You are on page 1of 21

‫جامعة أكمي محند أولحاج بالبويرة‬

‫كمية الحقوق والعموم السياسية‬


‫القسم العام‬

‫محاضرات في مقياس قانون األسرة‬

‫موجية لطمبة السنة الثانية ل م د‬


‫جذع مشترك‬

‫من إعداد الدكتورة‬


‫عينوش عائشة‬
‫مقدمة‬
‫األسرة ىي الخمية األساسية لممجتمع‪ ،‬تتكون من أشخاص تجمع بينيم صمة الزوجية‬
‫والقرابة‪ .‬وتعتمد في حياتيا عمى الترابط والتكافل وحسن المعاشرة والتربية الحسنة وحسن الخمق‬
‫حسب نص المادتين ‪ 2‬و‪ 3‬من قانون األسرة‪.‬‬
‫ومبدئيا تخضع جميع العالقات بين أفراد األسرة ألحكام قانون األسرة إضافة إلى القوانين‬
‫األخرى كالدستور‪ ،‬قانون العقوبات‪ ،‬قانون اإلجراءات المدنية‪ ...‬وتعد النيابة العامة طرفا أصميا‬
‫في جميع القضايا المتعمقة باألسرة‪ ،‬ففي كل نزاعات شؤون األسرة تعد النيابة طرفا أصميا إلى‬
‫جانب المدعي والمدعى عميو وذلك حسب المادة ‪ 3‬مكرر ق أ ج‪ ،‬إال أن ذلك غير ممكن في‬
‫جميع الحاالت‪.‬‬
‫ومصدر قانون األسرة ىو الشريعة اإلسالمية حيث ظير أول تقنين لألحوال الشخصية‬
‫سنة ‪ 1817‬يسمى قانون العائمة في عيد الدولة العثمانية‪ ،‬وبعد االستقالل صدر أول قانون‬
‫ينظم شؤون األسرة وىو قانون رقم ‪ 11-84‬مؤرخ في ‪ 09‬جوان ‪ ،1984‬يتضمن قانون األسرة‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،24‬الصادر في ‪ 24‬جوان ‪ ،1984‬معدل ومتمم بموجب أمر رقم‬
‫‪ 02-05‬مؤرخ في ‪ 27‬فبراير ‪ ،2005‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،15‬الصادر في ‪ 27‬فبراير‬
‫‪.2005‬‬
‫تعريف الزواج‪ :‬ىو عقد يفيد ِحل العشرة الزوجية بين الرجل والمرأة ويحدد ما لكمييما من حقوق‬
‫وما عمييما من واجبات‪ ،‬وقد عرفتو المادة ‪ 4‬بأنو عقد رضائي يتم بين الرجل والمرأة عمى الوجو‬
‫الشرعي‪ ،‬من أىدافو تكوين أسرة أساسيا المودة والرحمة والتعاون واحصان الزوجين والمحافظة‬
‫عمى األنساب‪ ،‬ويالحظ من خالل ىذه المادة أن‪:‬‬
‫‪ -‬عقد الزواج ىو عقد رضائي ال إكراه فيو واال عد باطال كما أن الرضائية تفيد عدم الشكمية‪.‬‬
‫‪ -‬يتم بين الرجل والمرأة لذلك يمنع زواج المثميين‪.‬‬
‫‪ -‬يتم عمى الوجو الشرعي وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية (ضرورة الشاىدين)‪.‬‬
‫‪ -‬من أىدافو تكوين أسرة فيمنع اشتراط عدم أو منع االنجاب مثال‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫مقاصد الزواج‪ :‬لو عدة أىداف أىميا‪:‬‬
‫‪ -‬الزواج عماد األسرة واألسرة أساس المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬حفظ النوع البشري من االنقراض والزوال‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق السعادة بين الزوجين‪.‬‬
‫‪ -‬إرساء قواعد القرابة والمواريث عمى األسس السميمة‪.‬‬
‫‪ -‬حفظ المجتمع من المضار والمفاسد االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬حماية المجتمع من االنحالل والفساد الخمقي‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية روح المسؤولية الزوجية خاصة بعد االنجاب‪.‬‬
‫الحكم الشرعي لمزواج‪ :‬بمعنى ىل الزواج فرض أم واجب أم سنة أم حرام؟؟؟‬
‫اب‬ ‫تحث الشريعة اإلسالمية األشخاص عمى الزواج وذلك في قولو تعالى'' فَ ِ‬
‫ط َ‬‫انك ُحوْا َما َ‬
‫ت أ َْي َم ُان ُك ْم َذلِ َ‬
‫ك أ َْدَنى أَال‬ ‫اع فَِإن ِخ ْفتُم أَال تَع ِدلُوْا فَو ِ‬
‫اح َدةً أ َْو َما َممَ َك ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ث َوُرَب َ ْ‬
‫الن َساء َمثَْنى َوثُالَ َ‬
‫من ّ‬‫لَ ُكم َ‬
‫تَ ُعولُوْا'' (سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.)3‬‬
‫اع‬
‫استَطَ َ‬ ‫الشب ِ‬
‫اب من ْ‬ ‫وعن عبد ا﵀ بن مسعود يقول رسول ا﵀ صمى ا﵀ عميو وسمم ''يا َم ْع َش َر َ‬
‫الصوِم فإنو لو‬‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِر‪ ،‬وأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُن ل ْمفَ ْرِج‪َ ،‬و َم ْن لم َي ْستَط ْع فَ َعمَ ْيو ب ْ‬
‫َح َ‬ ‫َغض ل ْمَب َ‬
‫اءةَ َف ْمَيتََزو ْج ‪ ،‬فإنو أ َ‬
‫م ْن ُك ْم ا ْلَب َ‬
‫مكاثر بكم ْاأل َُمم َي ْوم‬
‫ٌ‬ ‫تزوجوا ا ْل َوُدود ا ْل َولُود؛ فَِإني‬
‫ِو َجاء" و يقول عميو الصالة و السالم كذلك " ّ‬
‫امة''‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ا ْلقَي َ‬
‫الحث والتشجيع عمى الزواج ّبين فقياء الشريعة اإلسالمية حكميم من كون‬
‫ّ‬ ‫وأمام ىذا‬
‫الزواج فرضا‪ ،‬واجبا‪ ،‬حراما‪ ،‬مكروىا أو مندوبا‪.‬‬
‫‪ -1‬الزواج مفروض‪ :‬يكون في حالة الشخص المكمّف الذي يتأكد في وقوعو في الزنا إذا لم‬
‫يتزوج وىو قادر عمى تحمل تكاليف الزواج المادية والمعنوية وال يخشى من ظمم الزوجة‪.‬‬
‫‪ -2‬الزواج واجب‪ :‬يكون الزواج واجبا وذلك في حالة ما إذا كان الشخص غير متيقن من‬
‫الوقوع في الفاحشة مع توفر القدرة عمى تحمل تكاليف الزواج المادية والمعنوية‪ .‬فيو سنة في‬
‫حالة االعتدال‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -3‬الزواج حرام أو محظور‪ :‬يكون الزواج حراما إذا لم تكن لمشخص المكمف القدرة الكافية‬
‫عمى تحمل تكاليف الزواج‪ ،‬أو كان متيقنا من ظمم زوجتو بشتى أنواع الظمم‪.‬‬
‫‪ -4‬الزواج المكروه‪ :‬يكون الزواج مكروىا إذا خاف الشخص وىو غير متيقن ال من وقوعو في‬
‫الزنا ولكن يخشى عمى نفسو من ظمم المرأة ومن عدم قيامو بحقوقيا‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا تيقن الشخص الوقوع في الفاحشة بتركو الزواج وىو أيضا متيقن من ظممو لممرأة إذا‬
‫حرم فييا‪،‬‬
‫تزوج فينا يوجد تعارض بين حالتين‪ :‬األولى ُيفرض فييا الزواج والثانية ُي ّ‬
‫فقد تضاربت آراء الفقياء من حيث الحكم الشرعي حول ىذه المسألة‪ :‬بحيث يرى البعض بأنو‬
‫حرم آخر‪ ،‬ولكن جرى األمر عند الفقو‬
‫حرم بارتكاب ُم ّ‬
‫ال يمكن من الناحية الشرعية دفع ُم ّ‬
‫المالكي بأنو من المستحسن أن نبيح لو الزواج إذ أن الظمم سيكون منحص ار في امرأة واحدة‪،‬‬
‫بينما لو منعنا عنو الزواج سيصبح الضرر يمس عددا أكبر من النساء وىذا ما يتنافى مع‬
‫المصمحة االجتماعية‪.‬‬
‫ونظ ار ألىمية عقد الزواج كان البد من تنظيمو بل وتنظيم مقوماتو والمتمثمة في الخطبة ألنيا‬
‫تمييد لمزواج لممقدس‪.‬‬

‫تعريف الخطبة وأحكاميا‬


‫وردت أحكام الخطبة في المادتين ‪ 5‬و‪ 6‬ق أ ج‪ ،‬وتعريف الخطبة بكسر الخاء بأنيا طمب‬
‫الرجل يد امرأة بقصد الزواج أو ىي التماس التزويج أو إظيار الرجل رغبتو في الزواج بام أرة‬
‫معينة وذلك عن طريق طمب يدىا منيا أو من ذوييا وحسب نص المادة ‪ 05‬فيي وعد بالزواج‪،‬‬
‫يجوز لمطرفين العدول أو التراجع عنيا‪ .‬يطرح تساؤل من يجوز خطبتيا من النساء؟‬
‫موانع الخطبة‬
‫‪ -1‬أال تكون مخطوبة لمغير لقولو (ص) ''ال يخطب الرجل عمى خطبة أخيو حتى ينكح أو‬
‫يترك''‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ال تكون محرمة عمى الخاطب بسبب من أسباب التحريم المؤبدة أو المؤقتة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ال تكون معتدة‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫أ‪ -‬عدة الوفاة‪ 4 :‬أشير وعشرة أيام خالل ىذه المدة ال يجوز خطبتيا تصريحا ولكن تمميحا‬
‫يجوز‪.‬‬
‫ب‪ -‬عدة الطالق الرجعي‪ :‬وتقدر بثالثة قروء أو أشير‪ ،‬خالل ىذه المدة ال يجوز خطبتيا ألن‬
‫عالقة الزواج قائمة‪.‬‬
‫ج‪ -‬عدة الطالق البائن‪ :‬اتفق الفقو عمى عدم جواز خطبتيا تصريحا أما تعريضا فقد اختمفت‬
‫المذاىب األربعة‪.‬‬
‫العدول عن الخطبة وآثاره‬
‫‪2‬‬
‫يجوز العدول عن الخطبة باعتبارىا وعد بالزواج فإنيا غير ممزمة حسب نص المادة ‪/5‬‬
‫ق أ ج‪ ،‬وينتج عن العدول آثار تتعمق باليدايا والمير وجبر الضرر‪.‬‬
‫أ‪ -‬المير‪ :‬إذا تم العدول عن الخطبة فيجب استرداد المير إذا تم تسميمو‪ ،‬ألن المير ال يستحق‬
‫إال بعقد الزواج وقد أغفل المشرع الجزائري ىذه النقطة ألن المير مرتبط بالزواج ال بالخطبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬اليدايا‪ :‬يجب التمييز بين حالتين بحسب الطرف الذي قام بالعدول‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان العدول من الخاطب‪ :‬فال يسترد شيئا مما أىداه لممخطوبة‪ ،‬وبالمقابل يجب عميو أن‬
‫يرد ما لم يستيمك مما أىدتو لو أو قيمتو‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان العدول من المخطوبة‪ :‬فعمييا أن ترد لمخاطب ما لم يستيمك من ىدايا أو قيمتو‬
‫(حسب رأي اإلمام مالك) استبدال ما استيمك‪.‬‬
‫ج‪ -‬جبر الضرر‪ :‬نص المشرع الجزائري عمى جواز الحكم بالتعويض إذا نتج عن العدول‬
‫ضرر مادي أو معنوي‪ ،‬فما ىو األساس القانوني لمتعويض في ىذه الحالة؟‬
‫توج د عدة نظريات حاولت تفسير إلزام من يعدل عن الخطبة بالتعويض رغم أنيا في األصل‬
‫ىي وعد بالزواج وليست ممزمة منيا‪ :‬النظرية العقدية لمخطبة‪ ،‬نظرية بطالن الوعد بالزواج‪،‬‬
‫نظرية التعسف في استعمال الحق‪ ،‬إال أن كل ىذه النظريات تعرضت لمنقد‪ ،‬مما يقتضي‬
‫التطرق لألساس الشرعي لمتعويض‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫األساس الشرعي لمتعويض‬
‫اتفق الفقياء عمى أن الخطبة ليست عقدا‪ ،‬وأنو يجوز العدول عنيا‪ ،‬فال يترتب عن العدول‬
‫عقابا أو جزاء تطبيقيا لمقاعدة الشرعية (الجواز ينافي الضمان)‪.‬‬
‫وعميو يتقرر التعويض عند وجود خطأ مستقل أو أعمال منفصمة عن العدول‪ ،‬أدت إلى حصول‬
‫الضرر تطبيقا لمقاعدة ''الضرر يزال''‪ ،‬أو ''ال ضرر وال ضرار''‪.‬‬
‫اقتران الفاتحة بالخطبة حسب نص المادة ‪ 6‬ق أ ج فإن اقتران الفاتحة بالخطبة ال يعد زواجا‬
‫وىذا ما حاول المشرع تداركو في تعديل ‪ 2005‬ألنو في القانون رقم‪ 11-84‬أخضع الفاتحة‬
‫والخطبة لنفس األحكام وكان ذلك خطأ وآثار العديد من االنتقادات‪.‬‬
‫عادة ما تقترن الفاتحة بالخطبة من أجل التبرك فقط واذا ما اقترنت الفاتحة بالخطبة‬
‫بمجمس العقد أعتبر ذلك زواجا إذا توافر ركن الرضا وشروط الزواج األخرى‪ ،‬حيث ينتج عن‬
‫ذلك أن‪:‬‬

‫الخطبة‬ ‫الفاتحة‬
‫‪ -1‬األطراف ىما الخاطب والمخطوبة‪.‬‬ ‫‪ -1‬األطراف فييا ىم الزوج والزوجة‪.‬‬
‫‪ -2‬غير ممزمة‪.‬‬ ‫‪ -2‬ممزمة‪.‬‬
‫‪ -3‬عبارة عن زواج ينقصو التسجيل ‪ -3‬مجرد وعد بالزواج‪.‬‬
‫والدخول‪.‬‬
‫‪ -4‬تسترد اليدايا حسب تفصيل المادة ‪5‬‬ ‫‪ -4‬اليدايا ال تسترد‪.‬‬
‫‪ -5‬المير ال يسترد إال في الطالق البائن ‪ -5‬يسترد المير ألنو مرتبط بالزواج ال‬
‫بالخطبة‪.‬‬ ‫بينونة صغرى (يسترد نصفو)‪.‬‬
‫‪ -6‬ال يجوز انتقال الميراث‪.‬‬ ‫‪ -6‬ينتقل الميراث لمحي منيما‪.‬‬
‫‪ -7‬الفراق الحاصل يسمى عدوال‬ ‫‪ -7‬الفراق الحاصل بينيما يسمى طالقا‪.‬‬
‫‪ -8‬يجوز لمعادل الزواج بأقارب المخطوبة‪.‬‬ ‫‪ -8‬ال يجوز الزواج بأقارب الزوجة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫موانع الزواج‬
‫يوجد نوعين أو صنفين ىما موانع مؤبدة ومؤقتة حسب المادة ‪ 23‬ق أ ج‪.‬‬
‫أوال‪ -‬الموانع المؤبدة‪ :‬وىن النساء المحرمات تحريما مؤبدا لوجود سبب دائم ال يقبل الزوال‬
‫وىن ‪ 3‬أنواع حسب (م ‪ 24‬ق أ) ىي‪ :‬المحرمات بسبب النسب (القرابة الدموية)‪ ،‬المحرمات‬
‫بسبب المصاىرة‪ ،‬المحرمات بسبب الرضاع‪.‬‬
‫‪ -1‬المحرمات بسبب النسب (القرابة الدموية) (م ‪ 25‬ق أ ج) وىن أربعة أنواع‪:‬‬
‫أ‪ -‬الفروع‪ :‬بمعنى فروع الشخص وفروع فروعو وان نزلت مثل البنت‪ ،‬بنت البنت‪ ،‬بنت بنت‬
‫بنت‪ ،‬بنت االبن‪ ،‬بنت ابن ابن ميما نزلت‪.‬‬
‫ب‪ -‬األصول‪ :‬وىن األميات والجدات وىي أم أم‪ ،‬أم أب‪.‬‬
‫ج‪ -‬فروع األبوين وفروع فروعيم‪ :‬مثل األخت مطمقا‪ ،‬وبن األخت وبنت األخ مطمقا ميما‬
‫نزلت‪.‬‬
‫د‪ -‬الفروع المباشرة لألجداد والجدات‪ :‬أي نساء الدرجة األولى فقط ومن العمات والخاالت‪.‬‬
‫تظير حكمة التحريم فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬وضع أو إنشاء رابطة قرابة مقدسة‪.‬‬
‫‪ -‬تترتب عن عدم األخذ بالتحريم نتائج سمبية فإذا تم الطالق فتذىب الرابطة الدموية وتقطع‬
‫صمة األرحام‪ ،‬وكذلك تترتب نتائج طبية أو صحية‪'' ،‬اختاروا ألبنائكم فإن العرق دساس''‪ ،‬فقد‬
‫يأتي أوالد مصابون بأمراض وراثية بدنية وعقمية ال شفاء ليا مثل التالسيميا‪ ،‬التخمف العقمي‪.‬‬
‫فين إذن محرمات بسبب الزواج‬
‫‪ -2‬المحرمات بسبب المصاىرة‪ :‬يقصد بالمصاىرة الزواج‪ّ ،‬‬
‫وىن ‪ 4‬أنواع‪:‬‬
‫ّ‬
‫أ‪ -‬زوجات أصول الشخص‪ :‬أي زوجة األب‪ ،‬زوجة الجد مطمقا (الرحمي والعصبي)‪.‬‬
‫ب‪ -‬زوجات الفروع‪ :‬أي زوجات األبناء وأبناء األبناء ميما نزلوا (الكنة)‪.‬‬
‫ج‪ -‬أصول الزوجات‪ :‬أم الزوجة‪ ،‬جدة الزوجة‪ ،‬أم أم أم الزوجة ميما عمت‪ ،‬وذلك تطبيقا‬
‫لمقاعدة ''العقد عمى البنات يحرم األميات''‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫د‪ -‬فروع الزوجات المدخول بين‪ :‬مثل بنت الزوجة (الربيبة)‪.‬‬
‫‪ -3‬المحرمات بسبب الرضاعة‪ :‬تحرم النساء بسبب الرضاع كون الحميب الذي يتناولو الرضيع‬
‫يتشكل منو جسمو ويصبح جزء من األم الرضاعية فحسب المادة ‪ 28‬ق أ ج فإن الطفل‬
‫الرضيع وحده دون إخوتو وأخواتو ولدا لألم المرضعة وزوجيا وأخا لجميع أوالدىا‪ ،‬ويسري‬
‫التحريم عميو وعمى فروعو‪.‬‬
‫وحسب المادة ‪29‬ق أ ج يثبت التحريم إذا حصل االرضاع قبل الفطام أو في الحولين‪ ،‬وميما‬
‫كانت كمية الحميب فالمادة تقضي بمطمق االرضاع سواء كان المبن قميال أو كثي ار وىو رأي‬
‫اإلمام مالك (مطمق االرضاع)‪ ،‬والرضاع الذي تثبت بو الحرمة ىو الواقع في الحولين‪.‬‬
‫قائمة المحرمات بسبب الرضاع‪ :‬تنص المادة ‪ 27‬ق أ ج عمى أنو ''يحرم من الرضاع ما يحرم‬
‫من النسب''‪ ،‬وأصل المادة ىو حديث نبوي شريف وتتمثل ىذه النساء في (‪ )11‬امرأة وىي‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬األم الرضاعية‪.‬‬
‫‪ -2‬أم األم الرضاعية‪.‬‬
‫‪ -3‬البنت من الرضاعة‪.‬‬
‫‪ -4‬األخت الرضاعية‪.‬‬
‫‪ -5‬أخت األم الرضاعية (الخالة الرضاعية)‪.‬‬
‫‪ -6‬أخت زوج األم الرضاعية (العمة الرضاعية)‪.‬‬
‫‪ -7‬األم الرضاعية لمزوجة‪.‬‬
‫‪ -8‬األم الرضاعية ألم الزوجة‪.‬‬
‫‪ -9‬بنت الزوجة من الرضاع (البنت الربيبة الرضاعية أي التي أرضعتيا ىذه الزوجة قبل أن‬
‫تتزوج بالرجل الثاني وبنات بناتيا وبنات أبنائيا)‪.‬‬
‫‪ -10‬زوجة األب أو الجد من الرضاع وان عال‪.‬‬
‫‪ -11‬زوجة االبن وابن االبن‪ ،‬وابن البنت من الرضاع ميما نزلوا (الحفيدة الرضاعية)‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ثانيا‪ -‬الموانع المؤقتة‪ :‬وىن النساء المحرمات تحريما مؤقتا لوجود أسباب مؤقتة قابمة لمزوال‪،‬‬
‫وىن كالتالي‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -1‬المرأة المحصنة‪.‬‬
‫‪ -2‬المرأة المعتدة‪ :‬من طالق أو وفاة(عدة المطمقة ىي ‪ 3‬قروء أو ‪ 3‬أشير بينما عدة الوفاة‬
‫ىي ‪ 4‬أشير و‪ 10‬أيام)‪.‬‬
‫‪ -3‬المطمقة ثالثا بالنسبة لمطمقيا‪ :‬فإذا وقع الطالق ثالث مرات فأصبح الطالق بائن بينونة‬
‫كبرى‪ ،‬فال تحل لو بعد ذلك إال بعد أن تتزوج زواجا شرعيا برجل آخر ثم يتوفى عنيا أو تطمق‬
‫منو وبعد فوات عدتيا فميما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود ا﵀ كما جاء في سورة البقرة‪.‬‬
‫‪ -4‬الجمع بين المحارم‪ :‬أي الجمع بين المرأة وأختيا مطمقا‪ ،‬وبين المرأة وخاالتيا وعماتيا‬
‫حسب المادة ‪ 30‬ق أ ج‪.‬‬
‫‪ -5‬المرأة التي تزيد عمى العدد الشرعي‪ :‬أكثر من ‪ 4‬زوجات فال يجوز لو ذلك حتى تموت‬
‫إحداىن أو يطمقيا(م ‪ 8‬ق أ ج)‪.‬‬
‫‪ -6‬زواج المسممة بغير المسمم‪ :‬ال يحق لممرأة المسممة أن تتزوج إال زوجا مسمما‪.‬‬
‫‪ -7‬زواج المسمم بغير ذات الدين‪ :‬أي بغير الكتابية‪ ،‬فيمنع الزواج بالوثنية(عابدة الصنم)‪ ،‬كما‬
‫يمنع الزواج بالمجوسية(عابدة النار)‪ ،‬ويمنع الزواج بالصائبة(عابدة النجوم والكواكب)‪ ،‬وقد‬
‫أغفل المشرع الجزائري ذكر ىذه الحالة‪.‬‬

‫أركان عقد الزواج وشروطو‬


‫يتمثل الركن الوحيد لعقد الزواج بعد التعديل في الرضا فقط حسب ما تنص عميو المادة‬
‫‪9‬ق أ ج التالي نصيا ''ينعقد الزواج بتبادل رضا الزوجين''‪ ،‬ويكون الرضا بإيجاب من أحد‬
‫الطرفين وقبول من الطرف اآلخر بكل لفظ يفيد معنى النكاح شرعا(م ‪ 1/10‬ق أ ج)‪.‬‬
‫وباقتران االيجاب والقبول يتشكل الرضا‪ ،‬وتسمى اإلرادة األولى الصادرة من الطرف األول‬
‫ايجابا بينما تسمى الثانية والتي تأتي موافقة ومطابقة لألولى قبوال‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫صيغة االيجاب والقبول‪ :‬لم يحدد المشرع الجزائري صيغة معينة أو طريقة لمتعبير عن اإلرادة‬
‫بل أجاز ذلك بكل ما يفيد معنى النكاح‪ ،‬سواء تم ذلك بالعبارة أو الكتابة أو اإلشارة حسب ما‬
‫تقضي بو المادة ‪ 10‬ق أ ج‪.‬‬
‫شروط الصيغة‬
‫‪ -1‬اتحاد مجمس االيجاب والقبول (مجمس العقد)‪ ،‬ويعتبر كذلك ما لم يصدر من أحدىما ما‬
‫يدل عمى االعراض‪.‬‬
‫‪ -2‬مطابقة القبول لإليجاب في محل العقد ومقدار المير‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تكون الصيغة منجزة وليست مضافة إلى المستقبل كأن تكون معمقة عمى شرط‪ ،‬بل‬
‫يجب أن تفيد معنى النكاح في الحال‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يتم الرضا بغير إكراه‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يصدر القبول قبل سقوط اإليجاب‪.‬‬
‫ىذا فيما يتعمق بالركن الوحيد الذي ىو الرضا ويعتبر الركن حقيقة الشيء بمعنى يتدخل في‬
‫تشكيل العقد وبنيتو‪ ،‬واذا ما اختل ركن الرضا ترتب البطالن المطمق عمى العقد بينما يترتب‬
‫عن اختالل أحد شروطو الفسخ بمعنى أن العقد قابل لمتصحيح فيو بطالن نسبي‪.‬‬

‫شروط عقد الزواج‬


‫تنص المادة ‪ 09‬مكرر ق أ ج عمى أنو ''يجب أن تتوفر في عقد الزواج الشروط اآلتية‪:‬‬
‫أىمية الزواج‪ -‬الصداق‪ -‬الولي‪ -‬شاىدين‪ -‬انعدام الموانع الشرعية لمزواج''‪ .‬نرتبيم حسب‬
‫األىمية‪.‬‬
‫الشرط األول‪ -‬الولي‪ :‬يشترط في الشخص حتى يكون وليا في عقد الزواج عدة شروط أىميا‪:‬‬
‫‪ -1‬األىمية‪ :‬والمطموب ىو أىمية األداء وليس أىمية الوجوب‪.‬‬
‫‪ -2‬القرابة‪ :‬وتنص عمى ذلك المادة ‪ 11‬ق أ ج عمى أنو ''تعقد المرأة الراشدة زواجيا بحضور‬
‫ولييا وىو أبوىا أو أحد أقاربيا أو أي شخص آخر تختاره''‪ ،‬وىذا عكس ما كان في القانون‬

‫‪9‬‬
‫القديم والتي كانت تنص ''يتولى زواج المرأة ولييا وىو أبوىا‪ ،‬فأحد أقاربيا األولين‪ ،‬والقاضي‬
‫ولي من ال ولي لو''‪.‬‬
‫اختمف الترتيب بعد التعديل كالتالي‪ :‬الولي‪ :‬ىو األب‪ ،‬أو أحد األقارب أو أي شخص‬
‫تختاره الفتاة وىنا مكمن الخطورة !!! حيث أن المفروض أن تنتقل الوالية من األقرب إلى األبعد‬
‫في حالة غياب الولي األقرب (ميت‪ ،‬مسافر‪ ،‬غائب‪ ،‬مسجون‪ )...‬واال سوف تنتقل الوالية إلى‬
‫القاضي ألنو صاحب الوالية العامة في رفع الظمم‪.‬‬
‫إال أن األمر اختمف بعد التعديل فيجوز لممرأة أن تختار وليا بعيدا رغم وجود ولي أقرب‬
‫فميا أن تختار الخال رغم وجود األب بل أكثر من ذلك ليا أن تختار أي شخص آخر تختاره‬
‫حتى ولو أنو أجنبي عنيا ال يمت ليا بصمة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫‪ -3‬أن يكون مسمما بالنسبة لممرأة المسممة لقولو عز وجل‪َ ﴿ :‬ال َيتَّخذ ا ْل ُم ْؤ ِم ُن َ‬
‫ون ا ْل َكاف ِر َ‬
‫ين‬
‫ِ‬ ‫اء ِم ْن ُد ِ‬
‫ون ا ْل ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ين‪ ﴾ ...‬سورة ءال عمران‪ ،‬اآلية ‪ 28‬منيا‪.‬‬ ‫أ َْولَِي َ‬
‫‪ -4‬العدل‪ :‬أن يكون عادال‪ ،‬حسن الخمق والسيرة والصفات الحميدة‪ ،‬حيث يرى الحنيفة أنو ال‬
‫تصح عند والية الفاسق‪ ،‬غير أن جميور الفقياء أجازوىا‪ ،‬وذلك لعدم وجود أثر لفسقو عمى‬
‫مصمحة من في واليتو‪ ،‬عمى اعتبار عنصر القرابة يمنعو من اإلضرار بيا‪.‬‬
‫‪ -5‬الذكورة‪ :‬ىنا يطرح تساؤل عن حكم المرأة عمى تتولى زواج ابنتيا لما تكون ىي من‬
‫تمارس الوالية عمى أوالدىا في غياب األب أو عجزه (فقانون الحالة المدنية ال يميز بين الرجل‬
‫والمرأة في ىذه النقطة)‪.‬‬
‫وقد كان الولي ركنا ثم أصبح شرطا‪ ،‬وىذا يقمل من أىميتو إذ يعد تراجعا عن مكانة الولي‬
‫بدال من تعزيزىا‪ ،‬بل أن عدم حضور الولي أو عدم موافقتو ال يرتب بطالن عقد الزواج إذ‬
‫يمكن تصحيحو بموافقة الولي بعد ذلك‪ ،‬واال فإنو إذا تم الزواج بدون ولي في حالة وجوبو (لما‬
‫تكون المرأة بكر وليست ثيبا) فإن الزواج يفسخ قبل الدخول وال صداق فيو‪ ،‬ويثبت بعد الدخول‬
‫بصداق المثل‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬الشيود‬
‫تظير أىمية الشيادة عموما في كونيا تمنع الظن والشبيات‪ ،‬وتقطع ألسنة السوء‪ ،‬وتوثق‬
‫العقود بحفظ الحقوق‪ ،‬واحتياطا فييا حفظ آلثار الزواج (النسب‪ ،‬النفقة‪.)...‬‬
‫‪ -1‬شروط الشيود‬
‫أ‪ -‬األىمية‪ :‬المقصود منيا أىمية األداء مناط التكميف‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعدد‪ :‬يشترط الحد األدنى شاىدين‪.‬‬
‫ج‪ -‬سماع الشيود لمصيغة‪ :‬أي لصيغة االيجاب والقبول مع فيم المراد‪.‬‬
‫د‪ -‬أن يكونا مسممين إذا كان الزوجين مسممين‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬الصداق أو المير‬
‫‪ -1‬تعريفو‪ :‬حسب المادة ‪ 14‬فإن الصداق ىو ما يدفع نحمة لمزوجة من نقود أو غيرىا من كل‬
‫ما ىو مباح شرعا وىو ممك ليا تتصرف فيو كما تشاء‪ ،‬ولم يحدد المشرع الجزائري مقداره فقد‬
‫يكون كثي ار أو قميال قال الرسول(ص) ''التمسوا ليا ولو خاتم من حديد''‪ ،‬وقولو تعالى ﴿ َوَآتُوا‬
‫ص ُدقَاتِ ِي َّن نِ ْحمَةً ﴾ نحمة بمعنى عن رغبة وطيب نفس وعن رضا‪...‬‬
‫اء َ‬ ‫ِّ‬
‫الن َس َ‬
‫‪ -2‬حاالتو‪ :‬يأخذ الصداق ‪ 3‬حاالت وىي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون معجال كمو‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون مؤجال كمو‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن يكون معجال في بعضو‪ ،‬ومؤجال في بعضو اآلخر‪ ،‬فيسمى المقدم والمؤخر‪.‬‬
‫وفي كل حالة من ىذه الحاالت أوجب المشرع ذكر مقدار الصداق المتفق عميو في صمب‬
‫العقد حسب نص المادة ‪ 15‬واذا ما تم اغفال ذلك فإن الزوجة تستحق صداق المثل أي‬
‫مثيالتيا من نساء العائمة (أختيا‪ ،‬ابنة عميا) أو القريبة‪...‬‬
‫‪ -3‬استحقاق الزوجة الصداق‪ :‬ميز المشرع بين حالتين الستحقاق الزوجة لمصداق وىما‪:‬‬
‫أ‪ -‬استحقاق الصداق كمو‪ :‬ويكون بتمام الدخول أو بوفاة الزوج قبل الدخول وبالخموة‬
‫الصحيحة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ب‪ -‬استحقاق نصف الصداق‪ :‬وذلك إذا تم الطالق بعد العقد وقبل الدخول حسب المادة ‪16‬ق‬
‫أ ج‪.‬‬
‫‪ -4‬النزاع حول الصداق‪ :‬ميز المشرع بين حالتين‪:‬‬
‫أ‪ -‬قيام النزاع قبل الدخول وليس ألحدىما بينة فالقول لمزوجة مع أدائيا اليمين أو لورثتيا عند‬
‫وفاتيا مع أداء اليمين‪.‬‬
‫ب‪ -‬قيام النزاع بعد الدخول وليس ألحدىما بينة فالقول لمزوج مع أداءه اليمين أو لورثتو عند‬
‫وفاتو مع أداء اليمين‪.‬‬
‫الشرط الرابع‪ :‬انعدم الموانع الشرعية‬
‫يجب أن يكون كل من الزوجين خموا من الموانع الشرعية المؤبدة والمؤقتة حسب نص‬
‫المادة ‪ 23‬وما يمييا وقد سبق دراستيا بصدد موانع الزواج لذلك تتم اإلحالة مباشرة‪.‬‬
‫الشرط الخامس‪ :‬أىمية الزواج‬
‫عقد الزواج مثل بقية العقود حيث أن أىمية الزواج تكتمل بتمام ‪ 19‬سنة أي نفس سن‬
‫الرشد المطموب لبقية العقود إال أن لمقاضي أن يمنح رخصة بالزواج قبل تمام ‪ 19‬سنة‬
‫لمصمحة أو ضرورة‪ ،‬متى تأكدت قدرة الطرفين عمى الزواج‪.‬‬
‫كان قانون األسرة قبل التعديل قد فرق بين سن الزواج بالنسبة لمرجل كان (‪ )20‬سنة‬
‫وبالنسبة لمفتاة كان (‪ )18‬سنة‪ ،‬إال أن مقتضيات المساواة بين الرجل والمرأة تقتضي أن يتعادال‬
‫في سن الزواج‪.‬‬
‫تنص المادة (‪ 2/7‬ق أ ج عمى أنو ''يكتسب الزوج القاصر أىمية التقاضي فيما يتعمق‬
‫بآثار عقد الزواج من حقوق والتزامات''‪ ،‬بموجب الرخصة الممنوحة من طرف القاضي يصبح‬
‫الزوج القاصر كامل األىمية بعد الزواج فيما يتعمق بآثار عقد الزواج أي فيما يتعمق بحقوق‬
‫الزوجين وكذا االلتزامات بينما بالنسبة لممعامالت المدنية والتجارية والجنائية األخرى فما يزال‬
‫ناقص األىمية ‪ +‬م ‪ + 2/11‬م‪ 13‬ق أ ج‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الجزاء المترتب عمى تخمف األركان والشروط (أوصاف الزواج)‬
‫ونصت عمى ذلك المواد من ‪ 32‬إلى ‪ 35‬قانون األسرة تحت عنوان النكاح الفاسد‬
‫والباطل‪ ،‬حيث تمحق الزواج إذا ما انعقد ثالثة أوصاف عموما وىي‪ :‬الصحة‪ ،‬الفساد‪ ،‬البطالن‪.‬‬
‫الزواج الصحيح‪ :‬ىو الزواج الذي اكتممت أركانو وشروطو حسب المادتان ‪ 9‬و‪ 9‬مكرر من‬
‫قانون األسرة‪.‬‬
‫العقد الفاسد‪ :‬ىو الذي تخمف فيو شرط من شروط الصحة أو الزواج يفسخ‪.‬‬
‫الزواج الباطل‪ :‬ىو زواج باطل سواء قبل الدخول أو بعده لتعمقو بالركن أو بالشروط والركن‬
‫معا‪.‬‬
‫وباستقراء المواد من ‪ 35-32‬نجد أن‪:‬‬
‫‪ -1‬الزواج الصحيح‪ :‬ىو الذي اكتممت أركانو وشروطو‪ ،‬فأغمب عقود الزواج تكون صحيحة‪،‬‬
‫ويترتب عميو ثبوت النسب‪ ،‬حرمة المصاىرة‪ ،‬وجوب النفقة‪...‬‬
‫‪ -2‬الزواج الفاسد‪ :‬ىو الزواج الذي ألحقو وصف الفسخ ويكون ذلك في الحاالت إذا ما تم‬
‫الزواج بدون شاىدين أو صداق أو ولي في حالة وجوبو فإن الزواج يفسخ إذا تم اكتشاف األمر‬
‫قبل الدخول أما إذا تم الدخول فإن عقد الزواج يصحح بصداق المثل‪.‬‬
‫‪ -3‬الزواج الباطل‪ :‬ويكون ذلك في الحاالت التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬يبطل الزواج إذا اختل ركن الرضا (م ‪.)33‬‬
‫ب‪ -‬يبطل الزواج إذا اشتمل عمى مانع أو شرط يتنافى ومقتضيات العقد مثل اشتراط عدم‬
‫االنجاب بينما بالنسبة لممانع مثل الزواج بإحدى المحارم‪.‬‬
‫ج‪ -‬يبطل كذلك كل زواج بإحدى المحرمات قبل وبعد الدخول‪ ،‬ويترتب عميو ثبوت النسب‪،‬‬
‫وجوب استبراء الرحم‪ ،‬رغم أن المادة ‪ 34‬استعممت مصطمح الفسخ ولكن الصواب ىو البطالن‬
‫بينما تنص المادة ‪ 35‬إذا اقترن عقد الزواج بشرط ينافيو‪ ،‬كان ذلك الشرط باطال والعقد صحيحا‬
‫كاشتراط عدم الطالق فيبطل الشرط ويبقى عقد الزواج صحيحا‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫نظام تعدد الزوجات‬
‫كان نظام التعدد موجودا ومعموال بو في العيود السابقة لدى الشعوب المختمفة وذلك بغير حدود‬
‫وال ضوابط‪ ،‬كما أجازتو الشرائع السماوية غير المحرفة‪ ،‬فقد كان موجود في المسيحية‬
‫والييودية‪ ،‬ولما جاء اإلسالم فقد كان (التعدد) موجودا إذا لم يخمق نظام التعدد‪ ،‬وانما قام‬
‫بوضع ضوابط لو وقيده بقيدين أساسيين وميمين جدا ىما‪ :‬القدرة عمى االنفاق والعدل المادي‬
‫بين الزوجات‪.‬‬
‫القدرة عمى االنفاق‪ :‬فإذا لم يكن لدى الشخص من أسباب الرزق ما يستطيع منو االنفاق عمى‬
‫أكثر من زوجة‪ ،‬فال يحل لو شرعا االقدام عمى الزواج بزوجة أخرى‪.‬‬
‫العدل بين الزوجات‪ :‬والمطموب ىو العدل المادي وليس المعنوي كالمأكل والمشرب والمسكن‬
‫وحسن المعاشرة‪ ،‬واال فال يحل لو الزواج بزوجة ثانية‪ ،‬لقولو تعالى‪ ﴿ :‬فَِإ ْن ِخ ْفتُ ْم أ ََّال تَ ْع ِدلُوا‬
‫فَو ِ‬
‫اح َدةً ﴾ بينما العدل المعنوي فال يستطيعو الزوج كالمحبة والميل القمبي‪.‬‬ ‫َ‬
‫مبررات تعدد الزوجات‪ :‬يمكن حصرىا فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬حصول الموازنة بين الرجال والنساء خاصة بعد الحروب‪.‬‬
‫‪ -‬حصول طارئ عمى الحياة الزوجية فتجعل التعدد أم ار الزما ومرغوبا فيو مثل عقم الزوجة‪،‬‬
‫مرضيا المزمن‪ ،‬وعجزىا الدائم عن ممارسة أشغال البيت‪.‬‬
‫‪ -‬تتجمى حكمة التعدد حينما نعمم حالة الشعوب المانعة لو‪ ،‬حيث ينتشر نظام المخادنة‬
‫والخميمة‪ ،‬مما يستتبع معو انتشار الرذيمة وكثرة األوالد غير الشرعيين بشكل مذىل‪ ،‬وكذا انتشار‬
‫األمراض المتنقمة جنسيا واختالط لألنساب‪.‬‬
‫وىو األمر الذي يستوجب عمى المرأة أن تختار فيو إما زواجا متعددا تصان فيو المرأة‬
‫وتحفظ حقوقيا وحقوق أوالدىا‪ ،‬وىو أفضل من التعدد في الخفاء حيث ال شرف وال حقوق‪.‬‬
‫‪ -‬إن التعدد قرر لإلباحة ال لموجوب فيو ليس بفرض عين‪.‬‬
‫نظام تعدد الزوجات في قانون األسرة الجزائري‪ :‬أباح المشرع الجزائري نظام التعدد في نص‬
‫المادة ‪ 8‬ق أ ج بشرط وجود مبرر شرعي‪ ،‬و توفر نية العدل‪ ،‬اخبار الزوجة السابقة والالحقة‬
‫‪14‬‬
‫بأمر الزواج‪ ،‬طمب الترخيص بالزواج مصادق عميو من طرق رئيس المحكمة لمكان مسكن‬
‫الزوجية تتضمن موافقة كمتا الزوجتين‪.‬‬
‫وفي حالة عدم إخبار الزوجة أو عدم الحصول عمى موافقتيا ورغم ذلك أعاد الزواج بزوجة‬
‫أخرى دون إخبار الزوجة السابقة والالحقة فإن المادة ‪ 8‬مكرر تنص عمى أنو في حالة‬
‫التدليس‪ ،‬فإنو يجوز لكل زوجة رفع دعوى قضائية ضد الزوج لممطالبة بالتطميق‪.‬‬
‫جزاء عدم الحصول عمى الرخصة‪:‬‬
‫ي ترتب عن عدم الحصول عمى الرخصة من طرف رئيس المحكمة تسمح لو بالزواج مرة ثانية‬
‫أن عقد الزواج يفسخ قبل الدخول‪ ،‬بينما إذا حصل الدخول فميس أمام القاضي إال تثبيت عقد‬
‫الزواج بأثر رجعي‪ ،‬مما يعني أن شرط إخبار الزوجة األولى والثانية ما ىو إال شرط شكمي‬
‫ليس إال‪.‬‬

‫تسجيل عقود الزواج‬


‫نص المشرع الجزائري عمى ضرورة تسجيل عقد الزواج في المادة ‪ 18‬من قانون األسرة‬
‫'' يتم عقد الزواج أمام الموثق أو أمام موظف مؤىل قانونا مع مراعاة ما ورد في المادتين ‪9‬‬
‫و‪9‬مكرر من ىذا القانون''‪ ،‬ويكون ذلك بتطبيق قانون الحالة المدنية‪.‬‬
‫في الداخل‪ :‬أمام ضابط الحالة المدنية وىو رئيس المجمس الشعبي البمدي‪.‬‬
‫في الخارج‪ :‬أمام رؤساء البعثات الديبموماسية المشرفين عمى الدوائر القنصمية ورؤساء مراكز‬
‫القنصمية‪.‬‬
‫وتكون اإلجراءات حسب حالة عقد الزواج وأنواعو‪.‬‬
‫أ‪ -‬عقود الزواج العادية‪ :‬وىي العقود التي يتم تسجيميا وقت تمام الفاتحة أو بعدىا بقميل أو‬
‫كما تتطمب التعميمة الصادرة عن و ازرة الشؤون الدينية واألوقاف قبل اتمام الفاتحة بينما قانون‬
‫األسرة وقانون الحالة المدنية فإنو يتم وقت اتمام الفاتحة أو بعدىا بقميل ويمكن أن يتم بعد‬
‫الدخول في ظرف ثالثة أيام حسب قانون الحالة المدنية ويكون ذلك أمام الموثق أو لدى ضابط‬
‫الحالة المدنية‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫يمكن أن تتم اإلجراءات أمام الموثق ‪ +‬اشتراط أي شروط مناسبة ثم يقوم الموثق بإرسال‬
‫الممف فيسمى اخبار بزواج ليتم تسجيمو في سجالت الحالة المدنية وتسميم الدفتر العائمي‬
‫لمزوجين بعد ذلك‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن المشرع الجزائري استحدث الفحص الطبي قبل الزواج بموجب المادة‬
‫‪7‬مكرر قانون األسرة بعد تعديل ‪ 2005‬أين ألزم المقبمين عمى الزواج بضرورة إجراء الفحص‬
‫الطبي قبل الزواج ليتأكد ىؤالء من سالمتيم من مجموعة من األمراض وذلك من باب حماية‬
‫األسرة ومن ثم حماية المجتمع من األمراض المعدية خاصة‪.‬‬
‫يتبين من خالل ىذه المادة أن الفحص الطبي قبل الزواج كإجراء شكمي إلزامي‪ ،‬فال يمكن‬
‫تحرير عقد الزواج بدون ىذا اإلجراء‪ ،‬إال أنو إذا كانت ىذه التحاليل سمبية فإن المشرع ال يمنع‬
‫من مواصمة إجراءات الزواج مما يعني أن الزوجين أحرار في التقيد بما أسفرت عنو التحاليل‬
‫الطبية‪ ،‬لذلك يمكن القول أن الفحص الطبي قبل الزواج في قانون األسرة ىو إلزامي من الناحية‬
‫الشكمية واختياري من الناحية الموضوعية‪.‬‬
‫بينما إذا تم الدخول ولم يتم تسجيل عقد الزواج في مصالح الحالة المدنية‪ ،‬فيصبح‬
‫الفحص الطبي غير إلزامي باعتبار الزواج قد تم‪ ،‬يمكن إجراؤه من باب االحتياط حتى ال يكون‬
‫األوالد معرضين لبعض األمراض التي يمكن تفادييا بأخذ األم الحامل التمقيح المناسب فال‬
‫تنتقل مجموعة من األمراض إلى األوالد إذا كان الوالدين حاممين لمجموعة من األمراض التي‬
‫تنتقل بالوراثة‪.‬‬
‫ب‪ -‬عقود الزواج المغفمة‪ :‬وىي العقود التي أغفل تسجيميا‪ ،‬فيي إذن عقود عرفية غير موثقة‬
‫لذلك لتسجيميا فإن األمر يتم بطريقتين ىما‪:‬‬
‫الطريقة األولى‪ :‬عن طريق االقرار أمام الموثق بحضور شاىدين وولي األمر المرأة‪ ،‬ثم يقوم‬
‫الموثق بتوجيو الطمب إلى وكيل الجميورية مرفقا بشيادة عدم تسجيل الزواج تستخرج من الحالة‬
‫المدنية ‪ +‬شيادة ميالد الزوجين‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫وتحيل النيابة الممف بدورىا إلى رئيس المحكمة أو إلى قسم شؤون األسرة‪ ،‬وبعد التأكد من تمام‬
‫الممف والوثائق القانونية المطموبة‪ ،‬يصدر حكم قضائي يقضي بتسجيل عقد الزواج بأثر رجعي‬
‫يعود إلى التاريخ الفعمي لمزواج عن طريق الفاتحة‪ ،‬وبعد صدور الحكم يرسل كاتب الضبط‬
‫نسخة من الحكم إلى الحالة المدنية لتسجيمو في سجالت عقود الزواج والتأشير عمى شيادة‬
‫ميالد كال الزوجين‪.‬‬
‫الطريقة الثانية‪ :‬وقد يتم عن طريق رفع دعوى أمام قسم شؤون األسرة مباشرة لتفادي دفع‬
‫أتعاب الموثق‪ ،‬وتكوين الممف المطموب بحضور شاىدين وولي أمر المرأة‪ ،‬والتحقق الفعمي من‬
‫عدم تسجيل عقد الزواج ليصدر الحكم بعد ذلك وتكون نفس اإلجراءات السابقة‪.‬‬
‫ج‪ -‬لفيف الزواج‪ :‬ويتم عند وفاة أحد الزوجين أو وفاتيما معا الذين يكونان قد تزوجا زواجا‬
‫عرفيا صحيحا ولكن لم يتم تسجيمو في حياتيما‪ ،‬ففي ىذه الحالة يتم تسجيمو عن طريق رفع‬
‫دعوى قضائية أمام قسم شؤون األسرة لمحكمة مسكن الزوجية وفقا لإلجراءات المعتادة لرفع‬
‫الدعوى مع ضرورة اإلشارة لألوالد إن وجدوا إلثبات نسبيم‪.‬‬
‫اثبات عقد الزواج‪ :‬تنص المادة ‪ 22‬ق أ ج ''يثبت الزواج بمستخرج من سجل الحالة المدنية‪،‬‬
‫وفي حالة عدم تسجيمو يثبت بحكم قضائي‪.‬‬
‫يجب تسجيل حكم تثبيت الزواج في الحالة المدنية بسعي من النيابة العامة''‪.‬‬
‫إذ أن ظاىرة الزواج العرفي أو غير المسجل ال تزال قائمة في مجتمعاتنا‪ ،‬لذلك نص المشرع‬
‫عمى أن إثبات عقد الزواج العرفي يكون عن طريق حكم قضائي‪.‬‬
‫د‪ -‬عقود الزواج المعمقة عمى رخصة‪ :‬تكون عقود الزواج معمقة عمى رخصة يتم تسميميا من‬
‫طرف السمطات المختصة بحسب الحالة وذلك في الحاالت ما إذا كانت عقود الزواج تخص‬
‫أفراد الجيش الوطني الشعبي‪ ،‬أفراد الدرك الوطني‪ ،‬رجال شرطة وكذلك إشيار عقود زواج‬
‫األجانب حيث ال يتم إشيار زواجيم في الجزائر إال بعد الحصول عمى رخصة إدارية مسبقة‬
‫من الوالي‪ ،‬باإلضافة إلى حالة التعدد الزوجات وكذا بالنسبة لزواج القصر فالبد من الحصول‬
‫عمى رخصة من القاضي حسب أحكام المادة ‪ 7‬ق أ ج‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫آثار عقد الزواج‬
‫إذا تم ا لزواج بين الرجل والمرأة وتم الدخول فإن عقد الزواج يترتب مجموعة من اآلثار‬
‫ينفرد بيا عن غيره من العقود األخرى كالنفقة‪ ،‬النسب‪ ،‬الحقوق المشتركة بين الزوجين‪.‬‬
‫النفقة‬
‫تشمل النفقة الغذاء والكسوة والعالج والسكن أو أجرتو وما يعتبر من الضروريات في‬
‫العرف والعادة‪ ،‬يراعي القاضي في تقديره لمنفقة حال الطرفين وظروف المعاش‪ ،‬وال يراجع تقديره‬
‫قبل مضي سنة من الحكم حسب المادة ‪ 78‬و‪ 79‬قانون األسرة‪.‬‬
‫يقصد بحال الطرفين من حيث اليسر والعسر ومن حيث الفقر والغنى‪.‬‬
‫تستحق النفقة من تاريخ رفع الدعوى ولمقاضي أن يحكم بيا بناء عمى بينة لمدة ال تتجاوز سنة‬
‫قبل رفع الدعوى''‪.‬‬
‫وعميو يمكن ل مقاضي أن يحكم بالنفقة بأثر رجعي لمدة سنة فقط من تاريخ رفع الدعوى‪،‬‬
‫وذلك تشجيعا من المشرع عمى المطالبة بالنفقة في حالة عدم االنفاق‪ ،‬وبغمق باب الكذب‬
‫واالفتراء والظمم ‪ ،‬بينما ال يمكن مراجعة مقدار النفقة إال بطمب من الدائن بالنفقة بعد مرور سنة‬
‫من تاريخ صدور الحكم القضائي‪.‬‬
‫أوال‪ -‬أنواع النفقة‪:‬‬
‫‪ -‬نفقة الزوج عمى الزوجة‪ :‬م ‪ 74‬ق أ ج بالدخول بيا أو دعوتيا إليو‪.‬‬
‫‪ -‬نفقة الوالدين عمى األوالد‪ :‬م ‪ + 75‬م ‪ 76‬ق أ ج‪.‬‬
‫‪ -‬نفقة األصول عمى الفروع والفروع عمى األصول‪ :‬م ‪ 77‬حيث يراعي في ذلك ترتيب األولوية‬
‫حسب قواعد الميراث حسب م ‪ 154‬ق أ ج‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬خصائص الحكم بالنفقة‬
‫‪ -‬شمول األحكام الصادرة بالنفقة بالنفاذ المعجل رغم المعارضة أو االستئناف فييا حسب قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬حصانة مبالغ النفقة من الحجز عمى ما المدين لدى الغير‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد المحكمة المختصة محميا بالمحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا موطن أو مسكن‬
‫الدائن بالنفقة طبقا لممادة ‪ 405‬ق إ م‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫ثالثا‪ -‬جزاء االمتناع عن تقديم النفقة (االخالل بالحكم القضائي)‬
‫أ‪ -‬تحريك دعوى جزائية ضد الشخص الممزم بالنفقة بحكم المادة ‪ 330‬قانون عقوبات وما‬
‫بعدىا‪.‬‬
‫ب‪ -‬إمكانية رفع دعوى التطميق بالنسبة لمزوجة بموجب المادة ‪ 53‬قانون األسرة‪.‬‬
‫وفي حالة عجز المدين بالنفقة يمكن المجوء إلى صندوق النفقة الذي تم استحداثو سنة ‪.2015‬‬
‫النسب‬
‫يعد النسب رابطة تربط بين الناس وىي من أسمى الروابط فيو حق مقدس ال يمكن التنازل عنو‬
‫لذلك لم يترك لمعواطف واألىواء حتى تتحكم فيو كما تشاء إنما أحيط بحصن منيع من األحكام‬
‫والضوابط التي تتعمق خاصة بطرق ثبوتيا‪.‬‬
‫أوال‪ -‬طرق ثبوت النسب‪ :‬وقد جاءت محصورة في المادة ‪ 40‬قانون أسرة‪:‬‬
‫‪ -1‬الزواج الصحيح‪ :‬يثبت النسب بالزواج الصحيح بتوافر الشروط اآلتية حسب المواد ‪،41‬‬
‫‪ ،43 ،42‬قانون األسرة‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية االتصال بين الزوجين‪.‬‬
‫‪ -‬عدم نفي الولد عن طريق المعان‪.‬‬
‫‪ -‬والدة الولد بين أقل وأقصى مدة الحمل (أقميا ‪ 6‬أشير وأقصاىا ‪ 10‬أشير)‪.‬‬
‫المعان ‪ :‬ىي عبارة عن قسم يقسمو الزوج في حالة اتيام زوجتو بالزنا دون وجود دليل آخر فيمجأ‬
‫إلى المعان بأن يقسم با﵀ ‪ 4‬مرات بأنو صادق فييا يحمف والخامسة أن غضب ا﵀ عميو إن‬
‫كان من الكاذبين‪ ،‬وتحمف المرأة وتقسم ‪ 4‬مرات أنو من الكاذبين والخامسة أن لعنة ا﵀ عمييا‬
‫إن كان من الصادقين‪ ،‬ثم تحرم بينيما العالقة حرمة أبدية‪ ،‬فال زواج وال نسب وال ميراث بعد‬
‫ذلك إلى األبد‪.‬‬

‫ون َش ْي ًار ﴾‪َ ﴿ ،‬وِف َ‬


‫صالُوُ‬ ‫أقل مدة الحمل جاءت مستنبطة من اآليات التالية ﴿ َو َح ْممُوُ َوِف َ‬
‫صالُوُ ثَ َالثُ َ‬
‫ام ْي ِن ﴾ (سورة النساء) ‪ 6=24-30‬أشير ىي إذن أقل مدة الحمل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫في َع َ‬
‫كما يثبت النسب بالزواج الفاسد‪ ،‬وبنكاح الشبية وباإلقرار وبالبينة (شيادة الشيود)‬
‫‪ -2‬ثبوت النسب بالطرق العممية‪ :‬ونصت عمى ذلك المادة ‪ " : 2/40‬يجوز لمقاضي المجوء‬
‫إلى الطرق العممية إلثبات النسب " وذلك في تعديل قانون األسرة سنة ‪ 2005‬كما نصت عمى‬

‫‪19‬‬
‫التمقيح االصطناعي باستعمال الطرق العممية وىي عن طريق اثبات تطابق الحمض النووي بين‬
‫المقر والمقر لو وذلك باستعمال التحاليل الطبية بين الشخصين بالدم‪ ،‬الشعر‪ ،‬األظافر‪...‬‬
‫لذلك يجوز لمقاضي أن يستغني عن الطرق السابقة المنصوص عمييا في الفقرة األولى من‬
‫المادة ‪ 40‬والمجوء مباشرة إلى الطرق العممية وىي أدق من شيادة الشيود مثال‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬جواز المجوء إلى التمقيح االصطناعي‪ :‬ونصت عمى ذلك المادة ‪ 45‬مكرر بموجب‬
‫تعديل قانون األسرة في سنة ‪ 2005‬وذلك بنصيا عمى أنو‪ " :‬يجوز لمزوجين المجوء إلى التمقيح‬
‫االصطناعي"‪.‬‬
‫يخضع التمقيح االصطناعي لمشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون الزواج شرعيا‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون التمقيح برضا الزوجين وأثناء حياتيم (ليس بعد وفاة الزوج خاصة)‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتم بمني الزوج وبويضة رحم الزوجة دون غيرىما ال يجوز المجوء إلى التمقيح‬
‫االصطناعي باستعمال األم البديمة "‪.‬‬
‫‪ -‬فيشترط أن يكون عقد الزواج قائما وليس بعد وفاة الزوج أو الطالق‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتم بمني الزوج وليس بمني شخص آخر وبموافقة الزوج وبويضة رحم الزوجة وليس‬
‫بويضة امرأة أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬وال يجوز استعمال األم البديمة بمعنى ما يعرف بتأجير الرحم‪ ،‬واال ترتب عن ذلك اختالط‬
‫في األنساب‪.‬‬

‫‪20‬‬

You might also like