Professional Documents
Culture Documents
عز ّ
وجل مع الصالة في مواقع الزكاة هي الركن الثالث من أركان اإلسالم ،ومن أهمية الزكاة أن قرنها هللا ّ
كثيرة في الكتاب العظيم للداللة على عظم منزلتها ،وحيث إن نصوص الكتاب تفتقر إلى سنة النبي صلى هللا عليه
َ ُ
اس َم ا ن ّ ِِّز َل ِإل ْي ِه ْم} [النحل: وسلم في فهمها وتوضيحها؛ كما يدل عليه قول هللا تعالى{َ :و َأ ْن َز ْل َن ا إ َل ْي َك ّ ْ َ ُ َ ّ َ َّ
الِذكر ِلتب ِِّين ِللن ِ
ِّ ِ
] 44؛ فقد جاءت نصوص السنة وافرة في الترغيب في أداء الزكاة ،والترهيب من منعها ،وتوضيح أحكامها.
ً
أوال تعريف الزكاة في اللغة العربية وفي الشريعة اإلسالمية:
الزكاة مشتقة في اللغة العربية من زكا والتي تعنى النماء والطهارة والبركة ،النمو والزيادة يقال :زكا الزرع :إذا نما
وزاد ،وزكت النفق ة :إذا ب ورك فيه ا ،و بمع نى الطه ارة ،فالزك اة طه رة للمجتم ع من التحاس د والتب اغض و ق ال
تع الى (ق د أفلح من زكاه ا) (.س ورة الش مس ،اآلي ة )9 :أي طهره ا عن األدن اس ، ,كم ا أن ه ذه اللفظ ة ت دل على
الصالح ,فإخراج الزكاة بركة وصالح للمجتمع .وسميت الزكاة ألنها بحسب املعتقد اإلسالمي تزيد في املال الذي
ْ
أخرجت منه ،وتقيه اآلفات ،كما قال ابن تيمية :نفس املتصدق تزكو ،وماله يزكوَ ،يط ُهر ويزيد في املعنى.
هي الركن الثالث من أركان اإلسالم وتعرف الزكاة بأنها الجزء املخصص للفقير واملحتاج من أموال الغنى.
ً
وتحس ب الزك اة كنس بة %2.5من املدخرات الس نوية إذا تع دت قيم ة معين ة تع رف بالنص اب و ايض ا تع رف بانه ا
حصة مقدرة من املال فرضها هللا للمستحقين الذين سماهم في القرآن ،أو هي مقدار مخصوص في مال مخصوص
لطائفة مخصوصة ،ويطلق لفظ الزكاة على نفس الحصة املخرجة من املال املزكى .والزكاة الشرعية قد تسمى في
ّ
وصل عليهم إن صالتك لغة القرآن والسنة صدقة كما ذكر القرآن( :خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها
سكن لهم) (التوبة )103وفي الحديث الصحيح قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ملعاذ بن جبل حين أرسله إلى
اليمن( :ادعهم إلى شهادة أن ال إله إال هللا ،وأني رسول هللا ،فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن هللا افترض عليهم
خمس صلوات في كل يوم وليلة ،فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن هللا افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من
أغنيائهم فترد على فقرائهم» رواه البخاري.
شروط وجوبها:
الكثير من يقول إن الزكاة مثل الضرائب وأن لهما نفس املعنى واملفهوم ولكن هذا الرأي خاطئ وهنا أقدم
بعض الفروق بين الزكاة والضرائب:
هي الركن الثالث من أركان اإلسالم الخمسة ،وعمود من أعمدة الدين التي ال يقام إال بهاُ ،يقاتل مانعها ،ويكفر
جاحدها .فرضت في العام الثاني من الهجرة .وملا مات النبي -صلى هللا عليه وسلم -منع كثير من العرب الزكاة،
ً ً
وأكثرهم منعها بخال ،وادعوا أنها خاصة بالنبي صلى هللا عليه وسلم ،وبعضهم منعها جحودا ،فعزم أبو بكر -رضي
هللا عن ه -على القت ال ,وك أن بعض الص حابة توقف وا عن قت الهم ،لك ونهم يش هدون الش هادتين ،وق د ق ال عم ر بن
الخطاب -رضي هللا عنه -ألبي بكرعندما هم بقتالهم :كيف تقاتل الناس ،وقد قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم:
أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ال إله إال هللا ،فإذا قالوا ال إله إال هللا ،عصموا مني دماءهم وأموالهم إال بحقها .
قال أبو بكر رضي هللا عنه :وهللا ألقاتلن من فرق بين الصالة والزكاة ،فإن الزكاة حق املال فكأنه استدل رضي هللا
عنه بقوله :إال بحقها أي إال بحق ال إله إال هللا ،ومن حقها اإلتيان بمستلزماتها ومكمالتها ،ومنها الزكاة ،فإنها شعيرة
من ش عائر اإلس الم ،وهي كم ا ق ال أب و بك ر ح ق املال ,يق ول عم ر بن الخط اب رض ي هللا عن ه :فوهللا م ا ه و إال أن
رأيت هللا شرح صدر أبي بكر للقتال ،فعرفت أنه الحق فاتفق الصحابة على قتال مانعي الزكاة وقد استدلوا بأدلة
من الكتاب والسنة .وردت في كتاب هللا عز وجل ثالثين مرة في مواطن مختلفة .فهي سبب لنيل رحمة هللا تعالى قال
تعالى (:ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة ) "األعراف."165:
الزكاة شرط الستحقاق نصرة هللا سبحان وتعالى ,قال تعالى( :ولينصرن هللا من ينصره إن هللا لقوي عزيز ،الذين
إن مكناهم في األرض أقاموا الصالة وآتوا الزكاة)
"الحج."41:
و الزكاة شرط ألخوة الدين قال تعالى(:فإن تابوا وأقاموا الصالة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين) "التوبة."11:
ً
وهي أيضا صفة من صفات املجتمع املؤمن قال تعالى( :واملؤمنون واملؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون باملعروف
وينهون عن املنكر ويقيمون الصالة ويؤتون الزكاة ويطيعون هللا ورسوله أولئك سيرحمهم هللا إن هللا عزيز حكيم)
"التوبة"71:
ً
و هي أيضا من صفات ُع ّم ار بيوت هللا قال تعالى( :إنما يعمر مساجد هللا من آمن باهلل واليوم اآلخر وأقام الصالة
وآتى الزكاة ولم يخش إال هللا)
"التوبة"18:
صفة من صفات املؤمنين الذين يرثون الفردوس قال تعالى( :والذين هم للزكاة فاعلون)
"املؤمنون."4:
ً
و أيضا قد تبين عظمة مكانة الزكاة في السنة النبوية:
وعن ابن عمر رضي هللا عنهما أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال:
(ب ني اإلس الم على خمس :ش هادة أن ال إل ه إال هللا ,وأن محم ًدا رس ول هللا ,وإق ام الص الة ,وإيت اء الزك اة ,وحج
البيت ملن استطاع إليه سبيال ,وصوم رمضان)
ايضا من مكانة الزكاة ان لها فوائد كثيرة فلها فةائد دينية ،وخلقية ،واجتماعية نذكر منها ما يأتي ،فمن فوائدها
الدينية:
1ـ أنها قيام بركن من أركان اإلسالم الذي عليه مدار سعادة العبد في دنياه وأخراه.
2ـ أنها تقرب العبد إلى ربه وتزيد في إيمانه ،شأنها في ذلك شأن جميع الطاعات.
ُ َ َّ َ َّ َ ٰ َّ ْ ْ
ٱلص َدقـ ِت َوٱلل ُه ال ُي ِح ُّب ك َّل ك َّف ٍار 3ـ م ا ي ترتب على أدائها من األجر العظيم ،قال تع الى{َ :ي ْم َح ُق ٱلل ُه ٱل ّ ِِّر َب ٰوا َو ُي ْر ِبى
ون َو ْج َه
َ َ َ ْ ُ ْ َ َّ َ َ َ
ءات ْي ُت ْم ِّمن َز َك ٰوة ُتر ُيد َ اس فال يرب وا ِعند ٱلل ِه وم آ َّ َ َ َ َُْ ْ ّ ّ ً َّْ ُ َ ْ َ ْ َ َ
ٍ ِ ِّ أ ِث ٍيم } ،وقال تعالى{ :وم آ ءاتيتم ِِّمن ِِّربا ِِّليرب وا ِفى أم و ِال ٱلن ِ
َّ َ ُ ْ َ ٰ َ ُ مْل ُ ْ
ض ع ُف َ
ون } وق ال الن بي ص لى هللا علي ه وس لم":من تص دق بع دل تم رة -أي مايع ادل تم رة -من ٱلل ِه فأولـ ِئك ه ُم ٱ ِ
كسب طيب ،وال يقبل هللا إال الطيب ،فإن هللا يأخذها بيمينه ثميربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون
مثل الجبل"رواه البخاري ومسلم.
4ـ إن هللا يمحو بها الخطايا كما قال النبي صلى هللا عليه وس لم« :تطفىء الخطيئة كم ا يطفىء املاء النار» واملراد
ً
بالصدقة هنا الزكاة ،وصدقة التطوع جميعا.
2ـ أن الزكاة تستوجب اتصاف املزكي بالرحمة والعطف على إخوانه املعدمين ،والراحمون يرحمهم هللا.
3ـ أن من املشاهد أن بذل النفع املالي والبدني للمسلمين يشرح الصدر ويبسط النفس ،ويوجب أن يكون اإلنسان
ُ ْ ْ َ ْ َٰ ْ َ َ ً ً ً ً
ص َدقة محبوب ا مكرم ا 4ـ أن في الزك اة تطه يرا ألخالق باذله ا من البخ ل والش ح ،كم ا ق ال تع الى{ :خ ذ ِمن أم و ِل ِهم
ُ َ ّ ُ ُ ْ َ ُ َ ّ ْ َ َ َ ّ َ َ ْ ْ َّ َ َ َٰ َ َ َ َ ٌ َّ ُ ْ َ َّ
ٱلل ُه َسم ٌيع َع ِل ٌ
يم }.بحسب ما يبذل من النفع إلخوانه ِ تط ِِّهرهم وتز ِِّك ِيهم ِبها وص ِِّل علي ِهم ِإن صلوتك سكن لهم و
3ـ إن فيها إزالة لألحقاد والضغائن التي تكون في صدور الفقراء واملعوزين ،فإن الفقراء إذا رأوا تبسط األغنياء
ً
ب األموال ،وع دم انتف اعهم بش يء منه ا ال بقلي ل وال بكث ير ،فربم ا يحمل ون ع داوة وحس دا على األغني اء ،حيث لم
ً ً
يراع وا لهم حقوق ا ،ولم ي دفعوا لهم حاج ة ،ف إذا ص رف األغني اء لهم ش يئا من أم والهم على رأس ك ل ح ول زالت
هذه األمور ،وحصلت املودة واملؤاخاة.
ً
4ـ أن فيها تنمية لألموال وتكثيرا لبركتها ،ملا جاء في الحديث عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال« :ما نقصت
ً
صدقة من مال» أي إن نقصت الصدقة املال عينا ،فإنها لن تنقصه ،بل يخلف هللا بدلها ويبارك له في ماله.
ً
5ـ إن فيها توسعة وبسطا لألموال ،فإن األموال إذا صرف منها شيء اتسعت دائرتها ،وانتفع بها الفقير من الناس،
بخالف ما إذا كانت دولة بين األغنياء ال يحصل الفقراء على شيء منها.
الباب الثاني أحكام الزكاة:
ً
أوال مستحقي الزكاة:
مْل َ َّ َ َ ُ ْ َ
ات ِلل ُفق َر ِاء َوا َس ِاك ِين ة{إ َّن َم ا الص دق
ح دد الق رآن الك ريم األص ناف الثماني ة من مس تحقي الزك اة في اآلي ة الكريم ِ
ُ َّ َّ ً
يض ة ِم َن الل ِه َوالله َع ِل ٌ
يم
َ
الس بيل فر َ َّ
الل ِه َو ْابن َّ َْ
اب َوالغ ِار ِم َين َو ِفي َس ِب ِيل
ّ َ َ َ َ ْ َ َ مْل ُ َ َّ َ ُ ُ ُ ُ ْ َ َ َْ
ِ ِ ِ ِ الِرق ِ
والع ِام ِلين عليه ا وا ؤلف ِة قل وبهم و ِفي ِّ
يم} [التوبة ،]60:و ال يجوز صرف الزكاة إلى غير األصناف الثمانية املذكورة في هذه اآلية. َح ِك ٌ
ْ َ
ِ{لل ُفق َر ِاء}:
الفقير هو املتصف بالفقر ،وهو املحتاج احتياجا ال يبلغ بصاحبه إلى الضراعة واملذلة ،وضده الغني.فاملسكين أشد
حاجة؛ ألن الضراعة تكون عند ضعف الصبر عن تحمل ألم الخصاصة ،واألكثر إنما يكون ذلك من شدة الحاجة
على نفس املحتاج.
وتحت بندي الفقراء واملساكين يمكن إدراج بعض التصنيفات الفرعية هي :أصحاب الدخول الضعيفة • .األيتام
• األرام ل• املطلق ات• املس نون• املرض ى• ط الب العلم• الع اطلون عن العم ل• أس ر املفق ودين والس جناء• ذووا
االحتياجات الخاصة• األسر املتعففة• املنكوبون.
َ{وامْل ُ َؤ َّل َف ِة ُق ُل ُ
وب ُه ْم}:
َّ َّ َُّ
هم ال ذين تؤل ف ،أي :ت ؤنس قل وبهم لإلس الم من ال ذين دخل وا في اإلس الم بح دثان عه د ،أو من ال ذين ُي َرغب ون في
الدخول في اإلسالم؛ ألنهم قاربوا أن يسلموا.
ومنهم من هم كفار وظهر منهم ميل إلى اإلسالم ،مثل صفوان بن أمية ،حيث قال :لقد أعطاني رسول هللا صلى هللا
إلي ،فما زال يعطيني حتى إنه ألحب الخلق ّ
إلي[ .رواه مسلم].. عليه وسلم يوم حنين وإنه ملن أبغض الناس ّ
ّ َ َ
اب} :
الِرق ِ
{و ِفي ِّ
وفاءُ ,
فيعطى املكاتب ما يقدر به على وفاء دينه حتى يعتق ويخلص من الرق, وهم األرقاء املكاتبون الذين ال يجدون ً
ً
ويجوز أن يشتري املسلم من زكاته عبدا فيعتقه ,ويجوز أن يفتدى من الزكاة األسير املسلم; ألن في ذلك فك رقبة
ً
املسلم من األسر من باب أولى؛ ألن األسر أعظم ضررا من الرق.
َْ
َ{والغ ِار ِم َين}:
أحدهما :غارم لغيره ,وهو الغارم ألجل إصالح ذات البين ,بأن يقع بين قبيلتين أو قريتين نزاع في دماء أو أموال,
ً ً
ويحدث بسبب ذلك بينهم شحناء وعداوة ,فيتوسط الرجل بالصلح بينهما ,ويلتزم في ذمته ماال عوضا عما بينهم,
ً ً
ليطفئ الفتن ة ,فيك ون ق د عم ل معروف ا عظيم ا ,من املش روع حمل ه عن ه من الزك اة ,لئال تجح ف الحمال ة بمال ه,
ً
وليكون ذلك تشجيعا له ولغيره على مثل هذا العمل الجليل ,الذي يحصل به كف الفتن والقضاء على الفساد ,بل
لق د أب اح الش ارع له ذا الغ ارم املس ألة لتحقيق ه ذا الغ رض؛ ففي صحيح مس لم عن قبيص ة ,ق ال :تحملت حمال ة,
فقال ّ
النبي صلى هللا عليه وسلم( :أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها).
الثاني :الغارم لنفسه ,كأن يفتدي نفسه من كفار ,أو يكون علي ه دين ال يقدر على تس ديده ,فيعطى من الزكاة ما
يسدد به دينه.
َّ
َ{و ِفي َس ِب ِيل الل ِه}:
ُ
في س بيل هللا ,ب أن يعطى من الزك اة الغ زاة املتطوع ة ال ذين ال رواتب لهم من بيت املال; ألن املراد بس بيل هللا عن د
َّ َ ُ ين ُي َق ات ُل َ
الل َه ُيح ُّب َّالذ َ
َّ َّ
ون ِفي َس ِب ِيل ِه} وقال تعالى{َ :وق ا ِتلوا ِفي َس ِب ِيل الل ِه} .كما تقام به ِ ِ ِ اإلطالق الغزو ,قال تعالى{ِ :إن
وسائل الجهاد من آالت وحراسة في الثغور
وك ذلك ي دخل في ه جه اد ال دعوة والكلم ة؛ لقول ه ص لى هللا علي ه وس لم ( :جاه دوا املش ركين ب أموالكم وأنفس كم
وألسنتكم) [رواه أحمد وأبو داود].
ً
ثانيا النصاب:
َ ّ
املح َّدد الذي إذا زاد املال عنه َوجبت فيه الزكاة ،وإذا كان املال أقل ِمنه لم تجب فيه زكاة،
الِنصاب هو املقدار َ
ِ ِّ
وإن من الشروط الواجب توافرها في األموال الخاضعة للزكاة بلوغ النصاب ،وينطبق ذلك على النقود والذهب
والفضة وعروض التجارة واألنعاموالثماروالركاز ،وفي ذلك قال النبي صلى هللا عليه وسلم ( :أن الذهب ال يؤخذ
والورق -أي الفضة -ال يؤخذ منه
ِ منه شيء حتى يبلغ عشرين دينارا فإذا بلغ عشرين دينارا ففيها نصف دينار،
شيء حتى يبلغ مائتي درهم فإذا بلغ مائتي درهم ففيها خمسة دراهم) .
ونصاب الذهب عشرون مثقاال وتساوي ( )85جراما من الذهب الخالص ،ونصاب الفضة مائتا درهم وتساوي (
)595جراما من الفضة الخالصة ،الذهب والفضة تستحق الزكاة متى ما بلغت النصاب وحال عليها الحول .وقيمة
الزك اة فيه ا %2.5من قيمته ا الخالص ة حس ب س عر ال ذهب والفض ة ي وم وج وب الزك اة .زك اة الحلى من ال ذهب
والفضة :الحلى املصنعة من غير الذهب والفضة مثل املاس واللولو وغيرها ال زكاة فيها .
وتحس ب زك اة حلى ال ذهب والفض ة حس ب وزن ال ذهب والفض ة الخالص ين وال اعتب ار بالقيم ة وال زيادته ا بس بب
الصياغة والصناعة وال بقيمة األحجار الكريمة والقطع املضافة من غير لذهب والفضة .الحلى املصنوعة من غير
ال ذهب الخ الص يس قط من وزنه ا مق دار م ا يخالطه ا من غ ير ال ذهب .العمالت الورقي ة تعام ل معامل ة ال ذهب
والفضة من حيث النصاب .قيمة النصاب فى أى عملة ورقية هو ما يساوى قيمة ( )85جراما من الذهب الخالص.
وتجب في ه رب ع العش ر أي ( %2.5في املائ ة) ,وه ذه القيم ة تحس ب حس ب س عر ال ذهب في الي وم ال ذي وجبت في ه
ً
جرام ا من ال ذهب ،والن اتج يك ون ه و نص اب الزك اة ب اليورو أو الزك اة ،وذل ك بض رب س عر ال ذهب عن دك في 85
الريال أو العملة التي تتعامل ،على أن تخرج الزكاة من نفس العملة أو ما يعادلها.
ويدخل فى حساب مدخراتك من العمالت الورقية ما تمتلكه نقدا والحسابات البنكية .
أم ا م ا دون النص اب فليس وع ًاء للزك اة وه و معف و عن ه ,ويكفي أن يكتم ل النص اب في ط رفي الح ول ,وال يض ر
نقصانه أو انعدامه خالل الحول ،ويضم املستفاد من املال خالل الحول إليه عند الحنفية واملالكية وهو أيسر في
التطبيق وأبعد عن التعقيد ولقد أخذ به جمهور الفقهاء.
حوالن الحول هو أن ينقضي على بلوغ املال نصابا اثنا عشر شهرا بحساب األشهر القمرية ،وإذا تعسر مراعاة
الحول القمري -بسبب ربط امليزانية بالسنة الشمسية -فإنه يجوز مراعاة السنة الشمسية على أن تزاد النسبة
املئوية الواجب إخراجها وهي 2.5% :لتصبح %2.577مراعاة نسبة عدد األيام التي تزيد بها السنة الشمسية عن
السنة القمرية .
وال يش ترط الح ول في زك اة ال زروع والثم ار لقول ه تع الى( :وآت وا حق ه ي وم حص اده) (األنع ام )141كم ا ال يش ترط
كذلك الحول في زكاة املعادن والركاز باتفاق الفقهاء .
هناك جهة أخرى من جهات الزكاة و هي زكاة الفطر وحكمها فريضة على كل مسلم ؛ الكبير والصغير ،والذكر و
األنثى ،و الحر والعبد ؛ لحديث ابن عمر رضي هللا عنهما قال " :فرض رسول هللا صلى هللا عليه وسلم زكاة الفطر
ً ً
من رمضان صاعا من تمر ،أو صاعا من شعير ؛ على العبد والحر ،والذكر واألنثى ،والصغير والكبير من املسلمين
.و أمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصالة " أخرجه البخاري .
فتجب على املسلم إذا كان يجد ما يفضل عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته ،فيخرجها عن نفسه ،وعمن
تلزمه مؤنته من املسلمين كالزوجة والولد .و األولى أن يخرجوها عن أنفسهم إن استطاعوا ؛ ألنهم هم املخاطبون
به ا .أم ا الحم ل في البطن فال يجب إخ راج زك اة الفطر عنه ؛ لع دم ال دليل .وم ا روي عن عثمان رض ي هللا عن ه ،
الح َب ل " فإسناده ضعيف .حكم إخراج قيمتها :ال يجزئ إخراج قيمتها ،وهووأنه " كان يعطي صدقة الفطر عن َ
ق ول أك ثر العلم اء ؛ ألن األص ل في العب ادات ه و التوقي ف ،ولم يثبت عن الن بي ص لى هللا علي ه وس لم أو أح ٍد من
أصحابه أنه أخرج قيمتها ،وقد حكمة زكاة الفطر :ما جاء في ح ديث عبدهللا بن عباس رضي هللا عنهما قال " :
فرض رسول هللا صلى هللا عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث ،وطعمة للمساكين .من أداها
قب ل الص الة فهي زك اة مقبول ة ،ومن أداه ا بع د الص الة فهي ص دقة من الص دقات " أخرج ه أب وداود وابن ماج ة
بسند حسن .
قال عليه الصالة والسالم " :من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " أخرجه مسلم .
جنس ال واجب فيه ا :طع ام اآلدم يين ؛ من تم ر أو ُب ر أو أرز أو غيره ا من طع ام ب ني آدم .ق ال أب و س عيد الخ دري
ً
رض ي هللا عن ه " :كن ا نخ رج ي وم الفط ر في عه د رسول هللا صلى هللا علي ه وس لم ص اعا من طعام ،وكان طعامن ا
الشعير والزبيب و األقط والتمر " أخرجه البخاري .
وقت إخراجها :قبل العيد بيوم أو يومين كما كان الصحابة يفعلون ؛ فعن نافع مولى ابن عمر رضي هللا عنهما أنه
ق ال في ص دقة التط وع " :و ك انوا يعط ون قب ل الفط ر بي وم أو ي ومين " أخرج ه البخ اري ،وعن د أبي داود بس ند
صحيح أنه قال " :فكان ابن عمر يؤديها قبل ذلك باليوم واليومين ".
و آخر وقت إخراجها صالة العيد ،كما سبق في حديث ابن عمر ،وابن عباس رضي هللا عنهم .
والصاع املقصود هو صاع أهل املدينة ؛ ألن النبي صلى هللا عليه وسلم جعل ضابط ما يكال ،بمكيال أهل املدينة
كما في حديث ابن عمر رضي هللا عنهما قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم " :املكيال على مكيال أهل املدينة
والوزن على وزن أهل مكة " أخرجه أبو داود والنسائي بسند صحيح .والصاع من املكيال ،فوجب أن يكون بصاع
أهل املدينة في زمن النبي صلى هللا عليه وسلم .
وق د وقفت على م ٍد مع دول بم د زي د بن ث ابت رض ي هللا عن ه عن د أح د طالب العلم الفض الء ،بس نده إلى زي د بن
ثابت رضي هللا عنه فأخذت املد و عدلته بالوزن ألطعمة مختلفة ،و من املعلوم أن الصاع أربعة أمداد فخرجت
بالنتائج اآلتية :
ً
أوال :أن الصاع ال يمكن أن يعدل بالوزن ؛ ألن الصاع يختلف وزنه باختالف ما يوضع فيه ،فصاع القمح يختلف
وزن ه عن ص اع األرز ،وص اع األرز يختل ف عن ص اع التم ر ،والتم ر ك ذلك يتف اوت ب اختالف أنواع ه ،ف وزن
( الخضري ) يختلف عن ( السكري ) ،و املكنوز يختلف عن املجفف حتى في النوع الواحد ،وهكذا.
ولذلك فإن أدق طريقة لضبط مقدار الزكاة هو الصاع ،وأن يكون بحوزة الناس.
ً ً
ثانيا :أن الصاع النبوي يساوي 3280( :مللتر ) ثالث لترات و مائتان وثمانون مللتر تقريبا .
ً
ثالثا :عدلت صاع أن واع من األطعمة ب الوزن .فتبين أن املوازين تتفاوت في دقة النتيجة فاخترت امليزان الدقيق
( الحساس ) و خرجت بالجدول اآلتي :
قمح 2.800
شعير 2.340
وأنبه هنا أن تقدير أنواع األطعمة هنا بالوزن أمر تقريبي؛ ألن وضع الطعام في الصاع ال ينضبط بالدقة املذكورة.
واألولى كما أسلفت أن يشيع الصاع النبوي بين الناس ،ويكون مقياس الناس به.
املس تحقون لزك اة الفط ر :هم الفق راء واملس اكين من املس لمين؛ لح ديث ابن عب اس رض ي هللا عنهم ا الس ابق..« :
وطعمة للمساكين
"تنبيه :من الخطأ دفعها لغير الفقراء و املساكين ،كما جرت به عادة بعض الناس من إعطاء الزكاة لألقارب أو
الجيران أو على سبيل التبادل بينهم و إن كانوا ال يستحقونها ،أو دفعها ألسر معينة كل سنة دون نظر في حال تلك
األسر ؛ هل هي من أهل الزكاة أو ال ؟ .مكان دفعها تدفع إلى فقراء املكان الذي هو فيه ،ويجوز نقلها إلى بلد آخر
على القول الراجح؛ ألن األصل هو الجواز ،ولم يثبت دليل صريح في تحريم نقلها.
خالصة:
هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية البحث ومؤكد أنني قد وصلت إلى نتائج عديدة ومنها أنني تعلمت أمور لم أكن
أعرفها من وقد أضفت إلى خلفيتي الدينية معلومات قيمة وقد تعلمت أن الزكاة فرض على كل مؤمن وهي نافعة
لنا وليست ضارة فهي تقوم ببناء املجتمع عن طريق تحقيق التكافل االجتماعي الذي يتحقق عن طريق مساعدة
اآلخرين وتحقيق مساواة بين طبقات املجتمع من ناحية وتقوم بتطهير نفوسنا من ناحية أخرى واألهم أنها تكسبنا
رضى هللا تعالى فبتالي بإذن هللا نفوز بالجنة .وأما من تركها وأهملها فله عذاب شديد فيكون قد باع اآلخرة بالدنيا
وبأس مصيره .وقد تعلمت كيفية آداء الزكاة بطريقة صحيحة وتعرفت على مفردات جديدة وتعلمت معانيها مثل
النصاب.