You are on page 1of 11

‫أوال‪ :‬أهمية الزكاة‪:‬‬

‫عز ّ‬
‫وجل مع الصالة في مواقع‬ ‫الزكاة هي الركن الثالث من أركان اإلسالم‪ ،‬ومن أهمية الزكاة أن قرنها هللا ّ‬
‫كثيرة في الكتاب العظيم للداللة على عظم منزلتها‪ ،‬وحيث إن نصوص الكتاب تفتقر إلى سنة النبي صلى هللا عليه‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫اس َم ا ن ّ ِِّز َل ِإل ْي ِه ْم} [النحل‪:‬‬ ‫وسلم في فهمها وتوضيحها؛ كما يدل عليه قول هللا تعالى‪{َ :‬و َأ ْن َز ْل َن ا إ َل ْي َك ّ ْ َ ُ َ ّ َ َّ‬
‫الِذكر ِلتب ِِّين ِللن ِ‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫‪] 44‬؛ فقد جاءت نصوص السنة وافرة في الترغيب في أداء الزكاة‪ ،‬والترهيب من منعها‪ ،‬وتوضيح أحكامها‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال تعريف الزكاة في اللغة العربية وفي الشريعة اإلسالمية‪:‬‬

‫أ‌‪ .‬الزكاة في اللغة‪:‬‬

‫الزكاة مشتقة في اللغة العربية من زكا والتي تعنى النماء والطهارة والبركة‪ ،‬النمو والزيادة يقال‪ :‬زكا الزرع ‪ :‬إذا نما‬
‫وزاد ‪ ،‬وزكت النفق ة ‪ :‬إذا ب ورك فيه ا ‪ ،‬و بمع نى الطه ارة ‪ ،‬فالزك اة طه رة للمجتم ع من التحاس د والتب اغض و ق ال‬
‫تع الى (ق د أفلح من زكاه ا)‪ (.‬س ورة الش مس ‪ ،‬اآلي ة ‪ )9 :‬أي طهره ا عن األدن اس ‪ ، ,‬كم ا أن ه ذه اللفظ ة ت دل على‬
‫الصالح‪ ,‬فإخراج الزكاة بركة وصالح للمجتمع‪ .‬وسميت الزكاة ألنها بحسب املعتقد اإلسالمي تزيد في املال الذي‬
‫ْ‬
‫أخرجت منه‪ ،‬وتقيه اآلفات‪ ،‬كما قال ابن تيمية‪ :‬نفس املتصدق تزكو‪ ،‬وماله يزكو‪َ ،‬يط ُهر ويزيد في املعنى‪.‬‬

‫الزكاة في الشريعة اإلسالمية‪:‬‬

‫هي الركن الثالث من أركان اإلسالم وتعرف الزكاة بأنها الجزء املخصص للفقير واملحتاج من أموال الغنى‪.‬‬
‫ً‬
‫وتحس ب الزك اة كنس بة ‪ %2.5‬من املدخرات الس نوية إذا تع دت قيم ة معين ة تع رف بالنص اب و ايض ا تع رف بانه ا‬
‫حصة مقدرة من املال فرضها هللا للمستحقين الذين سماهم في القرآن ‪ ،‬أو هي مقدار مخصوص في مال مخصوص‬
‫لطائفة مخصوصة‪ ،‬ويطلق لفظ الزكاة على نفس الحصة املخرجة من املال املزكى‪ .‬والزكاة الشرعية قد تسمى في‬
‫ّ‬
‫وصل عليهم إن صالتك‬ ‫لغة القرآن والسنة صدقة كما ذكر القرآن‪( :‬خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها‬
‫سكن لهم) (التوبة ‪ )103‬وفي الحديث الصحيح قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ملعاذ بن جبل حين أرسله إلى‬
‫اليمن‪( :‬ادعهم إلى شهادة أن ال إله إال هللا‪ ،‬وأني رسول هللا‪ ،‬فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن هللا افترض عليهم‬
‫خمس صلوات في كل يوم وليلة‪ ،‬فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن هللا افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من‬
‫أغنيائهم فترد على فقرائهم» رواه البخاري‪.‬‬

‫شروط وجوبها‪:‬‬

‫اإلسالم‪ ،‬فال تجب على غير املسلم‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫ُ‬
‫ملك النصاب‪ ،‬فال تجب على غير القادر‬ ‫‪-‬‬
‫حوالن الحول ُ(مضى سنة كاملة) عدا الخارج من األرض فزكاته تجب عند اشتداد الحب وظهور نضج‬ ‫‪-‬‬
‫الثمار‪.‬‬
‫امللك التام (قدرة املالك على التصرف بما يملك تصرفا تاما دون استحقاق للغير)‬ ‫‪-‬‬
‫والزي ادة عن الحاج ات األص لية (ا لع روض املقتن اة للحاج ات األص لية مث ل دور الس كنى وأدوات الحرف ة وآالت‬
‫الصناعة ووسائل املواصالت واالنتقاالت ‪ -‬كالسيارة ‪ -‬وأثاث املنزل‪ ،‬ال زكاة فيها)‬

‫الكثير من يقول إن الزكاة مثل الضرائب وأن لهما نفس املعنى واملفهوم ولكن هذا الرأي خاطئ وهنا أقدم‬
‫بعض الفروق بين الزكاة والضرائب‪:‬‬

‫الزكاة فريضة إسالمية لكن الضريبة يفرضها القانون‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫الزكاة ال يمكن التهرب من آدائها ألن هللا يراقب العباد لكن الضرائب يمكن للمرء التهرب منها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الزكاة تأديتها عبادة هلل وتنجي الفرد من عذاب اآلخرة والضريبة تأديتها انقياد للقانون حتى اليعاقب في‬ ‫‪-‬‬
‫الدنيا‪.‬‬
‫الزكاة تصل مباشرة من األغنياء للفقراء أما الضرائب فقد يتهرب منها األغنياء ويجبر على دفعها الفقراء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الزكاة يؤديها املسلم مقبل عليها وهو طائع لذلك فهي تبعث في نفسه السعادة أما الضريبة يؤديها الفرد‬ ‫‪-‬‬
‫وهو مجبر تحت سطوة القانون لذلك تزيد من الضغوط النفسية عليه مما يزيد من مخاطر األمراض‬
‫النفسية‪.‬‬
‫املال يذهب في الضرائب بينما الزكاة تزيد املال وتطرح فيه البركة‬ ‫‪-‬‬
‫الزكاة ال يمكن نقل عبئها إلى شخص غير املكلف بها إلن هناك مؤسسة رقابية هي الحسبة سوف تقوم‬ ‫‪-‬‬
‫بتوقي ع العق اب على من يثبت قيام ه ب ذلك‪ ،‬إال أن ه من الث ابت في الفك ر االقتص ادي فك رة نق ل العبء‬
‫الضريبي والذي يؤدي إلى ظاهرة الركود التضخمي‪ .‬فالضرائب باعتبارها تكاليف إنتاج سوف تساهم في‬
‫صناعة التضخم (زيادة املستوى العام لألسعار) بينما ال تؤدي الزكاة إلى هذا املرض االقتصادي الخطير‪.‬‬
‫كما أن الزكاة تؤخذ من األغنياء بينما الضرائب على نحو ما تقدم‪ ،‬يقوم بتحملها الفقراء وليس األغنياء‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وبالت الي تق وم الزك اة ب دور إجتم اعي واقتص ادي إيج ابي‪ ،‬بينم ا تق وم الض رائب (على نح و م ا ه و متب ع في‬
‫النظم الوضعية) بدور سلبي‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا مكانة الزكاة‪:‬‬

‫هي الركن الثالث من أركان اإلسالم الخمسة‪ ،‬وعمود من أعمدة الدين التي ال يقام إال بها‪ُ ،‬يقاتل مانعها‪ ،‬ويكفر‬
‫جاحدها‪ .‬فرضت في العام الثاني من الهجرة‪ .‬وملا مات النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬منع كثير من العرب الزكاة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وأكثرهم منعها بخال‪ ،‬وادعوا أنها خاصة بالنبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وبعضهم منعها جحودا‪ ،‬فعزم أبو بكر ‪-‬رضي‬
‫هللا عن ه‪ -‬على القت ال‪ ,‬وك أن بعض الص حابة توقف وا عن قت الهم‪ ،‬لك ونهم يش هدون الش هادتين‪ ،‬وق د ق ال عم ر بن‬
‫الخطاب ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬ألبي بكرعندما هم بقتالهم‪ :‬كيف تقاتل الناس‪ ،‬وقد قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ال إله إال هللا‪ ،‬فإذا قالوا ال إله إال هللا‪ ،‬عصموا مني دماءهم وأموالهم إال بحقها ‪.‬‬
‫قال أبو بكر رضي هللا عنه‪ :‬وهللا ألقاتلن من فرق بين الصالة والزكاة‪ ،‬فإن الزكاة حق املال فكأنه استدل رضي هللا‬
‫عنه بقوله‪ :‬إال بحقها أي إال بحق ال إله إال هللا‪ ،‬ومن حقها اإلتيان بمستلزماتها ومكمالتها‪ ،‬ومنها الزكاة‪ ،‬فإنها شعيرة‬
‫من ش عائر اإلس الم‪ ،‬وهي كم ا ق ال أب و بك ر ح ق املال‪ ,‬يق ول عم ر بن الخط اب رض ي هللا عن ه‪ :‬فوهللا م ا ه و إال أن‬
‫رأيت هللا شرح صدر أبي بكر للقتال‪ ،‬فعرفت أنه الحق فاتفق الصحابة على قتال مانعي الزكاة وقد استدلوا بأدلة‬
‫من الكتاب والسنة‪ .‬وردت في كتاب هللا عز وجل ثالثين مرة في مواطن مختلفة‪ .‬فهي سبب لنيل رحمة هللا تعالى قال‬
‫تعالى‪ (:‬ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة ) "األعراف‪."165:‬‬

‫الزكاة شرط الستحقاق نصرة هللا سبحان وتعالى ‪,‬قال تعالى‪( :‬ولينصرن هللا من ينصره إن هللا لقوي عزيز‪ ،‬الذين‬
‫إن مكناهم في األرض أقاموا الصالة وآتوا الزكاة)‬

‫"الحج‪."41:‬‬

‫و الزكاة شرط ألخوة الدين قال تعالى‪(:‬فإن تابوا وأقاموا الصالة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين) "التوبة‪."11:‬‬
‫ً‬
‫وهي أيضا صفة من صفات املجتمع املؤمن قال تعالى‪( :‬واملؤمنون واملؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون باملعروف‬
‫وينهون عن املنكر ويقيمون الصالة ويؤتون الزكاة ويطيعون هللا ورسوله أولئك سيرحمهم هللا إن هللا عزيز حكيم)‬

‫"التوبة‪"71:‬‬
‫ً‬
‫و هي أيضا من صفات ُع ّم ار بيوت هللا قال تعالى‪( :‬إنما يعمر مساجد هللا من آمن باهلل واليوم اآلخر وأقام الصالة‬
‫وآتى الزكاة ولم يخش إال هللا)‬

‫"التوبة‪"18:‬‬

‫صفة من صفات املؤمنين الذين يرثون الفردوس قال تعالى‪( :‬والذين هم للزكاة فاعلون)‬

‫"املؤمنون‪."4:‬‬

‫ً‬
‫و أيضا قد تبين عظمة مكانة الزكاة في السنة النبوية‪:‬‬

‫وعن ابن عمر رضي هللا عنهما أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪:‬‬

‫(ب ني اإلس الم على خمس‪ :‬ش هادة أن ال إل ه إال هللا‪ ,‬وأن محم ًدا رس ول هللا ‪ ,‬وإق ام الص الة‪ ,‬وإيت اء الزك اة‪ ,‬وحج‬
‫البيت ملن استطاع إليه سبيال‪ ,‬وصوم رمضان)‬

‫أخرجه البخاري ومسلم‬


‫وروى أب و هري رة رض ي هللا عن ه عن أب و بك ر الص ديق رض ي هللا تع الى عن ه أن ه ق ال ‪(( :‬وهللا ألق َّ‬
‫اتلن من ف رق بين‬
‫الزكاة حق املال )) البخاري‬‫الصالة والزكاة فإن َّ‬

‫ايضا من مكانة الزكاة ان لها فوائد كثيرة فلها فةائد دينية‪ ،‬وخلقية‪ ،‬واجتماعية نذكر منها ما يأتي‪ ،‬فمن فوائدها‬
‫الدينية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أنها قيام بركن من أركان اإلسالم الذي عليه مدار سعادة العبد في دنياه وأخراه‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أنها تقرب العبد إلى ربه وتزيد في إيمانه‪ ،‬شأنها في ذلك شأن جميع الطاعات‪.‬‬
‫ُ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ َ ٰ‬ ‫َّ ْ ْ‬
‫ٱلص َدقـ ِت َوٱلل ُه ال ُي ِح ُّب ك َّل ك َّف ٍار‬ ‫‪ 3‬ـ م ا ي ترتب على أدائها من األجر العظيم‪ ،‬قال تع الى‪{َ :‬ي ْم َح ُق ٱلل ُه ٱل ّ ِِّر َب ٰوا َو ُي ْر ِبى‬
‫ون َو ْج َه‬
‫َ َ َ ْ ُ ْ َ َّ َ َ َ‬
‫ءات ْي ُت ْم ِّمن َز َك ٰوة ُتر ُيد َ‬ ‫اس فال يرب وا ِعند ٱلل ِه وم آ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ َُْ ْ ّ ّ ً َّْ ُ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫أ ِث ٍيم }‪ ،‬وقال تعالى‪{ :‬وم آ ءاتيتم ِِّمن ِِّربا ِِّليرب وا ِفى أم و ِال ٱلن ِ‬
‫َّ َ ُ ْ َ ٰ َ ُ مْل ُ ْ‬
‫ض ع ُف َ‬
‫ون } وق ال الن بي ص لى هللا علي ه وس لم‪":‬من تص دق بع دل تم رة ‪ -‬أي مايع ادل تم رة ‪ -‬من‬ ‫ٱلل ِه فأولـ ِئك ه ُم ٱ ِ‬
‫كسب طيب ‪ ،‬وال يقبل هللا إال الطيب ‪ ،‬فإن هللا يأخذها بيمينه ثميربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون‬
‫مثل الجبل"رواه البخاري ومسلم‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ إن هللا يمحو بها الخطايا كما قال النبي صلى هللا عليه وس لم‪« :‬تطفىء الخطيئة كم ا يطفىء املاء النار» واملراد‬
‫ً‬
‫بالصدقة هنا الزكاة‪ ،‬وصدقة التطوع جميعا‪.‬‬

‫ومن فوائدها الخلقية‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أنها تلحق املزكي بركب الكرماء ذوي السماحة والسخاء‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أن الزكاة تستوجب اتصاف املزكي بالرحمة والعطف على إخوانه املعدمين‪ ،‬والراحمون يرحمهم هللا‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أن من املشاهد أن بذل النفع املالي والبدني للمسلمين يشرح الصدر ويبسط النفس‪ ،‬ويوجب أن يكون اإلنسان‬
‫ُ ْ ْ َ ْ َٰ ْ َ َ ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ص َدقة‬ ‫محبوب ا مكرم ا ‪ 4‬ـ أن في الزك اة تطه يرا ألخالق باذله ا من البخ ل والش ح‪ ،‬كم ا ق ال تع الى‪{ :‬خ ذ ِمن أم و ِل ِهم‬
‫ُ َ ّ ُ ُ ْ َ ُ َ ّ ْ َ َ َ ّ َ َ ْ ْ َّ َ َ َٰ َ َ َ َ ٌ َّ ُ ْ َ َّ‬
‫ٱلل ُه َسم ٌيع َع ِل ٌ‬
‫يم }‪.‬بحسب ما يبذل من النفع إلخوانه‬ ‫ِ‬ ‫تط ِِّهرهم وتز ِِّك ِيهم ِبها وص ِِّل علي ِهم ِإن صلوتك سكن لهم و‬

‫ومن فوائدها االجتماعية‪:‬‬


‫ً‬
‫‪ 1‬ـ أن فيها دفعا لحاجة الفقراء الذين هم السواد األعظم في غالب البالد‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ 2‬ـ أن في الزكاة تقوية للمسلمين ورفعا من شأنهم‪ ،‬ولذلك كان أحد جهات الزكاة الجهاد في سبيل هللا‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ إن فيها إزالة لألحقاد والضغائن التي تكون في صدور الفقراء واملعوزين‪ ،‬فإن الفقراء إذا رأوا تبسط األغنياء‬
‫ً‬
‫ب األموال‪ ،‬وع دم انتف اعهم بش يء منه ا ال بقلي ل وال بكث ير‪ ،‬فربم ا يحمل ون ع داوة وحس دا على األغني اء‪ ،‬حيث لم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يراع وا لهم حقوق ا‪ ،‬ولم ي دفعوا لهم حاج ة‪ ،‬ف إذا ص رف األغني اء لهم ش يئا من أم والهم على رأس ك ل ح ول زالت‬
‫هذه األمور‪ ،‬وحصلت املودة واملؤاخاة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ 4‬ـ أن فيها تنمية لألموال وتكثيرا لبركتها‪ ،‬ملا جاء في الحديث عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪« :‬ما نقصت‬
‫ً‬
‫صدقة من مال» أي إن نقصت الصدقة املال عينا ‪ ،‬فإنها لن تنقصه‪ ،‬بل يخلف هللا بدلها ويبارك له في ماله‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ 5‬ـ إن فيها توسعة وبسطا لألموال‪ ،‬فإن األموال إذا صرف منها شيء اتسعت دائرتها‪ ،‬وانتفع بها الفقير من الناس‪،‬‬
‫بخالف ما إذا كانت دولة بين األغنياء ال يحصل الفقراء على شيء منها‪.‬‬
‫الباب الثاني أحكام الزكاة‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال مستحقي الزكاة‪:‬‬
‫مْل َ‬ ‫َّ َ َ ُ ْ َ‬
‫ات ِلل ُفق َر ِاء َوا َس ِاك ِين‬ ‫ة{إ َّن َم ا الص دق‬
‫ح دد الق رآن الك ريم األص ناف الثماني ة من مس تحقي الزك اة في اآلي ة الكريم ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫يض ة ِم َن الل ِه َوالله َع ِل ٌ‬
‫يم‬
‫َ‬
‫الس بيل فر َ‬ ‫َّ‬
‫الل ِه َو ْابن َّ‬ ‫َْ‬
‫اب َوالغ ِار ِم َين َو ِفي َس ِب ِيل‬
‫ّ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ مْل ُ َ َّ َ ُ ُ ُ ُ ْ َ‬ ‫َ َْ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الِرق ِ‬
‫والع ِام ِلين عليه ا وا ؤلف ِة قل وبهم و ِفي ِّ‬
‫يم} [التوبة‪ ،]60:‬و ال يجوز صرف الزكاة إلى غير األصناف الثمانية املذكورة في هذه اآلية‪.‬‬ ‫َح ِك ٌ‬

‫ْ َ‬
‫ِ{لل ُفق َر ِاء}‪:‬‬

‫الفقير هو املتصف بالفقر‪ ،‬وهو املحتاج احتياجا ال يبلغ بصاحبه إلى الضراعة واملذلة‪ ،‬وضده الغني‪.‬فاملسكين أشد‬
‫حاجة؛ ألن الضراعة تكون عند ضعف الصبر عن تحمل ألم الخصاصة‪ ،‬واألكثر إنما يكون ذلك من شدة الحاجة‬
‫على نفس املحتاج‪.‬‬

‫وتحت بندي الفقراء واملساكين يمكن إدراج بعض التصنيفات الفرعية هي ‪ :‬أصحاب الدخول الضعيفة ‪ • .‬األيتام‬

‫• األرام ل• املطلق ات• املس نون• املرض ى• ط الب العلم• الع اطلون عن العم ل• أس ر املفق ودين والس جناء• ذووا‬
‫االحتياجات الخاصة• األسر املتعففة• املنكوبون‪.‬‬

‫َ{وامْل ُ َؤ َّل َف ِة ُق ُل ُ‬
‫وب ُه ْم}‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َُّ‬
‫هم ال ذين تؤل ف‪ ،‬أي‪ :‬ت ؤنس قل وبهم لإلس الم من ال ذين دخل وا في اإلس الم بح دثان عه د‪ ،‬أو من ال ذين ُي َرغب ون في‬
‫الدخول في اإلسالم؛ ألنهم قاربوا أن يسلموا‪.‬‬

‫وللمؤلفة قلوبهم أحوال‪:‬‬


‫ٌ‬ ‫فمنهم من ك ان ح ديث عه د باإلس الم‪ُ ،‬‬
‫وع ِرف ض عف حينئ ذ في إس المه‪ ،‬مث ل أبي س فيان بن ح رب‪ ،‬والح ارث بن‬
‫ً‬ ‫ْ َ‬
‫مس ل َمة الفتح‪ ،‬ق ال الن بي ص لى هللا علي ه وس لم‪( :‬إني أعطي قريش ا أت ألفهم ألنهم ح ديثو عه د بجاهلي ة)‬ ‫هش ام من‬
‫[متفق عليه]‪.‬‬

‫ومنهم من هم كفار وظهر منهم ميل إلى اإلسالم‪ ،‬مثل صفوان بن أمية‪ ،‬حيث قال‪ :‬لقد أعطاني رسول هللا صلى هللا‬
‫إلي‪ ،‬فما زال يعطيني حتى إنه ألحب الخلق ّ‬
‫إلي‪[ .‬رواه مسلم]‪..‬‬ ‫عليه وسلم يوم حنين وإنه ملن أبغض الناس ّ‬

‫ّ َ‬ ‫َ‬
‫اب} ‪:‬‬
‫الِرق ِ‬
‫{و ِفي ِّ‬
‫وفاء‪ُ ,‬‬
‫فيعطى املكاتب ما يقدر به على وفاء دينه حتى يعتق ويخلص من الرق‪,‬‬ ‫وهم األرقاء املكاتبون الذين ال يجدون ً‬
‫ً‬
‫ويجوز أن يشتري املسلم من زكاته عبدا فيعتقه‪ ,‬ويجوز أن يفتدى من الزكاة األسير املسلم; ألن في ذلك فك رقبة‬
‫ً‬
‫املسلم من األسر من باب أولى؛ ألن األسر أعظم ضررا من الرق‪.‬‬

‫َْ‬
‫َ{والغ ِار ِم َين}‪:‬‬

‫واملراد بالغارم املدين‪ ,‬وهو نوعان‪:‬‬

‫أحدهما‪ :‬غارم لغيره‪ ,‬وهو الغارم ألجل إصالح ذات البين‪ ,‬بأن يقع بين قبيلتين أو قريتين نزاع في دماء أو أموال‪,‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ويحدث بسبب ذلك بينهم شحناء وعداوة‪ ,‬فيتوسط الرجل بالصلح بينهما‪ ,‬ويلتزم في ذمته ماال عوضا عما بينهم‪,‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ليطفئ الفتن ة‪ ,‬فيك ون ق د عم ل معروف ا عظيم ا‪ ,‬من املش روع حمل ه عن ه من الزك اة‪ ,‬لئال تجح ف الحمال ة بمال ه‪,‬‬
‫ً‬
‫وليكون ذلك تشجيعا له ولغيره على مثل هذا العمل الجليل‪ ,‬الذي يحصل به كف الفتن والقضاء على الفساد‪ ,‬بل‬
‫لق د أب اح الش ارع له ذا الغ ارم املس ألة لتحقيق ه ذا الغ رض؛ ففي صحيح مس لم عن قبيص ة‪ ,‬ق ال‪ :‬تحملت حمال ة‪,‬‬
‫فقال ّ‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪( :‬أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها)‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬الغارم لنفسه‪ ,‬كأن يفتدي نفسه من كفار‪ ,‬أو يكون علي ه دين ال يقدر على تس ديده‪ ,‬فيعطى من الزكاة ما‬
‫يسدد به دينه‪.‬‬
‫َّ‬
‫َ{و ِفي َس ِب ِيل الل ِه}‪:‬‬
‫ُ‬
‫في س بيل هللا‪ ,‬ب أن يعطى من الزك اة الغ زاة املتطوع ة ال ذين ال رواتب لهم من بيت املال; ألن املراد بس بيل هللا عن د‬
‫َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ين ُي َق ات ُل َ‬
‫الل َه ُيح ُّب َّالذ َ‬
‫َّ َّ‬
‫ون ِفي َس ِب ِيل ِه} وقال تعالى‪{َ :‬وق ا ِتلوا ِفي َس ِب ِيل الل ِه}‪ .‬كما تقام به‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلطالق الغزو‪ ,‬قال تعالى‪{ِ :‬إن‬
‫وسائل الجهاد من آالت وحراسة في الثغور‬

‫وك ذلك ي دخل في ه جه اد ال دعوة والكلم ة؛ لقول ه ص لى هللا علي ه وس لم ‪( :‬جاه دوا املش ركين ب أموالكم وأنفس كم‬
‫وألسنتكم) [رواه أحمد وأبو داود]‪.‬‬

‫َ{و ْابن َّ‬


‫الس ِب ِيل}‪:‬‬ ‫ِ‬
‫وه و املس افر املنقط ع ب ه في س فره بس بب نف اد م ا مع ه أو ض ياعه; ألن الس بيل ه و الطري ق‪ ,‬فس مي من لزم ه ابن‬
‫السبيل؛ والدليل قوله صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬ال تحل الصدقة لغني إال في سبيل هللا وابن السبيل) [رواه أحمد وأبو‬
‫ُّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُّ‬
‫يوِصله ذلك‬
‫بلد قصده‪ ,‬أعطي ما ِّ‬
‫يوِصله إلى بلده‪ .‬وإن كان في طريقه إلى ٍ‬‫داود وابن ماجه]‪ ,‬فيعطى ابن السبيل ما ِّ‬
‫البلد‪ ,‬وما يرجع به إلى بلده‪.‬‬

‫ً‬
‫ثانيا النصاب‪:‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫املح َّدد الذي إذا زاد املال عنه َوجبت فيه الزكاة‪ ،‬وإذا كان املال أقل ِمنه لم تجب فيه زكاة‪،‬‬
‫الِنصاب هو املقدار َ‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫وإن من الشروط الواجب توافرها في األموال الخاضعة للزكاة بلوغ النصاب‪ ،‬وينطبق ذلك على النقود والذهب‬
‫والفضة وعروض التجارة واألنعاموالثماروالركاز‪ ،‬وفي ذلك قال النبي صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬أن الذهب ال يؤخذ‬
‫والورق ‪ -‬أي الفضة ‪ -‬ال يؤخذ منه‬
‫ِ‬ ‫منه شيء حتى يبلغ عشرين دينارا فإذا بلغ عشرين دينارا ففيها نصف دينار‪،‬‬
‫شيء حتى يبلغ مائتي درهم فإذا بلغ مائتي درهم ففيها خمسة دراهم) ‪.‬‬

‫ونصاب الذهب عشرون مثقاال وتساوي (‪ )85‬جراما من الذهب الخالص‪ ،‬ونصاب الفضة مائتا درهم وتساوي (‬
‫‪ )595‬جراما من الفضة الخالصة‪ ،‬الذهب والفضة تستحق الزكاة متى ما بلغت النصاب وحال عليها الحول‪ .‬وقيمة‬
‫الزك اة فيه ا ‪ %2.5‬من قيمته ا الخالص ة حس ب س عر ال ذهب والفض ة ي وم وج وب الزك اة‪ .‬زك اة الحلى من ال ذهب‬
‫والفضة ‪ :‬الحلى املصنعة من غير الذهب والفضة مثل املاس واللولو وغيرها ال زكاة فيها ‪.‬‬

‫ذهب املرأة املعدة لالستعمال الشخصي او لالكتناز ففيها زكاة ‪.‬‬

‫وتحس ب زك اة حلى ال ذهب والفض ة حس ب وزن ال ذهب والفض ة الخالص ين وال اعتب ار بالقيم ة وال زيادته ا بس بب‬
‫الصياغة والصناعة وال بقيمة األحجار الكريمة والقطع املضافة من غير لذهب والفضة ‪ .‬الحلى املصنوعة من غير‬
‫ال ذهب الخ الص يس قط من وزنه ا مق دار م ا يخالطه ا من غ ير ال ذهب ‪ .‬العمالت الورقي ة تعام ل معامل ة ال ذهب‬
‫والفضة من حيث النصاب ‪ .‬قيمة النصاب فى أى عملة ورقية هو ما يساوى قيمة (‪ )85‬جراما من الذهب الخالص‪.‬‬
‫وتجب في ه رب ع العش ر أي (‪ %2.5‬في املائ ة)‪ ,‬وه ذه القيم ة تحس ب حس ب س عر ال ذهب في الي وم ال ذي وجبت في ه‬
‫ً‬
‫جرام ا من ال ذهب‪ ،‬والن اتج يك ون ه و نص اب الزك اة ب اليورو أو‬ ‫الزك اة‪ ،‬وذل ك بض رب س عر ال ذهب عن دك في ‪85‬‬
‫الريال أو العملة التي تتعامل ‪ ،‬على أن تخرج الزكاة من نفس العملة أو ما يعادلها‪.‬‬

‫ويدخل فى حساب مدخراتك من العمالت الورقية ما تمتلكه نقدا والحسابات البنكية ‪.‬‬

‫والنصاب في زكاة عروض التجارة هو ما قيمته (‪ )85‬جراما من الذهب الخالص‪،‬‬


‫ً‬
‫صاعا بالصاع النبوي وإذا كان الوسق ‪ 60‬صاعا ‪ ،‬وال ّـِن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صاب خمسة‬ ‫ِّ‬ ‫صاب التمر ‪ :‬خ ْم َسة أ ْو ُسق ‪ ،‬والوسق ستون‬‫ون َ‬
‫ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫فالـِنصاب = ‪ 300 = 60 × 5‬ص اع ‪ .‬فال تجب الزك اة في أق ّل من ذل ك ‪ .‬وينبغي أن يعلم أن الـ ‪ 300‬ص اع‬ ‫أوس ق ‪ِّ ،‬‬
‫ْ‬
‫ُتساوي تقريبا ‪ 900‬كيال ( كيل و ) ‪ ،‬هذا في التمر وزكاة ال ُح ُب وب = خمسة أوسق أيضا ‪ ،‬أي ‪ 300 :‬صاع ‪ .‬ون َ‬
‫َ‬
‫ص اب‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫الغ َنم = ‪ 40‬شاة ‪ُ ،‬وي َ‬ ‫شترط ل ُوجوب الزكاة أن تكون ترعى أغلب السنة ‪ .‬ون َ‬ ‫ُ‬
‫شترط‬ ‫ص اب‬ ‫ِ‬ ‫اإلبل خمس ِمن اإلبل ‪ ،‬وي َ ِ‬
‫ّ‬
‫والِركاز ما وجد‬ ‫صاب ّ َ ْ ُ ْ ُ‬ ‫الب َقر البقر = ‪ 30‬بقرة ون َ‬
‫ل ُوجوب الزكاة أن تكون ترعى أغلب السنةونصاب َ‬
‫الِرك ِاز الخمس ‪ِّ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ِم َّما د ِفن في الجاهلية‪.‬‬

‫أم ا م ا دون النص اب فليس وع ًاء للزك اة وه و معف و عن ه‪ ,‬ويكفي أن يكتم ل النص اب في ط رفي الح ول‪ ,‬وال يض ر‬
‫نقصانه أو انعدامه خالل الحول‪ ،‬ويضم املستفاد من املال خالل الحول إليه عند الحنفية واملالكية وهو أيسر في‬
‫التطبيق وأبعد عن التعقيد ولقد أخذ به جمهور الفقهاء‪.‬‬

‫حوالن الحول هو أن ينقضي على بلوغ املال نصابا اثنا عشر شهرا بحساب األشهر القمرية‪ ،‬وإذا تعسر مراعاة‬
‫الحول القمري ‪ -‬بسبب ربط امليزانية بالسنة الشمسية‪ -‬فإنه يجوز مراعاة السنة الشمسية على أن تزاد النسبة‬
‫املئوية الواجب إخراجها وهي‪ 2.5% :‬لتصبح ‪ %2.577‬مراعاة نسبة عدد األيام التي تزيد بها السنة الشمسية عن‬
‫السنة القمرية ‪.‬‬

‫وال يش ترط الح ول في زك اة ال زروع والثم ار لقول ه تع الى‪( :‬وآت وا حق ه ي وم حص اده) (األنع ام ‪ )141‬كم ا ال يش ترط‬
‫كذلك الحول في زكاة املعادن والركاز باتفاق الفقهاء ‪.‬‬

‫هناك جهة أخرى من جهات الزكاة و هي زكاة الفطر وحكمها فريضة على كل مسلم ؛ الكبير والصغير ‪ ،‬والذكر و‬
‫األنثى ‪ ،‬و الحر والعبد ؛ لحديث ابن عمر رضي هللا عنهما قال ‪ " :‬فرض رسول هللا صلى هللا عليه وسلم زكاة الفطر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫من رمضان صاعا من تمر ‪ ،‬أو صاعا من شعير ؛ على العبد والحر ‪ ،‬والذكر واألنثى ‪ ،‬والصغير والكبير من املسلمين‬
‫‪ .‬و أمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصالة " أخرجه البخاري ‪.‬‬

‫فتجب على املسلم إذا كان يجد ما يفضل عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته ‪ ،‬فيخرجها عن نفسه ‪ ،‬وعمن‬
‫تلزمه مؤنته من املسلمين كالزوجة والولد‪ .‬و األولى أن يخرجوها عن أنفسهم إن استطاعوا ؛ ألنهم هم املخاطبون‬
‫به ا ‪ .‬أم ا الحم ل في البطن فال يجب إخ راج زك اة الفطر عنه ؛ لع دم ال دليل ‪ .‬وم ا روي عن عثمان رض ي هللا عن ه ‪،‬‬
‫الح َب ل " فإسناده ضعيف ‪ .‬حكم إخراج قيمتها ‪ :‬ال يجزئ إخراج قيمتها ‪ ،‬وهو‬‫وأنه " كان يعطي صدقة الفطر عن َ‬
‫ق ول أك ثر العلم اء ؛ ألن األص ل في العب ادات ه و التوقي ف ‪ ،‬ولم يثبت عن الن بي ص لى هللا علي ه وس لم أو أح ٍد من‬
‫أصحابه أنه أخرج قيمتها ‪ ،‬وقد حكمة زكاة الفطر ‪ :‬ما جاء في ح ديث عبدهللا بن عباس رضي هللا عنهما قال ‪" :‬‬
‫فرض رسول هللا صلى هللا عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث ‪ ،‬وطعمة للمساكين ‪ .‬من أداها‬
‫قب ل الص الة فهي زك اة مقبول ة ‪ ،‬ومن أداه ا بع د الص الة فهي ص دقة من الص دقات " أخرج ه أب وداود وابن ماج ة‬
‫بسند حسن ‪.‬‬

‫قال عليه الصالة والسالم ‪ " :‬من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " أخرجه مسلم ‪.‬‬

‫جنس ال واجب فيه ا ‪ :‬طع ام اآلدم يين ؛ من تم ر أو ُب ر أو أرز أو غيره ا من طع ام ب ني آدم ‪ .‬ق ال أب و س عيد الخ دري‬
‫ً‬
‫رض ي هللا عن ه ‪ " :‬كن ا نخ رج ي وم الفط ر في عه د رسول هللا صلى هللا علي ه وس لم ص اعا من طعام ‪ ،‬وكان طعامن ا‬
‫الشعير والزبيب و األقط والتمر " أخرجه البخاري ‪.‬‬
‫وقت إخراجها ‪ :‬قبل العيد بيوم أو يومين كما كان الصحابة يفعلون ؛ فعن نافع مولى ابن عمر رضي هللا عنهما أنه‬
‫ق ال في ص دقة التط وع ‪ " :‬و ك انوا يعط ون قب ل الفط ر بي وم أو ي ومين " أخرج ه البخ اري ‪ ،‬وعن د أبي داود بس ند‬
‫صحيح أنه قال ‪ " :‬فكان ابن عمر يؤديها قبل ذلك باليوم واليومين "‪.‬‬

‫و آخر وقت إخراجها صالة العيد ‪ ،‬كما سبق في حديث ابن عمر ‪ ،‬وابن عباس رضي هللا عنهم ‪.‬‬

‫مقدارها ‪ :‬صاع عن كل مسلم لحديث ابن عمر السابق‪.‬‬

‫والصاع املقصود هو صاع أهل املدينة ؛ ألن النبي صلى هللا عليه وسلم جعل ضابط ما يكال ‪ ،‬بمكيال أهل املدينة‬
‫كما في حديث ابن عمر رضي هللا عنهما قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ " :‬املكيال على مكيال أهل املدينة‬
‫والوزن على وزن أهل مكة " أخرجه أبو داود والنسائي بسند صحيح ‪ .‬والصاع من املكيال ‪ ،‬فوجب أن يكون بصاع‬
‫أهل املدينة في زمن النبي صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬

‫وق د وقفت على م ٍد مع دول بم د زي د بن ث ابت رض ي هللا عن ه عن د أح د طالب العلم الفض الء ‪ ،‬بس نده إلى زي د بن‬
‫ثابت رضي هللا عنه فأخذت املد و عدلته بالوزن ألطعمة مختلفة ‪ ،‬و من املعلوم أن الصاع أربعة أمداد فخرجت‬
‫بالنتائج اآلتية ‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال ‪ :‬أن الصاع ال يمكن أن يعدل بالوزن ؛ ألن الصاع يختلف وزنه باختالف ما يوضع فيه ‪ ،‬فصاع القمح يختلف‬
‫وزن ه عن ص اع األرز ‪ ،‬وص اع األرز يختل ف عن ص اع التم ر ‪ ،‬والتم ر ك ذلك يتف اوت ب اختالف أنواع ه ‪ ،‬ف وزن‬
‫( الخضري ) يختلف عن ( السكري ) ‪ ،‬و املكنوز يختلف عن املجفف حتى في النوع الواحد ‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫ولذلك فإن أدق طريقة لضبط مقدار الزكاة هو الصاع ‪ ،‬وأن يكون بحوزة الناس‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ثانيا ‪ :‬أن الصاع النبوي يساوي ‪ 3280( :‬مللتر ) ثالث لترات و مائتان وثمانون مللتر تقريبا ‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا ‪ :‬عدلت صاع أن واع من األطعمة ب الوزن ‪ .‬فتبين أن املوازين تتفاوت في دقة النتيجة فاخترت امليزان الدقيق‬
‫( الحساس ) و خرجت بالجدول اآلتي ‪:‬‬

‫نوع الطعام وزن الصاع منه بالكيلو‬

‫أرز مزة ‪2.510‬‬

‫أرز بشاور ‪2.490‬‬

‫أرز مصري ‪2.730‬‬

‫أرز أمريكي ‪2.430‬‬

‫أرز أحمر ‪2.220‬‬

‫قمح ‪2.800‬‬

‫حب الجريش ‪2,380‬‬


‫حب الهريس ‪2.620‬‬

‫دقيق البر ‪1.760‬‬

‫شعير ‪2.340‬‬

‫تمر ( خالص ) غير مكنوز ‪1.920‬‬

‫تمر ( خالص ) مكنوز ‪2,672‬‬

‫تمر ( سكري ) غير مكنوز ‪1.850‬‬

‫تمر ( سكري ) مكنوز ‪2.500‬‬

‫تمر ( خضري ) غير مكنوز ‪1.480‬‬

‫تمر ( خضري ) مكنوز ‪2.360‬‬

‫تمر ( روثان ) جاف ‪1,680‬‬

‫تمر (مخلوط) مكنوز ‪2.800‬‬

‫وأنبه هنا أن تقدير أنواع األطعمة هنا بالوزن أمر تقريبي؛ ألن وضع الطعام في الصاع ال ينضبط بالدقة املذكورة‪.‬‬
‫واألولى كما أسلفت أن يشيع الصاع النبوي بين الناس‪ ،‬ويكون مقياس الناس به‪.‬‬

‫املس تحقون لزك اة الفط ر‪ :‬هم الفق راء واملس اكين من املس لمين؛ لح ديث ابن عب اس رض ي هللا عنهم ا الس ابق‪..« :‬‬
‫وطعمة للمساكين‬

‫"تنبيه ‪ :‬من الخطأ دفعها لغير الفقراء و املساكين ‪ ،‬كما جرت به عادة بعض الناس من إعطاء الزكاة لألقارب أو‬
‫الجيران أو على سبيل التبادل بينهم و إن كانوا ال يستحقونها ‪ ،‬أو دفعها ألسر معينة كل سنة دون نظر في حال تلك‬
‫األسر ؛ هل هي من أهل الزكاة أو ال ؟‪ .‬مكان دفعها تدفع إلى فقراء املكان الذي هو فيه‪ ،‬ويجوز نقلها إلى بلد آخر‬
‫على القول الراجح؛ ألن األصل هو الجواز‪ ،‬ولم يثبت دليل صريح في تحريم نقلها‪.‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية البحث ومؤكد أنني قد وصلت إلى نتائج عديدة ومنها أنني تعلمت أمور لم أكن‬
‫أعرفها من وقد أضفت إلى خلفيتي الدينية معلومات قيمة وقد تعلمت أن الزكاة فرض على كل مؤمن وهي نافعة‬
‫لنا وليست ضارة فهي تقوم ببناء املجتمع عن طريق تحقيق التكافل االجتماعي الذي يتحقق عن طريق مساعدة‬
‫اآلخرين وتحقيق مساواة بين طبقات املجتمع من ناحية وتقوم بتطهير نفوسنا من ناحية أخرى واألهم أنها تكسبنا‬
‫رضى هللا تعالى فبتالي بإذن هللا نفوز بالجنة‪ .‬وأما من تركها وأهملها فله عذاب شديد فيكون قد باع اآلخرة بالدنيا‬
‫وبأس مصيره‪ .‬وقد تعلمت كيفية آداء الزكاة بطريقة صحيحة وتعرفت على مفردات جديدة وتعلمت معانيها مثل‬
‫النصاب‪.‬‬

You might also like