You are on page 1of 30

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد هلل و الصالة والسالم على سيدنا رسول هللا‪ ،‬وبعد‬

‫فهذا تلخيص وجيز في بعض مقرر موضوعات الفقه اإلسالمي على مذهب اإلمام الشافعي‪ ،‬أعددتُه للفرقة الثالثة بجامعة‬
‫األزهر شعبة الشريعة اإلسالمية‪ ...‬هللا نسأل أن يوفِّقَنَا وينجحنا في جميع إمتحاننا‪ ،‬إنه نعم المولى والنصير وصلى هللا على‬
‫سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫إعداد‪ :‬أحمد فائز سويامدي – فتح هللا عليه فتوح العارفين –‬
‫أستاذ المادة‪ :‬دكتور أبو الخير – حفظه هللا ورعاه –‬

‫أهمية الزواج في اإلسالم‬


‫أن الزواج من سنة رسول هللا ﷺ‪ ،‬قال‪ :‬لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد‪ ،‬وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي‬
‫فليس مني‪.‬‬
‫مِّن َءا َٰيَتِّ ِّهۦٓ أَ ۡن‬ ‫اب ث ُ َّم ِّإذَآ أَنتُم بَ ش ‪َٞ‬ر تَنت ُ‬
‫َشِّرونَ َو ۡ‬ ‫مِّن َءا َٰيَتِّ ِّهۦٓ أَ ۡن َخلَقَكُم ِّمن ت ُ َر ٖ‬
‫الوصول إلى مودة ورحمة‪ ،‬قال عز وجل‪َ :‬و ۡ‬
‫َٰ‬ ‫ًۚ‬
‫َخلَقَ لَكُم م ِّۡن أَنفُسِّ كُمۡ أَ ۡز َٰ َوجٗ ا ِّلتَسۡ كُن ُٓواْ إِّلَ ۡي َها َو َجعَ َل بَ ۡينَكُم َّم َو َّد ٗة َو َرحۡ َمة إِّنَّ فِّي ذَ ِّلكَ َأليَتٖ ِّلقَ ۡو ٖم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬
‫َٰ‬ ‫ٓ‬
‫لبناء المجتمع ونشأة أجيال معلومة النسب والعصبة حتى تترابط هذه األجيال ترابطا حميميا ناشئا عن استقرار أسرة‬
‫نفسيا واجتماعيا ودينيا‪.‬‬
‫حفاظا عن اختاتط األنساب‪.‬‬

‫الوحدة األولى‬
‫الدرس األول‪ :‬تعريف النكاح‬
‫في اللغة‪ :‬الضم والجمع‬
‫في الشرع‪ :‬عقد يتضمن إباحة وطء بلفظ إنكاح‪ ،‬أو تزويج أو ترجمته‪.‬‬

‫هل لفظ النكاح حقيقة في العقد أو الوطء؟ ثالثة أوجه‬


‫األصح‪ :‬أنه حقيقة في العقد ومجاز في الوطء‬
‫حقيقة في الوطء ومجاز في العقد (الحنفية)‬
‫حقيقة في العقد والوطء معا‬

‫الدرس الثاني‪ :‬في حكم النكاح‬


‫النكاح جائز عند الشافعية‬
‫قال تعالى‪ :‬فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثالث ورباع فإن خفتم أال تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم‬
‫قل ﷺ ‪ :‬تناكحوا تكثروا‬
‫والجائز هو األصل في حكم النكاح‪ ،‬إال أنه تعتريه األحكام التكليفية الخمسة‪ ،‬بحسب حالة كل إنسان‪:‬‬
‫فيكون واجبا لإلنسان‪ :‬إن كان قادرا على الزواج وسيقع يقينا في الحرام أو غلب على ظنه‪ .‬وذلك ألن ترك الحرام‬
‫واجب وما يؤدي إلى الواجب فهو واجب‪.‬‬

‫ويكون مسنونا مستحبا‪ :‬إذا كانت تشتهيه نفس اإلنسان ويجد أهبَتَهُ – وهو مؤن النكاح – ‪ .‬وذلك لقوله ﷺ (’’ يا‬
‫معشر الشباب‪ ،‬من استطاع منكم الباءة‪...‬؛ فاليتزوج‪ ،‬فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه‬
‫بالصوم‪ ،‬فإنه له وجاء‘‘)‬

‫ويكون األفضل له ترك الزواج‪ :‬إذا كان تتوق نفسه إلى الجماع وال يقدر على المهر والنقه‪ ،‬ويكون األفضل له‬
‫الصوم‪.‬‬
‫وذلك ل قوله تعالى‪’’( :‬وليستعفف الذين ال يجدون نكاحا حتى يغنيهم هللا من فضله‘‘)‬
‫وقوله ﷺ ‪’’( :‬ومن لم يستطع‪...‬؛ فعليه بالصوم‘‘)‬

‫ويكون مكروها‪ :‬إذا كان ال تتوق نفسه إلى الجماع من أصل الخلقة أو عجز وال يجد أهبة الزواج‪.‬‬
‫وذلك ألنه لو كان عاجزا عن الجماع ألدى ذلك إلى منع المرأة من التحصين‪.‬‬
‫( ‪uhbah: hal yg wajib ada ketika pen nikah: spt mahar dan nafkah‬‬

‫‪ o‬أما لو كان ال تتوق نفسه إلى الجماع‪ ،‬وهو قادر على المهر والنفقة‪ ،‬وال يريد العبادة‪ ...‬فهل يستحب له أن‬
‫يتزوج؟ للشافعية قوالن‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬غير مستحب‪ ،‬وذلك ألنه يشغل ذمته بما ال حاجة به إليه‪.‬‬
‫القول الثاني‪ :‬أنه مستحب‪ ،‬وذلك لقوله ﷺ ‪ :‬لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء‬
‫فمن رغب عن سني فليس مني‪.‬‬

‫‪ o‬أما لو كان ال تتوق نفسه للجماع‪ ،‬وهو قادر على المهر والنفقة‪ ،‬ولكنه مشتغل بالعبادة‪ ،‬فال يستحب له‬
‫الزواج اتفاقا عند الشافعية‪ ،‬وذلك ألن انشغاله بالعبادة أولى‪.‬‬

‫ويكون حراما‪ :‬إذا كان متأكد بزواجه أنه سيقع في الحرام‪ ،‬كترك العدل وعدم اإلنفاق والقيام بحقوق الزوجية‪.‬‬

‫الدرس الثالث‪ :‬حكمة مشروعية النكاح‬


‫حفظ النسل‬
‫إخراج الماء الذي يضر احتباسه‪ ،‬والضرر مرفوع ومزال من قبل الشريعة‪.‬‬
‫نيل اللذة ويقضي وطره وشهوته بالحالل ويستمتع به‬
‫الوصول إلى المودة والرحمة‬
‫الدرس الرابع‪ :‬ما يستحب في النكاح‬

‫❖ حث اإلسالم الرجل على أن يتخير أوجه الجمال والخلق والدين وذات النسب وذات العقل في المرأة التي ستشاركه‬
‫حياته حتى يتحقق الهدف األسمى والحكمة المرجوة من الزواج‪.‬‬
‫ألربع لمالها ولحسبها ولجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك‘‘)‬
‫ٍ‬ ‫وذلك لحديث رسول هللا ﷺ ‪’’( :‬تنكح المرأة‬

‫ويستحب زواج البكر‪ ،‬روي ابن ماجه‪’’( :‬عليكم باألبكار فإنهن أعذب أفواها وأنتق أرحاما وأرضى باليسير‘‘)‬ ‫❖‬
‫يستحب أت يتزوج امرأة خفيفة المهر‪ ،‬قوله – صلى هللا عليه وسلم – أعظم النساء بركة أيسرهن صداقا‪.‬‬ ‫❖‬
‫وذات نسب‪ ،‬أي معروفة األصل‬ ‫❖‬
‫والودود الولود (تناكحوا تكثروا)‬ ‫❖‬
‫وكذا يستحب لولي المرأة أن يتزوجها بأفضل صفات الرجل من دين وما فيه من صفات تهنأ به المرأة وتسعد‪.‬‬ ‫❖‬
‫قال – صلى هللا عليه وسلم ‪’’ : -‬النكاح رق فالينظر أحدكم أين يضع كريمته‘‘‬

‫الدرس الخامس‪ :‬نظر مريد النكاح إلى المرأة‬


‫أي إذا أراد رجل أن يخطب امرأة‪ ،‬سن له أن ينظر إليها حتى بألفها ويعرفها‪ ،‬وذلك لقول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬
‫‘‘إذا خطب أحدكم المرأة فقدر على أن يرى منها ما يعجبه ويدعوه إليها فاليفعل‘‘‪.‬‬
‫محل النظر‬
‫فقهاء الشافعية اختلفوا على هذا على وجهين‪:‬‬
‫‪ -‬األول‪ :‬حل النظر للوجه والكفين فقط‪ ،‬وذلك لقول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬إذا أراد أحدكم أن يتزوج امرأة‬
‫‪...‬؛ فالينظر إلى وجهها وكفيها‪( .‬قول المشهور)‬
‫‪ -‬الثاني‪ :‬حل النظر إلى جميع الجسد ما عدا بين السرة والركبة‪ ،‬وذالك قياسا على نظر الرجل إلى الرجل‪.‬‬
‫والراجح هو الوجه األول لقوة دليله‪ .‬ووألن قياس وجه الثاني قياس مع الفارق‪.‬‬

‫وقت النظر لمن أراد خطبتها (للشافعية ثالثة أوجه)‬


‫‪ -‬وجه األول‪ :‬وهو األظهر‪ ،‬و يكون قبل الخطبة وبعد العزم على النكاح‪ .‬وذلك ألن لو كان النظر بعد الخطبة قد‬
‫يفضي الحال إلى تركها فيشق األمر عليها‪.‬‬
‫‪ -‬وجه الثاني‪ :‬في وقت أن تأذن المرأة له في عقد النكاح‪ ،‬وذلك ألن هذا هو وقت الحاجة للنظر‪.‬‬
‫‪ -‬وجه الثالث‪ :‬في وقت وثوق وميل كل واحد لصاحبه‪ ،‬ألن هذا الوقت فيه تحريم الخطبة على الخطبة‪.‬‬

‫هل يشترط إذن المرأة في النظر؟‬


‫اتفق فقهاء الشافعية على أنه ال يشترط إذن المرأة‪ ،‬وذلك ألن النظر كان مباحا فال يفتقر إلى إذن‪.‬‬

‫هل للخاطب أن يكرر النظر؟‬


‫نعم فله أن يكرر النظر للمرأة‪ ،‬وذلك ألن التكرار يساعد الرجل على أن يتبين هيئة المرأة فال يندم بعد النكاح‪.‬‬
‫• وللشافعية وجهان في عدد مرات النظر‪:‬‬
‫األول‪ :‬وهو األولى ‪ :‬أن العدد مرتبط بالحاجة‪ ،‬فــله أن ينظر منها ما شاء حتى يتبين هيئتها‪ .‬فلو تبين بمرة‬ ‫‪-‬‬
‫واحدة حرم له النظر بعد ذلك‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬للزركشي أن ال يزيد على ثالثة مرات‪ .‬وذلك ألن معرفة الرجل لآلخر تتحقق بثالثة مرات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫هل للمرأة النظر إلى الخاطب؟‬


‫نعم‪ ،‬فقهاء الشافعية متفقون على جزازها‪ ،‬ألنه يعجبها منه ما يعجبه منها‪.‬‬

‫إرسال من ينظر إلى من أراد خطبتها‬


‫اتفق فقهاء الشافعية على أن للخاطب أن يرسل امرأة لتنظر المخطوبة‪ ،‬ثم تصفها له‪ ،‬ولو بما ال يحل له نظره من‬
‫غير الوجه والكفين‪ ،‬فيستفيد بالبعث ما ال يستفيد بنظره‪.‬‬

‫الدرس السادس ‪ :‬الخطبة وتعريفها ودليل مشروعيتها وحكمها بالنظر إلى حال المرأة‬
‫والخطبة لغة‪ :‬مصدر بمنزلة الخطب وهو سبب األمر‬
‫في الشرع‪ :‬التماس الخطاب النكاح من جهة المخطوبة‪.‬‬

‫حكم الخطبة‪ :‬المعتمد في المذهب أنها مستحبة‪ ،‬وقال الرافعي أنها اإلباحة‬

‫دليل مشروعيتها‪ :‬السنة والعرف‬


‫ومن السنة فلقد خطب النبي ﷺ عائشة – رضي هللا عنها – من أبيها‪.‬‬
‫ومن العرف‪ :‬أن الناس قد جرى أمرهم على أن الرجل إذا أراد أن ينكح امرأة خطبها أوال‪.‬‬

‫أحكام الخطبة بالنظر إلى حال المرأة‪ ،‬للمرأة أحوال متعددة‪:‬‬


‫الحال األول‪ :‬المرأة خلية من النكاح‪ ،‬أي غير منكوحة والعدة وليست في الخطبة‬
‫حكم خطبتها‪ :‬يجوز بالتصريح والتعريض (متفق فيه)‬

‫الحال الثانية‪ :‬المرأة المنكوحة‬


‫حكم خطبتها‪ :‬ال يجوز بل حرام‬

‫الحال الثالثة‪ :‬المرأة المعتدة‪ ،‬وهي ثالثة أقسام‪ - :‬رجعية| ‪ -‬بائنا ال تحل للزوج| ‪ -‬بائنا تحل للزوج‪.‬‬
‫• القسم األول‪ :‬المعتدة عن طالق رجعي حكم خطبتها ال يجوز لغير الزوج أن يخطبها تصريحا وال‬
‫تعريضا؛ ألن أحكام الزوجة عليها جارية‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬البائن التي ال تحل للزوج‪ ،‬وهي صنفان‪:‬‬ ‫•‬


‫الصنف األول‪ :‬المعتدة عن وفاة زوجه‪ .‬فحكمها حرام بالتصريح ويجوز بالتعريض‪ ،‬وذلك لقول هللا تعالى‪:‬‬
‫(’’وال تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله‘‘)‪.‬‬
‫الص نف الثاني‪ :‬المعتدة عن طالق بائن بينونة كبرى‪ ،‬أو في معناها كالمالعنة‪ .‬فحكمها فيه تفصيل‪ :‬فإن‬
‫كان زوجها الذي طلقها ثالثا فال يحل له التصريح وال التعريض بالخطبة ألنها ال تحل له بعد العدة فحرمت‬
‫عليه الخطبة‪ .‬فإن كان غير زوجها الذي طلقها فحرام بالتصريح ويجوز بالتعريض ألن سلطة الزوج عنها‬
‫قد انقطعت تماما‪ .‬وقيل مكروه للتعريض ألن اآلية واردة في المتوفى عنها زوجها‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬البائن التي تحل للزوج‪ ،‬فهي المختلعة‪ .‬فحكمها في تفصيل‪ :‬فإن كان زوجها إذا كانت في‬ ‫•‬
‫عدتها يجوز له أن يصرح بخطبتها؛ ألنه يحل أن يتزوجها في عدتها‪ .‬وأما إن كان غير الزوج فال يجوز‬
‫التصريح‪ ،‬وفي حكم التعريض قوالن‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬ال يجوز إلباحتها للمطلق كالرجعية‬
‫ثانيهما‪ :‬يجوز‪ ،‬ألن قد انقطعت سلطته عليها وحصلت البينونة‪.‬‬

‫فائدتان‪:‬‬
‫األولى‪ :‬في كل ما سبق إذا حرم على الرجل أن يخطب المرأة إال بالتعريض‪..‬؛ حرم عليها أن تجيبه إال بالتعريض‬
‫أيضا‬
‫الثانية‪ :‬وإذا حل التعريض للمرأة‪..‬؛ جاز سرا أو جهرا‪.‬‬

‫التعريض‪ :‬هو ما يحتمل الرغبة في النكاح وعدمها‪ ،‬كالقول أنت جميلة‬ ‫‪-‬‬
‫التصريح‪ :‬هو ما يقطع بالرغبة في النكاح‪ ،‬كالقول‪ :‬أريد أن أنكحك‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫حكم خطبة المحرم بعمرة أو حج‪ :‬مكروها لحديث المرفوع عن عثمان رضي هللا عنه‪’’( :‬ال ينكح المحرم وال ينكح‬
‫وال يخطب‘‘)‬

‫الدرس السابع‪ :‬حكم الخطبة على الخطبة‪ ،‬فيه تفصيل إلى خمسة أقسام‪:‬‬
‫‪hukum mengkhitbah Wanita yg udah dikhitbah orang lain‬‬

‫القسم األول‪ :‬أن تأذن له في نكاحها‪ ،‬فحكمها تحريم الخطبة‪ ،‬والتحريم هنا مبينا على شروط التالية‪:‬‬
‫• أن يكون الخاطب األول قد أجيب ولم يترك المخطوبة ولم يفعل ما هو في حكم اإلعراض‪.‬‬
‫• أال يأذن الخاطب األول للخاطب الثاني في الخطبة‪.‬‬
‫• أن يكون الخاطب الثاني قد علم بخطبة األول وإجابته‪.‬‬
‫• أن تكون إجابة الخاطب األول صراحة بالقبول‪.‬‬
‫• أن تكون خطبة األول جائزة ولم تقع في الوقت المحرم للخطبة‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬أن ترد خاطبها‪ ،‬فيجوز‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬اإلمساك عن اإلجابة‪ ،‬أي أن تمسك عن خطبتها فال يكون منها إذن‪ ،‬وال رضا‪ ،‬وال كراهية‪ ،‬للعلماء‬
‫الشافعية طريقان‪:‬‬
‫• الطريق األول‪ :‬القطع بجواز خطبتها وإن تقدم األول لها‪ .‬ألن النبي ﷺ قد خطب فاطمة بنت قيس بعد أن‬
‫أخبرته أن معاوية وأبا الجهم خطباها‪ ،‬فدل على أن اإلمساك عن اإلجابة ال يقتضي الخطبة‪.‬‬
‫• الطريق الثاني‪ :‬أن في المسألة قولين‪ :‬الجواز والمنع‪.‬‬
‫القسم الرابع‪ :‬أن يخطب الرجل امرأة إلى وليها‪ ،‬وكان ممن يخيرها‪ ،‬فعرض له باإلجابة ولم يصرح‪ ،‬مثل أن‬
‫يقول‪ :‬أنا أستشير في ذلك‪ .‬قوالن‬
‫• القول األول‪ :‬في القديم‪ ،‬أنها تحرم خطبتها بالرضا‪ ،‬وذلك لقول رسول هلل ﷺ ال يخطب الرجل على خطبة‬
‫أخيه‪.‬‬
‫• القول الثاني‪ :‬في الجديد؛ إنه ال تحرم خطبتها بالرضا حتى يصرح باإلذن‪ ،‬ألن األصل إباحة الخطبة ما لم‬
‫تتحقق شروط الحظر‪.‬‬

‫القسم الخامس‪ :‬وهو أن يأذن وليها‪ ،‬من غير أن يكون منها إذن أو رضى‪ ،‬فحكمها حرام الخطبة على الخطبة‪.‬‬

‫❖ فرع‪ :‬حكم الهجوم على الخطبة‬


‫أي المرأة التي ال يعلم أهي مخطوبة أم ال؟ أجيب خاطبها أم رد؟ ‪:‬يجوز لمن ال يعلم ذلك أن يخطبها‪ ،‬وذلك ألن النبي ﷺ‬
‫خطب فاطمة ألسامة بعد خطبة غيره ولم يكن يعلم أنها أجابت أو ردت‪.‬‬

‫❖ فرع‪ :‬حكم الخطبة على خطبة الكافر‬


‫ال فرق في التحريم بين الخطبة على خطبة الم سلم أو الكافر‪ ،‬إذا كانت المرأة المخطوبة ذمية‪ ،‬بشرط أن يكون الكافر ذميا‪،‬‬
‫وذلك إلطالق النهي في الحديث‪’’ :‬ال يخطب أحدكم على خطبة أخيه‪.‬‬

‫❖ ف رع‪ :‬حكم صحة نكاح الرجل المرأة التي حرم عليه أن يخطبها لسبق خطبة غيره؟‬
‫الشافعية متفقون على صحة الزواج رغم حرمة الخطبة؛ ألن المحرم إنما يفسد العقد إذا قارنه‪ ،‬فأما إذا تقدم عليه‪..‬؛ لم يفسده‪.‬‬

‫الدرس الثامن‪ :‬أمور متعلقة بالخطبة والنكاح‬


‫❖ فرع‪ :‬ال ُخطبة قبل الخطبة‪ ،‬وقبل العقد‬
‫حكمها مستحبة‪ ،‬للحديث‪’’ :‬كل أمر ذي بال ال يبدأ بحمد هلل فهو أبتر‘‘‪ ،‬وقوله تعالى‪ :‬فانكحوهن بإذن أهلهن‪ ،‬يدل على عدم‬
‫وجوب الخطبة‪ ،‬ألن هللا تعالى جعل اإلذن شرطا في النكاح دون الخطبة‪ .‬وال ُخطبة هي‪ :‬الكالم المفتتح بحمد هللا والصالة على‬
‫رسول هللا ﷺ المختتم بالوصية والدعاء قبل الخطبة‪.‬‬

‫❖ فرع‪ :‬ما تشتمل عليه ال ُخطبة‪ ،‬على أربعة أمور‪:‬‬


‫‪ -‬حمد هللا‪ ،‬والثناء عليه‪.‬‬
‫‪ -‬الصالة‪.‬‬
‫‪ -‬الوصية بتقوى هللا وطاعته‪.‬‬
‫‪ -‬قراءة آية‪.‬‬
‫❖ فرع‪ :‬حكم ال ُخطبة وسط العقد‪ ،‬هل يفسده؟ على وجهين‪:‬‬
‫وجه األول‪ :‬يصح ‪ ،‬ألن الخطبة متعلقة بالنكاح‪ ،‬فلم يؤثر فصلها بين اإليجاب والقبول‪ ،‬كالتيمم واإلقامة‪ ،‬بين صالتي الجمع‪.‬‬
‫نوقش على هذا‪ :‬أنه قياس مع الفارق‪ ،‬فيبطل‪ ،‬حيث التيمم واإلقامة مأمور بهما بين الصالتين وأما ال ُخطبة مأمور بها قبل‬
‫العقد‪.‬‬
‫وجه الثاني‪ :‬يبطل العقد‪ ،‬إن الفصل بين اإليجاب والقبول بالخطبة يبطل العقد‪ ،‬كما لو فصل بينهما بغير الخطبة‪.‬‬

‫❖ فرع‪ :‬من استشير في خاطب أو المخطوبة‪:‬‬


‫فعليه أن يذكر ما فيه من مساوئ شرعية أو عرفية‪ ،‬وال يكون غِّيبة محرمة إذا قصد به النصيحة والتحذير ال اإليذاء‪.‬‬
‫‪ -‬وحكمه وجوب‪ ،‬ولكن متوقف على شروط ثالثة‪:‬‬
‫سالمة العاقبة بأن يأمن الذاكر على نفسه وماله وعرضه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن يذكر المساوئ المتعلقة بالنكاح دون البيع مثال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يجب تقديم األخف فاألخف نحو ال يصلح أو ال أصلح فإن توقف على ذكر أشخاص العيب ذكرها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫والدليل على ج واز ذكر العيوب‪ :‬قوله ﷺ لفاطمة بنت قيس رضي هللا عنهالما أخبرته أن معاوية وأبا جهم رضي هللا‬ ‫▪‬
‫عنهما خطباها‪‘‘ :‬أما أبو جهم فال يضع عصاه عن عاتقه‪ ،‬وأما معاوية فصعلوك ال مال له‘‘‬

‫❖ فرع‪ :‬حكم الرجوع عن الخطبة‪ ،‬أي الرجوع عن القول‪.‬‬


‫حكمه جائز إذا رأى المصلحة فيه‪ ،‬وبالغرض‪ ،‬كما لو سام سلعة ثم بدا له أال يبيعها‪ .‬ولكن إذا كان الرجوع لغير غرض كره‬
‫لما فيه إخالف الوعد‪.‬‬

‫❖ فرع‪ :‬حكم الخاطب يرجع في هديته إذا عدل عن خطبته‪:‬‬


‫إذا كانت الهدية ألجل تزوجها فله الرجوع بما أنفقه على من دفعه له ويبدله إت تلف‪ ،‬وإذا كانت بقصد الهدية مطلقا ال ألجل‬
‫تزوجها لم يختلف الشافعية في عدم الرجوع‪.‬‬

‫❖ فرع‪ :‬عرض الولي موليته على ذوي الصالح‪:‬‬


‫حكمه مستحبة‪ ،‬كما عرض الرجل الصالح إحدى ابنتيه على نبي موسى عليه الصالة السالم‪.‬‬

‫فرع‪ :‬من سنن النكاح‪:‬‬ ‫❖‬


‫أن ينوي اإلنسان بالنكاح السنة وضيانة الدين‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫أن يدعى للزوجين بالبركة بعد العقد ‪ ،‬وبالجمع بخير‪ .‬فيقال‪ ’’ :‬بارك هللا لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير‘‘‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫أن يقدم الولي على العقد موعظة‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫يسن للزوج أول ما يلقى زوجته أن يأخذ بناصيتها‪ ،‬ويقول‪ :‬بارك هللا لكل منا في صاحبه‪ ،‬وأن يقول عند الجماع‪:‬‬ ‫‪)4‬‬
‫‘‘بسم هللا اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا‘‘‪.‬‬
‫الدرس التاسع‪ :‬أركان عقد النكاح‪ ،‬وبيان كل ركن وشروطه‪،‬‬
‫وهي خمسة‪ :‬الولي‪ ،‬الزوج‪ ،‬الزوجة‪ ،‬الشاهدان‪ ،‬الصيغة‬

‫‪ )1‬الركن األول‪ :‬الولي‪:‬‬


‫قال ﷺ ’’ال نكاح إال بولي‘‘ ‪ ،‬بيانه‪ :‬فال تصح عبارة المرأة في النكاح إيجابا وقبوال‪ ،‬وألن لولي المرأة قبل بلوغها‬
‫حقين‪ :‬حقا في طلب الكفاءة‪ ،‬وحقا في طلب العقد‪ ،‬فلما كان بلوغها غير مسقط لحقه في طلب الكفاءة كان غير مسقط‬
‫لحقه في مباشرة العقد‪.‬‬
‫شروط الولي‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬اإلسالم‬
‫الشرط الثاني‪ :‬العقل والبلوغ‪ ،‬فال تثبت الوالية لمجنون وال لمن اختل عقله ألنهم ليسوا من أهل الوالية‪.‬‬
‫فرع‪ :‬حكم والية المجنون جنونا منقطعا؟ وجهان‬
‫وجه األول‪ :‬أن الوالية تذهب عنه كالجنون المطبق‪ ،‬ويزوج المرأة الولي األبعد في يوم جنون الولي األقرب‪.‬‬
‫وجه الثاني‪ :‬ال يزيل واليته أنه أشبه باإلغماء‪( .‬األصح)‬

‫فرع‪ :‬حكم المحجور عليه بسفه‪ ،‬هل يكون وليا في النكاح‪ ،‬طريقان‪:‬‬
‫• ال طريق األول‪ :‬ال يكون وليا‪ ،‬ألنه ممنوع من عقد النكاح لنفسه فلم يجز أن يكون وليا لغيره‪.‬‬
‫(المشهور)‬
‫• الطريق الثاني‪ :‬في المسألة وجهان‪:‬‬
‫الوجه األول‪ :‬ال يكون عليه وليا‪.‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬له الوالية‪ ،‬ألنه إنما حجر عليه في المال خوفا من إضاعته وقد أمن ذلك في تزويج ابنته‬
‫فجاز له أن يعقد كالمجور عليه للفلس‪.‬‬

‫الشرط الثالث‪ :‬الحرية‪ ،‬ألنه ال والية للمملوك على أحد ألنه ليس من أهل الوالية فضال أنه ال والية له على‬
‫نفسه‪.‬‬
‫الشرط الرابع‪ :‬العدالة‪ :‬واختلف في الفاسق على طرق ستة‪:‬‬
‫• الطريق األول‪ :‬في المسألة قوالن‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬ال تزول الوالية بالفسق‪ ،‬لعموم قول هللا تعالى‪’’{ :‬وأنكحوا األيامى منكم والصالحين من‬
‫عبادكم وإمائكم‘‘}‬
‫القول الثاني‪ :‬بطل عقده‪ ،‬لقوله ﷺ ‪ :‬ال نكاح إال بولي مرشد وشاهدي عدل‪.‬‬

‫الطريق الثاني‪ :‬القطع بمنع تولي الفاسق والية النكاح‪.‬‬ ‫•‬


‫الطريق الثالث‪ :‬ال يمنع الوالية‪.‬‬ ‫•‬
‫الطريق الرابع‪ :‬أن األب والجد ال تزول واليتهما بفسقهما‪ ،‬وتزول والية غيرهما بالفسق‪ .‬لكمال شفقة‬ ‫•‬
‫األب ولجد‪.‬‬
‫الطريق الخامس‪ :‬أن األب والجد تزول واليتهما بالفسق‪ ،‬وغيرهما ال تزول واليته بالفسق‪ .‬ألن األب‬ ‫•‬
‫والجد لهما حق اإلجبار فقد يضعانها تحت فاسق مثلها‪.‬‬
‫ال طريق السادس‪ :‬إن الفسق بسبب شرب الخمر فتزول الوالية‪ ،‬الضطراب النظر وغلبة السكر عليه‪،‬‬ ‫•‬
‫وإال فال‪:‬‬
‫هذا كله في الولي غير الحاكم وأما الحاكم فال يؤثر فسقه‪.‬‬
‫فرع‪ :‬وعلى القول بأن الفسق يرفع الوالية‪ ،‬فلو أن هذا الولي الفاسق وكل وكيال عدال كانت واليته باطلة؛ ألن‬
‫الفسق قد زالت عنه الوالية فلم يصح منه الوكالة‪ ،‬ولكن لو كان الولي عدال فوكل وكيال فاسقا ففيه ثالثة أوجه‪:‬‬
‫• وجه األول‪ :‬ال يجوز؛ ألنه لما أبطل الفسق والية الولي مع قوتها كان أولى أن يبطل والية الوكيل مع‬
‫ضعفها‪.‬‬
‫• وجه الثاني‪ :‬يجوز؛ ألنه مأمور والولي من ورائه الستدراك ذلك‪.‬‬
‫• وجه الثالث‪ :‬أنه إن كان وكيال لولي غيرها على النكاح كاألب بطلت وكالته بفسقه؛ ألنه اليلزمه‬
‫استئذانها فصارت والية تفويض‪.‬‬

‫الشرط الخامس‪ :‬أال يكون مكرها‪ ،‬فال يصح نكاح الولي الذي أكره على عقد النكاح‪ .‬لقوله ﷺ ‪ :‬وضع عن أمتي‬
‫الخطأ‪ ،‬والنسيان‪ ،‬وما استكرهوا عليه‪.‬‬

‫فرع‪ :‬األعمى هل يكون له حق الوالية أم ال؟ وجهان‪:‬‬


‫• وجه األول‪ :‬ال تصح؛ ألن العمى يمنعه من طلب الحظ لواليته‪.‬‬
‫• وجه الثاني‪ :‬تصح؛ ألن قد يصل إلى معرفة الحظ بالبحث والسؤال‪.‬‬

‫وإن قيل بالوجه األول‪ :‬إذا كان ال يصح عقده فهل يصح توكيله فيه أم ال؟ وجهان‪:‬‬
‫• وجه األول‪ :‬ال يصح توكيله‪ ،‬ألنه لما لم تصح منه مباشرته ال تصح عنه االستنابة من باب أولى‪.‬‬
‫• وجه الثاني‪ :‬يصح؛ كبيعه وشرائه ال يصح منه أن يتواله بنفسه ويصح أن يوكل فيه‪.‬‬

‫فرع‪ :‬األخرس‪ ،‬في صحة واليته وجواز عقده وجهان‪:‬‬


‫• وجه األول‪ :‬أن واليته باقية وعقده صحيح؛ ألنه قد يصل إلى معرفة الحظ وقد تقوم إشارته فيه مقام‬
‫النطق‪.‬‬
‫• وجه الثاني‪ :‬ال يصح‪ ،‬ألن إشارته محتملة‪.‬‬

‫ترتيب األولياء‪:‬‬
‫بحسب الجهة التي يدلون بها إلى المولى عليها؛ ‪ -‬جهة القرابة – ثم – الوالء – ثم – السلطنة ‪. -‬‬
‫وأحق األولياء أب‪ ،‬ثم أبو ألب وإن عال‪ ،‬ثم األخ لألب واألم‪ ،‬ثم األخ لألب‪ ،‬ثم ابن األخ لألب واألم‪ ،‬ثم االبن األخ لألب وإن‬
‫سفل‪ ،‬ثم العم ألبوين‪ ،‬ثم عم ألب‪ ،‬ثم ابن كل منهما وإن سفل‪ ،‬ثم سائر العصبة من القرابة‪.‬‬
‫فإذا عُد َِّم العصابات من النسب فالمولى المعتق الذكر ثم عصابته على ترتيب اإلرث‪ ،‬ثم الحاكم‪.‬‬

‫أنواع الوالية في النكاح‪ ،‬نوعان‪:‬‬


‫‪ -1‬والية إجبار‪ :‬وهي تنفيذ القول باإلنكاح على الغير‪ ،‬أي تزويج المولى عليه يصح ولو من غير إذنها‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ -2‬والية ندب واستحباب‪ ،‬وليس في هذه الوالية تنفيذ القول على الغير أو إجباره‪ ،‬ومقتضاها أن نكاح المولى عليه‬ ‫•‬
‫يصح بعد أخذ إذنه أو اختياره‪.‬‬
‫أوال‪ :‬والية اإلجبار‪ :‬تثبت هذه الوالية لألب والجد ‪ -‬وإن عال يقوم مقام األب إذا فقد األب – فقط دون باقي العصبة في حاالت‬
‫متعددة‪:‬‬
‫َٰ ٓ‬
‫صغيرة أو كبيرة‪ ،‬عاقلة أو مجنونة‪ .‬وذلك لقوله تعالى‪َ :‬وٱلَّـِّي يَئِّسۡ نَ مِّنَ ۡٱل َمحِّ ِّ‬
‫يض مِّن‬
‫َٰ َّٓ‬
‫• حالة األولى‪ :‬تزويج ابنته البكر‬
‫نِّ َسآئِّكُمۡ إِّ ِّن ۡٱرت َۡبتُمۡ فَ ِّع َّدت ُ ُهنَّ ثَ َٰلَثَةُ أَش ُه ٖر َوٱلـِّي لمۡ يَحِّ ۡ‬
‫ضنًَۚ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬

‫فرع‪ :‬إذا ثبت هذا كان المستحب في البكر البالغ‪..‬؛ استئذانها‪ ،‬وإذنها صماتها للخبر‪.‬‬
‫فرع‪ :‬كانت هناك شروط على األب والجد في تزويج موليتهم بغير إذنها‪:‬‬
‫أال يكون بين األب أو الجد وبينها عداوة ظاهرة‪.‬‬
‫أن يزوجها من كفء‪.‬‬
‫أن يزوجها بمهر مثلها‪.‬‬
‫أن يكون من نقد البلد‪.‬‬
‫أن ال يكون الزوج معسرا بالمهر‪.‬‬
‫أن ال يزوجها بمن تتضرر بمعاشرته كأعمى وشيخ هرم‪.‬‬
‫أن ال يكون قد وجب عليها الحج‪ ،‬فإن الزوج قد يمنعها لكون الحج على التراخي ولها غرض في تعجيل براءة‬
‫ذمتها‪.‬‬

‫حالة الثانية‪ :‬من حاالت اإلجبار تزويج – األب أو الجد – مجنونة أطبق جنونها بالغة محتاجة ولو ثيبا الكتسابها المهر‬ ‫•‬
‫والنفقة وإن ظهرت مصلحة في تزويجها‪.‬‬
‫حالة الثالثة ‪ :‬وكذلك مجنون بالغ أطبق جنونه وظهرت حاجته للنكاح بظهور رغبته فيه؛ إما بدورانه حول النساء وتعلقه‬ ‫•‬
‫بهن أو بتوقع شفائه بالوطء بقول عدلين من األطباء لظهور المصلحة المترتبة من ذلك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬والية االختيار‪:‬وتثبت في حالتين‪:‬‬


‫حالة األولى‪ :‬تثبت لباقي العصوبة غير األب والجد‪ ،‬كاإلخوة واألعمام في تزويج البكر البالغة‪ .‬استدالال بأن قدامة بن‬ ‫•‬
‫مظعون زوج ابنة أخيه من عبد هللا بن عمر فرفع ذلك إلى النبي ﷺ فقال‪ :‬إنها يتيمة وال تنكح إال بإذنها‪.‬‬
‫حالة الثانية‪ :‬من حاالت االختيار تزويج الثيب الكبيرة فال يجوز إجبارها سواء كان وليها أبا أو عصبة‪ .‬وأما الثيب‬ ‫•‬
‫الصغيرة فال يجوز تزويجها إال بعد بلوغها وإذنها‪ ،‬فإن زوجها قبل ذلك كان النكاح باطال‪.‬‬
‫استدالال لقوله ﷺ ‪ ’’ :‬وليس للولي مع الثيب أمر‘‘‬

‫تنبيهان‪:‬‬
‫فلما جعل إذن البكر الصمت‪ ...‬دل على أن إذن الثيب النطق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فإن كانت خرساء‪ ،‬وأشارت إلى اإلذن بما يفهم منها ‪...‬؛ صح تزويجها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫فرع‪ :‬اجتماع أكثر من ولي للمرأة في درجة واحدة‬


‫كان المستحب إذا كان ذلك أن يقدم أكبرهم سنا وأعلمهم وأورعهم‪ .‬وذلك ألن األكبر؛ أخبر بالناس‪ ،‬فكان أولى‪ ،‬واألعلم؛ أعرف‬
‫بشروط العقد‪ ،‬واألورع؛ أحرص على طلب الحظ عليها‪.‬‬
‫فإن تشاحوا‪ ،‬أي اختلفوا بينهم‪...‬؛ أقرع بينهم الستواء استحقاقهم في الوالية‪ ،‬لما روي أن النبي ﷺ كان إذا أراد أن‬ ‫•‬
‫يسافر بإحدى نسائه‪...‬؛ أقرع بينهم‪(jika berselisih dan saling menang sendiri karena mereka satu derajat.. maka solusinya pake undian) .‬‬

‫وإن زوج واحد ممن لم تخرج عليه القرعة بإذن المرأة‪..‬؛ ففيه وجهان‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬يصح‪ ،‬ألن خروج القرعة ألحدهم ال يبطل والية الباقين ‪ ،‬كما لو زوج أحدهم قبل القرعة (األصح)‬
‫صح َح في عقد غيره‬
‫ِّ‬ ‫والثاني‪ :‬ال يصح‪ ،‬ألن الفائدة في خروج القرعة أن تتعين الوالية بمن خرجت له القرعة‪ ،‬فلو‬
‫بغير إذنه‪..‬؛ لبطلت فائدة القرعة‪.‬‬
‫وأجيب عن هذا‪ :‬بأن فائدة القرعة قطع النزاع بينهم ال سلب الوالية عمن ال تخرج له‪.‬‬

‫‪ )3 ,2‬الركن الثاني والثالث من أركان النكاح‪ :‬الزوجان‪ ،‬يشترط أن يكون في أمرين‪:‬‬


‫األول‪ :‬يشترط أن يكون كل من الزوجين حال لآلخر‪ ،‬وأن ال يقوم بواحد منهما مانع من موانع النكاح‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬تعيين كل من الزوجين في عقد النكاح‪ ،‬ألن المقصود في النكاح التعيين فال يصح بدونه‪.‬‬
‫وتعيين المنكوحة يجب أن يكون بما تتميز به عن غيرها‪ ،‬وذلك قد يكون بأحد ثالثة أشياء‪ :‬إما باإلشارة‪ ،‬وإما باالسم‪ ،‬وإما‬
‫بالصفة‪ .‬وإليك بيانها‪:‬‬
‫فأما اإلشارة‪ :‬فال تكون إال حاضرة‪.‬‬ ‫•‬
‫وإن لم يذكر لها اسما‪ ،‬ولها حاالن‪ :‬موافق وتخالف‪ .‬فإن كان موافقا‪...‬؛ فقد أكد باإلشارة بها قرنه بها من موافقة االسم‬
‫والنسب والصفة‪ .‬وإن كان مخالفا بأن سماها حفصة بنت زيد وفي الحقيقة هي عمرة بنت بكر‪ ،‬أو قصيرة في الصفة‪...‬؛‬
‫صح العقد باإلشارة إليها ولم يؤثر فيه المخالفة‪ ،‬ألن اإلشارة أبلغ في التعيين من كل اسم وصفة‪.‬‬

‫وأما االسم‪ :‬فقد يتعين به الغائبة إذا يشاركها فيه غيرها‪.‬‬ ‫•‬
‫فإن قرن به النسب نظر‪ :‬فإن لم يشاركها فيه غيرها من النساء‪...‬؛ تميزتْ به وصح وإن لم ينو الزوج والولي اإلشارة‬
‫إلى المنكوحة‪.‬‬
‫وإن لم يتميز االسم والنسب عن غيرها من النساء لمشاركتها فيه لغيرها‪...‬؛ نظر‪ :‬فإن نوى الزوج والولي في نفوسهما‬
‫فاإلشارة للمنكوحة صح العقد – وعلى هذا أكثر عقود المناكح ‪ . -‬وإن لم ينو لم يصح العقد الشتباه المنكوحة بغيرها‪.‬‬

‫وأما الصفة‪ :‬فال تكون بانفرادها مميزة للمنكوحة عن غيرها الشتراك الناس في الصفات‪ ،‬فال بد من التمييز‪.‬‬ ‫•‬

‫‪ )4‬الركن الرابع‪ :‬اإلشهاد على النكاح‬


‫الدليل‪ :‬قوله ﷺ ‪’’ :‬ال نكاح إال بولي وشاهدي عدل‘‘‪.‬‬
‫حكمها‪ :‬ال يصح النكاح إال بحضرة شاهدين‪.‬‬
‫الشروط المتفق في اإلشهاد‪:‬‬
‫األول‪ :‬اإلسالم‪ ،‬لقوله تعالى‪’’ :‬ولن يجعل هللا للكافرين على المؤمنين سبيال‘‘‪.‬‬ ‫•‬
‫الثاني‪ :‬الذكور ة‪ ،‬لقوله تعالى‪’’ :‬وأشهدوا ذوي عدل منكم‘‘‪ ،‬وجه الداللة‪ :‬أنه لما أمر هللا في الرجعة بشاهدين وهي‬ ‫•‬
‫أخف حاال من عقد النكاح كان ذلك في النكاح أولى‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬التكليف (عاقل‪ ،‬بالغ)‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬واستشهدوا شهيدين من رجالكم‪.‬‬ ‫•‬
‫الرابع‪ :‬العدالة‪ ،‬لقوله ﷺ ‪’’ :‬ال نكاح إال بولي وشاهدي عدل‘‘‪.‬‬ ‫•‬
‫فعلى الصحيح إن عقد الزوجين نكاحا بشاهدين لم يخل حالهما من أربعة أقسام‪:‬‬
‫أن يكونا عدلين في الظاهر والباطن‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن يكون عدلين في الظاهر دون الباطن‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫إن يكونا فاسقين فالعقد باطل‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫إن يكونا مجولي الحال فالعقد جائز‪ ،‬ألن األصل العدالة والفسق طارئ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫الخامس‪ :‬الحرية‪.‬‬ ‫•‬


‫السادس‪ :‬العدد‪ ،‬فال يصح النكاح بشاهد واحد‪ ،‬بل ال بد من حضور شاهدين‪ ،‬لقوله ﷺ ‪’’ :‬ال نكاح إال بولي وشاهدي‬ ‫•‬
‫عدل‘‘‪.‬‬
‫أي أن يكون شاهدا النكاح سمِّ ْي َع ْي ِّن كالم المتعاقدين جميعا‪.‬‬
‫السابع‪ :‬السمع‪ْ ،‬‬ ‫•‬
‫الثامن‪ :‬التَّيقُّظ والضبط‪ ،‬فال ينعقد النكاح بالمغفل الذي ال يضبط‪.‬‬ ‫•‬
‫التاسع‪ :‬معرفة اللسان العاقدين‪ ،‬فال يكفي إخبار ثقة بمعنى قول العاقدين‪.‬‬ ‫•‬

‫الشروط مختلفَةٌ في اإلشهاد‪:‬‬


‫‪ -1‬األعمى‪ ،‬وجهان في انعقاد النكاح بشهادته‪:‬‬
‫وجه األول‪ :‬االنعقاد‪ ،‬ألنه عد ٌل فاه ٌم‪.‬‬
‫وجه الثاني‪ :‬المنع‪ ،‬ألن األقوال ال تثبت إال بالمعاينة والسماع (قطع به إمام الحرمين)‬

‫‪ -2‬األخرس‪ ،‬قد اختلف في قبول شهادته بين الشافعية‪.‬‬


‫‪ -3‬أن يكون الشاهدان عدوين للزوجين معا‪ ،‬أو ابنين لهما‪ ،‬ففي انعقاده وجهان‪:‬‬
‫وجه األول‪ :‬ال ينعقد كالفاسقين‬
‫وجه الثاني‪ :‬بنعقد‪ ،‬والفرق بينه وبين الفاسق‪ :‬أن الفاسقين ال يصح منهما أداء هذه الشهادة وصح منهما أداء غيرها‬
‫من الشهادات‪( .‬نص عليه اإلمام الشافعي في األم)‬

‫أخر في الحديث عنها نظرا ألن الصيغة هي الركن المكمل لوجود األركان‬ ‫‪ )5‬الركن الخامس‪ :‬الصيغة وشروطها‪ِّ :‬‬
‫السابقة‪ ،‬فال تتصوصيغة قبل وجود ولي وزوج‪ .‬وشروط ستة‪:‬‬
‫• اإليجاب والقبول‪ :‬واإليجاب هو ما يصدر من ولي الزوجة‪ ،‬والقبول هو ما يصدر من الزوج أو وكيله‪،‬‬
‫ويستوي أن يتقدم القبول على اإليجاب أو يتأخر عنه‪.‬‬
‫• ال بد بصريح اللفظ دون الكناية‪ ،‬وصريحه لفظان‪ :‬زوجتك أو أنكحتك‪ ،‬فال ينعقد النكاح إال بهما‪ ،‬وذلك ألن‬
‫نص الكتاب ورد باإلنكاح والتزويج فقط‪.‬‬
‫• أن يكون قبول الزوج على الفور من بذل الولي‪ ،‬فإن تراخي ما بينهما بسكوت وإن قل لم يصح إالَّ‬
‫للضطرار كانقطاع النفس‪.‬‬
‫• أال يكون بينهما كالم أجنبي‪ ،‬ألن خروجهما إلى غيره من الكالم قطع لحكم ما تقدم‪.‬‬
‫• أن تكون الصيغة منجزة غير معلقة‪.‬‬
‫• أن يكون الولي عند قبول الزوج من أهل العقد‪ ،‬فإن قبَّل الزوج وقد مات الولي لم يصح لبطالن إيجابه‪.‬‬
‫فرع‪ :‬النكاح بغير العربية‪ ،‬فيه ثالثة أوجه‪:‬‬
‫‪ -1‬أن النكاح ال ينعقد بالعجمية سواء كان عاقده يحسن العربية أم ال‪ ،‬ألن كما أن قراة القرآن ال تجوز بالعجمية‪.‬‬
‫‪ -2‬وجه الثاني‪ ،‬وهو قول الجمهور‪ :‬ينعقد بالعجمية‪ ،‬سواء كان عاقده يحسن العربية أم ال‪ ،‬ألن لفظه بالعجمية صريح‬
‫فخرج به حكم الكناية بالعربية‪ .‬وخالف القرآن المعجز ألن إعجازه ونظمه‪.‬‬
‫‪ -3‬أنه إن كان عاقده يحسن العربية لم ينعقد بالعجمية‪ ،‬وإن ال فانعقد‪ ،‬كأذكار الصالة تجزئ بالعجمية لمن ال يحسن‬
‫العربية‪.‬‬

‫فرع‪ :‬حكم انعقاد النكاح باإلشارة؟‬


‫إن كان القادر على النطق ال يصح‪ ،‬وإن كان غير القادر على النطق كاألخرس فيصح‪.‬‬

‫فرع‪ :‬حكم انعقاد النكاح بالكتابة؟ الكتابة إما أن تكون من األخرس أو من غيره‪:‬‬
‫‪ -1‬أما األخرس فقد ذهب فقهاء الشافعية إلى صحتها‪ ،‬ألن الكتابة أولى من اإلشارة‪.‬‬
‫‪ -2‬أما القادر على النطق‪ ،‬على وجهين‪:‬‬
‫وجه األول‪ :‬ال ينعقد بالكتابة في مجلس العقد‪ ،‬ألن الكتابة كناية‪ ،‬والنكاح ال ينعقد بالكناية‪( .‬الصحيح)‬
‫وجه الثاني‪ :‬ينعقد إذا كان المكاتب غائبا‪.‬‬

‫الوحدة الثانية‪ :‬في موانع النكاح والخيار فيه وحقوق الزوجين‬


‫الدرس األول‪ :‬المحرمات من النساء‪ ،‬نوعان‪:‬‬
‫أ‪ -‬المحرمات على التأبيد‪ ،‬وهن الالئي تكون حرمة نكاحهن مؤبدة‪ ،‬ألن سبب التحريم ثابت ال يزول‪ ،‬كاألموة والبنوة‬
‫واألخوة‪ .‬أسبابها ثالثة‪ :‬النسب‪ ،‬الرضاع‪ ،‬المصاهرة‪.‬‬

‫ب‪ -‬محرمات على الـتأقيت‪ ،‬وهن من تكون حرمة نكاحهن مؤقتة‪ ،‬ألن سبب التحريم غير دائم‪ ،‬ويحتمل الزوال كزوجة‬
‫الغير‪ .‬وهن‪ :‬الجمع بين األختين‪ ،‬بين المرأة وعمتها‪ ،‬زوجة الغير ومعتدته‪ ،‬المرأة التي ال تدين بدين سماوي‪ ،‬الجمع‬
‫بين أكثر من أربعة نسوة‪.‬‬

‫مبحث األول‪ :‬المحرمات على التأبيد‬


‫أوال‪ :‬المحرمات من النسب‪:‬‬
‫فيحرم الرجل أن يتزوج سبعا من النساء للقرابة التي بينهما‪ ،‬وهن‪ .1 :‬األم‪ .2 ،‬البنت‪ .3 ،‬األخت‪ .4 ،‬العمة‪ .5 ،‬الخالة‪.6 ،‬‬
‫بنت األخ‪ .7 ،‬بنت األخت‪.‬‬
‫األم المحرمة‪ :‬كل من ولدتنا فهي أمنا حقيقة‪ .‬وأم األب وإن علت وأم األم وإن علت فهي أمنا مجازا‪.‬‬
‫البنت‪ :‬كل من ولدتها فبنتنا حقيقة‪ ،‬أو ولدت من ولدها ذكرا أو أنثى كبنت ابن وإن نزل‪ ،‬وبنت بنت وإن نزلت فبنتنا‬
‫مجازا‪ .‬وبعبارة موجزة‪ :‬كل أنثى ينتهي إلينا نسبها بالوالدة بواسطة أو بغيرها‪.‬‬
‫األخوات المحرمة‪ :‬كل امرأة ولدها أبواك‪.‬‬
‫بنت األخ المحرمة ‪ :‬فيحرم على الرجل بنت أخيه لصلبه (حقيقة)‪ ،‬وكل من تنتسب إلى أخيه بالبنوة من قبل أبنائه‬
‫وبناته وإن سفلت (مجازا)‬
‫بنت األخت المحرمة ‪ :‬بنت أخته لصلبه (حقيقة)‪ ،‬وكل من تنتسب إلى أخته بالبنوة من بنات أبنائها وبناتها وإن سفلت‬
‫(مجازا)‬
‫العمة المحرمة ‪ :‬أخت أبيه أو ألبيه وأمه أو ألبيه أو ألمه (حقيقة)‪ ،‬كل أخت لجد من أجداده من قبل أبيه أو من أمه‬
‫(مجازا)‪.‬‬
‫الخالة المحرمة ‪ :‬أخت أمه ألبيها وأمها أو ألبيها أو ألمها (حقيقة‪ ،‬وكل أخت لكل جدة له من قبل أمه أو أبيه‬
‫(مجازا)‪.‬‬
‫وبعبارة موجزة عند بعض الشافعية‪ :‬فقال اإلمام حرمين‪ :‬كل امرأة بينك وبينها قرابة؛ فهي محرمة عليك‪ ،‬إال أوالد األعمام‬
‫والعمات واألخوال والخاالت‪.‬‬
‫ودليل تحريمهن‪ :‬قال تعالى‪ :‬حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخاالتكم وبنات األخ وبنات األخت‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المحرمات من الرضاع‪:‬‬


‫قال تعالى‪ :‬وأمهاتكم الالتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة‪.‬‬
‫ضابط األم من الرضاع‪ :‬كل من أرضعتنا أو أرضعت من أرضعتنا‪.‬‬
‫وبنت الرضاع‪:‬‬
‫وأخت الرضاع‪:‬‬
‫وعمة الرضاع‪:‬‬
‫وخالة الرضاع‪:‬‬
‫بنات اإلخوة وبنات األخوات من الرضاع‪:‬‬
‫ومثل ما قيل في النسب يقال في الرضاعة فاألم وإن علت تحرم والبنت وإن نزلت تحرم وهكذا‪.‬‬

‫فرع‪ :‬أربعة حرمن بالنسب ولم يحرمن بالرضاع‬


‫من قاعدة‪ :‬يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب‬
‫ال يحرم من أرضعت أخاك‬ ‫‪-‬‬
‫وال من أرضعت نافلتك وهو ولد ولدك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وال يحرم أم مرضعة ولدك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وال يحرم بنت مرضعة ولدك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثالثا‪ :‬التحريم بالمصاهرة‬
‫‪ -1‬أم الزوجة‪ ،‬إلطالق قوله تعالى‪ :‬وأمهات نسائكم‪.‬‬
‫‪ -2‬بنت الزوجة‪ ،‬إلطالق قوله تعالى‪ :‬وربائبكم الالتي في حجوركم من نسائكم الالتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم‬
‫بهن فال جناح عليكم‪.‬‬
‫‪ -3‬زوجة االبن وهي حليلته‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬وحالئل أبنائكم الذين من أصالبكم‪.‬‬
‫‪ -4‬زوجة األب‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬وال تنكحوا ما نكح آبائكم من النساء إال ما قد سلف‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫‪ :‬المحرمات تحريما مؤقتا‬
‫‪ -1‬الجمع بين األختين‪ ،‬ال يحل له أن يتزوج أخت الزوجة طالما كانت األخت األولى في عصمته‪.‬‬
‫لقوله تعالى‪ :‬وأن تجمعوا بين األختين إال ما قد سلف‬
‫‪ -2‬أن يجمع بين المرأة وعمتها أو وخالتها‪ ،‬لقوله‪ :‬ﷺ ‪ :‬ال تنكح المرأة على عمتها‪ ،‬وال العمة على ابنة أخيها‪ ،‬وال‬
‫المرأة على خالتها‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -3‬زوجة الغير ومعتدته‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬والمحصنات من النساء إال ما ملكت أيمانكم‪ ،‬عطفا لقوله تعالى‪ :‬حرمت عليكم‬
‫أمهاتكم‪ .‬والمحصنات‪ :‬أي المتزوجات‪.‬‬
‫‪ -4‬المرأة التي ال تدين بدين سماوي‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬وال تنكحوا المشركات حتى يؤمن وألمة مؤمنة خير من مشركة‬
‫ولو أعجبتكم‪.‬‬
‫‪ -5‬الجمع بين أكثر من أربعة نسوة‪ ،‬أي يحرم أن يتزوج بخامسة ما دامت في عصمته أربع سواه‪.‬‬

‫الدرس الثاني‪ :‬الخيار في فسخ النكاح والرد بالعيب‬


‫النكاح يفسخ بالعيوب‪ ،‬ويكون للطرف اآلخر الحق في استمرار النكاح أو فسخه‪.‬‬
‫والعيوب التي يفسخ بها النكاح تستحق من الجهتين‪ ،‬فيستحقها الزوج إذا وجدت بالزوجة‪ ،‬وهي خمسة‪ :‬الجنون‪،‬‬
‫والجذام‪ ،‬والبرص‪ ،‬والقرن‪ ،‬والرتق‪ .‬وتستحقها الزوجة إذا وجدتها بالزوج وهي خمسة‪ :‬الجنون‪ ،‬والجذام‪ ،‬والبرص‪،‬‬
‫والجب‪ ،‬والعنة‪.‬‬
‫فيشتركان في الجنون‪ ،‬والجذام‪ ،‬والبرص‬
‫وتختص الزوجة بالقرن‪ ،‬والرتق‬
‫ويختص الزوج بالجب والعنة‪.‬‬

‫وإليك البيان‪:‬‬
‫الجنون‪ :‬وهو زوال العقل الذي يكون معه تأدية حق سواء خيف منه أم ال‪ ،‬مطبق أم غير مطبق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجذام‪ :‬وهو عفن يكون في األطراف واألنف يسري فيهما حتى يسقط ويتناثر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫البرص‪ :‬وهو حدوث بياض في الجلد يذهب معه دم الجلد وما تحته من اللحم وفيه عدوى إلى النسل والمخالطين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رد النبي ﷺ نكاح امرأة وجد بكشحها بياض فردها‪.‬‬
‫العنة‪ :‬وهي العجز عن الوطء‪ .‬لقوله تعالى‪ :‬الطالق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجب‪ :‬وهو قطع الذكر‬ ‫‪-‬‬
‫القرن‪ :‬وهو عظم يعترض الرحم يمنع من اإلصابة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرتق‪ :‬وهو لحم يسد مدخل الذكر فال تمكن معه اإلصابة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫حكم إذا ثبتت بهذه العيوب؟‬


‫الخيار في الفسخ‪ ،‬ويكون على الفور وهو أن المطالبة والرفع إلى الحاكم يكونان على الفور‪.‬‬
‫وقيل في وجه الثاني‪ :‬أن الخيار في قوالن‪ :‬أحدهما يمتد ثالثة أيام‪ .‬والثاني‪ :‬يبقى إلى أن يوجد صريح الرضى بالمقام معه أو‬
‫ما يدل عليه‪.‬‬

‫فرع‪ :‬األثر المترتب على الفسخ‪:‬‬


‫حكم ثبوت المهر‪:‬‬
‫إن كان قبل الدخول فيسقط المهر‪ .‬وإن كان بعده‪ ،‬فثالثة أوجه‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن لها مهر المثل باإلصابة سواء كان الفسخ من جهتها أو من جهته‪ .‬لقوله ﷺ ‪ :‬فلها المهر بما استحل من‬
‫فرجها‪.‬‬
‫‪ - 2‬يجب المسمى‬
‫‪ - 3‬إن فسخ بعيبها فمهر المثل‪ ،‬وإن فسخت بعيبه فالمسمى‪.‬‬

‫حكم ثبوت العدة عليها والنفقة لها‪:‬‬


‫فأما العدة فواجبة عليها باإلصابة‪ ،‬ألنه فراش يلحق به ولدها‪.‬‬
‫وأما النفقة فال نفقة لها في العدة إن كانت حائال الرتفاع العقد الموجب لها‪.‬‬

‫ووجوب النفقة لها إن كانت حامال‪ ،‬فيه قوالن‪:‬‬


‫قول األول‪ :‬ال نفقة لها الرتفاع عقد الزوجية‪.‬‬
‫قول الثاني‪ :‬نفقة لها‪ ،‬ألن حملها في اللحوق كحمل الزوجة‪.‬‬

‫الدرس الثالث‪ :‬حقوق الزوجين‬

‫أوال‪ :‬الحقوق المشتركة بين الزوجين‪:‬‬


‫المعاشرة بالمعروف‪ ،‬وذالك لقوله تعالى‪ :‬وعاشروهن بالمعروف‪.‬‬
‫استمتاع كل منهما باآلخر‪ .‬لحديث‪ :‬احفظ عورتك إال من زوجتك أو ما ملكت يمينك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حق الزوج على زوجته‬
‫مِّن أَمۡ َٰ َو ِّل ِّه ًۡۚم‬
‫ض َوبِّ َما ٓ أَنفَقُواْ ۡ‬
‫علَ َٰى بَعۡ ٖ‬
‫ض ُهمۡ َ‬
‫ٱَّلل بَعۡ َ‬ ‫ٱلر َجا ُل قَ َٰ َّو ُمونَ َ‬
‫علَى ٱلنِّ َسآءِّ بِّ َما فَ َّ‬
‫ض َل َّ ُ‬ ‫‪ -1‬وجوب الطاعة‪ ،‬قال تعالى‪ِّ :‬‬
‫‪ -2‬تمكين الزوج من االستمتاع‪ ،‬أي وجب تسليم نفسها إليه بالعقد إذا طلب‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم اإلذن لمن يكره الزوج دخوله‪ .‬أي أال تدخل بيته أحدا يكرهه‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم الخروج من البيت إال بإذن الزوج‪ ،‬أيا كان سببه كعيادة أبيها إذا مرض‪ .‬لكن المستحب للزوج أن ال يمنعها‬
‫ألن ذلك ربما أدى إلى العداوة بينهما‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حق الزوجة على زوجها‪( :‬المهر‪ ،‬والنفقة)‬


‫‪ -1‬المهر‪ ،‬ويسمى الصداق‪.‬‬
‫الصداق هو‪ :‬ما وجب بنكاح أو وطء أو تفويت بضع قهرا كرضاع ورجوع شهود‪.‬‬
‫لقوله تعالى‪ :‬وآتوا النساء صدوقاتهن نحلة‬

‫فرع‪ :‬فإن عقد النكاح بغير صداق‪...‬؛ انعقد النكاح‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬ال جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو‬
‫تفرضوا لهن فريضة‪.‬‬

‫ولكن كره ترك الصداق في العقد‪ :‬لثالثة أمور‪:‬‬


‫‪ o‬لئال يتشبه بالموهوبة التي تختص برسول هللا ﷺ‬
‫‪ o‬لما فيه من قطع المشاجرة والتنازع إلى الحاكم‪.‬‬
‫‪ o‬ليكون ماحقا بسائر العقود التي تستحق فيها المعاوضات‪.‬‬

‫مقدار الصداق‪ :‬الكالم فيه أمران‪:‬‬


‫في أكثر المهر‪ :‬فال خالف فيه أن المهر ال حد له‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬وآتيتم إحداهن قنطارا‪.‬‬
‫في أقل الصداق‪ :‬في مذهب الشافعي أن الصداق غير مقدر‪ ،‬وأن كل ما جاز أن يكون ثمنا أو نحوه جاز‬
‫أن يكون صداقا قل أو كثر‪ .‬لقوله تعالى‪ :‬وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف‬
‫ما فرضتم‬

‫أنواع المهر‪ :‬نوعان‪:‬‬


‫‪ -‬المهر المسمى‪ :‬وهو العوض المسمى في عقد النكاح والمسمى بعده لمن لم يسم لها في العقد‪ .‬فهو ما اتفق‬
‫فيه طرفي الزواج على مقدار ما يكون مهرا للمرأة المزوجة‪.‬‬

‫‪ -‬مهر المثل‪ :‬وهو القدر الذي يرغب فيه في أمثال الزوجة عادة‪ .‬فيجب في سبعة مواضع‪:‬‬
‫مفوضة البضع إذا دخل بها الزوج قبل الفرض‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫مفوضة المهر‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫إذا فوض الولي بضعها بغير إذنها‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫إذا نكحت المرأة بمهر فاسد أو مجهول‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫إذا نكحها نكاحا فاسدا ووطئها‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫إذا وطء امرأة بشبهة‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫إذا أكره امرأة على الزنا‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫النكاح التفويض هو فإن لم يسم في عقد النكاح مهر‪ ،‬أو أذنت لوليها في أن يزوجها بال مهر‪.‬‬
‫والمرأة المفوضة المهر هي التي تزوجها الرجل ولم يسمى لها في العقد مهرا‪.‬‬
‫ومهر المثل المعتبر فيه نساء عصبات المرأة كاألخوات وتعتبر بمن هي في مثل حالها في الجمال والعقل واألدب‬ ‫‪-‬‬
‫ونحوها‬

‫والذي يؤكد المهر أمور على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫طلَّ ۡقت ُ ُموهُنَّ مِّن قَ ۡب ِّل أَن تَ َمسُّوهُنَّ َوقَ ۡد ف ََر ۡ‬
‫ضتمُۡ‬ ‫‪ -1‬الوطء‪ ،‬فيستقر المهر المسمى للزوجة بالوطء ‪ :‬لقوله تعالى‪َ :‬و ِّإن َ‬
‫ضتُمۡ‬ ‫ض ٗة فَنِّصۡ ُ‬
‫ف َما ف ََر ۡ‬ ‫لَ ُهنَّ ف َِّري َ‬
‫‪ -2‬موت أحد الزوجين يثبت الصداق كامال غير منقوص‪.‬‬

‫فرع‪ :‬حكم الخلوة بالمرأة‪ ،‬أي إن خال الزوج بزوجته ولم يجامعها‪ ...‬فهل حكمها حكم الوطء في تقرير المهر ووجوب العدة؟‬
‫طلَّ ۡقت ُ ُموهُنَّ مِّن قَ ۡب ِّل أَن‬
‫قول الجديد‪ :‬أنه ال تأثير للخلوة في تقرير المهر وال في وجوب العدة‪ .‬استدالال لقوله تعالى َو ِّإن َ‬ ‫•‬
‫ضتُمۡ ‪ ،‬والمسيس غبارة عن الوطء ال الخلوة‪.‬‬ ‫ف َما ف ََر ۡ‬ ‫ض ٗة فَنِّصۡ ُ‬
‫ضتُمۡ لَ ُهنَّ فَ ِّري َ‬‫تَ َمسُّوهُنَّ َوقَ ۡد ف ََر ۡ‬
‫َ‬
‫الخلوة كالوطء في تقرير المهر ووجوب العدة‪ .‬استدالال لقوله تعالى‪َ :‬و ِّإ ۡن أ َردتُّ ُم ٱسۡ ت ِّۡبدَا َل زَ ۡو ٖج َّمكَانَ زَ ۡو ٖج َو َءات َۡيتُمۡ‬ ‫•‬
‫ض‬ ‫ضكُمۡ إِّلَ َٰى بَعۡ ٖ‬
‫ض َٰى بَعۡ ُ‬ ‫ف ت َۡأ ُخذُونَهُۥ َوقَ ۡد أَ ۡف َ‬‫ط ٗارا ف ََال ت َۡأ ُخذُواْ مِّ ۡنهُ ش َۡئٔ ًۚا أَت َۡأ ُخذُونَهُۥ بُهۡ َٰتَ ٗنا َوإِّ ۡث ٗما ُّمبِّ ٗينا ‪َ .‬وك َۡي َ‬
‫إِّحۡ َد َٰى ُهنَّ قِّن َ‬
‫ِّيظا ‪ ،‬قال الفراء‪ :‬قوله تعالى وقد أفضى بعضكم إلى بعض‪ ،‬معناه وقد خال بعضكم ببعض‪( .‬قول‬ ‫غل ٗ‬ ‫َٰ‬
‫َوأَخ َۡذنَ مِّ نكُم ِّميثَقا َ‬
‫القديم)‬

‫فرع‪ :‬سقوط المهر‬


‫يسقط المهر كامال بكل فرقة حاصلة من جهة الزوجة قبل الدخول بها كإسالمها بنفسها أو بالتبعية كإسالم أحد أبويها‬ ‫•‬
‫أو فسخها بعيبه‪.‬‬

‫فرع‪ :‬تشطير المهر‪ :‬أي تقسيمه نصفين‬


‫اتفق فقهاء الشافعية على من طلق زوجته قبل الدخول بها وقد سمى لها مهرا يجب عليه نصف المهر المسمى‪ ،‬استدالال‬ ‫•‬
‫ضتُمۡ‬ ‫ض ٗة فَنِّصۡ ُ‬
‫ف َما ف ََر ۡ‬ ‫طلَّ ۡقت ُ ُموهُنَّ مِّن قَ ۡب ِّل أَن تَ َمسُّوهُنَّ َوقَ ۡد ف ََر ۡ‬
‫ضتُمۡ لَ ُهنَّ ف َِّري َ‬ ‫لقوله تعالى َوإِّن َ‬

‫‪ -2‬النفقة (من حقوق الزوجة على زوجها)‬


‫والمقصود بالنفقة هنا‪ :‬توفير ما تحتاج إليه الزوجة من طعام‪ ،‬ومسكن‪ ،‬و خدمة وكل ما ال غنى لها عنه‪.‬‬
‫لقوله تعالى‪ :‬قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم‪.‬‬
‫قدر النفقة‪:‬‬
‫ۡ‬
‫علَ ۡي ِّه ِّر ۡزقُهُۥ فَليُنف ِّۡق‬
‫ونفقة الزوجة معتبرة بحال الزوج ال بحال الزوجة‪ .‬لقوله تعالى‪ِّ :‬ليُنف ِّۡق ذُو َس َع ٖة مِّن َس َعتِّ ِّهۦۖ َو َمن قُد َِّر َ‬
‫ٱَّلل‪ ،‬أي أراد هللا عز وجل أن الغنى ينفق على حسب حاله‪ ،‬والفقير كذالك‪.‬‬ ‫مِّ َّما ٓ َءاتَ َٰىهُ َّ ُ‬

‫أنواع النفقة‪:‬‬
‫‪ o‬نفقة الطعام والشراب‪ ،‬فإن كان الزوج موسرا وجب عليه لها كل يوم مدان‪ ،‬وإن كان معسرا‪ :‬مد واحد‪ ،‬وإن‬
‫كان المتوسط وجب عليه مد ونصف مد‪.‬‬
‫‪ o‬الكسوة‪ ،‬وذالك لقوله تعالى‪ :‬وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف‪.‬‬
‫‪ o‬آالت التنظيف وأدوات الزينة والطيب‪.‬‬
‫‪ o‬المسكن‪ .‬لقوله تعالى‪ :‬أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم‪.‬‬
‫‪ o‬نفقة خادم الزوجة‪ ،‬عليه نفقة خادمها إذا كان مثلها مخدوما‪ .‬لقوله تعالى‪ :‬وعاشروهن بالمعروف‪.‬‬

‫الوحدة الثالثة‪ :‬في أحكام اإليالء عند الشافعية‬


‫الدرس األول‪ :‬تعريف اإليالء وحكمه‬

‫اإليالء في اللغة‪ :‬الحلف‪ ،‬وهي كل يمين حلف بها حالف على زوجة‪ ،‬أو غير زوجة في طاعة أو معصية‪.‬‬
‫في الشرع‪ :‬حلف زوج على االمتناع من وطء زوجته مطلقا أو أكثر من أربعة أشهر‪.‬‬

‫حكم اإليالء‪:‬‬
‫عزَ ُمواْ‬
‫ور َّرحِّ ‪ٞ‬يم ‪َ .‬و ِّإ ۡن َ‬
‫غفُ ‪ٞ‬‬ ‫ُّص أَ ۡربَعَ ِّة أَ ۡش ُه ٖ ۖر فَإِّن فَا ٓ ُءو فَإِّنَّ َّ َ‬
‫ٱَّلل َ‬ ‫حرام لإليذاء‪ ،‬قال تعالى‪ِّ :‬للَّذِّينَ ي ُۡؤلُونَ مِّن نِّ َسآئِّ ِّهمۡ ت ََرب ُ‬ ‫•‬
‫ٱل َّ َٰ‬
‫عل ‪ِّٞ‬يم‬ ‫طلَقَ فَإِّ َّن َّ َ‬
‫ٱَّلل َسمِّ ي ٌع َ‬

‫الدرس الثاني‪ :‬أركان اإليالء‬


‫وهي أربعة‪ :‬حالف‪ ،‬ومحلوف به‪ ،‬ومدة‪ ،‬ومحلوف عليه‪.‬‬

‫الركن األول‪ :‬الحالف‪ ،‬يشترط فيه عدة شروط‪:‬‬


‫‪ -1‬كون الحالف زوجا‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬للذين يؤلون من نسائهم‪.‬‬

‫فرع‪ :‬اإليالء من المطلقة‪:‬‬


‫أ‪ -‬المطلقة طالقا رجعيا‪ :‬انعقد اإليالء في عدتها‪ ،‬ألن أحكام النكاح جارية عليها‪.‬‬
‫ب‪ -‬طالقا بائنا‪ :‬ال ينعقد اإليالء منها‪ ،‬ألن المطلقة طالقا بائنا كاألجنبية‪.‬‬

‫‪ -2‬تصور الجماع‪ :‬أي القادر على الجماع‪ ،‬أو العاجز مرجو زواله كالمرض‪.‬‬
‫فرع‪ :‬إذا آلى الرجل من زوجته وهو صحيح ثم جب ذكره ال يبطل اإليالء‪.‬‬

‫فرع‪ :‬وإذا آلى الرجل من زوجته الرتقاء ال ينعقد اإليالء لعدم تحقق قصد اإليذاء‪.‬‬

‫فرع‪ :‬وإذا كان من زوجته حائض لم يكن موليا بل هو محسن ال تتضر بذلك‪.‬‬

‫فرع‪ :‬فإذا قال وهللا أال أجامعك إال في الدبر أنعقد اإليالء وتضرب له المدة‪.‬‬

‫فرع‪ :‬وإذا قال وهللا ال أجامعك إال في الحيض أو نحوه‪ ،‬فيه وجهان‪:‬‬ ‫▪‬
‫وجه األول‪ :‬ينعقد اإليالء‪ ،‬ألن الوطء حرام في هذا األحوال‪.‬‬
‫وجه الثاني‪ :‬ال ينعقد‪ ،‬ألنه لو جامع في الحيض حصلت الفيئة‪ ،‬مع حصول اإلثم‪.‬‬

‫‪ -3‬البلوغ والعقل‪ ،‬أما الصبي والمجنون فال يصح إيالؤهما‪ ،‬ألن القلم مرفوع عنهما بنص الحديث‪.‬‬

‫فرع‪ :‬اإلسالم والحرية ليسا بشرط في الزوج‪ ،‬ألن انعقاد اإليالء حيث يستوي الحر والعبد‪،‬‬
‫والمسلم والكافر‪ ،‬لعموم قوله تعالى‪ :‬للذين يؤلون من نسائهم‪.‬‬

‫فرع‪ :‬واإليالء من كل زوجة حرة أو أمة‪ ،‬مسلمة أو كافرة سواء‪ ،‬لعموم قوله تعالى‪ :‬للذين‬
‫يؤلون من نسائهم‪ .‬فاآل ية بعمومها لم تفرق بينهن‪ ،‬ألنهن في أحكام الزوجة سواء‪ ،‬فوجب أن‬
‫يكون في اإليالء سواء‪.‬‬

‫فرع‪ :‬اإليالء أثناء الغضب‪ :‬انعقد اإليالء‪ ،‬فاإليالء في الغضب والرضا سواء‪ ،‬لعموم قوله‬
‫غفُ ‪ٞ‬‬
‫ور َّرحِّ ‪ٞ‬يم‪.‬‬ ‫ُّص أَ ۡربَعَ ِّة أَ ۡش ُه ٖ ۖر فَإِّن فَا ٓ ُءو فَإِّنَّ َّ َ‬
‫ٱَّلل َ‬ ‫تعالى‪ِّ :‬للَّذِّينَ ي ُۡؤلُونَ مِّن نِّ َسآئِّ ِّهمۡ ت ََرب ُ‬

‫الركن الثاني‪ :‬المحلوف به‪:‬‬


‫أي يشترط أن يحلف الزوج باهلل تعالى أو باسم من أسمائه‪ ،‬أو بصفة من صفاته ال الغير‪.‬‬
‫قال ﷺ من كان حالفا فليحلف باهلل أو ليصمت‪.‬‬

‫فرع‪ :‬حكم إذا حلف بالعتق أو الطالق أو الصدقة أو بنحوها؟‬


‫‪ -‬فإذا حنث لزمه العتق و الطالق والصدقة‪.‬‬
‫‪ -‬أما عن انعقاد اإليالء بها ففيه قوالن‪:‬‬
‫‪ o‬القول األول‪ :‬ينعقد اإليالء‪ ،‬استدالال قوله تعالى‪ :‬للذين يؤلون من نسائهم‪ .‬فلفظ‬
‫اآلية عام في كل حالف دون التقييد بصفة الحلف‪ ،‬فيشمل الحلف باهلل تعالى‬
‫وبغيره‪( .‬قول الجديد)‬
‫‪ o‬القول الثاني‪ :‬ال ينعقد اإليالء‪ ،‬استدالال قوله تعالى‪ :‬وال تجعلوا هللا عرضة‬
‫أليمانكم ثم قال تعالى‪ :‬ال يؤاخذكم هللا باللغو في أيمانكم‪ .‬ثم قال تعالى للذين‬
‫يؤلون من نسائهم ‪ .‬فعطف اإليالء على اليمين باهلل فاقتضى أن ال يكون موليا‬
‫إال باهلل‪( .‬قول القديم)‬
‫فرع‪ :‬األلفاظ المستعملة في اإليالء‪ ،‬ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ -‬القسم األول‪ :‬اللفظ الصريح‪ ،‬كقوله ال أدخل ذكري في فرجك‪ ،‬فانعقد اإليالء بذلك سواء‬
‫كان قصد اإليالء أم ال‪.‬‬
‫‪ -‬القسم الثاني‪ :‬اللفظ الكناية‪ :‬كقوله‪ :‬وهللا ألسوأنك أو غير ذلك من األلفاظ المحتملة للوطء‬
‫وغيره فال ينعقد اإليالء بهذه االلفاظ إال مع النية واإلرادة‪.‬‬
‫‪ -‬القسم الثالث‪ :‬ما لم يكن صريحا وال كناية‪ ،‬كقوله‪ :‬ال أطعمتك أو ال أشربتك وغير ذلك‬
‫ال ينعقد اإليالء ولو كان باإلرادة‪.‬‬

‫فرع‪ :‬تعليق اإليالء‬


‫واإليالء يقبل التعليق كا لطالق‪ ،‬فإن حلف كالقول‪ :‬ال أجامعك إن دخلت الدار فدخلت صار موليا‪.‬‬

‫فرع‪ :‬تعليق الطالق على الفيئة‬


‫بأن قال لزوجته إن وطئتك فأنت طالق ثالثا‪..‬؛ انعقد اإليالء لما يلزمه من طالقها بالوطء‪ ،‬وتحسب‬
‫للزوج مدة اإليالء أربعة أشهر ويطالب بعدها بالفيئة أو الطالق‪.‬‬

‫فرع‪ :‬تعليق اإليالء على المشيئة‬


‫بأن قال لها‪ :‬وهللا ال أقربك إن شئت فشاءت أال يقربها‪ :‬انعقد اإليالء‪ ،‬وإن لم تشأ ال ينعقد‪.‬‬
‫هل يشترط أن تكون مشيئتها على الفور؟ وجهان‪:‬‬
‫‪ o‬وجه األول‪ :‬نعم على الفور‪ ،‬وإن تمادى زمانا وإن قل أو تخللهما كالم بطلت‬
‫مشيئتها فلم يتعلق بها حكم‪.‬‬
‫‪ o‬وجه الثاني‪ :‬يراعي فيها المجلس‪ ،‬وإن شاءت قبل االفتراق صحت مشيئتها‬
‫وثبت حكمها‪ ،‬وإن شاءت بعد الفتراق فال حكم لمشيئتها‪.‬‬

‫وإذا علق على مشيئة األجنبي‪:‬‬


‫‪ o‬بـأن قال لها‪ :‬وهللا ال أقربك إن شاء زيد‪ :‬انعقد اإليالء إذا قال زيد‪ :‬قد شئتُ ‪ ،‬وإن‬
‫قال‪ :‬لستُ أشأ لم ينعقد‪.‬‬

‫فرع‪ :‬تعليق اإليالء على شرط يستحيل وجوده‪:‬‬


‫بأن قال لها‪ :‬وهللا ال وطئتك حتى تصعدي إلى السماء‪ :‬انعقد اإليالء ألن معناه ال وطئتك أبدا‪.‬‬
‫الركن الثالث‪ :‬المدة‬
‫مدتــه تقدر بأربعة أشهر‪ ،‬وال ينعقد اإليالء في أقل منها‪ .‬وينعقد إذا كانت المدة أكثر من األربعة األشهر‪.‬‬
‫غفُ ‪ٞ‬‬
‫ور َّرحِّ ‪ٞ‬يم‪.‬‬ ‫ُّص أَ ۡر َب َع ِّة أَ ۡش ُه ٖ ۖر فَإِّن فَا ٓ ُءو فَإِّنَّ َّ َ‬
‫ٱَّلل َ‬ ‫لقوله تعالى‪ِّ :‬للَّذِّينَ ي ُۡؤلُونَ مِّن ِّن َسا ٓ ِّئ ِّهمۡ ت ََرب ُ‬

‫مسائل في المدة‪:‬‬
‫‪ -‬مسألة األولى‪:‬‬
‫‪ -‬وإذا حلف الرجل على زوجته أال يجامعها أربعة أشهر ثم أعاد اليمين بعد مضى تلك‬
‫المدة وهكذا مرات‪ :‬ال يكون موليا ألن اليمين في كل منها اقتصرت على األربعة أشهر‬
‫دون زيادة واإليالء ما كان فوق األربعة األشهر‪.‬‬

‫مسالة الثانية‪ :‬وإذا قال وهللا ال أجامعك عاما ثم كرر اليمين فقال وهللا ال أجامعك عاما‬ ‫‪-‬‬
‫فهو إيالء واحد حلف عليه يمينين إال أن ينوي باليمين الثاني عاما آخر‪.‬‬

‫الركن الرابع‪ :‬المحلوف عليه‬


‫هو ترك الجماع ال غير‪ ،‬ولفظ الجماع الدال عليه قسمان‪:‬‬
‫صريح‪ :‬وهو اإليالج والوطء والجماع واإلصابة وافتضاض البكر‪.‬‬
‫كناية‪ - :‬ما يفتقر إلى النية النعقاد العيالء ‪ -‬كقوله وهللا ألسوأنك‬

‫الدرس الثالث‪ :‬آثار اإليالء‬


‫ُّص أَ ۡر َب َع ِّة أَ ۡش ُه ٖ ۖر‬
‫أوال‪ :‬عدم جواز المطالبة قبل انتهاء األربعة األشهر‪ .‬قال تعالى‪ِّ :‬ل َّلذِّينَ ي ُۡؤلُونَ مِّن ِّن َسا ٓ ِّئ ِّهمۡ ت ََرب ُ‬
‫ع زَ ُمواْ ٱل َّ َٰ‬
‫ور َّرحِّ ‪ٞ‬يم ‪َ .‬و ِّإ ۡن َ‬
‫عل ‪ِّٞ‬يم‪.‬‬ ‫طلَقَ فَإِّنَّ َّ َ‬
‫ٱَّلل َسمِّ ي ٌع َ‬ ‫غفُ ‪ٞ‬‬ ‫فَإِّن فَا ٓ ُءو فَإِّنَّ َّ َ‬
‫ٱَّلل َ‬

‫ثانيا‪ :‬المطالبة بالفيئة أو الطالق‬


‫فرع‪ :‬كيفية الفيئة‪ :‬الفيئة من اإليالء هي الجماع ألن معنى الفيء في اللغة الرجوع إلى ما فارق‪ ،‬والزوج‬
‫باإليالء ممتنع من الجماع فكانت فيئته بالرجوع إليه‪.‬‬
‫فإن كان قادرا على الجماع لم تتحقق فيئته إال بجماع زوجته‪.‬‬
‫فإن كان عاجزا لعذر كمرض أو غيره لزمه أن يفيء بلسانه لعذره وهو أن يقول‪’’ :‬لست أقدر على الوطء‬
‫ولو قدرت عليه لفعلته‘‘ وإذا قال ذلك سقط حقها في المطالبة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬وجوب الكفارة بالفيئة‬
‫وإذا حلف أال يجامع زوجته مدة أقل من أربع أشهر فليس بمول وإذا جامع في هذه المدة فقد وجبت عليه‬
‫كفارة يمين‪.‬‬
‫ففي وجوب الكفارة قوالن‪:‬‬
‫‪ o‬القول األول‪ :‬ال كفارة عليه بالوطء في المدة‪ ،‬ألن هللا تعالى جعل لإليالء حكمين‪ :‬الفيئة أو الطالق‪،‬‬
‫فلم يجز أن يضم إليهما ثالث ‪( .‬قول القديم)‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َٰ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َٰ‬ ‫ۡ‬
‫ِّي أي َمنِّكمۡ َولكِّن يُؤَاخِّ ذكم بِّ َما‬ ‫‪ o‬القول الثاني‪ :‬تجب الكفارة عليه بالوطء‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ال يُؤَاخِّ ذك ُم َّ ُ‬
‫ٱَّلل بِّٱللغ ِّو ف ٓ‬ ‫َ‬
‫ير َرقَبَ ٖ ۖة فَ َمن لَّمۡ‬ ‫َٰ‬
‫سطِّ َما تُ ۡط ِّع ُمونَ أَ ۡهلِّيكُمۡ أَ ۡو ِّكسۡ َوتُ ُهمۡ أَ ۡو ت َۡح ِّر ُ‬
‫سكِّينَ ِّم ۡن أَ ۡو َ‬ ‫عقَّدتُّ ُم ۡٱألَ ۡي َٰ َم ۖنَ فَ َكفَّ َرتُهُۥٓ إِّ ۡطعَا ُم َ‬
‫عش ََرةِّ َم َٰ َ‬ ‫َ‬
‫ٱَّلل لَكُمۡ َءا َٰيَتِّهِّۦ لَ َع َّل ُكمۡ ت َۡشكُ ُرونَ ‪،‬‬ ‫َصيَا ُم ثَ َٰلَثَ ِّة أَي ٖ ًَّۚام َٰذَلِّكَ َك َٰفَّ َرةُ أَ ۡي َٰ َمنِّكُمۡ ِّإذَا َحلَ ۡفتُ ًۡۚم َو ۡ‬
‫ٱحفَظُ ٓواْ أَ ۡي َٰ َمنَكُ ًۡۚم َك َٰذَلِّكَ يُبَيِّ ُن َّ ُ‬ ‫يَ ِّج ۡد ف ِّ‬
‫فكانت اآلية عامة في كل يمين‪ ،‬في اإليالء وغيره‪( .‬قول الجديد)‬

‫رابعا‪ :‬االمتناع عن الفيئة والتطليق‬


‫إذا انقضت مدة التربص ولم يرض الزوج بالفيئة استحقت الزوجة الطالق‪ ،‬وإذا امتنع الزوج من التطليق‬
‫هل يجوز للحاكم أن يوقع عليه الطالق؟ قوالن‪:‬‬
‫‪ o‬القول األول‪ :‬ليس للحاكم أن يطلق عليه زوجته بغير رضاه وإنما يحبسه حتى يفئ أو يطلق (قول‬
‫القديم)‪ ،‬وذلك لقوله تعالى‪ :‬وإن عزموا الطالق فإن هللا سميع عليم‪ .‬فقد أضاف هللا تعالى العزم على‬
‫الطالق إلى الزوج فاقتضى أن ال يصح غيره‪.‬‬
‫‪ o‬القول الثاني‪ :‬يجوز‪ ،‬حتى يجوز للحاكم أن يطلق عليه زوجته يشترط ثالثة شروط‪:‬‬
‫‪ -‬أن يمتنع الزوج من الفيئة والتطليق‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقتصر الحاكم في طالقه على العدد المستحق وهو طلقة واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يوقع الطالق بعد اقضاء المدة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الواجب طلقة واحدة رجعية‬


‫وإذا كان الزوج هو المطلق لزوجته كان مخيرا في عدد الطالق وأقله واحدة يملك فيها الرجعة‪ ،‬فإن طلق اثنتين كان‬
‫له الرجعة بعدها‪ ،‬وإن ثالثا بانت وطالقه واقع في أي زمان أوقعه قبل المدة وبعدها‪.‬‬

‫الدرس الرابع‪ :‬االختالف في اإليالء‬

‫االختالف في أصل اإليالء‬


‫‪ o‬بأن ادعت الزوجة أنه قد حلف عليها وأنكر الزوج فالقول قول الزوج مع يمينه ألن األصل عدم اإليالء‪.‬‬

‫االختالف في وقت صدور اليمين‬


‫‪ o‬ص ورته بأن قال الزوج حلفت في غرة رمضان‪ ،‬وقالت الزوجة‪ :‬بل حلفت في غرة شعبان‪ ،‬فالقول قول‬
‫الزوج أيضا مع يمينه ألن اليمين قد صدر من جهته وهو أعلم به‪.‬‬

‫االختالف في انقضاء المدة‬


‫‪ o‬إذا ادعت المرأة قد انقضت المدة وأنكر الزوج فالقول قول الزوج في بقاء المدة وال مطالبة عليه ألن‬
‫األصل أنها لم تنقض‪.‬‬

‫االختالف في اإلصابة‬
‫‪ o‬ولو رفعت الزوجة أمرها للحاكم بعد مضى األربعة األشهر‪ ،‬وادعى الزوج إصابتها ليسقط مطالبتها‬
‫وأنكرت الزوجة‪ :‬فإن كان ثيبا كان القول قول الزوج مع يمينه‪ .‬فإن كان بكرا فالقول قول الزوجة مع‬
‫يمينها ألنه لم يصبها ألن البكارة من شواهد صدقها في عدم اإلصابة فصار قولها أقوى من قول الزوج‪.‬‬
‫الوحدة الرابعة‪ :‬أحكام الظهار في الفقه الشافعي‬
‫الدرس األول‪ :‬تعريف الظهار‬

‫في اللغة‪ :‬مشتقة من الظهر‪ ،‬وهو عبارة عن قول الرجل المرأته‪ :‬أنت علي كظهر أمي‪.‬‬
‫لماذا خصوا بالظهر دون غيره؟‬
‫ألنه موضع الركوب‪ ،‬والمرأة مركوبة إذا غشيت فكأنه إذا قال‪ :‬أنت علي كظهر أمي‪ ،‬أراد ركوبك‬
‫للنكاح حرام علي‪ ،‬كركوب أمي للنكاح‪.‬‬

‫في االصطالح‪:‬‬
‫قال اإلمام الشيرازي‪ :‬أنه تشبيه الزوجة غير البائن بأنثى لم تكن حال‪.‬‬
‫أو أنه تشبيه الزوج المكلف زوجته في الحرمة بمحرمة عليه على التأبيد (جامع مانع)‬

‫الدرس الثاني‪:‬‬
‫حكم التلفظ بالظهار ودليله‬
‫اعتبر الشرع إلى أنه قول المنكر والزور‪ ،‬وعند بعض العلماء بأنها حرمة عظيمة تدخل ضمن الكبائر‪ ،‬ألنه تضييق وحرمان‬
‫ٓ‬
‫سآئِّ ِّهم َّما هُنَّ أُ َّم َٰ َهتِّ ِّه ۡ ۖم إِّ ۡن أُ َّم َٰ َهتُ ُهمۡ إِّ َّال ٱ َٰلَّـِّي َولَ ۡدنَ ُه ًۡۚم َوإِّنَّ ُهمۡ لَيَقُولُونَ ُمنك َٗرا مِّنَ ۡٱلق َۡو ِّل‬ ‫مما يتمتع به األزواج‪ .‬قال تعالى‪ :‬ٱلَّذِّينَ يُ َٰ َ‬
‫ظ ِّه ُرونَ مِّنكُم مِّن نِّ َ‬
‫غ ُف ‪ٞ‬‬
‫ور ‪.‬‬ ‫ور ًۚا َو ِّإنَّ َّ َ‬
‫ٱَّلل لَعَفُ ٌّو َ‬ ‫َوزُ ٗ‬

‫كان أهل الجاهلية جعل الظهار طالق مؤبدا‪ ،‬فلما جاء اإلسالم اعتبر الحرمة فيه مؤقتة تزول بفعل الكفارة‪.‬‬

‫الدرس الثالث‪ :‬أركان الظهار وشروط كل ركن‬


‫أركان الظهار أربعة‪ :‬مظاهر‪ ،‬مظاهر منها‪ ،‬صيغة‪ ،‬مشبه به‬

‫أوال‪ :‬شروط المظاهر واألحكام المترتبة عليها‬


‫أن يكون المظاهر زوجا‪.‬‬
‫أن يكون مكلفا‬
‫مختارا‪ ،‬أي غير‬
‫مكره على التلفظ بهذا‬
‫ال يشترط في المظاهر سالمته من العيوب التي تثبت الخيار للزوجة في الطالق‪ ،‬فيصح من‬
‫المجبوب‪.‬‬
‫وال يشترط كونه مسلما حتى تجب الكفارة عليه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط المظاهر منها‬


‫أن تكون زوجة يصح طالقها‪ ،‬فيدخل في ذلك المريضة والرتقاء والكافرة ونحوها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬شرط الصيغة‬


‫أن تكون بلفظ يشعر بالظهار‪ ،‬وذالك إما صريح كأن يقول الزوج لزوجته أنت علي كظهر أمي في ركوب ظهرها‪.‬‬
‫وإما كناية شريطة بالنية كأن يقول أنت كأمي‪.‬‬

‫‪ o‬فرع‪ :‬حكم قول الرجل لزوجته‪ :‬أنت علي كظهر بنتي ؟‬


‫▪ قول األول‪ :‬أنه ظهار‪ ،‬ألنها لم تزل محرمة عليه‪.‬‬
‫▪ قول الثاني‪ :‬ال ظهار‪ ،‬لورود النص مختص في األم دون غيرها‪.‬‬

‫‪ o‬فرع‪ :‬ما الحكم لو أن المرأة هي التي ظاهرت زوجتها؟‬


‫‪ o‬لم يصح الظهر منها‪ ،‬ولم تلزمها كفارة‪ ،‬وذلك ألن هللا تعالى قال‪ :‬والذين يظاهرون من نسائهم‪ ،‬فخص‬
‫الرجال‪.‬‬

‫‪ o‬حكم تعليق الظهار؟‬


‫‪ o‬يصح تعليق الظهار‪ ،‬ألنه يتعلق به التحريم كالطالق والكفارة وكل منهما يجوز تعليقه‪.‬‬

‫‪ o‬ما الحكم لو قال‪ :‬إذا نكحتك – يقصد امرأة بعينها – فأنت علي كظهر أمي فنكحها؟‬
‫‪ o‬أن هذا الرجل لم يكن متظاهرا ممن نكحها‪ ،‬ألنه لما لم ينعقد طالق قبل نكاح‪ ،‬لم ينعقد ظهار وال إيالء قبل‬
‫نكاح‪.‬‬

‫‪ o‬حكم لو قال لزوجته أنت طالق كظهر أمي مني ويريد الظهار أو العكس؟‬
‫‪ o‬يقع الطالق دون الظهار ألنه صرح بالطالق‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬شرط المشبه به‬


‫يشترط في المشبه به كونه كل أنثى محرم أو جزء أنثى محرم بنسب أو رضاع أو مصاهرة لم تكن حال للزوج كبنته‪.‬‬
‫ويترتب على هذا أن من شبه زوجته غير األنثى من ذكر ال يعد متظاهر ألن الذكر ليس محل التمتع‪ .‬وكذلك بمن‬
‫كانت حالله كزوجة ابنه‪.‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬األثر المترتب على وقوع الظهار من الرجل‬
‫إذا نطق الزوج بلفظ الظهار الصريح ثم أراد العود فإنه يجب عليه الكفارة بعد العود‪ ،‬ألن الظهار علة لوجوب الكفارة‪ ،‬لقوله‬
‫ير َرقَبَ ٖة مِّن قَ ۡب ِّل أَن يَتَ َمآس ًَّۚا ‪.‬‬
‫سآئِّ ِّهمۡ ثُ َّم يَعُودُونَ ِّل َما قَالُواْ فَت َۡح ِّر ُ‬ ‫تعالى‪َ :‬وٱلَّذِّينَ يُ َٰ َ‬
‫ظ ِّه ُرونَ مِّن نِّ َ‬
‫هل يجوز للمظاهر الوطء قبل التكفير وما الحكم لو وطئها؟‬ ‫‪-‬‬
‫حكمه حرام قبل التكفير‪ ،‬ألن هللا تعالى قيد العتق والصوم واإلطعام قبل المسيس‪ .‬لو وطئها قد عصى هللا لمخالفته‬ ‫‪-‬‬
‫حدود هللا‪.‬‬

‫هل يحرم سائر المباشرات سوى الوطء أيضا أم ال؟ قوالن‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ o‬قول األول‪ :‬ال يحرم‪ ،‬وذلك بقوله تعالى‪ :‬من قبل أن يتماسا‪( .‬أصح)‬
‫‪ o‬يحرم‪.‬‬

‫حكم من وطء المظاهر منها بعد الشروع في الصوم؟‬ ‫‪-‬‬


‫‪ o‬فإن وطئ في نهار الصوم عامدا بطل صومه وتتابعه‪ ،‬واستأنف صوم شهرين متتابعين بعد وطئه‪ .‬فإن كان‬
‫ناسيا فال يبطل الصوم وال تتابعه‪.‬‬
‫‪ o‬فإن وطئ في ليل الصوم ناسيا أو عامدا لم يبطل الصوم وال التتابع‪.‬‬

‫حكم من وجب عليه اإلطعام‪ ،‬ثم جامع قبل إتمام الكفارة؟‬ ‫‪-‬‬
‫ال يبطل ما مضى‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الدرس الخامس‪ :‬أنواع الظهار‬


‫نوعان‪ :‬مطلق ومقيد‬
‫فالمطلق فهو أن يقول الرجل أنت علي كظهر أمي وال يقدر ذلك مدة والعود فيه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فالمقيد فهو أن يقول الرجل أنت علي كظهر أمي يوما أو شهرا وال يطلقه على التأبيد‪ .‬وحكمه قوالن‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ o‬األظهر‪ :‬يكون مظاهرا بالمؤقت‪ .‬ألنه منكر من القول وزور فصح كاطالق المعلق‪.‬‬
‫‪ o‬مقابل األظهر‪ :‬ال يكون مظاهرا‪ ،‬بل هو لفظ لغو ألن تحريم الظهار يقتضي التأبيد كاألم‪.‬‬

‫حكم من ظاهر عن أربعة نسوة؟‬ ‫‪-‬‬


‫أنه مظاهر منهن لوجود لفظة الصريح‪ .‬وبعد ذلك ننظر إن ظاهر عنهن بأربعة كلمات تلزمه أربع كفارات سواء فرق‬ ‫‪-‬‬
‫أو تابع‪.‬‬
‫وإن ظاهر عنهن بكلمة واحدة‪ ،‬قوالن‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ o‬الجديد وهو المذهب‪ :‬عليه أربع كفارات إذا أمسكهن عقيب اللفظ‪ ،‬وإن طلقهن في الحال فال كفارة عليه‪.‬‬
‫‪ o‬وفي القديم‪ :‬ال يجب عليه إال كفارة واحدة‪.‬‬
‫حكم من كرر لفظ الظهار في امرأة واحدة تكريرا متصال وقصد به تأكيدا؟‬ ‫‪-‬‬
‫يكون ظهار واحد‪ ،‬ألن التأكيد شائع في اللغة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الدرس السادس‬
‫كفارة الظهار‬

‫تعريف الكفارة‬
‫لغة‪ :‬مأخوذة من الكفر وهو الستر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫في االصطالح‪ :‬عرفها العالمة بيجوري‪ :‬بأنها مال أو بدله يخرجه الشخص بسبب ظهار أو قتل أو جماع في نهار‬ ‫‪-‬‬
‫رمضان أو حنث في يمين‪.‬‬
‫وسميت الكفارة بهذ االسم ألنها تكفر الذنب وتمحوه من صحف المالئكة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أنواع الكفارة‪ :‬مرتبة و مخيرة‬


‫فالمرتبة‪ :‬أي مراعاة على الترتيب‪ ،‬وهي كفارة الظهار‪ ،‬وكفارة الجماع في نهار رمضان‪ ،‬يجب فيها إعتاق رقبة‪ ،‬فإن‬ ‫‪-‬‬
‫لم يجد فصيام شهرين متتابعين‪ ،‬فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا‪ ،‬وكذالك القتل مرتبة‪ ،‬إال أن اإلطعام هل يدخل‬
‫فيها أم ال‪ ،‬على قولين‪:‬‬
‫‪ o‬قول األول‪ :‬ال يدخل‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬فصيام شهرين متتابعين توبة من هللا‪ .‬ولم يذكر اإلطعام‪.‬‬
‫‪ o‬قول الثاني‪ :‬يدخل فيها‪ ،‬قياسا على كفارة الظهار والجماع‪.‬‬

‫وأما المخيرة‪ :‬فكفارة اليمين إذا حنث فيها‪ :‬يتخير فيها بين أن يطعم عشرة من المسكين‪ ،‬أو أن يكسوهم‪ ،‬أو يعتق رقبة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫فإن لم يقدر على شيء منها فعليه صوم ثالثة أيام‪.‬‬

‫شروط الكفارة‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ o‬النية‪ .‬بأن ينوي العتق عن الكفارة – مثال –‬
‫أي ال يشترط تقييد بظهار أو غيره‪ :‬ويترتب على هذا لو اعتق رقبتين بنية الكفارة دون‬ ‫‪ o‬ال يشترط تعيينها‪ْ .‬‬
‫تعيينها وكان عليه كفارة قتل و ظهار أجزأه عنهما‪.‬‬
‫▪ فرع‪ :‬ما الحكم لو عين النية وأخطأ؟‬
‫▪ لم يجزئه ما أتى به بتلك النية عما عليه قياسا على ما لو أخطأ في تعيين اإلمام في الصالة‪.‬‬

‫خصال الكفارة في الظهار‬ ‫‪-‬‬


‫وهي ثالث‪ :‬عتق رقبة مؤمنة‪ ،‬صوم شهرين متتابعين‪ ،‬إطعام ستين مسكينا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األول‪ :‬عتق رقبة مؤمنة‪ :‬يشترط فيها أربعة‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ o‬أن تكون مؤمنة‪.‬‬
‫‪ o‬أن تكون سالمة بال عيب فيها يخل بالعمل والكسب إضرارا بينا‪.‬‬
‫إكمال الرق في اإلعتاق عن الكفارة‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫خلو الرقبة عن شوب العوض‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫ص‬ ‫‪o‬‬
‫ضابط المعتق في الكفارة‪ :‬هو أن كل من ملك عبدا ال يحتاج إليه أو ثمنا فاضال عن كفاية نفسه‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫الثاني‪ :‬صوم شهرين متتابعين‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ o‬معيار التتابع‪ :‬أنه ال يجوز االنقطاع إال بسبب عذر يعتبر شرعا‪ ،‬وإن كان بدون عذر أو بعذر ال يعتبر في‬
‫الشرع فإنه يفوت التتابع‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫الثالث‪ :‬إطعام مسكينا‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ o‬إطعام ستين مسكينا أو فقيرا يجوز دفع الزكاة له‪.‬‬

‫فرع‪ :‬حكم من عجز عن الخصال الثالث؟ استقرت الكفارة في ذمته إلى أن يقدر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فرع‪ :‬حكم من قدر على بعض خصله؟ ال يجوز ويبقي الباقي في ذمته‪ ،‬ألن العجز عن الكفارة ال يسقطها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فرع‪ :‬هل يجوز تبعيض الكفارة‪ ،‬كأن يطعم ثالثين مسكينا؟ ال يجوز‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الوحدة الخامسة‪ :‬في أحكام اللعان عند الشافعية‬


‫الدرس األول‪ :‬في تعريف اللعان‬
‫في اللغة‪ :‬مأخوذ من اللعن وهو اإلبعاد والطرد من الخير‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫في االصطالح‪ :‬كلمات معلومة جعلت حجة للمظطر إلى قذف من لطخ فراشه وألحق العار به أو إلى نفي الولد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ o‬شرح التعريف‪ :‬جعلت حجة للمظطر وهو الزوج بمعنى أن هذه األيمان سبب دافع للحد عن المضطر‪.‬‬
‫من لطخ فراشه‪ :‬الفراش هو الزوجة‪ ،‬والضمير في فراشه عائد على المضطر‪.‬‬

‫سمي بهذ االسم لبعد الزوجين من الرحمة أو لبعد كل منهما عن اآلخر فال يجتمعان أبدأ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الدرس الثاني‪ :‬حكم اللعان‬


‫اللعان حكم ورد به الشرع في األزواج وهو الجواز‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ص ِّدقِّينَ َو ۡٱل َٰ َخ ِّم َ‬
‫سةُ‬ ‫ٱَّلل إِّنَّهُۥ لَمِّنَ ٱل َٰ َّ‬ ‫ش َٰ َه َٰ َد ِۢ ِّ‬
‫ت بِّ َّ ِّ‬ ‫ش َٰ َه َدةُ أَ َح ِّدهِّمۡ أَ ۡربَ ُع َ‬
‫لقوله تعالى‪َ :‬وٱلَّذِّينَ يَ ۡر ُمونَ أَ ۡز َٰ َو َج ُهمۡ َولَمۡ يَكُن لَّ ُهمۡ شُ َه َدآ ُء إِّ َّالٓ أَنفُسُ ُهمۡ فَ َ‬ ‫‪-‬‬
‫علَ ۡي ِّه ِّإن كَانَ مِّنَ ۡٱل َٰ َك ِّذبِّينَ‬ ‫أَنَّ لَعۡ نَتَ َّ ِّ‬
‫ٱَّلل َ‬
‫الدرس الثالث‪ :‬أركان اللعان‬
‫الركن األول‪ :‬الزوجان‬
‫تصح من كل زوج صح طالقه وظهاره مع كل زوجة صح منها فعل الزنا‪ .‬ويكون من الزوجين سواء كان مسلمين‬
‫ش َٰ َه َٰ َد ِۢ ِّ‬
‫ت‬ ‫ش َٰ َه َدةُ أَ َح ِّدهِّمۡ أَ ۡربَ ُع َ‬
‫ال أَنفُسُ ُهمۡ فَ َ‬
‫أو الكافرين أو المملوكين‪ ،‬لعموم قوله تعالى‪ :‬ولَّذِّينَ يَ ۡر ُمونَ أَ ۡز َٰ َو َج ُهمۡ َولَمۡ يَكُن لَّ ُهمۡ شُ َه َدآ ُء ِّإ َّ ٓ‬
‫ٱَّلل إِّنَّهُۥ لَمِّنَ ٱل َٰ َّ‬
‫ص ِّدقِّينَ ‪.‬‬ ‫بِّ َّ ِّ‬

‫الركن الثاني‪ :‬صيغة اللعان‬


‫كل لفظ أوجب حد القذف كان قذفا يجوز به اللعان من الزوجة‪ ،‬سواء كان بلفظ الشهادة كقوله رأيتها تزني‪ ،‬أو بغير‬
‫الشهادة‪ ،‬كقوله‪ :‬قد زنت‪ .‬وتنقسم ألفاظ القذف إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ o‬اللفظ الصريح‪ :‬ما ال يحتمل غير القذف كالقول‪ :‬زنيتَ ‪.‬‬
‫‪ o‬اللفظ الكناية‪ :‬ما يحتمل القذف وغيره ويتوقف إلى نية القاذف‪ ،‬كالقول للرجل‪ :‬يا فاجر‪.‬‬
‫‪ o‬اللفظ التعريض بالقذف‪ :‬كالقول‪ :‬يا ابن الحالل وأما أنا فلست بزان‪ :...‬هذا ليس من قبيل القذف وإن نوى بها‬
‫القذف ألنه ليس فيه إشعار بالقذف‪.‬‬

‫فرع‪ :‬اللعان من األخرس‪ :‬يصح لعانه إذا قذفها بإشارة مفهومة ألنه كالناطق في نكاحه‪ ،‬وإن لم تكن مفهومة لم يصح‪.‬‬

‫فرع‪ :‬اللعان بغير العربية‪ :‬وجهان‪:‬‬


‫‪ o‬وجه األول‪ :‬يصح اللعان بالعجمية مع القدرة على العربية كسائر األيمان‪.‬‬
‫‪ o‬وجه الثاني‪ :‬ال يصح اللعان بالعجمية مع القدرة بالعربية ألن الشرع ورد فيه بالعربية‪.‬‬

‫كيفية اللعان‪:‬‬
‫ال يصح اللعان إال بحكم الحاكم ألن النبي ﷺ العن بين عويمر العجالني وارأته‪.‬‬
‫فهي خمس كلمات يجب أن يبدأ الزوج بأن يقول أربع مرات‪ :‬أشهد باهلل إني لمن الصادقين فيما رميت به زوجتي فالنة‬ ‫‪-‬‬
‫بنت فالن من الزنا‪ ،‬ويقول في الخامسة‪ :‬إن علي لعنة هللا إن كنت من الكاذبين فيما رميتها به من الزنا‪.‬‬
‫وصفة لعان المرأة‪ :‬أن تقول أربع مرات أشهد باهلل إنه لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنا‪ ،‬وتقول في الخامسة‪ :‬علي‬ ‫‪-‬‬
‫غضب هللا إن كان من الصادقين فيما رماني به‪.‬‬

‫‪ -‬ما يشترط في الكلمات الخمس‪:‬‬


‫المواالة‬ ‫‪o‬‬
‫تمام الكلمات الخمس‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫يشترط تأخير لفظتي اللعن والغضب عن الكلمات األربع على األصح‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫يجب االبتداء بالزوج قبل الزوجة‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫تغليظ اللعان‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫يستحب تغليظ اللعان بالجماعة والمكان والزمان ويؤمر به المتالعنان‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الدرس الرابع‪ :‬اآلثار التي تترتب على اللعان‪:‬‬


‫سقوط حد القذف عن الزوج‬
‫ثبوت الحد على الزوجة إن لم تالعن‪ ،‬كان عليها حد الزنا‪ :‬إن كانت بكرا فجلد مائة وتغريب عام‪ ،‬وإن كانت محصنة‬
‫رجمت‪.‬‬
‫سقوط الحد عن الزوجة بلعانها‪.‬‬
‫وقوع الفرقة بين الزوجين‪ ،‬على التأبيد‪.‬‬
‫وجوب العدة للزوجة‪.‬‬
‫يجوز للزوج نكاح أربع سواها ومن يحرم جمعه معها كأختها‪.‬‬
‫نفي نسب الولد‬

You might also like