ميكن رفعه عن‬
‫طريق احلكمني حيث حيرجانه يف بيان العلة التامة يف الشقاق وإال يؤشر عليه ابلنقص‪ ،‬وعليه فغالبا ما خيتار‬
‫الزوج أحد السبيلني‪ ،‬إما التسريح أو املعاشرة ابملعروف‪ ،‬وإذا امتنع فعندئذ يؤدبه احلاكم الشرعي ابلسجن أو مبا‬
‫يراه رادعا له يف اإلضرار ابلزوجة‪ ،‬ابإلضافة إىل أن األصل العملي يف حالة الشك ابالنفساخ هو بقاء العالقة‬
‫الزوجية بدليل االستصحاب‪ ،‬وهذا الثبوت لعقد الزواج أو وجوبه أو الوفاء به مستفاد من اإلطالق يف قوله تعاىل‪:‬‬
‫﴿أوفوا ابلعقود﴾ [املائدة‪ .]1 :‬فعندئذ ولعدم ثبوت الدليل املقيد لإلطالق القرآين ال بد من القول بلزوم عقد‬
‫الزواج حىت مع وجود الشقاق‪.‬‬
‫أما يف حالة وصول الشقاق بينهما حدا عظيما حبيث خيشى على الزوجة الوقوع يف الفتنة فعندئذ يرتجح‬
‫بعد تطبيق قواعد رفع التزاحم اختيار أهون الضررين وهو الفسخ ابإلضافة إىل حاكمية ال ضرر‪ ،‬وانطباقها‪،‬‬
‫وبذلك يرتجح التفريق بينهما يف هذا املورد‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬النشوز والتفريق وحاالهتما‬
‫من الطبيعي أن متر األسرة مبشاكل وخالفات متنوعة ومتعددة بسبب تنوع الظروف االجتماعية والثقافة الفكرية‬
‫لألسرة‪ ،‬ومن مَّث فقد تتعرض ألزمات ونزاعات خمتلفة وخاصة يف البداايت األوىل من تكوينها ونشأهتا‪ ،‬فطبيعة‬
‫احلياة الزوجية‪ ،‬أو العالقات األسرية‪ ،‬واختالف األدوار فيها‪ ،‬وتصارعها‪ ،‬وطبيعة التفاعل االجتماعي بني طريف‬
‫األسرة الزوج والزوجة من جهة‪ ،‬وبينهما وبني بقية أفراد األسرة من جهة اثنية وبني األبناء أنفسهم من جهة اثلثة‬
‫جتعل من اخلالفات‪ ،‬والنزاعات أمراً مألوفاً ومتوقعا فيها وأمهنا حالة طبيعية‪ ،‬وهكذا فاألسرة كنظام اجتماعي ال‬
‫متيل بطبيعتها حنو حالة من الثبات واالستقرار‪ ،‬بل إن احملافظة على االتفاق واالنسجام واالستقرار أمر خمتلف فيه‬

‫‪7‬‬
‫من انحية‪ ،‬ومن انحية أخرى تعترب اخلالفات الزوجية مصدرا إلحداث التغري االجتماعي ويتفاوت االختالف‬
‫والنزاعات يف حدهتا من أسرة ألخرى‪.12‬‬
‫ومن َّث ال تكاد أسرة تسلم من املشاكل واخلالفات األسرية‪ ،‬ولكن تتفاوت مجيع األسر يف حجم‬
‫مشاكلها‪ ،‬ونوع خالفاهتا األسرية وأسباهبا وأبعادها املختلفة‪ ،‬وقد حثت الشريعة اإلسالمية الزوجني على معاجلة‬
‫مشاكلهما والقضاء عليها فيما بينها‪ ،‬وأرشدت كالً منهما إىل طرق العالج اليت يستخدمها مع صاحبه يف عالج‬
‫ما تبادر منه منِ خالف ما‪ ،‬كما حثهما على املبادرة لعالج خالفهما وعلى إجياد حل خلالفهما األسري‪ ،‬وذلك‬
‫حني ظهور اخلالف كالنشوز والشقاق بني الزوجني‪ ،‬وما شابه ذلك‪ ،‬وفيما يلي نعاجل صورة من صور اخلالف‬
‫وهى النشوز وقد مت تقسيم هذا املبحث إىل مطلبني‪ :‬املطلب األول‪ :‬تعريف النشوز لغة واصطالحا وبيان حكمه؛‬
‫واملطلب الثاين‪ :‬بيان حاالت النشوز والتفريق وحكم التفريق‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف النشوز لغة واصطالحا وبيان حكمه‬
‫حرص اإلسالم علی توطيد العالقة داخل األسرة‪ ،‬وحارب كل سلوك من شأنه أن يؤدي إىل تعكري صفو احملبة‬
‫واأللفة بني أفرادها‪ ،‬وخاصة الزوجني‪ ،‬ألهنما عماد األسرة‪ ،‬وأصل تكوينها؛ وكما أنه دعا إىل حسن العشرة بني‬
‫سوا ال َفض َل‬
‫تقوي وال تن َ‬
‫الزوجني‪ ،‬حىت حال وقوع اخلالف بينهما‪ ،‬فقال سبحانه وتعاىل‪َ ﴿ :‬وأن تعفوا أق َرب لل َ‬
‫صري﴾ [البقرة‪ ،]237 :‬وحث على املسارعة إىل املصاحلة والتوفيق عند أي اختالف‬ ‫بي نَكم إن هللا مبا تعملو َن ب ِ‬
‫َ َ‬
‫داخل األسرة؛ فيناقش الباحثان موضوع "النشوز وحكمه" كما استبان من جانب جممع الفقه اإلسالمي‬
‫أبفغانستان‪ /‬حمور الندوة الرابعة‪.‬‬
‫النشوز لغة‪:‬‬
‫نشز‪ ،‬ن ش ز أصل صحيح يدل على ارتفاع وعلو‪13‬؛ ومجعه نُ ُشوز‪.‬‬
‫النشوز اصطالحا‪:‬‬
‫إن النشوز ينقسم إىل قسمني‪ :‬نشوز يكون من املرأة ونشوز يكون من الرجل‪ .‬فقد عرف احلنفية نشوز املرأة أبنه‪:‬‬
‫خروج الزوجة من بيت زوجها بغري حق‪ ،‬وقيل هو الزوجة اخلارجة من بيت زوجها بغري إذنه املانعة نفسها منه‪.14‬‬
‫وعرفوا نشوز الرجل‪ :‬أن يكره الزوج زوجته ويباشر أذاها‪.15‬‬

‫‪ 12‬أمحد يسري الوحشي‪ ،‬علم االجتماع العائلي‪( ،‬طرابلس‪ :‬منشو ارت جامعية الوحيدة‪1992 ،‬م)‪ ،‬ص‪.95‬‬
‫أبو نصر إمساعيل بن محاد اجلوهري‪ ،‬الفارايب‪ ،‬الصحاح اتج اللغة وصحاح العربية‪( ،‬بريوت‪ :‬دار العلم للماليني‪ ،‬ط‪،4‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪1407‬ه‪1987،‬م)‪ ،‬ج‪.889/3‬‬
‫اخلليل بن أمحد‪ ،‬الفراهيدي‪ ،‬كتاب العني‪( ،‬بريوت‪-‬لبنان‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪2003 ،1‬م‪221/4 ،‬؛ الزبيدي‪،‬‬ ‫‪14‬‬

‫مرتضي‪ .‬اتج العروس‪ .‬دار مكتبة احلياة)‪.8،38/1 .‬‬


‫‪ 15‬زين الدين بن جنيم احلنفي‪ ،‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪( ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ :‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬ط‪.76/4 ،)2‬‬

‫‪8‬‬
‫حكم النشوز‪:‬‬
‫إن نشوز املرأة حرام‪ ،‬وهذا ال شك فيه؛ ألن يف نشوزها عصياان وخمالفة لطاعة الزوج املأمورة بطاعته يف نصوص‬
‫الشريعة‪ ،‬وطاعة الزوج واجبة وتركها حرام‪ ،‬وقد عده اإلمام الذهيب من الكبائر حيث قال‪" :‬الكبرية السابعة‬
‫واألربعون نشوز املرأة على زوجها"‪ ،‬وكذلك فإن هللا سبحانه وتعاىل رتب هلا عقوبة على نشوزها إذا مل تتعظ وهي‬
‫الوعظ واهلجر‪ ،‬والعقوبة ال تكون إال لفعل حمرم أو لرتك واجب‪.‬‬
‫ونشوز الزوج ظلمه لزوجته فهو حرام‪ ،‬وينبغي على الزوج حسن معاشرة زوجته‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬
‫وعاشروهن ابلمعر ِ‬
‫وف﴾ [النساء‪.]19 :‬‬ ‫﴿ ِ‬
‫َ‬
‫املطلب الثاين‪ :‬بيان حاالت النشوز والتفريق وحكم التفريق‬
‫حاالت النشوز‪:‬‬
‫احلالة األوىل‪ :‬نشوز الزوجة‪:‬‬
‫نشوز الزوجة حيث جاء ذكر هذه احلالة مع بيان عالجها يف قوله تعاىل‪﴿ :‬والالِِت ََتَافو َن نشوَزهن فَعظوهن‬
‫َواهجروهن يف املضاج ِع واضربوهن فإن أطَعنَكم فال تَبغوا علَي ِهن سبيالً﴾ [النساء‪ .]34 :‬أحياان يكون‬
‫النشوز ابلفعل مثل اإلعراض عن الزوج والعبوس يف وجهه وعدم طاعته فيما جيب واالمتناع إذا دعاها لفراشه‪،‬‬
‫وأحياان ابلقول مثل أن ترفع صوهتا عليه أو جتيبه بشدة أو بكالم خشن أو تسبه وترميه مبا ليس فيه وحنو ذلك‪،‬‬
‫كل هذا مذموم‪.‬‬
‫احلالة الثانية‪ :‬نشوز الزوج‪:‬‬
‫حيث جاء ذكر هذه احلالة مع بيان عالجها يف قوله تعاىل‪﴿ :‬و ِ‬
‫إن امرأَةٌ خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فال‬ ‫َ‬
‫حض َرت األنفس ُّ‬
‫الشح وإن ُتسنوا وتتقوا فإن هللا‬ ‫صلحا بي نَ هما صلحا والصلح خري وأ ِ‬ ‫جناح عليهما أن ي ِ‬
‫ً‬
‫تعملون خبريا﴾ [النساء‪.]128 :‬‬
‫كان مبا َ‬
‫احلالة الثالثة‪ :‬نشوز الزوجني‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫حيث جاءت هذه احلالة مع بيان عالجها يف قوله تعاىل‪﴿ :‬وإِن خفتم شقا َق بين ِهما َ‬
‫فابعثوا َحكما من أهله‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحكما من أهلها إن يريدا إصالحا يوفّ ِق هللا بي نَ هما إن هللا كان عل ً‬
‫يما خبريا﴾ [النساء‪.]35 :‬‬
‫عالج نشوز البعل عند الفقهاء‬
‫للفقهاء وسائل خمتلفة يف عالج نشوز الزوج؛ فكل منهم قدم وسائل ملعاجلة هذا النشوز وهي متقاربة‪ ،‬وال يعين‬
‫هذا أهنم خمتلفون يف هذه الوسائل؛ وإمنا قدم كل منهم ما يراه من وسائل انجعة لعالج هذا النشوز‪.‬‬
‫عالج نشوز البعل يف املذهب احلنفي واحلنبلي‪:‬‬
‫ذهب احلنفية واحلنابلة إىل أن معاجلة نشوز البعل تتم وفق ما يلي‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫إذا كان نشوز البعل ابمتناعه عن النفقة أو الوطء‪ ،‬أو القسم‪ ،‬فللزوجة ترك ما شاءت من ذلك بطيب خاطر‬
‫منها‪ ،‬وإال ألزمه القاضي بذلك؛ وهذا ما يتعلق ابملاضي‪ ،‬فإن أبرأت املرأة بعلها من النفقة‪ ،‬أو الوطء‪ ،‬أو القسم‬
‫مستقبال‪ ،‬مل جيز ذلك‪ ،‬فإن فعلت َّث عادت وطالبت به لزمه ذلك‪ ،‬كما ال جيوز للزوج إعطاء الزوجة عوضا عن‬
‫الوطء أو القسم‪ ،‬وال أخذ عوض منها لقاء وطئها أو إعطائها حقها من القسم‪ ،‬فذلك من قبيل أكل أموال‬
‫الناس ابلباطل‪ .‬وأما إذا كان نشوز البعل إبيذاء املرأة قوال أو فعال‪ ،‬فإن القاضي يقوم بتأديبه علي ذلك حسب ما‬
‫يراه من وسائل التأديب‪ ،‬وأيمره ابإلحسان إليها‪.‬‬
‫لو كانت الزوجة يف منزل الزوج وليس معها أحد يساكنها‪ ،‬فشكت إىل القاضي أن الزوج يضرهبا‬
‫ويؤذيها‪ ،‬سأل القاضي جرياهنا‪ ،‬فإن أخربوا مبا قالت وهم قوم صاحلون‪ ،‬فالقاضي يؤدبه وأيمره أبن حيسن إليها‪،‬‬
‫وأيمر جريانه أن يستقصوا حاهلا‪ ،‬وإن مل يكن اجلريان قوما صاحلني أمره القاضي أن حيوهلا إىل جريان صاحلني‪،‬‬
‫فإن أخربوا القاضي خبالف ما قالت أقرها هناك ومل حيوهلا‪.‬‬
‫حاالت التفريق لعلة الشقاق والنشوز والضرر‪:‬‬
‫حيق لكل طرف من طريف عقد الزواج سواء الزوج أو الزوجة أن يلجأ بطلب التفريق مىت شعر أن استمرار احلياة‬
‫الزوجية غري ممكن مع الشريك اآلخر لعلة اخلالف الدائم وعدم االتفاق على كثري من األمور يف سري احلياة العامة‬
‫الزوجية‪.‬‬
‫أو يف حال إصابت ه بضرر من عقد الزواج وميكن أن يتم ذلك سواء قبل الدخول أو اخللوة أو بعدمها‬
‫ولكن عمليا ال خيلو من يلجأ إىل ذلك من حالتني‪:‬‬
‫قد يلجأ الزوج إىل طلب التفريق مع أنه ميلك إيقاع الطالق إبرادته املنفردة ولكن عندما يرى أن‬ ‫‪-1‬‬
‫اإلساءة من الزوجة وأهنا تستحق حرماهنا من حقوقها الزوجية أو من قبيل إطالة التقاضي عليها‬
‫وإبقائها ردحا من الوقت يف احملاكم‪ ،‬فيلجأ هلذا الطريق‪ ،‬ألنه لو طلقها إبرادة منفردة‪ ،‬فسوف يلزم‬
‫بدفع املهر كامالً معجال إن مل يكن فيه مهر مدفوع ومؤجال إن مل يفرض عليه تعويض طالق‬
‫تعسفي وهو مقدار نفقة ثالث سنوات مامل يصبح سبب الطالق وغالباً يكون ذلك يف عقود الزواج‬
‫اليت يكون فيها املهر كبري اً فيهرع الزوج إىل طلب التفريق إلثبات إساءة الزوجة وحرماهنا املهر كله‬
‫أو بعضه‪.‬‬
‫قد تلجأ الزوجة هلذه الدعوى يف حالتني‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫رفض الزوج للمخالعة الرضائية رغم تنازهلا له عن حقوقها‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬يف حال إساءة الزوج ورغبتها ابلتفريق لرفع الضرر عنها مع رغبتها ابحلصول على حقوقها‬
‫الزوجية كاملة ومن خالل الدعوى والتحكيم فرصة إلثبات اإلساءة وابلتايل احلكم ابستحقاقها‬
‫حلقوقها كاملة بعد حصول املراد وهو الفرقة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫حكم التفريق لعلة الشقاق والنشوز والضرر يف الشريعة اإلسالمية‪:‬‬
‫الزواج شركة اجتماعية بني الرجل واملرأة غايتها التعاون على أعباء احلياة وإجناب األوالد‪ ،‬وتوزيع احلقوق‬
‫والواجبات بينهما ابلتوازي والعدل‪ ،‬لذلك اهتمت الشريعة اإلسالمية بتلك احلقوق والواجبات ووضعت احلدود‬
‫والضوابط اليت متنع طغيان أحدمها على اآلخر وحتقق دوام األلفة واملودة والسعادة والتوازن‪ ،‬وعند اختالل هذا‬
‫التوازن قد تصبح احلياة الزوجية مستحيلة وتسبب ضرراً ألحد الزوجني‪ ،‬لذلك قد يكون التفريق أكثر إنصافاً‬
‫للزوجني من الطالق األحادي اجلانب حيث يتيح هلما عرض مشكلتهما أمام القاضي واحلكمني ويتيح للقاضي‬
‫واحلكمني التوسط حلل النزاع وإزالة أسباب اخلالف وحماولة إعادة احلياة الزوجية إىل سابق عهدها إن أمكن‪.‬‬
‫فهل ميلك الطرف املتضرر أن يرفع األمر إىل القاضي ويطلب التفريق بسبب هذا الشقاق أو الضرر؛‬
‫اختلف الفقهاء يف جواز التفريق بني الزوجني لعلة الشقاق والنشوز والضرر وانقسموا إىل رأيني‪:‬‬
‫الرأي األول‪:‬‬
‫أمجع فقهاء املالكية واحلنابلة على جواز التفريق لعلة الشقاق بني الزوجني وأجازوا للقاضي أبن حيكم ابلطالق ولو‬
‫رفضه الزوج‪ ،‬إذا تعذر التوفيق بينهما وأصبحت احلياة الزوجية مستحيلة‪ ،‬وقال احلنابلة واملالكية أنه يشرتط أن‬
‫يكون طلب التفريق مقدماً من الزوجة فقط ألن الزوج ميكنه أن يطلق إبرادة منفردة كما اشرتطوا حصول الضرر‪.‬‬
‫األصل الشرعي الذي استند إليه اإلمام املالك‪:‬‬
‫اجا لتَسكنوا إِلَ َيها َو َج َع َل بيَنكم م َود ًة َوَرمحةً‪ ،‬إِن ِيف‬ ‫ِ‬ ‫قوله تعاىل‪﴿ :‬وِمن ِِ‬
‫آايته أَن َخلَ َق لَكم من أَنفسكم أَزَو ً‬
‫َ َ‬
‫ت ل َقوٍم يت َفكرو َن﴾ [الروم‪.]21 :‬‬ ‫ذَلِ َ‬
‫ك َآلاي ٍ‬
‫وجه الداللة‪:‬‬
‫تقرر اآليتان أن العشرة الزوجية ال تستقيم إال حبلول السكينة بني الزوجني‪ 16‬اليت تعترب أحد املقاصد املتحصلة من‬
‫الزواج نتيجة لوجود الود واحملبة بينهما فإذا تعذر اإلمساك ابملعروف تعني التسريح إبحسان رفعاً للضرر أي‬
‫ابلرتاضي وإال كان البديل التفريق بينهما‪.‬‬
‫الرأي الثاين‪:‬‬
‫أما األحناف والشافعية والظاهرية فقد ذهبوا إىل عدم جواز التفريق من قبل القاضي إذا رفض الزوج طالق زوجته‬
‫ولو طلبت هي ذلك‪ ،‬وأثبتت إساءته هلا وأضراره هبا‪ ،‬وللقاضي أن أيمره حبسن معاملته‪ ،‬فإن مل يستجب قضى‬
‫بتغرميه‪ ،‬وذلك أخذاً بظاهر اآلية اليت تفيد أن احلكمني لإلصالح وليسا للتفريق‪.‬‬
‫والدليل على عدم جواز التفريق الذي استند إليه هذا الفريق من الفقهاء قوله تعاىل‪:‬‬

‫‪ 16‬ابن كثري‪ :‬تفسري القرآن العظيم (‪)518/3‬‬

‫‪11‬‬
‫نهما إِن هللا‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ثواح َك ًما من أَهله َو َح َك ًما من أَهل َها إِن ي ِري َدا إِص َال ًحا َيوف ِق هللا بيَ َ‬
‫ابع َ‬‫﴿ َو إِن خفتم ش َقا َق بيَن ِه َما فَ َ‬
‫ريا﴾ [النساء‪ .]35 :‬فاآلية تكاد تكون صرحية يف أن عمل احلكمني قاصر على بذل اجلهد يف‬ ‫كا َن َعلِيم َ ِ‬
‫اخب ً‬ ‫ً‬
‫اإلصالح بني الزوجني‪ ،‬حيث مل تتعرض اآلية للتفريق‪ ،‬فال ميلك احلكمان التفريق بني الزوجني إال إبذهنما‪ ،‬كما‬
‫أن إضرار الزوج بزوجته ميكن تداركه بتعزير الزوج وإجبار الزوجة على الطاعة‪ ،‬فلم يتعني الطالق الذي هو أبغض‬
‫احلالل عند هللا وطريق إلزالة اإلضرار هبا فال يلجأ إليه‪.‬‬
‫إذا ثبت للقاضي ابلبينة أن الزوج قد اَضر بزوجته وتريد التفريق بينهما‪ ،‬فريى إن كان الضرر خفيفا‬
‫فليس هلا احلق يف طلب التفريق‪ ،‬مثل الشتم أواهلجر من فراشه‪ .‬وإذا كان الضرر فاحشا كتجاوز الزوج احلقوق‬
‫املشروعة له على زوجته كالضرب املربح والشتم ابلدوام واالستمرار واهلجر الدائم‪ ،‬فإن رأى القاضي أن فی هذا‬
‫الضرر إخالالً مبا شرع الزواج ألجله من حصول السکن بني الزوجني واملودة والرمحة‪ ،‬فعليه أن يستدعي الزوج فإن‬
‫رأی فيه عناداً وجرأة علی احلق طلب منه أن يطلق الزوجة فإن مل يفعل طلقها القاضي‪ ،‬وإن رأی أن ما وقع منه‬
‫من ظلم ميکن تدارکه وعدم تکراره‪ ،‬عزره ابلشيء اليسري کالتعنيف ابلقول والتهديد ابلعقوبة کاحلبس والغرامة‬
‫‪17‬‬
‫وغري ذلک أو مبا اليثري غضبه علی الزوجة‪ .‬فإن عادت الزوجة وأثبتت إساءته مرًة أخری طلقها عليه‪.‬‬
‫"فإن مل ميكن اإلصالح كان هلما التفريق خبلع علی املهر إن تبني هلما أن األذى أو النشوز من جانبها‬
‫وبغري خلع إن تبني هلا أن األذى من جانبه‪ ،‬ويقدر األمر إن جهلت احلال‪ ،‬أو تبني أنه من جانبهما‪ ،‬ويقع‬
‫الطالق ولو مل يطلب الزوجان أو أحدمها الطالق‪ ،‬والتفريق بعمل احلكمني يف هذه احلال يكون يف الشقاق يف‬
‫ذاته‪ ،‬وإن مل يثبت األذى‪ ،‬وإن آذاها وأثبت اإليذاء وطلبت التفريق بناء عليه طلق القاضي عليه"‪.18‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬مدى جواز الفسخ بسبب العيوب وبيان نوع الفرقة بسببها‬
‫احلياة الزوجية مبنية على املودة والرمحة والتعاون بني الزوجني‪ ،‬ومن أساسياهتا إحصان الزوجني واحملافظة على‬
‫األنساب‪ ،‬إال أن احلياة بني الزوجني قد تعرتضها أسباب جتعل من حياة الزوجة ال تطاق‪ ،‬كوهنا قد تضايقت من‬
‫ضرر يكون قد وقع عليها من زوجها‪ ،‬يدفعها للجوء للمطالبة حبقها يف فك الرابطة الزوجية‪ ،‬كي تتخلص من‬
‫احلياة الزوجية وترفع الضرر الواقع عليها من زوجها‪ ،‬وذلك مبطالبتها حبقها يف فك الرابطة الزوجية بطريق التطليق‪.‬‬
‫وقد عاجل قانون األسرة موضوع التطليق وضبط له جمموعة من األحكام‪ ،‬ومن أهم أحكامه أن وضع عشرة‬
‫أسباب ميكن للزوجة من خالهلا إذا توفرت أن تطالب ابلتطليق‪ ،‬وذلك ابالستناد إىل أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 17‬عادل موسى عوض جاب هللا‪ ،‬الوسائل الشرعية حلل مشكلة العنف بني الزوجني‪ ،‬بتصرف يسري‪ .‬مصر‪ :‬جملة كلية الشريعة‬
‫والقانون ‪-‬جامعة األزهر‪ -‬العدد الثاين والثالثون ‪2020‬م اجلزء األول‪.‬‬
‫‪ 18‬اإلمام حممد‪ ،‬أبو زهرة‪ ،‬األحوال الشخصية‪( ،‬بريوت‪ :‬دار الفكر العريب‪ ،‬ط‪1957 ،3‬م)‪ ،‬ص‪.362‬‬

‫‪12‬‬
‫فهذا املبحث ينقسم إىل مطلبني‪ :‬املطلب األول‪ :‬مدى جواز الفسخ بسبب العيوب عند الفقهاء؛ واملطلب‬
‫الثاين‪ :‬بيان نوع الفرقة بسبب العيوب‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مدى جواز الفسخ بسبب العيوب عند الفقهاء‬
‫إن احلياة الزوجية تقوم يف أساسها على املودة والسكينة بني الزوجني‪ ،‬وقد اهتم اإلسالم بصيانة هذه احلياة وجتنب‬
‫كل ما يعكر صفو احلياة بينهما‪ ،‬ومع ذلك فإذا طرأ على هذه احلياة الوادعة بني الزوجني ما ينفر بينهما مبرض‬
‫أحد الزوجني من العيوب أو األمراض املعدية اليت تفوت مقصد املصلحة واالستمتاع بينهما ويستحيل شفاؤه‬
‫منه‪ ،‬فهل يُلزم السليم على إبقاء هذا لزواج رغم هذه العيوب واألمراض؟ أم يباح له حق طلب التفريق إذا ما حلقه‬
‫ضرر منه أو خشي على نفسه وأوالده‪ ،‬انتقاله إليه؟ فهذا ما نفصل البحث فيه إن شاء هللا يف هذا املطلب‪.‬‬
‫الرأي األول‪:‬‬
‫وهو مذهب احلنفية‪ 19‬والظاهرية‪ 20‬حيث يرون أن األصل يف عقد الزواج إذا مت صحيحا فال يفسخ أبي عيب‬
‫من العيوب مطلقاً سواء كان يف الزوج أو يف الزوجة‪ ،‬وسواء أكان قدميا قبل العقد أو حدث بعده‪ ،‬وسواء أكان‬
‫ذلك قبل الدخول أو بعده وسواء أرضي به أحدمها أم مل يرض به‪ ،‬إال أن أاب حنيفة وتلميذه أاب يوسف‪ 21‬أجازا‬
‫التفريق للعيوب من جانب الزوجة فقط‪ ،‬وفرقا بني حالتني ومها‪:‬‬
‫قبل الدخول‪ :‬إذا وجدت الزوجة زوجها مصااب أبحد العيوب اجلنسية اليت حتول دون االتصال اجلنسي‪ ،‬وهي‬
‫اجلب (قطع أو استئصال عضو الذكر) والعنة (عدم القدرة على املباشرة اجلنسية) واخلصاء (قطع أو استئصال‬
‫اخلصيتني)‪ ،‬جاز هلا طلب التفريق من القاضي؛ وتستحق املرأة نصف ما مساه هلا الزوج من صداق‪.‬‬
‫أما بعد الدخول‪ :‬فإن الزوجة ال يثبت هلا حق طلب التفريق‪ ،‬طاملا ملا وصل إليها الزوج ولو مرة واحدة‪،‬‬
‫َّث صار بعدها جمبواب أو عنينا أو خصيا‪ ،‬ألن حقها يف الوطء مرة واحدة‪ ،‬ومازاد عن ذلك فهو مستحق داينة ال‬
‫قضاء‪22‬؛ ووجب املهر املسمى كله سواء كان التفريق للعيب من قبل الزوج أو من قبل الزوجة‪ ،‬وبه اإلمام أمحد‬
‫أيضا‪.‬‬

‫حممد أمني‪ ،‬ابن عابدين‪ ،‬رد احملتار على الدر املختار شرح تنوير األبصار‪ ،‬حتقيق‪ :‬عادل أمحد عبد املوجود وعلي حممد‬ ‫‪19‬‬

‫معوض‪( ،‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1415 ،1‬ه‪1994/‬م)‪ .254/4 ،‬ابن جنيم‪ ،‬البحر الرائق‪.211/4 ،‬‬
‫‪ 20‬أبو علي بن أمحد الظاهري‪ ،‬ابن حزم‪ ،‬احمللى ابآلاثر‪( ،‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت)‪.58/10 ،‬‬
‫‪ 21‬ابن عابدين‪ .‬حاشية رد احملتار على الدر املختار‪.254/4 .‬‬
‫كمال الدين‪ ،‬ابن مهام‪ ،‬شرح فتح القدير‪( ،‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1996 ،1‬م)‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.264‬‬
‫‪ 22‬الكاساين‪ .‬بدائع الصنائع‪ .592/3 .‬ابن جنيم‪ .‬البحر الرائق‪211/4 .‬‬

‫‪13‬‬
‫وأما الظاهرية فيمنع فسخ الزواج للعيب مطلقا سواء أكان يف الزوج أو يف الزوجة‪ ،‬وميثل هذا الرأي عمر‬
‫ابن عبد العزيز وابن أيب ليلى واألوزاعي والثوري واخلطايب‪ ،‬وهو مذهب ابن مسعود رضي هللا عنه وهو اختيار‬
‫الشوكاين‪.‬‬
‫استدل احلنفية مبا يلي‪:‬‬
‫قوله تعاىل‪﴿ :‬فيَ تَ َعلمون منهما ما يفرقون به بني املرء وزوجه﴾ [ البقرة‪ .]102 :‬فهذه اآلية دلت على أن كل‬
‫نكاح إذا مت صحيحا على الكتاب والسنة فال جيوز التفريق فيه إال ابلكتاب والسنة‪.23‬‬
‫ومن السنة‪ :‬حديث عائشة رضي هللا عنها‪ :‬أن امرأة رفاعة القرضي جاءت إىل رسول هللا ﷺ فقالت‪ :‬اي‬
‫رسول هللا! إن رفاعة طلقين فبت طالقي‪ ،‬وإين نكحت بعده عبد الرمحن بن الزبري القرظي‪ ،‬وإمنا معه مثل اهلدبة‪،‬‬
‫قال رسول هللا ﷺ "لعلك تريدين أن ترجعي إىل رفاعة؟ ال‪ ،‬حىت يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته"‪ .24‬فقد دل‬
‫هذا احلديث على أن هذه املرأة جاءت تريد مفارقة زوجها بسبب عيب فيه‪ ،‬وهو أن ذكره ال ينتشر إليها فهو‬
‫كاهلدبة‪ ،‬فلم يقرها النيب ﷺ على ذلك وهذا دليل على عدم جواز التفريق بعيب العنة‪.25‬‬
‫الرأي الثاين‪:‬‬
‫وميثله مجهور الفقهاء املالكية‪ 26‬والشافعية‪ 27‬واحلنابلة‪ :28‬وهو جواز حق طلب التفريق بسبب العيب اثبت لكل‬
‫واحد من الزوجني بشروط ألن عقد النكاح هو كغريه من العقود املدنية األخرى حبيث يدخله خيار العيب فإذا‬
‫وجد أحد الزوجني اآلخر معيبا انتفى لزوم العقد يف حقه وله احلق يف طلب التفريق‪ ،‬سواء كان العيب يف الزوج‬
‫أو الزوجة؛ إال أهنم اختلفوا فيما بينهم يف التفاصيل على النحو التايل‪ :‬ألن إبرام العقد مت على احملل سليما‪ ،‬فإذا‬

‫‪ 23‬أمحد بن علي أبوبكر الرازي‪ ،‬اجلصاص‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬حممد الصادق قمحاوي (حتقيق)‪( .‬بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪1412 ،‬هـ‪1992/‬م)‪.57/1 ،‬‬
‫‪ 24‬حممد بن إمساعيل‪ ،‬البخاري‪ ،‬اجلامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا ﷺ وسننه وأايمه (صحيح البخاري)‪،‬‬
‫(دمشق‪ :‬دار ابن كثري ط‪1423 ،1‬هـ‪2002/‬م)‪ ،‬كتاب الطالق ابب ‪ 37‬من جواز الطالق الثالث ‪ ،467/9‬رقم‪.5317 :‬‬
‫من فتح الباري ومسلم يف كتاب النكاح‪ ،‬ابب ال حتل املطلقة ثالاث ملطلقها حىت تنكح زوجا غري هو يطأها َّث يفارقها وتنقضي‬
‫عدهتا رقم ‪ ،111/1433‬ج‪2‬ص‪.1056‬‬
‫‪ 25‬ابن حزم‪ .‬احمللي ابآلاثر‪.58/10 .‬‬
‫القاضي عبد الوهاب بن على البغدادي‪ ،‬املعونة على مذهب عامل املدينة‪1419( ،‬ه)‪( ،‬بريوت‪-‬لبنان‪ :‬دار الفكر)‪،‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪ .770/2‬املدونة‪211/2 .‬‬
‫حمي الدين حيي بن شرف‪ ،‬أبو زكراي النووي‪ ،‬روضة الطالبني وعمدة املفتني (بريوت‪ :‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬ط‪،3‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪1412‬ه‪1991/‬م)‪.478/5 .‬‬
‫‪ 28‬عبد هللا حممد بن مفلح املقدسي‪ ،‬الفروع يف الفقه احلنبلي‪( ،‬وزارة األوقاف اإلسالمية‪ ،‬د‪.‬ت‪،‬ط)‪.283 ،‬‬
‫منصور بن يونس البهويت‪ ،‬كشاف القناع‪( ،‬بريوت‪ :‬عامل الكتب‪ ،‬د‪.‬ط‪1403 ،‬ه‪1983 /‬م)‪.61/3 .‬‬

‫‪14‬‬
‫ظهر احملل معيبا فيخري يف الفسخ من عيبت إرادته أو انتفت دفعا ملا حلقه من ضرر أو غنب‪ ،‬وميثله املالكية‬
‫والشافعية واحلنابلة‪.‬‬
‫واستدلوا‪:‬‬
‫بقوله تعاىل‪﴿ :‬فإمساك مبعروف أو تسريح إبحسان﴾ [البقرة‪ .]229 :‬فدلت اآلية على أنه جيب على الزوج‬
‫إمساك زوجته ابملعروف‪ ،‬أبن يوفيها حقها يف اجلماع وحسن العشرة‪ ،‬فإذا عجز عن ذلك لعلة تعني التسريح‬
‫ابإلحسان وهو الطالق‪.‬‬
‫ومن السنة‪ :‬حديث كعب بن زيد أن رسول هللا ﷺ تزوج امرأة من بين غفار فلما دخل عليها أبصر‬
‫بكشحها بياضا‪ ،‬فاحناز عن الفراش وقال‪" :‬خذي عليك ثيابك" فردها إىل أهلها وقال دلستم علي"‪ .29‬فهذا‬
‫دليل على جواز الفسخ ابلعيب‪ ،‬فقد ردها رسول هللا ﷺ ابلربص فغريه يقاس عليه‪.‬‬
‫الرد‪:‬‬
‫قال احلنفية‪ :‬إن الرسول ﷺ مل يفسخ النكاح وإمنا طلقها‪ ،‬بدليل أنه مل أيخذ منها شيئا‪ ،‬فلو كان فسخا السرتد‬
‫ما أخذه أو نصفه لعدم الدخول‪ 30‬هبا‪ ،‬كما أن هذا احلديث ضعيف ألنه مروي عن مجيل بن زيد وهو ضعيف‪.‬‬
‫فقالوا األصل هو بقاء عقد النكاح ولزومه ولذا فال جيوز التفريق بسبب العيوب إال يف نوعني‪:‬‬
‫عيوب أو أمراض تناسلية ال يتحقق معها املقصود األصلي من الزواج‪ ،‬وهو العفة والتناسل‪ ،‬وذلك‬ ‫‪-1‬‬
‫كاجلب والعنة يف الرجل والرتق والفتق يف املرأة‪.‬‬
‫العيوب أو األمراض املؤذية املنفرة أو املعدية اليت ال يرجى الربء منها‪ ،‬أو يكون ذلك ممكنا بعد زمن‬ ‫‪-2‬‬
‫طويل ال تدوم معه احلياة الزوجية إال بضرر كبري‪ ،‬وذلك كاجلذام واجلنون‪.‬‬
‫فكل عيب مينع من االستمتاع‪ ،‬أو ينتقل إىل الغري ابلعدوى‪ ،‬أو خيشي منه الضرر‪ ،‬أو يوجد نفرة بني‬
‫الزوجني‪ ،‬يعطى كالمها احلق يف رفع أمره إىل القاضي للتفريق بينهما‪ ،‬وذلك بعد األخذ أبسباب العالج الطبية‬
‫احلديثة‪.‬‬
‫ويرى فقهاء احلنفية أنه ال فسخ إال ابلعيوب الثالثة التناسلية وهي‪ :‬اجلب والعنة واخلصاء إن كانت يف‬
‫الرجل؛ ألهنا عيوب غري قابلة للزوال والضرر فيها دائم‪ ،‬وال يتحقق معها املقصود األصلي من الزواج وهو التوالد‬
‫والتناسل واإلعفاف عن املعاصي‪ ،‬فعندئذ يثبت اخليار ابلفسخ‪ ،‬أما العيوب األخرى من اجلنون أو اجلذام أو‬

‫‪ 29‬أمحد بن حممد بن حنبل‪ ،‬أبو عبد هللا الشيباين‪ ،‬مسند اإلمام أمحد بن حنبل‪ ،‬شعييب األرنؤوط وآخرون (حتقيق)‪( ،‬بريوت‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪1421 ،1‬هـ‪2001/‬م)‪ ،‬رقم ‪ 16032‬ج‪ /25‬ص‪.417‬‬
‫‪ 30‬أبوبكر حممد بن أيب سهل‪ ،‬السرخسي‪ ،‬كتاب املبسوط لشمس الدين السرخسي‪ ،‬خليل حمي الدين‪( ،‬لبنان‪-‬بريوت‪ :‬دار‬
‫الفكر‪ /‬دار املعرفة‪ ،‬ط‪1421 ،1‬ه ‪2000‬م)‪ .96/5 ،‬الكاساين‪ ،‬بدائع الصنائع ‪ .598/3‬ابن اهلمام‪ ،‬فتح القدير‬
‫‪.267/3‬‬
‫‪15‬‬
‫الربص أو الرتق أو القرن فال فسخ للزواج بسببها إن كانت ابلزوجة أو كانت ابلزوج وال خيار لآلخر هبا يف‬
‫التفريق على الراجح عند فقهاء املذهب‪.31‬‬
‫ولكن اختار املتأخرون من املذهب احلنفي قول املالكية وهو جواز حق طلب التفريق بسبب العيب‬
‫اثبت لكل واحد من الزوجني بشروط ألن عقد النكاح هو كغريه من العقود املدنية األخرى حبيث يدخله خيار‬
‫العيب فإذا وجد أحد الزوجني اآلخر معيبا انتفى لزوم العقد يف حقه وله احلق يف طلب التفريق‪ ،‬سواء كان العيب‬
‫يف الزوج أو الزوجة‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬بيان نوع الفرقة بسبب العيوب‬
‫اختلف الفقهاء يف نوع الفرقة بسبب العيب إىل مذهبني‪:‬‬
‫املذهب األول‪ :‬وميثله سادتنا احلنفية واملالكية أبن الفرقة ابلعيب طالق ابئن ال فسخ ألهنا فرقة من جهة الزوج‬
‫فهو مأمور ابإلمساك مبعروف أو تسريح إبحسان‪ ،‬فإن امتنع عن ذلك قام القاضي مقامه وطلق عليه املرأة نيابة‬
‫عنه إذا طلبت هي ذلك‪ ،‬وما كان ذلك فهو طالق‪.32‬‬
‫املذهب الثاين‪ :‬وهو مذهب الشافعية واحلنابلة أبن الفرقة بسبب العيب فسخ ال طالق‪ ،‬ألن هذه الفرقة ليست‬
‫بلفظ الرجل املفيد الطالق بل هي فسخ القاضي أصالة عن نفسه أو بفسخها هي بعد إذن القاضي هلا‬
‫بذلك‪.33‬‬
‫آراء الفقهاء يف التفريق بني الزوجني لعدم اإلنفاق‬
‫الرأي األول‪ :‬ذهب احلنفية إىل أنه ال جيوز التفريق بني الزوجني لعدم اإلنفاق‪ ،‬ألن الزوج إما يكون معسرا أو‬
‫موسرا‪ ،‬فإن كان معسرا فال ظلم منه لعدم اإلنفاق‪ ،‬أما إن كان موسرا فبالرغم من كونه ظاملا غري أن دفع ظلمه ال‬
‫يتعني ابلتفريق بني الزوجني وإمنا بطرق أخري‪ ،‬كبيع ماله جربا عنه لإلنفاق على زوجته‪ ،‬أو هتديده ابحلبس‪.34‬‬
‫الرأي الثاين‪ :‬أما فقهاء املالكية والشافعية واحلنابلة فقالوا أبن للزوجة اخليار بني البقاء معه على عسره‪ ،‬أو مفارقته‬
‫عن طريق طلب التطليق منه‪ .35‬وجعل املالكية التطليق لعدم اإلنفاق رجعيا‪ .‬وقال الشافعية واحلنابلة أبنه فسخ‬
‫للزواج‪.36‬‬

‫‪ 31‬ابن جنيم‪ :‬البحر الرائق ‪.135/3‬‬


‫‪ 32‬ابن عابدين‪ .‬احلاشية ج‪ .495 /3‬ابن اهلمام‪ .‬فتح القدير ج‪.334/3‬‬
‫‪ 33‬موفق الدين عبد هللا بن أمحد‪ ،‬أبو حممد ابن قدامة‪ ،‬املغين‪( ،‬مصر‪ :‬مكتبة القاهرة‪ ،‬د‪.‬ط‪1388 ،‬ه‪1969/‬م)‪ ،‬ج‪.585/7‬‬
‫‪ 34‬وهبة بن مصطفي الزحيلي‪ ،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪( ،‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪ ،‬ط‪1985 ،2‬م)‪ ،‬ج‪.512/7‬‬
‫‪ 35‬عمر سليمان األشقر‪ ،‬أحكام الزواج يف ضوء الكتاب والسنة‪( ،‬األردن‪ :‬دار النفائس‪ ،‬ط‪1997 ،1‬م)‪ ،‬ص‪.287‬‬
‫‪ 36‬حممد أبو زهرة‪ ،‬األحوال الشخصية‪ ،‬ص‪.353‬‬

‫‪16‬‬
‫قول املالكية وهو جواز حق‬
‫واختار املتأخرون من املذهب احلنفي يف التفريق بني الزوجني لعدم اإلنفاق َ‬
‫طلب التفريق لعدم اإلنفاق‪ ،‬ولكن بشرائط‪.‬‬
‫أدلة اجلمهور‪:‬‬
‫قوله تعاىل‪﴿ :‬وال متسكوهن ضرارا لتعتدوا﴾ [البقرة‪ .]231 :‬وإمساك املرأة بدون إنفاق عليها إضرار هبا‪.‬‬
‫وقوله تعاىل‪﴿ :‬فإمساك مبعروف أو تسريح إبحسان﴾ [البقرة‪ .]229 :‬وليس من اإلمساك ابملعروف أن ميتنع‬
‫عن اإلنفاق عليها‪.‬‬

‫اخلامتة‪:‬‬
‫‪ .1‬ذهب األحناف والشافعية والظاهرية إىل عدم جواز التفريق من قبل القاضي إذا رفض الزوج طالق‬
‫زوجته ولو طلبت هي ذلك‪ ،‬وأثبتت إساءته هلا وأضراره هبا‪ ،‬وللقاضي أن أيمره حبسن معاملتها‪ ،‬فإن مل‬
‫يستجب قضى بتغرميه‪ ،‬وذلك أخذا بظاهر اآلية اليت تفيد أن احلكمني لإلصالح وليسا للتفريق‪.‬‬
‫‪ .2‬وأما إذا كان نشوز البعل إبيذاء املرأة قوال أو فعال‪ ،‬فإن القاضي يقوم بتأديبه على ذلك حسب ما يراه‬
‫من وسائل التأديب‪ ،‬وأيمره ابإلحسان إليها‪.‬‬
‫‪ .3‬فإن مل ميكن اإلصالح كان هلما التفريق خبلع علی املهر إن تبني هلما أن األذى أو النشوز من جانبها‬
‫وبغري خلع إن تبني هلا أن األذى من جانبه‪ ،‬ويقدر األمر إن جهلت احلال‪ ،‬أو تبني أنه من جانبهما‪،‬‬
‫ويقع الطالق ولو مل يطلب الزوجان أو أحدمها الطالق‪ ،‬والتفريق بعمل احلكمني يف هذا احلال يكون يف‬
‫الشقاق يف ذاته‪ ،‬وإن مل يثبت األذى‪ ،‬و إن آذاها وأثبت اإليذاء وطلبت التفريق بناء عليه طلق القاضي‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ .4‬و اختار املتأخرون من املذهب احلنفي قول املالكية وهو جواز حق طلب التفريق بسبب العيب اثبت‬
‫لكل واحد من الزوجني بشروط ألن عقد النكاح هو كغريه من العقود املدنية األخرى حبيث يدخله‬
‫خيار العيب فإذا وجد أحد الزوجني اآلخر معيبا انتفى لزوم العقد يف حقه وله احلق يف طلب التفريق‪،‬‬
‫سواء كان العيب يف الزوج أو الزوجة‪.‬‬
‫‪ .5‬واختار املتأخرون من املذهب احلنفي يف التفريق بني الزوجني لعدم اإلنفاق قول املالكية وهو جواز حق‬
‫طلب التفريق لعدم اإلنفاق‪ ،‬ولكن بشروط‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫املصادر واملراجع‬
‫إبراهيم مصطفي‪ ،‬أمحد الزايت‪ ،‬حامد عبد القادر‪ ،‬حممد النجار‪ .‬املعجم الوسيط‪ .‬حتقيق‪ :‬جممع اللغة العربية‪.‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الدعوة‪.‬‬
‫ابن القيم اجلوزية‪ ،‬حممد بن أيب بكر بن أيوب‪ .)2009 - 1430( ،‬زاد املعاد يف هدي خري العباد‪( ،‬ط‪،)1‬‬
‫شعيب األرنووط وعبد القادر األرنووط (ضبط نصه)‪ ،‬مؤسسةالرسالة‪.‬‬
‫ابن حجر‪ ،‬أمحد بن حممد اهليتمي‪1357( .‬ه‪1983 -‬م)‪ُ .‬تفة احملتاج يف شرح املنهاج (د‪.‬ط)‪ .‬مصر‪ :‬املكتبة التجارية‬
‫الكربى‪.‬‬
‫ابن حزم‪ ،‬أبو علي بن أمحد الظاهري‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬احمللى ابآلاثر (د‪.‬ط)‪ .‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫بن‬ ‫أمحد‬ ‫ابن حنبل‪ ،‬أبو عبد هللا أمحد بن حممد بن حنبل الشيباين‪1421( .‬هـ‪2001/‬م)‪ .‬مسند اإلمام‬
‫حنبل‪ .‬شعييب األرنؤوط وآخرون (حتقيق) (ط‪ )1‬بريوت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫ابن رشد‪ ،‬أبو الوليد حممد بن أمحد بن حممد بن أمحد بن رشد القرطيب‪1395( .‬ه‪1975/‬م)‪ .‬بداية اجملتهد‬
‫وهناية املقتصد‪( .‬ط‪ .)4‬مصر‪ :‬مطبعة مصطفي البايب احلليب وأوالده‪.‬‬
‫ابن عابدين‪ .‬حممد أمني‪1992( .‬م)‪ .‬حاشية رد احملتار على الدر املختار‪ .‬بريوت‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر‪.‬‬
‫ابن كثري‪ ،‬أبو الفداء إمساعيل الدمشقي‪1420( .‬هـ‪1999/‬م)‪ .‬تفسري القرآن العظيم‪ .‬سامي بن حممد‬
‫السالمة‪( .‬حتقيق‪( ).‬ط‪ .)2‬الرايض‪ :‬دار طيبة للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬حممد بن مكرم بن منظور األفريقي املصري‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬لسان العرب‪( .‬ط‪ .)1‬حتقيق‪ :‬عبد هللا علي‬
‫الكبري‪ ،‬وحممد أمحد حب هللا‪ ،‬وهاشم حممد الشاذيل‪ .‬القاهرة‪ :‬دار املعارف‪.‬‬
‫ابن ُجنيم احلنفي (ت ‪970‬ه)‪ ،‬زين الدين ابن جنيم احلنفي‪ .‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪ .‬بريوت‪ :‬دار‬
‫املعرفة‪.‬‬
‫ابن ُجنيم احلنفي‪1400( .‬ه ‪1980‬م)‪ .‬العالمة زين الدين بن إبراهيم‪ .‬األشباه والنظائر‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫ابن مهام‪ ،‬كمال الدين‪ ،‬شرح فتح القدير‪( ،‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1996 ،1‬م)‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.246‬‬
‫أبو زهرة‪ ،‬اإلمام حممد‪1957( .‬م) األحوال الشخصية‪( .‬ط‪ .)3‬بريوت‪ :‬دار الفكر العريب‪.‬‬
‫البخاري‪ ،‬اإلمام حممد بن إمساعيل‪1423( .‬هـ‪2002/‬م)‪ .‬اجلامع الصحيح املسند من حديث رسول هللا ﷺ‬
‫وسننه وأايمه (صحيح البخاري)‪( .‬ط‪ .)1‬دمشق‪ :‬دار ابن كثري‪.‬‬
‫البهويت‪ ،‬منصور بن يونس‪1403( .‬ه‪1983 /‬م)‪ .‬كشاف القناع‪( .‬د‪.‬ط)‪ .‬بريوت‪ :‬عامل الكتب‪.‬‬
‫البوطي‪ ،‬سعيد رمضان‪1401( .‬ه)‪ .‬قضااي يف الفقه املقارن‪( .‬ط‪ )2‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪ .‬ج‪.83/1‬‬

‫‪18‬‬
‫الرتمذي‪ ،‬أبو عيسى حممد بن عيسى‪1996( .‬م)‪ .‬سنن الرتمذي‪( .‬ط‪ .)1‬حتقيق‪ :‬بشار عواد معروف‪.‬‬
‫بريوت‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪.‬‬

‫التهانوي‪ ،‬عالمة موالان ظفر أمحد عثماين‪1415( .‬ه)‪ .‬إعالء السنن‪( .‬ط‪ )3‬ابكستان‪ :‬إدارة القرآن‪ ،‬كراتشي‪.‬‬
‫اجلزيري‪ ،‬عبد الرمحن‪1424( .‬ه‪2003 /‬م)‪ .‬الفقه على املذاهب األربعة‪( .‬ط‪ .)2‬بريوت‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫اجلصاص‪ ،‬أمحد بن علي أبوبكر الرازي‪1412( .‬هـ‪1992/‬م‪ ).‬أحكام القرآن‪ .‬حممد الصادق قمحاوي‬
‫(حتقيق)‪( .‬د‪.‬ط)‪ .‬بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪.‬‬
‫احلاكم‪ ،‬أبو عبد هللا‪1435( .‬ه‪2014/‬م)‪ .‬املستدرك‪( .‬ط‪ .)1‬حتقيق‪ :‬مركز البحوث وتقنية املعلومات بدار‬
‫التأصيل‪ .‬بريوت‪ :‬دار التأصيل‪.‬‬
‫حسني‪ ،‬أمحد فراج‪1986( .‬م)‪ .‬أحكام الزواج يف الشريعة اإلسالمية‪( .‬د‪.‬ط)‪ .‬د‪.‬ن‪ .‬الدار اجلامعية‪.‬‬
‫خالف‪ ،‬عبد الوهاب خالف‪( .‬ت ‪ .)1375‬أحكام األحوال الشخصية يف الشريعة اإلسالمية‪ .‬املكتبة‪:‬‬
‫تراث‪ ،‬رجب سنة (‪1355‬ه‪1936/‬م)‪.‬‬
‫داماد أفندي‪ ،‬عبد الرمحن حممد بن سليمان‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬جممع األهنر يف شرح ملتقى األحبر‪( .‬د‪.‬ط)‪ .‬بريوت‪ :‬دار‬
‫إحياء الرتاث العريب‪.‬‬
‫الراجحي‪ ،‬عبد العزيز عبد هللا الراجحي‪1432( .‬ه)‪ .‬حل العقدة بشرح العمدة الفقه البن قدامة‪ .‬الرايض‪:‬‬
‫دار التوحيد للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫الزحيلي‪ ،‬د‪ .‬وهبة بن مصطفي الزحيلي‪ .‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪( .‬الشامل لألدلة الشرعية واآلراء املذهبية وأهم‬
‫النظرايت الفقهية وحتقيق األحاديث النبوية وخترجيها) (ط ‪ ،)12‬سورية دمشق‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫الزحيلي‪ ،‬حممد مصطفي‪1994( .‬م)‪ .‬وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية يف املعامالت املدنية واألحوال‬
‫الشخصية‪( .‬ط‪ ،)2‬دمشق‪ :‬مكتبة دار البيان‪.‬‬
‫الزحيلي‪ ،‬وهبة بن مصطفى‪1433( .‬ه‪2012 /‬م)‪ .‬موسوعة الفقه اإلسالمي والقضااي املعاصرة‪( .‬ط‪.)3‬‬
‫دمشق‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫الزرقا‪ ،‬الدكتور مصطفي بن أمحد الزرقا‪ .‬املدخل الفقهي العام‪( .‬الفقه اإلسالمي يف ثوبه اجلديد) بريوت‪ :‬دار‬
‫الفكر‪.‬‬
‫زيدان‪ ،‬عبد الكرمي زيدان‪1417( .‬ه‪1997/‬م)‪ .‬املفصل يف أحكام املرأة والبيت املسلم يف الشريعة‬
‫اإلسالمية‪( .‬ط‪ .)3‬بريوت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الزيلعي‪ ،‬عثمان بن علي احلنفي‪1313( .‬ه)‪ .‬تبيني احلقائق شرح كنز الدقائق‪ .‬القاهرة‪ :‬دار الكتب‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫السجستاين‪ ،‬أبو داوود سليمان بن األشعث‪1430( .‬ه‪2009 /‬م)‪ .‬سنن أيب داود‪( .‬ط‪ .)1‬حتقيق‪ :‬شعيب‬
‫األرنووط وحممد كامل قرو بللي‪ .‬دمشق‪ :‬دار الرسالة العاملية‪.‬‬
‫السرخسي‪ ،‬أبوبكر حممد بن أيب سهل‪1421( .‬ه ‪2000‬م)‪ .‬كتاب املبسوط لشمس الدين السرخسي‪.‬‬
‫خليل حمي الدين‪( ،‬ط‪ ،)1‬لبنان‪-‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪ /‬دار املعرفة‪.‬‬
‫السرخسي‪ ،‬اإلمام أيب بكر حممد بن أمحد بن أيب سهل السرخسي‪( .‬ت ‪490‬ه)‪ .‬أصول السرخسي‪ .‬حقق‬
‫أصوله‪ :‬أبو الوفاء األفغاين‪ .‬بريوت‪ :‬دار املعرفة‪.‬‬
‫الشافعي‪ ،‬أبو عبد هللا بن إدريس (‪1410‬ه‪1990 -‬م)‪ .‬األم (د‪.‬ط)‪ .‬بريوت‪ :‬دار املعرفة‪.‬‬
‫الشنقيطي‪ ،‬أمحد بن أمحد املختار‪( .‬ط‪1403 ،1‬ه)‪ .‬مواهب اجلليل من أدلة خليل‪ ،‬ج‪ .44/3‬قطر‪ :‬إحياء‬
‫الرتاث اإلسالمي‪.‬‬
‫شيخي زاده‪ ،‬عبد الرمحن بن حممد بن سليمان‪1998( .‬م)‪ .‬جممع األهنر يف شرح ملتقي األحبر‪ .‬بريوت‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪.‬‬
‫الصنعاين‪ ،‬لإلمام عبد الرزاق بن مهام بن انفع احلمريي الصنعاين‪1403( .‬ه)‪ .‬مصنف عبد الرزاق‪( .‬الطبعة‬
‫الثانية)‪ .‬حتقيق‪ :‬حبيب الرمحن األعظمي‪ .‬بريوت‪ :‬املكتب اإلسالمي‪.‬‬
‫الطيار‪ ،‬األستاذ الدكتور ‪ /‬عبد هللا بن حممد بن أمحد الطيار‪ .‬وبل الغمامة يف شرح عمدة الفقه البن قدامة‪.‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪ :‬مدار الوطن للنشر‪.‬‬
‫عادل موسى عوض جاب هللا‪ ،‬الوسائل الشرعية حلل مشكلة العنف بني الزوجني‪ ،‬بتصرف يسري‪ .‬مصر‪ :‬جملة‬
‫كلية الشريعة والقانون ‪-‬جامعة األزهر‪ -‬العدد الثاين والثالثون ‪2020‬م اجلزء األول‪.‬‬
‫العسقالين‪ ،‬أمحد بن علي بن حجر العسقالين‪1411( .‬ه‪1991 /‬م)‪ .‬بلوغ املرام من أدلة األحكام‪( .‬الطبعة‬
‫الثالثة) تعليق‪ :‬حممد حامد الفقي‪ .‬بريوت‪ :‬مؤسسة الكتب الثقافية‪.‬‬
‫علي حيدر‪1423( .‬ه‪2003/‬م)‪ .‬درر احلكام شرح جملة األحكام‪ .‬تعريب‪ :‬احملامي فهمي احلسيين‪ .‬الرايض‪:‬‬
‫دار عامل الكتب‪ .‬بريوت‪ :‬دار اجلبل‪ ،‬طبعة خاصة‪.‬‬
‫عمر سليمان األشقر‪1997( .‬م)‪ .‬أحكام الزواج يف ضوء الكتاب والسنة‪( .‬ط‪ .)1‬األردن‪ :‬دار النفائس‪.‬‬
‫ص‪.287‬‬
‫الفارايب‪ ،‬أبو نصر إمساعيل بن محاد اجلوهري‪1407( .‬ه‪1987/‬م)‪ .‬الصحاح اتج اللغة وصحاح العربية‪.‬‬
‫(ط‪ .)4‬بريوت‪ :‬دار العلم للماليني‪ .‬ج‪889/3‬‬

‫‪20‬‬
‫الفراهيدي‪ ،‬اخلليل بن أمحد‪2003( .‬م)‪ .‬كتاب العني‪( .‬ط‪ .)1‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ :‬دار الكتب العلمية‪221/4 .‬؛‬
‫الزبيدي‪ ،‬مرتضي‪ .‬اتج العروس‪ .‬دار مكتبة احلياة‪8،38/1 .‬‬
‫القونوي‪ ،‬الشيخ قاسم القونوي‪1406( .‬ه ‪1986-‬م)‪ .‬أنيس الفقهاء‪ .‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬أمحد بن عبد الرزاق‬
‫الكبيسي‪ .‬جدة‪ :‬دار الوفاء‪.‬‬
‫الكاساين‪ ،‬عالء الدين أيب بكر بن مسعود‪1998/1982( .‬م)‪ .‬بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع‪ .‬بريوت‪:‬‬
‫دار الكتاب العريب‪ /‬دار إحياء الرتاث العريب‪ .‬ج‪4/2‬ص‪،337‬‬
‫جمموعة من املؤلفني‪( .‬من ‪1427 – 1404‬ه)‪ .‬املوسوعة الفقهية الكويتية‪ .‬الكويت‪ :‬وزارة األوقاف والشئون‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫جمموعة من املؤلفني‪ ،‬التابع املنظمة املؤمتر اإلسالمي‪2010( .‬م)‪ .‬جملة جممع الفقه اإلسالمي‪ .‬جدة‪ :‬تصدر عن‬
‫منظمة املؤمتر اإلسالمي‪.‬‬
‫مسلم‪ ،‬ابن احلجاج القشريي النيشابوري‪1427( .‬هـ‪2006/‬م)‪ .‬املسند الصحيح املختصر من السنن بنقل‬
‫العدل عن العدل إىل رسول هللا ﷺ (صحيح مسلم)‪( .‬ط‪ .)1‬الرايض‪ :‬دار طيبة‪.‬‬
‫النسائي‪ ،‬أمحد بن شعيب عبد الرمحن‪1406( .‬ه‪1986/‬م)‪ .‬سنن النسائي (اجملتىب) (‪ .)2‬حتقيق‪ :‬عبد الفتاح‬
‫أبو غدة‪ .‬حلب‪ :‬مكتبة املطبوعات اإلسالمية‪.‬‬
‫نظام الدين‪ ،‬العالمة الشيخ نظام الدين ومجاعة من العلماء اهلند‪1411( .‬ه‪1991/‬م)‪ .‬الفتاوي اهلندية‪.‬‬
‫بريوت‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫النووي‪ .‬أبو زكراي حمي الدين حيي بن شرف‪1412( .‬ه‪1991/‬م)‪ .‬روضة الطالبني وعمدة املفتني (ط‪.)3‬‬
‫بريوت‪ :‬املكتب اإلسالمي‪.‬‬
‫النووي‪ ،‬أبو زكراي حمي الدين حيي بن شرف‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬اجملموع شرح املهذب‪( .‬مع تكملة السبكي واملطيعي)‬
‫(د‪.‬ط)‪ .‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫املراجع األردية والفارسية‬
‫آل انداي مسلم پرسنل البورد‪ .‬جمموعه قوانني إسالمي (ط ‪ )7‬اهلند‪ :‬آل انداي مسلم پرسنل البورد‪ ،‬دهلي‪.‬‬
‫بوبل كرمي‪2017( .‬م)‪ .‬رسوم الزواج يف أفغانستان (رسوم ازدواج در أفغانستان)‪( .‬د‪.‬ط)‪ .‬أفغانستان‪ :‬جبواك‪.‬‬
‫التهانوي‪ ،‬أشرف علي التهانوي رمحه هللا تعايل‪ .‬احليلة الناجزة (يعين احكام طالق ونظام شرعي عدالت)‬
‫ترتيب‪ :‬خورشيد حسني القامسي‪ .‬اهلند‪ :‬املكتبة رضي‪ ،‬ديو بند‪.‬‬
‫القامسي‪ ،‬مثري الدين القامسي‪ .‬أسباب فسخ نكاح إنكلرتا‪ :‬املكتبة مثري‪ ،‬ماجنيسرت‪.‬‬
‫القانون املدين األفغاين‪ -‬أفغانستان‪ .‬املبحث الثامن‪ ،‬الفرع اخلامس من جزء األول إلی جزء الرابع ومن بند‬
‫(املادة) ‪ 176‬إىل ‪.197‬‬

‫‪21‬‬

You might also like